العدد الرابع والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫اهلل يحب هذا الشعب‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪174‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫آيــــار ‪2018‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫اإلنتخابات وطي صفحة الماضي‬

‫‪6‬‬

‫لماذا قاطع مسعود بارزاني االنتخابات العراقية‬

‫‪12‬‬

‫دعوا المحاصصة وتمسكوا بعروة التوافق‬

‫‪19‬‬

‫الفيليون والعودة الى الذات والحفاظ على الهوية‬

‫‪30‬‬

‫ان اشكال خسارة البصيرة‪ ،‬والتوسع‪ ،‬واالطماع‪ ،‬في العالم كثيرة ومتنوعة‪،‬‬ ‫ولكن االحداث التي تسبب بها اصدار القرارات الخاطئة التي تلحق الخسائر‬ ‫بمساحة العراق تعد قليلة!‬ ‫من الواضح انه منذ بداية العام الجاري وحتى يومنا هذا ازداد نفوس العالم‬ ‫بنحو ‪ 34‬مليون نسمة ولكن هذا اليعني ان مشكالته قد ق ّلت‪.‬‬ ‫ومثلما علمتنا قراءة التاريخ والتمحص في تجاربه بان خسارة االنتصار امر‬ ‫وارد ومنتظر‪ ،‬فمن السهولة بمكان ان نقول اليوم بان الخطأ في تحديد‬ ‫المنافع والمصالح العامة والسلوك والقرارات غير السليمة خلقت الكثير من‬ ‫المشكالت المزمنة لهذا البلد‪ ،‬واألكثر مرارة من تكرار تلك التجربة الفاشلة‬ ‫هو عدم تركنا نتعرف على الطريق الصحيح وسط عاصفة هذه االحداث‪.‬‬ ‫الخوف والتهديد الكبير على هذا البلد اليكمن فقط من انعدام الديمقراطية‪،‬‬ ‫بل في انعدام ثقة وايمان البعض بالبعض االخر وروح التسامح‪ ،‬وهذا ما ال‬ ‫يوفر فرصة لنجاح اية عملية عصرية شاملة وعادلة‪.‬‬ ‫ان نجاح العملية االنتخابية في العراق ال يكتب لها نتائج حسنة الن الغرب‬ ‫ودول الجوار تريد استقرارا يختلط باسم عدد من االشخاص والجهات‬ ‫والبرامج التي كان من الممكن ان تكون بعيدة في اتجاهها الحقيقي عن‬ ‫رغبات واحتياجات هذا الشعب! وهذه هي القصة المريرة والتعهدات غير‬ ‫المتحققة هي القسم العامر الرشيف هذا البلد‪.‬‬ ‫االنتخابات في شكلها الطبيعي حدث جميل ويجب استقبالها ومباركتها‪،‬‬ ‫ولكنها هذه المرة‪ ،‬ال المشاركة كانت بالمستوى الملحوظ وال طعم الفوز‬ ‫فيها كان لذيذا‪ ،‬النها كانت المرآة العاكسة لالوضاع المريرة لمستقبل‬ ‫مجهول ال يظهر عليه عالمات االمن واالستقرار‪.‬‬ ‫يقال دائما ان بامكان العراقيين جماعة ان يتغلبوا على االوضاع من دون ان‬ ‫ينتظروا الخالص الخارجي؛ الن من شرائط االنتصار في حالة الحرب هي‬ ‫تضحيات وصمود من يحمل السالح‪ ،‬واال فان وجود االف االسلحة واالعتدة‬ ‫من دون وجود جندي مقاتل واحد ليس بامكانه هزيمة العدو!!‬ ‫في الحقيقة انا ارى ان اهلل يحب هذا الشعب لكثرة ما يعفو عن اخطائهم!‬ ‫ولكن الى متى؟ ال اعلم‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬ ‫راهن الكثري من صناع األزمات‬ ‫سواء يف بغداد أو يف غريها‬ ‫من عواصم الخالف األبدي مع اآلخر‬ ‫املختلف‪ ،‬بأن عملية االستفتاء التي جرت‬ ‫يف أيلول سبتمرب ‪ 2017‬جاءت بالضد‬ ‫من مطامح األغلبية الكوردستانية‪،‬‬ ‫وستتخرج أصحابها من فضاء قيادة‬ ‫املرشوع الحضاري الكوردستاين‬ ‫والعراقي‪ ،‬ولعله من املفيد أن نذكر‬ ‫أيضا كل تلك اإلجراءات التعسفية التي‬ ‫استهدفت يف رأس رمحها رمز االستفتاء‬ ‫واملرشف عليه السيد مسعود بارزاين‪،‬‬ ‫محاولة إخراجه من حزمة قيادة حركة‬ ‫التحرر الكوردستانية التاريخية‪ ،‬كام‬ ‫كانت تفعل خالل عقود طويلة مع‬ ‫الزعيم مال مصطفى البارزاين‪ ،‬ثم تعود‬ ‫مستكينة مكسورة لتبدأ مفاوضاتها‬ ‫معه!‬ ‫اليوم أيقن الجميع إن كل الطرق‬ ‫مغلقة أمام من يريد حال حضاريا‬

‫حقيقيا للقضية الكوردية باستثناء طريق‬ ‫البارزاين وحزبه‪ ،‬الذي اكتسح االنتخابات‬ ‫العراقية العامة يف إقليم كوردستان‬ ‫ليحقق دوما ريادته وزعامته للمشهد‬ ‫السيايس واالجتامعي يف كوردستان‬ ‫العراق‪ ،‬وصدق املثل العراقي الدارج (‬ ‫كل الرشايع زلك والعربة من عندنا ) يف‬ ‫توصيف ما قاله الرئيس األسبق صدام‬ ‫حسني عشية البدء مبفاوضات السالم‬ ‫نهاية ‪ 1969‬مع الزعيم مال مصطفى‬ ‫البارزاين حينام قال‪:‬‬ ‫« ال ميكن التفاوض حول حقوق‬ ‫الكورد وقضيتهم مع أي جهة أو‬ ‫شخص إال مع البارزاين والباريت ويقصد‬ ‫الدميقراطي الكردستاين «‬ ‫يف غزوة كركوك أراد أصحابها‬ ‫وعسسهم يف اإلقليم من شلة النفط‬ ‫والدوالر إقصاء أصحاب االستفتاء‪،‬‬ ‫وتهميش دور الزعامة البارزانية ملشهد‬ ‫التاريخ الكوردي حارضا ومستقبال‪،‬‬

‫فجاءت عاصفة االنتخابات العراقية‬ ‫لتكتسح تلك اآلمال والتوقعات وتزيح‬ ‫املستور من املؤامرات يف رضب أصحاب‬ ‫االستفتاء يف عقر دارهم‪ ،‬لتؤكد نتائجها‬ ‫أنهم أساس البناء يف كيان اإلقليم‪ ،‬وما‬ ‫يزالون الدرب األوحد للمرور عربه يف‬ ‫تحقيق األمن والسالم ال لكوردستان‬ ‫فحسب وإمنا لكل العراق‪.‬‬ ‫حقا أنها فرصة ذهبية للفائزين بكريس‬ ‫الحكم يف بغداد للمرور األخري رمبا‬ ‫عرب بوابة البارزاين الذي خذلته ضباع‬ ‫السياسة املحلية واإلقليمية‪ ،‬وانترصت‬ ‫له إرادة املاليني من الذين أرادت بغداد‬ ‫معاقبتهم بسبب مشاركتهم باالستفتاء‪،‬‬ ‫فوقفوا بجانبه رغم عرسة املعيشة ولؤم‬ ‫الحاكمني عىل املال والسلطة يف بغداد‪،‬‬ ‫وقال الجميع إننا مع بغداد املواطنة‬ ‫ودولة الرشاكة الحقيقية وإال فان بطاقة‬ ‫االستفتاء الحمراء ما تزال يف جيب‬ ‫الحكم!‬

‫وفاز أصحاب االستفتاء!‬ ‫كفاح محمود‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪6‬‬

‫اإلنتخابات وطي‬ ‫صفحة الماضي‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫يف أجواء مليئة بالصراع والتجاذب‬ ‫واإلنقسام‪ ،‬إمتثل الكوردستانيون‬ ‫الذين ينشدون التغيري‪ ،‬لقاعدة‬ ‫ديمقراطية‪ ،‬وتوجهوا نحو‬ ‫صناديق اإلقرتاع‪ ،‬فأدلوا بأصواتهم‬ ‫كي ينقذوا ما يمكن إنقاذه‪،‬‬ ‫وليسهموا يف إنجاز ضرورة وطنية‬ ‫وإنسانية وأخالقية ودينية‪.‬‬

‫أدلوا بأصواتهم وهم يتمنون‬ ‫عدم تكرار التجارب السابقة‬ ‫التي أفزعتهم‪ ،‬وعدم إستمرارها‬ ‫لسنوات الحقة‪ ،‬ألن ذلك يعني‬ ‫وصولهم اىل نقطة الالعودة والدخول‬ ‫يف األنفاق املظلمة‪ ،‬وهذه حقيقة‬ ‫دامغة ال تحتاج إىل إثباتات أو هتافات‬ ‫أو اللجوء لحمالت دعائية‪.‬‬ ‫عندما أدىل رئيس وزراء إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬نیجیرفان بارزاين‪ ،‬بصوته‬ ‫كأول املشاركني بعملية التصويت‬ ‫يف اإلنتخابات الربملانية‪ ،‬وصف يوم‬ ‫اإلنتخابات بالتاريخي واملهم للشعب‬ ‫العراقي وشعب كوردستان‪ .‬كام‬ ‫دعا الكوردستانيني اىل املشاركة يف‬ ‫اإلنتخابات وعدم تضييع الفرصة وتعلم‬ ‫الدروس من السنوات السابقة‪ ،‬وأعرب‬ ‫عن اإلستعداد لطي صفحة املايض‬ ‫والبدء بصفحة جديدة مع بغداد‬ ‫بعد إجراء انتخابات الربملان العراقي‪.‬‬ ‫هذا التأكيد عىل أهمية اإلنتخابات‪،‬‬ ‫وهذا اإلستعداد (لطي صفحة املايض)‬ ‫يف كلمة نائب رئيس رئيس الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬نيجريفان‬ ‫بارزاين‪ ،‬ذكرهام أيضاً يف كلمة ألقاها‬ ‫يف احتفال جامهريي حرضه االالف من‬ ‫أنصار الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫يف العاصمة أربيل يف العارش من الشهر‬ ‫الجاري‪.‬‬ ‫إنتهت اإلنتخابات‪ ،‬ودخلنا يف مرحلة‬ ‫ما بعد االنتخابات التي تعترب األهم‬ ‫واألخطرعىل كل املستويات ألن‬ ‫العراق مير مبرحلة استثنائية معقدة‬ ‫مبعايري كثرية‪ ،‬مرحلة ال تكون يف معزل‬ ‫عن التداخالت اإلقليمية والدولية‪،‬‬

‫وبعد إعالن نتائج اإلنتخابات يتحدد‬ ‫من يكون الرئيس الجديد لحكومة‬ ‫العراق‪ ،‬وعىل ضوء تلك النتائج أيضاً‬ ‫يسعى املتنافسون من أجل الحصول‬ ‫عىل املناصب العليا‪ ،‬كام تحدد نتائجها‬ ‫مالمح املرحلة القادمة ومعامل النظام‬ ‫السيايس الذي يتشكل‪ ،‬وتطرح فيها‬ ‫تساؤالت إضافية عن إمكانية نجاح‬ ‫األطراف الكوردستانية املختلفة‪ ،‬يف‬ ‫بناء موقف سيايس موحد من بغداد‬ ‫ويف بغداد‪ ،‬وتجاه جميع القضايا‬ ‫املصريية الكوردستانية‪.‬‬ ‫يف مرحلة اإلستعداد لإلنتخابات‬ ‫شاهدنا التشويه والتسقيط والتخريب‬ ‫والتهديد واألبتزاز‪ ،‬وتبادل اإلتهامات‬ ‫والكذب والخداع ومتزيق صور‬ ‫املتنافسني‪ ،‬ويف يوم إجرائها‪ ،‬بعد‬ ‫ساعات من بدء عملية األقرتاع‪،‬‬ ‫سمعنا أحاديث وبيانات تتحدث عن‬ ‫تعطل األجهزة وعدم دراية املوظفني‬ ‫وأعامل شغب وخرق وفوىض وتجاوز‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬ومع اإلعالن عن النتائج‬ ‫األولية‪ ،‬إنهالت الترصيحات التي‬ ‫تشكك وتشري اىل التزوير واخرتاق‬ ‫األجهزة األلكرتونية‪ ،‬وهذه املسائل‪،‬‬ ‫مسائل عادية ترافق غالبية اإلنتخابات‪،‬‬ ‫وحتى التي تجرى يف أحسن الظروف‬ ‫واألحوال‪.‬‬ ‫أما صناديق اإلقرتاع فلم متنح أي حزب‬ ‫بطاقة الفوز الرابحة‪ ،‬ليستطيع تشكيل‬ ‫الحكومة الجديدة وتسمية رئيسها‪،‬‬ ‫والتطورات االقليمية املتسارعة تضغط‬ ‫وتفرض ترسيعاً لتشكيل حكومة‬ ‫توفر السبل املمكنة لالستقرار‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني اللجوء اىل اإلستعجال يف إجراء‬

‫املشاورات‪ ،‬واألخذ يف االعتبار كل‬ ‫الحسابات املختلفة‪ ،‬وطرح املطالب‬ ‫والرشوط التي تنهال من الكتل الفائزة‬ ‫والرشوط املضادة‪ ،‬دون مغاالة‪،‬‬ ‫للتوصل اىل عقد صفقة معينة بني‬ ‫أطراف متناغمة ومتفقة تحدد شكل‬ ‫الحكومة وعنوانها وتعمل من أجل‬ ‫تشكيلها وخروجها اىل النور‪ ،‬لتكون‬ ‫املالذ الذي ينتظر منه فعل الكثري‪،‬‬ ‫حكومة حارضة و راسخة ىف النفوس‪،‬‬ ‫تنفذ الدستور وتحل املشكالت وتكفل‬ ‫تحسن األحوال املعيشية‪ ،‬وتقدم‬ ‫الخدمات‪ ،‬ومتحو الصورة السلبية‬ ‫للحكومات التى انطبعت ىف األذهان‬ ‫وإرتبطت تحديداً بشبكات مصالح‬ ‫معقدة وأسباباً للفساد‪ ،‬وتحول األقوال‬ ‫والشعارات خالل الحملة اإلنتخابية‬ ‫إىل أفعال عىل أرض الواقع‪ ،‬ومتحو‬ ‫الكثري من االخطاء التي ارتكبت يف‬ ‫املايض‪ ،‬وتواكب التطورات االقليمية‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه هو‪ :‬هل‬ ‫تكون االنتخابات سبباً حقيقياً (لطي‬ ‫صفحة املايض)‪ ،‬وتحقيق االستقرار‬ ‫والرفاهية وترسيخ الدميقراطية يف‬ ‫العراق‪ ،‬وتشكيل حكومة ممثلة‬ ‫للشعب وقادرة عىل تطبيق الدستور‪،‬‬ ‫وتعالج أزمة الفقر يف بلد يعترب من‬ ‫أكرب بلدان العامل إنتاجاً للنفط‪،‬‬ ‫حكومة ال تصعد التوترات بني الشيعة‬ ‫والسنة من جهة‪ ،‬وبني العرب والكورد‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬والتلجأ اىل الخيارات‬ ‫العسكرية ضد البعض‪ ،‬والتستخدم‬ ‫العقوبات اإلقتصادية وقطع رواتب‬ ‫موظفي الدولة ألسباب سياسية؟‪..‬‬ ‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫مفارقات من الوحي االنتخابي‬ ‫جوتيار تمر‬

‫الصراعات الحزبية في حمالتها الدعائية لم تزل خالقة بعيدة عن االشتباكات الحقيقية ماعدا بعض‬‫الخروقات التي طالت بعض المرشحين والتي التعد موقفاً من االحزاب‪ ،‬انما هي تصرفات شخصية‪ ،‬وكي‬ ‫الننسى الواقع االجتماعي في المنطقة فاننا شعوب شرقية وباالخص شرق اوسطية حيث لم تزل النعرة‬ ‫القبلية فعالة حتى في ايديولوجياتنا‪..‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫وما يناقض هذه الرصاعات‬ ‫ان جميع االحزاب بال استثناء‬ ‫مل يراعوا يف حملتهم الدعائية اسس‬ ‫املجتمعات املتحرضة‪ ،‬السيام فيام‬ ‫يتعلق بنرش صورهم واماكن نرشها‬ ‫حيث طالت هذه الصور االرصفة‬ ‫واالماكن الحكومية التي التعد ملكاً‬ ‫لحزب دون اخر‪.‬‬ ‫ التجمعات الجامهريية كانت غري‬‫مقيدة‪ ،‬فعىل الرغم من ظن الجميع‬ ‫بان االحزاب الحاكمة ستعيق تلك‬ ‫التجمعات اال انها سارت بشكل‬ ‫حضاري‪ ،‬وتحت حامية قوات‬ ‫الرشطة ومتابعة جدية من قوات‬ ‫االمن‪ ،‬فلم تحدث خروقات‪ ،‬ومل‬ ‫يحدث ما يشوبها‪.‬‬ ‫ يف كوردستان برزت ظاهرة رمبا‬‫تكن موجودة من قبل‪ ،‬وهي الرفض‬ ‫الشعبي للخروقات املتعلقة باماكن‬ ‫تعليق الصور ووضعها‪ ،‬حيث خرج‬ ‫اكرث من شخص وبشكل مبارش صور‬ ‫قيامه بازاحة تلك الصور ومل ينظر‬ ‫هوالء اىل مسألة االنتامءات الحزبية‪،‬‬ ‫امنا فقط اىل توعية املرشحني اوال‬ ‫والبلدية ثانيا بان االرضفة هي من‬ ‫حق املواطن وليس من حق صور‬ ‫املرشحني‪.‬‬

‫ومن ضمن ما جذب انتباه الشارع‬‫الكوردي‪ ،‬هو التواصل الذي تم بني‬ ‫الشباب الكورد ذو االنتامء الديني‬ ‫االسالمي‪ ،‬مع احدى املرشحات‬ ‫املسيحيات‪ ،‬وليس االمر هنا متعلق‬ ‫بامر الاخالقي او تجاوز عىل املرشحة‬ ‫امنا هو التواصل كان ضمن حوارات‬ ‫منشورة عىل الفيس واالنتسغرام ‪،‬‬ ‫حيث كرس من خاللها بعض القيود‬ ‫التي ظلت تتحكم بالعالقات‬ ‫االسالمية املسيحية‪ ،‬السيام مع‬ ‫تحفظ املسيحني يف التعامل املبارش‬ ‫مع املسلمني‪ ،‬فقد اظهرت احدى‬ ‫املرشحات جرأة واضحة يف التواصل‬ ‫والتعامل وقالت يف اكرث من مرة‬ ‫للشباب املسلم املتواصل معها بانها‬ ‫اختهم وابنتهم وابنة هذه االرض‪،‬‬ ‫وهذا ما لقي استحسانا كبريا لدى‬ ‫االوساط الثقافية‪ ،‬بالطبع بعيداً عن‬ ‫التحزب ‪ ،‬وهذا ما ميكن ان نعده‬ ‫من ايجابيات االنتخابات يف املناطق‬ ‫الكوردستانية لكونها خلقت جواً‬ ‫مغايراً بعيداً عن النعرات القومية‬ ‫والحمية العصبية القبلية والدينية‪،‬‬ ‫طبعاً بغض النظر عن التحزب‬ ‫والرصاعات الحزبية التي الميكن‬ ‫الحد من انتهاكاتها يف اي مجتمع‬ ‫رشق اوسطي مبا فيه املجتمع‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬لقد استطاعت‬ ‫االنتخابات ان تكرس حاجز التواصل‬ ‫بني املكونات الكوردستانية مبا فيها‬ ‫االشورية والكلدانية واملكونات‬

‫االخرى داخل كوردستان من العرب‬ ‫والرتكامن وحتى االطياف الكوردية‬ ‫املنوعة من االيزيدية والشبك‬ ‫والفيلية والكاكائية‪.‬‬ ‫بقيت التوقعات متأرجحة بني‬‫االحزاب الشابة الفتية التي تأسست‬ ‫حديثاً وبني االحزاب املعارضة‬ ‫للحكومة وبني االحزاب اصحاب‬ ‫النضال الطويل‪ ،‬ومل يكن مخفياً عىل‬ ‫احد بان الرصاعات الحزبية ستكون‬ ‫هي الفيصل يف النتائج‪ ،‬ولكن ان‬ ‫يحصل حزب كوردي يف مدينة‬ ‫املوصل عىل االغلبية هذا ما يعد‬ ‫من احدى اهم املفارقات االنتخابية‬ ‫يف العراق‪.‬‬ ‫ اعتمدت االحزاب وليدة االحداث‬‫االخرية يف كوردستان والعراق‬ ‫عىل االرقام االعالمية وحسب‬ ‫استفتاءات غري رسيمة سواء من‬ ‫خالل قنواتهم الفضائية او من خالل‬ ‫مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬مام‬ ‫جعلها تعيش حل ً‬ ‫ام بعيداً عن الواقع‬ ‫امللموس حيث القاعدة الجامهريية‬ ‫هي التي تتحكم بنتائج االنتخابات‬ ‫وليس املتابعني لشبكات التواصل‬ ‫االجتامعي‪.‬‬ ‫يف كوردستان كان متوقعا فوز‬‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫ليس النه صاحب قاعدة‬ ‫جامهريية عريضة فحسب‪ ،‬امنا‬ ‫النه كان صاحب مرشوع االستفتاء‬ ‫واالستقالل‪ ،‬وهذا ما اعتمده قادة‬

