العدد الحادي والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫كم نحن فيليون؟!‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫‪171‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫شـــــــباط ‪2018‬‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬

‫مدير التحرير‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬

‫علي حسين علي‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫عبد اهلل صبري‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫سعد عبد الجبار‬

‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫حرب عالمية تشتعل من ارض كوردية‬

‫‪12‬‬

‫ليست دعوة للدكتاتورية ولكن !‬

‫‪16‬‬

‫االسالم و االحتالل نقيضان ال یلتقیان‬

‫‪20‬‬

‫من ذاكرة فنان‪ 8 ..‬شباط والمقاومة الفيلية للبعث‬

‫‪22‬‬

‫نظرة من اهلل تمنح الرحمة والمودة والسكينة لعباده؛ على العكس من‬ ‫الدنيا التي مهما حزنت عليها فال تميل بطرفها اليك ابدا‪ .‬نحن الفيليون‬ ‫مضطرون في خضم المشكالت والمعضالت ان نبحث عن الحل؛ الن تكاملنا‬ ‫يعود لعهود ما بعد اليأس واذا اهملنا القيم العليا فهذا يعني ان كل تلك‬ ‫سني التضحيات والنضال كانت من اجل ال شيء‪ ،‬ولكن في البلد الناهب‬ ‫للحقوق اذا سعينا ان نسترد تلك الحقوق اي ان نناضل من اجل الحصول‬ ‫على الحرية والمساواة فهذا يعني اختيارنا ما بين المجد والتبعية‪ ،‬والشرف‬ ‫العالي‪.‬‬ ‫الحياة السياسية في هذا البلد تظهر وكأن المشكالت تبدأ من القرارات‬ ‫السياسية والحكومية وبعدها انسلت نحو مفاصل الحياة داخل المجتمع‬ ‫ومألت االفاق كلها‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي انه في المناطق التي تحتوي على االختالفات القومية‬ ‫والدينية والقبلية والمناطقية فمن الصعوبة الحديث عن المساواة في‬ ‫المواطنة‪.‬‬ ‫فمنذ القدم اراد االعداء قبل حصولهم على السلطة ان يكمموا اصواتنا‪،‬‬ ‫ولكن بعد ان جثموا على كرسي السلطة يريدون ان يشنقوننا!! فكونك‬ ‫فيليا يستلزم منك واجبات والتزام بجميع القيم االنسانية‪ ،‬فشريك القومية‬ ‫او الدين او المواطنة يستطيع المشاركة بحرية في التصدي لمشكالتنا‬ ‫ومعاناتنا‪ ،‬ولكن االنسان الفيلي الذي ال موقف له يستطيع التنصل عن‬ ‫خصوصياته!‬ ‫كثيرة هي االسباب التي تتيح لبعض االشخاص ان يقولوا ان نحسنا بدأنا‬ ‫حينما قلنا‪ :‬كورد فيليون! ولكن هل ان كل المظلومين في العراق هم‬ ‫فيليون ام يقولون بأنهم فيليون؟! يقال ان خنقنا وتهميشنا بدأ حينما ادعى‬ ‫بعض االشخاص انهم يمثلون الكورد الفيليين هل ان كل منهوبي الحقوق‬ ‫يعانون الداء نفسه؟! في وقت تقوم الحكومات السابقة والالحقة في بغداد‬ ‫مع االحزاب السياسية باالعتماد على يأسنا اكثر مما تقوم بدفعنا الى اليأس‬ ‫نفسه ألنه بقدر ما نسعى لحقوق االنسان الفيلي داخل المجتمع بقدر ذلك‬ ‫نستطيع القول باننا فيليون‪ ،‬وقضيتنا كمدِّ العاطفة وجزر الدستور!!‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫البارزاني‬

‫‪4‬‬ ‫بعد اإلستفتاء واجه إقليم‬ ‫كوردستان مشكالت كبرية‬ ‫وكثرية‪ ،‬متثلت يف تجاوز بغداد للدستور‬ ‫وإنتهاك إرادة املواطن الكوردستاين‪،‬‬ ‫وفرض الحصار‪ ،‬وتنافس غري املعقول‬ ‫مع املعقول‪ ،‬وتالطم املكائد السياسية‬ ‫واإلقتصادية‪ ،‬وتهديد الوضع الفدرايل‬ ‫الدستوري الراهن لإلقليم‪.‬‬ ‫يف وسط تلك الزحمة واألحداث املؤسفة‪،‬‬ ‫راقب الكوردستانيون التطورات امليدانية‬ ‫واملتغريات اإلقليمية والتحوالت التي‬ ‫تستوجب النظر واالستيعاب والتعامل‬ ‫والتجاوب معها‪ ،‬وكذلك التي تستحق‬ ‫مقاومتها‪ ،‬دون تصعيد‪ .‬وألنهم ورثوا‬ ‫الكثري من الرصاعات والقضايا املثرية‪،‬‬ ‫وقفوا عىل مفرتق اإلختيار بني اإللتفات‬ ‫اىل املايض الجارح األليم بسبب راكبي‬ ‫موجة السياسة الذين الميتون للفهم‬ ‫والصدق واألمانة بصلة‪ ،‬وبني التطلع إىل‬ ‫املستقبل وحب الوطن من حيث حاميته‬ ‫من قبل الذين إعتادوا عىل التضحية‬ ‫ومقارعة الظلم واملطالبة بالحقوق‬ ‫وتطبيق القانون والعدالة واملساواة بني‬ ‫الجميع‪ .‬وإتجهت األنظار نحو السيد‬ ‫نيجريفان بارزاين‪ ،‬رئيس حكومة اإلقليم‬ ‫ليقف يف طليعة املتطلعني للغد األفضل‪،‬‬ ‫وليفتح األبواب والنوافذ املغلقة بني‬ ‫أربيل وبغداد أو ًال‪ ،‬وبني أربيل وعواصم‬ ‫العامل تالياً‪ ،‬بوجه الكوردستانيني‪.‬‬

‫فاتح‬ ‫األبواب‬ ‫المغلقة‬ ‫صبحيسالهيي‬

‫زيارات وزيرة الدفاع األملانية‪ ،‬أورسوال‬ ‫فون دير الين‪ ،‬ووزير خارجية فرنسا‪،‬‬ ‫جان إيف لودريان‪ ،‬ووفد وزارة الخارجية‬ ‫األمريكية برئاسة جون سوليفان نائب‬ ‫وزير الخارجية األمرييك‪ ،‬وآندرو بيك‬ ‫نائب مساعد وزير الخارجية األمرييك‬ ‫لشؤون الرشق األوسط‪ ،‬وإيريك ماير‬ ‫نائب مساعد وزير الخزانة األمرييك‬ ‫ودوغالس سيليامن السفري األمرييك يف‬ ‫العراق‪ ،‬وإجتامعاتهم مع رئيس وزراء‬ ‫إقليم كوردستان‪ .‬وتأكيداتهم الجادة‬ ‫عىل إلتزام بلدانهم باستمرار العالقات‬

‫مع إقليم كوردستان ودعم شعب‬ ‫وحكومة اإلقليم وقوات البيشمركه‪،‬‬ ‫وعىل رضورة إرساء االستقرار االقتصادي‬ ‫والسيايس واألمني يف املنطقة‪ .‬ودعواتهم‬ ‫لحل املشكالت بني أربيل وبغداد عىل‬ ‫أساس الدستور العراقي ومن خالل‬ ‫الحوار‪ .‬وتأكيداتهم عىل رضورة إرساء‬ ‫االستقراراالقتصادي والسيايس واألمني‬ ‫يف املنطقة وحفاظ إقليم كوردستان‬ ‫عىل مكانته الهامة التي يشغلها‪،‬‬ ‫فتعترب تحطي ً‬ ‫ام للحصار السيايس‬ ‫والدبلوماسيواإلقتصادي املفروض عىل‬

‫إقليم كوردستان‪ .‬وتأكيدات التقبل‬ ‫املناقشة عىل ما أوردتها وسائل إعالم‬ ‫عاملية ومراكز دراسات ومسؤولني‬ ‫دبلوماسيني كبار‪ ،‬وعاملني خلف كواليس‬ ‫مراكز صناعة القرار يف العامل‪ ،‬وأصحاب‬ ‫القامات الطويلة الذين يرون ما اليراه‬ ‫اآلخرون‪ ،‬وفقاً ملربرات فكرية ان‬ ‫نيجريفان بارزاين‪ ،‬رئيس حكومة اإلقليم‪،‬‬ ‫هو الشخص الذي ال ميكن االستغناء‬ ‫عنه كوردستانياً لإلمساك بخيوط اللعبة‬ ‫وتجاوز املشكالت وبناء املستقبل‬ ‫األفضل‪.‬‬

‫رئيس حكومة اإلقليم‪ ،‬بحكم طبيعة‬ ‫النظام السيايس ونتائج اإلنتخابات‬ ‫الترشيعية‪ ،‬هو من الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬األقوى نفوذاً‪ ،‬والذي‬ ‫يتحمل املسؤوليات وتبعاتها وحامية‬ ‫املصالح االسرتاتيجية‪ ،‬وإتخاذ االجراءات‬ ‫الوقائية‪ ،‬وإحتواء كل املعضالت‪ ،‬وإتخاذ‬ ‫التدابري الالزمة بخصوص العالقات‬ ‫السلبية واإليجابية بني األحزاب‬ ‫الكوردستانية التي مل تقم بأي حال من‬ ‫األحوال عىل حسن النوايا‪ ،‬ألنها نشأت‬ ‫وتطورت وفقاً لدرجة املصالح املتبادلة‬

‫ومدى التشابه والتطابق النسبيني أو‬ ‫االختالف النسبي يف الرؤى‪ ،‬وال تخرج‬ ‫عالقة حكومة اإلقليم‪ ،‬منذ بداية تشكيل‬ ‫الكابينة الحالية يف العام ‪ 2014‬برئاسة‬ ‫نيجريفان بارزاين عن هذا السياق‪،‬‬ ‫ولكن ما يهم هو أن نضع الخالفات‬ ‫البينية جانباً ملواجهة ما نعتربه تهديداً‬ ‫إسرتاتيجياً مشرتكاً‪ ،‬وأن يعرف الجميع يف‬ ‫هذه املرحلة أن الشعب الكوردستاين‪،‬‬ ‫قوي وفاعل يريد أن يقدم نفسه للعامل‬ ‫عىل حقيقته امليالة للسالم واالستقرار‪.‬‬ ‫أما األجواء التفاؤلية التي تسود‬ ‫اإلتصاالت اإليجابية بني أربيل وبغداد‬ ‫من جهة‪ ،‬وبني أربيل والعواصم املهمة‪،‬‬ ‫والتي قطعت شوطاً كبرياَ يف الفهم‬ ‫املتبادل‪ ،‬فإنها تؤكد عىل وجود إرادة‬ ‫جامعة ملحارصة كل الظواهر السلبية‪.‬‬ ‫وتدل عىل إمكانية معالجة النقاط‬ ‫العالقة بتقريب وجهات النظر والحوار‬ ‫واإلنفتاح عىل جميع اإلتجاهات لتسهيل‬ ‫العقد املستعصية ومعالجة اإلشكاالت‬ ‫الجوهرية الكربى‪ ،‬وهذا الجو املتفائل‬ ‫بالنسبة للكوردستانيني‪ ،‬سيمهّد حت ً‬ ‫ام‬ ‫إلستحقاقني آخرين ال يقالن أهمية عن‬ ‫اإلستحقاقات الوطنية والقومية املهمة‪،‬‬ ‫أال وهام‪ ،‬إنتخابات الربملان العراقي‪،‬‬ ‫واإلنتخابات الترشيعية يف اإلقليم‪ ،‬ويتفق‬ ‫الجميع عىل أهمية هاتني العمليتني‪،‬‬ ‫ويعتربونهام وقتني مهمني متتحن فيهام‬ ‫الذكاء واإلخالص‪ ،‬وتخترب فيهام اإلرادة‬ ‫والشجاعة دفاعاً عن الثوابت والقيم‪،‬‬ ‫كام يعدونهام إستحقاقني وطنيني إلثبات‬ ‫الهوية والذات والقرار الصحيح الذي‬ ‫يرسم معامل الحياة السياسية املقبلة‬ ‫والربامج واملشاريع التي تخدم املواطن‬ ‫الكوردستاين وتجسد تطلعاته املرشوعة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫الحرب العاملية الصغرى‬ ‫والطلب الكوردي الكبري‬

‫العامل عىل شفري حرب كبرية أخرى‬ ‫عىل مساحة صغرية والكورد منذ‬ ‫زمن مبتلون مبصيبة تتمثل بان املجتمع‬ ‫الدويل ال يعري اهمية ملطالبهم‪ ،‬كون‬ ‫حقوق الشعوب املضطهدة لديهم‬ ‫مشفرة‪ ،‬ومع االسف‪ ،‬عىل الرغم من‬ ‫ضجيجهم فيام يتعلق بحقوق االنسان‪،‬‬ ‫فان الشعوب املغلوبة عىل امرها مازالت‬ ‫تنوء بالحمل الثقيل من اجل حصولها‬ ‫عىل االستقالل وتأمني حقوقها فصار من‬ ‫واجبها ان تجازف وان تواجه الكثري من‬ ‫املخاطر‪ ،‬بسبب ارتباط السالح واملصالح‬ ‫وهذه فرصة تسوغ لالنظمة الدكتاتورية‬ ‫حل مطالب الشعوب بالعنف عىل‬ ‫السلم‪ .‬فمن املستحيل اال يصاب شعب‬ ‫ما بالصدمة واليأس وقتيا حينام يواجه‬ ‫طلبه بالرفض من قبل املجتمع الدويل‪،‬‬ ‫واالسباب كثرية وليس بالرضورة ان‬ ‫تكون جميعها ناجمة عن القراءة‬ ‫الخاطئة وزالت قادة الشعوب او حركاته‬ ‫التحررية‪ ،‬وكمثال عىل ذلك‪:‬‬ ‫ان النظرة الخاطئة للمجتمع املعارص‬ ‫امليلء باألنظمة الدكتاتورية واالنتهازية‬ ‫ليس لها اي اميان مبطالب وحقوق‬ ‫الشعوب االخرى‪ .‬وطريقة تفكري هذه‬ ‫الحكومات تظهر كأنها وسم وعالمة‬ ‫سياسية وحقوق االنسان الخاصة بها‬ ‫تتلخص يف ان اي شعب مجرب عىل عدم‬ ‫الخضوع والتسليم‪ .‬مثل كل ما اجرته‬

‫القوى العاملية واالقليمية عىل الكورد‬ ‫وباقي الشعوب املغلوبة عىل امرها‪.‬‬ ‫وبعدم االستجابة ملطالبهم تدفعهم‬ ‫اىل اليأس وبعد اليأس تفرض عليهم‬ ‫برنامجها الخاص‪.‬‬ ‫ومن الخطأ ايضا ان يقال ان الكورد‬ ‫يف العراق قد اصيبوا بازمات ما بعد‬ ‫االستفتاء بسبب سياساتهم وضغوط‬ ‫بغداد؛ اذ ان السبب يعود لتنفيذ‬ ‫سياسيات ادمنت عليها بغداد ضد‬ ‫الكورد‪.‬‬ ‫لو كانت املصالح االقتصادية معيارا‬ ‫رئيسا الستقالل اي شعب‪ ،‬فمن املحتمل‬ ‫ان الذي ميلكه الكورد ال يبلغ الدرجة‬ ‫التي تضعهم يف الصفوف االوىل‪ ،‬فأن‬ ‫صداقتهم مع الدول الصغرية تتلخص‬ ‫فيام يريدونه منها‪ ،‬واهدافهم ليست‬ ‫خفية عىل احد مثلام حصل حينام‬ ‫احتاجوا اىل الكورد يف التخلص من‬ ‫االرهاب يف املنطقة‪.‬‬ ‫املجتمع الدويل اثبت بشكل جيل وواضح‬ ‫انه كان يف تلك املرحلة مؤيدا الحياء‬ ‫الحقوق القومية لشعبنا ولكنه بعدها‬ ‫الم العب عىل مطالبته بحقوقه‪ ..‬املهم‬ ‫هي خططه التي مل يتم تنفيذها كام‬ ‫يجب‪ .‬ولحني اجتياز الشعب للصعوبات‬ ‫التي يرى نفسه خاللها يف حرب عاملية‬ ‫مصغرة يف املنطقة فمن الصعب ان‬

‫تقوم تلك الدول باالهتامم باملطالب‬ ‫الكبرية للكورد! ونحن عىل ثقة بان‬ ‫الدنيا ستتغري ولكن عقلية دول املنطقة‬ ‫املعادية لحقوقنا والقوميات املشابهة‬ ‫له لن تتغري‪ ،‬واملشكلة اننا جريانا لتلك‬ ‫العقليات ونعيش معها‪ ،‬والقوى العظمى‬ ‫وبسبب تأثريات املصالح السياسية‬ ‫واالقتصادية ستبقى دامئا عىل عالقة غري‬ ‫ودية مع املظلومني‪ .‬فالشعوب والدول‬ ‫املستقلة‪ ،‬التي تحتفل بالعيد الوطني‬ ‫وبطبيعة الحال تعتز بهذا اليوم لكن‬ ‫اليعطون ضوءاً اخرض لشعب مضطهد‬ ‫هذا الحق‪ ،‬وباختصار ومن باب انعدام‬ ‫الحلول ال القناعة الكورد يلجأون اىل‬ ‫العامل الخارجي لحل مشكالتهم‪ .‬فبغداد‬ ‫مثال لن ترتاجع باالستمرار يف ظلمها‬ ‫السيايس والعرقي بحق قوميتنا‪.‬‬ ‫والدليل عىل ذلك‪ ،‬االنظمة السياسية‬ ‫يف بغداد احتاجت عىل الدوام اىل تربير‬ ‫سياسياتها الخاطئة اىل تهم واعداء‬ ‫جاهزة وهم الكورد‪ ،‬وبهذه الحالة عىل‬ ‫الكورد ان يغريوا نظرتهم وسياستهم‬ ‫وان يضعوا تجربة الفشل والظلم داخل‬ ‫ملف التجارب واال ي ّ‬ ‫ُصغروا من مطالبهم‬ ‫الرشعية والكبرية يف الحرب القادمة‬ ‫ملصالح القوى العظمى وان يجتازوا يف‬ ‫اعادة تقديم التضحيات حاجز الال يشء‪.‬‬

‫علي حسني فيلي‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫عبداهلل جعفر كوفلي‬

‫ان النظام الفدرالي‬ ‫هو الشكل الذي‬ ‫حدده برملان اقليم‬ ‫كوردستان العراق يف‬ ‫‪ 1994/10/4‬كنمط‬ ‫عالقته مع احلكومة‬ ‫العراقية املركزية‬ ‫و بعدها االحتادية‬ ‫‪ ،‬وجاء حتديد هذا‬ ‫النظام من طرف واحد‬ ‫دون تفاوض و حوار‬ ‫مع بغداد ‪ ،‬و قد كان‬ ‫خطوة خارج املألوف‬ ‫عن السابق ‪..‬‬

‫فيدرالية كوردستان يف خطر‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬ ‫فأن تحديد شكل االرتباط‬ ‫بني الشعب‬ ‫والعالقة‬ ‫الكوردستاين و الحكومات املركزية‬ ‫املتعاقبة كانت نتاج ومثار مفاوضات‬ ‫و زيارات للوفود و نقاشات طويلة‬ ‫او قصرية ‪ ،‬كام هو الحال يف بيان‬ ‫الحكم الذايت يف ‪/11‬اذار عام ‪1970‬‬ ‫و معلوم ان النظام الفدرايل يقوم‬ ‫عىل توسيع صالحيات ترشيعية‬ ‫و تنفيذية و قضائية ‪ ،‬و قد كانت‬ ‫الحكومة املركزية متر بأصعب‬ ‫مراحلها بعد اخراج القوات العراقية‬ ‫من دولة الكويت و دخول القوات‬ ‫التحالف و قيام االنتفاضات الشعبية‬ ‫يف الجنوب و الشامل و لكن الشعب‬ ‫الكوردستاين قرر بإرادة حرة البقاء‬ ‫مع العراق وفق النظام الفدرايل‬ ‫الذي توسع فيام بعد ليكون دولة‬ ‫االمر الواقع يف عالقاته الداخلية و‬ ‫االقليمية و الدولية ‪.‬‬ ‫إن فدرالية اقليم كوردستان‬ ‫اصبحت محط انظار املجتمع الدويل‬ ‫برمته لكونها تجربة دميقراطية‬ ‫فريدة تشهدها املنطقة باالضافة‬ ‫اىل أن جميع قوى املعارضة‬ ‫العراقية يف وقتها كانت تحلم بها ‪،‬‬ ‫و تتوعد بالسري عىل خطى الشعب‬ ‫الكوردستاين اذا ما سنحت لهم‬ ‫الفرصة من استالم زمام الحكم يف‬

‫بغداد ليكون العراق منوذجاً لدولة‬ ‫مدنية قامئة عىل اساس املواطنة‬ ‫والتعايش السلمي تحسدها الدول‬ ‫و االفراد ‪.‬‬ ‫استطاعت القوى السياسية املعارضة‬ ‫و مبساعدة التحالف الدويل من‬ ‫اسقاط النظام عام ‪ 2003‬لتبدأ‬ ‫خطواتها نحو بناء دولة دميقراطية‬ ‫دعامئها مساواة و عدالة اجتامعية‬ ‫و لعب الشعب الكوردستاين دوراً‬ ‫رائداً ‪.‬‬ ‫اقر الدستور العراقي لعام ‪2005‬‬ ‫النظام الفدرايل لالقاليم و الالمركزية‬ ‫االدارية للمحافظات غري املنتظمة‬ ‫يف اقاليم كشكل العالقة بينها و‬ ‫بني الحكومة االتحادية ‪ ،‬أي ان‬ ‫النظام االداري و السيايس العراقي‬ ‫االتحادي كان قامئاً عىل الفدرالية و‬ ‫الالمركزية االدارية يف آن واحد ‪.‬‬ ‫لكن الغريب يف املوضوع ان الوعود‬ ‫النيات كانت تظهر‬ ‫بني فينة و أخرى و‬ ‫القرارات االتحادية‬ ‫املتعددة تشم رائحة‬ ‫املحاولة ألنهاء النظام‬ ‫الفدرالي ‪ ،‬و يعود اىل‬ ‫العقلية الحاكمة التي‬ ‫ال تستوعب غري النظام‬ ‫الشمولي‬

‫و االتفاقات رسعان ما تجري عليها‬ ‫التغيري قبل استالم السلطة و‬ ‫االستيالء عىل كريس الحكم و بعدها‬ ‫‪ ،‬فأن محاوالت الحكومات العراقية‬ ‫كانت مستمرة أللغاء النظام‬ ‫الفدرايل بشكل مبارش او غري مبارش‬ ‫و بدرجات متفاوتة يف املراحل‬ ‫املختلفة ‪ ،‬و لكنها كانت تصطدم‬ ‫بحاجز البنود واملواد الدستورية ‪ ،‬و‬ ‫ان فدرالية اقليم كوردستان كانت‬ ‫قبل تأسيس العراق االتحادي ناهيك‬ ‫عن موقف املجتمع الدويل و دفاعه‬ ‫عن فدرالية اقليم كوردستان ‪ ,‬اذن‬ ‫الن ّيات كانت تظهر بني فينة و أخرى‬ ‫و القرارات االتحادية املتعددة تشم‬ ‫رائحة املحاولة ألنهاء النظام الفدرايل‬ ‫‪ ،‬و يعود اىل العقلية الحاكمة التي‬ ‫ال تستوعب غري النظام الشمويل‬ ‫املركزي القابع عىل جميع مفاصل‬ ‫الحياة ‪ ،‬و هذا يعني ان الرصاع كان‬ ‫قامئاً دون االعالن عنها و من دالالت‬ ‫ما ذكرناه ‪:‬‬ ‫ان الدستور العراقي منح‬ ‫‪ .1‬‬ ‫املحافظات حق تأسيس االقاليم‬ ‫الفدرالية وفق السياقات القانونية‬ ‫املتبعة و لكن الحكومة االتحادية‬ ‫مل تسمح طيلة (‪ )13‬سنة السابقة‬ ‫قيام أي اقليم فدرايل رغم املحاوالت‬ ‫و الدعوات املستمرة و خاصة‬ ‫محافظة البرصة او غريها ليبقى‬ ‫اقليم كوردستان و حيداً و سه ًال ألن‬

