العدد الخامس والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫ما الذي بقي ان يقال يف العراق؟!‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪175‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫حــزيـــران ‪2018‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫وإنتصرت إرادة البيشمركة‬

‫‪12‬‬

‫عادل مراد يرحل في الذاكرة‬

‫‪26‬‬

‫ما سر دخول الصدر بالتحالف الجديد وتفوق إيران على أمريكا في العراق؟‬

‫‪30‬‬

‫بحوار ثنائي ‪ ..‬ملكة جمال إسرائيل كنت اخشاها‪ ..‬نظيرتها العراقية هكذا طمأنتها‬

‫‪52‬‬

‫عندما يصبح عدم قدرة المسؤولين سببا في احتجاجات الناس‪ ،‬والبطالة ودمار البنى‬ ‫التحتية الذي نعيشه اليوم‪ ،‬يتسبب في انعدام الثقة وهدر راس المال المادي والمعنوي‪.‬‬ ‫عندما تكون جيوب المسؤولين ممتلئة‪ ،‬فان ثقة الناس يصيبها االفالس وموائدهم‬ ‫خالية‪ .‬عندما تكون الجنة المستقبلية للناس ويحتكر المسؤولون جنة الحياة لهم فقط‬ ‫ما الذي يمكن ان نفعله لالطفال الحفاة والجائعين؟‬ ‫عندما يكون حديث النساء والرجال يدور حول الجسد فقط وليس االحترام والمساواة‬ ‫وتساوي الفرص‪ ،‬فما الذي يبقى من المساواة! واذا كانت رقابة الفكر والنشاطات عند‬ ‫صاحب القرار اهم من تبليط الشوارع وبناء المدارس والمستشفيات والساحات العامة‬ ‫فما الذي يبقى للعراق؟ واذا تم تفسير السعادة بالتعاسة واكرمت المشكالت االجتماعية‪،‬‬ ‫فأية سعادة قد تنبثق‪ .‬عندما يكون التدمير اسرع من بناء الطبيعة وتجريف الغابات اكثر‬ ‫رونقا من زرع الشتالت واالشجار‪ ،‬فأية بيئة ستبقى؟‬ ‫عندما يكون القلق من الفكر واالعتقاد والبحث عن العقيدة زادا يوميا وعندما تشترى‬ ‫الدرجات بالمال ويكون العلم والمعرفة منة‪ ،‬فأية دراسة تبقى؟ عندما نرى كل تلك‬ ‫الكوارث والمعاناة ويتم يوميا وباستمرار نشر المعلومات الكارثية لكي يقنعونا بانهم‬ ‫وصلوا لتلك المكانة بفعلهم وقدراتهم عندها لن تبقى هناك ادنى شجاعة لتحسين‬ ‫اوضاع هذا البلد‪.‬‬ ‫ال شك ان عراق اليوم يعيش حربا متعددة االطراف وسالح الجميع فيها هو االعالم‪.‬‬ ‫ويعمل الجميع على تشهير وتسقيط االخر‪ ،‬ولكن الى متى يستمر هذا التيار؟ متى‬ ‫ستتطبع االوضاع في بلد تسير فيه منذ ‪ 15‬سنة من سيء الى اسوء‪ .‬يجدر بنا ان نجد‬ ‫طريقة (سحرا) ترينا ما خلف الستار والحقائق‪ .‬فقد وصلت االمور الى اننا بحاجة الى قناع‬ ‫ليرشح لنا ذلك الهواء الملوث‪.‬‬ ‫ان خيار التصريحات والكتابة والحديث عن الديمقراطية في وسائل االعالم فقط ليس‬ ‫هو الخيار الصحيح‪ .‬اذ ال يجوز ممارسة الظلم واالعتداء علنا وابرام االتفاقيات السياسية‬ ‫وراء الكواليس سرا‪ .‬فقد اصبح الحصول على الخبز والعيش والخدمات والحاجات وهي‬ ‫ابسط االساسيات اسباب العداوة واصبح ترويج افكار االنتهازية وانهيار المعتقدات‬ ‫االنسانية وسحق العقائد السماوية وضعف وفاء النخب السياسية وتصاعد امكانات‬ ‫المافيات السياسية واالقتصادية ‪ ،‬ظواهر ومكتسبات لهذا التغيير الموجع والدموي‪،‬‬ ‫والناس يقادون من دون ان يشعروا الى ميعاد جميع تلك االالم‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫نيجيرفان‬ ‫البارزاني‬ ‫يؤسس‬ ‫لحكومة‬ ‫إلكترونية‬ ‫حسن سنجاري‬

‫ال شك أن العامل يتجه نحو إستخدام‬ ‫التقنية الحديثة يف مناحي الحياة‬ ‫اليومية كافة ‪ ,‬بعد التطور التكنولوجي الذي‬ ‫جعل من الكرة األرضية قرية صغرية من‬ ‫خالل نظام املعلوماتية وإنتشارالفضائيات‬ ‫وشبكات التواصل اإلجتامعي للحد من‬ ‫ظاهرة الروتني اململ يف الدوائر الحكومية‬ ‫والذي يحتاج اىل هدر يف الجهد والوقت‬ ‫باإلضافة اىل الزخم الهائل يف أعداد املوظفني‬ ‫مام يثقل كاهل املواطن عند متشية معاملته‬ ‫‪ ,‬بحيث ميكن اإلقتصارعىل أقل عدد من‬ ‫املوظفني وبأقل كلفة وأقرص مدة زمنية‬ ‫وأقل جهد ‪ ,‬عل ً‬ ‫ام يتم تطبيقها حالياً يف‬ ‫عدد من الدوائر الخدمية كاملرور والرشطة‬ ‫املحلية ‪.‬‬ ‫نحن عىل أعتاب مرحلة جديدة يف إستخدام‬ ‫عامل الربامجيات وتوظيفها لخدمة املواطنني‬ ‫يف جميع دوائر الدولة عىل مستوى أقليم‬ ‫كوردستان ‪ ,‬فكام أنترصت قوات البيشمركة‬ ‫األشاوس عىل أعتى منظمة إرهابية عرفها‬ ‫التأريخ ممثلة بعصابات داعش اإلجرامية ‪,‬‬ ‫سننترص يف مرشوع اإلصالح اإلداري والقضاء‬ ‫عىل الفساد الذي بدأنا بتنفيذه بعد ترشيعه‬ ‫بصيغة قوانني بالتعاون مع رئاسة الربملان‬ ‫بهمة الغيارى من أبناء كوردستان ‪ ,‬وإظهار‬ ‫الوجه الحقيقي املرشق لإلقليم خاصة يف‬ ‫املطارات واملنافذ الحدودية عند توافد‬ ‫املسافرين األجانب والتعامل معهم بأسلوب‬ ‫يليق مبستوى سمعة الكورد وكوردستان‬ ‫يف الخارج ‪ ,‬والبد من التعامل مع حكومة‬ ‫بغداد عىل أسس وثوابت رصينة ال نحيد‬ ‫عنها من خالل اإللتزام التام بتطبيق بنود‬

‫الدستور العراقي دون إنتقائية ‪ ,‬وإقتناع‬ ‫الحكومة اإلتحادية والكتل واألحزاب‬ ‫السياسية مبفهوم التوافق والرشاكة السياسية‬ ‫والتوازن الذي مبوجبه تم تشكيل الحكومات‬ ‫السابقة واإلبتعاد عن نظرية التهميش‬ ‫واإلقصاء التي مارستها الحكومات املتعاقبة‬ ‫عىل إدارة الدولة منذ سقوط النظام البائد ‪.‬‬ ‫يف كوردستان سيكون اإلنسان هو الغاية‬ ‫والوسيلة من أجل تقديم أفضل الخدمات‬ ‫وتسهيل وتبسيط اإلجراءات اإلدارية يف‬ ‫دوائر الدولة للتخفيف عن كاهل املواطن‬ ‫عند مراجعته إلكامل ومتشية أية معاملة‬ ‫كانت ‪ ,‬بعد إختزال عدة مراحل روتينية يف‬ ‫حال تطبيق نظام الحكومة اإللكرتونية الذي‬ ‫سنميض فيه والتي ستجعل من كوردستان‬ ‫يف مصايف الدول املتقدمة ويشار لها بالبنان‬ ‫‪ ,‬لوال األزمة التي إفتعلتها حكومة بغداد‬ ‫الشوفينية وفرضت الحصار اإلقتصادي‬ ‫وأغلقت املطارات واملنافذ الحدودية‬ ‫وقطعت املوازنة ورواتب املوظفني ومنعت‬ ‫تصدير النفط الذي يعترب ملكاً للشعب‬ ‫العراقي حسب الدستور العراقي ‪ ,‬بعد‬ ‫أحداث السادس عرش من أكتوبر املايض ‪.‬‬ ‫فمرحى لكوردستان مهد النضال والتضحية‬ ‫والبطولة والفداء بجبالها الشامخة كشموخ‬ ‫شعبه األيب املناضل الذي قارع الظلم‬ ‫والدكتاتورية عىل مرعقود من الزمن ‪.‬‬ ‫ومرحى للقيادة الشابة املتمثلة بالسيد‬ ‫نيجريفان البارزاين مهندس البناء واإلعامر‬ ‫من أجل إعامر كوردستان وعاصمتها هولري‬ ‫لتكون ديب الثانية يف املستقبل القريب ‪...‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫عبدالله جعفر كوفيل‬

‫الفوارق الطبقية‪..‬‬ ‫تهدد األمن‬

‫الشعب الذي هو مجموعة من‬ ‫االفراد تربطهم وحدة التاريخ‬ ‫او الدين او الثقافة او املصالح املشرتكة‬ ‫من اهم العنارص ألي كيان سيايس فال‬ ‫ميكن تصور وجوده دون وجود الشعب‬ ‫وان مهمة حامية هذا الكيان عىل‬ ‫اختالف تسمياته ودرجة منوه وثقافته‬ ‫من خطر التهديدات والحفاظ عىل‬ ‫ارواح املواطنني وممتلكاتهم مسؤولية‬ ‫جامعية تضامنية تشرتك فيها الجميع‬ ‫كل حسب عمله وقدرته‪.‬‬ ‫من املبادئ املس ّلم بها يف نظرية‬ ‫االمن هو متاسك افراد املجتمع ومهام‬ ‫كانوا مرتابطني وموحدين كلام كانت‬ ‫حياتهم اكرث آمناً واسعد والعكس هو‬ ‫الصحيح ‪ ,‬لذا فإن مهمة الحكومات‬ ‫بصورها املختلفة واملتعددة تكمن يف‬ ‫تكثيف محاوالتها لسد او عىل االقل‬ ‫تقليل الهوة بني افراد املجتمع وتحقيق‬ ‫املساواة بينهم يف الحقوق والواجبات‬ ‫مع اليقني بأن تحقيق الهدفني رمبا‬ ‫يكونان من املعجزات ألن املصالح‬ ‫الشخصية والنزوات الداخلية كثرياً ما‬ ‫تؤدي اىل حدوث الخالف واالختالف‬ ‫ومن جانب آخر فإن تحقيق املساواة‬ ‫امر يف غاية الصعوبة ألن الطبيعة‬ ‫االنسانية جعلت منه رئيساً ومرؤوس ‪,‬‬ ‫تابعاً ومتبوع ‪ ،‬قائداً وجنود ‪ ،‬وعىل قدر‬ ‫املسؤولية يتعاظم دور اي انسان يف‬ ‫مجتمعه وهذا ال يعني بأن املجتمعات‬ ‫تقف مكتوف االيدي ويستسلم للواقع‬

‫املرير ‪..‬‬ ‫ان التنوع البرشي امر محسوم وجوده‬ ‫يف كل املجتمعات وهي ظاهرة عاملية‬ ‫ارتبط بوجود االنسان منذ الوهلة‬ ‫االوىل ويكون هذا االمر مصدر القوة‬ ‫ألي مجتمع اذا استطاع تسخريه لخدمة‬ ‫املصالح العليا للبلد ألنه ال ميكن ان‬ ‫يتصور وجود مجتمع جميع افراده‬ ‫اطباء او محامني اوجنود او عاملني ‪....‬‬ ‫الخ ألن صورة الحياة تتكامل بوجود‬ ‫جميع الفئات لتكون لوحة زاهية‬ ‫بألوانها وجميلة بتنسيقها‪....‬‬ ‫ولكن االمر يختلف عندما تتحدث عن‬ ‫الفارق الطبقي بني افراد املجتمع الواحد‬ ‫الن الحديث عنه اقرار بوجوده بالرغم‬ ‫من خطورته ونعني به عدم املساواة‬ ‫فيام بينهم يف الحقوق وااللتزامات‬ ‫فالفارق معناه زيادة الهوة بني فرد‬ ‫او ارسة وغريهام يف الوضع االقتصادي‬ ‫حيث يكون الغنى فاحشاً والفقر مدقعاً‬ ‫ال وسط بينهام فاالول يعالج يف ارقى‬ ‫املستشفيات يف الداخل إن مل يكن يف‬ ‫الخارج والثاين ميوت عىل فراشه يحلم‬ ‫بزيارة طبيب او دواء يداوي به ضأمه‬ ‫او يدخل اوالده املدارس الراقية من‬ ‫حيث املناهج وطرق التدريس واألبنية‬ ‫وابن الفقري يدخل يف صف مزدحم‬ ‫يتمنى املعلم عدم دخوله ألن االذان‬ ‫غري صاغية واألجواء كئيبة والكرايس‬ ‫مكسورة واملناهج ناقصة وهكذا‬ ‫فأزدياد الفوارق بني ابناء املجتمع من‬

‫النواحي الصحية والتعليمة واالقتصادية‬ ‫والسياسية واضمحالل الطبقات‬ ‫الوسطى تؤثر بشكل سلبي عىل وحدة‬ ‫املجتمع ومتاسكه فيكون غري قادر عىل‬ ‫لعب دوره يف بناء االنسانية ويكون‬ ‫مهزوزاً امام التحديات وتنعدم مناعته‬ ‫ضد االخطار الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫ان الفارق الطبقي يؤثر بشكل كبري‬ ‫عىل امن الدول ألن الفرد الذي يشعر‬ ‫بانتهاك حقوقه وعدم مساواته مع‬ ‫االخرين يكون فريسة سهلة بل نقطة‬ ‫انطالق عدوى االعداء اليه باستعامله‬ ‫كأداة او يكون نفسه مصدراً لزعزعة‬ ‫االمن الن والءه وحبه للوطن الذي‬ ‫حرمه من ابسط حقوقه يكاد ينعدم او‬ ‫يكون ناقصاً وان كان قولنا ال ينطبق عىل‬ ‫الجميع لذا فان من واجب الحكومات‬ ‫ان تعمل عىل تقليل الفوارق بني ابناء‬ ‫الشعب وفق الخطط الشاملة لجميع‬ ‫مناحي الحياة ليك ال يشعر الفرد‬ ‫بإهامله وانعدام دوره كام يقول (مارتن‬ ‫لوثر كينغ) ‪( :‬ليس هناك ما هو اخطر‬ ‫يف بناء مجتمع يشعر فيه معظم الناس‬ ‫انه ليس لهم دور فيه) ‪.‬‬ ‫ومن هنا نناشد حكومة العراق‬ ‫االتحادي وحكومة اقليم كوردستان‬ ‫العمل بجدية عىل الظاهرة املسترشية‬ ‫يف املجتمع العراقي والكوردستاين‬ ‫والذي نلمس فيه الخطورة عىل وحدته‬ ‫وأمنه ألنه بات ظاهراً للعيان يشعر به‬ ‫القايص والداين والفهيم يكفيه االشارة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪8‬‬ ‫نحن الكورد شهدنا سنوات‬ ‫متشابهات تهاوت وإنهارت‬ ‫فيها املفاهيم اإلنسانية‪ ،‬وخضنا مع‬ ‫الحكومات العراقية تجارب مرة ما زالت‬ ‫آثار ندوبها واضحة للعيان‪ ،‬تفاعلنا مع‬ ‫أحداثها‪ ،‬بعضها غريت الشك اىل يقني‪،‬‬ ‫وبعضها اآلخر شكلت عالمات فارقة‬ ‫تدل إستحالة إعرتاف اآلخرين بحقوقنا‪.‬‬ ‫العام املايض ليس مثل غريه من‬ ‫األعوام‪ ،‬وما مي ّيزه هو اإلرصار عدم‬ ‫ّ‬ ‫وشكل عالمة‬ ‫اإلستسالم أو اإلنحناء‬ ‫غي مسار‬ ‫فارقة عىل الجبني‪ ،‬ألنه ّ‬ ‫الكثري من املحاور السياسية التي كانت‬ ‫ً‬ ‫قامئة‪ ،‬وكان عاماً‬ ‫حافل بالتجاوزات‬ ‫العنيفة تجاهنا‪ ،‬ألنه بعد أيام معدودة‬ ‫من اإلستفتاء الذي جرى يف أيلول‬ ‫‪ ،2017‬تح ّولت بعض املواقف املؤيدة‬ ‫والصداقات إىل ترقب ملآالت األحداث‪.‬‬ ‫وجهات أخرى أدارت ظهرها لشعب‬ ‫وحكومة االقليم‪ ،‬وأخذت تبحث عن‬ ‫ورقة رابحة تحقق لها ما تطمح إليه‪،‬‬ ‫وتح ّولت غريها اىل مامرسة العداوات‬ ‫وفرض الحصار وشن الهجامت‪ ،‬ورضب‬ ‫البنية التحتية لكوردستان‪ ،‬وتحريض‬ ‫الناس ضد بعضهم البعض وبث الفنت‬ ‫إلرباك األوضاع‪ ،‬وإعادة اإلقليم اىل‬ ‫املربع األول‪ ،‬فخططت وصنعت‬ ‫األزمات وعاشت نشوة نرص متخ ّيل‪،‬‬ ‫وبعضها ركضت وراء قرص الشمس‬ ‫لتسدها عنا بأيديها‪.‬‬ ‫يف املقابل كانت هناك محاوالت جريئة‬

‫موسكو وأربيل‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫من جهات عدة بلغت مرتبة اإلنقاذ‪،‬‬ ‫رغم خياراتها املحدودة‪ ،‬فتحملت‬ ‫املسؤولية وأصبحت مؤيدة ومساندة‪،‬‬ ‫وبحثت عن أنبل تعبري ليسجل كبداي ًة‬ ‫النطالق عالقات حقيقية جديدة‪.‬‬ ‫من بني تلك املواقف موقف موسكو‬ ‫والرئيس فالدميري بوتن‪ ،‬تلك املواقف‬ ‫التي تستدعي منّا وقفة تأمل أمام معايري‬ ‫الربح والخسارة يف مسار العالقات بني‬ ‫الشعوب‪ ،‬خاصة وإنها قدمت إشارات‬ ‫تعتمد عىل القرارات القوية والعقل‬ ‫السيايس الجرىء يف لحظات التحوالت‬ ‫التاريخية الكربى‪ .‬وأشارت اىل أنه البد‬

‫من التعامل مع األحداث بإسلوب‬ ‫البحث عن الحلول املناسبة لكافة‬ ‫املشكالت والقضايا املصريية‪ ،‬وإحقاق‬ ‫الحقوق املهدورة بسالم وأمان‪ ،‬ومنع‬ ‫عودة الخيبة والخسارة وتجنب الويالت‬ ‫و تكرار املآيس‪.‬‬ ‫يف العام املايض‪ ،‬خالل الجلسة العامة‬ ‫ملنتدى أسبوع الطاقة الرويس‪ ،‬قال‬ ‫الرئيس بوتني‪( :‬موسكو ال تتدخل يف‬ ‫مسألة كوردستان‪ ،‬وترصفاتنا تهدف إىل‬ ‫عدم اشتعال املوقف‪ ،‬وموسكو ال تقوم‬ ‫باستفزاز أحد‪ ،‬ونحن لدينا عالقات طيبة‬ ‫مع الكورد‪ ،‬ونحاول دعوتهم للحوار)‪.‬‬

‫كام قال‪( :‬لذلك فإن ترصيحاتنا حذرة‬ ‫جداً‪ ،‬وموجهة ليس نحو التأزيم‪ ،‬بل‬ ‫لتصحيح الوضع‪ ،‬وتهدف اىل إيجاد‬ ‫سبيل للتواصل حتى يف أصعب حاالت‬ ‫النزاع‪ ،‬والتعاون للبحث عن خيارات‬ ‫مقبولة للجميع)‪.‬‬ ‫وباألمس‪ ،2018/6/7 ،‬قال الرئيس‬ ‫بوتني‪( :‬لدينا مع الشعب الكوردي‬ ‫باملعنى الواسع للكلمة عالقات ودية‬ ‫تاريخياً ونثمن عالياً سعي الشعب‬ ‫الكوردي إىل حامية حقوقه‪ ،‬ونحن نرى‬ ‫ما يجري من تطورات يف العراق ونرى‬ ‫كيفية تأثري القرارات يف سياق االستفتاء‬

‫العام يف كوردستان العراق وكيف يتم‬ ‫تحقيقها وتحويلها إىل أرض الواقع‪،‬‬ ‫وذلك يف إطار الحفاظ عىل وحدة‬ ‫الدولة العراقية‪ ،‬ونحن نحتفظ بعالقاتنا‬ ‫مع السلطات املركزية يف بغداد ونعترب‬ ‫كل خططنا يف إقليم كوردستان رشعية‬ ‫وواعدة وليست موجهة للتدخل يف‬ ‫النزاعات أو التشجيع عىل النزاعات‬ ‫الداخلية يف العراق‪ ،‬بل بالعكس كل‬ ‫مشاريعنا تهدف إىل تطوير العالقات‬ ‫الطبيعية والتعاون الطبيعي مع‬ ‫العراق ومع مكوناته مبا يف ذلك إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬فهذه املشاريع واعدة‬

‫ونتمنى أن يتم تنفيذها)‪.‬‬ ‫هذه املواقف‪ ،‬ترسل رسائل قوية‬ ‫للعراق أو ًال والدول اإلقليمية وكل‬ ‫العامل مفادها‪ ،‬أن كوردستان منطقة‬ ‫حيوية جديرة باإلهتامم والتقدير‬ ‫والتعامل معها عىل أساس الدستور‬ ‫واإلحرتام املتبادل واملصالح املتبادلة‪.‬‬ ‫وتثبت نجاح السياسة النفطية لحكومة‬ ‫اإلقليم برئاسة نيجريفان بارزاين‪ ،‬ومتانة‬ ‫العالقات بني موسكو وأربيل‪ ،‬كام تثبت‬ ‫أن روسيا مطمئنة من عدم وجود‬ ‫مخاطر وتهديدات جدية يف اإلقليم‪،‬‬ ‫وغري قلقة من مستقبل كوردستان‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬ ‫يقول علامء النفس يف إحدى‬ ‫نظرياتهم حول علم نفس الطفل‬ ‫إنه يرى نفسه مركزا للعامل الذي يشعر‬ ‫بدورانه حوله‪ ،‬بل ويف خدمته وتحت‬ ‫ترصفه‪ ،‬وبوجود بيئة تساعد عىل منو هذا‬ ‫الشعور وتعملقه ودالل أرسته يتحول‬ ‫هذا الكائن املدلل تدريجيا إىل دكتاتور ال‬ ‫رشيك له يف هذا العامل‪ ،‬ابتدا ًء من تحوله‬ ‫إىل رب أرسة ينتج رسيرته ويكاثرها يف‬ ‫أبنائه أو بناته‪ ،‬أو مدير دائرة يُشعر‬ ‫معيته بأنه فيلسوف عرصه وأن استبداله‬ ‫سيوقف حياة وتطور تلك الدائرة‪ ،‬ولك‬ ‫أن تقيس أخي القارئ كالمنا هذا عىل‬ ‫مديرك العادي وصوال إىل من يتوىل‬ ‫إدارة املنكوبني من العباد‪ ،‬فيصبح رئيسا‬ ‫عظيام ورضورة أو حتمية تاريخية‪،‬‬ ‫يتطلب من بقية الكائنات الدوران حول‬ ‫كوكبه الدري!‪.‬‬ ‫للبيئة أعاله بيئة أخرى معاكسة لها‬ ‫يف كل التفاصيل وتكمن يف تربية هذا‬ ‫الطفل وتعديل تلك املشاعر وتقليمها‬ ‫وفق أسس تقلب املعادلة‪ ،‬فيتحول من‬ ‫كوكب تدور حوله كل الكواكب‪ ،‬إىل نجم‬ ‫يدور هو حول كوكب اسمه املجتمع‪،‬‬ ‫ويشعر بأنه جزء من عامل وعليه خدمته‬ ‫إلثبات انتامئه له دومنا شعور بالفردية‬ ‫الطاغية‪ ،‬ومن هنا تبدأ حكايتنا حيث‬ ‫يستمر هذا الطفل باعتبار كل العامل‬ ‫يعمل ألجل تنفيذ رغباته أو العكس‪،‬‬ ‫فإذا جمعنا طفلنا املدلل واعتربناه يف‬ ‫جمعه ميثل مجتمعاتنا الرشقية‪ ،‬ندرك‬

‫ونكتشف حقيقة اللبنات األوىل يف بناء‬ ‫الدميقراطية أو الدكتاتورية‪.‬‬ ‫لقد ابتليت منطقتنا بأمناط من هذه‬ ‫السلوكيات والثقافات املتوارثة عرب‬ ‫أجيال وحقب زمنية ليست قصرية‪،‬‬ ‫ابتدا ًء من األرسة ودكتاتورية األب أو‬ ‫ويل األمر‪ ،‬وانتهاء بالقائد الرضورة‪ ،‬مرورا‬ ‫بكل من تسلط عىل عباد الله وإن كان‬ ‫عددهم اثنان فقط‪ ،‬ليك ميارس عليهام‬ ‫نرجسيته وتفرده‪ ،‬فإذا كانت البداوة‬ ‫مرحلة من مراحل تطور مجتمعاتنا وما‬ ‫زالت تتمركز يف كثري من مفاصلنا الرتبوية‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬مضافا إليها إكسسوارات‬ ‫قروية وقبلية كرست تفرد الشيخ واألغا‪،‬‬ ‫الذي تطور كمفهوم للتسلط واألحادية‬ ‫يف من يتوىل إدارة أي مؤسسة أو حركة‬ ‫أو حزب يف حياتنا‪ ،‬فإنها اليوم تتجىل‬ ‫يف الكثري من سلوكيات أولئك الذين‬ ‫يحملون شعارات الدميقراطية يف زمن‬ ‫الربيع العريب الذي صبغ بلدان البداوة‬ ‫السياسية بألوان الدماء والدموع منذ‬ ‫سنوات عىل أنقاض أنظمة أوحت لنا‬ ‫جميعا‪ ،‬أن دكتاتورياتها أفضل بكثري‬ ‫من دميقراطية البداوة الجديدة‪ ،‬تلك‬ ‫الدكتاتوريات التي أنتجت مرشوع‬ ‫داعش مخترصة كل أفكار وتوجهات‬ ‫من أرادوا بناء دولة الوحدة العربية أو‬ ‫اإلسالمية وصهر وإذابة كل ما هو خارج‬ ‫مفهومي االنتامء لغري العرب أو اإلسالم‬ ‫يف بوتقة هذا املرشوع‪.‬‬ ‫إن تنظيم ما يسمى بالدولة اإلسالمية‬

