العدد التاسع والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫العراقيون وهذه الحكومة‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪179‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫تشرين االول ‪2018‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫من بائع متجول إلى نائب في برلمان كوردستان‬

‫‪10‬‬

‫عراق ما بعد االزمة‬

‫‪24‬‬

‫حين حل الجلبي أزمة السكن بست كلمات‬

‫‪36‬‬

‫تفاصيل تكشف الول مرة بعد مقتل تارة فارس والمعروفات الثالث‬

‫‪42‬‬

‫عدد الذين يعملون معي في (شفق)‪ ،‬اقل من عدد وزراء التشكيلة الوزارية‬ ‫للحكومة العراقية‪ ،‬ولكن وفقا لإلمكانيات ومجال العمل‪ ،‬من المحتمل ان نكون‬ ‫قد تحصلنا على ثقة اناس اكثر! والسبب وكما يقول احد المفكرين ان الحكام‬ ‫الذين وعدوا الناس ان يشيدوا جنة على هذه االرض انما تسببوا في الحقيقة‬ ‫بجحيم فيها!!‬ ‫ان التعلق بالسلطة وحكاية التعطش لها ال تختلف من مكان ألخر‪ ،‬ولكن في‬ ‫هذا البلد‪ ،‬عندما تتجدد الحكومات تكون اضعف من ذي قبل‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬ ‫نستطيع القول‪ :‬ان حكومة السيد عادل عبد المهدي تتشكل في عهد المطالبين‬ ‫بالحقوق ومهيجي الجماهير في الشارع؛ ومن اجل اثبات براعته وبراعة حكومته‬ ‫وتنفيذ برنامجه تم منحه مهال يومية واسبوعية وليست سنوية‪ .‬حتى وان‬ ‫استطاع ان يبتعد بسرعة الماضي فانه ليس باستطاعته ان يحصل على ثقة‬ ‫الناس بهذه الحكومة بالسرعة الكافية!‬ ‫من الواضح ان الممثلين الرئيسين للعبة السياسية في العراق ال يطلبون السلطة‬ ‫من الناس وليست هذه مشكلة المواطنين في هذا البلد لوحدهم والذين ابتعدوا‬ ‫عن حب الحكومات منذ امد بعيد‪.‬‬ ‫ان السيد الدكتور عادل عبد المهدي سبق وان حاولوا ان يجعلوه رئيسا للوزراء‪،‬‬ ‫وبذلك فان قدومه المتأخر ليس ذريعة من اجل ان يدافع عن تلك الشعارات‬ ‫المنتهية الصالحية او التي لم يعد لها سوق! فاذا كانت له ارادة تنفيذ ولو جزء‬ ‫من برنامجها الحكومي‪ ،‬فان الشعب ما زال في جعبته بارقة من االمل والعكس‬ ‫صحيح ايضا‪ ،‬ان الذي يخلق االحتجاجات دوما هو البرنامج السيء الذي يحتوي على‬ ‫وعود وشعارات لكثير من االشياء ولكنه ال يبني الثقة وااليمان بالحكومة‪ .‬لذلك‬ ‫فان مسألة تشكيل الحكومة الجديدة لها معنى مختلف في الديمقراطية الخاصة‬ ‫بهذا البلد!‬ ‫لم يكن المهم من الذي يخلف الدكتور العبادي‪ ،‬بل كان فقط اال يفوز مرة اخرى!!‬ ‫فجميع االحزاب السياسية الفائزة في االنتخابات‪ ،‬تعاونت بكل ثقلها لكي ال يعود‬ ‫العبادي لتشكيل حكومة كان برنامجها مليئا بخروقات الدستور وزرع الشقاق‬ ‫والهوة بين المكونات‪ .‬وهذا يعني ان الحكومات السابقة وعوضا عن بناء الثقة‬ ‫التي توفر قسطا من الراحة للناس‪ ،‬اثبتت انها تستطيع فقط ان تنتج اللعنات‪.‬‬ ‫ويقول المواطنون اليوم‪ :‬بدال من تقوية النفس‪ ،‬ليس من داع ليبنوا كل امالهم‬ ‫على حكومة ضعيفة حتى وان كان يترأسها الدكتور عادل‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫صفحة بيضاء ‪ ...‬ولكن !‬ ‫حسن شنكالي‬

‫بعد تكليف رئيس الوزراء الجديد‬ ‫بتشكيل الكابينة الوزارية من‬ ‫قبل رئيس الجمهورية حسب املادة ‪76‬‬ ‫من الدستور العراقي تسابقت الكتل‬ ‫السياسية الفائزة من خالل أحالفها‬ ‫بالتوافد عىل اإلقليم للتشاور مع السيد‬ ‫الرئيس مسعود البارزاين بإعتباره رمزاً‬ ‫للكورد وبطلب منهم حيث أكد سيادته‬ ‫لكل الوفود التي إستقبلها مراراً وتكراراً‬ ‫عىل املبادىء التي ينبغي تشكيل‬ ‫الحكومة الجديدة مبوجبها وهي‬ ‫الرشاكة الحقيقية يف العملية السياسية‬ ‫والتوازن يف املؤسسات اإلدارية والتوافق‬ ‫يف إتخاذ القرارات املفصلية وكرشوط‬ ‫أساسية ملشاركة الحزب الدميقراطي‬

‫الكوردستاين يف الحكومة مؤكدين عىل‬ ‫رضورة إلتزام حكومة بغداد بالحقوق‬ ‫املالية والدستورية إلقليم كوردستان‬ ‫‪ ,‬حيث طالبت كتلة اإلصالح واإلعامر‬ ‫ومن قبلها ممثلني عن كتلة البناء‬ ‫بدعم جهود رئيس الوزراء املكلف‬ ‫وفتح صفحة بيضاء بني بغداد وأربيل‬ ‫ورضورة مشاركة الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين بقوة يف الحكومة الجديدة‬ ‫بإعتباره الحزب الوحيد عىل مستوى‬ ‫العراق يحصد أكرب عدد من األصوات يف‬ ‫اإلنتخابات الترشيعية للدورة الربملانية‬ ‫الرابعة وإعادة العالقات بينهام كام‬ ‫كانت عىل سابق عهدها قبل عام ‪2014‬‬ ‫متناسني ما أفرزته أحداث السادس عرش‬

‫من أكتوبر من خالل مرسحية فرض‬ ‫سلطة القانون من إجراءات تعسفية‬ ‫بحق املواطنني األبرياء العزل وسقوط‬ ‫عدد من الشهداء ونزوح اآلالف من‬ ‫العوائل وتحجيم دور مجلس املحافظة‬ ‫املنتخب والقيام بحملة تعريب شعواء‬ ‫يف كركوك وفق آلية مدروسة يف سابقة‬ ‫خطرية خرقاً متعمداً للامدة الرابعة من‬ ‫الدستور العراقي ‪.‬‬ ‫يريدون صفحة بيضاء وال زالت‬ ‫املامرسات الشوفينية واإلستعالئية‬ ‫متارس عىل أرض الواقع ضد الكورد‬ ‫يف أروقة الحكومة العراقية من خالل‬ ‫مناقشة مرشوع املوازنة السنوية‬ ‫لعام ‪ 2019‬من قبل حكومة العبادي‬

‫املنتهية واليتها لتبقى وصمة عار‬ ‫تالحقهم اىل مزابل التأريخ غري مأسوف‬ ‫عليهم ملا إقرتفته أياديهم الخبيثة‬ ‫بحق الكورد ‪ ,‬وذلك بتخفيض حصة‬ ‫اإلقليم اىل ‪ 12,67%‬بدون وجه حق‬ ‫أو سند قانوين لعدم إجراء التعداد‬ ‫العام للسكان ومعرفة النسبة الحقيقية‬ ‫للكورد من مجموع سكان العراق‬ ‫وعدم تخصيص مبالغ لقوات البيشمركة‬ ‫األبطال بإعتبارهم جزء من منظومة‬ ‫الدفاع الوطني حسب الدستور العراقي‬ ‫غاضني النظر عن دورهم املتميز يف‬ ‫كرس شوكة اإلرهاب األعمى وتحرير‬ ‫األرايض املحتلة من قبل عصابات‬ ‫داعش اإلجرامية ‪ ,‬حيث يتعمدون عن‬

‫قصد لغاية يف نفس يعقوب قضاها يف‬ ‫التعامل مع عدة أطراف سياسية من‬ ‫الكتل الكوردستانية إلستاملة البعض‬ ‫منهم من خالل أجنداتهم العاملة‬ ‫وبضغط من إرادات خارجية مراعاة‬ ‫ملصالحها القومية كنوع من سياسة‬ ‫فرق تسد وبث روح التفرقة بني املكون‬ ‫الواحد بإغراءات مادية ومناصب‬ ‫سيادية ‪.‬‬ ‫إذا أرادوا صفحة بيضاء فالبد من‬ ‫تطبيق الدستور العراقي املعطل عمداً‬ ‫ألنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض‬ ‫وحسب ما تشتهيه أمزجتهم السياسية‬ ‫وفقاً ملصالحهم الدنيئة حيث تم خرق‬ ‫بنوده يف أكرث من خمس وخمسون مادة‬

‫ومن أهمها املادة ‪ 140‬وقانون النفط‬ ‫والغاز ورضورة تشكيل مجلس اإلتحاد‬ ‫وأن تكون مشاركة الكورد يف الكابينة‬ ‫الوزارية حسب اإلستحقاق اإلنتخايب‬ ‫يف املناصب السيادية بعد توقيع وثيقة‬ ‫ميثاق رشف بني جميع الكتل السياسية‬ ‫املشاركني يف العملية السياسية وبحضور‬ ‫أممي وضامنات دولية وبسقف زمني‬ ‫محدد لعدم تكرار ما حدث يف أكتوبر‬ ‫عام ‪ 2017‬وتعزيز الثقة بني أطراف‬ ‫العملية السياسية دون متييز بني قومية‬ ‫أو طائفة أو مذهب وتطبيق العدالة يف‬ ‫حدودها الدنيا بني مكونات املجتمع‬ ‫العراقي من أجل إستقرار العراق ألنه‬ ‫مفتاح إلستقرار املنطقة برمتها ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫املطبـخ أمريكي‬ ‫والطباخ روسي‬ ‫والنادل كــوردي‬ ‫سوريا التي تتجاور فيها ّ‬ ‫كل التناقضات جنباً إىل‬ ‫جنب‪ ،‬الثورة وتجّار الحروب‪ ،‬الجندي الباسل‬ ‫والشبيح املأجور‪ ،‬الثائر النزيه والخائن املرتزق‪،‬‬ ‫سوريا ثارت على نظام يرفع شعار الدولة املدنية‬ ‫يف النهار ويخونها يف الليل والنهار‪ ،‬سوريا ثارت‬ ‫خوفاً على اإلسالم من اإلخوان املسلمني‪ ،‬ثارت‬ ‫خوفاً على العروبة تجّارها وفسّاقها ومنافقيها‪،‬‬ ‫ثارت على نظام يرى بعني واحدة ما يريد‪ ،‬وثارت‬ ‫على معارضات تضيق ذرعاً بشقيق وحليف‪،‬‬ ‫سوريا ثارت على شعارات املمانعة واملقاومة التي‬ ‫تتحوّل أمام ّ‬ ‫كل عدوان إسرائيلي إىل بيان بحقّ‬ ‫الردّ لكن يف الوقت واملكان املناسبني‪.‬‬

‫إدريس سالم‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫الكورد ثاروا عىل حزب حاكم‬ ‫يقدّ س صورته ويخترص صورة‬ ‫الوطن‪ ،‬حزب ليس أكرث من عنوان‬ ‫أو خيمة ملراكز قوى متامسكة بحكم‬ ‫ّ‬ ‫املنظم ال بالوطن‪،‬‬ ‫االرتباط بالفساد‬ ‫الكورد ثاروا عىل الخوف املمزوج‬ ‫بحليب األطفال عىل الخوف من غفوة‬ ‫الفجر ومن غياب األب املفاجئ وضياع‬ ‫األخ واالبن‪ ،‬الكورد ثاروا عىل الخوف‬ ‫من الكتاب والكلمة بتقارير كيدية‪،‬‬ ‫الكورد ثاروا ألن الزيتون العفريني‬ ‫يخاف الليل وكوباين الصمود تحارب‬ ‫الحب‬ ‫مارقي الدماء وقامشلو مدينة‬ ‫ّ‬ ‫تعلن نفسها منبعاً ومص ّباً إلخاء‪،‬‬ ‫الكورد ثاروا من أجل غد بال خوف‪،‬‬ ‫بال قمع‪ ،‬بال استبداد‪ ،‬بال خيانة‪ ،‬من‬ ‫أجل التح ّرر واالستقالل‪.‬‬ ‫تقرتب الحرب يف سوريا من نقطة‬ ‫النهاية‪ ،‬وفقاً لتو ّقعات العديد من‬ ‫املراقبني وخرباء الحروب‪ ،‬ولكنها‬ ‫ّ‬ ‫للملف‬ ‫ستكون نهاية غري ط ّيبة‬ ‫يشم‬ ‫الكوردي يف غريب كوردستان‪ ،‬إذ ّ‬ ‫املواطن الكوردي نكهة صفقة سياسية‬ ‫خاصة‬ ‫ُم ّرة بني األتراك واألمريكان‪ّ ،‬‬ ‫بعد إفراج أنقرة عن القس األمرييك‬ ‫«أندرو برونسون»‪ ،‬واستعادة اللرية‬ ‫الرتكية عافيتها ولو يف استقرار نسبي‬

‫يف البورصة العاملية‪ ،‬كام ّ‬ ‫متكن نظام‬ ‫بشار األسد من فرض حالة استقرار‬ ‫عسكري مؤ ّقت للسلطة‪ ،‬أما دور‬ ‫أمريكا فهو موضع ّ‬ ‫شك وحرية وقلق‬ ‫للقادة الكورد يف غريب كوردستان‬ ‫املشتتون سياسياً واملنقسمون حزبياً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الشك يف حدوث‬ ‫ويكمن مصدر هذا‬ ‫تح ّول كبري يف السياسة الخارجية‬ ‫األمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب‬ ‫رئيساً‪ ،‬مع إدراك متزايد بأن مامرسات‬ ‫الحرب الباردة قد عادت مع رغبة يف‬ ‫االنتقام‪.‬‬ ‫لدى أمريكا وتركيا أجندات سياسية‬ ‫وق ّوات مس ّلحة متاحة إلحداث‬ ‫تغيريات سياسية وعسكرية يف‬ ‫الجغرافية السورية‪ ،‬ولكن املصالح‬ ‫املتضاربة للجانبني ستجلب املزيد‬ ‫من نقاط الضعف والفوىض‪ ،‬إذ إن‬ ‫تركيا تكره تنظيم داعش علناً وتعمل‬ ‫رساً‪ ،‬وترفض‬ ‫معه كباقي الالعبني ّ‬ ‫وجود الجامعات الكوردية املس ّلحة‪،‬‬ ‫وأمريكا تريد القضاء عىل داعش‪،‬‬ ‫مع إنشاء مالذ آمن مؤ ّقت للمعارضة‬ ‫السياسية لنظام األسد والكورد‪،‬‬ ‫الذي وفق استنتاجات العديد من‬ ‫املراقبني واملح ّللني سيكون انتصاره‬ ‫مؤقتاً‪ ،‬وستغادر الق ّوات الروسية بعد‬ ‫التباهي علناً برضب أمريكا يف سوريا‪،‬‬ ‫وسترتك لألسد الخراب والدمار‪،‬‬ ‫وتخيه برتأس اقتصاد ّ‬ ‫هش مع وجود‬ ‫ّ‬ ‫رسية متناقضني إىل حدّ‬ ‫جيش ورشطة ّ‬ ‫كبري مع ديون سياسية واقتصادية‬

‫هو رجل السالم األول‬ ‫يف الشرق األوسط‪،‬‬ ‫والدليل أنه لم يعادي‬ ‫الشعوب العربية‬ ‫واإلسالمية يف الدول‬ ‫املحتلة لكوردستان‪،‬‬ ‫بقدر محاربته الدائمة‬ ‫لحكومات تلك الدول‪،‬‬

‫مسمى‪.‬‬ ‫إليران وروسيا إىل أجل غري ّ‬ ‫ترت ّكز جهود ّ‬ ‫كل من النظام السوري‬ ‫واألتراك عىل مدينة منبج الواقعة‬ ‫غريب نهر الفرات‪ ،‬إال أنها مبثابة مخترب‬ ‫لتنفيذ بقية االختبارات يف رشقي‬ ‫النهر أيضاً‪ ،‬وتحديداً كوباين وقامشلو‪،‬‬ ‫فاالتفاق بني واشنطن وأنقرة الذي‬ ‫تم يف حزيران‪/‬يونيو املايض من هذا‬ ‫ّ‬ ‫العام‪ ،‬مل يدخل بعد ح ّيز التنفيذ‪،‬‬ ‫وهو ما ييش بأن األمريكيني مياطلون‬ ‫بقصة التدريبات املشرتكة‬ ‫األتراك‬ ‫ّ‬ ‫التي بدأت يف تركيا أخرياً‪ ،‬بعد نحو‬ ‫أربعة شهور عىل االتفاق‪ ،‬ومل يبدأ‬ ‫تسيري الدوريات املشرتكة حول مدينة‬ ‫منبج وال حتى داخلها‪ ،‬والتي تسيطر‬ ‫ّ‬ ‫املعي من‬ ‫عليها املجلس العسكري‬

‫قبلها‪.‬‬ ‫املؤ ّكد أن تركيا لن تجرؤ عىل مهاجمة‬ ‫مدن رشقي الفرات‪ ،‬التي باتت محمية‬ ‫من ق ّوات أكادميية رمزية من أمريكا‬ ‫وفرنسا‪ ،‬إضافة إىل قواعد ومطارات‬ ‫عسكرية أمريكية‪ ،‬لكنها متارس ضغطاً‬ ‫سياسياً قد يزداد وزنه إذا أضيفت‬ ‫إليه الضغوط الروسية عىل واشنطن‪،‬‬ ‫إلنهاء وجودها غري الرشعي حسب‬ ‫تعبري «سريغي الفروف» وزير خارجية‬ ‫روسيا؛ ومجموع الضغطني الرويس‬ ‫والرتيك قد ال يعنيان شيئاً بذاتهام‪،‬‬ ‫لكنه يتقاطع مع ن ّية دونالد ترامب‬ ‫عنها بسحب الق ّوات األمريكية من‬ ‫األرايض السورية‪ ،‬تلك النية التي‬ ‫املؤسسة العسكرية‪ ،‬مؤقتاً‪ ،‬إال‬ ‫كبحتها ّ‬ ‫ّ‬ ‫سيتعشون بالكورد يف‬ ‫أن األمريكان‬ ‫رشقي الفرات لو و ّقع النظام السوري‬ ‫معاهدة سالم مع إرسائيل بإرشاف‬ ‫رويس أمرييك دويل وإقليمي‪ ،‬مقابل‬ ‫تنازل تريك عن الصفقة العسكرية‬ ‫مع روسيا‪ ،‬وتحجيم النفوذ اإليراين‪،‬‬ ‫واحتاملية أن يصبح ذلك قيد التنفيذ‬ ‫واردة وكبرية جدّ اً‪.‬‬ ‫إن تنفيذ خطوة التخيل األمرييك‬ ‫مجدّ داً عن الكورد سيبدأ أو ًال‬ ‫بالترصيحات اإلعالمية الرتكية‪ ،‬بتطهري‬ ‫رشقي الفرات من اإلرهابيني – يف‬ ‫إشارة إىل ق ّوات الحامية الشعبية التي‬ ‫أثبتت قدرتها عىل مواجهة تنظيم‬ ‫داعش واالنتصار عليه مبساعدة‬ ‫جوية من التحالف الدويل وق ّوات‬

‫رؤساء وزعماء وملوك‬ ‫العرب لن يتوقفوا عن‬ ‫استخدام كل صنوف‬ ‫األسلحة‪ ،‬السياسية‬ ‫والعسكرية والطبية‬ ‫والبيولوجية والنووية‬ ‫ضد شعوبهم املضطهدة‬ ‫واملغلوبة على أمرها‪..‬‬

‫البيشمركة – وثانياً بالقصف العشوايئ‬ ‫للمناطق املأهولة‪ ،‬وتفعيل العشائر‬ ‫العربية والرتكامنية ثالثاً‪ ،‬هذه‬ ‫مهمة‬ ‫العشائر التي أصبحت ورقة ّ‬ ‫وحيوية تته ّيأ للعب دورها‪ ،‬والدليل‬ ‫األكرب أن األتراك تنازلوا عن إدلب‬ ‫لصالح الروس‪ ،‬مقابل منح األخري‬ ‫الضوء األخرض لرتكيا يف أن ترضب‬ ‫رشقي الفرات‪ ،‬بعد عودة عالقاتها مع‬ ‫األمريكان‪.‬‬ ‫وراء ّ‬ ‫كل غزل أمرييك للكورد هناك‬ ‫كارثة إنسانية تنتظرهم؛ الكورد‬ ‫املنقسمون بني َمن هم جنود تحت‬ ‫الطلب‪ ،‬وبني َمن ال حول لهم وال ق ّوة‪.‬‬ ‫فرتامب ومن خالل تغنّيه بالكورد أراد‬ ‫تحذير دول إقليمية فاعلة يف الشأن‬

‫السوري والعراقي‪ ،‬وأن يكونوا كام‬ ‫تريدهم أمريكا‪ ،‬عندما أجاب عىل‬ ‫سؤال «مجيد نظام الدين» مدير‬ ‫مكتب قناة رووداو يف نيويورك يف‬ ‫وقت سابق «لقد قاتلوا من أجلنا‪ ،‬لقد‬ ‫ماتوا من أجلنا» ومن ناحية أخرى‬ ‫التجار‬ ‫قام بتخدير الشعب مبشاعر ّ‬ ‫املعسولة وثرثرة خطابية عندما أعلن‬ ‫ننس‪ ،‬وال ننىس‪،‬‬ ‫تضامنه قائ ًال «مل َ‬ ‫وأنا لن أنىس ذلك الشعب العظيم‪،‬‬ ‫هذه أرضهم‪ ،‬علينا مساعدتهم‪ ،‬وأريد‬ ‫مساعدتهم»‪ ،‬والدليل معارضة أمريكا‬ ‫لالستفتاء والدعم امليداين والسيايس‬ ‫للحشد الشيعي ضد الكورد يف كركوك‪،‬‬ ‫وربا قريباً يف غريب كوردستان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحديداً رشقي نهر الفرات‪ ،‬فروسيا‬ ‫جعلت من عفرين غدا ًء لها‪ ،‬وأمريكا‬ ‫ستجعل من كوباين وقامشلو وديرك‬ ‫عشا ًء عىل رشف األتراك واإليرانيني‪.‬‬ ‫جميع الالعبني الدوليني واإلقليميني‬ ‫يبحثون عن مصالحهم التكتيكية‬ ‫واإلسرتاتيجية يف الرشق األوسط‪ ،‬حتى‬ ‫لو كانت مع إرسائيل ولو بشكل علني‪،‬‬ ‫إال الكورد ال زالوا يبحثون عن حلول‬ ‫تخ ّلصهم من صنّاع االنشقاقات وحالة‬ ‫االنقسام السيايس وعدم القدرة عىل‬ ‫تبنّي مرشوع ورؤية سياسية كوردية‬ ‫موحدة‪ ،‬إذ عىل الكورد أن يبحثوا عن‬ ‫ّ‬ ‫مصالحهم بدل أن يكونوا ُندُ ًال يف ّ‬ ‫كل‬ ‫طبخة ومعركة وصفقة‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫عند أمريكا أو روسيا أو إرسائيل‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫من بائع متجول إلى نائب في برلمان كوردستان‬ ‫فيلي‪ /‬محمد جمال‬

‫غالباً ما يتصور الناخبون يف البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬النواب أو السياسيني يف املجمل‪،‬‬ ‫أناسا مقتدرين‪ ،‬أصحاب أعامل أو رشكات‪ ،‬أو‬ ‫رمبا مجرد أكادمييني أو محامني ومهندسني‪ ،‬إال‬ ‫أن ياسني خرض كرس املعادالت‪.‬‬ ‫فقد تحول هذا الرجل من بائع متجول‪ ،‬قىض‬ ‫أكرث من عرشين سنة يجر عربة‪ ،‬يف سوق‬ ‫قضاء رانيه‪ ،‬مبحافظة السليامنية‪ ،‬إىل نائب يف‬ ‫برملان كوردستان العراق‪.‬‬ ‫ومتكن ياسني خرض طه‪ ،‬املرشح عن الئحة‬ ‫التغيري من الفوز مبقعد يف الربملان‪ ،‬بعد‬ ‫حصوله عىل أكرث من ‪ 6‬آالف صوت بعد فرز‬ ‫‪ 85%‬من األصوات‪ ،‬بحسب ما أفادت وسائل‬ ‫إعالم محلية‪.‬‬ ‫ولعل املفاجأة بحسب ما ذكرت وسائل إعالم‬ ‫محلية‪ ،‬أن ياسني مستمر يف عمله االعتيادي‬ ‫عىل ما يبدو حتى اآلن‪.‬‬ ‫يذكر أن مفوضية االنتخابات بإقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬أعلنت يف الرابع من ترشين األول‬ ‫الحايل‪ ،‬عن نتائج انتخابات اإلقليم التي جرت‬ ‫يف الثالثني من سبتمرب‪.‬‬ ‫وبحسب املفوضية فقد حصل الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين عىل ‪ 595592‬صوتاً‪ ،‬وحصل‬ ‫االتحاد الوطني الكوردستاين عىل ‪،287575‬‬ ‫فيام حصلت حركة التغيري ‪ 164336‬والجيل‬ ‫الجديد ‪ 113297‬صوتاً‪ ،‬والجامعة اإلسالمية‬ ‫‪ 94992‬وقامئة اإلصالح ‪ 69477‬وقامئة العرص‬ ‫‪ 13708‬والحزب الشيوعي الكوردستاين ‪7069‬‬ ‫صوتا‪.‬‬ ‫وقدمت ‪ 3‬كتل ‪ ،‬طلباً من أجل التقيص حول‬ ‫النتائج‪ .‬وقدمت الكتل الكوردية «الجامعة‬ ‫اإلسالمية»‪ ،‬و»حركة التغيري» و»الجيل‬ ‫الجديد»‪ ،‬طلباً بتشكيل لجنة «تقيص‬ ‫الحقائق» يف االنتخابات‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪12‬‬