‫هذا الحزب يف الكسب والفوز‪،‬‬ ‫بعكس االتحاد الوطني الكوردستاين‬ ‫املتهم بخيانة ‪ 16‬اكتوبر‪ ،‬والذي‬ ‫وكام ذكرت القنوات االعالمية لست‬ ‫(‪ )6‬احزاب مشاركة يف االنتخابات يف‬ ‫مدينة السليامنية بان حزب االتحاد‬ ‫مارس االرهاب الفكري وانه اكرث‬ ‫حزب اعتمد عىل التزوير يك يظهر‬ ‫للشارع الكوردي بانه ليس خائن‬ ‫ولكن ذلك مل مينع ابداً من تقديم‬ ‫العرشات من الشكاوي لالحزاب‬ ‫االخرى للمفوضية العليا لالنتخابات‬ ‫بالخروقات يف املناطق التي يسيطر‬ ‫عليها ذلك الحزب‪.‬‬ ‫ تعود االنسان منذ القدم عىل‬‫توجيه اللوم للسلطة اثناء فشله يف‬ ‫الوصول اىل مبتغاه‪ ،‬فحتى يف الرياضة‬ ‫دامئا نجد الخارس يلوم التحكيم او‬ ‫اي يشء اخر يربر به فشله‪ ،‬ويف‬ ‫االنتخابات العراقية ‪ 2018‬برزت‬ ‫هذه الظاهرة التي هي ليست‬ ‫وليدة اليوم كام قلت‪ ،‬فبعد فشل‬ ‫العديد من االحزاب التي راهنت‬ ‫عىل الفوز بدعم خارجي او فرض‬ ‫ايديولوجية محددة‪ ،‬لجأت اىل رشق‬ ‫السلطات باالتهامات والتزوير‪ ،‬ومع‬ ‫ان بعضها جاء من منطق وواقع‬ ‫ملموس وادلة واضحة اال انه يف‬ ‫االجامل يبقى االنسان يرفض الفشل‬ ‫ويربر يك ينجي بعنقه من الغرق‪،‬‬ ‫ففي بغداد كانت االتهامات كلها‬ ‫موجهة الئتالف النرص» العبادي « ‪،‬‬

‫«‬

‫راهن في كوردستان‬ ‫االحزاب كلها على‬ ‫فشل الديمقراطي‬

‫الكوردستاني لكونهم‬ ‫كانوا اصحاب مشروع‬ ‫االستفتاء واالستقالل مما‬ ‫يعني وبحسب اراء بعض‬ ‫القيادات الفتية ان هذا‬ ‫الحزب سبب في قطع‬ ‫الميزانية‬

‫«‬

‫ويف كوردستان غالبية التهم وجهت‬ ‫لحزب االتحاد الوطني الكوردستاين‪،‬‬ ‫وضمن مناطقه‪ ،‬فض ًال عن ان ذلك‬ ‫الحزب نفسه اتهم االحزاب االخرى‬ ‫بالتزوير ووصل االمر باالتحاد‬ ‫الكوردستاين اىل استخدام العنف‬ ‫ضد حركة التغيري يف السيلامنية‪.‬‬ ‫ راهن يف كوردستان االحزاب كلها‬‫عىل فشل الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫لكونهم كانوا اصحاب مرشوع‬ ‫االستفتاء واالستقالل مام يعني‬ ‫وبحسب اراء بعض القيادات الفتية‬ ‫ان هذا الحزب سبب يف قطع‬ ‫امليزانية والظروف التي متر بها‬ ‫كوردستان‪ ،‬كام ان هذه القيادات‬ ‫ركزت عىل مسألة االستفتاء للتقرب‬

‫اىل بغداد والجامهري العربية‬ ‫الرافضة الستقالل كوردستان‪ ،‬ولكن‬ ‫جاءت الرياح مبا التطيقه السفن‪،‬‬ ‫حيث كان للصوت الحر صداه‪،‬‬ ‫فحصل الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫عىل االغلبية يف كوردستان ويحتمل‬ ‫ان يكون رابع اكرب كتلة يف الربملان‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫كان الخطاب التربيري لقيادات‬‫االتحاد الوطني الكوردستاين الرافض‬ ‫لتهمة التزوير مزدرياً بنظر الكثري‬ ‫من الساسة‪ ،‬فاتباع لغة التهديد‬ ‫والرتهيب « قطع يد من يتهمهم»‬ ‫دلي ًال قاطعاً عىل ان ما ذكرته‬ ‫االحزاب االخرى حول تعرضهم‬ ‫لالرهاب الفكري حتى اثناء‬ ‫التصويت صحيح‪ ،‬وباملقابل جاء‬ ‫خطاب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫مرناً بل متامشياً مع خطاب االغلبية‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫اعتمدت بعض التيارات يف‬‫بغداد واملدن العراقية عىل الدعم‬ ‫الخارجي وفتاوي املرجعيات‬ ‫لتحسني وضعيتهم االنتخابية‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا مل يفدهم بيشء وذلك لعمق‬ ‫الفساد االداري واملايل يف ضامئرهم‬ ‫قبل افعالهم‪ ،‬لذا وجدنا تحالفاً‬ ‫شيعياً شيوعياً يريز عىل حساب‬ ‫تلك التيارات االخرى التي كانت يف‬ ‫الفرتات الربملانية السابقة ليس لها‬ ‫اال الرصاخ واثارة النعرات القومية‬ ‫والطائفية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫إن أكرث ما يلفت االنتباه يف‬ ‫االنتخابات الربملانية العراقية‬ ‫منذ بدايتها‪ ،‬ووصو ًال إىل ظهور‬ ‫نتائجها‪ ،‬هو عدم مشاركة رئيس إقليم‬ ‫كوردستان السابق ورئيس الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬مسعود‬ ‫بارزاين‪ ،‬يف هذه االنتخابات «هو‬

‫لماذا قاطع مسعود بارزاني‬

‫إدريس سالم‬

‫الوحيد الذي مل يشارك يف الحملة‬ ‫االنتخابية»‪ ،‬سواء سياسياً أو إعالمياً‪،‬‬ ‫وما مشاركة الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين يف االنتخابات‪ ،‬وفوزه‬ ‫الكاسح عىل األحزاب الكوردية‬ ‫املشبوهة بتحالفاتها وإمالءاتها‪ ،‬إال‬ ‫لتوجيه رسالة عميقة وسياسية إىل‬

‫ّ‬ ‫حكام بغداد‪ ،‬فحواها‪« :‬إنها فرصتكم‬ ‫األخرية»‪ ،‬فلامذا قاطع مسعود بارزاين‬ ‫هذه االنتخابات‪ ،‬بصفته رئيساً سابقاً‬ ‫لإلقليم وزعي ً‬ ‫الرس‬ ‫ام وبيشمركة؟‪ ،‬ما ّ‬ ‫وراء ذلك؟‪ ،‬وماذا يعني؟‪ ،‬وعدم‬ ‫مشاركته أتخدم تط ّلعات الكورد يف‬ ‫االستقالل والتح ّرر‪ ،‬أم قبول العيش‬

‫االنتخابات العراقية؟!‬

‫موحد‪ ،‬يحكمه قادة قم؟‪.‬‬ ‫مع عراق ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعل مشاركة السيد مسعود بارزاين يف‬ ‫االنتخابات الربملانية العراقية سواء بصفة‬ ‫خاصة أو عامة تعني الكثري من الدالالت‬ ‫والرسائل‪ ،‬فمشاركته تعني أنه يوافق عىل‬ ‫إلغاء نتائج استفتاء استقالل كوردستان‪،‬‬ ‫وقبوله الضمني بوحدة العراق الجغرافية‬

‫والسياسية‪ ،‬ورضوخه لتسليم كركوك‬ ‫وباقي املناطق املتنازع عليها إىل ّ‬ ‫حكام‬ ‫بغداد‪ ،‬الغارقني يف وحل الفساد وتنفيذ‬ ‫سياسات القم اإليراين‪ ،‬ومن فم ساكت‪،‬‬ ‫وهذا ما لن يفعله قائد اخترب كل املحن‬ ‫والنكسات‪.‬‬ ‫لقد قاطع مسعود بارزاين االنتخابات‬ ‫الربملانية العراقية‪ ،‬ليثبت وبدليل واضح‬ ‫للقايص والداين‪ ،‬للخائن والوطني‪،‬‬ ‫للصديق والعد ّو أنه إنسان صاحب مبدأ‬ ‫وموقف‪ ،‬وحامل لراية االستقالل‪ ،‬ومدافع‬ ‫عن مواقفه السابقة بإرصار و ِعناد الفتني‪،‬‬ ‫ورفضه ملبادئ الرشاكة والتوافق والتوازن‬ ‫وكل قرارات الدستور العراقي الشيعي‪،‬‬ ‫الدستور الذي تنفذ موادّه من داخل‬ ‫أروقة مراكز صنع القرار يف بغداد مبزاجية‬ ‫وانتقائية‪.‬‬ ‫إن إعالن الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫مقاطعة االنتخابات الربملانية يف محافظة‬ ‫كركوك يشري إىل وجود مفاجآت سياسية‬ ‫ساخنة قريبة الظهور والتفجري‪ ،‬وأن‬ ‫وضع كركوك الراهن – بحسب ترصيحات‬ ‫مسعود بارزاين – هو وضع مؤقت‪ ،‬وكان‬ ‫عىل بقية األحزاب الكوردية األخرى‬ ‫ومجموعة ‪ 16‬أكتوبر أن تدرك هذه‬ ‫الحقيقة‪ ،‬وتقتنع أن عمق القرار الكوردي‬ ‫هو يف الحزب الدميقراطي الكوردستاين‪،‬‬ ‫وأن جميع مراكز القرار يف الدول العظمى‬ ‫تتعامل كلها مع هذا الحزب‪ ،‬ال مع الذين‬

‫يتعاملون مع ّ‬ ‫الحكام الفاسدين يف بغداد‪،‬‬ ‫والذين باعوهم اليوم يف االنتخابات‬ ‫الربملانية‪ ،‬أولئك الذين ّ‬ ‫شخصوا مبدأ‬ ‫تقرير املصري واالستفتاء عىل أنه خطأ‬ ‫كبري «يتحدّ ثون وكأنهم أبواق لنظام‬ ‫صدام البائد أو حكومة بغداد الشيعية»‪.‬‬ ‫إن املرشوع الذي يحمله مسعود بارزاين‬ ‫يلعب دوراً كبرياً يف التأثري عىل قناعات‬ ‫الشعب الكوردي بالتمسك باالستقالل‬ ‫والحرية وعدم التفريط بهام‪ ،‬وليس‬ ‫خياراته‪ ،‬بعكس بعض األحزاب والقيادات‬ ‫املسي ِة من قبل ّ‬ ‫حكام بغداد‬ ‫الكوردية‬ ‫ّ‬ ‫وطهران‪ ،‬الذين مبالهم السيايس املحدود‬ ‫أثروا عىل خيارات الناس فقط وليس‬ ‫قناعاتهم‪ ،‬حيث أجربوا الكثريين عىل‬ ‫االنتخاب خارج قناعاتهم‪ ،‬بسبب الضخ‬ ‫املايل ودميقراطية الوالئم‪.‬‬ ‫عىل ضوء كل ما سبق‪ ،‬أرى أن انتصاراً‬ ‫حقيقياً يقرتب من أبواب القالع الكوردية‪،‬‬ ‫سيصل صداها اإليجايب ألبواب السجون‬ ‫يف غريب كوردستان‪ ،‬وأن انغامس إصبع‬ ‫الرئيس مسعود بارزاين بحرب استفتاء‬ ‫االستقالل ورفضه لحرب االنتخابات‬ ‫الربملانية العراقية ال يعني أن مشاركة‬ ‫الكورد يف هذه االنتخابات كانت مشاركة‬ ‫خاطئة‪ ،‬بل عىل العكس‪ ،‬هي حقبة‬ ‫جديدة لكوردستان‪ ،‬تطل هذه املرة عىل‬ ‫التحرير واالستقالل‪ ،‬فهذه املشاركة هي‬ ‫استفتاء آخر وأخري للوصول إىل االستقالل‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫كوتا النساء‬ ‫في انتخابات‬ ‫مجلس النواب‬ ‫الى اين؟‬

‫كولشان كامل عيل‬

‫نصت املادة ‪ 49‬من الدستور‬ ‫العراقي عىل ماييل ‪-:‬‬ ‫او ًال ـ يتكون مجلس النواب من عدد‬ ‫من االعضاء بنسبة مقعد واحد لكل‬ ‫مائة الف نسمة من نفوس العراق‬ ‫ميثلون الشعب العراقي باكمله‪ ،‬يتم‬ ‫انتخابهم بطريق االقرتاع العام الرسي‬ ‫املبارش‪ ،‬ويراعى متثيل سائر مكونات‬ ‫الشعب فيه كام ونصت الفقرة ‪ -‬رابعا‬ ‫ماييل‬ ‫(يستهدف قانون االنتخابات تحقيــق‬

‫نسبــة متثيـل للنساء ال تقل عن الربع‬ ‫من عدد أعضاء مجلس النواب)‪.‬‬ ‫ونصت املادة – ‪ – 13‬من قانون‬ ‫انتخابات مجلس النواب العراقي رقم‬ ‫‪ 45‬لسنة ‪ 2013‬البند اوال – يجب ان‬ ‫اليقل عدد النساء املرشحات عن ‪25%‬‬ ‫يف القامئة وان التقل نسبة متثيل النساء‬ ‫يف املجلس عن ‪25%‬‬ ‫ثانيا – يشرتط عند تقديم القامئة ان‬ ‫يراعى تسلسل النساء بنسبة امرأة بعد‬ ‫كل ثالث رجال‬

‫وهذا يعني بان نسبة التمثيل املذكورة‬ ‫وهي ‪ % 25‬متثل الحد االدين وباالمكان‬ ‫وحسب هذا النص ان تكون مشاركة‬ ‫املرأة بنسبة اكرث الن القانون حدد الحد‬ ‫االدين ومل يذكر الحد االعىل ملشاركة‬ ‫املرأة وبهذا باالمكان ان يصل عدد‬ ‫النساء يف مجلس النواب اكرث بكثري من‬ ‫هذه النسبة‬ ‫وامام هذا الكم الكبري من املرشحات‬ ‫لخوض االنتخابات القادمة ممكن ان‬ ‫تكون نسبة مشاركة املرأة اعىل من‬ ‫‪ 25%‬بكثري اذا ما تم تطبيق النص‬ ‫القانوين اعاله‬ ‫ولكن يف انتخابات مجلس النواب‬ ‫العراقي لعام ‪ 2014‬اصاب املرأة‬ ‫العراقية الحيف والظلم وذلك‬ ‫باحتساب املقاعد ال ‪ 22‬التي فازت‬ ‫بها النساء بالتنافس مع الرجال من‬ ‫ضمن‪ 25%‬فاصبح عددهن ‪ 83‬نائبة‬ ‫يف حني لو تم تطبيق النص الدستوري‬ ‫والنص القانوين اعاله نكون امام مشاركة‬ ‫للمرأة يف مجلس النواب ‪ 105‬نائبة بدال‬ ‫من ‪ 83‬نائبة‬ ‫واقول بهذا الصدد ان املرأة العراقية‬ ‫التي زفت الزوج او االبن او االخ اىل‬ ‫معارك الرشف وتحرير العراق من داعش‬ ‫وتحملت املسؤولية بعد استشهاده لها‬ ‫الحق الدستوري والقانوين كونها متثل‬ ‫اكرث من نصف املجتمع بان تكون‬ ‫نسبة مشاركتها يف الحكومة املقبلة عىل‬ ‫اقل تقدير ‪ % 25‬من التشكيلة الوزارية‬ ‫القادمة ومن الله التوفيق‪...‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫دروس في األخالق لتأهيل «أشبال الخالفة»‬ ‫في مركز كوردي‬

‫عاما فقط‪ ،‬لكن صغر سنه‬ ‫يبلغ حسن من العمر ‪13‬‬ ‫ً‬ ‫لم يمنعه من رؤية الكثير من األعمال فتى الوحشية‬ ‫أو ربما حتى ارتكاب بعضها عندما كان واحدا من‬ ‫«أشبال الخالفة» في تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬

‫فييل ‪ /‬محمد جامل‬

‫يقبع حسن وآخرون ترتاوح‬ ‫أعامرهم بني ‪ 12‬و‪ 17‬عاماً‪،‬‬ ‫اليوم يف مركز تأهيل ترشف عليه‬ ‫اإلدارة الذاتية الكوردية ووحدات‬ ‫حامية الشعب الكوردية يف شامل رشق‬ ‫سوريا‪ .‬وهم يقضون وقتهم يف الرياضة‬ ‫ومتابعة دروس عدة من «األخالق»‬ ‫واالنضباط إىل اللغات واملهن‪.‬‬ ‫وقد تم اختيار حسن وآخرين من‬ ‫«أشبال الخالفة» لالنضامم اىل املركز‬ ‫بهدف منحهم فرصة ثانية ولتخفيف‬ ‫العبء عن سجون امتألت بأشخاص‬ ‫يشتبه بأنهم جهاديون وكبادرة حسن‬ ‫نية من الكورد تجاه عشائر يف املنطقة‬ ‫تقربت يف السابق من التنظيم املتطرف‪.‬‬ ‫يف باحة مركز هوري لحامية وتعليم‬ ‫االطفال يف قرية تل معروف‪ ،‬يتجول‬ ‫حسن بكنزته وبنطاله الرياضيني‬ ‫ليستنشق هواء الصباح قبل أن ينتقل‬ ‫الحقاً إىل قاعات الدراسة وورشات‬ ‫األعامل اليدوية يف املبنى املؤلف من‬ ‫طابق واحد‪.‬‬ ‫دخل حسن إىل املركز يف بداية العام‬ ‫‪ .2018‬وهو إبن أحد القياديني السابقني‬ ‫يف تنظيم الدولة اإلسالمية يف الرقة‪ ،‬ما‬ ‫اضطره ملشاهدة الكثري من األعامل‬ ‫الوحشية وعمليات الذبح‪.‬‬ ‫ليس معروفاً ما اذا كان حسن قام‬ ‫بنفسه بعمليات قتل لكن املقاتلني‬ ‫الكورد وجدوا صورة يظهر فيها وهو‬ ‫يحمل رأس شخص‪.‬‬

‫عىل غرار العديد من «أشبال الخالفة»‪،‬‬ ‫وفق ما تقول املرشفة يف املركز روكن‬ ‫خليل لوكالة فراس برس «مل يكن حسن‬ ‫يلقي علينا التحية أو يسلم علينا باليد‪،‬‬ ‫وال حتى ينظر مبارشة إىل وجوهنا»‪.‬‬ ‫وخالل سنوات سيطرته عىل مساحات‬ ‫واسعة من سوريا والعراق‪ ،‬نرش تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية مقاطع فيديو عدة‬ ‫تظهر أطفا ًال وفتية وهم يحملون‬ ‫اسلحة ويطلقون النار أو يشاركون يف‬ ‫إعدامات‪ ،‬واخرى تظهرهم وهم يتلقون‬ ‫دروسا يف الرشيعة‪.‬‬ ‫وتدير مركز هوري موظفات يف اإلدارة‬ ‫وينع فيه الحديث يف‬ ‫الذاتية الكوردية‪ُ .‬‬ ‫الدين ويفرض عىل نزالئه حالقة ذقونهم‬ ‫وارتداء كنزة وبنطا ًال بد ًال من الزي‬ ‫الفضفاض الذي كان يفرضه التنظيم‬ ‫املتطرف ويعرف باللباس األفغاين‪.‬‬ ‫ موسيقى بدل الحوريات ‪-‬‬‫ُينع عىل نزالء املركز استخدام االنرتنت‬ ‫او الهواتف الجوالة‪ .‬إال أن «املدربني‬ ‫بخدمتهم لي ًال نهاراً»‪ ،‬وفق ما تقول‬ ‫مديرة املركز عبري خالد التي تضيف‬ ‫«نعتربهم ضحايا»‪.‬‬ ‫ويخضع «أشبال الخالفة» السابقون‬ ‫لربنامج يومي مكثف‪ ،‬ميارسون الرياضة‬ ‫وخصوصاً كرة اليد‪ ،‬ويحرضون طعامهم‬ ‫بيدهم ويدرسون اللغتني العربية‬ ‫والكوردية فض ًال عن التاريخ والجغرافيا‬ ‫و»األخالق»‪.‬‬ ‫كام يحرضون ورشات عمل لتعلم مهن‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫دعوا المحاصصة وتمسكوا‬ ‫بعروة التوافق‬

‫‪18‬‬

‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫عدة بينها الخياطة والحالقة‪.‬‬ ‫عاىن غالبية هؤالء األطفال من‬ ‫الفقر وقلة التعليم‪ .‬وال يعتقد‬ ‫مسؤولو املركز أنهم متعلقون‬ ‫بفكر التنظيم املتطرف‪ ،‬حتى‬ ‫أن أربعة منهم كان جرى‬ ‫إرسالهم لتنفيذ عمليات‬ ‫انتحارية لكنهم «مل يتمكنوا‬ ‫من القيام بها من شدة‬ ‫الخوف»‪ ،‬وفق خليل‪.‬‬ ‫املسؤولة‬ ‫وتوضح‬ ‫«أيديولوجيتهم ليست عميقة‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن إصالحها بسهولة»‪.‬‬ ‫وحكم عىل الكثري منهم بالسجن لفرتات‬ ‫ترتاوح بني ستة أشهر وسبع سنوات‪،‬‬ ‫وقد يجري تخفيضها يف حال أثبتوا‬ ‫حسن سلوكهم يف املركز‪.‬‬ ‫من املبكر جداً الحديث عن نجاح‬ ‫املركز‪ ،‬إال ان خليل تبدو سعيدة بالنتائج‬ ‫حتى اآلن‪ .‬وتقول «مل نواجه أي مشاكل‬ ‫وهم فع ًال يتغريون‪ ،‬كثريون منهم باتوا‬ ‫يبادرون من تلقاء أنفسهم للحديث‬ ‫معنا» عىل غرار حسن‪.‬‬ ‫ومل يعد حسن‪ ،‬وفق خليل «يوجه‬ ‫الشتائم لزمالئه او يؤمن بالجنة‬ ‫والحوريات‪ ،‬بل بات يستمع إىل‬ ‫املوسيقى»‪ .‬وبرغم من ذلك من‬ ‫الصعب معرفة كيف يفكر وهو الذي ال‬ ‫يزال ينتظر محاكمته‪.‬‬