‫وقبله القاعدة ومجمل الحركات‬ ‫العنرصية والدينية واملذهبية وخاصة‬ ‫داعش ليست طارئة أو وليدة الربيع‬ ‫البائس‪ ،‬بل هي نتاج ثقافة وسلوك‬ ‫مرتاكم من مئات السنني‪ ،‬وخبطة معقدة‬ ‫من الثقافة الدينية البدائية والسطحية‬ ‫والسلوك البدوي وعقلية القرية وبنائها‬ ‫االجتامعي والرتبوي‪ ،‬وهي بالتايل الحلقة‬ ‫األخرية يف سلسة األحزاب العنرصية‬ ‫القومية أو الدينية التي تطمح لبناء دولة‬ ‫ايديولوجية‪ ،‬أساسها العرق العنرصي أو‬ ‫الدين املتطرف واملتشدد‪ ،‬وما يتبعه من‬ ‫مذاهب وطوائف‪ ،‬ببناء فكري متعصب‬ ‫أحادي التفكري‪ ،‬ال يقبل اآلخر إال عبدا‬ ‫مطيعا أو ملحا مذابا يف بوتقته الفاهية‪،‬‬ ‫وعىل ضوء ذلك والن دورة تربية مجتمع‬ ‫بأكمله من الطفولة حتى النضج تستدعي‬ ‫زمنا ليس قصريا‪ ،‬بل حقبة طويلة لسبب‬ ‫بسيط هو أن املريب ذاته هو الذي أنتج‬ ‫هذه السلوكيات‪ ،‬والن الكثري الكثري‬ ‫يؤمن بان مجتمعاتنا ال تتحمل هذا‬ ‫النمط من النظم االجتامعية والسياسية‪،‬‬ ‫وهي سعيدة جدا بوجود الفارس والرمز‪،‬‬ ‫بسبب تراكامت هائلة من العادات‬ ‫والتقاليد والرتكيب النفيس واالجتامعي‬ ‫والرتبية الدينية األحادية االتجاه‪ ،‬عليه‬ ‫وجب البحث عن حلول وخيارات أخرى‬ ‫غري هذه النظم‪ ،‬أو أن يتحول الجميع إىل‬ ‫دكتاتوريني ليك ال يُتهم أحد بأنه قد تف ّرد‬ ‫باآلخرين!؟‬

‫ديمقراطية الدكتاتورية الحديثة!‬ ‫كفاح محمود‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫وإنتصرت إرادة البيشمركة‬

‫تحتاج بعض نصوص الدستور اىل تفسري‬ ‫من قبل خرباء يف القانون الدستوري‬ ‫بعيداً عن اإلجتهادات الشخصية التي ال‬ ‫تعتمد عىل سند قانوين ليتمكن املفرس‬ ‫من إخراج النص بروحه القانوين دون‬

‫إلتباس والشائبة عليه وال يتعرض اىل‬ ‫إنتقادات وطعون قانونية ‪ ,‬ويف حالة‬ ‫الخالف عىل تفسري مادة دستورية يتم‬ ‫اللجوء اىل املحكمة االتحادية العليا‬ ‫املختصة بحل النزاعات الدستورية ‪,‬‬

‫حسن شنكالي‬

‫حيث تعرض قانون اإلنتخابات رقم (‪)45‬‬ ‫لسنة ‪ 2016‬اىل تعديل ثالث من قبل‬ ‫مجلس النواب ليتوافق مع مصالحهم‬ ‫وأطامعهم ليعودوا اىل الواجهة السياسية‬ ‫بطرق ملتوية رداً عىل فشلهم السيايس‬

‫وفقدانهم لجمهورهم الذي أنتخبهم من‬ ‫خالل مقاطعتهم لإلنتخابات ‪ ,‬بعد إتهام‬ ‫املفوضية العليا املستقلة لإلنتخابات‬ ‫بالتزوير يف نتائج اإلنتخابات النيابية‬ ‫التي جرت يف الثاين عرش من أيار املايض‬

‫من قبل الخارسين واملتشككني بنتائج‬ ‫اإلنتخابات ‪ ,‬حيث واجه عدة طعون من‬ ‫قبل رئاسة الجمهورية ومجلس املفوضني‬ ‫والحزب الدميقراطي الكوردستاين بعدم‬ ‫دستورية التعديل الثالث وخاصة يف‬ ‫املادة الثالثة والتي تنص عىل إلغاء نتائج‬ ‫التصويت الخاص لقوات البيشمركة‬ ‫ومنتسبي وزارة الداخلية يف اإلقليم‬ ‫حرصاً دون محافظات العراق باالضافة‬ ‫اىل إلغاء أصوات النازحني والخارج ‪,‬‬ ‫كونه يعد إستهادافاً سياسياً بإمتياز‬ ‫وخرقاً فاضحاً للامدة (‪ ) 20‬من الدستور‬ ‫العراقي وهدراً ألصوات الناخبني ‪.‬‬ ‫وصدر قرار املحكمة اإلتحادية باإلجامع‬ ‫عىل إلغاء املادة الثالثة من التعديل‬ ‫الثالث وعدم دستوريته ‪ ,‬وبهذا إنترصت‬ ‫إرادة البيشمركة عىل كل اإلرادات‬ ‫الشوفينية وكتمت األصوات الناشزة‬ ‫والذين كانوا ينعقون مع كل ناعق والتي‬ ‫وقفت وال زالت تقف ضد تطلعات‬ ‫الشعب الكوردي بصورة غري رشعية‬ ‫خالفاً لبنود الدستور‪ ,‬مثلام إنترصت‬ ‫قوات البيشمركة يف ساحات الوغى‬ ‫وكرست شوكة اإلرهاب األعمى كام‬ ‫ساهمت يف اإلطاحة بأعتى دكتاتورية‬ ‫عرفها التأريخ املعارص ‪ ,‬وهكذا تبني‬ ‫للقايص والداين بأن الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين هواملمثل الرشعي الوحيد‬ ‫واملدافع الحقيقي عن حقوق الكورد‬ ‫عىل جميع األصعدة منذ تأسيسه ‪,‬‬ ‫وذلك من خالل تقدميه الطعن بالتعديل‬ ‫الثالث لقانون اإلنتخابات أمام املحكمة‬ ‫االتحادية وكسبه للقضية ‪ ,‬حيث‬

‫إسودت وجوه الداعني اىل الغاء اصوات‬ ‫البيشمركة من املحسوبني عىل الكورد‬ ‫وفشلت كل املؤامرات التي حيكت‬ ‫ونسجت وتحطمت عىل صخرة الصمود‬ ‫الكوردي ‪ ,‬وتنفيذ مخططهم الدنيىء‬ ‫يف هيكلة اإلقليم وإضعاف دورحكومة‬ ‫إقليم كوردستان والدعوة اىل تشكيل‬ ‫حكومة إنقاذ وطني قبل إجراء إنتخابات‬ ‫الرئاسة وبرملان كوردستان املزمع إجراؤه‬ ‫يف الثالثني من أيلول ‪ , 2018‬لخلط‬ ‫األوراق وأن يعم كوردستان حالة من‬ ‫الفوىض تكون ذريعة لتدخل القوات‬ ‫العراقية ‪ ,‬ولتحقيق ما يصبون اليه‬ ‫تنفيذاً ألجنداتهم التي يعملون يف ظلها‬ ‫ضد إرادة الشعب الكوردي ‪.‬‬ ‫لقد حافظ الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين عىل عدد مقاعده التي‬ ‫حصل عليها يف إنتخابات الربملان العراقي‬ ‫للدورة الرابعة رغم أنوف الحاقدين بعد‬ ‫توجيه أصابع اإلتهام اليه بالتزوير من‬ ‫قبل الفاشلني سياسياً والذين فقدوا ثقة‬ ‫الشارع الكوردستاين متناسني ثقل وحجم‬ ‫الباريت وشعبيته وما يحظى به من تأييد‬ ‫واسع عىل مستوى إقليم كوردستان‬ ‫كونه القوة السياسية األوىل بفضل‬ ‫القيادة الحكيمة والحنكة السياسية‬ ‫التي يتحىل بها قادته من الرعيل األول‬ ‫ألنهم تخرجوا من مدرسة النضال التي‬ ‫أرىس دعامئها األب الروحي للكورد املال‬ ‫مصطفى البارزاين الخالد ‪.‬‬ ‫وختاماً أقول ( ما ضاع حق وراءه‬ ‫مطالب ) ‪...‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪14‬‬ ‫عيل رضا اسدي‬

‫الشهيدة ليلى قاسم ملکشاهي‬ ‫ولدت ليىل قاسم حسن‬ ‫ملکشاهي الفييل (عروس‬ ‫كردستان) يف السابع والعرشين من‬ ‫كانون األول من عام ‪ 1952‬قریة‬ ‫مسفا يف مدينة خانقني وأمضت‬ ‫االبتدائية واملتوسطة فيها‪ ,‬و كان‬ ‫والدها (داالهو قاسم) عامل بسيط‬ ‫يف مصفاة خانقني وبعد تقاعده‬ ‫أقام يف بغداد حيث تدرس ابنته‬ ‫الشهيدة علم االجتامع بكلية اآلداب‬ ‫وعملت يف الصحافة وكانت وأخوها‬ ‫سام و خطيبها جواد الهاموندي ‪,‬‬ ‫وبدأت حياتها النضالية يف حزب‬ ‫الدميقراطي الكردستاين وكان‬ ‫ذلك يف بداية السبعينات وقامت‬ ‫بنشاطات سياسية ضد ظلم حكومة‬ ‫البعث العراقية القي القبض عليها‬ ‫وعىل خطيبها جواد الهاموندي مع‬ ‫عدد من رفاقها يف ‪ 29‬نيسان ‪1974‬‬ ‫ومن رفاقها (نرميان فؤاد مستي‬ ‫و آزاد سليامن میران و حمه ره‬ ‫ش‪-‬حسن محمد رشید‪)-‬‬ ‫ويف الزّيارة األوىل لوالدتها‬ ‫وشقيقتها لها بعد سجنها ‪ ,‬أوصتهام‬ ‫أن يحرضا لها يف الزّيارة القادمة‬

‫(مقص ومالبس جديدة)‪ .‬وبعد أن‬ ‫أحرضتا لها ما تريد يف الزّيارة الثانية‬ ‫خصالت‬ ‫وقصت به‬ ‫‪ ,‬أخذت املقص ّ‬ ‫ٍ‬ ‫من شعرها ‪ ,‬وأهدتها إىل شقيقتها‬ ‫لتبقى ذكرى وشاهدة عىل نضالها‬ ‫وتحدّ يها للموت والطغاة ‪ ,‬وأجابت‬ ‫أختها التي سألتها عن سبب طلبها‬ ‫إحضار ثوبها الجديد أجابتها بثقة‬ ‫وابتسامة‪.‬‬ ‫سأصبح بعد أ ّيام (عروس‬ ‫أختاه‬ ‫ُ‬ ‫أحب أن تحتضنني‬ ‫كردستان) لذلك ّ‬ ‫ُ‬ ‫األرض وأنا بكامل أناقتي‪.‬‬ ‫أكتب هذه السطور خارجا من‬ ‫تأمالت موثق السرية‪ ،‬اىل اإلنهيار‬ ‫الوجداين‪ ،‬وأنا أتخيل ثوب العرس‪،‬‬ ‫الذي مل تهنأ به مع حبيبها‪ ،‬لفلفته‬ ‫رملة املقربة‪ ،‬بني يدي اإلمام عيل‬ ‫عليه السالم‪ ،‬جوار طابور من االنبياء‬ ‫والرسل والشهداء والصديقني‪.‬‬ ‫تربعت “عروس كردستان” مربهنة‬ ‫أن املرأة الكردية طاهرة وجريئة‬ ‫بالحق؛ حني سعت اىل الشهادة‪،‬‬ ‫بخيالء‪ ،‬تؤكد انها اقوى من سوط‬ ‫الجالد وحبال مشنقته‪.‬‬ ‫يروى أنها رصخت أثناء التعذيب‪:‬‬

‫“شأين ككل االوفياء الذين ضحوا‬ ‫بدمائهم الزكية‪ ،‬من أجل التصدي‬ ‫للظلم الذي ميارس بحق الشعب‬ ‫الكوردي‪ ،‬من قبل أزالم السلطة‬ ‫الدموية‪ ،‬يف بغداد سجنا وذبحا‬ ‫وتهجريا ونفيا‪.‬‬ ‫وأجريت لها وخطيبها ورفاقهام‬ ‫محاكمة صورية وحكمت املحكمة‬ ‫عليهم باإلعدام ‪ .‬ويف ‪ 12‬أيار ‪1974‬‬ ‫تم إعدامها شنقاً حتى املوت دون‬ ‫محاكمة قانونية تذكر ويف مكان‬ ‫االعتقال نفسه بأقل من أسبوعني‬ ‫من تاريخ سجنها بعدما أفقعوا‬ ‫عينها اليمنى و ش ّوهوا جسدها‬ ‫بصورة فظة من خالل التعذيب‬ ‫الشديد الذي تعرضت له أيام‬ ‫االعتقال‪.‬‬ ‫يف اليوم الثاين من تنفيذ اإلعدام‬ ‫سلم جثامنها الطاهر إىل أهلها‬ ‫وهي يف ز ّيها الكردي الجديد و ليتم‬ ‫دفنها يف مدينة النجف االرشف –‬ ‫مقربة وادي السالم – بعيداً عن ديار‬ ‫أهلها ومواطن طفولتها و بعيداً عن‬ ‫مناقب ذكرياتها‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪16‬‬ ‫االتحاد الدميقراطي الكوردي‬ ‫الفييل يطالب السلطات‬ ‫املختصة يف إقليم كوردستان بتخصيص‬ ‫مقعد كوتا واحد عىل األقل للكورد‬ ‫الفيلية يف برملان كوردستان واتخاذ قرار‬ ‫بذلك قبل إجراء االنتخابات يف اإلقليم‬ ‫هذا العام‪ ،‬اعرتافا من شعب إقليم‬ ‫كوردستان وبرملانه وسلطاته وقواه‬ ‫السياسية بنضال الكورد الفيلية يف‬ ‫صفوف الحركة السياسية الكوردستانية‬ ‫منذ اربعينيات القرن املايض‪ ،‬واعرتافا‬ ‫بتضحياتهم من أجل الحركة التحريرية‬ ‫الكوردستانية‪ ،‬ووفاء منهم للكورد‬ ‫الفيلية ولشهدائهم الذين ضحوا بأمثن‬ ‫ما ميلكون وهو حياتهم من أجل أن‬ ‫يحقق شعبنا الكوردي أهدافه‪ ،‬وتقديرا‬ ‫منهم للمعاناة الكبرية والخسائر‬ ‫الهائلة البرشية واملادية (والتي‬ ‫من بينها اسقاط الجنسية واالبعاد‬ ‫والترشيد ومصادرة املمتلكات وأنفلة‬ ‫االالف من الشبيبة) التي تعرضوا لها‬ ‫نتيجة دعمهم لنضال شعبنا الكوردي‬ ‫مبختلف االشكال املادية واملعنوية‬ ‫واملشاركة فيه بكل الوسائل السياسية‬ ‫واالقتصادية واإلعالمية وغريها‪ .‬وأيضا‬ ‫بسبب تواجدهم السكاين يف اإلقليم‬ ‫ويف «املناطق املتنازع عليها» كخانقني‬ ‫ومنديل وكركوك‪ .‬ان تخصيص مقعد‬ ‫كوتا للكورد الفيلية يف برملان إقليم‬ ‫كوردستان هو حق لهم لألسباب‬ ‫املذكورة أعاله‪.‬‬ ‫مع العلم بان للكورد الفيلية مقعد‬

‫كوتا واحد يف مجلس النواب العراقي‬ ‫عن محافظة واسط مع أن من حقهم‬ ‫أن يكون لهم عىل األقل مقعد كوتا آخر‬ ‫عن محافظة بغداد ومقعد كوتا عن‬ ‫محافظة دياىل بسبب كثافتهم السكانية‬ ‫وتأثريهم يف هاتني املحافظتني‪ .‬ولهم‬ ‫أيضا مقعد كوتا يف مجلس محافظة‬ ‫بغداد وآخر يف مجلس محافظة واسط‪.‬‬ ‫ولقد تنافست أحزابا كوردستانية مع‬ ‫االخرين للحصول عىل مقاعد الكوتا‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫سيؤدي تخصيص مقعد كوتا للكورد‬ ‫الفيلية يف برملان اقليم كوردستان إىل‬ ‫تنمية وتقوية شعور االنتامء ويقطع‬ ‫الطريق عىل من يحاولون خلق‬ ‫وتغذية التفرقة‪ ،‬والذين تشري إليهم‬ ‫واىل محاوالتهم األحزاب الكوردستانية‬ ‫علنا احيانا ويف املجالس الخاصة احيانا‬ ‫اخرى‪.‬‬ ‫لقد توصلت غالبية الكورد الفيلية‪ ،‬بعد‬ ‫تجارب طويلة‪ ،‬مريرة أغلب االحيان‪،‬‬ ‫مع األحزاب املتنفذة يف العراق‪ ،‬إىل‬ ‫أن العربة ليست باألقوال وامنا باألفعال‬ ‫واتخاذ اإلجراءات‪ .‬ويتساءلون‪ :‬هل ان‬ ‫املصالح الضيقة واألهداف التكتيكية‬ ‫قصرية األمد هي التي تقرر املواقف‬ ‫واالجراءات وليس املصالح العامة‬ ‫واألهداف االسرتاتيجية بعيدة املدى؟‬ ‫وال نريد هنا ذكر الوفاء ملن ساندوا‬ ‫وضحوا وعانوا اوقات الشدائد ويف‬ ‫السنني العجاف ليتم نسيانهم يف‬ ‫مواسم الحصاد وقطف الثامر!‬

‫كوتا الكورد‬ ‫الفيليين في‬ ‫برلمان كوردستان‬ ‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪18‬‬

‫الفيلية‪..‬‬ ‫عراقيون منذ آالف االعوام‬ ‫فييل ‪ /‬د‪ .‬عيل ثويني‬

‫ثمة لغط يثار حول عراقية‬ ‫فئة (الفيلية)‪ ،‬وهم إحدى‬ ‫ألوان الطيف العراقي‬ ‫الجميل‪ .‬وثمة دس ورياء‬ ‫وتعميه بشأنهم مكث ردحا‬ ‫ومازال حيا لدى السذج ‪،‬‬ ‫بعد غروب حقبة البعث‬ ‫التي يتفق الجميع على أنها‬ ‫وزعت الظلم بالقسطاس‬ ‫على العراقيين‪ ،‬لكن فئة‬ ‫الفيلة هم أكثر من عانى‬ ‫من جرمهم‪ ،‬ألنهم يحملون‬ ‫في تكوينهم (خطيئتين)‬ ‫ال تغتفران‪ :‬خطيئة تمايزهم‬ ‫االقوامي‪ ،‬وخطيئة تمايزهم‬ ‫المذهبي!!‬

‫لقد مورست ضدهم عمليات‬ ‫إلغاء الهوية العراقية أو طمس‬ ‫للخصوصية الثقافية أو تهميش لألفراد‬ ‫والتجمعات أو تشويه ألصولهم أو‬ ‫استقطاب لضعاف النفوس منهم أو‬ ‫إستغالل لسوادهم إو ابتزاز واغتنام‬ ‫ألموالهم‪ .‬لقد خضب هذا اللون الوردي‬ ‫العراقي بحمرة الدم بعد عمليات القتل‬ ‫الجامعي لخرية شبابهم و أتشح بالسواد‬ ‫ملا قاسوه من ضيم التسفري القرسي‪ ،‬ثم‬ ‫جاءت ثالثة األثايف لتثقل كاهلهم بضيم‬ ‫الغربة عن الوطن واألحباب والذكريات‪.‬‬ ‫اصولهم التاريخية‬ ‫تجمعات الفيلية منشطرة عىل شقي‬ ‫الحدود بني العراق وإيران‪ ،‬و تصنيفهم‬ ‫يرد مختلفا فيها‪ .‬فهم (أكراد) أو (فيلية)‬ ‫يف العراق‪ ،‬بينام نجدهم (لور) أو (لك)‬ ‫يف إيران التي ال يتداول فيها إصطالح‬ ‫«فييل»‪ .‬و وجودهم يف العراق ميتد ابتداءا‬ ‫من أراضيهم التي تقع يف إقليم «عيالم»‬ ‫و»لورستان» املتاخم للحدود الجنوبية‬ ‫العراقية اإليرانية حتى تخوم كرمنشاه ‪ ،‬يف‬ ‫منتصف الشوط بني السليامنية والبرصة ‪.‬‬ ‫ويطلق عىل إقليمهم عادة تسمية (بشت‬ ‫كو) وتعنى «ظهر الجبل» واملعني بذلك‬ ‫ظهر جزء من سلسلة جبال زاكروس‬ ‫(القسم املسمى كور كوه)‪،‬وهكذا‬ ‫قسمت املنطقة إىل ظهر الجبل باتجاه‬ ‫العراق وأمام الجبل(بيشكوه) بإتجاه‬ ‫قلعة كريت ثم إمتدادات إقليم أصفهان‪.‬‬ ‫وميتد تواجدهم عادة باتجاه الجنوب عىل‬ ‫الضفاف الغربية لوادي (السيمره) (الذي‬ ‫ميكن أن يكون حدود سومر القدمية)‬ ‫حتى االحواز يف الجنوب عندما يصب‬ ‫هذا النهر يف نهر (الكرخة) الذي يصب‬ ‫بدوره يف (شط العرب)‪ .‬وميتد نشاط‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬ ‫التجمعات «الفيلية» غرباً ليصل تخوم‬ ‫مياه دجلة والسيام بعد انحرافه األخري‬ ‫يف القرن السابع عرش امليالدي عندما‬ ‫اقرتب كثريا من سفوح تلك الجبال‪ .‬ونجد‬ ‫فروق بسيطة بني لهجات القاطنني عادة‬ ‫عىل الضفة الرشقية للوادي الذي يتدفق‬ ‫جنوبا حتى مراعي قبائل (البختيارية)‬ ‫الجبلية البدوية املعروفة بصعوبة املراس‬ ‫وتنقلهم وراء الكأل واملراعي يف هذا‬ ‫األقليم ‪.‬‬ ‫ومثة الكثري من األراء بشأن أصل تسمية‬ ‫«فييل» فمنهم مثل (هرني فيلد) يفرسها‬ ‫مبعنى العايص واملتمرد‪ ،‬ووردت بحسب‬ ‫البعض مبعنى الشجاع والفدايئ‪ .‬ومثة‬ ‫مسترشقني مثل (جورج كامرون)‪ ،‬يرجع‬ ‫التسمية اىل أسم امللك العيالمي (بييل)‬ ‫الذي حكم وساللته بني أعوام ‪-2670‬‬ ‫‪ 2220‬ق‪.‬م ‪.‬ومنهم من يرجع التسمية اىل‬ ‫أسامء حديثة كونهم أتباع ألمراء ملكوا‬ ‫قبل قرون قليلة‪،‬وحرف أسمهم ليكون‬ ‫(فييل)‪.‬‬ ‫وبعيدا عن أهواء املسترشقني األملان‬ ‫مثل (هوكو كروته)‪ ،‬ممن أراد أن يسبغ‬ ‫صفاءا «آريا» عىل تلك األصقاع‪ ،‬وكونهم‬ ‫ورثة عيالم اآلرية ‪ .‬ومثة من بحث عنهم‬ ‫مبوضوعية نسبية مثل الرويس جريكوف‬ ‫والدمناريك فيلربك واألنكليزي اليارد‪ ،‬الذين‬ ‫أختلفوا يف إرجاع أصلهم ‪،‬كونهم هجني‬ ‫من السحن‪ ،‬بغض النظر عن اللغة التي‬ ‫ميكن إكتسابها وتقمصها تراكميا‪،‬ولدينا‬ ‫الكثري من األمثلة اليوم عىل تغيري لغات‬ ‫الشعوب‪ ،‬كام هي لغة (األردو) يف الهند‪.‬‬ ‫وبالرغم من جزمنا عىل عدم وجود‬

‫أجناس ناشزة الصفاء وغري متهاجنة‬ ‫يف هذا املوضع الوسطي من الدنيا ‪،‬‬ ‫فأننا نؤكد استنادا إىل فيصل الدالئل‬ ‫الحفرية‪ ،‬والتي تشري بأن تلك األصقاع‬ ‫كانت تاريخيا من ضمن النطاق الثقايف‬ ‫والتأثري الحضاري العراقي‪ .‬فـ( سوسه‬ ‫ورسبيل ذهاب وقرص شريين وكرمنشاه‬ ‫وعربستان أو االحواز) وماخلفها‪ ،‬مواضع‬ ‫رصيحه لرسوخ األعراف الحضارية و‬ ‫اإلجتامعية واللغوية والفنية و البنائية‬ ‫العراقية‪ .‬ومثة الكثري من الدالئل الدامغة‬ ‫التي أظهرتها و قلبت الكثري من مسلامت‬ ‫املفاهيم التي وردت حتى القرن التاسع‬ ‫عرش بكون هذه االصقاع فارسية محضة‪،‬‬ ‫و من املعلوم أن الفرس ولجوا التاريخ‬ ‫بعد السومريني بحوايل ثالثة آالف عام‪،‬‬ ‫وتقمصوا روحا عراقية يف كل شؤون‬ ‫حياتهم‪ ،‬وما العامرة والفنون إال خري‬ ‫أدلتها‪.‬‬ ‫ونذهب هذه الدالئل التاريخية واآلثارية‬