‫احزاب كوردستان ومعضلة التحالفات المنفردة‬ ‫تناولنا قبل سنوات ويف مقاالت‬ ‫عديدة رضورة ان يتضمن قانون‬ ‫االحزاب يف كوردستان بندا متنع مبوجبه‬ ‫االحزاب الكوردستانية من رسم عالقات‬ ‫وتحالفات عىل انفراد مع حكومات‬ ‫املنطقة او العامل والجهات الرسمية‬ ‫فيها ‪ ,‬فهذه ليست مهمة االحزاب بل‬ ‫مهمة الحكومة يف كوردستان ‪ .‬ودعونا‬ ‫اىل رضورة وضع عقوبات رادعة عىل‬

‫اي حزب يتحرك خارج اطار الحكومة‬ ‫الرسمية يف االقليم ملنع تداعي الوضع‬ ‫الداخيل يف كوردستان ‪.‬‬ ‫ان ما يتعرض له االقليم من مؤامرات‬ ‫خارجية ادت اىل رشخ كبري يف البيت‬ ‫الكوردي مرده جميعا اىل اتصاالت‬ ‫حزبية مع دول الجوار ‪ ,‬فام معنى ان‬ ‫تايت وفود رسمية حكومية من تركيا‬ ‫وايران وحتى امريكا وبريطانيا ‪ ,‬لتجتمع‬

‫مع احزاب يف كوردستان سواء يف اربيل‬ ‫او يف السليامنية وملاذا ال تقترص هذه‬ ‫االجتامعات عىل الحكومة املركزية يف‬ ‫كوردستان ‪.‬‬ ‫ليس خافيا ان السبب الرئيس لالقتتال‬ ‫الداخيل يف كوردستان تسعينات القرن‬ ‫املايض كان التاثريات االقليمية عىل‬ ‫الطرفني املتحاربني وهذا ما ملح اليه‬ ‫ساسة االقليم يف الكثري من املناسبات‬

‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫وتاكيدهم عىل انهم دفعوا لهذا القتال‬ ‫دفعا ‪.‬‬ ‫ومل يكن انشقاق نوشريوان مصطفى عن‬ ‫االتحاد الوطني وتشكيله لحركة التغيري‬ ‫واملسلك الذي سلكته يف توتري الوضع‬ ‫الداخيل الكوردستاين بحجة محاربة‬ ‫الفساد ‪ ,‬اال نتاج هذه االتصاالت‬ ‫املنفردة لالحزاب الكوردستانية مع‬ ‫دول املنطقة ‪ ,‬واوشكت هذه الحركة ان‬

‫تطيح بكامل الوضع الكوردستاين عندما‬ ‫حاولت استنساخ تجربة ثورات الربيع‬ ‫العريب يف كوردستان ‪ ,‬ولوال حكمة‬ ‫حكومة كوردستان يف التعامل مع هذا‬ ‫املخطط لكان الوضع يف كوردستان ال‬ ‫يختلف عن الوضع يف اليمن او ليبيا ‪.‬‬ ‫مل تقف التاثريات السلبية لهذه‬ ‫االتصاالت املنفردة عند هذا الحد بل‬ ‫تعدتها اىل تداعيات اخطر واشمل ‪ .‬فام‬ ‫حدث يف ‪ 16‬اكتوبر املايض يف كركوك‬ ‫‪ ,‬وتسليم املدينة للقوات العراقية ‪,‬‬ ‫كان مرده االتصاالت املشبوهة هذه‬ ‫‪ .‬ومل تقترص هذه املرة عىل العالقات‬ ‫بني حزب وحكومة بل تعدتها اىل عالقة‬ ‫جناح يف حزب مع حكومة اقليمية ‪.‬‬ ‫وكان من نتائج هذا الحدث ان اضاع‬ ‫الكوردستانييون فرصة سانحة للحصول‬ ‫عىل مكتسبات مصريية يف تاريخهم ‪.‬‬ ‫ومام ال شك فيه ان انشقاق برهم صالح‬ ‫عن االتحاد كان بدفع من تلك القوى‬ ‫االقليمية ‪ ,‬كام كان رجوعه ايضا بدفع‬ ‫من تلك القوى ‪ ,‬وتداخلت هذه القوى‬ ‫االقليمية عىل خط العالقة املبارشة بني‬ ‫الحزبني الكورديني يف مشكلة مرشح‬ ‫رئاسة العراق ونجحت يف توسيع الرشخ‬ ‫بينهام لتداعيات ال زلنا نعاين منها‬ ‫لغاية اليوم وستؤثر بالتاكيد عىل مسار‬ ‫تشكيل حكومة اقليم كوردستان ‪.‬‬ ‫كانت بعض التوقعات سابقا تشري اىل‬ ‫ان عالقات الحزبني الكورديني الرئيسني‬ ‫( الدميقراطي واالتحاد) مع الحكومات‬ ‫والجهات الرسمية خاصة يف تركيا وايران‬ ‫تندرج تحت مبدا توزيع االدوار بني‬ ‫الحزبني وبتنسيق عال املستوى بينهام‬ ‫الستغالل التناقضات االقليمية بني‬

‫الدولتني ملا يصب يف صالح االقليم‬ ‫‪ .‬غري ان مسار االحداث اثبت عدم‬ ‫وجود اي تنسيق بينهام ‪ ,‬واثبت ان‬ ‫كل جهة كانت تحاول تحقيق مكاسب‬ ‫حزبية عىل حساب الجهة االخرى ‪ ,‬مام‬ ‫اسفر عن مردودات سلبية كبرية عىل‬ ‫الوضع الداخيل لكوردستان ‪ .‬فاذا كان‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين قد نجح يف ان‬ ‫ال تؤثر عالقاته مع تركيا سلبا عىل الشان‬ ‫الكوردي داخل االقليم وعىل اجزاء‬ ‫كوردستان االخرى ‪ ,‬فان االتحاد الوطني‬ ‫مل ينجح يف تحييد التاثري االيراين السلبي‬ ‫عىل الوضع الداخيل الكوردستاين ‪ ,‬ودفع‬ ‫مثن هذه العالقات من وحدة الصف‬ ‫فيه وما يعانيه االن من تعدد مركز‬ ‫القرار فيه والتشتت الذي حصل بني‬ ‫قاداته ما هو اال نتاج عالقاته املنفردة‬ ‫مع دول االقليم ‪.‬‬ ‫من الصعب ان ينجح اي حزب مهام‬ ‫عال شانه من الدخول يف عالقة تحالف‬ ‫حتى وان كان تكتيكيا مع حكومة دون‬ ‫ان يدفع مثن ذلك التحالف اال اذا كان‬ ‫تحت غطاء حكومي رسمي ‪.‬‬ ‫اذا ما ارادت احزاب كوردستان ان‬ ‫يلملموا البيت الكوردي ينبغي عليهم‬ ‫الحد من ذهاب كل طرف لعقد رشاكات‬ ‫سياسية واتفاقات عىل انفراد مع‬ ‫حكومات الدول ‪ ,‬وهذا لن يحصل اال‬ ‫باالتفاق حول االولويات الكوردستانية‬ ‫وتعديل قانون االحزاب لتتضمن جملة‬ ‫عقوبات رادعة عىل االحزاب ملنعها من‬ ‫االتصال بالحكومات وتعزيز عالقاتها‬ ‫معها واقتصار هذه العالقات عىل‬ ‫حكومة اقليم كوردستان ومؤسساتها ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬ ‫من خالل متابعة تطورات‬ ‫األوضاع يف كوردستان والعراق‪،‬‬ ‫وتفحص وقراءة الذي الح يف األفق‬ ‫وبانت مالمحه‪ ،‬وما جري عىل االرض‬ ‫من تطورات لها عالقات مبارشة بالشأن‬ ‫السيايس‪ ،‬وما حصل خالل إختيار رئيس‬ ‫جمهورية العراق االتحادية‪ ،‬خارج‬ ‫إطار التوافق بني القوى الكوردستانية‪،‬‬ ‫ورضب وتخريب ذلك التوافق‪ ،‬وفتح‬ ‫الباب يف وجه اآلخرين ليقرروا من‬ ‫يحظى بإستحقاق الكوردستانيني‬ ‫بد ًال من أن يقرر ممثلو شعب‬ ‫كوردستان ذلك‪ ،‬وتحويل اإلرتباكات يف‬ ‫املواقف الحرجة اىل تهديد لالستقرار‪،‬‬ ‫وإستدراج الكوردستانيني نحو اليأس‬ ‫والغضب‪ .‬ميكن الخروج بإستنتاجات‬ ‫عديدة تؤكد أن املرتقب سيساهم‬ ‫بشكل مبارش يف رسم املالمح الحقيقية‬ ‫لخارطة جديدة يف التوازنات السياسية‬ ‫يف اإلقليم والعراق‪ ،‬وقد تكون مفاجئة‬ ‫للكثريين‪ .‬الخارطة الجديدة ال تكون‬ ‫سيناريو أو تكهنات يطرحها سيايس‬ ‫معني وفق مصالحه الحزبية ورغباته‬ ‫الشخصية‪ ،‬وإمنا ستكون رؤية ووجهات‬ ‫نظر حول األحداث والعملية السياسية‬ ‫يف العراق وكوردستان وتداعياتها‪،‬‬ ‫وستفرض واقعاً جديداً تسهم يف نشوء‬ ‫وتكوين توازنات سياسية جديدة‬ ‫قامئة عىل أساس التطور واإلنفتاح يف‬ ‫العالقات الداخلية بني األحزاب والكتل‬ ‫السياسية‪ ,‬عالقات تحرتم فيها إرادة‬

‫الكوردستانيني‪ ،‬وستستند عىل معطيات‬ ‫وحقائق عىل االرض‪ ,‬وستكون‪ ،‬بال شك‬ ‫ودون إنحياز‪ ،‬لصالح الحفاظ عىل‬ ‫وحدة الصف والعالقات الطيبة داخل‬ ‫البيت الكوردي ولصالح الكوردستانيني‬ ‫الذين عربوا عن إرادتهم ومنحوا الثقة‬ ‫للحزب الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬مبا‬ ‫ميتلكه وميثله عىل الساحة السياسية‬ ‫الكوردستانية والعراقية من متسك‬ ‫باملبادىء الوطنية والقومية ودوره‬ ‫ومكانته التاريخية اقليمياً ودولياً‪.‬‬ ‫البعض يقول‪ ،‬أن التحالفات التي تيل‬ ‫االنتخابات هي التي تعالج التوترات‬ ‫الحاصلة يف العالقات بني األحزاب‬ ‫الكوردستانية‪ ،‬وتحدّ د مواقع األحزاب‬ ‫ووضع النواب يف الربملان يف مواجهة‬ ‫بعضهم البعض‪ .‬وعندها يظهر يف‬ ‫العلن من يلتزم بالقيم واملبادئ‪ .‬ولكن‬ ‫من يحاول تحليل طبيعة الذين منحهم‬ ‫الكثري من الكوردستانيني‪ ،‬عرب صناديق‬ ‫اإلقرتاع‪ ،‬األحقية يف قيادة اإلقليم ورسم‬ ‫سياساته ورعاية مصالحهم‪ ،‬وحصل‬ ‫عىل عدد كبري من املقاعد النيابية يف‬ ‫العمليتني اإلنتخابيتني‪ ،‬عندما دعوا يف‬ ‫االوىل اىل (مكاسب أكرث لكوردستان)‪،‬‬ ‫ويف الثانية اىل (بناء كوردستان أقوى)‪،‬‬ ‫ويسلط الضوء عليهم بشكل واقعي‬ ‫حيادي‪ ،‬يخرج بنتيجة مفادها أنهم‬ ‫أناس تجمعهم قواسم مشرتكة جعلتهم‬ ‫أكرث اقتداراً والتزاماً وإستقراراً وامتالكاً‬ ‫للرصيد الشعبي من غريهم‪ ،‬وأنهم‬

‫األحقية يف قيادة اإلقليم‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫أبناء حزب سيايس ميارس السياسة‬ ‫وفق ظوابط أخالقية وقيم رفيعة‪،‬‬ ‫حزب يحرتمه الخصوم واإلصدقاء‬ ‫عىل حد سواء‪ ،‬وميتلك تاريخاً نضالياً‬ ‫وينتهج مساراً حكي ً‬ ‫ام يف التعامل مع‬ ‫مختلف األطياف من قوميات وإثنيات‬ ‫تعيش عىل ارض كوردستان‪ .‬يحرتم‬

‫سلطة القانون‪ ،‬ومستعد للتضحية‬ ‫يف سبيل خدمة املواطنني‪ ،‬وقادر عىل‬ ‫ّ‬ ‫لحل األزمات‬ ‫تنفيذ برنامج واقعي‬ ‫واملشكالت املتفاقمة الناجمة من‬ ‫رشاكات مهزوزة وتوترة ونيل بعض‬ ‫األحزاب إلمتيازات ومواقع ومصالح‬ ‫أكرب بكثري من اإلستحقاقات اإلنتخابية‪.‬‬

‫املشهد السيايس الكوردستاين‪ ،‬وفق‬ ‫العمليات الحسابية للنتائج األولية‬ ‫لإلنتخابات الربملانية تشري اىل إمكانية‬ ‫تصحيح مسار العملية السياسية يف‬ ‫كوردستان‪ ،‬وإستعادة هيبة الكورد‪،‬‬ ‫واللجوء اىل معادلة سياسية واضحة‬ ‫املعامل وقامئة عىل املصالح العامة‪.‬‬

‫مستندة عىل مقومات إيجابية غري‬ ‫تقليدية تضمن األمن واالستقرار يف‬ ‫كوردستان‪ ،‬وتحرر البعض من إفرازات‬ ‫العالقات السابقة واملفاهيم البالية‬ ‫ورغبة اللعب بأوراق محرتقة‪ .‬وبالذات‬ ‫الذين يف أذهانهم عقد وخالفات‬ ‫موروثة مازالت بحاجة اىل عالجات ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫أمن الشباب الكوردستاني بين االهمال و االهتمام‬

‫الشباب هم الفئة العمرية‬ ‫االكرث حساسية و االدق تعام ًال‬ ‫يف عمر االنسان ‪ ,‬النهم الطاقة الكامنة‬ ‫و القوة الخفية و اعمدة بناء االمم‬ ‫و الحضارات ‪ ,‬و مبقدار قيام الشباب‬ ‫بدورهم يف أي بلد يقاس درجة‬

‫التقدم يف ذلك البلد ‪ ,‬و عىل اكتافهم‬ ‫يحمل املسؤولية فهم الجيل الواعد و‬ ‫املستقبل املرشق للبلدان ‪.‬‬ ‫ان االهتامم بطاقات الشباب و كبح‬ ‫جامحها و صهرها يف قوالب تسري بها‬ ‫نحو البناء و خدمة الوطن و جعلها‬

‫طاقات مفيدة و نافعة للمجتمع هي‬ ‫من مسؤولية الحكومات و االحزاب و‬ ‫جميع مؤسسات الدولة ‪.‬‬ ‫وإلميان كافة املؤسسات بدور الشباب‬ ‫املنشود فال يخلو منهاج داخيل او‬ ‫برنامج لحكومة او قامئة انتخابية إال‬

‫ويبدي اهتاممه غري املحدود بالشباب‬ ‫و رضورة دعمهم و مساعدتهم من‬ ‫اجل كسب ودهم و فتح االبواب امام‬ ‫ابداعاتهم و خدماتهم ‪ ,‬و املؤسسة‬ ‫التي تحظى بدعم الشباب لها تشهد‬ ‫النجاح ‪ ,‬و لكن يف مقابل قيام تلك‬ ‫املؤسسة بواجبها تجاههم ‪.‬‬ ‫ان امن الشباب ‪ -‬هذا املصطلح الذي‬ ‫يبدو غريباً و جديداً – تعني يف ابسط‬ ‫معانيه ان يكون الشاب يف مأمن من‬ ‫مصادر الخوف و التهديد كجزء مهم‬ ‫من أي مجتمع ‪ ,‬أي ان ما يقدمه‬ ‫االجهزة االمنية من خدمة االمن و‬ ‫حامية املواطن و ممتلكاته يشمل‬ ‫الشباب ايضاً ‪ ,‬و لكن ما نقصده هو‬ ‫قيام الحكومات و املؤسسات العامة‬ ‫يف املجتمع بدورها وذلك بغلق كل‬ ‫االبواب التي تؤدي اىل فساد الشباب‬ ‫فكراً و مامرسة و ابعادهم عن االفكار‬ ‫املتطرفة املتشددة التي تؤدي بهم اىل‬ ‫نبذ الحياة و االنعزال و كره الذات‬ ‫و الغري ‪ ,‬و ان عدم استغالل طاقاته‬ ‫بالشكل املطلوب وفق خطط و برامج‬ ‫فان هذه الطاقات كجريان املاء تتحرك‬ ‫و البد لها ان تجد الطريق املناسب لها‬ ‫فان اوجدها الدولة و الحكومة فلها‬ ‫و ان أغلقت ابوابها فيكون عليها بال ًء‬ ‫ووبا ًء يكون الخالص منها صعباً و‬ ‫من اخطر ما يعاين منه هي البطالة‬ ‫و االستخدام املفرط للتكنولوجيا‬ ‫الحديثة التي تفسد العقل ‪ ,‬و تجعل‬ ‫منه البيئة املناسبة لزرع االفكار غري‬

‫الصحيحة من حمل الضغينة للحكومة‬ ‫و بالتايل للوطن و العلم و االرتباط‬ ‫بجامعات خارجية و الحنني اىل البالد‬ ‫االجنبية و االهم منها استعامل طاقاته‬ ‫بالضد من ابناء شعبه ينتظر الفرصة‬ ‫السانحة لالنتقام منها باية وسيلة‬ ‫و هذا ما حدث يف مرات عديدة او‬ ‫عند محاورتهم و الجلوس معهم ‪ .‬و‬ ‫اختصاراً تعني امن الشباب بناء فكره‬ ‫لخدمة الوطن و تحصينه من االفكار‬ ‫املتطرفة بايجاد الحلول ملشاكله ‪.‬‬ ‫ان حكومة اقليم كوردستان و االحزاب‬ ‫و املؤسسات غري الحكومية متلك برامج‬ ‫جيدة لخدمة الشباب الكوردستاين و‬ ‫قدمت خدمات جليلة لهم و فتحت‬ ‫االبواب امام تطلعاتهم و حققت‬ ‫من اهدافهم من خالل بناء املعاهد‬ ‫و الجامعات و املنظامت و النقابات‬ ‫و غريها و يف املقابل ان هذه الربامج‬ ‫التسلم من النقد و التقصري ألن‬ ‫االستمرارية و التجدد يجب ان تكون‬ ‫من سامت هذه الربامج ليك تكون يف‬ ‫مستوى الطموح و املرحلة ‪.‬‬ ‫لعب الشباب الكوردستاين دورهم‬ ‫الكبري و اثبتوا جدارتهم و امتالكهم‬ ‫لقابليات غري محدودة لخدمة وطنهم‬ ‫يف املجاالت املتعددة من الدفاع و‬ ‫املعرفة و الرياضة و غريها و لكن‬ ‫النقطة التي تحتاج اىل الوقوف عندها‬ ‫هي مايعاين منه الشباب الكوردستاين‬ ‫يف الوقت الحايل حيث البطالة املقنعة‬ ‫فال تزال الجامعات تتدفق بخريجيها‬

‫عبداهلل جعفر كوفلي‬

‫اىل ميدان العمل بعرشات االالف سنوياً‬ ‫و لكنهم يصطدمون بجدار هذه اآلفة‬ ‫الكبرية حيث تذهب كل مجهوداتهم و‬ ‫طاقاتهم سدى ليجد نفسه عامئاً فوق‬ ‫امواج البحار الهائجة او القبول بعمل‬ ‫اليليق مبا كان يحلم به – مع تقدير‬ ‫لكل االعامل فانه الرشف و العز – او‬ ‫التحمل بفارغ الصرب كلامت جارحة‬ ‫من اهله حيث دفع الكثري منهم اىل‬ ‫اتخاذ القرار بانهاء وجوده يف الحياة ‪.‬‬ ‫فأمن الشباب و تأمني حياته مسؤولية‬ ‫الحكومة او ًال خاصة نحن عىل ابواب‬ ‫تشكيل حكومة جديدة بعد اجراء‬ ‫انتخابات الدورة الخامسة للربملان‬ ‫الكوردستاين يف ‪ 2018/9/30‬فيجب ان‬ ‫تصب جل جهودها يف ايجاد الحلول‬ ‫املناسبة ملا يعاين منه الشباب و فتح‬ ‫ابواب التعيني وفق منهجية و تخطيط‬ ‫سليم بعيداً عن املحاصصات الحزبية‬ ‫و املناطقية و االهتامم بشؤنهم وفتح‬ ‫الطريق امامهم ليلعبوا دورهم و إال‬ ‫سيتحولون اىل داء و مرض يفتك بكل‬ ‫املجتمع ‪ ,‬فال يخلو بيت إال وفيه شاب‬ ‫مقتبل عىل الحياة ‪ ,‬فكم من جهود‬ ‫طمرتها االبواب املغلقة و دفنتها‬ ‫التدخالت و العالقات الشخصية و‬ ‫االضطرار يف العيش يف اروقة الدول‬ ‫االخرى و رمبا تحول البعض منهم اىل‬ ‫سكاكني حادة تقطع من جسم البالد‬ ‫اوصا ًال و اوصا ًال ‪ ,‬لذا فقد ادينا الواجب‬ ‫وقلنا كلمتنا بإخالص خدمة للوطن‬ ‫الغايل و الله عىل ما نقول شهيد ‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫مقبرة النجف‬ ‫وما أدراك ما مقبرة النجف؟!‬

‫‪18‬‬

‫عزيزي القارئ الكريم‪ ،‬إن هذا‬ ‫المقال مخصص بالكامل عن‬ ‫الكورد الشيعة في مدنهم‬ ‫الكوردستانية التالية‪ :‬بدرة‪ ،‬جصان‪،‬‬ ‫زرباطية‪ ،‬مندلي‪ ،‬ورازرو المستعربة‬ ‫من قبل العرب الغزاة إلى بلدروز‪،‬‬ ‫خانقين‪ ،‬كالر‪ ،‬شهربان المستعربة‬ ‫إلى مقدادية‪ ،‬جلوالء‪ ،‬خسروآباد‬ ‫المستعربة إلى سعدية‪ ،‬كركوك‬ ‫قلب كوردستان‪ ،‬وأن توابع جميع‬ ‫هذه المدن الكوردية في منطقة‬ ‫گرميان تابعة إلقليم كوردستان‪،‬‬ ‫إال أنها اليوم ترزح تحت نير‬ ‫االحتالل العراقي البغيض‪ ،‬أضف‬ ‫لتلك المدن المشار إليها الكورد‬ ‫الشيعة في مدينة بغداد‪ .‬وأعني‬ ‫بجميع هؤالء‪ ،‬أولئك الكورد‬ ‫الشيعة‪ ،‬الذين يدفنون موتهم‬ ‫في مقبرة (وادي السالم) في‬ ‫مدينة (النجف) في منطقة‬ ‫الفرات األوسط‪.‬‬

