العدد الثاني والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫“هل نجيب السؤال هذه املرة؟”‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫‪172‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫آذار ‪2018‬‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬

‫مدير التحرير‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬

‫علي حسين علي‬

‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫رقم االيداع في دار الكتب‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫عبد اهلل صبري‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫سعد عبد الجبار‬

‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫تقرير عربي يحلل اخر تصريح لمسعود بارزاني وتوقيته ويستقرئ رسائل‬

‫‪8‬‬

‫الجيش األلماني يتدخل بين بغداد وأربيل‪ ..‬وتخوف من فوز شخص باالنتخابات‬

‫‪16‬‬

‫إقليم كوردستان بين االتهامات والحقائق!‬

‫‪24‬‬

‫المبدعون وتراجيديا الكورد الفيليين‬

‫‪42‬‬

‫يقال ان الطريقة الوحيدة لفهم الموت هي ان تموت لكي تعرف معناه!‬ ‫لذلك فان الشيء الذي نكون دائما بانتظاره ال يقال لنا وال يمنح لنا!‬ ‫والفيليون يعلمون جيدا ان الشخص الذي يصبح يتيما لمرة واحدة في‬ ‫حياته فانه سيبقى يتيما الى االبد‪ .‬في االنتخابات المقبلة اذا لم يكن تميزنا‬ ‫وخصوصيتنا عامال للتنافس فانه يجب اال نشارك فيها اصال‪ ،‬فالسير على‬ ‫منوال االخطاء الماضية سيتسبب بكتابة خسارتنا االبدية‪.‬‬ ‫في مرحلتنا هذه لن ننجح في ميدان العشائر والعشائرية الن اوشاجنا‬ ‫العشائرية قد سملت بشكل تام ولم يبق لها اي ثقل” وفي االقتصاد‬ ‫لسنا محورا ثقيال يحافظ على التوازن وفي السياسة ليس لدينا اي حراك‬ ‫حي يكون رقما بارزا وسط كل هذه االحزاب السياسية‪ .‬والذي عندنا هو‬ ‫فقط شخصيات سياسية وتجار ومثقفون ورياضيون وشخصيات اجتماعية‬ ‫لكن افرادا ال جماعات! نحن بالظاهر يطلق علينا المذهبيون المتمسكون‬ ‫والقوميون اليائسون‪ ،‬ولكن بسبب موت عصب االلم وااللتزام “ يجب ان‬ ‫نعترف انه بعد فترة الوحدة والعزلة تتكرر اخطاؤنا باستمرار؛ واالنكار‬ ‫والتغطية ليسا عالجا؛ ومجتمعنا بحاجة الى عملية جراحية عميقة وعاجلة‪.‬‬ ‫ولكن من االفضل ان نفكر ايضا في ان هذا العهد يجب ان ينتهي ولكن‬ ‫ليس على مسار الخسارات‪.‬‬ ‫صحيح اننا لم نكن مستعدين لكل تلك الكوارث والمآسي التي حلت بنا‬ ‫في الماضي على حين غرة والتي لم تترك لنا مجال للدفاع عن انفسنا وو‪..‬‬ ‫ثم منحنا دورا في ان يقوم نظام وحشي مثل النظام البعثي‪ ،‬بدل قتلنا‪،‬‬ ‫بانزال اللعنة علينا ويهجرنا‪ .‬فرضينا ايضا ان نكون ضحايا ذلك العهد ال‬ ‫اصحابه‪.‬‬ ‫العراق هو ذلك المكان الذي يقتل فيه االالف لكي يتحكم دكتاتور ما‬ ‫بمقاليد السلطة وان يستمر ظالم ما في ظلمه‪ .‬لم نستطع ان نجيب عن‬ ‫هذا السؤال بعد اربعين سنة من ابادتنا الجماعية بانه لماذا علينا ان نكون‬ ‫رمزا للمضطهدين والخاسرين؟!! علينا ان نعلم ان التفتت والتراجع عن بذل‬ ‫المساعي والنضال من اجل االنتخابات القادمة هو “افضل” طريق لضمان‬ ‫الخسارة‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫الرجل الذي يسبق عصره‬ ‫هو رجل يعشق الحرية ويعشق‬ ‫السالم ‪ ،‬سمو تفكريه هذا جعله‬ ‫يتطوع منذ صغره يف صفوف املقاتلین‬ ‫املدافعین عن حقوق شعب كوردستان‬ ‫ألحقاق الحق وترسیخ السالم ‪ ،‬عشقه‬ ‫للحرية مل يرضيه رؤية بقاء فرد من ابناء‬ ‫قومه خاضعا للعدو‪....‬‬ ‫عشق الحرية وعشق السالم يف آن واحد‬ ‫عمل صعب إن مل يكن من املحال‪....‬‬ ‫الناس اليوم ال يستطيعون أن يسموا‬ ‫إىل درجة الجمع بني هذين املبدأين‬ ‫‪ ،‬ذلك ألن قلب اإلنسان ‪ -‬وإن شاء ‪،‬‬ ‫فذهنه ‪ -‬مل يصل من الكرب والعظمة إىل‬ ‫الحد الذي يتسع فيه الجمع بني هذين‬ ‫املبدأين يف الوقت ذاته‪ ...‬ولهذا رأينا من‬ ‫الناس ممن انكروا عليه وطنيته وحسن‬ ‫بصريته وقرائته للواقع‪....‬‬ ‫بكل بساطة انا احدثكم عن مسعود‬ ‫بارزاين الرجل الذي يسبق عرصه بأعوام‬ ‫رجل قاد امته يف ظروف قاسية وبرشه‬ ‫بحدوث تغريات مستقبلية عندما كان‬ ‫ذاك الشعب مير بأصعب أوقاته‪.....‬‬ ‫نعم عن مسعود بارزاين اتحدث فهو‬ ‫ذاك القائد الذي برش البيشمركة منذ‬ ‫مثانينات القرن املايض و تحديدا يف‬

‫جالل شيخ عيل‬

‫معركة خواكورك بأنه لن يستمر الحال‬ ‫عىل ماهو عليه وتوقع حدوث تغريات‬ ‫سياسية‪ ...‬ومل مييض الكثري من الوقت‬ ‫حتى تحققت الرؤية ‪ ،‬وكانت حرب‬ ‫الخليج االوىل والثانية ومن ثم تم‬ ‫االطاحة بالنظام البعثي وتم تشكيل‬ ‫اقليم فدرايل للكورد وحول كوردستان‬ ‫من قرية صغرية اىل جنة عدن يأمها‬ ‫الناس من مختلف ارجاء العامل ‪ ،‬بارزاين‬ ‫توقع ايضا تكالب الدول املحتلة عىل‬ ‫اقليم كوردستان يف مرحلة ما بعد‬ ‫معركة داعش لذا فضل الخروج بأنتصار‬ ‫سيايس من املعركة ‪ ،‬وتحقق له االنتصار‬ ‫السيايس املتمثل بنتيجة االستفتاء بنسبة‬ ‫قريبة من ‪ ، 93%‬ليصبح االستفتاء سالحا‬ ‫مستقبليا بيد كوردستان ميكن االستفادة‬ ‫منه يف وقته‪...‬‬ ‫اذكركم ان هذا القائد ذو البصرية ‪ ،‬مننذ‬ ‫اليوم االول بعد خيانة السادس عرش من‬ ‫اكتوبر يقول لنا الوضع لن يبقى عىل ما‬ ‫هو عليه والتغريات قادمة بأذن الله‪...‬‬ ‫التغريات قادمة المحال وانا عىل يقني‬ ‫من ذلك الن هذا الكالم ينطق به رجل‬ ‫ذو بصرية ثاقبة فهو يسبق عرصه بكثري‬ ‫وما علينا سوى االنتظار والصرب‬ ‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫بعد ثالثة عقود على قصف حلبجة‪..‬‬

‫املعاناة مستمرة واطفال مشوهون‬

‫شاهد كمال جالل عندما كان يف السابعة عشرة من عمره‪ ،‬مقتل شقيقتيه جراء قصف بأسلحة كيميائية قامت به قوات صدام حسني‬ ‫واستهدف مدينة حلبجة باقليم كوردستان‪ ،‬بعد مرور ثالثة عقود‪ ،‬ما زال كمال يعاني نتيجة ذاك اهلجوم من مرض تنفسي ويتطلع‬ ‫للحصول على تعويضات‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫ويقول جالل متحدثا من منزله‬ ‫يف بلدة حلبجة التي يسكنها‬ ‫حواىل ‪ 200‬الف نسمة‪ ،‬وقد أصبح عمره‬ ‫‪ 47‬عاما‪ ،‬إنه مل يعد قادرا عىل التنفس‬ ‫بشكل طبيعي‪ ،‬النه “فقد ‪ 75‬باملئة من‬ ‫رئتيه”‪ ،‬مؤكدا بأنه حاليا “يستنشق‬ ‫الهواء مستعينا بجهاز للتنفس‪ ،‬لست‬ ‫عرشة ساعة يف اليوم”‪.‬‬ ‫ويسكن جالل حاليا منزال صغريا عىل‬ ‫مقربة من نصب تذكاري ارتفع عليه‬ ‫علم كوردستان‪ ،‬لضحايا حلبجة الذين‬ ‫يقدرون بخمسة آالف شخص‪ ،‬غالبيتهم‬ ‫نساء وأطفال قضوا جراء قصف بقنابل‬ ‫الغاز نفذته القوات العراقية يف ‪ 16‬آذار‪/‬‬ ‫مارس ‪.1988‬‬ ‫وتلقى جالل العالج كام كثريون من‬ ‫ضحايا ذلك الهجوم يف إيران التي تبعد‬ ‫حدودها نحو عرشة كيلومرتات عن‬ ‫مدينته‪.‬‬ ‫ووقع الهجوم فيام كانت الحرب مع‬ ‫إيران تشارف عىل االنتهاء‪ ،‬لدى سيطرة‬ ‫قوات البيشمركة الكوردية عىل مدينة‬ ‫حلبجة يف إقليم كوردستان العراق‪ .‬ورد‬ ‫الجيش العراقي بقصف املدينة‪ ،‬ما أرغم‬

‫املقاتلني الكورد عىل االنسحاب‪.‬‬ ‫وفتحت إيران آنذاك أبوابها للجرحى‬ ‫الكورد لتلقي العالج يف مستشفياتها‪.‬‬ ‫ــ “تعويضات” للناجني ــ‬ ‫وكانت أعداد الجرحى كبرية‪ ،‬الن الهجوم‬ ‫تزامن مع تحالف الحزبني الكورديني‬ ‫الرئيسيني يف االقليم مع طهران يف ظل‬ ‫حرب رشسة بني العراق وإيران‪.‬‬ ‫وأطلق صدام حسني يف ذلك العام قواته‬ ‫لتنفذ حملة واسعة ضد الكورد أسفرت‬ ‫عن مقتل عرشات االالف وتهجري مئات‬ ‫االالف وتدمري مئات القرى‪ ،‬أكرثها‬ ‫رضاوة تلك التي استهدفت حلبجة‬ ‫بقنابل الغاز‪.‬‬ ‫ويستذكر جالل تلك االيام‪ ،‬وتويل حكومة‬ ‫إقليم كوردستان معالجة بعض الجرحى‬ ‫يف مستشفيات دول أوروبية‪.‬‬ ‫لكنه أشار اىل توقف رحالت العالج‬ ‫منذ عام ‪ 2014‬التي انطلقت معها‬ ‫عمليات عسكرية نفذتها قوات اتحادية‬ ‫وأخرى تابعة لالقليم ضد تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬ما تطلب ميزانية ضخمة‪.‬‬ ‫ويقول آراس عابد (‪ 48‬عاما)‪ ،‬الناجي‬ ‫الوحيد من عائلة من ‪ 12‬فردا قتلت‬ ‫يف ذلك القصف‪ ،‬إنه يكافح اليوم‬ ‫لتحقيق هدف رئييس هو “الحصول عىل‬ ‫تعويضات للناجني”‪ .‬وقد أصبح عضوا يف‬ ‫“منظمة مكافحة األسلحة الكيميائية”‬ ‫يف مدينة حلبجة‪.‬‬ ‫ويذكر عابد بأن “املحكمة العراقية‬ ‫العليا اعتربت الهجوم الكيميايئ عىل‬ ‫حلبجة جرمية حرب وإبادة جامعية”‪،‬‬ ‫وقد أطلق عليها النظام السابق اسم‬ ‫“األنفال”‪.‬‬

‫وحكم الدكتاتور صدام حسني باإلعدام‬ ‫بعد ثالث سنوات من سقوط نظامه‪،‬‬ ‫وإثر اجتياح أمرييك للعراق عام ‪،2003‬‬ ‫قبل ان تنتهي محاكمته بتهمة “اإلبادة‬ ‫الجامعية”‪.‬‬ ‫وطالب عابد “الحكومة العراقية‬ ‫(االتحادية) بتعويض أهايل الضحايا‬ ‫واملدينة بأكملها”‪.‬‬ ‫ـــ مخلفات كيميائية‪ ،‬رسطانات‪،‬‬ ‫تشوهات ــ‬ ‫وتبنت حكومة إقليم كورستان العراق‪،‬‬ ‫تخصيص ألف قطعة سكنية لعوائل‬ ‫الضحايا‪ ،‬لكن آراس يقول إنه رغم‬ ‫“مرور ثالثني سنة عىل الهجوم‪ ،‬نحو‬ ‫‪ 200‬عائلة مل تر هذه األرايض بعد”‪.‬‬ ‫وبني الناجني عبد الرحمن عبد الرحيم‬ ‫الذي شغل منصب وزير البيئة يف‬ ‫حكومة إقليم كوردستان لثالث سنوات‪،‬‬ ‫وقد فقد ‪ 48‬فردا من عائلته وأقاربه‬ ‫جراء قصف ‪ 16‬آذار‪/‬مارس ‪.1988‬‬ ‫ويقول لوكالة فرانس برس إن مأساة‬ ‫حلبجة بدأت منذ ذلك اليوم‪.‬‬ ‫ويوضح “لغاية اآلن‪ ،‬توجد مخلفات‬ ‫القصف الكيميايئ يف املدينة”‪ .‬وتابع‬ ‫“هناك عبوات غري متفجرة تحت مبان‬ ‫تم إنشاؤها حديثا ويف مزارع عىل‬ ‫أطراف املدينة”‪.‬‬ ‫وينبه اىل أن الدليل “هو أن مدينة‬ ‫حلبجة تايت يف إحصائيات وزارة الصحة‬ ‫لكل عام عىل قمة قامئة املناطق التي‬ ‫أصيب أبناؤها مبرض الرسطان”‪.‬‬ ‫ويؤكد “حتى االن‪ ،‬هناك أعداد كبرية‬ ‫من األطفال حديثي الوالدة يعانون من‬ ‫تشوهات لدى والدتهم”‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫تقرير عربي‬ ‫يحلل اخر تصريح‬ ‫لمسعود بارزاني‬ ‫وتوقيته‬ ‫ويستقرئ رسائل‬

‫رأت شبكة الجزيرة القطرية‪،‬‬ ‫في تقرير لها أن موقف مسعود‬ ‫بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي‬ ‫الكوردستاني االخير من الموازنة‬ ‫العراقية له رسائل خاصة الى بغداد‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫ورأت الجزيرة وجود دالالت بني‬ ‫موقف بارزاين‪ ،‬واخر ترصيح ادىل‬ ‫به لهيئة اإلذاعة الربيطانية يوم ‪ 18‬يناير‪/‬‬ ‫كانون الثاين ‪ 2018‬التي قال فيها إنه غري‬ ‫نادم عىل ذهابه إىل االستفتاء‪ .‬وأرجع‬ ‫سقوط كركوك إىل خيانة جهات كوردية مل‬ ‫يحددها باالسم‪ ،‬مشددا عىل أن «كركوك‬ ‫محتلة» وأن «استمرار فرض األمر الواقع‬ ‫(فيها) غري مقبول»‪.‬‬ ‫وعن داللة التوقيت‪ ،‬رأت الشبكة‬ ‫القطرية ان اإلجابة تأيت رمزية توقيت‬ ‫رسالة بارزاين والقضية التي استدعت‬ ‫توجيهها‪ .‬فقد اختار بارزاين أن يكون‬ ‫حديثه متزامنا مع ذكرى االنتفاضة‬ ‫الكوردية ضد الحكومة املركزية يف بغداد‬ ‫يوم ‪ 5‬مارس‪/‬آذار ‪ 1991‬والتي سهلت‬ ‫للكورد فرصة إنشاء سلطة أمر واقع‬ ‫برعاية دولية إثر توافق الدول الكربى‬ ‫يف مجلس األمن عىل إنشاء منطقة‬ ‫حظر طريان فوق مناطقهم‪ .‬ومكن هذا‬ ‫القرار كورد العراق من إدارة مناطقهم‬ ‫لنحو عقدين قبل خضوع العراق برمته‬ ‫لالحتالل األمرييك عام ‪.2003‬‬ ‫لكن القرار الدويل مثل يف املقابل فرصة‬ ‫للفصائل املعارضة لحكم الرئيس الراحل‬ ‫صدام حسني من العمل انطالقا من اإلقليم‬ ‫الكوردي لتقويض النظام يف بغداد الذي‬ ‫كان خاضعا لحصار دويل‪ ،‬وهو ما سهّل‬ ‫لها القفز الحقا لتسلم السلطة ببغداد‬ ‫برعاية ودعم من الواليات املتحدة‬ ‫والدول الغربية األخرى‪.‬‬ ‫أما الظرف فيتصل بانفراد الكتلتني‬ ‫الحزبيتني الشيعية والسنية العربية يف‬ ‫الربملان العراقي أمس االول بإقرار موازنة‬ ‫العام ‪ 2018‬بغياب كتلة النواب الكورد‬

‫التي قاطعت الجلسة جراء رفض الغالبية‬ ‫منح حكومة اإلقليم الكوردي ‪ 17%‬من‬ ‫املوازنة وفق ما كان معموال به لغاية عام‬ ‫‪ 2014‬واستبدالها بـ‪ 12%‬استنادا إىل عدد‬ ‫سكان اإلقليم من إجاميل سكان العراق‪.‬‬ ‫زحزحة العبادي‬ ‫ومعلوم أن الخالف عىل حصة اإلقليم‬ ‫الكوردي من املوازنة كان سببا للقاءات‬ ‫متعددة أجراها رئيس حكومة اإلقليم‬ ‫نيجرفان بارزاين مع حيدر العبادي يف‬ ‫بغداد‪ ،‬إال أن تلك اللقاءات مل تنجح‬ ‫يف زحزحة العبادي عن موقفه‪ .‬كام‬ ‫أن املساعي الكوردية ليست معزولة‬ ‫حسب مراقبني‪ -‬عن ذيول معركة ‪16‬‬‫أكتوبر‪/‬ترشين األول ومساعي الحكومة‬ ‫املركزية لوضع يدها من جديد عىل‬ ‫املنافذ الحدودية (الربية والجوية) التي‬ ‫ما زالت حتى اآلن يف يد حكومة اإلقليم‪،‬‬ ‫إىل جانب إعادة البشمركة إىل حدود عام‬ ‫‪ ،2003‬وهو ما يعني ضمنيا نزع سيطرة‬ ‫حكومة إقليم كوردستان عن مدينة‬ ‫كركوك الغنية بالنفط‪.‬‬ ‫لذا فإن عودة بارزاين‪ -‬الذي أودع‬ ‫صالحياته إىل حكومة اإلقليم وبرملانه بعد‬ ‫تنحيه‪ -‬إىل الظهور معرتضا عىل موازنة‬ ‫العام الحايل واعتبارها «خرقا للرشاكة‬ ‫والتوافق والتوازن والدستور» و»ظلام‬ ‫مخططا له ضد الشعب الكردي» مل تكن‬ ‫مجرد تسجيل موقف‪ .‬كام أنه مل يكن‬ ‫محاولة لجمع القوى الكوردية املشتتة‬ ‫واملتناحرة‪ ،‬بل كان أقرب ‪-‬بحسب‬ ‫مراقب للشأن العراقي‪ -‬للجوء إىل السالح‬ ‫األخري يف وجه ضغوط بغداد املتواصلة‬ ‫عىل كورد العراق‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫ماقصة نوروز‬

‫الذي يحتفل به‬ ‫‪ 300‬مليون شخص‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫يحتفل نحو ‪ 300‬مليون شخص‬ ‫يف بلدان آسيا والرشق األوسط‬ ‫بعيد نوروز أو السنة الجديدة حسب‬ ‫التقويم الشميس‪.‬‬ ‫وتعني كلمة نوروز «يوم جديد»‪،‬‬ ‫وتبدأ االحتفاالت يف أول يوم من‬ ‫أيام الربيع الذي يصادف الحادي‬ ‫والعرشين من مارس‪ /‬آذار‪ ،‬وهو‬ ‫بداية تقويم السنة الجديدة يف إيران‬

‫وأفغانستان ومناطق كوردستان ويف‬ ‫بعض بلدان آسيا الوسطى‪.‬‬ ‫وبالرغم من أن أصل االحتفال يعد‬ ‫لغزا‪ ،‬لكن هناك من يقول إنه بدأ‬ ‫قبل آالف السنوات يف مناطق فارس‬ ‫القدمية كاحتفال بقدوم الربيع‬ ‫لالحتفال بتجدد الطبيعة بعد فصل‬ ‫الربد‪.‬‬ ‫وهناك من يقول إن أصول هذا‬

‫االحتفال بدأت مع الزرادشتية قبل ‪3‬‬ ‫آالف عام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويعده الكورد عيداً قوم ّيا‪ ،‬ويروون‬ ‫أنه اليوم الذي انتفض فيه الكورد‬ ‫تحت راية كاوه الحدّ اد ضدّ امللك‬ ‫الضحاك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعد ذلك تبنت القوميات والديانات‬ ‫املختلفة يف املنطقة االحتفال بعيد‬ ‫نوروز‪.‬‬

‫طقوس‬ ‫وترافق االحتفاالت بالعيد طقوس معينة‬ ‫منها إشعال النار والقفز فوق املشاعل‬ ‫للتخلص من األمراض وسوء الحظ حسب‬ ‫بعض االعتقادات‪.‬‬ ‫ومن طقوس نوروز أيضا حمل املشاعل‬ ‫وتسلق جبل عقره يف اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫ومن املراسم أيضا تجهيز مائدة خاصة‬ ‫تدعى سفرة السينات السبع‪ ،‬التي‬

‫تحتوي عىل سبعة أشياء تبدأ بحرف‬ ‫السني‪ .‬كام يباع سمك الزينة والبيض‬ ‫امللون يف إيران‪.‬‬ ‫ويف هذه املناسبة يلتئم شمل العائالت‬ ‫ويخرج بعض املحتفلني إىل الهواء الطلق‬ ‫للتنزه والرقص‪.‬‬ ‫ويعد يوم نوروز من العطالت الرئيسية‬ ‫يف إيران حيث تغلق املؤسسات الحكومية‬ ‫أبوابها عىل مدى خمسة أيام‪.‬‬

‫ويف املناطق الكوردية يف العراق وتركيا‬ ‫وسورية وإيران وغريها يويل الكورد‬ ‫املناسبة أهمية خاصة وتختلف مظاهر‬ ‫االحتفال من مكان آلخر وفقا للظروف‬ ‫السياسية السائدة‪.‬‬ ‫ويف أذربيجان يستعد السكان قبل أسابيع‬ ‫لالحتفال بالعيد حيث تنترش مشاعل‬ ‫النار ويجوب األطفال األحياء من بيت‬ ‫لبيت طلبا للحلوى‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫ماذا تجني أمريكا من استغالل الكرد‬

‫د‪.‬محمودعباس‬

‫بدأت تتقلص هيبة اإلمرباطورية‬ ‫األمريكية يف العامل‪ ،‬وتخرس‬ ‫أجزاء من مساحات نفوذها‪ ،‬منذ‬ ‫مجيء الرئيس الذيك والحصيف براك‬ ‫أوباما والذي مل يتالءم واسرتاتيجية‬ ‫اإلمرباطوريات‪ ،‬ومن سوء حظ البنتاغون‬ ‫قبل رشكاتها الرأساملية العاملية‪ ،‬أنه‬ ‫أنتخب لدورتني‪ ،‬وكأن الشعب األمرييك‬ ‫مل يعد يبايل بالهيبة العاملية لها‪ ،‬للرخاء‬ ‫الذي ينعم فيه‪ ،‬توضحت هذه النزعة‬ ‫مع املنافسة الرئاسية األمريكية األخرية‬ ‫بني وريثة أوباما والرئيس الحايل دونالد‬ ‫ترمب‪ ،‬ونجاح األخري فاقم يف الوضع‬ ‫وباسرتاتيجية شبه مغايرة‪ ،‬رغم أن‬ ‫العديد من املؤرشات تبني أن قادة‬ ‫اإلمرباطورية‪ ،‬يتأففون من االسرتاتيجية‬ ‫الخارجية املستخدمة يف املرحلتني‪،‬‬ ‫وهذا ما يؤدي إىل بروز حاالت من‬ ‫الصدع بني مؤسساتها‪ ،‬فلم تعد خافية‬ ‫الخالفات الجارية بني وزاريت الخارجية‬ ‫والبنتاغون يف مواقف دولية عديدة‪،‬‬ ‫ناهيكم عن الخالفات املحتدمة بني‬ ‫الحزبني‪ ،‬الجمهوري والدميقراطي‪ ،‬ويف‬ ‫الواقع العميل تعكس حالة من التخبط‬ ‫يف عدم نجاح االسرتاتيجية‪ ،‬يف عالقاتها‬ ‫الدبلوماسية مع بعض الدول املدرجة‬

