العدد الثاني والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫دونوا اسماء الغائبني‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪182‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫كـــانون الثاني ‪2019‬‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫رئاسة االقليم ومستقبل نيجيرفان بارزاني ‪ -‬القسم الثالث‬

‫‪6‬‬

‫الكوردي زارو آغا‪ ..‬عاش بين ثالثة قرون وأنجب في السادسة والتسعين‬

‫‪20‬‬

‫الفيليون وسباق العودة الى الذات‬

‫‪38‬‬

‫نساء في الموصل من التبعية للرجال الى معيالت لبيوتهن‬

‫‪60‬‬

‫السلطات في العراق وبمركز قرارها عينها‬ ‫على صمت الشعب اكثر من التزامها‬ ‫بالقانون والواجب والعهود والقرارات التي‬ ‫اتخذتها‪ .‬فهي في كل االوضاع تجسد نسبة‬ ‫التسليم ال تقديم الحلول‪ .‬عدا عن تقصير‬ ‫السلطة‪ ،‬فان الصمت وعدم االكتراث‬ ‫للمواطنين ليسا طريقا للسعادة‪ ،‬لكنهما‬ ‫اكثر انواع الظلم الذاتي مرارة‪.‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬ان نسبة تصديق وفهم‬ ‫االطراف المعنية للمشكالت والمعاناة‪،‬‬ ‫سيظهر نسبة المساعدات والمعونات من‬ ‫اجل انهاء تلك االالم والتكدح‪ .‬وتسفر جليا‬ ‫ان واقع الحياة وارادة المواطنين من اجل‬ ‫تغيير الوضع على هذه االرض لم تنته‬ ‫بزوال سلطة البعث‪.‬‬ ‫هذه اولى المحطات وكانت بداية السعي‬ ‫القانوني والسياسي من اجل انهاء تلك‬ ‫المرحلة‪ ،‬ولكن لم تستمر كما يجب‪ ،‬ألنه‬ ‫بعيدا عن اختالف الدين والقومية والرؤى‬ ‫السياسية‪ ،‬فان العراق بلد العشائر‪ ،‬لذلك‬ ‫هل كان االنسان الفيلي ومن اجل تحقيق‬ ‫حقوقه‪ ،‬خبيرا وماهرا وشجاعا وصلدا من‬ ‫اجل ّأل يعرف التعب او الهزيمة وال يعرف‬ ‫النهاية؟‬ ‫منذ امد بعيد وعلى العموم ال نسأل اي‬ ‫فيلي عن مشاركته في اي استذكار سنوي‬ ‫لمأساة شريحته‪ .‬أتعلمون لماذا؟ حاليا‬ ‫نحن غير متعلقين بالعمل الجمعي‪.‬‬ ‫فعلى االغلب يشكل غياب طبقة النخبة‬ ‫والمثقفين والمسؤولين بكثرة شيئ ًا‬ ‫ميؤس ًا بالنسبة لقضيتنا‪ .‬فالمهتمون بهذه‬ ‫القضية يجب ان يستميحوا بعض الوقت‬ ‫من هؤالء االشخاص الذين يعدون اصحاب‬

‫الكارثة مبكرا ولكن ال يحضرون استذكارات‬ ‫االبادة الجماعية “جينوسايد” (مجالس عزاء‬ ‫اآلباء‪ ،‬االخوان‪ ،‬االوالد واالعزاء) منذ سنوات‬ ‫طويلة‪ .‬ليسوا قليلين الذين يجعلون‬ ‫البعض ال يشاركون فيها خجال!!‪.‬‬ ‫على العكس من تقصير معظمنا‪ ،‬فان‬ ‫الضمير الذي يشعر بالمسؤولية‪ ،‬الوقت‬ ‫والمكان ليسا مهمين عنده‪ .‬في الماضي‪،‬‬ ‫ليس فقط المقاتلين والمناضلين‬ ‫العريقين‪ ،‬بل حتى أن ناسنا العاديين‪ ،‬من‬ ‫كثر سذاجتهم‪ ،‬تم تسليب ومصادرة بيوتهم‬ ‫واموالهم ووثائقهم‪ ،‬ولكنهم لم يدفنوا‬ ‫بأيديهم شرعية مطالبهم وانسانيتهم‪.‬‬ ‫لقد اثبتوا ان حياة اي شعب ال تصل‬ ‫نهاية النفق اال عندما يقتحمها اليـأس‪.‬‬ ‫اثبتوا ان مكانة احترام الكورد الفيليين‬ ‫تظهر حينما يسعون الى حل مشكالتهم‪.‬‬ ‫فعندهم؛ نحن لم نصب بالمعاناة صدفة‬ ‫لكي ننتظر ان ننجو صدفة‪ ،‬فالمؤمنون‬ ‫بالعمل‪ ،‬بانتهاء عمل منظمة او خسارة‬ ‫وظيفة حزبية او حكومية‪ ،‬او تراجع مادي‬ ‫او شخصي‪ ،‬ال يودعون قضية انسانية حية‬ ‫لهذه الشريحة‪ ،‬والدليل على ذلك الكتاب‬ ‫والشعراء والمثقفون وهم مفخرة لنا‪،‬‬ ‫في حياتهم العملية لم ينتظروا مساعدة‬ ‫او مد يد العون من اي طرف ما للمضي‬ ‫بمساهماتهم‪.‬‬ ‫ليست االبواب المغلقة اكثر ضررا من تلك‬ ‫االبواب التي نغلقها على انفسنا بأيدينا‪.‬‬ ‫ان عقوباتنا ومشكالتنا لم تبدأ فقط منذ‬ ‫اليوم الذي قيل فيه عنا باننا فيليون‪ .‬بل‬ ‫بدأت في اليوم الذي‪ ،‬فوق كل المعاناة‪،‬‬ ‫هناك اناس (المتغيبون عن االلتزامات)‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫الرئیسان‬ ‫نجیرفان بارزاني‬ ‫ومسرور بارزاني‬ ‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫ومشروع تنمیة ثقافة السالم‬

‫مبا أن منط الوجود وأساليب‬ ‫العيش قد تبدّ ل يف هذا‬ ‫العرص بقدر ما تغ ّیر نظام‬ ‫العامل و منطق األشیاء نری الرئیسان‬ ‫القادمان نجیرفان بارزاين یعمالن‬ ‫بكل جدیة وحزم علی مرشوع‬ ‫تنمیة ثقافة السالم‪ .‬فهام الیریدان‬ ‫للبیت الكوردستاين أن یكون محاطاً‬ ‫باالسوار وال أن تكون نوافذه مغلقة‪،‬‬ ‫بل یریدان أن تهب عىل هذا البیت‬ ‫اآلمن و امليلء بثقافة التسامح‬ ‫والتعایش السلمي بین القومیات‬ ‫واألدیان املختلفة‪ ،‬ثقافات كل االمم‪.‬‬ ‫مصدر هذا النمط الفکريّ الراسخ‬ ‫لدی الرئیسان نابع من اإلیامن‬ ‫العمیق للرئیس املناضل مسعود‬ ‫بارزاين بأن السالم هو الطريق وأن‬ ‫العنف هو من صنع البرش‪ .‬الرئیس‬ ‫مسعود بارزاين أكد دوماً يف خطبه‬ ‫ومناقشاته العلنية بأننا قادرين عىل‬ ‫تفكيك هذا القضاء‪ ،‬إلعطاء األجيال‬ ‫َّ‬ ‫حق الحلم بعامل متلؤه‬ ‫القادمة‬ ‫الحرية والكرامة‪.‬‬ ‫إذن إنهام یسیران علی خطی ونهج‬ ‫القائد الحکیم الرئیس مسعود‬ ‫بارزاين‪ ،‬الحریص عىل أرتقاء‬ ‫كوردستان وإعالء قيم االنتامء والوالء‬ ‫لە ورفع رايته يف كل املحافل رمزاً‬ ‫للحكمة والسالم والخري والعطاء‪.‬‬ ‫إن هذه القناعة هي إسرتاتيجية‬ ‫عمل وسياسة لحل النزاعات‪ ،‬ألن من‬ ‫يستطيع التفكري بعقل تداويل يكون‬ ‫قادر علی أن يتغري ليك يسهم يف‬ ‫تغيري سواه علی نحو مثمر وخالق‪.‬‬ ‫إن مبادرات كل من الرئیسین‬

‫الجدیدین من خالل تواصلهم‬ ‫حولت لغة العنف السيايس‬ ‫املستمر ؔ‬ ‫يف كوردستان الی لغة إنسانية‬ ‫للحوار‪ .‬فال َّالعنف كام هو معلوم‬ ‫يق ِّوض جدران الكراهية وميدُّ جسور‬ ‫السالم واملحبة‪.‬‬ ‫والالعنف هو أفضل وأسمى مبا‬ ‫ال يُقاس من العنف ألنه يتطلب‬ ‫شجاعة كبرية واحرتاماً للخصم‬ ‫والنرص الناتج عن العنف‪ ،‬كام يقول‬ ‫الزعيم الروحي للهند‪ ،‬مهامتا غاندي‪،‬‬ ‫هو مساوي للهزمية ‪ ،‬إذ انه رسيع‬ ‫االنقضاء‪.‬‬ ‫أن السالم الداخيل الكوردستاين اليوم‬ ‫ليس بحاجة الی إثبات وتأكيد ألنه‬ ‫يرتكز عىل معادلة طبيعية عنارصها‬ ‫واضحة وجلية‪ ،‬تكمن أو ًال يف‬ ‫األسلوب الجدید للقیادیین الشابین‬ ‫و التي تحمل يف مضمونها رسالة‬ ‫قومية لنرث املحبة بني افراد الشعب‬ ‫وتشيع التفاهم مع محيطنا اإلقليمي‬ ‫ومخاطبة العامل بلغة انسانية بليغة‪.‬‬ ‫هذه املعادلة سوف تخلق استقرار‬ ‫سيايس متین‪ ،‬بفضلها یتمكن إقليم‬ ‫كوردستان أن يواجه التحديات التي‬ ‫من املمكن أن تفرزها شبكة العالقات‬ ‫االقليمية املعقدة يف منطقتنا‪.‬‬ ‫وتحت هذه املظلة من االستقرار‬ ‫السيايس والقدرة عىل اتخاذ‬ ‫القرارات السياسية الحكيمة سوف‬ ‫تقدم القيادة السياسية الجدیدة يف‬ ‫إقليم كوردستان الدعم السيايس‬ ‫الالمحدود إلنجاح عملية السالم يف‬ ‫العراق واملنطقة‪ ،‬تلك العملیة التي‬ ‫تأخذ يف السنوات القادمة بعداً‬