‫االمر سيكون اصعب اذا ازداد عدد‬ ‫االقاليم الفدرالية ‪.‬‬ ‫عدم تقديم املساعدات‬ ‫‪ .2‬‬ ‫العسكرية لقوات البيشمةركة طيلة‬ ‫فرتة قتاله مع التنظيامت االرهابية‬ ‫و خاصة (داعش) عند هجومه عىل‬ ‫االقليم يف عام ‪ 2014‬و بعدها و‬ ‫حتى عدم االشارة اىل تضحياته و‬ ‫دوره الفاعل يف مناسبات عديدة‬ ‫و ترصيحات صحفية ‪ ،‬و عدم‬ ‫اعتباره جزءاً من املنظومة الدفاعية‬ ‫االتحادية ‪.‬‬ ‫قطع املوازنة و املستحقات‬ ‫‪ .3‬‬ ‫املالية و الرواتب عن حكومة االقليم‬ ‫منذ اكرث من ثالث سنوات بحجج و‬ ‫اسباب واهية ‪ ،‬و الرصاع املستميت‬ ‫بني نواب االقليم و الحكومة و‬ ‫مجلس النواب عىل نسبة حصة‬ ‫االقليم يف املوازنة كموضوع سنوي‬ ‫ساخن ينظره املواطن بتلهف ‪.‬‬ ‫قبل اجراء االستفتاء‬ ‫‪ .4‬‬ ‫الكوردستاين يف ‪ 2017/9/25‬و‬ ‫بعدها اظهر الجميع عىل حقيقتهم و‬ ‫ان اصحاب االفكار و االراء املتقدمة‬ ‫والنرية و بناة الدميقراطية و الحرية و‬ ‫املساواة كشفوا النقاب عن وجوههم‬ ‫ليصب جل سمومهم الخبيثة ملجرد‬ ‫ان الشعب الكوردستاين مارس حقاً‬ ‫رشعياً بطريقة دميقراطية بحيث‬ ‫دفعت هؤالء اىل التفكري و املامرسة‬ ‫من اجل الغاء فدرالية االقليم عىل‬

‫الرغم من قناعتهم بعدم قدرتهم‬ ‫عىل تعديل الدستور النافذ يف‬ ‫الوقت الحايل لذا لجؤوا اىل اساليب‬ ‫التدخل العسكري و احتالل كركوك و‬ ‫املناطق الكوردستانية خارج االقليم‬ ‫و االستيالء عىل االبار النفطية و‬ ‫غلق باب الحوار ليدخل االقليم يف‬ ‫دوامة يكاد الخروج منه صعباً وسط‬ ‫عدم دفع الرواتب لوجود موظفني‬ ‫مزدوجي الرواتب او اكرث و عدم‬ ‫وجودهم يف االقليم و بعد جهود‬ ‫حثيثة استجاب للضغوط الدولية‬ ‫فارسل اللجان املختلفة و املتخصصة‬ ‫لتدقيق قوائم رواتب املوظفني و‬ ‫تحديد التجاوزات و االخرتاقات‬ ‫القانونية من اجل التعديل ‪ ،‬و‬ ‫من ثم ارسال الرواتب ‪ ،‬و اخرياً و‬ ‫ليس آخراً ترغب الحكومة العراقية‬ ‫االتحادية التعامل مع املحافظات‬ ‫بشكل مبارش و تهميش دور‬ ‫الحكومة و رمبا إلغاءها اذا متكنت‬ ‫و محاوالتها املتكررة للسيطرة عىل‬ ‫املنافذ الحدودية او غلقها باالتفاق‬ ‫مع دول الجوار‪ ،‬باالضافة اىل غلق‬ ‫املطارات بوجه املسافرين و الوفود‬ ‫الرسمية ‪ ،‬و ال تزال املحاوالت تجري‬ ‫عىل قدم و ساق من اجل اقرار نظام‬ ‫الالمركزية االدارية او عىل االقل اقرار‬ ‫نظام فدرالية املحافظات التي دعى‬ ‫اليه السيد مام جالل طالباين عام‬ ‫‪ 2008‬عندما كان رئيساً للجمهورية ‪.‬‬

‫و يف كل االحوال فأن خطوات‬ ‫الحكومة االتحادية و قرارات مجلس‬ ‫النواب و املحكمة االتحادية تشري‬ ‫اىل محاوالتهم إللغاء النظام الفدرايل‬ ‫ألقليم كوردستان يف وقت دخل‬ ‫املواطن الكوردستاين حالة اليأس و‬ ‫ال تزال املحاوالت تجري‬ ‫على قدم و ساق من اجل‬ ‫اقرار نظام الالمركزية‬ ‫االدارية او على االقل اقرار‬ ‫نظام فدرالية املحافظات‬ ‫التي دعى اليه السيد‬ ‫مام جالل طالباني عام‬ ‫‪ 2008‬عندما كان رئيساً‬ ‫للجمهورية‪.‬‬

‫حالة اقتصادية مزرية ينتظر اليد‬ ‫الذي يدفع راتبه و يؤمن عيشه‬ ‫اينام كان ‪ ،‬و قد اشبع من الوعود‬ ‫و الترصيحات شبه اليومية لتحسني‬ ‫الحالة املعاشية ‪.‬‬ ‫اذن نحن بحاجة اىل تعديل او تغيري يف‬ ‫العقلية الحاكمة دون تغيري الوجوه‬ ‫و االسامء ‪ ،‬و سيحققون مآربهم إذا‬ ‫متكنوا من ذلك وأنه الرصاع االبدي‬ ‫بني الشعب الكوردستاين و من‬ ‫يحكم بغداد و لكن يبقى الشعب‬ ‫الكوردستاين صامداً قوياً ال يعري‬ ‫للمحاوالت و املؤامرات قيمة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫«حرب عالمية»‬

‫شفان ابراهيم‬

‫ تشتعل من ارض كوردية‬

‫تتخذ العملية العسكرية‬ ‫الرتكية التي تشنها أنقرة ضد‬ ‫القوات الكوردية يف عفرين السورية‬ ‫ما يشبه «حربا عاملية» تدخل فيها‬ ‫أطراف تضم روسيا وأمريكا وتركيا‬ ‫وإيران باإلضافة إىل سوريا‪.‬‬ ‫وقد أبرزت هذه العملية املصالح‬ ‫املتضاربة واملتداخلة للقوى املتصارعة‬ ‫يف تلك املنطقة ذات املوقع الجغرايف‬

‫املهم‪.‬‬ ‫حلم الكورد يف «عفرين»‬ ‫وأشار تقرير لـ»وول سرتيت جورنال»‬ ‫إىل أن وحدات الحامية الكوردية‬ ‫قد استفادت من حربها ضد داعش‬ ‫لتصبح حليفا رئيسيا للواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬األمر الذي منحها سيطر ًة‬ ‫عىل مناطق كانت تابع ًة للتنظيم‪،‬‬ ‫لتأسس إقلي ً‬ ‫ام شبه مستقل شاميل‬

‫البالد‪.‬‬ ‫وخالفاً للدعم الكبري الذي حظي به‬ ‫الكورد شامل رشقي سوريا‪ ،‬مل يحظ‬ ‫كورد عفرين بذات الدعم‪ ،‬وذلك لعدم‬ ‫تواجد تنظيم داعش يف املنطقة‪.‬‬ ‫وعىل غرار ما جرى يف كوردستان‬ ‫العراق‪ ،‬فإن الطموحات الكوردية‬ ‫لبناء دولة مستقلة مل تعجب جريانهم‬ ‫األتراك‪ ،‬ومع الخسائر التي تتعرض‬

‫لها القوات الكوردية يف عفرين‪،‬‬ ‫بات هدفهم تقليص األرضار قدر‬ ‫املستطاع‪ ،‬وحامية املناطق الرشقية‬ ‫مبا فيها تلك التي تضم حقو ًال‬ ‫للنفط‪.‬‬ ‫وحسب الصحيفة األمريكية فإن‬ ‫تجربة عفرين أعطت للكورد‬ ‫تقيي ً‬ ‫ام لحال «مستقبلهم الهش»‪،‬‬ ‫يف ضوء التهديد الرتيك املستمر لهم‪،‬‬ ‫واحتامل انسحاب الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية من سوريا‪.‬‬ ‫«عفرين» مصدر مشكالت يف‬ ‫«الناتو»‬ ‫تصنّف تركيا وحدات حامية الشعب‬ ‫الكوردي كتنظيم إرهايب وامتداد‬ ‫لحزب العامل الكوردستاين‪ ،‬الذي‬ ‫يصارع أنقرة منذ عقود‪.‬‬ ‫وتابعت أنقرة بغضب عمل قوات‬ ‫الوحدات الكوردية‪ ،‬وطالبت‬ ‫الواليات املتحدة الداعمة لها بوقف‬ ‫ذلك‪ ،‬وتدهورت العالقات بني‬ ‫العضوين يف حلف شامل األطليس‪،‬‬ ‫إذ تعترب تركيا إقامة دولة كوردية يف‬ ‫حدودها الجنوبية «خطاً أحمر»‪.‬‬ ‫ويف سبيل حامية حدودها‪ ،‬تطرح‬ ‫أنقرة مرشوع إقامة منطقة عازلة‬ ‫عىل حدودها‪ ،‬بحيث تفصلها عن‬ ‫مناطق سيطرة الكورد‪.‬‬ ‫ويلجأ الرئيس الرتيك رجب طيب أردوغان‬ ‫إىل الخطاب املناهض للكورد‪ ،‬من أجل‬ ‫تأجيج الغضب عند القوميني األتراك‪،‬‬ ‫دون أن يكون بني يديه حل للقضية‬ ‫سوى الحسم العسكري أو التفاوض مع‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬للتوصل إىل صيغة‬ ‫تريض الطرفني‪.‬‬ ‫«الكورد» ورقة بيد النظام‬

‫توصف العالقة بني نظام الرئيس بشار‬ ‫األسد والكورد بكونها معقدة وغامضة‪،‬‬ ‫فهو معارض لفكرة حصولهم عىل حكم‬ ‫ذايت‪ ،‬إال أنه قدم الدعم لهم يف بعض‬ ‫املناسبات‪ ،‬تاركاً باب الحوار معهم مفتوحاً‬ ‫ولو بشكل ضيق‪.‬‬ ‫وكان النظام السوري قد أرسل هذا‬ ‫األسبوع أعداداً من امليليشيات العسكرية‬ ‫املوالية له ملساعدة الكورد يف عفرين‪،‬‬ ‫ولكنهم تعرضوا لنريان مصدرها املدفعية‬ ‫الرتكية‪.‬‬ ‫وتنبع أهمية عفرين بالنسبة لدمشق‪،‬‬ ‫من أن حامية الكورد يف تلك املنطقة قد‬ ‫يكسب النظام السيطرة عىل ذلك املكان‪،‬‬ ‫ويجعله متحك ً‬ ‫ام يف الورقة الكوردية إن‬ ‫فكرت واستطاعت الحكومة استعادة‬ ‫املناطق الكوردية وخصوصاً تلك التي‬ ‫تضم حقول النفط رشقاً يف املستقبل‪.‬‬ ‫هل تخىل الروس عن الكورد؟‬ ‫تسعى روسيا للظهور مبظهر الوسيط‬ ‫الرئييس يف سوريا‪ ،‬وقد ساعدتها معركة‬ ‫عفرين بشكل كبري لتحقيق ذلك‪ ،‬إذ أن‬ ‫القصف الرتيك لعفرين الخاضعة لسيطرة‬ ‫تم عىل مايبدو‬ ‫موسكو غري املبارشة‪ ،‬قد ّ‬ ‫مبوافقة ضمنية من روسيا‪.‬‬ ‫وأنشأت روسيا عالقات جيدة مع وحدات‬ ‫حامية الشعب الكوردي‪ ،‬ودعتها للمشاركة‬ ‫يف مؤمتر الحوار الوطني‪ ،‬الذي عقد مؤخراً‬ ‫يف سوتيش‪ ،‬لتمنحها بهذه الخطوة اعرتافاً‬ ‫رسمياً أكرب من الذي حصلت عليه من‬ ‫أمريكا‪ ،‬إال أن الهجوم عىل عفرين و ّتر‬ ‫العالقات بني روسيا والكورد‪ ،‬الذين تركوا‬ ‫وبأيديهم خيارات قليلة‪ ،‬وعاجزون عن‬ ‫عقد أي صفقة مع دمشق دون موافقة‬ ‫موسكو‪.‬‬ ‫األجندة اإليرانية يف «عفرين»‬

‫ندّ د الرئيس اإليراين حسن روحاين‪،‬‬ ‫الحليف القوي لنظام الرئيس األسد‬ ‫بالهجوم الرتيك عىل عفرين‪ ،‬معترباً أي‬ ‫تم‬ ‫تدخل أجنبي يف سوريا مرفوضاً إن ّ‬ ‫دون موافقة دمشق‪.‬‬ ‫ستستفيد إيران من معركة عفرين يف‬ ‫إحكام السيطرة عىل النظام بشكل أكرب‪،‬‬ ‫وتوطيد العالقات مع كل من كورد سوريا‬ ‫والضغط عىل تركيا‪ ،‬لدورها يف املعركة‪ ،‬إذ‬ ‫تشري تقارير إىل أن امليليشيات املتحالفة‬ ‫مع حكومة دمشق‪ ،‬والتي تحاول دخول‬ ‫عفرين مدربة من قبل إيران‪ ،‬كام أن‬ ‫ذلك سيساعدها يف وقف التأثري األمرييك‬ ‫يف الشامل‪ ،‬إذ أن تواجد حلفائها هناك‬ ‫سيق ّوي من تأثريها يف املنطقة‪ ،‬ويضعها‬ ‫عىل مقربة من تركيا‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية بني نارين‬ ‫وضعت معركة عفرين الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية يف موقف محرج‪ ،‬إذ وجدت‬ ‫نفسها أمام خيارين صعبني‪ ،‬فإما مواصلة‬ ‫دعمها لوحدات حامية الشعب الكوردي‪،‬‬ ‫أو خسارة تركيا حليفتها يف املنطقة‪.‬‬ ‫وحسب الصحيفة األمريكية‪ ،‬فإن واشنطن‬ ‫ّ‬ ‫التخل عن الكورد‪،‬‬ ‫ال تريد من جهة‬ ‫ولكنها يف ذات الوقت تدرك أن أي خلل‬ ‫يف منظومة حلف شامل األطليس «ناتو»‪،‬‬ ‫سيشكل انتصاراً لروسيا‪.‬‬ ‫ستزيد أهمية عفرين بالنسبة لألمريكيني‬ ‫إن واصلت تركيا زحفها نحو الرشق‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك سريفع من مخاطر اندالع مواجهة‬ ‫مبارشة مع جنودها املتواجدين يف منبج‪،‬‬ ‫لذا تحاول واشنطن إيجاد حل دبلومايس‬ ‫لرأب الصدع مع حليفتها‪ ،‬عرب إرسال عدد‬ ‫من املسؤولني البارزين للقاء الحكومة‬ ‫الرتكية‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪14‬‬

‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫قد ال ينتبه الكثريون اىل الدور‬ ‫الذي متارسه بعض االطراف‬ ‫الرتكامنية يف توظيف املشاكل القامئة‬ ‫بني بغداد واربيل وتعميقها بالشكل‬ ‫الذي يؤدي اىل دميومتها تناغام مع‬ ‫اجندات دول اقليمية ‪ ,‬وبشكل عام‬ ‫فان مرد عدم االنتباه هذا يعزى‬ ‫احيانا اىل ان االحزاب الرتكامنية متثل‬ ‫مكونا صغريا ال ميكن اعتباره مؤثرا‬ ‫عىل معادالت القوى داخل العراق‬ ‫‪ ,‬واحيانا اخرى يكون متقصدا كونه‬ ‫يصب يف صالح االحزاب‬ ‫الحاكمة يف بغداد‪.‬‬ ‫ال نبالغ اذ نقول بان‬ ‫االحزاب الرتكامنية هي من‬ ‫اكرث االحزاب العراقية قدرة‬ ‫عىل التكيف ‪ ,‬والتشكيل‬ ‫وفق املعطيات ‪ ,‬واالنتقال‬ ‫الرسيع بني التحالفات‬ ‫والخارجية‬ ‫الداخلية‬ ‫السنية والشيعية ‪,‬وترجع‬ ‫هذه القدرة اىل جملة من‬ ‫االسباب من بينها‪- :‬‬ ‫االول – احساسهم باالنتامء‬ ‫اىل قومية تتجاوز حدود‬ ‫العراق والتبعية لها والدوران‬ ‫يف فلكها ‪ ,‬فهم ميثلون نبض‬ ‫التوجهات الرتكية يف العراق‬ ‫وينفذون اجنداتها عىل‬ ‫حساب االجندات الوطنية‬ ‫الداخلية‪.‬‬ ‫الثاين – التنوع املذهبي‬ ‫للرتكامن بني سنة وشيعة‬

‫االحزاب‬ ‫التركمانية‬ ‫ودورها‬ ‫في تازيم‬ ‫العالقة بين‬ ‫اربيل وبغداد‬

‫ال يشكل عامل ضعف عندهم كام‬ ‫هو عند العرب بل استطاعوا توظيفه‬ ‫ملصالحهم القومية ‪ .‬فان كان انتامئهم‬ ‫القومي سببا يف تقاربهم مع تركيا‬ ‫‪ ,‬فان وجود شيعة تركامن مكنهم‬ ‫من التقارب مع االحزاب الشيعية‬ ‫الحاكمة يف العراق وبالتايل مع ايران‪.‬‬ ‫الثالث – ان اساس توطني التجمعات‬ ‫الرتكامنية يف املنطقة اىت وفق رؤية‬ ‫عثامنية يف خلق فاصل برشي عىل‬ ‫شكل حزام بني القوميتني العربية‬ ‫والكوردية‪ .‬هذا الحزام العثامين‬ ‫يستخدم اليوم كورقة رهان متبادلة‬ ‫بني االحزاب الرتكامنية واالحزاب‬ ‫الحاكمة يف بغداد للضغط عىل‬ ‫الكورد ‪ ,‬وطاملا ابتزت االحزاب‬ ‫الرتكامنية االطراف الشيعية العراقية‬ ‫بهذه الورقة للحصول عىل مطالبهم‪.‬‬ ‫مكنت النقاط الثالث اعاله االحزاب‬ ‫الرتكامنية من اكتساب امليزات التالية‬ ‫‪ - :‬توزيع االدوار فيام بينها للتواصل‬ ‫مع االطراف االقليمية املتصارعة‬ ‫كايران من جهة وتركيا والدول‬ ‫العربية من جهة اخرى ‪.‬‬ ‫ التمتع مبساحة مناورة اوسع‬‫من تلك التي تتحرك فيها االحزاب‬ ‫الشيعية او السنية العربية وحتى‬ ‫الكوردية‪.‬‬ ‫ اما عىل الصعيد الداخيل فقد‬‫مكنتها للعب عىل التناقضات‬ ‫العراقية(السنيةوالشيعية والكوردية)‬ ‫بسهولة‪.‬‬ ‫من املفارقات التي تواجهنا يف‬

‫املوضوع الرتكامين هي سياسة التظلم‬ ‫التي دابت عليها هذه االحزاب يف‬ ‫الفرتة االخرية ‪ ,‬واقحام انفسهم يف‬ ‫مظلوميات جميع املكونات العراقية‬ ‫سواء قبل االلفني وثالثة او بعدها ‪.‬‬ ‫فهم رشكاء مظلومية الكورد والشيعة‬ ‫يف زمن صدام حسني ‪ ,‬ورشكاء‬ ‫مظلومية السنة العرب بعد االلفني‬ ‫وثالثة ‪ ,‬ويزعمون مظلومية مختلقة‬ ‫لدى حكومة اقليم كوردستان ‪ ,‬وال‬ ‫يفوتهم ارشاك انفسهم يف مظلومية‬ ‫املسيحيني والكورد االيزيديني عند‬ ‫داعش‪ .‬وواقع الحال يقول بانهم اقل‬ ‫املكونات العراقية مظلومية يف كل‬ ‫هذه املراحل السياسية‪.‬‬ ‫بعد القضاء عىل داعش يف العراق‬ ‫واحتالل القوات العراقية لكركوك‬ ‫بدعم ايراين غريت االحزاب الرتكامنية‬ ‫(بشقيها السني والشيعي ) بوصلتها‬ ‫السياسية للتوجه نحو تركيا تاركة‬ ‫التقارب مع ايران ياخذ منحى‬ ‫عسكري متثل بتشكيل مليشيا الحشد‬ ‫الرتكامين ‪ .‬وكانت باكورة هذا التوجه‬ ‫الجديد هو املؤمتر الذي عقد مؤخرا‬ ‫يف تركيا وجمع االحزاب الرتكامنية‬ ‫بشقيها السني والشيعي ‪ ,‬وكذلك‬ ‫مشاركة مليشيا الحشد الرتكامين‬ ‫الجهد االيراين العراقي يف احتالل‬ ‫املناطق الكوردستانية يف كركوك‬ ‫وغريها من جهة اخرى ‪.‬‬ ‫يف خضم تلك التطورات بدات‬ ‫االطراف الرتكامنية السياسية‬ ‫واملليشياوية العمل يف اتجاهني‪- :‬‬

‫االول – تنفيذ اجندات تركية يف انهاء‬ ‫اي تواجد كوردي يف تلك املناطق‬ ‫ليس من الناحية االمنية او العسكرية‬ ‫فحسب بل وحتى من الناحية‬ ‫السياسية ‪ ,‬من خالل تلفيق اتهامات‬ ‫كاذبة بحق حكومة اقليم كوردستان‬ ‫واحزابه ‪ ,‬واعالنهم الرسمي عن‬ ‫رفضهم الي تواجد كوردي امني يف‬ ‫تلك املحافظة الكوردية‪.‬‬ ‫الثاين – استغالل االنقسام العريب‬ ‫السني ‪ -‬الشيعي للتحكم بالوضع يف‬ ‫محافظة كركوك‪.‬‬ ‫الثالث – تازيم الوضع االمني يف‬ ‫كركوك من خالل عمليات اغتيال‬ ‫وتفجري مقرات حزبية ( الحزاب غري‬ ‫كوردية) يك يتهم بها الطرف الكوردي‬ ‫ودفع بحكومة بغداد التخاذ مواقف‬ ‫متصلبة من اي تواجد سيايس كوردي‬ ‫يف املدينة‪.‬‬ ‫الرابع – قيام مليشيات الحشد‬ ‫الرتكامين يف كركوك بقتل وتهجري‬ ‫املدنيني الكورد والعرب السنة‬ ‫والسيطرة عىل مناطق سكناهم‪.‬‬ ‫مامرسات هذه االحزاب الرتكامنية‬ ‫وساساتها مل تقف عند هذا الحد‬ ‫بل وصلت احيانا اىل مستوى هابط‬ ‫من االسفاف ‪ ,‬فمشهد الفديو الذي‬ ‫ظهر فيه ارشد الصالحي زعيم الجبهة‬ ‫الرتكامنية وهو يتحدث بشكل‬ ‫حاميس داخل مدرسة يف كركوك ‪,‬‬ ‫ويتهم االدارة السابقة يف املدينة‬ ‫(االكوردية) بالتقصري يف نقاط اقل‬ ‫ما يقال عنها انها سطحية ‪ ,‬كان‬