‫تحت وصايتها‪ ،‬ولوال حفاظ إدارتها‬ ‫العسكرية عىل رصانتها كإمرباطورية‪،‬‬ ‫الرتجت معظم حواراتها السياسية‬ ‫والدبلوماسية‪.‬‬ ‫وتحركاتها يف منطقة الرشق األوسط‪،‬‬ ‫ومع الدول املستعمرة لكردستان‪،‬‬ ‫وتعاملها مع الكرد‪ ،‬هي نتيجة لهذه‬ ‫التناقضات الفاضحة ما بني مؤسساتها‬ ‫العسكرية والسياسية‪ ،‬وتربز عىل أثرها‬ ‫بشكل جيل أخطاؤها‪ ،‬وما تحصده من‬ ‫خسائر يف كردستان ومع العراق وتركيا‬ ‫وإيران وبالتايل مع روسيا يف هذه‬ ‫املنطقة هي نتيجة تخليها عن إدراك‬ ‫أو عدمه عن اسرتاتيجيتها كإمرباطورية‪،‬‬ ‫تحت حجة منطق ترجيح موازين‬ ‫املصالح‪ ،‬واملؤدية إىل التخيل عن الكرد‬ ‫مقابل الدول الغنية والقوية املستعمرة‬ ‫لكردستان‪ ،‬ونقصد هنا الكرد كحركة‬ ‫وشعب وليس حزب حاكم‪ ،‬أو حكومة‬ ‫فيدرالية أو إدارة ذاتية‪.‬‬ ‫تحاول الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫أن تعيد العالقات مع تركيا من خالل‬ ‫عفرين‪ ،‬وبدبلوماسية هشة‪ ،‬لكن بعد‬ ‫فوات األوان‪ ،‬وهو تكتيك ال يختلف‬ ‫كثريا عن املستخدم مع رئيس الحكومة‬ ‫العراقية حيدر العبادي‪ ،‬ويف الحالتني‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬ ‫تخلت عن الكرد أمال يف الحفاظ‬ ‫عىل العراق وتركيا يف حضانتها‪ ،‬ومن‬ ‫الغريب أن خارجيتها أخطأت يف التقدير‬ ‫والتوقعات‪ ،‬وأول مطباتها التخيل عن‬ ‫الكرد‪ ،‬والتي عىل أثرها صارت تتودد‬ ‫لدول املنطقة‪.‬‬ ‫كانت والتزال لها عالقات مع‬ ‫الحكومية العراقية‪ ،‬وتحاول توثيقها يف‬ ‫الوقت الذي تدرك الرباط املتني بني‬ ‫حكومة العبادي وأمئة والية الفقيه‪،‬‬ ‫مع ذلك تأمل وبخطط خاطئة إحداث‬ ‫صدع بني الطرفيني السياسيني الشيعيني‪،‬‬ ‫وذلك بالتخيل عن الكرد‪ ،‬أو عن طريق‬ ‫التغايض عن خسارة حكومة اإلقليم‬ ‫الكردستاين لنفس املكتسبات التي‬ ‫حصلوا عليها مبساعدتهم‪ ،‬وإضعاف‬ ‫البيشمركة بطريقتني‪ ،‬األوىل‪ ،‬الحد من‬ ‫تسليحهم باألسلحة الثقيلة‪ ،‬والثانية‬ ‫إرسال األسلحة لهم عن طريق وزارة‬ ‫الدفاع العراقية والتي هي مؤسسة‬ ‫شيعية‪ ،‬أي عمليا إيرانية‪ ،‬مقابل‬ ‫تقوية الحكومة املركزية عسكريا‬ ‫وسياسيا‪ ،‬تحت حجة محاربة داعش‪،‬‬ ‫يف الوقت الذي كان الكرد يحصدون‬ ‫انتصارات باهرة ومتتالية حتى قبل‬ ‫الدعم األمرييك للحشد الشعبي عن‬ ‫طريق الجيش املركزي‪ ،‬فكان من نتائج‬ ‫هذا التكتيك خسارات غري متوقعة‬ ‫للخارجية األمريكية‪ ،‬وأولها التمدد‬ ‫اإليراين‪ ،‬وانحسار الدور األمرييك يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ونتيجة لها تصاعدت اإلمالءات‬ ‫الروسية‪.‬‬

‫مل يتنبه اسرتاتيجي إدارة ترمب أن‬ ‫القوة الكردية كانت العقبة األكرب‬ ‫أمام عالقة حيدر العبادي مع إيران‪،‬‬ ‫وبالتايل عقبة يف وجه املد الشيعي ليس‬ ‫فقط يف العراق بل فيام ورائها أي يف‬ ‫سوريا ولبنان أيضاً‪ ،‬وبعملية التخيل‬ ‫الصارخة عن حكومة اإلقليم وإضعاف‬ ‫البيشمركة‪ ،‬أزالت جميع العقبات أمام‬ ‫التقارب العراقي‪ -‬اإليراين‪ ،‬وتبينت هذه‬ ‫ملعظم املحللني السياسيني من خالل رد‬ ‫حيدر العبادي القايس عىل ترصيح وزير‬ ‫خارجيتها (ريكس تيلرسون) املقال بعد‬ ‫االجتامع به يف الرياض عاصمة السعودية‬ ‫قبل عملية االستفتاء يف كردستان‪ ،‬حينام‬ ‫طلب من الحكومة العراقية إخراج‬ ‫املليشيات اإليرانية‪ ،‬والتي عىل خلفيتها‬ ‫غري من مسرية جولته يف الرشق ليزور‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫تتالت األخطاء األمريكية يف عالقتها مع‬ ‫حكومتي العبادي وموقفها من الربزاين‪،‬‬ ‫وعىل أثرها تحصد الخسائر‪.‬‬ ‫فلقد كان بإمكان السيد ريكس‬ ‫تيلرسون إجبار حكومة اإلقليم بالتخيل‬ ‫عن االستفتاء‪ ،‬فيام لو أرادت ذلك فع ًال‪،‬‬ ‫هذا ما فعلته قبل سنوات الوزيرة‬ ‫السابقة‪ ،‬مادلني أولربايت‪ ،‬عندما فرضت‬ ‫إمالءاتها عىل الطرفني الكرديني وأجربتهم‬ ‫عىل قبول رشوطها‪ ،‬يف الوقت الذي كان‬ ‫املرحوم جالل الطالباين والسيد مسعود‬ ‫الربزاين يف قمة خالفاتهم‪ ،‬وال نظن أنه‬ ‫كان صعبا عىل الحكومة األمريكية‬ ‫إرضاخ السيد مسعود الربزاين‪ ،‬بالثني‬

‫عن موقفه‪ ،‬وإيقاف عملية االستفتاء‪،‬‬ ‫لكن ومن خالل مجريات األحداث‬ ‫الحالية‪ ،‬تتبني أن األمريكيني كانوا‬ ‫يرغبون أن تستمر حكومة اإلقليم يف‬ ‫عملية االستفتاء‪ ،‬وتتوسع هوة الخالف‬ ‫بينها وبني حكومة العبادي‪ ،‬عىل أمل‬ ‫تقديم الدعم للحكومة املركزية لتقوية‬ ‫عالقتها مع األخري‪ ،‬حاملني انتزاعه من‬ ‫الحضن اإليراين‪.‬‬ ‫انجرارا ملطباتها السابقة‪ ،‬وافقت اإلدارة‬ ‫األمريكية عىل رأي رئيس الحكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬بإدراج الحشد الشعبي يف‬ ‫الجيش العراقي‪ ،‬بعدما طالبتها وزارة‬ ‫الخارجية األمريكية بحله‪ ،‬متناسية‪ ،‬أو‬ ‫رمبا لضحالة الرؤية عند اسرتاتيجييها‬ ‫املهتمني بهذه القضية‪ ،‬أنها بعدم‬ ‫اعرتاضها عىل ضم الحشد إىل الجيش‬ ‫تكون قد أسقطت ذاتها والعراق والكرد‬ ‫والطرف السني يف معضلة كربى ستكون‬ ‫مآالتها كارثية عليها وعىل املنطقة‬ ‫بشكل عام يف املستقبل‪ ،‬ألنها وبشكل‬ ‫مبارش ساهمت يف تأسيس جيش عراقي‬ ‫عقائدي شيعي مشابه لجيش النظام‬ ‫السوري العلوي وعىل مقاس ونهج‬ ‫حزب الله اللبناين‪ .‬ويف هذه املعادلة‬ ‫أخطأت أمريكا مرتني‪ ،‬أوال بتخليها عن‬ ‫البيشمركة عتاداً وسياسة‪ ،‬ألنه بإضعافه‬ ‫أزالت جميع العقبات أمام الحشد‬ ‫الشعبي‪ .‬وثانيا السامح لعملية الضم‪،‬‬ ‫وتكوين جيش تابع المئة والية الفقيه‬ ‫قبل أن تكون قوة شيعية عراقية‪.‬‬ ‫أعادت أمريكا نفس األخطاء منذ‬

‫بداية العودة إىل امللف السوري‪ ،‬يف‬ ‫جنوب غريب كردستان‪ ،‬أهملت هيكلية‬ ‫التكوين السيايس لإلدارة الذاتية‪ ،‬ومل‬ ‫تحثهم عىل إرشاك األطراف األخرى من‬ ‫الحركة السياسية الكردية‪ ،‬حتى بعد أن‬ ‫فرزت املنطقة كمحمية لها‪ ،‬وحافظت‬ ‫عىل املكون املفروض سابقا‪ ،‬أي أنها‬ ‫مل تعري الحيز السيايس أهمية‪ ،‬مكتفية‬ ‫بالقوة العسكرية الحارضة‪ ،‬كأداة لتنفيذ‬ ‫أجنداتها األنية‪ ،‬رغم التعديالت اإلسمية‬ ‫الالحقة والتي مل تشمل كلية الشعب‬ ‫الكردي‪ ،‬وكانت لها من هذا التكتيك‬ ‫غاية‪ ،‬ظهرت األن يف قضية عفرين‪،‬‬ ‫ومنها عدم االلتزام بوعود سياسية مع‬ ‫الكرد لئال تثري حساسية القوى اإلقليمية‬ ‫من القضية الكردية‪ ،‬وعىل رأسها‬ ‫تركيا‪ ،‬ومن ثم سهولة التخيل عنهم‬ ‫عند اللحظة املناسبة‪ ،‬وهذا ما حصل‬ ‫مع الهجوم الرتيك الجاري عىل املنطقة‬ ‫الكردية‪ ،‬وحصادها هي خسارات‬ ‫مشابهة ملا حصلت لها يف العراق مع‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫فبإهاملها الكرد هنا أيضاً‪ ،‬والتغايض‬ ‫عن االجتياح الرتيك‪ ،‬تكون قد أضعفت‬ ‫مقومات وجودها يف املنطقة‪ ،‬فهي قبل‬ ‫الجميع تعلم أنه ليست تركيا هي من‬ ‫تحارب يف عفرين‪ ،‬بل قوى تفرزها تركيا‬ ‫كمنظامت سورية‪ ،‬علام أنها وروسيا‬ ‫قبل الجميع يعلمون أن الذين يزجون‬ ‫إىل محرقة عفرين‪ ،‬كمحرقة إدلب‬ ‫والغوطة‪ ،‬هم من السوريني الذين‬ ‫دفعت بهم تركيا تحت اسم الجيش‬

‫الحر إىل أتون الحرب األهلية بذريعة‬ ‫تحرير األرايض السورية‪ ،‬وإخراج القوة‬ ‫الكردية الوحيدة التي أعتمدت عليهم‬ ‫قوات التحالف ويف مقدمتها أمريكا‪،‬‬ ‫دون دعمها عىل قدر املسؤولية‪ ،‬وال‬ ‫يستبعد أن يكون هذا إرضا ًء للمكون‬ ‫العريب‪ ،‬عالوة عىل استاملة تركيا‪ ،‬فخروج‬ ‫الكرد يضعف من فرص بقاء األمريكيني‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫ومن املؤسف أن املنظامت العسكرية‬ ‫السورية التكفريية واملعارضة السياسية‬ ‫تتغاىض عن هذه الجرمية‪ ،‬وال تود‬ ‫االقتناع أن العملية العسكرية الرتكية‬ ‫لها وجهان‪ ،‬األوىل مصالحها العنرصية‬ ‫وهي الحد من الطموح الكردي تحت‬ ‫حجة محاربة الحزب الكردي أل ب‬ ‫ي د‪ .‬والثانية هي تنفيذ ألجندات‬ ‫روسيا وإيران وسلطة بشار األسد‪،‬‬ ‫من ضمن صفقة السامح لها باجتياح‬ ‫املنطقة الكردية دون اعرتاض‪ ،‬والخطة‬ ‫هي للقضاء عىل البقية الباقية من‬ ‫املعارضة السورية‪ ،‬ولن تنقذهم‬ ‫تبديلهم ألسامئهم‪ .‬ومن املحري كيف‬ ‫يتناسون الصمت الرتيك أمام قرار األمم‬ ‫املتحدة قبل سنوات‪ ،‬والتي فرضتها‬ ‫روسيا‪ ،‬عند إدراج ‪ 170‬منظمة سورية‬ ‫عىل قامئة اإلرهاب‪ ،‬وداللتها الواضحة‬ ‫كانت نهايتهم‪ ،‬بل ونهاية كل معارضة‬ ‫إسالمية تكفريية ضد بشار األسد‪ ،‬مع‬ ‫ذلك يتقبلون اليوم األجندات الرتكية‬ ‫وسياستها املؤدية لسوقهم إىل نهايتهم‬ ‫املرسومة حينها‪.‬‬

‫بقدر ما ستؤدي خروج القوة الكردية‬ ‫من عفرين‪ ،‬وقبول األمريكيني لرشوط‬ ‫أردوغان حول منبج إىل رأب الصدع‬ ‫بينها وبني تركيا‪ ،‬ستخلق رشخاً مامث ًال‬ ‫بينها وبني الكرد‪ ،‬واإلشكالية لن تقف‬ ‫عند هذا الحد‪ ،‬بل أن تركيا ستطلب‬ ‫املزيد بعد عفرين واملنبج‪ ،‬وستصعد‬ ‫من تشددها تجاه أمريكا‪ .‬كام وأدت‬ ‫عدم تبيان وزارة الخارجية األمريكية‬ ‫من شفافية موقفها السيايس من الكرد‪،‬‬ ‫واستخدامهم بنتاغون عسكرياً كأدوات‬ ‫وليس كحليف‪ ،‬وتخيل إدارة ترمب‬ ‫عنهم يف أحرج اللحظات‪ ،‬إىل تحريض‬ ‫تركيا عىل املنطقة الكردية‪ ،‬والتي هي‬ ‫يف الواقع العميل جغرافيتها ومركز ثقلها‬ ‫يف سوريا‪.‬‬ ‫ويقال يف بعض األروقة الدبلوماسية‪،‬‬ ‫أن عدم اإلركان عىل اسرتاتيجية التعامل‬ ‫السيايس والعسكري مع الكرد كحليف‬ ‫وإهاملهم كقوة عسكرية (يف الجزأين‬ ‫الكردستانيني) أضعفتها كإمرباطورية‬ ‫أمام إيران ومن ثم روسيا‪ ،‬وكذلك‬ ‫موقف الناتو أمام تركيا‪ ،‬وعىل أثرها‬ ‫تحطم الجدار بني أردوغان وبوتني‪،‬‬ ‫العالقة التي قد تؤدي إىل خسارة أمريكا‬ ‫يف سوريا أمام الروس‪ ،‬ولرمبا التخيل عن‬ ‫جغرافية رشق الفرات‪ ،‬وخروجها كقوة‬ ‫عسكرية منها‪ .‬وعىل األغلب لن َ‬ ‫تحظ ال‬ ‫الناتو وال أمريكا بعودة إىل املايض مع‬ ‫العراق دون الحضور الكردي‪ ،‬وال مع‬ ‫دولة العدالة والتنمية املتجهة بكليتها‬ ‫إىل التعامل‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫الجيش األملاني يتدخل بني بغداد وأربيل‪..‬‬ ‫وتخوف من فوز شخص باالنتخابات‬ ‫بعد دحر تنظيم «الدولة‬ ‫اإلسالمية» يف العراق وسوريا‪،‬‬ ‫باتت القوات املشاركة يف التحالف‬ ‫الدويل ضد التنظيم والتي شاركت يف‬ ‫دحره‪ ،‬تعيد التفكري يف دورها وعدد‬ ‫قواتها يف العراق وسوريا‪.‬‬ ‫أملانيا أيضا تفكر بذلك‪ ،‬حيث كانت‬ ‫هناك خالل الفرتة املاضية محادثات‬ ‫بني وزاريت الخارجية والدفاع األملانية‬ ‫حول دور ومهام الجنود األملان يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وهو ما بحثته وزيرة الدفاع‬ ‫أورزوال فون دير الين أثناء زياته‬ ‫إىل بغداد واجتامعها مع املسؤولني‬ ‫العراقيني يف شباط‪ /‬فرباير املايض‪.‬‬ ‫وحسب ما ما نقله تقرير ملوقع‬ ‫الفناة األملانية األوىل (‪ )ARD‬عام‬ ‫تم االتفاق عليه بني وزاريت الدفاع‬ ‫والخارجية فإن مهمة الجيش األملاين‬ ‫يف العراق ستشمل مستقب ًال إىل جانب‬ ‫املشاركة يف محاربة تنظيم داعش‬ ‫«بناء قدرات» الجيش العراقي وذلك‬ ‫من خالل إرسال جنود متخصيني يف‬ ‫تعليم وتدريب املدربني‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إىل الجيش ستكون تعزيز قدرات‬ ‫القوات األمنية العراقية أيضاً من‬ ‫مهام الجيش األملاين‪.‬‬

‫وخالل زيارتها إىل العراق‪ ،‬أكد‬ ‫املسؤولون يف بغداد عن الحاجة إىل‬ ‫مساعدة الجيش األملاين يف مجال‬ ‫إعادة تشكيل الجيش العراقي‬ ‫والخدمات الطبية واللوجستية‪.‬‬ ‫وذكرت الوزيرة أن املهمة الحالية‬ ‫من املمكن تغيريها لـ «شكل آخر‬ ‫من املشاركة» وقالت‪« :‬جميع‬ ‫رشكايئ يف الحوار يؤكدون باستمرار‬ ‫رغبتهم الحثيثة يف مشاركة أملانيا (يف‬ ‫دعم) العراق»‪.‬‬ ‫ويعني ذلك تغيرياً كبرياً وتوسيعاً يف‬ ‫مهام القوات األملانية يف املنطقة‪،‬‬ ‫الذي كان يقترص عىل املشاركة‬ ‫بطائرات االستطالع تورنادو وتزويد‬ ‫طائرات قوات التحالف بالوقود يف‬ ‫الجو‪ ،‬باإلضافة إىل تدريب قوات‬ ‫البيشمركة التي شاركت بفعالية يف‬ ‫القتال ضد تنظيم «داعش»‪ ،‬وهو ما‬ ‫أشادت وزيرة الدفاع األملانية أثناء‬ ‫زيارتها إىل أربيل بغداد وقالت‪:‬‬ ‫«إننا لن ننىس أبداً تضحيات‬ ‫البيشمركة التي حاربت داعش نيابة‬ ‫عن العامل»‪ ،‬وحسب التفويض الحايل‬ ‫ستنتهي مهمة الجيش األملاين يف‬ ‫إقليم كوردستان يف نهاية ‪30‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪18‬‬ ‫حزيران‪ /‬يونيو القادم‪.‬‬ ‫خفض عدد القوات وزيادة املهام‬ ‫صادق مجلس الوزراء األملاين عىل‬ ‫مشاركة الجيش األملاين يف الحملة‬ ‫العسكرية الدولية ضد تنظيم‬ ‫داعش يف سوريا‪ .‬وتجنبت املستشارة‬ ‫األملانية وصف هذه املهمة بأنها‬ ‫مهمة حربية‪ ،‬وسيشارك ما يصل إىل‬ ‫‪ 1200‬جندي أملاين يف هذه املهام‬ ‫املسندة اليه‪.‬‬ ‫لكن ما مدى وحجم التفويض‬ ‫واملشاركة األملانية يف إقليم كوردستان‬ ‫مستقب ًال‪ ،‬فإن ذلك غري واضح يف‬ ‫الورقة التي تم إعدادها حول تواجد‬ ‫الجيش األملاين يف املنطقة ومن املقرر‬ ‫أن تناقشها الحكومة يف جلستها غداً‬ ‫الثالثاء (‪ 06‬مارس‪ /‬آذار) قبل عرضها‬ ‫عىل الربملان‪ .‬ولكن الورقة تتحدث‬ ‫عن تحقيق «توازن بني الحكومة‬ ‫العراقية املركزية‪ ،‬وإقليم كوردستان‬ ‫العراق» ولكن يف موقع آخر يتم‬ ‫الحديث عن «األلوية إلجراءات بناء‬ ‫قدرات» الجيش العراقي‪.‬‬ ‫وحجم القوات األملانية يف سوريا‬ ‫والعراق حسب التفويض لن يتجاوز‬ ‫‪ 800‬جندياً‪ ،‬وهو أقل بكثري من‬ ‫الحجم الحايل البالغ ‪ 1250‬جندياً‪.‬‬ ‫ويعود هذا التخفيض بالدرجة األوىل‬ ‫إىل سحب الفرقاطة األملانية من‬ ‫البحر املتوسط حيث مل تعد هناك‬ ‫حاجة إليها‪ ،‬وخفض عدد طائرات‬ ‫تورنادو االستطالعية‪ ،‬حسب تقرير‬

‫(‪ ،)ARD‬ولكن التفويض الجديد ال‬ ‫يتحدث عن عدد الجنود الذين سيتم‬ ‫إرسالهم مع املدربني واملستشارين‬ ‫إىل العراق لحامية هؤالء وتأمني‬ ‫الرعاية الصحية لهم‪.‬‬ ‫ونظراً للوضع األمني وعدم االستقرار‬ ‫يف العراق‪ ،‬فإن التفويض الجديد‬ ‫للجيش األملاين املقرر أن يبدأ مطلع‬ ‫شهر نيسان‪ /‬أبريل املقبل‪ ،‬ميتد‬ ‫حتى نهاية ترشين األول‪ /‬اكتوبر‬ ‫من هذا العام‪ .‬وعالوة عىل ذلك‬ ‫فإن االنتخابات الترشيعية العراقية‬ ‫ستجرى يف ‪ 12‬أيار‪ /‬مايو‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فإنه ليس مؤكداً فيام إذا كان سيبقى‬ ‫رئيس الورزاء الحايل حيدر العبادي‬ ‫يف السلطة‪ .‬حيث هناك خشية من أن‬ ‫يستعيد رئيس الورزاء السابق نوري‬ ‫املاليك قيادة الحكومة‪ ،‬ما ميكن أن‬ ‫يؤجج الرصاعات اإلثنية من جديد‪،‬‬ ‫وبالتايل لن تعود هناك إمكانية‬ ‫يف التفكري بدور للجيش األملاين يف‬ ‫املساهمة باستقرار العراق‪ ،‬حسب‬ ‫ما جاء يف التقرير‪.‬‬ ‫وهذا املدة القصرية نسبياً للتفويض‬ ‫الجديد‪ ،‬تسمح للربملان إن يبحث‬ ‫الوضع السيايس واألمني يف العراق‬ ‫من جديد ويعدل التفويض مبا‬ ‫يتناسب مع ذلك‪.‬‬ ‫الجيش األملاين وسيط بني بغداد‬ ‫وأربيل‬ ‫وما يساهم يف عدم االستقرار‬ ‫واألمن يف العراق‪ ،‬هو التوتر بني‬

‫الحكومة املركزية يف وبغداد وإقليم‬ ‫كوردستان‪ .‬فبعد تنظيم االستفتاء‬ ‫عىل استقالل اإلقليم‪ ،‬فرصت بغداد‬ ‫حصاراً اقتصادياً عىل شامل البالد‪،‬‬ ‫كام وقعت اشتباكات بني القوات‬ ‫العراقية والبيشمركة يف محافظة‬ ‫كركوك يف ترشين األول‪ /‬أكتوبر‬ ‫املايض‪ .‬والتفويض الجديد ينظر‬ ‫إىل البيشمركة كجزء من «القوات‬ ‫العسكرية واألمنية النظامية‬ ‫العراقية»‪ ،‬ورسميا هي كذلك حسب‬ ‫الدستور العراقي‪.‬‬ ‫ولكن مل تدفع الحكومة املركزية ومنذ‬ ‫سنوات أي أموال لقوات البيشمركة‬ ‫يف إقليم كوردستان‪ .‬وخالل زيارتها‬ ‫إىل العراق أشارت فون دير الين‪ ،‬إىل‬ ‫أن الجيش األملاين ميكن أن يلعب‬ ‫دور «الوساطة» بني بغداد وأربيل‬ ‫وأوضحت أن هناك آما ًال كبرية‬ ‫معلقة من كال الجانبني عىل «أن‬ ‫تؤدي موثوقية أملانيا تحديداً‪ ،‬التي‬ ‫أثبتتها أملانيا دامئاً والتي لديها قيمة‬ ‫عالية متاماً هنا‪ ،‬إىل بناء جرس بني‬ ‫بغداد وأربيل»‪.‬‬ ‫وإذا سارت األمور كام تريد الحكومة‬ ‫األملانية‪ ،‬فإن الربملان سيناقش املهام‬ ‫والتفويض الجديد للجيش األملاين يف‬ ‫املنطقة األسبوع املقبل‪ .‬وإذا وافق‬ ‫الربملان واتخذت الحكومة القرار‬ ‫بتطبيق التفويض‪ ،‬فإنه سيبدا يف‬ ‫األول من نيسان‪ /‬أبريل‪.‬‬

‫ال‬

‫لحقوق الكورد‬

‫يف الثالثني من شهر كانون الثاين من‬ ‫سنة ألفني وخمس ميالدية خرج‬ ‫غالبية الشعب العراقي زاحفاً الول‬ ‫مرة يف تاريخه اىل صناديق االقرتاع‬ ‫باملاليني مستذكرين مواجع القمع‬ ‫الطائفي من قبل الطغمة املستبدة‬

‫‪ ,‬ومستلهمني فجائع شهداء العراق‬ ‫شيعة وسنة ‪ ,‬عرباً وكورداً وتركامناً‬ ‫ومن كل مكونات الشعب جميعها‬ ‫‪ ,‬ليدلوا باصواتهم الثمينة مرددين‬ ‫نعم ‪ ,‬نعم لالستفتاء عىل الدستور‬ ‫العراقي ‪.‬‬ ‫لكن رسعان ما أنقلبت الحكومات‬ ‫املتعاقبة عىل إدارة دفة الحكم يف‬ ‫العراق ‪ ,‬بعد سقوط الطاغية وانتهاء‬ ‫حقبة الدكتاتورية والشوفينية‬ ‫املقيتة عىل بنود الدستور والتعامل‬ ‫معه بانتقائية ومزاجية وحسب‬ ‫ماميليه أسيادهم الجندات سياسية‬ ‫لغاية يف نفس يعقوب قضاها ‪,‬‬ ‫ووقعت الكارثة عند التعامل مع‬ ‫الكورد عىل أساس الدستور العراقي‬ ‫مع عدم تطبيق املادة (‪ )140‬إنتها ًء‬ ‫اىل إحتالل املناطق املتنازع عليها مبا‬ ‫فيها كركوك بحجة فرض سلطة األمن‬ ‫والقانون ‪ ,‬والذي هو أحوج أن ينفذ‬ ‫يف باقي مناطق العراق الخارجة عىل‬ ‫القانون نتيجة النزاعات العشائرية‬ ‫املتكررة يف البرصة واملثنى وعدم‬ ‫تسليم السالح اىل الدولة وعدم‬ ‫قبول سيطرة الدولة عىل مطار‬ ‫النجف ‪.‬‬ ‫فال حقوق للكورد ‪ ,‬يف الدولة‬ ‫الخارقة للدستور ‪ ,‬والتي ال تقبل‬ ‫بالرشاكة السياسية ‪ ,‬وال تعري‬ ‫للمقابل أي إهتامم ‪ ,‬والعراق يتجه‬ ‫نحو الدكتاتورية ‪ ,‬هذا ماتنبىء‬ ‫به الرئيس مسعود البارزاين منذ‬ ‫سنوات وحذر منه لكنه مل يلق آذاناً‬

‫حسن سنجاري‬ ‫صاغية حينها ‪.‬‬ ‫وعند مناقشة املوازنة السنوية‬ ‫وتقليص حصة الكورد ومامرسة‬ ‫سياسة تجويع الشعب الكوردي‬ ‫وتطبيق املثل القائل ( قطع االعناق‬ ‫وال قطع االرزاق ) بعد فرض‬ ‫الحصار االقتصادي عىل االقليم‬ ‫من خالل غلق املطارات واملنافذ‬ ‫الحدودية ظهرت الحقائق كام هي‬ ‫والتي ال تقبل الشك ‪ ,‬بأن العبادي‬ ‫وحزبه وحدهام يتحمالن مسؤولية‬ ‫ما يجري عىل الساحة السياسية‬ ‫وخاصة تعامله البريوقراطي مع‬ ‫االقليم ونظرته التعجبيه لشخصه‬ ‫وإصابته بداء العظمة بعد انتصاره‬ ‫عىل االقليم حسب زعمه ‪ ,‬لكن‬ ‫الحقوق تؤخذ وال تعطى ‪ ,‬فالحق‬ ‫ليس هدية تعطى وال غنيمة‬ ‫تغتصب ‪ ,‬إمنا نتيجة حتمية ‪,‬‬ ‫فكيف ملظلوم أن يسرتد حقوقه‬ ‫من زمرة ظاملة ‪.‬‬ ‫الكورد هم املظلومون يف هذه‬ ‫اللعبة السياسية التي ال طائل‬ ‫منها سوى املشاركة يف االنتخابات‬ ‫القادمة بقوة وتغيري ما ميكن‬ ‫تغيريه عىل مستوى اعضاء الربملان‬ ‫ليشكلوا جبهة دفاع قوية داخل قبة‬ ‫الربملان العراقي للمطالبة بالحقوق‬ ‫املسلوبه للشعب الكوردي وختاما‬ ‫نقول ( ما ضاع حق وراءه مطالب )‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫تهديدات تركيا موجهة القليم كوردستان‬ ‫اكثر ما هي‬ ‫لحزب العمال‬ ‫الكوردستاني‬

‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫بعد ان سيطرت القوات الرتكية‬ ‫عىل عفرين وانسحاب املقاتلني‬ ‫الكورد منها ‪ ,‬غريت تركيا خطابها‬ ‫من التهديد بالتوجه اىل منبج وتل رفعت‬ ‫اىل التلويح بالهجوم عىل شنكال واملناطق‬ ‫الحدودية يف اقليم كوردستان ‪ ,‬مهددة‬ ‫بانهاء تواجد فصائل تابعة لحزب العامل‬ ‫الكوردستاين هناك ‪.‬‬ ‫رافقت التهديدات هذه تاكيدات تركية‬

‫بحصول اتفاق بينها‬ ‫وبني الجانب العراقي‬ ‫‪ ,‬رغم نفي الجانب‬ ‫حصول‬ ‫العراقي‬ ‫هذا االتفاق ‪ ,‬اال ان‬ ‫طبيعة الرد العراقي‬ ‫سواء من الخارجية‬ ‫او بعض مليشيات‬ ‫الشعبي‬ ‫الحشد‬ ‫مؤرشات‬ ‫تعطي‬ ‫وجود‬ ‫الحتاملية‬ ‫تنسيق بني البلدين‬ ‫بهذا الخصوص ‪.‬‬ ‫فبعد وصول املنطقة‬ ‫اىل مرحلة توزيع‬ ‫النفوذ خاصة يف‬ ‫سوريا ‪ ,‬فان الدول‬ ‫االقليمية شانها يف‬ ‫ذلك شان الدول‬ ‫تحاول‬ ‫العظمى‬ ‫الحصول عىل اكرب عدد من املكتسبات ‪,‬‬ ‫ومن بني هذه الدول ‪..‬تركيا ‪ ,‬التي ميثل‬ ‫امللف الكوردي عندها الهاجس االكرب سواء‬ ‫يف سوريا او العراق ‪ ,‬حيث ان النظرة الرتكية‬ ‫لهذا امللف يلغي الحدود السورية العراقية‬ ‫لتتوحد توجهاتها ازاء تطورات امللف‬ ‫الكوردي يف الدولتني ‪ .‬وعىل هذا االساس‬ ‫فان اولويات تركيا ازاء املنطقة الكوردية يف‬ ‫جنوبها ميكن تلخيصها يف النقاط التالية ‪- :‬‬ ‫• عدم السامح بقيام اقليم كوردي يف سوريا‬ ‫عىل غرار ما هو موجود يف اقليم كوردستان‬ ‫العراق ‪ ,‬واذا كان البد من قيامه فيجب‬ ‫ان يكون اقليام مطوعا ‪ ,‬ميتلك مساحة‬

‫صغرية من الحركة واملناورة السياسية ‪ ,‬من‬ ‫خالل محارصته اقتصاديا وسياسيا ومنعه‬ ‫من الوصول اىل البحر ‪ ,‬وهي مستعدة يف‬ ‫سبيل تحقيق هذا الهدف من التنسيق‬ ‫مع حكومة بشار االسد التي ناصبتها‬ ‫العداء طوال السنوات املاضية ‪ ..‬وتجىل‬ ‫هذا التنسيق يف املوقف السوري املهادن‬ ‫الحتالل عفرين من قبل تركيا ولتهديداتها‬ ‫بالتوجه اىل تل رفعت ومنبج ‪ ,‬اضف اليه‬ ‫املساومات السياسية بينهام حول الغوطة‬ ‫ومدينة حلب بشكل عام ‪.‬‬ ‫• منع التواصل الجغرايف والسيايس بني‬ ‫اقليم كوردستان واملناطق الكوردية يف‬ ‫سوريا للحيلولة دون خلق مصالح كوردية‬ ‫موحدة يف املنطقة ‪ .‬وليك تحقق هذا‬ ‫الهدف فهي مستعدة للتنسيق املبارش مع‬ ‫الحكومتني العراقية والسورية يف ان واحد‬ ‫والوصول اىل مقايضات سياسية مع الجانب‬ ‫االمرييك املوجود بقوة يف املنطقة ‪.‬‬ ‫• اضعاف دور اقليم كوردستان يف انه‬ ‫ميثل حلقة الوصل الوحيدة بني تركيا‬ ‫والسوق العراقي ‪ ,‬من خالل تامني خط‬ ‫تجاري اخر يربطها مع العراق مبارشة‬ ‫عرب االرايض السورية دون املرور بارايض‬ ‫االقليم ‪ .‬وهو من احدى االسباب التي‬ ‫تجعلها تهدد بالتوجه بعد عفرين اىل‬ ‫الحدود السورية العراقية ‪ .‬وان كانت هذه‬ ‫الخطوة مرهونة مبوافقة امريكية لتواجدها‬ ‫املكثف يف الطرف االخر من الحدود يف‬ ‫كوردستان سوريا ‪ ,‬اال ان املوافقة االمريكية‬ ‫هذه ليست مستبعدة اذا ساومتها تركيا‬ ‫عىل الرتاجع عن التوجه اىل تلك الحدود‬ ‫مقابل تامني خط تجاري لها داخل االرايض‬

‫السورية يربطها بالعراق خارج ارايض اقليم‬ ‫كوردستان ‪.‬‬ ‫• التواجد الرتيك عىل الحدود العراقية‬ ‫السورية يف مناطق شنكال يعزز الرغبة‬ ‫االمريكية يف ضامن قطع التواصل االيراين‬ ‫مع لبنان عرب االرايض العراقية والسورية‬ ‫‪ ,‬وعليه فان امريكا لن تعارض بقوة هذه‬ ‫الخطوة الرتكية ‪.‬‬ ‫هذه النقاط وغريها كثري توضح سبب‬ ‫ردود االفعال الخجولة من قبل العراق ازاء‬ ‫التهديدات الرتكية يف القيام بعملية داخل‬ ‫االرايض العراقي يف كوردستان وتفرس كذلك‬ ‫تغري االولويات الرتكية من السيطرة عىل‬ ‫جبال قنديل اىل اجتياح منطقة شنكال‬ ‫( سنجار) ‪ .‬وان كانت القوات الرتكية قد‬ ‫دخلت اقليم كوردستان يف منطقة نريوه‬ ‫وريكان التابعة لقضاء العامدية ومنطقة‬ ‫سيدكان التابعة لقضاء سوران ‪ ,‬وهذا‬ ‫ال يعني ان عينها ليست عىل شنكال ‪,‬‬ ‫فتحركاتها يف مناطق حدودية كسيدكان‬ ‫وسوران هي جس نبض لردود االفعال‬ ‫الدولية واالقليمية حيال نيتها الدخول اىل‬ ‫شنكال ( سنجار) الحقا ‪ .‬فاذا جوبه الدخول‬ ‫الرتيك اىل مناطق سيدكان وسوران مبعارضة‬ ‫دولية فان تركيا ستلجا اىل التنسيق مع‬ ‫الجانب العراقي يف دخول القوات العراقية‬ ‫اىل مناطق شنكال ( وهو ما حدث فعال) ‪,‬‬ ‫مع االخذ بنظر االعتبار عدم الرغبة الرتكية‬ ‫يف وصول تلك القوات العراقية اىل حدودها‬ ‫‪ ,‬فرتكيا تفضل الجار الكوردي عىل الجار‬ ‫الشيعي لكن ان يكون الجار الكوردي (‬ ‫اقليم كوردستان) جارا ضعيفا تهيمن عىل‬ ‫قراره السيايس واالقتصادي ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪22‬‬ ‫في بغداد‪ ،‬شكر‬ ‫رئيس الحكومة‬ ‫العراقية السيد‬ ‫حيدر العبادي‪،‬‬ ‫حكومة إقليم‬ ‫كوردستان على‬ ‫إستمرار تعاونها‬ ‫معه‪ ،‬ووصف‬ ‫عالقته مع السيد‬ ‫نيجيرفان بارزاني‬ ‫بأكثر من مجرد‬ ‫إجتماعات رسمية‪،‬‬ ‫وأكد على عقد‬ ‫إجتماعات وتواصل‬ ‫مستمر بينه وبين‬ ‫البارزاني‬

‫صفحة جديدة بين أربيل وبغداد !‬

‫صبحي ساله يي‬

‫وقال‪ :‬أن حكومته فتحت صفحة‬ ‫جديدة مع إقليم كوردستان‪،‬‬ ‫تبدأ برفع الحظر عن مطاري أربيل‬ ‫والسليامنية الدوليني‪.‬‬ ‫ويف أربيل‪ ،‬شكر رئيس حكومة إقليم‬ ‫كوردستان السيد نيجريفان بارزاين‬ ‫نظريه العراقي حيدر العبادي عىل قرار‬ ‫رفع الحظر عن املطارات‪ ،‬واصفاً القرار‬ ‫بالبداية املهمة التي تثبت أنه يف حال‬

‫إمتالك اإلرادة الجدية ميكن معالجة‬ ‫املشكالت استناداً إىل الدستور العراقي‪.‬‬ ‫قبل اإلستفتاء الذي جرى يف أيلول‬ ‫املايض‪ ،‬جرى تجاوز كبري عىل القانون‬ ‫والدستور بإسم القانون والدستور‪،‬‬ ‫وبعدهإرتفع التوتر بني أربيل وبغداد‬ ‫وساهمت الترصيحات التصعيدية‬ ‫بالتدريج يف تفاقم الخالفات بينهام‪،‬‬ ‫ووصلت اىل مرحلة التشنج واإلرصار عىل‬

‫األخطاء الفضيعة‪ ،‬وتناسلت األزمات‬ ‫وكانت لكل أزمة إرتباط بسابقتها‬ ‫وأسوأ منها‪ ،‬وظهر عىل الساحة أناس‬ ‫يتالعبون عىل حبل املزايدات الرخيصة‬ ‫فأثاروا الفنت وإختلقوا املعضالت‪،‬‬ ‫وإحتدم الرصاع‪ ،‬وإنتقل الخالف‪ ،‬اىل‬ ‫مراحل حرجة ومستويات خطرة‪،‬‬ ‫واىل تضارب املصالح‪ ،‬والتخطيط يف‬ ‫العمق لتسيري األمور بإتجاه اإلطاحة‬

‫باآلمال الكوردستانية‪ ،‬وتم تجاهل كل‬ ‫طلبات اإلقليم الدستورية والقانونية‪،‬‬ ‫كام تم مامرسة الضغوطات من أجل‬ ‫تضييق الخناق عىل الكورد وتركيعهم‬ ‫لإلمالءات املزاجية‪ ،‬ووصلت األمور اىل‬ ‫إستخدام القوات العسكرية واألسلحة‬ ‫الحربية املتطورة ضدهم‪ ،‬وبات رأس‬ ‫الكوردي مطلوباً يف غالبية الحسابات‬ ‫السياسية‪ .‬طبعاً هذا ال يعني أن‬

‫الجميع (يف بغداد) تحولوا اىل أعداء‬ ‫وخصوم للكورد‪ ،‬ألن البعض كان يبيل‬ ‫بال ًء حسناً يف الحفاظ عىل أوارص املودة‬ ‫واإلحرتام املتبادل‪.‬‬ ‫يف أجواء الهلع الذي خيم عىل العراق‬ ‫إستقرت صيغة مواجهة التحديات يف‬ ‫ذهن السيد نيجريفان بارزاين‪ ،‬الذي‬ ‫قاد اإلقليم لتحقيق طفرة نوعية يف‬ ‫االقتصاد والسياسة والعمران وتقديم‬ ‫الخدمات واالستقرار االمني‪ ،‬وتسجيل‬ ‫نجاحات كبرية تثري الدهشة‪ ،‬تتمثل‬ ‫يف إفتتاح العرشات من املمثليات‬ ‫الدبلوماسية لعواصم العامل يف أربيل‬ ‫وعرشات املمثليات التجارية فضال عن‬ ‫مئات الرشكات العاملية يف املجاالت‬ ‫املختلفة وخاصة النفطية منها‪ .‬وعقد‬ ‫(البارزاين) العزم عىل التباحث والحوار‬ ‫املبارش مع السيد العبادي‪ ،‬إلثبات‬ ‫الرغبة الصادقة والنيات السليمة‬ ‫واإلرادة التي ال تدع مجا ًال للشك يف‬ ‫إمكانية تجاوز الخالفات التي أوقعت‬ ‫بأهل العراق عامة والكورد بشكل‬ ‫خاص الكثري من املظامل‪ ،‬وقرر أن‬ ‫يشخص ويصحح األخطاء والنواقص‪،‬‬ ‫ومكامن الخلل وأن يضع األصبع عىل‬ ‫الجرح لدرء املخاطر‪ ،‬وأن يدفع بإتجاه‬ ‫إبعاد البالد عن الكوارث‪ ،‬واإلستمرار‬ ‫يف الحوار والتفاوض إليجاد تسوية مع‬ ‫بغداد وفق دستور البالد‪.‬‬ ‫العبادي من جانبه‪ ،‬رغم أن البعض‬ ‫حاول زيادة الخالفات بني أربيل وبغداد‬ ‫وتوسيعها لصالح أجندات خاصة‬ ‫تتمحور حول إضعاف دور حكومة‬

‫اإلقليم وإسقاطها عرب اإلنسحاب‬ ‫منها‪ ،‬وتهميش الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬إقتنع بأن البارزاين هو‬ ‫املسؤول الكوردي الذي ميكن التباحث‬ ‫معه بشأن القضايا املتعلقة بالكورد يف‬ ‫العراق ومبا يخص العالقة بني بغداد‬ ‫وإربيل‪ ،‬والذي بإمكانه ان يلعب دورا‬ ‫فعا ًال ومتميزاً يف نزع فتيل األزمات‬ ‫التي تدور يف البالد‪.‬‬ ‫وهذا يعني أن الجانبان توجها نحو‬ ‫البحث عن حلول للمشكالت‪ ،‬وتبادل‬ ‫اإلتصاالت والزيارات ووجهات‬ ‫النظر‪ ،‬وتحديد املسارات واملنطلقات‬ ‫واألولويات واملسؤوليات الوطنية‬ ‫واألخالقية‪ ،‬لتحويل الخصام اىل‬ ‫اإلنسجام‪ ،‬والتنافر واإلختالف اىل‬ ‫تفاهم‪ ،‬وإحباط آمال من يحاول أن‬ ‫يوظفه يف الخفاء والعلن لصالح أجندته‬ ‫ومرشوعه الخاص‪ .‬وبعد إالعالن عن‬ ‫التوصل اىل إتفاق أويل بني الجانبني‪،‬‬ ‫إنتعشت اآلمال‪ ،‬وإفتتح الطريق‬ ‫للبدء بوضع حلول (شاملة وعادلة‬ ‫ودستورية) لجميع القضايا العالقة‬ ‫بني بغداد وأربيل‪ ،‬وأصبحت الحلول‬ ‫قاب قوسني أو أدىن‪ ،‬خاصة وأن جميع‬ ‫الشواهد والقرائن تدل عىل أن التوقيع‬ ‫عىل هذا اإلتفاق األويل‪ ،‬يغري واقع‬ ‫الحال‪ ،‬وسيخفف الهجامت اللفظية‬ ‫املتبادلة‪ ،‬وميد جسور الثقة بني الطرفني‬ ‫بعد سنوات من الشكوك والخالفات‪،‬‬ ‫ويردم هوة اإلنقسام ويعالج األخطاء‪،‬‬ ‫ويدفع بإتجاه توحيد الصفوف من‬ ‫أجل تنفيذ الدستور‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪24‬‬

‫كفاح محمود‬

‫عودنا رئيس الحكومة االتحادية يف بغداد عىل ترصيحاته التي تتدفق منذ إجراء‬ ‫االستفتاء يف كوردستان وحتى ترصيحاته األخرية التي تضمنت سيال من الوعود‬ ‫التي مل يتحقق منها أي يشء‪ ،‬حيث أكد هذه املرة عىل إن الحوارات مستمرة رغم‬ ‫وجود من يبعدنا عن بعضنا‪ ،‬ومن هذا الترصيح يفهم املرء خيوط اللعبة سواء بني‬ ‫التحالف الوطني أو يف ما بني كتلة القانون وأجنحتها مع إقليم كوردستان‪.‬‬

‫إقليم كوردستان بين‬ ‫االتهامات والحقائق!‬

‫يف معظم ترصيحاته يحاول‬ ‫االنتقاص من اإلقليم بل ويعمل‬ ‫عىل إقصائه وتشويه سمعته وتسطيح‬ ‫الرأي العام مبعلومات غري دقيقة‬ ‫ومشوشة‪ ،‬ولعل ترصيحاته املكررة‬ ‫حول الحدود واملنافذ واملطارات‬ ‫واملعاشات ومنذ عدة أشهر خري دليل‬ ‫عىل عدم مصداقية ما يذهبون إليه‬ ‫يف أنها غري خاضعة للسيادة االتحادية‪،‬‬ ‫حيث يخفي من خالل هذا التكرار‬ ‫املستمر حقيقة أخرى تتقاطع متاما‬ ‫مع أطروحاته‪ ،‬وهي إن السيطرة عىل‬ ‫كل الحدود العراقية الرتكية والعراقية‬ ‫اإليرانية من جهة كوردستان لقوات‬ ‫حرس الحدود االتحادية املشكلة منذ‬ ‫عام ‪2005‬م وهي تتبع وزارة الداخلية‬ ‫االتحادية تجهيزا وتسليحا وأوامرا‪ ،‬أما‬ ‫موضوع مرتبات املوظفني وحجته بأنها‬ ‫يجب أن تخضع للتدقيق فإنها فرية‬ ‫أخرى إذا ما قارنا ما موجود يف إقليم‬ ‫كوردستان والبالغ مليون وربع املليون‬ ‫موظف بضمنهم املتقاعدين ومنتسبي‬ ‫الرعاية االجتامعية‪ ،‬مع األجزاء األخرى‬ ‫من العراق حيث يقرتب عدد املوظفني‬ ‫من مثانية ماليني موظف ما بني حقيقي‬ ‫وفضايئ‪ ،‬ناهيك عن املخالفات الكبرية‬ ‫يف موضوع التعيينات الوهمية يف‬ ‫املؤسسات العسكرية واألمنية وغريها‬ ‫من املؤسسات الخاصة‪ ،‬ومل نسمع بان‬ ‫الحكومة االتحادية طلبت من أي من‬ ‫محافظات العراق إخضاع موظفيها‬ ‫للتدقيق‪ ،‬علام بان اإلقليم يستخدم وعرب‬ ‫رشكات عاملية غاية يف الدقة والتطور‬ ‫أسلوب البايومرتي لتحديد وكشف أي‬ ‫خلل أو تجاوز أو تكرار هنا أو هناك‪.‬‬ ‫ويدرك العراقيون قبل الكوردستانيني‬

‫مدى تطور مطار اربيل الدويل ودقة‬ ‫توقيتاته وخدماته ونظافته قياسا حتى‬ ‫مبطار بغداد الدويل وبشهادة سلطة‬ ‫الطريان االتحادية والدولية‪ ،‬وهو يرتبط‬ ‫منذ افتتاحه مع سلطة الطريان االتحادي‪،‬‬ ‫بل وال تقلع منه أو تهبط فيه طائرة إال‬ ‫مبوافقة الحكومة االتحادية‪ ،‬وما يفعله‬ ‫رئيس الحكومة االتحادية مجرد قرار‬ ‫سيايس يتم استثامره دعاية انتخابية بعد‬ ‫أن نجحت وسائل الدعاية التي يسيطر‬ ‫عليها هو وحزبه من إشاعة الكراهية‬ ‫والحقد ضد الكورد وكوردستان‪ ،‬مام‬ ‫يزيد يف شعبيته وصوال للوالية الثانية!‬ ‫أما ترصيحه حول طموحات الكورد‬ ‫ومنها االستقالل التي تطرق اليها حينام‬ ‫قال لصحيفة اليوم السابع املرصية‪:‬‬ ‫(البعض ال يريد حل األزمة ويرص عىل‬ ‫إقامة وطن قومي لألكراد وهذا حلم‬ ‫وطموح‪ ،‬لكننا نرفض ذلك بشكل كامل)‬ ‫يذكرنا هذا الترصيح بترصيحات قادة‬ ‫العراق ممن سبقوه وآخرهم الرئيس‬ ‫األسبق صدام حسني الذي كان يؤمن‬ ‫بحقوق الكورد ودولتهم لكنه يريدها‬ ‫فوق كوكب آخر(!)‪ ،‬وهكذا حال كل‬ ‫من تسلم مسؤولية هذه البالد املنكوبة‬ ‫بحكامها‪ ،‬حيث اختارت تلك الحكومات‬ ‫الطريق األكرث سهولة واألعظم همجية يف‬ ‫التعاطي مع القضية الكوردية‪ ،‬وشهدنا‬ ‫جميعا نهاياتها املأساوية وما خلفته‬ ‫للعراق من دمار وتخلف وفقر وتدهور‪.‬‬ ‫إن هذه الحقوق والطموحات واآلمال‬ ‫ال توقفها عمليات الحصار وحظر الطريان‬ ‫وقطع املوازنة والرواتب والترصيحات‬ ‫النارية واللئيمة‪ ،‬فقد جرب نظام البعث‬ ‫كل أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬وكانت‬ ‫النتائج منذ ‪ 1958‬وحتى يومنا هذا‬

‫سقوط تلو سقوط‪ ،‬وفشل ذريع يف كل‬ ‫مجاالت الحياة‪ ،‬حتى غدت دولة العراق‬ ‫واحدة من افشل وافسد دول العامل‪ ،‬يف‬ ‫الوقت الذي كان يفرتض أن تكون عكس‬ ‫ذلك متاما بعد إسقاط نظام البعث‪.‬‬ ‫وأخريا رمبا يستطيع رئيس الحكومة‬ ‫االتحادية أو أغلبيته يف الربملان أن تؤثر‬ ‫عىل خيارات شعب كوردستان حينام‬ ‫تتباهى حكومته مبا تقدمه للمواطنني‬ ‫وتقنعهم باتحاد اختياري حقيقي‬ ‫ومشاركة فعلية نقية نابعة من اإلميان‬ ‫بأننا رشكاء اصالء يف هذا الوطن‪ ،‬ال أن‬ ‫يعمل من أجل إفراغ اإلقليم من مفهوم‬ ‫الفيدرالية والعودة إىل الحكم املركزي‬ ‫الشمولية‪ ،‬وتهيئة الطريق ألغلبية تتمكن‬ ‫من تعديل الدستور وإلغاء الفيدرالية‬ ‫وتكريس مفاهيم أخرى تم إسقاطها‬ ‫بإسقاط نظام صدام حسني‪ ،‬وإزاء ذلك‬ ‫متنينا لو قارن بني ما يفعله منذ اختار‬ ‫الحل العسكري واجتياح كركوك‪ ،‬وكيف‬ ‫ترصفت بريطانيا العظمى مع شعب‬ ‫وقيادة اسكتلندا حينام قررا االستفتاء‬ ‫عىل االستقالل‪ ،‬وأن مل تفعل ترصيحاته‬ ‫الكثيفة فعلتها يف مسح الذاكرة نرجو‬ ‫أن يتذكر كيف ترصفت هذه الدولة‬ ‫العظمى مع جزء من شعبها!‬ ‫التأثري عىل الخيارات ليست بفرض‬ ‫الحصار وخنق الشعب وغلق املطارات‬ ‫وإيقاف التعامل مع البنوك وإشاعة‬ ‫الكراهية والتشكيك يف كل أمر يتعلق‬ ‫باإلقليم ومحاولة غلق املنافذ لتجويع‬ ‫شعب من خمسة ماليني إنسان‪،‬‬ ‫واستقدام األجانب واالستعانة بهم‬ ‫إلذاللهم!؟‬ ‫امل تفعل كل ذلك ( لشعبك العزيز يف‬ ‫شاملك الحبيب! ) وما تزال!‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪26‬‬

‫تراودين مشاعر املذهول ملا يالقيه الكرد من االضطهاد والتنكيل ووأد جميع‬ ‫املحاوالت التي قد تفيض اىل نشوء دولة كردية علآم بأن اكرث من ثالثني دولة‬ ‫انسلخت من الدولة العثامنية لكنها ركزت جل اهتاممها عىل الحيلولة دون انفالت‬ ‫الكرد عىل االقل منذ بداية القرن العرشين وانتهاء الحرب العاملية االوىل فأقام كامل‬ ‫بك اتا تورك حكمه عىل اشالء ثوار درسيم بحقد شمل حتى اعدام املحامني الذين‬ ‫دافعوا عن املتهمني واتهموا الشيخ عبد السالم بارزاين بكونه يقود مجموعة من قطاع‬ ‫الطرق فأعدموه يف املوصل ‪.‬‬ ‫ولو عدت لبطون التاريخ لوجدت ان شيخآ تركيآ قد اختلق حادثة غضب الرسول‬ ‫محمد ( ص ) من ( بك دوس ) وهو زعيم جمع من الكرد يحملون حمولة ‪ 40‬بعري‬ ‫اىل النبي وهو محصور يف شعاب مكة كاد ميوت جوعآ جراء حصار قريش للمسلمني‬ ‫الذين امنوا بدين محمد عىل انه القائل ( ما اغلض هوالء القوم وأقبحهم الهم ال‬ ‫تنرصهم ابدآ وال تقم لهم شأنآ !!!!‬ ‫تصوروا رجآل يربط الحجارة عىل بطنه من الجوع يأتيه الكرد بهذه املعونة فيدعو‬ ‫عليهم ال يدعو لهم ( االلعنة الله عىل القوم الكاذبني ) ثم يدفعون برجل شامي‬ ‫ليقول ان الكرد هم والد الجن املتزوجني من اليهود قوم سليامن فتكاثروا يف الكهوف‬ ‫ثم انهم قتلوا ونفوا واقالوا جميع القادة الكرد يف الجيش العثامين الذين حققوا‬ ‫انتصارتهم يف حرب القرم التي تسمى الجزيرة الروسية بأسمها ثم قتلوا ذو الفقار‬ ‫خان كلهر الذي فتح لهم بغداد يف سنة ‪ 1593‬م وقتلوا يك خدا عزيز الذي دمر دولة‬ ‫القزل باش (ذوي الرؤس الحمر ) بعد ان كرمه السلطان مراد الرابع وهدموا امارة (‬ ‫كل باخي ) بجوار باخ السليامنية الحالية واختلقوا رسائل بأسم امللك محمود الحفيد‬ ‫للحيلولة دون منح بريطانيا الحكم للكرد يف والية املوصل ‪.‬‬ ‫وها هم امام تلفزيونات الدنيا يقطعون اشالء املقاتالت الكرديات يف عفرين‬ ‫ويرصون عىل انهم لن يسمحوا بنشوء ولو محافظة كردية واحدة يف شامل سوريا‬ ‫تفيض بوصول الكرد اىل البحر ويف الناس دعاية عىل ان الرتك هم الذين كانوا يغرقون‬ ‫السفن املتهالكة ملنع وصول الكرد اىل اوربا ‪.‬‬ ‫تركيا تريد نفط كردستان وملا مل تحصل تريد ماء كردستان يف مرشوع املائة سدة (‬ ‫ايل سو ) النها ترى بدون الكرد فأنهم دولة مهلهلة ال قدرة اقتصادية وال صناعية وال‬ ‫زراعية ملقاومة املنافسة االوربية والصينية ناهيك عن االمريكية والروسية واليابانية‬ ‫لتجرب الصداقة بدل هذه املذابح وقد استفادت من كردستان االقليم فكيف لو‬ ‫صارت دولة ( الن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل عىل الله ) ‪.‬‬