‫إقليمياً ودولياً‪.‬‬ ‫السالم الداخيل يف اإلقليم یخلق‬ ‫لشعب كوردستان أجواء مليئة‬ ‫باألمن واإلستقرار ‪ ،‬من خاللها‬ ‫یستطیع اإلقلیم أن يكون فاع ًال‬ ‫وحيوياً يف مسرية البناء والتنمية‬ ‫عىل مختلف الصعد ویحافظ عىل‬ ‫الوحدة الوطنية الكوردستانية‪.‬‬ ‫کلنا أمل أن تتشكل الحکومة‬ ‫الجدیدة ألقلیم كوردستان تحت‬ ‫قیادة الرئیسین الجدیدین يف بدایة‬ ‫العام القادم‪ ،٢٠١٩ ،‬فبمثابرتهم‬ ‫یمکن أن یصنع األقلیم أعامل‬ ‫عظیمة تخدم الشعب الكوردستاين‬ ‫و اإلنسانیة جمعاء‪.‬‬ ‫والجغرافية السياسية للرشق األوسط‬ ‫تقف اليوم الی جانب الكوردستانيني‬ ‫وإن إقليم كوردستان من الناحية‬ ‫األمنية هو بالتأکید القطب الهادیء‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫ما نلمسه اليوم‪ ،‬هو السعي الدؤوب‬ ‫للرئیسین نیجیرفان بارزاين و مرسور‬ ‫بارزاين من أجل تشكيل حقل معريف‬ ‫لتنمیة ثقافة السالم‪ ،‬تتحول معه‬ ‫األزمات واملآزق ايل مواضيع للدرس‬ ‫والتحليل أو الترشيح والتفكيك و‬ ‫ذلك لتقوية أسس فلسفة السلم‬ ‫ومذهب الالعنف‪ ،‬فرنی تلقيح‬ ‫العناوين واملفاهيم والقيم القدمية‬ ‫والحديثة بعنارص و مقاصد و‬ ‫أبعاد جديدة‪ ،‬علی سبيل التطوير‬ ‫والتجديد أو اإلغناء والتوسع‪ ،‬سواء‬ ‫تعلق األمر باألدارة والدميقراطية‬ ‫أو بالحرية والعدالة أو بالتنمية‬ ‫والعوملة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬ ‫طبيعي يف البلدان ذات النظام‬ ‫الربملاني والتجربة الديمقراطية‬ ‫وااليمان بالتداول السلمي‬ ‫للسلطة فان االحزاب الفائزة يف‬ ‫االنتخابات هي من تقوم بتشكيل‬ ‫الحكومة وكوردستان ليست‬ ‫مستثناة من هذه القاعدة‪ ،‬ولكن‬ ‫اثناء تشكيل الحكومات االولية‬ ‫يف االقليم ومن ثم انتخاب السيد‬ ‫نيجريفان بارزاني رئيسا لتلك‬ ‫الحكومات على غري ما يحصل يف‬ ‫املناطق االخرى فانه اصبح وارثا‬ ‫ملجموعة من العراقيل واملشكالت‬ ‫السياسية واالقتصادية واالمنية‬ ‫ما يفوق الحدود‪ .‬على سبيل‬ ‫املثال ان اكرب مشكلة إلقليم‬ ‫كوردستان على العكس من‬ ‫البلدان االخرى انه ليس له حدود‬ ‫واضحة ومستقرة (االمن القومي)‬ ‫وهذا يشكل قلقا دائما للحكومة‬ ‫واالطراف املرتبطة بها‪.‬‬ ‫علي حسني فيلي‬ ‫القسم الثالث‬

‫رئاسة االقليم‬ ‫ومستقبل نيجريفان بارزاني‬ ‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫من الواضح انه اىل حد ما كانت‬ ‫امللكات الشخصية دور يف اي‬ ‫نجاح يف برنامجه الحكومي ولكن‬ ‫بغض النظر عن مكانته وامكانياته‬ ‫كان لتكليف وثقة حزبه به يف مهامه‬ ‫دورا بهذا الصدد‪.‬‬ ‫كام انه ووفقا للدالئل التاريخية‬ ‫يشكل نيجريفان بارزاين الجيل‬ ‫السادس من ارسة رشعت يف عهد‬ ‫الشيخ محمد بارزاين منذ نهايات‬ ‫القرن التاسع عرش بنضالها التحرري‬ ‫ضد اآلغاوات واملالكني بهدف احالل‬ ‫العدل واملساواة‪.‬‬ ‫كام ان يف نضالها املعارص يعد نيجريفان‬ ‫بارزاين حفيدا ألكرب زعيم للحركة‬ ‫القومية الكوردية املال مصطفى‬ ‫بارزاين‪ ،‬ونجل الشخصية املناضلة‬ ‫لشعبه ادريس بارزاين وابن اخ الزعيم‬ ‫القومي املعارص لكوردستان مسعود‬ ‫بارزاين ويف الحزب يشغل منصب‬ ‫نائب الرئيس‪.‬‬ ‫ولشخص ترك الطفولة برسعة وشارك‬ ‫بشكل مبارش يف النضال والدفاع عن‬ ‫شعبه فضال عن ملكيته للتضحيات‬ ‫النضالية ألبناء شعبه وصاحب ملف‬ ‫االبادة الجامعية (جينوسياد) مثانية‬ ‫االف بارزاين من الصعب ان يسمح‬

‫بتكرار ذلك التاريخ الذي عاش كل‬ ‫تفاصيل كوارثه‪.‬‬ ‫نجريفان بارزاين من اولئك القادة‬ ‫الذين برزوا بعد نهاية مرحلة الحرب‬ ‫الرشسة للحكومة املركزية ضد‬ ‫كوردستان بنظرة مختلفة اىل العامل‬ ‫والتامهي مع حاجات العرص يف‬ ‫ميدان بناء الدولة‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد فان مواليه وخصومه يف‬ ‫جبهة واحدة يف الشهادة له انه عىل‬ ‫الرغم من انه يف السنوات املاضية مل‬ ‫يكن غافال عن خدمة افكار وبرامج‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫الذي منحه اكرب واطول ثقة لرئاسة‬ ‫عدة دورات لحكومة االقليم‪ ،‬ولكنه‬ ‫كان مرة اخرى افضل شخص لحل‬ ‫مشكالت اقليم كوردستان خصوصا‬ ‫يف هذه املرحلة‪ .‬من الطبيعي ان‬ ‫تقييم برنامج عمل الحكومة والدولة‬ ‫يف النظرة الداخلية واالحزاب واالعالم‬ ‫مختلف كثريا مع رؤية املهارة‬ ‫والعلمية يف املراكز البحثية يف العامل‬ ‫املتقدم‪ .‬يف العراق وكوردستان ال‬ ‫يتساءل احد عن الربامج واالدلة كون‬ ‫االحكام قطعية ولكن يف عامل الوثائقية‬ ‫وقواعد البيانات ال يتكلم احد من‬ ‫دون ادلة ومعلومات‪ ،‬فجميع املراقبني‬ ‫موافقون بانه طرق ابواب االحزاب‬ ‫السياسية وخصوصا املعارضة من‬ ‫اجل نجاح مرشوع االستقرار السيايس‬ ‫يف كوردستان عرشات املرات واكرث‬ ‫من ذلك يف االيام الصعبة للرصاعات‬

‫من دون ان يمنحه احد‬ ‫العصى السحرية سلمت‬ ‫مجموعة من امللفات املعقدة‬ ‫والصعبة يف اوضاع حساسة‬ ‫ويف ارض ذات حدود‬ ‫مخرتقة دائما بيد نجريفان‬ ‫بارزاني‬ ‫الداخلية والتهديدات الخارجية ضد‬ ‫اقليم كوردستان كان بسياسة الصمود‬ ‫اكرث الناس تفاؤال‪.‬‬ ‫ال العراق الفيدرايل خال من املشكالت‬ ‫وال جميع مشكالت كوردستان ازلية‬ ‫وطبيعية! وكام يقال فان معظمها‬ ‫مصطنع‪ .‬مثل مرحلة التجويع‬ ‫والحصار والتهديد العسكري والحرب‬ ‫االقتصادية اىل مساعي كرس ارادة‬ ‫وشوكة هذا الشعب التي مل تكن‬ ‫حكومة بغداد الوحيدة بها‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2005‬من دون ان مينحه احد‬ ‫العىص السحرية سلمت مجموعة‬ ‫من امللفات املعقدة والصعبة يف‬ ‫اوضاع حساسة ويف ارض ذات حدود‬ ‫مخرتقة دامئا بيد نجريفان بارزاين وكان‬ ‫اوضحها ما يأيت‪:‬‬ ‫عىل املستوى العراقي برزت معضلة‬ ‫القراءات املختلفة لسلطات وحقوق‬ ‫االقليم من قبل الحكومة املركزية‬ ‫واالزمات واختالق املشكالت‬

‫املستمرة بسبب عدم االهتامم‬ ‫بالحقوق الدستورية التي مينحها‬ ‫النظام الفيدرايل لحكومة االقليم‪.‬‬ ‫عىل املستوى املحيل‪ ،‬ارض مدمرة‬ ‫ومن دون سيادة وشعب فقري ومنهك‬ ‫وكيان من دون بنى تحتية اقتصادية‬ ‫مع الجراح غري امللتئمة آلثار‬ ‫الحروب الداخلية املستمرة لسنوات‬ ‫عديدة واستمرار ظاهرة االدارتني يف‬ ‫حدود سلطات الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين واالتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين (حكومة اربيل ‪+‬حكومة‬ ‫السليامنية) وجدير بالذكر هنا ان‬ ‫الحكومة ذات القاعدة العريضة يف‬ ‫عام ‪ 2005‬كان الغرض منها فقط‬ ‫ارضاء االطراف فكان لها ‪ 42‬وزيرا‪.‬‬ ‫وهذا ما يجعل اي رئيس حكومة‬ ‫ال يعرب من مرحلة السعي للحلول‬ ‫اليومية من دون االلتفات للربنامج‬ ‫طويل املدى‪.‬‬ ‫ان التجربة االولية يف كوردستان تظهر‬ ‫ان رئيس الحكومة ال يستطيع الخروج‬ ‫من نصائح واوامر وتوصيات الحزب‬ ‫والحقيقة ان بارزاين كلف بهذه‬ ‫املهمة واالمكانات والدعم والتجربة‬ ‫ومكانة الحزب ومن الطبيعي ان‬ ‫ينتظر الحزب جوابا مطمئنا ولكنه‬ ‫يف عملية متدين مسار حياة املجتمع‬ ‫كرئيس للحكومة ومن اجل ارشاك‬ ‫جميع االطراف يف اعادة الثقة وشكل‬ ‫السلمي لحل املشكالت تبنى سياسة‬ ‫«حلوة» يف واقع مر يف هذا االقليم‪.‬‬

‫كرئيس للحكومة وقبل اي‬ ‫شخص اعرتف بشرعية‬ ‫الحركة وتعريفها رسميا‬ ‫وقدم لها التهاني ومن ثم‬ ‫شجعها على االشرتاك يف‬ ‫الكابينة الحكومية وفقا‬ ‫الستحقاقها‪..‬‬