‫مشهدا مرسحيا فاشال ‪ ,‬الغرض منه‬ ‫النيل من اي يشء يتعلق باالدارة‬ ‫الكوردية للمدينة‪.‬‬ ‫اما اخر ما تفتقت به ذهنية االحزاب‬ ‫الرتكامنية هو الترصيح العبثي الذي‬ ‫رصح به ارشد الصالحي وادعى فيه‬ ‫اىل انتشار قوات البيشمركة يف مناطق‬ ‫من محافظة كركوك مطالبا حكومة‬ ‫بغداد بالكشف عن ماهية هذا‬ ‫االنتشار ومهددا اياها بان االحزاب‬ ‫الرتكامنية ستتخذ مواقف اخرى يف‬ ‫حال عدم االفصاح عن حقيقة هذا‬ ‫االنتشار خالل ‪ 48‬ساعة ‪.‬وحسب‬ ‫املثل العراقي فيبدو ان ارشد‬ ‫الصالحي ( نايم ورجليه بالشمس)‬ ‫‪ ,‬فقبل ترصيحه هذا بساعتني نفت‬ ‫حكومة العراق وحكومة كوردستان‬ ‫ومعهام وزارة الدفاع العراقية ما تردد‬ ‫عن هذا االنتشار ووصفوها بانها‬ ‫عارية عن الصحة متاما ‪ ,‬لكن يبدو‬ ‫ان الصالحي ياىب اال ان يجسد دور‬ ‫دونكيشوت الذي يحارب طواحني ال‬ ‫وجود لها‪.‬‬ ‫بالطبع فان لهذا الترصيح خلفيات‬ ‫معروفة تصب يف ذات الخانة‬ ‫التي دابت عليها هذه االحزاب ‪,‬‬ ‫ومترست عليها ‪ ,‬وهي اثارة املشاكل‬ ‫بني حكومة العراق وحكومة اقليم‬ ‫كوردستان ‪ ,‬خاصة بعد التطورات‬ ‫االيجابية االخرية بني الطرفني والتي‬ ‫تشري اىل بداية ذوبان جليد العالقات‬ ‫بينهام واقرتابهام من حل املشاكل‬ ‫االعالقة عىل مدى االعوام السابقة‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫ليست دعوة‬ ‫للدكتاتورية‬ ‫ولكن!‬

‫كفاح محمود‬

‫بدأت مهرجانات السريك الدميقراطي العراقي يف وقت مبكر‬ ‫قبل مطلع العام الجديد ‪ ،2018‬يف أحداث كركوك واملناطق‬ ‫املتنازع عليها‪ ،‬وشامعة الدستور التي أصبحت اليوم واحدة من‬ ‫أكرث العاب التسلية السياسية يف بالد صنفتها مؤسسة الشفافية‬ ‫الدولية بأنها واحدة من أفشل دول العامل وأفسدها‪،‬‬

‫حيث أضاعت مئات املليارات يف‬ ‫عمليات رسقة ومشاريع وهمية‪،‬‬ ‫ورفعت نسبة الفقر إىل ما يزيد عن ثلث‬ ‫السكان‪ ،‬مع تخلف مريع يف قطاعات‬ ‫التعليم والتعليم العايل والصحة والبلديات‬ ‫والصناعة والزراعة‪ ،‬وارتفاع خطري يف‬ ‫مستويات األمية واألمراض ووفيات‬ ‫األطفال‪ ،‬ناهيك عن تدمري عرشات املدن‬ ‫ومئات القرى عىل خلفيات مذهبية أو‬ ‫عرقية‪ ،‬وتهجري ماليني من سكانها خارج‬ ‫وداخل البالد‪.‬‬ ‫ليس العراق وحده بل كل البلدان‬ ‫التي عصفت بها مرسحيات الربيع العريب‪،‬‬ ‫حيث أنفجع العراقيون قبل غريهم من‬ ‫شعوب الرشق فجأة وبدون سابق إنذار‪،‬‬ ‫وبعد حقب طويلة من النوم الهادئ‬ ‫تحت ظالل الدكتاتوريات بشتى أنواعها‬ ‫ومسمياتها‪ ،‬من األرسة حتى املدرسة‬ ‫والجامع والقرية والعشرية وصوال إىل‬ ‫دكتاتوريات برملانات العشائر والفتاوى‪،‬‬ ‫انفجعت هذه الشعوب باالنتخابات‬ ‫وصناديق التدليس والنفاق والتخلف‪،‬‬ ‫فيام يسمى بإقامة نظام الدميقراطية‬ ‫الغربية بني شعوب اقل ما يقال عنها إنها‬ ‫متخلفة‪ ،‬وتعاين من فقر دم هائل ونقص‬ ‫كبري يف تكوينها االجتامعي والسيايس‪،‬‬ ‫وهو االنتامء للوطن أو الشعب‪ ،‬حيث‬ ‫يتكلس يف تركيبها الثقايف واالجتامعي‬ ‫مكون آخر أكرث قوة ونافذية‪ ،‬أال وهو‬ ‫االنتامء إىل العشرية أو للدين واملذهب‬ ‫أو للعرق‪ ،‬وبتطرف غريب‪ ،‬وتحت سقف‬ ‫هذا االنتامء أدمنت النظم الشمولية عرب‬ ‫مئات السنني‪ ،‬حتى عصفت بها عاصفة‬ ‫ما يسمى بالربيع العريب‪ ،‬وخالصتها‬ ‫ومن دون أي مقدمات أو تطور تاريخي‬ ‫تدريجي إقامة وفرض بشكل فوقي نظام‬

‫غريب كليا عن سلوكها وثقافتها وتركيباتها‬ ‫االجتامعية التي تحتاج إىل عقود طويلة‬ ‫لتغيريها‪ ،‬حيث بدأت األصابع األوربية‬ ‫واألمريكية بعملية جراحية خطرية رافقتها‬ ‫عملية إرضاع قرسي لفرض هذا النوع من‬ ‫الغذاء املستورد كليا من مصانعهم الفكرية‬ ‫والسياسية واالجتامعية‪ ،‬لتحيل تلك‬ ‫الدول وأنظمتها السياسية واالجتامعية‬ ‫إىل ركام تفوح منه رائحة املوت والدمار‬ ‫واملستقبل املجهول‪ ،‬وأصبحت يف أفضل‬ ‫مناذجها ما نراه اليوم عراقيا وسوريا ومينيا‬ ‫وليبيا والقادمات كرث‪ ،‬وكام قال الباشا‬ ‫نوري السعيد حينام أخربوه بأن ضباطا‬ ‫يجتمعون ألجل انقالب يزيحه ومن معه‪،‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫( إن فعلوا ذلك سريفعون غطاء ( السبتتنك‬ ‫) أي مخزن املياه الثقيلة‪ ،‬وستخرج كل‬ ‫عفونات البالد )‪.‬‬ ‫عاصفة فوقية جعلت كل هذه‬ ‫الشعوب تلعن تلك الساعة التي سقطت‬ ‫فيها أصنامها ودكتاتورياتها التي متيزت‬ ‫بالظلم والطغيان‪ ،‬لكنها أمنت لألغلبية‬ ‫املستكينة أبدا يف رشقنا املؤمن حتى‬ ‫العظم بالواحد األحد‪ ،‬األمن والسالم وسرت‬ ‫الحال واألحوال‪ ،‬بينام فقدت عىل بوابات‬ ‫الدميقراطية العرجاء كل ما تبقى لديها‬ ‫مام تركته لهم تلك األنظمة‪ ،‬حيث مل تنجح‬ ‫األنظمة البديلة من تحقيق ابسط األمور‬ ‫التي كانت تتمتع بها تلك الشعوب بشكل‬ ‫أفقي‪ ،‬بل عىل العكس كان يف العراق مثال‬ ‫لص واحد ودكتاتور أوحد وحزب واحد‬ ‫وجيش واحد‪ ،‬أصبح لدينا اليوم جملة من‬ ‫الدكتاتوريات وجيوش مقدسة بالعرشات‬ ‫وأحزاب تتكاثر كالقطط الشباطية‪ ،‬ال‬ ‫يعرف لها أب وال أصل‪ ،‬ناهيك عن آالف‬ ‫اللصوص الذين يتبعهم مئات اآلالف من‬

‫الذين يستفيدون من رسقاتهم‪ ،‬ورمبا‬ ‫بحجهم أيضا ممن يتمنون لو أصبحوا‬ ‫مثلهم‪ ،‬ويف هذه املتوالية أتذكر جوابا ألحد‬ ‫البعثيني وأنا اسأله إن الشعب يرفضهم‬ ‫ويجاملهم من الخوف واإلرهاب‪ ،‬ضحك‬ ‫وقال معلوماتكم غري دقيقة‪ ،‬والحقيقة‬ ‫إننا يف الهرم بضع مئات من اآلالف‪ ،‬يتبعنا‬ ‫ضعفهم ويقلدنا أضعافهم‪ ،‬ويتمنى أن‬ ‫يكون مثلنا عدة إضعاف‪ ،‬وبذلك فان‬ ‫األغلبية معنا!؟‬ ‫مل تختلف األمور ضمن هذه املعايري‪،‬‬ ‫فقط أضيف لها الجانب الديني األكرث‬ ‫تأثريا‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالفتاوى والرصاع‬ ‫العقائدي مع املختلف اآلخر‪ ،‬وعمليات‬ ‫التكفري واإلقصاء واالحتواء وصناعة‬ ‫املجاالت الحيوية عرب ثقافة ( األفواج‬ ‫الخفيفة ‪ -‬الجته ) وشبيهتها اليوم بالحشود‬ ‫العشائرية‪ ،‬وإضفاء صفة التقديس عىل‬ ‫تلك األفواج‪ ،‬ناهيك عام يفعلونه باألغلبية‬ ‫املسطحة من األهايل باسم الدين ورموزه‬ ‫وفتاويه حتى تحولت إىل قطعان ال‬ ‫تعرف الجهات األربع يف مهرجان تهريجي‬ ‫مضحك باسم االنتخابات‪ ،‬لتأسيس دورة‬ ‫جديدة لربملان أهم ما مييزه هو امتيازات‬ ‫أعضائه وقراراتهم القراقوشية‪ ،‬والذي‬ ‫ال يصدق عليه التوجه بالسؤال من أي‬ ‫مواطن ليبي أو عراقي أو ميني أو سوري‬ ‫عام كان فيه قبل مهرجانات التهريج‬ ‫الدميقراطي وكيف أصبح حاله اآلن!‬ ‫ليست دعوة للدكتاتورية بل دعوة‬ ‫لغلق الطريق أمام من يستخدم سالمل‬ ‫الدميقراطية لصناعة دكتاتوريات ال‬ ‫تختلف عن أولئك الذين استخدموا‬ ‫السطو باالنقالبات!‬ ‫إنهم يفرضون الدميقراطية عموديا بينام‬ ‫تنمو وتنتعش الدكتاتورية أفقيا!‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫اعجوبة كوردية‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫ال يخطئ بتقدير الوقت والمقاييس أبد ًا‬ ‫لم يرتد رزكار‬ ‫إبراهيم حمه‬ ‫أمين (‪ 42‬سنة)‬ ‫وهو رجل يقيم‬ ‫في قضاء سيد‬ ‫صادق شرقي‬ ‫السليمانية‪ ،‬ساعة‬ ‫منذ ‪ 25‬سنة‬ ‫كاملة كما يقول‪،‬‬ ‫ولكن عندما‬ ‫يسأل عن الوقت‬ ‫فانه يعلمه‬ ‫تمام ًا بالساعة‬ ‫والدقيقة والثانية‪.‬‬ ‫وأكسبت موهبة معرفة الوقت‬ ‫الرجل شهرة كبرية حتى أطلق‬ ‫عليه لقب «ساعة سيد صادق» وبات‬ ‫أهايل املدينة يصدقون ما يقوله لهم عن‬ ‫الوقت وليس ما تشري إليه ساعاتهم‪.‬‬ ‫حتى هو نفسه ال يعرف كيف اكتسب‬ ‫هذه املوهبة‪ ،‬إال انه ال يتذكر انه اخطأ‬ ‫يوما يف تقدير الوقت حتى بثانية‬ ‫واحدة‪ ،‬وحول ذلك يقول‪« :‬يسألني‬

‫يوميا حوايل ‪ 150‬شخصاً عن الوقت‬ ‫وأنا بدوري أرد عليهم جميعا»‪.‬‬ ‫مل يساعد املستوى التعليمي للرجل‬ ‫األربعيني وال مهنته يف اكتساب هذه‬ ‫املوهبة‪ ،‬فقد درس حتى الصف الرابع‬ ‫االبتدايئ فقط ويعمل اآلن كعامل بناء‬ ‫ومستواه املعييش تحت املتوسط كام‬ ‫مل يتمكن من إكامل الدراسة والتعليم‪.‬‬ ‫وال يقف األمر عند معرفة الوقت يف‬

‫العراق فقط وإمنا يرد رزكار فورا عن‬ ‫أي سؤال يوجه إليه عن الوقت يف أي‬ ‫بلد آخر‪ ،‬وقد سئل عن الوقت يف إيران‬ ‫وتركيا وبريطانيا والواليات املتحدة‬ ‫األمريكية‪ ،‬عىل سبيل التجربة‪ ،‬فرد فورا‪،‬‬ ‫لتبني أن األوقات كانت صحيحة‪.‬‬ ‫كام ال تنحرص معرفة الرجل بالوقت‬ ‫فقط وإمنا لديه معرفة جيدة بأي يشء‬ ‫يتعلق باملقاييس‪ ،‬فمثال يعلم املسافة‬

‫بني قضاء سيد صادق ومعظم مدن‬ ‫كوردستان األخرى ويحسب مبارشة كم‬ ‫ستستغرق املسافة من الوقت بالسيارة‬ ‫او سريا عىل األقدام‪.‬‬ ‫يقول رزكار‪« :‬قلت لبعض الناس‬ ‫إن املسافة بني قضاءي سيد صادق‬ ‫وبينجوين هي (‪ 45‬كلم) وميكن قطعها‬ ‫بست سعات سريا عىل األقدام‪ ،‬كام‬ ‫تحتاج املسافة بني السليامنية وسيد‬

‫صادق اىل مثاين ساعات من السري عىل‬ ‫االقدام‪ ،‬وكذلك االمر بالنسبة للعديد‬ ‫من املناطق االخرى‪ ،‬وعند التجربة‬ ‫تبني صحة كل ما قلته»‪.‬‬ ‫وقال خلف احمد النائب يف برملان‬ ‫كوردستان الذي يقيم يف املدينة عنه‬ ‫بانه «ميتلك موهبة إلهية يف معرفة‬ ‫كل يشء عن الوقت واملقاييس‪ ،‬نحن‬ ‫نعلم انه قطع املسافة بني معظم‬ ‫املدن يف املنطقة سريا عىل األقدام‬ ‫وقدر الوقت الذي استغرقه دون أن‬ ‫تكون معه ساعة وقد تبني فيام بعد‬ ‫صحة ما قاله»‪.‬‬ ‫«ساعة سيد صادق» ال ينام يف يوم‬ ‫وليلة سوى ساعة واحدة وهو عىل‬ ‫هذه الحال منذ حوايل عرشين‬ ‫عاما‪ ،‬ويضيف‪« :‬عندما يخلد الناس‬ ‫إىل النوم أبقى طوال الليل أفكر‬ ‫يف الوقت واملقاييس والحساب‪،‬‬ ‫إذا أطلعني احد عىل تاريخ والدته‬ ‫فسأقول له فورا كم ساعة ودقيقة‬ ‫عاش»‪.‬‬ ‫يخصص رزكار يوميا عدة ساعات من‬ ‫وقته للعمل وما يتبقى فيقيض معظمه‬ ‫يف التنقل وامليش عىل االقدام والرد عىل‬ ‫أسئلة أهايل املدينة‪.‬‬ ‫ويستغرب عمر عيل وهو صاحب محل‬ ‫لبيع املواد اإلنشائية يف سيد صادق‬ ‫ويعمل «الرجل الساعة» عنده منذ‬ ‫أعوام‪ ،‬من قدراته ويقول‪« :‬صادف انه‬ ‫افرغ مبفرده شاحنة من االسمنت يف‬

‫يوم واحد دون ان يشعر بالتعب»‪.‬‬ ‫ويضيف‪« :‬منذ اعوام وهو يرد عىل‬ ‫أسئلة الناس حول الوقت والقياس ومل‬ ‫اسمع منه ملرة واحدة أنه أخطأ يف‬ ‫حساباته زيادة او نقصاناً»‪.‬‬ ‫ومن املواهب الغريبة األخرى التي‬ ‫يتمتع بها هي معرفته بان أحدا‬ ‫سيتصل به قبل أن يرن هاتفه‪ ،‬كام‬ ‫ميكنه تحديد وجهة االتصال ويف معظم‬ ‫األحيان يعرف شخصية املتصل‪.‬‬ ‫كامل نرص الدين هو خبري يف مجال‬ ‫تكنولوجيا املعلومات والشبكات ويقيم‬ ‫يف قضاء سيد صادق ال يستوعب فكرة‬ ‫االحساس بشبكة الهاتف املحمول‬ ‫ويوضح ان األمر غري قابل التحقيق من‬ ‫الناحية العلمية‪.‬‬ ‫كامل قال «من غري املمكن وجود‬ ‫شخص ميكنه استشعار اشارة الهاتف‬ ‫املحمول‪ ،‬ال اعلم مدى صحة ما يتحدث‬ ‫عنه الرجل»‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من عدم وجود مقياس‬ ‫علمي ملوضوع استشعار إشارة الهاتف‬ ‫املحمول‪ ،‬اال ان رزكار توقف لربهة‬ ‫ثم استدرك قائال‪« :‬انه ابني سيتصل‬ ‫يب اآلن» وأشار بيده إىل الجهة اليمنى‬ ‫وأضاف‪« :‬سيتصل من هذا االتجاه»‪.‬‬ ‫وما أن انتهى من حديثه حتى رن‬ ‫هاتفه املحمول‪ ،‬فمد يده إىل جيب‬ ‫رسواله مستخرجا الهاتف وقال بان‬ ‫املتصل هو ابنه‪.‬‬ ‫‪niqash‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫االسالم و االحتالل‬ ‫نقيضان ال یلتقیان‬ ‫جالل شيخ علي‬

‫ما يجري للشعب الكوردية من ظلم‬ ‫واضطهاد عىل يد بعض الدول االسالمية‬ ‫املدعومة من قبل الغرب والتي ترفع‬ ‫شعارات دينية كاالنفال باالمس والتني‬ ‫والزيتون اليوم لتربير هجومها الرببري‬ ‫عىل قوم آمنني ومساملني‬ ‫هذه املسٲلة دعا الكثري من ابناء هذه‬ ‫االمة اىل ان يتسائلوا عن عالقة الدين‬ ‫االسالمي باالحتالل وبالتايل عالقة االسالم‬ ‫بالظلم الن االحتالل ظلم واعتداء‬ ‫قبل كل يش علينا ان نبيني بأن االسالم‬ ‫هو دین عدل وحق ‪ ،‬وھو دین حریة‬

‫لكل الشعوب ومل يخصص للعرب او‬ ‫االتراك ‪ ،‬واالسالم دين عدل فاذا جردناه‬ ‫من العدل فقد جردناه من الحق‬ ‫نصوص القرآن الكريم واألحاديث النبوية‬ ‫الرشيفة أكد بأن االسالم جاء لتكريس‬ ‫الحق وليس لهضمه كام يفعل بعض‬ ‫السياسيني وسط صمت علامء الدين‬ ‫يجمع الفقهاء بأنه يف املفھوم الدیني‬ ‫الحقیقي واالسالمي عىل وجه التحدید‬ ‫‪ ،‬االسالم واالحتالل ال یلتقیان يف دولة‬ ‫واحدة وال يف مكان واحد ‪ ،‬الن كال منھام‬ ‫نقیض االخر‪،‬‬ ‫االسالم دین جھاد ومقاومة املحتل‬ ‫فاملواجھة ھي االساس يف العالقة مع‬ ‫االحتالل مهام كان هوية املحتل ومهام‬ ‫ادعى او ارتدى من ثوب التقية والعفة‬ ‫وهذا يعني ان الجهاد واجب عىل كل‬ ‫انسان يرزح تحت ظلم االحتالل‬ ‫واذا كان االسالم دین عدل وحق‬ ‫فاالحتالل ظلم واعتداء وضد كل نوامیس‬ ‫الحیاة الحرة الرشیفة ‪ ،‬واذا كان االسالم‬ ‫دین الحریة فاالحتالل عبودیة ‪.‬‬ ‫لذا خري للدول االسالمية التي تحتل ارض‬ ‫كوردستان ان یبتعدوا عن رفع الشعارات‬ ‫االسالمیة الن االسالم منھم براء‬ ‫العامل االسالمي واملسلمون يعيشون‬ ‫اليوم يف وهم و ازدواجية فهم من‬ ‫جهة يطالبون بأنهاء االحتالل االرسائييل‬ ‫ويف نفس الوقت يخالفون رشع الله‬ ‫و وصايا رسوله الكريم و يفرضون‬ ‫احتاللهم عىل امم اخرى كاألمة الكوردية‬ ‫واالمة االمازيغية بل يف كل يوم يبنون‬ ‫مستوطنات عربية عىل ارض كوردستان‬ ‫املحتلة !!!‬