‫إىل أن الفيلية هم من الفئات العراقية‬ ‫التي مكثت عىل أطراف(بالد النهرين)‬ ‫تاريخيا وجغرافيا‪ .‬وكام بدل العراقيون‬ ‫لغاتهم مرارا‪ ،‬فقد بدل القوم هنا لغتهم‬ ‫بحسب مناخات الدول والثقافات‬ ‫املشتملة‪ .‬ونجد يف ملحمة كلكامش‪ ،‬ما‬ ‫يؤكد بأن (أنكيدو) قد ورد من الجبال‬ ‫املتاخمة لسومر‪ ،‬والتوجد غري جبال‬ ‫(بشتكو) الفيلية‪ .‬ومل تشري امللحمة اىل فرق‬ ‫لغوي بني الرفيقني ‪،‬بقدر ما تبني امللحمة‬ ‫تناغام روحيا وثقافيا‪ ،‬وتكامال يف السجايا‪.‬‬ ‫ومازال يكتشف بني الحني واآلخر مفردة‬ ‫سومرية هنا أو هناك بالصدفة بني طيات‬ ‫اللغة الفيلية‪ ،‬ويعزوها بعض القوميني اىل‬ ‫كونها كردية‪ ،‬وهو محض مبالغات قومية‪،‬‬ ‫فثمة فروق جوهرية يف بنيوية وصيغة‬ ‫اللغات اآلرية الفارسية( ومنها الكردية)‬ ‫وبني السومرية‪ .‬نعتقد أن الفيلية أقدم‬ ‫من الفارسية نشوءا وتكونا‪ .‬وعىل العموم‬ ‫فالسومرية لغة مقطعية‪ ،‬بينام اللغات‬ ‫اآلرية الفارسية هجائية‪ .‬ولو تسنى‬ ‫لنفر من الباحثني التعمق يف الدراسات‬ ‫اللغوية املقارنة‪ ،‬لوطئوا فتوحات يف تلك‬ ‫الروابط املشيمية بني الفيلية والسومرية‪،‬‬ ‫بعد أن تجشم األبعدون وحثوا البحث‪،‬‬ ‫وتفذلكوا وأقروا أن مثة صالت بني اللغة‬ ‫الهنكارية و السومرية ‪،‬وهام يقعان عىل‬ ‫شقي تناء جغرايف ‪.‬وتناسينا او استبعدنا‬ ‫أن تكون الفيلية املتاخمة لسومر الرشقي‬ ‫إحدى بقاياها‪.‬‬ ‫وهكذا مكثت سجية الفيلية املوروثة منذ‬ ‫سومر وتواصلت تجمعاتهم و تداخلت‬ ‫بالغريزة الجامعية مع سكان مدن‬ ‫الكوت وتوابعه وقراه مثل (الحي وواسط‬ ‫وعيل الرشقي والغريب والعزيزية وبدرة‬ ‫وجصان ومنديل وبلدروز وزرباطية‬

‫)‪،‬وكذلك مع العامرة وجنوبها ‪،‬بعد أن‬ ‫سكنتها عوائل(دو زاده) الفيلية‪ ،‬ومل‬ ‫نعد نفرق اليوم بني سكانها باللسان‬ ‫والجوهر واملظهر‪ .‬ورمبا تأثر الفيلية‬ ‫ردحا باللغة اآلرامية العراقية‪ ،‬التي أثرت‬ ‫يف فارس ومرص وجنوب الجزيرة العربية‬ ‫وآسيا الصغرى‪ ،‬وكانت بؤرتها املشعة‬ ‫عىل الرشق‪ ،‬مدينة (بيت العابات)‬ ‫أو (جنديسابور) التي تقع يف االحواز‬ ‫املتداخلة مع مناطق الفيلية‪ .‬و نجد‬ ‫اليوم أن أقدم مدن املنطقة هذه هي‬ ‫(بدرة) التي وردت بأسم «بدرايا» يف‬ ‫كتب الرحالة واملؤرخني‪ ،‬وهو أسم ذات‬ ‫أصل آرامي رشقي «عراقي» والذي انحدر‬ ‫من مركب (بيث ذرايا) وتعني محل‬ ‫الذين يذرون الحبوب ‪.‬‬ ‫وقد يجد املرء دالئل قاطعة عىل أن‬ ‫تلك األصقاع قد وطأتها عدة أقوام منذ‬ ‫السومريني وكان رس امتزاجهم يتبع‬ ‫تكامل املنفعة االقتصادية بني تجمعاتها‬ ‫البرشية من رعي وزراعة وبعض‬ ‫الصناعات الحرفية ثم التجارة‪ .‬وقد امتد‬ ‫الحال عىل ذلك املنوال حتى ملسنا أواخره‬ ‫خالل أواسط القرن العرشين عندما‬ ‫كان الناس يتبادلون املنفعة من خالل‬ ‫مقايضة سلعهم وبيعها‪ ،‬ومازال نسوة‬ ‫الكوت يفخرن بأنهن أقتنني أو اسالفهن‬ ‫(رحه) من صناعة أنامل فيلية‪ ،‬وداولناها‬ ‫منذ كذا عقد من السنني ‪ .‬فقد أختص‬ ‫الفيلية (بتنقري) الرحا املصنوعة من‬ ‫حجر(بشتكوه)‪ .‬زيادة عىل هذا التكامل‬ ‫اإلقتصادي الذي يطبع فئات الناس هنا‪،‬‬ ‫فأن مثة آلفه فريدة تجمعهم ‪،‬والتفرق‬ ‫بينهم يف اللسان أو ال ّرس(العرق) او الدين‬ ‫‪.‬وقد يكون للعامل املذهبي(الشيعي)‬ ‫الالحق أهميته ودوره الفعال يف ذلك‬

‫التجانس والتداخل والتزاوج‪ ،‬حيث أن‬ ‫كل سكان هذه املناطق من املسلمني‬ ‫عىل املذهب الجعفري‪ .‬ومن الجدير‬ ‫بالذكر هنا أن الفيلية من أكرث فئات‬ ‫الشيعة إعتدادا مبذهبهم اإلثنا عرشي‪،‬‬ ‫ومطبقني لفقهه وأحكامه‪ .‬وهكذا فأن‬ ‫والئهم املذهبي يفوق أي والء آخر‪،‬‬ ‫وقد أراد البعض أن يشيعوا والءا قوميا‬ ‫بينهم‪ ،‬لكن األمر مل يقنع إال اقلية منهم‪،‬‬ ‫وخصوصا بعد سياسة القمع والتهجري‬ ‫العنرصية البعثية ضدهم‬ ‫ومشكلة الفيلية تعود باألساس إىل تداول‬ ‫الدول والحكام يف ذلك الصقع ‪ ،‬حيث‬ ‫أن جذور مشكلتهم تعود باألساس إىل‬ ‫تخطيط الحدود السياسية بني الدولتني‬ ‫الفارسيتني «الصفوية» ثم «القجرية»‬ ‫من جهة والرتكية العثامنية من جهة‬ ‫أخرى‪ .‬حيث إنها مل تضع فاصل منطقي‬ ‫معقول للتضاريس الطبيعية والبرشية‬ ‫و مل تتمكن من الوصول اىل الحد األدىن‬ ‫من امتداد األجناس والسحن وامللل‬ ‫والنحل عىل جانبي الحدود ‪.‬و لنأخذ‬ ‫مناذج عىل ذلك فهاهي السليامنية ال‬ ‫تختلف عام يقابلها من تجمعات كردية‬ ‫يف إيران ‪ ،‬ثم نهبط اىل خانقني التي تحايك‬ ‫قرص شريين بنفس اللهجة واألعراق‬ ‫ثم «بدرة» و»جصان» مع ما يحاكيها‬ ‫مع «بشت كو « وانحداراً اىل الجنوب‬ ‫تبدأ «العامرة» و»هور الحويزة» مع‬ ‫ما يقابلها يف «البسيتني» بنفس السحن‬ ‫والثقافة واللسان‪ ،‬اىل الحد الذي تنقسم‬ ‫فيه العائالت عىل جانبي الحدود ‪.‬ثم‬ ‫تليه البرصة واالحواز(خوزستان) اللذان‬ ‫ال ريب يف وحدتهام ويستمر الحال جنوبا‬ ‫حتى ديب وبستك وبندر عباس عىل ضفتي‬ ‫الخليج ‪.‬‬

‫هاهي السليمانية ال‬ ‫تختلف عما يقابلها من‬ ‫تجمعات كردية يف إيران ‪،‬‬ ‫ثم نهبط اىل خانقني التي‬ ‫تحاكي قصر شريين بنفس‬ ‫اللهجة واألعراق ثم «بدرة»‬ ‫و»جصان» مع ما يحاكيها‬ ‫مع «بشت كو «‬

‫وهكذا نستنتج أن تلك الحدود املوروثة‬ ‫من الدولة العثامنية مل تضع فاصال‬ ‫المتداد البرش بني الصوبني وينطبق ذلك‬ ‫عىل (الفيلية) الذين كانوا قد أنصفتهم‬ ‫التقسيامت األوىل التفاقيات «اررضوم‬ ‫« املتعددة املراحل ‪،‬عندما جعلتهم من‬ ‫حصة العراق ولكن ذلك الحال مل يستمر‬ ‫طويال‪ ،‬فقد رضخت الدولة العثامنية‬ ‫البتزاز (الروس) من الشامل إبان‬ ‫ضغوطهم يف حروب «القرم» املتتالية ‪،‬‬ ‫واألنكليز من الجنوب ‪ ،‬ليصب بالنهاية يف‬ ‫صالح «فارس» الذين كان للروس طمع يف‬ ‫وراثة أرضهم كام آسيا الوسطى‪ ،‬مبا يطلق‬ ‫علية الحلم الرويس الرسمدي «للوصول‬ ‫اىل املياه الدافئة»‪ .‬وهكذا امتدت‬ ‫الحدود يف اتفاقية «اررضوم» األخرية‬ ‫التي تجسدت عام ‪ 1905‬لترتك لهؤالء‬ ‫سوء العاقبة بعد أن فصلتهم عنوة عن‬ ‫محيطهم ومنحدرهم الطبيعي اىل سهل‬ ‫دجلة املتداخل مع فطرتهم التاريخية‪.‬‬ ‫لقد جرى وضع الحدود بحيث أعطيت‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬ ‫منطقة (سومار) الفيلية اىل إيران مقابل‬ ‫(هورين شيخان) و(قورتو) التي ردتا‬ ‫للعراق ‪ .‬ووضع (بشت كو) يدخل يف‬ ‫تلك الفوىض الحدودية والتي أضحت‬ ‫إحدى ضحاياها ‪ ،‬حيث قسموا اىل أشالء ‪.‬‬ ‫فمثال مدينة (منديل) التي تقع اليوم عىل‬ ‫الحدود كانت حدودها تقع حتى (دير‬ ‫اله) داخل الحدود اإليرانية اليوم وما‬ ‫يدلل عىل ذلك هو وجود مخفر داخل‬ ‫عمق األرايض اإليرانية يسمى (مخفر‬ ‫العثامنيني) وكان لها عدة قرى تحمل‬ ‫أسامء عراقية مثل (طيب) و(ب ّيات)‬ ‫‪ .‬ويتذكر املسنني من أهل املنطقة أو‬ ‫الناقلني عنهم بانه عندما كانت تتقوى‬ ‫العشائر الواقعة داخل الحدود اإليرانية‬ ‫عىل حكومتها املركزية من أمثال عشرية‬ ‫(كلهور) أو (لورستان) التابعة اىل (بشت‬ ‫كوه) ونزوحهم عند الرضورة اىل منديل‬ ‫عند ذلك يحدث تفاوض بني االهايل‬ ‫وبني امريها أو حاكمها مستغلني مجيئه‬ ‫للصيد داخل الحدود العراقية وبعد شئ‬ ‫من الرشوة يغض الطرف عن رجوعهم أو‬ ‫حتى عن تقنني قدوم املياه الوارد إليها‬ ‫أو املراعي التي يستغلها العرب والكرد‬ ‫والرتكامن من سكنة املنطقة ‪.‬‬ ‫التكوين االجتامعي‬ ‫عىل العموم فانهم يحملون يف سجاياهم‬ ‫لطف وأملعية وكياسة وصدق املعارشة‬ ‫ورهافة املشاعر واألريحية واللامحية‬ ‫والذكاء الفطري ‪ .‬وهم أصحاب نكته‬ ‫وفكاهة ومجالسهم تعج بها‪ .‬ولغتهم‬ ‫تحايك الكردية يف جوانب‪ ،‬وتختلف عنها‬ ‫يف جوانب أخرى ‪.‬وقد أراد املسترشقون‬

‫«القوميون» يشيعوا بأن لغتهم وكذلك‬ ‫اللغة البختيارية كانت اللغة التي‬ ‫اعتمدتها الحضارات يف عيالم وميديا يف‬ ‫األلف األول قبل امليالد ‪.‬ومن الجدير‬ ‫ذكره أن بغدادييهم تقمصوا اللهجة‬ ‫البغدادية بحذق‪ ،‬او امتزجت الكلامت‬ ‫العربية يف لغتهم بهجني جميل يتندر‬ ‫عليه البعض منهم‪ ،‬والسيام غالة القوميني‬ ‫األكراد‬ ‫واملجتمع الفييل مجتمع تحكمه‬ ‫العشائرية ويشبه اىل حد بعيد باقي‬ ‫املجتمع العراقي‪ .‬من اكرب عشائرهم‬ ‫قبيلة «ملك شاهي» وتليها (عيل شريواين‬ ‫و شريواين ) و(الباوي) و(الكلهور)‬ ‫و(ممسني) و(القيتول) و(كاالواي)‬ ‫و(املاليامن) و(الكردلية) و(الداراواين)‬ ‫و(السيسية) و(الزورية) و(الكاكا)‬ ‫و(الخزل) و(الزنكنه)‪.‬ومن الطريف‬ ‫وجود عشرية أسمها (السوره مري)‬ ‫وهي من أقدم العشائر مبا يوحي رمبا‬ ‫بإحتفاضها بأسم سومر‪ .‬وعشائر الفيلية‬ ‫فيها حامئل وأفخاذ متعددة (لنك)‬ ‫وبيوتات وسع من ألقابهم‪ .‬ونجد منهم‬ ‫قبائل «عربية» صميمة مثل عشرية‬ ‫(عرب رودبار) الذين يتكلمون مع‬ ‫األخرين بالفيلية وفيام بينهم بالعراقية‬ ‫(اللهجة الرشقاوية) ‪.‬ونجد منهم من هو‬ ‫من أصول أفريقية سوداء مثل عشرية‬ ‫(الكاكا) الذين التفرقهم مع الخالسيني‬ ‫األفارقة ويتكلم بعض منهم العربية‬ ‫والفيلية ‪ .‬وقد اختلطوا مع عرب بني الم‬ ‫وربيعة وشمر الطوقة والبو محمد من‬ ‫ارض العراق الوسطي والجنويب وتجمعهم‬ ‫بهم أوارص تصاهر حميمة بالرغم من‬ ‫بعض بقايا أدران املنافسة عىل املراعي يف‬ ‫منطقتهم التي ليس لها حدود معلومة‬

‫ومحددة مع جريانهم من (بني الم)‪.‬‬ ‫أما سحنهم واشكالهم فهي هجني‬ ‫متداخل بني األقوام العراقية القدمية‬ ‫والعرب والعجم حتى لنجد بينهم األشقر‬ ‫الفاقع وكذلك األسمر الداكن ‪،‬ولكنهم‬ ‫عموما صبوحي الوجوه ‪.‬واملرأة الفيلية‬ ‫جميلة عىل العموم‪ ،‬ولديها طريقة جذابة‬ ‫يف الكالم‪ .‬ولتلك املرأة منزلة إستثنائية يف‬ ‫تجمعاتهم‪ ،‬فرضتها عىل الفئات األخرى‬ ‫يف املجتمع العراقي‪ ،‬حيث تتصف بقوة‬ ‫الشخصية ورجاحة العقل وعفة مفرطة‪،‬‬ ‫ناهيك عن حسن الجوار وصدق الحوار‪.‬‬ ‫ومثة حاجة لتدوين سرية الكثري من النسوة‬ ‫الفيالت الاليت تركن سريا ثرية ورائهم‪،‬‬ ‫يتداولها القوم‪ ،‬كام هي سرية (قدم‬ ‫خريبنت األمري قندي القالوندية)‪،‬التي‬ ‫ثارت عىل شاه إيران األخري‪،‬وكذلك(نازي‬ ‫خانم) الثائرة‪،‬وغريها‪.‬‬ ‫لدى قروي الفيلية عادات غريبة منها‬ ‫البكاء والعويل عىل املريض أو حث نهر‬ ‫دجلة عىل الفيضان إذا تأخر موسمه‬ ‫وذلك بإلباس فتيات جميالت يغنني للنهر‬ ‫ويدخلن يف مياهه ليحثنه عىل الفيضان‪.‬‬ ‫وهي تشبه فعلة املرصيون القدماء مع‬ ‫النيل اىل حد بعيد‪ .‬ومن عاداتهم انهم‬ ‫يبعثون أوالدهم الصغار اىل الجبل ليرتبوا‬ ‫يف كنف الحياة الخشنه عدة أعوام‬ ‫ليعودوا بعد أن استوى عودهم ‪ .‬وهم‬ ‫يشبهون يف ذلك عرب الجاهلية كام هو‬ ‫معلوم ‪ .‬ومن عاداتهم أنهم يشعلون‬ ‫النار ثالثة أيام عند القبور بعد الدفن‬ ‫الستئناس املوىت بضوئها كام يعتقدون ‪.‬‬ ‫ويف الحقيقة يكمن مغزى ذلك يف إبعاد‬ ‫الحيوانات املتوحشة عن القرب‪.‬‬ ‫والفيلية صناع مهرة اليستعيبون الحرف‬ ‫مثل أهل البادية ‪ ،‬فهم يقومون بصنع‬

‫بدء البعثيون يوحون‬ ‫خالل خطابهم الغامز‬ ‫بكون هؤالء الفئة‬ ‫«أعاجم « من ذوي‬ ‫«التبعية اإليرانية»‪.‬‬ ‫فشرع بتهجريهم‬ ‫أفرادا وجماعات ابتداء‬ ‫من العام ‪. 1970‬‬

‫الدهن الحر يف (العكة) وجز الصوف‬ ‫وصبغه وغزله ونقر الرحي من قطع‬ ‫الحجر وتقطيع الجلود وصناعتها‬ ‫وتسويق كل ذلك يف منطقة الكوت‬ ‫ودجلة األوسط ‪ .‬وقد شهدت أراضيهم‬ ‫سنوات الجفاف والقحط مام دفعهم اىل‬ ‫هجرات باتجاه سهل دجلة الذي اعتادوا‬ ‫التعامل معه سابقا بسجيتهم و أخر‬ ‫تلك الرحالت الكربى كان إبان الجفاف‬ ‫واالزمة اإلقتصادية العاملية التي حدثت‬ ‫يف الثالثينات ثم تاله جفاف أخر يف‬ ‫األربعينات من القرن العرشين عندما‬ ‫أوصلتهم أقدامهم اىل بغداد التي كانت‬ ‫تبرش برخاء وتطل برأسها كالعنقاء من‬ ‫بني أنقاض القرون الخوايل العجاف ‪.‬ومن‬ ‫الوارد يف كتب التأريخ أن (الفيلية) قد‬ ‫اعتادوا سكن بغداد فبل تلك األزمنة‬ ‫بكثري وذلك ابتدا ًء من القرون املزدهرة‬ ‫يف تاريخها عندما كانت لهم الحظوة‬ ‫والوجاهة أيام مجدها يف القرن العارش‬

‫امليالدي وما تاله ‪.‬وقد اسس بعض األمراء‬ ‫الفيلية سلطات يف مدن العراق كام األمري‬ ‫ذو الفقار نخودي الفييل الذي حكم‬ ‫بغداد بني أعوام(‪1530-1524‬م)‪.‬‬ ‫لقد اتصف القادمون يف الثالثينات وما‬ ‫تبعها بالجدية وصفاء الرسيرة ‪،‬و توجه‬ ‫قسم منهم للعمل بأسواق بغداد كحاملني‬ ‫يحملون ثقيل األوزان مبا ال يستطيع عليه‬ ‫سكانها من الحرض‪،‬ومن الجدير بالذكر أن‬ ‫العانيني(القادمني من عانه) نافسوهم يف‬ ‫هذه الحرفة‪ ،‬لكن الفيلية كانوا مرغوبني‬ ‫من تجار بغداد ألمانتهم وإستقرارهم يف‬ ‫بغداد والسيام تجارها اليهود الذين كنّوا‬ ‫لهم االحرتام عىل تفانيهم و إخالصهم‬ ‫وصدق تعاملهم ‪.‬‬ ‫وعندما ُنكب يهود بغداد وطردوا من‬ ‫ديارهم أو استفزوا يف تركها عام ‪1950‬‬ ‫وماتالها‪ ،‬حل الفيلية محلهم وأنشأوا‬ ‫طبقة من الحدادين والتجار الحاذقني‬ ‫املتسمني بالتواضع ‪..‬ومن الشخصيات‬ ‫البغدادية الفيلية التي توسمت بالتواضع‬ ‫هذا املرحوم حافظ القايض‪ .‬وبعض من‬ ‫آل قنرب وهم من أكابر التجار يف أسواق‬ ‫بغداد ‪.‬‬ ‫ومثة الكثري من الشخصيات الفيلية‬ ‫التي ساهمت عىل أعىل املستويات يف‬ ‫النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية‬ ‫ميلئ قوائم عديدة‪ .‬ويتناقل الكثريون‬ ‫بان الشاعران العراقيان الرصايف والزهاوي‬ ‫وكذلك الشخصية املوسوعية التي‬ ‫أشتهرت بكلمة «قل وال تقل « العامل‬ ‫مصطفى جواد ‪،‬من الشخصيات العراقية‬ ‫ذات األصول الـ(فيلية)‪.‬‬ ‫و تسنى لطبقة التجار والكسبة «الفيلية»‬ ‫تعليم أبنائهم من الجيل الثاين ونال‬ ‫الكثريون منهم الحظوة العلمية واملهنية‬

‫‪.‬وأنخرط الجيل الثاين بعمق يف الحياة‬ ‫البغدادية كأي من أهلها‬ ‫املعانات والقمع العنرصي‬ ‫و مثلام كان ديدن سلطة البعث باإلنتقام‬ ‫من الشعب العراقي ‪،‬فقد جسدوا األمر‬ ‫منذ بواكريهم ضد الفيلية عىل خلفية‬ ‫الضغينة التي حملوها لهم منذ أحداث‬ ‫إنقالب ‪ 8‬شباط‪ .‬وهكذا فقد أولت سلطة‬ ‫البعث بعد عودتها بقوة يف انقالب ‪17‬‬ ‫متوز عام ‪ . 1968‬وطفقوا يوحون خالل‬ ‫خطابهم الغامز بكون هؤالء الفئة‬ ‫«أعاجم « من ذوي «التبعية اإليرانية»‪.‬‬ ‫فرشع بتهجريهم أفرادا وجامعات ابتداء‬ ‫من العام ‪، 1970‬وكان غلوائها قد حدث‬ ‫بعد العام ‪ 1979‬حينام تبوأ صدام هرم‬ ‫السلطة‪ ،‬وما تالها من أحداث مثل‬ ‫إيقاده الحرب ضد إيران ‪.‬وحدث إبان‬ ‫تلك األيام العصيبة‪ ،‬وانشغال الناس‬ ‫باملحافظة عىل أرواحهم من محرقة‬ ‫الحزب و الحرب‪ ،‬والوزر الذي حمله‬ ‫مثقفيهم وهم يقبعون يف جبهات القتال‬ ‫مجربين‪ .‬حينها ويف ذلك الفراغ وتحت‬ ‫غطاء ومقتضيات الحرب القاهرة‪ ،‬تم‬ ‫سبي (الفيلية)‪،‬وانتزاعهم من ديارهم‬ ‫بقسوة‪ ،‬وصودرت كل ممتلكاتهم والسيام‬ ‫التجار الكبار الذين كانوا يشكلون عامد‬ ‫التجارة العراقية‪ .‬وقد عملت السلطة‬ ‫(كامشة إنكشارية) عىل تجار بغداد‬ ‫وجلهم من (الفيلية) ‪،‬بعد أن أستدعتهم‬ ‫اىل إجتامع موسع لـ(غرفة تجارة بغداد)‬ ‫‪ ،‬وأقتادتهم من هناك مبارشة لرتميهم‬ ‫عىل الحدود ثم نعتت لهم جهة إيران‬ ‫‪،‬وودعتهم باطالقات يف الهواء ألرهابهم ‪.‬‬ ‫وقد استثنت السلطة من كل عائلة فرد أو‬ ‫أثنني «كرهينة» رموا يف غياهب السجون‬ ‫منذ ذلك الحني ومل يعرف مصريهم وذلك‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫لضامن عدم إثارة لغط وكشف فضائح أو‬ ‫مطالبة بحق من لدن عوائلهم التي رمتهم‬ ‫السلطات العراقية يف املنطقة املحرمة‬ ‫املزروعة باأللغام عىل حدود البلدين‬ ‫ليسريوا حفاة عراة عرشات الكيلومرتات‬ ‫ليصل منهم القوي القادر وميوت منهم‬ ‫الضعيف من الشيوخ واملرىض والنساء‬ ‫إرهاقا وحنقا عىل ذلك املصاب ‪.‬ومن‬ ‫الجدير بالذكر أن هؤالء الشباب الذين‬ ‫حبستهم سلطة البعث‪ ،‬شكلوا حصة‬ ‫األسد يف املقابر الجامعية التي كشفت‬ ‫بعد السقوط املروع للبعثيني‪.‬‬ ‫وحينام حلت جموع املهجرين الفيلية‬ ‫يف إيران تلقفهم اإليرانيون ليضعوهم‬ ‫يف مالجئ وخيام عانوا خاللها من شظف‬ ‫العيش ‪ .‬وتخىل الجيل الذي نشأ يف إيران‬ ‫من حقه يف التعليم‪ ،‬وقليل من سنحت له‬

‫الفرصة بذلك‪ ،‬وهكذا نشأت طبقة من‬ ‫األمية الثقافية يف صفوف جيلهم الجديد‪.‬‬ ‫ثم حدث أن أنخرط هذا الجيل وما قبله‬ ‫تباعا يف حياة املدن اإليرانية ليجدوا‬ ‫أنفسهم غرباء يعانون من القهر والفرز‬ ‫والفاقة ‪.‬لقد فرزتهم الثقافة القومية‬ ‫الفارسية العنرصية‪ ،‬واشاعت عنهم‬ ‫تهكام «عربا» ‪ .‬وهكذا ذاقوا األمرين بني‬ ‫(حانة ومانة) عىل جانبي الحدود‪ ،‬حيث‬ ‫عانوا من دعاوى التعجيم «التفريس» يف‬ ‫العراق‪ ،‬ثم «التعريب» يف إيران‪.‬‬ ‫وهكذا حمل الفيلية يف إيران واملهاجر‬ ‫مفاتيح بيوتهم العراقية كأوسمة إنتامء‬ ‫لبلد ملئته رفات أجدادهم وأحتظنت‬ ‫تربته رياض أأمتهم وسادتهم املقدسني‪.‬‬ ‫ويحدوهم اليوم األمل برد اإلعتبار لهم‬ ‫وإنصافهم وجرب خواطرهم وتعويضهم‬ ‫عام فقدوه عند‬

