العدد الحادي والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪181‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫كـــانـون االول ‪2018‬‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫النور ال یحرق َفلِمَ اللجوء اىل الظالم؟!‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫زاویة من تاریخ العلم الكوردستاني‬

‫‪14‬‬

‫رقيم مصير الفيليين‬

‫‪22‬‬

‫مجلس‪ ..‬سوق للهرج‬ ‫الخير في‬ ‫ٍ‬

‫‪34‬‬

‫قصص صادمة بتوثيق ‪ 13‬جريمة عن االتجار بالبشر واالستغالل الجنسي بالعراق وكوردستان‬

‫‪66‬‬

‫سألني صديقي‪ :‬الذين يدعون التدين ويتضرعون الى اهلل هالك االخرين‪ ،‬ماذا يسمون‬ ‫واي نوع من االشخاص هم؟ وردا على هذا السؤال قال انه مد يد العون الحدهم القامة‬ ‫مشروع ما ولكن هذا الشخص ليس فقط لم يمسك بيد احد فقط بل قام بقطع ايد‬ ‫هذا وذاك من الذين قاموا بتشجيعه وافشل العديد من المشاريع‪.‬‬ ‫كذلك فيما يتعلق بهذا الكالم روى لي صديق مسؤول عن مؤسسة اعالمية لم يستطع‬ ‫االستمرار في اعماله بسبب االزمة المالية‪ :‬انا لم يؤلمني شيء اكثر من موقف وكالم‬ ‫احد االصدقاء وهو مسؤول حزبي كبير‪ .‬والموضوع هو انه في خضم توقف العمل‬ ‫قال لي في اتصال هاتفي‪ :‬سمعت بان مؤسستك ستغلق‪ .‬فقلت له هذا صحيح‪ .‬على‬ ‫العكس من كل التوقعات قال مادام االمر كذلك فانا اريد بناية المؤسسة!! كنت اظن‬ ‫انه سيعبر عن تعاطفه معي وحزنه الغالق اكبر مركز لطباعة الكتب في كوردستان‪.‬‬ ‫وقال عن نفسه انه‪ :‬من الطبيعي عند بعض االشخاص والجهات ان تكون لي بعض‬ ‫االخطاء التي ال تغتفر وان اكون دوما هدفا لسهامهم وطعناتهم سواء اكان بلباس‬ ‫عمل الخير او بلغة االنتقام‪ ،‬عندما ال تنجح اتهاماتهم وتلفيقاتهم الباطلة‪ ،‬يسعون‬ ‫الى حرق اثارك حتى وان كان الثمن حرق ارواحهم وان يخربوا عليك عملك حتى‬ ‫بافالس عملهم‪.‬‬ ‫وبشكل مختصر‪ ،‬في هذه التجربة‪ ،‬اذكر ان كان هناك مساع كبيرة ألشخاص فيليين ال‬ ‫ارشيف لها وتغوص في اعماق النسيان‪.‬‬ ‫صحيح انه بالنسبة لقضيتنا لم يتم تكليف شخص بشكل رسمي للدفاع والمتابعة‪.‬‬ ‫وال احد له تلك االمكانية الشاملة وال احد يعرف من هو المرجع!! ولكن من الظلم ان‬ ‫يتقاتل الناس على المشكالت المادية ويسكتوا عن القضية المعنوية والدفاع عن‬ ‫حقوق انسانهم‪.‬‬ ‫وبسبب اتساع افاق المشكلة واختالف الرؤى والمصالح ان االشخاص المخلصين السم‬ ‫وتاريخ الكورد الفيليين والمهتمين لمكانته االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬ ‫والثقافية هم من دون مرجع موثوق بإيمانه بشرعية المسألة‪ ،‬يدافعون عنها من‬ ‫دون ان يكلفهم احد‪.‬‬ ‫ويبقى اولئك الذين لم يقولوا شيئا في السنوات الماضية ولم يكتبوا شيئا ولم يقرأوا‬ ‫شيئا ولم يفعلوا شيئا ولم يشاركوا في اية برامج ومناسبات خاصة بأنفسهم‪ ،‬فاذا‬ ‫كانوا مؤمنين بشرعية قضيتنا ويفتخرون بخدمة قدموها لغاية نهاية هذا العام‪،‬‬ ‫فليخرجوا من ظلمة االنعزال‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫المرجعية للرئيس بارزاني‬

‫قبل وبعد اإلستفتاء الكوردستاين‬ ‫يف أيلول ‪ ،2017‬ويف وقت‬ ‫الفوىض العارمة لسيول الخطابات‬ ‫والتوصيفات املليئة باالساءات‪ ،‬يف‬ ‫بغداد‪ ،‬تجاه الكورد وكوردستان‪ ،‬وصلت‬ ‫العالقات السياسية بني الحكومة‬

‫العراقية‪ ،‬وبشكل خاص بني جزء من‬ ‫املتنفذين يف بغداد‪ ،‬أو بصورة أكرث‬ ‫دقة بني حيدر العبادي وبني حكومة‬ ‫إقليم كوردستان اىل ادىن املستويات‪.‬‬ ‫وبدال من البحث عن مسارات معقولة‬ ‫ومقبولة لحلول ممكنة ترىض بها جميع‬

‫صبحي ساله يي‬

‫األطراف‪ ،‬تحول الكثريون يف بغداد إىل‬ ‫أجزاء من املشكالت‪ ،‬فحاولوا تعقيدها‬ ‫وتأزميها وتأجيجها وتركها مأزومة‬ ‫ومتدهورة‪.‬‬ ‫الذين أخطأوا التقدير يف مسألة‬ ‫تطبيق الدستور بإنتقائية‪ ،‬أخطأوا‬

‫أيضاً بشعورهم بالقوة وباإلستفادة‬ ‫من املوقف األمرييك الفاتر من‬ ‫اإلستفتاء‪ ،‬وأخطأؤا مرة أخرى يف ما‬ ‫يتعلق بإستغالل الخالفات بني األحزاب‬ ‫الكوردستانية‪ ،‬إنطالقا من إعتقادهم‬ ‫بأن تلك الخالفات تقوي مواقفهم‬ ‫املحلية واإلقليمية والدولية وموقعهم‬ ‫يف السلطة‪.‬‬ ‫ويف أكتوبر الذي تىل اإلستفتاء‪ ،‬وعرب‬ ‫اإلرصار عىل محاولة تفجري األوضاع‪،‬‬ ‫تزايد إهتامم حكومة العبادي بدعم‬ ‫وإسناد املكروهني من الكورد‪ ،‬وكذلك‬ ‫املعادين للكورد ووجودهم بشكل عام‪،‬‬ ‫وتواجدهم بشكل خاص يف املناطق‬ ‫القابلة لالشتعال‪ ،‬كاملناطق التي تقع‬ ‫خارج إدارة حكومة االقليم‪.‬‬ ‫هؤالء مل يتعلموا من دروس التاريخ‪،‬‬ ‫ومل يكتفوا بخرق الدستور وجلب‬ ‫املتاعب والشكوك‪ ،‬وبعد أن شعروا‬ ‫أن يف إمكانهم االستغناء عن الكورد‪.‬‬ ‫نفذوا عمليات عسكرية عدوانية ضد‬ ‫الكورد اآلمنني‪ ،‬وشجعوا عمليات‬ ‫القتل والخطف والسلب والنهب‬ ‫والحرق والهدم واإلبتزاز يف كركوك‬ ‫وطوزخورماتو‪ ،‬بل زادوا من جرعة‬ ‫قطع الثقة مع الكورد من خالل إعادة‬ ‫الوافدين العرب اىل كركوك وضواحيها‬ ‫لتكملة التعريب الشؤم الذي مارسه‬ ‫صدام وحزب البعث يف تلك املناطق‪.‬‬ ‫تلك العمليات املشينة فضحت خلو‬ ‫سلوكهم من أية رغبة يف التعايش‬ ‫والتآخي واملساهمة يف بناء الدميقراطية‬ ‫والدولة الفدرالية‪.‬‬ ‫ضيع العبادي البوصلة وقاده عامه‬

‫العقائدي ورؤيته القارصة إىل موقع ال‬ ‫يقره املنطق الواقعي‪ ،‬وأصيب بلوثة‬ ‫الغرور والتعصب والنزعة االستعالئية‬ ‫وعقدة التفوق التي ال تفرق بني الخري‬ ‫والرش‪ ،‬ومل ينتبه إىل خطورة النتائج‬ ‫التي ميكن أن يدفع مثنها الشعب‬ ‫العراقي من جراء االستمرار يف نهج‬ ‫العدوان‪.‬‬ ‫وبدأ املوهومون والشاعرين بعقد‬ ‫النقص‪ ،‬وبتشجيع ومباركة قوى‬ ‫خارجية‪ ،‬محاولة البحث‪ ،‬مبختلف‬ ‫السبل واألساليب‪ ،‬عن بديل للرئيس‬ ‫مسعود بارزاين‪ ،‬وإخراج حزبه من‬ ‫الساحة السياسية أو إضعافه قدر‬ ‫اإلمكان‪ .‬وأخذ البعض يطبل ويزمر‬ ‫ويدعي بوجود اآلالف من البدائل‬ ‫للبارزاين‪.‬‬ ‫أما املراقبون السياسيون فقد إعتربوا‬ ‫من يدعو إىل محاولة البحث عن بديل‬ ‫للبارزاين واحدا من أثنني‪ ،‬إما أحمق‬ ‫ساذج ال يفهم شيئا يف السياسة‪ ،‬أو‬ ‫لئيم خبيث محتال يسعى إىل توريط‬ ‫الجميع مبشكالت لن تجر عليهم إال‬ ‫الخيبة واإلحباط‪.‬‬ ‫يف املقابل صمد الكوردستانيون الذين‬ ‫قالوا كلمتهم من خالل االستفتاء‪ ،‬وصرب‬ ‫رئيسهم مسعود بارزاين املستند عىل‬ ‫قوة الشعب الكوردستاين‪ ،‬ومل يختاروا‬ ‫العزلة أسلوبا ملعاقبة بغداد‪ ،‬بل عملوا‬ ‫عىل رفع ألغام الفتنة التي زرعها‬ ‫الشوفينيني‪.‬‬ ‫وعىل أرض الواقع تبني أن البديل‬ ‫للبارزاين هو البارزاين فقط وأن الرئيس‬ ‫بارزاين هو املرجع الواقعي واملقبول‬

‫سياسياً وشعبياً يف كوردستان‪ ،‬وهذ‬ ‫االقبول السيايس والشعبي جعله مقبو ًال‬ ‫عراقياً وإقليمياً ودولياً‪ .‬وظل الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين يف الساحة‬ ‫بقوة وصالبة‪ .‬ويف عمليتني إنتخابيتني‬ ‫متتاليتني إحتل حزب البارزاين املوقع‬ ‫األول بني األحزاب الكوردستانية‬ ‫والعراقية‪ .‬وتوصل الجميعاىل يقني‬ ‫مطلق بأن الرئيس بارزاين هو املرجع‬ ‫القوي والوحيد يف كوردستان ‪.‬‬ ‫وخالل الفرتة التي سبقت تشكيل‬ ‫الحكومة يف بغداد كان مقر البارزاين‬ ‫قبلة للكتل والشخصيات السياسية‬ ‫والوفود اإلقليمية والدولية‪،‬وبحثوا معه‬ ‫القضايا وامللفات الشائكة‪ ،‬ومتحورت‬ ‫تساؤالتهم الكثرية والعميقة حول‬ ‫مدى إمكانية الرشوع بعهد جديد من‬ ‫العالقات بني بغداد وأربيل‪ .‬وتعاملوا‬ ‫معه‪ ،‬ونظروا له ليس كرئيس لحزب‬ ‫عريق كبري‪ ،‬بل كمرجع كاريزمي غري‬ ‫تقليدي لشعب له أهداف إسرتاتيجية‪.‬‬ ‫ومبا أن البارزاين الخالد مل يسد باب‬ ‫الحوار يف كل الظروف‪ .‬وإستناداً‬ ‫اىل التاريخ الكوردستاين الذي يتسم‬ ‫باالنفتاح عىل اآلخر والتحاور معه بحثاً‬ ‫عن األمن واإلستقرار والسلم واألحسن‬ ‫واألفضل‪ ،‬ويف خطوة دبلوماسية‬ ‫عقالنية هادئة‪ ،‬زار الرئيس بارزاين‪،‬‬ ‫بغداد والنجف منطلقاً من االدراك‬ ‫الواسع بان الفرتتني الحالية واملقبلة‬ ‫حساستني وخطرتني تفرضان الحوار‬ ‫والتباحث والتفاهم والتأكيد عىل‬ ‫مرجعية الدستور يف ّ‬ ‫حل املشكالت‬ ‫واملفارقات والتقاطعات‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬ ‫يعد اقليم كوردستان‪ ،‬الذي‬ ‫يربو عدد سكانه على ستة‬ ‫ماليني نسمة‪ ،‬انموذجا‬ ‫ناجحا مقارنة بالعراق‬ ‫االتحادي؛ بفضل االزدهار‬ ‫االقتصادي والسياسي‬ ‫والسلم والتعايش والثقافة‬ ‫واالديان املختلفة التي‬ ‫تعيش فيه‪ ،‬على الرغم‬ ‫من ان عددا من االطراف‬ ‫غري راضية بشأن االمن‬ ‫وازدهار العالقات الدولية‬ ‫لالقليم مع الدول من جهة‬ ‫والتهدئة التي حصلت‬ ‫بعد الوضع االستثنائي‬ ‫بني بغداد واربيل من جهة‬ ‫اخرى‪.‬‬

‫علي حسني فيلي‬ ‫القسم االول‬

‫رئاسة االقليم‬ ‫ومستقبل نيجريفان بارزاني‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫ووفقا لإلحصاءات يشكل الكورد‬ ‫ما نسبته اكرث من ‪ 20‬باملائة من‬ ‫سكان العراق عىل اقل تقدير‪ ،‬وبعد‬ ‫مائة عام من النضال والتضحيات‬ ‫بعد االنفال واالبادة الجامعية‬ ‫(الجينوسايد) والقصف الكيمياوي‬ ‫استطاع اقليم كوردستان املحافظة‬ ‫عىل ثروة السالم واالمان القومي‬ ‫والديني املتعدد‪ .‬وواحد من اسباب‬ ‫ذلك القدرات التي تتمتع بها قياداته‬ ‫السياسية والقومية التي‪ ،‬وبعد دمار‬ ‫اكرث من ‪ 4‬االف قرية والهجرة املليونية‬ ‫والنزوح وفقدان مئات االالف من‬ ‫الناس املدنيني‪ ،‬استطاع هذا االقليم‬ ‫اعادة بناء كيانه‪ ،‬عىل اساس العفو‬ ‫والتسامح وقام بتشكيل حكومة اقليم‬ ‫كوردستان‪.‬‬ ‫وللمرة االوىل انتخب السيد مسعود‬ ‫بارزاين يف ‪ 31‬من شهر كانون الثاين‬ ‫‪ 2005‬رئيسا القليم كوردستان من قبل‬ ‫املجلس الوطني الكوردستاين‪ -‬العراق‪.‬‬ ‫وجرى انتخابه للمرة الثانية رئيسا‬ ‫لإلقليم يف اقرتاع مبارش للشعب بعد‬ ‫فوزه بأكرث من ‪ 70‬باملائة من االصوات‪.‬‬ ‫والسؤال الدائر االن هو هل يستطيع‬ ‫بديله ان يكون له الثقل واملكانة‬ ‫نفسها؟ البديل امامه عمل شاق‬

‫بحكم ان مكانة بارزاين‪ ،‬وجاذبيته‬ ‫منحت روحا للرئاسة ويف الوقت نفسه‬ ‫وبسبب النظرة املختلفة لألطراف‬ ‫السياسية وتوقع التغيريات يف قوانني‬ ‫رئاسة االقليم ومهامها وتوجهاتها ال‬ ‫ينتظر معها يف حال اصالحها عودة‬ ‫السلطات والصالحيات السابقة لرئيس‬ ‫اقليم كوردستان الجديد‪.‬‬ ‫ان الذي قررته القيادة السياسية‬ ‫للحزب الدميقراطي الكوردستاين يف‬ ‫اجتامعها الخاص بتحديد مرشحها‬ ‫لرئاسة مجلس وزراء االقليم‪ ،‬هو حق‬ ‫قانوين لهذا الحزب ولكن االوضاع‬ ‫بالنسبة لرئاسة االقليم مختلفة‪ .‬حتى‬ ‫انه وفقا لقانون رقم ‪ 1‬لعام ‪،2005‬‬ ‫فان االطراف االخرى لها حق تقديم‬ ‫املرشحني متاما مثل الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪.‬‬ ‫بصورة عامة فان الوضع الحايل‬ ‫للحزب الدميقراطي الكوردستاين بعد‬ ‫فوزه الالفت يف انتخابات مجلس‬ ‫النواب العراقي والربملان الكوردستاين‬ ‫و ّفر جوا مالمئا لتنفيذ برنامجه وهو‬ ‫الذي حصل عىل ‪ 45‬مقعدا يف برملان‬ ‫كوردستان وان ضامن رئاسة حكومة‬ ‫االقليم يتطلب منه السعي للحصول‬ ‫عىل رئاسة االقليم ايضا‪.‬‬ ‫من املؤكد ان ترشيح السيد نيجريفان‬ ‫بارزاين ال يعني بانه ال عراقيل امامه‬ ‫للوصول اىل منصب رئيس اقليم‬ ‫كوردستان‪ .‬وآلية انتخاب رئيس اقليم‬ ‫كوردستان وفقا للقانون رقم ‪ 1‬لسنة‬

‫منصب رئاسة االقليم‬ ‫تم تعليقه وتم‬ ‫توزيع صالحياته‬ ‫على رئاسة مجلس‬ ‫الوزراء ورئاسة الربملان‬ ‫وعدد من املؤسسات‬ ‫االخرى‪.‬‬ ‫‪ 2005‬الصادر عن برملان كوردستان‬ ‫اتم تعليقها يف الدورة الرابعة وبعد‬ ‫انتهاء تلك الدورة‪ ،‬اليوم هناك عدد‬ ‫من املسائل املطروحة عىل الساحة‪،‬‬ ‫منها ما يتعلق حول الية انتخاب‬ ‫رئيس االقليم سواء اكان داخل الربملان‬ ‫ام خارجه او اجراء استفتاء النتخاب‬ ‫الرئيس‪ ،‬ويدور حول حسمها جدل‬ ‫كثري‪ .‬يتوجب عىل الربملان حسم‬ ‫هذه االمور يف هذه الدورة باالتفاق‬ ‫السيايس او باألغلبية الربملانية‪.‬‬ ‫ويف جميع االحوال فان تفعيل منصب‬ ‫رئاسة االقليم يحتاج اىل اتفاق االطراف‬ ‫السياسية ألنه وفقا لقانون برملان‬ ‫كوردستان فان منصب رئاسة االقليم‬ ‫تم تعليقه وتم توزيع صالحياته عىل‬ ‫رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الربملان‬ ‫وعدد من املؤسسات االخرى‪ .‬ومن‬ ‫الواضح ان تعليق منصب رئاسة اقليم‬ ‫كوردستان يف اساسه يرجع اىل الخالفات‬ ‫بني االطراف السياسية يف االقليم‪،‬‬

‫وبعد االتفاق السيايس فان اصالح هذا‬ ‫املنصب مرتبط بقرار الدورة الخامسة‬ ‫لربملان كوردستان التي يعيش الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين فيها وضعا‬ ‫افضل مقارنة باملايض بفضل املقاعد‬ ‫الـ‪ 45‬التي ميتلكها‪ ،‬ولكن يف الحقيقة‬ ‫ان هذا املسألة اصبحت قضية سياسية‬ ‫اكرث من كونها قضية قانونية حتى انها‬ ‫اصبحت سببا يف اغالق الربملان يف‬ ‫الدورة السابقة واالحداث التي جرت‬ ‫بعدها‪.‬‬ ‫بعيدا عن الشخص الذي سيكون‬ ‫مرشحا فان الخالفات اشارة اىل ان‬ ‫اقليم كوردستان يعيش يف خضم‬ ‫اعادة كتابة الدستور والذي سيكون‬ ‫موضوعا رئيسا مهام جدا امام االطراف‬ ‫السياسية‪ ،‬لذلك هناك حاجة اىل اتفاق‬ ‫سيايس داخيل بشأن هذه املسألة اكرث‬ ‫من اي وقت اخر‪.‬‬ ‫يجدر ان نتذكر بانه يف الدورة‬ ‫السابقة عارض الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين مقرتح انتخاب رئيس‬ ‫االقليم من قبل الربملان‪ ،‬ولكن اليوم‬ ‫ومع امتالكه ‪ 45‬مقعدا وتعاون‬ ‫عدد من االحزاب االخرى وخصوصا‬ ‫من االقليات فان باستطاعته ضامن‬ ‫الحصول عىل منصب رئيس االقليم‬ ‫حتى عن طريق الربملان حتى وان‬ ‫استخدم الربملان القانون ‪ 2005‬ذاته‬ ‫واالليات املرتبطة بانتخاب الرئيس‬ ‫الجديد لالقليم‪ ،‬او ان يقوم بتعديل‬ ‫القانون بشان الية انتخاب الرئيس‬

‫قسما من االطراف‬ ‫السياسية داخل‬ ‫الربملان يف الدورة‬ ‫السابقة كانوا يريدون‬ ‫تغيري النظام من‬ ‫الرئاسي اىل الربملاني‬

‫سواء داخل الربملان او بالتصويت‬ ‫العام من قبل املقرتعني‪ ،‬ويف هذه‬ ‫الحالة ايضا فانه وفقا للوضع والنظام‬ ‫السيايس الداخيل فان هناك حاجة‬ ‫لالتفاق الكوردستاين من قبل جميع‬ ‫االطراف السياسية داخل الربملان‪،‬‬ ‫الن قسام من االطراف السياسية‬ ‫داخل الربملان يف الدورة السابقة كانوا‬ ‫يريدون تغيري النظام من الرئايس اىل‬ ‫الربملاين‪ ،‬ويف نظام مثل هذا لن يكون‬ ‫للرئيس املقبل السلطات السابقة التي‬ ‫كان يتمتع بها السيد مسعود بارزاين‬ ‫ويف افضل االحوال بعد املصادقة عىل‬ ‫قانون رئاسة االقليم فان حق بقاء‬ ‫الرئيس يجب ّأل يزيد عن دورتني‬ ‫انتخابيتني‪ .‬ومن الواضح ان مشكالت‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين قبل‬ ‫ان تكون مرتبطة مبرشحه هي مرتبطة‬ ‫باالتفاق السيايس او اقرار قانون خاص‬ ‫بانتخاب رئيس جديد‪.‬‬ ‫كان عدد من االحزاب يف الدورة‬

‫السابقة للربملان ينتقدون الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين عىل انه‬ ‫يجب االنتخاب داخل قاعة الربملان‬ ‫وبأصوات اعضائه‪ ،‬واليوم وقد يعتقد‬ ‫الدميقراطي ان وضعه افضل من ذي‬ ‫قبل حتى انه ميكن ان يسعى يف الرد‬ ‫عىل انتقادات االطراف االخرى بالقول‬ ‫انه يحرتم اراءهم وسيتم انتخاب‬ ‫الرئيس الجديد لإلقليم من داخل‬ ‫الربملان‪.‬‬ ‫وحول مرشح الدميقراطي‪ ،‬ليس خافيا‬ ‫بانه خالل العقدين املاضيني كان السيد‬ ‫نيجريفان بارزاين يف مقدمة املسؤولني‬ ‫والسياسيني املؤثرين الفاعلني الحزبيني‬ ‫والحكوميني يف اقليم كوردستان‪ .‬ومنذ‬ ‫نحو عقد كامل فضال عن رئاسته‬ ‫لحكومة االقليم فهو يشغل منصب‬ ‫نائب رئيس الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين‪ .‬وعىل الرغم من ان‬ ‫املصري السيايس لهذا املنصب اي رئاسة‬ ‫االقليم مل يخرج لحد االن عن حدود‬ ‫الحوارات ونتائج االتفاقات السياسية‬ ‫تحتمل احاديث كثرية‪ ،‬لكن تنشيط‬ ‫رئاسة االقليم اقوى كثريا من التعطيل‬ ‫او االلغاء ومن هذا املنظار ميكننا‬ ‫االشارة اىل مجموعة من الخصائص‬ ‫التي يتمتع بها السيد نيجريفان بارزاين‬ ‫يف برنامج العمل كرجل دولة والتي‬ ‫دعت الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫لرتشيحه لهذا املنصب‪.‬‬ ‫وللحديث بقية‪..‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫ان المشكالت غير المنتهية‬ ‫القليم كوردستان ابتداء‬ ‫من تهديدات االرهاب‬ ‫وصوال الى المشكالت‬ ‫السياسية والبطالة والفقر‬ ‫والفساد لن تقف عند حد‬ ‫وستظل مشكالت دول‬ ‫الجوار وبغداد باقية كما‬ ‫هي‪ .‬ومن الطبيعي انه بعد‬ ‫تعليق رئاسة االقليم من‬ ‫قبل البرلمان الكوردستاني‬ ‫لم يحظ امر هذا المنصب‬ ‫اال بالقليل من التحليل‬

‫رئاسة االقليم‬ ‫ومستقبل نيجيرفان بارزاني‬ ‫القسم الثاني‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫فقد حظي الوضع السيايس‬ ‫الجديد وسياسة ما بعد ازمة‬ ‫رئاسة االقليم بكل االهتامم‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد ترشيح السيد نيجريفان بارزاين‬ ‫من املنتظر اثارة موضوع املنصب‬ ‫مرة اخرى‪.‬‬ ‫وكام جاء يف واجبات ومهام رئيس‬ ‫االقليم انه ميثل الشعب عىل‬ ‫املستويني الداخيل والخارجي‪.‬‬ ‫ويرشف عىل العالقات والتنسيق بني‬ ‫االقليم وسلطات العراق االتحادي‬ ‫وكذلك ُي ّثل الشعب الكوردستاين‬ ‫يف املجلس السيايس لألمن الوطني‬ ‫العراقي ويف املشاورات والحوارات‬ ‫مع الحكومة العراقية‪ .‬وهو الشخص‬ ‫الذي بذل مساعيه إلخراج كوردستان‬ ‫من العزلة من خالل الجوانب‬ ‫الثقافية والرتبوية واالقتصادية‬ ‫والعالقات السياسية والدبلوماسية‬ ‫وحتى االجتامعية مع العامل‬ ‫الخارجي‪.‬‬ ‫يف الوضع الخارجي كان وجود اكرث‬ ‫من ‪ 30‬قنصلية وممثلية دولية يف‬ ‫عاصمة االقليم من مثار السياسة‬ ‫واملساعي املستمرة التي بذلها‪،‬‬ ‫وحسب اعتقاده فان خرق الدستور‬ ‫العراقي من قبل الحكومة االتحادية‬

‫هو مصدر لكل ما يعانيه العراق من‬ ‫مصاعب‪ .‬فهو مل يجعل خروقات‬ ‫الحكومة االتحادية سببا لقطع‬ ‫العالقات مع اي من دول العامل ومل‬ ‫ي َ‬ ‫نب اي عالقة خارجية عىل اساس‬ ‫العداوة الداخلية‪.‬‬ ‫وتشري املعلومات يف الجانب الداخيل‬ ‫مل يسبق ان خرست حكومة نيجريفان‬ ‫بارزاين اية دعوى قانونية بني حكومته‬ ‫والحكومة االتحادية يف بغداد مبا‬ ‫فيها ملف النفط والغاز! وهذا الكالم‬ ‫يخص برنامج عمل لسنوات عديدة‬ ‫وذات مساحة واسعة وهو يظهر‬ ‫الدور الذي ميارسه السيد نيجريفان‬ ‫بارزاين يف مجال السياسة واالقتصاد‬ ‫واوضاع االقليم يف جميع املجاالت‬ ‫االمر وهذا هو الذي سيسهل عليه‬ ‫الحصول عىل التقييم لجدارته لتسنم‬ ‫منصب رئاسة اقليم كوردستان‬ ‫بلحاظ ان حتى خصومه يقولون‪:‬‬ ‫نتجاوز عنه ألنه رمز لتعايش‬ ‫جميع االحزاب واالطراف ولن ننىس‬ ‫حسناته!‬ ‫وبحسب رأي االحزاب فانه يف جميع‬ ‫املشكالت والرصاعات السياسية‬ ‫الداخلية واملعارك واملواجهات‬ ‫املسلحة الداخلية يف االقليم كان مييل‬ ‫اىل السعي اىل الحل السلمي والحفاظ‬ ‫عىل السالم والوئام داخل البيت‬ ‫الكوردي اكرث من اميانه بالحرب‪.‬‬ ‫والعجيب انه عند خصومه ايضا‬ ‫فان هذا االنسان الرشقي رمز لثقافة‬ ‫التسامح والسلم الوطني ويصعب‬