‫عزيزي املتابع‪ ،‬كالعادة أقولها برصاحة‬ ‫وبال تردد‪ ،‬أنا إنسان علامين قومي‪ ،‬ال‬ ‫أعادي وجود أتباع ومريدين ألي دين‬ ‫أو مذهب أو أي حزب سيايس قط‪،‬‬ ‫مهام كان لونه‪ ،‬ومهام كان جنسه‪ ،‬إال‬ ‫بقدر إنكار أتباع ومريدين تلك الجهة‬ ‫الدينية أو السياسية لوجود وطن‬ ‫اسمه كوردستان‪ ،‬ومعاداتها لحقوق‬ ‫الشعب الكوردي املرشوعة عىل‬ ‫كامل تراب ذلك الوطن املمتد من‬ ‫البحر إىل البحر إال وهو كوردستان‬ ‫وطن الشعب الكوردي منذ العصور‬ ‫الغابرة‪.‬‬ ‫أود أن يعرف أهيل وخالين يف املدن‬ ‫التي ذكرناها أعاله‪ ،‬أن وجود أية‬ ‫مقربة هي تاريخ‪ ،‬يستشهد بها يف‬ ‫أيامنا هذه كوثيقة تسجيل أرايض‬ ‫(طابو) للفئة أو املكون التي لديها‬ ‫مقربة خاصة بها وباسمها يف أية بقعة‬ ‫أرض‪ .‬ثم‪ ،‬أن املقربة ليست قبور مبنية‬ ‫من آجر فقط‪ ،‬بل هي تضم هياكل‬ ‫عظمية التي صارت يف أيامنا تفحص‬ ‫بالـ «د‪.‬ن ‪.‬ا = ‪ »D.N.A‬ويكشف‬ ‫هذا الفحص أصل وفصل تلك الرفات‬ ‫ألية أمة تعود‪ .‬أضف‪ ،‬أن الكثري من‬ ‫القبور عليها كتابات قدمية‪ ،‬تقول‬ ‫لك من هو املدفون يف هذه‬ ‫الحفرة؟‪ ،‬وما هي هويته‬ ‫القومية‪ ،‬وما هو اسمه‬ ‫واسم أبيه الخ‪.‬‬ ‫عىل سبيل‬ ‫املثال‪،‬‬

‫محمد المندالوي‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬ ‫نفرتض أن هناك قرباً يف إحدى‬ ‫تلك املدن املشار إليها أعاله‬ ‫وعمره ‪ 2000‬سنة أو أكرث واسم‬ ‫الراقد فيه (براخاس) أو (مايخان) أو‬ ‫(زەرینە) الخ‪ ،‬ملن ال يعلم‪ ،‬أن جميع‬ ‫هذه األسامء كوردية خالصة ‪ %100‬ال‬ ‫يسمى بها غري الكورد‪ .‬أليست العثور‬ ‫عىل هذه األسامء املنقوشة عىل مقابر‬ ‫الكورد تعترب وثيقة تخرس جميع‬ ‫ألسنة السوء‪ ،‬أولئك الذين يزورون‬ ‫التاريخ‪ ،‬ويدعون يف هذه األيام‬ ‫العجاف زوراً وبهتاناً‪ ،‬وخالفاً للحق‬ ‫والحقيقة‪ ،‬أن تلك القرى واملدن‬ ‫غري كوردية؟ كام يردد بعض مراجع‬ ‫الشيعة ومقلديهم من حكام بغداد‬ ‫وعصاباتها من امليليشيات املنفلتة‪،‬‬ ‫وكذلك شيوخ السنة وأتباعهم من‬ ‫املستوطنني األعراب األوباش يف‬ ‫أرض الكورد املغتصبة‪ .‬بال شك يعلم‬ ‫الجميع‪ ،‬أن أولئك املشار إليهم أناس‬ ‫مدلسون‪ ،‬يخفون تحت عاممئهم‬ ‫برامج سياسية جهنمية ليست لها‬ ‫عالقة بالدين‪ ،‬يستخدمون الدين‬ ‫لتخدير الناس‪ ،‬والتدخل يف تفاصيل‬ ‫حياتهم اليومية تلبية ألوامر أولئك‬ ‫الذين يسريونهم من خلف الكواليس‬ ‫املظلمة؟‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬يا عزيزي الكوردي الشيعي‪،‬‬ ‫أال تعلم أن جدران التي تحيط‬ ‫باملقابر دونت عليها‬

‫قدمياً كتابات تقول لك‬ ‫ألي مكون تعود هذه‬ ‫املقربة؟‪ ،‬وحتى النقوش‬ ‫التي عىل القبور والجدران‬ ‫من‬ ‫املعامرية‬ ‫والبقايا‬ ‫خاللها تكشف العلامء اآلثار‬ ‫واملختصون أن هذه النقوش‬ ‫والكتابات أو األشياء التي‬ ‫رسمت عليها تخص أي شعب‬ ‫من الشعوب؟‪.‬‬ ‫هنا أسأل الكوردي الشيعي‪ ،‬هل أن‬ ‫اإلمام (عيل بن ايب طالب) أوىص أن‬ ‫يدفن الكوردي الشيعي يف مقربة‬ ‫النجف؟؟ بالطبع ال‪ ،‬ألنه مل يويص أين‬ ‫يدفن هو‪ .‬ثم‪ ،‬ملاذا الشيعي العريب‬ ‫لديه عدة مقابر يف بغداد كمقربة‬ ‫براثا يف العطيفية‪ ،‬ومقربة القرشيني يف‬ ‫الكاظمية‪ ،‬الخ وهكذا العرب السنة‬

‫بعض الكورد الشيعة‬ ‫األبطال تحدوا التقليد‬ ‫الغريب السائد بحمل‬ ‫املوتى نحو جنوب العراق؟‬ ‫وأوصوا أن يدفنوا بعد‬ ‫رحيلهم إىل عالم األبدية‬ ‫يف املدن الكوردية‪ ،‬منهم‬ ‫ذلك الكوردي الشهم (جبار‬ ‫فرمان) الذي دفن يف مدينة‬ ‫السليمانية‪.‬‬

‫لديهم مقربة يف األعظمية‪ ،‬ومقربة‬ ‫يف شيخ عمر‪ ،‬ومقربة شيخ جنيد يف‬ ‫الكرخ الخ‪ .‬واملسيحيون لهم مقابرهم‬ ‫يف بغداد‪ .‬وكذلك اليهود لهم مقربة يف‬ ‫بغداد‪ ،‬مع أن قبور أنبيائهم تقع يف‬ ‫الفرات األوسط وجنوب العراق ويف‬ ‫املوصل كنبي (عزير) والنبي (ناحوم)‬ ‫والنبي (دانيال) الخ‪ ،‬ملا مل يدفنوا‬ ‫موتاهم بجوار أنبيائهم؟‪ .‬يا ترى ملاذا‬ ‫الكورد الشيعة يف بغداد ليس لهم‬ ‫مقربة خاصة بهم؟؟!! ملاذا يهرولوا‬ ‫مبوتاهم إىل منطقة غريبة عنهم‬ ‫تقع يف صحراء النجف الجرداء‪ ،‬التي‬ ‫دفنوا بأيديهم‪ ..‬تحت ثراها مع جثث‬ ‫موتاهم جزء كبري من تاريخ الكورد؟‪.‬‬ ‫يا ترى ملاذا أهمل الكورد الشيعة‬ ‫يف املدن الكوردية التي يف گرمیان‬ ‫مقابرهم القدمية يف تلك املدن التي‬ ‫أرشنا لها أعاله‪ ،‬ويذهبوا مبوتاهم إىل‬ ‫وادي السالم يف مدينة النجف؟؟!!‬ ‫أليست األرض هي األرض ذاتها أينام‬ ‫تكون‪ ،‬وضعها الخالق العزيز لألنام‬ ‫حياً وميتاً ال فرق بني بقعة وأخرى‬ ‫؟؟‪ .‬إال تعرفوا أن املقابر باإلضافة إىل‬ ‫دورها التاريخي يف إبراز أحقية تلك‬ ‫األرض ملن تعود‪ ،‬لها دور هام لخلق‬ ‫تجمعات برشية حولها‪ ،‬حيث أن‬ ‫الكثري من املقابر بنيت بجوارها مدن‬ ‫كثرية‪ ،‬كمدينة الكاظمية بنيت بجوار‬ ‫مقربة القرشيني‪ ،‬واألعظمية بنيت‬ ‫حول قرب اإلمام األعظم أيب حنيفة‬ ‫النعامن‪ ،‬واملدينة تحمل لقبه‪ ،‬الخ‪.‬‬ ‫الذي أريد أن أقوله ألبناء جلديت يف‬ ‫گرمیان من بدرة وجصان إىل كركوك‬

‫قلب كوردستان‪ ،‬ارحموا أنفسكم‪ ،‬جثامني هؤالء األشاوس األمناء عىل‬ ‫ارحموا تاريخكم‪ ،‬الذي صار نهباً القضية الكوردية‪ .‬وقبلهم رحل‬ ‫لكل من هب ودب من األغراب‪..‬؟‪ ،‬عنا اللواء البطل (حسني منصور)‪،‬‬ ‫ادفنوا موتاكم يف مقابركم‪ ،‬التي الذي استشهد يف محافظة كركوك‬ ‫بجوار مدنكم وقراكم‪ ،‬التي تحمل دفاعاً عن األرض وال ِعرض‪ ،‬ودفن يف‬ ‫اسمكم القومي‪ ،‬وهي مبثابة هوية مسقط رأسه يف مدينة خانقني بوابة‬ ‫لكم‪ ،‬يشد أزركم أمام اآلخرين‪ ،‬الذي زاگروس‪ .‬عزيزي القارىء الكريم‪،‬‬ ‫يرتبصون بكم ليل نهار‪ ،‬ويريدون إن جميع هؤالء املناضلون يرقدون‬ ‫بكم ككورد وبوطنكم كوردستان اآلن براحة وسالم بني أبناء وطنهم‬ ‫رشا‪ ،‬ال تدعوهم ينالوا منكم كام كوردستان‪ ،‬وراية كوردستان بألوانها‬ ‫نال آبائهم وأجدادهم من آبائكم الثالثة الزاهية وشمسها الساطعة‬ ‫وأجدادكم قبل قرون مضت‪ ،‬حني ذات اإلحدى وعرشين إشعاعة‬ ‫وطأت حوافر خيولهم هذه األرض خفاقة وترفرف فوق رؤوسهم هم‬ ‫الكوردية واستوطنوها عنوة‪ ،‬بحد أحياءاً وهم أمواتا‪.‬‬ ‫السيف‪ .‬كم سعدت حني رأيت اسمحوا يل أن أقص عليكم قصة جرت‬ ‫من خالل وسائل اإلعالم‪ ،‬أن بعض أحداثها قبل أيام يف مدينة منديل‬ ‫الكورد الشيعة األبطال تحدوا التقليد السليبة رسدها يل صديق زار مدينة‬ ‫الغريب السائد بحمل املوىت نحو منديل قبل أيام‪ ،‬يقول‪ :‬أن عم زوجتي‬ ‫جنوب العراق؟ وأوصوا أن يدفنوا وافاه األجل بسبب مرض عضال‪ ،‬أراد‬ ‫بعد رحيلهم إىل عامل األبدية يف املدن أشقائه أن يدفنوه يف مقربة وادي‬ ‫الكوردية‪ ،‬منهم ذلك الكوردي الشهم السالم يف مدينة النجف‪ ،‬ليس ليشء‬ ‫(جبار فرمان) الذي دفن يف مدينة سوى ألن الناس سيستصغروهم‪ ،‬إذا‬ ‫السليامنية‪ .‬وأيضاً الكاتبة والروائية لن يدفنوه يف مقربة النجف!‪ ،‬لكن زوجة‬ ‫يف‬ ‫الكوردية الخانقينية األكادميية املرحوم أرصت عىل دفنه‬ ‫(أحالم منصور) التي أوصت أن توارى إحدى مقابر مدينة منديل‪،‬‬ ‫جثامنها الرثى يف إحدى مقابر مدينتها وتحديداً يف مقربة (سەی‬ ‫خانقني‪ .‬وهكذا أوىص القيادي (عادل رەحامن= ‪،)Sey Rehman‬‬ ‫مراد) أن يدفن يف السليامنية‪ ،‬ودفن قالت ألشقاء املتوىف‪ :‬أنها‬ ‫فيها بعده طبقاً لوصيته (رزاق عزيز ال تستطيع يف كل مناسبة‬ ‫مريزا)‪ ،‬ال تسعفني الذاكرة اآلن‪ ،‬بال أن تذهب من منديل‬ ‫أدىن شك هناك آخرون من الكورد إىل النجف لزيارة قرب‬ ‫الشيعة بعد رحيلهم من هذه الدنيا زوجها‪ .‬لكن لألسف‪،‬‬ ‫دفنوا يف السليامنية التي زادت رشفاً مل تفدها هذه‬ ‫وعزة بعد أن ضمت تحت ثراها بيش ء ‪،‬‬

‫ومل تشفع لها عند أولئك قساة‬ ‫القلوب‪ ،..‬فعليه قطع أشقاء املتوىف‬ ‫كل عالقة معها‪ ،‬والسبب‪ ،‬ألنها‬ ‫دفنت زوجها يف أرض آبائه وأجداده‪.‬‬ ‫حقاً لو كانت لدى هؤالء ذرة‬ ‫إحساس وطني كوردستاين‪ ،‬وشعور‬ ‫قومي كوردي لهللوا لها وقبلوا يدها‬ ‫وكربوا فيها هذه السامت النبيلة‬ ‫املرتبطة بأرض اآلباء واألجداد‪ ،‬ألنها‬ ‫تريد أن تدفن شقيقهم بجوار الحي‬ ‫الذي تقيم فيه‪ ،‬ألنها تعشق شقيقهم‬ ‫حتى بعد رحيله إىل عامل الالعودة‪،‬‬ ‫ألنها وضعت يف أرض منديل السليبة‬ ‫قرباً كوردياً أصي ًال بجانب قبور أبناء‬ ‫جلدته الكورد‪ ،‬وسيشهد للتاريخ‬ ‫واألصالة الكوردية يف القادم األيام يف‬ ‫مدينة منديل كمعلم كوردي يحوي يف‬ ‫داخله إنساناً كوردياً عاش عىل أرض‬ ‫هذه املدينة الكوردستانية وسيبقى‬ ‫قربه وقبور الكورد اآلخرين يشهدوا‬ ‫لهم وللعامل ولشعبهم الكوردي األيب‬ ‫كوردية وكوردستانية هذه املدينة‬ ‫الشامخة إىل ما شاء الخالق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كل ابن أنثى وإن طالت سالمته ‪...‬‬ ‫يوماً عىل آلة حدباء محمول ‪ ...‬فإذا‬ ‫حملت إىل القبور جنازة ‪ ...‬فاعلم‬ ‫بأ ّنك بعدها محمول‪( .‬كعب‬ ‫بن زهري)‬ ‫املقال تعرب عن رأي‬‫الكاتب‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬

‫تعرض املكون الكوردي‬ ‫االيزيدي لجرائم التهجري‬ ‫القرسي واالبادة الجامعية‬ ‫واالستيالء عىل املمتلكات‬ ‫واسقاط الهوية وتعرضت النساء‬ ‫والبنات واالطفال لالختطاف‬ ‫والسبي واالستعباد الجنيس‬ ‫واالضطهاد الجسدي والنفيس‬ ‫والقتل واملتاجرة يف اسواق‬ ‫النخاسة عىل يد عصابات‬ ‫داعش االجرامية (غالبيتهم من‬ ‫العراقيني البعثيني سابقا) بعد‬ ‫ان نجحت تلك العصابات يف‬ ‫غزواتها وفتوحاتها يف العراق‬ ‫ومن ضمنها منطقة سنجار‪،‬‬ ‫موطن االيزيديني‪ ،‬والتي كانت‬ ‫دون حامية فعلية‪.‬‬ ‫يف البدء‪ -‬يهنئ االتحاد‬‫الدميقراطي الكوردي الفييل‬ ‫ألسيدة نادية مراد عىل حصولها‬ ‫عىل جائزة نوبل للسالم مع‬ ‫الدكتور دنيس مووکوێگێ‬ ‫من‬ ‫‪Denis Mukwege‬‬ ‫الكونغو‪ .‬فقد اصبحت نادية‬ ‫مراد الناطقة عىل املستوى‬ ‫الدويل باسم كل هؤالء الضحايا‬ ‫بجرأتها وشجاعتها ودعم مكونها‬ ‫الكوردي االيزيدي واسناد عدد‬

‫الكورد الفيليون ونادية مراد‬

‫من املنظامت الكوردستانية‬ ‫وحصلت بالتدريج عىل اعرتاف‬ ‫مختلف الحكومات واملنظامت‬ ‫االوربية (من ضمنها الربملان‬ ‫االوريب واالتحاد االوريب)‬ ‫واملنظامت الدولية واالمم‬ ‫املتحدة واخريا حصلت عىل‬ ‫جائزة نوبل للسالم‪.‬‬ ‫لقد قيم املجتمع الدويل دور‬ ‫نادية مراد كمدافعة عن‬ ‫وكناطقة باسم االالف من‬ ‫لالرهاب‬ ‫الضحايا الصامتة‬ ‫والسلفية والتطرف الديني‬ ‫والسبي واالستعباد واالعتداء‬ ‫الجنيس مبنحها افخر جائزة يف‬ ‫العامل وهي جائزة نوبل للسالم‬ ‫يف حني مل نر مع اشد االسف اي‬ ‫تقييم يرقى للحدث من قبل‬ ‫السلطات والقوى واملنظامت‬ ‫العراقية والعربية واالسالمية‪.‬‬ ‫ونحن ككورد فيلية تعرض مكوننا‬ ‫اىل جرائم االبادة الجامعية‬ ‫واسقاط الجنسية والتهجري‬ ‫القرسي ومصادرة املمتلكات‬ ‫وقتل «اكرث من ‪ 22000‬من‬ ‫شبيبتنا» مل نحصل لحد االن عىل‬ ‫اي اعرتاف من السطات العراقية‬ ‫بشكل اعتذار عن الجرائم التي‬ ‫اقرتفتها دولة العراق ضد مكوننا‬ ‫بدون ذنب‪.‬‬

‫ويعيدنا االعرتاف بدور نادية‬ ‫مراد عىل املستوى الدويل‬ ‫للتعريف بقضية مكونها الكوردي‬ ‫االيزيدي بالجهود التي بذلت‬ ‫لتدويل قضيتنا الكوردية الفيلية‬ ‫بجوانبها املتعددة (ومن ضمنها‬ ‫االغتصاب واالعتداء الجنيس عىل‬ ‫نسائنا وبناتنا واطفالنا يف سجون‬ ‫النظام البعثي الدكتاتوري واثناء‬ ‫عمليات االبعاد القرسي من‬ ‫العراق)‪.‬‬ ‫تلك الجهود التي تعرضت‬ ‫للمواقف السلبية االنانية‬ ‫وملحاوالت التخريب منذ البداية‬ ‫وبوضع العراقيل واصطناع‬ ‫املشاكل واملحاربة وخدمة‬ ‫اهداف االخرين والتآمر بهدف‬ ‫احباطها من قبل البعض من‬ ‫الكورد الفيلية انفسهم (والبعض‬ ‫من انصار عدد من املنظامت‬ ‫الكوردستانية‬ ‫واالحزاب‬ ‫والعراقية)‪ ،‬والتي ادت مجتمعة‬ ‫اىل اضاعة املكون الكوردي‬ ‫الفييل باكمله لفرصة كبرية‬ ‫سنحت له بدعم من املؤمتر‬ ‫الوطني الكوردستاين (‪)KNK‬‬ ‫لتدويل قضيته العادلة ولكشف‬ ‫حجم وهول الجرائم البشعة‬ ‫التي ارتكبت بحقه وللدفاع عن‬ ‫حقوقه ومصالحه املرشوعة‪.‬‬

‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪24‬‬

‫عراق ما بعد االزمة‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫ان ساعة من الوقت املخصص من‬ ‫املسؤولني او اية شخصية يف هذه البالد‬ ‫لاللتفات اىل مشكلة املواطنني ال ميكن ان‬ ‫تزعج احدا! كون االوقات واالموال املرصوفة‬ ‫يف اللقاءات الربوتوكولية واالستعراضية غري‬ ‫املنتجة ال يحسب لها اي حساب! الن ترسيخ‬ ‫العدالة بحاجة اىل سامء رمادية او صافية وهي‬ ‫غري موجودة يف هذا البلد‪.‬‬ ‫عىل مدى عمر عراق ما بعد حكم البعث‪ ،‬تقر‬ ‫الحكومة واملسؤولون باستمرار اهتضام حقوق‬ ‫الكورد الفيليني من اجل مجرد ادارة ملف‬ ‫االضطهاد؛ وليس من اجل تنفيذ قانون القضاء‬ ‫عىل اثار الجرائم‪.‬‬ ‫وهذا واضح وجيل يف اللعبة التي ميارسها‬ ‫السياسيون واملسؤولون الحكوميون يف بغداد‪،‬‬ ‫حتى ان الهدف من طرح ملف االبادة الجامعية‬ ‫(الجينوسايد) للكورد الفيليني هو قتل الوقت‬ ‫وادارة ملف القضية‪ ،‬وليس لتطبيق القانون‪،‬‬ ‫واملحاكمة التي متسح اثار هذه الجرمية‪.‬‬ ‫املسؤولون باستطاعتهم لقاءنا او عدم لقائنا‪،‬‬ ‫بامكانهم الحديث عنا او عدم الحديث عنا‬ ‫وهم مشكورون! برأسامل قوامه دقائق او‬ ‫ساعات يف لقاء بروتوكويل بامكانهم جعل‬ ‫الكورد الفيليني متفائلني ومتأملني باملستقبل‬ ‫او تركهم حيارى يف صحارى الوعود!‪ ،‬وهذه‬ ‫محصلة هذا امللف منذ سنوات‪.‬‬ ‫دعونا ال ننىس ان وضع االضطهاد الذي ال يتغري‪،‬‬ ‫يثبت ان محرري ارض العراق عىل يد العامل‬

‫الحر كان من دون قرار بتحرير افكار ورؤى‬ ‫االنسان وتحسني الحياة وترسيخ املساواة يف‬ ‫الحقوق!‬ ‫لحد االن هناك من فتح عينيه عىل ذلك‬ ‫االعتقاد ان الذين حلوا محل سلطة الظلم‬ ‫ال يحبون حتى مظلومي املايض! فدعونا‬ ‫نفكر قليال كام يفكر اصحاب السلطة يف‬ ‫بغداد لنعرف ان معنى املساواة واملواطنة يف‬ ‫اصطالحاتهم تشمل املعاين االستعراضية فقط‪،‬‬ ‫وليس تصحيح القانون واالعراف االجتامعية‬ ‫التي يشم احيانا منها رائحة العصور الحجرية‬ ‫او السلب االقتصادي الذي يفرس مبالحم‬ ‫الفرهود‪.‬‬ ‫ومن اجل الحارض‪ ،‬حتى املراصد الحكومية‬ ‫فارغة من معاين ذلك القاموس السيايس الذي‬ ‫يتيح لنا االشرتاك يف ميادين الحياة‪ ،‬الن ميدان‬ ‫السياسة ليست مكانا الستجداء استعادة‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫وفيام يخص ملف الفيليني‪ ،‬من املحتمل ان‬ ‫يبقى الوضع الحايل كام هو لخمسة عرش عاما‬ ‫اخرى؛ فقط يف مواسم االنتخابات وتشكيل‬ ‫الحكومات‪ ،‬او الية ذرائع‪ ،‬تكون اللقاءات‬ ‫كاالنشغال بامور مكررة انجازا‪ .‬ولكن ببقاء‬ ‫العقوبات والجرائم وعدم بقاء اصحاب هذا‬ ‫امللف الذين يشم منهم رائحة االصالة فقط‬ ‫يف االضطهاد‪ ،‬يف املستقبل وعدا االحتفال‬ ‫بذكريات الكوارث‪ ،‬الحكومة ليست بحاجة اىل‬ ‫تنفيذ اية قوانني ترفع الظلم‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬

‫الرئيس العراقي‬ ‫ يدعو ملشاركة كوردية فيلية فاعلة بمؤسسات الدولة‬

‫التقى رئيس الجمهورية برهم صالح يف قرص السالم‬ ‫ببغداد ظهر اليوم األحد وفدا من الكورد الفيليني‪.‬‬ ‫وأكد صالح أن الكورد الفيليني ميثلون مكونا عراقيا‬ ‫أصيال‪ ،‬مشددا عىل أهمية دورهم البارز يف تاريخ‬ ‫العراق عىل مر العصور‪.‬‬ ‫وأشار إىل «ما تعرض له أبناء هذا املكون من‬

‫ظلم عىل يد النظام الدكتاتوري البائد‪ ،‬مبينا لزوم‬ ‫تعويض عوائل الشهداء واملغيبني ملا لحق بهم من‬ ‫رضر نتيجية لسياسات النظام السابق تجاههم»‪.‬‬ ‫وأوضح صالح ان «الكورد الفيليني البد ان تكون‬ ‫لهم مشاركة فعالة يف مؤسسات الدولة ملا ميلك‬ ‫أبناء هذا املكون من كفاءات»‪.‬‬

‫نائب فيلي يتعهد باسرتداد حقوق شريحته‪:‬‬ ‫لم يعوضوا بالشكل املناسب‬

‫أكد نائب رئيس مجلس‬ ‫النواب العراقي بشري الحداد‬ ‫رضورة حامية حقوق كافة‬ ‫مكونات الشعب العراقي مبا‬ ‫فيهم الكورد الفيليني ألنهم‬ ‫تعرضوا إىل أضطهاد وأبادة‬ ‫جامعية يف زمن النظام‬ ‫السابق منذ عقود‪.‬‬ ‫وجاء حديث الحداد خالل‬ ‫لقائه وفد الهيئة التنسيقية‬ ‫العليا للكورد الفيليني وعددا‬ ‫من الشخصيات ووجهاء‬ ‫العشائر الكورد الفيلينب يف‬ ‫بغداد ودياىل‪ .‬وواسط‪.‬‬ ‫وشدد نائب رئيس املجلس‬ ‫عىل أهمية أسرتجاع حقوق‬ ‫الكورد الفيليني وعودة‬ ‫ممتلكاتهم وتأمني حقوق‬