‫صداقة الرتك‬ ‫للكورد والعرب‬ ‫ضرورية‬ ‫فيلي ‪ /‬صالح مندالوي‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬ ‫أحر التهاين وأطيب التمنيات‬ ‫مبناسبة حلول أعياد نوروز لهذا‬ ‫العام وكل عام راجني أن يكون هذا‬ ‫العام عام نجاحات لشعبنا الكردي‬ ‫يف كافة انحاء العامل ومن أصيب‬ ‫بأحداث جرمية اإلبادة الجامعية يف‬ ‫حلبجة والتذويب ضد الكورد الفيلية‬ ‫بالرحمة والغفران و داعني لجميع‬ ‫االمم والشعوب السالم واالمان والخري‬ ‫والسداد والفالح‪.‬‬ ‫يف عيد نوروز عيد الفرح والنرص‬ ‫عىل الظلم والظالم والرش ‪،‬البد أن ال‬ ‫ننىس شهدائنا الذين هم من ضحوا‬ ‫ليك يوقدوا شعلة الخري والعطاء ‪،‬‬ ‫فتحية لهم وألرواحهم الخالدة التي‬ ‫هي بالتأكيد ترفرف يف هذه األيام‬ ‫السعيدة حول محبيها ‪ ،‬سيبقى عيد‬ ‫نوروز مناسبة تنطوي عليه قيم‬ ‫التسامح ومبا تذكيه من مشاعر املحبة‬ ‫تجاه االرض‪ ،‬وهي مامرسة للهوية‬ ‫الثقافية عرب طقوس ممتدة مبا تشكل‬ ‫مظاهرة تاريخية جميلة ‪ ،‬رمزاَ دامئاَ‬ ‫للربيع والفرح والنضال والتضامن‬ ‫والتآخي والسالم والتجديد واالنعتاق‬ ‫نحو التغيري ومتجذراَ يف ثقافة شعبنا ‪،‬‬ ‫وعيداَ للتضامن والتآخي بني قوميات‬ ‫شعبنا ‪ ،‬وعنواناَ دامئاَ للكفاح ضد‬ ‫الظلم واالضطهاد من اجل الحرية‬ ‫والتحرر ونيل الحقوق‪ ،‬وسيبقى‬

‫بورك نوروز عيد لإلنسانية‬ ‫اسطورة خالدة تشكل ثورة ضد‬ ‫الظلم واالضطهاد فتأريخ العراق‬ ‫حافل بأمثلة حزينة مؤملة يف األبادة‬ ‫الجامعية والتهجري القرسي ضد‬ ‫األقليات املجتمعية ‪.‬‬ ‫دعواتنا الصادقة لتمتني التأخي‬ ‫واالتحاد بني ابناء شعبنا بكافة مكوناته‬ ‫واطيافه الدينية والوطنية ‪ ،‬لتعزيز‬

‫العملية السياسية من اجل بناء عراق‬ ‫مدين حر مزدهر‪ ،‬والعمل معاً لتحقيق‬ ‫املساواة والعدالة االجتامعية واالمن‬ ‫والسلم االجتامعي يف ظل عيد لنوروز‬ ‫قادم للحب والسالم ‪ ،‬ان يكون هذا‬ ‫العيد عيد للمساواة واملحبة و ميهد‬ ‫لنا الطريق نحو بناء بلدنا عىل مبادئ‬ ‫الحق والحياة الكرمية وفاتحة خري‬

‫عىل وطننا العزيز ليتمتع بها املواطن‬ ‫كأنسان بغض النظر عن العرق‬ ‫واللون والدين والجنس واللغة والرأي‬ ‫السيايس واألصل القومي واألجتامعي‬ ‫أو الجاه أو الرثوة واملولد‪ ،‬يف ظل‬ ‫الظروف الحالية التي يعيشها وقرب‬ ‫تعزيز نهاية حربه عىل االرها‪،‬‬ ‫واالجامع عىل نبذ اللجوء إىل لغة‬

‫عبد الخالق الفالح‬

‫السالح يف حل املنازعات بني القوى‬ ‫واألحزاب واحرتام خصوصية كل‬ ‫ساحاته واعتامد لغة الحوار والتآلف‬ ‫للعمل معاً عىل نزع فتيل التوترات‬ ‫والفنت وحقن الدماء‪ ،‬ومامرسة‬ ‫النقد بهدف البناء ال الهدم‪ ،‬وبلورة‬ ‫املشرتكات‪ ،‬يك نرفع معاً وعالياً شعلة‬ ‫نـوروز املجيدة رمزاً للصداقة والتآلف‬

‫واملحبة والوئام ‪ .‬يف الختام أمتنى من‬ ‫الله أن يعود علينا العيد القادم وقد‬ ‫انتهت أزمات شعوب العامل التي متر‬ ‫بظروف صعبة وقاسية حاليا وأمنيتي‬ ‫فيه أن نبقى بخري وأن يسود األمن‬ ‫والسالم عىل جميع الشعوب العربية‬ ‫واالسالمية يف املنطقة والعامل اجمع‬ ‫‪،‬وبورك نوروز عيد يعزز االنسانية‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫الجهود التي بذلت‪ ،‬والتي‬ ‫ماتزال تبذل من قبل حكومة‬ ‫إقليم كوردستان برئاسة السيد‬ ‫نيجريفان بارزاين‪ ،‬بخصوص رفع‬ ‫الحصار والحظر الجوي املفروضني‬ ‫عىل اإلقليم‪ ،‬دون وجه حق‪ ،‬منذ‬ ‫بدايات إندالع األزمة بني أربيل‬ ‫وبغداد‪ .‬ومحاوالت حكومة بغداد‬ ‫برئاسة السيد حيدر العبادي التجاوز‬ ‫عىل الحقوق الدستورية والطبيعية‬ ‫لحكومة وشعب كوردستان‪ ،‬من‬ ‫خالل غلق الحدود‪ ،‬وإفتعال القضايا‬ ‫وتصعيدها‪ ،‬وقرارات غري واضحة‪،‬‬

‫ورشوط إنتقائية‪ ،‬تضاف لها رشوط‬ ‫أخرى‪ ،‬ومازالت تضاف‪ ،‬وترك األمور‬ ‫لتقديرات وتقارير اللجان الفنية‬ ‫واألمنية‪ .‬تحتم التأكيد عىل أن فرض‬ ‫الحصار عىل أي شعب بأي سبب كان‪،‬‬ ‫تحلل علني عن الضوابط األخالقية‪،‬‬ ‫وإلغاء للقيم وتجاوز عىل الحقوق‬ ‫األساسية لإلنسان‪ ،‬وإبحار يف اإلتجاه‬ ‫املعاكس لألخالق واملروءة‪ ،‬وسيكون‬ ‫له تداعيات تؤدي اىل أزمات‪ ،‬وصنع‬ ‫األزمات وتوسيع قاعدة إنتشارها‬ ‫وتوظيفها ملآرب و غايات خاصة‪،‬‬ ‫غش وإفرتاء وكذب وخداع و بذاءة‬ ‫وفجور ونهج للظاملني ‪،‬وطغيان‬ ‫للمنحطني سياسياً وإعالمياً‪.‬‬ ‫املحاص الجائر اليختلف عن اإلرهايب‬ ‫ِ‬ ‫الذي يحاول التعتيم عىل صوت العقل‬

‫العبادي ليس قويا ‪ ..‬ولكن‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫والحق والحقيقة‪ ،‬واإلثنان يتحدثان‬ ‫بنربة متشابهة بخصوص وقوفهام مع‬ ‫خيارات وتطلعات الشعوب‪ ،‬وكل‬ ‫منهام يعمق ويغذي الفقر والبطالة‬ ‫والجهل‪ ،‬وكل األورام الرسطانية التي‬ ‫التخطر عىل البال‪ .‬وكل ما يقال من‬ ‫أجل التربير واالفرتاء ورشاء الذمم‬ ‫والتأثري عىل نفسية املواطن املحارص‬ ‫ومعنوياته وسحبه أو إستدراجه نحو‬ ‫املهالك وإجهاده مادياً ومعنوياً‪،‬‬ ‫وإفساد الرأي العام وتضليله‪ ،‬من‬ ‫ألفاظ وعبارات صادمة‪ ،‬ال يقبلها‬ ‫عرف وال دين‪ ،‬ويعترب من السلوكيات‬ ‫املقززة يف الطرح السيايس‪ ،‬ألنه سهم‬ ‫يف تحطم العالقات بني الشعوب‬ ‫واإلنزالق يف وحل السب والشتم‬ ‫والتخبط وخلط األوراق‪.‬‬ ‫أما أخالقيات أزمة الحصار املفروض‬ ‫عىل الكورد يف إقليم كوردستان‪،‬‬ ‫فمتشابهة مع الحصارات التي‬ ‫فرضت يف أوقات سابقة عىل الشعب‬ ‫العراقي يف عهد صدام من قبل‬ ‫املجتمع الدويل والشعب اإليراين من‬ ‫قبل أوروبا وأمريكا‪ ،‬والفلسطيني‬ ‫من قبل إرسائيل‪ ،‬ولكنه أشد قساوة‬ ‫من الحصار الذي فرضه صدام عىل‬ ‫الكورد‪.‬‬ ‫السيد العبادي‪ ،‬جراء محارصته من‬

‫جهات عدة‪ ،‬خارجية وداخلية ومن‬ ‫قبل طائفة من السياسيني الطموحني‬ ‫إىل تحقيق نجاحات شخصية‪ ،‬يعيش‬ ‫يف حالة التوتر الدائم‪ ،‬لذلك يلجأ إىل‬ ‫توظيف التوتري وإستثامره‪ ،‬وتوتري‬ ‫اآلخر عالجا لتوتره هو‪ ،‬ولكنه إزداد‬ ‫توتراً عىل توتره‪ .‬وإزاد معاناته من‬ ‫أزمات الثقة ومن طروحاته وقدراته‬ ‫عىل نحو مل يتوقعه هو أو أي مراقب‪،‬‬ ‫وقد متثل هذا التوتري املتحقق يف‬ ‫تضاعف موجات الرفض ألفكاره‬ ‫وتوجهاته‪ ،‬وبد ًال التحرك نحو األمام‪،‬‬ ‫أصبح يتحرك يف مكانه بتوتر‪ .‬وبهذا‬ ‫الشكل‪ ،‬رغ ً‬ ‫ام عن مزاعمه‪ ،‬فإنه يؤكد‬ ‫كل يوم عىل أنه ال يريد الحل‪ ،‬وال‬ ‫يريد إنهاء مسببات الحصار‪ ،‬ويفشل‬ ‫املبادرات‪ ،‬ويفشل آمال العراقيني‬ ‫عموماً‪ ،‬ويفتعل األزمات ويزيد النار‬ ‫حطباً‪ ،‬ويثبت سعيه الحثيث لرضب‬ ‫استقرار كوردستان‪ ،‬وإلزام اآلخرين‬ ‫بتوجهاته‪ ،‬ويلعب لعبة مرفوضة‬ ‫تفوق قدراته الفعلية‪ ،‬وبالذات‬ ‫اللعبة التي متارس من خالل فتح‬ ‫األبواب الخلفية أمام شخصيات‬ ‫كوردية معارضة لحكومة اإلقليم‪،‬‬ ‫وكذلك الساعني اىل زيادة التعقيد‬ ‫عىل األزمات‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬أكد رئيس حكومة‬

‫اإلقليم‪ ،‬عىل مبادئ عامة أخالقية‬ ‫تحظى بقبول واسع عىل مستوى‬ ‫املحيل العراقي ودول وشعوب العامل‪.‬‬ ‫وغالبية تلك املبادئ مزعجة للعبادي‪،‬‬ ‫لذلك يقابله ( العبادي) بخطاب‬ ‫مغاير بهدف النجاح يف إستغفال‬ ‫اآلخرين‪ .‬ويستغل ضعف السيدين‬ ‫فؤاد معصوم‪ ،‬رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫وسليم الجبوري‪ ،‬رئيس الربملان‪ ،‬رغم‬ ‫إنه متيقن من أنه ليس ذلك الشخص‬ ‫القوي الذي يستطيع أن يفرض نفسه‬ ‫عىل اآلخرين‪.‬‬ ‫يف بداية األزمة‪ ،‬مل يقف أحد اىل‬ ‫جانب الكورد‪ ،‬ومل يكن هناك من‬ ‫مينع التصعيد السيايس والعسكري‪،‬‬ ‫أو يسعى لحل األزمة ولو بترصيح‪،‬‬ ‫حرصاً عىل املصالح اإلقتصادية‬ ‫واملكاسب السياسية‪ ،‬أو رغبة يف‬ ‫اإلنتقام‪ ،‬ولكن الكوردستانيون‪،‬‬ ‫بصمودهم وتصديهم‪ ،‬أظهروا حل ً‬ ‫ام‬ ‫وصرباً يفوقان الحدود‪ ،‬وثباتاً عىل‬ ‫الحق‪ ،‬وإستقامة عىل الطريق‪ ،‬من‬ ‫دون إفراط أو تفريط باملبادئ والقيم‬ ‫اإلنسانية‪ .‬وأذهلوا الجميع بإحرتامهم‬ ‫وتقدير اآلخرين‪ ،‬وبعدم تأثرهم‬ ‫مبغامرات وماراثونات التصعيدات‪،‬‬ ‫وعدم إنزالقهم اىل املستوى املشابه‬ ‫ملا يفعله اآلخرون تجاههم‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪32‬‬

‫الفكر الكوردستاني‬ ‫بنی صناعة اإلرادة‬ ‫وتحطیم قیود اإلضطهاد‬ ‫يف مرحلة مابعد اإلستفتاء‬

‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫یقال بأن اإلرادة الصلبة تجعل ا ُملستحيل‬ ‫ممكناً وأن األحالم والطموحات ال ميكن‬ ‫أن تتحقق باالستسالم للعجز و اإلخفاق‪،‬‬ ‫فاألبطال يُصنعون من أشياء عميقة يف داخلهم‬ ‫والحلم والرؤية‪.‬‬ ‫هي اإلرادة ُ‬ ‫مانشاهده الیوم علی الساحة الكوردستانیة هو‬ ‫إتفاق أعداء الكورد يف مساعیهم للقضاء علی‬ ‫الحلم الكوردي واإلستمرار يف سلب و نهب‬ ‫خیرات كوردستان‪ ،‬باملقابل نری أنانیة بعض‬ ‫الزعامء والقادة‪ ،‬الذین الیسعون الی التقارب‬ ‫والوحدة لتجاوز أزمة املرحلة و تعزیز جبهة‬ ‫التصدي والصمود يف وجه التحدیات‪.‬‬ ‫األمة الكوردیة الیوم ولألسف مقسمة ومجزأة‬ ‫الی أقسام وأجزاء بحيث یکون من الصعب‬ ‫قیادتها من قبل حزب سیايس أو زعیـم واحد‬ ‫قادر علی أن یفرض هیمنة سیاسته الوحدویة‬ ‫علی جغرافیة واسعة من خارطة كوردستان‪.‬‬ ‫وإذا كان التطلع الی املستقبل يعني القیاس‬ ‫علی إحتامالته املوجبة‪ ،‬فإننا نعیش الیوم مرحلة‬ ‫مابعد اإلستفتاء املتمثلة باإلحتالل وتقیید دور‬ ‫سلطة اإلقلیم السیاسیة و العسکریة‪.‬‬ ‫إذن من الرضورة مبكان العمل علی إسرتاتیجیة‬ ‫جدیدة لصنع اإلرادة واإلتحاد و وضع آلیات‬ ‫العمل علی تحطیم قیود اإلضطهاد بإشکاله‬ ‫املتنوعة‪ .‬إسرتاتیجیة تقوم علی جمع الطاقات‬ ‫املادیة واملعنویة يف إطار فكري و سیايس‬ ‫وإقتصادي وعسکري وإجتامعي واحد‪ ،‬تقزم‬ ‫دور املشتّت و املفتّت وتعاقب أيّ طرف‬ ‫یسعی الی فرض مصالحه الشخصیة فوق‬ ‫مصلحة الوطن أو ینحني لإلمالءات اإلقلیمیة‬ ‫الهادفة للنیل من إرادتنا يف النضال من أجل‬

‫تحریر كافة األرايض الكوردستانیة الواقعة‬ ‫تحت نیر اإلحتالل واإلغتصاب‪.‬‬ ‫علی الكوردستانیین السعي يف تجدید صیغ و‬ ‫حقول و مناهج صنع اإلرادة واإلیامن بكرامة‬ ‫الوطن والتحرر من فيك الكامشة والقوقعة‬ ‫الحزبیة الضیقة املیئة بالشعارات الخاویة‪.‬‬ ‫ما نحتاجه هو إبتكار طریقة جدیدة ولغة‬ ‫جدیدة يف سوس الذات واألفكار ويف إدارة‬ ‫الوقائع و األحداث وتشخیص املصلحة القومیة‪،‬‬ ‫بعیداً عن مصالح فئة علی حساب فئة أخری‬ ‫أو تحویل عالقتنا برتاثنا الحي والغني بالنضال‬ ‫من أجل الحریة الی معرفة میتة أو رشنقة‬ ‫خانقة أو متحجر فكري یفقد مصداقیته بعد أن‬ ‫حاول البعض ملکاسب شخصیة إجهاض أحالمنا‬ ‫وعمل علی إفالس مرشوعنا يف اإلستقالل و‬ ‫سعی الی وضع هویتنا يف املأزق‪ ،‬کام نرش هذا‬ ‫الوباء الفتاك يف مدینة كركوك‪ ،‬قلب كوردستان‪،‬‬ ‫والذي نخشی منە و نعاين من إنتشاره‪.‬‬ ‫لنجرتح أسالیب عرصیة يف التخطیط للمستقبل‬ ‫تخرج معها األشیاء مخرجاً یجعلها تزداد قوة‬ ‫و صالبة و تبعدنا من أن نكون أرسی ماهیات‬ ‫ثابتة أو هویات مفروضة علینا من قبل املحتلین‬ ‫لتقويض مساعینا يف الحریة واإلستقالل‪.‬‬ ‫ختاماً‪« :‬األمور مل تعد علی ما کانت علیه‪،‬‬ ‫فعرصنا هذا یحتاج الی تغییر العدة القدیمة‬ ‫مبرجعیتها الفکریة وأطرها وآلیاتها‪ ،‬إلعادة‬ ‫البناء‪ ،‬تغذیة وتهجیناً أو رصفاً وتحوی ًال أو‬ ‫توسطاً و تسوی ًة وعبوراً أو إمناءاً وإزدهاراً‬ ‫مع طرح الساسة شعارات الحریة واإلستقالل‬ ‫بعقلیة التقدم نحو األمام دون الخوف من‬ ‫املتغ ّیرات‪».‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫ربع قرن من عمر بغداد‬

‫‪34‬‬

‫يحكمها الخروف االبيض ثم الصفويون ثم الفيليون ثم الصفيون مرة ثانية ثم العثمانيون‬

‫يف سلسلة بغداد تاريخ‬ ‫وتراث كانت لنا محاضرة‬ ‫عن ربع قرن من عمر‬ ‫بغداد من سنة ‪ 1508‬اىل‬ ‫سنة ‪ 1534‬شهدت فيه‬ ‫بغداد ما لم تشهده يف‬ ‫تاريخها اذ كان تحكمها‬ ‫دولة اصحاب الخروف‬ ‫او الشياه البيض االق‬ ‫قوينلو التي انتهت سنة‬ ‫‪ 1508‬ليبدأ حكم الدولة‬ ‫الصفويه حتى سنة‬ ‫‪ 1523‬الذي انتهى يف‬ ‫هذه السنه ليبدأ حكم‬ ‫دولة الفيليه بسيطرة‬ ‫امري لورستان ذو الفقار‬ ‫بن علي بگ على بغداد‬ ‫حتى سنة ‪ 1528‬ليعود‬ ‫الصفويون مرة ثانيه‬ ‫لحكم بغداد حتى سنة‬ ‫‪ 1534‬ليبدأ حكم الدولة‬ ‫العثمانية‬ ‫طارق حرب‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪36‬‬ ‫وبذلك فأن ربع القرن هذا‬ ‫الذي شهدته بغداد من‬ ‫خالل حكم اربعة دول احداها‬ ‫وهي الدولة الصفويه حكمت‬ ‫بغداد ملرتني كانت اكرث الفرتات‬ ‫دراماتيكيه يف التاريخ البغدادي‬ ‫منذ بناء املنصور لها سنة ‪ 145‬هج‬ ‫اذ مل تشهد يف تاريخها الطويل حكام‬ ‫الربعة دول يف فرتة زمنية قليلة هي‬ ‫ربع قرن فقط‬ ‫واآلق ق ًيونلو او النعاج البيض‬ ‫او ذوي الغنم البيض او اصحاب‬ ‫الخروف االبيض اسم لحق احدى‬ ‫القبائل الرتكامنيه ملا عرفت به‬ ‫من تربية هذا النوع من النعاج‬ ‫واتخاذه شارة الراياتهم واعالمهم‬ ‫وهم طائفه من الرتكامن نزحوا‬ ‫من تركستان اواخر القرن الثالث‬ ‫عرش امليالدي اىل اذريبيجان ثم‬ ‫اىل االناضول وتوسعوا يف االنحاء‬ ‫املجاوره وقد تولت هذه الدوله‬ ‫زمن حكم دولة اصحاب الخروف‬ ‫االسود التي كانت تحكم بغداد‬ ‫القره قوينلو من السيطره عىل‬ ‫بغداد وانهاء حكم الخروف االسود‬ ‫لبغداد سنة ‪ 1469‬حيث انتهى‬ ‫حكم الحاكم شاه منصور بن زينل‬

‫هرب حاكم بغداد‬ ‫من دولة الخروف‬ ‫االبيض ودخل القائد‬ ‫حسني الله بغداد‬ ‫بدون مقاومه وبعده‬ ‫دخل الشاه اسماعيل‬ ‫الصفوي بعده سنة‬ ‫‪ 1508‬وعني خادم بيك‬ ‫واليا عليها واطلق‬ ‫عليه لقب خليفة‬ ‫الخلفاء‬

‫اخر حاكم لبغداد من الخروف‬ ‫االسود ليبدأ حكم دولة الخروف‬ ‫االبيض حيث تم قتل شاه منصور‬ ‫بعد ان تم أرسه يف هذه السنة ليبدأ‬ ‫حكم دولة الخروف االبيض لبغداد‬ ‫بتغلب حسن اوزون اي الطويل‬ ‫والذي اتخذ من تربيز عاصمة له‬ ‫وحكم بعده من هذه الدوله لبغداد‬ ‫ابنيه خليل ويعقوب وولد االخري‬ ‫باي سنقر وحكم ابن العم رستم‬ ‫مقصود حسن ثم احمد بادشاه ثم‬ ‫محمد بن يوسف بن حسن وكان‬ ‫اخر حاكم لبغداد من هذه الدوله‬ ‫مراد بگ الذي توىل حكم بغداد من‬

‫سنة ‪ 1499‬حتى ‪ 1508‬ليبدأ ربع‬ ‫القرن بنهاية حكم بغداد من دولة‬ ‫الخروف االبيض ويبدأ حكم الدوله‬ ‫الصفويه االول التي ظهرت حديثا‬ ‫وحمل الشاه اسامعيل الصفوي‬ ‫بعد ان اخضع لسيادته بالد فارس‬ ‫واذريبيجان وكردستان وخراسان‬ ‫وديار بكر‬ ‫والصفويون الدوله الثانيه الذين‬ ‫يحكمون بغداد يف سنة واحده هي‬ ‫سنة ‪ 1508‬ينتسبون اىل الشيخ‬ ‫صفي الدين الذي اشتهر وزاد‬ ‫نفوذه يف اذريبيجان وقد وجه‬ ‫الشاه اسامعيل الصفوي انظاره‬ ‫عىل بغداد الذي مل تكن مهمة‬ ‫استيالئه عىل بغداد صعبه لذا‬ ‫استطاع التقدم بجيش كبري وارسل‬ ‫يف مقدمته فرقة الفرسان القزل باش‬ ‫وتقدم من كرمنشاه باتجاه بغداد‬ ‫عن طريق خانقني وهرب حاكم‬ ‫بغداد من دولة الخروف االبيض‬ ‫ودخل القائد حسني الله بغداد‬ ‫بدون مقاومه وبعده دخل الشاه‬ ‫اسامعيل الصفوي بعده سنة ‪1508‬‬ ‫وعني خادم بيك واليا عليها واطلق‬ ‫عليه لقب خليفة الخلفاء حيث‬ ‫استمر حكم الدوله الصفويه لبغداد‬

‫اىل سنة ‪ 1523‬اذ بعد وفاة الشاه‬ ‫اسامعيل حيث استطاع االمري ذو‬ ‫الفقار انهاء حكم الصفويني لبغداد‬ ‫لتبدأ دولة الفيلني حكم بغداد من‬ ‫سنة ‪ 1523‬اىل سنة ‪1528‬‬ ‫والدوله الجديده التي ظهرت وهي‬ ‫الدوله الثالثه خالل الربع قرن‬ ‫هي الدوله الفيليه اذ استغل ذو‬ ‫الفقار بن عيل بگ الذي ينتسب‬ ‫اىل عشرية كلهور التي كان مكانها‬ ‫منطقة لورستان بني العراق وايران‬ ‫حالة الضعف التي متر بها الدوله‬ ‫الصفويه فاغتال ابراهيم خان وايل‬ ‫العراق الصفوي يف اثناء توجهه‬ ‫للقاء الشاه طهامسب الذي توىل‬ ‫السلطه بعد وفاة الشاه اسامعيل‬ ‫وتوجه مع قوات القتيل ابراهيم‬ ‫خان اىل بغداد فدخلها واستوىل‬ ‫عليها واعلن استقالله عن الدولة‬ ‫الصفويه وحيث انه كان يخىش‬ ‫الدوله الصفويه فانه بادر اىل‬ ‫االستعانه بالدوله العثامنيه وامر‬ ‫بذكر اسم السلطان العثامين يف‬ ‫الخطبه ونقش اسمه يف النقود لكن‬ ‫الشاه طهامسب جهز جيشا كبريا‬ ‫تقدم به اىل بغداد وفرض عليها‬ ‫الحصار واحتل بغداد وقتل االمري‬ ‫ذو الفقار واخضع بغداد لسلطة‬

‫عند اقرتاب الجيش‬ ‫العثماني من بغداد‬ ‫هرب حاكمها الصفوي‬ ‫ودخل الصدر االعظم‬ ‫اليوم االخري من سنة‬ ‫‪ 1534‬ليبدأ الحكم‬ ‫العثماني لبغداد‬ ‫ودخل بعد يومني‬ ‫بغداد السلطان‬ ‫سليمان القانوني‬