‫وتقول خليل «قد يحكم عليه بالسجن‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬لكنه ال يزال صغرياً ولذلك‬ ‫قد تخفض فرتة عقوبته»‪.‬‬ ‫ويقوم مركز هوري عىل مفهوم العدالة‬ ‫االجتامعية املستوحى من فكر الزعيم‬ ‫الكردي رئيس حزب العامل الكوردستاين‬ ‫عبد الله اوجالن املعتقل يف تركيا منذ‬ ‫‪.1999‬‬ ‫وتنترش صور أوجالن يف كافة املناطق‬ ‫التي يسيطر عليها الكورد يف شامل‬ ‫البالد‪ ،‬ويعد املثل األعىل ملقاتيل‬ ‫وحدات حامية الشعب الذي يعلقون‬ ‫صورته شارة عىل لباسهم العسكري‪.‬‬ ‫وينفي الكورد الذين يتهمون باستمرار‬ ‫بتجنيد فتيان قرسا يف صفوف وحدات‬ ‫حامية الشعب‪ ،‬ان يكونوا يسعون‬ ‫اىل فرض فكر اوجالن بدال من عقيدة‬

‫الشبان الجهادين املعتقلني‪.‬‬ ‫ويف سجن عاليا يف مدينة القامشيل‬ ‫(شامل رشق)‪ ،‬شاهد مراسل وكالة‬ ‫فرانس برس مجسامت للزعيم الكوردي‬ ‫صنعها معتقلون وبينهم من يشتبه‬ ‫بانتامئهم لتنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويف مركز هوري‪ ،‬يصب يلامظ الفتى‬ ‫الرتيك البالغ من العمر ‪ 16‬عاما جام‬ ‫غضبه عىل والده الذي جاء بالعائلة‬ ‫كلها إىل سوريا يف العام ‪ 2014‬لالنضامم‬ ‫اىل تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويقول يلامظ «هو يتحمل مسؤولية‬ ‫ذلك»‪ .‬وبات يلامظ ينظر بطريقة‬ ‫مختلفة اىل مقاتيل الوحدات الكردية‪.‬‬ ‫ويقول اثناء تقدميه للشاي يف مكتب‬ ‫اإلدارة الذي علقت فيه صورة كبرية‬ ‫ألوجالن «أحبهم كام لو انهم أعاممي»‪.‬‬

‫بعد سيطرتها عىل العملية السياسية‬ ‫مبفاصلها التنفيذية والترشيعية والعسكرية‬ ‫‪ ,‬حاولت احزاب االغلبية الشيعية يف العراق‬ ‫ترسيخ سيطرتها تلك من خالل تحييد بقية‬ ‫املكونات ‪ ,‬بوضع مبدئني سياسيني بنيت‬ ‫عليهام العملية السياسية يف سلة واحدة‬ ‫وتسويقهام للشارع العراقي يف صورة‬ ‫مشوهة بغية حشد معارضة جامهريية‬ ‫ضدهام تنتهي بالغائهام وهام مبديئ‬ ‫املحاصصة والتوافق ‪.‬‬ ‫وحاولت هذه االحزاب القاء جميع الفشل‬ ‫الذي اعرتى العملية السياسية عىل شامعة‬ ‫التوافق واملحاصصة ‪ ,‬وبالطبع فان املواطن‬ ‫العراقي تلقف هذه التوليفة بالكيفية التي‬ ‫ارادتها تلك االحزاب واخذ ينظرللمبدئني‬ ‫باعتبارهام اس املشاكل التي يعاين منها ‪ .‬مل‬ ‫يقترص االمر عىل املواطن العراقي بل حتى‬ ‫ان االحزاب (السنية والكوردية ) وقعت يف‬ ‫نفس الخطا بشكل او باخر ‪ ,‬فاخذت تدافع‬ ‫عن املحاصصة بنفس الحامس التي تدافع‬ ‫بها عن التوافق ‪ ,‬مع ان هناك فرق شاسع‬ ‫بني التوافق واملحاصصة وال عالقة بينهام‬ ‫عىل االطالق ‪.‬‬ ‫ان كانت املحاصصة تؤثر سلبا عىل‬ ‫اداء الحكومة يف تعيني االكفأ كام يقول‬ ‫املنتقدون ‪ ,‬فال عالقة للتوافق مبوضوع‬ ‫تشكيل الحكومة وضعفها ‪ ,‬بل باتخاذ تلك‬ ‫الحكومة القرارات املختلف عليها والتي من‬ ‫املمكن احيانا ان ترض مبكون من املكونات‬ ‫العراقية وتهدد خصوصيته سواء كانت‬ ‫خصوصية قومية او مذهبية او دينية ‪.‬‬ ‫ولذلك فهو يهذب اداء الحكومة ومينعها‬

‫من التحول اىل دكتاتوريات فردية او‬ ‫جمعية بعكس املحاصصة ‪ .‬وعليه فان اي‬ ‫محاولة اللغاء مبدا التوافق السيايس هي‬ ‫تامر من قبل االغلبية السياسية ( الشيعية‬ ‫حاليا) للسيطرة عىل القرار السيايس وفرض‬ ‫وصايتها عىل بقية املكونات ‪ ,‬لحرص‬ ‫القرار السيايس رهن يدها تهبها ملن تشاء‬ ‫وتسلبها ممن تشاء ‪ ,‬وهذه هي الدكتاتورية‬ ‫الجمعية التي تحاول هذه االحزاب اعادة‬ ‫خلقها ‪.‬‬ ‫املضحك املبيك ان املطالبني بانهاء مبدا‬ ‫التوافق يربرون مطالبتهم هذه باملستوى‬ ‫العايل الذي وصلت اليه الدميقراطية يف‬ ‫العراق ‪ ,‬شانه يف ذلك شان اعتى دول العامل‬ ‫دميقراطية ‪ ,‬مع ان ما موجود يف العراق ال‬ ‫ميت بصلة اىل الدميقراطية بل هي فوىض‬ ‫عارمة تاخذ من الدميقراطية غطاءا لها ‪.‬‬ ‫ان االرصار عىل االستمرار مببدا التوافق‬ ‫ينطلق من منطلقني ‪- :‬‬ ‫االول ‪ ...‬رغم مرور اكرث من خمسة عرش‬ ‫سنة عىل بدا العملية السياسية اال انها‬ ‫فشلت يف ترسيخ اسس الدميقراطية وال زالت‬ ‫مهددة بالتحول اىل الحالة الديكتاتورية ‪,‬‬ ‫مام يجعل املكونات االخرى خارج مكون‬ ‫االغلبية بحاجة اىل اطر محددة تحمي‬ ‫وجودها وخصوصياتها من محاوالت ارجاع‬ ‫الدكتاتورية مبختلف صورها ‪.‬‬ ‫الثاين ‪ ...‬تركيبة االحزاب التي متثل مكون‬ ‫االغلبية هي تركيبة مذهبية تتقوقع‬ ‫يف داخلها املذهبي حينام يتعلق االمر‬ ‫بخصوصيتها املذهبية ‪ ,‬بينام تنطلق اىل‬ ‫فضاء القومية حينام يكون االمر متعلقا‬

‫بالخصوصية القومية لبقية املكونات ‪.‬‬ ‫لذلك فهناك تهديد حقيقي من قبل هذه‬ ‫االحزاب عىل بقية املكونات سواء كانت‬ ‫قومية او مذهبية او دينية ‪ ,‬يجعل من بقاء‬ ‫مبدا التوافق من رضورات هذه املرحلة ‪.‬‬ ‫استنادا عىل ما سبق فان تركيز بعض‬ ‫االحزاب الكوردستانية عىل املحاصصة يف‬ ‫املناصب كمنطلق للدخول يف مفاوضات‬ ‫تشكيل الحكومة القادمة مع بغداد هو امر‬ ‫عبثي ال يرتقي ملستوى الظروف التي متر‬ ‫بها كوردستان ‪ .‬ويجب عىل هذه االحزاب‬ ‫ان تسال نفسها ‪ ...‬ما هي املكتسبات‬ ‫السياسية التي حصلنا عليها ككوردستانيني‬ ‫(شعبا واحزابا) من املناصب التي حصلنا‬ ‫عليها يف بغداد منذ االلفني وثالث‪ ,‬ابتداءا‬ ‫من وزارة الخارجية او املالية وانتهاءا‬ ‫برئاسة الجمهورية ؟ ‪ .‬املعطيات تؤكد بان‬ ‫االثر السلبي لهذه املناصب كانت اكرث من‬ ‫ايجابياتها ‪ ,‬فقد اصيب السيايس الكوردي‬ ‫املوجود يف بغداد بازدواجية يف الطرح‬ ‫جعلته دون طعم ولون ورائحة ودون مالمح‬ ‫كوردستانية ‪ ,‬اثرت سلبا عىل االهداف‬ ‫الكوردستانية من العملية السياسية يف‬ ‫العراق ‪ .‬وتسببت يف نجاح بغداد يف‬ ‫املامطلة يف تطبيق البنود الدستورية التي‬ ‫تتعلق بالشان الكوردستاين ‪.‬‬ ‫لذلك فان املفاوض الكوردستاين مطالب‬ ‫اليوم بالرتكيز عىل ملف املشاكل العالقة‬ ‫بني كوردستان والعراق يف مفاوضات‬ ‫تشكيل الحكومة القادمة ‪ ,‬وباكورة هذا‬ ‫الحل يكون بالتاكيد عىل مبدا التوافق يف‬ ‫الحكومة والربملان القادمني ‪ ,‬واملساومة‬ ‫عليها يف اي تفاوض قادم ‪ .‬اما الرتكيز عىل‬ ‫املحاصصة الحزبية يف توزيع املناصب فهو‬ ‫امر ال يهم اال من يتقلدها وال تشكل اهمية‬ ‫عند الشارع الكوردستاين ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬

‫علي حسني فيلي‬

‫(القسم االول)‬

‫فيليو الكورد والمكون الفيلي‬

‫ليست املصطلحات تحلل بشكل‬ ‫يسء دامئا‪ ،‬حتى الفاشيون‬ ‫والنازيون كانوا يفتخرون باأللقاب‬ ‫التي ينادون بها والتي كانت الشعوب‬ ‫االخرى تلعنهم عليها‪ .‬وبالنسبة لنا‬ ‫ايضا فان مصطلح (مكون) ليست‬ ‫بخارج عن الحقيقة التي وفق معناه ال‬ ‫يشكل مشكلة اال ان طريقة استخدامه‬ ‫السيايس له أكرث من تفسري‪.‬‬ ‫فالفيليون وسط شعبهم كورد ومكون‬ ‫فيه ومن الطبيعي ان يتم نداؤهم‬ ‫بالفيليني فقط من دون ان تلصق بهم‬ ‫عبارة الكورد‪ .‬غري انهم يكونون وسط‬ ‫الشعوب االخرى كاألخوة العرب عندما‬ ‫يقال لهم (مكون) الكورد الفيليني‬ ‫فذلك يعني انهم قومية مستقلة‪ .‬وهنا‬ ‫كلمة (مكون) املجردة من الكورد لها‬ ‫مغزى وهدف اخر‪.‬‬ ‫كتذكري‪ ،‬فانه يف السنوات املئة املاضية‬ ‫وبهدف بناء مجتمع مدين‪ ،‬تم بذل‬ ‫مساع وجهود دائبة من اجل تخطي‬ ‫مشكلة املناطقية واالسامء وااللقاب‬ ‫القومية بشكل من االشكال‪ ،‬ولألسف‬ ‫يف هذا البلد فانه عىل خلفية االسم‬ ‫واللقب القومي ‪ -‬الطائفي تم قتل‬ ‫االف االشخاص والفييل هو ذلك اللقب‬ ‫الذي رافقه االف الضحايا ومئات االف‬ ‫املهجرين‪.‬‬ ‫عىل الرغم من ان لقب الفييل ليس‬

‫له اي معنى يسء عند الكورد الفيليني‬ ‫انفسهم ومل يكتب عنه اي يشء يسء يف‬ ‫الثقافة والوثائق التاريخية‪ .‬ولكن منذ‬ ‫تأسيس الدولة العراقية تم تفسريها‬ ‫بشكل يسء؛ وبعد ظهور مصطلح‬ ‫التبعية العثامنية التي شملت سنة‬ ‫العراق والتبعية االيرانية التي شملت‬ ‫قسام من الشيعة‪ ،‬كان الكورد الفيليون‬ ‫القسم املعاقب دوما ضمن القومية‬ ‫الكوردية واملذهب الشيعي‪.‬‬ ‫وواضح انه بعد انهيار العثامنيني وظهور‬ ‫الروح القومية العربية والكوردية‬ ‫اتسعت تلك الظاهرة واخذت باالنتشار‬ ‫كالنار يف الهشيم‪ ،‬وسابقا مل تكن يف‬ ‫كوردية الفيليني اي شك او رشط ولكن‬ ‫بعد النصف االول من القرن املنرصم‬ ‫تم تسييس مسألة كوردية الفيليني‬ ‫خصوصا‪ ،‬بحكم مشاركتهم يف الحركة‬ ‫القومية! عىل الرغم من ان مشاركتهم‬ ‫يف الوقت ذاته بالحركات املدنية‬ ‫والسياسية االخرى وخصوصا الحزب‬ ‫الشيوعي وباقي التيارات التقدمية‬ ‫العراقية بصورة عامة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تخل الحركة التحررية‬ ‫ومثلام مل‬ ‫الكوردية من الكورد الفيليني‪ ،‬فليس‬ ‫هناك اية حركة سياسية مذهبية‬ ‫شيعية من اقدمها اىل اخرها يف امليدان‬ ‫السيايس املعارص ليس فيها من الكورد‬ ‫الفيليني الذين يشاركونهم باملذهب ‪.‬‬

‫فلهم ظهور دائم عىل الغطاء املذهبي‬ ‫وعىل الجانب التاريخي هناك حقيقة‬ ‫عىل انهم مل يكونوا من الرحل ليك يأتوا‬ ‫اىل العراق من مناطق اخرى‪.‬‬ ‫فاذا تم تعريفنا يف الوقت املعارص عىل‬ ‫اننا اقلية‪ ،‬فإننا كنا وبنسبة كبرية اغلبية‬ ‫سكان رشق دجلة االصليني الذين مل متنع‬ ‫كورديتهم من العيش فيها‪ .‬واملؤرخون‬ ‫كانوا يؤرشون وجودنا لعرشات وحتى‬ ‫ملئات السنني كأكرب كتلة سكانية يف هذه‬ ‫املساحة الجغرافية اىل جانب العرب‬

‫واناس اخرين وكانوا يتعايشون سلميا‬ ‫ومستقرين ومساملني مع االخرين من‬ ‫دون االنقطاع عن قوميتهم‪.‬‬ ‫ومن املنظور السيايس ظهرت املشكلة‬ ‫عندما لبست الروح القومية العربية‬ ‫لبوس الشوفينية‪ ،‬وقامت بتحريك‬ ‫ماكنة طحن ومسح االخرين وقامت‬ ‫بالقضاء عىل النسيج التاريخي‬ ‫والتعاييش يف هذه البالد وانهت الحياة‬ ‫السلمية التي كانت تفتخر بان الفيليني‬ ‫هم ابناء قدماء واصالء لهذه الرتبة‬

‫وليس اجانب عنها!‬ ‫وبوضوح مل تظهر لحد االن جهة‬ ‫مسؤولة تتمتع بشجاعة القول ان‬ ‫االنسان انسان اقلية كان ام اغلبية‪.‬‬ ‫وقبل ان تكون املشكلة قومية ام‬ ‫مذهبية فهي مشكلة انسانية ولكن‬ ‫من اجل ايجاد العذر ملعاقبة الفيليني‬ ‫بأشكال مختلفة تم حرمانهم من حق‬ ‫املواطنة‪ ،‬وبعد ابادتهم الجامعية ومن‬ ‫اجل مسح اسامء الذين قدموا للموت‬ ‫ولكن مل يكن للموت لهم نصيب‪ ،‬مل‬

‫يظل للعدو سبيل اخر سوى الهجوم‬ ‫عىل هويتهم‪ .‬فهل بقول «مكون»‬ ‫لوحدها مجردة يف هذا التوقيت ويف‬ ‫هذه املرحلة ستقوم ماركة ودعاية‬ ‫عدد من االشخاص والجهات مبعالجة‬ ‫مشكلة الكورد الفيليني؟ علام ان ايا من‬ ‫وثائق جرائم البعث مل تتطرق اىل ان‬ ‫معاقبتهم كانت لكونهم مكونا مجردا‪.‬‬ ‫وليست هناك اية مقربة بال عنوان‬ ‫للضحايا الذين ال مزار لهم كانت باسم‬ ‫مكون من دون ذكر للقومية‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫فيليو الكورد واملكون الفيلي‪..‬‬

‫‪22‬‬ ‫للسياسة اوجه عدة‬

‫من ينتخب من؟‬

‫ولكن الذين يستخدمون‬ ‫جانبها السيء ليسوا‬ ‫قليلني‪ ،‬على الرغم من انه‬ ‫ليس هناك اي خطاب او‬ ‫فعل بإمكانه الخروج من‬ ‫دائرة النقد وينأى بنفسه‬ ‫عن مديات التساؤالت‬ ‫والتقييمات‪ ،‬ولكن تم‬ ‫تقدير االموال التي تم‬ ‫صرفها على دعايات‬ ‫تصفري ومسح البعض‬ ‫يف انتخابات هذا العام‬ ‫والصرف عليها‪ ،‬بعشرات‬ ‫املاليني الدوالرات‪،‬‬ ‫والسؤال هنا هو ما هو‬ ‫املبلغ الذي تم تخصيصه‬ ‫لتخريب البيت الفيلي؟!‬

‫نحن عىل يقني من ان الذين‬ ‫خصصوا مقعد (كوتا) واحدة‬ ‫للكورد الفيليني يف مجلس النواب‬ ‫العراقي‪ ،‬هم من اصحاب عرشات‬ ‫املقاعد وليسوا مستعدين للتضحية‬ ‫بهذا املقعد الوحيد‪ ،‬ولكنه بحاجة اىل‬ ‫ما تسببه املنافسة للحصول عىل هذا‬ ‫املقعد الوحيد والتي ستتسبب بحالة‬ ‫من التشتت واالضطراب داخل بيت‬ ‫ابناء شعب هو يعاين من عرشات‬ ‫املشكالت التي ال نهاية لها‪.‬‬ ‫اىل اليوم‪ ،‬ومع كرثة ما نعانيه من‬ ‫مشكالت ومعاناة فان مشاكل قضية‬ ‫الهوية القومية ليست بتلك االهمية‬ ‫ليك نفتح لها ملفا او اوراق‪ .‬وهذا‬ ‫عذر يهز االعامق ان شعبا يكون عرضة‬ ‫للعقوبات واالبادة الجامعية من قبل‬ ‫خصومه‪ ،‬يف هذه االنتخابات‪ ،‬بسبب‬ ‫ضمه لعدد من اللهجات واالديان‬ ‫واملذاهب املتنوعة‪.‬‬

‫علي حسني فيلي‬

‫والسؤال هو‪ ،‬هل الهوية القومية‬ ‫االنسانية الفيلية هي عند العرب‬ ‫‪23‬‬

‫(القسم الثاين)‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬ ‫ام عند الكورد؟ والذين يتحدثون‬ ‫عنا كمكون وامة وقومية مجردة‬ ‫عن الكورد هم قليلون اليوم‪ ،‬ولكن‬ ‫وبوضوح ان فكرتهم هذه بدعة لعينة‬ ‫تحايك االبادة الجامعية التي نفذت من‬ ‫اجل افنائنا جسدا وارضا وحيا ًة‪ ،‬وتلك‬ ‫الفكرة ُتنفذ من اجل القضاء عىل‬ ‫اي اثر قومي لنا‪ .‬وهذا امر مستورد‬ ‫جاء بناء عىل تكليف من تلك الدول‬ ‫التي ال تعرتف بغري شعوبها‪ ،‬بالسهولة‬ ‫التي تتغري معها القابهم وعشائرهم‬ ‫وقبائلهم وقوميتهم مبجرد ما يسمى‬ ‫بالـ(الجرش)‪ ،‬ويف مثل هذه املعادلة‬ ‫ال يتحول اي عريب اىل كوردي؛ لكنه‬ ‫امر متوقع ان يتحول االف بل اكرث من‬ ‫الكورد اىل العرب‪.‬‬ ‫ومع ان املجتمع العراقي املؤلف من‬ ‫عدد من املكونات القومية‪ ،‬يتعايشون‬ ‫يف اتحاد سيايس واحد‪ ،‬ولكنهم غري‬ ‫مختلطني ومل يذوبوا يف بعضهم‪ ،‬اي‬ ‫انه ولحد االن هذا البلد ليس املكان‬ ‫الذي يكون الجميع يف ِقدر واحد‬ ‫ليطبخهم معا ليصبحوا شعبا واحدا‪.‬‬ ‫بل بالعكس‪ ،‬فانه املكان الذي تقوم‬ ‫فيه القومية االكرب بحرق الشعوب‬ ‫االخرى لتصبح رمادا وال يبقى لها اثر‪.‬‬ ‫ونحن يف الظروف االعتيادية نسمع‬ ‫القليل من الترصيحات املامثلة بشأن‬ ‫الفيليني والتي تتحدث عن االنقطاع‬ ‫القومي بشكل واضح كام كان يحصل‬ ‫للشبك وااليزيديني سابقا والتي كانت‬