‫علمنا االسالم ان من ميوت دون ارضه‬ ‫وعرضه وماله فهو شهيد ‪ ،‬وهي ارفع‬ ‫منزلة اهداها الله خالل دينه لبني البرش‬ ‫الله مل يقول ان املسلم املجاهد هو من‬ ‫يغزو أرض قوم مسلمني آخرين مؤمنني‬ ‫بالله ورسوله‪...‬‬ ‫الكورد أمة آمنت بالله ورسوله الكريم‬ ‫دون قتال وعن قناعة فكان جزاءه‬ ‫االحتالل هل هذا ما أمر به الله و رسوله‬ ‫الكريم ؟؟؟‬ ‫َّاس‪ ،‬أَ َل إِ َّن‬ ‫أمل يقول رسول الله ‪َ :‬يا أَ ُّيهَا الن ُ‬ ‫احدٌ ‪ ،‬أَ َل َل َف ْض َل‬ ‫احدٌ ‪َ ،‬وإِ َّن أَ َبا ُك ْم َو ِ‬ ‫َر َّب ُك ْم َو ِ‬ ‫ب ع َ​َل أَعْ َج ِم ٍّي‪َ ،‬و َل ِل َع َج ِم ٍّي ع َ​َل‬ ‫ِل َع َر ِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع َر ِبٍّ‪َ ،‬و َل ِل ْح َم َر ع َ​َل أ ْس َودَ‪َ ،‬و َل أ ْس َو َد‬ ‫ع َ​َل أَ ْح َم َر إِ َّل ِبال َّت ْق َوى‬ ‫اذا كيف ينصب العريب او االعجمي نفسه‬ ‫وصيا عىل الكوردي واالمازيغي ؟؟؟‬ ‫مام الشك فيه ان الدين االسالمي يعترب‬ ‫كافة معتنقيه اخوة يف الدين ويحرص‬ ‫عىل االخوة فيام بينهم بل ويكرم االكرث‬ ‫حفظا لروابط االخوة‬ ‫اال اننا النلمس من رابط االخوة هذا‬ ‫شيئا باالخص مع العرب غري الظلم‬ ‫واالحتالل متناسني قول رسول الله ‪ ( :‬ال‬ ‫يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب‬ ‫لنفسه)‬ ‫وكأنهم يفضلون ان يفقدوا االميان عىل‬ ‫ان يكون للكوردي دولته وحريته مثلهم‬ ‫ال اعلم ملاذا يسكت علامء الدين عن‬ ‫هذه الحقائق اال يعلمون من يكون‬ ‫الساكت عن الحق رشعا ؟‬ ‫ولكن صدق من قال لیس كل من لبس‬ ‫عاممة اماما ولیس كل من تشدق‬ ‫مبناظرة دینیة فقیھا‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬ ‫منذ مرور خمسة‬ ‫وخمسني عاما على‬ ‫انقالب البعث يف ‪8‬‬ ‫شباط العام ‪1963‬‬ ‫واىل اليوم‪ ,‬العراق‬ ‫واملنطقة ارضاً‬ ‫وشعباً يدفعون ثمن‬ ‫جرائم حزب البعث‬ ‫الدموي ومناصريه‬ ‫من القوميني‬ ‫العنصريني‪...‬‬

‫من ذاكرة فنان‪..‬‬ ‫‪ 8‬شباط والمقاومة الفيلية للبعث‬ ‫لقاء اعده عبد الصمد اسد‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬ ‫ففي كل عام من مثل هذا‬ ‫التاريخ‪ ,‬يستذكر الضحايا صور‬ ‫واحداث ومآيس تلك الفرتة املظلمة يف‬ ‫حياتهم‪ ,‬والتي جرت عىل يد عصابة‬ ‫سادية‪ ,‬قادت انقالباً باسم «الوحدة‬ ‫والحرية واالشرتاكية» عىل ثورة ‪14‬‬ ‫متوز‪ ,‬فاجهضت تجربة وان مل تكن‬ ‫منوذجية بالكامل‪ ,‬اال انها كانت قد‬ ‫حققت بفرتة وجيزة من عمرها القصري‬ ‫مكاسب كبرية لدولة وشعب انعتق‬ ‫من نري العبودية والفقر والجهل‪,‬‬ ‫بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم‬ ‫ورفاقه الذين مل يغدروا به واسشهدوا‬ ‫معه عىل يد زمرة كان قد عفا الزعيم‬ ‫الشهيد عنهم من قبل‪ ,‬فخلد التاريخ‬ ‫اسامء من وقفوا وساندوا قائد وثورة‬ ‫‪ 14‬متوز بنور النزاهة والشجاعة‪..‬‬ ‫لقد اعرتف بعد حني‪ ،‬كثري من كبار‬ ‫كبار البعث ورشكائهم الذين دارت بني‬ ‫ايديهم السلطة باملكر والتآمر والخداع‬ ‫بانه «الوحدة وال حرية وال اشرتاكية‬ ‫« تحققت يف ظل انقالباتهم وامنا حل‬ ‫الدمار والتشتت والحروب العبثية‬ ‫بدول وشعوب املنطقة‪ .‬وعىل صعيد‬ ‫الداخل العراقي تم خنق الحريات‬ ‫وخلق اجهزه مخابراتية تساعدها‬ ‫املنظامت البعثية بكتابة التقارير‪,‬‬ ‫ومامرسة االعتقاالت العشوائية‬ ‫واالضطهاد والقتل والتهجري‪ ,‬وبلغت‬ ‫ذروتها حني عاد البعث اىل السلطة يف‬ ‫‪ 17‬متوز من العام ‪,1968‬عن طريق‬

‫املكر والخداع كعادته‬ ‫ولتسليط الضوء عىل بعض من‬ ‫احداث زمني حكم البعث‪ ,‬االول يف ‪8‬‬ ‫شباط ‪ ,1963‬والثاين يف ‪ 17‬متوز‪،1968‬‬ ‫صادف ان التقيت اواخر العام املايض‬ ‫يف حسينية االكراد الفيلية الواقعة‬ ‫يف (ع َكد االكراد) ببغداد بالفنان‬ ‫املرسحي االستاذ جعفررايض‪ ,‬لقد كان‬ ‫ذلك اللقاء يف مجلس عزاء احد ضحايا‬ ‫التهجري اىل ايران والشتات واملوت‬ ‫يف الغربة‪ ,‬مثله مثل املئات ممن‬ ‫هجرهم النظام من موطن خزنت‬ ‫خنادق تاريخه الطويل مزاياهم يف‬ ‫البذل والعطاء‪ ,‬دون ذنب او جرمية‬ ‫اقرتفوها‪ ,‬غري دفعهم رضيبة انتامءهم‬ ‫القومي والوطني‪ ..‬واالستاذ جعفر‬ ‫رايض من مواليد ذات املنطقة ( ع َكد‬ ‫االكراد)‪ ,‬وواحد من تالميذ املدارس‬ ‫الفيلية االهلية التي كانت الرائدة يف‬ ‫تخريح اجيال تسلحت بالعلم والثقافة‬ ‫والشجاعة التي اهلتهم يف الدفاع عن‬ ‫مكاسب ثورة ‪ 14‬متوز‪ ,‬فكان معظم‬ ‫املتصدين وضحايا االنقالبيني البعثيني‬ ‫هم من شبابها وعوائلهم ‪..‬واالستاذ‬ ‫جعفر رايض منوذج من ذلك الجيل‬ ‫الذي تعلم ودافع وصارت عائلته‬ ‫احد الضحايا… وكونه عارص احداث‬ ‫االنقالب االول استحرض من دفاتر‬ ‫خزائن ذاكرته بعض مام شاهد وتعرض‬ ‫له شخصياً واالالف من العراقيني‪.‬‬ ‫وكان ذلك اللقاء يحدث الول مرة يف‬ ‫بغداد بعد ميض اكرث من اربعني عام‪,‬‬ ‫بني ريايض مغرتب يف بريطانيا وفنان‬ ‫مرسحي مغرتب يف السويد تشتت‬ ‫اوصال عائيليتهام بني عدة دول بسب‬ ‫ظلم واضطهاد البعث العراقي‪ ,‬مثلهم‬ ‫مثل املاليني من ابناء الشعب العراقي‬ ‫الذين صارت الهجرة والتهجري سنة‬

‫حياتهم يف ظل البعث والتي بلغت‬ ‫ذروتها بعد سيطرة صدام عىل السلطة‬ ‫يف اواخر سبعينات القرن املايض‬ ‫وعىل سجية املرسحيني يف صدق تصوير‬ ‫االحداث‪ ،‬استحرض الفنان جعفر رايض‪,‬‬ ‫صفحة مرشفة عن مقاومة شباب‬ ‫وعوائل الكورد الفيليني انقالب شباط‬ ‫‪ 1963‬والصمود البطويل بتحمل آالم‬ ‫تلك االشهر القليلة من حكم البعث‪...‬‬ ‫فوصفها بالقول « ال ميكن بالنسبة‬ ‫لضحايا تلك املرحلة من زمن البعث‬ ‫االول يف ‪8‬شباط ‪ ,1963‬نسيان او فصل‬ ‫احداثها عن احداث ومحن االنقالب‬ ‫الثاين يف ‪ 17‬متوز ‪ 1968‬ال من حيث‬ ‫هوية الضحايا وال نوع املامرسات الال‬ ‫انسانية التي جرت بحقهم ‪,‬من قبل‬ ‫جالدين جدد الغالبية من بينهم كانت‬ ‫من نفس املدرسة الفكرية العنرصية‬ ‫الحاقدة» (‪ .)....‬فحني هجم البعثيني‬ ‫ورشكائهم القوميني يف ‪ 8‬شباط العام‬ ‫‪,1963‬عىل وزارة الدفاع‪ ,‬والذي‬ ‫صادف وقوعه صباح يوم الجمعة‬ ‫الرابع عرش من شهر رمضان كان الناس‬ ‫صيام‪ ,‬وكنت يافعاً‪ ..‬وقد فوجئنا ببيان‬ ‫من االذاعة يعلن عن وقوع انقالب‪,‬‬ ‫وسمعنا ازيز الطائرات مصحوباً‬ ‫بصوت اطالق القنابل‪ ,‬وبعد انكشاف‬ ‫هوية االنقالبيني‪ ,‬اندفعت مجموعة‬ ‫من شباب منطقتنا (ع َكد االكراد)‬ ‫مخرتقني شارع الكفاح باتجاه وزارة‬ ‫الدفاع والتقوا يف طريقهم مبتظاهرين‬ ‫تسارعو من مناطق اخرى من اجل‬ ‫التصدي لالنقالبيني‪ ,‬فصادف مرور‬ ‫الزعيم عبد الكريم قاسم فطأمنهم‪,‬‬ ‫ورفض مطلب تزويدهم بالسالح‬ ‫والح عليهم بالعودة اىل بيوتهم‪.‬‬ ‫وعندما عاد شبابنا واستمر القتال يف‬ ‫وزارة الدفاع‪ ,‬مترتسوا ومعهم اعداد‬

‫كانت توافدت من مناطق اخرى يف‬ ‫شارع الكفاح وخاصة عند مداخل‬ ‫محلة (عكد االكراد)‪ ..‬وكانت العوائل‬ ‫الفيليه اىل جانب توفريها الطعام‬ ‫فتحت ابواب بيوتها من اجل استخدام‬ ‫املقاومني االسطح للتنقل بني االزقة»‬ ‫واضاف» رغم صغر سني يف تلك االيام‪,‬‬ ‫شاركت مع شبابنا مقاومة البعثيني‬ ‫ملدة ثالثة ايام ‪ ,‬وكانت تشاركنا ايضاً‬ ‫ابنة الشهيد فاضل عباس املهداوي‬ ‫وهي تحث عىل املقاومة‪ ,‬وكان سالح‬ ‫الشباب رشاشات بور سعيد وعدد‬ ‫قليل من املسدسات وقنابل املولوتوف‬ ‫وكنا نصنعها بانفسنا … واستمرت‬ ‫مقاومتنا الرشسة لالنقالبيني حوايل‬ ‫اربعة ايام متتالية بلياليها‪ ,‬مام دفع‬ ‫عبد السالم عارف رشيك االنقالبيني ان‬ ‫يهدد املقاومني بالقصف واملالحقة ‪,‬‬ ‫فارسل عدة دبابات مع قوة عسكرية‬ ‫متركزت يف ساحة النهضة واطلقت‬ ‫قذائفها عىل بناية تقع يف بداية محلة‬ ‫ع َكد االكراد وكان قد تحصن املقاومون‬ ‫داخلها‪ .‬ونتيجة الحرص عىل ارواح‬ ‫عوائل املنطقة وتفوق االنقالبيني عدداً‬ ‫وتسليحاً‪ ,‬ونفاذ الدعم اللوجستي‬ ‫للمقاومني توقف القتال‪ ,‬ولكن البعض‬ ‫من الشباب املقاوم توجه اىل الكاظمية‬ ‫لدعم املقاومة هناك حتى متت‬ ‫السيطرة لالنقالبني عىل السلطة ونفاذ‬ ‫ذخرية املقاومني ايضاً وسقوط عدد من‬ ‫الشهداء بينهم‪ ,‬وتم اعتقال البعض‬ ‫وقيام االنقالبيني بحمالت شعواء يف‬ ‫مناطق كثرية من العراق ومن ضمنها‬ ‫منطقتنا (ع ًكد االكراد) حيث تم‬ ‫اعتقال وتعذيب واعدام اعداد كبرية‬ ‫من مختلف االعامر من املقاوميني‬ ‫وافراد من العوائل بعد مداهمة الدور‬ ‫من قبل الحرس القومي‪ ,‬ومنذ تلك‬

‫استمرت مقاومتنا‬ ‫الشرسة لالنقالبيني‬ ‫حوالي اربعة ايام‬ ‫متتالية بلياليها‪,‬‬ ‫مما دفع عبد‬ ‫السالم عارف شريك‬ ‫االنقالبيني ان يهدد‬ ‫املقاومني بالقصف‬ ‫واملالحقة ‪...‬‬ ‫االيام تحني البعثيني الفرص لالنتقام‬ ‫من الكورد الفيليني وهذا ما حصل‬ ‫خالل اعوام عودتهم اىل السلطة يف ‪17‬‬ ‫متوز العام ‪..»1968‬‬ ‫وعن تلك االعوام القاسية يف االنتقام‬ ‫من الكورد الفيليني بالخصوص والتي‬ ‫مل تتوقف يف زمني حكم البعث‬ ‫من حيث الظلم القانوين والتمييز‬ ‫واالضطاد ومن جرائم مامرسة التهجري‬ ‫بحق االالف منهم نقل الفنان جعفر‬ ‫رايض تجربته املريرة مع نظام البعث‬ ‫الثاين اذ قال» ويف االنقالب الثاين‬ ‫وبعد تخرجي من املعهد العلمي يف‬ ‫بغداد واختياري الفن املرسحي رصت‬ ‫شاهداً عىل اول عملية انتقام جامعي‬ ‫يف ظل عودة البعثيني للسلطة حيث‬ ‫تم تهجري ‪ 70,000‬كوردي فييل يف‬ ‫اوائل عام ‪ 1970‬اي اثناء توقيع‬ ‫اتفاقية ‪ 11‬آذار بني القيادة الكوردية‬ ‫وحزب البعث»‪ ,‬واضاف رايض واصفاً‬ ‫تلك املرحلة انه «رغم توقيع ذلك‬ ‫االتفاق ومن ثم قيام جبهة وطنية مع‬ ‫اليسار الشيوعي اال ان النظام البعثي‬ ‫وكعادته يف املكر واالجرام مل يكن اميناً‬ ‫عىل تنفيذ اتفاقية آذار مع الكورد وال‬ ‫ميثاق الجبهة مع الشوعيني‪ ,‬فاقدم‬ ‫عىل متزيق االوىل يف متوز العام ‪1975‬‬

‫باتفاقه مغ شاه ايران‪ ,‬وغدر برشكاء‬ ‫االتفاق الثاين والحق اعضاء الحزبني‬ ‫الكوردي والشيوعي واصدر ضدهم‬ ‫وضد كل من يشك بوالئهم للنظام‬ ‫البعثي احكام بالفصل من الوظائف‬ ‫واالعتقال واالعدام والتهجري وقد‬ ‫كنت احد ضحايا االعتقال والفصل‬ ‫والتهجري ومل يكتفي جالوزة النظام‬ ‫بتلك العقوبات فقط بل بلغت‬ ‫ذروة جرامئها اواخر السبعينات يف‬ ‫ظل سطوة وسيطرة قبضة صدام‬ ‫عىل السلطة حيث توجها بعمليات‬ ‫اوسع وكنت وعائلتي احد ضحاياها‬ ‫يف نيسان العام ‪ 1980‬بتهجريه مئات‬ ‫االالف من العوائل والغالبية العظمى‬ ‫من بينهم كانوا من ابناء جلديت‬ ‫الكورد الفيليني بعد ان جردهم من‬ ‫وثائقهم الثبوتية العراقية واحتجز‬ ‫وغيب عرشات االالف من شبابهم يف‬ ‫مقابر جامعية مل يتم العثور عليها اىل‬ ‫اليوم»‪...‬‬ ‫ان جرائم سلطة البعث يف زمنيه‬ ‫الغابرين‪ ,‬مل تقترص فقط ضد االحزاب‬ ‫التي تحالف معها‪ ,‬ثم غدر بها‪ ,‬او فئة‬ ‫دون اخرى من اطياف الشعب وامنا‬ ‫ادخل العراق يف رصاعات وحروب‬ ‫مدمرة مع دول الجوار ويف مشاكل‬ ‫كثرية مع العديد من دول العامل فأدت‬ ‫تلك املامرسات والسياسات اىل احتالل‬ ‫العراق واحالل الدمار والخراب يف‬ ‫جميع مفاصل الدولة التي زادتها‬ ‫خراباً عملية املحصاصة السياسية‬ ‫بعد التغيرييف عام ‪ 2003‬اىل اليوم‪.‬‬ ‫وهذا يعني بجمع اعوام حكم زمني‬ ‫البعثيني والنظام الجديد ان غالبية‬ ‫نفوس العراقيني عاشت ثلثي اعامرها‬ ‫يف دائرة القلق من مصري ومستقبل‬ ‫مجهولني‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫عندما نتناول قضايا الكورد‬ ‫الفيليني ‪ ،‬ونحاول مناقشتها‬ ‫بطريقة معرفية سياسية واضحة مل نكن‬ ‫نبغي سوى مواكبة العملية السياسية‬ ‫التي ابتعدنا عن مامرستها بسبب التيه‬ ‫واالخطاء والتفرق والتشتت «هذا‬ ‫اليعني انه مل يكن عمل وجهد « مع‬ ‫التقدير لكل صغرية وكبرية خرجت رغم‬ ‫قلة الزاد وطول السفروساهمت بحد‬ ‫االمكان من بعض التنظيامت والهيئات‬ ‫واالحزاب يف سبيل الدفاع عن تطلعات‬ ‫هذا املكون بعيداً عن املسميات انها‬ ‫جهود مشكورة ونثني عليها باالمكانات‬ ‫البسيطة ودعم البعض من املسؤولني ‪،‬‬ ‫وعندما نضع الخطوط تحت السلبيات‬ ‫ونحاول إظهار االخطاء من اجل‬ ‫التذكري وتحايش تكرارها ونحكم البناء‬ ‫املستقبيل و حتى تكون نقطة االرتكاز‬ ‫واالنطالق‪،‬الشتقاق الرؤى واملمكنات‪،‬‬ ‫لبعث فكرة املشاركة الفعالة يف العملية‬ ‫السياسية تحت ظل الهوية والثقافة‬ ‫الخاصة من جديد‪ ،‬والسعي الحياء‬ ‫قيمها وربطها مع ممكنات الواقع ‪ ،‬فمن‬ ‫الواضح اننا نحتاج ّإل تعريف تاريخي‬ ‫لهوية وخصوصيات أال ّمة الفيلية‬ ‫وماهيتها رغم معرفة الجميع باملأساة‬ ‫التي مرت بها وعنوان ومحتوى تكونها‬ ‫التاريخي حفظاً لهذه املاهية يف كل‬ ‫األطوار واملراحل والذي لسنا يف صدده‬ ‫االن ‪ ،‬ومن هنا لنعرتف اننا مقرصون ‪،‬‬

‫لحظة‬ ‫مراجعة‬ ‫فيلية‬ ‫عبد الخالق الفالح‬

‫واقع مؤمل‪ ،‬و هناك حقيقة‬ ‫هناك اليوم ‪ٌ ،‬‬ ‫ال ميكن انكارها وهي ّ‬ ‫إن مساحة املناورة‬ ‫أصبحت ضيقة ومفقودة امام الحركة‬ ‫بهذه املرحلة والفرتة الزمنية القصرية‬ ‫قد ال تسوعب الجهد‪ ،‬وهذا املوضوع مل‬ ‫يعد بخايف عىل احد‪ ،‬ونقطة الصفر تبدء‬ ‫بخطوة مدروسة وصحيحة وخصوصاً‬ ‫بعد سقوط الصنم وانتهاء فرتة البعث‬ ‫الشوفيني الدامي ونحن لن نضعها بعد‬ ‫‪ ،‬وبعد تاسيس الكثري من التنظيامت‬ ‫والحركات واالحزاب عن هذه الطائفة ‪،‬‬ ‫و أفكاراً ال تتامهى مع مسرية املرحلة‬ ‫الذي عاشته و الركض الغري حقيقي‬ ‫تحت يافطة الكورد الفيليني الكثرية ومن‬ ‫االراء واملواقف ذات النزعة الشخصية‬ ‫واملناطقية عند البعض منها او افتقارها‬ ‫اىل تجربة العمل الحزيب والتنظيمي‬ ‫والرصاعات واالنشقاقات ‪ ،‬بل الذين‬ ‫أشرتتهم األموال أصبحوا ادوات بيد‬ ‫االحزاب ذات االهداف االخرى والتي‬ ‫ساهمت يف تشتيت ومتزيق هذا املكون‬ ‫ومستمرة يف مسريتها ‪ ،‬ومل تبقى إال‬ ‫جهود فردية ال تفيد يف التصفيق وهي‬ ‫التي نراهن عليها وتعمل بصمت اليوم‬ ‫لغد مرشق‪ ،‬ولهذا فإن مساحة املناورة‬ ‫مبخاض‬ ‫الحياء املرشوع الفييل‪ ،‬اصبح مير‬ ‫ٍ‬ ‫عسري‪ ،‬نتيجة لعدّ ة متغريات عشنا‬ ‫أخرها‬ ‫تفاصيلها جميعاً‪ ،‬ليس أ ّولها وال ِ‬ ‫إن وقتنا الحارض‪ٌ ،‬‬ ‫وقت ارتفع فيه الرصاع‬ ‫اىل مستوى املذهبيات ورصاع القوميات‬

‫والطوائف واألفكار املتطرفة‪ ،‬ومل تعد‬ ‫فيه مساحة ملناورة واسعة لصمود‬ ‫املرشوع الخاص بهم ‪ ،‬وفق معطيات‬ ‫الواقع املعاش‪ ،‬والطموح الذي يوصل اىل‬ ‫بناءه من جديد ‪.‬ولكن يجب ان يبقى‬ ‫االمل يف االختيار لالفضل وعلينا العمل‬ ‫مثنى وفرادا لكسب الوقت املتبقي لحني‬ ‫موعد االنتخابات واملحدد ب ‪ 12‬ايار‬ ‫‪.2018‬وال نتعكس عىل الكوتا فقط انه‬ ‫استحقاق وليس هبة من احد وهو ما‬ ‫كان يجب ان يكون قبل هذا التاريخ‬ ‫وقد ادركه الربملان اخرياً‪.‬‬ ‫«والكتل السياسية كافة امام مسؤولية‬

‫وطنية مبنح املكون الفييل استحقاقهم‬ ‫الوطني يف تعديل قانون االنتخابات‪،‬‬ ‫عرب منحه ‪ 3‬مقاعد وفق نظام الكوتا‬ ‫حسب نسبة السكان يف ومحافظاتهم‬ ‫اهمها بغداد ودياىل بعد واسط» ال‬ ‫يعني الجلوس عىل التل يجب التحرك‬ ‫من اجل ايصال افراد اخرين بسامتهم‬ ‫العلمية والثقافية واالجتامعية املعروفة‬ ‫يف الوسط الفييل ففي كل موسم وقبيل‬ ‫كل انتخابات يرتاكض البعض الستحكام‬ ‫املناصب واالخر للحصول عىل كريس‬ ‫يف الربملان دون اي استعداد قبيل (اي‬ ‫انت وربك ياموىس ) عىل العكس من‬

‫االنشطة واالحزاب املسجلة لالنتخابات‬ ‫التي بدأت انشطتها منذ املرحلة‬ ‫السابقة واالعتامد عىل االسم ال الرسم‬ ‫كام يقال وتراكض املرشحني نحواملدن‬ ‫املختلفة لتوزيع الوعود والقاء الخطب‬ ‫الرنانة عن حلف الدم ليس لديهم اال‬ ‫كلمة سوف نعمل ‪ ..‬واليشء الوحيد‬ ‫الذي ينفذونه هو تخصيص مساحات‬ ‫اضافية للجوع واملعاناة والبطالة واشباع‬ ‫بطونهم بالحرام‪ ،‬نحن لسنا بحاجة‬ ‫سوى اىل مل الشمل والتنازل عن الذات‬ ‫وعمل جمعي من اجل قضية املظلومية‬ ‫الفيلية وابعاد الرتاب عن ملفاتها و لنبذ‬