‫عليهم تقييم برنامج عمله بشكل‬ ‫سلبي‪ .‬وهو كرئيس لحكومة االقليم‬ ‫كان دوما عىل استعداد لالعتذار من‬ ‫اي فرد من افراد املجتمع تم خرق‬ ‫حق من حقوقه‪ .‬عىل سبيل املثال ال‬ ‫الحرص‪ ،‬وازاء الهجامت التي تعرضت‬ ‫لها مقار احزاب الجامعة االسالمية‬ ‫واالتحاد االسالمي والتغيري يف اربيل‬ ‫يف ‪ 2010 /7 /25‬قدم اعتذاره‬ ‫رسميا لهذه االحزاب بصفته رئيسا‬ ‫لحكومة االقليم‪ .‬ففي كوردستان‬ ‫مليئة باألسلحة واالحزاب السياسية‬ ‫املتخاصمة ونفوذ االضداد الخارجيني‬ ‫كان ثقافته التسامحية سببا يف ان‬ ‫تنتهي االزمات السياسية من دون‬ ‫حصول خسائر‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬قد يكون السؤال‬ ‫االهم بالنسبة لغري الكورد هو من‬ ‫هم االشخاص الذين يعدون من‬ ‫كبار سياسيي الكورد وبإمكانهم‬ ‫التنافس مع بارزاين عىل رئاسة اقليم‬ ‫كوردستان؟ املرشحون لهذا السؤال‬ ‫ليسوا قليلني الن الثورة التاريخية‬ ‫للشعب الكوردي متنح الرشعية‬ ‫لنضال الكثري من القادة السياسيني‬ ‫والقوميني ولكن داخل قادة الجيل‬ ‫التسعيني من القرن املنرصم وما‬ ‫بعده كان واحدا من االشخاص الذين‬ ‫حولوا معنى الثورية من الحامسة‬ ‫والحرارة اىل السياسة والنعومة‬ ‫وسخر الحكومة لخدمة جميع‬ ‫املكونات وخصوصا الجيل الجديد‬ ‫ومع التضحية التاريخية المته التي‬

‫كانت افقية ح ّول مكتسباته اىل‬ ‫العمودية والعرصنة‪ ،‬هو نيجريفان‬ ‫بارزاين الذي مارس دورا رئيسا من‬ ‫اجل اعادة اعامر كوردستان وليس‬ ‫تدمريها‪.‬‬ ‫نادرا ما حدث؛ حتى يف بالد مستقلة؛‬ ‫يف العقد الثاين من القرن الحايل ان‬ ‫متر بالد باالزمات املتتالية وخلقت‬ ‫ضدها املشكالت كام حصل القليم‬ ‫كوردستان‪ .‬ويف الوقت الذي تشكل‬ ‫ارضار ازمة الثقة اكرث من ارضار الكثري‬ ‫من الحروب املحدودة‪ ،‬فان الحكومة‬ ‫التي قادها نيجريفان بارزاين ركزت يف‬ ‫مرتكز الرصاعات وكل مابقي لها من‬ ‫فرصة للعمل والنمو هي اال تتحول‬ ‫االزمات اىل كوارث‪ ،‬يف اي من تلك‬ ‫االزمات ما يكفي النهاء الحياة‬ ‫السياسية الية حكومة ورئيسها‪،‬‬ ‫ولكن اليوم ايضا فان حكومة ما بعد‬ ‫ازمات االقليم والتي يقودها بارزاين‬ ‫لها استقرار وهو يؤكد بكل ثقة‬ ‫لصحيفة (الرشق االوسط)‪ :‬نعتقد‬ ‫ان ال احد يستطيع ان يدمر تجربتنا‬ ‫ومكتسباتنا‪ ،‬لقد اجتزنا املرحلة‬ ‫الصعبة والطويلة‪ ،‬ولن نعود اىل‬ ‫الوراء‪ ،‬لقد انتهى الزمن الذي نرتاجع‬ ‫فيه عن املكتسبات الكبرية‪.‬‬ ‫يف بداية مرحلة االستقالل االقتصادي‬ ‫وبدء تصدير النفط انخفض سعره‪،‬‬ ‫وقطعت الحكومة املركزية ميزانية‬ ‫االقليم بصورة تامة وبدأ «داعش»‬ ‫هجومه عىل االقليم بكل ما اويت‬ ‫من قوة وامتدت امواج النازحني‬

‫«‬ ‫إن مصالح الدول الكبرى‬ ‫في مستنقعات الشرق‬ ‫األوسط أهم من‬ ‫كوردستان‪ ،‬وأقوى من‬ ‫إرادة شعوب المنطقة‪،‬‬ ‫ألن ّ‬ ‫كل حكومات العرب‬ ‫والغرب تحارب من أجل‬ ‫المال والسلطة‪ ،‬وليس‬ ‫لتحقيق إرادة شعوبها ّ‬ ‫وحل‬ ‫قضاياها‬

‫«‬

‫اىل كوردستان وحولت ازمة انقطاع‬ ‫الرواتب حياة املوظفني اىل صعوبات‬ ‫بالغة وبتوقف املشاريع الحكومية‬ ‫وقلة حركة القطاع الخاص تفشت‬ ‫البطالة واالزمة االقتصادية واتسعت‬ ‫النواقص وقامت قوى السياسية‬ ‫الحليفة املشاركة يف الحكومة‬ ‫باالنسحاب منها شيئا فشيئا وبعد‬ ‫االستفتاء الرشعي تم غلق الحدود‬ ‫بوجه اقليم كوردستان وفرض‬ ‫الحصار الجوي والربي عليه وقامت‬ ‫بغداد تحت تهديد قوة السالح‬ ‫باحتالل املناطق املستقطعة وتحت‬ ‫تهديد املؤامرات االقليمية والقوى‬ ‫امليليشياوية ظهر تهديد االنهيار‬

‫التام لكيان حكومة االقليم‪.‬‬ ‫فخالل شهر واحد فقط اي شهر كانون‬ ‫الثاين ‪ 2017‬وبالتزامن مع الحصار‬ ‫والضغوطات التي تجاوزت الحدود‬ ‫استطاع من خالل عدد من الزيارات‬ ‫واللقاءات املبارشة اجراء حوارات‬ ‫مصريية مع عدد من قيادات الدول‬ ‫الكربى مثل فرنسا واملانيا وبريطانيا‬ ‫وحتى الفاتيكان وجعلها تدخل‬ ‫عىل خط االزمة وتكون لها كلمتها‪.‬‬ ‫واستطاع ان ّ‬ ‫يذكر بلدان املنطقة‬ ‫ومنها تركيا وايران بالنقاط املشرتكة‬ ‫ومنها املصالح واالمن املرتبط بالسلم‬ ‫واالمان يف اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫فبمحصلة الشهر الواحد ابلغ رئيس‬ ‫حكومة االقليم العامل الخارجي عن‬ ‫املخاطر الكبرية وحقيقة االحداث‬ ‫وفقدان التوازن يف املنطقة واجربهم‬ ‫عىل تغيري سياساتهم ازاء سكان‬ ‫اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫ومن هذا املنظار فان الحديث عن‬ ‫نيجريفان بارزاين هو حديث عن‬ ‫اجتياز كوردستان لتلك املراحل‬ ‫الخطرية املشار اليها واعاد اىل االذهان‬ ‫برامج عمله وترصفاته واقواله‬ ‫كرمز للتعايش املشرتك وثقافة‬ ‫التسامح وترى تجدد كوردستان‬ ‫من خالل تجدد رئيسها وقياداتها‬ ‫ويرى منارصوه ان احتياجات‬ ‫املرحلة الحالية يف اقليم كوردستان‬ ‫وامكانيات نيجريفان بارزاين شيئان‬ ‫متمامن لبعضهام‪.‬‬ ‫وللحديث بقية‪..‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫زاویة من تاریخ‬ ‫العلم الکوردستاني‬ ‫رفعت القوى املنخرطة يف الحركة‬ ‫التحررية الكردية السياسية‬ ‫عدداً من األعالم خالل تارخ نضالها‪،‬‬ ‫أبرزها كان علم مملكة شيخ محمود‬ ‫الحفيد‪ ،‬علم ثورة آرارات ومنظمة‬ ‫خويبون التي تأسست يف منطقة‬ ‫بحمدون اللبنانية‪ ،‬علم جمهورية‬ ‫كردستان يف مهاباد اإليرانية وأخريا‬ ‫علم اقليم كردستان‪.‬‬ ‫العلم املرفوع حالياً يف اقليم كردستان‬ ‫تم اعتامده بقرار من برملان كردستان‪،‬‬ ‫وهو األقرب من بني جميع األعالم‬ ‫الكردية من علم ثورة آرارات وجمعية‬ ‫خويبون الكردية التي تأسست عام‬ ‫‪ 1927‬عرب اندماج أربع منظامت‬ ‫سياسية كردية تكونت من‪ :‬جمعية‬ ‫تعايل كردستان‪ ،‬تشكيالت كردستان‪،‬‬ ‫امللية الكردية ومنظمة االستقالل‪.‬‬

‫ام سياسياً‬ ‫وكانت حركة خويبون تنظي ً‬ ‫نشطاً سعى من أجل الحصول عىل‬ ‫الحقوق القومية والسياسية للشعب‬ ‫الكردي يف تركيا‪ .‬وانطلقت ثورة‬ ‫آرارات من رحم هذه الحركة ضد‬ ‫سلطة أتاتورك والحكومة الرتكية‬ ‫(کندال و دیگران‪ ،‬کردها‪:١٣٧٩ ،‬‬ ‫ص‪( ،)١١١‬کۆچرا‪ ،‬جنبش ملی کرد‪،‬‬ ‫‪ :١٣٧٧‬ص‪)١١٥‬‬ ‫يعتقد كثريون أن علم كردستان كان‬ ‫شعاراً لجمعية «تعايل كردستان»‬ ‫املنضوية ضمن اطار الحركة وانتهى‬ ‫تصميمه يف ‪ 1920‬قبل اعتامده بشكل‬ ‫رسمي من قبل خويبون شعاراً ألكرث‬ ‫من عقد من الزمان‪.‬‬ ‫و رفعت حكومة الشيخ محمود يف‬ ‫السليامنية (ملك كردستان) يف أكتوبر‬ ‫‪ 1922‬علم كردستان يف املدينة تزامناً‬

‫مركز كردستان للوثائق‬ ‫والدراسات األكاديمية‬

‫مع اعالن «حكومة جنوب كردستان»‪.‬‬ ‫وكان العلم املرفوع من قبل هذه‬ ‫الحكومة عبارة عن ارضية خرضاء‬ ‫وهال ًال أبيضاً منقوشاً داخل دائرة‬ ‫حمراء‪.‬‬ ‫ويف املناطق الكردية اإليرانية رفعت‬ ‫«جمهورية كردستان» التي انطلقت‬ ‫يف مدينة مهاباد عل ً‬ ‫ام خاصاً بها تم‬ ‫رفعه يف مراسيم اقيمت يف الـ ‪17‬‬ ‫من كانون األول ‪ 1945‬عىل مبنى‬ ‫البلدية يف املدينة عوضاً عن العلم‬ ‫اإليراين الشاهنشاهي الذي أزيل عىل‬ ‫املباين والدوائر الرسمية (نوشیروان‬ ‫مصطفى‪ ،‬کوماری کوردستان‪:٢٠٠٦ ،‬‬ ‫ل‪ ،)٩٦‬ومتيزت علم جمهورية مهاباد‬ ‫بالوانه الثالثة األخرض واألبيض‬ ‫واألحمر وقل ً‬ ‫ام وشمساً ساطعاً وسط‬ ‫سنابل قمح يف اشارة اىل الزراعة‬

‫والخصوبة‪ .‬وقد خلد هذا العلم‬ ‫الشاعر القومي الراحل هزار موكرياين‬ ‫يف قصيدة طويلة (‪.)١٩٩١-١٩٢١‬‬ ‫وبعد االنتفاضة الشعبية الكردية‬ ‫عام ‪ 1991‬رفعت منظامت وأحزاب‬ ‫يف االقليم‪ ،‬علم كردستان عىل املباين‬ ‫واملؤسسات‪ ،‬ثم اقر برملان كردستان‬ ‫رفع ذلك العلم الثاليث األلوان الذي‬

‫يتوسطه شمس ساطعة عرب القانون‬ ‫املرقم ب (‪ )14‬والقرار الصادر (‪)28‬‬ ‫يف ‪ ،1999/11/11‬ثم قرر الربملان‬ ‫اعتبار الـ ‪ 17‬من كانون األول لكل‬ ‫عام يوم العلم الكردستاين وفق القرار‬ ‫املرقم بـ (‪ )48‬يف الـ ‪ 19‬حزيران ‪2004‬‬ ‫احتفا ًء بتاريخ رفع علم كردستان يف‬ ‫جمهورية كردستان مبهاباد اإليرانية‪.‬‬

‫وبعد سقوط النظام يف ‪ 2003‬واعتامد‬ ‫الدستور العراقي الدائم يف ‪2005‬‬ ‫اقر الدستور بان العراق بلد متعدد‬ ‫القوميات وان القومية الكردية هي‬ ‫القومية الرئيسية الثانية اىل جانب‬ ‫القومية العربية وأقر يف املادة ‪117‬‬ ‫«اقليم كردستان‪ ،‬وسلطاته القامئة‬ ‫اقلي ً‬ ‫ام اتحادياً» ومنحه يف املادة ‪120‬‬ ‫حق وضع دستور له‪ ،‬يحدد هيكل‬ ‫سلطات االقليم‪ ،‬وصالحياته‪ ،‬وآليات‬ ‫مامرسة تلك الصالحيات‪ ،‬عىل ان ال‬ ‫يتعارض مع الدستور االتحادي كام‬ ‫منح يف املادة ‪ 121‬سلطات االقاليم‬ ‫الحق يف مامرسة السلطات الترشيعية‬ ‫والتنفيذية والقضائية‪ ،‬باستثناء ما‬ ‫ورد فيه من اختصاصات حرصية‬ ‫للسلطات االتحادية‪ ،‬اضافة اىل الحق‬ ‫يف تعديل تطبيق القانون االتحادي‬ ‫يف االقليم‪ ،‬يف حالة وجود تناقض أو‬ ‫تعارض بني القانون االتحادي وقانون‬ ‫االقليم بخصوص مسأل ٍة التدخل يف‬ ‫االختصاصات الحرصية للسلطات‬ ‫االتحادية ‪.‬‬ ‫وحصل الكرد مبوجب هذا الدستور‬ ‫عىل مكتسبات عديدة بينها علمهم‬ ‫الخاص واعتبار اللغة الكردية رسمية‬ ‫يف العراق‪ ،‬اضافة إىل اية مجاالت‬ ‫أخرى يحتمها مبدأ املساواة‪ ،‬مثل‬ ‫االوراق النقدية‪ ،‬وجوازات السفر‪،‬‬ ‫والطوابع ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫بعد أن كانوا من بين‬ ‫أكبر الرابحين في الحرب‬ ‫السورية‪ ،‬سيصبح‬ ‫الكورد أكبر الخاسرين‬ ‫من قرار الواليات‬ ‫المتحدة سحب قواتها‬ ‫التي ساعدتهم في‬ ‫المعركة ضد متشددي‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫وفي ردع أنقرة‬ ‫ودمشق‪.‬‬

‫خالل ساعات‬ ‫سورية‪..‬‬ ‫الكورد يتحولون‬ ‫ألكبر الخاسرين‬ ‫إدريس سالم‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫ومبساعدة الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫انتزعت قوات سوريا‬ ‫الدميقراطية التي يقودها الكورد‬ ‫السيطرة عىل مساحات كبرية من‬ ‫شامل ورشق سوريا من أيدي الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬لكنها تحذر من أن‬ ‫املتشددين ال يزالون يشكلون خطرا‬ ‫حتى رغم إعالن الرئيس األمرييك‬ ‫دونالد ترامب هزميتهم‪.‬‬ ‫وتتفق فرنسا وأملانيا حليفتا واشنطن‬ ‫يف حلف شامل األطليس مع هذا‬ ‫الرأي وتقوالن إن التحول املفاجيء‬ ‫يف مسار الواليات املتحدة تجاه‬ ‫سوريا‪ ،‬يف إطار وفاء ترامب بتعهد‬ ‫انتخايب عام ‪ ،2016‬يهدد بتقويض‬ ‫املعركة ضد الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ولن يعرض قرار ترامب األرايض‬ ‫التي تسيطر عليها قوات سوريا‬ ‫الدميقراطية لخطر عودة الدولة‬ ‫اإلسالمية فحسب بل يزيد من‬ ‫احتامل أن يتعرض شامل سوريا‬ ‫الذي يهيمن عليه الكورد لهجوم من‬ ‫تركيا وحلفائها من مقاتيل املعارضة‬ ‫السورية‪.‬‬ ‫وكأن التاريخ يعيد نفسه للكورد‬ ‫وهم أقلية بال دولة موزعة عىل‬ ‫سوريا والعراق وإيران وتركيا‬

‫أحبطت قوى أجنبية تاريخيا‬ ‫طموحاتها القومية‪ .‬فالكورد هم أكرب‬ ‫مجموعة عرقية ظلوا بال دولة بعد‬ ‫انهيار اإلمرباطورية العثامنية قبل‬ ‫نحو قرن‪.‬‬ ‫ويقول بعض املحللني إنه ليك تحمي‬ ‫الجامعات الكوردية السورية نفسها‬ ‫من تركيا‪ ،‬فقد تضطر اآلن لطرق‬ ‫أبواب دمشق وإبرام اتفاق مع‬ ‫الرئيس بشار األسد وحلفائه الروس‬ ‫الذين قد يوفرون لها الحامية مقابل‬ ‫التخيل عن الحكم الذايت‪.‬‬ ‫وعىل النقيض من مقاتيل املعارضة‬ ‫السورية‪ ،‬فإن قوات سوريا‬ ‫الدميقراطية ووحدات حامية‬ ‫الشعب الكوردية التي تقودها مل‬ ‫تقاتل قط لإلطاحة باألسد‪ .‬بل إنها‬ ‫تعاونت معه يف بعض األحيان ضد‬ ‫خصوم مشرتكني ويف وقت سابق هذا‬ ‫العام دخلت يف محادثات سياسية يف‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫إال أن هذه املحادثات مل تسفر عن‬ ‫يشء‪ ،‬فاألسد يعارض رؤية الكورد‬ ‫لسوريا اتحادية تحافظ عىل حكمهم‬ ‫الذايت اإلقليمي‪.‬‬ ‫ويتطلع األسد وحلفاؤه الروس‬ ‫واإليرانيون‪ ،‬الذين يُنظر لهم عىل‬ ‫أنهم الرابحون عىل األرجح من‬ ‫االنسحاب األمرييك‪ ،‬إىل استعادة‬ ‫األرايض التي تسيطر عليها قوات‬ ‫سوريا الدميقراطية والتي متتد عرب‬ ‫ربع مساحة سوريا تقريبا والغنية‬ ‫باألرايض الزراعية والنفط واملياه‪.‬‬

‫وقال مسؤول يف التحالف اإلقليمي‬ ‫املدعوم من إيران الذي يدعم‬ ‫األسد لرويرتز إن الحكومة السورية‬ ‫ستسعى قطعا الستعادة املنطقة‬ ‫بعد انسحاب الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويف املناطق الكوردية بشامل سوريا‪،‬‬ ‫عمق تحرك ترامب املخاوف من‬ ‫هجوم تشنه تركيا‪ ،‬التي تعترب‬ ‫السيطرة الكوردية عىل الشامل‬ ‫خطرا عىل أمنها وتطالب بإنهاء دعم‬ ‫واشنطن لقوات سوريا الدميقراطية‪.‬‬ ‫وقال بنغني سيدو (‪ 35‬عاما) من بلدة‬ ‫راس العني حيث خرجت مظاهرة‬ ‫يوم الخميس ضد أي هجوم تريك‬ ‫”من قبل كانت أمريكا موجودة ما‬ ‫حدا كان يخاف بس هال بدنا نخاف‬ ‫من التهديدات (الرتكية)“‪.‬‬ ‫ويقول أحمد سليامن وهو سيايس‬ ‫ومحلل كوردي إن قرار ترامب أخذ‬ ‫قوات سوريا الدميقراطية عىل حني‬ ‫غرة‪ ،‬رغم أن القوات كانت قلقة مام‬ ‫تعتربه سياسة أمريكية مهتزة تجاه‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫وقال لرويرتز ”االعتامد عىل‬ ‫األمريكان حقيقة هو تجربة فاشلة‬ ‫بالنسبة للكورد عىل األقل‪...‬هال‬ ‫خيارات الكورد صارت صعبة جدا“‪.‬‬ ‫* ”خطر جدي“ من الدولة اإلسالمية‬ ‫تطور الدعم األمرييك لوحدات‬ ‫حامية الشعب الكوردية‪ ،‬التي‬ ‫متثل العمود الفقري لقوات سوريا‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬من عام ‪ 2014‬عندما‬

‫كان تنظيم الدولة اإلسالمية يف أوج‬ ‫قوته وكان الكورد يقاتلون ملنع‬ ‫التنظيم من السيطرة عىل مدينة‬ ‫كوباين عىل الحدود مع تركيا‪.‬‬ ‫وأثارت العالقة غضب تركيا التي‬ ‫تعترب وحدات حامية الشعب امتدادا‬ ‫لحزب العامل الكوردستاين‪ ،‬الذي‬ ‫يشن متردا منذ ‪ 34‬عاما يف جنوب‬ ‫رشق تركيا الذي يغلب الكورد عىل‬ ‫سكانه‪.‬‬ ‫وتطورت العالقات مع متكن وحدات‬ ‫حامية الشعب من دحر مقاتيل‬ ‫الدولة اإلسالمية بدعم من الرضبات‬ ‫الجوية والقوات الخاصة من‬ ‫التحالف بقيادة واشنطن‪ .‬وخرس‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية اآلن معظم‬ ‫أراضيه يف سوريا‪.‬‬ ‫لكن قائد قوات سوريا الدميقراطية‬ ‫مظلوم كوباين أبلغ رويرتز األسبوع‬ ‫املايض أن خمسة آالف متشدد عىل‬ ‫األقل ال يزالون يقاتلون باستامتة يف‬ ‫آخر جيب لهم رشقي نهر الفرات‬ ‫قرب الحدود العراقية‪.‬‬ ‫وذكر كوباين أن من بني هؤالء‬ ‫مقاتلني أجانب ورمبا أيضا زعيم‬ ‫التنظيم أبو بكر البغدادي‪ .‬ويسيطر‬ ‫التنظيم أيضا عىل جيب صحراوي‬ ‫غريب الفرات يف مناطق تخضع أساسا‬ ‫لسيطرة دمشق وحلفائها‪.‬‬ ‫وأشار نواف خليل وهو محلل‬ ‫متخصص يف الشؤون الكوردية‬ ‫مقيم يف أملانيا وله صالت بقوات‬ ‫سوريا الدميقراطية إىل التهديد الذي‬

‫«‬ ‫إن مصالح الدول الكبرى‬ ‫في مستنقعات الشرق‬ ‫األوسط أهم من‬ ‫كوردستان‪ ،‬وأقوى من‬ ‫إرادة شعوب المنطقة‪،‬‬ ‫ألن ّ‬ ‫كل حكومات العرب‬ ‫والغرب تحارب من أجل‬ ‫المال والسلطة‪ ،‬وليس‬ ‫لتحقيق إرادة شعوبها ّ‬ ‫وحل‬ ‫قضاياها‬

‫«‬

‫ميثله كثريون من األعضاء السابقني‬ ‫يف تنظيم الدولة اإلسالمية الذين‬ ‫اندمجوا مجددا يف الحياة املدنية‪.‬‬ ‫وقال لرويرتز ”خالل أشهر ميكن‬ ‫أن يلتحقوا بداعش باسم داعش أو‬ ‫باسم آخر“ مشريا أيضا إىل مئات‬ ‫املقاتلني األجانب الذين تحتجزهم‬ ‫قوات سوريا الدميقراطية وترفض‬ ‫حكوماتهم تسلمهم‪.‬‬ ‫وأضاف ”يف خطر جدي حقيقي‪...‬‬ ‫آالف الناس كانوا قد انضموا إىل‬ ‫داعش ‪..‬هؤالء مل يتبخروا“‪.‬‬ ‫*املعارضة تشيد بتحرك ترامب‬ ‫دفعت الهجامت الرتكية يف سوريا‬ ‫هذا العام قوات سوريا الدميقراطية‬

‫ألن توقف مؤقتا عملياتها ضد الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬واآلن تهدد تركيا بشن‬ ‫هجوم كبري يف شامل رشق سوريا‬ ‫مستهدفة وحدات حامية الشعب‪.‬‬ ‫وقال أبو حاتم شقرا القائد العام‬ ‫لتجمع أحرار الرشقية التي ستشارك‬ ‫يف العملية لرويرتز ”عن قريب بإذن‬ ‫الله ستنطلق العملية رشق الفرات“‪.‬‬ ‫وأشاد بقرار ترامب مضيفا ”هدفنا‬ ‫أخد جميع املناطق التي تسيطر عليها‬ ‫قسد (قوات سوريا الدميقراطية)“‪.‬‬ ‫ويعتمد الكثري اآلن عىل كيف ستدير‬ ‫الواليات املتحدة عملية سحب‬ ‫جنودها األلفني‪.‬‬ ‫وقال جوشوا النديس وهو خبري يف‬ ‫الشأن السوري ومدير مركز دراسات‬ ‫الرشق األوسط بجامعة أوكالهوما‬ ‫”إذا انسحب األمريكيون برسعة‬ ‫فستكون هناك فوىض‪ .‬وإذا دخل‬ ‫األتراك‪ ...‬فسيكون هناك سفك‬ ‫للدماء“‪.‬‬ ‫وستمثل املوارد الطبيعية يف املناطق‬ ‫الكوردية ورقة مساومة قوية‬ ‫محتملة يف أي مفاوضات مع دمشق‬ ‫لكن اإلعالن األمرييك قوض موقف‬ ‫الكورد يف أي مفاوضات‪.‬‬ ‫وقال جوست هيلرتمان من مجموعة‬ ‫األزمات الدولية ”ليس من الواضح‬ ‫بعد من سيفوز لكن من الواضح‬ ‫من سيخرس‪ .‬وحدات حامية الشعب‬ ‫ستخرس وشعب الكورد سيخرس ‪...‬‬ ‫موقفهم التفاويض ببساطة أصبح‬ ‫صفرا“‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫الكورد يف التاريخ االسالمي‬ ‫صالح مندالوي‬