‫تشري اىل انهم ليسوا من الكورد‪.‬‬ ‫ويف امليدان السيايس فان (الجرش)‬ ‫وتبديل الجبهات واملواضع وتوزيع‬ ‫التهم وااللقاب السيئة من االمور‬ ‫التي تحصل‪ ،‬اال اذا كان اصدقاؤنا‬ ‫مقرصين وبطيئي الفهم‪ ،‬فان اعداءنا‬ ‫اذكياء وخبيثون‪ ،‬النهم ال تصدر عنهم‬ ‫مثل هذه الترصيحات يف اي حال من‬ ‫االحوال تجاه اي مكون عريب وال يتم‬ ‫استخدام اية سياسة مامثلة ضدهم‪.‬‬ ‫ومن املؤكد ان الدورات االنتخابية‬ ‫الثالث املاضية ومن اجل ايجاد االعذار‬ ‫لعدم حصول مرشحينا عىل االصوات‪،‬‬ ‫قيل ان عدد الفيليني غري املشاركني يف‬ ‫االنتخابات كان اكرب من عدد املشاركني‬ ‫فيها‪ .‬وهذا يعني انهم كانوا يائسني‬ ‫من التغيري ومقرصين تجاه اهمية‬ ‫املشاركة‪ ،‬ولكن يف االنتخابات الحالية‬ ‫من هم مرشحو الكورد الفيليني بشكل‬ ‫مبارش او انهم فيليون ومرشحون‬ ‫للقوائم املختلفة؟! ومن هم الذين‬ ‫ميارسون السياسة من اجل الحصول‬ ‫عىل املزيد من الحقوق واستقرار‬ ‫مكانة عمل من دون ان يزيدوا من‬ ‫هوة مشاكلنا؟ بال شك ان الفيليني‬ ‫الذين ترشحوا عن القوائم االخرى‬ ‫فانهم فعلوا ذلك ألسباب سياسية‬ ‫واالفكار الشاملة وسعة حدود الرتشح‪،‬‬ ‫ولكنهم مل يتبنوا مسألة «املكون»‪.‬‬ ‫ان املشكلة تكمن يف الذين يستهدفون‬ ‫الناخبني الفيليني مبقعد كوتا واحدة‬ ‫لينهوا جميع الجهود واملساعي‪،‬‬ ‫واالمال لتوحيد البيت الفييل!!‬

‫ان املرأة الفيلية هي تلك االيقونة‬ ‫القوية املناضلة التي كانت وما تزال‬ ‫لها الدور الواضح يف املجتمع فهي‬ ‫التي تقف وتساند الرجل يف اغلب‬ ‫مفاصل الحياة ‪ ،‬لكن السؤال‪ :‬هل‬ ‫ستشارك هذه االقحوانة الرائعة يف‬ ‫العملية االنتخابية؟ وهل ستساهم‬ ‫عىل التغيري؟ ففي الوقت الذي مل يبق‬

‫المرأة الفيلية‪..‬‬ ‫المطلوب‬ ‫المساهمة في التغيير‬ ‫عبد الخالق مري فالح‬

‫إال القليل ويقرع جرس االنتخابات بني‬ ‫مؤيد ومعارض لها وتتعاىل االصوات‬ ‫املتناقضة فليس من السهل أن يعيد‬ ‫الناخبون اختيار الوجوه نفسها بعد‬ ‫إن تسببت تلك الوجوه التي ساقت‬ ‫املرحلة بكل هذا الخراب والدمار‪،‬‬ ‫والرصاعات السياسية والحزبية الضيقة‬ ‫يف املرحلة السابقة التي سنطوي‬ ‫صفحاتها بامل مر بها بلدنا‪ ،‬ينبغي‬ ‫تجاوزها ويحل محلها الوفاء بالعهود‬ ‫وانجاز املمكن منها وخاصة بالنسبة‬ ‫للمرشحني الجدد‪،‬وتطبيق الربامج التي‬ ‫تم االعالن والدعاية لها خالل فرتات‬ ‫االنتخابات‪ ،‬وخدمة الناس يجب أن‬ ‫تحل محل خدمة املطامح الذاتية‪،‬‬ ‫ومسؤولية الطبقة السياسية الوفاء‬ ‫ملنطق التعاقد‪،‬الن مهام يكون فأن‬ ‫للسياسة أخالق‪ ،‬واستحقاق يف عامل‬ ‫القيم‪ ،‬وان منطق التنازل للوطن يف‬ ‫القضايا الكربى‪ ،‬هو الذي ينبغي أن‬ ‫يكون سائدا ويرافقه يف ذلك الكف‬ ‫عن التحدث بلغة الحرب‪ ،‬ألن الرابح‬ ‫األكرب هو الوطن واملواطن البسيط‪،‬‬ ‫وبالتايل ال األغلبية يجب أن تهيمن‬ ‫وال األقلية يحق لها أن تحتكر املشهد‬ ‫ومتارس ابتزازا وال حتى مساومة‬ ‫بعيدة عن منطق ميزان القوى‬ ‫الحقيقي والدميقراطي عىل االرض‪.‬‬ ‫وجدير مبكونات الطبقة السياسية يف‬

‫مجملها العمل عىل تفادي النظر اىل‬ ‫العملية السياسية من زاوية التنافس‬ ‫الرابح والخارس‪ ،‬وذلك لكون الفعل‬ ‫السيايس املسؤول يقوم عىل تقديم‬ ‫الخدمة العمومية للناس وفداء‬ ‫الوطن والتضحية باملصلحة الشخصية‬ ‫والطائفية والحزبية‪ ،‬من أجل املصلحة‬ ‫العامة للشعب‪ ،‬بينام واقع الحال‬ ‫الذي يؤطر املجال السيايس والعمومي‬ ‫لن يؤدي اال للتفكك وتردي االوضاع‬ ‫اكرث من السابق يف الجانب االمني‬ ‫واالقتصادي والخدمي وبعد أن فقدنا‬ ‫الثقة يف الفرتة السياسية السابقة بجل‬ ‫الوجوه املشاركة يف الحكومة واصبح‬ ‫من الصعب جداً أعادتها مرة أخرى‬ ‫إىل جادة الصواب‪ .‬فاليوم يأيت دور‬ ‫حكمة املرأة العراقية ككل والفيلية‬ ‫االنسانة الصبورة الواعية خاصة والتي‬ ‫نالت الظيم االكرب لتشارك الرجل يف‬ ‫عملية االقرتاع وأن َتـعمـد اىل تغيري‬ ‫واقع حال املجتمع فمشاركة املرأة‬ ‫الفيلية مسؤولة يف الذهاب لصناديق‬ ‫االقرتاع ومهم جداً اىل جانب الجامهري‬ ‫والشعب العراقي ولها الدور الكبري‬ ‫يف تغيري الواقع‪ ،‬لكن عىل العكس‬ ‫عندما تعتكف املرأة ومتتنع عن‬ ‫الذهاب للمركز االنتخايب فإنها بيدها‬ ‫تسلم الجزء األكرب من حقوقها‬ ‫وهو اإلدالء بالرأي وتساهم يف نيل‬ ‫الفاسدين رغباتهم وقد تشاركهم يف‬ ‫عملهم املضاد للشعب والوطن الن‬ ‫اإلرضاب عن املشاركة يف االنتخاب‬ ‫ال يحل مشاكلها ومشاكل املكون‬ ‫الفيليواالطياف االخرى بل يضاعف‬ ‫من صعوبتها‪ .‬فعليها التحرك واملشاركة‬ ‫بفاعلية يف الحراك املصريي يوم ‪ 12‬من‬ ‫ايار‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫يف عملية سياسية‬ ‫كاالنتخابات‪ ،‬والتي‬ ‫يشكل الفوز هدفا‬

‫فيليو الكورد والمكون الفيلي‪..‬‬

‫وحيدا منها‪ ،‬يتبادر‬ ‫اىل االذهان ذلك‬ ‫السؤال ملاذا يعرتض‬ ‫الكورد فقط على‬ ‫خرق الدستور‬ ‫باملنظار القديم؟‬ ‫بينما عملية محو‬

‫انتخابات سوداء ام نتائج بيضاء؟!‬

‫الهوية مستمرة‬ ‫بأشكال متعددة‬ ‫وهي خارج اطار‬ ‫الدستور‪،‬‬

‫عيل حسني فييل‬ ‫القسم الثالث‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬ ‫من الواضح انه يف العراق‬ ‫عندما تكون الفرص قليلة‬ ‫وحق الحراك مجمدا يف امليدان‪،‬‬ ‫عىل من يقول ان نحو ‪100‬‬ ‫شخصية فيلية ترشحت لالنتخابات‬ ‫عىل مساحة جميع القوائم‬ ‫املدنية واليمينية واليسارية‪..‬‬ ‫فاالغلبية ايضا مجربو املشاركة‬ ‫يف االنتخابات وهم وقوف عىل‬ ‫قدمي القومية واملذهب!‬ ‫يف العملية االنتخابية هناك فرص‬ ‫للتحريض واالنتقام والتحريف‪،‬‬ ‫بينام فرص النجاح ليست متاحة‬ ‫عىل الدوام‪ ،‬وموطن الفيليني‬ ‫باستمرار محل للنفوذ القومي‪،‬‬ ‫لكنه ليس مكانا للسلطة‪ ،‬وكل‬ ‫طرف لديه مكانه باالستناد لثقله‬ ‫وليس لحجم شعبه‪.‬‬ ‫السياسة يف هذا البلد لكرثة ما هي‬ ‫مضطربة غدت غري نافعة متاما‪،‬‬ ‫والدين لكرثة ما اقحم بالسياسة‬ ‫فقد معها املقدسات والثقة التي‬ ‫كان يتحىل به‪ .‬فال احد له مشكلة‬ ‫سياسية مع املذهب والتدين‪،‬‬ ‫فاملشكلة تظهر حينام يتم‬ ‫تحولهام ليتم تكفريك‪ .‬والفييل‬ ‫الذي ال يعرف كيفية مواجهة‬

‫التحديات والقلق بهذه السياسة‪،‬‬ ‫لن يكون له اي مستقبل!‬ ‫االشارة للفييل مبكون خال هو‬ ‫تزوير للهوية ورسقة لحقوق‬ ‫قانونية‪ ،‬فمصطلح «املكون» ُح ِ َ‬ ‫ش‬ ‫لفرط عقد القومية من الفييل‪،‬‬ ‫وهدفه خلق ازمة ومشكلة هوية‬ ‫للجيل الحايل وخطر محدق‬ ‫ملستقبل لالجيال التالية‪.‬‬ ‫جميع االقليات يف هذه البالد‬ ‫مبا فيها الدينية والقومية‪ ،‬لهم‬ ‫منذ القدم ممثلون يف مجلس‬

‫الفيلي الذي ال‬ ‫يعرف كيفية‬ ‫مواجهة التحديات‬ ‫والقلق بهذه‬ ‫السياسة‪ ،‬لن يكون‬ ‫له اي مستقبل!‬

‫النواب ولكنهم ال يعيشون‬ ‫يف الجنة! فالحضور رضوري‬ ‫ومرشوع وسابقا كان لنا ممثلون‬ ‫فيليون يف مجلس النواب‪ ،‬اال ان‬ ‫وجودنا يف مركز كتّاب القوانني‬ ‫مبعنى امكانية اصدار قانون انهاء‬ ‫املعاناة ومكافحة الظلم‪ ،‬ليس له‬ ‫وجود فعيل!‬ ‫بني ‪ 328‬مقعدا يف مجلس النواب‪،‬‬ ‫فان حق الكوتا يأيت من اجل‬ ‫انه يف الحالة الطبيعية مل يكن‬ ‫لك حظ يف الفوز‪ ،‬بسبب اثبات‬ ‫خصوصيتك ووجودك يجب ان‬ ‫تفوز ولو مبقعد واحد‪ .‬ومن‬ ‫الواضح ان هذا ايضا مل يتم تركه‬ ‫لشأنه واالحزاب الكبرية ال تسمح‬ ‫لالصحاب الحقيقيني للكوتا اال ان‬ ‫يحلموا فقط‪ .‬فهي تقدم املرشحني‬ ‫املطيعني‪ .‬وتراهم رقام وليسوا‬ ‫اصحاب قضايا‪ ،‬وتلك األحزاب تعد‬ ‫املقاعد وليس مشكالت ومعاناة‬ ‫اصحاب االصوات‪ .‬اال انه فقط‬ ‫هذه املرة ويف هذه االنتخابات‬ ‫التي نحن فيها اكرث الجهات‬ ‫التي ال برنامج لها لالنتخابات‬ ‫وقد تم ايجاد الدواء السحري‬ ‫لعالج جميع مشكالت الفيليني!!‬

‫يريدون يف عملية سياسية قصرية‬ ‫االمد مثل الدعاية االنتخابية ان‬ ‫نصبح (املكون الفييل)‪.‬‬ ‫فالعاقبة الكارثية طويلة االمد‪،‬‬ ‫اذا فهمنا الهدف من (املكون)‬ ‫املجرد (غري املحجب)‪ ،‬باملقارنة‬ ‫مع منافعه وارضاره فاننا سنخجل‬ ‫من شهدائنا اذا كنا ال نستطيع‬ ‫الحفاظ عىل حقوق احيائنا‪ ،‬ومن‬ ‫املحزن ان مثن كل صوت قدم من‬ ‫اجله شهيد ضحية‪.‬‬ ‫عندنا‪ ،‬فان مشاركة الكورد‬ ‫الفيليني يف الحركة السياسية‬ ‫والثقافية واالقتصادية مل تكن‬ ‫مرتبطة باملنافع فقط‪ ،‬بل يف‬ ‫اغلب االحيان كانوا يعرفون بانهم‬ ‫ليس فقط ال ينتفعون ولكن يف‬ ‫هذا املجال ستلحق بهم الخسائر‬ ‫البرشية واملادية‪ .‬امر عادي‬ ‫يف الحركات السياسية العراقية‬ ‫املعارصة‪ ،‬فان مدرستنا القومية‬ ‫وبسبب كرثة اسرتخائها وغيابات‬ ‫اساتذتها وطلبتها والصيغة‬ ‫الكالسيكية وعدم رصانة الربامج‬ ‫والدروس‪ ،‬انسحبت امام الدوام‬ ‫املستمر ملراكز النفوذ املذهبي‬ ‫السيايس وليس هذا لوحده‬

‫االشرتاك يف ميدان‬ ‫التشريع والحياة‬ ‫السياسية هي فرصة‬ ‫للفيليني‪ .‬فرصة‬ ‫للتعريف بأنفسهم من‬ ‫جديد‪ .‬االنتخابات فرصة‬ ‫للتعريف باملطالب‬ ‫والرسالة التي يريدون‬ ‫توصيلها بمصاريف اقل‬

‫خاصة بالكورد الفيليني اال انه كان‬ ‫االصعب عليهم‪.‬‬ ‫لحد االن‪ ،‬فان الرأسامل السيايس‬ ‫للكورد الفيليني هو من ذلك‬ ‫النوع من رؤوس االموال املرتبطة‬ ‫بحاكمية االحزاب والسياسيني‬ ‫الكورد والشيعة‪ .‬وهذا الرأسامل‬ ‫حاله حال رؤوس االموال‬ ‫االقتصادية او االجتامعية ميكن‬ ‫ان يكون يف صعود او هبوط‪.‬‬

‫رأساملنا السيايس مرتبط بحضورنا‬ ‫السيايس‪ .‬واالنتخابات بامكانها ان‬ ‫تزيد من اسهمنا او تنقصها‪ .‬ولكن‬ ‫يف هذه االنتخابات يرغب الناس‬ ‫يف الجانب السيايس ان يسمعوا‬ ‫افكارنا ويراقبوا عد اصواتنا‪.‬‬ ‫ان مشاركة مكونات االقوام‬ ‫ومذاهبها يف هذه االنتخابات‬ ‫مع االخذ بنظر االوضاع‬ ‫السياسية واستمرار الرصاعات‬ ‫مهم جدا‪ .‬واالشرتاك يف ميدان‬ ‫الترشيع والحياة السياسية هي‬ ‫فرصة للفيليني‪ .‬فرصة للتعريف‬ ‫بأنفسهم من جديد‪ .‬االنتخابات‬ ‫فرصة للتعريف باملطالب‬ ‫والرسالة التي يريدون توصيلها‬ ‫مبصاريف اقل‪ .‬تلك املطالب التي‬ ‫لها وجود يف القوانني والدستور‬ ‫العراقي‪ ،‬ولكن من دون وجود‬ ‫عذر (املكون) ايضا مل تنفذ تلك‬ ‫املطالب لحد االن‪.‬‬ ‫أولئك الذين دخلوا لعبة «املكون»‬ ‫بال هوية‪ ،‬اعطوا قرارا مسبقا وهم‬ ‫منفذوه لخلق هوية مزورة غري‬ ‫الئقة يرضبون بها عرض الحائط‬ ‫مصري الفيليني‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬

‫الفيليون اليوم يف امس الحاجة‬ ‫اىل ان يجمعوا قواهم و املرحلة‬ ‫مهمة بالنسبة للكورد الفيليني تكمن‬ ‫يف رص صفوفهم وتوحيد خطابهم‬ ‫ومواقفهم ورفض محاوالت نزع‬ ‫هويتهم الدينية والقومية الكوردية‬ ‫عنهم والوقوف امام العقلية الشمولية‬ ‫العنرصية التي ال تزال سائدة يف‬ ‫املجتمع ولالستعداد يف املشاركة‬ ‫باالنتخابات النتخاب ممثلني حقيقيني‬ ‫لهم يف مجلس النواب القادم بعيداً عن‬ ‫الرمزية امنا من باب االميان بقضاياهم‬ ‫ومظلوميتهم ومن خالل العمل عىل‬ ‫مللمت الشتات ووقف التصارعات‬ ‫الذي اليجدي فيام بني ودخول‬ ‫االنتخابات لخدمة هذه االمة وهو‬ ‫من مصلحتهم للدفاع عن قضاياهم‬ ‫والبعادهم عن الغدر والتهميش‬ ‫والتشكيك بأصالتهم كام عليهم االبتعاد‬ ‫متاما عن الشعارات املزيفة والنزول‬ ‫اىل العمل الجامهريي وان يفكرهذا‬ ‫الشعب مبستقبله‪.‬لقد اغاضت الثوابت‬ ‫التي متسك بها االنسان الفييل االنظمة‬ ‫الدكتوتورية املتالحقة التي حكمت‬ ‫العراق ولكن بقى صامداً عند وفائه‬

‫الفيليون‬ ‫والعودة الى الذات‬ ‫والحفاظ على الهوية‬ ‫عبد الخالق الفالح‬

‫رغم كل التضحيات واملعاناة والرصاع‬ ‫الطويل وعمل مع اآلخرين وكان يف‬ ‫طليعة املدافعني عن دينهم ونضالهم‬ ‫الوطني والدميقراطي ويف كافة املجاالت‬ ‫ويف سبيل ذلك وعىل هذا الطريق‬ ‫الطويل قدم ُ‬ ‫الكورد الفيلية االالف‬ ‫من الشهداء األبراردون منة امنا بعمق‬ ‫وطنيتهم ومدى التصاقهم بالوطن‬ ‫والشعب منذ أن شاركوا يف التظاهرات‬ ‫الكبرية التي كانت تطالب بالحرية‬ ‫والدميقراطية للشعب يف اربعينيات‬ ‫القرن املايض وتاييد ثورة ‪ 14‬متوز‬ ‫‪1958‬مع الجامهري والدفاع عنها بكل‬ ‫بسالة ووعيهم ملكانتهم االجتامعية‬ ‫الطيبة يف املجتمع ووجودهم الذي‬

‫ميتد يف تاريخ العراق القديم والزال‬ ‫يعيش ذلك االمتداد الزمني املشع‬ ‫وبالعطاء الذي ال ينضب‪ ،‬ودورهم‬ ‫السيايس النضايل ضد الحكم املليك‬ ‫ومعاناتهم من ذلك النظام‪ .‬ولذلك‬ ‫اختلفت مواقفه متاماً عن مواقف‬ ‫وسلوك الحكام قبل ذاك ولكن بعد‬ ‫االنقالب االسود للبعث يف عام ‪1963‬‬ ‫تعرضوا لالضطهاد واالعتقال والتعذيب‬ ‫حتى التسفري من قبل أجهزة الحكم‬ ‫بسبب مواقفهم الثابتة التي ناهضت‬ ‫سياسة هذا الحزب الشوفيني وضد‬ ‫الدميقراطية أو الحرب التي شنها ضد‬ ‫الشعب الكوردي يف كوردستان العراق‪.‬‬ ‫بعد مساندتهم لنضال اخوانهم من‬

‫هذا الشعب االيب النهم هم جزء منهم‬ ‫‪.‬الكورد الفيليون من ألوان الطيف‬ ‫الكوردي الجميل واالصيل‪.‬ومثة دس‬ ‫ورياء وتعميه بشأنهم ومازال حيا‬ ‫لدى السذج حول اصالتهم ‪ ،‬ولكن بعد‬ ‫غروب حقبة البعث التي يتفق الجميع‬ ‫عىل أنها وزعت الظلم بالقسطاس‬ ‫عىل العراقيني فمن الرضوري العودة‬ ‫ايل الذات والهوية املتميزة ‪ ،‬و املكون‬ ‫الفييل هم أكرث من عاىن من جرمهم‪،‬‬ ‫ألنهم يحملون يف تكوينهم (خطيأتني)‬ ‫كام يعتقد البعض‪ :‬خطيئة متايزهم‬ ‫القومي‪ ،‬وخطيئة متايزهم املذهبي‬ ‫‪.‬و هناك ظاهرة تبني الثقافة واللغة‬ ‫العربية مدموجا بضعف املشاعر‬

‫القومية الكردية عند البعض وهي‬ ‫الزالت عند الكثري من الذين تحملوا‬ ‫املسؤولية بعد عام ‪ 2003‬منهم‬ ‫وقد تكون بسبب السياسات السيئة‬ ‫لالنظمة التي حكمت العراق واخرها‬ ‫حزب البعث الذي حكم العراق قرابة‬ ‫اربعون عاما بالنار والحديد واكرثهم‬ ‫دموية للفيلية وميكن ترجمتها سياسيا‬ ‫مبثابة وجود رغبة ذاتية نحو االنصهار‬ ‫داخل القومية العربية يف العراق‬ ‫عند البعض ويحملون القاباً عربية‬ ‫ويفتخرون بانتامئهم للقبائل العربية‬ ‫دون رجعة ( مع اعتزازي بكل القبائل‬ ‫العربية االصيلة ) وهو نوع من‬ ‫التنصل لالصل من الكوردية الفيلية‬