‫فكثريا ما كانت قراراته وخطاباته‬ ‫وبرامجه غريبة حتى عند رفاقه لحد‬ ‫اظهار عدم الرضا والقلق‪ .‬من هذا‬ ‫املنطلق من الطبيعي عند الحديث عن‬ ‫مرشوع التسامح وصناعة املستقبل‬ ‫كانت اعامله مرضية عند االطراف‬ ‫االخرى اكرث من نظرة حزبه لها‪ .‬مثال‬ ‫وصلت املعارضة يف عهده اىل برملان‬ ‫كوردستان بشكل رسمي‪ .‬النقطة‬ ‫املثرية لالهتامم ان ما جرى كان من‬ ‫دون رمي االطالقات وسببه كان ان‬ ‫حكومة نيجريفان بارزاين منعت وقوع‬ ‫املواجهات ألنه يف االساس خرجت تلك‬ ‫الحركات من ضلع االحزاب السياسية‬ ‫ال الشارع‪ .‬اي ان االحتجاجات‬ ‫السياسية خرجت من داخل االحزاب‬ ‫اىل امليدان وتسببت بفوىض يف بعض‬ ‫االماكن وتحملت الحكومة وزرها‬ ‫واجربتها عىل التوسط‪ .‬والنقطة املثرية‬ ‫لالهتامم هي ان بعد تأسس حركة‬ ‫التغيري مع ان الحزب الدميقراطي‬

‫الكوردستاين كان الحليف االسرتاتيجي‬ ‫لالتحاد الوطني فهو كرئيس للحكومة‬ ‫وقبل اي شخص اعرتف برشعية الحركة‬ ‫وتعريفها رسميا وقدم لها التهاين ومن‬ ‫ثم شجعها عىل االشرتاك يف الكابينة‬ ‫الحكومية وفقا الستحقاقها‪ ،‬وهذا يأيت‬ ‫العتقاده ان كوردستان لن تخلو من‬ ‫االحزاب‪ ،‬ونواة تأسيس حكومته وفق‬ ‫اسس عرصية مع استمرار املشاكل‬ ‫التاريخية لن يأيت بنجاح‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من ذلك فان اقليم كوردستان‬ ‫خالل اطار العراق الفدرايل تأثر يف‬ ‫الحرب القانونية والسياسية واالمنية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬اما بسياسته الناعمة‬ ‫الرصينة مل يخرس تلك الحرب‪ ،‬والتقدم‬ ‫يف اقليم كوردستان قبل ان يظهر يف‬ ‫الطرق والجسور واالسواق التجارية‬ ‫الكبرية ظهر يف رفاهية العيش لدى‬ ‫املواطنني واالمن واالستقرار‪ ،‬وتاريخ‬ ‫والدة مشاريع اسرتاتيجية تضمن‬ ‫املستقبل يف املجاالت العلمية‬ ‫والثقافية واالقتصادية غالبيتها كانت‬ ‫يف زمان حكومة السيد نيجريفان‪،‬‬ ‫ومعيار التقييم كان يف زيادة نسبة‬ ‫بناء الرصوح العلمية‪ ،‬والبنايات‬ ‫الصحية والرتبوية‪ ،‬واملتنزهات‬ ‫وامللتقيات الثقافية والفنية‪ ،‬وكام‬ ‫اكد رئيس الوزراء يف مناسبات سابقة‬ ‫بالقول «امنحونا املجال لننافس ديب»‪،‬‬ ‫وان هذه املقولة التقدمية الحضارية‬ ‫اصحبت ضحية إلعداء التطور‪.‬‬ ‫يتبع‪..‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫رئاسة االقليم‬ ‫ومستقبل نيجيرفان بارزاني‬ ‫في نهاية عمر الحكومة الحالية إلقليم‬ ‫كوردستان التي ترأسها نيجيرفان بارزاني‪،‬‬ ‫كانت نظرة الشارع وكذا نظرة الخبراء‪،‬‬ ‫لتقييم برنامج عمله‪ ،‬تجلب االهتمام‪.‬‬

‫القسم الرابع واالخير‬

‫فهو عند بعض الناس عضو يف‬ ‫حزب صاحب سلطة ولكن كانت‬ ‫له سياسة مستقلة يف طريقة الحكم وكام‬ ‫يقول خصومه مل تكن اي من الحوارات‬ ‫التي اجراها مع االخرين لتضييع الوقت؛‬ ‫بل كان يجري الحوارات من اجل ايجاد‬ ‫الحلول‪ .‬وهناك اناس مييلون اىل الرأيني‪،‬‬ ‫اي الخدمة ومكتسباتها واخفاقات‬ ‫الحكومة‪ .‬يقولون انه كان باستطاعته ان‬ ‫يكون سببا لتغيريات اكرب واهم ولكنه‬

‫اىل هذا الحد مام قام به من العمل‬ ‫استحق التقييم واالشادة؛ الن العراق يف‬ ‫عام ‪ 2006‬فصاعدا وقع يف دوامة الحرب‬ ‫الطائفية واصبحت بغداد والكثري من‬ ‫املناطق االخرى ميدانا كبريا لتلك الحرب‬ ‫التي نتج عنها االف الضحايا من دون‬ ‫طائل وخرست بغداد عرشات املليارات‪،‬‬ ‫اال ان حكومة اقليم كوردستان برئاسة‬ ‫نيجريفان بارزاين توجهت نحو آفاق‬ ‫مختلفة‪ .‬وكانت املسألة املهمة ان سري‬

‫تحول حكومة االقليم من مرحلة التنظري‬ ‫اىل مرحلة العمل كان بحاجة اىل شخصية‬ ‫مثله ليقوم عرب امكانياته بإزاحة العراقيل‪،‬‬ ‫ويقطع شكوك املتشككني برؤية واضحة‬ ‫لكيفية تقديم الخدمات للمواطنني يف‬ ‫االقليم كله‪ ..‬وبعد ترسيخ الوضع االمني‬ ‫والسلم السيايس واالجتامعي والتعايش‬ ‫الديني بدأ بثورة البناء واالعامر‪ .‬وباتباع‬ ‫سياسة التسهيل والثقة وحتى املغامرة‬ ‫الشجاعة ليصبح‬

‫علي حسني فيلي‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬

‫صاحب العهد الذهبي الزدهار اقتصاد‬ ‫كوردستان الذي استمر اىل البداية‬ ‫الواضحة ملؤامرة ايقاف عجلة ذلك‬ ‫االزدهار وتخريب الوضع السيايس‬ ‫واالقتصادي واالمني إلقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وعىل عكس الذين يقولون بانه نجح‬ ‫يف السياسة ولكنه تعرث يف االقتصاد‬ ‫بسبب احداث ‪ ،2014‬اثبتت الدالئل‬ ‫ان اقليم كوردستان اصبح منذ عام‬ ‫‪ 2006‬لنهايات عام ‪ 2013‬اقوى مركز‬ ‫نشط للتجارة واالستثامر يف املنطقة‬ ‫وبصورة عامة جرت نسبة ‪ 55%‬من‬ ‫العمليات التجارية واالستثامرية‬ ‫العراقية يف كوردستان‪ .‬لغاية عام‬ ‫‪ 2013‬توجهت ‪ 15‬الف رشكة محلية‬ ‫واجنبية اىل كوردستان من بينها عدد‬ ‫من كبريات الرشكات العاملية وخاصة‬ ‫يف مجال الطاقة‪.‬‬ ‫ان سياسة ورؤية نيجريفان بارزاين‬ ‫حول العراق الفيدرايل كانت واضحة‬ ‫وصادقة امام الجميع‪ ،‬كان قد قال‬ ‫بوضوح‪ :‬نتمنى ان يكون كل العراق‬ ‫مثل االقليم‪ ،‬وان الذي نريده الربيل‬ ‫نريده لعاصمتنا (بغداد) ولكن نحن‬ ‫لسنا عربا‪ ،‬نحن كورد‪ ،‬لنا ثقافتنا‬ ‫ولغتنا وتاريخنا الذي يختلف عن‬ ‫االمة العربية‪ ،‬نحن االمة الكوردية‪،‬‬ ‫جراحنا اعمق كثريا مام يتوقع وان‬ ‫تلتئم فقط بالشعارات والحديث‬ ‫عن الدميوقراطية واشياء اخرى‪ .‬نحن‬ ‫اخرتنا بإرادتنا ان نكون يف اطار العراق‬

‫املوحد‪ .‬وعدنا بإرادتنا اىل بغداد‬ ‫عىل اساس العمل بذلك الدستور‬ ‫الذي صوت له اكرث من ‪ 80%‬من‬ ‫الشعب العراقي‪ ،‬نحن مشاركون يف‬ ‫بناء العراق‪ ،‬قدمنا كل ما باستطاعتنا‬ ‫لحامية وحدة العراق‪ ،‬ولكن سياسة‬ ‫بغداد ليست سياسة التفاهم املشرتك‪،‬‬ ‫بل هي سياسة السيطرة والهيمنة‪،‬‬ ‫االزمة تكمن يف بناء الثقة فيام بيننا‬ ‫ولكن بغداد ال تتعامل معنا كرشيك‪،‬‬ ‫فبدال من ان نكون مشاركني يف بناء‬ ‫هذه البالد؛ اصبح قانون املوازنة قانونا‬ ‫ملعاقبة اقليم كوردستان! كركوك عندنا‬ ‫رمز لإلخوة والتعايش وهوية للعراق‬ ‫الجديد ورمز للخروج من مشكالت‬ ‫املايض من اجل ايجاد العدالة يف‬ ‫العراق‪ ،‬وبسبب عدم تطبيق املادة‬ ‫‪ 140‬بقي معلقا‪ ،‬هذا مخترص ملضمون‬ ‫املشكالت‪ .‬اقول برصاحة‪ :‬ان عالج‬ ‫هذه املشكلة تتم فقط عن طريق‬ ‫الحوار‪ ،‬مع اظهار املرونة‪ ،‬نحن‬ ‫مستعدون ان تكون لنا هذه املرونة‪،‬‬ ‫ولكن لن يستقر املجتمع العراقي اال‬ ‫من خالل رشاكة حقيقية بني جميع‬ ‫مكوناته وليس هنالك اي امل يف بناء‬ ‫دولة مدنية ما دامت بغداد تساند‬ ‫فكرة عسكرة الشارع العراقي‪.‬‬ ‫اذا حللنا فرتة حكم نيجريفان بارزاين يف‬ ‫اطار املهامت وما هو منتظر يجب ان‬ ‫تكون الذرائع مبا يتناسب واستحقاق‬ ‫امكاناته وان االمكانيات املتوفرة‬ ‫مل توقف عجلة حكومته من دون‬ ‫اللغط واللهو السيايس‪ ،‬ولكنه قىض‬ ‫عىل صوت الرصاص واستطاع اىل حد‬