‫عوائل الشهداء واملغيبني‬ ‫من شبابهم «علينا أنصافهم‬ ‫بالترشيعات وتفعيل قرارات‬ ‫املحكمة الجنائية العليا»‪.‬‬ ‫واضاف «الكورد الفيليون‬ ‫مكون أصيل من هذا الشعب‬ ‫ويجب أسرتجاع حقوقهم‬ ‫بالقوانني وعرض ملفهم يف‬ ‫املحافل الدولية واملناسبات‬ ‫الرسمية لهذه الرشيحة‬ ‫التي تعرضت لألضطهاد منذ‬ ‫عقود مضت»‪.‬‬ ‫ودعا الوفد سن قانون خاص‬ ‫للكورد الفيليني يكفل عودة‬ ‫حقوقهم القومية والثقافية‬ ‫وأسرتجاع األرايض املصادرة‬ ‫يف زمن النظام السابق‬ ‫وأنهاء معاناتهم‪.‬‬

‫الحداد‪ :‬هذا مايجب ان يحدث للكورد الفيليني‬

‫اكد ممثل الكورد الفيلية يف مجلس‬ ‫النواب العراقي النائب مازن عبد املنعم‬ ‫يوم االثنني ان املطالبة بالحقوق تحتاج‬ ‫اىل صوت عال‪ ،‬متعهدا ببذل الجهود‬ ‫السرتداد الحقوق املسلوبة من رشيحته‪.‬‬ ‫وقال الفييل‪ ،‬خالل لقائه اللجنة‬ ‫التنسيقية للكورد الفيليني ان «رشيحة‬ ‫كبرية من اهلنا الكورد الفيليني مل‬ ‫يأخذوا حقوقهم التي سلبت ومل يعوضوا‬ ‫بالشكل املناسب قبال ما تعرضوا له من‬ ‫اضطهاد وبطش النظام السابق ‪ ،‬ومل‬ ‫تنصفهم الحكومات‬ ‫املتعاقبة بالشكل‬ ‫يناسب‬ ‫الذي‬ ‫تضحياتهم»‪.‬‬ ‫ان‬ ‫اىل‬ ‫ونوه‬ ‫«الشعب العراقي‬ ‫يعاين من فقدان‬ ‫العيش‬ ‫مقومات‬ ‫الكريم ‪ ،‬والبلد‬

‫قد تعرض النتكاسات امنية وسياسية‬ ‫وخدمية تتطلب انتفاضة خدمية عالية‬ ‫للنهوض به‪ ،‬وتعاونا بني الشعب و‬ ‫ومثليه يف مجلس النواب لتذليل عقبات‬ ‫تقديم الخدمات للمواطن»‪ ،‬موضحا ان‬ ‫«تواصل القوى السياسية مع الجامهري‬ ‫يعترب عامل ضغط النجاز الخدمات»‪.‬‬ ‫وقدمت اللجنة التنسيقية للنائب‬ ‫مجموعة من امللفات التي تخص حقوق‬ ‫الكورد الفيليني ووعد بالسعي النجازها‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪28‬‬

‫بسقطتني وضربة جنوبية‪..‬‬ ‫العبادي من الدولة الداعشية خلروجه اهلادئ‬ ‫بهدوء تام‬ ‫يخرج حيدر‬ ‫العبادي من‬ ‫رئاسة الحكومة‬ ‫العراقية بعد‬ ‫أربع سنوات‬ ‫من دخوله‬ ‫إليها‪ ،‬بعملية‬ ‫رافقها كثري‬ ‫من الضجيج‬ ‫والشدّ والجذب‬ ‫والعَنَت‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬عدنان حسني‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬ ‫للمرة الثانية منذ ‪2003‬‬ ‫يحصل يف العراق اآلن انتقال‬ ‫سلس ورسيع للسلطة التنفيذية من‬ ‫رئيس وزراء سابق إىل رئيس وزراء‬ ‫تالٍ ‪.‬‬ ‫املرة األوىل كانت يف ‪ 3‬مايو (أيار)‬ ‫‪ 2005‬عندما س ّلم إياد عالوي رئيس‬ ‫ّ‬ ‫(تشكلت يف ‪28‬‬ ‫الحكومة املؤقتة‬ ‫يونيو‪ /‬حزيران ‪ ،2004‬وأنهت مهامها‬ ‫بتنظيم انتخابات الجمعية الوطنية‬ ‫االنتقالية) السلطة إىل خلفه إبراهيم‬ ‫الجعفري الذي ك ّلفته الجمعية‬ ‫الوطنية بتشكيل حكومة انتقالية‬ ‫لحني كتابة الدستور واالستفتاء عليه‬ ‫وإجراء أول انتخابات دستورية‬ ‫( ُن ّظ ْ‬ ‫مت يف ديسمرب‪ /‬كانون األول‬ ‫‪ .)2005‬أما املرة الثانية فهي الجارية‬ ‫اآلن بعدما ُكلف عادل عبد املهدي‬ ‫مهمة تشكيل الحكومة الجديدة‬ ‫لتخلف حكومة العبادي التي بدأت‬ ‫عملها قبل أربع سنوات‪.‬‬ ‫بني هاتني التجربتني اإليجابيتني‪،‬‬ ‫كانت هناك ثالث تجارب ليست‬ ‫كذلك‪ ،‬فعندما حان موعد انتقال‬ ‫السلطة من حكومة الجعفري مطلع‬ ‫‪ 2006‬بعد أول انتخابات برملانية‬ ‫دستورية‪ ،‬سعى الجعفري الذي كان‬ ‫زعي ً‬ ‫ام لحزب «الدعوة اإلسالمية»‬ ‫يف سبيل البقاء يف رئاسة الحكومة‪،‬‬

‫لكنّ األمريكيني الذين كانت لهم‬ ‫اليد الطوىل يف البالد رفضوا ذلك‪،‬‬ ‫واستغرق األمر أشهراً عدة إلقناع‬ ‫ّ‬ ‫بالتخل عن فكرة الوالية‬ ‫الجعفري‬ ‫الثانية له‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكحل وسط اختري أحد أعضاء قيادة‬ ‫«الدعوة»‪ ،‬وهو نوري املاليك ليخلفه‬ ‫يف رئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫الحكومة املنبثقة عن انتخابات ‪2010‬‬ ‫متعسة أيضاً‪ ،‬فتلك‬ ‫كانت والدتها‬ ‫ّ‬ ‫االنتخابات أسفرت عن فوز القامئة‬ ‫العراقية برئاسة إياد عالوي بأكرب‬ ‫عدد من األصوات وأكرب عدد من‬ ‫مقاعد مجلس النواب‪ ،‬لكنّ املاليك‬ ‫الطامح بوالية ثانية رفض اإلذعان‬ ‫للنتيجة ّ‬ ‫وشكل مع قوى شيعية أخرى‬ ‫كتلة برملانية وذهب إىل املحكمة‬ ‫االتحادية ليستصدر حك ً‬ ‫ام بأن‬ ‫نص الدستور عىل‬ ‫الكتلة األكرب التي ّ‬ ‫تكليفها بتأليف الحكومة هي التي‬ ‫تتشكل داخل الربملان بعد االنتخابات‬ ‫وليست الفائزة يف االنتخابات‪.‬‬ ‫املشهد تك ّرر بعد انتخابات ‪،2014‬‬ ‫فقد سعى املاليك للبقاء يف السلطة‬ ‫يف والية ثالثة‪ ،‬بيد أنه ُجوبه مبعارضة‬ ‫شديدة حتى داخل االئتالف الشيعي‬ ‫(االئتالف الوطني) الذي فاز بأعىل‬ ‫األصوات وأكرث مقاعد الربملان‪،‬‬ ‫خصوصاً أن والية املاليك الثانية‬ ‫شهدت كارثة وطنية كربى‪ ،‬هي كارثة‬ ‫احتالل تنظيم «داعش» ثلث مساحة‬ ‫البالد‪ ،‬وإقامة «دولة» مزعومة عليها‪،‬‬ ‫فض ًال عن ّ‬ ‫تفش الفساد اإلداري واملايل‬

‫عىل نحو غري مسبوق‪ .‬وبعد أشهر‬ ‫وجدت الطبقة السياسية الشيعية‬ ‫ًّ‬ ‫حل فرضته فرضاً عىل املاليك بتكليف‬ ‫قيادي من حزبه بتشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫هو العبادي الذي ظل محل ضغينة‬ ‫املاليك إىل اليوم‪.‬‬ ‫العبادي هو اآلخر كان راغباً يف‬ ‫التجديد له بوالية ثانية مهّد لها‬ ‫بتشكيله ائتالفاً انتخابياً مل يسعفه‬ ‫الحظ يف الحصول عىل املركز األول‬ ‫وال الثاين‪ ،‬لكنّه مل يشأ أن يقتفي‬ ‫خطى سلفيه فيتش ّبث بكل وسيلة‪.‬‬ ‫استسلم بهدوء وتق ّبل تكليف غريه‬ ‫بهدوء مامثل‪ .‬هذا ّ‬ ‫ُحسب له‪.‬‬ ‫مم ي َ‬ ‫يف ظروف أخرى كان ُيكن للعبادي‬ ‫أن يكون قد ّ‬ ‫دشن اآلن واليته الثانية‬ ‫منتق ًال إليها بكامل ال ُيرس والسالسة‪،‬‬ ‫لكنّه صنع لنفسه ظروفاً مختلفة‬ ‫متاماً‪ ،‬غري مناسبة حتى ألدىن املطامح‪.‬‬ ‫أورث املاليك العبادي تركة ثقيلة‬ ‫الوطأة‪ ،‬هي «الدولة الداعشية»‬ ‫التي وصلت حدودها إىل مشارف‬ ‫العاصمة االتحادية بغداد وعاصمة‬ ‫إقليم كوردستان‪ ،‬أربيل‪ ،‬مجتذبة‬ ‫إىل صفوفها من شتى بقاع األرض‬ ‫عرشات اآلالف من املقاتلني الرشسني‬ ‫واالنتحاريني الذين كانت مهمة‬ ‫مواجهتهم شا ّقة يف الواقع‪ .‬والحمل‬ ‫الثقيل اآلخر الذي ورثه العبادي‬ ‫الفساد اإلداري واملايل الذي تح ّول‬ ‫إىل ظاهرة زعزعت أركان الدولة‬ ‫واملجتمع‪ ،‬وأنشأ له دولة عميقة‬ ‫داخل الدولة‪.‬‬

‫يف عهد العبادي أمكن قصم ظهر‬ ‫«داعش» وطرده من العراق (مل‬ ‫تزل له جيوب متح ّركة محدودة‬ ‫الفعالية)‪ .‬صحيح أن الدعم الجوي‬ ‫الهائل الذي قدّ مه التحالف الدويل‬ ‫املناهض لـ»داعش» كان له الدور‬ ‫الحاسم يف هزمية التنظيم يف العراق‪،‬‬ ‫لكن القوات املسلحة العراقية بقيادة‬ ‫العبادي هي التي صنعت النرص‬ ‫عىل األرض‪ .‬هذا وحده كان يكفي‬ ‫للتجديد للعبادي عند انتهاء واليته‪،‬‬ ‫لكنّه‪ ،‬رمبا من فرط نشوته وزهوه‬ ‫بالنرص‪ ،‬أوقع نفسه يف أخطاء كبرية‬ ‫مل تعزّز الثقة به سياسياً وشعبياً‬ ‫ليمنحه اآلخرون الوالية الثانية عن‬ ‫طيب خاطر‪.‬‬ ‫االختبار األول الذي فشل فيه العبادي‬ ‫وأكل من رصيده الشعبي والسيايس‬ ‫كان يف صيف ‪( 2015‬هو ّ‬ ‫تول السلطة‬ ‫يف صيف ‪ ،)2014‬فقد اندلعت‬ ‫حركة احتجاجية قوية امتدّ ت من‬ ‫البرصة يف أقىص الجنوب إىل بغداد‬ ‫مروراً بكل املحافظات ذات األغلبية‬ ‫الشيعية‪ .‬كانت الحركة املطالبة‬ ‫باإلصالح السيايس واالقتصادي‬ ‫وتوفري الخدمات ومعالجة مشكلتي‬ ‫الفقر والبطالة‪ ،‬من القوة بحيث‬ ‫أجربت حكومة العبادي عىل اإلعالن‬ ‫عن مرشوع إصالحي يستجيب‬ ‫ملطالب املحتجني‪ .‬العبادي بتلك‬ ‫الحركة اكتسب تأييداً قوياً من‬ ‫الحركة االحتجاجية‪ ،‬ما اضطر مجلس‬ ‫النواب إىل القبول بربنامج العبادي‬

‫العبادي هو اآلخر‬ ‫كان راغب ًا في‬ ‫التجديد له بوالية‬ ‫ثانية مهّد لها‬ ‫بتشكيله ائتالف ًا‬ ‫انتخابي ًا لم يسعفه‬ ‫الحظ في الحصول‬ ‫على المركز األول وال‬ ‫الثاني‪ ،‬لكنّه لم يشأ‬ ‫أن يقتفي خطى‬ ‫سلفيه فيتشبث‬ ‫بكل وسيلة‪.‬‬

‫اإلصالحي‪ ،‬بل إنه نفسه قدّ م ملحقاً‬ ‫لذلك الربنامج يف سبيل امتصاص‬ ‫النقمة الشعبية وتهدئة الشارع‪.‬‬ ‫كانت تلك فرصة ذهبية للعبادي ليك‬ ‫ينال من الربملان الترشيعات املطلوبة‬ ‫لتحقيق برنامجه‪ ،‬لكنّه ألسباب‬ ‫غري مفهومة ّ‬ ‫ظل مرتدداً‪ ،‬بل إنه‬ ‫نكص ّ‬ ‫عم تعهد به‪ ،‬فرتاجع رصيده‬ ‫الشعبي‪ ،‬بالذات عندما أظهر فش ًال‬ ‫ذريعاً يف مكافحة الفساد؛ املطلب‬ ‫الرئييس لكل الحركات االحتجاجية‬ ‫التي شهدها العراق منذ ‪.2010‬‬ ‫كام أنه مل يُظهر الحصافة املطلوبة‬ ‫عندما واجه مشكلة استفتاء إقليم‬

‫كوردستان بشأن حق تقرير املصري‪،‬‬ ‫فقد اتخذ موقفاً وإجراءات ا ّتسمت‬ ‫بالتطرف آلت إىل ما يشبه االنهيار يف‬ ‫العالقات بني حكومة العبادي وإدارة‬ ‫اإلقليم‪ .‬وفض ًال عن هذا كان هناك‬ ‫تواكل كبري يف معالجة مشكالت‬ ‫النازحني من املناطق التي احت ّلها‬ ‫«داعش»‪ ،‬ويف إعادة إعامر املدن‬ ‫التي د ّمرها التنظيم والحرب ضده‪.‬‬ ‫ولقد جاءت العبادي «رصاصة‬ ‫الرحمة» من الجنوب الشيعي‪،‬‬ ‫البرصة بالذات‪ ،‬فهو يف األساس مل‬ ‫يُحسن التعامل مع أزمة الكهرباء‬ ‫واملاء التي كان السكان يكابدونها‪،‬‬ ‫تفجرت الحركة االحتجاجية‬ ‫وعندما ّ‬ ‫انطالقاً من البرصة كان ر ّد فعل‬ ‫حكومته بارداً وبطيئاً جداً‪ ،‬بل إنه بدا‬ ‫يف األيام األوىل غري مد ِرك متاماً لحجم‬ ‫املشكلة‪ ،‬وهذا ما أدّى إىل تفاقم‬ ‫االحتجاج وأعامل العنف املرافقة‬ ‫له‪ ،‬خصوصاً بعدما دخلت عىل‬ ‫ّ‬ ‫خطها ميليشيات وقوى مسلحة أكد‬ ‫العبادي نفسه أنها هي التي ّ‬ ‫نظمت‬ ‫أعامل الحرق يف املقار الحكومية‬ ‫والحزبية من أجل تشويه الحركة‬ ‫االحتجاجية وحرف مسارها متهيداً‬ ‫للهجوم عليها‪.‬‬ ‫هذا ك ّله قاد إىل تصفري رصيد العبادي‬ ‫وحكومته شعبياً وبالتايل سياسياً‪.‬‬ ‫وبعد هذا ك ّله كان سيبقى من النشاز‬ ‫متكينه من والية ثانية‪ ،‬وهو ما أدركه‬ ‫سجل لنفسه أنه‬ ‫فانسحب بهدوء ل ُي ّ‬ ‫مل يتش ّبث بالسلطة‪ ،‬كام غريه‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫التزام سيمنس تجاه الشعب العراقي‬

‫‪32‬‬

‫جو كايرس‬

‫خالل زيارتي األخرية للعراق‪،‬‬ ‫أدركت منذ اللحظة األوىل‬ ‫اصرار العراقيني على اعادة‬ ‫بناء وطنهم‪ ،‬على الرغم من‬ ‫الصعوبات الجمّة التي تحملوها‬ ‫إن‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ّ .‬‬ ‫رؤاهم وآمالهم وأحالمهم تركت‬ ‫انطباعاً عميقاً يف نفسي‪ .‬ولكن‬ ‫ما هي الخطوات الواجب اتخاذها‬ ‫لتحقيق تلك الرؤى واألحالم‬ ‫على أرض الواقع؟ كيف‬ ‫يمكن للعراقيني اعادة الروح‬ ‫القتصادهم وتنمية مجتمعهم؟‬

‫ّ‬ ‫إن عددا محدودا جداً من الرشكات‬ ‫ميكنه إدعاء أنه رشيك يُعتمد عليه‬ ‫للعراق منذ أكرث من ‪ 80‬عاماً‪ ،‬إال أن‬ ‫سيمنس ميكنها قول ذلك بكل ثقة‪.‬‬ ‫إننا نعمل يف العراق بكل نشاط منذ‬ ‫ثالثينات القرن املايض‪ ،‬عندما قمنا ألول‬ ‫مرة بتجهيز محطات كهرباء كركوك‬ ‫واملوصل والنجف وكربالء‪ ،‬والقرص‬ ‫املليك يف بغداد‪ ،‬ومرفق املياه واملرافق‬ ‫العامة يف عدة مدن عراقية‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫الحني‪ ،‬أثبتنا بكل ثقة من خالل العديد‬ ‫والعديد من املرشوعات‪ ،‬وحتى يف‬ ‫أصعب األوقات التي مرت عىل العراق‪،‬‬ ‫أننا رشيك يُعتمد عليه يف العراق ومن‬ ‫أجل العراق‪.‬‬ ‫ويف الوقت الحايل نرغب يف أن نرفع‬ ‫سقف تعاوننا إىل مستوى جديد‪ .‬أنني‬ ‫اتطلع لاللتقاء مع املسئولني العراقيني‬ ‫بالحكومة الجديدة ملناقشة سبل الدعم‬ ‫الفوري الذي ميكن لرشكة سيمنس‬ ‫تقدميها للمساهمة يف اعادة اعامر‬ ‫العراق‪ .‬فقبل كل يشء نحن هنا يف‬ ‫العراق ومبجرد اتخاذ القيادة السياسية‬ ‫لقرارها‪ ،‬سنبدأ عىل الفور يف تنفيذ‬ ‫«خارطة الطريق لتطوير قطاع الكهرباء‬ ‫يف العراق الجديد»‪ .‬لقد أطلقنا هذا‬ ‫االسم عىل الربنامج املتكامل لتطوير‬ ‫قطاع الطاقة العراقي والذي يتضمن‬ ‫مراحل قصرية ومتوسطة وطويلة املدى‬ ‫إلعادة بناء منظومة الطاقة بأكملها يف‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وطبقاً لخارطة الطريق‪ ،‬تخطط سيمنس‬ ‫إلضافة ‪ 11‬جيجاوات من الطاقة‬ ‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫الجديدة لشبكة الكهرباء العراقية‬ ‫عىل مدار ‪ 4‬سنوات‪ .‬وسيضمن هذا‬ ‫املرشوع توفري طاقة مستدامة يُعتمد‬ ‫عليها لحوايل ‪ 23‬مليون مواطن عراقي‪.‬‬ ‫وستزيد الطاقة الجديدة من قدرات‬ ‫التوليد الحالية يف البالد بنسبة ‪!50%‬‬ ‫كام أنها ستزيد من معدالت نقل‬ ‫وتوزيع الكهرباء يف العراق بصورة‬ ‫ملحوظة خاصة يف املناطق الجنوبية‪.‬‬ ‫وعىل مدار االثنى عرش شهراً األخرية‪،‬‬ ‫قام خرباء سيمنس بإجراء تحليل دقيق‬ ‫ومتكامل ملنظومة الطاقة العراقية‪،‬‬ ‫وقد توصلوا لآليت‪ :‬مع زيادة الطلب‬ ‫عىل الكهرباء بصورة مطردة كل عام‪،‬‬ ‫تحتاج العراق لزيادة قدراتها يف توليد‬ ‫الطاقة مبعدل ‪ 40‬جيجاوات حتى عام‬ ‫‪ .2025‬إننا يف سيمنس ندرك متاماً‬ ‫الضغوط الهائلة التي تتعرض لها شبكة‬ ‫الكهرباء الوطنية يف العراق يف الوقت‬ ‫الحايل خاصة خالل فصل الصيف‪،‬‬ ‫كام أن تخفيف األحامل وانقطاع‬ ‫الكهرباء ميثل أزمة يومية لكل أرسة‬ ‫ورشكة عراقية‪ ،‬ولكل مجتمع محيل يف‬ ‫العراق‪ ،‬ولالقتصاد العراقي ككل‪ .‬إننا‬ ‫ندرك أيضاً من خرباتنا السابقة يف دول‬ ‫أخرى أن االستثامر يف البنية التحتية‬ ‫لقطاع الكهرباء يدعم النمو االقتصادي‬ ‫الذي ينعكس بدوره عىل زيادة الرثوة‬ ‫واالستقرار‪ ،‬وبالطبع توفري حياة أفضل‬ ‫وأكرث رفاهية للجميع‪.‬‬ ‫ولهذه األسباب تحديداً‪ّ ،‬‬ ‫فإن العراق يف‬ ‫حاجة ماسة ملنظومة طاقة مستدامة‬ ‫يُعتمد عليها‪ ،‬ولذلك ستمهد خارطة‬

‫سيمنس الطريق للتنمية االقتصادية يف‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫باإلضافة لذلك‪ ،‬ستساعد سيمنس‬ ‫الحكومة العراقية يف تدبري الحزم‬ ‫التمويلية املالمئة من البنوك التجارية‬ ‫العاملية ووكالء ائتامن الصادرات‬ ‫والحصول عىل دعم الحكومة األملانية‪.‬‬ ‫إنني عىل ثقة من ّ‬ ‫أن هذا املرشوع‬ ‫الهام لن يعمل فقط عىل تقوية ودعم‬ ‫الرشاكة بني العراق وسيمنس‪ ،‬ولكنه‬ ‫سيعمق أيضاً العالقات املشرتكة بني‬ ‫العراق وأملانيا‪ّ .‬‬ ‫إن خرباتنا العاملية‬ ‫الواسعة تؤكد ّ‬ ‫أن االستثامرات التي‬ ‫تقوم بها سيمنس متهد الطريق أمام‬ ‫املزيد من استثامرات الرشكات األملانية‬ ‫يف الدول التي نتعاون معها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن خارطة الطريق التي وضعناها‬ ‫للعراق ستوفر طاقة كهربائية مستدامة‬ ‫يُعتمد عليها يف جميع أنحاء البالد‪ ،‬مع‬ ‫توفري اآلالف من فرص التعليم أمام‬ ‫الشباب العراقي وعرشات اآلالف من‬ ‫الوظائف يف العراق الجديد‪ّ .‬‬ ‫إن ذلك‬ ‫وعد شخيص مني‪ ،‬ونحن لدينا القدرة‬ ‫عىل الوفاء بعهودنا دامئاً‪.‬‬ ‫هل يُعد ذلك طموحاً؟ نعم‪ .‬بالفعل‪،‬‬ ‫إال ّ‬ ‫أن سيمنس سبق لها القيام‬ ‫مبرشوعات مامثلة بكل نجاح! ففي‬ ‫مرص قامت سيمنس بإضافة ‪14.4‬‬ ‫جيجاوات من قدرات التوليد الجديدة‬ ‫لشبكة الكهرباء املرصية خالل ‪27.5‬‬ ‫شهر فقط‪ ،‬كام ساهم هذا املرشوع‬ ‫العمالق يف توفري ‪ 24000‬فرصة عمل‬ ‫جديدة‪ .‬لقد متكنا بالتعاون مع رشكائنا‬