‫مع االسف‪ .‬اليوم مطلوب منهم الدفاع‬ ‫عن مبادئهم واصالتهم واالشرتاك‬ ‫يف االنتخابات وانتخاب االصلح الن‬ ‫الفرصة كبرية والميكن التغايض عنها ‪.‬‬ ‫وقد يكون البعض يحاول بشكل واخر‬ ‫بث روح اليأس يف نفوس ابناء شعبنا‬ ‫ليك يضعف ارادتهم وعزميتهم من‬ ‫انتخاب منهم االصلح لتحقيق االمال‬ ‫املنشودة واالبتعاد عن التسقيط‬ ‫البعض لالخر واملايض قد مىض وعلينا‬ ‫ان نكون مستعدين للمستقبل بروح‬ ‫االلفة واملحبة واالبتعاد عن النفاق‬ ‫عند البعض من املدسوسني واملتلونني‬ ‫وكشف اوراقهم وما النرص إال من عند‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬ ‫عىل الرغم من االنتخابات تعد‬ ‫مسألة اجتامعية وثقافية‪ ،‬اال‬ ‫انها أخرياً لها ايضا جنبتها السياسية‬ ‫وقرار الناخب هو الذي يحدد انعكاسا‬ ‫للسياسة ووفاء لهويته‪.‬‬ ‫فأي نوع من التصويت نحتاج اليه نحن‬ ‫للمحافظة عىل التوازن بني التصويت‬ ‫القومي والتصويت غري القومي؟!‬ ‫صحيح ان العمل يف السياسة من دون‬ ‫ان يكون لك برنامج او ظهري يشبه بناء‬ ‫بيتك امام مجرى الفيضان فبهذا ليس‬ ‫هناك جرمية اكرب من دفع الفيليني اىل‬ ‫اليأس والتمرد والضياع‪.‬‬ ‫يف هذا البلد‪ ،‬يسمح لنا القانون باسرتداد‬ ‫حقوقنا ولكن السلطة ال تسمح بتنفيذه!‬ ‫السؤال هو ان كل الجهود القومية‬ ‫وحتى الدينية يف قالبها املذهبي مل‬ ‫تستطع ان تضع نهاية ملآسينا‪ ،‬فكيف‬ ‫بامكان مصطلح (املكون املجرد) ان‬ ‫مينحنا االستقرار واالمان؟!‬ ‫ان ما يحتاجه الفيليون اليوم هو القضاء‬ ‫عىل املوانع الرئيسة للعنف الفكري‪،‬‬ ‫وعىل قرارات وردود افعال السلطة‬ ‫تجاههم والتي جعلت جميع افاق‬ ‫حياتهم غري مستقرة‪.‬‬ ‫يف بداية سقوط النظام السابق انخفض‬ ‫مستوى العنف ولكن االمر مل يستمر‬ ‫طويال فعاد وارتفع مرة اخرى بشكل‬ ‫كبري وتراجع تيار التهدئة واالستقرار‪،‬‬ ‫فنحن االن نعيش وسط اطول فرتة من‬

‫فيليو الكورد والمكون الفيلي‪..‬‬ ‫من الذي سيسامح المدان؟‬ ‫االزمة السياسية‪ ،‬وخاصة ان التيارين‬ ‫املذهبي والقومي يف رصاع عنيف‪.‬‬ ‫يف السابق مل يفكر احد منهام مبسح‬ ‫االخر من الوجود بشكل نهايئ‪ ،‬ولكن‬ ‫يف االنتخابات الحالية‪ ،‬فان الطرف‬ ‫املذهبي السيايس يتخذ بحكم تصديه‬ ‫للسلطة قرارا بالقضاء عىل االطراف‬

‫االخرى ومسح آثارها‪.‬‬ ‫ان الذين ينادون بالـ(مكون) يف ظل‬ ‫املذهبية السياسية‪ ،‬ال يريدون استمرار‬ ‫الوئام بيننا‪ ،‬ان الذين يتقدمون‬ ‫بسيناريو الـ(مكون) يهدمون جدار‬ ‫الثقة‪ ،‬ويرصفون كل ما جعبة الفيليني‬ ‫من القوة واالمكانية اىل وهم فارغ‪.‬‬

‫حسنا‪ ،‬اذا اصبحنا (مكونا) بال قومية‪،‬‬ ‫فهل سيتم نقل ملفنا من (شعبة‬ ‫االجانب) اىل الطابق االريض ويتساوى‬ ‫مع حقوق املواطن الدرجة االوىل؟ ويأيت‬ ‫هذا يف وقت مل يطالب الكورد الفيليون‬ ‫يف اية عملية سياسية ان يحول مكان‬ ‫سكنهم يف العراق اىل (إقليم) او ان‬

‫علي حسني فيلي‪ /‬القسم الرابع‬

‫(ينفصل)! لقد تم تهجريهم وترشيدهم‬ ‫اال انهم مل يكونوا بال شعب حتى يتم‬ ‫تعويضم او رفعا للخسائر عنهم بخيار‬ ‫االفتخار بـ(مكون) بعيدا عن ابناء‬ ‫ارومتهم‪.‬‬ ‫ان السبيل الجتياز هذه الفتنة‪ ،‬التكمن‬ ‫يف الصمت والزعل والرصاخ وال انقالبات‬ ‫التشهري‪ ،‬بل تكمن فقط يف طريق وحيد‬ ‫امامنا وهو السعي املشرتك القناع‬ ‫االخرين باالعرتاف بنا وان يعرتفوا مبا‬ ‫نريده وا ّال يرونا مختلفني عن هذا‬ ‫املجتمع او عن انفسهم‪.‬‬ ‫دعونا نشارك يف اعادة بناء الثقة يف‬ ‫هذا البلد وبيننا ايضا‪ ،‬الن مفاخر‬ ‫العراق ال تتلخص بالتاريخ والثقافة‬ ‫واللغة املشرتكة او االثار القدمية والرثوة‬ ‫النفطية فقط‪ ،‬بل باملساواة والعدالة‬ ‫واالمن واالحرتام وتعايش املواطنني‬ ‫الذين كانوا جميعا فيها متشاركني‪،‬‬ ‫ومشكلة الكورد الفيليني ليست فقط يف‬ ‫مسألة القومية من اجل سعادة الدنيا‬ ‫والدين واملذهب نحو العواقب الحسنة‪،‬‬ ‫اي ان املشاركة يف االنتخابات رشط‬ ‫ولكنه ليس الوحيد‪ ،‬نحن رأينا سابقا‬ ‫الكثري من املغامرات واملجازفات‬ ‫السياسية‪ ،‬ولكننا دخلنا اليوم يف عامل‬ ‫انعدام الثقة‪.‬‬ ‫يف الحقيقة ليس اي شخص قومي‬ ‫هو بالرضورة عدوا للدين واملذهب‪،‬‬ ‫ومصطلح فييل ال ميثل عشرية او طائفة‬

‫بل يشكل اتحادا للعشائر الكوردية لرشق‬ ‫دجلة ُج ِمعنا باالختيار ال بالقوة تحت‬ ‫ظل واحد‪ .‬والذي تم اقرتافه ضد هذه‬ ‫الرشيحة من امتنا من الجرائم تدخل‬ ‫خانة االبادة الجامعية (الجينوسايد)‬ ‫نتج عنها قتل ابناء الشعب‪ ،‬ولكن مل‬ ‫يتم قتلنا مثلام يتم الكالم عنا كشعب‪.‬‬ ‫من الواضح ان هناك سعيا جليا لتفريقنا‬ ‫عن هويتنا التاريخية والقومية ودفعنا‬ ‫نحو توجه وبرنامج سيايس يظهر عليه‬ ‫لقب الفييل‪.‬‬ ‫ان مصطلح (مكون) من جانبيه القومي‬ ‫واملذهبي خلق فجوة بيننا‪ .‬عىل الرغم‬ ‫من ان الخوف من نفوذ انتصار موايل‬ ‫الجانب القومي اظهر الحديث عن‬ ‫مصطلح (مكون) اىل حيز الوجود‪.‬‬ ‫اي انهم يريدون اال يجلس الكوردي‬ ‫الفييل املتدين املحافظ عىل قوميته‬ ‫عىل كريس الكوتا‪ .‬الن املذهب لوحده‬ ‫مل يستطع يف السابق ان ميسح اثار‬ ‫القومية‪ ،‬من الواضح ان كريس الكوتا‬ ‫لن يبقى فارغا وسيجلس عليه شخص‬ ‫ما‪ ،‬ولكن ماذا يحمل هذا الشخص من‬ ‫رسالة وماذا ينفذ من سياسة‪ ،‬رسعان‬ ‫ما سينكشف! نحن مبتلون مبصطلح‬ ‫(التبعية) منذ مائة عام وعىل الرغم‬ ‫من كل التضحيات والخسائر اال اننا مل‬ ‫نتخلص منه لحد االن! فاذا تم ادخال‬ ‫مسألة (املكون) املجرد اىل الدستور‬ ‫والقوانني فمتى سنتخلص من اثاره؟‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬

‫كورد بغداد‬

‫يقتنصون مقعداً بالربملان العراقي‬

‫اظهرت نتائج االنتخابات الترشيعية االولية تقدما واضحا ملازن عبد املنعم املعروف‬ ‫«ابو حيدر» بكوتا الفيليني يف محافظة واسط عىل حساب مرشحني اخرين من قوائم‬ ‫وافراد‪.‬‬ ‫واظهرت القوائم التي تحصلت عليها شفق نيوز‪ ،‬تحصل املقرب من حزب الفضيلة‪،‬‬ ‫مازن عبد املنعم‪ -‬ابو حيدر‪ -‬عىل ‪ 4820‬صوتا يف السباق الخاص بكوتا الفيليني والذي‬ ‫شارك فيها بشكل «مستقل»‪.‬‬ ‫وتال ‪-‬ابو حيدر‪ -‬تجمع االتحاد الفييل بـ‪ 2681‬صوتا الذي يرأسه حسني جاين ملكشاهي‪،‬‬ ‫ومن ثم االئتالف الفييل العراقي ب‪ ،2486‬وجاء فؤاد عيل اكرب الفييل رابعا بـ‪،1191‬‬ ‫ومن ثم الجبهة الفيلية بتحصلها عىل ‪ 937‬صوتا‪.‬‬ ‫علق رئيس االئتالف الفييل العراقي حيدر هشام الفييل املعروف بـ»ابو اسد» عقب‬ ‫الكشف عن النتائج بالقول‪« ،‬تحفظنا الكامل عىل نتيجة مقعد الكوتا النيابية الفيلية‬ ‫للخروقات القانونية التي واكبت الرتشيح عليه والتي سيكون لنا فيها اتخاذ اإلجراءات‬ ‫القانونية الالزمة لحفظ حق هذا املكون املظلوم والوطن الجريح»‪.‬‬ ‫وتنافس عىل مقعد الكوتا اكرث من عرش شخصيات وقوائم‪.‬‬

‫الفيلي‬ ‫ينعى رحيل املناضل عادل مراد‬ ‫ببالغ االسف تلقينا نبا وفاة االستاذ عادل مراد الشخصية السياسية والثقافية املعروفة‬ ‫لشعبنا‪.‬‬ ‫بال شك بصمة الشخصيات الكوردية الفيلية داخل تاريخ نضال الشعب الكوردي‬ ‫ليست باليشء القليل‪ ،‬وذكراهم باقية متجذرة مبحاسنها‪.‬‬ ‫نطلب من القدير ان يوسع رحمته لبحر حزن عائلة واحباء املرحوم‪ ،‬ونلتمس جميعا‬ ‫لروحه الخلود‪.‬‬ ‫عيل حسني فييل‬

‫قرية فيلية‬ ‫تسن قوانني خاصة وختصص عيدا وطنيا‬ ‫اتفق سكان قرية حيدر اباد السياحية يف محافظة ايالم الفيلية‪ ،‬علىى جملة من االطر‬ ‫التي يحتكمون اليها ضمن ميثاق رشف وقعه وجهاء القرية التي تبعد ‪25‬كم عن مركز‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫وجاء يف نقاط الوثيقة التي اطلعت عليها شفق نيوز‪ ،‬ان يحافظ سكان القرية عىل بيئة‬ ‫موقعهم وان يحمونها من اية عوامل تؤثر عليها‪ ،‬وان يخصصوا يوما من كل عام يتجمع‬ ‫فيها السكان واهايل القرية من كل مكان‪.‬‬ ‫وجاءت يف الوثيقة ايضا تأسيس صندوق للتربعات ملساعدة املحتاجني يف اهل القرية من‬ ‫اجل عدم اللجوء اىل البنوك او طلب القرض من احد‪.‬‬ ‫واتفق سكان القرية ايضا عىل ان يحلوا مشاكلهم فيام بينهم من دون اللجوء أي طرف‬ ‫اخر‪.‬‬

‫«ابو حيدر»‬ ‫ينتزع كوتا الفيليني و»ابو اسد» يعرتض‬

‫متكن كورد بغداد من الحصول عىل مقعد‬ ‫مبجلس النواب العراقي للدورة املقبلة‪.‬‬ ‫وجاء املقعد عن طريق آزاد حميد شفي‪،‬‬ ‫املرشح عن تحالف سائرون‪ ،‬واملدعوم من‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‪.‬‬ ‫وسبق آلزاد حميد شفي‪ ،‬ان شغل منصب‬ ‫رئيس مجلس ناحية منديل‪ ،‬وهي املدينة‬ ‫الواقعة ضمن املناطق املتنازع عليها‬ ‫بني الحكومة االتحادية وحكومة اقليم‬ ‫كوردستان‪.‬‬ ‫ظهرت نتائج االنتخابات الترشيعية االولية‬ ‫تقدما واضحا ملازن عبد املنعم املعروف‬ ‫«ابو حيدر» بكوتا الفيليني يف محافظة‬ ‫واسط عىل حساب مرشحني اخرين من‬

‫قوائم وافراد‪.‬‬ ‫واظهرت القوائم التي تحصلت عليها شفق‬ ‫نيوز‪ ،‬حصول املقرب من حزب الفضيلة‪،‬‬ ‫مازن عبد املنعم «ابو حيدر» عىل ‪4820‬‬ ‫صوتا يف السباق الخاص بكوتا الفيليني‬ ‫والذي شارك فيها بشكل «مستقل»‪.‬‬ ‫وتال «ابو حيدر» تجمع االتحاد الفييل‬ ‫بـ‪ 2681‬صوتا الذي يرأسه حسني جاين‬ ‫ملكشاهي‪ ،‬ومن ثم االئتالف الفييل‬ ‫العراقي بـ‪ ،2486‬فيام جاء فؤاد عيل اكرب‬ ‫الفييل رابعاً بـ‪ ،1191‬ومن ثم الجبهة‬ ‫الفيلية بتحصلها عىل ‪ 937‬صوتا‪.‬‬ ‫وتنافس عىل مقعد الكوتا للكورد الفيليني‬ ‫أكرث من عرش شخصيات وقوائم‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫نظرة فاحصة‬

‫الواليات‬ ‫المتحدة‬ ‫تفتتح سفارة‬ ‫في القدس‪،‬‬ ‫فلماذا هذه‬ ‫الضجة؟‬

‫افتتحت الواليات‬ ‫المتحدة سفارتها‬ ‫الجديدة في القدس‬ ‫في خطوة أسعدت‬ ‫اإلسرائيليين وأثارت‬ ‫غضب الفلسطينيين‪.‬‬ ‫وتمت مراسم االفتتاح‬ ‫في مبنى القنصلية‬ ‫األمريكية في حي‬ ‫أرنونا بالقدس حيث‬ ‫سيصبح مقرا مؤقتا‬ ‫للسفارة يعمل فيه‬ ‫السفير وعدد صغير من‬ ‫العاملين وذلك لحين‬ ‫العثور على موقع أكبر‬ ‫مساحة‪.‬‬ ‫رويرتز‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫ويقع املجمع عىل خط الهدنة لعام‬ ‫‪ 1949‬الذي فصل القدس الغربية عن‬ ‫األرض التي تحتلها إرسائيل منذ حرب‬ ‫‪.1967‬‬ ‫ويأيت نقل السفارة يف أعقاب قرار‬ ‫الرئيس األمرييك دونالد ترامب يف‬ ‫ديسمرب كانون األول املايض الخروج‬ ‫عىل ما سارت عليه السياسة األمريكية‬ ‫لعرشات السنني باعرتافه بالقدس‬ ‫عاصمة إلرسائيل‪.‬‬ ‫ورحب رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني‬ ‫نتنياهو بقرار ترامب وقال إنه يعكس‬ ‫”أن الشعب اليهودي كانت له عاصمة‬ ‫منذ ‪ 3000‬سنة وأن اسمها القدس“‪.‬‬ ‫غري أن هذه الخطوة أثارت استياء العامل‬ ‫العريب والحلفاء الغربيني‪ .‬ووصفها‬ ‫الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها‬ ‫صفعة عىل الوجه وقال إن واشنطن مل‬ ‫تعد تصلح للقيام بدور الوسيط النزيه‬ ‫يف أي محادثات سالم مع إرسائيل‪.‬‬ ‫وقال ترامب إن إدارته تعد مقرتحا‬ ‫للسالم وإن االعرتاف بالقدس عاصمة‬ ‫ألقرب حلفاء الواليات املتحدة ”رفع‬ ‫القدس‪ ،‬أصعب البنود يف املفاوضات‪،‬‬ ‫من عىل املائدة“‪.‬‬ ‫* ملاذا اعرتف ترامب بالقدس عاصمة‬ ‫الرسائيل وأعلن قرار نقل السفارة إليها؟‬ ‫يضغط الساسة املؤيدون إلرسائيل‬ ‫يف واشنطن منذ مدة طويلة لنقل‬ ‫السفارة إىل القدس كام أن ترامب قطع‬ ‫عىل نفسه وعدا خالل حملة الدعاية‬ ‫االنتخابية يف ‪ 2016‬بتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫قوبل القرار بالرتحيب من جانب كثريين‬

‫من املحافظني واملسيحيني اإلنجيليني‬ ‫الذين صوتوا لصالح ترامب ونائبه مايك‬ ‫بنس‪.‬‬ ‫وجاء قرار ترامب تنفيذا لقانون صدر‬ ‫عام ‪ 1995‬يقيض بأن تنقل الواليات‬ ‫املتحدة سفارتها إىل القدس لكن‬ ‫الرؤساء بيل كلينتون وجورج دبليو‬ ‫بوش وباراك أوباما دأبوا عىل توقيع‬ ‫مراسيم لتأجيل التنفيذ‪.‬‬ ‫واستشهد ترامب يف إعالن قراره يف‬ ‫السادس من ديسمرب كانون األول املايض‬ ‫بالقانون وأشار إىل أن الرؤساء الثالثة‬ ‫السابقني ”كانوا يفتقرون للشجاعة“‬ ‫وقال ”لقد أخفقوا يف التنفيذ‪ .‬واليوم‬ ‫سأحقق أنا ذلك“‪.‬‬ ‫تتلخص اإلجابة يف الدين والسياسة‬ ‫والتاريخ‪.‬‬ ‫فاملدينة مقدسة يف اليهودية واملسيحية‬

‫أشار ترامب إلى‬ ‫أن الرؤساء الثالثة‬ ‫السابقين ”كانوا‬ ‫يفتقرون للشجاعة“‬ ‫وقال ”لقد أخفقوا‬ ‫في التنفيذ‪ .‬واليوم‬ ‫سأحقق أنا ذلك“‪.‬‬

‫واإلسالم ولكل من الديانات الثالث‬ ‫مواقع لها أهمية كربى فيها وبسببها‬ ‫قامت حروب منذ آالف السنني خاضها‬ ‫سكانها وقوى إقليمية وغزاة من خارج‬ ‫املنطقة منهم املرصيون والبابليون‬ ‫والرومان وحكام الدولة اإلسالمية‬ ‫األوائل والصليبيون والعثامنيون‬ ‫واالمرباطورية الربيطانية ويف العرص‬ ‫الحديث إرسائيل وجريانها من الدول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وتعترب الحكومة اإلرسائيلية القدس‬ ‫عاصمة أبدية موحدة للبالد رغم أن‬ ‫هذا الوضع ال يحظى باعرتاف دويل‪.‬‬ ‫ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس‬ ‫الرشقية عاصمة لدولتهم املستقبلية‪.‬‬ ‫بل إن للمدينة اسمني مختلفني فاليهود‬ ‫يسمونها أورشليم أو جريوسامل والعرب‬ ‫يسمونها القدس‪.‬‬ ‫ويف قلبها يقع تل يسميه اليهود يف‬ ‫مختلف أنحاء العامل جبل املعبد‬ ‫ويعرفه املسلمون يف أنحاء العامل باسم‬ ‫الحرم الرشيف‪ .‬ويقول اليهود إنه موقع‬ ‫معابد يهودية قدمية لكن كل ما تبقى‬ ‫منها فوق األرض حائط مام بناه هريود‬ ‫العظيم يعرف باسم الحائط الغريب‬ ‫يؤدي عنده اليهود صلواتهم‪.‬‬ ‫وعىل بعد أمتار من الحائط موقعان‬ ‫لهام قدسيتهام عند املسلمني هام قبة‬ ‫الصخرة واملسجد األقىص الذي بني‬ ‫يف القرن الثامن ويعد ثالث الحرمني‬ ‫الرشيفني بعد مكة واملدينة املنورة‪.‬‬ ‫كام تعد املدينة مزارا مهام للمسيحيني‬