‫ومتـلك الـكرد بـغـداد وســاحاتها‬ ‫اىل خـراسـان شــرقآ العــراق‬ ‫ ‬ ‫وترشب الشاة والرسحان ماؤهام‬ ‫باالمن من غري ارجاف واغراق‬ ‫ ‬ ‫قالها الشيخ محي الدين يف كتاب الزام الناصب يف‬ ‫اثبات الحجة‪ .‬اميل الظهار دور الكرد يف التاريخ‬ ‫االسالمي ال طمعآ بأن نحكم غرينا بل لنظهر ان‬ ‫قلوبنا صافية نقاء قلب ام موىس ( ع ) و لنظهر تأملنا‬ ‫عىل املصائب التي تصب يوميآ عىل فقراء العراق وال‬ ‫يسلم منها ال الطفل الرضيع وال الشيخ الكسيح وال‬ ‫املرأة وال الرجل وال الصوفية الخاشعني لله و الكرد‬ ‫فاتحني ذراعاتهم الستقبال الفارين كالحامم والطري‬ ‫املتناثر اثر دوي االنفجارات قاصدة صوامع الهدوء‬ ‫كنف جبال كردستان التي التزال تحمل عنوان‬ ‫كردستان العراق ال خوفآ من احد وامنا تقديسآ لرتبة‬ ‫العراق رغم حرارتها االهبة وعجاجها الكاتم لالنفاس‪.‬‬ ‫العراق بلد السادة والسيد يعني كتف البكاء وحنو‬ ‫االب وعدل الوجدان والضمري وتحايش النزول اىل‬ ‫املفردات الصغرية لتفاصيل حياة االنسان مثة شئ‬ ‫واحد ينبغي للسادة ان يتذكروا ان االسالم كمعتقد‬ ‫اساسه الصدق النه كغريه من العقائد الفكرية‬ ‫خارجة من لسان رجل يتلقى الوحي من ماوراء‬ ‫العلم ( الباراسايكولوجي ) ‪.‬‬ ‫وهاانذا اسوق لكم امثلة من العقول الكردية التي‬ ‫قادة جند املسلمني يف مراحل مفصلية من تاريخ‬ ‫الرشق االوسط التي تعترب العامل القديم الذي نزلت‬ ‫فيه الديانات جراء افكار الكثريين من املبرشين‬ ‫عرفت ان ابا مسلم الخراساين كردي هو ( مهروت‬

‫بهزاديان هرمز ) من خالل سباب كردي مستعرب‬ ‫هو الشاعر ابو دوالما وكمالحظة ان اللقب يعني‬ ‫البيضة املسلوقة عىل النصف اي الطفل الذي يولد‬ ‫قبل التسعة اشهر ‪.‬‬ ‫ابـا مـجـرم مـاغـري الله نـعـمـة‬ ‫عىل عبده حتى يغريها العبد‬ ‫ ‬ ‫ايف دولة املهدي حاولت غدره‬ ‫اال ان اهل الغدر اباؤك الكرد‬ ‫ ‬ ‫كام كتب اىل ابو جعفر املنصور ‪ :‬ـ‬ ‫اما بعد فقد اتخذت اخاك امامآ ودليال عىل ما‬ ‫افرتض الله فتبع الفتنة واستجهلني بالقرأن يحرفه‬ ‫عن مواضعه طمعآ يف قليل من الدنيا زائل ومثل‬ ‫يل الضاللة يف صورة الهدى وامرين ان اجرد السيف‬ ‫واقتل بالظنة واقدم بالشبهة وارفع الرحمة وال اقبل‬ ‫العذر فينتقم من الربيئ والسقيم ووترت اهل‬ ‫الدنيا يف طاعتكم وتوطئة سلطانكم حتى عرفكم‬ ‫من يجهلكم وركبتم بالظلم والعدوان ثم ان الله قد‬ ‫تداركني منه بالندم واستنقذين بالتوبة فأن يعف‬ ‫ويصفح فأنه لالوابني غفورآ ( تصوروا بالغة ابا‬ ‫مسلم بالغة العربية ) ‪.‬‬ ‫فأجتمع املنصور بحاشيته العسكر يبحث يف كيفية‬ ‫قتل ابا مسلم قالوا القبل لنا به النه اليرتك سيفه‬ ‫فاستتبعوه مكتشفني انه يرتك سالحه عند دخول‬ ‫الحامم فادخل عليه خمسون مقاتال فقتل منهم‬ ‫مثانية عرش قبل ان يقتلوه !!!!فمن القاتل الغادر‬ ‫وحسنآ فعل ابو دوالما يف ذكر اباء ابا مسلم ( الكرد‬ ‫) فكم من امثال ابا مسلم الكردي ذاب يف املجتمع‬ ‫املصلحي لرجال دين كانوا يسمون بوعاض السالطني‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬

‫اصبح هناك عرف يف العراق‬ ‫بان تبذل املساعي واملحاوالت‬ ‫الدامئة واملستمرة لتغيري ما يسمى‬ ‫باملسؤول الفاسد ولكن النتائج‬ ‫تكون دوما اسوأ من ذي قبل‪ .‬وهذا‬ ‫يعني ان محاولة تغيري املسؤولني يف‬ ‫هذا البلد سواء بالوسائل القانونية‬ ‫ام غري القانونية مل تؤ ِد اىل التوجه‬ ‫نحو االحسن؛ فمثال ان ملف الفيليني‬ ‫وامثالهم مل تكن عند مسؤويل االمس‬ ‫واليوم سوى ما يشبه ذلك الرقيم‬ ‫الكبري الذي يحتوي عىل الكتابات‬ ‫نفسها وجها وقفا‪.‬‬ ‫ويروى ان جامعة من الناس ذوي‬ ‫املصري املشرتك كانوا يعيشون بسفح‬ ‫جبل حيث كان هناك حجر كبري‬ ‫ضخم يصدر بني الحني واالخر صوتا‬ ‫غريبا يسمعه الناس‪ ،‬كام لو كان‬ ‫رس ما‪.‬‬ ‫يناديهم ويستدعيهم لكشف ٍ‬

‫رقيم مصير الفيليين‬

‫واخري تجمع الناس حوله وتعاونوا‬ ‫عىل ان يرتقي احدهم فوقه؛ وبعد‬ ‫ان قام هذا الشخص بازالة ما علق‬ ‫بالجانب املستوي من الحجر من‬ ‫اتربة واطيان وبعد البحث والتقيص‬ ‫وقعت عينه عىل جملة محفورة فيه‪:‬‬ ‫ان من يرغب مبعرفة رسي عليه ان‬ ‫يقلبني رأسا عىل عقب‪.‬‬ ‫فقام الناس بعد جهد جهيد وتعب‬ ‫شديد وسعادة كبرية بقلب الحجر‬ ‫رأسا عىل عقب وعندما قرأوا ما‬ ‫كتب عىل الجانب االخر من الحجر‬ ‫فغروا فيهم من هول املفاجئة عندما‬ ‫وجدوا ان الرس املكتوب عىل الجانب‬ ‫االخر مل يكن يختلف عام كتب عىل‬ ‫الجانب االول حيث نقش عليه‪:‬‬ ‫ان من يريد معرفة رسي عليه ان‬ ‫يقلبني رأسا عىل عقب!‬ ‫وهذا يشبه متاما اوضاع الفيليني‬ ‫يف جميع جوانب وشؤون حياتهم‬ ‫الحالية يف هذا البلد فمهام يقلب‬ ‫ملفهم يجدونه متشابها‪ .‬وخصوصا‬ ‫يف ادارة قضايا سلب الحقوق‬ ‫والسياسة نغري بعضنا ومنذ سنوات‬ ‫كثرية ابتعدنا عن الخطوات واالعامل‬ ‫الجريئة واملناسبة التي تخدم هذه‬ ‫الرشيحة وافراده؛ ولكن ملاذا؟!‬ ‫ومام ال ميكن نكرانه اليوم ان دورنا‬ ‫وصورتنا عىل الخارطة اصبح اقل‬ ‫واصغر مام كان يف السابق وان‬ ‫الشخصيات التي اصبحت مسؤولة‬

‫او تقلدت املناصب اما عن طريق‬ ‫براعتها وامكانياتها الذاتية او‬ ‫عن طريق التزكية والتوصيات‬ ‫تفهم املشكلة ولكن انعدام السند‬ ‫والخشية من انقالب التغيري ال‬ ‫يسمح لها بإظهار شجاعة اتخاذ‬ ‫موقف وقرار ازاء التقصري الحكومي‬ ‫وصمت االطراف املوجودة فيام‬ ‫يتعلق بالقرارات السيئة واملعادية‬ ‫لحقوقنا‪.‬‬ ‫انه النظام الفيدرايل العراقي الذي‬ ‫يسمح الي شخص يصبح مسؤوال‬ ‫ان يكرر االعامل واالفعال نفسها‬ ‫التي فيها رضرنا نحن الفيليني‪ .‬كام‬ ‫ان الرشيحة كانت اغلب مساعيهم‬ ‫يف سنوات القحط االخرية للمسؤولني‬ ‫من ابناء جلدتهم ان يقوموا بتغيري‬ ‫اوجه تلك الشخصيات املسؤولة‬ ‫بأخرى‪.‬‬ ‫وجميع الهيئات واملجاميع مشرتكة‬ ‫يف هذا املرشوع ويف سلوكها وما ينتج‬ ‫عنه تفسري لوجهتي ما هو مدون عىل‬ ‫الحجر‪ .‬ومن الطبيعي ان يقف جلينا‬ ‫القادم عىل الحجر الكبري وان يقوموا‬ ‫بتقليبه وقراءة الجملة الوحيدة‬ ‫التي تنص عىل االنشغال بتغيري تلك‬ ‫الوجوه التي تدير ملفهم هذا‪ .‬ومن‬ ‫اجل الحصول عىل املناصب ورىض‬ ‫هذا وذاك يقومون حتى بدفن ملف‬ ‫ابادتهم الجامعية (الجينوسايد) حيا‬ ‫يف صحاري السياسية‪.‬‬

‫سندس مريزا‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬ ‫أصبحت العلوم االسرتاتيجية‬ ‫بفروعها املتعددة والتخصصية‬ ‫من ابرز املتطلبات ويسعى الكثري ممن‬ ‫يشغلون مناصب القيادة واإلدارات‬ ‫العليا والفرعية اىل حيازة مهارات‬ ‫التطوير االسرتاتيجية وهو منط قيادي‬ ‫حديث العهد باملنظامت‪ ،‬واملحتمعات‬ ‫ً‬ ‫حاسم يف تطوير‬ ‫عنرصا ها ًما‬ ‫ويعد‬ ‫ً‬ ‫فعاليتها وتحسينها خالل فرتة زمنية‬ ‫قصرية‪ ،‬وميكن للقائد االسرتاتيجي‬ ‫استقراء الواقع متهيدً ا لوضع رؤية‬ ‫مستقبلية ترتجم إىل أفعال وقدرات‬ ‫وتوجهات اسرتاتيجية بالدرجة االوىل‬ ‫لعملية التأثري يف الناس‪ ،‬وتوجيههم‬ ‫إلنجاز الهدف وعالقات فعالة وتحقيق‬ ‫الشفافية واملهارة القيادية واعتامد‬ ‫البحث املنهجي والتحلييل والرؤية‬ ‫املستقبلية‪ .‬وهي من اهم الصفات‬ ‫التي يجب ان يتحىل ويحتاجها القيادي‬ ‫الفييل ويفتقر الكثري منهم اليها وليك‬ ‫يلعب دو ًرا محوريًا يف عملية التنفيذ‬ ‫عرب العديد من املامرسات أو األفعال‬ ‫وتؤدي إىل تحقيق املتوازن للتطلعات‪.‬‬ ‫ان توافر االمكانية القيادية يف شخص‬ ‫ما يتوقف عىل ائتالف عوامل بيولوجية‬ ‫واجتامعية ونفسية مركبة‪ ،‬كام ينبغي‬ ‫أن توظف تلك اإلمكانات القيادية يف‬ ‫مامرسات ناجحة لتحقيق الفعالية‪،‬‬ ‫ومعرفته باألهداف العامة ملا هو‬ ‫مسؤول عن قيادته ويتحىل بالصفات‬ ‫الفكرية الثقافية الثاقبة و الرضورية‬ ‫و املتفقة مع املواقف التي يكون فيها‬ ‫ملامرسة دوره القيادي بالشكل االئق‬ ‫والقدير‪ .‬الن القيادة نشاط إنساين‬

‫القيادي الفييل واالسرتاتيجية‬

‫القيادية اجلاذبة الكاريزما”‬ ‫عبد الخالق الفالح‪/‬‬ ‫بالدرجة األوىل ولها طبيعة خاصة‬ ‫ترتبط بوجود املجتمعات؛ فمتى ما‬ ‫وجد البرش ظهرت القيادة التي تنظم‬ ‫العالقة فيام بينهم‪ ،‬ومتثل القيادة‬ ‫الحجر االسايس والفكر اإلداري املتمثل‬ ‫يف تلك الشخصية وحجر الزاوية يف‬ ‫معادلة التقدم الشامل للمجتمع الفييل‬ ‫ومتثيلهم احس متثيل‪ ،‬ومن خاللهم يتم‬ ‫التمييز بني التقدم والتخلف؛ فتقدم‬ ‫املجتمع إمنا يرجع إىل وجود فلسفة‬

‫وفكر إداري متطور يسهم يف استغالل‬ ‫املتاح من املوارد أفضل استغالل‬ ‫ممكن‪ ،‬ال بالتهرج والصخب ومد راسة‬ ‫فيام ليس له عالقة بها وللوصول فقط‬ ‫ومتى صعد عىل اكتافهم رضب االخرين‬ ‫واسقاطهم خارج املامرسة‪ ،‬قبول تناول‬ ‫اآلراء ومناقشة املشكالت بكل حرية‬ ‫ووضوح‪ .‬إضافة إىل ذلك‪ ،‬اعتبار العدالة‬ ‫النقاشية إحدى محـددات السلوك‬ ‫العميل ‪،‬وعىل ان ال يكون متغطرسا‬

‫أو مغرورا أو غليظا وفظا الن الشارع‬ ‫الفييل يرفض مثل هؤالء االشخاص‬ ‫لتمثيلهم املؤقت والنفعي ويحتاج اىل‬ ‫من يشاركوه الهموم ويرفع الحواجز‬ ‫التي متنع الوصل اليه وبجواره دامئاً‬ ‫بعيداً عن التكرب واملغاالة والرتفع عليهم‬ ‫‪ .‬فقد نجح النبي محمد عليه واله الصالة‬ ‫والسالم يف قيادة األمة اإلسالمية إىل ما‬ ‫فيه خريها وصالحها يف الدنيا واآلخرة مبا‬ ‫توفر يف شخصه من الصفات القيادية‪،‬‬

‫والشامئل واألخالق الكرمية التي أهلته‬ ‫ألن يكون مثا ًال ومنوذجاً كام ًال يف القيادة‬ ‫الحكيمة الناجحة القادرة عىل السري‬ ‫باألمة لتحقيق األهداف والغايات التي‬ ‫جاءت من أجلها رسالة اإلسالم‪ .‬يتشاور‬ ‫مع املسلمني‪ ،‬ويستمع إىل آرائهم‪ ،‬ومن‬ ‫ذلك أخذه مبشورة سلامن الفاريس ريض‬ ‫الله عنه يوم األحزاب حينام أشار عليه‬ ‫بحفر الخندق‪.‬‬ ‫وجود حالة املبادرة لديه فغياب املبادرة‬ ‫عن الشخصية يجعل منها شخصية‬ ‫منقادة‪ ،‬تحركها الظروف وتغريات الحياة‬ ‫ويتجه اىل استغالل املهمة لصالحه‬ ‫وابناءة واقربائه دون اصحاب الحق ‪،‬‬ ‫امتالك املبادرة تصنع الشخصية القيادية‬ ‫القادرة عىل قيادة املجموعة وتوجيهها‬ ‫نحو النجاح‪.‬‬ ‫كام تعد شخصية الفرد نتاج تفاعل‬ ‫ملجموعة املجاالت الذاتية‪ ،‬والتي تكون‬ ‫موجهة نحو أهداف معينة‪ ،‬وتصدر عن‬ ‫الشخصية آثار معينة عىل الفرد واملحيط‬ ‫الذي يوجد فيه‪ ،‬ومن أجمل الشخصيات‬ ‫وأعظمها تلك التي يطلق عليها‬ ‫الشخصية القيادية‪ ،‬التي يتمتع صاحبها‬ ‫مبلكة نادرة ال ميلكها إال ما ندر من الناس‬ ‫واالخالق عالية وعدم التشيث برائيه‬ ‫وقبول راي االخرين ‪ ،‬لدرجة أنه ما يزال‬ ‫الكثري من القادة يفتقرون اليها ‪ .‬ومن‬ ‫الرضورة ان ميلك التوازن النه مفتاح بناء‬ ‫الشخصية القيادية‪ ،‬فمن أهم مهاراته‬ ‫معرفة كيفية صنع التوازن بني األمور؛‬ ‫حيث إنه يفصل بني األشياء خيوط‬ ‫رفيعة ومتشابكة ال تحتاج إال للتوازن‪،‬‬ ‫حتى ميكن اكتساب أجمل الصفات‬ ‫واملهارات‪ ،‬وبالتايل بناء الشخصية‬ ‫القيادية التي تعرف كيف تفصل وتوازن‬ ‫بني الحزم والغلظة وبني الغرور والثقة‬

‫بالنفس‪ ،‬وبني املغامرة والتهور‪ ،‬وهذا‬ ‫ما مينح الحكمة إىل القائد ويجعل منه‬ ‫شخصية تحسن الترصف يف املواقف‬ ‫املختلفة ‪ ،‬واملعتقد السائد ان القادة‬ ‫يولدون وال يصنعون‪ ،‬وذلك لصعوبة‬ ‫اكتساب الصفات القيادية العظيمة‬ ‫‪ .‬ولهم القدرة عىل البحث و التنقيب‬ ‫و جمع املعلومات املناسبة مع حاجة‬ ‫منصبه و لديه من املهارات و التجارب‬ ‫و الخربات اإلنجازية ما يساعده يف سري‬ ‫العمل ملن يقودهم و بالقدرة عىل ضبط‬ ‫النفس‪ ،‬النضج اإلنفعايل ‪،‬حارض البديهة‬ ‫‪ ،‬رسيع الفهم ‪،‬له القدرة عىل إكتساب‬ ‫املؤهالت التي تساعده عىل النجاح‬ ‫يف إدارة املكون ‪ ،‬االبتعاد عن الكذب‬ ‫من اجل انجاز مهمة ما ‪،‬هذه الصفة‬ ‫البرشية السلبية واملعروفة منذ األزل ‪،‬‬ ‫وهي منبوذة يف جميع األديان الساموية‬ ‫وغريها‪ ،‬بل يف معايري األخالق اإلنسانية‬ ‫العامة والخاصة‪،‬امتالك القدرة الفائقة‬ ‫عىل اإلقناع والتمتع بصحة نفسية‬ ‫عالية ‪ ،‬لبق و حسن التعبري يتحىل‬ ‫بالجاذبية “الكاريزما” ويعتمد عىل‬ ‫الذوق الشخيص الحاذق وهي من أكرث‬ ‫الصفات التي يسعى الجميع المتالكها‬ ‫‪ .‬يتحىل بدميقراطية كبرية و بعيداً عن‬ ‫الفوضوية او التزمت و الرصامة و‬ ‫لديه قدرة عىل وضع الخطط الواضحة‬ ‫و املمكنة التطبيق و متجانسة مع‬ ‫اإلمكانية والقدرة االستيعابية و هظم‬ ‫املوقف السطحي باعتباره قدوة حسنة‬ ‫أمام من يقودهم ملا يستوجد به من‬ ‫األخالق العالية و بالصفات الفكرية‬ ‫الثاقبة والثقافية املتنوعة و الرضورية و‬ ‫املتطابقة مع املواقف التي يكون فيها‬ ‫ملامرسة دوره القيادي البارز يف املحتمع‬ ‫الفييل‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬

‫شكـرًا بلغة شفق‬ ‫ان شفق التي تولدت يف عراق ما بعد البعث‪،‬‬ ‫كانت متظهرا إلمكانيات الجيل الجديد للكورد‬ ‫الفيليني الذين مزجوا ثقتهم وامكانياتهم وحيويتهم‬ ‫الشبابية مع دعم سنوات طويلة من قبل السيد‬ ‫نيجريفان بارزاين رئيس حكومة اقليم كوردستان‪،‬‬ ‫فسلكت طريقا صحيحا‪ ،‬وهذا تقييم لشخص يزور‬ ‫باعرتافه موقع شفق نيوز عدة مرات يوميا‪.‬‬ ‫وجاء يف مقاطع من رسالة موسعة لهذه الشخصية‪:‬‬ ‫لقد قمتم خالل خمسة عرش عاما بخلق افكار سطرتها‬ ‫اقالمكم‪ .‬يكفي ان اقول لكم انكم اعدتم االحرتام‬ ‫والرفعة لرشيحتكم‪ .‬وتتجىل تلك الثقة يف ما نراه من‬ ‫زيارة القراء واستخدام النتاجات الخربية لشفق نيوز‬ ‫من قبل الوكاالت ومؤسسات االعالم‪ .‬ويف استمرار‬ ‫تنفس مجلة فييل مبرحلتها االلكرتونية التي تعيد‬ ‫التوازن ملا فقد التوازن بصمت‪.‬‬ ‫حجة كتابة هذه املقالة تستمد حياتها من التذكري‬ ‫باإلشادة والتربيكات من جانب الكثري من اصدقاء‬ ‫ومحبي شفق‪ .‬عندما تواصلوا معنا مبناسبة الذكرى‬ ‫الخامسة عرش مليالد مجلة فييل وهونوا علينا التعب‬ ‫وتأكد لنا انه عدا جميع اوجه عملنا الذي له طعم‬ ‫ولذة حب القومية‪ ،‬قمنا بتوسيع الحدود بصناعة‬ ‫االخبار اىل حد رصنا فيه من صناع التاريخ لشعبنا‪،‬‬ ‫ونحن عىل ثقة انه قبل شفق مل يكن لدينا اعالم سمعي‬ ‫ومقروء محرتف مستمر بالعمل وال ندوات ومؤمترات‬ ‫كثرية ذات محتوى عامر‪ .‬وكام يثبت ذلك احد االعزة‬ ‫ويشاطرنا بالرأي بان شفق معيار واساس لبناء فكري‬ ‫العالم معارص بني الجميع‪.‬‬ ‫وال نخفي بانه عىل الرغم من ان بوصلة وتوجه اعاملنا‬ ‫ورسالتنا باقية كام هي‪ ،‬اال انه من الواضح ان مرحلة‬ ‫الرتاجع من جوانب االمكانات وضع ثقل عمل هذه‬

‫علي حسين فيلي‬

‫املؤسسة عىل كاهل االمكانيات االنسانية ألولئك‬ ‫املقاتلني‪ .‬نحن نتفق يف الرأي مع الشخص املحرتم الذي‬ ‫طأمننا بان شفق هي مصدر ورمز مستمر لكفاح هذه‬ ‫الرشيحة وسبب المتزاجها بقافلة العمل والحياة يف‬ ‫هذا البلد‪.‬‬ ‫والرس الكبري الكامن يف زوادة هذا الحديث هو اننا ال‬ ‫نرغب بان تصور شفق عىل انها نقطة القوة والضعف‬ ‫يف اظهار قضية الكورد الفيليني يف اعالم املجتمع‪ .‬وكذلك‬ ‫نستذكر ان شفق حني ولدت كانت هناك مجموعة من‬ ‫املنظامت حتى االحزاب واملواقع االلكرتونية موجودة‬ ‫باسم الكورد الفيليني التي لكل منها تاريخ وثقل خاص‬ ‫وموضع فخر وفق مساحة وبرامجها يف تاريخ شعبنا‪.‬‬ ‫وكام كتب احد الباحثني؛ ان مركزا اعالميا مثل شفق‬ ‫بني يف خضم العدم‪ .‬يف عرص كانت اللغة والهوية‬ ‫وتعريف وتاريخ هذه الرشيحة مصادرا ومسلوبا‪ .‬وكان‬ ‫احد املعلمني القديرين يف هذه املؤسسة قد طأمننا بان‬ ‫الرشيحة التي اذلت املوت ولكنها مل تستسلم لقرار‬ ‫املوت املفروض من قبل الظاملني هو مولود وله هوية‬ ‫بعد اسقاط صدام‪ ،‬اي ان شفق مرتبطة باحتياجات‬ ‫(كورد الجنوب) اي من اجل لغتنا وممول ذايت يف خلق‬ ‫الكوادر وكرمية يف ترويج االفكار االنسانية‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫نفسه اثبتت امكانيات هذه الرشيحة بشكل عرصي‪.‬‬ ‫وردا عىل ما قاله ذلك املحرتم الذي يتمنى فصال‬ ‫جديدا للعمل‪ ،‬نؤكد مجددا انه لحد االن نظرتنا اىل‬ ‫العامل انسانية وشبابية‪ ،‬واثقة بالنفس وباالعتامد عىل‬ ‫االمكانيات الذاتية نفكر يف رفع مستوى اعاملنا‪.‬‬ ‫نشكر الله باننا اليوم لنا هذه املساحة والزلنا نستطيع‬ ‫ان نتكلم معكم وان تكون لنا مساع عرصية ونحصل‬ ‫عىل نتائج مرشفة‪ .‬نشكر من تكلم عنا بالشكر وعشتم‬ ‫الستذكار عام اخر‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيليات‬

‫‪28‬‬ ‫خطفت القلوب بـهايدا واسرت شجريان‪..‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬ ‫ولدت الفنانة غزال الفييل‬ ‫يف العاصمة االيرانية طهران‬ ‫من والدين كورديني فيليني‪ ،‬واضافة‬ ‫اىل الفن فإنها تحمل شهادة الهندسة‬ ‫املعامرية من ناحية التحصيل‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫خاضت اوىل تجاربها املوسيقية‬ ‫يف عمر خمسة اعوام من خالل‬ ‫اداء احدى اغاين املطربة االيرانية‬ ‫املعروفة «هايدا» بشكل متميز مام‬ ‫حدا بأرستها ان تهتم وتطور موهبة‬ ‫هذه الفتاة الفيلية‪.‬‬ ‫ويف عمر الـ‪ 17‬عاما دخلت «غزال»‬ ‫عامل املوسيقى بالرتدد عىل اساتذة‬ ‫كبار يف ايران مثل الفنانة «بريسا»‬ ‫والفنان املعروف «لطفي وشجريان‪،‬‬ ‫وعيل زاده»‪.‬‬ ‫واختارت الفنانة غزال الفييل العزف‬ ‫عىل آلة «ستار»‪ ،‬وقد مارست العزف‬ ‫والتعلم والتعليم عىل هذه االلة‬ ‫اضافة الغناء قرابة ‪ 20‬عاما‪.‬‬ ‫واصدرت الفنانة البومني غنائيني‬ ‫احدهام يف سويرسا واالخر يف ايطاليا‪،‬‬ ‫وسبب انتاجها االلبومني يف ذلك‬

‫البلدين يعود اىل منع نظام الحكم يف‬ ‫ايران الغناء والعزف للنساء‪.‬‬ ‫واجرت الفييل مجموعة حفالت‬ ‫للموسيقى واالغنية الرتاثية االيرانية‬ ‫يف الواليات املتحدة االمريكية التي‬ ‫تتواجد فيها حاليا منذ قرابة ‪10‬‬ ‫اعوام‪.‬‬ ‫وادت الفنانة اغا َ‬ ‫ين لكبار الفنانني‬ ‫الكورد‪ ،‬والفرس‪ ،‬ولعدم توفر‬ ‫االمكانات املالية الالزمة تنرش الفييل‬ ‫اغانيها وقطعها املوسيقية عىل‬ ‫شبكة االنرتنت‪ ،‬ومواقع التواصل‬ ‫االجتامعي‪.‬‬ ‫وهي حاليا تعطي دروسا يف‬ ‫املوسيقى والتدريب عىل اداء االغاين‬ ‫الرتاثية مبكان اقامتها يف امريكا‪.‬‬ ‫ويشيد كبار الفنانني االيرانيني بينهم‬ ‫«شجريان» باالداء الغنايئ للفنانة‪،‬‬ ‫وعزفها عىل آلة «ستار»‪.‬‬ ‫وتردد الفنانة غزال الفييل دامئا‬ ‫مقولة مشهورة عنها للجمهور وهي‬ ‫«لو كنتم ابناء املايض استمعوا ألغني‬ ‫الحارض‪ ،‬ولو كنتم ابناء الحارض‬ ‫استمعوا ألغاين املايض»‪.‬‬