‫ما جلب االنظار الداخلية والخارجية‬ ‫نحو هذا االقليم‪ ،‬عندما كان البعض‬ ‫يزور كوردستان ويرى االمن والتطور‬ ‫كان يقول‪ :‬هذا ال يشبه العراق! انتم‬ ‫تستحقون االستقالل ألنكم متلكون‬ ‫اقليام عامرا ولكم حكومة ناجحة‪.‬‬ ‫من الطبيعي انه بجانب مهامه‬ ‫وتكاليفه الرسمية كرئيس للحكومة‬ ‫كان عليه ان يتجاوب مع التكليف‬ ‫غري الرسمي اي املطالب الشعبية‪ .‬يف‬ ‫الربنامج الحكومي ملا قبل ‪ ،2014‬كانت‬ ‫كوردستان تقدمت بشكل المثيل له‬ ‫ولكن توزيع التعهدات واآلمال من‬ ‫دون توقع االزمات غري املرغوبة ملا‬ ‫بعد عام ‪ 2013‬الذي لجميع دول‬ ‫الدنيا امكان ظهورها واستمرارها‪،‬‬ ‫كانت تلك الغلطة االسرتاتيجية التي‬ ‫مل تستطع حكومة اقليم كوردستان‬ ‫بإمكانياتها الذاتية لوحدها الخروج‬ ‫منها رسيعا والتغلب عىل الضائقة‬ ‫املالية‪ ،‬فرشائح الفقراء واملتعففني‬ ‫الحاليني يعتقدون بان بارزاين عرفهم‬ ‫عىل حق الحياة الرغيدة ولكنه مل‬ ‫يستطع املحافظة عىل تلك الحياة كام‬ ‫يجب‪ .‬ويف الوقت ذاته فان االغلبية‬ ‫وفوق عتابها وانتقادها الذي هو من‬ ‫طبيعة الحكم يقولون بشان برنامجه‪:‬‬ ‫صحيح بان اضطراد املعادالت‬ ‫السياسية واالمنية يف املنطقة والعراق‬ ‫والخارجة عن امكانات وارادة االقليم‪،‬‬ ‫اوقف برامجه ومشارعه وتسبب‬ ‫بصعوبة حياته‪ ،‬اال ان اكرب مكاسب‬ ‫حكومته هو االنفتاح عىل العامل‬ ‫والعالقات الدولية واالقليمية التي‬

‫اخرجت كوردستان من النفق املظلم‬ ‫وقللت من التهديدات‪ .‬فهو سيايس‬ ‫فتح االبواب املغلقة عىل قضية شعبه‬ ‫وافشل العديد من املؤامرات من‬ ‫دون اطالق رصاصة واحدة عن طريق‬ ‫الدبلوماسية واملصالح املشرتكة التي‬ ‫قوت من مكانة إقليم كوردستان يف‬ ‫املنطقة والعامل‪.‬‬ ‫عدا عن اية ذريعة او انتقاد‪،‬‬ ‫فان مكتسباته ال متر من دون‬ ‫كالم والسؤال ليس ماذا فعل الن‬ ‫كوردستان اليوم ليست كوردستان‬ ‫ما قبل نيجريفان بارزاين‪ ،‬فعندما كان‬ ‫يتكلم عن االستقالل االقتصادي كان‬ ‫االعتقاد مبرشوعه اصعب واكرب من‬ ‫البدء باملرشوع اصال‪ .‬العراق يف مرحلة‬ ‫استخراج وتسويق لحني تامني النفط‬ ‫انتظر عرشات السنني ولكن بارزاين‬ ‫يف جذبه للرشكات النفطية العاملية‬ ‫اىل كوردستان مل يضيع من الوقت‬ ‫ما يكفي لتشكيل كابينة حكومية يف‬ ‫العراق االتحادي‪ .‬فشخصيته املناسبة‬ ‫من منظار الحكم كانت مثرتها الثقة‬ ‫والحب ووفاء الناس وان اخفاقات‬ ‫ونقوص حكومته يف بعض القطاعات‬ ‫تعود معظمها اىل الغدر االقليمي‪ .‬فهو‬ ‫وان مل يتمكن من القضاء عىل مشكلة‬ ‫الرواتب بشكل كامل وان يعيد قطاع‬ ‫الصناعة والتجارة واالقتصاد اىل عهدها‬ ‫الذهبي ولكنه منح الجرأة والشجاعة‬ ‫للناس يف االزقة والشوارع ليقولوا ماذا‬ ‫يريدون من حكومته او ان يتجمع‬ ‫يف الشوارع وان يكيلوا االنتقادات‬ ‫إلداء الحكومة‪ .‬ونيجريفان بارزاين‬

‫«‬ ‫كان البعض يزور‬ ‫كوردستان ويرى االمن‬ ‫والتطور كان يقول‪ :‬هذا‬ ‫ال يشبه العراق! انتم‬ ‫تستحقون االستقالل‬ ‫ألنكم تملكون اقليما‬ ‫عامرا ولكم حكومة‬ ‫ناجحة‪.‬‬

‫«‬

‫كباقي قادة هذا االقليم ابرص النور يف‬ ‫الكفاح املرشوع لشعبه ويف الرصعات‬ ‫السياسية‪ ،‬وقد اعطى رضيبة مبارشة‬ ‫لإلبادة الجامعية‪ ،‬وبعد ذلك شارك‬ ‫يف تثبيت نواة االدارة املؤسساتية‬ ‫لإلقليم يف بداية التسعينيات‪ ،‬لتليها‬ ‫مرحلة اخرى مل ترس باالقتتال الداخيل‪،‬‬ ‫ليطوي صفحة عرب دوره يف الصلح‬ ‫املجتمعي والسيايس‪ ،‬ومن ثم الجهد‬ ‫امللفت ملرحلة اعامر كوردستان‪ ،‬ولكن‬ ‫اذا تم تسليط الضوء عىل الجانب‬ ‫الخفي ملشكالت اقليم كوردستان‬ ‫يظهر بانه اختار اصعب الطرق‪ .‬فمن‬ ‫الواضح ان ارضاء االحزاب السياسية‬ ‫املتنفذة اصعب بكثري من ارضاء الناس‬

‫البسطاء من الشعب‪ .‬فهو مطمنئ‬ ‫انه اذا سار التفكري يف اطار املصالح‬ ‫والقرارات الحزبية يف صيغتها القدمية‬ ‫فليس بعيدا ان تعود كوردستان اىل‬ ‫سكة الحرب!‬ ‫مام ال شك فيه اليوم فان اصوات‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫ازدادت وباتت اكرث قوة لتوصله‬ ‫ملرحلة ترشحه القيادة فيها ملنصب‬ ‫رئيس اقليم كوردستان ففي املايض‬ ‫كان رئيسا للحكومة كممثل لحزبه‪،‬‬ ‫وسخر جميع امكاناته لخدمة جميع‬ ‫املكونات‪ .‬فاذا تسلم منصب رئاسة‬ ‫االقليم‪ ،‬فسيحافظ عىل زخم املنصب‬ ‫الذي رسخه الزعيم مسعود بارزاين‬ ‫لخدمة الشعب ككل‪ ،‬فمن املمكن‬ ‫ان يكون خروجه من الحكومة شيئا‬ ‫مبكرا عند البعض ومتأخرا عند البعض‬ ‫االخر‪ .‬فأنصاره يف املرحلة املاضية‬ ‫واضحون ولكن السؤال يكمن يف انه‬ ‫يف املرحلة املقبلة من يكن منارصوه؟‬ ‫وفيام يخص املايض يقال ان الذين‬ ‫يشيدون به بسبب مواقفه وخدماته‬ ‫من املمكن اال يكون من منارصي‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين الذي‬ ‫كان من خالل كونه رئيسا للحكومة‬ ‫وسياسيا ناجحا ومبساندة مستمرة‬ ‫من حزبه استطاع ان يغري اشياء كثرية‬ ‫داخل املجتمع وان يعبد الطريق‬ ‫للتغيريات املستقبلية‪.‬‬ ‫لقد استطاع بارزاين يف جميع االوضاع‬ ‫من خالل ابتسامته الدامئة ان يظهر‬ ‫بان الكورد شعب حي ويناهض‬ ‫العنف‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫بخلطة امريكية‪..‬‬ ‫تفاصيل مثيرة‬ ‫لعودة الكورد الى كركوك‬

‫تشهد محافظة كركوك بعد خروجها من سلطة‬ ‫حكومة إقليم كوردستان‪ ،‬وعودتها إىل إدارة‬ ‫الحكومة يف بغداد تجاذباً بني األطراف السياسية التي‬ ‫تشكل مكوناتها‪ ،‬يهدد بإشعال رصاع‪ ،‬وتتحدث مصادر‬ ‫عن توسط الواليات املتحدة بني الفرقاء؛ تجنباً لوقوع‬ ‫مثل هذا السيناريو‪.‬‬ ‫يعود اإلشكال مبحافظة كركوك‪ ،‬إىل فرتة ما بعد عام‬ ‫‪ ،2003‬إذ اعترب الدستور الذي ُكتب عام ‪ 2005‬كركوك‬ ‫من املناطق املتنازع عليها بني اإلقليم والحكومة‬ ‫املركزية؛ شأنها شأن بعض املناطق يف املوصل ودياىل‬ ‫وصالح الدين‪ ،‬وقد ُجسدت هذه القضية يف نص‬ ‫دستوري باملادة ‪ ،140‬والتي أطلقت عىل هذه املناطق‬ ‫تسمية «املناطق املتنازع عليها»‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد كشف مسؤولون كورد عن تسوية‬ ‫أمريكية تؤدي لتطبيع األوضاع يف محافظة كركوك‬ ‫الغنية بالنفط والتي تشكل هضبة مناطق النزاع بني‬ ‫بغداد وكوردستان‪.‬‬ ‫هذه التسوية وضعت لبنتها االساس باجتامع مبقر‬ ‫السفارة األمريكية يف بغداد‪ ،‬ضم ً‬ ‫كل من السفري‬ ‫دوغالس سيليامن‪ ،‬وممثيل املكونات يف كركوك‪ ،‬عدا‬ ‫املكون العريب‪ ،‬والذي اجتمع مسبقا مع السفري بحسب‬ ‫مسؤولني‪.‬‬ ‫وقبل االجتامع بساعات‪ ،‬اعلنت بغداد انسحاب قوات‬ ‫مكافحة االرهاب وارسال اللواء ‪ 61‬الستالم امللف‬ ‫االمني يف املحافظة‪.‬‬ ‫وبحسب املسؤولني الكورد فان االجتامع طرح تسوية‬ ‫أمريكية بشأن أوضاع محافظة كركوك‪ ،‬وإعادة وضعها‬ ‫إىل ما قبل ‪ ،2014‬أي قبل دخول تنظيم داعش إىل‬ ‫األرايض العراقية‪.‬‬ ‫وبهذا الصدد تكشف مصادر يف وزارة البيشمركة‪،‬‬ ‫تفاصيل من املرشوع االمرييك‪« ،‬عدا عودة البيشمركة‬ ‫اىل كركوك‪ ،‬فان قوات االمن الكوردية‪ -‬االسايش‪ ،‬سيكون‬ ‫لها دور بتأمني املحافظة»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« ،‬يكون امللف األمني داخل املدينة بيد‬