‫ترحيلهم مكرهني‪ .‬وهاهو العراق قد‬ ‫عاد ألهله ‪،‬وهاهم الفيليون يؤكدون‬ ‫عراقيتهم ويشدون الرحال إليه‪،‬فقد‬ ‫نطق حتى مولدي املهاجر بلسان عراقي‬ ‫قويم‪ ،‬عىل خالف «حراس القومية»‬ ‫املتشدقني بلغاتهم‪ .‬كل ذلك يدعونا اىل‬ ‫وقفة أخالقية ‪،‬يتبناها العراقيون جميعا‪،‬‬ ‫والسيام مثقفيهم ممن أحب كل ماهو‬ ‫عراقي‪ ،‬وأخلص لفئاته املتحابة عىل حبه‪،‬‬ ‫ونبذ أي تفريق أو تفريط‬ ‫بنحلة أو‬

‫ملة أو طائفة‪.‬‬ ‫بدأ نظام البعث منذ زمن شاه إيران‬ ‫بتهجري مئات اآلالف من عوائل األكراد‬ ‫الفيلية والشيعة العرب بدافع عنرصي‬ ‫طائفي بغيض بعد مصادرة ممتلكاتهم‬ ‫وهوياتهم‬ ‫جنسياتهم‬ ‫وشهادات‬ ‫وبطاقاتهم الشخصية ودفاتر نفوسهم‬ ‫وكل يشء يدل عىل مواطنتهم العراقية‬ ‫وانتامئهم العرقي والتاريخي برتبة‬ ‫العراق عرب مئات السنني‪.‬‬ ‫والدافع األسايس كان بهدف تغيري‬ ‫طبيعة السكان البرشية ونسبتهم التي‬ ‫كانت تزيد عن ‪ %80‬من الشيعة‬ ‫واألكراد يف العراق‪.‬‬

‫اشتدت عمليات التهجري والقتل‬ ‫الجامعي يف السجون ويف الحروب بعد‬ ‫قيام الثورة اإليرانية يف إيران وطرد‬ ‫السفارة اإلرسائيلية من طهران والقوات‬ ‫األمريكية من إيران األمر الذي أدى إىل‬ ‫قيام الواليات املتحدة األمريكية التي‬ ‫فقدت ماء وجهها بسبب رهائن السفارة‬ ‫األمريكية الذين اختطفتهم القوات‬ ‫اإليرانية بعد فشل عملية اإلنقالب‬ ‫األمرييك وسقوط ‪ 18‬مروحية أمريكية يف‬ ‫صحراء إيران‪ ،‬دعم صدام ونظامه الدموي‬ ‫بشن حرب عدوانية ضد إيران وورطت‬ ‫الدول العربية‬ ‫و ا أل و ر و بية‬ ‫بدعم صدام‬ ‫با ملا ل‬ ‫و ا لسال ح‬ ‫و بصك‬

‫مفتوح دون مقابل‪.‬‬ ‫الكرد الفيليه يديونون بديانة األسالم‬ ‫وهم من الشيعه وعىل املذهب الجعفري‬ ‫األثنى العرشي‪ ,‬ولهجتهم الكرديه‬ ‫تختلف عن مثيالتها يف كردستان العراق‬ ‫وإيران بعض اليشء حيث تسمى اللهجة‬ ‫اللور ّية‪ ،‬سكن الكرد الفيليه يف عاصمة‬ ‫العراق بغداد وكان العديد منهم يزاول‬ ‫النشاط التجاري فيها وقد تم إبعاد الكثري‬ ‫منهم قرساً من العراق إبان حكم رئيس‬ ‫العراق أحمد حسن البكر يف ‪.1970‬‬ ‫عدد كبري من الكرد الفيلية يف العراق ال‬ ‫يتقن اللغة الكردية ويتكلم اللغة العربية‬ ‫بحكم االختالط الطويل بالعرب ومناطق‬ ‫سكنهم املحاذية ملناطق العرب‪.‬‬ ‫(تحرير) تعدادهم عام ‪1947‬م‬ ‫كان يبلغ تعداد الكورد الفيلية عام ‪1947‬‬ ‫م حسب أرقام واردة من وزارة الشؤون‬ ‫االجتامعية ب ‪ 30‬ألف نسمة و بذلك‬ ‫يشكلون ‪ %0.6‬من سكان العراق آنذاك‬ ‫كان يسكن حوايل ‪ 14‬الف نسمة منهم‬ ‫يف املدن يف حني يسكن ‪ 16‬الف نسمة‬ ‫منهم يف الريف‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫‪ 1‬ـــ رحل الفييل الباسل والعراقي‬ ‫الوطني وترك لهفة اللقاء ثكىل‬ ‫بني برلني والسليامنية‪ ,‬مل التقيه‪ ,‬راسلته‬ ‫فقط‪ ,‬كلامته القليلة تسكبني يف معاناة‬ ‫الفيليني وتسكبه يف وجع الجنوب‪ ,‬كتب‬ ‫«رفيقي العزيز حسن» تلفت القلب يف‬ ‫زمن األضداد والجفاء يبحث عن ذاك‬ ‫الذي ال زال رفيقاً يتنفس برئة الوطن‪,‬‬ ‫متمرد يف اهوار الوعي العراقي عيص‬ ‫عىل صحراء الردة يف طريق الحج للتوبة‬ ‫ورجم شيطان املاركسية ـ اللينية عىل‬ ‫اعتاب األميان يف مكة املكرمة‪ ,‬تجاوزت‬ ‫قناعتي حدود اليقني متسائ ًال‪ ,‬هل ان ام‬ ‫عادل مراد كانت اختاً ألم الشهيد عبد‬ ‫الكريم قاسم فحصل هذا التشابه الفذ‪,‬‬ ‫أحتضنته بضمري الوفاء الجنويب ورصخت‬ ‫يب وبه‪( ,‬ال لن ترحل يا عادل‪« ,‬والگنطره‬ ‫ّ‬ ‫بعيده» وانت الوعد بعبورها)‪.‬‬ ‫‪ 2‬ــ عادل األنسان السيايس‪ ,‬واملثقف‬ ‫الوطني‪ ,‬أمن ان بغداد هي الطريقة‬ ‫والطريق لوصول املكونات العراقية اىل‬ ‫اهدافها الوطنية والقومية واملجتمعية‬ ‫فجمع يف قلبه حق الجميع يف التحرر‬ ‫واألنعتاق‪ ,‬كان تاريخاً نضالياً يسري‬ ‫واثقاً عىل اقدام املكونات املتآخية دون‬ ‫استثناء‪ ,‬فأصبح باسقاً كنخلة الجنوب‬ ‫شامخاً كجبل الشامل‪ ,‬مل تجد مواقفه‬ ‫سكينة بني صفوف الداللني املتجولني‬ ‫بني مزادات األرتزاق‪ ,‬مرخيص الوطن‬ ‫ومروجي بضائع الفساد واألرهاب‬

‫والفتنة الطائفية‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـــ رحل عادل مراد وترك حلمه يف‬ ‫عراق دميقراطي حدايث تشرتك فيه‬ ‫وتزدهر جميع املكونات التاريخية‪ ,‬تركه‬ ‫ينبض حيوية وارادة يف اوردة الطيبني‪,‬‬ ‫متاماً كام ترك عبد الكريم قاسم مرشوعه‬ ‫الوطني‪ ,‬فكال الرجلني عاشا وضحا‬

‫للوطن والناس والحقيقة العراقية‪ ,‬ال‬ ‫جديد يا صديقي يف العراق الجديد‪,‬‬ ‫فالفتح املبني والنرص العظيم عىل شبح‬ ‫(طنطل) داعش اصبح فوزاً عظي ً‬ ‫ام له يف‬ ‫األنتخابات األخرية‪ ,‬فأنتحرت ضامئرنا‬ ‫غس ًال لعارها‪.‬‬ ‫‪ 4‬ــ اسأل نفيس احيانا‪ ,‬هناك شعور‬

‫يجمعني مع الفيليني‪ ,‬فأنا مسكوناً‬ ‫وساكن فيهم‪ ,‬يف احدى رسائله كتب‬ ‫عادل وكمن يقول يل ‪ ,‬اسأل الوالدة‪,‬‬ ‫رمبا سكبت ام فيلية حليبها يف رشايينك‬ ‫يوماً‪ ,‬سألت‪ ,‬وعلمت ان هذا قد حصل‬ ‫فع ًال‪ ,‬عادل كان يقرأين مثلام يقرأ كل‬ ‫األصدقاء ويتحسس نبض الوطنية يف‬

‫عادل مراد يرحل في الذاكرة‬

‫حسن حاتم املذكور‬

‫مواقفنا‪ ,‬اوعدته بزيارة يف اواسط التاسع‬ ‫‪ ,2018‬مل يجبني‪ ,‬واملوت كقذيفة غبية‬ ‫طائشة سيئة التوقيت اصابت مقت ًال‬ ‫منه‪ ,‬فأحتضنته الذاكرة العراقية بعيداً‬ ‫عن مكبات العدم‪.‬‬ ‫‪ 5‬ــ رحل عادل ومل تسمح له ذاكرة‬ ‫املحبني بالرحيل‪ ,‬فأصبح الغائب‬

‫والحارض‪ ,‬والذاكرة متاعنا األخري‪,‬‬ ‫نعرتض ان يفرغها الغياب من نكهة‬ ‫عادل‪ ,‬سرنسم مالمح وجهه عىل جدران‬ ‫اضالعنا حتى يخرس املوت يف مكيدته‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـــ عادل‪ :‬غداً سأجمع ما تبقى من‬ ‫وقود العافية‪ ,‬وابحر يف سفينة عمري‬ ‫الهثة حتى السليامنية‪ ,‬أللتقيك يف‬ ‫وجوه الناس ودموع الشوارع الباكية‪,‬‬ ‫وتأخذين الطرق اىل رضيحك‪ ,‬لتنزفك‬ ‫عربيت وترتك ملح دموعها مخضباً ببيت‬ ‫شعر بلهجة املعدان وتراتيل سومرية‬ ‫لـ «سلامن املنكوب» ال تطلب اكرث يا‬ ‫صديقي‪ ,‬فابناء الجنوب ال ميلكون اكرث‬ ‫من عربة جفت سواقيها وتركت ملح‬ ‫دموعها عىل خدود «ولد الخايبه»‪.‬‬ ‫‪ 7‬ــ عادل ويف هذا الزمن العدو امللوث‬ ‫بنمل الخيانات‪ ,‬كان ملواقفك الوطنية‬ ‫حضور المع جعلتك واحداً من بني‬ ‫القالئل الذين علقوا عىل صدر تاريخهم‬ ‫الوطني اوسمة «ابناء العراق»‪ ,‬وانت‬ ‫الفييل‪ ,‬حفيد احفاد حضارات القصب‬ ‫والطني الحري‪ ,‬ال تستوحش النهاية وال‬ ‫تقلق‪ ,‬السومريات سيقتسمن معك‬ ‫رغيف خبز اطفالهن الحايف وستغتسل‬ ‫روحك الطاهرة بأمواج دموع األمل‪.‬‬ ‫رضوان الله عليك واسكن روحك فسيح‬ ‫جنانه‪.‬‬ ‫اعزي عائلتك واهلك ومحبيك وانا من‬ ‫بينهم وارجو ان تغمر الجميع فضائل‬ ‫الصرب والسلوان‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬

‫مقتل رجل وزوجته واصابة ابنهما بانفجار جديد خبانقني‬

‫الثقافة الكوردية‬

‫تستذكر املخرج‬ ‫املسرحي الفيلي حسني‬ ‫احليدري‬

‫وفاة قيادي كوردي‬ ‫فيلي باالحتاد الوطين‬ ‫الكوردستاني‬ ‫تويف العضو املؤسس يف االتحاد‬ ‫الوطني الكوردستاين عبدالرزاق‬ ‫الفييل‪ ،‬يف مدينة السليامنية‪ ،‬عقب‬ ‫تدهور حالته الصحية‪.‬‬ ‫واوضحت مصادر يف االتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين ان الوضع الصحي لعبد‬ ‫الرزاق الفييل‪ ،‬تدهور قبل ثالثة‬ ‫أيام من وفاته‪ ،‬وكانت قد متت له‬ ‫عملية زرع الكىل سابقا‪ ،‬وتم نقله‬ ‫اىل مدينة فاروق الطبية يف مدينة‬ ‫السليامنية‪.‬‬ ‫وكان من املقرر ان يتم نقل الفييل‬ ‫اىل السويد بطائرة خاصة اىل هناك‬

‫لتلقي العالج‪.‬وكان عبد الرزاق‬ ‫الفييل قد تعرض لجلطة قلبية‬ ‫خفيفة‪ ،‬وعاىن من مشاكل يف الرئة‬ ‫وصعوبة يف التنفس‪ .‬يشار اىل ان‬ ‫عبد الرزاق عزيز مريزا‪ ،‬املعروف‬ ‫باسم عبدالرزاق الفييل‪ ،‬ولد يف‬ ‫بغداد عام ‪ ،1945‬وهو أب لثالث‬ ‫فتيات‪ ،‬وتقلد العديد من املناصب‬ ‫يف االتحاد الوطني وحكومة اقليم‬ ‫كوردستان يف داخل االقليم وخارجه‪،‬‬ ‫وهو أحد مؤسيس االتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين عام ‪.1975‬‬

‫أقامت دار الثقافة والنرش الكوردية يف مقرها‬ ‫بالتعاون مع رابطة مثقفي وفناين الكورد خارج‬ ‫االقليم حفال استذكارياً للمخرج املرسحي الكوردي‬ ‫الراحل حسني الحيدري‪.‬‬ ‫الحفل االستذكاري الذي اقيم تحت شعار (حسني‬ ‫الحيدري‪ ..‬الغائب الحارض) بدأ بالوقوف دقيقة‬ ‫صمت وقراءة سورة الفاتحة عىل روح الراحل وارواح‬ ‫شهداء العراق وضيفت كال من الفنان املرسحي‬ ‫الدكتور صبحي الخزعيل والفنانة حياة حيدر وحيدر‬ ‫مجيد‪.‬‬ ‫بعدها القيت كلمة قسم عالقات واعالم الدار جاء‬ ‫فيها «اننا اليوم نريث ونستذكر فنانا مبدعاً ومخرجا‬ ‫شهدت له خشبات املرسح بأعامله التي شكلت ارثاً‬ ‫فنيا ال ميكن ان ينىس» ‪.‬‬ ‫مدير عام الدار آوات حسن اكد يف كلمته ان دار‬ ‫الثقافة والنرش الكوردية مدينة للراحل حسني‬ ‫الحيدري وامثاله بالكثري فهو اسم كبري ومثقف كبري‬ ‫تشهد له اعامله الكبرية‪ ،‬فحني نستذكره فإننا نستذكر‬ ‫الطيبة ونكران الذات وتلك املحبة واالبتسامة التي‬ ‫زرعها يف وجود محبيه‪.‬‬ ‫اما مثقفي وفناين الكورد خارج االقليم فقد اكدوا يف‬ ‫كلمتهم التي القاها نيابة عنهم نائب رئيس الرابطة‬ ‫ضياء عبد الخالق املندالوي جاء فيها ان «الراحل كان‬ ‫احد أعمدة الفن الكوردي يف بغداد وعلم من اعالمها‬

‫يف ميادين الفن واالدب واملرسح واعطى الكثري من‬ ‫جهده وطاقته لخدمة الفن واالدب الكورديني وبالتايل‬ ‫خدم الفن العراقي وابراز عراقة هذا الوطن الذي‬ ‫ينتمي اليه»‪.‬‬ ‫بعدها القى شقيق الراحل مهدي عبد الكريم‬ ‫الحيدري كلمة العائلة التأبينية أكد فيها انه «يعز‬ ‫علينا ان نتحدث عنه بضمري الغائب ألنه يبقى‬ ‫حارضا بيننا ملا تركه من اثر طيب وسرية حسنة لدى‬ ‫احبائه واصدقاءه من خالل كتاباته واعامله االدبية‬ ‫واالجتامعية»‪ ،‬معربا عن شكره وتقديره لدار الثقافة‬ ‫والنرش الكوردية عىل اقامتها لهذا الحفل االستذكاري‬ ‫للراحل حسني الحيدري وهذا يدل عىل التقدير الذي‬ ‫تكنه هذه الدار لالدباء والكتاب والفنانني الكورد‬ ‫والعرب عىل حد سواء‪.‬‬ ‫ثم بدأت املحارضة التي حارض فيها ك ًال من صبحي‬ ‫الخزعيل والفنان املرسحي حيدر مجيد والفنانة حياة‬ ‫حيدر والتي متحورت حول استذكار محطات من‬ ‫حياته التي جمعتهم به سواء كان ذلك اجتامعياً او‬ ‫مهنياً والتي كانت مليئة بالعطاء ومفعمة بالعمل‬ ‫واالبداع‪.‬‬ ‫واشاروا خالل محارضاتهم اىل ان الفن املرسحي كان‬ ‫بالنسبة لحسني الحيدري عم ًال ممتعاً وحالة يركن‬ ‫اليها ليرتجم عوامله الداخلية ومشاعره واحاسيسه‬ ‫الوجدانية وهذا ما جعله مبدعاً يف مجال عمله‪.‬‬

‫افاد مصدر أمني يف مدينة خانقني‪ ،‬مبقتل رجل‬ ‫وزوجته وإصابة ابنهام بانفجار عبوة ناسفة‬ ‫داحل مزرعته يف املدينة‪.‬‬ ‫وقال العميد ازاد عيىس مدير رشطة خانقني‬ ‫ان عبوة ناسفة انفجرت عىل مواطن وعائلته‬ ‫يف قرية (مردان) التابعة ملدينة خانقني‪ ،‬مشريا‬ ‫اىل ان االنفجار ادى اىل مقتل الرجل وزوجته يف‬ ‫الحال واصابة ابنهام بجروح خطرة‪.‬‬ ‫وشهدت مدينة خانقني تفجريين اخرين خالل‬ ‫االسبوع املنرصم والذي ادى اىل سقوط ضحايا‬ ‫احدهام اسفر ايضا عن مقتل رجل وزوجته‬ ‫ايضا‪.‬‬

‫املرأة األكثر تضررا بالوضع االقتصادي يف ايالم الفيلية‬

‫أظهرت احصائيات رسمية تراجع «كبري» يف‬ ‫النشاط االقتصادي يف محافظة ايالم الفيلية‪.‬‬ ‫ويقدر عدد نفوس املحافظة بـ‪ 580‬الف نسمة‪،‬‬ ‫‪ 285‬الفا منهم نساء إضافة اىل ان ‪ % 63،9‬من‬ ‫مجموع تعداد النفوس ليست لديهم انشطة‬ ‫اقتصادية‪.‬‬

‫وقالت مديرة شؤون االرسة واملراة يف املحافظة‬ ‫مريم شاديوند‪ ،‬ان ‪ 15‬الفا و‪ 600‬امراة يعملن‬ ‫يف ‪ 71‬حرفة مبجال املهن اليدوية‪ ،‬و‪% 34‬‬ ‫من املوظفني الحكوميني يف املحافظة هم من‬ ‫النساء‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫ما سر دخول الصدر بالتحالف الجديد‬ ‫وتفوق إيران على أمريكا في العراق؟‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫كشف تقرير‪ ،‬عن الرس الذي‬ ‫جعل زعيم التيار الصدري مقتدى‬ ‫الصدر يتحالف مع هادي العمري‬ ‫«سائرون» مع «الفتح» لتشكيل االغلبية‬ ‫السياسية‪ ،‬التي من شأنها تشكيل‬ ‫الحكومة املقبلة‪.‬‬ ‫واوضح التقرير ان تداعيات كثرية خ ّلفتها‬ ‫نتائج االنتخابات الربملانية العراقية‪ ،‬التي‬ ‫جرت يف أيار املايض؛ إال أن دخول زعيم‬ ‫التيار الصدري مقتدى الصدر‪ ،‬يف تحالف‬ ‫جديد مع ائتالف «الفتح» بزعامة‬ ‫هادي العامري فاجأ األوساط السياسية‬

‫والشعبية داخل البالد وكذلك مراقبني يف‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫ويف ‪ 12‬حزيران الجاري‪ ،‬أعلن الصدر‪،‬‬ ‫عن تشكيل تحالف جديد بني ائتالف‬ ‫«سائرون»‪ ،‬الذي يدعمه‪ ،‬وائتالف‬ ‫«الفتح» الذي يقوده هادي العامري‪.‬‬ ‫ووفق نتائج االنتخابات املعلنة يف أيار‬ ‫املايض‪ ،‬حل تحالف «سائرون»‪ ،‬املدعوم‬ ‫من الصدر‪ ،‬يف املرتبة األوىل بـ‪ 54‬مقعدا‬ ‫من أصل ‪ ،329‬يليه تحالف «الفتح»‬ ‫بـ‪ 47‬مقعدا‪.‬‬ ‫وجاء اإلعالن عن هذا التحالف مؤخرا‪،‬‬

‫رغم أن ظاهر الحال يوحي بأن الرجلني‬ ‫ينتميان لخطني سياسيني متباعدين‪،‬‬ ‫حيث يُصور الصدر نفسه عىل أنه «رجل‬ ‫قومي»‪ ،‬يعمل عىل تعزيز عالقات العراق‬ ‫مع الدول العربية؛ وخاصة دول الخليج‬ ‫العريب وعىل رأسها السعودية‪ ،‬وهو ما‬ ‫يحظى برضا الواليات املتحدة أيضا‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬تحظى كتلة العامري وهي‬ ‫تحالف مكون من أذرع سياسية لفصائل‬ ‫«الحشد الشعبي»‪ ،‬بدعم واضح من‬ ‫إيران املنافس اإلقليمي للسعودية‪.‬‬ ‫يعتقد القايض وعضو الربملان األسبق عن‬

‫«التحالف الوطني الشيعي» وائل عبد‬ ‫اللطيف‪ ،‬أن هذا التحالف هو مثرة تفوق‬ ‫إيران عىل الواليات املتحدة‪ ،‬حسب عريب‬ ‫‪.21‬‬ ‫وقال عبد اللطيف‪ ،‬إن «جهود (قائد‬ ‫الحرس الثوري اإليراين) قاسم سليامين‬ ‫واإلرادة اإليرانية تغلبت عىل اإلرادة‬ ‫األمريكية»‪ ،‬الفتا إىل أن «طهران مارست‬ ‫ضغوطا أليام متتالية أفضت إىل تحالف‬ ‫العامري والصدر»‪.‬‬ ‫وأضاف «ال أستبعد دخول نجل املرشد‬ ‫اإليراين عيل خامنئي‪ ،‬مجتبى‪ ،‬عىل خط‬ ‫التفاهامت واالجتامعات التي جرت»‪.‬‬ ‫يأيت ذلك يف إشارة إىل زيارة غري رسمية‬ ‫أجراها نجل خامنئي إىل العراق خالل‬ ‫حزيران الجاري‪ ،‬واجتامعه عىل مائدة‬ ‫إفطار رمضانية‪ ،‬بكل من قاسم سليامين‪،‬‬ ‫وزعيم «ائتالف دولة القانون»‪ ،‬نوري‬ ‫املاليك‪ ،‬فضال عن العامري‪ ،‬وقادة‬ ‫«الحشد الشعبي» يف مقر السفارة‬ ‫اإليرانية ببغداد‪.‬‬ ‫وذهب مراقبون إىل االعتقاد آنذاك‪ ،‬بأن‬ ‫إيران تعمل عىل رص صفوف السياسيني‬ ‫الشيعة املقربني منها‪ ،‬وعىل رأسهم‬ ‫املاليك‪ ،‬والعامري يف مواجهة التحالف‬ ‫الذي يعمل الصدر عىل تشكيله‪ ،‬وذلك‬ ‫يفجر األخري مفاجأته األخرية‬ ‫قبل أن ّ‬ ‫بالتحالف مع العامري‪.‬‬ ‫ورأى األكادميي والباحث العراقي املقيم‬ ‫يف واشنطن‪ ،‬هيثم الهيتي‪ ،‬أن املعطيات‬ ‫األخرية لنتائج االنتخابات فرضت هذه‬ ‫التحالفات‪ ،‬يف ظل عدم تحقيق أي كتلة‬ ‫سياسية لفوز ساحق من جهة‪ ،‬وإرصار‬

‫بعض القادة السياسيني عىل التخندق‬ ‫داخل كتلهم األم من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وقال الهيتي إن «هذا ُفرض فرضا عىل‬ ‫مقتدى الصدر‪ ،‬والسبب الرئييس هو‬ ‫(رئيس الوزراء) حيدر العبادي‪ ،‬ألنه‬ ‫رفض مغادرة حزب الدعوة‪ ،‬ومل يؤسس‬ ‫كتلة وطنية مدنية جامعة وعابرة‬ ‫للطائفية‪ ،‬ويؤسس مع الصدر مرشوعا‬ ‫وطنيا»‪.‬‬ ‫ويتزعم العبادي ائتالف «النرص» الذي‬ ‫حل ثالثا بـ‪ 42‬مقعدا‪ ،‬وينتمي لحزب‬ ‫«الدعوة»‪ ،‬الذي يقود الحكومات‬ ‫العراقية املتعاقبة منذ تنظيم االنتخابات‬ ‫يف العراق عام ‪ ،2006‬يف أعقاب إسقاط‬ ‫النظام العراقي السابق عىل يد قوات‬ ‫دولية قادتها الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأضاف الهيتي متسائال «إذا مل يتحالف‬ ‫الصدر مع العامري فمع من يتحالف‬ ‫لتشكيل الكتلة األكرب يف الربملان؟ الكورد‬ ‫لن يتحالفوا معه‪ ،‬وبالنسبة للسنة فهم‬ ‫غري واضحني يف تحالفاتهم»‪.‬‬ ‫ورغم أن أنصار طريف تحالف الصدر‪-‬‬ ‫العامري‪ ،‬كانوا يف خصومة واضحة‬ ‫عىل مدى سنوات‪ ،‬فإنهم باتوا يربرون‬ ‫التحالف بأنه يجنب البالد حربا شيعية‪-‬‬ ‫شيعية‪.‬‬ ‫إال أن املراقب السيايس العراقي‪ ،‬نجم‬ ‫القصاب‪ ،‬يتصور أن مثة هدفا آخر‬ ‫ال يبتعد عن دائرة البيت الشيعي‪،‬‬ ‫يقف خلف هذا التحالف‪ ،‬وهو أن‬ ‫أغلب الشيعة باتوا عىل قناعة برضورة‬ ‫سحب منصب رئيس الوزراء من حزب‬