‫الخالفات فيام بني ‪،‬‬ ‫ولنعمل عىل ما ميليه الضمري ولنعي‬ ‫ونتمسك بوصايانا التوحيدية فقوتنا يف‬ ‫وحدتنا ولن يضيع حق وراءه مطالب‬ ‫امال ان تلقى كلاميت صدى ووقعا يف‬ ‫القلوب ‪.‬واملشاركة الفعالة بعملية نزيهة‬ ‫وشفافة وشمول رشيحة واسعة من ابناء‬ ‫املجتمع العراقي للمشاركة يف االنتخابات‬ ‫لغرض االرتقاء بالعملية الدميقراطية‬ ‫ومنح الكرد الفيلية مقعد لهم يف‬ ‫محافظة واسط ليست مبنة من احداً امنا‬ ‫استحقاق لهذه الطائفة العزيزة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬ ‫أطلقت تسمية مدينة السجون‬ ‫عىل قضاء السلامن عام ‪1928‬‬ ‫عندما قام االنكليز ببناء قلعة السلامن‬ ‫لصد الهجامت التي تقوم بها الحركات‬ ‫الوهابية آنذاك ومقرا إلدارة البادية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬ويف عام ‪ 1948‬تم تحويل‬ ‫القلعة إىل سجن كام تم عام ‪1981‬‬ ‫بناء قلعة اتخذت مقرا لحرس الحدود‬ ‫ثم تحولت الحقا إىل سجن‪ ،‬ويف زمن‬ ‫الرئيس الراحل احمد حسن البكر تم‬ ‫بناء (‪ )120‬دارا إلسكان البدو الرحل‬ ‫تحولت يف مثانينيات القرن املايض اىل‬ ‫سجون أيضا‪.‬‬ ‫يقع قضاء السلامن يف بادية الساموة‬ ‫وسط وا ٍد كبري يبلغ عدد سكان القضاء‬ ‫حسب وزارة التخطيط (‪ )9348‬ألف‬ ‫نسمة يعيش الغالبية منهم عىل تربية‬ ‫املوايش واالبل والزراعة التي تعتمد‬ ‫بدورها عىل اآلبار االرتوازية‪.‬‬ ‫فيام يقول حبيب مالح رئيس املجلس‬ ‫البلدي يف قضاء السلامن «هناك خمسة‬ ‫سجون يف القضاء هي سجن السياسيني‬ ‫والقلعة ولية والشيحات وأخريا ابو‬ ‫الجد‪ ،‬وكان النظام يستخدم تلك‬ ‫السجون من اجل تصفية كل خصومه‬ ‫او كل من يعرتض عىل سياسة حزب‬ ‫البعث لهذا أصبحت املدينة معروفة‬ ‫لدى العراقيني بسجونها وبعدها عن‬ ‫مركز املحافظات»‪.‬‬

‫«نقرة السلمان»‪..‬‬ ‫فارغة من المعتقلين ومليئة بذكريات الفيليين والبارزانيين‬ ‫وطالب بتحويل تلك السجون اىل‬ ‫متاحف لتبقى شاهدا عىل مامرسات‬ ‫النظام السابق بحق الكورد الفيليني‬ ‫والبارزانيني وغريهم وايضا تتحول‬ ‫ملكية تلك السجون اىل وزارة السياحة‬ ‫واالثار من اجل تأهيل البنايات وفتح‬ ‫ابوابها امام املواطنني‪.‬‬ ‫القلعة ورغم انها تطل عىل مشهد بديع‬ ‫اال انها تضم يف داخلها معتقلني مينعون‬ ‫من النظر خارج اسوارها وال يتمنون‬ ‫سوى املوت‪ ،‬هذه قلعة السلامن‬ ‫بدهاليزها وممراتها املخيفة ومنظرها‬ ‫الكئيب‪ ،‬إذ ال يوحي بالحياة سوى‬ ‫شجرة وحيدة تتوسط واحة السجن فيام‬ ‫ال تزال شعارات حزب البعث مكتوبة‬ ‫عىل أبواب القاعات وجميع املمرات‬ ‫ومنها «العراق عظيم بشعبه عظيم‬ ‫بجيشه عظيم بصدام» و»البعث مدرسة‬ ‫األجيال»‪.‬‬ ‫ذكريات املعتقلني املخطوطة عىل جدران‬ ‫السجون يف ذلك املكان هي محاوالت‬ ‫للعيش بأي طريقة رغم فقدانهم امل‬ ‫الخروج‪ ،‬بعضهم خط عىل جدرانه‬ ‫كتابات األمل وعدم االستسالم البعض‪،‬‬ ‫منهم من رسم مالمح حبيبته وآخر رسم‬ ‫مدينته‪ ،‬اما اآلخرون كتبوا عىل جدران‬ ‫السجن سنموت من اجل الحرية إضافة‬ ‫إىل صور للمنتخب العراقي لكرة القدم‪.‬‬ ‫عذيب عطشان هو من الشهود الذين‬

‫موقع ‪niqash‬‬

‫عرثوا عىل املقابر الجامعية بالقرب من‬ ‫سجن القلعة أحد سجون قضاء السلامن‪،‬‬ ‫قال «يف احد االيام كنت كعاديت أرعى‬ ‫أغنامي ومررت باملناطق القريبة من‬ ‫سجن القلعة وجدت الكالب وبعض‬ ‫الحيوانات الربية تتصارع فيام بينها عىل‬ ‫أكل جثث املوىت قمت بطرد الحيوانات‬ ‫وحفرت بعض القبور لدفن املوىت رغم‬ ‫اين كنت اخىش ان يشاهدين حراس‬ ‫السجن ويتم اعتقايل»‪.‬‬ ‫وأضاف» كان املوىت يرتدون الزي‬ ‫الكوردي ومل أشاهد آثار اطالقات نار‬ ‫عىل جثثهم وحسب اعتقادي ماتوا من‬ ‫قلة الطعام والرشاب اذ كنا نسمع من‬ ‫الحراس ان كل سجني يعارض اوامر‬ ‫الحراس وتعليامت السجن يقطع عنه‬

‫الطعام والرشاب»‪.‬‬ ‫تقول الدكتورة فريوز حاتم وهي ناشطة‬ ‫إعالمية فقدت شقيقها فهد حاتم يف‬ ‫عمليات االنفال «تم احتجاز السجناء يف‬ ‫سجن ابو غريب حتى حيث جاء مسؤولو‬ ‫السجن واخذوا مجموعة من املحتجزين‬ ‫حسب قامئة اسامء بحجة انهم سوف‬ ‫يهجرون اىل إيران وكان عدد هؤالء بني‬ ‫(‪ )750-700‬شخصا من ضمنهم شقيقي‬ ‫فهد‪ ،‬اال ان هؤالء مل يهجروا وتم نقل‬ ‫املحتجزين عىل شكل ثالث مجموعات‬ ‫اىل سجن قلعة السلامن»‪.‬‬ ‫يتكون السجن املذكور من (‪ )16‬قاعة‬ ‫وستة ملحقات وكان يودع يف كل قاعة‬ ‫مابني (‪ )120-100‬شخصا بينام يودع يف‬ ‫كل ملحق حوايل (‪ )30‬شخصا‪.‬‬

‫منذ ان بدأ خروج املجموعات االوىل من‬ ‫سجن قلعة السلامن بأمر من حكومة‬ ‫صدام حسني آنذاك يف بداية عام ‪1986‬‬ ‫وحتى بداية عام ‪ 1989‬أطلق رساح‬ ‫حوايل (‪ )650‬محتجزا فقط ممن شملهم‬ ‫قرار العفو بينام نقل بقية املحتجزين يف‬ ‫سجن قلعة السلامن اىل جهات مجهولة‬ ‫وال يعرف مصريهم حتى اليوم‪.‬‬ ‫مثلث املوت كان من املفروض له ان‬ ‫يعج بالحياة كام أراد له الرئيس الراحل‬ ‫احمد حسن البكر حني رشع ببناء ثالث‬ ‫قرى صغرية يف بادية الساموة إلسكان‬ ‫البدو الرحل لكن االقدار شاءت ان‬ ‫يرحل ويخلفه صدام حسني الذي خطط‬ ‫لتحويل هذه القرى اىل سجون دون‬ ‫سجان‪.‬‬

‫البكر سعى إلسكان البدو يف ناحية‬ ‫«بصيه» التي تتبع إداريا اىل قضاء‬ ‫السلامن وتبعد عنه قرابة (‪ 40‬كلم)‬ ‫لكن التجربة مل تنجح بسبب متسك‬ ‫القبائل الرحل بالسكن يف الخيم‬ ‫املصنوعة من الصوف والتنقل بحرية يف‬ ‫جميع املناطق الصحراوية العراقية‪.‬‬ ‫سجون ليه والشيخات وابو الجد بنيت‬ ‫عىل شكل مثلث متساوي األضالع‬ ‫يفصل بني كل سجن مثانية كيلومرتات‪،‬‬ ‫اجتاحتها الرمال املتحركة اليوم من كل‬ ‫جانب لكن الجدران صامدة امام كل‬ ‫التحديدات من اجل االحتفاظ بذكريات‬ ‫السجناء ولعب االطفال املتناثرة يف‬ ‫زوايا املكان‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬ ‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫نشهد االن االنتقال من عامل‬ ‫القطب الواحد (امريكا) اىل‬ ‫عامل القطبني (الواليات املتحدة‬ ‫االمريكية وروسيا االتحادية) او رمبا‪،‬‬ ‫عن قريب‪ ،‬عامل االقطاب الثالثة‬ ‫(القطبني اضافة اىل الصني التي هي‬ ‫االنقطب اقتصادي)‪ .‬ترتب عىل هذا‬ ‫االنتقال ظهور رصاع ذو ثالثة ابعاد‪:‬‬ ‫بُعد اقتصادي للسيطرة عىل املوارد‬ ‫(خاصة النفط) وبٌعد سيايس (للسيطرة‬ ‫عىل السلطة) وبٌعد عسكري (حرب‬ ‫باردة وحرب ساخنة)‪ .‬انعكس هذا‬ ‫الرصاع بوضوح يف عدد من مناطق‬ ‫العامل خاصة الرشق االوسط (الغني‬ ‫بالنفط)‪ .‬ال يجري هذه الرصاع بشكل‬ ‫مبارش بني القطبني فقط بل بشكل‬ ‫رصاعا بالوكالة ايضا بشكل رصاع بني‬ ‫دوله املنطقة (خاصة ايران‪ ،‬تركيا‪،‬‬ ‫السعودية) وساحاتها حروب بالوكالة‬ ‫يف بلدان دول املنطقة (سوريا والعراق‬ ‫وكردستان واليمن وغريها)‪ .‬جوهر‬ ‫هذا الرصاع هو سيطرة هذا القطب‬ ‫او ذاك عىل املوارد الطبيعية لهذه‬ ‫البلدان (خاصة النفط) وعىل السلطة‬ ‫السياسية فيها (سوريا‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫ليبيا‪ ،‬اليمن وغريها)‪ .‬الرصاع بني‬ ‫هذه البلدان يتحول بدوره اىل رصاع‬ ‫بالوكالة بني القوى السياسية ملختلف‬ ‫املكونات داخل هذه البلدان تتخذ‬ ‫احيانا شكل رصاعا مذهبي او قومي‬ ‫(العراق‪ ،‬سوريا‪ ،‬لبنان‪ ،‬اليمن) ولكنه‬

‫متى نستقي الدروس والعـبر ونتــعظ يا كوردنا الفـيليـة‬ ‫يف جوهره يعكس رصاع االاقطاب عىل‬ ‫املوارد والسلطة‪ .‬هذا الرصاع يف العراق‬ ‫ينعكس بدوره عىل الكرد الفيلية‪.‬‬ ‫ال نريد هنا ذكر مدى مساهمة الكرد‬ ‫الفيلية يف تطوير وتقدم العراق يف‬ ‫كل املجاالت السياسية واالقتصادية‬ ‫والتجارية واالجتامعية والثقافية‬ ‫والعلمية والرياضية وحقوق املرأة‬ ‫وغريها كونهم مكون عراقي حرضي‪،‬‬ ‫ينبض بالحيوية (دينامي)‪ ،‬سهل‬ ‫التأقلم محافظ عىل عالقات طيبة‬

‫مع كل املكونات والرشائح يف العراق‬ ‫واملهجر‪ ،‬مسامل يتصف باالعتدال‪،‬‬ ‫ومكون منتج ومعطاء يقطن يف مناطق‬ ‫كانت وال زالت تطغى عليها قيم‬ ‫واعراف وتقاليد ريفية ‪ -‬عشائرية –‬ ‫بدوية‪ .‬وال نرى رضورة لرسد ما قدمه‬ ‫الكرد الفيلية من تضحيات جسام‬ ‫من اجل العراق وشعبه ويف مقاومة‬ ‫الدكتاتورية والشمولية‪ .‬كام ال نريد ان‬ ‫نعيد اىل االذهان ما تعرض له الكرد‬ ‫الفيلية من اضطهاد وظلم وتعسف‬

‫عىل يد النظام الدكتاتوري السابق وما‬ ‫تعرضوا له عىل يد االرهاب والتطرف‬ ‫بعد ‪ 2003‬ومن عدم التعامل مع‬ ‫قضيتهم بعدل وانصاف من قبل الذين‬ ‫كنا نتصورهم اخوة لنا‪ ،‬إذ جرى هدر‬ ‫لحقوقهم االنسانية االساسية وتهميش‬ ‫لدورهم السيايس وتضييق عىل وضعهم‬ ‫االقتصادي منذ َت َّغ ُي النظام ولحد‬ ‫االن‪ .‬ورغم صدور عدد من القرارات‬ ‫من السلطات الترشيعية والقضائية‬ ‫والتنفيذية إلعادة حقوقهم املصادرة‬

‫وصيانة مصالحهم املهددة‪ ،‬ورغم‬ ‫املطالبات املستمرة من قبل الكرد‬ ‫الفيلية املخلصني‪ ،‬افراد وتنظيامت‬ ‫ومنظامت‪ ،‬والداعمني لهم من االخوة‬ ‫واالخوات العراقيني وبعض االحزاب‬ ‫السياسية العراقية واملنظامت الدولية‪،‬‬ ‫بقيت هذه القرارات لحد االن يف قعر‬ ‫اولويات السلطات العراقية واالحزاب‬ ‫املتنفذة‪ .‬وتعرضوا لتهديدات علنية‬ ‫مبارشة يف ترصيحات يف وسائل االعالم‪.‬‬ ‫من الذين كنا نتصورهم «اخوة» لنا‪،‬‬

‫بأسقاط جنسيتنا العراقية ومصادرة‬ ‫ممتلكاتنا وتهجرينا من العراق مرة‬ ‫اخرى‪ .‬وال زال الكثريون يف االجهزة‬ ‫االدارية والقضائية وحتى الترشيعية‬ ‫ينظرون الينا عىل اننا «اكراد فيلية‬ ‫ولسنا عراقيني»‪ ،‬كام كان الحال زمن‬ ‫النظام البعثي الدكتاتوري الظامل‪ .‬هذه‬ ‫اوضاع علنية معروفة للجميع‪.‬‬ ‫لقد تدخلت القوى السياسية املتنفذة‬ ‫وسفارات بعض الدول ووسائل اعالم‬ ‫بعض الجهات يف الشأن الكردي‬ ‫الفييل بشكل سلبي (جدا) وشجعت‬ ‫او خلقت التشظي داخل صفوف‬ ‫الكرد الفيلية بشكل او بآخر واختارت‬ ‫و َم َّو َلت بعض العنارص الوصولية غري‬ ‫الكفؤة واملتقلبة ووضعتهم عىل رأس‬ ‫بعض املنظامت والتنظيامت الكردية‬ ‫الفيلية واختارت مسؤولني لبعض‬ ‫املواقع املتعلقة بالكورد الفيلية من‬ ‫اجل تسهيل السيطرة عليها وتجميدها‬ ‫يك ال تدافع عن حقوق ومصالح الكرد‬ ‫الفيلية وتسيريها حسب مشيئتها‬ ‫وابقائها موالية لها‪ .‬نجحت هذه‬ ‫الجهات النجاح بشكل ظاهر بسبب‬ ‫وجود ارضية و َت َق ُبل لدى هذا البعض‬ ‫من االفراد واملنظامت‪ .‬لذا زادت‬ ‫اعداد هذه املنظامت والتنظيامت‬ ‫بعد االنشطارات والتشظي يف‬ ‫صفوفها‪ .‬قامت هذه الجهات عمليا‬ ‫بإضعاف الكرد الفيلية رغم انها تدعي‬ ‫العكس‪ .‬كام ان هذه الجهات الداخلية‬ ‫والخارجية تشجع السباب سياسية عىل‬ ‫تغيري اسمنا الدارج والتاريخي وهو‬ ‫(االكراد الفيلية) او (الكرد الفيلية)‬ ‫اىل مسميات عديدة اخرى‪ .‬وكام‬ ‫يعلم الجميع فان مناطقنا التاريخية‬ ‫والرئيسية يف بغداد مثال اسمها يف‬ ‫شارع الكفاح (عگد االكراد) ويف مدينة‬ ‫الصدر (حي االكراد)‪ .‬ال نرى‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬ ‫ان تغيري اسمنا يخدم قضية املكون‬ ‫الكردي الفييل مع انه قد يريض هذه‬ ‫الجهات الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫شجعت هذه الجهات امليول الشمولية‬ ‫واالحتكارية واالستعالئية لدى بعض‬ ‫النشطاء من الكرد الفيلية وانعكس‬ ‫ذلك بتصور البعض انه لوحدة يعرف‬ ‫الحقيقة كلها واالخرون عىل خطا ُمبني‬ ‫او انه لوحده املؤهل لتسنم واحتكار‬ ‫«القيادة» وله لوحده الحق الكامل‬ ‫يف ان يكون «ممثال» للكورد الفيلية‪،‬‬ ‫ليس فقط يف عموم العراق بل يف‬ ‫كل بقاع العامل‪ .‬وهناك البعض الذي‬ ‫يريد اما كل يشء مرة واحدة او ال‬ ‫يشء عىل االطالق (وهذا صعب املنال‬ ‫خاصة بالنسبة لالقليات يف منطقتنا)‬ ‫ويرفض املكاسب الجزئية الرتاكمية‪.‬‬ ‫الظاهرة االكرث رضرا عىل الكرد الفيلية‬ ‫هي قيام بعض النشطاء بقول السوء‬ ‫و»التكسري» ببعضهم البعض لدى‬ ‫االخرين‪ ،‬مام يعطي انطباعا بانهم‬ ‫جميعا سيئني‪.‬‬ ‫هذه ليست مسائل شخصية بل‬ ‫قضايا عامة تؤثر سلبا عىل قضيتنا‬ ‫ومدى قدرتنا عىل اسرتجاع حقوقنا‬ ‫وصيانة مصالحنا االن ويف املستقبل‪.‬‬ ‫واذا مل يتم وضع حدا لها فسنبقى‬ ‫نراوح يف اماكننا وال نستطيع تحقيق‬ ‫اي حقوق وصيانة اية مصالح ملكوننا‬ ‫هم‬ ‫الكردي الفييل‪ .‬الن «االخرين» ال َّ‬ ‫لهم سوى مصالحهم والن السلطات‬ ‫العراقية والقوى السياسية املتنفذة‬ ‫والسياسيني املتنفذين يف العراق‬ ‫ينظرون لقضيتنا بانها قضية ثانوية‬

‫غري مهمة‪ .‬كام ان هذه الترصفات‬ ‫والتوجهات والترصيحات تتسبب ايضا‬ ‫يف خلق انطباعات سلبية بان جميع‬ ‫نشطاء الكرد الفيلية هم هكذا‪ ،‬انانيون‬ ‫( ُي َغ ِّلبون مصالحهم الشخصية عىل‬ ‫املصالح العامة املشرتكة) ووصوليون‬ ‫ليسوا محل ترحيب سواء لدى القوى‬ ‫االسالمية (الشيعية) او الكردستانية او‬ ‫العربية (السنية) او لدى املسؤولني يف‬ ‫الدولة من اعىل مواقع املسؤولية اىل‬ ‫ادناها‪ ،‬مام دفعهم للتساؤل «هل يف‬ ‫صفوف الكرد الفيلية رجال نستطيع‬ ‫التعامل معهم؟» او «مل اتوقع وجود‬ ‫اشخاص معقولني من امثالكم يف‬ ‫صفوف النشطاء من الكرد الفيلية»‬ ‫او «انتم انفسكم (املقصود النشطاء‬ ‫الكرد الفيلية) اكرب خصم واخطر‬ ‫عدو ألنفسكم انتم لكرد الفيلية» او‬ ‫«ال تأتوين تطالبوين بحل مشاكلكم‬ ‫الداخلية‪ ،‬بل حلوا مشاكلكم هذه‬ ‫بأنفسكم ثم اتوين باقرتاحات معقولة‬ ‫للنظر فيها وللقيام مبساعدتكم»‪.‬‬ ‫سمعنا هذا الكالم من اكرث من مسؤول‬ ‫حكومي وحزيب عراقي وكردستاين من‬ ‫اعىل املستويات اىل املوظفني‪.‬‬ ‫النتيجة هي استمرار التضييق عىل‬ ‫الكورد الفيلية والتامطل يف اعادة‬ ‫حقوقهم من قبل السلطات والقوى‬ ‫السياسية العراقية املتنفذة‪ ،‬التي‬ ‫تعلن يف اللقاءات واثناء املؤمترات‬ ‫املوسمية عن تعاطفها مع الكورد‬ ‫الفيلية ملا حل بهم من مآيس وويالت‪،‬‬ ‫والتي ترصح يف املناسبات منذ ‪2003‬‬ ‫بان الكورد الفيلية اخوة لهم وبانها‬ ‫تتبنى قضيتهم وتدافع عن حقوقهم‬ ‫ومصالحهم‪ .‬ولكن السلطات والقوى‬ ‫السياسية املتنفذة تقوم عمليا يف نفس‬ ‫الوقت بتحجيمهم والتضييق عليهم‬ ‫وتقف غري مبالية مبصالحهم االساسية‬ ‫وحقوقهم االنسانية والدستورية‬