‫الذين يقدسون املوقع الذي يعتقدون‬ ‫أن املسيح عيىس وقف فيه يعظ الناس‬ ‫وصلب وبُعث فيه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫* ما هو التاريخ الحديث للمدينة‬ ‫ووضعها؟‬ ‫يف ‪ 1947‬قررت الجمعية العامة لألمم‬ ‫املتحدة تقسيم فلسطني التي كانت‬ ‫خاضعة آنذاك لالنتداب الربيطاين إىل‬ ‫دولتني األوىل عربية والثانية يهودية‪.‬‬ ‫لكنها اعرتفت بأن للقدس وضعا خاصا‬ ‫واقرتحت وضعها تحت الحكم الدويل‬ ‫مع بيت لحم القريبة منها عىل أن‬ ‫تديرهام األمم املتحدة‪.‬‬ ‫مل يحدث ذلك قط‪ .‬وعندما انتهى‬ ‫الحكم الربيطاين يف ‪ 1948‬احتلت‬ ‫القوات األردنية املدينة القدمية والقدس‬ ‫الرشقية العربية‪ .‬واستولت إرسائيل عىل‬ ‫القدس الرشقية من األردن يف حرب‬ ‫‪ 1967‬وضمتها إليها‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 1980‬أصدر الربملان‬ ‫اإلرسائييل قانونا أعلن القدس عاصمة‬ ‫موحدة إلرسائيل‪ .‬لكن األمم املتحدة‬ ‫تعترب القدس الرشقية أرضا محتلة‬ ‫وترى أن وضع املدينة محل نزاع لحني‬ ‫تسويته من خالل املفاوضات بني‬ ‫إرسائيل والفلسطينيني‪ .‬ويتوىل عاهل‬ ‫األردن مسؤولية اإلرشاف عىل األماكن‬ ‫اإلسالمية املقدسة‪.‬‬ ‫* هل لبلد آخر سفارة يف القدس؟‬ ‫ستنقل جواتيامال سفارتها من تل أبيب‬ ‫إىل القدس يف ‪ 16‬مايو آيار أي بعد يومني‬ ‫فحسب من نقل السفارة األمريكية إىل‬ ‫املدينة‪ .‬وستتبعها باراجواي يف وقت‬

‫األمم المتحدة تعتبر‬ ‫القدس الشرقية أرضا‬ ‫محتلة وترى أن وضع‬ ‫المدينة محل نزاع‬ ‫لحين تسويته من خالل‬ ‫المفاوضات بين إسرائيل‬ ‫والفلسطينيين‪.‬‬

‫الحق من الشهر الجاري‪.‬‬ ‫وقال نتنياهو يف أبريل نيسان إن نحو‬ ‫ست دول ”تبحث بجدية“ االقتداء‬ ‫بالخطوة األمريكية لكنه مل يذكر اسم‬ ‫أي منها‪.‬‬ ‫ويف ديسمرب كانون األول وافقت ‪128‬‬ ‫دولة عىل قرار غري ملزم يف الجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة يدعو الواليات‬ ‫املتحدة إىل التخيل عن اعرتافها بالقدس‬ ‫عاصمة إلرسائيل‪ .‬واعرتضت عىل القرار‬ ‫تسع دول بينام امتنعت ‪ 35‬دولة عن‬ ‫التصويت ومل تشارك فيه ‪ 21‬دولة‪.‬‬ ‫* ما هي الخطوة التالية املرجحة؟ وهل‬ ‫سبق أن كانت القدس نقطة ساخنة؟‬ ‫منذ إعالن ترامب عن قراره وقعت‬ ‫احتجاجات فلسطينية وحدثت توترات‬ ‫ونظم الفلسطينيون احتجاجات يف‬ ‫القدس وغزة والضفة الغربية‪ .‬وقتلت‬ ‫القوات اإلرسائيلية أكرث من ‪ 40‬فلسطينيا‬ ‫يف غزة خالل االحتجاجات عىل الحدود‬

‫مع قطاع غزة عىل مدى ستة أسابيع‪.‬‬ ‫وتبلغ االحتجاجات ذروتها يف ‪ 15‬مايو‬ ‫أيار الذي يعتربه الفلسطينيون يوم‬ ‫النكبة إذ فقدوا فيه بيوتهم وأراضيهم‬ ‫مع قيام إرسائيل‪ .‬ويكتسب هذا اليوم‬ ‫أهمية خاصة هذا العام ألنه اليوم التايل‬ ‫لنقل السفارة األمريكية إىل القدس‪.‬‬ ‫ورغم أن االشتباكات مل تصل إىل‬ ‫مستوى االنتفاضتني الفلسطينيتني‬ ‫األوىل (‪ )1993-1987‬والثانية (‪-2000‬‬ ‫‪ )2005‬فقد سبق أن تفجرت أعامل‬ ‫عنف بسبب مسائل السيادة والدين‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 1969‬حاول مسيحي اسرتايل‬ ‫حرق املسجد األقىص وفشل يف مسعاه‬ ‫لكنه تسبب يف إلحاق أرضار به وأثار‬ ‫الغضب يف مختلف أنحاء العامل العريب‪.‬‬ ‫ويف العام ‪ 2000‬قاد السيايس اإلرسائييل‬ ‫ارييل شارون أثناء زعامته للمعارضة‬ ‫مجموعة من النواب اإلرسائيليني‬ ‫إىل مجمع الحرم الرشيف وتطورت‬ ‫االحتجاجات الفلسطينية عىل ذلك إىل‬ ‫االنتفاضة الثانية‪.‬‬ ‫كام وقعت مواجهات دامية يف يوليو‬ ‫متوز املايض بعد أن نصبت إرسائيل‬ ‫أجهزة للكشف عن املعادن يف مدخل‬ ‫املجمع بعد أن قتل مسلحون من عرب‬ ‫إرسائيل رشطيني إرسائيليني هناك‪.‬‬ ‫وقد حذر قادة عرب يف مختلف أنحاء‬ ‫الرشق األوسط من أن خطوة نقل‬ ‫السفارة قد تؤدي إىل اضطرابات وترض‬ ‫باملساعي األمريكية الستئناف محادثات‬ ‫السالم املتوقفة منذ فرتة طويلة بني‬ ‫ارسائيل والفلسطينيني‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 40‬دول ستغض الطرف عن‬ ‫مواقف «روبن هود»‬ ‫تقرير‪ :‬العراق آملة في التقارب‬ ‫بعد فوز تحالف «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر‬ ‫يف االنتخابات الربملانية العراقية‪ ،‬تنظر صحيفة‬ ‫«نيويورك تايمز» إىل أسباب نجاح رجل الدين‬ ‫الشيعي وأهمية هذا التطور بالنسبة للبالد‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫وأشارت الصحيفة‪ ،‬يف تقرير‬ ‫إىل أن مواقف الصدر شهدت‬ ‫خالل حياته السياسية تغريات جذرية‪،‬‬ ‫يف ظل تطورات الوضع داخل البالد‪،‬‬ ‫مضيفة أن األحداث املأساوية التي‬ ‫شهدتها البالد أسهمت يف إضعاف‬ ‫النمط الطائفي للحياة السياسية‪ ،‬ما‬ ‫أتاح للصدر التحول من زعيم ميلشيا‬ ‫شيعية إىل «وجه اإلصالحات والوطنية‬ ‫العراقية املفاجئ»‪.‬‬ ‫وذكر التقرير أن الصدر توصل إىل‬ ‫سلسلة تحالفات سياسية مفاجئة‬ ‫داخل البالد‪ ،‬حيث يتمتع حاليا بدعم‬ ‫كل من الشيعة والعراقيني الراغبني‬ ‫يف التخفيف من عواقب األزمة‬ ‫االقتصادية والليبرياليني واملثقفني‬ ‫واليساريني ونخبة من رجال األعامل‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫وتابع التقرير أن الصدر تنحى عن‬ ‫مؤيديه السابقني يف طهران‪ ،‬وال يخدم‬ ‫فوز تحالفه يف االنتخابات مصالح‬ ‫إيران والواليات املتحدة عىل حد سواء‪،‬‬ ‫بينام وجد الشيوعيون والدميقراطيون‬ ‫االجتامعيون والفوضويون مفاجأة‬ ‫يف الصدر رمزا لإلصالحات التي كانوا‬ ‫يحاربون من أجلها عىل مدى سنني‬ ‫طويلة وزعيام شعبيا تحتاج إليه البالد‬ ‫يف فرتة التغريات السياسية الجذرية‪.‬‬ ‫وأعلن الصدر نفسه يف مقابلة إعالمية‬ ‫قبل االنتخابات أن هدفه هو وصول‬ ‫تكنوقراط احرتافيني‪ ،‬ال موالني ألحزاب‬ ‫معينة‪ ،‬إىل مناصب رئيسة يف الحكومة‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫انه زمن االصالح‬

‫‪42‬‬ ‫بهدف تشكيل مؤسسات الحكم التي‬ ‫تخدم الناس‪ ،‬ال قوى سياسية‪.‬‬ ‫غري أن مدير قسم الرشق األوسط يف‬ ‫«مجموعة األزمات الدولية»‪ ،‬جوست‬ ‫هيلرتمان‪ ،‬للصحيفة أن الصدر قد‬ ‫يواجه صعوبات يف تطبيق أجندته‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬حيث يعني تشكيل ائتالف‬ ‫حكومي أوسع بالنسبة له التقارب مع‬ ‫قوى قد تخرس كثريا جراء الحرب عىل‬ ‫الفساد التي تعد بشنها‪.‬‬ ‫وأما بخصوص الصعيد الدويل‪ ،‬فتمكن‬ ‫الصدر‪ ،‬عىل الرغم من انتقاداته شديدة‬ ‫اللهجة تجاه الواليات املتحدة‪ ،‬من‬ ‫«إقامة الجسور» مع حلفاء الواليات‬ ‫املتحدة يف العامل العريب‪ ،‬مبن فيهم ويل‬ ‫العهد السعودي محمد بن سلامن‪،‬‬ ‫وكان دبلوماسيون من عدة دول‬ ‫غربية‪ ،‬وخاصة تلك التي سبق أن ُقتل‬ ‫عسكريوها من قوات اجنبية بأيدي‬ ‫أنصار الصدر‪ ،‬قد عقدوا لقاءات معه‪.‬‬ ‫وأوضحت «نيويورك تاميز» أن تلك‬ ‫الدول مستعدة لغض الطرف عن تلك‬ ‫األحداث‪ ،‬آملة يف التقارب مع الصدر‬ ‫بغية منع إيران من بسط نفوذها يف‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫وذ ّكر التقرير بأن الصدر تقدم إىل املقام‬ ‫األوىل يف اللعبة السياسية العراقية عام‬ ‫‪ ،2003‬بعيد سيطرة القوات األمريكية‬ ‫وحلفائها عىل العاصمة بغداد‪ ،‬مقارنا‬ ‫إياه بـ»روبن هود»‪ ،‬حيث أمر بنرش‬ ‫أنصاره يف العاصمة لتوزيع األغذية عىل‬

‫الفقراء وحامية املواطنني مام اعتربه‬ ‫أعامال عدوانية من قبل األمريكيني‪.‬‬ ‫واستخدم الصدر يف خطبه ترصيحات‬ ‫شديدة اللهجة بحق الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫داعيا أنصاره إىل مهاجمة قوات االحتالل‬ ‫(ما دفع الرئيس األمرييك حينئذ جورج‬ ‫بوش االبن إىل وصف رجل الدين‬ ‫الشيعي بأنه أكرب عدو لواشنطن يف‬ ‫العامل إىل جانب تنظيم القاعدة)‪.‬‬ ‫وتراجع‪ ،‬حسب التقرير‪ ،‬عن مواقفه‬ ‫السابقة بعد استيالء تنظيم «داعش»‬ ‫عىل مساحات واسعة يف العراق‪ ،‬حيث‬ ‫كان أنصاره يحاربون إىل جانب القوات‬ ‫الحكومية املدعومة من قبل التحالف‬ ‫الدويل‪ ،‬وذلك بالرغم من أن ‪ 215‬من‬ ‫املسلحني املؤيدين للصدر قتلوا وأصيب‬ ‫أكرث من ‪ 600‬جراء اشتباكات مع قوات‬ ‫األمن يف البرصة عام ‪.2008‬‬ ‫وال تزال األوساط السنية‪ ،‬حسب‬ ‫التقرير‪ ،‬تنظر بحذر إىل الصدر‪ ،‬لكن‬ ‫العديد منهم أدلوا بأصواتهم لصالح‬ ‫تحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي‪،‬‬ ‫ولذلك قد ميثل تشكيل ائتالف حكومي‬ ‫يضم كتلتي الصدر والعبادي خطوة‬ ‫ملموسة نحو تجاوز الخالفات الطائفية‬ ‫داخل البالد‪.‬‬ ‫واختتم التقرير بالنقل عن زعيم الحزب‬ ‫الشيوعي العراقي رائد فهمي اعتباره‬ ‫مقتدى الصدر شخصية تستطيع حفز‬ ‫املاليني قائال‪« :‬إذا تحسن مجتمعنا‬ ‫بفضله فسأكون أول املهنئني»‪.‬‬

‫جاسم الحلفي‬

‫درجت االطراف السياسية سابقا‪ ،‬بعد انتهاء االنتخابات وتعرفها عىل حجومها‪ ،‬عىل‬ ‫تقاسم مناصب رئيس الوزراء والوزراء والوزارات يف ما بينها وعىل درجات ومستويات‬ ‫ثالثة‪ ،‬معتمدة يف ذلك ومكرسة نهج املحاصصة الطائفية واالثنية‪.‬‬ ‫اما يف حالتنا اليوم‪ ،‬فنعتمد منهجاً يستند اىل الربنامج املعلن لتحالفنا «سائرون»‪ ،‬وهو‬ ‫برنامج االصالح‪ .‬وتلك هي يف رأينا الطريقة الصحيحة‪:‬‬ ‫• يجري التفاوض مع الكتل السياسية االخرى حول تبنيها برنامجنا هذا لالصالح‪.‬‬ ‫• تقوم عالقاتنا مع تلك االطراف وفقا ملدى استعدادها لقبول هذا الربنامج‪.‬‬ ‫• يتم اختيار املكلف برئاسة الوزراء عىل اسس ومعايري محددة‪:‬‬ ‫أ‪ .‬معيار الوطنية‪ ،‬وان تتجىل وطنيته يف صدق انتامئه للعراق‪ ،‬وعدم خضوعه الية‬ ‫لب برنامج‬ ‫ضغوط اجنبية‪ ،‬وعدم تقبله الوالء لجهات اجنبية‪ .‬ويتم تثبيت ذلك يف ّ‬ ‫االصالح‪ ،‬الذي يصبح برنامج الحكومة الجديدة ويجري االلتزام بتنفيذه‪.‬‬ ‫ب‪ .‬النزاهة‪ ،‬واالستعداد للتصدي للفساد ومحاربته ‪.‬‬ ‫ج‪ .‬امتالك القدرات العلمية واالدارية ‪ ،‬والتمكن من ادارة الفريق الحكومي بكفاءة‪.‬‬ ‫د‪ .‬التمتع بروح املبادر ًة‪ ،‬وبالقدرة عىل اتخاذ القرارات السليمة‪ ،‬وعىل العمل مع‬ ‫اآلخرين بروحية العمل الجامعي‪.‬‬ ‫اما املنهج فيجسده كام سبق القول مرشوع االصالح‪ ،‬الذي يتلخص يف حفظ كرامة‬ ‫العراق والعراقيني وتأمني الحرية والسيادة‪ .‬املرشوع الذي ميكن ايراد ابرز نقاطه كام‬ ‫جاءت يف برنامج «سائرون» وهي‪:‬‬ ‫• استبعاد نهج املحاصصة والعمل عىل بناء دولة املواطنة‪.‬‬ ‫• مناهضة الفساد واحالة جميع ملفات الفاسدين اىل القضاء‪.‬‬ ‫• تأمني الضامنات االجتامعية والصحية والتعليمية‪ ،‬وضامن العيش الكريم‪.‬‬ ‫• توفري الخدمات وتحسني طرق ايصالها اىل املستفيدين‪.‬‬ ‫• تنويع االقتصاد‪ ،‬وإطالق برامج التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫• بناء عالقات إقليمية ودولية تعزز االستقالل والسيادة الوطنية‪.‬‬ ‫بهذا تتجه العملية السياسية نحو االستقرار والتنمية واالصالح‪ ،‬ومبا يعزز كرامة املواطن‬ ‫والوطن ‪ ..‬واذا واصل اآلخرون – رغم كل ترصيحاتهم واعالناتهم – متسكهم باملحاصصة‬ ‫وعملوا عىل اعادة انتاجها‪ ،‬فان تحالف «سائرون» سيتوجه اىل املعارضة الرسمية ويكون‬ ‫صوتها الرئييس يف الربملان‪ ،‬ويبارش العمل مع امتداداته يف اوساط املعارضة الشعبية‪.‬‬ ‫ان االنتخابات هذه املرة تختلف بوضوح عن سابقاتها‪ ،‬وقد متيزت باعالنها الرفض سواء‬ ‫من جانب املقاطعني لها او املشاركني فيها‪ ،‬للحكم بالطريقة السابقة‪.‬‬ ‫لقد كانت استفتاء شعبيا ضد االساليب السابقة يف الحكم وادارة البالد‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫من هو فرنسيس المسيحي الذي‬ ‫انتخبه شيعة في جنوب العراق؟‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫مل يتوقع عامر فرنسيس بطرس‬ ‫ذو (‪ )41‬عاماً حينام رشح نفسه‬ ‫لالنتخابات الربملانية التي شهدها العراق‬ ‫خالل أيار الحايل ‪ ،2018‬بأنه سيحصل‬ ‫عىل (‪ )5348‬صوتاً انتخابياً من املدينة‬ ‫التي تكاد تخلو من العائالت املسيحية‬ ‫وال توجد فيها سوى ثالث عائالت‬ ‫مسيحية فقط‪.‬‬ ‫الشاب الذي يعيش منذ والدته يف مدينة‬ ‫الكوت جنويب العاصمة بغداد‪ ،‬وتربطه‬ ‫عالقات طيبة ومتينة مبختلف رشائح‬

‫املجتمع الواسطي‪ ،‬اختار قامئة سائرون‬ ‫التي تضم تحالفاً بني التيار الصدري‬ ‫بزعامة مقتدى الصدر والحزب الشيوعي‬ ‫العراقي‪ ،‬ورشح نفسه لالنتخابات‬ ‫الربملانية معو ًال عىل القاعدة الشعبية‬ ‫التي ميتلكها يف الكوت‪ ،‬فالكوت مدينته‬ ‫التي ونشأ وترىب بني ربوعها‪.‬‬ ‫وما أن سمع جريان وأصدقاء ومحبو‬ ‫فرنسيس بخرب ترشحه ملجلس النواب‪،‬‬ ‫حتى بادروا بإطالق حمالت دعائية‬ ‫كبرية عىل مواقع التواصل االجتامعي‪،‬‬

‫هدف هذه الحمالت الرتويج للمرشح‬ ‫املسيحي ودعوة أبناء املدينة للتصويت‬ ‫له‪ ،‬وهو ما حصل بالفعل‪ ،‬فام هي ّإل‬ ‫أيام معدودة حتى انترشت صور عامر‬ ‫يف مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫أزقة وشوارع املدينة‪.‬‬ ‫(سائرون مع عامر فرنسيس) و(أنصار‬ ‫ومحبو عامر فرنسيس العراقي) (وأنصار‬ ‫العراقي عامر فرنسيس) كلها كروبات‬ ‫وصفحات الكرتونية ممولة حرص محبو‬ ‫عامر عىل انشائها يف صفحات الفيس بوك‬

‫للتواصل مع أبناء املدينة ودعوتهم إىل‬ ‫تفعيل املشاركة الشعبية يف االنتخابات‬ ‫والتصويت لصالح املسيحي‪.‬‬ ‫عائلة املرشح فرنسيس هي واحدة من‬ ‫ثالث عائالت مسيحية ال تزال متواجدة‬ ‫يف الكوت وهذه العائالت ال يتجاوز‬ ‫تعداد أفرادها سوى خمسة عرش شخصا‪،‬‬ ‫لكنه حصل عىل (‪ )5348‬صوتا‪.‬‬ ‫تجربة ترشيح الشاب املسيحي وسط‬ ‫مدينة يغلب عىل دين سكانها الطابع‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬يراها عامر تجربة ناجحة‬ ‫بكل املقاييس‪ ،‬فهي ‪ -‬كام يقول‪ -‬مناسبة‬ ‫لتعضيد التعايش السلمي يف العراق‬ ‫ومحاولة لقطع دابر الفنت التي تصدّ ر اىل‬ ‫العراق حسب وصفه‪.‬‬ ‫ويضيف عامر فرنسيس قائ ًال لـــ»نقاش»‪:‬‬ ‫«كنت أتجول يف شوارع مدينة الكوت‬ ‫صبيحة االنتخابات‪ ،‬وشعرت بفرح غامر‬ ‫وأنا أشاهد كيف يتهافت املسلمون‬ ‫النتخايب يوم االقرتاع»‪ ،‬مبينا أن سكنة‬ ‫املدينة وضعوا دينا ثقيال يف رقبته‪.‬‬ ‫وعن األسباب التي دعته للرتشيح‬ ‫مع قامئة سائرون دون سواها يقول‬ ‫«لإلنصاف أقول وجدت يف قيادة القامئة‬ ‫وبرنامجها االنتخايب ما يلبي طموحي‬ ‫كشاب عراقي يريد املشاركة يف بناء‬ ‫الدولة املدنية العرصية»‪.‬‬ ‫ووفق تأكيد الشاب املسيحي الذي‬ ‫تخرج من معهد إعداد املعلمني يف‬ ‫الكوت قبيل عرش سنوات فأنه ال يخىش‬ ‫من تراجع شعبيته يف أوساط الكوتاويني‬