‫تعرف على الفنانة‬ ‫ غزال فيلي‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬

‫اعلن مسؤول دائرة الجامرك يف‬ ‫محافظة ايالم الفيلية‪ ،‬روح الله‬ ‫غالمي‪ ،‬عن تصدير ‪ 960‬مليون دوالر‬ ‫من السلع غري النفطية عرب حدود‬ ‫مهران اىل العراق منذ بداية العام‬ ‫(االيراين) الحايل (يبدا يف ‪ 21‬مارس‬ ‫‪.)2018‬‬ ‫واضاف غالمي يف ترصيح له اليوم‬ ‫االحد‪ ،‬ان عملية الصادرات عرب منفذ‬ ‫مهران الحدودي (يف محافظة ايالم)‬ ‫شهدت منحى ايجابيا؛ واضاف ان‬

‫نحو مليار دوالر‬ ‫حجم التصدير من‬ ‫ايالم اىل العراق‬ ‫بأشهر‬

‫وثيقة‪ ..‬الربملان يحيل‬ ‫طلباً بشأن أراض للكورد‬ ‫الفيليني اىل لجنتني‬

‫قرر رئيس مجلس النواب‬ ‫محمد الحلبويس‪ ،‬اليوم‬ ‫االثنني‪ ،‬احالة طلب يحمل‬ ‫تواقيع نواب‪ ،‬بخصوص‬ ‫إلغاء قرار مجلس قيادة‬ ‫الثورة املنحل مبصادرة‬ ‫أرايض الكورد الفيلية يف‬ ‫ناحية منديل مبحافظة دياىل‪،‬‬ ‫اىل لجنتني نيابيتني‪.‬‬ ‫ومبوجب وثيقة حصلت‬ ‫شفق نيوز عىل نسخة منها‪،‬‬ ‫فان الحلبويس قرر احالة‬ ‫الطلب الذي قدمه النائب‬ ‫احمد االسدي‪ ،‬والذي يحمل‬ ‫تواقيع النواب‪ ،‬بخصوص‬ ‫إلغاء قرار مجلس قيادة‬ ‫الثورة املنحل مبصادرة‬ ‫أرايض الكورد الفيلية يف‬ ‫منديل اىل اللجنة القانونية‬ ‫ولجنة املهجرين‪ ،‬لغرض‬ ‫ترشيع قانون إلغاء قرار‬ ‫مجلس قيادة الثورة املنحل‪.‬‬

‫دياىل‬ ‫تتحدث عن‬ ‫عشر جرائم‬ ‫«وهمية» يف‬ ‫خانقني‬

‫أعلنت قيادة رشطة دياىل عن رصد ‪10‬‬ ‫جرائم وهمية خالل أسبوعني يف قضاء‬ ‫خانقني‪.‬‬ ‫وقال املتحدث االعالمي باسم رشطة‬ ‫دياىل العقيد غالب العطية يف بيان ان‬ ‫«رشطة دياىل رصدت خالل اسبوعني ‪10‬‬ ‫جرائم يف قضاء خانقني تناقلتها منصات‬ ‫التواصل االجتامعي يف خانقني عىل انها‬ ‫حقيقية وبعد املتابعة تبني بانها مفربكة‬

‫حجم الصادرات االيرانية خالل الشهر‬ ‫املايض فقط اىل العراق تجاوز الـ ‪164‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وتابع املسؤول االقتصادي‪ ،‬انه يف حال‬ ‫تواصل هذا التقدم ستسجل محافظة‬ ‫ايالم رقام قياسيا هذا العام وذلك‬ ‫مقارنة مبا حققته عىل مدى االعوام‬ ‫املاضية يف مجال الصادرات؛ مبينا ان‬ ‫اجاميل الصادرات االيرانية من حدود‬ ‫مهران اىل العراق خالل العام املايض‬ ‫بلغ مليارا و‪ 200‬مليون دوالر‪.‬‬

‫ووهمية وال أساس لها من‬ ‫الصحة»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان ان «نرش‬ ‫جرائم وهمية والتعامل‬ ‫معها عىل انها حقيقة‬ ‫عىل منصات التواصل‬ ‫االجتامعي هدفه االساس‬ ‫اثارة مخاوف االهايل وزرع‬ ‫الرعب يف نفوسهم‪ ،‬مؤكداً‬ ‫ان «القيادة ستلجا اىل‬ ‫تطبيق مفردات القانون‬ ‫بحق مثريي الرعب يف نفوس االهايل من‬ ‫خالل فربكة جرائم واخبار ملفقة عن‬ ‫املشهد االمني»‪.‬‬ ‫واشار العطية اىل ان «الصفحات التي‬ ‫تفربك تلك االخبار وتقوم بنرشها سيتم‬ ‫وضعها ضمن القامئة السوداء ملتابعتها‬ ‫امنيا واتخاذ االجراءات القانونية حيال‬ ‫أصحابها»‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬ ‫يوم‬ ‫االنتصار‬ ‫العراقي‬ ‫عبداهلل جعفر كوفلي‬

‫اعلنت السلطات العراقية اعتبار يوم‬ ‫‪ 2018/12/10‬عطلة رسمية فيها ‪،‬‬ ‫مبناسبة االنتصار عىل الجامعة االرهابية‬ ‫(داعش) هذه العطلة التي أعلنت سلطات‬ ‫اقليم كوردستان بانها ال تشملها‪ ,‬تحمل‬ ‫هذه املناسبة التي تركت عىل قلوب القادة‬ ‫العراقيني البهجة و الغبطة املصطنعة والتي‬ ‫ال جدوى منها و تجر معها العديد من‬ ‫املعاين و الدالالت السياسية قبل العسكرية‪.‬‬ ‫يعد العراق بلد املناسبات الوطنية و‬ ‫الدينية و املذهبية وتأيت باملرتبة االوىل‬ ‫يف هذا املجال وتتعاىل االصوات املخلصة‬ ‫هنا وهناك بــرورة تقليل عددها ألن‬ ‫ايام العطل أثرت عىل الحياة العامة وما‬ ‫اكرثها منذ تأسيسها حتى والدة رؤساءها‬ ‫و زياراتهم ومشاركاتهم يف الفعاليات و‬

‫انتصاراتهم عىل شعبهم بالقتل والقهر و‬ ‫التدمري جعلوا منها ايام مناسبات و عطل‬ ‫و يعرب مؤيدوا كل نظام عن فرحتهم بتلك‬ ‫املناسبة عىل شاكلتهم ‪ ،‬فال يكاد مير اسبوع‬ ‫او شهر إال و فيه مناسبات رمبا يكون التفة‬ ‫االمور و ابسطها و هي عند االخرين عادة‬ ‫يومية او برنامج اسرتاتيجي او تطبيق لقانون‬ ‫معني و نعتقد ان تحديد يوم ‪2018/12/10‬‬ ‫يوماً لالنتصار عىل داعش ليس يف محله‬ ‫و ذلك ألن اهل العراق بجميع اطيافه و‬ ‫قومياته و بسطاءه و قياداته عىل يقني‬ ‫بأن الجامعات االرهابية و خاصة (داعش)‬ ‫بات فكراً و اعتقاداً وعده مامرس ًة و ان‬ ‫اختلفت يف وسائلها و تسمياتها و اندحارها‬ ‫ال تخرج من اطار الهزمية العسكرية طبعاً‬ ‫قبل سنة ‪ ،‬و ان القضاء عليها يكون صعباً‬

‫يف ظل وجــود نفس اسباب ظهورها و‬ ‫استمراريتها مثل النظام السيايس القائم و‬ ‫الفساد و االقصاء و قلة الخدمات االساسية‬ ‫او انعدامها‪ ،‬فاملواطن العراقي يخاف من‬ ‫الصيف بحرارتها الشديدة كام يف الشتاء‬ ‫من سيولها و رياحها وطمر البيوت بالرمال‬ ‫الجارفة والفيضانات وغرق االبرياء ‪.‬‬ ‫ال ميكن اعتبارها نرصاً ألن النرص هو ان‬ ‫تتمكن من العدو و تسطري عليه و تحقق‬ ‫الفوز عليه ‪ ،‬و لكن ما حدث مع داعش هو‬ ‫اسرتجاع ما سيطر عليه و فرض سلطته و‬ ‫اسس دولته و وجد ضالته بني ابناء العراق‬ ‫نتيجة سياسات الحكومات العرجاء‪.‬‬ ‫ان ظهور داعش من جديد يف مناطق عديدة‬ ‫من املوصل و كركوك وصالح الدين و القيام‬ ‫بعمليات متفرقة وسط تحذيرات داخلية‬

‫و دولية من ظهورها من جديد ‪ ،‬برشاسة‬ ‫و قوة تجعل من هذا اليوم انتكاسة الن‬ ‫الحكومة العراقية مل تستطع معالجة اسباب‬ ‫ظهورها اص ًال و القيام باالصالحات الالزمة‬ ‫بل زاد عمقاً و تأثرياً يف املجتمع العراقي ‪.‬‬ ‫ان السيد حيدر العبادي الذي اعلن االنتصار‬ ‫عىل داعش قبل سنة كان له علم اليقني بان‬ ‫داعش مل ينته و ان هذا االعالن كان سياسياً‬ ‫قبل ان يكون عسكرياً ‪ ،‬و جواباً شافياً كافياً‬ ‫لخصومه يف الداخل و الخارج فقد كانت‬ ‫الضغوطات عليه من كل جانب ‪.‬‬ ‫ان هذه املناسبات هي مناسبات السلطة‬ ‫السياسية قبل ان تكون مناسبات للشعب‬ ‫‪ ,‬لذا فأنها تلغي عند صعود التايل للسلطة‬ ‫بقانون او تعليامت فمناسبات البعث‬ ‫الغيت بعد ‪ 2003‬و املالىك و الجعفري‬

‫و العبادي و عبداملهدي عىل هذا املنوال‬ ‫سائرون بخطوات متفاوتة ‪.‬‬ ‫ان اعالن سلطات اقليم كوردستان عدم‬ ‫شمول هذه العطلة لالقليم كان يف محله‬ ‫النهم عىل علم بان داعش مل تنته و بوادر‬ ‫ظهورها من جديد قد بدأت تلوح يف االفق‬ ‫و قد حذرت العراق من منوها و سطواتها‬ ‫مـراراً و تكراراً لكنه دون جدوى و ثانياً‬ ‫ان الجيش الــذي حــارب داعــش كجامعة‬ ‫ارهابية هاجمت عىل االقليم و احتلت‬ ‫كركوك و املناطق االخرى فكيف للشعب‬ ‫الكوردستاين ان يحتفل بنرص جيش يتوجه‬ ‫بفوهات اسلحته نحوهم كلام سنحت‬ ‫لهم الفرصة عىل مر التاريخ ليقف بوجه‬ ‫تطلعاته و حقوقه املرشوعة فعاملت‬ ‫الشعب الكوردستاين عىل غرار داعش بل‬

‫واكرث رشاسة ‪،‬فقد كان سياطاً بيد السلطة‬ ‫السياسية ترضب من يعارض ويخالف رايها‬ ‫‪ ،‬و مل تستطع ان يكون جيشاً وطنياً حيادياً‬ ‫يدافع عن الوطن و الشعب بل حامياً‬ ‫للسلطة و مدافعاً عنها ‪.‬‬ ‫لــذا نــرى مــن الـــرورة مبكان ان تبدأ‬ ‫الحكومة العراقية باصالح ذاتها و معالجة‬ ‫املشاكل التي تعاين منها من الفساد االداري‬ ‫و املايل و زرع روح املواطنة عند الشعب‬ ‫و االستقالل بقرارها يف ادارة دفة الحكم‬ ‫بعيداً عن التأثريات الخارجية و حامية‬ ‫مواطنيها من االستقالل و االستهالك من‬ ‫اجل اجندات غريه ‪ ،‬عندها يكون االعالن‬ ‫عن يوم النرص رضورياً و الزماً و عاماً و‬ ‫لكنه رضب من الخيال و ولوج الجمل يف‬ ‫سم الخياط‬ ‫ّ‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬

‫مجلس‪ ..‬سوق للهرج‬ ‫في‬ ‫الخير‬ ‫ٍ‬

‫عبدالخالق الفالح‬

‫ال نتعجب من هول املشکلة‬ ‫الکبیرة التی یعانی منها العراق‬ ‫وهذه ليست املرة األوىل التي يظهر بها‬ ‫مجلس النواب بهذه الخالعة والفضيحة‬ ‫وعدم حسم موضوع الوزارات‬ ‫الشاغرة‪،‬ويف مقدمتها وزارة الدفاع‬ ‫والداخلية‪ ،‬وحرصها لهذه املدة الطويلة‬ ‫بيد رئيس الوزراء‪ ،‬حيث كربت مهامته‬ ‫حتى ال ينوء بها أكرب عبقرية سياسية‪.‬‬ ‫االسباب بعضها قريب وبعضها بعيد‪،‬‬ ‫ورمبا بعضها مرتتب عىل بعض‪ ،‬أو مشتق‬ ‫من بعض‪ ،‬ولكن ميكن اعتبار كل منها‬ ‫عىل حدة‪ ،‬أي سببا قامئا برأسه‪ ،‬وهي ان‬ ‫الكل متشابك مع بعضه‪ ،‬ومن الصعب‬ ‫تجزئته‪....‬سوف تبقى االمور هشة‪،‬و‬ ‫قضية االمن يف العراق قضية بنيوية‬ ‫شاملة‪ ،‬ومعالجتها تحتاج إىل جهود‬ ‫جبارة تشارك بها كل أجهزة الدولة ذات‬ ‫العالقة يف مقدمتها الوزارات االمنية ‪،‬‬ ‫والقضاء عىل هذه الخلية االرهابية أو‬ ‫تلك ال يعني حال جذريا مادام هناك‬ ‫خلل يف الرتكيبة ولها اجنحة يف العملية‬ ‫السياسية ‪ ،‬إن االزمة السياسية العراقية‬ ‫يف األيام األخرية ‪ ،‬تؤكد مبا ال يقبل‬ ‫الشك أن مسار العملية السياسية نحو‬ ‫االنحداروليست نحو االصالح كام يطبل‬ ‫لها البعض واالختالفات بني الفرقاء يف ما‬ ‫يسمى العملية السياسية عامل مهم يف‬ ‫بقاء الوضع غري مستقر و بقيت الكتل‬ ‫املختلفة تراوح مكا َنها منذ إعالن نتائج‬ ‫االنتخابات العراقية الربملانية االخرية‬ ‫رغم ميض اكرث من شهرين عىل االعالن‬ ‫عنها دون الوصول اىل نتيجة تحمد‬

‫عليها ‪ ،‬إذ مل تنجح باالتفاق عىل تشكيل‬ ‫الكتلة االكرب التي ستكلف بتشكيل‬ ‫الحكومة العراقية الجديدة إال وفق‬ ‫مفهوم «هاي الك وهاي ايل « ‪ ،‬وليست‬ ‫وفق الدستور العراقي ويسكت كبار‬ ‫الساسة من الكالم عنها النهم املنتفعني‬ ‫االساسيني من هذه االوضاع املزرية‬ ‫وبقاء االجتامعات مبهمة وعىل لسان‬ ‫زعامات سياسية وأعضاء يف الربملان‬ ‫ومسؤولني ومراقبني للوضع السيايس يف‬ ‫العراق‪ ،‬بوصفها املسؤولة عن األزمات‬ ‫‪،‬املشكلة التي تعودنا عليها بعد عام‬ ‫‪ 2003‬إن بعد كل انتخابات تثارمشكلة‬ ‫سياسية تعصف بالعراق تسمى تشكيل‬ ‫الحكومة والتي انا اطلق عليها ( سوق‬ ‫هرج ) لتقسيم املناصب ‪ ،‬أواي خلل‬ ‫يصيب توازن مصالح األحزاب يف ما‬ ‫بينها‪ ،‬تظهر قوى تلعب عىل وترها وتثري‬ ‫املخاوف وتتحول إىل منصة لنرشالتهم‬ ‫والرتاشق بني القوى السياسية فيام بينها‬ ‫‪ .‬ويثري هذا األمر تساؤالت حول حقيقة‬ ‫وجود مجموعات وجهات سياسية‬ ‫معينة‪ ،‬هي التي تروج لهكذا أنباء كاذبة‬ ‫وتحاول ابراز عضالتها وتكرشعن انيابها‬ ‫مبشاركة كتل اخرى تستغل الظروف‬ ‫لتثبيت مكانتها السياسية وتوسيع‬ ‫قواعدها الشعبية ‪ ،‬بهدف ارعاب‬ ‫الخصوم والحصول عىل اعىل املكاسب‬ ‫باسم الوطنية وتحاول تحريك الشارع‬ ‫لصالحها وال وجود ملثل هذه القدرة يف‬ ‫الوقت الحايل متكنها من تنفيذ املهمة‬ ‫وقد سبق وان مرت ھذه التجربة بأدوار‬ ‫متعددة من مراحل التزویر والتغییر‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬ ‫والتحكم بأتجاه نحو مصالح الذات‬ ‫الرنجسیة املتحزمة لذاتھا بشدة فلم‬ ‫تنفع األسامء واملسمیات والدرجات‬ ‫والنفوذ والسلطة والسامحة يف‬ ‫الوصول اىل االهداف والغاية ونحو‬ ‫النزول للرصاع‬ ‫فكان العراق كام يقول الشاعر‪:‬‬ ‫ارض العـــــراق عزيزة ال تنحـــــني‬ ‫والنار تحــــرق هجـــمة‬ ‫الغــــــــرباء‬ ‫و تم القضاء عليها بعد حني فقط‬ ‫وكانت الغاية منها الضغط عىل القوى‬ ‫املتخاصمة لتقديم التنازالت وتروج‬ ‫عن انها تتحدث باسم الجامهري‬ ‫ومطاليبهم وهي يف الحقيقة التزيد‬ ‫عن كونها تبحث عن مكاسب‬ ‫وامتيازات وتهدد بتحريك الناس‬ ‫وبعيدة متاما عن قدرتها لتحقيق‬ ‫هذا املفهوم إال بشكل جزيئ وتعود‬ ‫العراقيني عليها والنه الميكن اغفال‬ ‫قدرة الحكومة لردعها خاصة بعد‬ ‫التجارب السابقة فيام اذا ابتعدة هذه‬ ‫الترصفات عن السلمية ومن حقها اي‬ ‫الحكومة ان تحافظ عىل امن املواطن‬ ‫واالمن العام وال تسيب االمور بيد‬ ‫من هب ودب وعىل مجلس النواب‬ ‫إصالح العملية السياسية من خالل‬ ‫تغيري نظام االنتخاب يف العراق‬ ‫اىل رئايس واألخذ بنظام التمثيل‬ ‫الجغرايف املبارش والذي يسمح‬ ‫بانتخاب مرشحني ينتمون إىل مختلف‬

‫التوجهات واألعراق مام يكفل تشجيع‬ ‫التوصل إىل حلول اصيلة وحقيقية من‬ ‫قبل اعضاء مجلس النواب من اجل‬ ‫تقديم افضل الخدمات للجامهري التي‬ ‫اوصلتهم عىل امل التغيريال املزايدة‬ ‫عىل حقوقه وإجبار املرشعني العراقيني‬ ‫عىل االهتامم مبصالح الناخبني وليس‬ ‫مبصالح الحزب أو القامئة أو التكتل‬ ‫االنتخايب و التعامل مع املشاكل‬ ‫الهيكلية يف االقتصاد بحيث يتمكن‬ ‫من توفري عائدات للشعب العراقي‬ ‫بدون االعتامد عىل مساعدات‬ ‫خارجية ضخمة و األخذ بنظام جديد‬ ‫لتوزيع عائدات البرتول العراقي عىل‬ ‫متويل نفقات األمن القومي والسياسة‬ ‫الخارجية واملالية والنقدية والوظائف‬ ‫األخرى للحكومة الفدرالية‪ ،‬وتطوير‬ ‫مرافق البنية التحتية‪ ،‬وتوزيع أنصبة‬ ‫مبارشة عىل الحكومات املحلية‬ ‫بحسب نسبة عدد السكان ‪ ..‬ولكن‬ ‫مادامت الكتل السياسية غري مهتمة‬ ‫إال مبصالحها ‪ ،‬وما دام الرصاع بني هذه‬ ‫الكتل مصلحيا حزبيا‪ ،‬وليس مبثابة‬ ‫تنافس رشيف من أجل العراق وشعب‬ ‫العراق‪ ،‬وما دام بعض املسؤولني‬ ‫الكبار متغلغلني يف عمق الدولة من‬ ‫جهة وعىل عالقة عضوية باإلرهاب‬ ‫فكرا ومامرسة‪ ،‬ومادمت الخدمات‬ ‫مرتدية و متهالكة سوف تبقى االمور‬ ‫عىل عالتها والخيار للشعب‬

‫صبحي ساله يي‬

‫السياسيون أنواع‪ ،‬هاوون‬ ‫وطارئون ودخالء متكليس‬ ‫االفكار‪ ،‬دخلوا عامل السياسة‪ ،‬بسهولة أو‬ ‫بشكل عفوي أو بالصدفة أو نتيجة لصلة‬ ‫قرابة معينة‪ ،‬ليلهوا ويعبثوا يف أزقتها‬ ‫وهم اليعرفون الثوابت الشاخصة يف‬ ‫أبجديات علم السياسة‪ .‬يكررون الخطايا‬ ‫سرياً عىل مبدأ يف اإلعادة إفادة‪ ،‬ومينحون‬ ‫املال ألناس كثريين لتلميع صورتهم‪ .‬ال‬ ‫يتفاعلون مع الوجدان والثقافة امللهمة‬ ‫والفكر‪ ،‬ويتعجلون يف الترصيح وإتخاذ‬ ‫املواقف‪ .‬يراهنون عىل سذاجة اآلخرين‬ ‫وبالدتهم‪ ،‬ويلجأون اىل الشك والريبة‬ ‫واإلنتقام والتجني الفاحش عىل اإلنسانية‬ ‫والحياة من أجل الحصول عىل مكاسب‬ ‫سياسية ومواقع وقتية‪ .‬ينظرون اىل الواقع‬ ‫بشكل إفرتايض‪ ،‬وينساقون مع الوهم‬ ‫والخيال والتأويالت والتحريفات وما‬ ‫عندهم من أطامع عرب تضخيم وتهويل‬ ‫قدراتهم واملبالغة يف تقدير إمكاناتهم‪ .‬ويف‬ ‫النهاية ال يخلدون إىل الراحة‪ ،‬وسيكون‬

‫أسـ ــوأ وأخ ــطر‬ ‫وأف ـ ــسد‬ ‫السـ ــياس ـ ـيـين‬ ‫مصريهم املعاناة املريرة واإلكتواء واإلنزواء‬ ‫والجلوس يف ركن النسيان‪.‬‬ ‫سقت بهذا الكالم ألتحدث عن النامذج‬ ‫الواضحة ملخاطر السياسات التدمريية‬ ‫لبعض السياسيني املوجودين يف مجتمعنا‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬ويف املجتمع العراقي‪ ،‬ويف‬ ‫غالبية املجتمعات األخرى‪ ،‬وألقول أن ‪:‬‬ ‫* أسوأ أنواع السياسيني‪ ،‬هم الذين‬ ‫يبيعون الوهم للناس‪ ،‬ويتخبطون يف‬ ‫دروب السياسة بحثاً عن منافع شخصية‬ ‫بني أنقاض األزمات‪ .‬ويحاولون زعزعة‬ ‫اإلستقرار برمي الرشر فيه‪ ،‬والرضب‬ ‫عىل وتر الفنت السياسية بهدف إستثامر‬ ‫الظروف‪ ،‬وخلط األوراق يف أواين الرصاع‬ ‫لتعقيدها‪ ،‬من جهة‪ ،‬وللتفرغ للخيانات‬ ‫والخيبات الكبرية‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫* وأخطرهم هم الذين يتجهون نحو‬ ‫األهواء‪ ،‬فيطلقون ترصيحاتهم الرتهاتية‬ ‫وخطاباتهم العدائية عىل غري هدى ودون‬ ‫أن تكون لهم مواقف واضحة‪ ،‬ويلعبون‬ ‫بالعواطف ويرفعون الشعارات الشعبوية‬

‫وغري الواقعية‪ ،‬ويكون كالمهم دون‬ ‫املستوى‪ .‬يرفضون اآلراء والتوجهات التي‬ ‫تقدم من أجل تجاوز األزمات الحقيقية‬ ‫واملصطنعة‪ ،‬ويرصون عىل رشوطهم‬ ‫ومطالبهم‪ ،‬ويحاولون وضع الشعب عىل‬ ‫حافة كارثة غري محسوبة العواقب‪.‬‬ ‫* وأفسدهم‪ ،‬يتحدثون أكرث مام يفعلون‪،‬‬ ‫يستغلون الظروف السياسية واالقتصادية‬ ‫الخطابية‬ ‫ومواهبهم‬ ‫واالجتامعية‬ ‫واملشكالت الخدمية‪ ،‬لتفجري قضايا مثرية‪،‬‬ ‫ورمبا متناقضة‪ ،‬ولتمرير آرائهم النتنة‬ ‫وفرض مشاريعهم العفنة‪ ،‬واملتاجرة‬ ‫مبصائر الشعب والبلد‪ .‬ويف ساعات‬ ‫حلمهم‪ ،‬أو لحظات سكرتهم بالسلطة‬ ‫يستبقون يف قراءة النتائج وتسويقها كام‬ ‫يحلو لهم‪ ،‬وتختلط عندهم املعلومة‬ ‫بالرأي‪ .‬فيندفعون ليبرشوا يف تحليالتهم‬ ‫بأن حسم األوضاع سيكون لصالحهم‪.‬‬ ‫* وأفشلهم‪ ،‬هم الذين ال يؤمنون‬ ‫بقدراتهم فيهربون من املسؤولية عرب‬ ‫استهداف غريهم‪ ،‬ويحاولون الكسب‬

‫والعيش والرتقي عىل طعن اآلخرين من‬ ‫الظهر‪ ،‬أو شق وحدة الصف ودغدغة‬ ‫املشاعر بعناوين عريضة‪ ،‬والبحث عن‬ ‫الدالئل والقرائن التى تخرب وتهدم ما‬ ‫بناه الخريون وتزعزع األمور وتوترها‬ ‫بهدف إثبات تورط اآلخرين‪ .‬ويهددون‪،‬‬ ‫أويروجون لكشف الدالئل ىف الوقت‬ ‫املناسب دون االكرتاث للنتائج‪ ،‬ألنهم رموز‬ ‫للتضليل‪.‬‬ ‫وأخرياً البد من القول‪ :‬يف مقابل هؤالء‪،‬‬ ‫هناك أيضاً يف جميع املجتمعات‪ ،‬سياسيون‬ ‫عقالء وفوق الشبهات‪ ،‬ومحرتفون مبدعون‬ ‫رفيعي املستوى‪ ،‬ملتزمون يعرفون أين تبدأ‬ ‫حدود مسؤولياتهم‪ ،‬وأين تنتهي‪ .‬يجيدون‬ ‫الحوار واألفعال واألقوال‪ ،‬ويتحسسون‬ ‫املشكالت عن كثب‪ ،‬فيطرحون الحلول‬ ‫بشكل موضوعي بعيداً عن التشنج‬ ‫والتعصب‪ .‬ينظرون اىل الواقع بواقعية و‬ ‫شجاعة وجرأة‪ ،‬ويعلمون معاين اإللتزام‬ ‫بالقيم العالية يف إختيار أولويات املرحلة‬ ‫وتغليب العدالة عىل املصالح الخاصة‬ ‫والحزبية‪ ،‬وحقيقة ما يجول يف األفكار‪،‬‬ ‫وما يستطيعون أن يفعلوه ويحققوه‬ ‫من مجموع ما يريدونه ويقصدونه‪ ،‬وما‬ ‫ال يستطيعون أن ينجزوه من رغبات‬ ‫وطموحات‪ ،‬بسبب عدم إمتالكهم لكل‬ ‫األوراق الالزمة‪ .‬كام يجيدون التعبري عن‬ ‫املواقف التي تجسد الواقع والتجارب‬ ‫والظواهر واملشكالت‪ ،‬ويف تقدميها للرأى‬ ‫العام‪ ،‬ويشخصون ما يجب إحتوائه أو‬ ‫مواجهته‪ ،‬ويف مراحل معينة يفرضون‬ ‫املنهج واملفهوم الذي يؤمنون به‪،‬‬ ‫وعندما يقولون كلمتهم‪ ،‬يسكت ويخرس‬ ‫الحاقدون‪ .‬وهؤالء‪ ،‬يحيط بهم الناس أثناء‬ ‫حياتهم‪ ،‬ويخلون عندما يرحلون‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬

‫كشف النقاب عن اخطر اربع جماعات‬ ‫متطرفة عالمياً‪ ..‬فما حصة العراق منها؟‬

‫فيلي ‪ /‬وكاالت‬

‫أكد مؤشر اإلرهاب‬ ‫العاملي لعام ‪،2018‬‬ ‫أن ضحايا التنظيمات‬ ‫املتطرفة واملتشددة‬ ‫بمختلف أنحاء‬ ‫املعمورة‪ ،‬قد بلغ‬ ‫‪ 18،814‬ضحية خالل‬ ‫عام ‪.2017‬‬

‫وأوضح املؤرش أن أكرث من نصف‬ ‫الضحايا قضوا عىل يد أربع جامعات‬ ‫إرهابية هي تنظيم داعش‪ ،‬وحركة‬ ‫طالبان‪ ،‬وحركة الشباب األصولية‪،‬‬ ‫وجامعة بوكو حرام‪ ،‬يف حني تكبد العامل‬ ‫خسائر زادت عىل ‪ 52‬مليار دوالر جراء‬ ‫تلك العمليات اإلرهابية‪.‬‬ ‫ووفقا ملؤرش اإلرهاب العاملي لعام‬ ‫‪ ،2018‬الذي يرشف عليه معهد‬ ‫االقتصاد والسالم (‪ ،)IEP‬فإن‬ ‫الجامعات اإلرهابية األربعة قتلت‬ ‫‪ 10632‬شخصا يف عام ‪.2017‬‬ ‫وسقط ‪ 44‬باملئة من ضحايا اإلرهاب يف‬ ‫أفغانستان والعراق ونيجرييا والصومال‬ ‫وسوريا خالل األعوام األخرية‪.‬‬ ‫وفيام ييل ترتيب الجامعات اإلرهابية‬ ‫بحسب املؤرش‪ ،‬والتي نرشها موقع‬ ‫«فوربس»‪:‬‬ ‫تنظيم داعش‪:‬‬ ‫قتل داعش ‪ 4350‬شخصا عىل األقل‬ ‫خالل عام ‪ ،2017‬ورغم أن هذا‬ ‫التنظيم قد سحق إىل حد كبري يف سوريا‬ ‫والعراق‪ ،‬لكنه ال يزال قادرا عىل شن‬ ‫هجامت خطرية يف الرشق األوسط‪،‬‬ ‫ناهيك عن وجود ما بات يعرف‬ ‫بـ»الذئاب املنفردة»‪ ،‬وهم أشخاص‬ ‫بايعوا التنظيم للقيام باعتداءات‬ ‫إرهابية يف أوروبا والعديد من دول‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫وبات داعش مييل إىل تكتيك التفجريات‬ ‫والعمليات االنتحارية‪ ،‬التي شكلت ‪69‬‬ ‫يف املئة من هجامته يف العام املايض‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإنه مستمر بسياسة خطف‬ ‫الرهائن واالغتياالت‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يرى الخرباء أن إمكانيات‬ ‫داعش تقلصت إىل حد كبري‪ ،‬ففي العام‬ ‫املنرصم نفذ هجامت أقل بنسبة ‪ 22‬يف‬ ‫املئة مقارنة بالعام الذي سبقه‪ ،‬حيث‬ ‫انخفض عدد الوفيات من ‪ 9،150‬عام‬ ‫‪ 2016‬إىل ‪ 4350‬يف عام ‪ .2017‬كام‬ ‫انخفض عدد الوفيات لكل هجوم من‬ ‫‪ 8‬يف عام ‪ ،2016‬إىل ‪ 4.9‬يف عام ‪.2017‬‬ ‫حركة طالبان‪:‬‬ ‫متكنت هذه الجامعة املتطرفة يف‬ ‫أفغانستان من قتل ‪ 3571‬شخص عام‬ ‫‪ ،2017‬وتخوض اآلن حرب استنزاف‬ ‫ضد التحالف الدويل املدعوم من‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية منذ عام‬ ‫‪.2001‬‬ ‫واعتبا ًرا من منتصف عام ‪ ،2017‬باتت‬ ‫طالبان تسيطر بشكل كامل عىل ‪11‬‬ ‫باملئة من مساحة أفغانستان‪ ،‬فيام‬ ‫تخوض حرب عصابات عىل مساحة‬ ‫تقدر بـ ‪ 29‬باملئة من البالد‪ ،‬وفعليا‬ ‫تنشط ضمن مساحة ‪ 70‬باملئة من‬ ‫مساحة املقاطعات األفغانية كافة‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ،2017‬كانت طالبان مسؤولة‬ ‫عن ‪ 699‬هجو ًما إرهابيا ‪ ،‬وتسببت يف‬ ‫شخصا بحسب إحصائيات‬ ‫مقتل ‪5771‬‬ ‫ً‬ ‫أخرى بعيدا عن إحصائيات مؤرش‬ ‫اإلرهاب العاملي‪.‬‬ ‫وكانت عمليات التفجري أكرث أشكال‬ ‫هجامتها شيوعًا‪ .‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫فإن حركة «طالبان باكستان» يف البلد‬ ‫املجاور مسؤولة أيضا عن ‪ 56‬اعتداء‬ ‫إرهابيا‪ ،‬و ‪ 233‬حالة وفاة‪.‬‬ ‫وبحسب املؤرش العاملي‪ ،‬فقد أصبحت‬ ‫هجامت طالبان أكرث فت ًكا يف العام‬

‫املايض‪ ،‬فقتلت ما معدله ‪ 5.1‬أشخاص‬ ‫لكل هجوم يف عام ‪ ،2017‬مقارنة‬ ‫شخصا يف العام السابق‪.‬‬ ‫مبعدل ‪4.2‬‬ ‫ً‬ ‫وغريت الجامعة اإلرهابية تكتيكاتها‬ ‫يف السنوات األخرية ‪ ،‬فحولت تركيزها‬ ‫بعيداً عن الهجامت عىل األهداف‬ ‫املدنية‪ ،‬وباتت تستهدف بشكل أكرب‬ ‫أفراد الرشطة والجيش‪.‬‬ ‫وقتلت حركة طالبان ‪ 2419‬من أفراد‬ ‫الرشطة والجيش يف عام ‪ ،2017‬بعد‬ ‫أن كانت قد قتلت ‪ 1،782‬يف العام‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫كام ارتفع عدد الهجامت عىل هذه‬ ‫األهداف من ‪ 369‬يف عام ‪ 2016‬إىل‬ ‫‪ 386‬يف عام ‪ ،2017‬بينام انخفض‬ ‫انخفض عدد وفيات املدنيني التي‬ ‫تسببت فيها طالبان إىل ‪ 548‬يف عام‬ ‫‪ ، 2017‬مقارنة بـ ‪ 1،223‬يف عام ‪.2016‬‬ ‫حركة الشباب‪:‬‬ ‫قتلت ‪ 1،457‬شخصا عام ‪ ،2017‬وكانت‬ ‫هذه الجامعة اإلرهابية قد ظهرت عام‬ ‫‪ 2006‬لتبايع تنظيم القاعدة‪ ،‬وإذا‬ ‫وإذا كان العديد من‬ ‫الدول األكثر تضرراً‬ ‫باإلرهاب‪ ،‬قد شهدت‬ ‫انخفاضاً يف عدد الوفيات‬ ‫خالل السنوات األخرية‪،‬‬ ‫بما يف ذلك أفغانستان‬ ‫والعراق وسوريا ونيجرييا‬ ‫وباكستان‬

‫كانت الصومال هي منطقة عملياتها‬ ‫الرئيسية‪ ،‬بيد أن نفذت أيضا اعتداءات‬ ‫إرهابية يف إثيوبيا وكينيا وأوغندا‪.‬‬ ‫وكانت حركة الشباب األكرث دموية‬ ‫يف أفريقيا جنوب الصحراء الكربى‬ ‫يف عام ‪ ، 2017‬حيث كانت مسؤولة‬ ‫عن ‪ 1،457‬حالة وفاة‪ ،‬بزيادة قدرها‬ ‫‪ 93‬يف املئة عن العام السابق‪ ،‬وكان‬ ‫ثلثا الوفيات يف العاصمة الصومالية‬ ‫مقديشو‪.‬‬ ‫وكان أسوأ حادث قامت به «الشباب‬ ‫« يف أكتوبر من العام املنرصم‪ ،‬عندما‬ ‫وجرح ‪ 316‬آخرين يف‬ ‫ُقتل ‪ 588‬شخصاً ُ‬ ‫انفجار خارج فندق سفاري يف منطقة‬ ‫هودان بالعاصمة مقديشو‪.‬‬ ‫وإذا كان العديد من الدول األكرث ترضراً‬ ‫باإلرهاب‪ ،‬قد شهدت انخفاضاً يف عدد‬ ‫الوفيات خالل السنوات األخرية‪ ،‬مبا‬ ‫يف ذلك أفغانستان والعراق وسوريا‬ ‫ونيجرييا وباكستان‪ ،‬فإن الصومال كان‬ ‫استثناء مؤسفا‪ ،‬بسبب هجامت حركة‬ ‫الشباب‪ ،‬إذ قتل أكرث من ‪ 6000‬شخص‬ ‫بسبب اإلرهاب منذ عام ‪.2001‬‬ ‫جامعة بوكو حرام‪:‬‬ ‫قتلت ‪ 1،254‬شخصا خالل العام ‪،2017‬‬ ‫وتأسست تلك الجامعة يف نيجرييا‬ ‫وعرفت أيضا باسم «جامعة أهل‬ ‫السنة الكربى»‪ ،‬وجاء وقت كانت فيه‬ ‫تعد أكرب جامعة إرهابية يف العامل‪ ،‬لكن‬ ‫التقهقر بدأ يصيبها منذ عام ‪ ،2014‬كام‬ ‫عانت مؤخرا حاالت انشقاق لينبثق‬ ‫عنها العديد من الفصائل‪ ،‬لعل أبرزها‬ ‫ما بات يعرف باسم تنظيم (داعش) يف‬ ‫غرب أفريقيا‪.‬‬

‫ومنذ ظهور «بوكو حرام» يف شامل‬ ‫رشق نيجرييا ‪ ،2002‬انترشت الفصائل‬ ‫املنشقة عنها إىل دول مجاورة أخرى‬ ‫مبا يف ذلك تشاد والكامريون والنيجر‪،‬‬ ‫لتؤدي البيعة والوالء لتنظيم داعش‪.‬‬ ‫وتشري األرقام إىل انخفاض أعداد ضحايا‬ ‫اإلرهاب يف نيجرييا خالل األعوام‬ ‫األخرية‪ ،‬إذ انخفض عدد الضحايا بنسبة‬ ‫‪ 83‬باملئة يف العام ‪ 2017‬مقارنة مع‬ ‫العام ‪ ،2014‬مام يؤكد الدور الكبري‬ ‫الذي لعبته قوات األمن يف تلك املنطقة‬ ‫األفريقية‪ ،‬مبساعدة حلفاء دوليني‪.‬‬ ‫وقد نفذت بوكو حرام ‪ 40‬باملئة من‬ ‫الهجامت‪ ،‬وكانت مسؤولة عن ‪ 15‬باملئة‬ ‫فقط بشأن أعداد ضحايا األرهاب يف‬ ‫عام ‪ 2017‬مقارنة بالعام الذي سبقه‪.‬‬ ‫ونفذت معظم هجامت بوكو حرام‬ ‫يف نيجرييا‪ ،‬وال سيام يف والية بورنو‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل هجامت أقل يف الكامريون‬ ‫والنيجر‪.‬‬ ‫واكتسبت الجامعة سمعة سيئة بسبب‬ ‫عمليات خطف الرهائن الجامعية‪،‬‬ ‫واستغالل النساء واألطفال بشكل كبري‬ ‫لتنفيذ عمليات انتحارية‪.‬‬ ‫جامعات إرهابية أخرى‬ ‫وإىل جانب التنظيامت اإلرهابية‬ ‫األربع الخطرية‪ ،‬فإن هناك مئات من‬ ‫الجامعات املتطرفة تتوزع يف أنحاء‬ ‫العامل‪ ،‬ومعظمها مجموعات صغرية‪،‬‬ ‫باستناء تنظيم القاعدة الذي يعتقد‬ ‫أنه يضم ‪ 30،000‬مقاتل يف ‪ 17‬دولة يف‬ ‫الرشق األوسط وأفريقيا‪.‬‬ ‫وهناك مجموعات أقل شهرة أخرى‪،‬‬ ‫لكن بدأت تربز يف الفرتة األخرية مبا‬

‫وكانت حركة الشباب األكثر‬ ‫دموية يف أفريقيا جنوب‬ ‫الصحراء الكربى يف عام‬ ‫‪ ، 2017‬حيث كانت مسؤولة‬ ‫عن ‪ 1،457‬حالة وفاة‪ ،‬بزيادة‬ ‫قدرها ‪ 93‬يف املئة عن العام‬ ‫السابق‪ ،‬وكان ثلثا الوفيات يف‬ ‫العاصمة الصومالية مقديشو‪.‬‬

‫يف ذلك تنظيم «جامعة الفوالين» يف‬ ‫نيجرييا الذي كان مسؤو ًال عن ‪321‬‬ ‫حالة وفاة و ‪ 72‬هجوماً يف عام ‪،2017‬‬ ‫وهنا يؤكد معهد السالم واالقتصاد‬ ‫العاملي أن هناك زيادة كبرية يف العنف‬ ‫واإلرهاب لدى هذه الجامعة‪ ،‬كانت‬ ‫واضحة يف العام الجاري‪.‬‬ ‫ويف سوريا‪ ،‬هناك العديد من الجامعات‬ ‫اإلرهابية ‪ ،‬مبا يف ذلك هيئة تحرير‬ ‫الشام (املعروفة سابقا باسم كل من‬ ‫جبهة فتح الشام‪ ،‬والنرصة) و «جيش‬ ‫اإلسالم»‪ ،‬وكان التنظيمني مسؤولني عن‬ ‫‪ 176‬و ‪ 127‬حالة قتل عىل التوايل يف‬ ‫عام ‪.2017‬‬ ‫ويف باكستان ‪ ،‬تنشط مجموعات‬ ‫إرهابية كثرية مثل «الشكار جانجفي»‬ ‫وفصيل خراسان لتنظيم داعش ‪ ،‬الذي‬ ‫ينشط ً‬ ‫أيضا عرب الحدود يف أفغانستان‪،‬‬ ‫وأما يف الهند املجاورة ‪،‬فقد كانت‬ ‫املجموعة األكرث فتكا العام املايض هي‬ ‫الحزب الشيوعي الهندي (املاوي) ‪،‬‬ ‫الذي قتل ‪ 205‬أشخاص ونفذ أكرث من‬ ‫‪ 190‬هجوم‪.‬‬

‫وتعترب والية جامو وكشمري الهندية‬ ‫خاصا للنشاط اإلرهايب‬ ‫الشاملية محو ًرا ً‬ ‫يف الهند‪ ،‬ففي العام املايض‪ ،‬كانت‬ ‫هناك ‪ 5‬جامعات متشددة فاعلة‬ ‫عىل األرض منها‪ ،‬الشكر طيبة‪ ،‬وحزب‬ ‫املجاهدين‪ ،‬وقتلت تلك الجامعات أكرث‬ ‫من ‪ 102‬شخص‪.‬‬ ‫ويف اليمن‪ ،‬فإن الجامعة اإلرهابية األكرث‬ ‫نشاطات هي ميلشيات الحويث التي‬ ‫تقاتل الحكومة الرشعية‪ ،‬كام أن هناك‬ ‫ما بات يعرف باسم «تنظيم القاعدة يف‬ ‫شبه الجزيرة العربية»‪ ،‬و»تنظيم عدن‬ ‫أبني» التابع لداعش‪.‬‬ ‫ويعد‪« ،‬جيش الشعب» الجديد يف‬ ‫الفلبني‪ ،‬من أكرث الجامعات اإلرهابية‬ ‫يف آسيا‪ ،‬إذ قتلت العام املايض ‪113‬‬ ‫شخصا خالل ‪ 235‬هجوما يف مختلف‬ ‫أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ويوجد يف الفلبني كذلك «جامعة أبو‬ ‫سياف» التي أعلنت والئها لتنظيم‬ ‫داعش اإلرهايب‪ ،‬وكانت مسؤولة يف‬ ‫العام ‪ 2017‬عن مقتل ‪ 37‬شخصا‪،‬‬ ‫وهناك كذلك جامعة أصولية تدعى‬ ‫«ماتوي» ‪ ، Maute‬وقد قتلت ‪26‬‬ ‫شخصا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أما يف أوروبا الغربية وأمريكا الشاملية‪،‬‬ ‫فيشكل املتطرفون اليمينيون تهديدً ا‬ ‫متنام ًيا‪ .‬ففي عام ‪ ، 2017‬نفذت‬ ‫تلك الجامعات العنرصية ‪ 59‬هجو ًما‬ ‫شخصا‪،‬‬ ‫إرهابيا مام أسفر عن مقتل ‪17‬‬ ‫ً‬ ‫ووقعت تلك الهجامت بدوافع عنرصية‬ ‫تؤمن بتفوق العرق األبيض‪ ،‬ومعادية‬ ‫لألقليات الدينية والعرقية‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫من هو‬ ‫عرّاب‬ ‫العالقات‬ ‫بين دونالد‬ ‫ترامب‬ ‫وأمراء‬ ‫الخليج؟‬ ‫وحسب صحيفة نيورورك تاميز فإن‬ ‫سفري دولة اإلمارات العربية لدى‬ ‫واشنطن‪ ،‬يوسف العتيبة‪ ،‬قد كتب إىل‬ ‫صديقه توم براك قائال‪« :‬هناك غموض‬ ‫شديد يحيط بصديقك دونالد ترامب»‪،‬‬ ‫وأضاف‪« :‬إنه يثري قلقا عميقا لدى‬ ‫كثريين»‪ .‬وأجابه توم براك يف محاولة‬ ‫منه لتبديد مخاوف صديقه القديم‪،‬‬ ‫بأن ترامب يت ّفهم موقف الدول‬

‫الخليجية «وله استثامرات مشرتكة يف‬ ‫دولة اإلمارات العربية»‪.‬‬ ‫وكتب توم براك يف مايو‪/‬آيار ‪2016‬‬ ‫ليوسف العتيبة مزكيا صهر ترامب‪،‬‬ ‫جاريد كوشرن بقوله‪« :‬ستحبه‪ ،‬وهو‬ ‫يوافق عىل أجندتنا» حسبام قالت‬ ‫نيويورك تاميز ‪.‬‬ ‫لكن الدور الذي يلعبه توم براك أكرب‬ ‫من ذلك بكثري بسبب خربته الطويلة‬

‫التي متتد عىل مدى عدة عقود من‬ ‫العمل يف الرشق االوسط ويف الواليات‬ ‫املتحدة ويف أكرث من دور ومجال‪،‬‬ ‫وآخرها اإلرشاف عىل حفل تنصيب‬ ‫الرئيس ترامب أوائل عام ‪ 2017‬إذ‬ ‫استطاع أن يجمع أكرث من مئة مليون‬ ‫دوالر عىل شكل تربعات لهذا الغرض‬ ‫بجهد شخيص منه‪.‬‬ ‫ووصفت صحيفة واشنطن بوست رجل‬

‫األعامل األمرييك من أصول لبنانية‪،‬‬ ‫توماس ب ّراك‪ ،‬الذي يعرف اختصاراً‬ ‫بتوم براك‪ ،‬بأنه واحد من كبار األغنياء‬ ‫وأقرب أصدقاء الرئيس دونالد ترامب‪،‬‬ ‫وهو الذي عمل أسابيع لتمهيد السبيل‬ ‫أمام لقاء ترامب بالقادة الخليجيني يف‬ ‫الرياض يف مايو‪/‬أيار‪.2017‬‬ ‫وقالت صحيفة نيويورك تاميز األمريكية‬ ‫يف ‪ 8‬ديسمرب‪/‬كانون األول ‪2018‬‬

‫في أبريل‪/‬نيسان ‪2016‬‬ ‫كان ترامب يقترب من الفوز‬ ‫بترشيح الحزب الجمهوري‬ ‫في انتخابات الرئاسة‬ ‫األمريكية وكان يكرر‬ ‫تعهده أمام أنصاره بمنع‬ ‫المسلمين من دخول أمريكا‬ ‫في حال فوزه‪ ،‬فأثار ذلك‬ ‫قلقا لدى أمراء الخليج‪ ،‬أهم‬ ‫زبائن توم براك‪.‬‬

‫فيلي ‪BBC /‬‬

‫«إن حكام الخليج األغنياء أصحاب‬ ‫االستثامرات يف العقارات يف الواليات‬ ‫املتحدة مل يروا يف أرسة كوشرن سوى أنها‬ ‫تعمل يف العقارات ولهذا السبب عمل‬ ‫توم براك‪ ،‬رجل األعامل األمرييك من‬ ‫أصول لبنانية‪ ،‬خالل حملة االنتخابات‬ ‫عىل تعريف كوشرن بأصدقائه من حكام‬ ‫الخليج‪ ،‬ألنه يتمتع بعالقات جيدة مع‬ ‫الطرفني»‪.‬‬

‫محط اهتامم‬ ‫وكان املحقق الخاص‪ ،‬روبرت مولر‪،‬‬ ‫الذي يحقق يف الدور الرويس يف‬ ‫االنتخابات الرئاسية األمريكية‪،‬‬ ‫قد التقى بتوم براك يف هذا اإلطار‬ ‫قبل فرتة لسؤاله عن عالقات مدير‬ ‫حملة ترامب االنتخابية السابق بول‬ ‫مانافورت والجوانب املالية لحملة‬ ‫ترامب االنتخابية ولعملية إنتقال‬ ‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬ ‫السلطة من الرئيس السابق إىل‬ ‫ترامب ولحفلة التنصيب‪.‬‬ ‫ولعب توم براك دوراً كبرياً يف حملة‬ ‫ترامب االنتخابية بسبب العالقة‬ ‫القدمية التي تربطهام‪ .‬فقد كان‬ ‫املسؤول عن جمع التربعات للحملة‬ ‫واملسؤول عن إتصاالت ترامب وهو‬ ‫الذي ربط بني آل سعود وحكام‬ ‫اإلمارات من جهة وترامب من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫كام أنه أوىص ترامب بتعيني مانافورت‬ ‫لقيادة حملته اإلنتخابية وحاول أن‬ ‫يجمع بني ويل العهد السعودي‪ ،‬محمد‬ ‫بن سلامن‪ ،‬ومانافورت الذي قد يصدر‬ ‫حكم بسجنه لفرتة طويلة بعد إدانته‬ ‫باإلحتيال والتهرب الرضيبي والكذب‬ ‫عىل املحققني‪.‬‬ ‫وهو الذي أوىص ترامب بتوظيف‬ ‫ريك غيتس الذي لعب دور نائب‬ ‫مانافورت خالل الحملة االنتخابية‪.‬‬ ‫ووافق غيتس عىل التعاون مع املحقق‬ ‫مولر ومتت إدانته بجرم الكذب تحت‬ ‫القسم‪.‬‬ ‫أيام بريوت‬ ‫لبنان هو مسقط رأس أجداد توم‬ ‫براك الذين ينحدرون من بلدة زحلة‬ ‫القريبة من الحدود السورية اللبنانية‪.‬‬ ‫وقد عمل توم براك الذي يحمل إجازة‬ ‫يف الحقوق يف مكتب املحامي هريبرت‬ ‫كاملباك حينام كان األخري محاميا خاصاً‬ ‫للرئيس االمرييك السابق‪ ،‬ريتشارد‬ ‫نيكسون‪ ،‬الذي عزل من منصبه إثر‬ ‫فضيحة ووتر غيت‪.‬‬

‫وبعد سجن كاملباك بسبب دوره‬ ‫يف اللجنة التي كانت تعمل إلعادة‬ ‫إنتخاب نيكسون ترك براك هذ‬ ‫الوظيفة وبدأ مسريته يف مجال‬ ‫التجارة‪.‬‬ ‫وكان أجداد توم براك قد هاجروا‬ ‫إىل الواليات املتحدة عام ‪.1900‬‬ ‫كان والده صاحب متجر صغري يف‬ ‫والية كاليفورنيا بينام عملت والدته‬ ‫سكرترية ونشأ توم يف هذه البيئة وال‬ ‫يزال توم يفتخر بذلك ويقول إنه ال‬ ‫يزال ابن حانويت‪.‬‬ ‫سافر توم إىل السعودية عام ‪1972‬‬ ‫ضمن وفد لرشكة أمريكية إلبرام عقد‬ ‫إلقامة مصنع النتاج الغاز السائل مع‬ ‫الحكومة السعودية‪ .‬وأثناء وجوده‬ ‫يف السعودية سأله أحد مدراء رشكة‬ ‫آرامكو إن كان يعرف أحدا يف الوفد‬ ‫األمرييك ميارس رياضة االسكواش ألن‬ ‫سعوديا يريد رشيكا له يف هذه اللعبة‪.‬‬ ‫بدأ توم يلعب االسكواش مع‬ ‫السعودي «دون أن يخطر ببايل أن‬ ‫أسأله عن اسمه‪ ،‬وسألني إن كان‬ ‫مبقدوري أن ألعب معه ملدة ساعتني‬ ‫يف اليوم التايل‪ ،‬وتبني الحقاً أن هذا‬ ‫الشخص هو أحد أبناء امللك» حسبام‬ ‫نقلت عنه نيويورك تاميز‪ .‬وكانت تلك‬ ‫بداية العالقة الوطيدة التي تربط توم‬ ‫باألرسة الحاكمة يف السعودية‪.‬‬ ‫كام تعرف خالل وجوده يف السعودية‬ ‫عىل رجل بدوي تبني فيام بعد أنه أحد‬ ‫مدراء رشكة أرامكو وقد دعاه توم‬ ‫إىل قضاء فرتة نقاهته يف مزرعته يف‬

‫كاليفورنيا‪ ،‬فكلفه املسؤول يف أرامكو‬ ‫بالتوسط يف رشاء ‪ 375‬حافلة مدرسية‬ ‫لصالح أرامكو‪.‬‬ ‫يذكر أن امللك فيصل بن عبد العزيز آل‬ ‫سعود كان يحكم اململكة السعودية‬ ‫وقتها‪.‬‬ ‫ورسعان ما وظفه أبناء امللك بعد أن‬ ‫توطدت عالقته بهم‪ ،‬وبات «ممثل‬ ‫األطفال لدى الواليات املتحدة»حسب‬ ‫تعبريه‪ ،‬أي بات ممثل أبناء امللك يف‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1974‬توسط توم يف اتفاق‬ ‫بني أمريين سعوديني ورجل أعامل‬ ‫أمرييك اشرتى قطعة أرض يف هاييتي‬ ‫بهدف إقامة مصفاة لتكرير النفط‬ ‫وحاكمها حينئذ شوفالييه حول بيع‬ ‫النفط يف هاييتي بسعر مخفض‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ّ 1976‬‬ ‫دشن توم أول مرشوع‬ ‫عقاري كبري له مبساحة إجاملية‬ ‫تجاوزت ‪ 7‬ماليني قدم مربع من شقق‬ ‫ومكاتب ومناطق صناعية‪.‬‬ ‫واستطاع توم أن يشرتي مزرعة يف‬ ‫والية كاليفورنيا عام ‪ 1979‬بالقرب‬ ‫من مزرعة الرئيس األمرييك السابق‪،‬‬ ‫رونالد ريغان‪ ،‬وكان الخ ّيالة من حامية‬ ‫الرئيس يتجولون يف مزرعته‪ ،‬ومن حني‬ ‫إىل آخر كان يرافق ريغان يف رحالت‬ ‫ركوب الخيل ويجلسان سوية حول‬ ‫النار يف الهواء الطلق‪.‬‬ ‫كام اشرتى توم براك باالشرتاك مع‬ ‫الصندوق القطري السيادي رشكة‬ ‫مرياماكس لالنتاج السيناميئ من والت‬ ‫ديزين مبلبغ ‪ 660‬مليون دوالر‪.‬‬