‫الدوله الصفويه مرة ثانيه سنة‬ ‫‪1529‬‬ ‫وبدأ حكم بغداد مرة رابعه يف ربع‬ ‫قرن من الشاه طهامسب الدوله‬ ‫الصفويه مرة ثانيه‬ ‫الذي احتل بغداد يف هذه السنه‬ ‫حتى سنة ‪ 1534‬حيث عني الشاه‬ ‫بگلو محمد خان حاكام عىل بغداد‬ ‫وفوض اليه ادارة شؤونها ولكن‬ ‫حكم الدوله الصفويه مل يستمر‬ ‫طويال حيث انتهى سنة ‪ 1534‬ليبدأ‬ ‫حكم الدوله العثامنيه‬ ‫وهكذا بدأ الحكم الخامس لبغداد‬ ‫يف ربع قرن وهو الحكم العثامين‬

‫وينتمي العثامنيون االوائل اىل‬ ‫احدى عشائر قبيلة الغز الرتكيه‬ ‫تعرف باسم قايي هاجرت من‬ ‫املرشق اىل االناضول يف القرن‬ ‫الثالث عرش امليالدي ومتكن عثامن‬ ‫الذي ولد سنة ‪ 1258‬اي سنة دخول‬ ‫هوالكو لبغداد من تأسيس اماره‬ ‫قويه وتوسعت عىل حساب الدوله‬ ‫البيزنطيه والسلجوقيه متكنت من‬ ‫استقطاب عدد من االمارات الرتكيه‬ ‫املسلمه واستولت عىل احزاء اوربيه‬ ‫كثريه وفتحت القسطنطينيه عاصمة‬ ‫بيزنطا واسمتها اسطنبول ويف سنة‬ ‫‪ 1533‬اصدر السلطان سليامن‬ ‫القانوين امره اىل الصدر االعظم‬ ‫رئيس الوزراء ابراهيم باشا بالتوجه‬ ‫عىل رأس مثانني الف جندي اىل‬ ‫اذريبيجان واىل بغداد‬ ‫وعند اقرتاب الجيش العثامين من‬ ‫بغداد هرب حاكمها الصفوي ودخل‬ ‫الصدر االعظم اليوم االخري من سنة‬ ‫‪ 1534‬ليبدأ الحكم العثامين لبغداد‬ ‫ودخل بعد يومني بغداد السلطان‬ ‫سليامن القانوين وسط مظاهر االبهة‬ ‫والفخامه ليتوىل الوايل سليامن باشا‬ ‫حكم بغداد كاول حاكم عثامين‬ ‫لبغداد وهكذا اتنتهى الربع قرن‬ ‫من تاريخ بغداد ‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪38‬‬ ‫“‪..”،56 ،57 ،14 ،13 ،18‬‬ ‫ارقام قطاعات (احياء) مدينة‬ ‫الصدر (الثورة) رشقي بغداد التي‬ ‫يقطنها غالبية من االكراد الفيلية‬ ‫من بني غالبية عربية ينحدرون من‬ ‫جنوب العراق‪ .‬وتكاد تكون هذه‬ ‫املدينة املثرية للجدل وصاحبة التاريخ‬ ‫الصاخب والحافل باالحداث هي مكان‬ ‫انتشارهم ونفوذهم األبرز واألكرب يف‬ ‫العاصمة بغداد‪.‬‬ ‫ال يوجد تاريخ محدد يشري إىل بدء‬ ‫سكن الكرد الفيلية يف املدينة‪ ،‬لكن‬ ‫تاريخ سكنهم يف املدينة اقرتن مع بدء‬ ‫تأسيسها اواخر الخمسينات وبداية‬ ‫الستينات من القرن املايض حيث قام‬ ‫تم توزيعها بني العراقيني الهاربني من‬ ‫مدن الجنوب بحثا عن حياة جديدة يف‬ ‫العاصمة‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك التاريخ اثبت الكرد الفيليون‬ ‫حضورا الفتا يف جميع املراحل التي‬ ‫مرت بها املدينة التي يزيد عددها عن‬ ‫مليوين نسمة اليوم‪ ،‬وشكلوا جزءا مهام‬ ‫وحيويا من هويتها‪ ،‬وكانت بصمتهم‬ ‫واضحة يف االحداث التي مرت بها‪.‬‬ ‫أكرب نكبة او ما ميكن تسميته بالتغيري‬ ‫الدميوغرايف التي تعرض لها الكرد كانت‬ ‫يف مثانيات القرن املايض‪ ،‬حيث لصق‬ ‫النظام السابق بهم تهمة “التبعية‬ ‫اإليرانية”‪ ،‬وقام عىل اثر ذلك بحمالت‬ ‫تهجري وتسفري قرسية طاولت مئات‬ ‫االالف من ابناء املكون الفييل الذين‬

‫سكنوا العراق رمبا حتى قبل والدة رأس‬ ‫النظام السابق‪.‬‬ ‫ويسجل شيوخ املدينة ومعمريها‬ ‫اللحظات التي تركها الكرد منازلهم‪،‬‬ ‫وبعضهم كان جلس للتو عىل مائدة‬ ‫االفطار يف واحدة من تلك الصباحات‬ ‫املشؤومة‪ ،‬لكن محاوالت افراغ املدينة‬ ‫من احد مكوناتها األصيلة باءت‬ ‫بالفشل‪ ،‬وبقي الفيليون قوة برشية‬ ‫مهمة يف املدينة‪.‬‬ ‫يف اواخر التسعينات شكل الكرد عنرصا‬ ‫مهام يف االنتفاضة الشعبية “العفوية”‬ ‫التي اندلعت ضد النظام السابق عقب‬ ‫اغتيال املرجع الديني املعارض السيد‬ ‫محمد الصدر يف النجف‪ ،‬وقدموا ضحايا‬ ‫بني قتىل وجرحى وسجناء ومغيبني‪.‬‬ ‫تلك االحداث فتحت صفحة جديدة‬ ‫من القمع واملالحقة بحق الشباب‬ ‫الفييل وتشددت عليهم دائرة “العاملة‬ ‫والخيانة” لغاية سقوط النظام يف‬ ‫‪.2003‬‬ ‫رغم احداث العنف الطائفي والقومي‬ ‫التي مرت بها املدينة بعد ‪2003‬‬ ‫وانتشار بعض املجاميع املسلحة فيها‪،‬‬ ‫مل يُسجل أي مواقف عدائية او حاالت‬ ‫تهجري ضد الكرد الفيليبني‪ .‬يبقى‬ ‫الفيليون يشكلون عالمة فارقة ومهمة‬ ‫يف املدينة واعدادهم تأخذ بالتزايد‪،‬‬ ‫لكنهم بحاجة إىل تاريخ يوثق حركتهم‬ ‫يف اقىص نقطة رشقي بغداد كانت عامل‬ ‫قلق للحكومات املاضية والحالية‪.‬‬

‫الفيليـون فـي مدينة الصـدر ‪..‬‬ ‫عالمة فارقة في التنـوع االجتماعـي‬

‫‪39‬‬

‫حسن الشنون‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪40‬‬ ‫مع اقرتاب االنتخابات النيابية‬ ‫العراقية تدخل دعايات املرشحني‬ ‫واالطراف السياسية مرحلة جديدة‪ .‬يف‬ ‫افضل االحوال اذا افرتضنا ترشيح نحو‬ ‫عرشة مرشحني لكوتا الفيليني يف محافظة‬ ‫واسط وعدد الناخبني غري معلوم! نرى‬ ‫انه يف افضل الحاالت فان ‪ 20‬شخصا من‬ ‫مجموع ‪ 6904‬مرشح يف العراق كلهم من‬ ‫الكورد الفيليني‪ ،‬فان نسبتهم تكون اقل‬ ‫بكثري من ‪ 1%‬وهذا ما يبعث الشكوك‬ ‫عند االخرين بشأن املجموع الكامل لنسبة‬ ‫الفيليني يف العراق‪.‬‬ ‫مبقابل هذا العدد من املرشحني يجب ان‬ ‫ننظر اىل ميدان التنافس ونظرة العامل‬ ‫لها وشكل التعامل! بالنسبة للفيليني‬ ‫فان وجود النقد واملقرتحات موضوع‬ ‫طبيعي ورضوري ووجود الرؤى السياسية‬ ‫والثقافية امر مقبول ولكن النقد الذي‬ ‫يشبه االرهاب والشعارات الذي ال‬ ‫مضمون له والربامج املدمرة يف اطار اي‬ ‫حرية حقيقية وذات قيمة تكون؟‬ ‫ان اغتيال الشخصية ظاهرة طبيعية يف‬ ‫هذه املرحلة خاصة يف العامل املجازي ويف‬ ‫اوقات االنتخابات ومن دون االلتفات‬ ‫ألية مبادئ اخالقية وانسانية ومهنية‪،‬‬ ‫وبأسامء وهمية يقومون بخلق الفوىض‪،‬‬ ‫ومع االسف فان االمر موجود باألوساط‬ ‫الفيلية ومن املحتمل ان يكون اسوأ يف‬ ‫بعض الحاالت واالوقات‪.‬‬ ‫عىل الرغم من ان تشكيل املجاميع‬ ‫والهيئات والصفحات الخاصة من اجل‬

‫اهداف واغراض معينة امر مرشوع وليس‬ ‫جديدا اال انه اذا كان له جوانب سلبية‬ ‫فان مصدرا مثل هذه الترصفات واالفعال‬ ‫يعود اىل ان ال احد يرشف عىل العامل‬ ‫املجازي وباسم حرية الرأي يتم فعل‬ ‫الدمار املعنوي‪.‬‬ ‫بالنسبة لنا نحن الفيليني فان هذه الحقيقة‬ ‫واضحة عىل الرغم من انه مقارنة باملايض‬ ‫فان مستوى الثقة لدى اناسنا بدعايات‬ ‫العامل االفرتايض قلت اىل حد ما ولكن االمر‬ ‫مستمر! وكام نرى يف وقت مازال هناك‬ ‫متسع للدعاية االنتخابية الرسمية‪ ،‬اال ان‬ ‫الصفحات بدأت بتلك الدعايات منذ فرتة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫مع االسف فان صفحات الناشطني الكورد‬ ‫الفيليني يف هذا الوقت تقرتب اكرث من‬ ‫االغتيال السيايس من كونها نشاطا مدنيا‬ ‫ونابعا من حاجة املرشحني وطرح الربامج‬ ‫ملعالجة اوضاع الرشيحة يف االنتخابات!‬ ‫ال شك ان الذين يديرون هذه الصفحات‬ ‫والذين هم مشاركون نشيطون يجب‬ ‫ان يلتزموا بسياسة متوازنة وعقالنية‬ ‫ومناسبة‪ ،‬الن بعض االطراف تريد دامئا‬ ‫تأزيم االوضاع وتعقيد العالقات وخلق‬ ‫االجنحة والهيئات والجامعات املتفرقة‬ ‫عوضا عن السلم والتوحد واحرتام البعض‬ ‫والدفاع عن حقوق البعض‪ .‬ليسوا قليلني‬ ‫الذين يخفون تقصريهم وهم يعرفون ان‬ ‫مسائل (القومية الفيلية واملكون الفييل‬ ‫والكيان او االقليم الفييل و‪ ..‬الخ) هي‬ ‫ابتعاد عن القومية وجر للمذهب يف‬ ‫امليادين السياسية التي ليس فيها ما يخدم‬ ‫االنسان الكوردي املظلوم‪ ،‬بل هي تخلف‬ ‫تقسيام وتقاطعا قوميا واجتامعيا وسياسيا‬ ‫ورشخا مذهبيا‪.‬‬ ‫نستطيع ان نقوم بالدعاية للمرشح الذي‬ ‫نريده ولكن ليس باغتيال شخصية الناس‬ ‫االخرين‪.‬‬ ‫نستطيع الدفاع عن برامج ومشاريع‬

‫معارك العالم‬ ‫االفتراضي لن‬ ‫تنتصر للكورد الفيليين‬ ‫علي حسني فيلي‪/‬‬

‫املرشحني واالطراف الخاصة ولكن ليس‬ ‫بتكفري االطراف االخرى‪.‬‬ ‫نستطيع اللجوء اىل تأجيج احاسيس‬ ‫وشعور املناطقية والقبلية والطائفية ولكن‬ ‫ليس بإنكار شعبنا‪.‬‬ ‫يجب ان منارس السياسة ولكن االتجار‬ ‫بالدين واملذهب بثمن غال وترخيص‬ ‫الشعب والقومية ليس مرشوعا‪ .‬هؤالء‬ ‫الذين يلجأون اىل مثل هذه الصيغ ال‬ ‫يستطيعون املنافسة يف االوضاع االعتيادية‬ ‫وتقديم برامجهم وسيضطرون للجوء اىل‬ ‫تشويه السمعة واالنكار‪.‬‬ ‫كل هذا يأيت نتيجة االستغناء عن االسس‬ ‫والقيم االنسانية يف عملية النجاح والفشل‬ ‫السيايس‪ ،‬ان الذين ميارسون هذا السلوك‬

‫يجب ان يعلموا ان‪ :‬جميع املرشحني‬ ‫يرغبون يف الحصول عىل اعىل عدد من‬ ‫االصوات ولكن حينام يتضح الجانب‬ ‫الحقيقي ملثل هذه الترصفات واالقوال‪،‬‬ ‫ال يعد هناك اعذار واجوبة‪ .‬فهذه‬ ‫الترصفات هي من نتاج التظليل واالبتعاد‬ ‫عن املسائل االساسية واملشاكل القانونية‬ ‫والتاريخية للكورد الفيليني‪ ،‬وهذه لن‬ ‫توحد البيت الفييل وال تدع الصفوف‬ ‫الفيلية تتوحد!! لذلك فان املرشح الذي‬ ‫يرى بان استخدام هذه السياسة والصيغة‬ ‫يشء رشعي من اجل الفوز؛ بال شك غدا‬ ‫ينكر اصحاب هذه الصفحات ولن يلتفت‬ ‫اىل الهيئات واملجاميع التي مهدت لفوزه‬ ‫باغتيال شخصيات اناس اخرين‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪42‬‬ ‫يحتفل مرسحيو العامل يف السابع‬ ‫والعرشين من هذا الشهر (اذار)‬ ‫باليوم العاملي للمرسح‪ ،‬يف سنته‬ ‫السادسة والخمسني‪ ،‬وبهذه املناسبة‬ ‫العاملية تحدث املرسحي العراقي جعفر‬ ‫رايض عن تجربته املرسحية يف العراق‬ ‫قبل ان يتم اعتقاله من قبل نظام صدام‬ ‫يف اواسط السبعينات‪ ،‬وكشف عن مرارة‬ ‫تلك املرحلة التي مر بها حني تم اعتقاله‬ ‫وتهجريه واهله مع االالف من عوائل‬ ‫الكورد الفيليني يف عمليات متسلسلة‪،‬‬ ‫فصولها مل تتوقف‪ ،‬وبلغت ذروتها بداية‬ ‫الثامنينات من القرن املايض‪ .‬وسيطل‬ ‫شهر نيسان القادم حام ًال الذكرى الثامنة‬ ‫والثالثني ملآيس تلك االيام والتي كانت‬ ‫بذاتها متثل تراجيدا انسانية حية‪...‬‬ ‫مرسحها مل يقترص عىل قاعات السجون‬ ‫يف العراق‪ ...‬وال عىل بيوتات تاريخية‬ ‫لعوائل اصيلة يف مناطق بغداد فقط‬ ‫بل شملت مثلها مدن عراقية عديدة‪،‬‬ ‫حيث تم تهجريعرشات االالف منها‬ ‫تباعاً‪ ،‬بطرق واساليب خبيثة‪ ،‬بدأت‬ ‫بخدعة اجتامع وهمي لتجار الكورد‬ ‫الفيلية‪ ،‬ونقلهم اىل الحدود االيرانية‬ ‫دون اخبار عوائلهم‪ ،‬وجمع بعض‬ ‫العوائل يف سيارات النقل‪ ،‬والبعض‬ ‫االخر هجر واوالدهم يف املدارس‪ ،‬ودون‬ ‫علم معيليهم الذين كانوا يف وظائف‬ ‫حكومية او يف اماكن اعاملهم الحرة‪.‬‬

‫فمنهم من التحق بعائلته بعد حني يف‬ ‫ايران او يف مناطق لجوءهم بالعامل‪.‬‬ ‫والفصل االهم يف تلك الفواجع محنة‬ ‫احتجاز االالف من الشباب الذين مل‬ ‫يتم معرفة مصريهم اىل اليوم‪ ،‬وال ختم‬ ‫النظام الجديد عىل فصول استحقاقاتهم‬ ‫القانونية كام انتفع غريهم ممن خدم‬ ‫نظام صدام او ممن استحوذ عىل‬ ‫السلطة واملال نتيجة استغالل الكثري‬ ‫من تلك الرتاجيديا التي كانت اجساد‬ ‫الكورد‪ ،‬بشكل عام منذ تاسيس الدولة‬ ‫العراقية اىل اليوم‪ ،‬مرسحها التي تجري‬ ‫عليها السيناريوهات االجرامية بشتى‬ ‫الطرق واالساليب‪ .‬كام حصل يف ظل‬ ‫الحكومات املتعاقبة يف العراق واشدها‬ ‫اجراما وآالما‪ ،‬عمليات التهجري واالنفال‬ ‫و الكياموي يف حلبجة التي متر يف مثل‬ ‫هذه االيام ذكراها املريرة‪..‬‬ ‫ووصوال مبا سبق من تراجيديا الواقع‬ ‫يف حياة الكورد‪ ،‬مل يكن يخطر عىل بال‬ ‫فنان مرسحي من ابناءهم املبدعني ان‬ ‫يكون هو والعديد من اقرانه الفنانني‬ ‫الفيليني وذويهم ضحايا ورواة وشخوص‬ ‫حقيقيني جرت بحقهم تلك الرتاجيديا‪..‬‬ ‫فاالستاذ جعفر رايض هو النموذج‬ ‫املرسحي املبدع‪ ..‬املعتقل‪ ..‬املهجر من‬ ‫وطنه‪ ،‬واملحتضن يف السويد‪ ...‬املكرم‬ ‫من اكادمييات دولية‪ .‬وقبل ان يروي‬ ‫فصول تلك املسرية املؤملة قال» لقد‬

‫المبدعون وتراجيديا‬

‫الكورد الفيليين‬

‫اعترب مؤرخوا الثقافة واالدب يف العامل‪,‬‬ ‫الفن املرسحي من أوائل الفنون التي‬ ‫ظهرت يف العامل‪ ،‬ولذلك أطلق عليه‬ ‫لقب أبو الفنون‪ ،‬ويتمتع رواد هذا الفن‬ ‫بثقافة عالية واهتامم كبري بالثقافة‬ ‫وهموم الجامهريية وتخشاهم االنظمة‬ ‫املستبدة‪،‬ولذا يف كثري من االحيان يلحق‬ ‫الغنب مببدعيه يف ظلها»‪ ..‬مضيفاً «واما‬ ‫يف العامل املتحرض ميثل املرسح وادواته‬ ‫عنرصاً وركناً مه ً‬ ‫ام يف نهضتها ورقيها‪.‬‬ ‫ولذلك يحتفل مرسحيو العامل يف اواخر‬ ‫شهر اذار من كل عام بـ(يوم املرسح‬ ‫العاملي)‪ ،‬وهذا االحتفال يف العامل‬ ‫املتمدن تم تاسيسه يف الغرب بعد‬

‫مآيس الحرب العاملية الثانية بالذات‬ ‫وهو واحد من االحتفاالت الكثرية التي‬ ‫ترسخت يف تاريخ حياتها التي تقام طوال‬ ‫العام للتذكري باحداث وقعت يف عصور‬ ‫غابرة او االحتفال مبناسبات رسمية‬ ‫وشعبية مبتكرة ‪ ...‬انسانية وتراثية او‬ ‫عرصية‪ ،‬والعديد من املناسبات املفرحة‬ ‫بينام شعوب العاملني العريب واالسالمي‪،‬‬ ‫فجداول حياتها مليئة باستذكار‬ ‫احزان‪ ،‬مآيس‪ ،‬حروب‪ ،‬نزاعات‪ ،‬فنت‪،‬‬ ‫اغتياالت‪ ،‬سجون‪ ،‬وتهجري يف ظل انظمة‬ ‫وحكومات فاسدة وعائلية وعنرصية‬ ‫وطائفية‪ .‬ولذا املرسح يف عاملنا اسري‬ ‫فكر ديكتاتورية الفرد الحاكم‪ ،‬والميكن‬

‫عبد الصمد اسد‬

‫التقرب من هذه الخطوط الحمراء ال يف‬ ‫الفن واليف الفكر اواالدب او السياسة‪،‬‬ ‫بينام يف العامل االورويب هو نتاج‬ ‫الفكر التنويري الحر الكاشف للمظامل‬ ‫والداعي اىل التغيري واالصالح والناقد‬ ‫لسياسات انظمة الحكم كام ان معظم‬ ‫الفنون واملؤسسات فيها مستقلة وغري‬ ‫حكومية»‪.‬‬ ‫وكمثال عىل ماتقدم من فوارق العيش‬ ‫والحياة بني العاملني كشف املرسحي‬ ‫جعفر رايض عن بعض من تفاصيل‬ ‫سريته الشخصية ومسريته املرسحية يف‬ ‫العراق والسويد‪ ،‬حني انتزع منه يف‬ ‫العراق حق املواطنة باعتقاله واقتطاعه‬

‫من جذور اباءه ُ‬ ‫وأبعاده خارج حدود‬ ‫وطنه دون جرمية او ذنب اقرتفه‪ ,‬بينام‬ ‫احتضنه تراب بلد ومجتمع غريب يف‬ ‫السويد‪ ،‬ال يجمعه معهام جذور وال‬ ‫عروق من دم‪ ،‬وال لغة وال ثقافة‪ ،‬او‬ ‫تاريخ مشرتك‪ ..‬ثم تكرماه بالحقوق‬ ‫واملواطنة واالمتيازات قائ ًال» انا من‬ ‫مواليد العام ‪ 1948‬ومسقط رآيس محلة‬ ‫ع َكد االكراد‪ ..‬ومنبع تأهييل االول كان‬ ‫يف مدارس الفيلية اوائل الستينات‪ ,‬ويف‬ ‫شباط االسود العام ‪ 1963‬شاركت اوالد‬ ‫املحلة وانا يف سن الصبا(‪ 15‬عام) مع‬ ‫املتصدين لجزاري البعث يف انقالبهم‬ ‫املشؤوم ضد ثورة ‪ 14‬متوز‪ ..‬وحني‬ ‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪44‬‬ ‫انهيت املتوسطة والثانوية يف‬ ‫املعهد العلمي ببغداد رصت‬ ‫عضواً يف فرقة مرسح الصداقة يف بداية‬ ‫تأسيسه العام ‪ 1966‬وكان عمري انذاك‬ ‫(‪ 18‬عام)»‪ .‬واضاف «واود ان اذكرحادثة‬ ‫ذات داللة وعالقة بواقع السياسة‬ ‫العنرصية يف العراق‪ ،‬ففي اثناء عرض‬ ‫مرسحية (تراب) عام ‪ 1968‬حيث كان‬ ‫اسامء وادوار املمثلني يف االعالن كالتايل‪:‬‬ ‫سامل الفييل (املهرج)‪ ،‬عبد الرحمن فييل‬ ‫(الوزير االول)‪ ،‬جعفر الفييل ( الوزير‬ ‫الثاين)‪ ،‬نعامن الفييل (ا ُمل َش ِي ْع)‪،‬وفجأة‬ ‫سمعنا تعليق احد املتفرجني يقول ‪(..‬‬ ‫الظاهر‪،‬الفيلية احتلو الوزارة)‪ ،‬وبعد‬ ‫انتهاء املرسحية طلب املخرج حذف‬ ‫لقب الفييل عن اسامئنا خوفاً من‬ ‫مطاردة رجال االمن لنا‪ ،‬فتم الحذف»‪.‬‬ ‫مضيفاً « ال ادري ملاذا كل تلك الحساسية‬ ‫عند البعض من لقب الفييل وهو اللقب‬ ‫الوحيد الذي يوأصل حامله بانه كوردي‪،‬‬ ‫يف حني معظم قبائل العراق من زاخو‬ ‫وحتى البرصة تفتخرت عشائرها بالقابها‬ ‫وافخاذها واضالعها ؟إإ(‪ ،).....‬يف حني‬ ‫الكثري من العراقيني بكل الوانهم‬ ‫العرقية اليعرفون ان العديد من نجوم‬ ‫الفن والثقافة واالدب هم كورد فيليني‬ ‫امثال‪ :‬الكاتب املرسحي الكبري املرحوم‬ ‫غائب طعمة فرمان واملخرج املرحوم‬ ‫جعفر عيل واملرحوم حسني الحيدري‬

‫الكثري من‬ ‫العراقيني بكل‬ ‫الوانهم العرقية‬ ‫اليعرفون ان‬ ‫العديد من نجوم‬ ‫الفن والثقافة‬ ‫واالدب هم كورد‬ ‫فيليني‬

‫واملرحوم نعامن داؤد وجبار النزاري‬ ‫وعبد الرحمن كاظم والفنان واالديب‬ ‫حيدر الحيدر والشاعر الدكتور عبد‬ ‫العزيز حيدر والشاعر ماجد الحيدر‬ ‫والشاعر الدكتور زاهد محمد زهدي‬ ‫والشاعر عبد الستار نور عيل والشاعر‬ ‫ابراهيم جهان بخش والعازف منري بشري‬ ‫والعازف جميل بشري والعازف العود‬ ‫سلامن شكر واملطرب رضا عيل والفنان‬ ‫جعفرحسن واملطرب جاسم الخياط‬ ‫والفنانة اسيا كامل واالعالمية خريية‬ ‫حبيب والفنان جعفر رايض‪ .‬وهذا غيض‬ ‫من فيض‪ ،‬اعداد كثرية ممن اغنو تاريخ‬ ‫العراق يف شتى املجاالت وال يسع املجال‬ ‫ذكرها‪.‬‬ ‫وعن معاناة العمل املرسحي واعتقاله‬ ‫ثم تهجريه‪ ،‬ينتزع رايض بعضاً من فصول‬

‫ذكرياته املرسحية واسامء من شاركهم‬ ‫يف اعامل تلفزيونية واملرسح ومضايقات‬ ‫السلطة الصدامية لهم فيقول « يف‬ ‫مشواري املرسحي‪ ،‬اعتز بعميل مع رواد‬ ‫كبار يف املرسح العراقي كاملخرج اديب‬ ‫القليه جي واملخرج وليد العبيدي‪ ،‬ومن‬ ‫واملؤلفني كاالساتذة طه سامل ‪..‬عارف‬ ‫علوان‪..‬مهدي الساموي ومؤلفيني‬ ‫عامليني مثل الصيني لو صن‪ ..‬الفرنيس‬ ‫روبري مرييل‪..‬الرويس بوغودين‪..‬‬ ‫الربيطاين بن جونسون‪ ..‬يف مرسحيات‬ ‫(تراب‪ ..‬عصافري الشوك‪ ..‬القضية‪..‬‬ ‫اللقاء القادم مع الجرنال‪ ..‬املخاض‪..‬‬ ‫العابر‪ ..‬سيزيف واملوت‪ ..‬اجراس‬ ‫الكرملني‪ ..‬شيخ املنافقني)‪ ،‬ومع ممثلني‬ ‫بارزين امثال‪ ..‬جواد الشكرجي‪ ،‬امل‬ ‫خضري‪ ،‬وداد سامل‪ ،‬املرحوم سامل شفيق‪،‬‬ ‫وليد العبيدي‪ ،‬جبار النزاري‪ ،‬املرحوم‬ ‫حسني الحيدري‪ ،‬صالح الصكر‪ ،‬الشاعر‬ ‫الغنايئ كاظم السعدي‪،‬اسامعيل خليل‪،‬‬ ‫املرحوم صبحي العزاوي‪ ،‬عبدالرحمن‬ ‫كاظم‪ ،‬املرحوم نعامن داؤد‪ ،‬املرحوم‬ ‫عدنان الحداد‪ ،‬فتحي زين العابدين‪،‬‬ ‫زهري البيايت‪ ،‬عباس الحريب‪ ،‬حافظ‬ ‫العاديل‪ ،‬املرحوم نور الدين فارس‪ ،‬عيل‬ ‫فوزي‪ ،‬عيل رفيق‪ ،‬زهري تكمه جي‪،‬‬ ‫ورياض العاديل‪ ..‬ويف مجال التلفزيون‬ ‫شاركت يف متثيليتني‪ ،‬هام رغبة فراشة‬ ‫وكاوه الحداد (‪ ،)...‬والن رموز النظام‬ ‫الجديد كانوا يعرفون سلفاً دور وخطورة‬ ‫املرسح لذا مارسو رقابة االعامل الفنية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وصادف ان سجلنا يف العام‬