‫حتى مع عدم فوزه مبقعد نيايب‪ ،‬ولعل‬ ‫ذلك من األسباب التي دعته إىل البقاء يف‬ ‫املدينة التي نشأ فيها ومل يغادرها تحت‬ ‫أي ظرف ووازع‪.‬‬ ‫مقبولية سياسية‬ ‫املقبولية الشعبية والكارزما التي يتمتع‬ ‫بها الشاب املسيحي هي التي جعلته‬ ‫محط أنظار القوائم السياسية التي‬ ‫خاضت غامر املنافسة االنتخابية كام‬ ‫يقول الدكتور أحمد شهاب عضو املكتب‬ ‫السيايس للتيار الصدري يف الكوت‪.‬‬ ‫وقال شهاب إن «فرنسيس يحظى باحرتام‬ ‫كبري يف صفوف أبناء املدينة وشخصية‬ ‫محبوبة وترشيحه يراد منه القول َّ‬ ‫بأن‬ ‫بعض القوائم االنتخابية غري الهثة وراء‬ ‫املكاسب الحزبية‪ ،‬وال فرق عندها بني‬ ‫املسلم واملسيحي واألقليات األخرى»‪.‬‬ ‫وأضاف متابعاً «نحن كصدريني نثق‬ ‫بقدرات وأمانة وفاعلية عامر يف محاربة‬ ‫الفساد والظلم وتنفيذ الربنامج اإلصالحي‬ ‫الذي نتبناه‪ ،‬فيام لو تسنى له الوصول‬ ‫إىل مقاعد مجلس النواب»‪.‬‬ ‫دعاية فيسبوكية وحلم مل يتحقق‬ ‫ومع اشتداد التنافس االنتخايب بني‬ ‫الكيانات املشاركة يف االنتخابات يف‬ ‫محافظة واسط‪ ،‬حرص مجموعة من‬ ‫الشباب املحبني لفرنسيس عىل إطالق‬ ‫حمالت دعائية يف صفحات الفيس بوك‬ ‫‪ ،‬الهدف منها كام يقول ‪ -‬أحد املنظمني‪-‬‬ ‫الوقوف إىل جانب املرشح املسيحي‬ ‫ودعوة الناس للتصويت له‪ ،‬بعدما‬

‫وجدوا فيه شخصية متزنة وواثقة وقادرة‬ ‫عىل تحقيق التطلعات‪.‬‬ ‫وقال محمد قاسم إيدام (‪ )22‬عاماً إن‬ ‫«مشاركتي مبعية عدد من األصدقاء يف‬ ‫دعم املرشح املسيحي ماهي إال طعنة‬ ‫ملحاوالت رضب التعايش العراقي القائم‬ ‫منذ االالف السنني‪ ،‬فمشاركة فرنسيس‬ ‫إىل جانب املسلمني يف االنتخابات‬ ‫وحصوله عىل هذا العدد من األصوات‪،‬‬ ‫هو ما يؤكد ذلك»‪.‬‬ ‫«محاربة الفساد ونرش مبادئ اإلصالح‬ ‫السيايس تتطلب الدفع بدماء شابة‬ ‫جديدة لالستفادة من تجاربها يف تحقيق‬ ‫هذا املطمح الشعبي» رأي يعتقده سيف‬ ‫البدري وهو مدون آخر من الكوت‪.‬‬ ‫الكثري من املرشحني أنقذتهم أسباب‬ ‫عديدة من الخسارة االنتخابية ‪ -‬كالنساء‬ ‫مث ًال ‪ -‬فقد انقدتها ما يعرف بالكوتا‬ ‫النسائية‪ ،‬إذ مل يحصل الكثري منهن سوى‬ ‫عىل أعداد قليلة من أصوات املقرتعني‪،‬‬ ‫مقارنة باألعداد التي حصل عليها الرجال‪،‬‬ ‫لكنهن رغم ذلك فزن مبقعد برملاين‪.‬‬ ‫اما عامر وعىل الرغم من حصوله عىل‬ ‫(‪ )5348‬صوتا مل يتمكن من الظفر مبقعد‬ ‫برملاين بسبب طبيعة القانون االنتخايب يف‬ ‫العراق‪ ،‬والذي جعل عدد اصوات املقعد‬ ‫للرجال مرتفع مقارنة بالنساء‪ ،‬مع ذلك‬ ‫فقد نشهد رمبا يف االنتخابات القادمة‬ ‫سعي أصدقائه وأبناء مدينته عىل تبني‬ ‫دواع انتخابية أوسع ومن ثم الفوز‬ ‫مبقعد برملاين‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫تقرير روسي‪:‬‬

‫ثالثة سيناريوهات‬ ‫مريرة تنتظر إيران‬ ‫فيلي ‪ /‬روسيا اليوم‬

‫مع وصول التوتر بني إيران‬ ‫وإرسائيل الذروة يف سوريا‪،‬‬ ‫إضافة إىل االنسحاب األمرييك من‬ ‫االتفاق النووي‪ ،‬تداولت وسائل اإلعالم‬ ‫سيناريوهات محتملة يف أعقاب هذه‬ ‫التطورات املتسارعة‪.‬‬ ‫وميكن تلخيص االحتامالت التي‬ ‫دفع بها بعض املحللني والكتاب يف ‪3‬‬ ‫سيناريوهات رئيسة يعتقد أصحابها‬ ‫أن الوضع الراهن يسري باتجاهها‬ ‫بشكل متسارع ينبئ بتغريات جذرية‬ ‫يف التعامل مع ما يوصف بـ «املشكلة‬ ‫اإليرانية» بالنسبة للدول الغربية‬ ‫والدول الحليفة باملنطقة‪.‬‬ ‫السيناريو األول يتوقع أن تستغل‬ ‫إرسائيل الظرف الدويل الراهن بخاصة‬ ‫انفراط عقد «الصفقة النووية»‬ ‫ومواقف إدارة ترامب الداعمة بقوة‬ ‫لتل أبيب بصورة غري مسبوقة‪ ،‬وتلجأ‬ ‫إىل سيناريو شبيه مبا حدث يف عام‬ ‫‪ ،1967‬حني هاجم السالح الجوي‬ ‫اإلرسائييل القواعد املرصية وقىض عىل‬ ‫معظم السالح الجوي املرصي‪.‬‬ ‫هذا السيناريو يتمثل يف اإلغارة عىل‬ ‫املراكز الحيوية اإليرانية وخاصة‬ ‫املنشآت النووية والقواعد العسكرية‬ ‫الكربى‪ ،‬يف محاولة لتدمري البنية‬ ‫التحتية «العسكرية» اإليرانية‪ ،‬وعدم‬ ‫االكتفاء بعملياتها العسكرية الكثيفة‬ ‫األخرية ضد الوجود العسكري اإليراين‬ ‫يف سوريا والذي أعلنت عقبه تدمريها‬ ‫للبنية التحتية اإليرانية العسكرية يف‬ ‫هذا البلد‪.‬‬ ‫السيناريو الثاين يرى أن الواليات‬ ‫املتحدة لن يطول «صربها» عىل إيران‪،‬‬

‫وقد تعلن كام حدث ذلك مع العراق‬ ‫عام ‪ 2003‬بأن هذا البلد ميلك أسلحة‬ ‫دمار شامل ويهدد املصالح األمريكية‬ ‫ويدعم «اإلرهابيني» مبا يف ذلك‬ ‫«القاعدة» و»داعش» وال بد من إنهاء‬ ‫نظامه «القمعي» و»غري الدميقراطي»‪،‬‬ ‫ومن بعد إرسال حامالت الطائرات بعد‬ ‫حشد الحلفاء من املنطقة وخارجها‬ ‫وتنفيذ الغزو‪.‬‬ ‫أنصار هذا السيناريو يرون أن الواليات‬ ‫املتحدة لن تعدم الحجة لالحتكاك‬ ‫بإيران يف الخليج‪ ،‬ومن بعد الحصول‬ ‫عىل مربر لتوجيه رضبات جوية‬ ‫وصاروخية مفاجئة‪ ،‬تتوج بعمليات‬ ‫برية تنتهي‪ ،‬كام يأمل أصحاب هذه‬ ‫األمنية‪ ،‬بإسقاط النظام واحتالل‬ ‫طهران‪.‬‬ ‫السيناريو الثالث‪ ،‬يرى أصحابه أن‬ ‫الواليات املتحدة ستعمل بقوة عىل‬ ‫خنق إيران اقتصاديا‪ ،‬وسرتكز حربها‬ ‫ضد إيران بأداة رئيسة هي وزارة املالية‬ ‫التي تصفها طهران بأنها مطبخ الحرب‬ ‫ضدها‪.‬‬ ‫هذا السيناريو يعد بشكل ما إعادة‬ ‫للسيناريو الذي اتبع مع االتحاد‬ ‫السوفيتي‪ ،‬ويهدف أيضا إىل تغيري‬ ‫النظام من الداخل من خالل رضب‬ ‫االقتصاد املحيل وانهاك البلد وصوال إىل‬ ‫إثارة اإليرانيني ضد النظام القائم‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬هذه السيناريوهات‬ ‫ليست حتمية وليست نهائية‪ ،‬وتوجد‬ ‫احتامالت أخرى ميكن أن تسري األحداث‬ ‫عىل وتريتها‪ ،‬إال أن األرجح أن التصعيد‬ ‫حول إيران سيظل سيد املوقف يف ظل‬ ‫اإلدارة األمريكية الحالية‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫كانت مروى تدرّس‬ ‫مادة الديانة اإلسالمية‬ ‫يف مدرسة ابتدائية‬ ‫يف تركيا‪ ،‬وكانت من‬ ‫املتدينات املتشددات‪.‬‬ ‫قالت لي يوماً‪ ،‬بينما‬ ‫كنا جالستني يف مقهى‬ ‫بمدينة اسطنبول ‪« :‬حتى‬ ‫وقتٍ قريب‪ ،‬لم أكن‬ ‫أصافح الرجال‪ ،‬لكنني‬ ‫لم أعد أكرتث لألمر وال‬ ‫أعرف إذا كان هناك إله‬ ‫أو ال»‪.‬‬ ‫‪BBC‬‬

‫شباب أتراك يهجرون اإلسالم‪ :‬دين للتناقضات خال من المنطق‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫يف السنوات الـ ‪ 16‬املاضية‪ ،‬ومنذ‬ ‫تويل حزب العدالة والتنمية الحكم‬ ‫يف البالد‪ ،‬ازداد عدد املدارس الدينية‬ ‫عرشات األضعاف‪ .‬لقد تحدث أردوغان يف‬ ‫عدة مناسبات عن تأهيل جيل ورع وتقي‪.‬‬ ‫لكن خالل األسابيع القليلة املاضية‪ ،‬ناقش‬ ‫سياسيون وعدد من رجال الدين ما إذا كان‬ ‫الشباب امللتزم بدأ يف االبتعاد عن الدين‪.‬‬ ‫حياة مروى تغريت يف صباح يوم ما‪،‬‬ ‫عندما استيقظت من نومها وهي تشعر‬ ‫باالكتئاب‪ ،‬وبكت لساعات طويلة حتى‬ ‫قررت فجأة أن تصيل‪ .‬وبينام كانت تصيل‪،‬‬ ‫راودها الشك بطريقة مفاجئة حول حقيقة‬ ‫وجود الله‪.‬‬ ‫تقول مروى‪ »:‬كان أمامي خياران‪ ،‬إما‬ ‫أن أقتل نفيس أو أجنّ »‪،‬ويف اليوم التايل‬ ‫أدركت أنني فقدت إمياين كلياً بالله‪.‬‬ ‫مل تكن مروى الفتاة الوحيدة التي تركت‬ ‫الدين‪ ،‬فقد قال أحد أساتذة الجامعة‪،‬‬ ‫إن عددا من الطالبات الاليت كن يرتدين‬ ‫الحجاب‪ ،‬أتوا إليه معلنات إلحادهن يف‬ ‫العام املايض وقبل ذلك‪.‬‬ ‫بكري‪ ،‬من إسالمي إىل ملحد‬ ‫يف البداية‪ ،‬أردت أن أجد القليل من املنطق‬ ‫يف دين اإلسالم‪ ،‬لكنني مل أمتكن من ذلك‪.‬‬ ‫ثم بدأت باستجواب الله أيضاً‪ .‬واعتدت أن‬ ‫أدعم الحكومة اإلسالمية هنا‪ .‬لكن الضغط‬ ‫يولد االنفجار‪ .‬أرادوا قمعنا فبدأنا بالرد»‪.‬‬ ‫لكن الطالب هنا يف مدينة قونية التي‬ ‫تعد من أكرث املدن الرتكية محافظة‪ ،‬ال‬ ‫يتبنون اإللحاد فحسب‪ ،‬بل ووفقاً لتقارير‬ ‫من صحف املعارضة‪ ،‬فإن طالب املدارس‬

‫الثانوية الدينية بدأن بالتوجه نحو‬ ‫الربوبية‪ ،‬بسبب ما أسموه بـ «التناقضات‬ ‫يف االسالم»‪.‬‬ ‫وتعود جذور الربوبية إىل الثقافة اليونانية‬ ‫التي يؤمن أتباعها بوجود الله لكنهم‬ ‫اليؤمنون باألديان‪ ،‬أي أن األديان يف رأيهم‬ ‫من صنع البرش‪.‬‬ ‫وبالرغم من عدم وجود إحصائيات أو‬ ‫استطالعات تشري إىل مدى انتشار هذا‬ ‫األمر‪ ،‬إال أن تداوله بني الناس أمر يستدعي‬ ‫قلق القادة األتراك‪.‬‬ ‫ليىل‪ ،‬طالبة جامعية‬ ‫تقول ليىل» يف أحد األيام‪ ،‬وبينام كنت يف‬ ‫طريقي إىل السوق‪ ،‬قمت بخلع حجايب ومل‬ ‫أعده ثانية‪ .‬ال يعلم والدي أنني ربوبية‪،‬‬ ‫وليس باستطاعتي الكشف عن ذلك‪ ،‬خشية‬ ‫من أن مينع شقيقتي األصغر سناً من إكامل‬ ‫تعليمها الجامعي بسببي‪ ،‬لكن لدي الحق‬ ‫بأن أعيش حرة كطائر يف السامء»‪.‬‬ ‫وقال مدير األوقاف الرتيك عيل عرباس ‪»:‬‬ ‫لن يتبع أحد من أفراد أمتنا هذا الهراء‬ ‫املنحرف ورفض وجود توجه مثل هذا يف‬ ‫مجتمعهم املحافظ»‪.‬‬ ‫ويقول أستاذ علم الالهوت هدايت أيبار‪،‬‬ ‫أنه ال وجود ملثل هذا التحول هنا‪ .‬ويتابع‬ ‫قوله «إن الربوبية ترفض القيم اإلسالمية‬ ‫والقرآن والنبي والجنة و الجحيم واملالئكة‬ ‫والتناسخ‪ ،‬وهذه كلها أركان اإلسالم وال‬ ‫تقتنع بأي يشء سوى وجود الله‪ .‬وبحسب‬ ‫فلسفة الربوبية‪ ،‬خلق الله الكون وكل‬ ‫املخلوقات‪ ،‬لكنه ال يتدخل يف ما خلق‪ ،‬وال‬ ‫يضع لها قواعد أو مبادئ»‪.‬‬ ‫ويتابع أيبار» أستطيع أن أؤكد لكم‬

‫أنه ال يوجد مثل هذا االتجاه بني شبابنا‬ ‫املحافظ‪.».‬‬ ‫عمر‪ ،‬عامل عاطل عن العمل‬ ‫يقول عمر‪ »:‬اعتدت أن أعمل أعامال حرة‪،‬‬ ‫وبعد محاولة االنقالب يف عام ‪،2016‬‬ ‫أقلت‪ .‬كنت شاباً متديناً محافظاً ومؤيداً‬ ‫بقوة لحزب العدالة والتنمية الحاكم‪.‬‬ ‫عندما طردت‪ ،‬بدأت استجوب الله‪ .‬لكنني‬ ‫ال أعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا أم ال»‪.‬‬ ‫تعتقد الجمعية الوحيدة لإللحاد يف تركيا‬ ‫أن الربوفسور أيبار مخطئ يف ادعائه‬ ‫بأنه هناك أمئة حتى للملحدين‪ .‬ويقول‬ ‫املتحدث باسم الجمعية سونر آتيك ‪»:‬‬ ‫هناك برامج تلفزيونية تناقش ما يجب‬ ‫فعله للملحدين‪ ،‬البعض يطالب بقتلهم‬ ‫وتقطيعهم إىل رشائح»‪.‬‬ ‫يحتاج الشخص للكثري من الجرأة والشجاعة‬ ‫يف ظل ظروف البالد الحالية لإلعالن عن‬ ‫إلحاده‪ ،‬هناك العديد من النساء املنقبات‬ ‫اللوايت يعرتفن رساً بإلحادهن‪ ،‬لكنهن ال‬ ‫يستطعن اإلفصاح عن األمر خوفاً من‬ ‫مجتمعاتهن وعائالتهن‪.‬‬ ‫عندما قابلت مروى للمرة الثانية يف‬ ‫منزلها‪ ،‬رحبت يب دون أن ترتدي حجابها‬ ‫وقررت أن تبقى كذلك حتى لو كان هناك‬ ‫رجال بالجوار‪.‬‬ ‫قالت يل‪ »:‬عندما التقيت برجل للمرة‬ ‫األوىل بال حجاب‪ ،‬شعرت بالحرج‪ ،‬لكن‬ ‫اآلن أصبح األمر طبيعياً بالنسبة يل‪ ،‬وهذه‬ ‫أنا اآلن»‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬تم تغيري جميع أسامء امللحدين‬ ‫الذين تحدثوا إلينا يف هذا املوضوع‪.‬‬

‫سايكس بيكو‪:‬‬ ‫حقوق ضائعة‬ ‫وبلدان مزعزعة‬ ‫امنيا‬

‫جالل شيخ علي‬

‫اذا القينا نظرة مقتضبة عىل التأريخ‬ ‫الحديث لوجدنا يف صفحات تقوميه‬ ‫امليالدي والهجري الكثريمن الغدر يف‬ ‫طياته فيه سلسلة جرائم انسانية ارتكبت‬ ‫ضد الشعب الكوردي وال يكاد مير يوما‬ ‫دون ان يصادف ذكرى اليمة للشعب‬ ‫الكوردي‪ ...‬والسادس عرش من شهر ايار‬ ‫عام ‪ 1916‬متثل ذكرى اتفاقية سايكس‬ ‫بيكو السيئة الصيت والتي وقعت رسا‬ ‫بني ممثل بريطانيا مارك سايكس وممثل‬ ‫فرنسا جورج بيكو اللذين عرضا اتفاقهام‬ ‫عىل روسيا القيرصية فوافقت عليها مقابل‬ ‫اتفاق تعرتف فيه فرنسا وبريطانيا بحقها‬ ‫يف ضم مناطق معينة من آسيا الصغرى‬ ‫بعد الحرب طويلة ‪ ،‬و مبوجب هذه‬ ‫االتفاقية تم ضم القسم الكوردستاين‬ ‫الذي كان تحت الحكم العثامين إىل ثالثة‬ ‫كيانات سياسية هي العراق وسوريا‬ ‫وتركيا‪....‬وكان أول تقسيم لكوردستان‬ ‫قد جرى بعد انتصار العثامنيني يف معركة‬

‫جالديران التي نشبت بني االمرباطورية‬ ‫العثامنية واالمرباطورية الصفوية عام‬ ‫‪....1514‬ومبوجب هذه االتفاقية والتي تم‬ ‫تثبيتها نهائيا مبوجب اتفاقية قرص شريين‬ ‫عام ‪ 1639‬بني االمرباطوريتني املذكورتني‬ ‫تقاسم العثامنيون والصفويون األرايض‬ ‫الكوردستانية وبعد انتهاء الحرب العاملية‬ ‫األوىل وزوال االمرباطورية العثامنية تم‬ ‫تقسيم كوردستان وفق سايكس‪ -‬بيكو‬ ‫وبالنتيجة تم تقسيم كوردستان بني‬ ‫أربعة كيانات هي سوريا والعراق وأيران‬ ‫وتركيا‪ ...‬وقتها اشرتطت تلك القوى ان‬ ‫يتمتع الشعب الكوردي بكافة حقوقه ‪،‬‬ ‫اال ان ذلك مل يتحقق طيلة الفرتة املاضية‬ ‫واىل يومنا هذا ‪ ،‬االمر الذي ادى اىل‬ ‫عدم استقرار املنطقة وتسبب بالكثري من‬ ‫الحروب التي مازالت آثارها باقية‪...‬ويرى‬ ‫الكثري من الكتاب والباحثني ان وضع‬ ‫املنطقة سيبقى هشا اىل ان ينال الشعب‬ ‫الكوردي كافة حقوقه ‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫شكل العراقيون مفاجأة‬ ‫سياسية بإيصال قامئتني‬ ‫مناهضتني للرتكيبة‬ ‫السياسية الحالية لتتقدما‬ ‫االنتخابات الترشيعية‬ ‫بحسب ما اظهرت‬ ‫نتائج جزئية‪ ،‬بفارق‬ ‫كبري عن رئيس الوزراء‬ ‫حيدر العبادي الذي‬ ‫يحظى بدعم دويل كبري‬ ‫ويحسب له «النرص»‬ ‫عىل الجهاديني‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫وهذه النتائج الجزئية الرسمية التي‬ ‫ظهرت ليل االحد االثنني ال تشمل‬ ‫تصويت القوات األمنية واملغرتبني‬ ‫والنازحني‪ ،‬الذين ميكنهم تغيري‬ ‫املعطيات بعد فرز أصواتهم‪.‬‬ ‫هاتان القامئتان‪ ،‬األوىل بقيادة الزعيم‬ ‫الشيعي الشعبي مقتدى الصدر‬ ‫والشيوعيني والثانية التي تضم‬ ‫فصائل الحشد الشعبي املقرب من‬ ‫إيران‪ ،‬تبنّتا يف املايض خطابا معاديا‬ ‫لواشنطن‪ ،‬رغم قتالهام إىل جانب‬ ‫القوات األمريكية ضد تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫تأيت تلك املفاجأة يف وقت تصاعد‬ ‫فيه التوتر بني واشنطن وطهران‪،‬‬ ‫بعد انسحاب الواليات املتحدة من‬ ‫االتفاق النووي اإليراين‪ .‬ويف العام‬ ‫‪ ،2014‬كانت الدولتان متفقتان‬ ‫ضمنيا عىل العبادي رئيسا للحكومة‬ ‫بعد إطاحة زميله يف حزب الدعوة‬ ‫نوري املاليك‪ ،‬الذي يأمل بالعودة إىل‬ ‫السلطة‪.‬‬