‫وهو رشيك األمري الوليد بن طالل يف‬ ‫ملكية رشكة فريمونت اند رافل التي‬ ‫متتلك فنادق يف مكة وديب والقاهرة‪،‬‬ ‫كام ميتلك حصة كبرية يف سلسلة‬ ‫متاجر كارفور حول العامل باالشرتاك‬ ‫مع رجل األعامل الفرنيس برنارد أرنو‪،‬‬ ‫صاحب ماركة لويس فوتون‪.‬‬ ‫وكانت أسوأ السنوات بالنسبة لتوم‬ ‫براك هام عاما ‪ 2007‬و‪ 2008‬حني‬ ‫اشرتى كازينو القامر «ستيشن» يف‬ ‫مدينة الس فيغاس مببلغ ‪ 8.8‬مليار‬ ‫دوالر عام ‪ 2007‬ويف عام ‪ 2009‬أشهر‬ ‫الكازينو إفالسه‪.‬‬ ‫صداقة قدمية‬ ‫وتعود عالقة توم برتامب إىل مثانينيات‬ ‫القرن املايض‪ ،‬إذ التقيا ألول مرة عام‬ ‫‪ 1987‬عندما اشرتى ترامب نسبة‬ ‫‪ 20‬يف املئة من أسهم رشكة متتلك‬ ‫سلسلة متاجر أمريكية ولعب توم‬ ‫دور الوسيط يف الصفقة‪ ،‬وبعدها‬ ‫بعام اتصل به ترامب وقال له‪« :‬أنت‬ ‫صاحب فندق بالزا الذي أشاهده من‬ ‫مكتبي‪ ،‬أريد هذا الفندق» فرد عليه‬ ‫توم بأنه ليس صاحب الفندق لكن‬ ‫ميكنه امتالك الفندق إذا دفع ‪410‬‬ ‫مليون دوالر‪ .‬فوافق ترامب عىل ذلك‬ ‫دون تردد وسط ذهول توم‪ ،‬لكن‬ ‫ترامب اشرتط أن يكون الدفع نقدا‪.‬‬ ‫وتحدث توم عن تلك الفرتة قائ ًال‪:‬‬ ‫«نشأت عالقة صداقة بيننا منذ ذلك‬ ‫الوقت وتشابهت حياتنا الخاصة‪ ،‬فكل‬ ‫منا كان قد طلق زوجته وكانت أعامر‬ ‫أبنائنا متقاربة وتزوجنا مرة ثانية‬

‫وأبرمنا صفقات تجارية عديدة»‪.‬‬ ‫وقال ويليام روجرز‪ ،‬رشيك توم‪ ،‬إن‬ ‫مبقدور األخري أن يقول لرتامب إنك‬ ‫عىل خطأ وهو أمر ال يجرأ عليه سوى‬ ‫القالئل‪ ،‬وأضاف «ميكن لتوم أن يقول‬ ‫لرتامب ما ال يرىض أن يسمعه من‬ ‫اآلخرين ويرد ترامب عىل توم بقوله‪:‬‬ ‫شكراً أنت صديقي وميكنك أن تقول‬ ‫ذلك يل وليس يف ذلك إساءة يل»‬

‫تعرف كيف تتعامل مع ترامب‪ ،‬مئة‬ ‫يف املئة‪ ،‬فهل ميكنك أن تساعدنا يف‬ ‫حل هذه األزمة؟»‪.‬‬ ‫قام توم بجولة يف الرشق األوسط‬ ‫وحصل عىل تعهدات مالية لالستثامر‬ ‫يف املشاريع املتعرثة لرتامب‪ ،‬ومن‬ ‫بينها تعهدات من أصدقائه القدامى‬ ‫يف األرسة الحاكمة يف السعودية‪.‬‬ ‫لكن ترامب توصل يف النهاية إىل اتفاق‬

‫هو شريك األمير الوليد بن‬ ‫طالل في ملكية شركة فيرمونت‬ ‫اند رافل التي تمتلك فنادق في مكة‬ ‫ودبي والقاهرة‪ ،‬كما يمتلك حصة كبيرة‬ ‫في سلسلة متاجر كارفور حول العالم‬ ‫باالشتراك مع رجل األعمال الفرنسي‬ ‫برنارد أرنو‪ ،‬صاحب ماركة‬ ‫لويس فوتون‪.‬‬ ‫حسبام أوردته صحيفة نيويورك تاميز‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ 1994‬كان ترامب مير بأزمة‬ ‫مالية خانقة‪ ،‬فاتصل به أحد املوظفني‬ ‫يف بنك تشيز مانهاتن وقال له‪:‬‬ ‫«مشاريع ترامب العقارية تواجه أزمة‬ ‫مالية كبرية ومن بينها مرشوع عقاري‬ ‫يف مانهاتن مدين ملرصفنا مببلغ ‪100‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬وأنت الوحيد الذي‬

‫مع مستثمرين من هونغ كونغ إلنقاذ‬ ‫مشاريعه العقارية‪ .‬وتوسط توم لدى‬ ‫البنك لتمديد املهلة املمنوحة لرتامب‬ ‫لرتتيب أوضاعه املالية‪ .‬كام استثمر‬ ‫توم براك يف بعض املشاريع العقارية‬ ‫املتعرثة لصهر ترامب جاريد كوشنري‪.‬‬ ‫‪bbc‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫مجلس النواب الذي تتجه اليه انظار‬ ‫العراقيني ليس مكانا للمجامالت‪ ،‬او‬ ‫مضيفا عشائريا ُتحل فيه الخصومات بتبويس‬ ‫اللحى‪ .‬مجلس النواب ليس ديوانا للرتضيات‪،‬‬ ‫وال بيتا ملن يقرر فيه ما يحلو له‪ .‬فقرارات‬ ‫وترشيعات مجلس النواب التي يتطلع اليها‬ ‫العراقيون‪ ،‬هدفها االول هو احالل قطيعة مع‬ ‫طريقة الحكم السابقة‪ ،‬التي انتجت الفوىض‬ ‫والالعدالة والفقر‪ ،‬بتوفريها االجواء النتعاش‬ ‫الفساد وجعل البالد مرتعا للتطرف والعنف‬ ‫واالرهاب‪.‬‬ ‫ال مجال إلعادة انتاج سلطة تجعلنا ندور يف‬ ‫فلك االزمات‪ ،‬التي ال ينتج عنها اال املزيد‬ ‫من االزمات‪ .‬والناس مل تتظاهر يف الشوارع‬ ‫ما يقرب من ثالث سنوات‪ ،‬متعرضني اىل‬ ‫شتى الضغوط واشكال التعنيف والتشهري‬ ‫والتشويه‪ ،‬يك تسمع قرارات ال تنقل العراق‬ ‫خطوة يف االقل نحو االستقرار والبناء والتنمية‪.‬‬ ‫ونحن يف سائرون مل نتوافق عىل تسمية رئيس‬ ‫وزارء‪ ،‬متنازلني عن حقنا الدستوري ككتلة‬ ‫اكرب وفق قرار سابق للمحكمة االتحادية‪ ،‬اال‬ ‫الن الهبة الجامهريية الباسلة لشباب البرصة‬ ‫املتطلعني اىل االنصاف‪ ،‬حارضة يف وجداننا‪.‬‬ ‫وحينام متت تسمية رئيس الوزراء‪ ،‬مل يوقع له‬ ‫صك ابيض بادارة البالد كيفام يشاء‪ .‬بل كان‬ ‫ذلك من اجل اال يصبح موقع رئيس الوزراء‪،‬‬ ‫مادة لرصاع ال معنى له يف ظل معاناة الناس‬ ‫االليمة‪ ،‬وتطلعهم اىل حياة كرمية‪ .‬وبهذا‬ ‫املعنى ال نجد من االنصاف ان يضعنا اليوم‬

‫التمسك بمصالح الناس‬ ‫هو الفيصل‬

‫من تم اختياره لتجاوز ازمة اختيار رئيس‬ ‫الوزراء‪ ،‬امام ازمة استكامل الكابينة الوزراية‬ ‫وفقا ملصالح واهواء ال مسوغ لها‪ ،‬وبعيدة عن‬ ‫املعايري التي جرى التوافق عليها‪.‬‬ ‫غريب ما نلحظ من ارصار عىل فرض شخص‬ ‫معني‪ ،‬وخلق ازمة ال يتحملها الوضع السيايس‬ ‫املأزوم اصال‪ .‬فلم يعد مفهوما التمسك بهذه‬ ‫الشخصية او تلك لهذا املرفق او ذاك‪ ،‬يف وقت‬ ‫ال يشهد فيه العراق شحة يف الكفاءات‪ ،‬وال‬ ‫توجد صعوبة يف العثور عىل الشخصية النزيهة‬ ‫املستقلة الكفوءة‪ ،‬التي تتبنى مبدأ ومنهج‬ ‫املواطنة‪ .‬بل قد تكمن الصعوبة يف وفرة‬ ‫الكفاءات‪ ،‬التي ترتك املرء حائرا يف ايها يختار!‬ ‫نعم‪ ،‬مل نجد مسوغا مقنعا لعدم سامع رأي‬ ‫كتلة االصالح واالعامر‪ ،‬القائل ان القرار ال بد‬ ‫ان يكون عراقيا‪ ،‬بعيدا عن اي نفوذ خارجي‪.‬‬ ‫ان االصالح يكتسب مرشوعيته من عدم‬ ‫املساومة عىل بعده الوطني‪ ،‬وعدم الخضوع‬ ‫للمصالح االقليمية والدولية عىل حساب‬ ‫العراق‪ ،‬وعدم الرتاجع عن رضب جدار‬ ‫املحاصصة حيثام امكن‪ ،‬والتمسك برؤية‬ ‫التغيري واالنتقال من نظام املكونات اىل نظام‬ ‫املواطنة‪ ،‬والعمل عىل ان تكون مصالح الناس‬ ‫وحقهم يف العيش اآلمن والكريم نصب العني‬ ‫يف كل حني‪.‬‬ ‫واالصالح ممكن فقط باالستناد اىل كتلة‬ ‫برملانية اصالحية مدعومة شعبيا‪ ،‬واىل وزارة‬ ‫ذات رؤية اصالحية حقيقية‪ ،‬تتمتع شخصياتها‬ ‫بالكفاءة واالخالص والنزاهة‪ ،‬بعيدا عن‬ ‫االستقطابات الطائفية واملناطقية‪ .‬ليس هذا‬ ‫وحسب‪ ،‬بل يجب ان يكون لرئيس الوزراء‬ ‫فريق عمل مهني كفوء‪ ،‬يسهر عىل توفري‬ ‫رشوط البناء والتنمية واالعامر‪ ،‬وما يحقق‬ ‫العيش اآلمن والكريم للمواطنني‪.‬‬

‫جاسمالحلفي‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫في كل دول العالم وتجاربها‬ ‫السياسية هناك خدمة عامة‬ ‫يقوم بها المواطن لدفع ضريبة‬ ‫مواطنته وانتمائه لدولته‬ ‫ووطنه‪ ،‬وإزاء تلك الخدمة‬ ‫يتقاضى ما يسد مصاريفه‬ ‫بالحد األدنى أو المتوسط‬ ‫واقصد بالخدمة العامة تحديدا‬ ‫الجندية حيث أنها تمثل ارفع‬ ‫أنواع الخدمة الوطنية العامة‪،‬‬ ‫كفاح محمود‬

‫لكي يصبح البرلمان‬ ‫محترما!‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫ونتذكر جميعا مقدار مرتباتها‬ ‫وامتيازاتها وهي بالتايل رمزية ال‬ ‫تتعدى مصاريف جيب ألنها يف األصل‬ ‫رضيبة وطنية سواء كانت تطوعية‬ ‫أو إلزامية‪ ،‬وبالتايل فهي تقدم يف أي‬ ‫وقت أو ساعة اعيل مستويات الخدمة‬ ‫وهي الدفاع حتى املوت عن الوطن‬ ‫ومصالحه العليا‪.‬‬ ‫بعد إسقاط نظام حزب البعث يف‬ ‫العراق وبعض أنظمة الحزب والقائد‬ ‫األوحد يف ما سمي ببلدان الربيع‬ ‫العريب‪ ،‬تعرضت هذه املفاهيم‬ ‫واملصطلحات إىل تغيريات حادة‬ ‫أفقدتها معانيها األصلية‪ ،‬وتحولت‬ ‫مؤسسات الخدمة الوطنية إما إىل‬ ‫ميليشيات مناطقية أو حزبية أو دينية‬ ‫أو مذهبية‪ ،‬وتالىش أي مفهوم جامع‬ ‫للمواطنة وخدماتها الرفيعة‪ ،‬أو إىل‬ ‫قيادات ال يجمعها إال التكسب ونهش‬ ‫املال العام تحت مسميات االمتيازات‬ ‫الواقية والحاميات القبلية‪ ،‬التي‬ ‫أدت إىل تفكك املجتمعات وتباعد‬ ‫االرتباطات بني مكونات وطبقات تلك‬ ‫الشعوب والدول‪.‬‬ ‫وبتحول الخدمة الوطنية إىل ارتزاق‬ ‫أو احرتاف‪ ،‬مل يعد هناك رابط أو‬ ‫جامع غري املال الذي أصبح الطرف‬ ‫الثاين يف معادلة العمل الوطني‪،‬‬

‫وبذلك منت طبقة من املتكالبني عىل‬ ‫املراكز القيادية يف النظم السياسية‬ ‫البديلة‪ ،‬وأصبحت مؤسسات الدولة‬ ‫وسلطاته بازار أو سوق لبيع املناصب‬ ‫كام يحدث يف العراق وأقرانه من دول‬ ‫الدميقراطيات العرجاء‪ ،‬حيث تحولت‬ ‫السلطات الترشيعية والتنفيذية‬ ‫والقضائية إىل مصادر لإلثراء‬ ‫والصفقات التجارية واالستحواذ عىل‬ ‫املال العام تحت مسميات عديدة‬ ‫اقلها االمتيازات وأبشعها بيع ورشاء‬ ‫املناصب‪ ،‬بينام نرى يف معظم البلدان‬ ‫املتحرضة منح االمتيازات والتكريم‬ ‫للفنانني واألدباء والعلامء واملتميزين‬ ‫يف إبداعاتهم ومواهبهم‪ ،‬حيث يتدافع‬ ‫الجميع من أجل توفري أرقى املستويات‬ ‫والفرص للناجحني يف أعاملهم ودفعهم‬ ‫إىل األمام‪ ،‬يف الوقت الذي يتنافس يف‬ ‫بلداننا الكثري من أجل إرباك الناجحني‬

‫>>‬

‫بتحول الخدمة الوطنية‬ ‫إلى ارتزاق أو احتراف‪،‬‬ ‫لم يعد هناك رابط أو‬ ‫جامع غير المال الذي‬ ‫أصبح الطرف الثاني في‬ ‫معادلة العمل الوطني‪،‬‬ ‫وبذلك نمت طبقة من‬ ‫المتكالبين على المراكز‬ ‫القيادية في النظم‬ ‫السياسية البديلة‬

‫>>‬

‫واملتميزين ومحاولة كبح جامحهم‬ ‫وتقدمهم وإفشالهم‪.‬‬ ‫ويف االنتخابات االخرية التي جرت يف‬ ‫‪ 12‬مايو ‪2018‬م سألت أحد املرشحني‬ ‫لعضوية مجلس النواب عن دوافع‬ ‫ترشيحه فرد متأملاً ومتعجباً من سؤايل‪،‬‬ ‫قائال بعد أن رسد يل حالة البالد‪ ،‬وكيف‬ ‫ال يرشح نفسه وهو أمام هذا الكم‬ ‫الهائل من الفساد‪ ،‬وبالتأكيد كان‬ ‫يعني ٲنه املنقذ واملخلص وٲنه سيفعل‬ ‫كذا ويستدعي الفاسدين ويحاسبهم‬ ‫يف الربملان‪ ،‬عىل غرار االستدعاءات‬ ‫التي حصلت للوزراء واملسؤولني يف‬ ‫الدورات السابقة‪ ،‬والتي أنتجت أجياال‬ ‫من الحيتان ال مثيل لها يف العامل‪ ،‬وبعد‬ ‫التي واللتان اعرتف األخ بأن وضعه‬ ‫تعبان‪ ،‬وبأن آخر ملجأ له هو الربملان‬ ‫لتحسني أحواله بامتيازات حرامية‬ ‫الوطنية ومتسلقي سلم الدميقراطية‬ ‫العرجاء‪.‬‬ ‫هذه االمتيازات التي تجاوزت‬ ‫مثيالتها يف كل بلدان العامل قياسا‬ ‫باملستوى املعايش لتلك البلدان‪ ،‬بل‬ ‫ومغامر‬ ‫أصبحت هدفاً لكل ُمتاجر ُ‬ ‫للحصول عىل كنز عيل بابا ولصوصه‬ ‫الثالمثائة وملحقاتهم من وزراء‬ ‫الغفلة و ُتجار الصفقات القذرة‪ ،‬حتى‬ ‫أصبح البلد واحداً من أفشل البلدان‬ ‫وأفسدها يف العامل‪ ،‬وأصبحت مدنه مبا‬ ‫فيها العاصمة بقايا مدن كانت ذات‬ ‫يوم حوارض‪ ،‬ترتع فيها اليوم عصابات‬

‫وميليشيات ونكرات اعتلت منصات‬ ‫الحكم واإلدارة يف أبشع حقب التاريخ‬ ‫التي متر فيها الشعوب‪.‬‬ ‫تلك االمتيازات والسحت الحرام‬ ‫أو مغارة عيل بابا ( مجلس النواب‬ ‫والحكومة والرئاسات الثالث ) التي‬ ‫أصبحت بيد مجاميع من اللصوص‬ ‫واملتاجرين وأصحاب القومسيونات‬ ‫السياسية بعد استحواذها عىل‬ ‫كلمة الرس يف دخولها والهيمنة‬ ‫عىل معظم مفاصلها‪ ،‬حتى ليكاد‬ ‫املرء ال يفرق بني أولئك الذين‬ ‫يحملون عىل أكتافهم أعباء وطن‬ ‫جريح وبني طوفان الفاسدين الذين‬ ‫تجاوزوا أصحاب القضية مبزايداتهم‬ ‫وتقمصهم لشخصيات الوطنيني‬ ‫واملناضلني واملصلحني‪ ،‬بل إن أغلبهم‬ ‫فربك له قصة نضالية عىل أيام حكم‬ ‫حزب البعث ُمدعياً بأنه ٲحد أبطال‬ ‫املقاومة واملعارضة‪ ،‬وتبني بعد ذلك‬ ‫ٲنه مفصول ألسباب أخالقية تتعلق‬ ‫بذمته يف االختالس أو خيانة األمانة‬ ‫أو الهروب من الخدمة اإللزامية أو‬ ‫القيام باٲلعامل الدنيئة‪ ،‬وقصص هؤالء‬ ‫يعرفها العراقيون جيداً‪.‬‬ ‫وحينام تسأل ٲحد القامئني عىل الحكم‬ ‫ملاذا كل هذه االمتيازات ملوظفني‬ ‫بالخدمة العامة؟ يٲتیك الجواب بكل‬ ‫تفاهة وصفاقة بأنها تحمي صاحبها‬ ‫من االنحراف أو االخرتاق من األجنبي‪،‬‬ ‫حيث يجب أن يتمتع برفاهية ال مثيل‬

‫>>‬ ‫أغلبهم فبرك له قصة‬ ‫نضالية أيام حكم البعث‬ ‫دعيا بأنه احد أبطال‬ ‫ُم ً‬ ‫المقاومة والمعارضة‪،‬‬ ‫وتبين انه مفصول‬ ‫ألسباب أخالقية تتعلق‬ ‫بذمته في االختالس أو‬ ‫خيانة األمانة أو الهروب‬ ‫من الخدمة اإللزامية أو‬ ‫القيام باالعمال الدنيئة‪،‬‬ ‫وقصص هؤالء يعرفها‬ ‫جيدا‪.‬‬ ‫العراقيون‬ ‫ً‬ ‫>>‬

‫لها ليك ال يخون وطنه ويصبح جاسوساً‬ ‫أو عمي ًال لدولة أجنبية‪.‬‬ ‫أي منطق أو مبدأ وطني هذا وأي‬ ‫أخالق تلك التي تدفع القامئني عىل‬ ‫السلطة واملال والترشيع بالربط بني‬ ‫الوطنية واالنتامء والرشف الشخيص‬ ‫واملال وامتيازاته للنواب والوزراء‬ ‫وكبار املسؤولني؟‬ ‫بالله عليكم أية وطنية هذه التي‬ ‫تشرتى باالمتيازات‪ ،‬وأي رشف تصونه‬ ‫األموال؟‬ ‫هُ زلت ورب األكوان واألديان!‬ ‫وعىل هذه األسس املخجلة وباملقارنة‬ ‫تحت ذات املبدأ لن تبقى عالقة طاهرة‬ ‫وال رشف ُمصان وال غرية‪ ،‬ألنها وضمن‬ ‫هذا السياق سيتم حاميتها باالمتيازات‬ ‫ابتدا ًء بالزوجة واٲلم واألخت وهكذا‬

‫دواليك يف عرف فاسد وسلوك منحرف‬ ‫لتربير واحدة من أخزى الرسقات‬ ‫واللصوصية باسم حامية املسؤول‬ ‫والنائب من االنحراف والجاسوسية‪.‬‬ ‫وليك نستطيع أن نجعل األهايل تحرتم‬ ‫الربملان وأعضائه والحكومة ووزرائها‬ ‫وكبار املسؤولني وال ترتعب منهم‬ ‫وتحقد عليهم بسبب ليس امتيازاتهم‬ ‫غري العادلة وحامياتهم من عصابات‬ ‫العشائر وامليليشيات‪ ،‬علينا أن نعمل‬ ‫من اجل رفع االمتيازات ليك يُصان‬ ‫الرشف والوطن‪ ،‬دومنا ذلك ستبقى‬ ‫طبقة املسؤولني الكبار سلعة ُتباع‬ ‫و ُتشرتى‪ ،‬حالها حال أي بضاعة يتم‬ ‫تداولها يف الدكاكني!‬ ‫علينا أن نذهب إىل ترشيع قوانني‬ ‫حديثة للخدمة الوطنية تلغي كافة‬ ‫االمتيازات الحالية ويف كل املستويات‬ ‫معتمدة عىل ترشيعات قانون الخدمة‬ ‫املدنية أو تعديالته مبا يتوافق‬ ‫مع وضع البالد وتجارب الشعوب‬ ‫األخرى‪ ،‬واعتبار تلك الوظائف خدمة‬ ‫عامة حالها حال الجندية وبرواتب‬ ‫تقع ضمن سلم الرواتب ودرجات‬ ‫الوظائف مع مخصصات املوظفني التي‬ ‫كانت سائدة مثل بدل السكن واإليفاد‬ ‫وبشكل معقول ال يستفز األهايل‬ ‫ووضعهم‪ ،‬واستبدال الحاميات بأفراد‬ ‫من الرشطة املحلية وبعدد معقول يتم‬ ‫تحديده حسب الحاجة الحقيقية مع‬ ‫مراعاة الوضع األمني سلبا وإيجابا‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪52‬‬

‫أحالم األطفال النازحين في العراق‬ ‫تتحطم عند أبواب المدرسة‬ ‫فيلي ‪afp ِ /‬‬

‫تحلم مأرب المقيمة في‬ ‫مخيم للنازحين في شمال‬ ‫العراق‪ ،‬بمستقبل كبير‪ .‬لكن‬ ‫عند كل صباح‪ ،‬تشعر الفتاة‬ ‫ذات األعوام السبعة بالحزن‬ ‫لعدم قدرتها على اللحاق‬ ‫بركب أقرانها إلى المدرسة‪،‬‬ ‫كونها ال تملك وثائق‬ ‫شخصية‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪54‬‬ ‫قالت مأرب يف نفسها‪ ،‬عندما‬ ‫فتحت مدرسة يف مخيم‬ ‫حامم العليل ‪ 2‬يف محافظة نينوى‬ ‫الشاملية‪ ،‬سأكمل دراستي وأصبح‬ ‫طبيبة يف املستقبل‪ ،‬لكنها وجدت‬ ‫األبواب مغلقة‪.‬‬ ‫تقول الطفلة التي ارتدت عدة‬ ‫طبقات من املالبس علها تقيها برد‬ ‫العراق القارس‪ ،‬أريد الذهاب مع‬ ‫صديقايت إىل املدرسة‪ ،‬لكنهم ال‬ ‫يقبلونني‪ .‬ليس لدي هوية‪.‬‬ ‫فر والدا مأرب من زمار عند اجتياح‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية للبلدة‬ ‫الواقعة عىل بعد أقل من مئة‬ ‫كيلومرت عن مخيم حامم العليل‪2‬‬ ‫الذي يسكنونه اليوم‪ ،‬وال ميلكان‬ ‫ما يثبت وجود طفلتهام غري شهادة‬ ‫والدة صادرة من املستشفى‪.‬‬ ‫مل يتمكن والد مأرب‪ ،‬إبراهيم حلو‪،‬‬ ‫منذ فرارهم‪ ،‬وطيلة فرتة سيطرة‬ ‫الجهاديني لثالث سنوات منذ العام‬ ‫‪ 2014‬عىل ما يقارب ثلث مساحة‬ ‫العراق‪ ،‬من استحصال بطاقة‬ ‫شخصية البنته‪.‬‬ ‫يقول حلو (‪ 30‬عاما) لوكالة فرانس‬ ‫برس بسبب ظروف النزوح‪ ،‬مل‬ ‫أمتكن من استحصال هوية أحوال‬ ‫مدنية البنتي‪ ،‬وهي حاليا من دون‬ ‫مستمسكات عدا بيان الوالدة‪.‬‬ ‫‪ -‬نقص يف املعلمني ‪-‬‬

‫تسكن عائلة مارب يف خيمة‪ ،‬وعىل‬ ‫مقربة منها محال تجارية صغرية‬ ‫وساحة للعب األطفال‪ ،‬ومركز صحي‬ ‫وخزان مياه ومركز صغري لتوزيع‬ ‫الكهرباء‪.‬‬ ‫ويبدو أن مأرب ليست الطفلة‬ ‫الوحيدة التي ال متلك وثائق صادرة‬ ‫عن دائرة األحوال املدنية‪.‬‬ ‫تقول بلقيس وييل من هيومن‬ ‫رايتس ووتش لفرانس برس إن‬ ‫سياسة الدولة العراقية الرافضة‬ ‫لتعليم أطفال ال ميتلكون وثائق‬ ‫رسمية‪ ،‬صادمة‪.‬‬ ‫وتدعو يف املقابل السلطات إىل بذل‬ ‫ما يف وسعها إلعادة دمج مئات‬ ‫آالف العائالت التي عاشت لثالث‬ ‫سنوات تحت سيطرة تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬مؤكدة أن مفتاح هذه‬ ‫العملية‪ ،‬هو عودة أطفالهم إىل‬ ‫املدارس يف أرسع وقت ممكن‪.‬‬ ‫عائلة إبراهيم حلو بني ‪ 1,9‬مليون‬ ‫عراقي نازح جراء العنف ومل يتمكنوا‬ ‫حتى اآلن من العودة إىل منازلهم‪،‬‬ ‫رغم إعالن القوات العراقية النرص‬ ‫قبل عام‪.‬‬ ‫ومن بني ‪ 7500‬طفل يف مخيم حامم‬ ‫العليل ‪ ،2‬يتلقى ‪ 2500‬فقط‪ ،‬هم‬ ‫دون سن العارشة‪ ،‬التعليم الذي‬ ‫يوفره خمسة معلمني‪ ،‬وفق ما يؤكد‬ ‫مدير املدرسة إبراهيم خرض‪.‬‬ ‫يوضح خرض (‪ 55‬عاما) أن هناك‬