‫والقانونية والسياسية واالقتصادية‬ ‫والثقافية وتعمري مناطقهم املدمرة وال‬ ‫تنفذ القرارات الصادرة لصالح الكرد‬ ‫الفيلية مثل قرار السلطة القضائية‬ ‫(حكم املحكمة الجنائية العليا‬ ‫العراقية الصادر عام ‪ 2010‬بعدّ ما حل‬ ‫بالكرد الفيلية هو جرمية ابادة جامعية‬ ‫وجرائم ضد االنسانية) وقرار السلطة‬ ‫الترشيعية (القرار الصادر باإلجامع‬ ‫عن مجلس النواب العراقي عام ‪2011‬‬ ‫بنفس املعنى) وقرار السلطة التنفيذية‬ ‫(قرارمجلس الوزراء العراقي رقم ‪424‬‬ ‫لسنة ‪ 2010‬بإزالة كل االثار السلبية‬ ‫التي نتجت عن سياسات البعث الظامل‬ ‫ضد الكرد الفيلية)‪ .‬فهم يقولون لنا‬ ‫اقواال جميلة ولكنهم ال يقومون‬ ‫باجراءات لصالح حقوق ومصالح‬ ‫الكرد الفيلية‪ .‬ورفضوا شمول الكرد‬ ‫الفيلية باالمتيازات التي يتمتع بها‬ ‫سكان مخيم رفحاء الذي تركوا العراق‬ ‫اىل السعودية زمن النظام البعثي‪ .‬كام‬ ‫ان التعديل األول لقانون انتخابات‬ ‫مجلس النواب العراقي رقم (‪ )45‬لسنة‬ ‫‪ 2013‬خصص مقعد واحد فقط للكرد‬ ‫الفيلية يف واسط (تطور جزيئ محل‬ ‫الرتحيب) ولكنه مع شديد االسف‬ ‫اهمل الكرد الفيلية يف بغداد ودياىل‬ ‫بالرغم من كثافتهم السكانية يف هاتني‬ ‫املحافظتني «تعبري (الكثافة السكانية)‬ ‫املنصوص عليها يف املادة (‪ /4‬رابعاً)‬ ‫من الدستور ينرصف إىل الجامعات‬ ‫التي ّ‬ ‫تشكل ثق ًال وظهوراً بارزاً يف املدن‬ ‫املتك ّونة من عدة قوميات‪ ،‬ويكون‬ ‫لتلك الجامعات تأثرياتها يف مسرية‬ ‫املجتمع واملشاركة يف حركته» حسب‬ ‫تفسري املحكمة االتحادية للامدة‬ ‫(‪ /4‬رابعاً) من الدستور»)‪ .‬وحتى‬ ‫هذا التطور الجزيئ املتواضع واجه‬ ‫اعرتاض بعض اعضاء مجلس النواب‬ ‫الذين استأنفوا التعديل لدى املحكمة‬

‫االتحادية‪ .‬ولكن املحكمة االتحادية‬ ‫ردت االعرتاض (محل ترحيب ايضا)‪.‬‬ ‫كام ح َّرمتهم قبال من عضوية املفوضية‬ ‫العليا لحقوق االنسان وغريها واجربتهم‬ ‫عىل تغيري اسم (لواء الكرد الفيليني) يف‬ ‫الحشد الشعبي‪ .‬كام مل يتم اتخاذ اية‬ ‫اجراءات قانونية تجاه الساسة الذين‬ ‫وجهوا علنا تهديدات باتخاذ اجراءات‬ ‫ضد الكرد الفيلية مطابقة لقرار‬ ‫مجلس قيادة الثورة البعثي (املنحل)‬ ‫رقم ‪ 666‬لسنة ‪.1980‬‬ ‫ورغم كل االدلة املتوفرة فان بعض‬ ‫النشطاء من الكرد الفيلية ينخدعون‬ ‫او يقبلون بسهولة املناورات السياسية‬ ‫والجمل املنمقة‬ ‫والكلامت الجميلة‬ ‫ُ‬ ‫والوعود غري الجدية التي يطلقها‬ ‫الساسة املتنفذين والقوى السياسية‬ ‫املتنفذة‪ ،‬دون ان ينظروا اىل مامرساتها‬ ‫وافعالها يف الواقع العميل‪.‬‬ ‫ما جاء اعاله هو محاولة لتشخيص‬ ‫بعض الجوانب يف العمل السيايس‬ ‫الكردي الفييل التي تتطلب التطوير‬ ‫والتغيري والتحسني من اجل تحقيق‬ ‫نتائج افضل وليس القصد منه‬ ‫االنتقاص من اية شخصية او تنظيم‬ ‫او منظمة كردية فيلية او التقليل‬ ‫من عملهم وجهودهم لصالح قضيتنا‬ ‫وحقوق ومصالح مكوننا كل حسب‬ ‫طاقته وحسب موقعه ومكانه‬ ‫وامكانياته وعالقاته‪ .‬وكام قال العامل‬ ‫ألربت آينشتاين‪ :‬الغباء هو عمل نفس‬ ‫اليشء مرتني بنفس االسلوب ونفس‬ ‫الخطوات وانتظار نتائج مختلفة‪.‬‬ ‫لنأخذ الدرس والعربة من التجارب‬ ‫الناجحة ألسالفنا‪ .‬نذكر عىل سبيل‬ ‫املثال ال الحرص‪ ،‬قيام عدد من‬ ‫املتمكنني‪ ،‬بنكران ذات ودون طلب‬ ‫منصب او جاه‪ ،‬ومبواردهم الذاتية‬ ‫بإنشاء املدرسة الفيلية يف باب الشيخ‬ ‫بإدارة وهيئة تدريسية كردية فيلية‪.‬‬

‫هذه املدرسة (ثم املدارس) الفيلية‬ ‫التي كانت تتمتع مبستوى تدرييس‬ ‫عايل وساعدت محدودي الدخل من‬ ‫الطالب وتخرجت منها اجيال من‬ ‫الطلبة املتقدمني حتى اغلقها النظام‬ ‫البعثي‪.‬‬ ‫لقد تشكل يف الفرتة االخرية عدد من‬ ‫االحزاب السياسية الكردية الفيلية‬ ‫املسجلة لدى مفوضية االنتخابات‪.‬‬ ‫نتمنى ان تنجح هذه االحزاب يف‬ ‫خدمة قضية املكون الكردي الفييل‬ ‫وحقوقه العامة املشرتكة ومصالحه‬ ‫االساسية ونامل ان ال تنشغل يف‬ ‫خالفات ورصاعات جانبية او شخصية‬ ‫او العمل عىل تخريب جهود االطراف‬ ‫االخرى والذي ال يرض يف نهاية املطاف‬ ‫إال بانفسهم وبحقوق ومصالح مكوننا‬ ‫الكردي الفييل ككل‪ .‬لنجعل املنافسة‬ ‫يف نشاطاتنا منافسة ايجابية وبناءة‬ ‫لصالح مكوننا وليس منافسة تخريبية‬ ‫هدامة ترض بالجميع‪.‬‬ ‫قضية الكرد الفيلية مرتبطة عضويا‬ ‫بالدميقراطية (الفعلية وليس الشكلية)‬ ‫ووجود دولة مؤسسات ومواطنة‬ ‫وعدل وانصاف ومساواة وبتطبيق‬ ‫الجميع لكل مواد الدستور وبتنفيذ‬ ‫جميع القرارات الصادرة لصالح الكرد‬ ‫الفيلية دون انتقائية (اذ ان مجرد‬ ‫اصدار القرارات ال يكفي وال يعيد‬ ‫اية حقوق) ومبشاركة كل املكونات‬ ‫ومن ضمنها املكون الكردي الفييل يف‬ ‫عملية اتخاذ القرارات خاصة املصريية‬ ‫والرئيسية (بتشكيل مجلس مكونات)‬ ‫وبتحديد موطن الكرد الفيلية‬ ‫باملناطق املحاذية للحدود املمتدة‬ ‫من خانقني شامال حتى الكوت جنوبا‪.‬‬ ‫كام انها مرتبطة بالعدالة االجتامعية‬ ‫والسياسية‪ ،‬واحرتام املرأة وحريتها‬ ‫وكافة حقوقها‪ ،‬والتوزيع العادل‬ ‫للموارد عىل جميع املكونات العراقية‬

‫والرشائح االجتامعية وكل املناطق‬ ‫الجغرافية‪ ،‬واعادة اعامر املناطق‬ ‫املدمرة من قبل النظام السابق‬ ‫(املناطق الحدودية املمتدة من خانقني‬ ‫ومنديل وبدره وجصان اىل الكوت)‬ ‫والتي تدمرت يف الحرب ضد داعش‪.‬‬ ‫وهي مرتبطة ايضا وبشكل اسايس‬ ‫بالقضاء عىل الفساد املايل واالداري‬ ‫والسيايس واملحسوبية واملنسوبيه‪.‬‬ ‫كام انها مرتبطة بوضع حد للتعصب‬ ‫والتطرف الديني واملذهبي والطائفي‬ ‫والقومي‪.‬‬ ‫التأييد والدعم لقضيتنا ليس بديال‬ ‫عن اعتامد الكرد الفيلية عىل انفسهم‬ ‫وعىل طاقات وامكانيات مكونهم‬ ‫وترتيب البيت الكردي الفييل والتعاون‬ ‫والتنسيق والعمل املشرتك واملنافسة‬ ‫البناءة (ال التخريبية) فيام بينهم‬ ‫لتثبيت حقوقهم وصيانة مصالحهم‬ ‫والحفاظ عىل عالقاتهم الطيبة مع‬ ‫جميع املكونات العراقية دون استثناء‪.‬‬ ‫هذا ما اثبتته تجاربنا منذ ‪ 2003‬ولحد‬ ‫االن‪ .‬وهذا ما تثبته االن التجارب‬ ‫الحديثة ملكونات دول املنطقة‪.‬‬ ‫أن زمن املبادئ والقيم‬ ‫يبدو‬ ‫والتضامن وااليديلوجية قد انتهى‬ ‫وح َّل محله‬ ‫من الساحة السياسية َ‬ ‫زمن املصالح (السيطرة عىل املوارد‬ ‫والسلطة) والذرائعية (الرباغامتية)‪.‬‬ ‫ويف هذا املجال وبشكل عام ال نالحظ‬ ‫يف الواقع العميل فرقا واضحا وكبريا بني‬ ‫امريكا وروسيا والصني وبريطانيا‪ ،‬وال‬ ‫بني ايران وتركيا والسعودية والعراق‬ ‫وسوريا‪ .‬كام ال نرى فرقا واضحا بني‬ ‫القوى السياسية املتنفذة‪ ،‬فمصالحها‬ ‫لها االولوية وهدفها االعىل هو‬ ‫السلطة‪ .‬أما الكرد الفيلية فعليهم ان‬ ‫يعوا هذا الواقع ويعملوا ضمن ُأطره‬ ‫الصعبة التي تفرض معوقات (شديدة‬ ‫احيانا) عىل عملهم‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫وثيقة‪..‬‬ ‫خانقني تعلن اجراءات‬ ‫على قطع أو محل األشجار‬

‫أعلنت قامئقامية خانقني‪ ،‬اتخاذ اجراءات‬ ‫ضد من يقطع األشجار يف القضاء‪.‬‬ ‫وقالت القامئمقامية يف بيان انها وجهت‬ ‫كتاباً اىل قسم رشطة خانقني والدوائر‬ ‫ذات العالقة‪ ،‬لغرض اتخاذ االجراءات‬ ‫القانونية الالزمة بحق االشخاص الذين‬ ‫يقومون بقطع االشجار يف مركز املدينة‬ ‫واملناطق املحيطة بها‪ ،‬وذلك ملا تشكل‬ ‫هذه الظاهرة من آثار سلبية عىل البيئة‬ ‫واملناطق الخرضاء‪.‬‬

‫ايالم تصدر ‪ 10‬االف طن من طحينها اىل العراق‬ ‫اعلنت دائرة التجارة يف محافظة ايالم‬ ‫الفيلية غرب ايران‪ ،‬تصدير عرشة آالف‬ ‫طن من الطحني املنتج يف املحافظة اىل‬ ‫العراق منذ بداية العام الحايل‪.‬‬ ‫وقال مدير عام الدائرة كامران سليامن‬ ‫بور‪ ،‬ان املحافظة صدرت عرشة االف طن‬ ‫من الطحني اىل العراق منذ بداية العام‬ ‫الحايل (بدءا من ‪ 21‬آذار ‪.)2017‬‬ ‫واضاف سليامن بور ان سعر الطحني‬ ‫الذي تم تصديره ايل العراق بلغ بني‬ ‫‪ 280-275‬دوالرا للطن الواحد‪ ،‬مشريا اىل‬ ‫ان “انتاج املحافظة من الطحني يبلغ ‪80‬‬ ‫الف طن سنويا”‪.‬‬ ‫واشار اىل ان “استهالك املحافظة الشهري‬

‫االئتالف الفيلي يعلن‬ ‫تنافسه على مقعد‬ ‫«الكوتا» يف واسط‬

‫من الطحني ستة االلف طن والباقي يتم‬ ‫تصديره”‪ ،‬مبينا ان “املحافظة متلك‬ ‫اربعة معامل النتاج الطحني يف كل من‬ ‫مدينة دره شهر ودهلران وايالم مبعدل‬ ‫انتاج يومي يبلغ ‪ 120‬طن ويف مدينة‬ ‫جرداول مبعدل ‪ 200‬طن يوميا”‪.‬‬

‫أعلن االئتالف الفييل العراقي‬ ‫يوم االثنني مشاركته يف‬ ‫انتخابات مجلس النواب‬ ‫لعام ‪ 2018‬للتنافس عىل‬ ‫مقعد الكوتا املخصص للكورد‬ ‫الفيليني يف محافظة واسط‬ ‫بقامئة انتخابية‪.‬‬ ‫وقال االئتالف يف بيان له اليوم‬ ‫ان القامئة التي تم تقدميها‬ ‫اىل مفوضية االنتخابات تضم‬ ‫مرشحني هام حيدر هشام‬ ‫الفييل وحيدر احمد علو القطبي‪.‬‬ ‫ويضم االئتالف الفييل العراقي الذي تم‬ ‫االعالن عنه منذ قرابة شهر حزيب املؤمتر‬ ‫الوطني العام للكورد الفيليني وحزب الحوار‬ ‫الفييل فضال عن شخصيات فيلية مستقلة‪.‬‬

‫كورد فيليون يتخوفون من‬ ‫حرمانهم التصويت يف اقليم كوردستان‬

‫طالبت الهيئة التنسيقية العليا للكورد الفيليني‪ ،‬املفوضية‬ ‫العليا املستقلة لالنتخابات باملوافقة عىل مطالب الكورد‬ ‫الفيليني املقيمني يف محافظات اقليم كوردستان بالعمل عىل‬ ‫تحديث سجالت الناخبني وفتح مراكز االنتخاب للسامح لهم‬ ‫باإلدالء باصواتهم‪.‬‬ ‫وذكرت الهيئة يف بيان‪ ،‬ان الكورد الفيليني راودتهم‬ ‫الشكوك بعدم السامح لهم باملشاركة بذريعة ان سجالتهم‬ ‫االنتخابية يف العاصمة بغداد واملدن االخرى‪ ،‬حيث يقدر‬ ‫أعدادهم باالالف يف محافظات السليامنية واربيل الذين‬ ‫أجربتهم الظروف ترك العاصمة بغداد ومدن اخرى وهم‬ ‫ا ْل َي ْو َم يطالبون بحق من حقوقهم يف التصويت الختيار من‬ ‫ميثلهم يف الربملان العراقي القادم أسوة باملهجرين املقيمني‬ ‫يف اإلقليم‪.‬‬ ‫واضاف البيان‪ ،‬ان الفيليني يطالبون «بحق من حقوقهم بعد‬ ‫أن خذلتهم القوى السياسية والربملان الحايل من التمثيل‬ ‫النيايب وتخصيص مقاعد الكوتا يف املحافظات التي يشكلون‬ ‫فيها كثافة سكانية يف بغداد ودياىل واختصار الكوتا مبقعد‬ ‫يتيم يف محافظة واسط»‪.‬‬

‫امتالء غري مسبوق لسد الوند خبانقني‬ ‫ادت االمطار الغزيرة املتساقطة اىل امتالء سد الوند الشهري يف مدينة‬ ‫خانقني‪.‬‬ ‫وبحسب املعلومات فان الطاقة التخزينية للسد وصلت ملرحلة‬ ‫االمتالء والبالغة ‪ 38‬مليون م‪ /‬مكعب‪.‬‬ ‫ويعد سد الوند من اهم روافد املياه وسقي الزرع ملدينة خانقني‬ ‫واغلب مناطق محافظة دياىل‬

‫االسايش تتسلم مهاما امنية خبانقني‬

‫تسلمت قوات اآلسايش مهام امن مواقع مبدينة خانقني‪.‬‬ ‫وستناط للقوات الكوردية مهام امني بعض االسواق واملناطق‬ ‫بالتعاون مع الرشطة االتحادية‪.‬‬ ‫ويأيت هذا بعد هجوم ملسلحني مجهولني صالون حالقة رجالية‬ ‫بخانقني مام اسفر عن مقتل ‪ 7‬اشخاص واصابة ‪ 2‬اخرين‪،‬‬ ‫جمعهم كورد‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫تقرير امريكي‬ ‫كاشفا بالعديد‬ ‫واالسماء‪..‬‬ ‫نرشت صحيفة «نيويورك‬ ‫تاميز» تقريرا‪ ،‬تكشف‬ ‫فيه عن عمق الوجود‬ ‫اإليراين يف سوريا‪،‬‬ ‫وخططها بعد دعم نظام‬ ‫بشار األسد وإنقاذه‬ ‫لتوجيه الحرب باتجاه‬ ‫إرسائيل‪.‬‬

‫جبهة ايرانية للحرب يتقدمها العراق‬

‫فيلي ‪ /‬سعد عبد الجبار‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫ويشري التقرير‪ ،‬إىل أن اخرتاق الطائرة‬ ‫دون طيار اإليرانية املجال الجوي‬ ‫اإلرسائييل هذا الشهر عمق املخاوف‬ ‫حول ما إذا كانت هناك حرب كارثية‬ ‫جديدة ستواجه الرشق األوسط؛ وذلك‬ ‫بسبب ما نتج عنها من سلسلة رسيعة‬ ‫من الرضبات والرضبات املضادة‪.‬‬ ‫وتبني الصحيفة أن املواجهات املتتالية‬ ‫انتهت برسعة بعد تدمري الطائرة دون‬ ‫طيار‪ ،‬وإسقاط الطائرة اإلرسائيلية بعد‬ ‫قصفها ملواقع يف سوريا‪ ،‬مشرية إىل‬ ‫أن هذا كله لفت االنتباه إىل «عمق‬ ‫إيران يف سوريا»‪ ،‬الذي تعيد فيه رسم‬ ‫الخارطة االسرتاتيجية للمنطقة‪.‬‬ ‫ويلفت التقرير إىل أن إيران نرشت‬ ‫مستشارين تكتيكيني من الحرس‬ ‫الثوري يف القواعد العسكرية يف أنحاء‬ ‫سوريا جميعها‪ ،‬حيث يظهر قادتها‬ ‫بانتظام يف الخطوط األمامية لقيادة‬ ‫املعارك‪ ،‬باإلضافة إىل بناء ودعم شبكة‬ ‫من املليشيات القوية‪ ،‬التي تضم آالفا‬ ‫من املقاتلني املدربني يف سوريا‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أنها أدخلت تكنولوجيا جديدة‬ ‫إىل القتال‪ ،‬مثل الطائرات دون طيار‬ ‫وتقنيات التجسس عىل األعداء‪ ،‬يف‬ ‫حال مل تكن قادرة عىل القيام بهجامت‬ ‫جوية‪.‬‬ ‫وتفيد الصحيفة بأن كال من املسؤولني‬ ‫اإلرسائيليني وأعدائهم يرون أن أي‬ ‫نزاع جديد بني إرسائيل وإيران‪ ،‬أو أي‬ ‫من حلفائها‪ ،‬قد يؤدي إىل حشد إيران‬ ‫الشبكة الواسعة من الوكالء املتشددين‬ ‫التابعني لها يف بلدان عديدة‪ ،‬الذين‬

‫تشري إليهم إيران عىل أنهم «محور‬ ‫املقاومة»‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن مؤسس مركز‬ ‫الدراسات االسرتاتيجية األمريكية‬ ‫يف بريوت كامل وازن‪ ،‬الذي يدرس‬ ‫سياسات الواليات املتحدة وإيران يف‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬قوله‪« :‬إذا كانت هناك‬ ‫حرب‪ ،‬فإنها ستكون إقليمية»‪ ،‬وأضاف‬ ‫أن «أي مواجهة ستكون مع جبهة‬ ‫املقاومة ضد إرسائيل وداعميها»‪.‬‬ ‫وتذكر الصحيفة أن إيران دخلت مع‬ ‫حلفائها ألول مرة إىل سوريا للدفاع‬ ‫عن حكم بشار األسد ضد الثوار يف‬ ‫عام ‪ ،2011‬إال أنه بعد أن بدأت قوات‬ ‫الثورة بالرتاجع‪ ،‬وخف الخطر الذي‬ ‫يهدد النظام‪ ،‬فإن إيران وحلفاءها‬ ‫عملوا عىل تحويل انتباههم إلقامة‬ ‫بنى تحتية تهدد إرسائيل‪ ،‬حيث تواصل‬ ‫إيران تدريب املقاتلني وتجهيزهم‪،‬‬ ‫وتعزيز العالقات مع الحلفاء يف العراق‬ ‫ولبنان؛ أمال يف إقامة جبهة موحدة يف‬ ‫حالة نشوب حرب جديدة‪.‬‬ ‫وبحسب التقرير‪ ،‬فإن محللني ومسؤولني‬ ‫يرون ذلك عىل أنه الهدف األسايس‬ ‫السرتاتيجية إيران‪ ،‬ليس فقط االعتامد‬ ‫عىل املعدات العسكرية التقليدية‪،‬‬ ‫أو السيطرة عىل األرايض‪ ،‬التي ميكن‬ ‫إلرسائيل أن تقصفها بسهولة‪ ،‬بل أيضا‬ ‫بناء عالقات مع القوات املحلية التي‬ ‫تشرتك يف أهدافها مع إيران‪ ،‬وتستفيد‬ ‫كذلك من خربتها ومتويلها‪.‬‬ ‫وتجد الصحيفة أن «إيران استطاعت‬ ‫بهذه الطريقة تعزيز قوتها يف العامل‬

‫العريب‪ ،‬مع تقليل التهديد الذي تواجهه‬ ‫داخل أراضيها‪ ،‬وهو ما خلق مشكلة‬ ‫لعدة دول‪ ،‬مثل الواليات املتحدة‬ ‫وإرسائيل والسعودية‪ ،‬التي تخىش من‬ ‫النفوذ اإليراين املتزايد‪ ،‬وتكافح من أجل‬ ‫التوصل إىل سبل إليقافه»‪.‬‬ ‫وينوه التقرير إىل أن بعض القادة يف‬ ‫إرسائيل باتوا يتحدثون عن احتامل‬ ‫نشوب «الحرب الشاملية األوىل»‪ ،‬وهو‬ ‫ما قد يدفع إرسائيل للقتال عىل الحدود‬ ‫اللبنانية والسورية يف وقت واحد‪،‬‬ ‫مشريا إىل أن الكثري من اإلرسائيليني‬ ‫يقولون إن الخطر ليس فقط من‬ ‫املليشيات املدعومة من إيران‪ ،‬بل أيضا‬ ‫من الجهود اإليرانية لتزويد حزب الله‪،‬‬ ‫الجامعة الوكيلة لها‪ ،‬بأسلحة متقدمة‪،‬‬ ‫وعالية الدقة‪ ،‬وقادرة عىل رضب أهداف‬ ‫حساسة يف البنية التحتية اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫وتبني الصحيفة أن إيران وحلفاءها‬ ‫يسعون إىل إقامة ممر بري من إيران‬ ‫إىل البحر املتوسط‪ ،‬من خالل العراق‬ ‫وسوريا ولبنان؛ لتسهيل نقل هذه‬ ‫األسلحة‪ ،‬ولبناء مصانع تحت األرض‪،‬‬ ‫لتصنيعها يف لبنان وسوريا‪ ،‬الفتة إىل‬ ‫قيام إرسائيل بقصف قوافل يف سوريا‪،‬‬ ‫يعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة لحزب‬ ‫الله‪ ،‬إال أن طبيعة الحزب الرسية‪،‬‬ ‫تجعل من الصعب تحديد األسلحة‬ ‫التي تم الحصول عليها‪ ،‬وما إذا كانت‬ ‫القوافل تحمل أسلحة متقدمة‪.‬‬ ‫ويكشف التقرير عن أن املسؤولني‬ ‫اإلرسائيليني يقدرون ترسانة حزب الله‬ ‫بأكرث من ‪ 100‬ألف قذيفة وصاروخ‬