‫«الدعوة»‪.‬‬ ‫وقال القصاب لألناضول‪ ،‬إن «هناك‬ ‫اتفاقا (غري معلن) بني الزعامات الشيعية‬ ‫بعدم إسناد منصب رئاسة الوزراء لحزب‬ ‫الدعوة‪ ،‬الذي سيطر عىل املنصب لثالث‬ ‫دورات متتالية»‪.‬‬ ‫وأضاف القصاب «اليوم ال ميلك حزب‬ ‫الدعوة سوى ‪ 15‬مقعدا نيابيا وفق نتائج‬ ‫االنتخابات»‪.‬‬ ‫وقاد الصدر احتجاجات واسعة عىل‬ ‫فرتات متباينة عىل مدى أكرث من عامني‬ ‫ضد الفساد املسترشي يف دوائر الدولة‪.‬‬ ‫وكان يلقي يف الغالب بالالمئة عىل نظام‬ ‫«املحاصصة الطائفية» املتبع يف تشكيل‬ ‫الحكومات العراقية‪ ،‬والكفيل بتويل‬ ‫حزبني قد ال يتمتعان بالكفاءة‪ ،‬املناصب‬ ‫الرفيعة يف البالد‪.‬‬ ‫وحمل الصدر‪ ،‬خالل الحملة االنتخابية‬ ‫األخرية‪ ،‬سيف محاربة املحاصصة‬ ‫والفساد‪ .‬وقال إنه سيعمل عىل تشكيل‬ ‫حكومة من الفنيني التكنوقراط بعيدا عن‬ ‫املحاصصة القامئة عىل توزيع الحقائب‬ ‫الوزارية عىل الطوائف والقوميات‪.‬‬ ‫وعندما انضم تحالف املاليك لفرتة وجيزة‬ ‫إىل تحالف العامري ُقبيل االنتخابات‪،‬‬ ‫علق الصدر بالقول «أعزي الشعب‬ ‫العراقي» بهذا التحالف‪ ،‬الذي وصفه‬ ‫حينها بأنه يخدم املحاصصة الطائفية‪.‬‬ ‫غري أن الصدر وضع نفسه يف مرمى‬ ‫االتهامات التي كان يلقيها باألمس عىل‬ ‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬

‫االنتخابات العراقية‬

‫االنتخابات حق يكفله أي‬ ‫دستور يف العامل ‪،‬وهي ظاهرة‬ ‫حضارية النتخاب قيادة حقيقية‬ ‫الدارة البالد من قبل املجموعة‬ ‫املنتخبة عىل ان تتكون من اشخاص‬ ‫أكفاء ونزيهني ولهم مواقف وطنية‬ ‫ثابتة و مشهودة يف خدمة املجتمع‬ ‫و حضور فاعل عند مكوناته تتخطى‬ ‫أزمات النظام السياسية و االقتصادية‬ ‫و االجتامعية التي تعيش يف ثناياه‬ ‫ومعالجة حاالت تتم ّثل يف غياب‬ ‫اخالقية النظام الدميقراطي و ازمة‬ ‫مصطلحات الدميقراطية اذا مل تعد‬ ‫تنطبق فيها مامرسات أصحابها مع‬ ‫شعاراتهم املعلنة‪ ،‬وليك يتحملوا‬ ‫أقىص الجهود لخدمة املجتمع عىل‬ ‫أكمل وجه ‪.‬‬ ‫ولكن مخرجات العملية االنتخابية‬ ‫العراقية االخرية او نستطيع ان نقول‬ ‫املهزلة االنتخابية بانها باطلة الن‬ ‫الشكوك ازدادات حولها وعالمات‬ ‫االستفهام أفرزت حصيلة مخجلة‬ ‫للمخالفات التي حصلت ملن له‬ ‫السطوة والهيمنة عىل مقاليد السلطة‬ ‫وبعد ان أظهرت إفالسا حقيقيا‬ ‫لقوائم كانت تظن أنها ستكتسح‬ ‫أصواتها جميع الكتل األخرى ‪،‬وهذا‬ ‫سوء تقدير ونظرة قارصة يف استقراء‬ ‫نتائج االنتخابات ‪،‬فوقعت يف رشك‬ ‫سوء التقدير ومل تحسب النتائج‬ ‫ومل يتم تأييد نتائجها والتي ظهرت‬ ‫عكس مخططاتها وأهدافها وبرنامجها‬

‫عبدالخالق الفالح‬ ‫االنتخايب و نشطت تلك الكتل يف اثارة‬ ‫عمليات تزييف إرادة املواطن إما‬ ‫برشاء أصوات ضعفاء النفوس منهم‬ ‫أو تغييب أصوات اآلخرين بطرق‬ ‫غري مقبولة ‪،‬وعندما تكون لهذه‬ ‫الشخصيات أهداف غري أخالقية وغري‬ ‫مرشوعة اجتامعيا ‪،‬وعندما تكون‬ ‫بهذا املستوى فانها تخطأ هدفها ومن‬ ‫هنا نرى انه بعد انتهائها من هذه‬ ‫املامرسة املصريية ارتفعت األصوات‬ ‫املختلفة بالخشية من التزوير‬ ‫والتشكيك بالنتائج يف االنتخابات من‬ ‫قبل بعض الكيانات الكبرية املسيطرة‬ ‫عىل مجلس النواب والفاشلني منهم‬ ‫يف كسب الرتشيح والتي كانت وراء‬ ‫تشكيل املفوضية وفق املحاصصة‬ ‫الطائفية والعرقية ودامت لعدة‬ ‫أشهر لتنتج املحاصصة ‪ ،‬مام قوض‬ ‫حياديتها‪ ،‬وجعلها مسلوبة اإلرادة‪،‬‬ ‫وبعيدة عن اإلستقاللية ‪ ،‬حتى بدأت‬ ‫تخرج الترصيحات عرب القنوات‬ ‫الفضائيات عن وجود عمليات تزوير‬ ‫مرتقبة وكشفت عنها لجنة التحقيق‬ ‫املشكلة يف مجلس الوزراء يف تقريرها‬ ‫وصادقت الحكومة العراقية عىل‬ ‫توصيات هذه اللجنة للتحقيق يف‬ ‫خروقات مزعومة شابت االنتخابات‬ ‫الربملانية األخرية والتي كشفت حاالت‬ ‫تزوير تخرج منها رائحة الخيانة يف‬ ‫بعض مراكز االقرتاع‪ ،‬وأوىص تقريرها‬ ‫بإلغاء نتائج انتخابات الخارج‬ ‫والنازحني ومالحقة املتالعبني واتخاذ‬

‫بين تغييب االصوات وسوء التقدير‬

‫اإلجراءات القانونية بحقهم وفقا‬ ‫للقانون ‪ .‬ومطالبة املدعي العام‬ ‫بتحريك دعاوى جزائية بشأن ما ورد‬ ‫يف هذا التقرير ومن ذكره لحاالت‬ ‫التزوير يف العملية‪، .‬والشك تقف‬ ‫خلفها جهات من تحالفات كبرية و‬ ‫هذه الدوامة ستستفحل مع اجراء‬ ‫كل عملية انتخابية والميكن للعراق‬ ‫ان يخرج من مازق هذه الدوامة اال‬ ‫بتغيري النظام االنتخايب حيث وزع‬ ‫مجلس املفوضني حسب ارادة تلك‬ ‫الكتل وبحسب اختياراتهم مام يعني‬ ‫أن كل مفوض يعمل لصالح الجهة‬ ‫التي رشحته ليكون مفوضا ساميا يف‬ ‫املفوضية ‪ ،‬وسوف يجرى اختيار كادر‬ ‫املفوضية يف املحافظات عىل ذات‬ ‫األسس التي أختري مبوجبها مجلس‬ ‫املفوضني وقد اتاحت هذه الظاهرة‬ ‫الفرصة لرافيض الدميقراطية والعملية‬ ‫السياسية يف العراق الن ينكلوا‬ ‫وينتقصوا وينتقدوا الدميقراطية بل ان‬ ‫الشارع العراقي بدأ يذكر الدميقراطية‬ ‫والحرية باستهزاء وذلك نتيجة تسنم‬ ‫بعض االشخاص ملناصب يف مجلس‬ ‫النواب العراقي غري جديرين بهذه‬ ‫املسؤولية املهمة وهم اليفقهون ال‬ ‫يف السياسة وال يف مجال العمل الذي‬ ‫سوف يوكل اليهم وستكون مردودات‬ ‫اعاملهم سلبية تطفح يف الشارع‬ ‫العراقي ويظهر انحياز هذه املجموعة‬ ‫الواضح لهذه الجهة أو تلك للتغايض‬ ‫عن الخروقات الكبرية التي حدثت يف‬

‫ما يسمى بالعرس االنتخايب الذي مر‬ ‫كام مرت االنتخابات السابقة من قبل‬ ‫من دون أن تثمر عن والدات تبرش‬ ‫بخري و رفاهية املجتمع العراقي‪،‬‬ ‫وبالعكس سوف تقود إىل تكريس‬ ‫حالة األنقسام العمودي للمجتمع‬ ‫العراقي‪ ،‬والذي يعني انقطاع العامل‬ ‫التاريخي لوجود املجتمع والهوية‬ ‫الوطنية العراقية‪ ،‬ويعني العودة إىل‬ ‫حالة التشكل البدايئ األويل للمجتمع‪،‬‬ ‫وال سيام أننا نعيش يف رشط دويل‬ ‫وإقليمي سيعمل ما استطاع عىل‬ ‫تكريس نوع من املحاصصة واألنقسام‬ ‫العمودي وال يشء غري تكرار الوجوه‬

‫القدمية واملستهلكة والفاشلة او اخرى‬ ‫بديلة ملتّها عيون املواطنني وكرهت‬ ‫آذانهم أصواتها بعد أن مارست كل‬ ‫ما متتلك من خربة وقدرة عىل الكذب‬ ‫وس َط ْت عىل املال العام‬ ‫والتدليس َ‬ ‫واعتمدت إفساد الذمم من أجل‬ ‫تعميم فسادها ففرضت الرشوة‬ ‫واعتربتها القانون املقدس املفروض‬ ‫عىل املواطن‪ ،‬كام ان الربملاين املنتخب‬ ‫الذي أستند وتغذى عىل أمتداد عمره‬ ‫عىل أشاعة األحاسيس واملشاعر‬ ‫والتناقضات والرصاعات الطائفية‬ ‫والقومية ومتزيق أوصال املجتمع‬ ‫التي ذهب ضحيتها مئات اآلالف من‬

‫األبرياء والعزل ال ميكن ان نستبرش‬ ‫به خريا و أين نزاهة املنتخبني يف ّ‬ ‫ظل‬ ‫روائح الفساد التي تفوح منهم برشاء‬ ‫االصوات ورسقة القوائم والعبث بها‬ ‫و ما نتج عنها من فساد مهام كانت‬ ‫نسبة املشاركة الجامهريية فانها‬ ‫اصبحت مشكوكة ومادامت جرت‬ ‫بدون تعداد عام للسكان بتجرد‬ ‫وبضوابط قانونية دولية وملعرفة‬ ‫العدد الحقيقي للعراقيني‪ ،‬واالتكاء‬ ‫عىل بطاقات التموين الصادرة عن‬ ‫وزارة التجارة التي مضت عليها‬ ‫عرشات السنني ورغم كل املتغريات‬ ‫الجغرافية واالجتامعية والبيئية‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬

‫سد أليسو بيضة قبان‬ ‫الكتلة األكرب !‬ ‫اثريالشرع‬

‫من شعب ثائر ال يرضخ للظلم‪ ،‬إىل‬ ‫شعب خانع لكل مظاهر الرتكيع‬ ‫والسمع والطاعة؛ هكذا تقول املشاهد خالل‬ ‫املرحلة السابقة‪ ،‬بإستثناء بعض الحاالت من‬ ‫ضمنها اإلنتفاضة الشعبانية‪ ،‬وهذا هو الواقع‬ ‫املؤمل؛ حيث إستطاعت الحكومات املتعاقبة‪،‬‬ ‫وضع حدّ من ثورية الشعب العراقي‪ ،‬ونزع‬ ‫فتيلها وتحويلها إىل دخان رسعان ما يتالىش !‬ ‫وصل الظلم لبالدنا إىل أقصاه‪ ،‬وتدنت‬ ‫اإلنسانية وحتى الكرامة إىل أدىن املقاييس؛‬ ‫ووصل العراق وشعبه‪ ،‬إىل مصاف الدول‬ ‫التي ال تستطيع تقرير مصريها بنفسها‪ ،‬وتم‬ ‫طمس الوطنية والوجود؛ عىل حساب اإلنتامء‬ ‫الطائفي والعرقي‪ ،‬وأصبح الشعب ُمسري ال‬ ‫يستطيع الدفاع عن اإلنتامء الوطني و الديني‪.‬‬ ‫أن املشهد السيايس الحايل إذا ما إستمر‪،‬‬ ‫سيؤدي إىل والدة حركات جديدة؛ ستحل محل‬ ‫األحزاب والتيارات التي فشلت بتحقيق أبسط‬ ‫مقومات العيش للفرد‪ ،‬وهذه الحركات ليست‬ ‫ببعيدة عن خيوط تحركها الدول املحيطة‬ ‫ذاتها التي دعمت األحزاب العتيدة‪ ،‬حيث‬ ‫أصبحت األحزاب القدمية «ورقة محروقة»‬ ‫إنطلقت من شعارات ‪« :‬الحرص عىل الوطن‬ ‫واملواطن»‪ .‬مل يع ّول املواطن العراقي عىل‬ ‫اإلنتخابات الربملانية األخرية؛ والتي مازالت‬ ‫نتائجها مل ُتصادق من قبل املرجعيات‬ ‫القضائية مطلقاً؛ حيث املشاركة يف اإلنتخابات‬ ‫كانت ضعيفة جداً؛ بسبب هشاشة الوعود‬ ‫وعدم تحقيق أبسط املشاريع الخدمية‪ ،‬يف‬ ‫جميع املحافظات‪ ،‬و ميكن تحليل ما ستؤول‬ ‫إليه األوضاع بعد نتائج العد والفرز اليدوي؛‬ ‫وما ستتمخض عنه تلك النتائج‪ ،‬وهل ستتغري‬ ‫أم ستبقى عىل نفس وتريتها‪.‬‬ ‫رشعت تركيا بتنفيذ مرشوع سدّ أليسو الذي‬ ‫يبلغ طوله ‪ 1820‬مرتاً وإرتفاعه ‪ 140‬مرت‪،‬‬

‫وبتنفيذه ستنخفض واردات العراق املائية‬ ‫إىل ‪ 9.7‬مليار مرت مكعب‪ ،‬حيث إستمر بناء‬ ‫هذا السدّ ‪ 12‬عام‪ ،‬ونتائج تفعيل هذا معروفة‬ ‫ومعلومة‪ ،‬نتسآل هنا‪ :‬ملاذا مل يتم التباحث‬ ‫والتحاور من قبل الدبلوماسية العراقية‪،‬‬ ‫والحكومة مع الجانب الرتيك للتفاوض حول‬ ‫األثار الخطرية التي سيتعرض لها العراق نتيجة‬ ‫بناء هذا السدّ ؟‬ ‫إن غياب الحلول الجذرية للمشكالت التي‬ ‫يُعاين منها العراق؛ بسبب تعدد الرؤى‬ ‫واإلختالف‪ ،‬جعلت من رأس الحكومة وقادة‬ ‫الكتل‪ ،‬تستورد «املشورة الخارجية»! ومن‬ ‫املمكن حصول أزمات خطرية‪ ،‬تعود بالجميع‬ ‫إىل املربع األول يف حال إستمرار قذف التهم‬ ‫املتبادل‪ ،‬والتشكيك بنتائج اإلنتخابات األخرية‪.‬‬ ‫يرتكز الحوار حول من سيتبوأ املناصب‬ ‫العليا‪ ،‬وبعض الكتل تنوي التحليق منفردة‬ ‫بالسلطة لو أمكنها ذلك‪ ،‬ونتمنى أن يؤخذ‬ ‫بعني االعتبار عنرصي الكفاءة والقدرة؛ وبناء‬ ‫عالقات خارجية تدعم العراق‪ ،‬وتنتشله من‬ ‫أزمة الكساد والفساد الذي مير بها‪ ،‬نتيج ًة‬ ‫والخالف واإلختالف فيام‬ ‫لغياب القرار املوحد ِ‬ ‫بني الكتل السياسية‪.‬‬ ‫إلنقاذ العملية السياسية من اإلنهيار‪ ،‬عىل‬ ‫قادة الكتل السياسية اإلرساع بتشكيل «مجلس‬ ‫إستشاري سيايس»‪ ،‬يتكون من جميع الطوائف‬ ‫واملكونات وإبداء مرونة أثناء الحوارات‬ ‫والتفاوض؛ وتقديم التنازالت للصالح العام‪،‬‬ ‫وعكس ذلك نتوقع إن القادم رمبا ينذر بحرب‬ ‫شيعية ‪ -‬شيعية ‪ ،‬سنية ‪ -‬سنية‪ ،‬وحتى بني‬ ‫األكراد عىل حساب الشعب العراقي‪ ،‬الذي‬ ‫ينتظر الوئام الوطني‪ ،‬ورمبا سيغري سدّ أليسو‬ ‫مسارات التحالفات وعودة الديكتاتورية‪ ،‬هنا‬ ‫نقول ‪ :‬جميع اإلحتامالت واردة‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪36‬‬

‫القصة‬ ‫الكاملة‬ ‫للشرطي‬ ‫الذي تواجد بحادثي التفجير والحرق ببغداد‬

‫التقطت عدسة وكالة رويرتز صورة لرشطي عراقي‬ ‫ينقل صندوق اقرتاع أثناء إطفاء الحريق الذي طال‬ ‫مخازن وزارة التجارة املؤجرة ملفوضية االنتخابات قبل يوم‪،‬‬ ‫وظهر ذات الرشطي يف لقطة أخرى بالقرب من موقع تفجري‬ ‫كدس العتاد مبدينة الصدر‪.‬‬ ‫الرشطي وليد عبد الرضا‪ ،‬املنتسب يف وزارة الداخلية العراقية‪،‬‬ ‫والذي رصدته عدسات املصورين يف حادثني مختلفني خالل‬ ‫خمسة أيام‪ ،‬أثار ضجة عىل صفحات التواصل االجتامعي‬ ‫صباح االثنني‪ ،‬حول عالقته بالحادثني‪.‬‬ ‫وفيام روجت بعض الصفحات أنه اإلرهايب الذي كان سبباً‬ ‫يف الحادثني املذكورين‪ ،‬تبني بعد التحقق أن الرشطي وليد‪،‬‬ ‫املكنى بأيب تقي‪ ،‬والذي يسكن يف مدينة الصدر قرب مكان‬ ‫حادث تفجري كدس العتاد‪ ،‬قادته الصدفة بأن يكون عمله‬ ‫كأحد أفراد حامية املخازن التابعة ملكتب االنتخابات يف‬ ‫بغداد منذ عام الذي احرتق األحد‪.‬‬ ‫وع ّرض انطالق اإلشاعات حول هذا الرجل بدون معرفة‬ ‫التفاصيل حياته للخطر‪ .‬ومل يقترص رواد مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي عىل نرش صور الرشطي فحسب‪ ،‬بل اتهمه بعضهم‬ ‫بتدبري حريق صناديق االقرتاع وتفجري كدس العتاد يف مدينة‬ ‫الصد‪ ،‬رغم عدم وجود أدلة‪.‬‬ ‫وباالتصال مع أحد املقربني من الرشطي‪ ،‬أكد أنه أحد سكان‬ ‫قطاع ‪ 10‬يف مدينة الصدر ببغداد‪ ،‬وأن الصورة التي التقطته‬ ‫كانت طبيعية جدا كام ظهر العديد من سكان القطاع املذكور‪.‬‬ ‫وكان مسؤول اللجنة األمنية يف مجلس محافظة بغداد‪،‬‬ ‫محمد الربيعي‪ ،‬أعلن األحد احرتاق جميع صناديق االقرتاع‬ ‫خالل حادث مل يكشف إىل اآلن عن أسبابه وحجم خسائره‪.‬‬ ‫وأوقفت محكمة تحقيق الرصافة‪ ،‬مساء االثنني‪ ،‬أربعة متهمني‬ ‫بالضلوع يف افتعال حرائق مخازن الرصافة التي أودعت فيه‬ ‫صناديق االقرتاع‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬سعد عبد الجبار‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫مل يكن شعار النفط مقابل الغذاء‬ ‫منصفا للشعب العراقي ‪ ،‬كان‬ ‫نظام صدام يقدم النفط ملن يريد ولكن‬ ‫الشعب كان يحصل عىل غذاء مسموم ‪،‬‬ ‫عفن ‪ ،‬منتهي الصالحية ‪ ،‬ال يسد رمقا ‪،‬‬ ‫فعاين شعب بالد الرافدين الغني مبياهه‬ ‫و زرعه ونخيله من الحصار الظامل بحجة‬ ‫عدوان نظام الطاغية صدام عىل الكويت‬ ‫‪ ،‬بينام كانت الطغمة الصدامية ترتع مبا‬ ‫تشتهي من نعم ‪.‬‬ ‫بعد سقوط الطاغية ‪ ،‬تم تطويق الشعب‬ ‫العراقي بشلة من السياسيني املحتالني‬ ‫والرساق ‪ ،‬فاهدروا املليارات دون ان‬ ‫يعريوا اهمية لحاجات البالد والعباد ‪،‬‬ ‫فامر الكهرباء معروف ‪ ،‬وبرزت عدة‬ ‫مرات ازمة االمطار ورصف املياه حتى ان‬ ‫بغداد تعرضت للغرق ‪ ،‬دون اي اهتامم‬ ‫باملحافظة عىل املياه املهدورة ‪ ،‬واتباع‬

‫مؤيد عبد الستار‬

‫فلسفة الفلس االبيض ينفع يف اليوم‬ ‫االسود ‪ ،‬فلم تشيد أية مشاريع لخزن‬ ‫املياه ‪ ،‬او تطوير املشاريع االروائية ‪ ،‬بل‬ ‫عىل العكس ظلت البنى التحتية متخلفة‬ ‫ومتهدمة يف الوقت الذي يزداد فيه فساد‬ ‫املسؤولني حتى ان السخرية بلغت حدا‬ ‫تجرأ فيه احد املسؤولني ليلقى اللوم‬ ‫عىل صخرة اغلقت مجرى املياه ‪.‬‬ ‫منذ سنوات والبحوث ترتى عن حروب‬ ‫املياه يف الرشق االوسط ‪ ،‬والظاهر ان‬ ‫ال احد من املسؤولني العراقيني سمع‬ ‫او علم مبا يدور يف الساحة السياسية‬ ‫واالعالمية ‪ ،‬فالجميع مشغول مبا تحت‬ ‫يــده من سلطات يعب من خرياتها‬ ‫واموالها جيوبه وجيوب اهله واقاربه‬ ‫مبا يستطيع سلبه من قوت افواه الجياع‬ ‫الذين يــدورون يف الشوارع يبيعون‬ ‫الشاي والكلينكس ويصبغون االحذية‬ ‫وينامون عىل االرصفة يف انتظار ايام‬ ‫عاشوراء يك ينالوا قدر قيمة عىل متن‬ ‫يشبعوا فيه جوعهم االبــدي عىس ان‬ ‫يسعفهم الحظ ويظهر لهم غودو الذي‬ ‫طال انتظارهم له ليحقق امالهم ‪ ،‬فلم‬ ‫يبعث لهم غودو سوى اتباعه الذين مل‬ ‫يفعلوا خريا غري رسقته ونهب اخر لقمة‬ ‫يستطيع االحتفاظ بها لليوم املوعود ‪.‬‬ ‫حاولت الحكومة العراقية املغامرة‬ ‫وتغيري اتجاه نفط كركوك من ميناء‬ ‫جيهان نحو ديار كرمانشاه ‪ ،‬وهي تعلم‬

‫النفط مقابل الغذاء ‪..‬‬ ‫النفط مقابل املاء‬

‫ان نفط كركوك منذ والدته حتى وفاته‬ ‫كان يشق طريقه عرب ميناء حيفا وجيهان‬ ‫نحو البلدان الغربية املستعمرة للرشق‬ ‫االوســط ‪ ،‬واي اخــال بتلك املعادلة‬ ‫يعرض امن املنطقة للخطر ‪ ،‬ولذلك قال‬ ‫عبد الكريم قاسم حني وقع قانون رقم‬ ‫‪ 80‬للنفط انه يوقع عىل اعدامه ‪ (.‬نقطة‬ ‫راس السطر )‬ ‫وهكذا كان ‪ ،‬اشعلت رشكات النفط النار‬ ‫يف الشارع العراقي واهتاجت عصابات‬ ‫مأجورة دمرت فيها السلطة العراقية‬ ‫الفتية ‪ ،‬وصــادرت جميع مكتسبات‬ ‫الشعب العراقي التي جناها من ثورة‬

‫متوز ‪.‬‬ ‫ومنذ ذلــك اليوم حتى االن يتلقى‬ ‫الشعب العراقي الصفعات تلو الصفعات‬ ‫يك يسري وفق متطلبات واوامــر بوش‬ ‫وبرمير وترامب ‪.‬‬ ‫البعض من املسؤولني يف الحكومات‬ ‫العراقية املتالية اصاخ السمع ملا يريد‬ ‫الغرب وعمل بفخر وفق املخططات‬ ‫االمريكية واالوربية ‪ ،‬فنال حظوة اينام‬ ‫حل وارتحل حتى لو كان مطلوبا وفق‬ ‫املــادة ‪ 4‬ارهــاب ‪ ،‬والبعض مل يذعن‬ ‫لتلك االوامر السلطانية فظل بني فيك‬ ‫الرحى يبحث عن منفذ ( يخلص بجلده‬

‫) بعد ان نال لقمة من كعكة السلطة‬ ‫فوىل هاربا دون ان يحقق وعوده بتلبية‬ ‫حاجات املواطنني الذين كــان يجأر‬ ‫بالدفاع عنهم ‪.‬‬ ‫والبعض االخر من السياسيني ما زال‬ ‫يناور يف الساحة عىس ان يسحب النار‬ ‫اىل قرصه يك يستفيد من الدعم الرشقي‬ ‫ويقنع الغرب بانه يعمل لصالحهم يف‬ ‫الساحة العراقية ‪ ،‬ويف جميع االحوال‬ ‫‪ ،‬اكتشف الجمع انهم لن يحققوا ما‬ ‫يصبون اليه وما حصلوا عليه من نعيم‬ ‫الغرب سيزول عاجال او اجال ‪ ،‬فام نفع‬ ‫القالع التي شيدوها اذا حرمت من املاء‬