‫‪ 1968‬مرسحية (تراب) للتلفزيون‬ ‫وكانت املرسحية من ثالثة فصول فعرض‬ ‫التلفزيون الفصل االول ويف بداية‬ ‫الفصل الثاين قطعوا البث‪ ،‬وفيام بعد‬ ‫اتضح ان ذلك تم بامر من السلطة‬ ‫العليا بحجة املرسحية متس امن الدولة‪،‬‬ ‫ويف العام ‪ 1969‬وبعد بروفات الكرث من‬ ‫شهرين عىل مرسحية (عصافري الشوك)‪،‬‬ ‫فوجئنا قبل العرض بثالثة ايام بعدم‬ ‫موافقة الجهات الرسمية عىل عرض‬ ‫املرسجية بذريعة انها متس الدين»‪.‬‬ ‫ان املعاناة يف ظل سياسة (تبعيث)‬ ‫الحياة العامة شملت كل يشء يف العراق‪،‬‬ ‫كام اشار االستاذ حيث قال « لقد استغل‬ ‫النظام قيام الجبهة الوطنية وبتخطيط‬ ‫رسي بعد عودته الثانية يف العام ‪1968‬‬ ‫اتبع سياسة تبعيث النشاط االبداعي‪،‬‬ ‫وبلغت ذروته بعد سيطرة صدام عىل‬ ‫السلطة يف متوز العام ‪ ،1979‬باساليب‬ ‫متنوعة ومدروسة ضد القوى السياسية‬ ‫القومية والوطنية‪ ،‬وقد نجح يف ذلك‬ ‫مع البعض ولكن الغالبية استطاعت‬ ‫أن الهجرة خارج الوطن بشكل مؤقت‬ ‫حفاظاً عىل تاريخهم االبداعي‪ ،‬إال‬ ‫ان اشتداد االجرام الصدامي القمعي‬ ‫واإلرهايب مل يدع للكثري من هوالء‬ ‫خيار غري العمل الرسي وثم هجرتها‬ ‫هي أيضاً‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ األسود‬ ‫وحتى اليوم‪ ،‬ازدادت هجرة العراقيني‪،‬‬ ‫وهناك ما يقارب األلف من جميع‬ ‫الفنون والنشاطات االبداعية يعيشون‬ ‫يف املنفى‪ ،‬استطاعوا‪ ،‬أن يواصلوا عملهم‬

‫وكانت املسرحية من‬ ‫ثالثة فصول فعرض‬ ‫التلفزيون الفصل االول‬ ‫ويف بداية الفصل الثاني‬ ‫قطعوا البث‪ ،‬وفيما بعد‬ ‫اتضح ان ذلك تم بامر‬ ‫من السلطة العليا بحجة‬ ‫املسرحية تمس امن‬ ‫الدولة‪..،‬‬

‫الفني وخاصة الفن املرسحي فأسسوا‬ ‫الفرق املرسحية العراقية والتجمعات‬ ‫يف بلدان اللجوء العربية واألوربية‪،‬‬ ‫وتفاعلوا مع مسارحها ويعملوا مع‬ ‫فنانيه كام افعل انا بعد تهجريي من‬ ‫العراق واقامتي يف السويد مع عائلتي»‪.‬‬ ‫تلخص محنة االستاذ جعفر رايض‪،‬‬ ‫جزء من احداث ظاملة كثرية تعرض لها‬ ‫املبدعني من جانب النظم يف الوطن‪،‬‬ ‫وبروزهم وارتفاع قاماتهم يف بلدان‬ ‫املهجر‪ .‬ويف ما يخص العمل املرسحي‬ ‫والتكريم‪ ،‬قدم االستاذ جعفر يف السويد‬ ‫ومن وحي التهجري الذي تعرض له‬ ‫الكورد الفيليني‪ ،‬مرسحيات‪ ..‬الشهيد‪..‬‬ ‫مأساة شعب‪ ..‬ودم الشهيد‪ ..‬ولديه‬ ‫اعامل مرسحية اخرى يتمنى تقدميها لو‬ ‫تعاىف متاماً من عملية اجراها سابقاً‪ ،‬يف‬

‫يوم الشهيد باسم ( قرب بال جسد) يطرح‬ ‫ماساة تهجري الكورد الفيليني وتغييب‬ ‫شبابهم يف سجون صدام واملقابر‬ ‫الجامعية وكذلك تقديم مرسحية باسم‬ ‫(انهض يا عراق) يطرح فيها ظروف‬ ‫العراق بعد سقوط نظام صدام‪...‬‬ ‫واضافة اىل تلك االعامل قدم مرسحيتني‬ ‫(كاوه الحداد ومأساة شعب) وجميعها‬ ‫من اعداده واخراجه ومتثيله‪..‬‬ ‫اما من ناحية التكريم فقد تم تكرميه‬ ‫يف نيسان العام ‪ 2016‬بوسام (املبدعني)‬ ‫من قبل رابطة املبدعني العراقيني للفنون‬ ‫الجميلة وحصل عىل شهادة تقديرية‬ ‫من االتحاد الدميقراطي للجمعيات‬ ‫العراقية يف مدينة لوند جنوب السويد‪.‬‬ ‫ويف منتصف شهر ترشين الثاين العام‬ ‫‪ 2017‬شارك ومعه مجموعة من اساتذة‬ ‫االكادميية االمريكية يف مؤمتر حوار‬ ‫الثقافات املختلفة يف محافظة النجف‬ ‫االرشف وتم تكرميه بدرع (بطل الثقافة)‬ ‫من قبل االكادميية هناك‪ ،‬وكرمته‬ ‫جامعة بابل ب(درع بابل)‪ ،‬ويف بغداد‬ ‫كرمته رابطة النخوة لشيوخ ووجهاء‬ ‫العراق بشهادة تقديرية ملا يبذله من‬ ‫جهود لنرش الثقافة العراقية يف السويد‪..‬‬ ‫وحاليا يشغل منصب مدير قسم‬ ‫الثقافة واالعالم العراقي يف السويد من‬ ‫قبل االكادميية االمريكية يف الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬واخريا استلم مسؤولية مركز‬ ‫الرتاث والثقافة العراقية يف الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية فرع السويد‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪46‬‬

‫يف تموز عام ‪ 2015‬كنت قد‬ ‫التقيت بمسن ايزيدي قد‬ ‫تجاوز مئة عام من عمره وهو‬ ‫عائد من أسر تنظيم داعش‬ ‫للتو‪،‬لكي يكون شاهد على‬ ‫اكرب فضائع أرتكبت بحق‬ ‫مجموعة بشرية يف العصر‬ ‫الحديث‪.‬التجاعيد يف وجهه‬ ‫ونربة الحزن يف صوته‪،‬‬ ‫نوبات البكاء التي كانت‬ ‫تراوده بني الحني واالخر‬ ‫وهو يتحدث عما تعرض‬ ‫له االيزيدية كانت تنبئ‬ ‫بحجم املأساة التي واجهتها‬ ‫االيزيدية يف ابشع حملة‬ ‫ابادة جماعية واجهتها هذه‬ ‫االقلية املساملة ‪.‬‬

‫كـتـابـات مـن ذاكـرة االبـادة‬

‫سعد بابري‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪48‬‬ ‫حيث انه بدأ حديثه بالدموع‬ ‫وهو يستذكر االيام قبل مجيئ‬ ‫تنظيم داعش وكيف ان أرسته كانت‬ ‫مجتمعة عىل مائدة الفطور وان جو‬ ‫من البهجة والرسور كانت تخيم بني‬ ‫افراد ارسته‪ ،‬وان هذه اللحظات قد‬ ‫تحولت اىل حزن عميق وجرح ال‬ ‫يشفى يف غضون لحظات من هجوم‬ ‫عنارص تنظيم داعش عىل بلدة سنجار‬ ‫واقدامه عىل ارتكاب جرائم مروعة من‬ ‫القتل الجامعي واالختطاف والرتهيب‪،‬‬ ‫والتي كانت أرسة هذا املسن االيزيدي‬ ‫احدى ضحاياها التي وقعت يف ارسهم‪.‬‬ ‫عندما تبادلنا اطراف الحديث‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫يف االيام االوىل من هجوم داعش‬ ‫عىل املنطقة بقينا محارصين داخل‬ ‫بلدة شنكال (سنجار) ملدة عرشة‬ ‫ايام‪ ،‬مسلحوا تنظيم داعش قاموا‬ ‫بتحذرينا بعدم مغادرة البلدة واال‬ ‫مصرينا سوف يكون القتل‪ ،‬ابني االكرب‬ ‫كان لديه ابنتان يف سن البلوغ وكان‬ ‫قلقا جدا من اجلهام وكان يخىش كثريا‬ ‫ان يتم اتخاذهام من قبل مسلحي‬ ‫التنظيم‪،‬عندما حاك الليل اول خيوطه‪،‬‬ ‫غادر املنزل مع زوجته وبناته‪ ،‬سالكا‬ ‫طرق املتعرجة يف االزقة الضيقة داخل‬ ‫البلدة‪،‬ويف الطريق التحق بهم أرسة‬ ‫ايزيدية اخرى‪،‬وتعرضوا اىل اطالقات‬ ‫نار كثيفة لكنهم وصلوا بسالم اىل‬ ‫اطراف جبل شنكال (سنجار) بعد ان‬ ‫شقوا طريقهم وسط الجثث املرمية‬

‫عىل جانب الطرقات وخطورة الطريق‪.‬‬ ‫املسن االيزيدي مع بقية افراد ارسته‬ ‫مكثوا داخل منزلهم اليام اخرى‪ ،‬فارتاد‬ ‫اليهم متطرفوا تنظيم داعش‪ ،‬وتوجهوا‬ ‫اليهم بالسؤال عن وجود شخص اخر‬ ‫كان معهم يف املنزل‪ ،‬فقال لهم الرجل‬ ‫ذو املئة عام انه ال يوجد شخص اخر‬ ‫معهم‪ ،‬هنا بدأ الشك يدب يف نفوس‬ ‫جهاديي التنظيم حول هروب بعض‬ ‫االشخاص واالرس من البلدة‪ ،‬فاخذوا‬ ‫بعمل احصائيات خاصة لكافة االرس‬ ‫واالفراد املوجودين داخل البلدة‪.‬‬ ‫بعد االنتهاء من عملية االحصاء‪،‬‬ ‫امر أمري تنظيم داعش يف املنطقة‬ ‫والذي كان ينتمي اىل عشرية « البو‬ ‫متيوت» العربية وعن طريق مساعده‬ ‫املدعو « سالم الجغايفي» برتحيل‬ ‫أالرس االيزيدية املحتجزة اىل اىل قرية‬ ‫كوجو‪ ،‬رشقي بلدة بعاج بالقرب من‬ ‫الحدود السورية‪ ،‬وبحسب قول ذلك‬ ‫املسن االيزيدي فان مسلحوا داعش‬ ‫قد صادروا كافة ممتلكاته الشخصية‬ ‫والتي كانت تتكون من ‪ 400‬رأس‬ ‫غنم‪ ،‬سيارة حديثة‪ ،‬نحوا ‪ 400‬طن من‬ ‫حبوب الحنطة والشعري‪.‬‬ ‫مقابر جامعية يف قرية كوجو‬ ‫املسن االيزيدي يروي بانه بعد اقتياده‬ ‫اىل قرية «كوجو» باملركبات التابعة‬ ‫للدولة االسالمية وجد اربع مقابر‬ ‫جامعية يف القرية ضحاياه جميعا من‬ ‫االيزيدين ومن مختلف مناطق سنجار‬ ‫(شنكال) ‪ ,‬احدى املقابر كانت داخل‬ ‫سياج احدى املنازل وكانت مغطاة‬ ‫بكميات قليلة من الرتبة ‪ ,‬ومقربة‬ ‫اخرى يف احدى الحفر يف اطراف‬ ‫القرية ‪ ,‬ومقربتني جامعيتني يف سياج‬ ‫احدى املدارس داخل القرية ‪ ,‬وتقدر‬ ‫عدد الجثث يف تلك املقابر بنحو‪- 500‬‬

‫‪ 600‬جثة اغلبهم من الرجال والبعض‬ ‫قالوا اننا رأينا جثث النساء ايضا بينهم‬ ‫حسب قوله»‪.‬‬ ‫بعد ميضء ‪ 10‬ايام من مكوثنا يف‬ ‫القرية حدثث اشتباكات مسلحة بني‬ ‫عنارص داعش املحليني الذين ينتمون‬ ‫اىل عشرية (البو متيوت ) وعنارصه‬ ‫االجانب وعىل أثره تم قتل احدى‬ ‫االمراء الذي كان ينتمي اىل عشرية‬ ‫(الجبور) العربية ‪.‬‬ ‫تأثري وسائل االعالم بعد نقل املختطفني‬ ‫اىل تلعفر‬ ‫الرجل العجوز تواصل يف حديثه قائال‪:‬‬ ‫بعد توقف االشتباكات املسلحة بني‬ ‫عنارص التنظيم تم اقتيادنا اىل قرى‬ ‫تعود لرتكامن الشيعة عىل اطراف‬ ‫بلدة تلعفر بالقرب من مطار تلعفر‬ ‫العسكري‪ ,‬وتم توزيعنا يف منازلهم‬ ‫املهجورة ‪ ,‬واضطرينا عىل استخدام‬ ‫ادوات تلك املنازل مبا فيها اجهزة‬ ‫التلفاز ‪ ,‬ويف احدى املرات رصح (نائب‬ ‫ايزيدي سابق يف الربملان العراقي‬ ‫وقامئقام مدينة سنجار) عرب شاشة‬ ‫احدى القنوات التلفزيونية بانهم‬ ‫سوق يقومون بتحرير كافة املختطفني‬ ‫واملختطفات من تلعفر يف االيام‬ ‫القادمة حينها قلت ان هذا الترصيح‬ ‫ليس من صالحنا وانها سوف تؤثر عىل‬ ‫وضعنا بشكل سلبي ‪ ,‬وبالفعل عىل‬ ‫أثره تم اقتيادنا مع كافة املختطفني‬ ‫االخرين اىل منطقة الغابات يف مدينة‬ ‫املوصل «‪.‬‬ ‫مشاهد مأساوية وانتهاكات بحق‬ ‫املختطفني يف مدينة املوصل‬ ‫املأساة والرتاجيديا املروعة ال ميكن‬ ‫وصفها بالكلامت سيام انك تعيش‬ ‫تحت رحمة من ليس له رحمة وبهذا‬ ‫الخصوص قال الرجل املسن ‪ :‬بعد‬

‫ان تم نقلنا اىل منطقة الغابات يف‬ ‫مدينة املوصل وضعنا بدأ يزداد سوءا‬ ‫‪ ,‬حيث اجربوا الشبان االيزيدين عىل‬ ‫اداء الصالة ‪ ,‬واخذوا االطفال من‬ ‫حضن امهاتهم لزرع افكار متطرفة يف‬ ‫عقولهم وتدريبهم عىل فنون القتال‬ ‫‪,‬واخذوا الفتيات حتى السن العارشة‬ ‫عنوة واجربوهن عىل ارتداء الحجاب‬ ‫والخامر االسالمي ‪ ,‬والفتيات اللوايت‬ ‫تم تزويجهن لعنارص الدولة االسالمية‬ ‫كانوا يأتون بهن لزيارة امهاتهم مرة‬ ‫كل ‪ 20‬يوم ووضحوا لالمهات ان هذه‬ ‫الفتيات جنئ لغرض زيارتكم باعتباركن‬ ‫امهاتهن واذا تم مسهم بسوء فاننا‬ ‫سوف نقتلتكم ورصاخ تلك الفتيات‬ ‫تعلوا سامء مدينة املوصل‪ ،‬ويف احدى‬ ‫املرات اخذوا فتاة تبلغ من العمر ‪9‬‬ ‫سنوات عنوة وعند مجيئها كانت تسري‬ ‫بشكل اعوج لكرثة تعرضها لالغتصاب‬ ‫من قبل جهاديي تنظيم داعش ‪ ,‬وبعد‬ ‫يومني من الزيارة قاموا باقتياد تلك‬ ‫الفتاة مرة اخرى دون ان تعود وعندما‬ ‫سألنا عنها قالوا انهم لقت حتفها‬ ‫نتيجة لالعتداءات الجنسية املتكررة‬ ‫عليها‪ ،‬باالضافة اىل قلة الطعام واملاء‬ ‫‪ ,‬وكانوا ينادوننا بــ(الكفار)‪.‬‬ ‫كنا نستمع اىل املذياع (الراديو) بشكل‬ ‫رسي ونتناقله فيام بيننا لعىل وعىس‬ ‫ان نستمع الخرب متعلق بانقاذنا من‬ ‫الجحيم الذي كنا نعيش فيه لكن مل‬ ‫تأيت خرب فيام يتعلق بذلك ‪.‬‬ ‫بعد البقاء يف منطقة الغابات ملدة ‪20‬‬ ‫يوم زرت بعض اقاربنا الذين كانوا‬ ‫أرسى ايضا ‪ ,‬وتحدث احدهم قائال ‪,‬‬ ‫اليوم أىت شخصني لزيارتنا فتحدث‬ ‫اليهم شاب ايزيدي وقال لهم ‪ :‬نحمد‬ ‫الله اننا اصبحنا مسلمني ونؤدي‬ ‫صالتنا وتعاليمنا عىل الدين االسالمي‬

‫املسن االيزيدي‬ ‫يروي بانه بعد‬ ‫اقتياده اىل‬ ‫قرية «كوجو»‬ ‫باملركبات التابعة‬ ‫للدولة االسالمية‬ ‫وجد اربع مقابر‬ ‫جماعية يف القرية‬ ‫ضحاياه جميعا‬ ‫من االيزيدين ومن‬ ‫مختلف مناطق‬ ‫سنجار (شنكال)‬ ‫‪ ,‬فقال احدهم ال انتم كرافئنا (يوجد‬ ‫بيننا صلة الدم) ونحن من عشرية‬ ‫(الطي) العربية ومل يستطيعوا تقديم‬ ‫املساعدة لنا ‪.‬‬ ‫تلوح يف االفق بوادر االفراج عن بعض‬ ‫املختطفني‬ ‫الرجل العجوز الذي اهلكته الدهر‬ ‫واخذت منه نصيبه من أالالم يف ظل‬ ‫العيش تحت حكم الدولة االسالمية‬ ‫«داعش» الشهر قال يف احدى االيام‬ ‫سمعت ان بوادر االفراج عن بعض‬ ‫املختطفني االيزيدين تلوح يف االفق‬ ‫خاصة بعد ان سمعت شخصا من‬ ‫مدينة املوصل يدعى «سامل» يعمل‬ ‫كعنرص استخبارايت لدى تنظيم داعش‬ ‫وهو يقول بانه « يوجد نوايا لعقد‬ ‫صفقة رسية بني تنظيم داعش من‬ ‫جهة وبغداد واربيل وانقرة من جهة‬ ‫اخرى لالفراج عن املختطفني «‪.‬‬ ‫وبعد مضيئ ‪ 28‬يوما من حديث‬ ‫العنرص االستخباري «سامل» أىت الينا‬ ‫جهاديوا تنظيم داعش وقاموا بفصل‬ ‫اكرث من ‪ 200‬مختطف عن االخرين‬ ‫اغلبهم كانوا يعانون من الشيخوخة‬

‫واالمراض املزمنة واملستعصية‪ ،‬احدهم‬ ‫ملح بانهم سوف يقدمون عىل قتلنا‪،‬‬ ‫فدب الهلع يف نفوس الجميع وانهالوا‬ ‫بالبكاء‪.‬‬ ‫بينام كنا نسلك احدى الطرق الرتابية‬ ‫مع شقيقي وشخص اخر مبركبة‬ ‫تابعة للدولة االسالمية‪ ،‬توقفنا يف‬ ‫احدى نقاط التفتيش‪ ،‬الشخص الذي‬ ‫كان واقفا يف النقطة كان لديه لحية‬ ‫ومرتديا للزي االفغاين القصري‪ ،‬التفت‬ ‫ميينا وشامال فلم يرى احدا حوله‪،‬‬ ‫فوضع رأسه يف السيارة وقال باننا‬ ‫سوف نسلمكم اىل قوات البيشمركة يف‬ ‫اطراف مدينة كركوك‪،‬‬ ‫بعد ان تم تسليمنا اىل قوات‬ ‫البيشمركة قدموا لنا بعض االسعافات‬ ‫االولية واالدوية ووجبة طعام‪ ،‬ويف‬ ‫مدخل مدينة كركوك كانت تتواجد‬ ‫العديد من القنوات التلفزيونية‬ ‫ووسائل االعالم‪ ،‬مراسل احدى‬ ‫القنوات التلفزيونية بدل من تخطية‬ ‫وضعنا املأساوي وخرب االفراج عن اكرث‬ ‫من ‪ 200‬شخص من الجحيم توجه‬ ‫ايل بسؤال عن سبب حميل العقال‬ ‫العريب عىل رأيس ؟! فقلت له ان هذا‬ ‫العقال ال ميد بصلة للرثاث االيزيدي‬ ‫العريق وكان ينبغي عيل ان ارتدي‬ ‫الزي االيزيدي التقليدي‪ ،‬لكن خوفا‬ ‫من العرب ارتدي هذا اللباس‪ .‬فلم‬ ‫يكف بالئه عني وتوجه ايل بسؤال‬ ‫اسخف من الذي ذكرته‪ ،‬حيث قال يل‬ ‫‪ :‬هل تحسب نفسك كورديا ؟!‪ ،‬فقلت‬ ‫له ان الكورد جميعهم كانوا ايزيدين‬ ‫وبشهادة قادتكم واصبحوا مسلمني يف‬ ‫ابادات كهذه‪ ،‬تم تركته وأمضيت يف‬ ‫طريق العودة اىل النزوح بعد قضاء‬ ‫اشهر يف جحيم الدولة االسالمية‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪50‬‬ ‫اكادميية كوردية فيلية‬

‫احتفاالت الكورد الفيليني بعيد نوروز ببغداد‬ ‫اقام الكورد الفيليون احتفاالت كبرية يف بغداد باعياد نوروز‪ .‬وتوزعت االحتفاالت بحدائق العطيفية وعند‬ ‫نصب الكورد الفيليني‪ ،‬وتخللتها الدبكات الكوردية عىل انغام مطربني كورد‪.‬‬

‫الربملان االوربي يستضيف مؤمترا‬ ‫دوليا عن متكني الكورد الفيليني‬

‫تتنافس باالنتخابات العراقية‬

‫اعلنت الدكتورة شيامء نجم صفر‪ ،‬عن‬ ‫منافستها يف االنتخابات الترشيعية العراقية‬ ‫يف محافظة اربيل‪ ،‬املقرر اجراؤها يف ايار مايو‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫وقال صفر لشفق نيوز‪ ،‬انها ستشارك يف‬ ‫االنتخابات عرب قامئة الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪.‬‬ ‫والدكتورة شيامء نجم صفر استاذة علم نفس‬ ‫بجامعة سوران منذ عرش سنوات‪.‬‬ ‫وصفر‪ ،‬ستكون املتنافسة الثانية من رشيحة‬ ‫الكورد الفيليني يف اربيل‪ ،‬بعد عيل حسني فييل‬ ‫عضو الدورة السابقة بربملان اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وخصص قانون االنتخابات العراقية مقعد كوتا‬ ‫وحيد للفيليني يف محافظة واسط‪.‬‬

‫يستضيف الربملان االوريب‪ ،‬املؤمتر الدويل الثالث للكورد الفيليني‬ ‫الذي سيعقد يف ‪ 12‬من نيسان أبريل املقبل‪.‬‬ ‫وبحسب بيان للمؤمتر الوطني الكوردستاين‪ -KNK-‬ورد لشفق‬ ‫نيوز‪ ،‬فان املوضوع األسايس لهذا املؤمتر سيتمحور بشأن‬ ‫التحدي املتمثل يف كيفية متكني املجتمع املحيل من الكورد‬ ‫الفيليني جنبا إىل جنب مع األقليات األخرى لتعزيز املسار‬ ‫التاريخي وصوال للتعايش السلمي يف ظل الظروف جديدة‪،‬‬ ‫من إدارة شؤونهم السياسية واالقتصادية والثقافية الخاصة‪.‬‬ ‫واضاف ان املؤمتر سيشهد حوارات وابحاث الكادميني وسياسيني‬ ‫منهم‪ ،‬سعد الدين إبراهيم‪ ،‬االكادميية بالجامعة األمريكية يف‬ ‫القاهرة‪ ،‬والربوفسور مارتن فون بروينيسن‪ ،‬جامعة أوترخت‬ ‫والربوفيسور توماس شميدنغر‪ ،‬القايض عالء جواد حميد‬ ‫السعدي‪.‬‬ ‫والفيليون هم جزء من القومية الكوردية‪ .‬عاشوا آلالف السنني‬ ‫عىل جانبي الحدود العراقية اإليرانية‪ .‬يعشيون االن بشكل‬ ‫رئيس يف املنطقة املمتدة من خانقني شامال إىل العامرة جنوبا‪،‬‬ ‫يف إيران يعيشون أساسا يف محافظات إيالم وكرماشان‪.‬‬ ‫ويتوزع الفيليون باعداد ليست بالقليلة بعواصم بغداد‬ ‫وطهران اضافة اىل اقليم كوردستان‪ ،‬وال توجد احصائية رسمية‬ ‫العدادهم‪.‬‬ ‫وتعرض الفيليون ومنطقتهم الجغرافية لعمليات ابادة وتهجري‬ ‫جرت عىل مراحل يف سبعينيات ومثانينيات القرن املنرصم‪.‬‬

‫زلزال يضرب مدينة فيلية‬ ‫رضب زلزال بلغ قوته ‪ 3.4‬عىل مقياس ريخرت فجر اليوم الخميس‪،‬‬ ‫محافظة ايالم الفيلية برشقي كوردستان‪.‬‬ ‫وذكرت وسائل اعالم ايرانية‪ ،‬ان مركز رصد الزالزل يف ايران سجل‬ ‫فجر اليوم هزة ارضية بقوة ‪ 3.4‬عىل مقياس ريخرت وعىل عمق‬ ‫‪ 9‬كيلومرت‪ ،‬قرب منطقة «مورموري» جنوب محافظة ايالم برشقي‬ ‫ايران‪،‬‬