‫تقرير فرنسي‪:‬‬

‫يالها من مفاجأة وصفعة للطبقة السياسية حدثت في العراق‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫ائتالف حكومي‪-‬‬‫حل تحالف «سائرون» الذي يجمع‬ ‫الصدر والحزب الشيوعي عىل أساس‬ ‫مكافحة الفساد‪ ،‬يف املرتبة األوىل يف‬ ‫ست محافظات من أصل ‪ ،18‬وثانيا‬ ‫يف أربع أخرى اثر االنتخابات التي‬ ‫جرت السبت‪.‬‬ ‫وتجمع أنصارهم الذين يتظاهرون‬ ‫أسبوعيا ضد الفساد منذ العام‬ ‫‪ ،2015‬حاملني صور الصدر ومطلقني‬ ‫األلعاب النارية يف وسط بغداد‬ ‫لالحتفال «بالنرص عىل الفاسدين» و‬ ‫«املرحلة الجديدة للشعب العراقي»‪،‬‬ ‫بحسب ما قال زيد الزاميل (‪ 33‬عاما)‬ ‫لوكالة فرانس برس‪.‬‬ ‫وتؤكد املرشحة عن «سائرون»‬ ‫جربة الطايئ أن «انتصار سائرون‬ ‫ليس صدفة‪ ،‬بل جاء لرفض الفساد‬ ‫والفاسدين» من الطبقة السياسية‬ ‫التي مل تتغري منذ سقوط نظام صدام‬ ‫حسني عام ‪.2003‬‬ ‫أما تحالف «الفتح» الذي يضم‬ ‫فصائل الحشد الشعبي التي لعبت‬ ‫دورا حاسام يف دعم القوات األمنية‬ ‫لدحر تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬فحل‬ ‫أوال يف أربع محافظات‪ ،‬وثانيا يف مثان‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫بالنسبة إىل العبادي‪ ،‬املدعوم من‬

‫التحالف الدويل‪ ،‬فحل خلف «الفتح»‬ ‫و»سائرون» يف جميع املحافظات ما‬ ‫عدا نينوى‪ ،‬وكربى مدنها املوصل‬ ‫التي أعلن العبادي «تحريرها» يف‬ ‫متوز‪/‬يوليو املايض‪.‬‬ ‫يف وقت سابق‪ ،‬لفت العديد من‬ ‫املسؤولني السياسيني إىل أن العبادي‬ ‫سيحتل املرتبة األوىل بنحو ‪ 60‬مقعدا‬ ‫يف الربملان‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ميكن لتلك األرقام أن‬ ‫تتغري‪ ،‬إذ أن تعداد األصوات ال يشمل‬ ‫أصوات نحو ‪ 700‬ألف عنرص من‬ ‫القوات األمنية العراقية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫أصوات نحو مليون مغرتب عراقي‪.‬‬ ‫ويف إطار نظام وضع ملنع الهيمنة‬ ‫املطلق ألي حزب عىل السلطة‪ ،‬ميكن‬ ‫للعبادي تشكيل ائتالف حكومي‬ ‫يضمن له والية ثانية‪.‬‬ ‫وخالل الحملة االنتخابية‪ ،‬أملح‬ ‫العبادي والصدر إىل إمكانية‬ ‫التحالف‪ ،‬يف حني تالىش أي اتفاق‬ ‫ممكن بني العبادي والعامري يف أقل‬ ‫من ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫صفعة للطبقة السياسية‪-‬‬‫لكن يف كل األحوال‪ ،‬وجه الناخبون‬ ‫العراقيون صفعة قوية إىل الطبقة‬ ‫السياسية املهيمنة عىل السلطة‬ ‫منذ ‪ 15‬عاما‪ ،‬من خالل عزوف غري‬ ‫مسبوق عن املشاركة باالنتخابات‬ ‫الترشيعية‪.‬‬ ‫وأعلنت املفوضية العليا لالنتخابات‬

‫أن نسبة املشاركة يف االقرتاع بلغت‬ ‫‪ 44,52‬يف املئة‪ ،‬وهي األدىن منذ بدء‬ ‫االنتخابات متعددة األحزاب يف العام‬ ‫‪.2005‬‬ ‫وكان اإلحجام إىل درجة أن أحد‬ ‫مرشحي الحشد الشعبي قال إنه‬ ‫«كان هناك مشاركني يف نزع صور‬ ‫املرشحني (‪ )...‬أكرث من الناخبني»‪.‬‬ ‫وأوضح املحلل السيايس أمري‬ ‫الساعدي لفرانس برس أن «العزوف‬ ‫بنسبة كبرية عن املشاركة باالنتخابات‬ ‫مرده ان الغالبية مل تقتنع ومل ترض‬ ‫بأداء الطبقة السياسية خالل األعوام‬ ‫الـ‪ 15‬املاضية‪ .‬املقاطعة مقصودة‪،‬‬ ‫هناك انعدام للثقة» يف النواب‬ ‫املنتهية واليتهم‪.‬‬ ‫وأشار الساعدي إىل أنه «غالبا ما‬ ‫كانت برامج األحزاب السياسية خالل‬ ‫دورات ماضية وردية للمواطن‪،‬‬ ‫لكن عندما يأيت وقت التطبيق‪ ،‬نرى‬ ‫عملية تخيل وانسحاب من الوعود‬ ‫التي أطلقوها»‪.‬‬ ‫وهذا ما أكده الشاب نوفل نافع (‪24‬‬ ‫عاما)‪ ،‬بعدما قرر أال يعطي صوته‬ ‫ألحد من املرشحني‪.‬‬ ‫وقال الشاب خريج الهندسة النفطية‬ ‫والعاطل عن العمل منذ ثالث سنوات‬ ‫إن «ما حصل هو سحب للثقة»‪.‬‬ ‫العزوف عن االنتخاب كان أقل لدى‬ ‫الكورد‪ ،‬ويف املوصل التي استعادتها‬ ‫القوات األمنية من الجهاديني مؤخرا‪.‬‬

‫هل شارك «العرقچية‬ ‫والتنكچية والقندرچية»‬ ‫يف اإلنتخابات ؟!‬ ‫اثري الرشع‬

‫مل تكن اإلنتخابات املاضية بحجم‬ ‫طموح التغيري؛ وجاء عزوف املواطنني‬ ‫عن املشاركة يف هذه اإلنتخابات‪،‬‬ ‫نتيجة خلل سيايس مل يتم إصالحه‬ ‫سنوات عجاف؛ مل يكن أغلب‬ ‫خالل‬ ‫ٍ‬ ‫سياسيو العراق مؤهلني لقيادة شعب‬ ‫عاىن حروب ومشاكل خطرية؛ بل أن‬ ‫األغلبية أجادوا التسلق اإلنتخايب‪،‬‬ ‫لتلبية طموحاتهم وأرادتهم وخذالن‬ ‫ناخبيهم‪ ،‬خالل الدورات السابقة‪.‬‬ ‫فكيف للناخب وضع بصامته ملرشح‬ ‫متت تجربته لدورات ِعدة‪ ،‬بدد‬ ‫الرثوات وعاث يف األرض فساداً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وفضل مصالحه الفئوية الضيقة‪ ،‬عىل‬ ‫مصلحة الوطن والشعب؟‬ ‫أن نتائج اإلنتخابات العامة لعام‬ ‫‪ 2018‬أثبتت أن الدميقراطية يف‬ ‫العراق غري مؤهلة؛ ألن بعض أبناء‬ ‫الشعب العراقي ال ميتلكون رؤية‬ ‫كاملة وناضجة‪ ،‬وميكن برمجة عقول‬

‫الناخبني إلختيار شخصية معينة بكل‬ ‫يُرس! كام حصل لدى بعض الجهات‬ ‫والتيارات‪ ،‬فالدميقراطية ‪ :‬ميكن‬ ‫تطبيقها بشفافية لو توفر األمن‬ ‫والسلم املجتمعي ‪ ،‬ومنجزات تؤهل‬ ‫ِ‬ ‫املرشح لنيل األصوات‪.‬‬ ‫الشعب العراقي‪ :‬يحاول اإلستفادة‬ ‫من أخطاء املايض‪ ،‬لكن ال يستطيع‬ ‫إصالح األخطاء؛ بسبب التعددية‬ ‫الحزبية واألنتامءات العمياء‪ ،‬واقعاً‬ ‫أصبح للمواطن العراقي حرية إختيار‬ ‫من سيمثله داخل قبة الربملان‪،‬‬ ‫وأجازت املرجعيات الدينية حرية‬ ‫اإلختيار؛ عىل أن ال يتأثر باملعسول‬ ‫واملسلول والوعيد والتهديد‪« ،‬إخرجوا‬ ‫ِمن َجالبيب ا ُملفسدين»! هذا ما‬ ‫وجهت به مرجعيتنا بوضوح‪.‬‬ ‫إذا مل يغري املواطن العراقي جلبابه‬ ‫بآخر؛ فسيدخل تحت جالبيب‬ ‫أوسخ‪ ،‬ولن ينفع الندم ولن يجدي‬

‫التبايك وعض األصابع؛ أن التجربة‬ ‫الدميقراطية التي حصلت السبت‪،‬‬ ‫سنحت للمواطن العراقي‪ ،‬فرصة‬ ‫مثينة لتغيري الواقع املرير‪ ،‬لكنه مل‬ ‫يستثمرها لصالحه‪.‬‬ ‫بعض املواطنني تبخرت وطنيته‪،‬‬ ‫والبعض نبذ هويته‪ ،‬واآلخر ك ّف ّر دينه‬ ‫وعقيدته؛ وأصبح العراق « ِفندقاً‬ ‫« للمبيت ال أكرث ومرسحاً لتنفيذ‬ ‫الجرائم وهتك املحارم‪ ،‬وأصبح‬ ‫«العرقچية والتنكچية والقندرچية»‬ ‫هم أبطال اإلنتخابات ونستنجد بهم‬ ‫! مع إحرتامنا لذوي املهن الحرة‪.‬‬ ‫نجح املستعمرون بتشتيت «املواطن‬ ‫يعد العرب‬ ‫العراقي والعريب»‪ ،‬ومل ُ‬ ‫يتفاخرون بعروبتهم ولسانهم‬ ‫العريب؛ ُ‬ ‫والكرد إختاروا اإلنفصال عن‬ ‫الجسد العريب؛ كذلك اإلخوة املسيح‬ ‫والشبك أغلبهم هاجروا قرساً‪ ،‬بسبب‬ ‫العمليات اإلرهابية واإلستهداف‬ ‫املمنهج‪ ،‬فإىل أين نحن سائرون ؟‬ ‫قرابة الـسبعة آالف مرشحاً ينتمون‬ ‫لـ‪ 20‬تحالفاً‪ ،‬و ‪ 204‬حزباً وكياناً‬ ‫سياسياً‪ ،‬يتنافسون للحصول عىل ‪328‬‬ ‫مقعداً ألربع سنوات قادمة‪ ،‬وهذه‬ ‫املقاعد ستحصنهم بجواز دبلومايس‪،‬‬ ‫وخدم وحشم وحياة مرتفة‪ ،‬رغم‬ ‫املشاركة الخجولة‪ ،‬وعزوف الكثريين‬ ‫عن اإلدالء بصوتهم اإلنتخايب؛ ألسباب‬ ‫نعلمها جميعاً‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫مرحى لنجاح تحالف الكادحين‬ ‫مؤيد عبد الستار‬

‫مل تكن مفاجأة ما متخضت عنه‬ ‫االنتخابات االخرية يف العراق اذ‬ ‫نجح تحالف سائرون يف حصد أعىل‬ ‫نسبة من االصوات يف بغداد العاصمة‬ ‫‪.‬‬ ‫داللة اهمية العاصمة بغداد انها‬ ‫تشمل اكرث نسبة اعضاء يف الربملان ‪71 -‬‬ ‫عضوا ‪ -‬نظرا لعدد سكان بغداد ‪ ،‬اضافة‬ ‫اىل الوعي الذي متتعت به الجامهري‬ ‫البغدادية والذي منا وتطور من خالل‬ ‫التظاهرات واالحتجاج وندوات شارع‬ ‫املتنبي واملحافل الثقافية والسياسية‬ ‫املنترشة يف العاصمة ونسبة التعليم‬ ‫العايل واملتوسط املرتفعة بني الشباب ‪.‬‬ ‫وبسبب الوضع املزري للخدمات تذمر‬ ‫املواطنون اشد التذمر‪ ،‬وساهمت‬ ‫االزمات الخانقة املتمثلة بانقطاع‬ ‫التيار الكهربايئ وقلة املياه الصالحة‬ ‫للرشب ونقص الخدمات البلدية من‬ ‫نظافة و ترصيف مياه االمطار وغري‬ ‫ذلك من معاناة عاشها سكان بغداد‬ ‫كام بقية املحافظات تغري مزاج‬ ‫املواطن وراح يبحث عن مخارج‬ ‫وحلول لالزمات بعيدا عن طوباوية‬ ‫املعادالت الطائفية واملذهبية ‪،‬‬ ‫وتعب من مطالبة االحزاب والقوى‬ ‫السياسية املتنفذة دون جدوى وهي‬ ‫التي اهتمت بكنز االموال يف جيوبها‬ ‫واحتكار الوظائف لذوي القرىب‬ ‫الذين ال يتمتعون بالكفاءة وتعوزهم‬

‫النزاهة ‪ .‬وقد صدق فرانز فانون الثائر‬ ‫االفريقي حني قال (عىل الشعب أيضاً‬ ‫أن يدرك أن هناك أناساً من بني وطنه‬ ‫ال يتمسكون مبصالحهم فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ينتهزون كذلك فرصة النضال لتعزيز‬ ‫وضعهم املايل وقوتهم‪ .‬فهم يتاجرون‬ ‫ويحققون أرباحا طائلة‪ ،‬عىل حساب‬ ‫الشعب ‪ ،‬الذي يضحي بنفسه دامئاً‪،‬‬ ‫ويروي بدمه تراب الوطن‪ ).‬وهكذا‬ ‫فعلت قوى االسالم السيايس التي‬ ‫كانت مضطهدة يف النظام الصدامي‬ ‫وسعت للخالص من جربوته وطغيانه‬ ‫‪.‬‬ ‫حني بدأت التظاهرات واالحتجاجات‬ ‫قبل سنوات قليلة ‪ ،‬كانت مقصورة‬ ‫عىل اليساريني والتقدميني وتعرضت‬ ‫اىل العنف الذي مارسته سلطة‬ ‫االحزاب الدينية وحكومة املاليك‬ ‫الثانية ورهطه الذين كانوا يقفون أعىل‬ ‫البنايات يراقبون ويشتمون املحتجني‬ ‫ويشجعون عىل رضب التجمعات‬ ‫بوسائل عشائرية واستخدام القوات‬ ‫املسلحة يف التضييق عىل املتظاهرين ‪،‬‬ ‫ووضع الحواجز امام اقتحام الجامهري‬ ‫لحصنهم يف املنطقة الخرضاء ‪ ،‬ولكن‬ ‫تطور وعي املواطنني ونهوض الفقراء‬ ‫ومتردهم عىل الواقع الذي فرضته قوى‬ ‫االسالم السيايس جعلتهم ينحازون‬ ‫اىل املحتجني والتجمعات الشعبية‬ ‫الكادحة ويتظاهرون كتفا اىل كتف‬

‫مع صفوف اليساريني والتقدميني‬ ‫دون النظر اىل العقيدة او املذهب ‪،‬‬ ‫وحدّ هم الظلم وجمعتهم الرغبة يف‬ ‫مستقبل افضل لهم والبنائهم حتى‬ ‫ساد الشعار الشهري وتعالت صيحاتهم‬ ‫‪ :‬باسم الدين باكونا الحرامية ‪.‬‬ ‫هذا الشعار الذي مل يخجل احد‬ ‫دعاة االحزاب االسالمية من التشهري‬ ‫بالجامهري التي رفعته وتهجم عىل‬ ‫التيارات العلامنية واملدنية التي‬ ‫ساندته ‪.‬‬ ‫التحالف الذي عقدته الجامهري‬ ‫الكادحة ال يضريه انه جرى تحت‬ ‫لوائني احدهام علامين يساري هو‬ ‫الحزب الشيوعي العراقي واالخر تيار‬ ‫اسالمي شعبي هو التيار الصدري ‪،‬‬ ‫فامال الكادحني واحالمهم واهدافهم‬ ‫تلتقي بغض النظر عن اسامء الرايات‬ ‫التي ترفرف فوق رؤوسهم ما دامت‬ ‫تدافع عن حقهم يف حياة كرمية‬ ‫وضامن عيشهم الكريم ‪.‬‬ ‫ويف انتظار نجاح تشكيل الحكومة‬ ‫التي نتمنى ان تكون شاملة ‪ ،‬كفوءة ‪،‬‬ ‫نزيهة نراقب تطور العملية السياسية‬ ‫التي بدأت مالمحها الدميقراطية تتضح‬ ‫اكرث واكرث وباتت قطوفها دانية ‪.‬‬ ‫مرحى لنجاح القوى التقدمية يف‬ ‫الوصول املرشف اىل ساحة الربملان‬ ‫من اجل املزيد من تحقيق املكاسب‬ ‫للجامهري الكادحة ‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫الذبح والتفجري والسيارات‬ ‫املفخخة واألحزمة الناسفة‬ ‫والهجامت املسلحة العنيفة والتطور‬ ‫الــذي طــرأ عىل تقنيات اإلرهــاب‬ ‫التحتاج اىل نقاش طويل وعريض‬ ‫فهي من أولويات املسلمني األوائل‬ ‫الذين خانوا األمانة‪ ،‬ورسقوا دين‬ ‫محمد ليحولوه اىل ديــن إرهــايب‬ ‫كامفعل قبلهم اليهود وحرفوا التوراة‬ ‫وجعلوها أداة ترهيب وتدمري‬ ‫وإبادة للبرش املخالفني‪ .‬وكام فعل‬ ‫املسيحيون عندما دمروا أمام من‬ ‫أجل املال والنفوذ والرثوات‪.‬‬ ‫ملاذا اليركز الباحثون عىل إرهاب‬ ‫اإلسالميني اليومي املرتبط بالسلوك‬ ‫العام‪ ،‬واملعامالت الخاصة والعامة‪،‬‬ ‫ومحاوالت حكم املجتمعات بالقسوة‬ ‫والتسلط وفرض الرأي الواحد ورفض‬ ‫املشاركة وفسح املجال للفئات‬ ‫اإلجتامعية ملامرسة طباعها وطرقها‬ ‫الخاصة يف التفكري والتعبري؟‬ ‫هذا هو السؤال الصح‪...‬شنو يعني‬ ‫إرهايب؟ اإلرهايب كام أسلفنا ليس من‬ ‫يفجر ويفخخ ويذبح ويهجر وفقا‬ ‫لتعاليم هو يؤمن بها ألن املسلمني‬ ‫من طوائف مختلفة تلذذوا عرب‬

‫شنو يعني إرهابي‬ ‫التاريخ مبامرسةأنواع من اإلرهاب‬ ‫ســواء السلطوي منه‪ ،‬أو إرهــاب‬ ‫املنظامت الدينية التي ترى الحق يف‬ ‫جانبها‪ ،‬وماعداها هو الباطل الذي‬ ‫يجب أن يحارب ويواجه دون رحمة‪.‬‬ ‫اإلرهايب هو املتدين بتعاليم مذهب‬ ‫فكري معني اليرى يف اآلخرين سوى‬ ‫إنهم عىل ضاللة وهو الصح املطلق‪.‬‬ ‫فيؤمن بزعامة واحــدة‪ ،‬وبطريقة‬ ‫تفكري واحدة‪ ،‬ويلغي اآلخر‪ ،‬والمجال‬ ‫للتعامل معه إال إذا إنتمى لطريقته‪،‬‬ ‫وآمن بها‪ ،‬وقاتل من أجلها‪.‬‬ ‫اإلرهــايب من يتقوى عىل الناس‬ ‫بسلطة ونـــفـــوذ‪ ،‬ويخيف‬ ‫املجتمع‪ .‬واألدهى إن رجال‬ ‫الدين‪ ،‬وزعامء دينيني‬ ‫عــر الــعــامل يــرون‬ ‫فظائع األتباع‪،‬‬ ‫و يسكتو ن‬ ‫عــنــهــا‪،‬‬ ‫ويــعــلــمــون‬ ‫بـــالـــتـــجـــاوزات عىل‬ ‫املجتمع‪ ،‬واليبالون واليكرتثون‪،‬‬ ‫ويقبلون بالنتائج النهائية لترصفات‬ ‫األتباع ماداموا يحفظون لهم املكانة‬

‫هادي جلو مرعي‬

‫والرفعة والنفوذ‪.‬‬ ‫اإلرهــايب من يسيطر عىل عقارات‬ ‫الــدولــة‪ ،‬ومــن ميلك بالقوة‪ ،‬ومن‬ ‫يقتطع األرايض ليترصف بها عىل‬ ‫هواه‪ ،‬ويحوز لنفسه منها مايشاء‪،‬‬ ‫ويتحول اىل ملياردير بفعل طريقته‬

‫التي ميارسها دون خوف من سلطة‪،‬‬ ‫أو من ضمري‪ ،‬ويحكم مشهد الحياة‪،‬‬ ‫ويشوه صفحة املجتمع‪ ،‬ويلطخها‬ ‫بالسواد‪ ،‬ويجعل الناس يف خوف دائم‬ ‫منه‪ .‬فيكرهون الدين‪ ،‬وميارسونه‬ ‫كطقوس عابرة‪ ،‬ومامرسات إحتفالية‬ ‫القيمة لها إال كونها صورة معربة‬ ‫عن املختلف‪ ،‬وينصاعون لتوجهات‬ ‫أشخاص وجهات ألنهم يرهبونها‬

‫فقط‪.‬‬ ‫اإلرهابيون يعيشون معنا‪ ،‬ومن‬ ‫حولنا‪ .‬هم يف كل مكان‪ ،‬ونتوهمهم‬ ‫بعيدين عنا‪.‬أي قوة أو تنظيم خارج‬ ‫إطار القوات املسلحة هو تنظيم‬ ‫إرهـــايب‪ .‬الحكومات تقاتل هذه‬ ‫التنظيامت وتستنزف موارد الدولة‬ ‫وتفقر املجتمعات‪ .‬وكل قوة خارج‬ ‫القانون هي إرهــاب‪ .‬الحقيقة إن‬ ‫اإلرهــاب واحــد لكنه يلبس قناعا‬ ‫مختلفا مع كل حادثة وحدث‪..‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 174‬السنة الرابعة عشر ( آيــار ) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.