‫حرصا‪ ،‬ويتم نرش‬ ‫الرشطة املحلية العراقية واالسايش‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قوات الجيش العراقي‪ ،‬وقوات البيشمركة يف أطراف‬ ‫املحافظة‪ ،‬وفق نقاط أمنية مشرتكة»‪.‬‬ ‫وبهذا الخصوص‪ ،‬من املقرر تشكيل لجان بني بغداد‬ ‫وكوردستان مهمتها تطبيق املرشوع وفق رؤى خاصة‬ ‫بحساسية الوضع يف كركوك‪.‬‬ ‫و ُتعد كركوك أبرز املناطق املتنازع عليها بني الحكومة‬ ‫العراقية وحكومة إقليم كوردستان‪ ،‬ووضعت املادة‬ ‫‪ 140‬من الدستور العراقي كخريطة طريق لحل مشكلة‬ ‫املناطق املتنازع عليها بني الجانبني‪“ ،‬تبدأ بإحصاء سكاين‬ ‫عام‪ ،‬ومن ثم تطبيع األوضاع من خالل إزالة سياسات‬ ‫النظام العراقي السابقة‪ ،‬وتنتهي بإجراء استفتاء حول‬ ‫مصريها”‪ ،‬وكان من املفرتض أن تنفذ املادة بحلول نهاية‬ ‫العام ‪.2007‬‬ ‫وكركوك‪ ،‬وبقية املناطق املتنازع عليها‪ ،‬كانت تدار‬ ‫بشكل مشرتك بني القوات االتحادية‪ ،‬وقوات البيشمركة‬ ‫لكن األخرية فرضت سيطرتها عىل املدينة بعد انسحاب‬ ‫الجيش العراقي منها العام ‪ ،2014‬نتيجة تعرضه‬ ‫لهجامت رشسة من جانب تنظيم داعش‪.‬‬ ‫إال ان القوات الكوردية انسحبت عقب انتشار القوات‬ ‫العراقية مسنودة من الحشد الشعبي ‪ 16‬ترشين أول‪/‬‬ ‫أكتوبر العام ‪ ،2017‬ضمن اجراءات فرضتها حكومة‬ ‫حيدر العبادي بسبب اجراء االقليم استفتاء االستقالل‪.‬‬ ‫ويتهم الكورد األطراف املسيطرة عىل كركوك بإجراء‬ ‫تغيري دميوغرايف فيها‪ ،‬وإحالل سكان عرب وتركامن‬ ‫محل الكورد‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون ّ‬ ‫أن ترك قضية كركوك واملناطق املتنازع‬ ‫عليها وفق املادة ‪ 140‬من الدستور العراقي‪ ،‬دون حل‪،‬‬ ‫سيجعل املنطقة عىل شفى االنهيار والتأزم يف كل مرحلة‬ ‫من مراحل العمل السيايس العراقي‪.‬‬ ‫وبالعودة الجتامع السفارة االمريكية‪ ،‬فان املسؤولني‬ ‫االمريكيني‪ ،‬حذروا من عمليات رسقة لنفط كركوك من‬ ‫جهة‪ ،‬وتعرضها لهجامت لتنظيم داعش من جهة اخرى‪،‬‬ ‫وهذه تستدعي انتشارا للقوات الكوردية فيها‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬

‫متى يستدرك اإلنسان‬ ‫الكوردي مدى التأثير‬ ‫السحري للقوة الناعمة‬ ‫عليه؟!‬ ‫إن الكورد في هذه‬ ‫المرحلة الحرجة‪،‬‬ ‫التي يمرون بها من‬ ‫الصعب أن ينشأوا‬ ‫مؤسسات «القوة‬ ‫الناعمة» كبعض الدول‬ ‫والكيانات على كوكبنا‪،‬‬ ‫حتى تستطيع هذه‬ ‫القوة من خالل برامج‬ ‫موجهة تغيير الصورة‬ ‫النمطية عن الكورد‬ ‫عند الشعوب التي‬ ‫تعيش حول وطنهم‬ ‫كوردستان‪،‬‬

‫االنسان الكوردي‬ ‫والقوة الناعمة‬ ‫محمد املندالوي‬

‫أو تلك األقليات والطوائف‬ ‫التي تعيش يف كنفهم‪ ،‬حتى‬ ‫تغزوا عقولهم‪ ،‬وتوجه أسلوب‬ ‫تفكريهم يف االتجاه التي تريد‪،‬‬ ‫وبعدها تستطيع أن تسريهم كام‬ ‫تشاء‪ ،‬حتى ال تستطيع حكوماتهم‬ ‫املستبدة بتحريضهم ملعاداة الكورد‪،‬‬ ‫وذلك برسد األكاذيب السياسية‬ ‫والطائفية ضدهم‪ .‬لكن‪ ،‬الكورد بعد‬ ‫حرب العاملية األوىل وإىل اآلن أصبحوا‬ ‫أرسى لقرارات عواصم الرش األربعة‬

‫املجحفة بغداد‪ ،‬طهران‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫أنقرة‪ ،‬باإلضافة الحتاللها كوردستان‬ ‫تضع العصا يف عجلة تطور شعبها‬ ‫ومتنعه من مواكبة التطور والتحديث‪،‬‬ ‫الذي أخرتعه العقل البرشي يف العقود‬ ‫األخرية يف شتى املجاالت وامليادين‪،‬‬ ‫السياسية واإلعالمية والعلمية‬ ‫واالقتصادية الخ‪.‬‬ ‫عزيزي القارئ‪ ،‬من االبتكارات السلبية‬ ‫التي خرجت من جعبة العم «سام»‬ ‫(‪ )Uncle Sam‬هي تلك التي تسمى‬

‫القوة الناعمة (‪ ،)Soft power‬التي‬ ‫تتسلط عىل»العقول والقلوب» معاً‪،‬‬ ‫أي‪ :‬تتحكم يف خصائص سلوك أولئك‬ ‫املستهدفني‪ ..‬وتحدد منط تفكريهم‪،‬‬ ‫وتوجه باالتجاه الذي تريده‪ .‬إن‬ ‫مبتكرها يف تسعينات القرن املايض‬ ‫‪،‬هو أستاذ يف جامعة «هارفرد»‬ ‫(‪ )Harvard University‬واملساعد‬ ‫السابق لوزير الدفاع للشؤون األمنية‬ ‫الدولية يف إدارة الرئيس األمرييك‬ ‫السابق (بيل كلينتون) (جوزيف‬

‫س‪ .‬ناي)‪ ،‬الذي ع َّرف من خاللها‬ ‫عنارص القوة دون إكراه‪ ،‬وذلك عرب‬ ‫اآلداب والفنون‪ ،‬ويقول‪ :‬أحياناً عرب‬ ‫الدبلوماسية الرشيقة‪.‬‬ ‫بال شك أن تأثري القوة الناعمة السلبي‬ ‫والتدمريي عىل املجتمعات يفوق تأثري‬ ‫القوة الصلبة (القوة العسكرية) أو‬ ‫أية قوة أخرى عىل األرض‪ ،‬ألنها تخرب‬ ‫العقول‪ .‬لكن هناك شيئاً من التشابه‬ ‫بني أساليب القوة الناعمة وأساليب‬ ‫الـ»جيوبوليتيك» (‪،)Geopolitics‬‬

‫التي تحلل العوامل الجغرافية‪ ،‬التي‬ ‫لها عالقة باألرض وما فوقها وما يف‬ ‫جوفها‪ .‬بينام تلك ‪ -‬القوة الناعمة‪ -‬لها‬ ‫عالقة باإلنسان‪ ،‬وتحديداً منظومة‬ ‫أفكاره‪ ،‬لذا إنها تسعى بتلك األدوات‬ ‫املتعددة كاآللية التي متتلكها‪،‬‬ ‫والبرشية التي تغدق عليها األموال‬ ‫بسخاء‪ ،‬أن تغيري املحتوى الداخيل؟‬ ‫للضحية لصالح الجهة التي تديرها‪،‬‬ ‫كام أسلفت‪ ،‬املمول واملالك لوسائل‬ ‫وأدوات القوة الناعمة‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫من الدول الكبرية التي لحقت مؤخراً‬ ‫بركب العامل الغريب يف هذا املضامر‬ ‫هي روسيا االتحادية‪ ،‬التي قال رئيسها‬ ‫فالدميري بوتني‪ :‬إن القوة الناعمة‬ ‫تتألف من مجموعة أدوات وأساليب‬ ‫لتحقيق أهداف سياسية من دون‬ ‫استخدام القوة‪ ،‬من خالل املعلومات‬ ‫وغريها من وسائل النفوذ‪.‬‬ ‫ومن الدول التي أسست مجلساً خاصاً‬ ‫للقوة الناعمة هي «دولة اإلمارات‬ ‫العربية املتحدة» الصغرية بنفوسها‬ ‫وكبرية بتأثريها العاملي دبلوماسياً‬ ‫واقتصادياً‪ .‬يتكون هذا املجلس من‪1-:‬‬ ‫محمد بن عبد الله القرقاوي وزير‬ ‫شؤون مجلس الوزراء‪ ،‬رئيس املجلس‪.‬‬ ‫‪ 2‬ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة‬‫الدولة لشؤون التعاون الدويل‪3- .‬‬ ‫الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير‬ ‫الدولة‪ 4- .‬الدكتور أنور محمد قرقاش‬ ‫وزير الدولة للشؤون الخارجية‪.‬‬ ‫‪ 5‬نورة بنت محمد الكعبي وزيرة‬‫الدولة لشؤون املجلس الوطني‬ ‫االتحادي‪ 6- .‬محمد خليفة املبارك‬ ‫رئيس مجلس هيئة أبو ظبي للسياحة‬ ‫والثقافة‪ 7- .‬سامي أحمد القمزي‬ ‫مدير عام دائرة التنمية االقتصادية‬ ‫بدائرة ديب‪ 8- .‬هالل سعيد املري‬ ‫مدير عام دائرة السياحة والتسويق‬ ‫التجاري بإمارة ديب‪ 9- .‬محمد سعيد‬ ‫عطر الظنحاين مدير عام مكتب‬ ‫الدبلوماسية العامة عضواً ومقرراً‬

‫للمجلس‪ 10- .‬خليفة سامل املنصوري‬ ‫وكيل دائرة التنمية االقتصادية باإلنابة‬ ‫بإمارة ديب‪ .‬أتالحظ عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫أن دولة اإلمارات تعرف جيداً حجمها‬ ‫الحقيقي يف عامل الف َّيلة‪ ،‬لذا خصصت‬ ‫تحرك مجلسها للقوة الناعمة يف‬ ‫مجاالت علمية وثقافية واقتصادية‬ ‫وسياحية وإنسانية وفنية‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫الرصاعات السياسية والعسكرية التي‬ ‫سادت يف العديد من البلدان العربية‬ ‫وخلقت ديكتاتوريات وضعت نفسها‬ ‫يف مصاف اإلله ال يُسأل وال يُحاسب‬ ‫فعليه دمرت اقتصاد بلدانها وأنهكت‬ ‫القوة البرشية فيها‪ ،‬ويف النهاية مل‬ ‫تطل ال بلح الشام وال عنب اليمن‪.‬‬ ‫إال إن قيادات اإلمارات تعرف جيداً‬ ‫أنها ليست أه ًال للقوة التقليدية‪،‬‬ ‫وهذا عني العقل‪ ،‬وعرفت جيداً يف‬ ‫أي حقل تستطيع أن تستثمر وتتوسع‬ ‫وتحقق نجاحات كبرية‪ ،‬حتى ال تكون‬ ‫كحامر العنب تحمله عىل ظهره وال‬ ‫تذوقه؟‪ .‬مبعنى‪ ،‬أن كل بلد يجب أن‬ ‫يوجه قوته الناعمة حسب إمكانياته‬ ‫وقدراته املؤثرة بشكل إيجايب يف تلك‬ ‫الحقول‪ ،‬التي يستطيع أن يطل فيها‬ ‫بلح الشام وعنب اليمن؟‪.‬‬ ‫هناك يف منطقتنا كيان غاصب يسمى‬ ‫تركيا‪ ،‬زرع بعد الحرب العاملية األوىل‬ ‫كخنجر غدر يف خارصة الشعب‬ ‫الكوردي‪ ،‬ومحتل شامل وطنه‬ ‫كوردستان‪ ،‬ويتدخل بشكل سافر‬ ‫يف أجزاء كوردستان األخرى املحتلة‬ ‫عربياً وإيرانياً‪ ،‬ويعلن جهاراً نهاراً‬