‫املحليني من زيادة قدرات قطاع‬ ‫الكهرباء املرصي يف زمن قيايس وتوفري‬ ‫طاقة كهربائية يُعتمد عليها ألكرث من‬ ‫‪ 40‬مليون مرصي‪ .‬إننا مل نفي فقط‬ ‫بوعودنا للشعب املرصي‪ ،‬ولكننا أوفينا‬ ‫بأكرث منها! ّ‬ ‫إن ذلك ما نطلق عليه «قوة‬ ‫الوعد»‬ ‫وأنا عىل ثقة من أنه ال توجد رشكة‬ ‫أخرى يف العامل ميكنها توفري قدرات‬ ‫توليد اضافية ونقل وتوزيع الكهرباء‪،‬‬ ‫كل ذلك من مصدر واحد‪ .‬بل أننا‬ ‫نستطيع القيام مبا هو أكرث من ذلك‪،‬‬ ‫حيث ميكننا املساهمة يف دعم النمو‬ ‫يف العراق يف عدة مجاالت أخرى‪ ،‬مثل‬ ‫توفري نظم املواصالت الحديثة والرعاية‬ ‫الصحية بأسعار اقتصادية‪ ،‬واملباين‬ ‫املوفرة للطاقة وتكنولوجيا التصنيع‬ ‫فائقة التطور‪.‬‬ ‫ومن خالل رؤيتي الخاصة‪ ،‬يجب أن‬ ‫يأيت االستثامر يف قطاع الطاقة عىل‬ ‫قمة أولويات العراق يف الوقت الحايل‪.‬‬ ‫فالرخاء والتنمية يبدأن دامئاً من‬ ‫الطاقة‪ ،‬حيث ُتعد الطاقة من املتطلبات‬ ‫الرضورية للتنمية االقتصادية‪ ،‬إذ أنها‬ ‫متثل اللبنة األوىل التي يليها تطوير‬ ‫مرشوعات البنية التحتية والتصنيع‬ ‫والخدمات‪ ...‬كل هذه املراحل تعتمد‬ ‫بشكل رئييس عىل الكهرباء‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظري أيضاً ّ‬ ‫فإن كل عمل‬ ‫أو رشكة ينبغي ان تكون لها مسئولية‬ ‫تجاه تنمية املجتمع الذي تعمل به‪،‬‬ ‫ليس فقط عىل املدى القصري ولكن عىل‬ ‫املدى الطويل أيضاً من أجل مصلحة‬

‫األجيال القادمة‪ .‬إننا يف سيمنس نطلق‬ ‫عىل ذلك مفهوم «األعامل يف خدمة‬ ‫املجتمع»‬ ‫• ولهذا السبب ننوي التربع بعيادة‬ ‫للرعاية الصحية ستكون مجهزة مبعدات‬ ‫سيمنس الطبية لخدمة ما ال يقل عن‬ ‫‪ 10000‬مريض كل عام‬ ‫• تعهدنا أيضاً بوضع مفهوم خاص‬ ‫إلقامة املدارس العراقية األكرث تطوراً‬ ‫والتي ستعتمد عىل الطاقة املتجددة‪.‬‬ ‫ومن خالل متويل تلك املدارس يف‬ ‫املستقبل‪ ،‬سنعمل عىل املساهمة يف‬ ‫اعادة بناء قطاع التعليم العراقي‬ ‫• ستقدم سيمنس منحة برمجيات‬ ‫بقيمة ‪ 60‬مليون دوالر لتمكني طلبة‬ ‫الجامعات العراقية عىل اكتساب‬ ‫املهارات الرقمية املتطورة‪ .‬وسيتمكن‬ ‫الطلبة من خالل هذه املنحة من‬ ‫التعامل مبارشة مع برنامج سيمنس‬ ‫إلدارة دورة حياة املنتج (‪)PLM‬‬ ‫والتدريب العميل عليها‪ .‬وتعتمد‬ ‫‪ 20‬رشكة من كربى الرشكات املنتجة‬ ‫للسيارات يف العامل عىل هذا الربنامج‬ ‫حالياً‪ ،‬باإلضافة لعرشين رشكة أخرى‬ ‫من كربى رشكات الفضاء والطريان‪ ،‬وأكرب‬ ‫‪ 20‬رشكة منتجة ملحركات الطائرات يف‬ ‫العامل‪ .‬إننا نتحدث هنا عن صناعات‬ ‫بالغة التقدم متثل الجودة الفائقة لها‬ ‫أهمية ورضورة قصوى‪.‬‬ ‫• ننوي أيضاً دعم التنمية املجتمعية‬ ‫يف العراق من خالل تنظيم سلسلة‬ ‫من الربامج التدريبية والتعليمية‬ ‫املتطورة‪ .‬وتتضمن تلك الربامج‬

‫ستقدم سيمنس منحة‬ ‫برمجيات بقيمة ‪ 60‬مليون‬ ‫دوالر لتمكني طلبة الجامعات‬ ‫العراقية على اكتساب املهارات‬ ‫الرقمية املتطورة‪ .‬وسيتمكن‬ ‫الطلبة من خالل هذه املنحة‬ ‫من التعامل مباشرة مع برنامج‬ ‫سيمنس إلدارة دورة حياة‬ ‫املنتج (‪)PLM‬‬

‫مجموعة من دورات التدريب الفني‬ ‫واملهني والتوعية بأفضل مامرسات‬ ‫مكافحة الفساد من أجل خلق مجموعة‬ ‫من الكوادر العراقية املسئولة مهنياً‬ ‫وأخالقياً‪ ،‬واملدربة طبقاً ألعىل مستويات‬ ‫التدريب الفني والرقمي مبا يساعدهم‬ ‫عىل اعادة تشكيل العراق الجديد‪.‬‬ ‫وتحت رعاية الوزارة االتحادية للتعاون‬ ‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬تستهدف سيمنس‬ ‫توفري التدريب املهني ملجموعة من‬ ‫الطلبة العراقيني يبلغ قوامها ‪1000‬‬ ‫طالب مبدئياً ‪.‬‬ ‫وبخالف الرشكات األخرى‪ ،‬تنقل‬ ‫سيمنس وتشارك خرباتها ومعرفتها‬ ‫للدول التي تتعاون معها وتقوم‬ ‫بتدريب وتعليم كوادرها من الشباب‬ ‫املوهوب والطموح‪ .‬مبعنى آخر‪،‬‬ ‫نستثمر عىل املدى الطويل ونؤمن أن‬ ‫لعب دور محوري يف تنمية املهارات‬ ‫واملواهب املحلية ميثل جزءا رئيسيا‬ ‫من دورنا يف دعم التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لنا ّ‬ ‫فإن املسئولية االجتامعية‬

‫متثل واحدة من أكرث أولوياتنا أهمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن الناس يف حاجة لفرص عمل حقيقية‬ ‫ومربحة‪ ،‬ونحن نرغب يف التعاون من‬ ‫أجل تحقيق ذلك عىل أرض الواقع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن العراق بلد ذاخر بالتاريخ والحضارة‬ ‫الرائعة‪ .‬إنها مهد الحضارة وساهمت‬ ‫يف ابتكار أعظم وأهم االخرتاعات‬ ‫التي تنعم بها البرشية حتى اآلن‪ .‬إننا‬ ‫يف سيمنس نشعر بفخر كبري ونحن‬ ‫نستقدم أحدث محطات توليد الطاقة‬ ‫وأكرثها تقدماً يف العامل‪ ،‬ملناطق تذخر‬ ‫بأعظم حضارات التاريخ االنساين مثل‬ ‫مدينة بابل والتي كانت موضع ُا لواحدة‬ ‫من أكرب وأهم مدن العامل القديم‪ :‬بابل‬ ‫العظيمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن العراق ميتلك ثروة هائلة من الشباب‬ ‫الطموح‪ ،‬لذا متلؤنا الثقة باالمكانيات‬ ‫الكبرية التي تتمتع بها العراق من‬ ‫أجل تحقيق التنمية املستدامة عىل‬ ‫املدى الطويل‪ ،‬وهو ما سيتيح لها لعب‬ ‫دور محوري متزايد يف منطقة الرشق‬ ‫األوسط وعىل مستوى العامل‪ .‬إننا رشيك‬ ‫يُعتمد عليه للعراق لفرتات زمنية متتد‬ ‫ألكرث من ‪ 80‬عاماً‪ ،‬ونحن عىل استعداد‬ ‫اآلن لدعم جهود العراق من أجل‬ ‫مستقبل أفضل يف كافة املجاالت‪.‬‬ ‫جو كايرس‪-‬الرئيس التنفيذي لرشكة‬ ‫سيمنس ‪ AG‬وهي من كربى الرشكات‬ ‫العاملية يف مجال االبتكار ويعمل بها‬ ‫‪ 377000‬موظف حول العامل‪ .‬تأسست‬ ‫الرشكة يف برلني‪ ،‬أملانيا عام ‪ .1847‬تابعوا‬ ‫جو كايرس عىل تويرت‪JoeKaeser@ :‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 36‬حين حل الجلبي أزمة‬ ‫السكن بست كلمات‬ ‫عصام اكرم الفيلي‬

‫منذ أشهر وانا انتظر ذكرى رحيل العمالق التي تحل بعد ايام قالئل ألكتب عنه مرة أخرى‪،‬‬ ‫بعد ان كتبت سابق ًا عن رؤيته تجاه القروض الخارجية وخاصة قرض البنك الدولي الذي‬ ‫نعاني من وطأته ومن ويالت شروطه اآلن وسنبقى نعاني ألننا ما استمعنا للدكتور الجلبي‪ ،‬أو‬ ‫باألحرى سمعنا ووعينا ولم نستجب‪ ،‬وهذه المرة وفي شهادة للتاريخ صادف اني كنت قريب ًا‬ ‫من حدثها‪ ،‬اكتب اليكم ألتحدث عن آخر ما قدمه للعراق قبل يومين من رحيله‪ ،‬وكيف بــ‬ ‫(ست كلمات) فقط كان سيحل أزمة السكن الخانقة المستمرة منذ عقود ‪...‬‬

‫تلك األزمة التي تفاقمت‬ ‫وتضاعفت وتغولت ألنها مل‬ ‫تجد من يلجمها‪ ،‬وعجزت حكومات‬ ‫متتالية عن ايجاد مخرج ولو لجزء‬ ‫يسري منها‪ ،‬أو انتاج افكار تخرج‬ ‫عام تعود عليه شعبنا املسكني من‬ ‫جعجعات عن مبادرات اسكان‬ ‫وهمية وتوزيع لسندات عقارية‬ ‫انتخابية‪ ،‬فتحول حلم املواطن‬ ‫بامتالك وطن داخل وطنه اىل رفسة‬ ‫بغل قد يكون سياسياً أو قائداً او‬ ‫صانع قرار يف بلدي!‬ ‫قرص يس دي اصدرته وزارة االعامر‬ ‫واالسكان قبل سنوات‪ ،‬يحوي فيل ً‬ ‫ام‬ ‫تستعرض فيه منجزاتها‪ ،‬مع عزف‬ ‫موسيقي حاميس ثوري متصاعد مل‬ ‫يتوقف يف الخلفية طيلة الخمس‬ ‫عرشة دقيقة التي هي مدة الفيلم‬ ‫قبل ختامه ختام املنترصين بالنشيد‬ ‫الوطني !‪ ،‬ومن باب طبال وعرس‬ ‫ابنه‪ ،‬تتحدث الوزارة عن منجزاتها‬ ‫العمالقة بشكل لو استعرضته‬ ‫لكم كام ًال وبطريقتهم لرمبا كان‬ ‫رد فعلكم هو كرس شاشة الجهاز‬ ‫الذي تقرؤون فيه مقايل هذا !‬ ‫ولكني سأنقل لحرضاتكم منوذجاً‬ ‫واحداً يكفي إليصال هذا الشعور‬ ‫الحانق‪ ،‬وهو افتخار الوزارة بأنها‬ ‫وعىل مدى «ثالث سنوات من عمر‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية» كام يقول‬ ‫الفيلم نصاً‪ ،‬انجزت للعاصمة التي‬ ‫عدد سكانها حوايل مثانية ماليني‬

‫نسمة (‪ )288‬وحدة سكنية ‪ !!...‬بل‬ ‫األكرث من هذا تعساً افتخارها بأن‬ ‫ذلك املجمع السكني يتوفر فيه ماء‬ ‫ومجاري وغرفة للحارس ‪ !!...‬ركزوا‬ ‫عىل الرقم ‪ 288‬الذي انجز لبغداد‬ ‫يف ثالث سنوات أي بواقع ‪ 96‬وحدة‬ ‫سكنية سنوياً‪ ،‬واستعيذوا بالله من‬ ‫الشيطان الرجيم وبسملوا وحوقلوا‬ ‫وانتقلوا معي اىل الفقرة التالية‪.‬‬ ‫ي مثل هذه االيام قبل ثالث سنوات‬ ‫عقد آخر اجتامع برئاسة الجلبي‪،‬‬ ‫وكان مخصصاً لدراسة موضوع‬ ‫االسكان‪ ،‬استعرض جمع من االفاضل‬ ‫مشكلة السكن بل أزمتها العميقة‬ ‫والخطرية‪ ،‬وبني الجلبي انه استضاف‬ ‫سابقاً املوظفني املتبقني من هيأة‬ ‫االسكان العراقية القدمية والتي‬ ‫عملت منذ عام ‪ 1976‬وحتى ‪1998‬‬ ‫وسألهم عن معدل انجازهم السنوي‬ ‫من الوحدات السكنية يف ذلك‬ ‫الوقت‪ ،‬فأجابوا بإنجازهم ما معدله‬ ‫( ‪ ) 4500‬وحدة سكنية سنوياً‪ ،‬أي‬ ‫انهم طيلة سنوات عملهم االثنتني‬ ‫والعرشين مل يستطيعوا انجاز مائة‬ ‫الف مسكن‪ ،‬يف حني ان معدل النمو‬ ‫السكاين يف العراق يبلغ حوايل مليون‬ ‫نسمة سنوياً‪ ،‬واذا افرتضنا ان معدل‬ ‫عدد افراد االرسة العراقية هو ستة‬ ‫اشخاص‪ ،‬فيعني هذا الحاجة اىل‬ ‫حوايل (‪ )170.000‬وحدة سكنية‬ ‫سنوياً باإلضافة اىل نقص مرتاكم‬ ‫سابق يبلغ ثالثة ماليني مسكن‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫ثم استعرض الجلبي يف االجتامع‬ ‫بأىس كبري وامل عميق وضع السكان‬ ‫يف مدينة الصدر بطريقة حسابية‬ ‫واضحة وبسيطة‪ ،‬مبيناً ان مساحة‬ ‫مدينة الصدر تبلغ تقريباً ‪ 32.5‬كيلو‬ ‫مرتاً مربعاً من اجاميل مساحة بغداد‬ ‫البالغة ‪ 687‬كيلو مرت مربع‪ ،‬ويعني‬ ‫هذا ان مساحتها متثل حوايل خمسة‬ ‫باملائة فقط من املساحة الكلية‬ ‫يف حني ان عدد ساكنيها يبلغ اربع‬ ‫ماليني نسمة‪ ،‬أي ان نصف سكان‬ ‫بغداد يسكنون يف خمسة باملائة‬ ‫فقط من مساحتها‪ ،‬وبعد مجموعة‬ ‫من العمليات الحسابية قام بها يف‬ ‫ذلك االجتامع اهمها رضب عدد‬ ‫القطاعات يف مدينة الصدر يف عدد‬ ‫الوحدات يف القطاع الواحد يف مساحة‬ ‫الوحدة الواحدة وتقسيم االجاميل‬ ‫عىل عدد سكانها يصل بنا اىل ان كل‬ ‫مواطن لديه اقل من ثالثة امتار فقط‬ ‫للسكن ‪ !! ...‬وللتأكد جربوا بأنفسكم‬ ‫نتيجة رضب ‪ 80‬قطاع يف ألف بيت‬ ‫مبساحة ‪ 144‬مرتاً ثم قسموا الناتج‬ ‫عىل عدد سكان مدينة الصدر البالغ‬ ‫اربعة ماليني‪ ،‬وستكتشفون حينها‬ ‫النتيجة املحزنة‪.‬‬ ‫وبلغة االرقام التي يحمل فيها‬ ‫الدكتوراه يف فلسفة الرياضيات‬ ‫من جامعة شيكاغو‪ ،‬بني الجلبي ان‬ ‫املشكلة ليست مشكلة بناء ال ارضاً‬ ‫وال مواد‪ ،‬وامنا هي مشكلة مثن‬ ‫املسكن‪ ،‬ويف التفاتة خطرية وضح‬

‫ذلك مبثال قال فيه لنفرتض ان مثن‬ ‫مسكن بسيط هو ستون مليون‬ ‫دينار‪ ،‬ولنفرتض تقسيط هذا الثمن‬ ‫عىل ثالثني سنة‪ ،‬سيكون عىل املواطن‬ ‫دفع مبلغ حوايل ‪ 167‬ألف دينار‬ ‫شهرياً‪ ،‬وهذا اقل من معدل ادىن‬ ‫االيجارات التي يدفعها املواطنون‬ ‫يف العادة‪ ،‬ولكن الخطري يف املوضوع‬ ‫والذي يغفل عنه الجميع هو الفائدة‬ ‫املرصفية‪ ،‬التي سرتفع هذا القسط‬ ‫البسيط اىل ما يقارب ‪ 800‬ألف دينار‬ ‫‪ !!..‬وهنا طبعاً يقصد نظام الفائدة‬ ‫الرتاكمية الذي تعمل به املصارف‪،‬‬ ‫وهو باختصار تكرار استيفاء الفائدة‬ ‫سنوياً عىل املتبقي من أصل املبلغ‪،‬‬ ‫ذلك النمط الخطري من الفوائد التي‬ ‫ال يشعر بها املواطن يف حني انها‬ ‫حقيقة قامئة‪ ،‬واملبلغ الناتج من اصل‬ ‫القرض مضافاً اليه الفوائد يف املحصلة‬ ‫النهائية هو ما يستحيل عىل املواطن‬ ‫دفعه أو تحمله‪ ،‬وبالتايل استحالة‬ ‫حل أزمة السكن اذا ما استمرت‬ ‫ادارة البلد ومعالجة ازماته بنفس‬ ‫العقليات البائسة التي تتوارثها‬ ‫الحكومات املتعاقبة‪ ،‬صحيح ان‬ ‫الدولة متتلك األرض‪ ،‬اال انها تفتقر‬ ‫اىل التخطيط‪ ،‬وهي فعلياً ال تستطيع‬ ‫وال متتلك القدرة لبناء او متويل بناء‬ ‫ماليني الوحدات السكنية بني ليلة‬ ‫وضحاها وهو ما يبدو طبعاً اقرب اىل‬ ‫الخيال او املستحيل ألنه يعني بناء‬ ‫وطن جديد بالكامل‪ ،‬اال ان الرشكات‬

‫العمالقة واملصارف العاملية تستطيع‪،‬‬ ‫وبإمكانها البناء والتمويل بل تتمنى‪،‬‬ ‫وبدل الرشكة واملرصف هناك مئات‬ ‫بل اآلف‪ ،‬إذن اين تكمن املشكلة !؟‬ ‫املشكلة ذات شقني‪ ،‬األول هو الفائدة‬ ‫التي تطرقنا اليها قبل قليل‪ ،‬والثاين‬ ‫هو الثقة يف سداد الثمن وضامن حق‬ ‫الرشكة العقارية واملرصف املمول‪،‬‬ ‫وللتوضيح دعونا نفرتض ان رشكة‬ ‫عقارية عاملية ما وبدعم من مرصف‬ ‫ما‪ ،‬اقاما مرشوعاً لتمليك املواطن‬ ‫مسكناً بالتقسيط‪ ،‬وحتى لو افرتضنا‬ ‫اقامة املرشوع دون دفع الرشاوى‬ ‫واالتاوات للمتنفذين‪ ،‬فاإلجراءات‬ ‫القانونية واملالية واالدارية التي‬ ‫يتطلبها ضامن تسديد املواطن‬ ‫وضامن حقوق الرشكة هي اجراءات‬ ‫طويلة ومعقدة وسلسلة متشابكة‬ ‫مملة من اجراءات املحاكم والدوائر‪،‬‬ ‫وغالباً ال يصلون اىل نتيجة تضمن‬ ‫حقوقهم‪ ،‬وبالتايل يؤدي هذا اىل‬ ‫عزوف أي رشكة عن االستثامر يف قطاع‬ ‫االسكان يف العراق ونفور أي مرصف‬ ‫من متويل مشاريع االسكان وخاصة‬ ‫طويلة األمد‪ ،‬ومع عجز الدولة عن‬ ‫تدارك ما فات‪ ،‬ستبقى املشكلة قامئة‬ ‫ومستفحلة لدرجة السكن يف اماكن‬ ‫تفتقر ألدىن متطلبات العيش الكريم‪،‬‬ ‫وهذا ما نراه منترشاً يف كل مكان من‬ ‫وطننا لألسف‪ ،‬والعالج ليس اقل من‬ ‫توفري السكن الالئق ملاليني املواطنني‬ ‫يف مدن عرصية جديدة‪ ،‬فام هو‬

‫الحل؟‬ ‫الحل يف فكر الدكتور الجلبي بسيط‬ ‫لدرجة الذهول‪ ،‬فليس اكرث من (ست‬ ‫كلامت) فقط كافية متاماً إلنهاء أزمة‬ ‫السكن املرعبة‪ ،‬وهي قيام الدولة‬ ‫بــ (توفري األرض‪ ،‬وكفالة املواطن‪،‬‬ ‫وتحمل الفائدة)‪ ،‬اما توفري االرض‬ ‫فال أسهل منه عىل الدولة التي متتلك‬ ‫فعلياً ‪ % 95‬من ارض الوطن‪ ،‬واما‬ ‫كفالة املواطن امام املصارف ضامناً‬ ‫لحق الرشكات فهو من ابسط حقوق‬ ‫املواطن ليشعر مبواطنته اسوة بكل‬ ‫خلق الله‪ ،‬وهو واجب الدولة ولن‬ ‫يكلفها سوى تطبيق القوانني بصدق‬ ‫وحرص وبضامن نفس العقار‪ ،‬واما‬ ‫تحمل الفائدة املرصفية نيابة عن‬ ‫املواطن فيكلف الدولة يف حالة بناء‬ ‫مئتي ألف وحدة سكنية يف السنة‬ ‫حوايل ترليون دينار أي اقل من مليار‬ ‫دوالر أي حوايل ‪ 1%‬فقط من موازنة‬ ‫العراق‪ ،‬وهذا العدد من املساكن‬ ‫يعني يف املعدل توفري السكن ملليون‬ ‫وربع املليون انسان سنوياً‪ ،‬ولو‬ ‫افرتضنا حاجة كل مسكن من املائتي‬ ‫ألف اىل عرشة أشخاص فقط لبناءه‬ ‫فهذا يعني ايجاد فرص عمل ملليوين‬ ‫مواطن‪ ،‬فتأملوا‪.‬‬ ‫ولتنفيذ هذا الحلم واختصار‬ ‫الحلقات الزائدة‪ ،‬يدعم الجلبي‬ ‫فكرة اعادة تشكيل مجلس االعامر‬ ‫ليتوىل كل ما سبق‪ ،‬فيكون هو الجهة‬ ‫الراعية والضامنة وحلقة الوصل بني‬

‫االطراف الثالثة املستفيدة املواطن‬ ‫واملرصف والرشكة‪ ،‬وعىل مسؤولينا‬ ‫بعد اخراج رؤوسهم من الرمال‬ ‫االعرتاف بأن الدولة يستحيل عليها‬ ‫حل ازمة تتفاقم منذ عرشات السنني‪،‬‬ ‫واالعرتاف بأن صندوق االسكان ذو‬ ‫امليزانية املحدودة يستحيل عليه‬ ‫متويل بناء ماليني الوحدات السكنية‪،‬‬ ‫وقد نرشت وسائل االعالم قبل ايام‬ ‫مسودة موازنة الدولة لعام ‪،2019‬‬ ‫فبحثت فيها عن املبلغ املخصص‬ ‫لصندوق االسكان فكان اثنان‬ ‫وعرشون مليار دينار تقريباً‪ ،‬وهذا‬ ‫املبلغ لو قسمناه عىل ( ‪50.000.000‬‬ ‫) خمسون مليون لكل مواطن فلن‬ ‫يستفيد منه سوى ( ‪ ) 440‬شخص ُا‬ ‫فقط‪ ،‬وحتى لو افرتضنا فرضاً خيالياً‬ ‫ان املخصص للصندوق مليار دوالر‪،‬‬ ‫فسوف يلبي يف املعدل احتياجات‬ ‫بناء عرشين الف مسكن‪ ،‬يف حني‬ ‫ميكن تحقيق ما فوق الخيال بنفس‬ ‫هذا املليار فيام لو دفعته الحكومة‬ ‫للمصارف والرشكات العاملية كــ‬ ‫(نسبة فائدة تتحملها الدولة نيابة عن‬ ‫املواطن)‪ ،‬وسيكون كافياً لتمويل بناء‬ ‫مئتي ألف مسكن بأرقى املواصفات‬ ‫والتصاميم العاملية فالحظوا الفرق‪،‬‬ ‫وتأملوا يف رضورة ايجاد حلول غري‬ ‫تقليدية لكرس حاجز املستحيل‪،‬‬ ‫فقط نحتاج اىل رؤية مختلفة وصدق‬ ‫النوايا وقبل هذا وذاك الشعور‬ ‫باالنتامء اىل وطن اسمه العراق‪.‬‬