‫دون قدرات استهداف عالية الدقة‪،‬‬ ‫التي تقول إرسائيل إنه ميتلكها بالفعل‪،‬‬ ‫وميكنها أن تهدد الدفاعات اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫وتقول الصحيفة إن التحركات اإليرانية‬ ‫يف املنطقة أثارت قلق الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫حيث قال مستشار مسؤول شؤون‬ ‫األمن القومي األمرييك الجرنال أتش‬ ‫آر مكامسرت يف مؤمتر ميونيخ لألمن‪:‬‬ ‫«ما يثري القلق بشكل خاص هو شبكة‬ ‫الوكالء هذه التي تكتسب املزيد‬ ‫واملزيد من القدرة‪ ،‬فيام تزرع إيران‬ ‫املزيد واملزيد من األسلحة املدمرة يف‬ ‫هذه الشبكات»‪ ،‬وأضاف‪« :‬حان الوقت‬ ‫اآلن للتحرك ضد إيران»‪.‬‬ ‫ويشري التقرير إىل أن إيران اتبعت‬ ‫يف السنوات األخرية منوذجا موحدا‬ ‫ساعدها عىل توسيع نفوذها يف سوريا‪،‬‬ ‫فساعدت يف لبنان يف الثامنينيات من‬ ‫القرن املايض عىل خلق حزب الله‪ ،‬الذي‬ ‫تطور منذ ذلك الحني إىل قوة عسكرية‬ ‫مهيمنة يف البالد‪ ،‬وقوة إقليمية يف حد‬ ‫ذاتها‪ ،‬وشارك يف حروب سوريا والعراق‬ ‫واليمن‪ ،‬الفتا إىل أن إيران قامت يف‬ ‫العراق برعاية مجموعة من املليشيات‬ ‫مع تطوير روابط عميقة مع االقتصاد‬ ‫العراقي والنظام السيايس‪.‬‬ ‫وتذهب الصحيفة إىل أن الحرب يف‬ ‫سوريا منحت إيران فرصة جديدة‬ ‫للتقدم يف هذا املرشوع‪ ،‬من خالل‬ ‫ربط حلفائها يف بالد الشام معا‪ ،‬ففي‬ ‫البداية‪ ،‬واجه مقاتلو حزب الله الثوار‬ ‫السوريني‪ ،‬بالقرب من الحدود اللبنانية‪،‬‬ ‫كام أرسلت إيران مستشارين ملساعدة‬

‫قوات األسد املنهكة خالل السنوات‬ ‫األوىل من الحرب‪.‬‬ ‫ويستدرك التقرير بأنه بحلول عام‬ ‫‪ ،2013‬فإن إيران تدخلت بقوة أكرب‪،‬‬ ‫وقامت بعملية إقليمية واسعة لتدريب‬ ‫وتسليح ونقل اآلالف من رجال‬ ‫املليشيات الشيعية من الخارج إىل‬ ‫سوريا؛ ملحاربة الثوار وتنظيم الدولة‪.‬‬ ‫وتلفت الصحيفة إىل أن عدد العسكريني‬ ‫اإليرانيني يف سوريا يرتاوح اليوم ما بني‬ ‫مئات اآلالف إىل اآلالف‪ ،‬مشرية إىل‬ ‫أنه يف الوقت الذي يشارك فيه البعض‬ ‫منهم بشكل مبارش يف القتال‪ ،‬إال أن‬ ‫معظم هؤالء مدربون‪ ،‬فهم إما قادة أو‬ ‫خرباء‪ ،‬يقدمون املشورة لجيش النظام‪،‬‬ ‫ويرشفون عىل املليشيات األخرى‪ ،‬التي‬ ‫تضم ما يصل إىل ‪ 20‬ألف مقاتل‪.‬‬ ‫ويورد التقرير أن حوايل ستة آالف مقاتل‬ ‫من حزب الله من بني هؤالء املقاتلني‪،‬‬ ‫منوها إىل أن معظم أفراد املليشيات‬ ‫املتبقية جاءوا من أفغانستان والعراق‬ ‫ولبنان وباكستان وأماكن أخرى‪.‬‬ ‫وتنقل الصحيفة عن الباحث يف‬ ‫«املجلس األطليس» عيل الفونة‪ ،‬الذي‬ ‫يتابع تقارير مقاتيل املليشيات األجنبية‬ ‫الذين قتلوا يف سوريا‪ ،‬قوله إن عدد‬ ‫الوفيات املبلغ عنها بني صفوف هذه‬ ‫املليشيات انخفض إىل حد كبري‪ ،‬ويعزو‬ ‫السبب إىل أن الذين يقاتلون من أجل‬ ‫النظام أصبحت لهم اليد العليا يف‬ ‫الحرب‪ ،‬لكنهم بدال من مغادرة البالد‬ ‫فإن أنظارهم تحولت نحو إرسائيل‪،‬‬ ‫وأضاف الفونة أن «إيران فهمت أنه‬

‫من املمكن فعال الحفاظ عىل جبهة ضد‬ ‫إرسائيل‪ ،‬حيث ال يوجد حرب وال سالم‬ ‫أيضا» ‪.‬‬ ‫وبحسب التقرير‪ ،‬فإن الفونة حدد‬ ‫ضمن البحث الذي قام به وجود ثالث‬ ‫قواعد إيرانية رئيسية‪ ،‬ترشف عىل‬ ‫العمليات يف أجزاء كبرية من سوريا؛‬ ‫واحدة بالقرب من حلب يف الشامل‪،‬‬ ‫واثنتني يف جنوب العاصمة دمشق‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل سبع قواعد تكتيكية أصغر‬ ‫بالقرب من الخطوط األمامية النشطة‪،‬‬ ‫حيث توجد إيران ووكالؤها‪.‬‬ ‫وتنوه الصحيفة إىل القلق اإلرسائييل من‬ ‫فكرة وجود دائم إليران يف سوريا‪ ،‬حيث‬ ‫تخىش إرسائيل من مواجهة تهديد لها‬ ‫يف سوريا‪ ،‬عىل غرار ما يشكله «حزب‬ ‫الله» يف لبنان‪ ،‬الفتة إىل أنه بحسب‬ ‫محللني قريبني من إيران ووكالئها‪ ،‬فإن‬ ‫هذا هو الهدف اإليراين بالضبط‪.‬‬ ‫ويشري التقرير إىل زيارة قيادات من‬ ‫املليشيات العراقية إىل الحدود اللبنانية‬ ‫اإلرسائيلية برفقة قيادات من حزب الله‪،‬‬ ‫حيث قال أعضاء هذه املليشيات إن‬ ‫الزيارات تضمنت وضع خطط لكيفية‬ ‫تعاونهم يف نزاع مستقبيل ضد إرسائيل‪.‬‬ ‫وتختم «نيويورك تاميز» تقريرها‬ ‫باإلشارة إىل أن بعض املحللني عربوا عن‬ ‫أملهم يف أن تكون روسيا‪ ،‬التي تدخلت‬ ‫أيضا يف سوريا‪ ،‬قادرة عىل الحد من‬ ‫طموحات إيران‪ ،‬فروسيا‪ ،‬التي تعاونت‬ ‫مع إيران خالل الحرب السورية‪ ،‬تسعى‬ ‫أيضا إىل الحفاظ عىل عالقات جيدة مع‬ ‫إرسائيل‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬

‫السنة يعودون إىل أحضان عالوي‬ ‫جاءت خارطة‬ ‫التحالفات السنية‬ ‫لخوض االنتخابات‬ ‫التشريعية املقرر‬ ‫تنظيمها يف أيار (مايو)‬ ‫املقبل معاكسة تماما‬ ‫لواقع هذه األحزاب‬ ‫املتناحرة‪ ،‬فالهجوم‬ ‫الذي شنه تنظيم‬ ‫«داعش» على املدن‬ ‫السنية يف االنبار‬ ‫واملوصل وصالح الدين‬ ‫ودياىل عزز الخالفات‬ ‫بينهم وساهمت يف‬ ‫صعود شعبية أحزاب‬ ‫مقابل هبوط شعبية‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫وقرر الحزب االسالمي‬ ‫بزعامة سليم الجبوري رئيس‬ ‫الربملان وحزب «العربية» بزعامة‬ ‫صالح املطلك التحالف مع رئيس‬ ‫ائتالف «الوطنية» بزعامة نائب‬ ‫رئيس الجمهورية إياد عالوي‪ ،‬بينام‬ ‫ابرم اسامة النجيفي نائب رئيس‬ ‫الجمهورية تحالفا مع رجل االعامل‬ ‫السني خميس الخنجر املعروفني‬ ‫بتبني مرشوع االقليم السني لخوض‬ ‫االنتخابات معاً‪.‬‬ ‫خارطة التحالفات السنية الجديدة‬ ‫تؤكد من جديد معضلة القوى‬ ‫السياسية السنية يف كرثة تشظيها‪،‬‬ ‫اذ تفككت التحالفات السنية التي‬ ‫افرزتها االنتخابات الترشيعية‬ ‫السابقة يف العام ‪ 2014‬وذلك أحد‬ ‫نتائج احتالل «داعش» للمدن‬ ‫السنية وافرزت معارك ضارية عىل‬ ‫مدى ثالث سنوات تعرضت خاللها‬ ‫محافظات االنبار واملوصل وصالح‬ ‫الدين اىل دمار كبري‪.‬‬ ‫«الحزب االسالمي» العراقي بزعامة‬ ‫رئيس الربملان سليم الجبوري‪،‬‬ ‫وائتالف «متحدون» بزعامة نائب‬ ‫رئيس الجمهورية اسامة النجيفي‪،‬‬

‫وائتالف «العربية» بزعامة صالح‬ ‫املطلك‪ ،‬وحركة «الحل» بزعامة‬ ‫جامل الكربويل‪ ،‬وحزب «الوطنية»‬ ‫بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد‬ ‫عالوي‪ ،‬و»املرشوع العريب» بزعامة‬ ‫رجل األعامل خميس الخنجر هم‬ ‫املمثلون االساسيون للسنة يف العملية‬ ‫السياسية منذ العام ‪.2003‬‬ ‫«الحزب االسالمي» كان الخارس‬ ‫السني االكرب يف انتخابات ‪2014‬‬ ‫واضطر حينها للتحالف مع الشخصية‬ ‫السنية الصاعدة انذاك اسامة‬ ‫النجيفي‪ ،‬ولكن هذا الحزب الذي‬ ‫ميثل فرع االخوان املسلمني يف العراق‬ ‫متكن خالل السنوات االربعة املاضية‬ ‫من ترميم شعبيته بفضل رئيس‬ ‫الربملان سليم الجبوري عرب التقارب‬ ‫مع االحزاب الشيعية ملواجهة‬ ‫النجيفي الذي اصبح خصمه اليوم‪.‬‬ ‫الجبوري أعلن عن تشكيل تحالف‬ ‫جديد باسم «التجمع املدين لإلصالح»‬ ‫دون استخدام اسم «الحزب‬ ‫االسالمي» متاشيا مع تصاعد شعبية‬ ‫التيارات املدنية املطالبة بإصالح‬ ‫العملية السياسية‪ ،‬بينام ّ‬ ‫شكل صالح‬ ‫املطلك الشخصية السنية العلامنية‬ ‫تحالفا جديدا باسم «الجبهة‬ ‫العراقية»‪ ،‬وقرر الجبوري واملطلك‬ ‫التحالف مع صديقهم القديم إياد‬ ‫عالوي‪.‬‬ ‫وتسعى االحزاب السنية اىل تكرار‬

‫أمجاد انتخابات عام ‪ 2010‬عندما‬ ‫دخلوا يف تحالف «القامئة العراقية»‬ ‫مع عالوي وفاز يف املرتبة االوىل يف‬ ‫االنتخابات بـ ‪ 91‬مقعدا متفوقا‬ ‫عىل «ائتالف دولة القانون» بزعامة‬ ‫رئيس الوزراء السابق نوري املاليك‬ ‫مبقعدين‪ ،‬ولكنهم رغم ذلك خرسوا‬ ‫مهمة تشكيل الحكومة لتعارضه مع‬ ‫العرف السيايس الطائفي القائم عىل‬ ‫ان منصب رئيس الحكومة من حصة‬ ‫الشيعة‪.‬‬ ‫ويبدو أن تصاعد شعبية التيارات‬ ‫املدنية وامتعاض العراقيني من‬ ‫االحزاب االسالمية هو ما دفع‬ ‫االحزاب السنية للتحالف مجددا‬ ‫مع عالوي هذه املرة بعد ان تركوه‬ ‫لوحده يف انتخابات العام ‪2014‬‬ ‫عندما كان االستقطاب الطائفي هو‬ ‫السائد يف البالد مع تنامي الخالف‬ ‫بني السنة والشيعة ابان حكم رئيس‬ ‫الوزراء السابق نوري املاليك‪.‬‬ ‫ميسون الدملوجي املتحدث الرسمي‬ ‫باسم ائتالف «الوطنية» تقول ان‬ ‫«انضامم قوى سنية اىل تحالفنا ال‬ ‫يعني التخيل عن مبادئنا يف نبذ‬ ‫املحاصصة الطائفية‪ ،‬وما زلنا نقف‬ ‫مع وحدة العراق ونسعى لتطبيق‬ ‫دولة املواطنة باعتباره الهدف‬ ‫االسمى لنا»‪.‬‬ ‫وتضيف ان «ائتالف الوطنية‬ ‫فتح بابه النضامم جميع االحزاب‬

‫السياسية التي تشاركنا األهداف ومل‬ ‫نضع رشوطا مسبقة برشط عدم‬ ‫تبني اهداف طائفية تعارض مبدأ‬ ‫بناء الدولة وسيادة القانون‪ ،‬تحالفنا‬ ‫اليوم يضم اكرث من ثالثني حزبا‬ ‫وحركة سياسية»‪.‬‬ ‫يف الجانب اآلخر‪ ،‬تحالفت االحزاب‬ ‫السنية التي تتبنى مرشوع االقليم‬ ‫السني وتحويل املحافظات السنية‬ ‫اىل اقاليم مستقلة معا يف تحالف‬ ‫واحد باسم «القرار العراقي»‬ ‫يضم كال من اسامة النجيفي زعيم‬ ‫ائتالف «متحدون» وخميس الخنجر‬ ‫رئيس حركة «املرشوع العريب»‬ ‫واحمد املساري رئيس حزب «الحق‬ ‫الوطني» وسلامن الجمييل رئيس‬ ‫حزب «املستقبل الوطني»‪.‬‬ ‫منذ احتالل «داعش» للموصل‬ ‫وباقي املدن املحافظات السنية اتهم‬ ‫النجيفي والخنجر الحكومة االتحادية‬ ‫باملسؤولية وراء انهيار املدن السنية‬ ‫بيد املتطرفني‪ ،‬وطالبوا برضورة‬ ‫تحويل املحافظات السنية اىل‬ ‫اقاليم مستقلة وفق قانون مجالس‬ ‫املحافظات الذي يسمح بتشكيل‬ ‫االقاليم كام هو الحال يف تجربة‬ ‫اقليم كوردستان‪ ،‬ولكن تطبيق ذلك‬ ‫واجه اعرتاضات شيعية كبرية‪.‬‬ ‫ويتصارع «الحزب االسالمي» ضد‬ ‫«متحدون» عىل النفوذ السيايس يف‬ ‫املوصل‪ ،‬ويتصارع حزب «الوطنية»‬

‫هناك وزراء ونواب‬ ‫سنة اعلنوا تحالفهم‬ ‫مع احزاب شيعية من‬ ‫اجل ضمان البقاء في‬ ‫مناصبهم‬ ‫ومعه حركة «الحل» ضد «الحزب‬ ‫االسالمي» عىل االنبار‪ ،‬بينام تتصارع‬ ‫جبهة «الحوار الوطني» و»الحزب‬ ‫اإلسالمي» ضد حزب «الوطنية» يف‬ ‫صالح الدين‪.‬‬ ‫ولكن التحالفات التي يقودها عالوي‬ ‫من جانب والنجيفي من جانب اخر‬ ‫قررت ايضا تشكيل تحالفات ثانوية‬ ‫داخل املحافظات السنية لضامن‬ ‫الحصول عىل اكرب قدر من املقاعد‪،‬‬ ‫فهناك احزاب جديدة ناشئة تسعى‬ ‫ملنافسة االحزاب السنية التقليدية يف‬ ‫هذه املحافظات‪.‬‬ ‫أبرز القوى السنية الجديدة مقاتلو‬ ‫العشائر الذين حاربوا اىل جانب‬ ‫الجيش والفصائل الشيعية وتسعى‬ ‫اليوم للمشاركة يف االنتخابات بدعم‬ ‫من االحزاب الشيعية‪ ،‬وايضا هناك‬ ‫وزراء ونواب سنة اعلنوا تحالفهم مع‬ ‫احزاب شيعية من اجل ضامن البقاء‬ ‫يف مناصبهم‪.‬‬ ‫«تحالف عابرون» بزعامة وزير‬

‫الكهرباء قاسم الفهداوي ومعه عبد‬ ‫اللطيف هميم رئيس ديوان الوقف‬ ‫السني هو ابرز هذه القوى ‪ ،‬واعلنوا‬ ‫تحالفهم مع رئيس الوزراء حيدر‬ ‫العبادي ضمن تحالف «النرص»‪.‬‬ ‫ولقطع الطريق عىل هذه التحالفات‬ ‫الجديدة يف الحصول عىل مقاعد‬ ‫تذهب يف النهاية ملصلحة االحزاب‬ ‫الشيعية‪ّ ،‬‬ ‫شكلت االحزاب السنية‬ ‫التقليدية تحالفات ثانوية يف‬ ‫املحافظات السنّية‪ ،‬مثال «التحالف‬ ‫العريب يف كركوك» الذي يضم احمد‬ ‫املساري وخميس الخنجر وصالح‬ ‫املطلك‪.‬‬ ‫يف صالح الدين شكل االخري وعالوي‬ ‫تحالفا باسم «البيت العراقي» لخوض‬ ‫االنتخابات معا ومنافسة قوى سنية‬ ‫يف املحافظة معروفة بقربها من‬ ‫االحزاب الشيعية بينهم النائب املثري‬ ‫للجدل مشعان الجبوري اذ يقود ابنه‬ ‫يزن لواء من مقاتيل العشائر يف صالح‬ ‫الدين بدعم من الفصائل الشيعية‪.‬‬ ‫النائبة عن املوصل نوره البجاري‬ ‫تقول ان «الشخصيات السياسية‬ ‫السنية هي نفسها التي ستشارك‬ ‫يف االنتخابات ولكن هناك اختالفا‬ ‫يف طريقة التحالفات وفقا لقاعدتها‬ ‫الشعبية‪ ،‬ومن املتوقع ان تتحالف‬ ‫هذه القوى معا بعد االنتخابات‬ ‫ملنافسة القوى االخرى»‪.‬‬ ‫‪niqash‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫العراق يسرق!‬ ‫جاسم الحلفي‬

‫تربهن املتابعة الرسيعة لحركات‬ ‫الشعوب يف جميع البلدان‬ ‫التي خضعت لوصفات البنك الدويل‬ ‫وصندوق النقد الدويل‪ ،‬تصاعد شعور‬ ‫الغضب وعدم الرضا والسخط والرفض‬ ‫للسياسات االقتصادية التي تتبعها‬ ‫هاتان املؤسستان‪ ،‬اللتان تزيدان من‬ ‫وترية االمالءات املتعلقة برفع الدعم‬ ‫عن الخدمات األساسية وغريها من‬ ‫االشرتاطات‪.‬‬ ‫ويتحمل ذوو الدخل املحدود يف تلك‬ ‫البلدان‪ ،‬مزيدا من األعباء املالية‬ ‫بسبب ارتفاع األسعار‪ ،‬اىل جانب‬ ‫إجراءات اقتصادية ومالية قاسية‪،‬‬ ‫كزيادة الرضائب وفرض رضيبة القيمة‬ ‫املضافة عىل املستهلك‪ ،‬تحت ذرائع‬ ‫مواجهة التحديات االقتصادية وارتفاع‬ ‫عجز املوازنات العامة وتصاعد معدل‬ ‫املديونية‪.‬‬ ‫ومل يكن الشعب العراقي‪ ،‬مبنأى عن‬ ‫السياسات القرسية لهاتني املؤسستني‬ ‫الدوليتني الخاضعتني لرأس املال العاملي‬ ‫وهيمنته‪ ،‬وما تفرضانه عىل الحكومة‬ ‫االتحادية من رشوط ملزمة التنفيذ‪،‬‬ ‫مقابل قروض مالية‪.‬‬ ‫ويأيت مؤمتر املانحني يف الكويت‪ ،‬الذي‬ ‫ينعقد هذه األيام إلعامر املناطق‬ ‫املحررة يف العراق‪ ،‬ليؤكد هيمنة الذهنية‬ ‫الخاضعة للوصفات االقتصادية الجاهزة‪،‬‬ ‫التي تتحكم بإدارة ملف السياسة املالية‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫فالواقع يؤكد أنه ال امل يف انتعاش‬

‫االقتصاد يف العراق‪ ،‬إذا تم الحصول عىل‬ ‫كل املبالغ املنح املقررة‪ ،‬بل حتى لو‬ ‫تضاعفت هذه املبالغ!‬ ‫إذ سبق وأن دخلت اىل ميزانيات العراق‪،‬‬ ‫مبالغ كبرية مل تحرك عجلة االقتصاد‬ ‫العراقي خطوة واحدة ‪ ،‬بل كان الحال‬ ‫يسري عكس املنطق‪ ،‬حيث أنه كلام‬ ‫كانت أموال املوازنات تزداد‪ ،‬كلام ارتفع‬ ‫معها مؤرش الفقر ومعدالت البطالة‪،‬‬ ‫وتوسعت رقعة االمية‪.‬‬ ‫وهذا يؤكد‪ ،‬أن العراق ال يشكو من‬ ‫شح املوارد املالية‪ ،‬امنا يشكو من ظاهرة‬ ‫فساد اصحبت اقوى من كل مؤسسات‬ ‫النزاهة والرقابة والشفافية واملحاسبة‪.‬‬ ‫تدعم هذا القول‪ ،‬احصائيات مدعومة‬ ‫بتحليالت عملية تؤكد عدم وجود‬ ‫سياسية تنموية لدى الحكومة العراقية‪،‬‬ ‫األمر الذي بات واضحاً من خالل تراجع‬ ‫النمو االقتصادي العراقي‪ ،‬وارتفاع‬ ‫معدالت الدين العام والبطالة‪ ،‬وتزايد‬ ‫صعوبة معيشة املواطنني‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬ال يحتاج العراق اىل ديون جديدة‬ ‫ومنح مالية‪ ،‬تتلقفها مؤسسات غري‬ ‫قادرة عىل بناء اقتصاد حقيقي‪ ،‬يعتمد‬ ‫نهضة صناعية وطنية‪ ،‬ويشجع عىل‬ ‫الزراعة‪ ،‬واالستثامر يف عقول أبنائه‪.‬‬ ‫إن العراق بحاجة أو ًال إىل رؤية تنموية‬ ‫مستدامة تأخذ بعني االعتبار االزمة‬ ‫االقتصادية االجتامعية التي ينئ العراق‬ ‫تحت وطأتها‪ ..‬رؤية تحقيق االستقرار‬ ‫والنمو االقتصادي‪ ،‬مبا يوفر العيش‬ ‫الكريم للمواطنني‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫العزوف عن االنتخابات‬