‫‪ ،‬وهكذا اصبحت احالمهم التعدو غري‬ ‫احالم العصافري ‪.‬‬ ‫ويف الختام سيبقى النفط مقابل الغذاء‬ ‫او النفط مقابل املاء هو املسار الذي‬ ‫يجب ان يسري عليه من يريد الوقوف‬ ‫عىل قدميه بوجه السلطات الغاشمة‬ ‫التي دأبــت عىل حرمان شعبنا من‬ ‫مقومات الحياة وتحاول سلبه ثرواته‬ ‫النفطية واملائية وتحارصه بهذه الحجة‬ ‫او تلك ولكن النتيجة واحدة ‪ ،‬املطلوب‬ ‫رأس برميل النفط ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫في الذكرى الرابعة‬ ‫للحدث المجلجل (‪10‬‬ ‫– ‪ ،)2014 – 6‬ينشر‬ ‫«السفير العربي»‬ ‫النسخة الكاملة‬ ‫لـ»تقرير سقوط‬ ‫الموصل»‪ ،‬وهو‬ ‫تقرير رسمي أقر‬ ‫في البرلمان‪.‬‬ ‫والحتواء التقرير‬ ‫على تفاصيل‬ ‫عسكرية ومناطقية‬ ‫قد يجد المتلقي‬ ‫غير العراقي صعوبة‬ ‫في تتبع معانيها‬ ‫بدقة‪ ،‬نقدم هنا‬ ‫مساعدا رفقة‬ ‫شرحا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الوثيقة الرسمية‪.‬‬ ‫فييل ‪ /‬يارس عامد‬

‫التفاصيل الكاملة لسقوط الموصل المجلجل‪..‬‬ ‫لماذا رفضت بغداد مساعدة البيشمركة؟‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫بعد مرور أربعة أعوام‪ ،‬ما زال احتالل‬ ‫محافظة نينوى العراقية وما تبعه من‬ ‫سقوط ‪ 108.405‬آالف كلم مربع‪،‬‬ ‫أي ما يقارب ‪ 40‬يف املئة من مساحة‬ ‫العراق بيد «الدولة االسالمية»‪ ،‬حدثاً‬ ‫يحرك السياسة رغم انحسار سلطة‬ ‫تنظيم داعش اآلن‪ .‬الكارثة تسببت‬ ‫مبقتل ‪ 18‬ألف شخص وإصابة ‪36‬‬ ‫ألفا آخرين بجروح‪ ،‬باالضافة اىل نزوح‬ ‫حوايل خمسة ماليني انسان‪.‬‬ ‫مطلع عام ‪ ،2015‬قرر مجلس النواب‬ ‫العراقي (رسمياً أعىل السلطات يف‬ ‫البلد) تشكيل لجنة تحقيق ملعرفة‬ ‫أسباب سقوط محافظة املوصل‬ ‫وتحديد املذنبني يف ذلك‪ .‬كانوا ‪26‬‬ ‫ّ‬ ‫مشكلني من‬ ‫عضواً يف تلك اللجنة‪،‬‬ ‫مختلف املكونات واالحزاب‪ ،‬وهم‬ ‫قاموا باالستامع اىل افادات أبرز القادة‬ ‫العسكريني واألمنيني والسياسيني عىل‬ ‫تم الحقاً عرض التقرير‬ ‫مدى ‪ 8‬أشهر‪ّ .‬‬ ‫الذي خرجت به اللجنة النيابية يف‬ ‫الربملان والتصويت عىل تحويله اىل‬ ‫املدعي العام‪ .‬وزعت اللجنة يف ذلك‬ ‫العام ــ التي باتت تعرف بـ»لجنة‬ ‫سقوط املوصل» ــ عىل وسائل االعالم‬ ‫نسخة مخترصة من التحقيق‪ ،‬مل‬ ‫تتضمن سوى رؤى مكثفة حول أسباب‬ ‫سقوط املحافظة مع توصيات باحالة‬ ‫‪ 36‬شخصية سياسية وعسكرية وأمنية‬

‫اىل القضاء‪.‬‬ ‫يستعرض الفصل األول من التقرير‪،‬‬ ‫والذي يشتمل عىل مبحثني‪ ،‬مالمح‬ ‫سيطرة تنظيم داعش عىل مدينة‬ ‫املوصل قبل سنوات من سقوطها‪،‬‬ ‫ويناقش باستفاضة فشل الدولة‬ ‫العراقية يف تقويض هذه السيطرة‪.‬‬ ‫ويف معرض الحديث عن فرض داعش‬ ‫للجزية‪ ،‬يذكر التقرير أن حجم‬ ‫االتاوات بلغ ‪ 5‬مليون دوالر شهرياً‪،‬‬ ‫لكنه ما لبث ان تضاعف قبيل سقوط‬ ‫املدينة منتصف ‪ .2014‬متعهدو نقل‬ ‫املشتقات النفطية واالسمنت والصاغة‬ ‫واملقاولون واالطباء‪ ،‬وصو ًال اىل باعة‬ ‫الخرضوات‪ ..‬كانوا يدفعون اتاوة‬ ‫لداعش تتفاوت بحسب املهنة‪ .‬مئات‬ ‫املوظفني الوهميني كانت رواتبهم‬ ‫تذهب اىل التنظيم‪ ،‬باالضافة اىل ان‬ ‫األخري كان له متثيل يف الدوائر الرسمية‬ ‫باملوصل‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ،2011‬قام رئيس الوزراء‬ ‫السابق ونائب رئيس الجمهورية حالياً‪،‬‬ ‫نوري املاليك‪ ،‬بتشكيل لجنة ملكافحة‬ ‫الجزية‪ ،‬واختار رئيساً لها قائد الرشطة‬ ‫الجديد يف املدينة مهدي الغراوي‪ .‬يف‬ ‫تم الكشف‬ ‫اوىل جلسات هذه اللجنة ّ‬ ‫عن أن تخصيصات تنمية األقاليم‬ ‫(ميزانية متويل ملحافظة املوصل) كان‬ ‫يذهب ‪ 40‬يف املئة منها اىل داعش‪.‬‬ ‫يشري الفصل االول أيضا اىل ان االقليات‬ ‫الدينية مثل املسيحيني واآليزيديني‬ ‫والشبك تعرضوا اىل ابتزاز التنظيم‬

‫عرشات املرات‪ ،‬مام قادهم اىل هجرة‬ ‫مركز املدينة‪ ،‬حيث فشلت القوات‬ ‫االمنية يف حاميتهم‪.‬‬ ‫منذ ‪ 2011‬كانت ‪ 40‬يف املئة من‬ ‫«تخصيصات تنمية األقاليم» (ميزانية‬ ‫متنح مركزياً لتمويل محافظة املوصل)‬ ‫تذهب اىل داعش‪ ،‬وكان حجم االتاوات‬ ‫يبلغ ‪ 5‬مليون دوالر شهرياً‪ ،‬لكنه ما‬ ‫لبث أن تضاعف قبيل سقوط املدينة‬ ‫منتصف ‪ ،2014‬وكان الجميع يدفع‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫كل بحسب دخله‪.‬‬ ‫يف الفصل الثاين الذي يشتمل عىل‬ ‫خمسة مباحث‪ ،‬تطرق التقرير اىل اثر‬ ‫التظاهرات التي عُ رفت ب»ساحات‬ ‫االعتصام» والتي تزامنت مع الربيع‬ ‫العريب بني عامي ‪ 2012‬و‪،2013‬‬ ‫باالضافة اىل تفاصيل عميقة الداللة‬ ‫عن مدى الفساد يف دوائر املحافظة‪،‬‬ ‫والرصاع بني السلطات هناك‪ .‬إفادات‬ ‫املتهمني والشهود كشفت ان التنظيم‬ ‫مل يكن هو الطرف الوحيد الذي نجح‬ ‫باخرتاق تلك االحتجاجات السلمية‬ ‫يف بداياتها‪ ،‬بل برزت أجنحة مسلحة‬ ‫لحزب البعث العراقي املحظور‬ ‫باالضافة اىل فصائل سلفية واخرى‬ ‫كانت تضم يف تشكيالتها عسكريني‬ ‫سابقني‪.‬‬ ‫يشري التقرير أيضاً يف هذا الفصل‬ ‫اىل قسوة القوات االمنية وقيامها‬ ‫باعتقاالت عشوائية وبسجن املعتقلني‬ ‫يف ظروف مأساوية‪ .‬أما يف الحياة‬ ‫العامة فكانت اجراءات قطع الطرق‬

‫وفرض حظر التجوال وقيام قيادات‬ ‫امنية بابتزاز املواطنني مالياً هي ابرز‬ ‫املالحظات‪ .‬الرصاع بني قائد العمليات‬ ‫اللواء مهدي الغراوي (محكوم باالعدام‬ ‫حالياً) وبني محافظ نينوى اثيل‬ ‫النجيفي (محكوم حاليا بتهم جنائية)‬ ‫أخذ بعداً تصاعدياً مع استمرار‬ ‫االعتصامات املفتوحة يف الساحات‬ ‫العامة‪ ،‬وهو األمر الذي تطور اىل‬ ‫مطالبة االخري بخروج القوات االمنية‬ ‫من املدينة‪ .‬وهذا الرصاع سيستمر‬ ‫حتى سقوط املحافظة بحسب التقرير‪.‬‬ ‫يذكر التقرير أن الغراوي (القائد األمني‬ ‫والعسكري للمدينة) أطلق رساح أول‬ ‫والٍ نصبته داعش عىل املوصل (رضوان‬ ‫الحمدوين‪ُ ،‬قتل الحقا برضبة جوية‬ ‫أواخر ‪ )2014‬مقابل ‪ 70‬ألف دوالر‪،‬‬ ‫باإلضافة اىل قيادات اخرى من داعش‬ ‫مقابل مبالغ أقل‪ .‬من جانب آخر كانت‬ ‫ظاهرة الجنود الذين يدفعون نصف‬ ‫رواتبهم للقيادات االمنية من اجل‬ ‫التغيب سببا كبريا يف انهيار الوضع‬ ‫االمني‪ ،‬حيث يذكر التقرير ان أحد‬ ‫االلوية مل يكن يتضمن سوى ‪ 76‬مجندا‬ ‫قبل شهر من سقوط املدينة!‬ ‫يشري التقرير الرسمي اىل قسوة القوات‬ ‫االمنية وقيامها باعتقاالت عشوائية‬ ‫وبسجن املعتقلني يف ظروف مأساوية‪.‬‬ ‫أما يف الحياة العامة‪ ،‬فكانت اجراءات‬ ‫قطع الطرق وفرض حظر التجوال‬ ‫وقيام قيادات أمنية بابتزاز املواطنني‬ ‫مالياً هي أبرز املالحظات‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬ ‫ومن املعلومات املهمة التي وردت‬ ‫يف هذا الفصل تتعلق بامتناع أفراد‬ ‫القنصلية الرتكية من االنسحاب قبل‬ ‫سقوط املدينة‪ ،‬رغم تحذيرهم واالشارة‬ ‫الدقيقة اىل دور القنصل الرتيك الذي‬ ‫كان يتجاوز اإلطار الدبلومايس بكثري‪.‬‬ ‫يف بداية الفصل الثالث يشري التقرير‬ ‫اىل ان املجندين يف الجيش العراقي‬ ‫كانوا يعانون من صعوبة االنتقال بني‬ ‫مدنهم واملوصل حيث يؤدون واجبهم‪.‬‬ ‫هذا االمر استلزم انتقالهم عرب الخطوط‬ ‫الجوية املدنية‪ ،‬غالباً اىل أربيل ومن ثم‬ ‫براً اىل املوصل‪ ،‬علام ان أغلبهم كانوا‬ ‫من جنوب العراق‪.‬‬ ‫االمر املثري اآلخر هو اشارة التقرير أن‬ ‫داعش قام بتفجري ثالثة جسور رئيسية‬ ‫يف محيط املوصل واحتالل قضائني ومن‬ ‫ثم االنسحاب منهام قبل سقوط املدينة‬ ‫فيام يشبه التمهيد للغزوة الكربى‪.‬‬ ‫إضافة طبقات من املعدن اىل السيارات‬ ‫املعدة للتفجري كان التطور االبرز يف‬ ‫تكتيكات داعش‪ ،‬وكان سبباً يف انخفاض‬ ‫الروح املعنوية للجنود بسبب فشلهم‬ ‫يف تفجري هذه السيارات قبل وصولها‬ ‫اىل مقراتهم‪.‬‬ ‫يكشف التقرير ان محافظ نينوى‪ ،‬اثيل‬ ‫النجيفي‪« ،‬تنبأ» بسقوط املحافظة‬ ‫قبل ثالثة أشهر من موعده‪ ،‬وبشهادة‬ ‫أعضاء مجلس املحافظة‪ ،‬فقد رشح‬

‫النجيفي آلية الهجوم التي تطابقت‬ ‫الحقاً مع ما حدث‪.‬‬ ‫كانت ظاهرة الجنود الذين يدفعون‬ ‫نصف رواتبهم للقيادات االمنية من‬ ‫أجل التغيب سبباً كبرياً يف إنهيار الوضع‬ ‫االمني‪ ،‬حيث يذكر التقرير أن أحد‬ ‫األلوية مل يكن يتضمن سوى ‪ 76‬مجنداً‬ ‫مداوماً قبل شهر من سقوط املدينة‪.‬‬ ‫يشري التقرير اىل ان معلومات‬ ‫استخبارية قادت اىل اعتقال القائد‬ ‫العسكري املحيل لداعش يف املوصل‬ ‫قبل شهر من سقوط املدينة (وهو‬ ‫االرهايب محمد أحمد سلطان)‪ ،‬وهذا‬ ‫كشف للقيادات االمنية والعسكرية ان‬ ‫الهجوم املعد الحتالل نينوى سيكون‬ ‫ليلة يوم ‪ 5‬حزيران وهو ما حدث فع ًال‪.‬‬ ‫وقد كشف سلطان الخطة بالكامل‬ ‫مشرياً اىل عمليات ستجري يف اليوم‬ ‫ذاته يف سامراء لتشتيت االنتباه‪ ،‬وقد‬ ‫تطابقت اقواله مع االحداث بشكل‬ ‫دقيق‪ ،‬إال ان هذا مل يغري من تكتيكات‬ ‫القادة االمنيني والعسكريني‪.‬‬ ‫يف غياب اللواء الغراوي قائد عمليات‬ ‫نينوى (أعىل السلطات االمنية‬ ‫والعسكرية يف املحافظة) الذي كان‬ ‫مجازاً‪ ،‬بدأ الهجوم بعد الساعة الثالثة‬ ‫لي ًال يف السادس من حزيران واستهدف‬ ‫ثالثة أحياء يف الجانب االمين من‬ ‫مدينة املوصل التي يقسمها نهر دجلة‬ ‫اىل جانبني‪ .‬وبعد ساعة اتسع الهجوم‬ ‫ليرضب جنوب املدينة بالكامل‪ .‬وبعد‬ ‫ساعات سقط أول أحياء املدينة بيد‬ ‫داعش وهو «حي ‪ 17‬متوز»‪.‬‬

‫مع هبوط ظالم ذلك اليوم كانت سبعة‬ ‫احياء قد سقطت بيد داعش وهو األمر‬ ‫تم ابالغ القائد العام للقوات‬ ‫الذي ّ‬ ‫املسلحة العراقية نوري املاليك به‪.‬‬ ‫أهايل االحياء املحتلة بدأوا بالنزوح‬ ‫سريا عىل االقدام بسبب شدة القصف‬ ‫حينها‪ .‬ويف اليوم التايل وصل عبود‬ ‫كنرب‪ ،‬قائد العمليات املشرتكة (املنصب‬ ‫األعىل عسكريا يف العراق من ناحية‬ ‫نفاذ األوامر)‪.‬‬

‫الحقاً طرحت فكرة االستعانة‬ ‫بالبيشمركة (القوات الكردية التابعة‬ ‫القليم كوردستان العراق) من قبل‬ ‫القيادات العسكرية‪ ،‬لكن بغداد‬ ‫رفضت ذلك‪.‬‬ ‫معلومات استخبارية قادت اىل اعتقال‬ ‫القائد العسكري املحيل لداعش‬ ‫يف املوصل قبل شهر من سقوط‬ ‫املدينة‪ ،‬وهو كشف للقيادات االمنية‬ ‫والعسكرية خطة التنظيم بالكامل‪ ،‬وأن‬

‫الهجوم سيكون ليلة ‪ 5‬حزيران‪ ،‬وهو‬ ‫ما حدث فع ًال‪ ..‬بغياب اللواء الغراوي‪،‬‬ ‫قائد عمليات نينوى (أعىل السلطات‬ ‫االمنية والعسكرية يف املحافظة) الذي‬ ‫«مجازاً»‪.‬‬ ‫كان ُ‬ ‫يشري التقرير اىل انه يف يوم ‪ 8‬حزيران‬ ‫زار محافظ نينوى اثيل النجيفي‬ ‫اربيل (عاصمة اقليم كوردستان)‬ ‫والتقى بـ»ريت ماكغورك» مساعد‬ ‫وزير الخارجية االمرييك حينها (الحقا‬

‫اصبح مبعوث الرئيس االمرييك الخاص‬ ‫للتحالف الدويل ملكافحة داعش‪ ،‬وما‬ ‫زال) وقد تباحثا حينها حول املدينة‬ ‫والخطر املحدق بها‪.‬‬ ‫تشري وقائع هذا اليوم اىل عصيان‬ ‫قائد عسكري ألوامر صادرة من‬ ‫املاليك شخصياً‪ ،‬مام تسبب باعتقاله‬ ‫واستبداله‪ ،‬عىل الرغم من أن مسؤوليته‬ ‫العسكرية كانت تضم نصف املوصل‬ ‫تقريباً‪ .‬القائد الجديد الذي حل محل‬ ‫من عىص االوامر إكتشف أن القوة‬ ‫التي يفرتض االعتامد عليها كانت ‪71‬‬ ‫جنديا فقط وليس ‪ 500‬جندي كام تم‬ ‫ابالغه‪.‬‬ ‫عرص يوم ‪ 9‬حزيران‪ ،‬هاجم داعش‬ ‫آخر خطوط الدفاع يف الجانب االمين‬ ‫للموصل بصهريج مفخخ كان سبباً‬ ‫أساسياً يف انهيار هذه الدفاعات‬ ‫وخسارة نصف املوصل‪.‬‬ ‫ويف الليل اجتمعت القيادات باجمعها‬ ‫وتبادلوا االراء‪ ،‬فيام تلقى اللواء‬ ‫الغراوي اتصا ًال يأمره باالنسحاب‪،‬‬ ‫قال الحقاً انه صادر من رئيس أركان‬ ‫الجيش بابكر زيباري‪ ،‬وقد نفى األخري‬ ‫انه اتصل يف ذلك اليوم‪.‬‬ ‫ليل يوم ‪ 9‬حزيران انسحبت القيادات‬ ‫رفيعة املستوى من العسكريني من‬ ‫الجانب االمين اىل الجانب االيرس من‬ ‫املدينة‪ ،‬والذي مل يكن قد سقط بعد‬ ‫حينها‪ .‬لكنهم مع صباح اليوم التايل‬ ‫اتجهوا اىل اقليم كوردستان‪ ،‬وتحديداً‬ ‫محافظة إربيل‪ ،‬ليتم سقوط املحافظة‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬

‫المسيحية في العراق الى زوال‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫حذر قساوسة عراقيون من ان املسيحيني الذين‬ ‫غادروا مناطقهم يف العراق لن يعودوا اليها‪،‬‬ ‫االمر الذي يشكل تهديدا للمسيحية يف تلك‬ ‫املناطق‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫ويقول القس بشار ورده يف‬ ‫ترصيحات لصحيفة (ناشيونال‬ ‫كاثوليك ريجيسرت) يف اربيل‪ ،‬ان‬ ‫«داعش» بالنسبة الينا كان محكمة‬ ‫يجب ان نواجهها‪ ،‬ولكنا االن ليس‬ ‫هدفنا البقاء عىل قيد الحياة‪ ،‬بل كيف‬ ‫نساعد املسيحيني عىل البقاء هنا؟»‬ ‫يف ناحية قرقوش التي تعد من املناطق‬ ‫املسيحية االكرث بروزا وتقع اىل الرشق‬ ‫من مدينة املوصل‪ ،‬من مجموع نحو‬ ‫‪ 90‬الف ارسة بقيت اليوم ‪ 40‬الف ارسة‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫ويقول القس عامر ياكو احد القساوسة‬ ‫الكاثوليك يف قرقوش ان «التغيري‬ ‫الدميوغرايف عامل احباط بالنسبة لنا‪،‬‬ ‫فاذا خرسنا قرقوش فهذا يعني اننا‬ ‫خرسنا املسيحية يف العراق»‪.‬‬ ‫يف منطقة تلسقوف ايضا وبسبب‬ ‫الهجامت االخرية للقوات العراقية‪،‬‬ ‫عىل الرغم من عودة املسيحيني اىل‬ ‫مناطقهم‪ ،‬فانهم يشكون كثريا من‬ ‫تفيش ظاهرة البطالة‪.‬‬ ‫وبحسب ترصيحات القس بهنام بينوكا‪،‬‬ ‫فان االمر املقلق هنا هو املصري املجهول‬ ‫الذي ينتظرهم «ما الذي يضمن بقاءنا‬ ‫يف نينوى»‪.‬‬ ‫وكام تشري اليه الصحيفة فان بهنام‬ ‫يتهم الشبك يف مناطق من محافظة‬ ‫نينوى بانهم «يحاولون ان يغريوا ديانة‬ ‫املسيحيني اىل االسالم ويخربون الناس‬ ‫عرب املساجد ان هذه املناطق ستعود‬ ‫للشبك وليس للمسيحيني»‪.‬‬

‫ويف الوقت الذي يزعم بهنام بان الشبك‬ ‫يف منطقة برطلة هربوا من املوصل‬ ‫عام ‪ 2000‬خوفا من القاعدة وسكنوا‬ ‫هذه املنطقة‪ ،‬فان «الحكومتني العراقية‬ ‫وااليرانية تقومان بدعمهم يف القيام‬ ‫برشاء امالك املسيحيني»‪.‬‬ ‫القساوسة يأملون ان يعود املسيحيون‬ ‫اىل مناطقهم‪ ،‬الن العراقيني سئموا من‬ ‫داعش‪ ،‬ومع ذلك اليخفون بان داعش‬ ‫مازال يهددهم عن طريق الهواتف‬ ‫والرسائل بانهم (الدواعش) مازالوا‬ ‫موجودين باملنطقة»‪.‬‬ ‫ويعد املسيحيون ان فوز رجل الدين‬ ‫الشيعي مقتدى الصدر يف االنتخابات‪،‬‬ ‫سيجر العراق اىل حالة عدم االستقرار‬ ‫بشكل اكرب‪ ،‬النه مل يعد االن احد يدافع‬ ‫عن املسيحيني‪.‬‬ ‫فيقول يوحنا يوسف‪ ،‬وهو ف ّالح من‬ ‫اهايل قرقوش بهذا الصدد «االن عندما‬ ‫يقتل قس هنا اليتم اعتقال احد بهذا‬ ‫الشان»‪.‬‬ ‫ويطالب القساوسة‪ ،‬من اجل حامية‬ ‫مكونهم املسيحي‪ ،‬باالمن والحرية‬ ‫وفرص عمل يف مناطقهم‪ ،‬وعكس‬ ‫ذلك فان املسيحيني قد يغادرون هذه‬ ‫املنطقة ايضا من محافظة نينوى‪.‬‬ ‫يعود الوجود املسيحي فيام يعرف‬ ‫حاليا بجمهورية العراق إىل بداية ظهور‬ ‫الديانة املسيحية قبل الفي عام‪.‬‬ ‫ويف الزمن املعارص‪ ،‬تشري التقديرات إىل‬ ‫أن عدد املسيحني يف العراق قبيل حرب‬ ‫الخليج االوىل ‪ 1991‬كان مليون شخص‬

‫ميثلون حوايل ‪ 3‬يف املائة من اجاميل‬ ‫السكان‪.‬‬ ‫وتراجع هذا العدد بشكل كبري خالل‬ ‫فرتة الحصار االقتصادي الذي فرض عىل‬ ‫العراق خالل تسعينات القرن املايض‪،‬‬ ‫كام شهدت الفرتات السابقة هجرة اىل‬ ‫دول يف أوروبا وأمريكا‪.‬‬ ‫وقد دفعت تلك الظروف بأعداد‬ ‫من املسيحيني الذي عاشوا لعقود يف‬ ‫انسجام مع محيطهم االجتامعي املسلم‬ ‫إىل مغادرة العراق لينضموا إىل أقارب‬ ‫لهم يعيشون يف دول الغرب‪.‬‬ ‫ويؤكد مراقبون أن حكومة الرئيس‬ ‫العراقي السابق صدام حسني‪ ،‬التي‬ ‫اتسمت بطابع علامين وكانت تحكم‬ ‫قبضتها عىل البالد وخصوصا يف الجوانب‬ ‫األمنية‪ ،‬مل متارس اضطهادا منهجيا ضد‬ ‫األقلية املسيحية بشكل خاص كام‬ ‫فعلت عىل سبيل املثال مع الكورد أو‬ ‫الشيعة يف الجنوب‪.‬‬ ‫إال أن بعض التجمعات املسيحية‬ ‫تعرضت‪ ،‬خالل فرتة حكم حزب البعث‪،‬‬ ‫الذي استمر يف السلطة ألكرث من ثالثة‬ ‫عقود‪ ،‬لعمليات ترحيل من مناطق‬ ‫سكنهم األصلية‪.‬‬ ‫ويرتكز الوجود املسيحي يف العاصمة‬ ‫بغداد إىل جانب مدن تقع يف الشامل‬ ‫مثل كركوك وأربيل واملوصل مع وجود‬ ‫أعداد أقل يف مناطق أخرى من العراق‪.‬‬ ‫ومع الدخول األمرييك للعراق يف ‪،2003‬‬ ‫كان عدد املسيحيني قد تراجع إىل حوايل‬ ‫‪ 800‬ألف‪ ،‬بينهم ‪ 400‬ألف كاثولييك‬

‫يتبع غالبيتهم الكنيستني الكلدانية‬ ‫والرسيانية‪.‬‬ ‫واستمرت وترية الرتاجع خالل السنوات‬ ‫التي أعقبت اإلطاحة بنظام صدام‬ ‫حسني نتيجة مغادرة الكثري منهم العراق‬ ‫بسبب أعامل العنف التي طالت جميع‬ ‫فئات املجتمع العراقي‪.‬‬ ‫واضطر الكثري من املسيحيني إىل مغادرة‬ ‫مناطق سكنهم واالنتقال نحو مناطق‬ ‫أخرى اكرث امنا داخل العراق أو الهجرة‬ ‫اىل خارج البالد‪.‬‬ ‫يذكر أن عددا من الهجامت وقعت بني‬ ‫عامي ‪ 2004‬و ‪ 2005‬قد استهدفت‬ ‫األقلية املسيحية‪.‬‬ ‫فقد تعرضت كنيستان يف املوصل‬ ‫لهجامت كام وقعت هجامت يف بغداد‬ ‫ومناطق أخرى‪ ،‬وذلك ضمن موجة‬ ‫العنف التي هزت غالبية مناطق‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫ويشري مراقبون إىل أن املسيحيني‬ ‫كانوا الضحية األكرب ألساليب الرتهيب‬ ‫والتهجري من مناطق سكنهم خالل‬ ‫السنوات السبع املاضية‪.‬‬ ‫ويتعرض رجال الدين املسيحيون الذين‬ ‫قرروا البقاء داخل العراق لتهديدات‬ ‫باالختطاف والقتل من قبل جامعات‬ ‫متطرفة‪.‬‬ ‫كام تتهم بعض الجامعات املسلحة‬ ‫املناوئة للحكومة العراقية بالتعاون مع‬ ‫القوات األجنبية‪.‬‬ ‫كنائس العراق‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية الرسيانية هي‬