‫أسباباً عدة متنع األطفال من الذهاب‬ ‫إىل املدرسة من هذه األسباب فقدان‬ ‫املستمسكات الثبوتية للتلميذ نتيجة‬ ‫ظروف النزوح‪ ،‬والحالة املادية‬ ‫الصعبة لبعض العائالت‪ ،‬واستفادتها‬ ‫من هؤالء االطفال يف العمل خاصة‬ ‫التي بال معيل‪ ،‬إضافة إىل عدم رغبة‬ ‫البعض من التالميذ مبواصلة الدراسة‬ ‫وعدم تشجيع أهلهم لهم‪.‬‬ ‫ومن بني هؤالء األهل عبد الخالق‬ ‫جلود (‪ 37‬عاما) الذي فقد عمله‬ ‫وليس لديه املال إلطعام أطفاله‬ ‫الخمسة‪.‬‬ ‫ويقول لفرانس برس حالتي املادية‬ ‫الصعبة تحول دون توفري احتياجاتهم‬ ‫من املالبس والحقائب والقرطاسية‬ ‫واملصاريف األخرى الالزمة للتعليم‬ ‫(‪ )...‬نعيش عىل ما نستلمه من مواد‬ ‫غذائية من املخيم‪.‬‬ ‫ومشكلة التعليم ليست محصورة‬ ‫بالنازحني فقط‪ .‬فعىل مستوى‬ ‫العراق‪ ،‬هناك ثالثة ماليني طفل ال‬ ‫يرتادون املدرسة بانتظام‪ ،‬خصوصا‬ ‫ألن نصف املدارس الرسمية غري‬ ‫مؤهلة‪.‬‬ ‫حذرت منظمة األمم املتحدة‬ ‫للطفولة (يونيسف) يف ترشين‬ ‫الثانينوفمرب املايض من أن عدم‬ ‫التكافؤ االقتصادي يؤثر بشكل‬ ‫كبري عىل عملية تعليم األطفال يف‬ ‫العراق‪ ،‬وحضت حكومة بغداد عىل‬

‫إنفاق املزيد من األموال عىل قطاع‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫ يفرتشون األرض ‪-‬‬‫ويرتك كثريون املدرسة يف املرحلة‬ ‫االبتدائية أو الثانوية‪ ،‬خصوصا من‬ ‫أبناء العائالت املحرومة‪ .‬لكن يشكل‬ ‫النقص يف الكادر التعليمي عقبة‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ففي محافظة نينوى‪ ،‬حيث مخيم‬ ‫حامم العليل ‪ ،2‬فر العديد من‬ ‫السكان إىل إقليم كردستان العراق‬ ‫املجاور أو إىل بغداد‪ ،‬بحسب معاون‬ ‫مدير املديرية العامة للرتبية يف‬ ‫املحافظة خالد جمعة‪.‬‬ ‫ومبكن للعنف‪ ،‬الذي مل ينته متاما‬ ‫بعد‪ ،‬أن يثني األرس عن إرسال‬ ‫أطفالها إىل املدرسة‪.‬‬ ‫يف املخيم نفسه‪ ،‬يركض األطفال‪،‬‬ ‫حفاة يف بعض األحيان‪ ،‬بني برك‬ ‫املياه التي خلفتها األمطار‪ ،‬للذهاب‬ ‫إىل املدرسة‪.‬‬ ‫وتحت الخيم التي استحالت صفوفا‬ ‫دراسية‪ ،‬يفرتش هؤالء األرض لعدم‬ ‫وجود طاوالت ومقاعد‪.‬‬ ‫كان درس اليوم عن الجغرافيا‪ .‬يقول‬ ‫املدرس لتالميذه النهر الرئيس يف‬ ‫العراق هو دجلة‪ .‬لكن األمر مل يكن‬ ‫سهل االستيعاب لدى األطفال‪ ،‬إذ ال‬ ‫وجود أصال لخريطة أو لوح يوضح‬ ‫موقع النهر‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪56‬‬

‫الخوف يهيمن على الفلسطينيين في العراق‬ ‫بعدما فقدوا امتيازات عهد صدام‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫بعد عام من تصويت الربملان‬ ‫العراقي لصالح تجريد‬ ‫الفلسطينيني من املساواة يف الحقوق‬ ‫التي كانوا يتمتعون بها يف عهد‬ ‫صدام حسني‪ ،‬يشعر الفلسطينيون‬ ‫الذين يعيشون يف العراق بالتهميش‬ ‫والضعف‪.‬‬ ‫وألغى الربملان العام املايض ترشيعا‬ ‫كان يضمن للفلسطينيني الحقوق‬ ‫واالمتيازات التي يتمتع بها املواطنون‬ ‫العراقيون‪ ،‬من األهلية لشغل الوظائف‬ ‫العامة إىل مجانية التعليم والحصول‬ ‫عىل معاشات التقاعد والسلع الغذائية‬ ‫من برنامج دعم حكومي‪.‬‬ ‫كان القانون قد صدر مبرسوم من‬ ‫صدام‪ ،‬الذي أعدم يف ‪ 2006‬بعد ثالث‬ ‫سنوات من اإلطاحة به يف الغزو الذي‬ ‫قادته الواليات املتحدة للعراق‪.‬‬ ‫وتدهورت األوضاع االقتصادية لكثري‬ ‫من األرس الفلسطينية منذ صدور قرار‬ ‫الربملان‪ ،‬وعرب من التقت بهم رويرتز‬ ‫عن حرصهم عىل البحث عن مالذ يف‬ ‫دول أخرى‪ .‬غري أن ذلك مل يكن أول‬

‫املصاعب التي واجهتهم يف عراق ما‬ ‫بعد صدام‪.‬‬ ‫ونظرا ألن األغلبية العظمى من‬ ‫الفلسطينيني من السنة‪ ،‬كانت األغلبية‬ ‫الشيعية بالعراق التي تعرضت‬ ‫لالضطهاد يف بعض األحيان يف عهد‬

‫صدام تنظر إليهم بارتياب عىل نحو‬ ‫متزايد‪.‬‬ ‫ونفذت قوات األمن العراقية‬ ‫مداهامت بشكل متكرر بحثا عمن‬ ‫يشتبه بكونهم إسالميني متشددين بني‬ ‫الفلسطينيني الذين يعيشون يف مناطق‬

‫ذات أغلبية شيعية‪.‬‬ ‫ويف ساعة متأخرة من إحدى ليايل عام‬ ‫‪ ،2015‬فوجئ فوزي مايض بطرقات‬ ‫قوية عىل باب منزله‪ .‬وعندما فتح‬ ‫مايض (‪ 56‬عاما) الباب طرحه فريق‬ ‫من قوات العمليات الخاصة أرضا‬

‫وفتشوا شقته‪.‬‬ ‫تذكرت زوجته‪ ،‬أم محمد‪ ،‬ما حدث‬ ‫حينها وقالت باكية إنهم جذبوا ابنيها‬ ‫بينام كانا نامئني وقيدوهام‪.‬‬ ‫ورصخت قائلة «من فضلك ارحمني‬ ‫أطلق رساح ابني»‪ .‬وذكرت أن أحدهم‬ ‫رضبها يف ذراعها مبسدسه‪.‬‬ ‫وغادرت قوات األمن بعد اعتقال‬ ‫ابنيها مهاد وعبد الرحمن ألسباب قال‬ ‫أبوهام إنه ال يزال يجهلها‪.‬‬ ‫* اإلفراج عن ابن والثاين ال يزال مختفيا‬ ‫جرى اإلفراج عن عبد الرحمن‪ ،‬البالغ‬ ‫من العمر حاليا ‪ 21‬عاما بعد ‪ 28‬يوما‬ ‫من اعتقاله‪ ،‬وقال والداه إنه تعرض‬ ‫للتعذيب يف الحبس‪ .‬بحسب تقرير‬ ‫لرويرتز‬ ‫وقالت أم محمد إنها تطعمه بيديها‬ ‫ألنه ال يستطيع استخدام يده‪.‬‬ ‫ومل يعد مهاد (‪ 25‬عاما) إىل البيت‪.‬‬ ‫وبعد ثالث سنوات من اعتقاله‪ ،‬ال‬ ‫تزال األرسة تجهل مكانه‪.‬‬ ‫وقال األب مايض الذي كان يجلس‬ ‫يف شقته مع زوجته وابنتهام الصغرية‬ ‫إنهم ال يعلمون ما إذا كان االبن حيا‬ ‫أم ميتا‪.‬‬ ‫وأرسل مايض كال من عبد الرحمن‬ ‫وابنا آخر يدعى محمد (‪ 25‬عاما) إىل‬ ‫تركيا بعد شهر من إطالق رساح عبد‬ ‫الرحمن خوفا عىل حياتهام‪ .‬كان محمد‬ ‫قد أفلت من االعتقال باإلقامة يف منزل‬ ‫أحد أقاربه‪.‬‬ ‫* ثالث موجات من الفلسطينيني‬ ‫جاء الفلسطينيون إىل العراق عىل‬ ‫ثالث موجات‪ ،‬أوال يف عام ‪1948‬‬ ‫كالجئني فروا من الحرب التي صاحبت‬

‫قيام إرسائيل‪ ،‬ثم يف عام ‪ 1967‬عندما‬ ‫احتلت إرسائيل الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ويف التسعينيات بعدما طردتهم‬ ‫دول خليجية كانت عىل خالف مع‬ ‫صدام‪.‬‬ ‫كان صدام قد قدم نفسه يف صورة‬ ‫املدافع عن القضية الفلسطينية‬ ‫ومنحهم إسكانا مدعام والحق يف‬ ‫العمل‪ ،‬وهي امتيازات نادرة لالجئني‬ ‫أجانب أثارت استياء كثري من العراقيني‪.‬‬ ‫لكن فؤاد حجو مستشار اإلعالم يف‬ ‫السفارة الفلسطينية يف بغداد قال إن‬ ‫تدهور األوضاع منذ عام ‪ 2003‬أجرب‬ ‫ما ال يقل عن ‪ 25‬ألفا من الفلسطينيني‬ ‫عىل الفرار من العراق‪ ،‬وبقي نحو‬ ‫عرشة آالف فقط يف البالد‪.‬‬ ‫وقالت أم محمد «إذا كانوا ال يريدوننا‬ ‫أن نبقى يف العراق‪ ،‬فقط أطلقوا رساح‬ ‫ابني وأنا مستعدة للهجرة فوراً»‪.‬‬ ‫وقال أمين أحمد‪ ،‬الذي يدير متجر‬ ‫ساعات صغريا يف مجمع سكني يقطنه‬ ‫الفلسطينييون يف رشق بغداد‪ ،‬إن‬ ‫حياته باتت محفوفة باملخاطر بشكل‬ ‫متزايد منذ عام ‪ 2003‬وإنه تلقى‬ ‫الكثري من التهديدات من مجهولني‪.‬‬ ‫وأضاف يف متجره الصغري الذي يقع‬ ‫عىل طريق ترايب ضيق تكرث فيه القاممة‬ ‫ومياه الرصف الصحي إنهم ضاقوا ذرعا‬ ‫ويريدون الخروج فورا من العراق إىل‬ ‫أي بلد آخر سواء أكان عربيا أم أجنبيا‪.‬‬ ‫وقال ناطق باسم وزارة الهجرة‬ ‫واملهجرين العراقية إن الوزارة تأمل يف‬ ‫إقناع الربملان بإعادة بعض االمتيازات‬ ‫للفلسطينيني ومنها املواد الغذائية‬ ‫املدعمة‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬ ‫ساعد املتظاهر العراقي كريم‬ ‫طالل مرتني يف إسقاط الجدران‬ ‫الخرسانية املحيطة باملنطقة الخرضاء‬ ‫يف بغداد‪ .‬وكان طالل يف عام ‪ 2016‬من‬ ‫بني آالف املتظاهرين الغاضبني املوالني‬ ‫لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر‪،‬‬ ‫الذين اقتحموا املنطقة املحصنة التي‬ ‫تضم املؤسسات الحكومية والسفارات‬ ‫األجنبية‪.‬‬ ‫ولكن بالنسبة إىل طالل ‪ ،‬البالغ من‬ ‫العمر ‪ 21‬سنة ‪ ،‬فإن هذة التغيريات مل‬ ‫تكن كافية‪ .‬إذ قال وهو جالس خارج‬ ‫مطعم للوجبات الرسيعة مع مجموعة‬ ‫من االصدقاء يف «حي الحارثية» املجاور‪:‬‬ ‫«يجب ان اكون قادرا عىل العيش بجوار‬ ‫وزير‪ ،‬كام يجب أن تكون املنطقة‬ ‫الخرضاء مثل أي حي آخر‪ ،‬يجب أن‬ ‫تكون الشوارع مفتوحة للجميع»‪.‬‬ ‫وكانت املنطقة الخرضاء محظورة عىل‬ ‫معظم املدنيني منذ الغزو األمرييك الذي‬ ‫قادته الواليات املتحدة عام ‪2003‬‬ ‫والذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل‬ ‫صدام حسني‪ ،‬فيام بقيت باقي العاصمة‬ ‫والتي تسمى «املنطقة الحمراء»‪ ،‬تعاين‬ ‫من العنف الطائفي والهجامت اإلرهابية‬ ‫طوال السنوات الـ ‪ 15‬املاضية ‪ ،‬بسبب‬ ‫أن النخب العراقية اتخذتها مكاناً آمنًا‬ ‫نسبيا لها‪.‬‬ ‫وقد أصبحت «كرادة مريم» ‪-‬أسم‬ ‫املنطقة سابقا قبل الدخول األمرييك‪-‬‬ ‫رمزاً للتأثري األمرييك املستمر والتفاوت‬

‫بعد سنوات العزلة سكان الخضراء‬ ‫يحتكون بخوف مع حمراء بغداد‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫املتزايد بني قادة العراق وناخبيهم‪.‬‬ ‫وجاء قرار رئيس الوزراء العراقي عادل‬ ‫عبد املهدي بفتح أقسام من املنطقة‬ ‫املشددة األمن والذي دخل فعلياً ىف‬ ‫حيز التنفيذ مع الذكرى األوىل إلنتصار‬ ‫العراق عىل الجامعة اإلرهابية «داعش»‬ ‫‪ ،‬يف إشارة إىل أن البالد اتت تتمتع بفرتة‬ ‫استقرار نسبي‪.‬‬ ‫وحددت لهذا القرار فرتة تجريبية‬ ‫ُ‬ ‫مدتها أسبوعان‪ ،‬يُسمح فيها للسيارات‬ ‫بعبور املنطقة الخرضاء من الساعة‬ ‫صباحا عىل‬ ‫الخامسة مسا ًء إىل الواحدة‬ ‫ً‬ ‫امتداد «طريق ‪ 14‬متوز» ‪ ،‬وهو الطريق‬ ‫الرئييس الذي يربط غرب ورشق بغداد‬

‫عرب «جرس ‪ 14‬متوز» ‪ -‬املعروف باسم‬ ‫«الجرس املعلق»‪ ،‬فيام ال تزال الطرق‬ ‫الجانبية مغلقة ومينع التوقف فيها عىل‬ ‫اإلطالق‪.‬‬ ‫وشهدت إعادة افتتاح املنطقة عدة‬ ‫اإلحتفاالت للعديد من العراقيني‬ ‫الذين اعتربوها مبثابة العودة الجزئية‬ ‫ملنطقتهم التي طال انتظارها‪.‬‬ ‫وقال العراقي كريم طالل الذي يعيش‬ ‫هو ورفاقه عىل بعد بضعة أميال‪ ،‬والذي‬ ‫مل يطأ بعضهم أبداً املنطقة الخرضاء‪.‬‬ ‫«السياسيون مرتاحون يف الداخل‪ .‬إنهم‬ ‫ينامون عىل النقود ‪ ،‬بينام قال عباس‬ ‫فتحي‪« .‬انظر إىل األحياء األخرى ‪ ،‬ليس‬

‫لديهم يشء»‪.‬‬ ‫ويظهر التناقض الصارخ بني املنطقتني‬ ‫الخرضاء والحمراء عىل الفور عند اجتياز‬ ‫حاجز املدخل يف «شارع ‪ 14‬متوز»‪،‬‬ ‫حيث تبدو الشوارع نظيفة‪ .‬وحركة‬ ‫املرور منظمة‪ .‬وتنترش املروج الخرضاء‬ ‫والنوافري عىل جانب واحد من الشارع‬ ‫متجه إىل نصب الجندي املجهول‪ ،‬الذي‬ ‫بُني يف الثامنينيات إلحياء ذكرى الحرب‬ ‫اإليرانية العراقية‪.‬‬ ‫وقال النائب حنني القدو‪ ،‬الذي انتقل‬ ‫إىل املنطقة الخرضاء مع زوجته وأطفاله‬ ‫الثالثة يف عام ‪ .2011‬إن هذا االنتقال‬ ‫كان رضورة لحامية أرسيت بعد أن تلقيت‬

‫تهديدات»‪ .‬وأضاف‪ :‬إن «األمر أشبه‬ ‫بالعيش داخل السجن»‪ .‬اننا نحتاج إىل‬ ‫تأشريات للدخول والخروج ‪ ،‬مع أذونات‬ ‫خاصة يف حالة املغادرة لي ًال‪ ،‬ولتحريك‬ ‫األثاث واإللكرتونيات أو حيث أن أي‬ ‫يشء ميكن استخدامه هنا لعمل جهاز‬ ‫متفجر‪.‬‬ ‫ويعد الفصل بني املنطقه الحمراء‬ ‫والخرضاء أمراً عنرصياً لقاطني املنطقة‬ ‫الحمراء حيث تضطر أبنة القدو‬ ‫آية والتي تلتحق برفاقها يف املنطقة‬ ‫الحمراء‪ ،‬اىل عدم اإلفصاح عن مكان‬ ‫سكنها الحقيقي إىل زمالئها حتى ال‬ ‫تتعرض للمضايقات‪.‬‬

‫ورغم ترحيب العائلة باالفتتاح الجزيئ‬ ‫للمنطقة الخرضاء‪ ،‬تخىش آية من‬ ‫أن تستغل الجامعات املتطرفة هذه‬ ‫الخطوة لشن هجامت‪ .‬وقالت «رمبا‬ ‫سيكون هناك املزيد من االنفجارات‬ ‫والسيارات املفخخة»‪.‬‬ ‫وكانت منطقة «كرادة مريم» وهو‬ ‫االسم األصيل للمنطقة الخرضاء‪ ،‬منطقة‬ ‫سكنية تتخللها مكاتب حكومية‪ .‬لكن‬ ‫«حزب البعث» قام بأغالق بعض الطرق‬ ‫فيها بعد وصوله إىل السلطة يف عام‬ ‫‪ .1968‬ويف عام ‪ ، 2003‬أغلقتها القوات‬ ‫األمريكية بالكامل ‪ ،‬وأعادت تشكيل‬ ‫مجتمع بغداد بشكل دائم‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬ ‫«كان مرض زوجي يرهقني وفقر الحال‬ ‫يجعلني عاجزة متاما عن توفري‬ ‫الطعام البسيط أو رشاء الدواء‬ ‫لزوجي»‪ ،‬هكذا تروي أم رامي (‪40‬‬ ‫عاما) قصة بداية عملها فيام يعرف‬ ‫بـ»اإلجارة»‪.‬‬ ‫تقول أم رامي «مل تكن معيشتنا ميسورة‬ ‫لكنها متوسطة قبل أن يتعرض زوجي‬ ‫لوعكة صحية أصبح عىل إثرها عاطال‬ ‫عن العمل‪ ،‬فوجدت نفيس مسؤولة عن‬ ‫خمسة أطفال وزوج عاجز‪ ،‬مام يتطلب‬ ‫مني إيجاد وسيلة عمل لرشاء الغذاء‬ ‫والدواء واملصاريف األخرى»‪.‬‬ ‫وتتابع «يف يوم من األيام زارتني جاريت‬ ‫وأقنعتني مبامرسة الخياطة‪ ،‬إال أن‬ ‫زوجي كان يرفض دخول الناس إىل بيتنا‬ ‫كام يرفض االختالط بالنساء األخريات‬ ‫بسبب وضعه النفيس الصعب بسبب‬ ‫عجزه‪ ،‬وبعد فرتة قصرية اتصلت يب‬ ‫جاريت وأخربتني بأن قريبتها تبحث‬ ‫عن امرأة تستطيع أن تصيل نيابة عن‬ ‫والدتها املتوفاة»‪.‬‬ ‫تقول أم رامي «كان مقرتح العمل‬ ‫جديدا ومفاجئا يل‪ ،‬ففكرت به طويال‬ ‫قبل حسم أمري باملوافقة‪ ،‬ألن الصالة‬ ‫أمانة ومسؤولية أمام الله»‪ ،‬وتضيف‬ ‫أنها وافقت يف نهاية املطاف عىل الفكرة‬ ‫ألن العيش بال كرامة ذلة ومهانة‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل أنها ستعمل داخل بيتها‬ ‫وترعى زوجها وأطفالها‪.‬‬ ‫وتحصل أم رامي عىل أربعمئة دوالر‬ ‫عن أداء ما بذمة املوىت من صالة لعام‬ ‫كامل‪ ،‬وهي تسهر الليل ألداء هذه‬

‫املهمة وتنهض صباحا لتعتني بزوجها‬ ‫وأطفالها‪.‬‬ ‫أعداد كبرية‬ ‫وتعمل عزيزة الوائيل ‪-‬وهي مديرة‬ ‫مدرسة ومحارضة يف املراكز الدينية‬ ‫بالديوانية‪ -‬يف الوساطة لتنسيق األمور‬ ‫بني طريف العمل بهدف مساعدة النساء‪،‬‬ ‫وقد استطاعت من خالل عالقاتها‬ ‫االجتامعية أن توفر عمل «اإلجارة»‬ ‫للكثري من النساء‪.‬‬ ‫تقول عزيزة إن اإلجارة ال تقترص عىل‬ ‫النساء املعوزات فقط‪ ،‬فهناك نساء‬ ‫يتمتعن مبستوى مايل جيد يفضلن‬ ‫العمل برسية تامة للتخلص من أزماتهن‬ ‫املالية‪ .‬بحسب تقرير للجزيرة‪.‬‬ ‫كام أن هذا العمل ‪-‬بحسب عزيزة‪-‬‬ ‫قائم عىل أساس الثقة بني الطرفني‪ ،‬إذ‬ ‫يتم اختيار العامالت بدقة عالية من‬ ‫ناحية االلتزام الديني واللغوي والعمر‪،‬‬ ‫وترتاوح أعامرهن بني ‪ 45-30‬عاما‪.‬‬ ‫وهناك ما يقرب من ألفي امرأة تشتغل‬ ‫باإلجارة يف الديوانية‪ ،‬موزعات يف مركز‬ ‫املدينة واألقضية والنواحي‪ ،‬والعدد يف‬ ‫ازدياد مستمر‪.‬‬ ‫تقول الطالبة يف أحد املراكز الدينية‬ ‫زينب الكاظمي (‪ 39‬عاما) «عندما‬ ‫توجهت لعمل اإلجارة كنت متأكدة من‬ ‫قدريت عىل ذلك‪ ،‬ألين ملمة بالترشيع‬ ‫وفقه الصالة ورشوطها‪ .‬كان دافعي‬ ‫للعمل ماديا ألين مررت بظرف مايل‬ ‫صعب‪ ،‬ومبجرد زواله ونفاد املسؤولية‬ ‫انقطعت عن اإلجارة كونها مرهقة‬ ‫ومسؤولية كبرية‪ ،‬فقد أديت طلب‬

‫عـراقــيات يصــلين‬ ‫نـيابـة عن المـوتى مقـابل المـال‬

‫صالة سنتني وشهر صيام ملتوىف أمتمتها‬ ‫خالل أربع سنوات»‪.‬‬ ‫وبحسب زينب فإن الكثري من‬ ‫الطالبات واملحارضات يف املراكز الدينية‬ ‫بالديوانية‪ ،‬اتخذن اإلجارة مصدر رزق‬ ‫بسبب عدم سامح عائالتهن لهن‬ ‫بالعمل خارج املنزل‪.‬‬ ‫وتقوم بعض النساء مبضاعفة صالتهن يف‬ ‫كل فريضة‪ ،‬مرة لنفسها وأخرى لغريها‪،‬‬ ‫وكلام أمتت عملها التزمت بعمل آخر‪.‬‬ ‫هذا ما تفعله حوراء موىس وشقيقتاها‬ ‫اللتان تخرجتا من كليتي الرتبية والعلوم‬ ‫ومل تحصال عىل أي فرصة عمل رغم‬ ‫بحثهن يف القطاعني العام والخاص‪ ،‬فقد‬

‫كانت األخوات الثالثة يعملن جميعهن‬ ‫يف اإلجارة لتأمني تكاليف العيش بعد‬ ‫أن تويف والدهن وانقطعت بهن سبل‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫رسية تامة‬ ‫وقد متارس بعض النساء هذا العمل‬ ‫برسية تامة‪ .‬تقول سمرية حسن (‪45‬‬ ‫عاما) «عملت يف اإلجارة منذ ثالث‬ ‫سنوات وما زلت دون إبالغ زوجي‬ ‫بذلك‪ ،‬فأنا أعترب نفيس موظفة وأنفق‬ ‫املال عىل نفيس وبنايت وأستثمره يف‬ ‫أمور تخصني‪ ،‬اإلجارة عمل رشيف‬ ‫داخل البيت وكفيل بتوفري ما أحتاجه‬ ‫من أموال»‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب‬

‫وقد شاعت مهنة اإلجارة بني النساء‬ ‫بشكل كبري خالل السنوات األخرية يف‬ ‫محافظة الديوانية التي تعترب ثاين أفقر‬ ‫محافظات العراق‪ ،‬إذ بلغت نسبة الفقر‬ ‫‪ ،45%‬بحسب آخر إحصائية للجهاز‬ ‫املركزي يف وزارة التخطيط العراقية‪.‬‬ ‫وأشار الجهاز يف إحصائية نرشت هذا‬ ‫الشهر إىل أن معدل النشاط االقتصادي‬ ‫للنساء بلغ ‪ ،14.5%‬مبينا أن نسبة‬ ‫البطالة لديهن بلغت ‪ .22.2%‬وكان‬ ‫صندوق النقد الدويل قد أعلن يف مايو‪/‬‬ ‫أيار ‪ 2018‬أن معدل بطالة الشباب يف‬ ‫العراق بلغ أكرث من ‪.40%‬‬ ‫الدوافع الرئيسية‬