‫‪46‬‬ ‫تعترب املشاركة يف االنتخابات‬ ‫الختيار االشخاص للربملانات من‬ ‫املهام املصريية والتي ترسم الطريق‬ ‫اىل مستقبل الشعوب لبناء بلدانها‬ ‫لو كانت هناك حرية و مصداقية يف‬ ‫االختيار الصحيح للكفاءات وحسب‬ ‫االختصاص ومن أهم املوضوعات‬ ‫التي القت اهتامماً كبرياً من قبل ابناء‬ ‫الشعب يف وطننا وخاصة بعد االنفتاح‬ ‫الذي حصل بعد عام ‪ 2003‬يف العراق‪.‬‬ ‫ومن هنا شهد هذا البلد كام تشهد‬ ‫البلدان التي تخرج من ربقة أالنظمة‬ ‫االستبدادية‪ ،‬وتبارش مرشوع بناء‬ ‫دميقراطي يستلهم مبادئ الدميقراطية‬ ‫التنافسية التي تعتمد عىل االنتخابات‬ ‫الح َّرة واملبارشة آلي ًة أساسي ًة‪ ،‬حامس ًة‬ ‫واضح ًة تجاه املشاركة يف االنتخابات‪،‬‬ ‫بوصفها تعب ًريا عن والدة نظام جديد‪،‬‬ ‫وعن إحساس املواطنني بقيمة‬ ‫أصواتهم وبالخصوص يف املناطق ذات‬ ‫الغالبية من اخواننا السنة النتخاب‬ ‫وجوه جديدة بعد العاصفة االرهابية‬ ‫الهوجاء التي رضبت مدنهم وتواطو‬ ‫بعض سياسيهم مع هذه املجموعات‬ ‫‪ ،‬والعودة للمساهمة يف بناء الوطن‬ ‫والنظام السيايس‪ .‬من املعروف‬ ‫ان العراق هو من بني الدول التي‬ ‫تعيش حالة من التحول الدميقراطي‬ ‫املنقوص بسبب االتوافقات السياسية‬

‫والدة مظلومية جديدة‬

‫الغالبة عىل العملية وليس االغلبية‬ ‫واملكونات تعتز بالوحدة الوطنية‬ ‫التي هي ليست شعاراً وال أهزوجة‬ ‫تتغنى بها أو تربزها متى وأينام‬ ‫شائت وكيف ما تكون بل هي تاريخ‬ ‫– تاريخ من التالحم االجتامعي‬ ‫واالقتصادي والثقايف تفتخر به رغم‬ ‫وجود مشاكل سياسية مختلفة‬ ‫واقتصادية وأمنية واجتامعية بسبب‬ ‫خالفات املصالح االنية بني القيادات‬ ‫السياسية انعكست عىل مكوناتها‬ ‫وكتلها خلفتها الظروف املاضية والتي‬ ‫أدت إىل ظهور نتائج مختلفة تخص‬ ‫العملية السياسية ومنها املشاركة‬ ‫السياسية يف االنتخابات والعزوف عنها‬ ‫بنسب مختلفة يعني والدة مظلومية‬ ‫جديدة وعدم إقبال املواطنني عىل‬ ‫اإلدالء بأصواتهم يف االنتخابات‬ ‫بنسب تتفاوت تبقي الكارثة مثلام‬ ‫كانت عىل مدى سنوات االنتخاب‬ ‫التي حدثت يف العراق من عام ‪2005‬‬ ‫إىل عام ‪ 2014‬وترتفع بشكل أو‬ ‫بأخر عىل الرغم من أن االنتخابات‬ ‫هي إحدى الركائز الدميقراطية‬ ‫لتداول السلطة يف العامل وهو مبدأ‬ ‫يجب تركيزه يف العراق الدميقراطي‬ ‫‪ .‬ان ظاهرة اإلغرتاب السيايس أو‬ ‫العزوف عن املشاركة السياسية‬ ‫هي ليست ظاهرة جديدة يف العامل‬

‫عبدالخالق الفالح‬

‫ومتداولة يف العمل االنتخايب وحتى‬ ‫السيايس وسببها قد تكون ٱقتصادية‬ ‫وسوسيولوجية‪ .‬ولكن املؤرشات حول‬ ‫رفض البعض من العراقيني‪ ،‬املشاركة‬ ‫يف االنتخابات يف هذه املرحلة عىل‬ ‫رغم عدم الجدية إال انها اعالمية‬ ‫من جهات تحاول ايقاف العملية‬ ‫االنتخابية والثارة الشارع من اجل‬ ‫زعزعة امور البالد ‪ .‬وصعوبات اخرى‬ ‫تكمن يف موضوع النازحني‪ ،‬رغم اعالن‬ ‫الحكومة والتحالف الدويل عودة‬ ‫اكرث من مليونني وخمسائة الف ناح‬ ‫اىل ديارهم والعودة املستمرة للكثري‬ ‫منهم ‪ ،‬اال انه الزال هناك الكثري من‬ ‫النازحني مل يعودوا اىل مدنهم وبالتايل‬ ‫مهام كان االهتامم برضورة مشاركتهم‬ ‫يف العملية االنتخابية اال انه ستكون‬ ‫هناك نواقص كبرية وواضحة‬ ‫وهذا رمبا يبعث يف انفسهم خيبة‬ ‫أمل تشكل فيام بعد رفض لالداء‬ ‫السيايس بالشكل الذي يؤثر عىل‬ ‫رشعية النظام‪ .‬لذا البد من تكثيف‬ ‫الجهود لعودة النازحني اىل مناطقهم‬ ‫والعمل عىل ترسيخ عوامل االستقرار‬ ‫واهمها مشاريع اعادة البناء وتوفري‬ ‫الطاقة والبنى التحتية االساسية مثل‬

‫املاء والكهرباء والخدمات الرتبوية‬ ‫والصحية لضامن تشجيع النازحني يف‬ ‫مشاركة اوسع يف العملية االنتخابية‬ ‫إال ان االستنتاج يوحي بأن ارصار‬ ‫الحكومة خاصة بعد قرار املحكمة‬ ‫االتحادية بتثبيت موعد االنتخابات‬ ‫وغري قابلة للتغيري يف املوعد يجعلنا‬ ‫نطمنئ بان االنتخابات سوف تجري يف‬ ‫وقتها المحال‪.‬ولو كان هناك عزوف‬ ‫السباب تحرص يف عدة امور من‬ ‫أهمها انعدام الثقة باالنتخابات‬ ‫ونتائجها وأن القوانني االنتخابية ال‬ ‫تهدف ولن تؤدي إىل بناء الدولة‬ ‫املدنية‪-‬دولة املؤسسات ‪-‬التي يسود‬ ‫فيها القانون ويتساوى فيها الجميع‬ ‫وتتجذر فيها الحريات والحياة‬ ‫الدميقراطية ‪ ،‬هذه القوانني ال تخدم‬ ‫إال فئة قليلة تقزم الدولة مبا يتناسب‬ ‫ويخدم مصالحها وهذه ميكن اصالحها‬ ‫بانتخاب اشخاص لهم مقومات النائب‬ ‫الحريص عىل العمل ضمن الدولة‬ ‫واملطالبة بحقوق املجتمع تتواجد‬ ‫فيهم الكفاءة واملقدرة النجاز املهام‬ ‫املوكلة عليه بجدارة وفطنة وليست‬ ‫هناك مؤرشات حتمية يف العزوف عن‬ ‫املشاركة يف االنتخابات القادمة مع‬

‫تشكيك رئيس مجلس النواب العراقي‬ ‫الدكتور سليم الجبوري بنزاهة‬ ‫االنتخابات رغم عدم القناعة بتأثري‬ ‫مثل هذه املقوالت عىل ابناء الطائفة‬ ‫السنية لفشل ممثليهم يف الربملان‬ ‫اثبات مصداقيتهم عن الدفاع عنهم‬ ‫حسب التجارب املاضية وفسادهم‬ ‫الذي اليشك احد به ويظهراحتامل‬ ‫ارتفاع نسبة للمشاركة عن سابقاتها‬ ‫قاب ًال للمالحظة من أي مراقب‬ ‫للعمل السيايس واالستعداد لتغيري‬ ‫الوجوه السابقة التي تتصدى العمل‬ ‫السيايس باسمهم‪ .‬و ظاهرة العزوف‬ ‫عن االنتخابات تعاين منها اغلب‬ ‫الدول املتقدمة لعدم وجود القناعة‬ ‫مبامرسات سياسيهم فيتم تاديبهم‬ ‫حتى يعودوا اىل رشدهم واالعتذار‬ ‫عن االخطاء املاضية او ايجاد البديل‬ ‫واما الدول الغري املتقدمة ألسباب‬ ‫ترتاوح بني وجود عدم استقرار سيايس‬ ‫واجتامعي واقتصادي والتي ال ميكن‬ ‫معه توسيع املشاركة أو ارتفاع قناعة‬ ‫عدم املشاركة عىل نحو ال ميكن القول‬ ‫أن نسب العزوف الحادة غري مرتبطة‬ ‫بالظاهرة االنتخابية ونابعة من عدم‬ ‫اهتامم املواطن ومن ثم تؤثر هذه‬

‫الظاهرة عىل مجمل األوضاع العامة‬ ‫للبلد التي تحكمه هذه النخب‬ ‫السياسية وتبقى ماسكة ومسيطرة‬ ‫عىل السلطة بال تغيري ويبقى نظرة‬ ‫املجتمع لها عىل إنها نخب وقوى‬ ‫ال ميكن أن تحظى برشعية أو إنها‬ ‫نخب فاسدة يف اقل تقدير ضمن‬ ‫املنظور الشخيص للشخص املمتنع‬ ‫عن التصويت ‪ ،‬وبالتايل فمن املهم‬ ‫أن تعمل الدولة من خالل دوائرها‬ ‫املختصة عىل معالجتها وتقليل‬ ‫مخاطر العزوف عن املشاركة بالرتكيز‬ ‫عىل االعالم الصادق الذي ميكن‬ ‫البناء عليه لتغري وجهات نظرهم‬ ‫الن العزوف عن االنتخابات وعدم‬ ‫توجه املواطنني للصندوق الختيار من‬ ‫ميثلهم كارثة تهدد تحقيق املطالب‬ ‫املستحقة وتعد عىص يف عجلة تطبيق‬ ‫اسرتاتيجية العملية الدميقراطية‪.‬‬ ‫الترصف الصحيح يتمثل باملشاركة‬ ‫الواسعة مع توخي الدقة يف اختيار‬ ‫الجيد‪ ،‬ومن املفرتض أن تحظى هذه‬ ‫االنتخابات باهتامم أكربمن الجامهري‬ ‫باعتبارها الفرصة التي ميكن ان تأيت‬ ‫مبن هم مبستوى املسؤولية اذا صح‬ ‫االختيار و متس باملبارش حياتهم ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫عبر «دكاكين وتكية وزوجة ثانية»‬

‫‪48‬‬ ‫انترشت مؤخراً الصيدليات‬ ‫غري املرخصة ودكاكني األدوية‬ ‫والتطبيب بسبب غياب الرقابة الصحية‬ ‫وتفيش البطالة يف البالد‪ ،‬وحتى‬ ‫الصيدليات املرخصة مازالت تعتمد‬ ‫العاملني من غري الصيادلة يف رصف‬ ‫األدوية‪ ،‬كام أن األدوية املمنوعة وجدت‬ ‫طريقها إىل الشارع من خالل «دكاكني‬ ‫األدوية» وموقع التواصل االجتامعي‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬ضبطت القوات األمنية كميات‬ ‫كبرية من األدوية املمنوعة من التداول‬ ‫مخزونة يف تكية تعود ملتهمة متثل اآلن‬ ‫أمام محكمة التحقيق املختصة بقضايا‬ ‫النزاهة‪.‬‬ ‫وقال قايض محكمة تحقيق النزاهة أن‬ ‫«املحكمة تستقبل باستمرار دعاوى عن‬ ‫انتحال صفة الصيادلة أو مزاولة املهنة‬ ‫من دون إجازة»‪ ،‬الفتا إىل أن «املحكمة‬ ‫تنظر قضية متهمة صدر بحقها أمر‬ ‫قبض وزوجها لحيازتها أدوية وبكميات‬ ‫كبرية أكرثها ممنوع من التداول إال‬ ‫بوصفة طبيب مختص»‪.‬‬ ‫وأضاف قايض التحقيق إىل «القضاء»‬ ‫أن «هذه القضايا تحال بعد استكامل‬ ‫اإلجراءات التحقيقية إىل محاكم‬ ‫الجنايات املختصة وفق املادة (‪)50‬‬ ‫من قانون مزاولة الصيدلة العراقي رقم‬ ‫‪ 40‬لسنة ‪ ،»1970‬الفتا إىل أن «قضية‬ ‫املتهمة التي وجد بحوزتها كميات‬

‫األدوية تحال إىل محكمة الجنايات‬ ‫املختصة وحسب املادة ‪ 39‬من القانون‬ ‫نفسه بتهمة املتاجرة باألدوية بشكل‬ ‫غري مرشوع»‪.‬‬ ‫وأفادت املتهمة املاثلة أمام املحكمة‬ ‫يف معرض إفادتها التي تحصلت عليها‬ ‫«القضاء» بأنها مارست العمل يف‬ ‫صيدلية قبل سبع سنوات بصفة عاملة‪.‬‬ ‫وقالت «اكتسبت خربة كبرية من خالل‬ ‫تنقيل يف مناطق وأماكن عدة يف مجال‬ ‫الصيدلة‪ ،‬وطلبت من زوجي املتهم يف‬ ‫هذه القضية أن يدعمني باملال وقبل‬ ‫ستة أشهر من توقيفي استأجرنا محال‬ ‫إلشغاله كصيدلية يف احد أحياء بغداد‬ ‫ومارسنا العمل الصيديل فيه بصفة‬ ‫غري رسمية ومن دون إجازة‪ ،‬واغلب‬ ‫املواطنني يعرفوين باسم الدكتورة (‪)..‬‬ ‫رغم إين مل أحصل عىل شهادة يف أي‬ ‫اختصاص طبي»‪.‬‬ ‫وتابعت املتهمة أن «الصيدلية أغلقت‬ ‫لغرض الصيانة والتجديد وكنت ابحث‬ ‫عن كميات كبرية من العالج البعض منه‬ ‫ممنوع التعامل به إال بوصفة طبية‪،‬‬ ‫وعن طريق مواقع التواصل االجتامعي‬ ‫وجدت إعالنا مموال عىل صفحة يف‬ ‫الفيسبوك عن أدوية وأثاث تخص‬ ‫صيدلية ما»‪.‬‬ ‫وأكملت بالقول «عن طريق محادثات‬ ‫(املسنجر) اتفقت مع املسؤولني عن‬

‫الصفحة عىل الكميات والنوعيات‬ ‫لرشائها لكنهم رفضوا بيعي ألين ال أمتلك‬ ‫صفة طبية‪ ،‬بعدها اتصل يب صيدالين‬ ‫واتفق معي عىل تأييد الصيدلية بامتياز‬ ‫وتم فتح الصيدلية باسم آخر»‪.‬‬ ‫قامت املتهمة برشاء األدوية (معظمها‬ ‫ممنوع من التداول) واألثاث وذكرت‬ ‫«ادخرتها يف (تكية) جنوب بغداد‬ ‫وهي محل إقامتي كوين زوجة ثانية‬ ‫وان زوجي ليس له عالقة أو علم عن‬ ‫ماهية عميل سوى انه دعمني ماديا‬ ‫عند ارتباطنا‪ ،‬وبعد ميض شهرين عىل‬ ‫احتفاظي بكميات األدوية يف السكن‬ ‫القي القبض عيل»‪.‬‬ ‫كام أفاد زوج املتهمة بأنه «يعمل‬ ‫يف األعامل الحرة وهو طالب يف كلية‬ ‫القانون وانه تعرف عىل زوجته يف‬ ‫احدى الصيدليات وقبلت الزواج به‬ ‫كزوجة ثانية‪ ،‬موضحا بأنه «عىل علم‬ ‫بأنها عاملة وال متلك شهادة آو إجازة‬ ‫ملزاولة مهنة الصيدلة»‪.‬‬ ‫ويتابع الزوج أن زوجته «كانت تشرتي‬ ‫األدوية عن طريق الفيسبوك وبكميات‬ ‫كبرية وإنها أغلقت صيدليتها لغرض‬ ‫الصيانة وقامت بالتعاقد مع طبيب‬ ‫صيديل عىل فتحها وباسم آخر وكان‬ ‫االتفاق بحضوري»‪.‬‬

‫هكذا تجد االدوية الممنوعة‬ ‫طريقـها الى الـشارع ببغـداد‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫رغم انهيار خالفتهم املزعومة يف‬ ‫سوريا والعراق‪ ،‬كدّ س جهاديو‬ ‫داعش مبالغ طائلة استعداداً لخوض‬ ‫معارك أخرى‪.‬‬ ‫وتقول مجلة «إيكونوميست» الربيطانية‪،‬‬ ‫إن الزمن الذي رفرفت فيه راية داعش‬ ‫السوداء فوق ما يزيد عن ثلث مساحة‬ ‫العراق‪ ،‬وقرابة نصف سوريا قد وىل‪ .‬فقد‬ ‫ُسحق داعش يف امليدان‪ ،‬وفقد بالتحديد‬ ‫‪ 98٪‬من مساحة دولته الزائفة‪ .‬كام قتل‬ ‫حوايل ‪ 70‬ألفاً من مقاتليه‪ ،‬قدر عددهم‬ ‫يف أوج انتشار التنظيم بـ ‪ 100‬ألف‪.‬‬ ‫وهرب آالف من هؤالء‪ ،‬فيام بقي بعضهم‬ ‫يف العراق وسوريا‪ ،‬وتسلل آخرون إىل‬ ‫تركيا‪ ،‬أو التحقوا بفروع لداعش يف مرص‬ ‫وليبيا وجنوب رشق آسيا‪.‬‬ ‫ويعتقد أن نحو ‪ 10‬آالف من مقاتيل‬ ‫التنظيم األجانب قد غــادروا الرشق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫وحسب املجلة‪ ،‬ما زال العازمون عىل‬ ‫الجهاد ميلكون وسائل تساعدهم عىل‬ ‫تحقيق إرهابهم‪ .‬فقد كــدس داعش‬ ‫ماليني الدوالرات عرب املنطقة‪ .‬واستثمر‬ ‫أمواله يف العراق‪ ،‬واشرتى الذهب يف‬ ‫تركيا‪ ،‬وواصل تحويل األموال إىل فروعه‪.‬‬ ‫ويقول تاجر أسلحة سابق شــارك يف‬ ‫تحويل أموال إىل جهاديني‪« :‬لن تصدق‬ ‫حجم األموال التي خرجت من مناطق‬ ‫داعش»‪.‬‬ ‫ويقول نائب عراقي إن داعش متكن من‬ ‫تهريب ما يقدر بـ ‪ 400‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫خالل انسحابه من العراق وسوريا‪.‬‬

‫داعش‬ ‫تجار اإلرهاب‬ ‫وتشري «إيكونوميست» لبناء داعش‬ ‫احتياط من األموال النقدية عند سيطرته‬ ‫عىل مناطق يف العراق وسوريا‪ .‬فقد باع‬ ‫النفط من حقول استوىل عليها‪ ،‬وفرض‬ ‫رضائــب ورسق من حكمهم‪ ،‬واستوىل‬ ‫عىل ما يقدر بـ ‪ 500‬مليون دوالر من‬

‫كدس مبالغ فلكية‬ ‫في العراق تحضيرا لمعارك جديدة‬ ‫مصارف عراقية‪ ،‬ما جعله أغنى تنظيم‬ ‫إرهايب يف التاريخ‪ .‬ويف عام ‪ ،2015‬قدر‬ ‫إجاميل دخل «خالفته» بنحو ‪ 6‬مليارات‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫وتلفت املجلة لفشل الوسائل العادية‬ ‫املتبعة يف تجويع اإلرهابيني عرب منع‬ ‫التربعات الخارجية‪ .‬ولذا قاد األمريكيون‬

‫تحالفاً ضد داعش‪ ،‬وقصفوا مصايف تكرير‬ ‫وناقالت نفط خاصة بالتنظيم‪ ،‬ودمروا‬ ‫مخازن ألمواله‪ ،‬واغتال مسؤوليه املاليني‪.‬‬ ‫وتوقفت الحكومة العراقية عن دفع‬ ‫رواتب موظفني يف الحكومة يف مناطق‬ ‫سيطرة داعــش‪ ،‬ملنع الجهاديني من‬ ‫الحصول عىل حصة منها‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫خطة ناجحة‬ ‫وتقول إيكونوميست إن تلك االسرتاتيجية‬ ‫حققت أهدافها‪ ،‬فقد أجرب داعش عىل‬ ‫تخفيض أجور مقاتليه‪ ،‬ولكنه ظل قادراً‬ ‫عىل االستفادة من موارد مناطق خاضعة‬ ‫لسيطرته‪ .‬ويقول مسؤول أمرييك يف‬ ‫مكافحة اإلرهــاب‪« :‬اتضح لنا أن أهم‬

‫وسيلة للتصدي لتمويل داعش تكمن يف‬ ‫طرده من مناطق سيطرته»‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬يبدو أن الجهاديني توقعوا‬ ‫هزميتهم‪ .‬فقد أمر التنظيم يف مارس(أيار)‬ ‫املايض باستخدام عملته الخاصة يف رشق‬ ‫سوريا‪ ،‬وهو أمر امتد ألصحاب محالت‬ ‫الصريفة والتحويالت املالية‪ .‬وسمح ذلك‬ ‫لداعش بجمع مبالغ كبرية من اللريات‬ ‫السورية والدوالرات‪.‬‬ ‫ويف العراق‪ ،‬مول داعش مئات مؤسسات‬ ‫الصريفة‪ .‬وشاركت ع ـرات من تلك‬ ‫املؤسسات يف مزادات أجراها املرصف‬ ‫املركزي العراقي يف عامي‪ 2014‬و ‪،2015‬‬ ‫ما سمح للتنظيم بتحويل دينارات عراقية‬ ‫إىل دوالرات‪ ،‬قبل أن تتمكن الحكومة‬ ‫من وقف تلك العمليات املالية‪.‬‬ ‫تدفق أموال‬ ‫وتنقل املجلة عن تجار العملة‪ ،‬يف مدن‬ ‫تركية محاذية للحدود مع سوريا‪ ،‬أن‬ ‫داعش دأب‪ ،‬منذ بداية العام املايض‪،‬‬ ‫عىل نقل مبالغ مالية كبرية خارج‬ ‫مناطقه نحو تركيا‪ .‬وتدفقت تلك األموال‬ ‫عرب نظام الحوالة‪ ،‬الذي يتم عرب شبكة‬ ‫من محال الصريفة غري املرخصة والتي‬ ‫يصعب تنظيمها‪.‬‬ ‫ومنذ بداية الحرب السورية‪ ،‬اتسعت‬ ‫شبكة محال الحواالت‪ ،‬ما مكن الجئني‬ ‫وتجار أسلحة ومهريب نفط وجامعات‬ ‫معارضة‪ ،‬من نقل األموال من سوريا إىل‬ ‫خارجها‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 171‬السنة الرابعة عشر ( شباط ) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.