‫بأنه ضد األمة الكوردية‪ ،‬وال يقبل‬ ‫قيام دولة كوردستان أسوة بدول‬ ‫العامل حتى لو عىل القمر‪ .‬إال أن هذا‬ ‫الكيان اللوزاين نجح من خالل القوة‬ ‫الناعمة أن يخرتق دو ًال عديدة كانت‬ ‫دخولها محرمة عليه لعقود طويلة‪،‬‬ ‫إال أن التي فتحت األبواب أمامه هي‬ ‫القوة الناعمة‪ ،‬من خالل مسلسالته‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬التي روجت لرشكاته‬ ‫وللسياحة‪ ،‬خاصة حني جعلت من‬ ‫عارضات األزياء ذات القوام املمشوق‬ ‫الشبه عاريات ممثالت بارعات‬ ‫بعرض أجسادهن! لجلب السياح تركز‬ ‫كامراتها يف مسلسالتها عىل املناطق‬ ‫الطبيعية التي فيها يشء من االخرضار‬ ‫وتظهر تركيا للمشاهد كأنها مملكة‬ ‫السويد بخضارها‪ .‬للعلم‪ ،‬أن التقارير‬ ‫أشارت يف العام املايض أن املسلسالت‬ ‫الرتكية حلت يف املرتبة الثانية عاملياً‬ ‫بعد الواليات األمريكية املتحدة؟‪.‬‬ ‫ويقول األتراك‪ :‬إن املسلسالت الرتكية‬ ‫يتم تصديرها إىل ‪ 102‬دولة حول‬ ‫العامل‪ ،‬وتأيت الدول العربية يف مقدمة‬ ‫املستوردين لها؟‪ .‬عزيزي القارئ‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل الدعاية التي تقوم بها‬ ‫هذه املسلسالت لألتراك‪ ،‬إال أنها تدر‬ ‫أموا ًال طائلة أيضاً عىل الكيان الرتيك‬ ‫الذي يُصدر معها أيضاً سياسة تركيا‪..‬‬ ‫املمنهجة‪ ،‬التي تلمع وجهها الذميم‬ ‫عند العامل‪ ،‬وبشكل خاص عند العرب‪،‬‬ ‫الذي رصح املمثل السوري عباس‬ ‫النوري بحرسة‪ :‬أن املسلسالت الرتكية‬ ‫حولتنا من أمة محمد إىل أمة مهند‪.‬‬

‫إن مهند هو ذلك الغالم الرتيك الهجني‪،‬‬ ‫الذي اشتهر يف إحدى املسلسالت‬ ‫الرتكية‪.‬‬ ‫إن البيت القصيد يف مقالنا هذا‪ ،‬يف‬ ‫األعوام السابقة أرشت عدة مرات‬ ‫يف كتابايت عن هذه القوة الشيطانية‬ ‫اللعينة (القوة الناعمة)‪ ،‬كان هذا‬ ‫عام ‪ 2013‬يف مقال باسم «الفن‬ ‫هوية القومية ‪ »3/1‬ويف مقال آخر‬ ‫عام ‪ 2016‬كان تحت عنوان» إطاللة‬ ‫عىل الصحافة االلكرتونية واملواقع‬ ‫اإلخبارية» وكررت رجايئ وطلبي منهم‬ ‫عام ‪ 2018‬يف مقال بعنوان» متى تولد‬ ‫الروح الوطنية الكوردستانية الحقيقية‬ ‫يف ضمري عموم الشعب الكوردي»‬ ‫وحذرت بعض ضحاياها من الكورد‪،‬‬ ‫إال أنهم مل يهتموا باألمر‪ ،‬أو أنهم مل‬ ‫يستوعبوا مضمون كالمي‪ ،‬لذا تعاملوا‬ ‫معه بسطحية كبرية‪ ،‬واستمروا‬ ‫برتويجهم ملا بثته وتبثه وسائل القوة‬ ‫الناعمة للدول التي تحتل كوردستان‬ ‫أو الشقيقة و الصديقة لها‪ ،‬التي‬ ‫تجعل من املحتوى الداخيل للمواطن‬ ‫الكوردي كام يريد املارد الذي يقف‬ ‫وراء تلك الوسيلة اللعينة عربية كانت‬ ‫أو فارسية أو تركية‪.‬‬ ‫الذي يحز يف النفس‪ ،‬ذات مرة قلت‬ ‫ألحدهم ال تستمع إىل أغاين التي تبثها‬ ‫الدولة الفالنية‪ ،‬التي تحتل جز ًءا من‬ ‫وطننا كوردستان‪ ،‬وهي التي تقول‬ ‫بأعىل صوتها ال يوجد شعب كوردي‪،‬‬ ‫وال وطن اسمه كوردستان‪ ،‬بل أنهم‬ ‫جز ًءا منا‪ ،‬أي أن الكورد وكوردستان‬

‫«‬ ‫باإلضافة إلى الدعاية التي‬ ‫تقوم بها هذه المسلسالت‬ ‫لألتراك‪ ،‬إال أنها تدر أموا ً‬ ‫ال‬ ‫طائلة أيضاً على الكيان‬ ‫التركي الذي يُصدر معها‬ ‫أيضاً سياسة تركيا‪..‬‬ ‫الممنهجة‪ ،‬التي تلمع‬ ‫وجهها الذميم عند العالم‪،‬‬ ‫وبشكل خاص عند العرب‪،‬‬

‫«‬

‫جز ًءا من األمة املضط ِهدة لها‪ ،‬يف رده‬ ‫عيل‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬أنا واعي‪ ،‬ال يقدروا‬ ‫أن يصهروين يف بوتقتهم الخ‪ .‬لكن‬ ‫لألسف‪ ،‬أنه ال يعلم أنه انصهر منذ‬ ‫أن اختار مبحض إرادته أن يصغي إىل‬ ‫ما يبثه ذلك العدو الغاشم من سموم‬ ‫مدسوسة يف عسل‪،‬أنه ال يعلم‪ ،‬لو مل‬ ‫يكن منصهراً يف بوتقتهم مل يستمع‬ ‫إىل نتاجاتهم األدبية والفنية‪ ،‬ليس‬ ‫هذا فقط‪ ،‬بل حولته القوة الناعمة‬ ‫إىل أداة من أدواتها لنرش أدب وفن‬ ‫وثقافة املحتل‪ ..‬يف صفحته عىل‬ ‫الفيسبوك!! هذه هي قدرة القوة‬ ‫الناعمة‪ ،‬التي تجعل من املواطن‬ ‫الكوردي املستسلم لها يترصف يف‬

‫حياته اليومية كأي عريب أو فاريس‬ ‫أو تريك قومي دون أن يشعر بأنه‬ ‫صار مطية لهم؟‪ .‬يجب عىل املواطن‬ ‫الكوردي أن يفكر قلي ًال يف هذا األمر‪،‬‬ ‫ملاذا الدول ترصف مئات املاليني من‬ ‫الدوالرات عىل وسائل إعالمها املرئية‬ ‫واملسموعة واملقروءة؟‪ .‬هناك قناة‬ ‫فضائية خاصة تبث باللغة اإلنجليزية‬ ‫عىل مدار الساعة أفالم الكرتون فقط‬ ‫(‪ ،)Cartoon films‬يا ترى ملاذا؟‪،‬‬ ‫إذا ليس الهدف من ورائها خذوهم‬ ‫صغارا واحشوا رؤوسهم بثقافة تلك‬ ‫الدولة املمولة للقناة من خالل «توم‬ ‫وجريي» (‪)Tom and Jerry‬الخ‪.‬‬ ‫آمل أن الذي سطرته أعاله‪ ،‬يصل‬ ‫إىل عقل املواطن الكوردي بصورة‬ ‫صحيحة وسليمة‪ ،‬يك ال يكون لقمة‬ ‫سائغة للذئاب البرشية‪ ،‬التي تحيط‬ ‫به من كل حدب وصوب؟‪ .‬وأرجو‬ ‫من حكومة إقليم كوردستان وأحزابه‬ ‫أن تحمي املواطن الكوردي داخل‬ ‫وخارج اإلقليم من الهجمة الثقافية‬ ‫الخطرية التي تريد مسخه‪ ،‬ومن ثم‬ ‫إظهاره للعامل كإنسان غري كوردي‪،‬‬ ‫لدينا مناذج كثرية من هؤالء يف بغداد‬ ‫وطهران ودمشق وأنقرة واسطنبول‬ ‫الذين سلختهم القوة الناعمة من بني‬ ‫شعبهم الكوردي ووطنهم كوردستان‬ ‫وحولتهم إىل عرب وفرس وأتراك من‬ ‫الدرجة الثانية‪.‬‬ ‫«عندما تتغلب قوة الحب عىل حب‬ ‫القوة سيشهد العامل السالم»‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫الكوردي زارو آغا‪..‬‬ ‫عاش بين ثالثة قرون وأنجب في السادسة والتسعين‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫رغم الجدل الذي أحاط بالتاريخ‬ ‫الدقيق مليالد زارو آغا إال أنه‬ ‫يعترب واحداً من بني أكرب املعمرين يف‬ ‫العامل يف التارخ الحديث حيث عاش‬ ‫أكرث من ‪ 160‬عاما‪.‬‬ ‫تحدثت صحيفة نيويورك تاميز يف ‪20‬‬ ‫يوليو‪/‬متوز ‪ 1930‬عن رحلة زارو آغا إىل‬ ‫الواليات املتحدة والضجة التي رافقته‬ ‫خالل زيارته إىل مدينة نيويورك كونه‬ ‫الرجل األطول عمراً حسب الصحيفة‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة إن زارو آغا البالغ‬ ‫من العمر ‪ 156‬عاماً حسب قوله يعترب‬ ‫األطول عمراً يف العامل‪ .‬وأضافت إن‬ ‫أكرث ما استمتع به زارو آغا هو حوض‬ ‫الحامم يف فندق الكومودور الذي نزل‬ ‫به يف املدينة إىل درجة أن مرافقيه‬ ‫تحايلوا عليه يك يخرج من الحوض‪.‬‬ ‫وصدر كتاب يف اسطنبول عام ‪2009‬‬

‫باللغة الرتكية ويحمل عنوان‪« :‬الرجل‬ ‫األطول عمراً يف العامل زارو آغا» جاء‬ ‫فيه إن زارو املولود يف مدينة بدليس‬ ‫جنوب رشقي تركيا ذات الغالبية‬ ‫الكوردية‪ ،‬كان الرجل األطول عمرا يف‬ ‫ذلك الوقت وكان مثار اهتامم االوساط‬ ‫العاملية خالل السنوات العرش األخرية‬ ‫من حياته‪.‬‬ ‫وكانت حياة زارو آغا ونظام التغذية‬ ‫الذي يتبعه وزيجاته املتعددة محط‬ ‫اهتامم وسائل اإلعالم العاملية التي مل‬ ‫ترتك جانبا من حياة هذا الرجل البسيط‬ ‫إال وسلطت الضوء عليه وكذلك خرب‬ ‫وفاته‪.‬‬ ‫وحسب موقع «اخبار بدليس» ولد‬ ‫زارو أغا ما بني عام ‪ 1774‬و‪ 1777‬وهو‬ ‫ينتمي لعشائر الزازا الكبرية وعندما‬ ‫بلغ الثامنة عرش من العمر هاجر إىل‬