‫تخيل معي ايها العراقي ان تذهب اىل‬ ‫مرشوع سكني من عرشات او مئات‬ ‫املشاريع‪ ،‬وتتدلل عىل الرشكات التي‬ ‫ستتنافس حينها عىل تقديم أرقى‬ ‫وأجمل التصاميم العاملية وأفضل‬ ‫الخدمات بأقل االسعار‪ ،‬تخيلوا معي‬ ‫حال املواطن الذي سيتحول فجأة‬ ‫من باحث عن مأوى يف عشوائيات‬ ‫تفتقر ألدىن متطلبات العيش‪ ،‬أو‬ ‫يف أفضل حاالته حاملاً بخمسني مرتاً‬ ‫يف الزراعي! تخيلوا ان يتحول هذا‬ ‫االنسان اىل مواطن حقيقي يشعر‬ ‫بآدميته وحقه يف الوطن ويتحول‬ ‫اىل مالك يتجول متبخرتاً بني رشكات‬ ‫العقار التي يرتاكض مندوبوها امامه‬ ‫متملقني وهم يعرضون عليه مختلف‬ ‫الوحدات السكنية‪ ،‬وال يكلف‬ ‫هذا الحلم بعراق متقدم مزدهر‬ ‫سوى الكلامت الست التي وضعها‬ ‫الجلبي يف خطته لحل أزمة السكن‪،‬‬ ‫‪ .1‬توفري االرض‪ .2 ،‬كفالة املواطن‪،‬‬ ‫‪ .3‬تحمل الفائدة‪ ،‬وهكذا فخالل‬ ‫سنوات معدودة وبإعادة توجيه‬ ‫اموال مواطنينا وتصويب مسارها‬ ‫من دفع بدالت االيجار اىل دفع‬ ‫اقساط امللك الرصف‪ ،‬ودون ان تدفع‬ ‫الدولة سوى فرق الفائدة‪ ،‬سيكون‬ ‫لدينا وطن جديد بأموال املصارف‬ ‫وايادي الرشكات العاملية العمالقة‪،‬‬ ‫وهنا يكمن االختالف يف منط التفكري‬ ‫واالرادة والوطنية ما بني كفاءات‬ ‫شيكاغو وزنجار الوطن‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫شوارع جنوب العراق‪..‬‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫معرض فني متنقل‬

‫تغريت الحياة الثقافية يف‬ ‫العراق خالل السنوات‬ ‫املاضية‪ ،‬ومل يعد الفن حكرا عىل‬ ‫العاصمة بغداد ومسارحها‪.‬‬ ‫ولعل تحويل الشوارع املطلة عىل‬ ‫نهري دجلة والفرات يف املحافظات‬ ‫الجنوبية إىل منصة لعرض األعامل‬ ‫الفنية بأنواعها املتعددة بعد أن‬ ‫كانت مهملة وخالية من الحياة‬ ‫خري مثال عىل ذلك‪.‬‬ ‫وكان املثقفون واملحبون للفن‬ ‫هم وراء هذه املبادرة وجعلوها‬ ‫تجمعا ثقافيا كل جمعة وسبت من‬ ‫األسبوع لعرض املرسحيات والرسوم‬ ‫واألعامل الفنية املتعددة يف الهواء‬ ‫الطلق‪ ،‬يتجسد فيها واقع الحياة‬ ‫التي عاشها ويعيشها العراقيون‪.‬‬ ‫الحراك الثقايف مل يقترص عىل‬ ‫محافظة جنوبية واحدة بل امتد إىل‬ ‫جميع املحافظات الجنوبية‪ ،‬ومن‬ ‫الصعب أن ترى غريك يبدع وأنت‬ ‫ال تبادر أو تقف عاجزا دون حل‪،‬‬ ‫فشوارع الثقافة أصبحت منترشة‬ ‫يف جميع املحافظات الجنوبية‪،‬‬ ‫ولها تأثري كبري ومهم يف املجتمع‪،‬‬ ‫بحسب الكاتب عبد الزهرة زيك‪.‬‬ ‫ورغم قلة الدعم يتابع زيك قوله‬ ‫كان الحافز هو الجمهور الذي يجد‬ ‫يف الثقافة عامال مهام لتحريك كل‬ ‫يشء قد يغري ويتغري يف املجتمع‪،‬‬

‫مشريا إىل أن هذه الطرقات تحولت‬ ‫لتجمعات ثقافية يعرض فيها‬ ‫الرسم واملرسح والنحت والتصوير‪،‬‬ ‫وباتت مجاال مهام للتنافس بني‬ ‫الفنان والهاوي الكتساب الخربة‪.‬‬ ‫نتاج مختلف‬ ‫الفكرة نفسها يف ذي قار وواسط‬ ‫والساموة وميسان‪ ،‬من حيث‬ ‫تحويل الشوارع إىل متنفس ثقايف‬ ‫لكن األعامل مختلفة‪.‬‬ ‫يقول الفنان ماجد العتايب إن تعدد‬ ‫املدارس الفنية والتنويع يجعالن‬ ‫املرشوع يتجدد ويسري بخطى‬ ‫ثابتة‪ ،‬مشريا إىل أن هناك تواصال‬ ‫بني الفنانني يف هذه املحافظات‬ ‫ملعرفة ما يطرح مثال يف ميسان‬ ‫من أعامل فنية‪ ،‬وعرض يشء مغاير‬ ‫بالنارصية‪.‬‬ ‫واعترب العتايب أن تنوع املدارس‬ ‫الفنية هو ما يجعل فناين الشوارع‬ ‫يجدون الحرية الكافية يف طرح‬ ‫أعامل فنية مغايرة‪.‬‬ ‫ورغم اإلمكانيات املحدودة وافتقار‬ ‫املحافظات الجنوبية إىل املسارح‬ ‫واستيالء بعض األحزاب النافذة‬ ‫عىل األماكن الثقافية وتحويلها‬ ‫ملقرات تابعة لها فإن ذلك مل يوقف‬ ‫اإلبداع‪ ،‬بحسب الكاتب الشاب‬ ‫مصطفى السعيدي‪.‬‬ ‫ويقول السعيدي إن هناك طاقات‬

‫فنية واعدة يف النارصية رغم قلة‬ ‫الدعم املادي واملعنوي وغياب‬ ‫القاعات فنية الخاصة لتدريب‬ ‫الفرق املرسحية‪ ،‬مؤكدا أن «هذا‬ ‫التحدي مل يكن عائقا أمامنا‪،‬‬ ‫فقد أصبحنا نتمرن يف البيوت ثم‬ ‫نعرض مرسحيتنا يف الشارع الثقايف‬ ‫مبساعدة فنانني آخرين ميتلكون‬ ‫خربة واسعة يف هذا الشأن»‪.‬‬ ‫جمهور واسع‬ ‫املرشوع كرب والجمهور توسع‬ ‫ليشمل أعامرا مختلفة‪ ،‬ويقول‬ ‫املخرج غازي رهيف إن املثقفني‬ ‫يأتون من جميع األقضية والنواحي‬ ‫إىل مراكز املحافظات ملشاهدة‬ ‫األعامل واإلبداعات الفنية‪ ،‬وهو‬ ‫مؤرش إيجايب عىل كرس كل الحواجز‬ ‫بني الفنان واملتلقي‪.‬‬ ‫كام أصبح املخرجون‪-‬يضيف‬ ‫رهيف‪ -‬يخاطبون جميع األذواق‪،‬‬ ‫ويلقى املنتج الفني املتوازن رواجا‬ ‫كبريا رغم حساسية املجتمع يف‬ ‫جنوب العراق وطابعه املحافظ‪،‬‬ ‫مشريا إىل أنهم «يعملون دون أن‬ ‫يسيئوا إىل أحد أو يخدشوا الحياء‪،‬‬ ‫فمن الصعب أن تقدم عمال فنيا‬ ‫دون إقناع وعرض متوازن‪ ،‬وهو ما‬ ‫ساعدنا عىل الوصول والنجاح»‪.‬‬ ‫‪aljazeera‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫نرشت صحيفة «الغارديان»‬ ‫تقريرا ملراسلها مارتن شولوف‪،‬‬ ‫يتحدث فيه عن مقتل عدد من العراقيات‬ ‫املعروفات‪ ،‬بشكل يثري مخاوف من بداية‬ ‫هجوم مضاد من قبل املعسكر املحافظ‬ ‫عىل ما يراه خروجا عىل التقاليد‪.‬‬ ‫ويشري التقرير‪ ،‬إىل أنه رغم أن العراق‬ ‫بلد اعتاد عىل العنف‪ ،‬إال أن الصور‬ ‫كانت مثرية للرعب‪ ،‬حيث توقف رجل‬ ‫كان عىل دراجة نارية إىل جانب سيارة‬ ‫وأطلق ثالث رصاصات من مسدس عىل‬ ‫تارة فارس وأرداها قتيلة‪ ،‬وسط شارع يف‬ ‫العاصمة بغداد‪.‬‬ ‫ويلفت الكاتب إىل أن عملية االغتيال‪،‬‬ ‫التي سجلتها كامريا مراقبة‪ ،‬كانت وقحة‬ ‫ومألوفة للعراقيني‪ ،‬الذين عاشوا طوال‬ ‫عقد مؤمل من الحرب األهلية‪ ،‬لكنها كانت‬ ‫مثرية للصدمة‪ ،‬فالجثة التي اسرتخت عىل‬ ‫كريس السيارة مل تكن لسيايس‪ ،‬أو مسؤول‪،‬‬ ‫أو مقاتل‪ ،‬أو أمري حرب‪ ،‬بل كانت مللكة‬ ‫جامل سابقة‪ ،‬شابة لديها حضور وموقف‪،‬‬ ‫وواحدة من أربع نساء شهريات قتلن يف‬ ‫البلد عىل التوايل‪.‬‬ ‫وتبني الصحيفة أن النساء األربع مل يكن‬ ‫عىل معرفة ببعضهن‪ ،‬لكنهن اشرتكن يف‬ ‫يشء واحد‪ ،‬وهو الحضور العام والصوت‬ ‫الذي مل يعجب عنارص يف املجتمع العراقي‪،‬‬ ‫الذي ال يزال ينظر بطريقة جامدة للكيفية‬ ‫التي تترصف فيها املرأة‪ ،‬يف ظل نوع من‬ ‫الحرية النسبية التي زحفت إىل الثقافة‬ ‫املحافظة‪ ،‬مشرية إىل أن محاولة البعض‬ ‫التحرر‪ ،‬أو الكشف عنه يف مجتمع ما بعد‬ ‫الحرب يعد شجاعة‪ ،‬فيام يعد الكشف‬ ‫عن ذلك بفخر نوعا من التهور‪.‬‬ ‫ويفيد التقرير بأن الشابة الثائرة تارة‬

‫تفاصيل تكشف الول مرة‬ ‫بعد‬ ‫مقتل‬ ‫تارة فارس‬ ‫والمعروفات‬ ‫الثالث‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫أصبحت مركز اهتامم وسببا يف النقد‬ ‫الذي أدى إىل مقتل النساء األربع‪ ،‬وأدى‬ ‫إىل جدال عام ونادر يف العراق‪ ،‬عن‬ ‫الطريقة التي تحولت فيها املرأة منذ‬ ‫‪ 15‬عاما عىل الغزو األمرييك‪ ،‬الفتا إىل أن‬ ‫الداعني للحرية املدنية والحريات الفردية‬ ‫قالوا إنها خرجت من الفوىض‪.‬‬ ‫وينوه شولوف إىل أن وفاة تارة (‪ 22‬عاما)‬ ‫يوم الجمعة‪ ،‬جاء بعد مقتل سعاد العيل‪،‬‬

‫وهي الناشطة يف مجال حقوق املرأة يف‬ ‫البرصة‪ ،‬حيث أطلق الرصاص عليها عندما‬ ‫كانت تسري مع زوجها إىل سيارتها‪ ،‬فيام‬ ‫قتلت يف آب‪ /‬أغسطس كل من رشا‬ ‫الحسن ورفيف اليارسي‪ ،‬اللتني كانتا‬ ‫تعمالن يف محل للتجميل‪ ،‬ومل يفصل بني‬ ‫مقتلهام سوى أسبوع‪.‬‬ ‫وتنقل الصحيفة عن رئيس الوزراء‬ ‫العراقي حيدر العبادي‪ ،‬قوله إن هذه‬

‫االغتياالت ليست عشوائية‪ ،‬وتعهد‬ ‫مبالحقة املهاجمني‪ ،‬مستدركة بأن بعض‬ ‫النساء العراقيات ذهنب أبعد‪ ،‬حيث قالت‬ ‫زينب الصلبي‪ ،‬التي تدير معهد املرأة من‬ ‫أجل املرأة الدولية يف واشنطن‪« :‬يتم قتل‬ ‫املرأة يف االتجاهات كلها‪ ،‬ويف كل مكان‪،‬‬ ‫ونحن نعيش يف عرص املالحقة»‪.‬‬ ‫وبحسب التقرير‪ ،‬فإن تارة مل تلتزم‬ ‫باإلطار‪ ،‬فهي مطلقة وأم وحيدة‪ ،‬تزوجت‬

‫يف سن السادسة عرشة‪ ،‬ودخلت صورتها‬ ‫بالتنانري القصرية واملكياج من خالل وسائل‬ ‫التواصل االجتامعي‪ ،‬ولديها ‪ 2.7‬مليون‬ ‫معجب عىل «إنستغرام» و»فيسبوك»‬ ‫و»يوتيوب»‪ ،‬وهي وسائل مشهورة يف‬ ‫العراق‪ ،‬الذي يتم التسامح فيه مع من‬ ‫يريد العيش يف خياله‪ ،‬لكن الظهور مبظهر‬ ‫واضح يعد خطرا‪.‬‬ ‫ويورد الكاتب نقال عن هديل املنظر‪ ،‬التي‬ ‫تقدم نفسها عىل أنها محافظة تعيش يف‬ ‫رشق بغداد‪ ،‬قولها‪« :‬ميكننا الذهاب إىل‬ ‫لبنان وارتداء ما نريد‪ ..‬حتى الرجال‬ ‫العراقيون هناك ال يهتمون‪ ،‬لكن أن‬ ‫تفعيل اليشء ذاته يف بغداد فإن هذا يعد‬ ‫أمرا مخجال‪ ،‬طبعا هذا ترصف بوجهني‬ ‫لكن هكذا نعيش»‪.‬‬ ‫وتذكر الصحيفة أن تارة‪ ،‬التي ولدت‬ ‫ألم شيعية لبنانية وأب عراقي مسيحي‪،‬‬ ‫مل تحاول جهدها لاللتزام بالتقاليد‬ ‫التي كان يتوقع منها االلتزام بها‪ ،‬وكان‬ ‫ظهورها العلني تحديا للمعايري املزدوجة‬ ‫التي يشتيك منها الكثري يف العراق‪،‬‬ ‫لكنهم مل يكونوا مستعدين ملواجهتها‪،‬‬ ‫الفتة إىل أن الرد عىل مقتل تارة بني‬ ‫مستخدمي وسائل التواصل االجتامعي‬ ‫كان متعاطفا يف معظمه‪ ،‬وناقدا يف جزء‬ ‫منه‪ ،‬ويعكس الكيفية التي تحدت بها‬ ‫مجتمعها املستقطب‪ ،‬فيام تم فصل‬ ‫موظف يف اإلعالم الحكومي بعد وصفه‬ ‫الفارس بـ»العاهرة» عىل وسائل التواصل‬ ‫االجتامعي‪.‬‬ ‫ويفيد التقرير بأن مقتل الدكتورة رفيف‬ ‫اليارسي‪ ،‬الطبيبة يف مجال التجميل‪ ،‬يف‬ ‫آب‪/‬أغسطس‪ ،‬أدى إىل صدمة واسعة‪،‬‬ ‫وكانت قد عرفت بلقب «باريب العراق»‪،‬‬ ‫وظهرت يف برامج تلفازية بشكل منتظم‪،‬‬ ‫دعت فيها املرأة للحصول عىل االستقالل‪،‬‬

‫من خالل تغيريها مظهرها‪ ،‬مشريا إىل‬ ‫أن املسؤولني العراقيني زعموا أنها ماتت‬ ‫بعد ابتالعها جرعة دواء زائدة عن الحد‪،‬‬ ‫وبعدها بأسبوع وجدت خبرية تجميل‬ ‫معروفة ميتة يف بيتها‪ ،‬وال تزال وفاتها‬ ‫غامضة‪.‬‬ ‫وينقل شولوف عن زينب (‪ 39‬عاما)‪،‬‬ ‫قولها إن حجم الرسائل التي وجدتها عىل‬ ‫وسائل التواصل االجتامعي جعلها تصاب‬ ‫باالشمئزاز‪ ،‬مشرية إىل أن ما ورد يف الرسائل‬ ‫كان أنهن «حصلن عىل ما يستحققن‬ ‫بسبب أفعالهن»‪ ،‬ولهذا السبب امتنعت‬ ‫زينب عن إعطاء اسمها الكامل‪ ،‬حيث‬ ‫قالت‪« :‬يتهم الناس الفتيات بأنهن أسأن‬ ‫استخدام الحرية املمنوحة لهن‪ ،‬لكن فهم‬ ‫الحرية هو الذي تعرض إلساءة فهم‪،‬‬ ‫واضطرت عائالتهن للدفاع عنهن بدال من‬ ‫ندبهن‪ ،‬وهذا خطأ»‪.‬‬ ‫وتورد الصحيفة نقال عن الناشطة‬ ‫واملتخصصة يف العنف املامرس ضد املرأة‬ ‫رسل كامل‪ ،‬قولها‪« :‬أعتقد أن ما حدث‬ ‫لهؤالء الفتيات هو تهديد للنساء والبنات‬ ‫العراقيات الاليت يردن العيش بحرية‬ ‫بعيدا عن العرف والدين والدور‪ .،‬وأصبح‬ ‫التنوع واالختالف نهجا خطريا للنساء‬ ‫كلهن»‪.‬‬ ‫وتختم «الغارديان» تقريرها اإلشارة إىل‬ ‫أن الطالبة يف جامعة بغداد ُسى أحمد‪،‬‬ ‫توافق عىل هذا الرأي‪ ،‬حيث تقول إن‬ ‫وفاة النساء لن تؤدي إىل تغيري املواقف؛‬ ‫ألن املجتمع العراقي ال يتسامح مع‬ ‫«املرأة غري التقليدية»‪ ،‬وتضيف‪« :‬شاهدنا‬ ‫هذا من قبل‪ ،‬حيث تم تفجري املواخري‪،‬‬ ‫وإطالق النار عىل النوادي الليلية‪ ،‬وهي‬ ‫رسالة مفادها (الزم حدك) وأخىش أن‬ ‫يستمع الناس‪ ،‬ولن يتم حل لغز هذه‬ ‫الجرائم»‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫المقدس بين الدين والعلمانية‬

‫‪44‬‬ ‫«املقدس هو كل ما اليمكن‬ ‫السخرية منه» نيتشه‬ ‫ظل املقدس مالزماً للحضارة‬ ‫اإلنسانية منذ نعومة أظفارها‪،‬‬ ‫واليبدو أن اإلنسان سيفك‬ ‫الرباط به حتى مع تراجع دور‬ ‫الدين يف الحياة‪ ،‬فاملقدس‬ ‫يخضع لصريورة تأريخية عرب‬ ‫الزمن‪ ,‬يتطور خاللها يف طبيعة‬ ‫وظيفته وصيغة تمظهره دون‬ ‫أن يتالشى‪ .‬هو حيوان يتوحد‬ ‫أفراد القبيلة البدائيه بعبادته‬ ‫وتقديسه‪ ،‬أو إله للحب أو املطر‪،‬‬ ‫أو هو الرب الواحد الخالق ‪،‬‬ ‫كذلك هو الوطن الذي يقدسه‬ ‫جميع أبناء الجلدة الواحدة‪ ،‬أو‬ ‫علم األمة الذي ينشد له كل‬ ‫تالميذ املدرسة بصوت واحد‬ ‫وهم خاشعون‪.‬‬

‫قصي الصايف‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫بحكم التجارب واملعايشة‬ ‫الطويلة أدركت املجتمعات‬ ‫البدائية الطبيعة املتناقضة لإلنسان‬ ‫بني نزوعه الفطري للتعايش مع‬ ‫اآلخر من جهة‪ ،‬وحبه املفرط لذاته‬ ‫عىل حساب اآلخر من جه ٍة أخرى‪،‬‬ ‫ولو ترك اإلنسان لطبيعته لكان‬ ‫حال املجتمعات متاماً كام وصفها‬ ‫الفيلسوف الربيطاين توماس هوبز‬ ‫بعبارته الشهرية ‪ :‬حرب الجميع ضد‬ ‫الجميع‪ .‬هنا برزت رضورة إبتكار آلية‬ ‫معينة لضبط سلوك الفرد وتنظيم‬ ‫عالقاته باآلخر‪ ،‬فكانت وظيفة‬ ‫الطقوس والتقاليد جمع الناس ضمن‬ ‫مشرتكات روحية موحدة‪ ،‬ورفع‬ ‫املنسوب العاطفي للتضامن بينهم‪.‬‬ ‫أما القوانني فقد كانت عىل هيئة‬ ‫قيم و معايري أخالقية تشكل منظومة‬ ‫قيمية هي مبثابة الدستور الرسمي‬ ‫للمجتمع البدايئ‪ .‬ولتأمني طواعية‬ ‫الفرد للتقاليد ومنظومة القيم‪ ,‬كان‬ ‫املقدس هو اإلبتكار العبقري‪ ،‬القادر‬ ‫عىل تفجري طاقة اإلنسان الوجدانية‬ ‫والروحية‪ ،‬وتزويده بالشحنات‬ ‫العاطفية والحوافز النفسية لعمل‬ ‫الخري وتأمني النظام وخدمة الجامعة‪،‬‬ ‫أي صناعة الوازع الداخيل الذي‬ ‫تطور إىل ما نسميه اليوم بالضمري‪،‬‬ ‫الرشطي الوحيد الذي نبجله ونفتخر‬ ‫به‪ ،‬رغم قسوته وهو ميسك بقامئته‬

‫اإلنسان انذاك لم‬ ‫يكن قادراً على تخيل‬ ‫إله ًا واحداً يستطيع‬ ‫القيام بكل شيء‪ .‬إذن‬ ‫المقدس هو السند‬ ‫الالعقالني للعقل‬ ‫إذ يلتقيان في وحدة‬ ‫متناقضات تتمثل‬ ‫بطبيعة اإلنسان‬ ‫الفطرية‪.‬‬ ‫الطويلة من املمنوعات واملستحبات‪،‬‬ ‫ويفرضها مبا ميلك من أسلحة فعالة‬ ‫مثل تسليط الشعور بالذنب عىل‬ ‫النفس أو مكافأة النفس بنشوة فعل‬ ‫الخري أو اإلنجاز وغري ذلك‪.‬‬ ‫بإتساع املجتمعات وتطورها املادي‪،‬‬ ‫كان عىل اإلنسان أن يطور منظومته‬ ‫اإلدارية ليواجه تشعب وتعقيد‬ ‫الحياة‪ ،‬فنشأت اآللهة ذات التخصص‬ ‫الدقيق‪ ،‬التي يقوم كل منها بجانب‬ ‫من جوانب الحياة ‪ ،‬اله للحب وآخر‬ ‫للحكمة وثالث للزراعة ‪..‬ألخ ‪ .‬يبدو‬ ‫أن اإلنسان انذاك مل يكن قادراً عىل‬ ‫تخيل إلهاً واحداً يستطيع القيام‬ ‫بكل يشء‪ .‬إذن املقدس هو السند‬ ‫الالعقالين للعقل إذ يلتقيان يف وحدة‬ ‫متناقضات تتمثل بطبيعة اإلنسان‬

‫الفطرية‪.‬‬ ‫لقد إستمر املقدس الديني وما يتفرع‬ ‫منه من أساطري وغيبيات يف الهيمنة‬ ‫عىل الحياة الثقافية والسياسية‬ ‫واإلجتامعية لقرون طويلة‪ ،‬حتى‬ ‫صعود الربجوازية األوروبية التي‬ ‫أخذت عىل عاتقها مهمة تهشيم‬ ‫العامل القديم بكل مفاهيمه وقيمه‬ ‫اإلقطاعية البالية والرشوع يف‬ ‫الحداثة‪ .‬و بحكم الرتاكم املعريف‬ ‫والتطور العلمي والتكنولوجي بلغ‬ ‫اإلنسان سن الرشد تاريخياً‪ ،‬إذ‬ ‫أدرك أن املقدس الديني قد إستنفذ‬ ‫قدرته عىل توجيه بوصلة الحياة‪،‬بل‬ ‫أصبح يشكل عبئاً خطرياً عىل كاهل‬ ‫املجتمع الجديد ‪ ،‬فلم يكن فقط أدا ًة‬ ‫فعالة بيد ألطبقات املهيمنة إلدامة‬ ‫هيمنتها‪ ،‬بل أصبح أيضاً مصدراً‬ ‫للتعصب واإلنغالق الفكري املنتج‬ ‫للحروب واإلرهاب‪ ،‬فقد استمرت‬ ‫الحروب الدينية بني الدول األوربية‬ ‫لعرشات السنني‪ ،‬وإندلعت الحروب‬ ‫األهلية بني الطوائف يف داخل الدولة‬ ‫الواحدة وأنترش اإلرهاب والقمع‬ ‫الديني يف كل ارجاء القارة األوربية‬ ‫انذاك‪.‬‬ ‫ميكن ادراج تلك الحروب واملجازر‬ ‫ضمن مايسميه الفيلسوف األملاين‬ ‫هيجل « مكر التأريخ «‪ ،‬فالتأريخ‬ ‫يظهر ما سببته من كوارث ومآيس‬