‫واحدة من عدة كنائس كاثوليكية‬ ‫تتمتع ببعض االستقالل يف أداء طقوسها‬ ‫الدينية رغم أنها تعلن والءها لبابا‬ ‫الفاتيكان‪.‬‬ ‫ويعترب الكلدانيون من السكان القدماء‬ ‫يف هذه املنطقة‪ ،‬ويتحدث بعضهم‬ ‫اللغة اآلرامية القدمية التي يعتقد أنها‬ ‫اللغة التي تحدث بها املسيح عيىس بن‬ ‫مريم‪.‬‬ ‫كام ميثل اآلشوريون قسام آخر من‬ ‫املجتمع املسيحي يف العراق‪ ،‬حيث‬ ‫يعود وجودهم أليام اململكتني اآلشورية‬ ‫والبابلية وانترشوا يف مناطق مختلفة يف‬ ‫الرشق األوسط بعد انهيار امرباطوريتهم‬ ‫بني القرنني السادس والسابع قبل امليالد‪.‬‬ ‫واعتنق اآلشوريون الدين املسيحي يف‬ ‫القرن األول للميالد ويعترب البعض أن‬ ‫هذه الكنيسة هي األقدم يف العراق‪.‬‬ ‫وتعرض اآلشوريون ملذبحة كبرية عىل‬ ‫يد الجيش العراقي عام ‪ 1932‬وسط‬ ‫اتهامات لهم بالعاملة للجيش الربيطاين‪.‬‬ ‫وتعرضت قرى مسيحية خالل تلك‬ ‫الفرتة للتدمري كام تم تخريب كنائس‬ ‫وأديرة إال أنه متت إعادة بناء بعض‬ ‫تلك الكنائس الحقا‪.‬‬ ‫ويوجد عدد محدود من االرثوذوكس‬ ‫اليونانيني والروم الكاثوليك يف العراق‬ ‫إىل جانب بعض اتباع الكنيسة‬ ‫االنجليكانية واالنجيلية‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬

‫جيوش العطش على أسوار بغداد‬

‫هادي جلو مرعي‬

‫بغداد والصيف والعطش هي‬ ‫لحظة فارقة يف تاريخ بالد‬ ‫الرافدين حيث تتوغل جيوش العطش‬ ‫التي أطلقتها الجارة اإلسالمية عىل‬ ‫النمط اإلخواين تركيا نحو األرايض‬ ‫العراقية‪ .‬جيش الجنود والدبابات‬ ‫يتوغل لبضع كيلومرتات ملطاردة‬ ‫املجاهدين األكراد املطالبني بحقوقهم‬ ‫املرشوعة يف إقامة وطن قومي لألمة‬ ‫الكردية‪ ،‬وهناك مايقرب من أربعني‬ ‫قاعدة عسكرية يف بعض املناطق‬ ‫الكردية شامل العراق‪.‬‬ ‫جيوش العطش عىل طول جغرافيا نهر‬ ‫دجلة تنطلق من قاعدة الشيطان(‬

‫أليسو ) وتتقدم نحو سد املوصل لتحوله‬ ‫اىل معلم ترايث‪ ،‬ومنه اىل صالح الدين‬ ‫معقل صدام حسني الذي هدد قبل‬ ‫عقود برضب السدود الرتكية بالصواريخ‪،‬‬ ‫ثم اىل بغداد لتدمري حصونها‪ ،‬وقتل‬ ‫شعبها عطشا‪.‬لكن الالفت إن جيوش‬ ‫العطش العثامنية الجديدة إلتفت حول‬ ‫العاصمة‪ ،‬وتوغلت يف مناطق نفوذ‬ ‫األتراك السابقة جنوب العراق حيث‬ ‫واسط التي جرت فيها معركة شهرية بني‬ ‫القوات الرتكية املنهزمة وقوات بريطانيا‬ ‫العظمى مطلع القرن العرشين‪ ،‬ومنها‬ ‫اىل ميسان والنارصية موطن إبراهيم‬ ‫الخليل‪ ،‬وثم البرصة املدينة املنكوبة‬

‫بالنفط والحر واألزبال والعطش‬ ‫والحروب العشائرية واملخدرات‬ ‫والجرمية وتدخالت دول الجوار البغيض‬ ‫لتحول العراق اىل صحراء قاحلة وقاتلة‪.‬‬ ‫الرصاع السيايس جعل اإلرادة السياسية‬ ‫مثل ماكنة معطلة من سنوات طويلة‬ ‫والتتوفر النية إلصالحها‪ ،‬وتحول األمر‬ ‫اىل مجرد محاوالت رسمية وشعبية‬ ‫لضامن املصالح واملكاسب املالية‬ ‫والسياسية وإهامل التحديات الحقيقية‬ ‫املتمثلة بتهديدات واقعية متثلت ببناء‬ ‫السدود ومنع تدفق املياه اىل العراق‬ ‫من الحدود مع إيران وإمدادات دجلة‬ ‫من هضاب تركيا التي تحاول خزن‬

‫كميات هائلة من املياه يف السد املزمع‪.‬‬ ‫العراق يف خطر وهناك رضورة‬ ‫لإلستفادة من تجارب بعض البلدان‬ ‫كمرص التي تعاين من مشكلة بناء سد‬ ‫النهضة يف أثيوبيا ومايشكله ذلك من‬ ‫خطر خاصة وإن مرص المتتلك الكثري‬ ‫من املوارد لتاليف االرضار الناجمة عن‬ ‫السد وهي تبتكر اساليب ولديها رؤية‬ ‫ويجب اإلفادة منها كام إن دول الخليج‬ ‫الصحراوية التي تعيش برفاهية مع‬ ‫إنعدام املياه تصلح لتكون مثاال‬ ‫يف العراق األمور مختلفة لألسف‬ ‫والحلول ليست متوفرة عىل املدى‬ ‫القريب‪.‬‬

‫يف وداع دجلة‬ ‫خدعنا الجواهري حني قال يف رائعته‬ ‫التي يتغنى فيها بنهر دجلة الخالد‪:‬‬ ‫حييت سفحك عن بعد فحييني‬ ‫يادجلة الخري ياأم البساتني‬ ‫خدعنا أحمد سلامن حني غنى‬ ‫ميك يدجلة شحلو ليلك وسامرك‬ ‫كم أنت مخادعة ياوحيدة خليل حني‬ ‫تغنني منذ أربعني سنة وأنا أصدقك‪:‬‬ ‫أنا وخيل تسامرنا وحجينا‬ ‫نزهة والبدر شاهد علينا‬ ‫عىل شاطي النهر جينا بدينا‬ ‫والعذيبي تبسم عبري الورد يشتم‬ ‫آه منك أيتها اليهودية‪ ،‬يامن رسقت‬

‫قلب ناظم الغزايل‪ ،‬وكنا نسميك (سليمة‬ ‫باشا مراد) كيف كذبت علينا طوال‬ ‫هذه السنني‪ ،‬ونحن نسمع رائعتك‪:‬‬ ‫عىل شواطي دجلة مر‬ ‫يامنيتي وكت العرص‬ ‫دجلة يحترض‬ ‫دجلة الذي كان يخرتق الجسد العراقي‬ ‫من أقىص الشامل ليمر اىل الجنوب‬ ‫حامال املاء والطمى والحياة والعنفوان‬ ‫ويشع يف نفوس العراقيني بالبهجة‬ ‫واألغاين‪ ،‬ويجعلهم يتباهون عىل من‬ ‫حواليهم من شعوب بلدان إنهم ميلكون‬ ‫الرافدين العظيمني‪ ،‬وهاهام اليوم‬ ‫يجفان رويدا‪ ،‬ويتنضب فيهام الحياة‪.‬‬ ‫سندخل يف دوامة العطش واملساومات‬ ‫الرخيصة وعلينا أن نسمع من األتراك‬ ‫ملطالبهم العديدة وإبتزازهم‪ .‬فهم‬ ‫سيطلبون ماالنستطيعه‪ ،‬أو مانستطيعه‬ ‫عىل مضض‪ ،‬أو مانستطيعه لكنه‬ ‫سيعرضنا اىل مشكلة مع الضمري‪ .‬فهم‬ ‫يريدون نفطنا‪ ،‬ويريدون تنازالتنا‬ ‫السياسية‪ ،‬وأن ندخل معهم يف‬ ‫أحالف ثنائية ورباعية‪ ،‬وأن نكون‬ ‫ضمن مرشوعهم يف املنطقة‪،‬وإذن هم‬ ‫يحارصوننا باملوت والخوف والعطش‬ ‫املمض‪.‬‬ ‫دجلة يحترض‪ ،‬وسياسيونا الهون‬ ‫بالفساد والرسقات والسفر‪ ،‬تركوا‬ ‫بلدهم نهبا ملطامع الجوار‪ ،‬وظهروا‬ ‫مبظهر الجواسيس والعمالء الأكرث‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫نرش موقع محطة «‪»BBC‬‬ ‫قسم اللغة العربية اليوم‬ ‫الجمعة حـــوارا بــن ملكة جامل‬ ‫العراق التي تزور إرسائيل حاليا وبني‬ ‫صديقتها ملكة جامل إرسائيل‪.‬‬ ‫وإضطرت أرسة ملكة جامل العراق‬ ‫لعام ‪ 2017‬سارة عيدان إىل الفرار‬ ‫من وطنها بعد تلقيها تهديدات‬ ‫بالقتل بسبب صــورة إنستاغرام‬ ‫البنتهم مع ملكة جامل إرسائيل‪.‬‬ ‫زارت سارة إرسائيل قبل أيام‪ ،‬وال‬ ‫تربط بلدها العراق أي عالقات‬ ‫دبلوماسية مع إرسائيل‪.‬‬ ‫وقالت سارة يف ترصيحات للتلفزيون‬ ‫اإلرسائييل إنها ال تعتقد أن العراق‬ ‫وإرسائيل عدوان‪ ،‬بل حكومتيهام‪.‬‬ ‫سارة عيدان ملكت جامل العراق‬ ‫لعام ‪ 2017‬رسدت تفاصيل مغادرة‬ ‫ارستها للعراق بالقول‪ :‬تلقيت انا‬ ‫وارسيت تهديدات بالقتل‪ ،‬وقد‬ ‫اضطرت االرسة مغادرة البالد‪.‬‬ ‫وتقول سارة أيضا «كنت خائفة جدا‬ ‫جدا لكني مل ازرهم»‪ ،‬أي ارستها يف‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫وطــالــب املــســؤولــون عــى تنظيم‬ ‫مسابقة ملكة جامل العراق من‬ ‫«عيدان» ان إزالة صورة تجمعها مع‬

‫بحوار ثنائي ‪..‬‬ ‫فييل ‪ /‬سندس مريزا‬

‫ملكة جامل إرسائيل اال انها رفضت‪.‬‬ ‫وتضع عيدان صورة «سيلفي» لها‬ ‫مع ملكة جامل إرسائيل عىل موقع‬ ‫«انستغرام»‪.‬‬ ‫وأثــارت تلك الصورة عاصفة من‬ ‫الجدل دفعت ارسة «عيدان» اىل‬ ‫الفرار من بالدها‪.‬‬ ‫وتقول ســارة انها وملكة جامل‬ ‫إرسائيل التقيا خالل مسابقة ملكة‬ ‫جامل الكون اللتقاط صورة جامعية‪،‬‬ ‫مضيفة «بدأنا نتحدث اخربتني انها‬ ‫كانت خائفة من االقــراب مني‪،‬‬ ‫وقلت لها بسبب بلدينا» ؟‬ ‫وتقول ملكة جامل إرسائيل‪ :‬كنت‬ ‫اخىش الحديث معها ألنني مل اكن‬ ‫اعرف ماذا سيكون ردة فعلها‬ ‫عيدان‪ :‬قلت لها ال ينبغي ان تكون‬ ‫هناك مشكلة ألننا سفريتان للسالم‬ ‫مكلة جامل إرسائيل‪ :‬لذلك قررنا‬ ‫ان نلتقط هذه الصورة‪ ،‬واصبحنا‬ ‫صديقتني نريد ان يعرف الجميع‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة اليهودية االمريكية‬ ‫املنارصة إلرسائيل دعت «عيدان»‬ ‫لزيارة إرسائيل لتلقي مع صديقتها‬ ‫بعد ستة اشهر من لقائهام األول‪.‬‬

‫ملكة جمال إسرائيل كنت اخشاها‪..‬‬ ‫نظريتها العراقية هكذا طمأنتها‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬

‫نتيجة غير متوقعة خالل‬ ‫‪ 24‬ساعة لمول رفض دخول‬ ‫ايتام ببغداد‬ ‫فييل ‪ /‬افب ‪ /‬محمد جامل‬

‫أثارت قضية منع إدارة «مول‬ ‫املنصور» يف بغداد دخول‬ ‫مجموعة من األيتام بصحبة فريق‬ ‫خريي مبناسبة عيد الفطر‪ ،‬السبت‪،‬‬ ‫موجة استياء وغضب عارمة رافقتها‬ ‫حملة ملقاطعة أحد أبرز املراكز‬ ‫التجارية يف العاصمة‪.‬‬ ‫وشن ناشطون حملة مقاطعة عىل‬ ‫مواقع التواصل االجتامعي بعد فيديو‬ ‫نرشه الفريق الخريي أمام سياج املول‬ ‫انترش مثل النار بالهشيم‪.‬‬ ‫وما زال هاشتاغ ‪#‬مقاطع_مول_‬ ‫املنصور متصدراً يف تويرت بأكرث من‬ ‫‪ 15‬ألف تغريدة‪ ،‬كام انخفض تقييم‬ ‫الصفحة الرسمية ملول املنصور من أكرث‬ ‫من خمس نجوم إىل أقل من نجمتني‬ ‫بعد ورود أكرث من ‪ 20‬ألف تقييم‬ ‫بنجمة واحدة خالل ‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫وأكد فريق منظمة «رحامء بينهم»‬ ‫يف رشيط فيديو نرشه عىل صفحتهم‬ ‫يف فيسبوك‪ ،‬من أمام «مول املنصور»‬ ‫قائ ًال إن اإلدارة «تعرتض ويستنكف‬ ‫إدخالهم‪ ،‬لكن ما هو السبب؟ ال أحد‬ ‫يعرف؟»‪.‬‬ ‫وأشار إىل أن غالبية األيتام فقدوا‬ ‫ذويهم يف أعامل عنف خالل األعوام‬ ‫األخرية‪.‬‬ ‫وأضاف أنه «يتيم‪ ..‬مباذا يختلف‪ ،‬ال‬ ‫أعرف السبب‪ ..‬عىل كل سنبحث عن‬ ‫مول آخر‪ ،‬وال مننعهم من هذه الفرحة‬

‫ونكمل املرشوع»‪.‬‬ ‫وأظهر الفيديو ‪ 15‬طف ًال تحت أشعة‬ ‫الشمس الحارقة التي تجاوزت ‪40‬‬ ‫درجة مئوية وهم يقفون إىل جانب‬ ‫السياج الخارجي‪.‬‬ ‫وقال املنسق اإلعالمي للمنظمة‬ ‫إبراهيم طه إن «مدير املول رفض‬ ‫استقبال األيتام رغم أننا حجزنا مطعام‬ ‫ودفعنا املال»‪.‬‬ ‫وأضاف «أبلغونا أن املدير يقول إنكم‬ ‫تسببون إرباكا للمول واملطعم»‪.‬‬ ‫وتابع «قلنا له‪ :‬إذا جئنا مع أطفالنا‬ ‫وأقاربنا وبلغ عددنا ‪ 25‬هل سرتفضون‬ ‫استقبالنا؟ لكنه مل يجب»‪.‬‬ ‫وبررت إدارة املول يف بيان ما جرى‬ ‫وأكدت أن «أفراد حامية املول طلبوا‬ ‫من فريق املنظمة االنتظار يف مرآب‬ ‫املول لحني توفري مكان يف املطعم‬ ‫وكذلك األلعاب للفريق بهدف تسهيل‬ ‫دخولهم وتوفري أقىص درجات الراحة‬ ‫لأليتام األحبة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬بعد هذا الطلب الطبيعي‬ ‫جداً ويجري تقدميه مع كل املنظامت‬ ‫الراغبة بزيارة مول املنصور‪ ،‬فوجئنا‬ ‫بقيام أفراد منظمة األيتام بتصوير‬ ‫مقطع فيديو تم فيه االدعاء بحصول‬ ‫طرد لأليتام من املول ورفض استقبالهم‪،‬‬ ‫وهو ما ننفيه جملة وتفصي ًال»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬نؤكد هنا أن إجراء االنتظار‬ ‫طبيعي‪ ،‬وتم إبالغ جميع املنظامت‬

‫اإلنسانية بأن يتصلوا بإدارة مول‬ ‫املنصور قبل مجيئهم لتوفري مكان‬ ‫لأليتام األعزاء وتفريغ األلعاب لهم‬ ‫خصيصاً منعاً من اإلحراج مع رواد مول‬ ‫املنصور األعزاء يف أيام رمضان واألعياد‬ ‫والعطل بسبب كثافة الزائرين»‪.‬‬ ‫لكن هذا التربير مل يجد له طريقاً‬ ‫أمام الغضب الشعبي الذي انعكس‬ ‫يف الحملة التي أصبحت يف تزايد يف‬ ‫عدد املشاركني يف نرش تغريدات حملة‬ ‫املقاطعة‪.‬‬ ‫وقال يارس الصفار «لوال تضحيات آباء‬ ‫هؤالء األيتام لكن هذا املول اليوم يدار‬ ‫من قبل داعش‪ ..‬جشع إدارة املول‬ ‫طغى عىل التعامل بإنسانية»‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬رأى حكيم خرض الشبيل‬ ‫أن «اإلنسان الرشيف ال يدخل للمول‬ ‫إال بعد تقديم اعتذار لأليتام وتقديهم‬ ‫الهدايا لهم‪ ،‬بدل اإلهانة التي لحقت‬ ‫بهم»‪.‬‬ ‫وشدد عىل أنه «إذا مل يحصل هذا‬ ‫االعتذار فإنه من العار عىل كل عراقي‬ ‫يدخل املول»‪.‬‬ ‫ويعد «مول املنصور» أول مجمع‬ ‫للتسوق يف بغداد وتم افتتاحه يف أيار‪/‬‬ ‫مايو ‪ 2013‬بكلفة ‪ 35‬مليون دوالر‬ ‫ويتكون من أربعة طوابق ويضم‬ ‫أكرث من ‪ 170‬مح ًال مع عدة عالمات‬ ‫تجارية‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫السالم والعراقيات الحسناوات في اعتى مواقع داعش‬

‫أدت العائالت‬ ‫املسيحية التي عادت‬ ‫بعد تحرير مدينتها‬ ‫األقدم يف العراق‪،‬‬ ‫من سيطرة تنظيم‬ ‫«داعش» اإلرهابي‪،‬‬ ‫صلواتها يف قداس‬ ‫أقيم للسالم داخل‬ ‫كنيسة زينتها‬ ‫خطوات الفتيات بعد‬ ‫أن كان مرورهن هنا‬ ‫مستحيال بالجينز‬ ‫والتنورات القصرية‪،‬‬ ‫والشعر املتطائر‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫ودقت أجراس الكنائس‬ ‫يف منطقة سهل نينوى‪،‬‬ ‫شامل العراق‪ ،‬الواقعة شامل‬ ‫غريب املوصل‪ ،‬مركز املحافظة‪،‬‬ ‫أمال وسالما لحياة جديدة خالية‬ ‫من العنف واإلبادة‪ ،‬ورغبة يف‬ ‫التعايش مع باقي املكونات مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬دون تهجري قرسي أو تخيري‬ ‫ما بني ترك دينها واعتناق أخر‬ ‫تحت رشوط وجزية وذبح مثلام‬ ‫طبق «داعش» أبان سطوته التي‬ ‫دحرت عىل يد القوات العراقية‬ ‫أواخر أغسطس‪/‬آب العام املايض‪.‬‬ ‫واقيم القداس يف بلدة بغديدا‬ ‫الرسيانية «عىل بعد نحو ‪ 32‬كم‬ ‫جنوب رشق مدينة املوصل»‪،‬‬ ‫بحضور العرشات من عائالت‬ ‫املكون املسيحي‪ ،‬بتنظيم ودعوة‬ ‫مجموعة من الناشطني من سهل‬ ‫نينوى‪ ،‬بينهم شباب وفتيات من‬ ‫املسلمني‪ .‬يف مبادرة منهم إىل‬ ‫أهمية التواصل االجتامعي يف‬ ‫تعزيز السالم بني املكونات بعد‬ ‫ما شهدته من محوالت للتفرقة‬ ‫عىل يد «داعش» اإلرهايب عند‬ ‫اجتياحه لنينوى يف منتصف عام‬ ‫‪.2014‬‬

‫وأقيم القداس‪ ،‬يف كنيسة «مار‬ ‫بهنام وسارة»‪ ،‬يف البلدة‪ ،‬والتي‬ ‫بانت عليها أثار الدمار واألعرية‬ ‫النارية وشظايا املتفجرات‬ ‫واملفخخات التي كان تنظيم‬ ‫«داعش» اإلرهايب يستخدمها يف‬ ‫تشويه وتدمري الكنائس واملراقد‬ ‫بشكل عام وليس وحدها الخاصة‬ ‫باملكون املسيحي‪.‬‬ ‫وجمع الناشطون الذين دعوا إىل‬ ‫إقامة القداس‪ ،‬تربعات من املال‬ ‫لتقدميها للعائالت من املكون‬ ‫املسيحي يك يتسنى للتي مل تعد‬ ‫بعد حتى اآلن إثر الدمار الذي‬ ‫طال بيوتها إثر سطوة «داعش»‬

‫لدينا العائالت من‬ ‫ناحية باطنايا‪ ،‬لم‬ ‫تعد بعد كون املنطقة‬ ‫منكوبة بنسبة ‪%99‬‬ ‫إثر سيطرة تنظيم‬ ‫«داعش» اإلرهابي‬ ‫عليها‪،‬‬

‫وجرامئه خالل السنوات املاضية‪،‬‬ ‫أن ترجع وترمم دورها والعيش‬ ‫مرة أخرى يف سهل نينوى‪.‬‬ ‫وتأنق فتيات ونساء املكون‬ ‫الثياب‬ ‫بأجمل‬ ‫املسيحي‬ ‫وترسيحات الشعر البسيطة‪ ،‬يف‬ ‫حضورهن للقداس‪ ،‬مبالبس كان‬ ‫يحرمها «داعش» ومينعها ويعدم‬ ‫من ترتديها كونها تعترب خارجة‬ ‫عن تعليامته التي شدد فيها عىل‬ ‫تنقب النسوة ومنع خروجهن‬ ‫دون طبقات الخامر كافتها من‬ ‫أقرصها املغطية للوجه إىل الثوب‬ ‫الخايف ألصابع القدمني‪.‬‬ ‫وكشف مستشار محافظ نينوى‬ ‫لشؤون املسيحيني ومدير زراعة‬ ‫املحافظة‪ ،‬دريد زوما حكمت‪،‬‬ ‫عن عدد العائالت من املكون‬ ‫املسيحي‪ ،‬التي عادت إىل املوصل‬ ‫«مركز محافظة نينوى‪ ،‬شاميل‬ ‫بغداد»‪ ،‬يرتاوح بني (‪،)170-160‬‬ ‫ومعظمها يف الساحل األيرس من‬ ‫املدينة‪ ،‬وعدد بسيط من العائالت‬ ‫عادت إىل الساحل األمين‪.‬‬ ‫وأضاف زوما‪ ،‬يف سهل نينوى‬ ‫«شامل غرب املوصل»‪ ،‬عادت‬ ‫أغلب العائالت‪ ،‬مثال لدينا يف‬

‫قضاء الحمدانية (يقع جنوب‬ ‫رشق مدينة املوصل وتسكنه‬ ‫غالبية رسيانية)‪ ،‬عاد إليها نحو‬ ‫‪ 25‬ألف نسمة‪ ،‬وكذلك يف مناطق‬ ‫«برطلة‪ ،‬وكرمليس‪ ،‬وبعشيقة»‬ ‫شامل البالد‪.‬‬ ‫وتابع‪ ،‬لدينا عدد كبري من‬ ‫العائالت عادت إىل قضاء تلسقف‬ ‫(بلدة عراقية تقع شامل مدينة‬ ‫املوصل مبسافة ‪ 30‬كيلو مرت)‪،‬‬ ‫ومازالت لدينا العائالت من ناحية‬ ‫باطنايا‪ ،‬مل تعد بعد كون املنطقة‬ ‫منكوبة بنسبة ‪ 99%‬إثر سيطرة‬ ‫تنظيم «داعش» اإلرهايب عليها‪،‬‬ ‫يف وقت سابق‪ ،‬ومل يعد إىل ناحية‬ ‫باطنايا‪ ،‬أحد‪ ،‬وكذلك إىل مناطق‬ ‫تابعة للحمدانية‪ ،‬بسبب حرق‬ ‫دورهم من قبل تنظيم «داعش»‬ ‫اإلرهايب‪.‬‬ ‫وأكمل زوما‪ ،‬أما الذين مل يعودوا‬ ‫حتى اآلن بسبب دورهم املحرتقة‪،‬‬ ‫بحدود (‪ )2000‬عائلة‪ ،‬كام تعرفني‬ ‫أن الدار املحرتق ال يرمم بسهولة‪،‬‬ ‫أما بقية املنازل املترضرة واملدمرة‪،‬‬ ‫تم إعادة ترميمها وبنائها من قبل‬ ‫الكنائس‪ ،‬مببالغ بسيطة‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أن بحدود (‪ )500-400‬عائلة‬