‫اسطنبول واستقر يف حي توب خانة‬ ‫وأمىض بقية حياته هناك‪.‬‬ ‫‪ 11‬زيجة‬ ‫تزوج زارو آغا ‪ 11‬مرة ورزق بآخرأبنائه‬ ‫وهو يف السادسة والتسعني من العمر‪،‬‬ ‫وبلغ إجاميل عدد أبنائه ‪ ،36‬وماتوا‬ ‫جميعاً قبل وفاته باستثناء واحد منهم‪.‬‬ ‫وعندما تويف كان أصغر أبنائه بنت يف‬ ‫الستني من العمر‪.‬‬ ‫قاتل زارو أغا عام ‪ 1798‬تحت قيادة‬ ‫أحمد باشا الجزار يف عكا ضد جيش‬ ‫نابليون‪ .‬كام شارك يف الحرب الرتكية‪-‬‬ ‫الروسية عام ‪1828‬وأصيب يف ساقه‬ ‫فأمىض بعض الوقت يف مسقط رأسه‬ ‫ببدليس‪ .‬كام شارك يف بناء مسجد‬ ‫اورتاكوي يف اسطنبول عام ‪.1853‬‬ ‫وذاع صيت زارو آغا حول العامل يف‬ ‫السنوات األخرية من حياته فتلقى‬

‫دعوات لزيارة العديد من الدول‬ ‫باعتباره الشخص األطول عمراً والباقي‬ ‫عيل قيد الحياة‪ ،‬ومن بينها بريطانيا‬ ‫والواليات املتحدة وهناك صور وحتى‬ ‫رشيط مصور له بال صوت خالل وجوده‬ ‫يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وخالل وجوده يف الواليات املتحدة‬ ‫ركب زارو آغا الطائرة ألول مرة ووصف‬ ‫تجربة ركوبها بأنها أمتع تجربة مر بها‬ ‫بعد مشاركته يف معركة الدفاع عن عكا‬ ‫ضد نابليون وكان عمره عندما ركب‬ ‫الطائرة ‪ 156‬عاما‪.‬‬ ‫وزار زارو آغا الواليات املتحدة لالشرتاك‬ ‫يف بعض األفالم واالستعراضات‪ .‬وفحصه‬ ‫األطباء وأكدوا بأنه كان يتمتع بصحة‬

‫جيدة‪ .‬ونقلت بعض وسائل اإلعالم عن‬ ‫زارو آغا قوله «سأعيش إىل األبد»‪.‬‬ ‫وكان زارو أغا يجد صعوبة يف التحدث‬ ‫باللغة الرتكية فكان خالل املقابالت‬ ‫الصحفية التي أجريت معه يف الواليات‬ ‫املتحدة وغريها يتحدث بلغته األم‬ ‫الكوردية‪.‬‬ ‫«الخيار واللنب»‬ ‫وعندما سئل عن رس متتعه بطول العمر‬ ‫والصحة الجيدة قال إنه يتناول الخيار‬ ‫واللنب (الزبادي) يوميا وهو شبه نبايت‪.‬‬ ‫وهناك صورة لزارو آغا وهو يحمل أحد‬ ‫املمثلني خالل زيارة نيويورك‪.‬‬ ‫وتعرض زارو أغا لحادث سري يف‬ ‫نيويورك بسبب عدم تعوده عىل كثافة‬

‫السيارات يف مدينته األصلية اسطنبول‪،‬‬ ‫فصدمته سيارة وسقط أرضا واصطدم‬ ‫رأسه بعنف‪ .‬وأشار األطباء إىل أنه‬ ‫من شبه املستحيل أن يعيش زارو آغا‬ ‫طويال‪.‬‬ ‫وبعد انتهاء جولته األمريكية عاد إىل‬ ‫بريطانيا عام ‪ 1931‬دون أن يحصل‬ ‫عىل قرش واحد عن رحلته إىل الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫ومل يعش زارو آغا طويال بعد ذلك‪ ،‬فقد‬ ‫تدهورت صحته البدنية والعقلية وتويف‬ ‫يف مستشفي شيشيل يف اسطنبول يف‬ ‫يوليو‪/‬متوز ‪ 1934‬ودفن يف مقربة أيوب‬ ‫باشا باملدينة‪ .‬وتبني بعد إجراء الترشيح‬ ‫عىل جثته أنه تويف بسبب فشل كلوي‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪22‬‬ ‫ال تخرج اال بصدرية مضادة للرصاص‪..‬‬

‫الدنمارك‬ ‫تحكم على‬ ‫مقاتلة كوردية‬ ‫حاربت داعش‬ ‫بالسجن‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫كانت ذات يوم قناصة ضمن‬ ‫وحدات حامية املرأة‪ ،‬وكانت‬ ‫خالل معارك كوباين عىل مسافة أمتار‬ ‫قليلة فقط من مسلحي داعش‪ ،‬أما‬ ‫اليوم وقد مر نحو أربع سنوات عىل‬ ‫تلك املعارك‪ ،‬ال تشعر «جوانا باالين»‬ ‫باألمان حتى يف الدمنارك‪ ،‬وال تخرج إال‬ ‫وهي ترتدي صدرية مضادة للرصاص‪،‬‬ ‫وتتعامل معها الحكومة الدمناركية مثل‬ ‫مسلحي داعش العائدين إىل البالد‪.‬‬ ‫وقالت باالين لجريدة تاميز الربيطانية‬

‫إنها حصلت عىل شقة يف أحد أحياء‬ ‫العاصمة الدامناركية كوبنهاغن‪ ،‬مبينة‬ ‫«يوجد يف املبنى الكثري من الجهاديني‪،‬‬ ‫وهم يكرهونني ويعرفون مالمحي»‪،‬‬ ‫ولهذا فإنها مضطرة للخروج وهي‬ ‫ترتدي صدرية مضادة للرصاص‪.‬‬ ‫لكن باالين ليست قلقة بسبب سكان‬ ‫الحي وحدهم‪ ،‬بل إن الحكومة‬ ‫الدامناركية أيضاً تقوم مبضايقتها‪ ،‬فقبل‬ ‫أن تتحدث إىل تاميز بأسبوع‪ ،‬داهمت‬ ‫القوات األمنية شقتها وفتشت فيها‬

‫عن أسلحة‪ ،‬ويف نهاية التفتيش صادروا‬ ‫النسخة الوحيدة من كتاب ذكرياتها‬ ‫املوسوم «مقاتلو الحرية»‪ ،‬وتقول‬ ‫باالين إنهم «ظنوا أن الكتاب دليل‬ ‫ووسيلة لكسب املسلحني»‪.‬‬ ‫بعد أعياد امليالد‪ ،‬تنتظر جوانا باالين‬ ‫عقوبة السجن تسعة أشهر يف وحدة‬ ‫خاصة بالدواعش‪ ،‬وتهمة هذه الفتاة‬ ‫الكوردية هي انتهاك القانون والسفر‬ ‫إىل الرشق األوسط للقتال ضد داعش‪.‬‬ ‫وقالت باالين غاضبة «كيف تراين‬

‫أشعر عندما تقول يل قاضية يف أربع‬ ‫جلسات محاكمة‪ ،‬أنت متثلني تهديداً‪،‬‬ ‫مل يشكروين أبداً عىل قتال الجهاديني‬ ‫عىل مدى سبع سنوات»‪.‬‬ ‫جوانا باالين‪ ،‬التي ولدت يف مخيم‬ ‫لالجئني الكورد من كوردستان إيران‪،‬‬ ‫بالقرب من مدينة الرمادي غريب‬ ‫العراق‪ ،‬كانت تعترب نفسها ثائرة تناضل‬ ‫يف سبيل حرية كوردستان واملرأة‪،‬‬ ‫وكانت لها يف نفس الوقت مشاكل‬ ‫مع املجتمع الدامناريك ومع عائلتها‪.‬‬

‫عندما كانت يف الثامنة عرشة‪ ،‬وبعد‬ ‫أن اجتاحت أحداث «الربيع العريب»‬ ‫منطقة الرشق األوسط‪ ،‬توجهت هي‬ ‫إىل سوريا وانضمت إىل قوات حامية‬ ‫املرأة‪ ،‬وإىل جانب التدريب العسكري‪،‬‬ ‫تلقت هناك دروساً «توعوية» كانت‬ ‫تويص بأنه ال ينبغي أن تضع املرأة‬ ‫املكياج وعليها أن تنىس مفاهيم‬ ‫الحركات النسوية الغربية‪ ،‬وتقول‬ ‫باالين إن واحدة من القياديات كشفت‬ ‫عن صدرها خالل محارضة توعوية‬ ‫لتقول للمشاركات بأنه ال ينبغي لهن‬ ‫أن يخجلن من أجسادهن‪.‬‬ ‫وجاء يف تقرير جريدة تاميز‪ ،‬أن باالين‬ ‫مل تكن تعجبها مجموعة من قوانني‬ ‫وتوجيهات تلك القوات‪ ،‬ومنها منع‬ ‫ارتباط النساء بعالقات مع زمالئهن من‬ ‫الرجال‪ ،‬وإجبارهن عىل ارتداء مالبس‬ ‫تدل عىل الخشونة دامئاً‪ ،‬ومنعهن حتى‬ ‫من تفريش أسنانهن يف حضور الرجال‪،‬‬ ‫وكانت املقاتالت عىل العكس من‬ ‫املقاتلني‪ُ ،‬ينعن من استخدام الهواتف‬ ‫النقالة وشبكات التواصل االجتامعي‪،‬‬ ‫هذه التعاليم مبجملها جعلت جوانا‬ ‫باالين تختار العودة إىل الدامنارك‪.‬‬ ‫لكن هجوم داعش عىل سنجار‪ ،‬جعلها‬ ‫تعود ثانية‪ ،‬لتربز بعد ذلك كقناصة يف‬ ‫معركة كوباين‪ ،‬وتقول «مل أكن أتوقع‬ ‫الخروج من معركة كوباين حية‪ ،‬كنت‬ ‫الناجية الوحيدة من بني مقاتالت‬ ‫وحديت»‪.‬‬ ‫بعد تلك املعركة‪ ،‬عادت باالين إىل‬