‫ويخفي ما كان يعتمل داخل‬ ‫املجتمعات من اسئلة وإرهاصات‬ ‫فكرية‪ ,‬ستكون فيام بعد إنطالقة‬ ‫فكرية هامة باتجاه الحداثة‪ ،‬فقد‬ ‫وضع‬ ‫الدين ألول مرة موضع التشكيك‬ ‫والتساؤل‪ ،‬كام تعرض الرتاث الديني‬ ‫إىل املراجعة والتفكيك والنقد‪ .‬لقد‬ ‫كانت فلسفة التنوير ثور ًة فكرية‬ ‫هائلة يف هذا املضامر‪ ،‬فبعد أن فند‬ ‫جون لوك الرشعية الساموية للملك‬ ‫‪ ،‬تأرجحت تحديات فكر األنوار‬ ‫لهيمنة الدين بني إلحادية ديدرو‬ ‫وتشكيك فولتري وأميان روسو الرافض‬ ‫إلميان الكنيسة السلطوي‪ .‬لقد فتح‬ ‫فكر التنوير اآلفاق واسعة لدخول‬ ‫عرص العلامنية ‪,‬فالثورة األمريكية‬ ‫التي قادها كوكبه من تالمذة فكر‬ ‫التنوير ( جفرسن ‪ ,‬ادامز ‪ ,‬فرانكلني‬ ‫وغريهم )قد اسست أول دولة‬ ‫علامنية بالتاريخ فصلت الدين عن‬ ‫السياسة متاما ‪ ,‬وقد كانت االرض‬ ‫ممهدة لذلك لالسباب التالية ‪ :‬أوال‬ ‫الن الطوائف الدينية تحمل موروث‬ ‫الضحية اصال ‪,‬فقد لجأت اىل امريكا‬ ‫بسبب االضطهاد الديني يف دولها‬ ‫األصلية‪ ,‬ولذا فقد رحبت بفصل‬ ‫الدين عن الدولة لتتجنب اضطهاد‬ ‫الدولة لها من جديد‪,‬ثانيا كان هناك‬ ‫توازن يف حجم الطوائف اليسمح‬

‫الثورة األمريكية التي‬ ‫قادها كوكبه من‬ ‫تالمذة فكر التنوير‬ ‫( جفرسن ‪ ,‬ادامز ‪,‬‬ ‫فرانكلين وغيرهم )‬ ‫قد اسست أول دولة‬ ‫علمانية بالتاريخ‬ ‫فصلت الدين عن‬ ‫السياسة تماما ‪ ,‬وقد‬ ‫كانت االرض ممهدة‬ ‫لذلك‪..‬‬ ‫ألحداها بالهيمنة ‪ ,‬ثالثا كانت كل‬ ‫طائفة تحاول التوسع بالتبشري بحرية‬ ‫دون تدخل الدولة وقيودها القانونية‪.‬‬ ‫تلت الثورة األمريكية الثورة‬ ‫الفرنسية التي رشعت بابعاد الدين‬ ‫عن الدولة تدريجيا حتى اكتملت‬ ‫دولتها العلامنيةيف الجمهورية الثالثة‬ ‫عام ‪1905‬بعد الغاء معاهدة ‪1801‬‬ ‫مع الفاتيكان وايقاف أي دعم ألي‬ ‫فصيل ديني من خزينة الدولة‪.‬‬ ‫لقد تراجع احتكار الدين للمقدس ‪,‬‬ ‫فقد اكتسب املقدس يف املجتمعات‬ ‫الحديثة بعدا علامنيا‪ ,‬و تغريت‬ ‫دالالته الرمزية ووظائفه ومرجعياته‪,‬‬ ‫فالحركة القومية األملانية مثال ‪,‬‬ ‫استنبطت مقدساتها من التاريخ‬ ‫االملاين وفرادة الشخصية االملانية‬

‫ونقاء عرقها فهي “السليل الحقيقي»‬ ‫للشخصية االغريقية(خطاب فيخته‬ ‫الشهري لألمة األملانية) ‪,‬كام فعلت‬ ‫اليشء نفسه الحركة القومية‬ ‫االيطالية عىل اعتبار ان االيطايل‬ ‫هو رائد النهضه األوروبيه ‪,‬ويف‬ ‫الواليات املتحدة يحمل الدستور‬ ‫واالباء املؤسسون قدسية تشبه‬ ‫قدسية االنجيل والصديقني‪ ,‬والجاحد‬ ‫هنا اليتهم بالكفر أو الزندقة كمن‬ ‫يكفر بالسامء وامنا‪ ,‬يوصم بإنعدام‬ ‫الوطنية ‪ ,‬وبعد احداث‪ 9/11‬وتفجري‬ ‫مركز التجارة العاملي اصبح املكان‬ ‫مزارا مقدسا يرتاده املواطنون الحياء‬ ‫ذكرى الضحايا بقدسية وخشوع‬ ‫‪.‬لو امعنا النظر حولنا سنجد ان‬ ‫للمقدسات حضورا مهام يف حياتنا‬ ‫الفكرية واالجتامعية ‪,‬فمن منا مل‬ ‫يركع لرتاب الوطن فيقبله وكأنه‬ ‫يصيل الله مقدس ‪,‬وكيف تفرس ذلك‬ ‫التوحد الصويف وانت تنشد للعلم‬ ‫وهو يرتفع خفاقا‪ ,‬وحني تقف يف‬ ‫حرضة متثال لشخصية عظيمة أال‬ ‫يغمرك شعور يشبه شعور املؤمن‬ ‫امام قرب قديس أو نبي‪ .‬خالصة القول‬ ‫ان االنسان ال فكاك له من املقدس‬ ‫سلبيا كان أو ايجابيا طاملا يشرتك‬ ‫يف االدراك املعريف عاملاه العقالين‬ ‫والالعقالين‪ ,‬وهام برصاعهام يكمالن‬ ‫بعضهام يف وحدة تناقض خالقة ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬

‫هل انتهى شهر العسل لولي عهد السعودية محمد بن سلمان؟‬

‫هل يُصدق أنه مل ميض ‪18‬‬ ‫شهرا عىل هبوط طائرة‬ ‫الرئاسة األمريكية يف الرياض ليبدأ‬ ‫استقبال رسمي حافل؟‬ ‫عندما اختار الرئيس األمرييك دونالد‬ ‫ترامب السعودية لتكون وجهته يف‬ ‫أول جولة خارجية رسمية يف مايو‪/‬‬ ‫أيار من العام املايض‪ ،‬كان غالبية‬ ‫السعوديني سعداء بهذا االختيار‪.‬‬ ‫ومل يكن أغلب السعوديني يأبهون‬ ‫بالرئيس السابق باراك أوباما‪ ،‬إذ مل‬ ‫يكن يوما لديه اهتامم كبري بالرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬حسبام يرون‪ ،‬باإلضافة إىل‬ ‫اعتبارهم االتفاق النووي بني قوى‬ ‫الغرب وإيران سيئا‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬يرون أن ترامب شخص‬ ‫ميكن أن ُتعقد معه الصفقات‪ .‬فقد‬ ‫رفع القيود التي كانت مفروضة يف‬ ‫عهد أوباما عىل مبيعات السالح‬ ‫لتساعدهم يف حرب اليمن‪ ،‬كام‬ ‫امتنع عن توبيخهم بشأن حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬باإلضافة إىل سعادته‬ ‫بعالقة العمل بني صهره جاريد‬ ‫كوشرن وويل العهد السعودي‪ ،‬الرجل‬ ‫القوي‪ ،‬محمد بن سلامن‪.‬‬ ‫وأعقب هذا زيارة ويل العهد‬ ‫السعودي إىل البيت األبيض‪ ،‬ووزارة‬ ‫الدفاع األمريكية (البنتاغون)‪،‬‬ ‫وهوليوود‪ .‬كام قوبل بن سلامن‬ ‫برتحيب رسمي يف لندن رغم‬

‫االحتجاجات التي ُنظمت ضده‪،‬‬ ‫والتي رأت أن ضلوعه يف الرصاع‬ ‫يف اليمن يزيد من وطأة املأساة‬ ‫اإلنسانية هناك‪.‬‬ ‫ويف داخل السعودية‪ ،‬يشيد‬ ‫دبلوماسيون غربيون مبا يقوم به‬ ‫بن سلامن من إصالحات‪ ،‬باعتبارها‬ ‫متنفسا طال انتظاره‪ .‬فقد رفع‬ ‫الحظر عىل قيادة املرأة للسيارة‪،‬‬ ‫وأعاد محافل الرتفيه العامة‪ ،‬مع‬ ‫الحد من سلطات هيئة األمر‬ ‫باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬ ‫ويف الوقت نفسه‪ ،‬أعلن بن سلامن‬ ‫خططه الطموحة الهائلة إلنهاء‬ ‫عهد اعتامد اقتصاد السعودية عىل‬ ‫عائدات النفط‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫إنشاء مدينته املستقبلية‪ ،‬وهي‬ ‫منطقة استثامرية تجارية وصناعية‬ ‫بتكلفة ‪ 500‬مليار دوالر يف الصحراء‪.‬‬ ‫وكانت السعودية تحت قيادة بن‬ ‫سلامن تخطو خطوات تقدمية‬ ‫واسعة‪ ،‬ويف مثل هذه الفرتة من‬ ‫العام املايض تسابقت دول العامل‬ ‫من أجل حضور تدشني «مبادرة‬ ‫مستقبل االستثامر» يف الرياض‪.‬‬ ‫لكن الكثري من األمور تغريت‪ .‬فقد‬ ‫ظهرت مؤرشات تحذيرية عىل أن‬ ‫بن سلامن ليس اإلصالحي الليربايل‬ ‫الذي كان يظنه الغرب‪ ،‬وذلك حني‬ ‫احتجز العرشات من األمراء وكبار‬

‫رجال األعامل يف فندق فاخر العام‬ ‫املايض‪ ،‬التهامهم بالفساد‪ .‬كام‬ ‫احتجز سعد الحريري‪ ،‬رئيس وزراء‬ ‫لبنان‪ ،‬لفرتة وجيزة وسط مزاعم‬ ‫بإجباره عىل االستقالة‪ .‬كام أمر‬ ‫باعتقال كل من يجرؤ عىل معارضة‬ ‫أجندة اإلصالح التي أعلنها‪ ،‬حتى لو‬ ‫كان هذا عرب تغريدة مبوقع تويرت‪.‬‬ ‫غري أن االختفاء املريب للصحفي‬ ‫السعودي جامل خاشقجي‪ ،‬أبرز‬ ‫منتقدي بن سلامن‪ ،‬داخل القنصلية‬

‫السعودية يف إسطنبول يوم ‪2‬‬ ‫أكتوبر‪ /‬ترشين األول هو ما دفع‬ ‫حتى حليفه البارز ترامب إىل‬ ‫الحديث عن «عقاب شديد» إذا‬ ‫ثبت تورط الحكومة السعودية‪.‬‬ ‫وجاء رد فعل السعودية يوم األحد‬ ‫املايض بالتأكيد عىل أنها قادرة عىل‬ ‫الرد‪ ،‬مذكرة العامل بدورها الحاسم‬ ‫يف سوق النفط‪..‬‬ ‫واصطف كثري من السعوديني وراء‬ ‫قيادتهم‪ ،‬وذلك وسط تشجيع من‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫وسائل اإلعالم التي تسيطر عليها‬ ‫الدولة‪ .‬وهناك حتى شائعات‬ ‫مفادها أن ما حدث يف إسنطبول‬ ‫كان مؤامرة من قطر وتركيا لتشويه‬ ‫سمعة اململكة السعودية‪ .‬لكن‬ ‫بصورة رسية‪ ،‬بدأ آخرون يتسائلون‬ ‫عام إذا كان بن سلامن‪ 33 ،‬سنة‪،‬‬ ‫متادى يف ما يفعل‪ ،‬وهو الرجل الذي‬ ‫ُنظر إليه ذات يوم عىل أنه املنقذ‬ ‫صاحب الرؤية‪.‬‬ ‫ولقد ورط بلده يف حرب مكلفة‬

‫وال تبدو قابلة للربح يف اليمن‪.‬‬ ‫كام أدخل السعودية يف نزاع ضار‬ ‫مع جارتها قطر‪ ،‬وخالف مع كندا‬ ‫حول حقوق اإلنسان‪ ،‬واعتقل‬ ‫العرشات من املتظاهرين السلميني‪،‬‬ ‫مع تهميش عدد من أعضاء األرسة‬ ‫الحاكمة ورجال األعامل‪ .‬ورمبا‬ ‫دفع هذا باملزيد من السعوديني‬ ‫املحافظني إىل الحنني إىل أوقات‬ ‫كانت أكرث هدوءا يف تاريخ البالد‪.‬‬ ‫‪bbc‬‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪50‬‬

‫موجة االغتياالت تطال‬ ‫برنس االنستغرام العراقي‬ ‫وفيسبوك تدخل على الخط بمنشور‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد فيلي‬

‫يف أحدث حلقة من مسلسل‬ ‫جرائم القتل واالغتيال بالعراق‪،‬‬ ‫عرث عىل جثة فتى يف الـ ‪ 15‬من عمره‬ ‫وعليها أثار طعنات بالسكاكني‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أثار موجة غضب‪.‬‬ ‫وكان حمودي املطريي‪ ،‬املولود عام‬ ‫‪ ،2003‬يعيش حياة طبيعية كسائر‬ ‫أقرانه يف مدينة الصدر‪ ،‬رشقي العاصمة‬ ‫العراقية بغداد‪ ،‬إىل أن قرر مجهولون‬ ‫إنهاء حياته بسكاكني‪ ،‬بذريعة «الشكوك‬ ‫يف ميوله الجنسية»‪.‬‬ ‫وبحسب مصادر امنية فان حمودي‪،‬‬ ‫امللقب «برنس‪-‬امري‪ -‬اإلنستغرام»‪ ،‬قتل‬ ‫بالسكاكني بعد تعرضه لالختطاف‪.‬‬ ‫لكن املصادر نفت أن يكون حمودي‬ ‫الفتى‪ ،‬الذي ظهر يف مقطع فيديو تداوله‬ ‫رواد مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ويوثق‬ ‫عملية طعن‪.‬‬ ‫وسارع موقع «فيسبوك» إىل وضع‬ ‫مالحظة تشري إىل وفاة الفتى العراقي‬

‫يف صفحته‪ ،‬وتقول املالحظة «نأمل أن‬ ‫يجد األشخاص الذين يحبون حمودي‬ ‫الراحة يف زيارة ملفه الشخيص ليتذكروا‬ ‫حياته»‪.‬‬ ‫وكتب أحد أقارب حمودي يف فيسبوك‬ ‫نعيا جاء فيه‪ »:‬تنعى قبيله _البومحمد‬ ‫_عشرية _البومطري فقيدها الشهيد‬ ‫الشاب املغدور (حمودي املطريي)»‪،‬‬ ‫مضيفا «إىل متى يا عراق»‪.‬‬ ‫ويف الصفحة ما يزال آخر تعليق نرشه‬ ‫حمودي يف فيسبوك مطلع أكتوبر‬ ‫الجاري‪ ،‬وهو ‪ »:‬وكل الغيابات متثل‬ ‫االستغناء والنسيان‪ ،‬فال تغريكم حجة‬ ‫الظروف»‪.‬‬ ‫ويف موقع «تويرت»‪ ،‬انهالت التغريدات‬ ‫التي تندد بجرمية قتل الفتى العراقي‪،،‬‬ ‫وقال أحد املغردين ‪ »:‬أي عامل مجنون‬ ‫فاقد لإلنسانية رصنا نعيش فيه»‪ ،‬وأضاف‬ ‫آخر‪»:‬بأي نذب قتل هؤالء»‪ ،‬مرفقا مع‬ ‫التعليق صورة املطريي وعارضة األزياء‬

‫تارة فارس التي قتلت يف سبتمرب املايض‪.‬‬ ‫وشهد العراق يف األسابيع األخرية سلسلة‬ ‫جرائم مروعة طالت نسا ًء وناشطني‪،‬‬ ‫ففي سبتمرب املايض‪ ،‬اغتيلت عارضة‬ ‫األزياء تارة فارس أثناء قيادة سيارتها‬ ‫الفارهة وسط بغداد‪.‬‬ ‫وشهد الشهر ذاته اغتيال سعاد العيل‪،‬‬ ‫إحدى الناشطات يف املجتمع املدين‪،‬‬ ‫بإطالق نار‪ ،‬وفيه أيضا‪ ،‬قتل معاون‬ ‫طبي يف مدينة البرصة‪ ،‬أثناء خروجه من‬ ‫املستشفى يف جرمية رصدتها كامريات‬ ‫املراقبة‪.‬‬ ‫ويف أغسطس املايض توفيت خبرييت‬ ‫التجميل رشا الحسن ورفيف اليارسي‪،‬‬ ‫يف ظروف غامضة‪.‬‬ ‫ودانت بعثة األمم املتحدة ملساعدة‬ ‫العراق (يونامي) بـ»كافة أعامل العنف‪،‬‬ ‫ال سيام العنف ضد النساء‪ ،‬مبا يف ذلك‬ ‫القتل والتهديد والرتهيب‪ ،‬باعتبارها‬ ‫أعامل غري مقبولة عىل اإلطالق»‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫الخدمات وفرص العمل في موازنة عام ‪2019‬‬

‫تم اكامل مسودة املوازنة العامة‬ ‫لعام ‪ 2019‬واذا ما أردنا مناقشة‬ ‫هذه املسودة والتمحيص فيها نجد أن‬ ‫اهم مافيها هو محصلة نتائج الضغط‬ ‫الجامهريي والتظاهرات الشعبية العارمة‬ ‫التي انطلقت يف البرصة الفيحاء وامتدت‬ ‫اىل معظم املحافظات العراقية حيث‬ ‫يبدو واضحاً أن هذه التظاهرات وهذا‬ ‫الضغط الكبري قد أجربا الحكومة عىل‬ ‫اعــادة حساباتها يف طلبات الجامهري‬ ‫وخاصة فيام يخص انتشار البطالة وعدم‬ ‫توفر فــرص العمل ونقص الخدمات‬ ‫نصت املسودة‬ ‫الرئيسية للمواطنني‪ ,‬حيث ّ‬ ‫يف غالبية فقراتها عىل توفري الخدمات‬ ‫وفرص العمل وتطوير الخدمات املقدمة‬ ‫للمواطنني يف كل املحافظات حسب‬ ‫التخصيصات الالزمة لها‪ ,‬وهذا مؤرش‬ ‫جيد ينب لنا بأنه (اليضيع حق ورائه‬ ‫ُمطالب ) وان جهود املتظاهرين السلمية‬ ‫ودماء الشهداء الطاهرة لن تذهب سدى‬ ‫وأنها أوصلت رسالتها بقوة وستتمكن‬ ‫بعون الله من انتزاع حقوقها يف القريب‬ ‫العاجل‪.‬‬ ‫دعت الحكومة عىل لسان ناطقها الرسمي‬ ‫مجلس النواب الجديد إىل االرساع بعقد‬ ‫اول جلسة للعمل عىل اقراراملوازنة قبل‬ ‫نهاية العام الحايل ‪ ،‬مضيفاً ان زيادة‬ ‫اسعار النفط فوق املتوقع جعل الحكومة‬ ‫تسعى اىل انعاش دخل الفرد من املوظفني‬

‫ومستفيدي شبكة الرعاية االجتامعية ‪،‬‬ ‫مبينا أنها رصدت مبوازنة العام املقبل ‪15‬‬ ‫الف مستفيد ممن يستحق راتباً شهريا‪,‬‬ ‫وأوضحت وزارة املالية بأن حجم االنفاق‬ ‫يف هذه املوازنة أكرب من االيرادات وأنها‬ ‫اعتمدت سعر ‪ 60 – 55‬دوالرا لربميل‬ ‫النفط‪ ،‬ومبعدل تصديري يصل اىل أربعة‬ ‫ماليني برميل يوميا من ضمنه املصدر من‬ ‫اقليم كوردستان ما مينح الدولة مجا ًال‬ ‫اوسع لتعزيز الخدمات واملصاريف‪.‬‬ ‫ان استباق الحكومة باعداد مسودة‬ ‫املوازنة لعام ‪ 2019‬بشكل مبكر وأخذها‬ ‫مبطالب الجامهري يعترب خطوة جيدة‬ ‫لكن ماجاء فيها من توفري فرص العمل‬ ‫للعاطلني وزيادة أعداد املستفيدين يف‬ ‫شبكة الرعاية االجتامعية غري كايف يف تقليل‬ ‫معدالت البطالة التي وصلت اىل أرقام‬ ‫مخيفة ومقلقة وكان األوىل بالحكومة‬ ‫أن تركز عىل تنشيط عمل ودور القطاع‬ ‫الخاص الــذي يعترب هو طوق النجاة‬ ‫للحكومة لو أحسنت استغالله وعليها‬ ‫أن تطلع عىل التجارب الناجحة يف كثري‬ ‫من دول العامل التي التي قامت باحتضان‬ ‫القطاع الخاص وجعلته رشيكاً حقيقياً لها‬ ‫ووفرت له الكثري من التسهيالت والفرص‬ ‫واملشاريع االستثامرية التي ساهمت‬ ‫بالقضاء عىل البطالة يف هذه البلدان‬ ‫وانعشت االقتصاد بنفس الوقت‪ ,‬ونحن‬ ‫يف العراق ويف هذا الظرف العصيب‬

‫الذي نعيش به نحتاج من الحكومة اىل‬ ‫اعطاء الدور الحقيقي للقطاع الخاص‬ ‫يف بناء البلد وانعاش االقتصاد واحتواء‬ ‫الجيش الكبري من العاطلني بني صفوفه‬ ‫وذلك بتوفري فرص استثامرية حقيقية‬ ‫له واعطائه األفضلية عىل االستثامر‬ ‫الخارجي مع الرتكيز عىل وضع القوانني‬ ‫والتعليامت الصارمة عىل القطاع الخاص‬

‫يف قضية توفري الضامن الحقيقي واألمان‬ ‫للعاملني فيه من ناحيتني رئيسيتني األوىل‬ ‫هي الضامن التقاعدي عن طريق الزام‬ ‫القطاع الخاص بتسجيل جميع منتسبيه‬ ‫يف دائــرة الضامن االجتامعي لتوفري‬ ‫الحقوق التقاعدية لهم والثانية هي‬ ‫ضامن دميومة العمل يف القطاع الخاص‬ ‫وذلك عن طريق الزام القطاع الخاص‬

‫د‪.‬رائد الهاشمي‬

‫بتوظيف منتسبيه بعقود رسمية وتكون‬ ‫وفق مناذج يتم اعدادها من قبل وزارة‬ ‫العمل والشؤون االجتامعية تضمن فيها‬ ‫حقوق صاحب العمل واملوظف أو العامل‬ ‫بنفس الوقت ويتم تسجيل هذه العقود‬ ‫يف دائرة الضامن االجتامعي لضامن عدم‬ ‫السامح ألصحاب العمل بانهاء عقود‬ ‫العاملني بطرق تعسفية ومزاجية‪ ,‬واذا‬

‫ماتم تطبيق هذه الناحيتني يف القطاع‬ ‫الخاص بصورة قانونية وصحيحة فأن‬ ‫حقوق جميع العاملني يف القطاع الخاص‬ ‫ستكون مضمونة ومحفوظة مثل أقرانهم‬ ‫العاملني يف القطاع العام وهذا سيؤثر‬ ‫بشكل كبري يف تقليل معدالت البطالة‬ ‫يف البلد وسيقلل من تأثرياتها السيئة يف‬ ‫املجتمع‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪54‬‬