‫الداخلية توافق على تغيري‬ ‫أمساء والقاب‪ ..‬بينهم فيليون‬

‫اعلنت وزارة الداخلية‪ ،‬اليوم االثنني‪ ،‬حصول موافقة الوزير‬ ‫قاسم االعرجي عىل الطلبات التي قدمها بعض املواطنني‬ ‫بخصوص تغيري االسامء وااللقاب ونقل النفوس وذلك وفقاً‬ ‫للضوابط القانونية‪ .‬ودعت الوزارة‪ ،‬يف بيان‪ ،‬املواطنني‬ ‫الذين ستظهر اسامئهم تباعاً مراجعة مديرية االحوال‬ ‫املدنية والجوازات واالقامة لغرض اكامل االجراءات االدارية‬ ‫والقانونية الخاصة مبعامالتهم‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫نرشت صحيفة «نيويورك‬ ‫تاميز» تقريرا‪ ،‬تكشف‬ ‫فيه عن عمق الوجود‬ ‫اإليراين يف سوريا‪،‬‬ ‫وخططها بعد دعم نظام‬ ‫بشار األسد وإنقاذه‬ ‫لتوجيه الحرب باتجاه‬ ‫إرسائيل‪.‬‬ ‫موقع ‪niqash‬‬

‫سبعة‬ ‫تحالفات‬ ‫مسيحية‪..‬‬

‫والكنيسة تدخل على الخط‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫هزت العاصمة بغداد يف الـ‪ 9‬من اذار‬ ‫الجاري حادثة مقتل عائلة مسيحية‬ ‫مكونة من ثالثة أفراد‪ ،‬شاب مع زوجته‬ ‫وكالهام طبيبان إضافة اىل ام الزوجة‪،‬‬ ‫وبرغم إعالن وزارة الداخلية أن الجرمية‬ ‫جنائية كان الهدف وراءها رسقة اموال‪،‬‬ ‫إال ان الحادثة سلطت الضوء مجددا‬ ‫عىل ظاهرة استهداف املسيحيني يف‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫األحزاب والكنائس املسيحية توحدت‬ ‫يف إدانة الحادثة ومطالبة الحكومة‬ ‫العراقية بإجراءات لوقف استهداف‬ ‫املسيحيني الذي سيشاركون يف انتخابات‬ ‫أيار (مايو) املقبل يف اجواء سياسية‬ ‫وأمنية مغايرة عام كان عليه الحال‬ ‫خالل العقد املايض‪.‬‬ ‫ولكن عىل يبدو ان ظاهرة االنقسامات‬ ‫داخل األحزاب الشيعية والسنية‬ ‫والكوردية امتدت أيضا اىل األحزاب‬ ‫املسيحية التي فشلت يف تشكيل‬ ‫تحالف انتخايب واحد‪ ،‬وقررت الدخول‬ ‫يف مثانية تحالفات انتخابية متصارعة‬ ‫عىل خمسة مقاعد مخصصة لهم وفق‬ ‫نظام الكوتا من مجموع أعضاء الربملان‬ ‫العراقي البالغ (‪ 328‬نائبا)‪.‬‬ ‫«املجلس الشعبي الكلداين الرسياين‬ ‫اآلشوري»‪« ،‬اتحاد بيث نهرين‬ ‫الوطني»‪« ،‬حركة تجمع الرسيان»‪،‬‬ ‫«ائتالف الكلدان»‪« ،‬ائتالف الرافدين»‪،‬‬ ‫«حزب أبناء النهرين»‪« ،‬حركة بابليون»‪،‬‬ ‫واملرشح املستقل فراس كوركيس‪ ،‬هي‬ ‫القوى املسيحية التي ستشارك يف‬ ‫االنتخابات وفقا ملفوضية االنتخابات‬

‫العراقية‪.‬‬ ‫وفشلت محاوالت دولية وكنسية‬ ‫محلية يف توحيد هذه القوى ضمن‬ ‫تحالف انتخايب واحد ملواجهة التحديات‬ ‫الجديدة التي تواجه املسيحيني بعد‬ ‫هجوم «داعش» عىل البالد وتهجري‬ ‫جميع املسيحيني من املوصل ودفعت‬ ‫اآلالف إىل مغادرة البالد بشكل نهايئ‪،‬‬ ‫فيام تعاين البلدات املسيحية يف مناطق‬ ‫سهل نينوى من تناقص سكانها‪ ،‬وتناحر‬ ‫بني أحزابها السياسية وحتى فصائلها‬ ‫املسلحة‪.‬‬ ‫الناشط املدين املسيحي رسكون خوشابا‬ ‫الذي يقطن يف سهل نينوى يقول‬ ‫ان «محاوالت عدة لتوحيد األحزاب‬ ‫املسيحية يف االنتخابات املقبلة فشلت‬ ‫وان وجود تحالفات مسيحية مختلفة‬ ‫لن ينفع املكون املسيحي‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫األحزاب أهملت املصلحة العامة‪،‬‬ ‫وسعت اىل مصالحها الخاصة طمعا‬ ‫للحصول عىل اكرب قدر من املقاعد‬ ‫النيابية الخمسة»‪.‬‬ ‫ويضيف ان «االنقسامات بني األحزاب‬ ‫املسيحية يعود إىل القوى السياسية‬ ‫الكربى التي تقف وراءها‪ ،‬فهناك‬ ‫احزاب قريبة من الكرد‪ ،‬وأخرى قريبة‬ ‫من الشيعة والسنة»‪.‬‬ ‫الخالفات حول طريقة إدارة املناطق‬ ‫املسيحية وكيفية مواجهة االستهداف‬ ‫املتواصل لسكانها احد اسباب االنقسام‪،‬‬ ‫ولكن السبب األكرب هو الرصاع بني قوى‬ ‫سياسية شيعية وكوردية الستقطاب‬ ‫املسيحيني اىل جانبهم واالستفادة من‬

‫املقاعد الخمسة املخصصة لهم‪.‬‬ ‫وعىل مدى العقد املايض التزمت‬ ‫الكنيسة املسيحية يف البالد الحياد ازاء‬ ‫القوى املسيحية املشاركة يف العملية‬ ‫السياسية ومل تدعم اي حزب عىل آخر‬ ‫بشكل علني‪ ،‬ولكن الكنيسة قررت‬ ‫هذه املرة الوقوف اىل جانب احدى‬ ‫التحالفات‪ ،‬وأعلن بطريرك الكلدان يف‬ ‫العراق والعامل لويس روفائيل األول‬ ‫ساكو وهو ابرز رجال الدين املسيحيني‬ ‫يف العراق دعمه لـ «ائتالف الكلدان»‪.‬‬ ‫هذا القرار قوبل بامتعاض وانتقاد من‬ ‫األوساط السياسية املسيحية‪ ،‬واعتربته‬ ‫خطوة قد تزرع الطائفية داخل مكونات‬ ‫املجتمع املسيحي الثالثة يف العراق‬ ‫وهم الرسيان واآلشوريني والكلدان‪،‬‬ ‫وجاء تشكيل «ائتالف الكلدان» ليزيد‬ ‫الحواجز بني املكونات املسيحية‪ ،‬ولكن‬ ‫الخالف األبرز هو الرصاع الخفي الدائر‬ ‫بني قوى شيعية وكوردية عىل مقاعد‬ ‫املسيحيني‪.‬‬ ‫«ائتالف الرافدين» بزعامة السيايس‬ ‫املسيحي املخرضم يونادم كنا وهو احد‬ ‫اعضاء مجلس الحكم االنتقايل بعد‬ ‫الغزو االمرييك للبالد عام ‪ 2003‬كان‬ ‫قريباً من األحزاب الشيعية عىل مدى‬ ‫العقد املايض‪.‬‬ ‫ويرى هذا االئتالف الذي يتكون اليوم‬ ‫من «الحركة الدميقراطية اآلشورية»‬ ‫و»الحزب الوطني اآلشوري» ان‬ ‫التحالف مع الطرف األقوى يف البالد‬ ‫سيحقق مصلحة للمكون املسيحي‬ ‫أفضل مام لو بقي خارج التحالفات‪،‬‬

‫اذ ان مترير القوانني املهمة للمسيحيني‬ ‫يحتاج اىل تحالف سيايس كبري‪.‬‬ ‫يف الجانب اآلخر فان تحالف «املجلس‬ ‫الشعبي الكلداين الرسياين االشوري»‬ ‫معروف بقربه من اقليم كوردستان‬ ‫ويؤيد مواقف وسياسات حكومة‬ ‫إقليم كوردستان‪ ،‬وله عالقات طيبة مع‬ ‫«الحزب الدميقراطي الكوردستاين»‪.‬‬ ‫يف حزيران (يونيو) العام ‪ 2017‬عقدت‬ ‫قوى مسيحية بدعم من دول أوربية‬ ‫مؤمترا لبحث مستقبل املسيحيني‬ ‫يف العراق بعد مرحلة «داعش»‪،‬‬ ‫ولكن يف اللحظة األخرية انقسمت‬ ‫القوى املسيحية حوله‪ ،‬أعلن «ائتالف‬ ‫الرافدين» والكنيسة الرسيانية بزعامة‬ ‫لويس ساكو االنسحاب بعدما علموا‬ ‫ان البيان الختامي للمؤمتر سيدعو اىل‬ ‫تشكيل إقليم مسيحي يف مناطق سهل‬ ‫نينوى‪.‬‬ ‫وحرض املؤمتر تحالف «املجلس‬ ‫الشعبي الكلداين الرسياين االشوري»‬ ‫الذي يضم «املجلس القومي الكلداين»‬ ‫و»حركة تجمع الرسيان» و»املنرب‬ ‫القومي الكلداين» و»حزب بيت نهرين‬ ‫الدميقراطي» و»اتحاد بيث نهرين‬ ‫الوطني»‪ ،‬وبعد ثالثة أشهر عىل انعقاد‬ ‫املؤمتر أجرى إقليم كوردستان استفتاء‬ ‫لالستقالل عن العراق‪ ،‬وأعلنت هذه‬ ‫األحزاب املسيحية تأييدها له‪.‬‬ ‫ويقول يعقوب كوركيس عضو «الحركة‬ ‫الدميقراطية اآلشورية» ان «خريطة‬ ‫التحالفات االنتخابية املسيحية تعكس‬ ‫الواقع الذي يعيشه املسيحيون والذي‬

‫يعاين من الهجرة والطائفية وعدم عودة‬ ‫النازحني اىل املوصل وسهل نينوى‪،‬‬ ‫ورصاع بني القوات العسكرية التابعة‬ ‫اىل الحكومة االتحادية واخرى اىل اقليم‬ ‫كوردستان يف هذه املناطق»‪.‬‬ ‫واضاف ان «حادثتني عززت التباين‬ ‫السيايس بني القوى املسيحية‪ ،‬االول‬ ‫مؤمتر بروكسل الذي قاطعته قوى‬ ‫مسيحية مهمة‪ ،‬واالخر املوقف من‬ ‫استفتاء إقليم كوردستان الذي شهد‬ ‫أيضاً انقساما بني األحزاب املسيحية»‪.‬‬ ‫املقاعد النيابية الخمسة املخصصة‬ ‫للمسيحيني موزعة اليوم بني ائتالف‬ ‫«الرافدين» مقعدان عن بغداد‬ ‫وكركوك‪ ،‬و»املجلس الشعبي الكلداين‬ ‫الرسياين اآلشوري» ميلك مقعدين أيضا‬ ‫عن نينوى ودهوك‪ ،‬فيام حصلت «قامئة‬ ‫الوركاء» عىل مقعد يف اربيل‪.‬‬ ‫الدورة االنتخابية الربملانية الحالية التي‬ ‫شارفت عىل االنتهاء شهدت رصاعات‬ ‫بني النواب املسيحيني‪ ،‬ويف ترشين‬ ‫االول (اكتوبر) املايض طالب البطريرك‬ ‫لويس ساكو برفع الحصانة عن النائب‬ ‫جوزيف صليوه عضو «قامئة الوركاء»‬ ‫واتهمه بإطالق تهم وانتقادات باطلة‬ ‫ضد الكنيسة ونواب مسيحيني‪ ،‬بينام‬ ‫اتهم االخري رئاسة الربملان باالنحياز‬ ‫اىل «ائتالف الرافدين» كممثل عن‬ ‫املسيحيني واهامل باقي األحزاب‬ ‫املسيحية‪.‬‬ ‫يف حني يصدر البطريرك لويس ساكو بني‬ ‫الحني واآلخر انتقادات غري مبارشة اىل‬ ‫«ائتالف الرافدين» النه مل يكن مبستوى‬

‫طموح متثيل املسحيني يف العملية‬ ‫السياسية عىل مدى األعوام العرشة‬ ‫املاضية‪ ،‬وهذا ما دفع ساكو يف النهاية‬ ‫إىل دعم ائتالف انتخايب‪.‬‬ ‫ميليشيات مسيحية‬ ‫الفوىض السياسية واالنهيار األمني‬ ‫الذي شهده العراق بعد العام ‪2014‬‬ ‫اجرب املسيحيني عىل االنخراط يف‬ ‫ظاهرة تشكيل امليليشيات املسلحة‬ ‫التي اجتاحت البالد ملواجهة املتطرفني‪،‬‬ ‫وللمرة األوىل يف تاريخ البالد الحديث‬ ‫أصبحت للمسيحيني تشكيالت مسلحة‬ ‫خاصة بهم‪ ،‬وهو امر وجد املسيحيون‬ ‫أنفسهم مجربين عليه لحامية مدنهم‬ ‫ومناطقهم بعد انهيار القوات الرسمية‬ ‫التابعة اىل بغداد واربيل‪.‬‬ ‫حركة «بابليون» احد هذه التشكيالت‬ ‫املسلحة ويقوده ريان الكلداين من‬ ‫بغداد ومقاتلوه من املسيحيني‪ ،‬وتشكل‬ ‫هذا الفصيل املسلح بدعم من قبل‬ ‫الفصائل الشيعية القريبة من إيران‬ ‫ملنافسة القوى املسيحية املقربة من‬ ‫الكورد يف مناطق سهل نينوى‪.‬‬ ‫يف املقابل هناك «وحدات حامية سهل‬ ‫نينوى» القريبة من «ائتالف الرافدين»‬ ‫بزعامة يونادم كنا‪ ،‬ولكنها معادية‬ ‫لحركة «بابليون»‪ ،‬ووصلت العالقة بني‬ ‫كال الفصيلني اىل االشتباكات املسلحة‬ ‫يف اكرث من مرة كان أبرزها يف متوز‬ ‫(يوليو) العام املايض عندما اقتحمت‬ ‫قوات «بابليون» بلدة الحمدانية وردت‬ ‫«وحدات حامية سهل نينوى» بإطالق‬ ‫النار واعتقال عدد منهم‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫بعد ‪ 15‬عاما من حرب العراق‪..‬‬

‫جنود اميركيون مصدومون‬

‫فيلي ‪afp /‬‬

‫كان جاسنت كاراليل يف وسط‬ ‫القافلة عندما انفجرت القنبلة‬ ‫يف الثاين من نيسان‪/‬ابريل ‪ .2006‬وبعد‬ ‫خمسة عرش عاما‪ ،‬ما زال يصارع الضغط‬ ‫النفيس الناتج عن الصدمة‪ ،‬عىل غرار‬ ‫ماليني آخرين من املقاتلني القدامى يف‬ ‫الحرب العراقية‪.‬‬ ‫وكان العدو قد أخفى عددا كبريا من‬ ‫قذائف مدفعية ‪ 155‬ملم يف حفرة بأحد‬ ‫شوارع الرمادي بوسط العراق‪ .‬وقد دمر‬ ‫االنفجار اآللية األخرية من خمس آليات‬ ‫مدرعة‪ ،‬وأدى اىل مقتل ممرض وثالثة‬ ‫من مشاة البحرية األمريكية (املارينز)‪،‬‬ ‫منهم الصديق الحميم لجاسنت كاراليل‪.‬‬ ‫وقال الجندي السابق يف املارينز‬ ‫املتحدر من اوهايو بشامل الواليات‬ ‫املتحدة «تم تكليفنا مهمة جديدة بعد‬ ‫‪ 18‬ساعة»‪ .‬واضاف «مل يُتح لنا الوقت‬ ‫لتناول الطعام‪ .‬مل نتمكن من التوقف‬ ‫واالنرصاف اىل التفكري‪ ،‬ألنه كان يتعني‬ ‫علينا النهوض والعودة اىل املعركة»‪.‬‬ ‫واوضح «ال ندرك ان شيئا مل يكن عىل‬ ‫ما يرام (‪ )...‬إال عندما نعود اىل بيوتنا»‪.‬‬ ‫وكان الرئيس االمرييك جورج بوش اجتاح‬ ‫العراق يف ‪ 20‬اذار‪/‬مارس ‪ ،2003‬قبل‬ ‫‪ 15‬عاما بالضبط‪ .‬لكن قدامى املقاتلني‬ ‫يف هذه الحرب يعتربون انهم ما زالوا‬ ‫يشعرون يوميا بعواقبها‪.‬‬ ‫وذكرت وزارة قدامى املقاتلني األمريكية‬

‫ان ‪ 13‬اىل باملئة من قدامى الحرب يف‬ ‫العراق يعانون من الضغط النفيس‬ ‫الذي يعقب الصدمة‪ .‬وترتاوح أعراضه‬ ‫من األرق اىل االكتئاب‪ ،‬مرورا بنوبات‬ ‫القلق والهلوسة والعنف وإيذاء النفس‪.‬‬ ‫وخالل عمليات االنتشار يف الرمادي‬ ‫والفلوجة‪ ،‬رأى جاسنت كاراليل بأم العني‬ ‫‪ 25‬من جنود وحدته ال‪ 800‬يُقتلون‪،‬‬ ‫و‪ 350‬منهم يصابون‪ .‬ومنذ عودته‪،‬‬ ‫اقدم نحو عرشة آخرون عىل االنتحار او‬ ‫ماتوا بجرعات زائدة من األدوية‪.‬‬ ‫ عالج ادرايك ‪-‬‬‫عىل غرار كرث من رفقائه‪ ،‬انتظر جاسنت‬ ‫كاراليل بضع سنوات حتى يطلب‬ ‫املساعدة‪ .‬فهو مل يسترش طبيبا إال يف‬ ‫‪ ،2012‬بعد اربع سنوات عىل تقاعده‬ ‫من الجيش‪ ،‬وقد وصفوا له خمسة‬ ‫ادوية مختلفة‪.‬‬ ‫وهو يخىش ان تركز وزارة قدامى‬ ‫املقاتلني كثريا عىل الحبوب ملعالجة‬ ‫هؤالء فيام ينبغي ان تكون األدوية‬ ‫«الوسيلة االخرية»‪ ،‬كام قال‪.‬‬ ‫واعلنت باوال شنور‪ ،‬مديرة املركز‬ ‫الوطني لإلضطراب الذي ييل الصدمة‬ ‫يف وزارة قدامى املحاربني‪ ،‬ان مضادات‬ ‫االكتئاب غالبا ما توصف‪ ،‬لكن العالج‬ ‫االفضل يستند اىل مختلف انواع‬ ‫العالجات النفسية التي تثبت فعاليتها‪.‬‬ ‫وتسمي خصوصا العالج االدرايك الذي‬

‫يشجع املرىض عىل مواجهة صدماتهم‬ ‫والخروج منها شيئا فشيئا‪.‬‬ ‫وتعترب شنور التي تدرس مظاهر‬ ‫االضطراب الذي ييل الصدمة منذ ‪،1984‬‬ ‫ان تقدما كبريا قد حصل منذ عرش‬ ‫سنوات ملعالجة هذه العوارض‪ .‬ويسهل‬ ‫املركز الوطني الذي تتوىل ادارته حصول‬ ‫املحاربني القدامى عىل العالج بفضل‬ ‫«تسجيالت عالجية» عىل اإلنرتنت‪.‬‬ ‫ قنبلة موقوتة ‪-‬‬‫لكن مارك راسل من جامعة انتيوك يعترب‬ ‫ان رد الوزارة غري كاف ألن تشخيص‬ ‫عدد كبري من حاالت االضطراب النفيس‬

‫الناجم عن الحرب‪ ،‬مل يكتمل بعد‪.‬‬ ‫وقال هذا الخبري «إذا ما نظرنا اىل مدى‬ ‫االضطرابات ‪ --‬انهيار عصبي وقلق‬ ‫ومشاكل صحية غري واضحة ‪ --‬فإنهم ال‬ ‫يفعلون شيئا لجميع هؤالء الناس»‪ .‬وقد‬ ‫بخمسني باملئة النسبة الحقيقية لقدامى‬ ‫املقاتلني ضحايا الضغط النفيس الذي‬ ‫ييل الصدمة‪.‬‬ ‫واضاف «انها قنبلة موقوتة»‪.‬‬ ‫وال تفرق الوزارة بني قدامى مقاتيل‬ ‫حرب العراق يف احصاءاتها‪ ،‬لكن جامعة‬ ‫براون بروفيدنس يف رود ايالند تقول ان‬ ‫‪ 2،7‬مليون جندي قد انترشوا يف العراق‬

‫وأفغانستان بني ‪ 2001‬و‪.2014‬‬ ‫وهؤالء الجنود املتمرسون ‪ --‬خالفا‬ ‫لحرب فيتنام ‪ --‬قاموا بعدد من املهامت‬ ‫او «الرحالت» اىل العراق او افغانستان‪،‬‬ ‫اللذين تحوال ارضا تسبب االضطرابات‬ ‫الناجمة عن الضغط الناجم عن‬ ‫الصدمة‪.‬‬ ‫وبالنظر اىل الحروب األمريكية السابقة‪،‬‬ ‫يتبني ان التكلفة النفسية للحرب‬ ‫العراقية ال ميكن إال ان ترتفع‪.‬‬ ‫وخالل حرب فيتنام‪ ،‬قتل ‪ 58‬الف امرييك‬ ‫لكن عدد الذين انتحروا منذ ذلك الحني‬ ‫اكرب بكثري‪.‬‬

‫ويقول الري شوك‪ ،‬الجندي السابق يف‬ ‫حرب فيتنام حيث كان رامي رشاش عىل‬ ‫مروحية يف ‪ 1967‬و‪ ،1967‬ان املسؤولني‬ ‫األمريكيني مل يستخلصوا بعد دروس تلك‬ ‫الحرب‪.‬‬ ‫واكد شوك ان «القتل هو االمر املحرم‬ ‫االكرث رسوخا يف النفس البرشية»‪،‬‬ ‫موضحا ان «القتال يغري الشخصية»‪.‬‬ ‫وخلص اىل القول «عندما يعود الجندي‬ ‫من املعركة ال ميكننا ان نتوقع عودته‬ ‫اىل حياة طبيعية وسعيدة‪ .‬دماغه ليس‬ ‫قادرا عىل ذلك»‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫كان من بني اكرب مهازل ادارة‬ ‫االنتخابات السابقة‪ ،‬تأخري‬ ‫اعالن نتائجها مدة تصل اىل اكرث‬ ‫من شهر‪ .‬وخالل ذلك‪ ،‬وكام يتندر‬ ‫املواطنون‪ ،‬كانت صناديق االقرتاع‬ ‫تشهد عمليات تفريخ وتناسل‬ ‫وضمور‪ :‬تزداد اصوات هذه الكتلة‪،‬‬ ‫وترتاجع اصوات تلك‪ ،‬ترتفع وتنخفض‬ ‫اصوات املتنافسني بقدرة صاحب‬ ‫السطوة يف مفوضية االنتخابات‪ .‬الكل‬ ‫يخرس اال الذين لديهم مفوضون‬ ‫يحرسون اصوات احزابهم‪ .‬فالفائز‬ ‫هو من ميتلك امتدادا عميقا يف جسد‬ ‫املفوضية‪.‬‬ ‫واصبح التشكيك يف املفوضية ويف‬ ‫نتائج االنتخابات موضوعاً ال جدل‬ ‫حوله‪ .‬فحتى العاملون يف ادارتها ال‬ ‫يستطيعون اخفاء حجم التالعب‬ ‫بنتائج االنتخابات‪ .‬واذا كان التربير‬ ‫الرسمي غري املقنع هو السائد يف‬ ‫ترصيحات املفوضية‪ ،‬فان الجلسات‬ ‫الخاصة تشري اىل غري ذلك‪.‬‬ ‫ال مجال هنا للتطرق اىل طرق ووسائل‬ ‫وتقنيات التزوير‪ ،‬لكني اتوقف فقط‬ ‫عند اعالن النتائج‪ .‬كام ان املجال ال‬ ‫يسمح بذكر املرشحني الذين ُب ّلغوا‬ ‫قبل اعالن النتائج بفوزهم‪ ،‬لكن مل‬ ‫ُتعلن اسامؤهم كفائزين عند االشهار‬ ‫الرسمي للنتائج‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يخل تقرير مهني من تقارير‬ ‫مل‬ ‫منظامت مراقبة االنتخابات‪ ،‬دولية‬ ‫كانت ام محلية‪ ،‬من توصيات تشري‬

‫اىل اهمية ترسيع اعالن النتائج‪ .‬وقد‬ ‫اعلنت املفوضية قبل اكرث من سنة‬ ‫عن تعاقدها مع رشكة اجنبية‪ ،‬لرشاء‬ ‫اجهزة ترسيع النتائج‪ .‬وانطلق الجدل‬ ‫واسعا حول العقد والشفافية فيه‪،‬‬ ‫واشتد الرصاع بني من يريد اضفاء‬ ‫الصدقية عىل عمل املفوضية‪ ،‬وبني‬ ‫من ال تهمه الصدقية بقدر اهمية‬ ‫ضامن فوز الكتلة التي عينته يف‬ ‫املفوضية‪.‬‬ ‫اخريا حسم الجدل وتقرر رشاء اجهزة‬ ‫ترسيع النتائج‪ .‬ونظمت املفوضية‬ ‫ورشا للتعريف بتقنيات الجهاز‪ ،‬ومل‬ ‫تستنث من ذلك املعارضة الشعبية‬ ‫التي طالبت بإصالح املنظومة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬يك ترشح لها عمليا اهمية‬ ‫الجهاز‪ .‬ونظمت حملة مدافعة الكتل‬ ‫الربملانية يك تحصل عىل دعم قانوين‬ ‫ومايل للتعاقد عىل الجهاز‪ .‬وبعد‬ ‫جدل واسع صاحبه تشكيك يف نوايا‬ ‫رشاء الجهاز اكرث من التشكيك يف‬ ‫أهمية الجهاز‪ ،‬حصلت املفوضية عىل‬ ‫الدعم الالزم‪ .‬وأقر مجلس النواب‬ ‫قانون التعديل الثاين لقانون انتخابات‬ ‫مجلس النواب العراقي رقم ( ‪)45‬‬ ‫لسنة ‪ ،2013‬حيث تم تعديل املادة‬ ‫( ‪ )38‬لتكون كااليت‪« :‬تجري عملية‬ ‫الفرز والعد باستخدام جهاز ترسيع‬ ‫النتائج االلكرتوين ويتم تزويد وكالء‬ ‫االحزاب السياسية بنسخة الكرتونية‬ ‫من استامرات النتائج واوراق االقرتاع‬ ‫يف كل محطة من محطات االقرتاع»‪.‬‬