‫وكانت اإلجارة مقترصة ومحدودة‬ ‫عىل املكاتب الدينية وبعض العائالت‬ ‫قبل الغزو األمرييك للعراق عام ‪،2003‬‬ ‫لكنها شاعت مؤخرا يف الديوانية‬ ‫بسبب طابعها الديني وإميان الناس‬ ‫بعذاب القرب وما يرتتب عىل املتوىف‬ ‫من التزامات‪ ،‬لذلك فإنهم ‪-‬حتى‬ ‫يخففوا عنه‪ -‬يتوجهون نحو قضاء ما‬ ‫بذمته من واجبات دينية كمسؤولية‬ ‫أمام الله ووفاء للموىت‪ ،‬فضال عن‬ ‫طابع املحافظة العشائري وقلة فرص‬ ‫العمل بالنسبة للنساء وعدم مراعاة‬ ‫خط الفقر ومعالجته من قبل الدولة‬ ‫العراقية‪ ،‬بحسب الباحث االجتامعي‬ ‫سامر محمد عيل‪.‬‬ ‫ويؤكد الباحث أن هذا العمل ال يخلو‬ ‫من النصب واالحتيال كونه بعيدا عن‬ ‫املراقبة‪ ،‬خاصة أن الواجبات الدينية لها‬ ‫رشوطها وواجباتها الدقيقة وحضورها‬ ‫الروحي‪ ،‬فكيف تتحول إىل عمل مقابل‬ ‫مبلغ من املال‪ ،‬ولهذا فإن إتقانه يتوقف‬ ‫عىل طبيعة الشخص العامل وضمريه‪.‬‬ ‫وبحسب الباحث اإلسالمي عقيل‬ ‫الزبيدي‪ ،‬فإن اإلجارة تشمل القيام‬ ‫بالعبادات ملن عنده عذر أو من فاتته‬ ‫الصالة وأدركه املوت‪ ،‬إلبراء ذمته أمام‬ ‫الله يف الدار اآلخرة‪ ،‬فيتفق ذوو امليت‬ ‫مع شخص معني أن يقيض عن املتوىف‬ ‫واجباته العبادية مقابل املال‪.‬‬ ‫ويعزو الزبيدي سبب ازدياد نسبة‬ ‫املشتغلني باإلجارة بعد عام ‪ 2003‬إىل‬ ‫مناء الثقافة الدينية يف املجتمع ورواج‬ ‫اإلعالم واالنفتاح والحرية يف إبداء‬ ‫الرأي‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬

‫صور وقصص‬

‫بعيد ميالد خاص لمسيحيي العراق‬ ‫فيلي ‪ /‬ديانا فيلي‬

‫الكنائس يف أنحاء بغداد تعج‬ ‫باملسيحيني الذين يصلون من‬ ‫أجــل عيد ميالد محفوف بالسالم‪،‬‬ ‫ويتدفق متسوقون عىل املتاجر يف‬ ‫املناطق املحيطة باملوصل لرشاء هدايا‬ ‫العيد حيث يودعون سنوات ماضية‬ ‫سادتها كآبة يف ظل حكم تنظيم الدولة‬ ‫االسالمية‪.‬‬ ‫ويقول مسيحيون يعيشون يف مدن‬ ‫كانت تخضع فيام مىض لتنظيم الدولة‬ ‫إنهم يستعدون ملوسم عيد ميالد خاص‬ ‫جــدا هــذا العام بعد سنة عىل طرد‬ ‫القوات العراقية للتنظيم‪.‬‬ ‫ووضعت بالونات ُتنفخ عىل شكل بابا‬ ‫نويل وأشجار لعيد امليالد مليئة بزهور‬ ‫وزينة وأضواء خاصة بها أمام املتاجر يف‬ ‫بغداد‪ ،‬وقد وضعت يف مشهد نادر يف‬ ‫املوصل‪.‬‬ ‫وقال القس ميرس بهنام من بغداد إن‬ ‫املسيحيني يشعرون أن هناك فهام أكرب‬ ‫لهم يف املجتمع العراقي‪ ،‬وباتوا يشعرون‬ ‫بأمان أكرث رغم بعض املشاكل البسيطة‪.‬‬ ‫موسم مربح‬ ‫وميثل هذا الوقت من كل عام موسام‬ ‫مربحا لكثري من أصحاب املتاجر الذين‬ ‫ترضرت تجارتهم بشدة يف ظل حكم‬ ‫تنظيم الدولة‪.‬‬

‫ومن هؤالء تاجر وصاحب محل كبري‬ ‫لبيع الهدايا يدعى مروان حسني يقول‬ ‫إنه استطاع هذا العام أن يوصل هدايا‬ ‫عيد امليالد ملتاجر أخرى يف محافظات‬ ‫أخرى وذلك للمرة األوىل منذ سنوات‪.‬‬ ‫وأضاف أن هناك إقباال كبريا عىل الهدايا‬ ‫هذا العام قياسا بالسنوات السابقة‪.‬‬ ‫ويف مدينة الحمدانية ‪-‬التي يغلب‬ ‫املسيحيون عىل سكانها‪ -‬تشعر عائلة‬ ‫مسيحية أن موسم عيد امليالد الحايل‬ ‫«خاص»‪.‬‬ ‫وقال كبري العائلة ويدعى توفيق عبود‬ ‫إن أعياد امليالد توقفت لديهم منذ‬ ‫أن تهجروا من مناطقهم خالل عامي‬ ‫‪ ،2007-2006‬مشريا إىل أنهم يشعرون‬ ‫بالفرح للعودة إىل ديارهم واالحتفال‬ ‫بعيد امليالد‪ .‬بحسب رويرتز‬ ‫ويــعــود تــاريــخ املسيحية يف شامل‬ ‫العراقإىل القرن األول امليالدي‪ .‬وانخفض‬ ‫عدد املسيحيني بشكل حاد خالل أعامل‬ ‫العنف التي أعقبت عام ‪ ،2003‬واستيالء‬ ‫تنظيم الدولة عىل املوصل‪.‬‬ ‫وفر معظم املسيحيني من بيوتهم وهربوا‬ ‫إىل اقليم كوردستان متخلني عن أحد‬ ‫أقدم املراكز املسيحية‪ .‬وسعى كثري منهم‬ ‫للحصول عىل لجوء دائم يف الخارج‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪ 64‬ناجية من داعش بالعراق‬ ‫تتحدث عن تحدي االنتقادات ‪..‬‬ ‫لكن المجتمع االلماني‬

‫تذكر سلوى وتضيف‪« :‬لكن أرى األمر‬ ‫بشكل طبيعي فالكل يواجه انتقادات»‪.‬‬ ‫من املضايقات التي يتعرضن لها أيضا هي‬ ‫نظرات الشفقة من البعض‪« ،‬عندما نلتقي‬

‫بل عىل تغيري واقع املرأة األيزيدية التي‬ ‫تحكم عليها البيئة التي تربت وترعرعت‬ ‫بها‪ ،‬كام تقول‪.‬‬ ‫ذكريات وصور تالحقها‬

‫ومهاجر‪.‬‬ ‫وتضيف سلوى بالقول «أرى القوة يف كل‬ ‫إمرأة إيزيدية بشكل عام ويف كل ناجية‬ ‫بشكل خاص»‪ .‬ورغم كل هذه الذكريات‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫قصص كثرية توالت عن األسريات‬ ‫اإليزيديات بقبضة تنظيم‬ ‫«داعش» اإلرهايب‪ .‬وقصص تروي مأساة‬ ‫التعامل معهن كـ»سبايا» من قبل‬ ‫عنارص هذا التنظيم‪ .‬وال تنتهي القصص‬ ‫بتحريرهن‪ ،‬فمنهن من يعشن حبيسات‬ ‫املايض ومنهن من يصنعن حياة جديدة‪.‬‬ ‫سلوى هي إحدى الناجيات من قبضة‬ ‫داعش‪ ،‬رمت ماضيها وراء ظهرها وأخذت‬ ‫طريقها نحو العمل الخريي لكل من‬ ‫يحتاجها وتعهدت عىل نفسها مساعدة كل‬ ‫من مر بظروف الحرب والخطف واألرس‪.‬‬ ‫من ينظر إىل صور سلوى مع األطفال‪،‬‬ ‫يشعر باألمل يشع من عينيها مع ابتسامة‬ ‫رقيقة تزين صورها‪ .‬رمبا ال يخطر يف بال‬ ‫أحد بأن خلف هذه اإلبتسامة تحديات‬ ‫وكفاح للوصول إىل األفضل‪.‬‬ ‫سلوى الفتاة العرشينية تعيش اآلن‬ ‫يف أملانيا بعدما جاءت للعالج النفيس‬ ‫عن طريق برنامج والية بادن فورمتبريغ‬ ‫بالتعاون مع منظمة الجرس الجوي‬ ‫األملانية التي يرتأسها الدكتور األملاين‬ ‫من أصل أيزيدي مريزا ديناي‪ .‬املنظمة‬ ‫تعمل يف مساعدة ضحايا الحرب يف‬ ‫العراق للمعالجة الطبية يف أملانيا‪ .‬ومن‬ ‫هنا بدأت سلوى بالكفاح والتعلم لتوصل‬

‫صوت املرأة األيزيدية‪.‬‬ ‫حياة أخرى مع تحديات جديدة‬ ‫حرصت سلوى عند مجيئها إىل أملانيا عىل‬ ‫تعلم اللغة األملانية والعمل‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫املشاركة يف مؤمترات يف عدة دول أوروبية‬ ‫لتتكلم عن أحوال املختطفات‪ ،‬كاملؤمتر‬ ‫الدويل لحقوق األديان يف روما‪ .‬وتذكر‬ ‫سلوى أنها ال تحب االرتباط بعمل محدد‪،‬‬ ‫لذا فهي تساهم وتساعد مبجهودها‬ ‫ومبالها الخاص كلام سنحت لها الفرصة‪.‬‬ ‫كام أنها زارت العراق مع منظمة «جرسنا»‬ ‫(منظمة هيوار) لتقديم التربعات إىل‬ ‫األطفال اليتامى الذين يعيشون يف‬ ‫املخيامت يف شامل العراق‪ .‬املنظمة تعمل‬ ‫كجرس إليصال التربعات واملساعدات‬ ‫من أوروبا إىل العراق وتركز عىل دعم‬ ‫الالجئني يف العراق الذين عانوا من إرهاب‬ ‫داعش‪».‬توجعت كثريا برؤيتي لألطفال‬ ‫لكن كانت تجربة جميلة علمتني القوة‬ ‫ومواجهة الحياة»‪ ،‬تقول سلوى‪ .‬وتذكر أن‬ ‫تجربتها هي التي دفعتها لعدم اإلستسالم‬ ‫والرضوخ للواقع‪.‬‬ ‫«أحاول دامئا أخذ الطريق األقرب إىل‬ ‫الحياة»‬ ‫« هديف هو إظهار الجانب القوي‬ ‫واإليجايب للمرأة االيزيدية وهذا هو ما‬

‫أحاول جاهد ًة إيصاله»‬ ‫وتضيف سلوى‪« :‬نحن‬ ‫اإليزيديون ال نهتم‬ ‫بأنفسنا وال مبظهرنا عندما‬ ‫منر بظروف صعبة‪ .‬أحاول‬ ‫دامئا أخذ الطريق األقرب‬ ‫إىل الحياة»‪.‬‬ ‫مراسلون ‪ -‬اإليزيديون‬ ‫يف شامل العراق بعد‬ ‫االضطهاد‬ ‫من بني طموحاتها‬ ‫وأهدافها هو بناء مرشوع‬ ‫خاص بها مبساعدة‬ ‫منظامت أخرى‪ ،‬يكون‬ ‫مختص باألطفال اليتامى‪،‬‬ ‫تقول سلوى «ما ينقصني‬ ‫هو الدعم املادي فقط‪،‬‬ ‫لوحدي ال أستطيع»‪.‬‬ ‫نظرة املجتمع للمرأة‬ ‫األيزيدية‬ ‫العيش كناجية ليس باألمر الهني‪ ،‬حتى بعد‬ ‫املعالجة النفسية التي تلقتها اإليزيديات‬ ‫الناجيات يف العراق وأملانيا‪ .‬اإلنتقادات‬ ‫والنظرات من املجتمع هو تحد آخر‬ ‫يواجهنه‪« ،‬تعرضت ملضايقات يف الكثري‬ ‫من املرات إلكرتونيا وعىل الواقع أيضاً»‪،‬‬

‫بشخص ما ويعرف بأننا ناجيات ينظر لنا‬ ‫بعني الشفقة وهذا يصعب األمر علينا‬ ‫أكرث يف التأقلم»‪ .‬لكنها تتلقى الكثري من‬ ‫التعاطف والتشجيع من املجتمع األملاين‪.‬‬ ‫بل إن كثريا من األيزيديات يعتربن سلوى‬ ‫قدوة لهن ويرحنب بشجاعتها وأعاملها‬ ‫الخريية‪ .‬وخاصة أن سلوى ال تعمل فقط‬ ‫عىل إيصال صوت املرأة األيزيدية للعامل‬

‫يف سؤالنا لسلوى عن شعورها بعدما‬ ‫زارت العراق ألول مرة بعد تحريرها‪،‬‬ ‫تقول‪ « :‬زياريت كانت بداية ألشياء كثرية‬ ‫ويف نفس الوقت نهاية ألشياء أخرى‪،‬‬ ‫انتابني شعور بالخوف عندما ذهبت إىل‬ ‫سنجار والبيت الذي كربت به» وتصف‬ ‫سلوى شعورها باالنتامء‪ ،‬بأنه قد ضاع كام‬ ‫ضاع اإليزيديون‪ ،‬بني مقتول ومخطوف‬

‫املؤملة تحاول سلوى مساعدة املختطفات‬ ‫وتغيري نظرة املجتمع لهن كنساء ناجيات‪،‬‬ ‫وبهذا الخصوص تقول سلوى‪« :‬لدي فكرة‬ ‫ملرشوع متعلق بهذا الشأن يف املستقبل»‬ ‫لكن سلوى تريد يف الوقت الحايل الرتكيز‬ ‫عىل دراستها إلمتام طريقها إىل النجاح‬ ‫والعمل‪.‬‬ ‫من‪DW :‬‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫قصص‬ ‫صادمة‬ ‫بتوثيق ‪13‬‬ ‫جريمة‬

‫‪66‬‬

‫نشر المرصد العراقي‬ ‫لضحايا االتجار بالبشر‬ ‫اول تقرير له منذ‬ ‫انطالقه في تشرين‬ ‫االول الماضي وثق به‬ ‫‪ 13‬جريمة اتجار بالبشر‬ ‫في بغداد ومحافظات‬ ‫عراقية واقليم‬ ‫كوردستان‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫عن االتجار بالبشر واالستغالل الجنسي بالعراق وكوردستان‬

‫و وثق املرصد ‪ 13‬جرمية اتجار‬ ‫بالبرش يف بغداد وعدد من‬ ‫املحافظات‪ ،‬تنوعت ما بني‬ ‫استغالل االطفال يف ظاهرة التسول‬ ‫يف التقاطعات واالسواق‪ ،‬وتجارة‬ ‫االعضاء البرشية‪ ،‬واستدراج النساء‬ ‫للعمل ضمن شبكات الدعارة‪.‬‬ ‫ووفقا للمعلومات التي حصل‬ ‫عليها املرصد العراقي لضحايا‬ ‫االتجار بالبرش‪ ،‬فإن األطفال ممن‬ ‫هم دون السادسة عرشة والنساء‬ ‫ميثلون ثلثي الضحايا لشهر ترشين‬ ‫الثاين ويتم ذلك عرب استغاللهم‬ ‫ماديا أو إجبارهم عىل العمل‬ ‫بواسطة ذويهم أو تجار تحت‬ ‫التهديد‪.‬‬ ‫كام تشري معلومات املرصد إىل أن‬ ‫سامرسة وتجارا وشخصيات نافذة‬ ‫يف الحكومة متورطة بإيقاع ضحايا‬ ‫يف شباك اإلتجار مستغلة بذلك‬ ‫نفوذها يف مؤسسات أمنية تسهل‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪68‬‬ ‫عليها التملص من املساءلة‬ ‫القانونية واإلفالت من العقاب‪.‬‬ ‫وتبني للمرصد أن قرابة ‪ 40%‬من نسب‬ ‫جرائم االتجار يف البالد تقع وحدها‬ ‫يف بغداد وغالبية تلك الجرائم وراؤها‬ ‫عصابات جرمية منظمة متتلك فروعا‬ ‫وأشخاصا أو سامرسة يف عدد من‬ ‫املحافظات مرتبطة ببعضها البعض‪.‬‬ ‫وتظهر املعلومات التي حصل عليها‬ ‫موثقو املرصد العراقي‪ ،‬بأن غالبية‬ ‫الجرائم ضحيتها االطفال ممن ترتاوح‬ ‫اعامر ما بني (‪ )15-4‬عاما‪ ،‬ونساء‬ ‫استدرجن اىل العمل‪.‬‬ ‫بغداد‬ ‫وثق املرصد العراقي ثالث شبكات‬ ‫لالتجار بالبرش يف بغداد تعمل عىل‬ ‫استدراج الضحايا من خالل صفحات‬ ‫وهمية عىل مواقع التواصل االجتامعي‪،‬‬ ‫يديرها سامرسة يقتنصون ضحاياهم‬ ‫بأساليب تنطوي عىل نصب واحتيال‬ ‫النتزاع اعضائهم مقابل مبالغ مالية‬ ‫ترتاوح ما بني ‪ 10-7‬مليون دينار عراقي‪.‬‬ ‫ال يحصل الضحية عىل مقدار ما نسبته‬ ‫‪ 10%‬منها‪ ،‬ويتعهد ما يطلق عىل نفسه‬ ‫«املعتمد الطبي» بتوفري اوراق ثبوتية‬ ‫(مستمسكات) مزورة وويل امر غري‬ ‫حقيقي‪ ،‬لضامن عبور اللجنة الخاصة‬ ‫بنقل وزرع االعضاء‪ ،‬التي تأخذ يف‬ ‫الغالب رىش مالية ترتاوح ما بني (‪)5-3‬‬ ‫مليون دينار عراقي‪.‬‬ ‫تعمل الشبكة االوىل عىل اجراء عملية‬

‫نزع االعضاء بطريقة غري قانونية‪ ،‬يف‬ ‫احدى املستشفيات الخاصة «املعروفة»‬ ‫يف بغداد‪ ،‬عىل يد كادر طبي عراقي‬ ‫متواطئ مع السامرسة‪.‬‬ ‫فيام تقوم الشبكة الثانية بايقاع‬ ‫ضحايا من محافظات جنوب العراق‪،‬‬ ‫ونقلهم اىل محافظة السليامنية النتزاع‬ ‫اعضائهم‪ ،‬بعد مواعدتهم يف مراب‬ ‫النهضة وسط العاصمة بغداد‪.‬‬ ‫وتعمل الشبكة الثالثة عىل اقناع‬ ‫الضحية باساليب ملتوية لتسفريها اىل‬ ‫العاصمة السورية دمشق الجراء عملية‬ ‫نزع االعضاء يف مستشفى حكومي‬ ‫باعتبار الدولة املشار اليها ال تضع‬ ‫رشوطا محددة الجراء عملية استئصال‬ ‫ونقل االعضاء‪.‬‬ ‫وفيام يتعلق بظاهرة التسول التي‬ ‫استرشت يف العراق بعد عام ‪،2003‬‬ ‫حصل املرصد عىل معلومات تتعلق‬ ‫بشبكة تستغل مهاجرين سوريني‪،‬‬ ‫حسبام روته «م‪-‬ي (‪ 37‬عاما)» ذات‬ ‫العينني الخرضاوين‪ ،‬التي ف ّرت من حرب‬ ‫قاسية يف بالدها لتجد نفسها فجأة يف‬ ‫أرقى أحياء بغداد بعدما وعدها «أبو‬ ‫ميثم» بإيوائها داخل منزل مكتظ‬ ‫مبهاجرين سوريني‪.‬‬ ‫«يبعتلو حمى هلكنا شغل» ‪ ..‬تقول‬ ‫«م‪-‬ي» التي بدا وجهها شاحبا نظرا‬ ‫لقضائها أكرث من ‪ 11‬ساعة متجولة‬ ‫بعباءتها الرثة بني أزقة منطقة الكرادة‬ ‫لتأخذ منها ما تيرس لسد رمق جوعها‪،‬‬ ‫ومنح «أبو ميثم» باقي «الغ ّلة»‪.‬‬ ‫وتضيف املهاجرة السورية ملوثق املرصد‬

‫العراقي لضحايا االتجار بالبرش‪ ،‬أنها‬ ‫تدفع ما يقارب ‪ 100‬ألف دينار يوميا‬ ‫مقابل إيوائها داخل منزل يف منطقة‬ ‫الجادرية يديره «أبو ميثم» الذي‬ ‫أوهمها يف بادئ األمر بامتالكه منظمة‬ ‫إنسانية تعمل عىل مساعدة السوريني‬ ‫الفارين من بالدهم‪.‬‬ ‫وليست «م‪-‬ي» الوحيدة التي أجربت‬ ‫عىل دخول هذا العامل املحفوف‬ ‫باملخاطر‪ ،‬حيث تقول إن «هناك أربعة‬ ‫عوائل من محافظة حلب تسكن يف‬ ‫املنزل ذاته ومتارس أيضا مهنة التسول‬ ‫يف مناطق أخرى من بغداد»‪.‬‬ ‫السليامنية‬ ‫تنشط شبكات عدة متخصصة يف‬ ‫االتجار باالعضاء البرشية يف املحافظة‪،‬‬ ‫حيث وثق املرصد وجود أربع شبكات‬ ‫تعمل مع مستشفيات خاصة تجري‬ ‫فيها عمليات نزع األعضاء عىل يد‬ ‫كوادر طبية تركية وكردية‪ ،‬إذ يتم‬ ‫استدراج الضحية عن طريق مكاتب‬ ‫تعرف بـ»مكاتب الداللني»‪.‬‬ ‫يقدم السامرسة العاملون ضمن هذه‬ ‫الشبكات مغريات مادية ومعنوية‬ ‫للضحية‪ ،‬بهدف االيقاع بها‪ ،‬من بينها‬ ‫توفري سكن يف ارقى فنادق املحافظة‬ ‫ودفع مبلغ (‪ )5‬مليون دينار عراقي‬ ‫للكىل الواحدة و‪ 12‬مليون دينار عراقي‬ ‫مقابل بيع «الخصية»‪ ،‬اال ان الضحية‬ ‫ال تحصل عىل اي من تلك الوعود‬ ‫وتجد نفسها داخل غرف مظلمة بعد‬ ‫سحب جميع املستمسكات الخاصة بها‪،‬‬ ‫لضامن عدم فرارها‪.‬‬

‫تعمل إحدى الشبكات عىل نقل‬ ‫الضحايا من محافظة السليامنية إىل‬ ‫العاصمة املرصية القاهرة النتزاع‬ ‫األعضاء البرشية‪.‬‬ ‫أربيل‬ ‫وثق املرصد وجود شبكتني يف محافظة‬ ‫أربيل – عاصمة إقليم كردستان ‪-‬‬ ‫تعمالن عىل استدراج الضحايا وانتزاع‬ ‫أعضائها البرشية السيام (الكبد والكىل)‬ ‫مقابل مبالغ مالية تبدأ مببلغ خمسة‬ ‫ماليني دينار وتنتهي عند ‪ 10‬ماليني‬ ‫دينار‪.‬‬ ‫وتجري عمليات نقل األعضاء داخل‬ ‫مستشفيات خاصة (أهلية) بعد إغواء‬ ‫الضحايا بوسائل مغرية‪ ،‬وتتم أغلب‬ ‫عمليات البيع باالتفاق مع أثرياء عرب‬ ‫(السيام الكويتيني) حيث يقومون بدفع‬ ‫مبالغ طائلة للحصول عىل تلك األعضاء‪.‬‬ ‫بابل‬ ‫متكن موثق املرصد يف املحافظة من‬ ‫الوصول إىل شبكة دعارة صغرية يديرها‬ ‫نازح من محافظة نينوى يسكن يف‬ ‫منطقة القاسم الواقعة إىل الجنوب من‬ ‫مدينة الحلة‪.‬‬ ‫ويقوم «ع‪.‬و» بإرغام زوجته عىل‬ ‫مامرسة الجنس مع رجال آخرين‬ ‫للحصول عىل مكاسب مالية تبلغ ‪25‬‬ ‫ألف دينار عراقي يف الساعة الواحدة‪،‬‬ ‫وذلك من خالل تهديدها بالقتل‬ ‫واالعتداء عليها بالرضب مستغال ضعفها‬ ‫وسلطته عليها‪.‬‬ ‫الديوانية‬ ‫تدير املدعوة «م‪.‬ح» شبكة للدعارة‬

‫جري عمليات نقل‬ ‫األعضاء داخل‬ ‫مستشفيات خاصة‬ ‫(أهلية) بعد إغواء‬ ‫الضحايا بوسائل‬ ‫مغرية‪ ،‬وتتم‬ ‫أغلب عمليات‬ ‫البيع باالتفاق مع‬ ‫أثرياء عرب (السيما‬ ‫الكويتيين) حيث‬ ‫يقومون بدفع مبالغ‬ ‫طائلة للحصول على‬ ‫تلك األعضاء‪.‬‬

‫يف منطقة االسكان مبحافظة الديوانية‪،‬‬ ‫تختص بجلب الفتيات العذراوات من‬ ‫العوائل املتعففة بعد اغرائهن مببالغ‬ ‫مالية كبرية مقابل فض غشاء البكارة‪،‬‬ ‫كام تضم الشبكة اكرث من ‪ 10‬فتيات تم‬ ‫فض غشاء بكارتهن بعد هروبهن من‬ ‫ذويهن‪.‬‬ ‫وإىل جانب «م‪.‬ح» تعمل «ب‪.‬ع»‬ ‫كمساعدة للشبكة يف اقناع الفتيات‬ ‫السيام العذراوات عرب مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي باالنضامم للشبكة مقابل‬ ‫إيوائهن وإطعامهن والحفاظ عىل رسية‬ ‫عملهن‪.‬‬ ‫ويحث املرصد العراقي لضحايا االتجار‬ ‫بالبرش الجهات املعنية واملختصة عىل‬ ‫بذل جهود أكرب للحد من هذه الجرائم‬

‫ومعالجة أسبابها وتوفري مالذات آمنة‬ ‫للضحايا‪ ،‬فضال عن تفعيل دور اللجنة‬ ‫املركزية العليا ملكافحة االتجار بالبرش‪،‬‬ ‫واللجان الفرعية يف املحافظات‪.‬‬ ‫وينوه املرصد إىل أن العرشات من حاالت‬ ‫االتجار بالبرش يف بغداد واملحافظات‬ ‫تحصل بشكل يومي ومتزايد مام ينذر‬ ‫بخطورة األمر خاصة وأن تقارير دولية‬ ‫وأممية حذرت من تنامي هذه الظاهرة‬ ‫آخرها وضع العراق يف املستوى الثاين‬ ‫للمراقبة للسنة الثانية عىل التوايل‬ ‫بحسب تقرير وزارة الخارجية األمريكية‬ ‫يف حزيران ‪ 2018‬والذي وعد مبحاسبة‬ ‫ومحاكمة عدد من املسؤولني العراقيني‬ ‫املتورطني باالتجار بالبرش‪ ،‬فضال عن‬ ‫عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية‬ ‫من املزمع أن تفرضها الواليات املتحدة‬ ‫عىل العراق يف حال عدم وضع معالجات‬ ‫لهذه التجارة وتراجعه إىل املستوى‬ ‫الثالث يف تقرير الخارجية األمريكية‪.‬‬ ‫ويدعو املرصد السلطات األمنية‬ ‫والقضائية العراقية إىل تفعيل وتطبيق‬ ‫قانون مكافحة االتجار بالبرش رقم ‪28‬‬ ‫لسنة ‪ 2012‬وإيقاع أشد العقوبات‬ ‫بحق كل املتورطني يف هذه الجرائم‪.‬‬ ‫تجدر االشارة إىل أن (املرصد العراقي‬ ‫لضحايا االتجار بالبرش ‪Iraqi -‬‬ ‫‪Observatory for Victims of‬‬ ‫‪ )Human Trafficking‬واختصاره‬ ‫(‪ )IOVHT‬تأسس يف ‪ 31‬ترشين األول‬ ‫‪ /‬اكتوبر ‪ ،2018‬وهو أول مرصد من‬ ‫نوعه يف العراق يعنى بضحايا االتجار‬ ‫بالبرش ورصد جرائم‬

‫‪69‬‬

‫العدد ‪ 181‬السنة الخامسة عشر (كانون االول) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.