‫المخدرات في العراق‪ ..‬أي االحزاب تتحكم بتجارتها وأين تـــزرع؟‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫من َمنفذ إلى ُمص ّدر إلى ُمن ِتج‪ ،‬هكذا تحول العراق على أيدي فصائل مسلحة‬ ‫تنتشر عبر أركانه‪ ،‬مستفيدة من الثغرات الواسعة للحدود المفتوحة مع إيران‪،‬‬ ‫ومستغلة نفوذها وسطوتها التي ال تستطيع القوى األمنية مضاهاتها‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪56‬‬ ‫باتت املخدرات مصدر‬ ‫متويل للعديد من‬ ‫األحزاب وفصائلها املسلحة‪،‬‬ ‫ملا تدره من أموال ضخمة‪،‬‬ ‫منذ تحول العراق إىل منطقة‬ ‫عبور ملخدرات إيران‪ ،‬متهيدا‬ ‫لتصديرها إىل الدول املجاورة‪.‬‬ ‫وإذا كانت املرجعية املستقرة يف‬ ‫طهران تعطي الكارت األخرض‬ ‫لهذه العمليات من أجل متويل‬ ‫عمليات الحرس الثوري اإليراين‪،‬‬ ‫فلامذا ال تتبع الفصائل املسلحة‬ ‫التي أعلنت والءها إليران‬ ‫ومرشدها النهج ذاته؟‬ ‫هكذا تحول العراق تدريجيا‬ ‫إىل مخزن للمخدرات اإليرانية‪،‬‬ ‫بعدما باتت عنارص الفصائل‬ ‫املسلحة تسيطر بشكل شبه‬ ‫كامل عىل الحدود الجنوبية‬ ‫الرشقية املفتوحة مع إيران‪.‬‬ ‫يقول الباحث يف الشأن العراقي‬ ‫فهران الصديد لـ»سكاي نيوز‬ ‫عربية» إن الفصائل املسلحة‬ ‫«النافذة» تنقل املخدرات‬ ‫من إيران للعراق‪ ،‬وتحاول أن‬ ‫تصدرها لدول الخليج‪.‬‬ ‫وأضاف ان «املخدرات تصل من‬ ‫إيران يف سيارات تتمتع بحامية‬

‫خاصة‪ ،‬لتستقر يف مخازن‬ ‫شديدة الحراسة»‪.‬‬ ‫وأشار الصديد تحديدا إىل‬ ‫املجلس األعىل اإلسالمي‬ ‫العراقي‪ ،‬وفصائل «منظمة‬ ‫بدر» املرتبطة به‪ ،‬قائال إنهام‬ ‫ضالعان يف تجارة املخدرات‪،‬‬ ‫وميلكان مراكز ومخازن من أجل‬ ‫ذلك‪ ،‬مردفا «تجنبا لتعرضهم‬ ‫لالختطاف أو القتل‪ ،‬أصبح تجار‬ ‫املخدرات الذين يسيطرون عىل‬ ‫السوق يتعاونون مع الفصائل‬ ‫املسلحة وينسقون معا عمليات‬ ‫التهريب يف جنوب العراق‬ ‫والعاصمة بغداد»‪.‬‬ ‫لكن التحول الحقيقي يف ثروة‬ ‫الفصائل املسلحة من املخدرات‬ ‫بدأ بعد متكنها من تحرير‬ ‫املناطق العراقية من قبضة‬ ‫تنظيم داعش عام ‪ ،2017‬أي‬ ‫حني بلغت سطوة هذه الفصائل‬ ‫مداها‪.‬‬ ‫يقول مدير إحدى املؤسسات‬ ‫الحقوقية يف بغداد‪ ،‬مشرتطا‬ ‫عدم ذكر اسمه ألسباب أمنية‪،‬‬ ‫إنه «عىل خطى الفصائل‬ ‫اللبنانية انتقلت تجربة اإلتجار‬ ‫يف املخدرات إىل العراق عرب‬ ‫الجامعات التي تحظى بعالقة‬ ‫وثيقة بحزب الله»‪.‬‬

‫وأضاف «بعد تحرير املناطق‬ ‫من تنظيم داعش‪ ،‬توسعت هذه‬ ‫الفصائل يف زراعة املخدرات‬ ‫باملناطق الخاضعة لسيطرتها»‪.‬‬ ‫ومن أجل إمتام نجاح هذه‬ ‫العملية اعتمدت الفصائل «عىل‬ ‫شخصيات لبنانية وإيرانية يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬تهرب املخدرات‬ ‫إىل التجار»‪.‬‬ ‫وأشار املصدر الحقوقي إىل أبرز‬ ‫القالع التي متتلكها الفصائل من‬ ‫أجل زراعة املخدرات‪ ،‬قائال إنها‬ ‫تقع يف «محافظة صالح الدين‪،‬‬ ‫تحديدا بني مدينتي تكريت‬ ‫وسامراء»‪.‬‬ ‫وبحسب املصدر‪ ،‬تجني‬ ‫الفصائل أمواال طائلة «تغنيها‬ ‫عن التمويل من الخارج»‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل عصائب أهل الحق وكتائب‬ ‫اإلمام عيل وكتائب حزب الله‪،‬‬ ‫باعتبارها من الفصائل الناشطة‬ ‫يف هذا املجال‪ ،‬حسب قوله‪.‬‬ ‫وعام ‪ ،2016‬نقل التجار الجدد‬ ‫بضاعتهم إىل ساحة الربملان‪،‬‬ ‫فتحدث عضو مجلس النواب‬ ‫العراقي فائق الشيخ عيل‬ ‫خالل مؤمتر صحفي‪ ،‬عن اقرتاح‬ ‫أحزاب متتلك فصائل مسلحة‬ ‫تتاجر يف املخدرات ترشيعا‬ ‫لحظر الخمور‪.‬‬

‫وأرجع الربملاين أسباب هذا‬ ‫االقرتاح الترشيعي الغامض يف‬ ‫وقت كانت تعاين فيه البالد من‬ ‫مشاكل جمة‪ ،‬السيام محاربة‬ ‫داعش‪ ،‬إىل الخوف «من منافسة‬ ‫تجارة الكحوليات للخشخاش‬ ‫الذي يزرع يف جنوب العراق‪،‬‬ ‫والحبوب املخدرة املستوردة‬ ‫من إيران»‪.‬‬ ‫ويف ‪ 17‬أيلول املايض‪ ،‬أصدرت‬ ‫املفوضية العليا لحقوق اإلنسان‬ ‫بيانا قالت فيه إن العراق أصبح‬ ‫سوقا «رائجا» لبيع وتعاطي‬ ‫املخدرات‪ ،‬خصوصا بني فئة‬ ‫الشباب من الجنسني‪ ،‬بعدما‬ ‫كان فقط طريقا ملرور تلك‬ ‫السموم‪.‬‬ ‫وعزا التقرير ارتفاع معدالت‬ ‫البيع والتعاطي إىل عوامل‬ ‫اقتصادية واجتامعية وأمنية‪،‬‬ ‫لكنه مل يتطرق إىل تفاصيل‬ ‫موسعة بشأن تأثري هذه‬ ‫العوامل‪.‬‬ ‫وقال عضو مفوضية حقوق‬ ‫اإلنسان فاضل الغراوي‪ ،‬الذي‬ ‫أصدر البيان‪ ،‬أن عامي ‪2017‬‬ ‫و‪ 2018‬شهدا ارتفاعا ملحوظا‬ ‫يف نسبة تعاطي املخدرات‬ ‫وترويجها وبيعها‪.‬‬ ‫وأضاف الغراوي يف بيانه‪ ،‬أن‬

‫املفوضية الحظت تنوعا جديدا‬ ‫يف استخدام هذه املخدرات‪،‬‬ ‫«فبعد أن كانت مقترصة عىل‬ ‫األفيون والحشيش‪ ،‬أصبح هناك‬ ‫العديد من األنواع وبأسعار‬ ‫متفاوتة»‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن تكون القوات‬ ‫األمنية العراقية عىل علم‬ ‫بهذه التجارة أيضا‪« ،‬لكنها ال‬ ‫تتمكن من الوصول إىل مناطق‬ ‫زراعة املخدرات»‪ ،‬بالنظر إىل‬ ‫زيادة نفوذ الفصائل واالعرتاف‬ ‫الرسمي بها يف إطار قانون‬ ‫مؤسسة الحشد الشعبي‪،‬‬ ‫بحسب ما قاله نفس املصدر‬ ‫الحقوقي السابق‪.‬‬ ‫ويدعم الباحث فهران الصديد‬ ‫حديث املصدر الحقوقي‪،‬‬ ‫قائال ان «بعض الجهات‬ ‫األمنية ليست عىل علم بذلك‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تسهل عملية نقل‬ ‫املخدرات»‪.‬‬ ‫ويف وقت مبكر من العام الحايل‪،‬‬ ‫اعتقلت األجهزة األمنية أفراد‬ ‫عصابة تتاجر باملخدرات يف‬ ‫بغداد‪ ،‬كان من بينهم الضابط‬ ‫يف جهاز املخابرات جواد‬ ‫اليارسي‪ ،‬ونجل محافظ النجف‬ ‫لؤي اليارسي‪ ،‬أحد قيادات‬ ‫حزب الدعوة‪.‬‬

‫وبحسب املصدر‪ ،‬تجني‬ ‫الفصائل أمواال طائلة‬ ‫«تغنيها عن التمويل‬ ‫من الخارج»‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل عصائب أهل الحق‬ ‫وكتائب اإلمام علي‬ ‫وكتائب حزب اهلل‪،‬‬ ‫باعتبارها من الفصائل‬ ‫الناشطة يف هذا املجال‪،‬‬ ‫حسب قوله‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬

‫صالح مندالوي‬

‫الـنـفـط ام الـمصـائـب‬

‫اقولها كوين من الذين لفحتهم نريان‬ ‫النفط ففي خانقني وكركوك وقبل‬ ‫استخراج النفط كانت املرأة الحامل تحفر يف‬ ‫االرض وتوقد ( بالشخاطة ) الن اشتعلت‬ ‫الحفرة فأن ذلك يعني انها حامل بولد و اال‬ ‫فهواء يف شبك وكانت النسوة يرين ان هناك‬ ‫عفاريت ( جن ) تسكن هذه االرايض ولذلك‬ ‫قيل ان الكرد الساكنني هذه املناطق اوالد الجن‬ ‫الذين اتو ببلقيس وعرشها اىل النبي سليامن (‬ ‫قال عفريت من الجن ) وتقول الخرافة (‬ ‫الجن ) كانوا ‪ 50‬فعرض عليهم سليامن الزواج‬ ‫من ‪ 50‬امراة جميلة ليسكنوا الجبال التي‬ ‫استقرت عليها سفينة نوح فالبرش مل يكونوا‬ ‫يعرفون شيئآ عن النفط سوى انها مادة رسيعة‬ ‫االشتعال ‪.‬‬ ‫وهكذا قدمت تقريرآ عن النفط وكيف شيوخ‬ ‫القبائل كانت تشرتط عىل االوربيني الذين‬ ‫كانوا قد خربوا املوضوع يف كالفورنيا بالواليات‬ ‫املتحدة االمريكية عىل يد املسرت روكفلر الذي‬ ‫كانت حنجرته تبح يف نرشاته الصوتية عن‬ ‫اهمية اكتشافه للامدة الجديدة التي تفيد يف‬ ‫معالجة االمراض الجلدية للحيوانات والتي‬ ‫ابهرت الدنيا بعد اكتشاف الكهرباء وتشغيل‬ ‫محركات البواخر والقطارات والسيارات‬ ‫فخرجت الناس لتبحث عن النفط بعد ان‬ ‫اتعبهم البحث عن الذهب واملعادن النفيسة‬ ‫واوىل املناطق التي جذبت انتباه الحلفاء بعد‬ ‫الحرب العاملية االوىل هو سلب االمرباطورية‬ ‫العثامنية التي كانوا يسمونها بالرجل املريض‬ ‫مستفيدين من خدمات مهندس ارمني تريك‬ ‫يدعى كولبوكيان الذي كان يتوىل سن العقود‬ ‫النفطية مع الحكومات الفتية للدول املنسلخة‬ ‫من الدولة العثامنية التي ماتت بسبب النفط‬ ‫واحياها املسرت اوردغان باالعتامد عىل التهريب‬ ‫الداعيش للنفط ‪.‬‬

‫لقد تطوعت بالكتابة بسذاجة عن النفط يف‬ ‫تقرير ملادة االحزاب السياسية وكان استاذها‬ ‫نعمة السعيد خريج جامعة طهران فكانت له‬ ‫عدوى حركة الدكتور مصدق الذي توىل تأميم‬ ‫حصة الرشكات االوربية يف النفط االيراين وملا‬ ‫جعلنا االستاذ نجلس عىل املنصة يف القاء‬ ‫البحث فقد اردت ان ابدو افضل من ايت احمد‬ ‫الطالب الجزائري الذي بهرتني طريقة القائه‬ ‫دون املادة العلمية التي تحدث بها ‪.‬‬ ‫والنني اعتمدت مبدأ الكتابة القصصية فقد‬ ‫انهار الطلبة ضحكآ عىل ما اورته من حوادث‬ ‫اذ كان يدعى وزير من العراق لحضور اجتامع‬ ‫فيعفى من منصبه وهو يف االجتامع واالخر‬ ‫تسقط طائرته وميوت وهو ذاهب الجتامع‬ ‫النفطي فنهض االستاذ وقد تهالك ضحكآ عىل‬ ‫املنصة قائال ( انت جايب تقرير لو كومة نكات‬ ‫) فاستسمحته اللقي مثلام يريدين بالفصحى‬ ‫واسلوب الخطابة التي كنت بارعآ فيها منذ‬ ‫االبتدائية لكن الطالب بهتوا بعد استذكار‬ ‫النكات اذ اننا كشعب عراقي نعيش نكتة‬ ‫الشعب يبحث يف القاممة ( الزبالة ) وهو‬ ‫صاحب ثروة ضخمة من االموال التي تأتينا‬ ‫اكلها كل حني وهكذا اليوم ما يحدث يف بعض‬ ‫بالد االسالم يذبح كل من يفهم باساليب بشعة‬ ‫ناهيك عن اول من امم النفط فقد منعت عنه‬ ‫حتى اقامة جنازة له يك يدفن يف نفس الغرفة‬ ‫التي تويف فيها وهو الدكتور محمد مصدق‬ ‫واخريآ ان تدفع بعض بالد االسالم زهاء‬ ‫خمسامئة مليار لدولة عظمى ويقتل صحفي‬ ‫يقول ملاذا اذن الشعب يتسول يف الشوارع‬ ‫لقد قتل رش قتلة ولن ندرك اال بعد حني ترى‬ ‫ملاذا قتل هذا الرجل كام استاذي الذي خرج‬ ‫متقاعدآ وال يدري ماذا كان يريد طالبآ كرديآ‬ ‫بالتقرير الذي سامه ( كومة نكات )‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬

‫عراقيون‬ ‫يقبلون‬ ‫على حجز‬ ‫غرف للموت‬ ‫باكبر فندق‬ ‫بالعالم‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬ ‫أطلق مربمجون عراقيون صفحة‬ ‫جديدة عىل موقع التواصل‬ ‫االجتامعي فيسبوك‪ ،‬بعنوان‬ ‫“تطبيق مقربة”‪ ،‬فيام بينوا أن‬ ‫التطبيق سيكون متاحا عىل‬ ‫األجهزة الذكية قريبا‪.‬‬ ‫وبحسب صورة التطبيق‪ ،‬فإنه‬ ‫ّ‬ ‫ميكن من حجز مساحة دفن داخل‬ ‫مقربة “وادي السالم” يف النجف‬ ‫والتي تعد أكرب مقابر العامل‪.‬‬ ‫ونرشت الصفحة مقاال بعنوان “شنو‬ ‫هو (ما هو) تطبيق مقربة؟”‪ ،‬قالت‬ ‫فيه “التطبيق راح يساعدك تحجز‬ ‫قربك بسهولة واختيار املساحة‬ ‫املناسبة ونوعية البناء والدفع عرب‬ ‫وسائل الدفع اإللكرتونية‪ ،‬حيث‬ ‫ميكنك حجز مساحة لقربك خالل‬ ‫مدة ال تتجاوز ‪ 3‬دقائق واستالم‬ ‫بيانات قربك من خالل التطبيق”‪.‬‬ ‫ونوهت إىل أنه “يف حال أرشت إىل‬ ‫أحد أصدقائك بتعليق وشاركت‬ ‫املنشور سوف تحصل عىل خصم‪،‬‬ ‫وصديقك‪ ،‬يصل إىل ‪ 20‬باملئة عند‬ ‫حجز مساحتك الخاصة”‪.‬‬ ‫ومقربة وادي السالم هي أحد‬ ‫مقابر املسلمني وتقع يف مدينة‬

‫النجف يف العراق‪ ،‬وتعد أكرب‬ ‫مقابر العامل حيث تغطي مساحتها‬ ‫سبع مئة هكتار وتحتوي حسب‬ ‫تقديرات عىل ما يقارب ستة‬ ‫ماليني قرب وأدرجت ضمن قامئة‬ ‫الرتاث العاملي‪ .‬وقد حظيت املقربة‬ ‫بشهرة واسعة بسبب األحاديث‬ ‫والروايات التي تحيك عن فضلها‪،‬‬ ‫مام جعل الشيعة يرغبون يف أن‬ ‫تكون هذه املقربة مثواهم األخري‪.‬‬ ‫وتطبيق “مقربة” يأيت بعد إطالق‬ ‫تطبيق عراقي آخر أثار تفاعال‬ ‫كبريا عىل منصات مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي يف سبتمرب املايض‬ ‫تحت اسم “ ّمتن وقيمة”‪ ،‬وهي‬ ‫أكلة عراقية شعبية تعني الرز مع‬ ‫الحساء املدقوق بالحمص واللحم‬

‫>>‬

‫تغطي مساحتها ‪700‬‬ ‫هكتار وتحتوي على ما‬ ‫يقارب ‪ 6‬ماليين قبر‪.‬‬ ‫وقد حظيت المقبرة‬ ‫بشهرة واسعة بسبب‬ ‫األحاديث والروايات التي‬ ‫تحكي عن فضلها‪ ،‬مما‬ ‫جعل الشيعة يرغبون‬ ‫في أن تكون هذه‬ ‫المقبرة مثواهم األخير‬

‫>>‬

‫وتقدم عادة أيام عاشوراء‪.‬وتقدّ م‬ ‫تطبيق “ ّمتن وقيمة” العراقي يف‬ ‫متجر أبل‪ ،‬بعد ‪ 4‬أيام من طرحه‬ ‫الشهر املايض‪ ،‬محتال املرتبة‬ ‫الـ‪ 36‬يف تطبيقات األكل والرشب‬ ‫يف املتجر األمرييك ومتفوقاً عىل‬ ‫تطبيقات عاملية مثل ماكدونالدز‬ ‫وكوكا كوال‪.‬‬ ‫وسخرت صفحة عىل فيسبوك‪:‬‬ ‫عراقي لكن@‬ ‫تطبيق مقربة للعراقيني‪ ..‬اخرت‬ ‫قربك‪ ،‬صممه‪ ،‬زينه‪ ،‬حسنا نتمنى‬ ‫لك موتاً هنيئا‪.‬‬ ‫واعترب معلق‪:‬‬ ‫‪Zahraa K. Chafat Al-Forati‬‬ ‫@‬ ‫شكراً لجهودكم‪ ،‬أخرياً أحالمي‬ ‫أصبحت حقيقة والحياة بدأت‬ ‫تتطور وتصري سهلة بحيث حتى‬ ‫قربك تستطيع أن تحجزه‪ ..‬زين بال‬ ‫زحمة‪.‬‬ ‫وأكد معلق‪:‬‬ ‫‪@Mustafa @Hashim‬‬ ‫أسوأ مدينة للعيش بغداد أكرث‬ ‫دولة ينترش فيها الفساد العراق‬ ‫أكرث دولة فيها عمليات إرهابية‬ ‫العراق أكرث دولة من حيث الحرارة‬ ‫العراق أكرب مقربة يف العراق‪.‬‬ ‫وقالت معلقة‪:‬‬ ‫ام نوراء @‬ ‫قدر العراق حكامه؛ كلهم ناقصون‪،‬‬

‫ال أحد منهم حاول بناءه وإعامره‪.‬‬ ‫وانتقد آخر‪:‬‬ ‫‪@ Omar Alkashto‬‬ ‫هذا مو (ليس) قدر العراق‪ ..‬هذا‬ ‫جهلنا وتخلفنا اللذان وصال إىل هذا‬ ‫الحد‪ ،‬نفوسنا املريضة‪ ،‬كره بعضنا‬ ‫البعض‪ ،‬أحقاد ما قبل التاريخ‬ ‫التي نتحاسب عليها اآلن‪ ،‬الغرب‬ ‫وأوروبا وروسيا يص ّفون حساباتهم‬ ‫بأرضنا وعىل حساب حضارة بالدنا‬ ‫ونحن ندفع الثمن بدم شبابنا‪.‬‬ ‫وقال مغرد‪:‬‬ ‫‪@ wledof‬‬ ‫أردنا العراق وطناً ال مقربة ألبنائ ِه‪.‬‬ ‫وجزم مغرد‪:‬‬ ‫‪@ 2Nasira‬‬ ‫العراق‪ ..‬مقربة‪“ ..‬تواليت” بال‬ ‫منافذ ويرغمونك عىل التنفس‪..‬‬ ‫حينام يكون قتل األبرياء مشاعا‬ ‫يكون الوطن هكذا‪.‬‬ ‫وقالت متفاعلة‪:‬‬ ‫‪@ Nada_Alzaidan‬‬ ‫كان العراق بلد الحضارات…‬ ‫وأصبح اليوم مقربة األولياء‪ ،‬كان‬ ‫أهله أعظم البنائني وأفضل من‬ ‫بنى حضارة… وأصبح أهله أفضل‬ ‫لطامني وخري من بىك عىل األطالل‪،‬‬ ‫خذوا مراقد أمواتكم وأعيدوا يل‬ ‫وطني…‬ ‫وأسف مغرد‪:‬‬ ‫‪@ Anwerhayran75‬‬

‫>>‬ ‫العراق حاليا مثل‬ ‫سفينة تيتانيك‪..‬‬ ‫األثرياء يستعدون‬ ‫للهروب بقوارب النجاة‪،‬‬ ‫وبقية العامة في‬ ‫قاع السفينة ينتظرون‬ ‫الموت‪ ..‬وما زالت هناك‬ ‫فرقة موسيقية تطبل‬ ‫وتزمر آلخر لحظات‬ ‫الكارثة‪.‬‬

‫>>‬

‫العراق يحترض‪ .‬وال يوجد قرب يسعه‬ ‫إال قلوبنا‪ .‬إن نبضها حبه‪ ،‬لذلك مل‬ ‫ولن ميوت‪.‬‬ ‫وعرب متفاعل عن قهره‪:‬‬ ‫العراق يحترض‬ ‫‪@Sdrt36358378‬‬ ‫العراق يف بلدي عزرائيل ضجر من‬ ‫تلك املهنة املتعبة! بنادق رملت‬ ‫أجسادا تبحث عن رصاص والعطر‬ ‫املفضل للنساء هو البارود‪ ،‬حلم‬ ‫الطفل عندما يكرب أن يكون شهيدا‪،‬‬ ‫املوت ميدد إقامته‪.‬‬ ‫فيام شبه مغرد بالده‪:‬‬ ‫‪@ wijdanmah‬‬ ‫العراق حاليا مثل سفينة تيتانيك‪..‬‬ ‫األثرياء يستعدون للهروب‬ ‫بقوارب النجاة‪ ،‬وبقية العامة يف‬ ‫قاع السفينة ينتظرون املوت‪ ..‬وما‬ ‫زالت هناك فرقة موسيقية تطبل‬

‫وتزمر آلخر لحظات الكارثة‪.‬‬ ‫من جانب آخر تساءل مغردون‬ ‫إن كان العرض يشمل خدمات‬ ‫الدفان عيل العمية الكعبي الذي‬ ‫يزاول عمله يف مقربة وادي السالم‪.‬‬ ‫ويعترب الدفان أحد أكرث مثريي‬ ‫الجدل يف العامل االفرتايض العراقي‬ ‫وأكرثهم غرابة ويتابع صفحته‬ ‫عىل موقع فيسبوك أكرث من نصف‬ ‫مليون متابع‪.‬‬ ‫ويتداول معلقون جملته الشهرية‬ ‫بالرزق‬ ‫“ادعويل‬ ‫الساخرة‬ ‫والعافية”‪ ،‬يف تعبري تهكمي عن‬ ‫دفنه للموىت وعمله املتوقف عىل‬ ‫نهاية حياتهم‪.‬‬ ‫وقد شغل الكثريين الذين عدّ وه‬ ‫ظاهرة اجتامعية إنسانية تجسد‬ ‫النظرة العراقية للموت يف ظل‬ ‫تكرره إىل الحد الذي صار مجرد‬ ‫خرب موت أحدهم غري مفزع وال‬ ‫يثري األحاسيس ذاتها مثلام كان‬ ‫يفعل الخرب ذاته يف سنني قليلة‬ ‫سابقة‪.‬‬ ‫وال يرى العمية مانعاً يف أن يعرض‬ ‫أعامله عرب صفحته خصوصاً مع‬ ‫ازدياد شهرته حيث بدأ يستعرض‬ ‫مميزات الدفن والغسل والتكفني‬ ‫عنده وصو ًال إىل نوع املرمر الذي‬ ‫يزين به القرب ولونه ومنشئه‪ ،‬بصور‬ ‫وعبارات مثل (قرب إيطايل‪ /‬مرمر)‬ ‫أو (ما هو رأيكم يف هذا القرب)‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.