‫يف مواجهة التالعب بنتائج االنتخابات‬ ‫جاسم الحلفي‬

‫وشاركت ممثلية االمم املتحدة (‬ ‫يونامي) يف حملة االقناع بأهمية‬ ‫ترسيع نتائج االنتخابات‪ ،‬باعتبار ذلك‬ ‫يسهم يف اضفاء الصدقية عىل نتائجها‪.‬‬ ‫اال اننا‪ ،‬وبعد هذا كله‪ ،‬نفاجأ بسامع‬ ‫ما يفيد‪ ،‬ان يف خطة املفوضية العدول‬ ‫عن استخدام جهاز ترسيع النتائج!‬ ‫ملاذا؟ هل الرضاء املتنفذين الذين‬ ‫يريدون البقاء متشبثني بكرايس‬ ‫السلطة‪ ،‬ويخشون اال يتاح لهم الوقت‬

‫الكايف للتالعب بنتائج التصويت‬ ‫وتزويرها؟‬ ‫اننا هنا نضع املفوضية ومجلس‬ ‫النواب امام مسؤولياتهام الوطنية‬ ‫واالخالقية‪ ،‬ووجوب توضيحهام‬ ‫االسباب التي تدعوهم اىل استبعاد‬ ‫جهاز ترسيع النتائج؟ ومن يقف وراء‬ ‫ذلك؟ وملصلحة من؟‬ ‫ان كان االمر يتعلق بالتقنيات‪ ،‬فيجب‬ ‫محاسبة الشخصيات التي تعاقدت‬

‫عىل رشاء الجهاز محاسبة صارمة!‬ ‫وان كان يتعلق بتدقيق عمل‬ ‫االجهزة‪ ،‬فيمكن للمفوضية اجراء‬ ‫اختبارات‪ ،‬وتوسيع عينة االختبار‪،‬‬ ‫وارشاك الرأي العام ووكالء الكيانات‬ ‫السياسية املتنافسة ووسائل االعالم‪،‬‬ ‫كذلك ارشاك منظامت املجتمع‬ ‫املدين‪ ،‬وباألخص منها شبكات مراقبة‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫علينا أال ننىس ترصيحات املفوضية‬

‫وهي تؤكد ان «اللجان الفنية‬ ‫يف املكتب الوطني انهت اعداد‬ ‫املواصفات الفنية ألجهزة ترسيع‬ ‫اعالن النتائج‪ ،‬وقد صادق مجلس‬ ‫املفوضني عليها وعىل الحاجة الفعلية‬ ‫دراسة الجدوى لهذا املرشوع الحيوي‬ ‫والكبري»‪.‬‬ ‫ال بديل عن االرساع يف اعالن النتائج‪.‬‬ ‫وهناك منذ هذا اليوم حتى يوم‬ ‫االنتخابات مدة كافية ملعالجة كل‬ ‫نقص وثغرة‪ .‬فالوضع يف االنتخابات ال‬ ‫يتحمل فساداً جديداً‪.‬‬ ‫اخريا ّ‬ ‫نذكر املفوضية بترصيحاتها‬ ‫حول جهاز ترسيع النتائج وقولها‬ ‫انه «سيعزز ثقة الناخبني ورشكاء‬ ‫العملية االنتخابية من االحزاب‬ ‫ومنظامت املجتمع املدين الفاعلة‬ ‫بالشأن االنتخايب ووسائل االعالم‪،‬‬ ‫بعمل املفوضية‪ .‬وبالتايل سينعكس‬ ‫ايجابا عىل مجمل العملية السياسية‬ ‫يف البلد من خالل هذه االجهزة التي‬ ‫تعمل املفوضية جادة عىل ادخالها يف‬ ‫االستحقاقات االنتخابية املقبلة‪ ،‬حيث‬ ‫ستتمكن (هذه االجهزة) من اعالن‬ ‫النتائج خالل ساعات بعد االنتهاء من‬ ‫عملية االقرتاع»‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬ ‫الرقص على‬ ‫آالم الشعب وجراحه‬ ‫ترتفع هذه األيام بصخب مزعج‬ ‫ُ‬ ‫أصوات السياسيني يف العراق‬ ‫الجريح‪ ,‬باذل ًة الجهد الكبري لألحتيال‬ ‫عىل الشعب وخداعه‪ ,‬ألعادة انتخابهم‬ ‫مرة أخرى‪.‬بعد تجربة مريرة دامت ‪15‬‬ ‫عاماً مليئة بالفساد واألنتكاسات‪ .‬التي‬ ‫أودت بالبالد وأوصلتها لحالة يرىث لها‬ ‫أرض ومحافظات‪ .‬وتسليمها‬ ‫من ضياع ٍ‬ ‫لقمة سائغة لداعش األرهابية‪ ,‬و‬ ‫اب‬ ‫فساد صار مرضب املثل بالعامل‪ .‬أحز ٌ‬ ‫تآمرت عىل الشعب‪ .‬وأمسكت بخناقه‬ ‫بقانون انتخابات مجحف ُفصل عىل‬ ‫مقاساتها‪ .‬لتسيطر دامئاً عىل مصدر‬ ‫الترشيع والقرار‪.‬وبكل وقاحة وابتذال‬ ‫واستخفاف بالشعب مل تقدم هذه‬ ‫الكتل واألحزاب أي مرشوع قرار لتعديل‬ ‫قانون األنتخابات إال يف أواخر الدورة‬ ‫الترشيعية ليك مترر األنتخابات بالوقت‬ ‫َ‬ ‫ليبق الحال عىل ما‬ ‫املحدد دستورياً‪.‬‬ ‫هو عليه ‪.‬وتعود نفس الوجوه الكالحة‬ ‫ملجلس النواب‪ .‬الذي عجز عن تعديل‬ ‫قانون األنتخابات أو الدستور املتعدد‬ ‫التفسري والقابل للتأويل مام تسبب‬ ‫يف اضطراب الحكم واألمن وتدهور‬ ‫األقتصاد وتخلخل الحكم وشجع عىل‬ ‫األنفصال والعصيان والفساد‪.‬‬

‫فمجالس النواب هذه عجزت عن القيام‬ ‫بواجباتها الترشيعية والرقابية‪ .‬وأصدرت‬ ‫قوانني غدرت بالشعب كقانون العفو‬ ‫العام الذي أفىض من بني سطوره اىل‬ ‫العفو عن الفاسدين‪ُ .‬‬ ‫وأط ِلق مبوجبه‬ ‫رساح العديد من األرهابيني‪,‬كام رصح‬ ‫نواب هم جزء من هذه املؤسسة‬ ‫بهذا ٌ‬ ‫الفاشلة‪.‬مجالس النواب التي تعاقبت‬ ‫رشعت قوانني رواتب وامتيازات‬ ‫ألعضائها وللدرجات الخاصة ونهبت‬ ‫البالد‪.‬وابتز غالبية األعضاء دوائر الدولة‬ ‫واملسؤولني باألستحواذ عىل املقاوالت‬ ‫والتعهدات دون تنفيذ حقيقي منصف‬ ‫سحت حرام ‪.‬‬ ‫عموالت‬ ‫بل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سمعنا العديد من الترصيحات ملسؤولني‬ ‫كبار عن جدية محاربة الفساد‪ .‬ولكن مل‬ ‫ن َّر محاكم جدية شفافة لكبارالفاسدين‬ ‫وحيتانهم الذين تسببوا علناً وجهاراً‬ ‫بسقوط املوصل ومحافظات أخرى‪,‬‬ ‫وفقدان الوطن أسلحة سلمت لداعش‬ ‫مبليارات الدوالرات ‪,‬وآالف من الشهداء‬ ‫وتهجري املاليني سكنوا الخيام بحالة يرىث‬ ‫لها ‪.‬‬ ‫ساسة سعوا وعملوا وثابروا ونفذوا‬ ‫أجندات خارجية حتى بات العراق دمي ًة‬ ‫بيد الغري‪ .‬وجعلوا بلدنا متخلفاً دُ مرت‬

‫حضارته وتراجعت ثقافته واقتصاده‬ ‫وبات َمديناً عاجزاً‪.‬يعيش شبابه األحباط‬ ‫واليأس والبطالة فجنح الكثري منهم‬ ‫لتعاطي املخدرات واأللحاد والبعض‬ ‫للجرائم والجنح ‪ ,‬بسبب فتح أسواقنا‬ ‫للمخدرات والبضائع الرديئة والخرض‬ ‫والفواكة والبيض والدجاج الفاسد و‬ ‫تفيش البطالة بعد أن ُأ ْف ِر َغت خزينة‬ ‫الدولة من مليارات الدوالرات ولجوء‬ ‫الحكومة لألقرتاض ورهن مستقبل البالد‬ ‫وأجيالها‪.‬‬ ‫رغم كل ما فعله هؤالء املتسلطون‬ ‫الفاسدون من كوارث فهم يتشدقون‬ ‫ويدَّ عون أنهم يحاربون الفساد‪ .‬ولكنهم‬ ‫هم الفاسدون‪ .‬ويتباهون بأنهم قدموا‬ ‫خدمات جليلة‪ .‬وهم من ساهم بطريقة‬ ‫وأخرى يف تفتيت املجتمع‪ ,‬وبنيته‬ ‫التحتية ‪,‬وسلمه املجتمعي‪ ,‬عندما‬ ‫أضعفوا قوة القانون‪ .‬وشكلوا ميليشيات‬ ‫ْ‬ ‫تحدت الدولة والقانون‪.‬حتى‬ ‫مسلحة‬ ‫باتت العصابات املنظمة تبسط هيمنتها‬ ‫و سلطتها املرعبة‪ .‬فتخطف وتقتل‬ ‫وتأخذ األتاوات يف وضح النهار‪.‬‬ ‫بكل غرور وغطرسة وبدون حياء يرقص‬ ‫هؤالء عىل آالم الشعب وجراحه‪.‬‬ ‫يتحدون األخالق والكرامة الوطنية‪.‬‬ ‫ويرشحون أنفسهم لعضوية مجلس‬ ‫النواب‪.‬حمالت دعائية دمياغوجية‬ ‫سالحها الرتغيب والرتهيب والوعود‬ ‫الشخصية واملناطقية الكاذبة ‪,‬دون أي‬ ‫برامج لألصالح والبناء والتنمية‪ .‬ونسوا‬ ‫وهم منْ يدعون األسالم والتدين نصيحة‬ ‫املرجعية الرشيدة ((املجرب ال ي َُج َّرب))‪.‬‬ ‫ونتيجة التجربة واضحة ال غموض‬ ‫دمار وخراب‪.‬‬ ‫أولبس فيها ٌ‬ ‫ٍ‬

‫ماذا حققتم للشعب سوى رسقة أموال‬ ‫الجياع‪ ,‬وغدرتم باألرامل واأليتام‬ ‫والجياع ؟ أين املحاكم التي كان ي َ َ‬ ‫ُفتض‬ ‫أن تقام بشفافية ملنْ تسبب بسقوط‬ ‫املوصل فرش َد املاليني وسبي اآلالف‬ ‫من العراقيات وأغتصاب القارصات؟‬ ‫أين محاكم الفساد لكبار وحيتان‬ ‫الفاسدين؟وهل قدمتم أحداً منهم‬ ‫للمحاكم؟‬ ‫هل أقمتم مشاريع عمالقة أو دراسات‬ ‫تنمية ُت ْذ َكر لكم ؟وهل ساهمتم يف بناء‬ ‫مؤسسات ثقافية وعلمية ومستشفيات‬ ‫حديثة وطرق وشوارع ومدارس ؟ وهل‬ ‫حاسبتم من رسق عقارات الدولة من‬ ‫كبار املسؤولني وزعامء الكتل واألحزاب؟‬ ‫وهل متكنتم من معالجة أزمة املياه‬ ‫والكهرباء والخدمات املتدنية وترميم‬ ‫البنية التحتية؟ لقد أقمتم دولة دوائر‬ ‫مرتهلة ال نفع فيها‪ُ .‬تعطل مصالح الناس‬ ‫وال تقدم لهم أية حلول ومعالجات‬ ‫‪.‬بعدَ أن تسابقتم لنهب فرص التعيني‬ ‫والوظائف لحواريكم وأقاربكم‪ ,‬رغم‬ ‫علمكم بعدم كفاءتهم وتزوير بعضهم‬ ‫لشهاداتهم‪.‬فهل حاولتم بجدية إعادة‬ ‫هيكلة الدولة ؟أم إنكم ساهمتم‬ ‫وسعيتم ألقامة دولة مستهلكة غري‬ ‫منتجة‪ ,‬تعتمد عىل واردات النفط الذي‬ ‫ومسمع‬ ‫يُرسق الكثري منه عىل مرأى‬ ‫ٍ‬ ‫منكم؟‬ ‫نجن منكم سوى الخراب والفساد‪.‬‬ ‫مل ِ‬ ‫الذي وصل لحد رسقة بعضكم املياه‬ ‫من األنهر وحرمان آالف العراقيني منها‪.‬‬ ‫ورسقة عقارات الدولة‪ .‬أنتم تبيعون‬ ‫وتنصبون عىل‬ ‫الهواء الفاسد للشعب‬ ‫ِ‬ ‫األمة فال َ‬ ‫حق لكم بتمثيل الشعب‬

‫فأريحوا األمة من صخبكم املزعج‪.‬‬ ‫وكفاكم رقصاً عىل آالم الشعب وجراحة‪.‬‬ ‫فال تتحدثوا عن انتخابات ومجلس‬ ‫نواب‪ .‬ف َعنْ أي انتخابات تتحدثون‬ ‫؟إنها والله مهزلة املهازل‪.‬لقد شوهتم‬ ‫معنى الدميوقراطية وأعطيتم للمجتمع‬ ‫الدويل صورة خادعة مضللة عن الشعب‬ ‫العراقي‪ .‬وأفهمت العامل بترصفاتكم‬ ‫واسلوبكم الهمجي أن شعب العراق‬ ‫ال تناسبه الدميوقراطية‪ ,‬بل الحكم‬ ‫التسلطي الديكتاتوري‪ .‬وال يستكني إال‬ ‫للعصا الغليضة‪.‬وتحاولون اقناع املجتمع‬ ‫الدويل انكم العصا الغليضة التي بدونها‬ ‫سيفلت زمام األمن يف العراق واملنطقة‪.‬‬ ‫حتى بات بعضنا لجهله يحن لحكم‬ ‫الديكتاتور‪.‬‬ ‫الطعم‬ ‫الشعب‬ ‫وال أدري هل سيبلع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مر ًة أخرى؟ ويعيد انتخاب هؤالء الذين‬ ‫ضحكوا عىل الذقون ومل يفوا بعهد وال‬ ‫وعد ‪.‬أم سيستبعدهم ويُخرجهم من قبة‬ ‫الربملان ومن حساباته؟وهل سينخدع‬ ‫الشعب بالبطانيات واملدافئ واملوبايالت‬ ‫وحفنة من الدنانري والدوالرات وكرات‬ ‫لعب ودريسات رياض ٍة ويبيع ضمريه؟‬ ‫ٍ‬ ‫الكرة اليوم يف ملعبك أيها الشعب‬ ‫الجريح‪ .‬وال بدَّ لك أن تعي الدرس‪ ,‬وما‬ ‫جرى لك‪.‬وخالف هذا ستتفتق الجراح‬ ‫يوماً ما من شدة رقص هؤالء‪ .‬وستنزف‬ ‫الدماء بوجوه من يرقص عىل آالمك‬ ‫وجراحك ‪.‬‬ ‫غالبية الشعب كرهت هذه الدميوقراطية‬ ‫املزيفة وكرهت رموزها‪ .‬وهي تتطلع‬ ‫ليوم الخالص من هذه الزمر التي ترقص‬ ‫عىل آالم وجراحات هذا الشعب الطيب‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬

‫سماسرة متنفذون يحصلون على أموال من «عائالت داعش»‬ ‫‪niqash‬‬

‫ليس من السهل أن تجوب إحدى‬ ‫املؤسسات الحكومية إلصدار وثيقة‬ ‫أو ترويج معاملة تعود ألحد أفراد عائالت‬ ‫داعش بسبب املــؤرشات األمنية التي تم‬ ‫إدراجها يف حاسبات مركزية يتم التعامل‬ ‫معها الكرتونيا من قبل مخولني يف غالبية‬ ‫املؤسسات الحكومية‪ ،‬حتى أصبحت تلك‬ ‫اإلجراءات صامم أمان يغلق جميع املنافذ‬ ‫التي تحاول النفاذ من خاللها تلك العائالت‬ ‫أو من ينوب عنهم‪.‬‬ ‫ولتاليف هــذه اإلجـــراءات املعقدة ورمبا‬ ‫املختلقة أحيانا تسعى هذه العائالت اىل‬ ‫البحث دامئا عن أشخاص ميتلكون نفوذا‬ ‫وسلطة‪ ،‬يقدمون لهم املساعدة مقابل‬ ‫مبالغ طائلة يف سبيل اجتياز بعض العقبات‬ ‫التي يف الغالب تكون قانونية‪.‬‬ ‫أم عبد الله اسم مستعار المرأة يف العقد‬ ‫الخامس من عمرها والتي تقيم داخل‬ ‫مخيم النازحني الخاص بعائالت داعش يف‬ ‫عامرية الفلوجة (‪ 30‬كلم) جنوب مدينة‬ ‫الفلوجة‪ ،‬تسعى ومنذ أكرث من عام اىل رؤية‬ ‫أوالدهــا الذين تم اعتقالهم بعد تحرير‬ ‫مدينة الصقالوية (‪ 20‬كلم) شامل غرب‬ ‫مدينة الفلوجة‪.‬‬ ‫أم عبد الله قالت «متكنت من استالم جثة‬ ‫زوجــي بعد أن تويف داخــل املعتقل عن‬ ‫طريق احد الشيوخ‪ ،‬وكنت اظن انه يقدم‬ ‫الخدمة لنا بدافع اإلنسانية حتى طالبني‬ ‫مببلغ عــرة آالف دوالر مقابل استالم‬ ‫الجثة‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وأنا الجأ إليه يف‬ ‫كل معضلة ينجزها يل مقابل مبلغ مادي‬ ‫نتفق عليه مقدما‪ ،‬ومازلت أتواصل معه‬

‫بخصوص أبنايئ إذ ساعدين ألكرث من مرة‬ ‫أن اسمع أصواتهم عرب اتصال هاتفي مقابل‬ ‫ألف دوالر لكل اتصال»‪.‬‬ ‫وتقول أيضا «نحن فريسة سهلة يتم‬ ‫استغاللنا بأبشع الصور وال يقف األمر‬ ‫عند االستغالل املادي بل يتعدى اىل أكرث‬ ‫من ذلك‪ ،‬فليس غريبا أن يتم مراودة بعض‬ ‫النساء عن أنفسهن مقابل خدمة معينة‪،‬‬ ‫واألكرث قسوة انه ال يحق لنا الكالم وال ميكن‬ ‫أن يكون الحق معنا ألننا عائالت داعش كام‬ ‫تم تسميتنا»‪.‬‬ ‫وتضيف أم عبد الله «نظرة املجتمع إلينا‬ ‫بهذه الطريقة وعــدم قبول شكوانا أو‬ ‫التفاعل معها قد يكون امرأ منطقيا بسبب‬ ‫التهمة التي التصقت بنا رغام عنا‪ ،‬لكن يف‬

‫املقابل شجع هذا األمر ضعاف النفوس عىل‬ ‫التامدي يف استغالل تلك العائالت حتى‬ ‫أصبحت بعض العائالت عبارة عن موردا‬ ‫ماليا ثابتا لبعض املتنفذين»‪.‬‬ ‫ليس باألمر الصعب أن تعرث عىل شخص‬ ‫يتوىل تسهيل بعض اإلج ـراءات إن كانت‬ ‫أمنية أو قانونية‪ ،‬السيام ان هؤالء األشخاص‬ ‫قد أصبحوا يروجون لخدماتهم بني هذه‬ ‫العائالت عرب منظومة سامرسة من داخل‬ ‫تلك العائالت‪.‬‬ ‫خالد الهيتي (‪ 35‬عاما) احــد السكان‬ ‫املحليني ملدينة الفلوجة متكن مؤخرا من‬ ‫مغادرة املخيم الخاص بعائالت داعش‪،‬‬ ‫بعد أن أعلن براءته من أشقائه املنتمني‬ ‫إىل جامعات داعش والذين كانوا سببا يف‬

‫معاناته داخل املخيم‪.‬‬ ‫الهيتي تحدث قائال «منذ أكرث من عام وأنا‬ ‫أكافح ألمتكن من العودة للعيش داخل‬ ‫املجتمع الــذي تربيت وترعرعت فيه‪،‬‬ ‫إال أنها وحتى وقت قريب كانت مهمة‬ ‫مستحيلة ألنني مل أكن امتلك املال الكايف‬ ‫الذي طلب مني»‪.‬‬ ‫ويضيف أيضا «من خالل بعض املعارف‬ ‫متكنت من الوصول اىل إحدى الشخصيات‬ ‫التي تكفلت مبساعديت مقابل مبلغ مايل‪ ،‬قد‬ ‫ال يكون كبريا مقارنة باملبالغ التي نسمع‬ ‫عنها من داخل املخيم‪ ،‬والذين ال ميتلكون‬ ‫األمــوال ليس باستطاعتهم أن يغادروا‬ ‫املخيم ولن يتمكنوا من انجاز معامالتهم‬ ‫وان كانت بسيطة»‪.‬‬

‫رصد هذه الظاهر يولد سؤاال حول مصدر‬ ‫املبالغ التي تسهل ترويج وتسهيل تلك‬ ‫املعامالت اإلداريــة والقانونية لعائالت‬ ‫داعش‪ ،‬السيام وان غالبية هذه العائالت‬ ‫قد فقدت املعيل ومل تعد متتلك موردا ثابتا‪.‬‬ ‫خليل أكرم (‪ 55‬عاما) اسم مستعار لصاحب‬ ‫مكتب بيع العقارات يف مدينة الرمادي‬ ‫يــروج أسبوعيا عـرات املعامالت لنقل‬ ‫امللكية الناتجة عن عمليات بيع ورشاء‬ ‫لبعض الدور والقطع السكنية أو الزراعية‪،‬‬ ‫والتي تتم بني طرفني البائع فيها دامئا احد‬ ‫أفراد عائالت داعش التي تسعى اىل تحويل‬ ‫ممتلكاتها اىل أمــوال يف الغالب ال متثل‬ ‫قيمتها الحقيقية‪.‬‬ ‫أكرم تحدث قائال «عمليات البيع هذه‬

‫تكون مربحة وفرصة مثينة كونها تتعدى‬ ‫مرحلة الرتويج لعقار سكني‪ ،‬وتستوجب‬ ‫جهودا استثنائية من قبل صاحب مكتب‬ ‫العقار الذي يسعى اىل إمتام عملية البيع‬ ‫مقابل عمولة مضاعفة من الطرفني‪ ،‬البائع‬ ‫الذي يسعى إىل تحويل ممتلكاته اىل أموال‪،‬‬ ‫واملشرتي الــذي يسعى اىل امتالك عقار‬ ‫بنصف مثنه»‪.‬‬ ‫آالف القضايا واملعامالت وان كان غالبيتها‬ ‫خرقا امنيا وقانونيا انجازها ميثل فرصة‬ ‫نجاة ملتهمني حقيقيني‪ ،‬إال أن بعض القضايا‬ ‫قد تكون إجراء روتينيا ّ‬ ‫ضخمه متنفذون‬ ‫يسعون اىل كسب املال مستثمرين بذلك‬ ‫اتساع منظومة الفساد وخوف تلك العائالت‬ ‫من املواجهة‪.‬‬ ‫عبد الرحمن الجمييل (‪59‬عــامــا) يعمل‬ ‫يف كتابة العرائض يف مكتبة صغرية قرب‬ ‫محكمة الفلوجة‪ ،‬يتحدث عن عرشات‬ ‫الحاالت التي يشاهدها يوميا وهي تقوم‬ ‫باستصدار وكــاالت خاصة وأخــرى عامة‪،‬‬ ‫ملحامني أصبحوا معروفني لدى املحكمة‬ ‫واملؤسسات الحكومية األخــرى بأنهم‬ ‫يتوكلون عن عائالت داعش التي ال تستطيع‬ ‫الحضور اىل تلك املؤسسات‪.‬‬ ‫الجمييل أشار اىل أن «غالبية تلك الوكاالت‬ ‫هي عبارة عن روتني رسمي يتم من خالله‬ ‫استغالل تلك العائالت مببالغ مالية كبرية‬ ‫جــدا حتى وان كانت بعض املعامالت‬ ‫بسيطة‪ ،‬اال أنها تنجز بالوكالة وبأجور‬ ‫مضاعفة الن املستفيد منها عائالت تخىش‬ ‫عقاب املجتمع»‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬

‫ال نقاطع االنتخابات بل الفاسد‬

‫لقد انترشت الكثري من دعوات املقاطعة‬ ‫لالنتخابات الربملانية القادمة و ذلك بدعوى انه‬ ‫سيكون التعبري االمثل عن السخط الشعبي تجاه القوى‬ ‫السياسية الحاكمة و مدى عدم الرضا عنهم ‪ .‬هي دعوة‬ ‫تحمل يف طياتها الكثري من االرباك عىل مستوى الفهم‬ ‫للمشهد السيايس الحايل و ضعف عميق يف كيفية‬ ‫معالجة الرتاجع الحاد و عىل جميع املستويات يف واقعنا‬ ‫العراقي ‪.‬‬ ‫فأن كان من يحمل هكذا شعار بعدم املشاركة هو من‬ ‫عامة الشعب فعلينا و كآل من منطلقه بتصحيح هذا‬ ‫الجهل الخطري من خالل اشاعة العكس الصحيح اما‬ ‫ان كان من يحمل الشعار هم ذاتهم اصحاب النفوذ و‬ ‫السلطة فعلينا محاربتهم باملشاركة الفعلية يف التصويت‬ ‫و التي تجعلهم خارج اطار العملية السياسية برمتها‬ ‫‪ .‬نعم فاكرث من سيستفاد من املقاطعة هو الفاسد و‬ ‫السارق و حاشيتهم كونها ستسمح لهم بالبقاء مسلطني‬ ‫عىل رقابنا ذلك ان الذي سيخرج لالدالء بصوته حينها‬ ‫هو املستفيد فقط ‪.‬‬ ‫بذلك تغيري الواقع اليسء لن يتم و حالنا سيكون اسوأ‬ ‫كلام تقدم الوقت نرتاجع ‪ ،‬املقاطعة عىل هذه الشاكلة‬ ‫هي من تعزز بقاء هذه الثلة الفاسدة ‪ ،‬هي من تجعلنا‬ ‫عىل مر االربع سنوات القادمة نادمني ‪ ،‬هي من سرتهن‬ ‫مستقبلنا باملجهول ‪ .‬انها مسؤوليتنا نحن الشعب يف‬ ‫توعية بعضنا لبعض باهمية املشاركة يف االنتخابات‬ ‫و طرد الفاسدين بل و محاكمتهم ‪ ،‬فكلنا راع و كلنا‬ ‫مسؤول عن رعيته ‪.‬‬ ‫لذلك علينا نعم املقاطعة و بشدة و لكن اي مقاطعة‬ ‫؟! مقاطعة انتخاب كل هذه الطغمة السياسية الرثة‬ ‫الحاكمة و انتخاب النزيه و املشهود له بالوطنية و‬ ‫النزاهة ‪ .‬نقاطع باالنتخاب ال باالنطواء و االنعزال و‬ ‫االنزواء ‪ ،‬نحن جزء من التغيري ‪ ،‬علينا مسؤولية االمر‬ ‫باملعروف و هو انتخاب االصلح و النهي عن املنكر و‬ ‫هو مبقاطعة انتخاب كل من يتواجد االن يف السلطة ايآ‬ ‫كانت ‪.‬‬

‫سيف ابراهيم‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 172‬السنة الرابعة عشر (آذار) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.