‫مازالت نازحة‪ ،‬تتواجد يف مناطق‬ ‫إقليم كوردستان‪ ،‬والعاصمة‪،‬‬ ‫بغداد‪ ،‬وعدم رجوعها ألسباب‬ ‫خاصة جدا ومنها التي مل تعد‬ ‫بسبب دورها املحرتقة‪.‬‬ ‫محافظ‬ ‫مستشار‬ ‫وأختتم‬ ‫نينوى لشؤون املسيحيني‪ ،‬أن‬ ‫عدد العائالت التي عادت إىل‬ ‫املناطق املحررة من سهل نينوى‪،‬‬ ‫واملحافظة‪ ،‬ومركزها املوصل‪،‬‬ ‫تناقص بالهجرة‪ ،‬مثال يف قضاء‬ ‫الحمدانية كان لدينا ‪ 25‬ألف‬ ‫شخص قبل دخول «داعش»‬ ‫منتصف عام ‪ ،2014‬ومن عاد‬ ‫من هذا العدد‪ ،‬بحدود ‪ 27‬ألف‬

‫شخص‪ ،‬أما البقية غادروا البلد‪،‬‬ ‫عدا الذين كام ذكرت يف إقليم‬ ‫كوردستان ال يستطيعون العودة‬ ‫بسبب دورهم املحرتقة‪.‬‬ ‫وكان تنظيم «داعش» اإلرهايب‪،‬‬ ‫قد خري العائالت املسيحية يف سهل‬ ‫نينوى‪ ،‬وباقي مناطق املحافظة‬ ‫ومركزها املوصل‪ ،‬يف الشهر األول‬ ‫من استيالئه عىل املدينة التي‬ ‫تعترب ثاين أكرب مدن العراق سكانا‬ ‫بعد العاصمة بغداد‪ ،‬ما بني‬ ‫اعتناق الدين اإلسالمي‪ ،‬أو دفع‬ ‫الجزية‪ ،‬أو املغادرة مع مصادرة‬ ‫أموالهم وممتلكاتهم جميعها‪.‬‬ ‫‪Sputnik‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬

‫أحالم‬

‫تدلي‬ ‫باعترافات‬ ‫خطيرة‬ ‫عما تخفيه‬ ‫زميالتها‬ ‫تحت ثيابهن‬

‫أدلت إحدى أخطر‬ ‫نساء تنظيم داعش‬ ‫باعترافات أثناء‬ ‫التحقيق معها‬ ‫بعد اعتقالها على‬ ‫يد قوات الجيش‬ ‫العراقي‪ ،‬أثناء‬ ‫عمليات «قادمون يا‬ ‫نينوى»‪.‬‬ ‫رويرتز‬

‫وحسب التسجيل املصور الذي عرضته‬ ‫سبوتنيك‪ ،‬فإن الداعشية املدعوة «أحالم‬ ‫محسن»‪ ،‬التي تعترب مجرمة من الطراز‬ ‫األول يف جنوب املوصل‪ ،‬مركز محافظة‬ ‫نينوى‪ ،‬شاميل بغداد‪ ،‬تديل باعرتافاتها‬ ‫وخططها‪ ،‬أثناء التحقيق‪.‬‬ ‫واعرتفت الداعشية بعد أن نطقت اسمها‬ ‫«أحالم محسن»‪ ،‬بأنها كانت تعمل‬ ‫ضمن ما يسمى بـ»ديوان الحسبة»‪،‬‬ ‫الذي أسسه تنظيم «داعش» ملعاقبة‬ ‫ومالحقة النساء املخالفات لقراراتهم‬ ‫الجائرة والسافكة للدماء والقامئة عىل‬ ‫التعذيب واإلعدامات‪.‬‬ ‫وذكرت «أحالم» أنها نزحت مع العائالت‬ ‫أثناء تقدم القوات العراقية لتحرير‬ ‫جنوب املوصل‪ ،‬حيث تنحدر هي من‬ ‫قرية الحود التابعة لناحية القيارة‬ ‫جنويب املوصل‪ ،‬يف متوز العام املايض‪،‬‬ ‫وألقي القبض عليها أثناء التفتيش عن‬ ‫اإلرهابيني واإلرهابيات الخطريات‪ ،‬من‬ ‫قبل قوات الجيش العراقي‪.‬‬ ‫وأفادت «أحالم» بأسامء إخوانها وأبناء‬ ‫عمومتها‪ ،‬الذين كانوا جميعهم من‬ ‫القادة واملقاتلني بتنظيم «داعش»‬ ‫اإلرهايب‪ ،‬وهم‪ :‬أخوها سامي وابنا عمها‬ ‫عزيز وعبد الله‪ ،‬و»نسيبها» أي زوج‬ ‫ابنتها يدعى إبراهيم‪ ،‬وآخر اسمه فالح‪.‬‬ ‫وبقيت أحالم عىل تواصل مع أوالد‬ ‫عمومتها وأشقائها وأزواج بناتها وحتى‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬ ‫مع ابنها‪ ،‬الذي كان هو اآلخر مقاتال يف‬ ‫التنظيم‪ ،‬حتى وهي نازحة‪ ،‬ومتكنت‬ ‫من أخذ «رشائح ميموري» أو ما تعرف‬ ‫محليا يف العراق بـ»رامات» خاصة‬ ‫بخطط التنظيم وأعامله اإلجرامية‪.‬‬ ‫وخالل التحقيق‪ ،‬أدلت أحالم بأنها مل‬ ‫تستطع أن تنقل معها املال أثناء النزوح‬ ‫لتمويل عنارص وقادة التنظيم به‪ ،‬قائلة‬ ‫«لو كنت باقية ومل اعتقل كنت قد‬ ‫حصلت عىل األموال وبطريقتي كنت‬ ‫سأقوم بإيصالها إىل العنارص بالتنظيم‬ ‫يف قرية الحود»‪ ،‬لكن هناك نساء من‬ ‫التنظيم‪ ،‬وخاصة من ديوان الحسبة‪،‬‬ ‫وأمهات العنارص واملقاتلني الذين قتلوا‬ ‫يف العمليات‪ ،‬يحتمل أنهن قمن بنقل‬ ‫األموال معهن للتمويل‪.‬‬ ‫وعن األشخاص الذين كانت تريد‬ ‫متويلهم يف الحود‪ ،‬من موقعها يف‬ ‫مخيامت النزوح‪ ،‬أكدت «أحالم» بأنها‬ ‫ألبني عمها وهام قياديان بارزان يف‬ ‫التنظيم‪ ،‬األول يدعى «عبد العزيز‬ ‫الحسن»‪ ،‬والثاين «عبد الحسني البوعيل»‬ ‫يف قرية الحود‪.‬‬ ‫وبينت «أحالم» ان الهدف األسايس من‬ ‫إرسال األموال لتصنيع العبوات الناسفة‬ ‫واألحزمة الناسفة واألسلحة‪.‬‬ ‫وتكمل «أحالم» بأنها وباقي نساء‬ ‫التنظيم مل يتمكن من نقل أسلحة كامتة‬ ‫تحت ثيابهن أثناء تسللهن وتخفيهن‬ ‫بني العائالت النازحة‪ ،‬وكذلك باقي أنواع‬ ‫األسلحة ألن عنارص «داعش» كانوا‬ ‫يحتاجونها يف مواجهة القوات العراقية‪.‬‬

‫ولفتت الداعشية «أحالم» يف أخر دقيقة‬ ‫من التسجيل املصور‪ ،‬التي متلك أربعة‬ ‫إخوان يف قيادة تنظيم «داعش» وابنا‬ ‫قتل خالل العمليات يف منطقة الشورة‬ ‫جنويب املوصل أيضاً‪ ،‬إىل أن اعتامد‬ ‫«داعش» عىل السيارات املفخخة‬ ‫واألحزمة الناسفة يف عملياته‪ ،‬أما‬ ‫األسلحة مثل الرشاشات والقذائف كانوا‬ ‫يرمونها ويذهبون‪.‬‬ ‫ويقول مصدر أمني‪ ،‬وهو من منتسبي‬ ‫األجهزة األمنية بناحية القيارة‪« ،‬شاهدت‬ ‫«الداعشية أحالم»‪ ،‬ملرة واحدة يف حيايت‪،‬‬ ‫عام ‪ ،2006‬عندما داهمنا منزل أرستها‬ ‫بسبب عملية إرهابية نفذها أحد‬ ‫أشقائها يف املوصل‪.‬‬ ‫وخالل التحقيق‪ ،‬متسكت أحالم بفكرها‬ ‫املتطرف ومجدت بتنظيم «داعش» رغم‬ ‫املجازر والهالك الذي تسبب به ألهايل‬

‫« لو كنت باقية‬ ‫ولم اعتقل كنت قد‬ ‫حصلت على األموال‬ ‫وبطريقتي كنت‬ ‫سأقوم بإيصالها‬ ‫إلى العناصر‬ ‫بالتنظيم في قرية‬ ‫الحود «‬

‫املوصل والقيارة وباقي املدن‪ ،‬التي‬ ‫استوىل عليها يف شامل وغرب العراق‬ ‫وسوريا املجاورة‪ ،‬حتى إنها توعدت‬ ‫القوات باالنتقام وكأنها لن تنال جزاءها‬ ‫القضايئ‪.‬‬ ‫واعرتفت «أحالم» أنها ساعدت‬ ‫«داعش»‪ ،‬قبل سقوط املوصل يف إيصال‬ ‫وجمع املعلومات له عن املنتسبني‬ ‫يف الرشطة والضباط يف قرية الحود‪،‬‬ ‫ومنحته أسامءهم‪ ،‬وعناوين منازلهم‬ ‫العتقالهم وتعذيبهم وإعدامهم‬ ‫باعتبارهم يشكلون خطرا عىل التنظيم‬ ‫إما باالنتفاض عليه أو التآمر ضده‪.‬‬ ‫زوجها مل يسلم من حقدها عىل األجهزة‬ ‫األمنية‪ ،‬فقد كان منتسبا يف سلك‬ ‫الرشطة سابقاً قبل احتالل التنظيم‬ ‫للمدينة‪ ،‬وألنه مل يبايع معها «داعش»‪،‬‬ ‫تركته وهربت إىل املوصل مع بناتها‬ ‫وابنها عند بدء عمليات تحرير القيارة‬ ‫يف آب ‪.2016‬‬ ‫وطاملا تبجحت أحالم‪ ،‬يف الكثري من‬ ‫املناسبات العائلية‪ ،‬وتكلمت عام تسميه‬ ‫بـ»بطوالت الدواعش» أمام أقربائها من‬ ‫ذوي زوجها — الذين كانوا يجهلون‬ ‫انتامئها لهذا التنظيم املجرم‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫نفسه يف املدة التي سبقت احتالل‬ ‫«داعش» للموصل‪ ،‬كانت تتلقى دورات‬ ‫يف أصول الدين يف قرية الزاوية‪.‬‬ ‫وأعلنت أحالم وهي من عائلة فقرية‪،‬‬ ‫والدها عسكري متقاعد‪ ،‬ولها أربعة‬ ‫أشقاء وأربع شقيقات‪ ،‬بيعتها يف العارش‬

‫من حزيران ‪.2014‬‬ ‫وقالت إنها استمرت بالعمل مع تنظيم‬ ‫«داعش»‪ ،‬يف إعداد الطعام لعنارصه‬ ‫وقادته يف منزلها‪ .‬وحصلت عىل ترقية‬ ‫مبنحها عضوية ما يسمى بـ»ديوان‬ ‫الحسبة» وديوان األمن واملعلومات‬ ‫ومن خالله قامت بالشكوى عىل الكثري‬ ‫من أهايل قرية الحود‪ ،‬ومنهم عائلة‬ ‫شخص معروف يدعى غالب أحمد‬ ‫وأوالده حتى وصل الحال بهم إىل ترك‬ ‫منزلهم والهرب بأعجوبة إىل كركوك‪،‬‬ ‫شامل بغداد‪.‬‬ ‫وبسببها اعتقل تنظيم «داعش» مئات‬ ‫املدنيني من الحود وقرى جنوب‬ ‫املوصل‪ ،‬بعدما اتهمتهم بالعاملة للدولة‬ ‫العراقية‪ ،‬وتحديد إحداثيات مواقع‬ ‫التنظيم لطريان التحالف الدويل ضد‬ ‫اإلرهاب ليقصفها‪.‬‬ ‫وأدلت «أحالم» خالل التحقيق‪ ،‬عن‬ ‫أماكن مقابر جامعية لضحايا تنظيم‬ ‫«داعش» بحق منتسبي األمن واملدنيني‬ ‫من جنوب املوصل‪ ،‬الذين اشتكت‬ ‫عليهم واتهمتهم بالتآمر عىل التنظيم‪.‬‬ ‫ومل تكشف عددهم ألنها ال تتذكر‬ ‫بسبب كرثتهم‪ ،‬لكنها ذكرت شخصيتني‬ ‫بارزتني تم قتلهام‪ ،‬هام «أبو صفوك‬ ‫مختار قرية الحود» والعقيد منعم‬ ‫عبد الله جاسم الجبوري‪ ،‬مدير الرشطة‬ ‫والدوريات والنجدة يف محافظة نينوى‬ ‫سابقا‪ ،‬عىل يد أخيها «محمد» يف شهر‬ ‫آب ‪.2012‬‬ ‫ومل يدم حال طغيان «أحالم» طوي ًال‪،‬‬

‫هي واحدة من العديدات‬ ‫اللواتي اخترن هذا‬ ‫الطريق مع «داعش»‬ ‫واستعرضن ما لديهن‬ ‫من قدرة على تعذيب‬ ‫النساء ومالحقتهن‪،‬‬ ‫وقتل أزواجهن واختطاف‬ ‫أطفالهن وتجنيدهم‬ ‫لعمليات إرهابية‪.‬‬

‫حتى ثار أهايل قريتي الحود‪ ،‬واللزاكة‪،‬‬ ‫وانتفضوا عىل «داعش»‪ ،‬وقتلوا شقيقها‬ ‫«محمد»‪ ،‬الحال الذي دفعها للهرب‬ ‫نحو املوصل عندما كانت تحت سطوة‬ ‫التنظيم‪ ،‬مع باقي أخوتها وبناتها‬ ‫الصغار‪ ،‬وتركت زوجها‪.‬‬ ‫وكان ينتظرها يف املوصل‪ ،‬حدث قصم‬ ‫ظهرها‪ ،‬وهو مقتل ابنها وحيدها‬ ‫«حسن» الذي جندته معها بالتنظيم‪،‬‬ ‫برضبة لطريان التحالف الدويل ضد‬ ‫اإلرهاب يف حي الشهداء أوىل أحياء‬ ‫الساحل األمين للمدينة‪.‬‬ ‫واستمرت أحالم‪ ،‬بإطالق التهديدات‬ ‫متوعدة أهايل جنوب املوصل بالعقاب‬ ‫عىل قتل أخيها عىل يد املنتفضني الذي‬ ‫كان لهم الفضل يف تحرير قريتهم‬ ‫بالكامل دون مشاركة للقوات العراقية‪.‬‬ ‫وأثناء محاولتها التسلل للهرب بني‬ ‫النازحني من املدينة القدمية للموصل‪،‬‬

‫كانت شبكة من املنتسبني والضباط‪،‬‬ ‫شكلوا خصيصاً ملراقبة تحركات أحالم‬ ‫وأشقائها‪ ،‬إىل أن تم إلقاء القبض عليها‬ ‫مع أخيها الداعيش «سامي» الذي‬ ‫نصبه التنظيم مختاراً لقرية الحود بدل‬ ‫املختار فواز عبد العزيز وكاع الجبوري‬ ‫الذي قتله «الدواعش»‪.‬‬ ‫ويقول املصدر إن القوات العراقية‬ ‫اعتقلتها عىل الجرس الرابط بني الساحلني‬ ‫األمين واأليرس للموصل‪ ،‬تحديدا قرب‬ ‫فندق أوبروي الشهري‪ ،‬مع أخيها‬ ‫الداعيش‪ ،‬أثناء عمليات إجالء املدنيني‬ ‫من املدينة القدمية‪ ،‬ومتت إحالتهام إىل‬ ‫التحقيق والقضاء لتنال جزاءها‪.‬‬ ‫ومحيت مالمح الجامل من وجه أحالم‪،‬‬ ‫وما أصبحت عليه اآلن‪ ،‬امرأة رشيرة‬ ‫جداً عن التقدم يف العنف والعمر‬ ‫سوية‪ ،‬وهي واحدة من العديدات‬ ‫اللوايت اخرتن هذا الطريق مع «داعش»‬ ‫واستعرضن ما لديهن من قدرة عىل‬ ‫تعذيب النساء ومالحقتهن عىل أبسط‬ ‫األمور الشخصية الخاصة بالنقاب‪،‬‬ ‫وقتل أزواجهن واختطاف أطفالهن‬ ‫وتجنيدهم لعمليات إرهابية ولجيل‬ ‫متطرف كقنبلة موقوتة للمستقبل‪.‬‬ ‫وأعلن رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬القائد‬ ‫العام للقوات املسلحة‪ ،‬حيدر العبادي‪،‬‬ ‫بيان النرص يف املوصل وتحريرها بالكامل‬ ‫من سيطرة تنظيم داعش يف ‪ 10‬متوز ‪،‬‬ ‫بعد قتال بدأ من ‪ 17‬ترشين األول من‬ ‫العام املايض‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬

‫مونديال ‪. . . 2018‬‬ ‫في العراق كل الوسائل متاحة للتشجيع بأقل تكلفة ممكنة‬

‫ال تنافس شعبية كرة القدم يف‬ ‫العراق أي رياضة أخرى‪ ،‬ومع‬ ‫الحدث األبرز عامليا املتمثل بكأس‬ ‫العامل ‪ 2018‬يف روسيا‪ ،‬يضع مشجعو‬ ‫اللعبة هدفا واحدا نصب أعينهم‪:‬‬ ‫املشاركة يف الحدث بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬ ‫من القنوات املقرصنة إىل ارتياد‬ ‫املقاهي‪ ،‬مرورا برشاء القمصان املزيفة‬ ‫للمنتخبات بأسعار زهيدة‪ ...‬كله متاح‬ ‫يف بلد تنهكه البطالة والفقر‪.‬‬ ‫كان حسن السيد يدرك جيدا أن املقهى‬ ‫الذي يديره يف وسط العاصمة العراقية‪،‬‬ ‫سيشهد تظاهرة شبابية ملشاهدة‬ ‫مونديال روسيا‪ ،‬إذ أن غالبية العراقيني‬ ‫عاجزة عن دفع رسوم االشرتاك‬ ‫بالقنوات املشفرة‪.‬‬ ‫بعد توسعة املقهى‪ ،‬نصب السيد (‪40‬‬ ‫عاما) شاشة عرض كبرية داخل املكان‬ ‫الذي يطل عىل حديقة‪ ،‬ويستوعب نحو‬ ‫مئة شخص‪.‬‬ ‫يقول صاحب املقهى «تكلفة االشرتاكات‬ ‫بالقنوات املشفرة الناقلة للمباريات‬ ‫عالية‪ ،‬وقد اعتدنا عىل تجمعات‬ ‫الشباب إذ أنهم يأتون عىل مدار السنة‬ ‫ملتابعة مباريات الدوريات األوروبية»‪.‬‬ ‫وتبلغ تكلفة االشرتاك السنوي بالقناة‬ ‫الناقلة للمونديال نحو ‪ 350‬دوالرا‬ ‫يضاف إليها مبلغ اضايف خالل كأس‬ ‫العامل‪ ،‬وهو مبلغ مرتفع يف بلد يرتاوح‬

‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬

‫فيه الحد األدىن للدخل بني ‪ 400‬و‪700‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫يضيف السيد «األعداد اليوم أكرب‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬ولهذا نحرص عىل أن‬ ‫نوفر لهم فرصة املشاهدة»‪ ،‬مؤكدا‬ ‫حرصه أيضا عىل اتباع الطرق الرشعية‬ ‫يف النقل وحفظ الحقوق «عىل عكس‬ ‫آخرين»‪ ،‬يف إشارة لبعض القنوات التي‬ ‫تعتمد القرصنة‪.‬‬ ‫الوضع االقتصادي املرتدي يف البالد‬ ‫يظهر جليا بني دخان الرناجيل يف‬ ‫املقهى‪ ،‬حيث يجلس شبان يرتدون‬ ‫أزياء أندية أوروبية رغم أن البطولة‬ ‫هي للمنتخبات‪.‬‬ ‫يف يوم مباراة املنتخب املرصي ضد‬ ‫روسيا املضيفة‪ ،‬مل يخف العراقي محمد‬ ‫حسن حامسته للفراعنة ونجمهم العب‬ ‫ليفربول اإلنكليزي محمد صالح‪ .‬ولوال‬ ‫هذا املقهى‪ ،‬لتعذر عىل حسن (‪22‬‬ ‫عاما) أن يشاهد العبه املفضل نظرا‬ ‫لضيق األحوال املعيشية‪.‬‬ ‫يقول الشاب خريج كلية اإلعالم‬ ‫والعاطل عن العمل حتى اليوم «نأيت‬ ‫إىل املقهى يوميا ملشاهدة املباريات‪.‬‬ ‫السبب الرئيس هو الجانب االقتصادي‪،‬‬ ‫فأسعار بطاقات االشرتاك بباقة القناة‬ ‫الناقلة للمباريات مرتفعة»‪.‬‬ ‫مل يخف الشاب املعجب مبنتخبي‬ ‫األرجنتني وإسبانيا أيضا خيبة أمله‬ ‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪66‬‬ ‫بعدم تأهل منتخب بالده إىل مونديال‬ ‫روسيا‪ .‬وللعراق مشاركة يتيمة يف‬ ‫مونديال املكسيك ‪ ،1986‬بقيت ذكرى‬ ‫يتحرس العراقيون عىل عدم تكرارها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«نفضل املتعة» ‪-‬‬ ‫‬‫ال يختلف الحال يف بغداد عن‬ ‫املحافظات األخرى‪ .‬ففي مدينة املوصل‬ ‫الشاملية التي تحررت العام املايض‬ ‫من قبضة تنظيم الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫يلجأ الشبان هناك أيضا إىل املقاهي‬ ‫ملشاهدة املباريات‪.‬‬ ‫يقر أحمد الشامع صاحب أحد املحالت‬ ‫التي تبيع أجهزة االستقبال الخاصة‬ ‫مبباريات كأس العامل «الناس خرجوا‬ ‫لتوهم من فرتة حرب ووضعهم‬ ‫االقتصادي معقد (‪ )...‬فوجدوا ضالتهم‬ ‫يف املقاهي»‪.‬‬ ‫ويؤكد أمري موفق (‪ 21‬عاما) ان «هناك‬ ‫التكلفة أقل‪ .‬ال ندفع إال مثن ما نشرتيه‬ ‫من مرشوبات‪ ،‬ونحصل عىل املتعة‬ ‫مجانا»‪ ،‬يف مدينة كانت مشاهدة‬ ‫ومزاولة كرة القدم فيها قبل عام حراما‪،‬‬ ‫خالل حكم تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫لكن ذلك ال يعني أن الجميع مجربون‬ ‫عىل ارتياد املقاهي‪ ،‬بل منهم من‬ ‫يذهب طوعا‪ ،‬عىل غرار يوسف محمد‬ ‫الذي يفضل املقهى عىل املنزل رغم‬ ‫امتالكه جهازا لنقل املباريات‪.‬‬

‫يقول محمد العرشيني «يف البيت‬ ‫أستطيع متابعة املباريات‪ ،‬لدينا جهاز‪.‬‬ ‫لكن أفضل الحضور إىل هنا لنعيش‬ ‫أجواء حامسية»‪.‬‬ ‫لكنه مع ذلك يشري إىل أن «بعض الدول‬ ‫قامت برشاء حقوق املباريات وبثها عرب‬ ‫قناة محلية إلسعاد الناس‪ .‬ملاذا ال يقوم‬ ‫العراق بذلك؟»‪.‬‬ ‫ من الصني‪ ...‬اىل نيجرييا ‪-‬‬‫قبل زحمة املقاهي‪ ،‬للمشجعني وجهة‬ ‫أخرى أيضا‪ ،‬وهي املتاجر املتخصصة‬ ‫ببيع قمصان املنتخبات‪ ،‬والتي تشهد‬ ‫انتعاشا كبريا خالل بطوالت رياضية‬ ‫مامثلة‪.‬‬ ‫وترتكز عمليات الرشاء لبزات تحمل‬ ‫أسامء نجوم وليس منتخبات‬ ‫بالخصوص‪ ،‬كام يوضح سيد عيدان‬ ‫املوسوي (‪ 50‬عاما) الذي يدير أشهر‬ ‫متاجر البزات الرياضية يف العاصمة‬ ‫بغداد‪ .‬لكن ضعف القدرة عىل رشاء‬ ‫البزات األصلية‪ ،‬يدفع بالتجار للتوجه‬ ‫نحو البديل‪ :‬الصني‪.‬‬ ‫يقول املوسوي «نعلم جيدا أن الشباب‬ ‫يقبلون عىل ارتداء قمصان املنتخبات‬ ‫ونعمل عىل تجهيزها من الصني قبل‬ ‫ستة أشهر من انطالق املونديال»‪.‬‬ ‫ويضيف «هناك رشكات عاملية‬ ‫متخصصة بصناعة قمصان املنتخبات‪،‬‬

‫«الناس خرجوا لتوهم‬ ‫من فرتة حرب ووضعهم‬ ‫االقتصادي معقد (‪)...‬‬ ‫فوجدوا ضالتهم يف‬ ‫املقاهي» ‪،‬‬ ‫«هناك التكلفة أقل‪ .‬ال‬ ‫ندفع إال ثمن ما نشرتيه‬ ‫من مشروبات‪ ،‬ونحصل‬ ‫على املتعة مجانا»‪.‬‬

‫تقوم بإغراق األسواق مباليني القمصان‬ ‫األصلية‪ ،‬لكن أسعارها عالية تصل إىل‬ ‫تسعني دوالرا‪ .‬ما نطلبه من الصني‬ ‫نبيعه يف السوق العراقية مبا ال يتعدى‬ ‫‪ 12‬دوالرا للقميص الواحد»‪.‬‬ ‫األهم يف العراق اليوم هو التشجيع‪،‬‬ ‫املشاركة يف املتعة والحامسة بغض‬ ‫النظر عن املنتخب الذي يلعب‪.‬‬ ‫خالل مباريات املجموعات‪ ،‬التقى‬ ‫املنتخب النيجريي بنظريه االيسلندي‬ ‫يف الجولة الثانية من املجموعة الرابعة‪،‬‬ ‫وكان فوزه (‪2-‬صفر) مهام جدا لصالح‬ ‫املنتخب األرجنتيني الذي تعادل يف‬ ‫مباراته األوىل أمام سويرسا (‪)1-1‬‬ ‫وخرس الثانية أمام كرواتيا (‪3-‬صفر) يف‬ ‫املجموعة نفسها‪.‬‬ ‫يقول املوسوي «بعد فوز املنتخب‬ ‫النيجريي عىل أيسلندا‪ ،‬امتأل املتجر‬ ‫يف اليوم التايل بشبان يطلبون قميص‬ ‫نيجرييا»‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 175‬السنة الرابعة عشر ( حـزيــران ) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.