‫كوبنهاغن مرة أخرى‪ ،‬وتحدثت عن‬ ‫املعركة خالل مقابلة تلفزيونية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي أغضب عائلتها‪ ،‬وكان والدها قد‬ ‫أبلغ عنها الرشطة عند عودتها األوىل‬ ‫أيضاً‪.‬‬ ‫وعادت باالين إىل سوريا مرة أخرى‬ ‫عندما كانت يف الثانية والعرشين‪،‬‬ ‫وهذه املرة كانت تقوم بتدريب‬ ‫املقاتالت‪ ،‬ومن بينهن اإلزيديات‪ .‬لكن‬ ‫وحدات حامية املرأة طلبت حينها من‬ ‫الفتاة الكوردية تكريس كل حياتها‬ ‫للقضية‪ ،‬فرفضت باالين ذلك واتجهت‬ ‫إىل قوات البيشمركة‪.‬‬ ‫وكشفت باالين عن أنها يف فرتيت‬ ‫الحرب والسلم‪ ،‬يف الدمنارك ويف سوريا‪،‬‬ ‫تعرضت ملحاوالت من جانب الرجال‬ ‫الستغالل شبابها واملخاطر التي تهدد‬ ‫حياتها‪ ،‬ومنها قيام مقاتل باصطحابها‬ ‫إىل بيت رجل طلب مامرسة الجنس‬ ‫معها‪ ،‬وهذا الرجل فتح له ملف تحقيق‬ ‫من قبل جهاز االستخبارات الدمناريك‪،‬‬ ‫بتهمة الترصف غري الالئق مع العديد‬ ‫من النساء‪.‬‬ ‫تبلغ جوانا باالين ‪ 25‬عاماً اآلن‪ ،‬وهي‬ ‫تقبع منذ أكرث من ستة أسابيع يف‬ ‫السجون الدمناركية‪ ،‬ومازالت تعيش‬ ‫أجواء الحرب «أحن إىل ميادين القتال‪،‬‬ ‫الجزء املقاتل مني يريد أن أكون هناك‬ ‫دامئاً»‪ ،‬وهي حزينة عىل حرمانها من‬ ‫املشاركة يف معركة تحرير الرقة‪ ،‬وتحلم‬ ‫بتشكيل جيش عاملي للنساء‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪24‬‬

‫سباق الكورد للسالم أيصطدم بحرب مفروضة؟‬

‫جغرافية الحرب يف املنطقة‬ ‫خالل االعوام السبعني االخرية‬ ‫تغريت ما بني ‪ 1948‬اىل ‪ 1980‬التي‬ ‫شهدت دخول العب مؤثر وجديد‬ ‫وهي ارسائيل‪ ،‬االمر الذي ولد حروب‬

‫‪ 1967 ،1956 ،1948‬و‪ ،1973‬وبعد‬ ‫اتفاق «كامب ديفيد» يف ‪1979‬‬ ‫انتقلت رقعة الحرب صوب منطقة‬ ‫الخليج‪ ،‬ومن ‪ 1980‬شهدت هذه‬ ‫البقعة ثالثة حروب مدمرة‪ ،‬وبرز‬

‫اقتتال عنيف بالوكالة بحجج رصاعات‬ ‫داخلية وطائفية وقومية ونزاع عىل‬ ‫الحدود‪ ،‬وبقمة مشاكل املنطقة َق ِد َم‬ ‫ارهابيون من ‪ 80‬دولة لتكملة عقد‬ ‫سلسلة املشاكل يف هذه الساحة التي‬

‫علي حسني فيلي‬

‫ما برحت ورائحة الدم تفوح منها‪.‬‬ ‫النظرة العامة اىل املنطقة تطغى‬ ‫عليها الطابع االمني عىل السيايس‬ ‫واالجتامعي‪ ،‬فتلك الحروب كل منها‬ ‫كانت بنتيجة‪ ،‬وعرفت دوما تغيريات‬

‫بالتحالفات والحلفاء‪ ،‬وانتجت‬ ‫توسعات قومية ومذهبية بجانب‬ ‫اجندات خارجية‪ ،‬وكانت بذلك ارضا‬ ‫خصبة الشتعال حرب ال حاجة لها‬ ‫لرشارة‪ ،‬ومن هذه الزاوية تعكزت‬

‫دول عظمى عىل هذه املنطقة لتصفية‬ ‫الحسابات وجعلتها ساحة لالختبار‪.‬‬ ‫الكورد وسط هذه الرصاعات‪ ،‬مل‬ ‫تكن لديهم املساحة ان يدفعوا‬ ‫نفسهم بعيداً عن هذه الخالفات‬ ‫والحروب‪ ،‬فهم مثال مل يشاركوا‬ ‫بحروب الوكالة‪ ،‬لكنهم اجربوا عىل‬ ‫قتال دفاعي‪ ،‬كون الدول العظمى‬ ‫وامرباطورياتها منذ القدم انتخبت‬ ‫بعناية حروبها االقتصادية والسياسية‬ ‫إلنجاح اهدافها‪ ،‬وليس ببعيد اظهروا‬ ‫كيفية تعاملهم مع متطلبات الكورد‪،‬‬ ‫بطريقتهم الخاصة واملعتادة لحل‬ ‫املشاكل بفرض الحرب‪.‬‬ ‫عدا ذلك ان العراق نفسه كحكومة‬ ‫اتحادية‪ ،‬فان الحديث عن قرن من‬ ‫الحرب وسوء العالقات بني الكورد‬ ‫وجريانهم والذي يطغى عىل الحديث‬ ‫عن العالقات املعقدة واملستقبل‬ ‫املجهول والكثري من االسباب كاالرتفاع‬ ‫واالنخفاض يف دوره ليس بسيطا‬ ‫وممتعا‪ .‬ان نجاح سياسة الكورد‬ ‫بحاجة اىل العديد من االشياء ومنها‬ ‫االعرتاف بحقوقهم الذي ال يوجد يف‬ ‫اجنداتهم وحتى امكاناتهم لتحقيقه‪،‬‬ ‫لكن الكورد متكنوا يف ‪ 1991‬من انتزاع‬ ‫ايجابية من رحم النزاع بتشكيل‬ ‫ادارة شبه ذاتية ولدت ادارة اقليم‬ ‫كوردستان الحايل‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان من بني اكرث من‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪26‬‬ ‫‪ 200‬دولة هناك ربعها لها عالقات‬ ‫مؤسساتية وجيدة مع قضية الشعب‬ ‫الكوردي ولكن عدد الدول التي عدا‬ ‫عن عالقاتها االنسانية واالقتصادية‬ ‫والثقافية والربوتوكولية لو رصحوا‬ ‫مبنارصة استقالل كوردستان فان االمر‬ ‫ليس مدعاة للرسور‪.‬‬ ‫التقاتل موضوع قد يحدث يف اية‬ ‫زاوية من زوايا العامل‪ ،‬بالفكر اللني‬ ‫او مبلقط االقتصاد او بنار املذهبية‪،‬‬ ‫او حتى بحقد العنرصية القومية او‬ ‫بقوة السالح‪ .‬ان تغيري الجغرافيا‬ ‫السياسية ليس سهال‪ ،‬فايران وتركيا‬ ‫الجارين الكبريين للعراق‪ ،‬لن يقبال‬ ‫بتغيري يف الجغرافيا السياسية يف‬ ‫املنطقة مبا يلحق الرضر بهام‪ .‬الكورد‬ ‫وحدهم عليهم التخيل عن املطالب‬ ‫التي تغضب هاتني الدولتني‪ .‬ويف ظل‬ ‫هذا التصلب‪ ،‬الحكومة العراقية ال‬ ‫مشكلة لديها ان تعيش وسط املشكلة‬ ‫وليست راضية بالوضع وواقع الحال‬ ‫يف اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫ان اطروحة وحدة العامل االسالمي بعد‬ ‫كل تلك السنوات‪ ،‬عدا عن التهديدات‬ ‫العسكرية والتقاتل الدموي‪ ،‬مل يكن‬ ‫لها اي حل اخر‪ .‬الدول التي تنصح‬ ‫الكورد استطاعت فرض نفوذها‬ ‫الفكري وهيمنتها العسكرية عىل‬ ‫معظم املنطقة ولكنهم مل يستطيعوا‬

‫تخليص اوضاع حياتهم ومعيشتهم من‬ ‫الدمار الثقايف واالقتصادي والسيايس‪.‬‬ ‫فاذا اجريت مقارنة بشأن نسبة‬ ‫اليأس من السلطة‪ ،‬فان ذلك النوع‬ ‫من البلدان ليست امنوذجا ناجحا‬ ‫للدميقراطية والسعادة ليك يتمسك‬ ‫بها الكورد‪.‬‬ ‫كل االحداث تشري اىل ان هناك حرباً‬ ‫جديدة واسعة االفاق!‪ ،‬ومن اجل‬ ‫خلق الذريعة لتلك للحروب العاملية‬ ‫املاضية يف القرن املايض ظهرت الكثري‬ ‫من االلقاب واملسميات‪ ،‬ومن ثم ومن‬ ‫اجل منع الحديث عن التصادم بني‬ ‫االديان برز مقرتح حوار الحضارات‬ ‫ولكن كلها مل متهد االرضية للسالم يف‬ ‫العامل‪ .‬فان متبعي االديان التي لها‬ ‫اله واحد سيكررون تجربة الحرب‬ ‫باالعتامد عىل الدين‪ .‬فاليهودية مل‬ ‫تسامح املسيحية التي احتلت مكانها‪.‬‬ ‫واملسيحية واليهودية لن تسامح‬ ‫االسالم الذي اقتطع جزءا من حصتهم‪.‬‬ ‫يف هذه املنطقة‪ ،‬يف املنظور القومي‬ ‫فان كمية الحقد الذي يكنه الفرس‬ ‫والرتك للعرب اقل مام ميكن تخيله من‬ ‫الحقد تجاه الكورد‪ .‬فاالمرباطوريتان‬ ‫االيرانية والرتكية وعىل الرغم من‬ ‫ان جميع القوى العظمى يف العامل‬ ‫تكونت بعد انهيارهام اال ان القضاء‬ ‫عليهام وتقطيع اوصالهام متت‬ ‫مبشاركة مبارشة من العرب وباقي‬ ‫الشعوب االسالمية‪.‬‬ ‫واليوم فان القوى العظمى يف املنطقة‪،‬‬

‫تركيا وايران ليستا حليفني سرتاتيجيتني‬ ‫لبعضهام بقدر ما هام سببان وخصوصا‬ ‫يف عدد من امللفات مثل القضية‬ ‫الكوردية وباقي الشعوب‪ .‬ومبعناه‬ ‫التاريخي‪ ،‬العرب ال يكرهون الكورد‬ ‫بقدر ما يفعله الرتك والفرس‪ .‬فهم‬ ‫من اسقطوا االمرباطورية االسالمية‬ ‫العربية واصبحوا ورثتها وليس الكورد‪.‬‬ ‫فاين هي املشكلة املتعلقة بالكورد؟‬ ‫ومن املنظور االيديولوجي الديني‬ ‫كسالح مؤثر‪ ،‬ال يخفي كل من العرب‬ ‫والرتك والفرس رغبتهم بقيادة العامل‬ ‫االسالمي‪ ،‬فكل واحد منهم ليس‬ ‫راضيا بحجمه الحايل من ناحية املكانة‬ ‫والسلطة ومساحة االرايض‪ .‬ومن هذا‬ ‫املنظار من غري املؤمل ان يغريوا شيئا‬ ‫من سياستهم الحالية تجاه الكورد‬ ‫وشعوب املنطقة‪ .‬ومل يولد جيل‬ ‫داخل هذه االمم يقوم باالعرتاف‬ ‫بإخطاء املايض والكوارث التي حلت‬ ‫بالشعوب املستضعفة‪.‬‬ ‫منذ زمن طويل يشكل النرص‬ ‫عىل الكورد الحرب الوحيدة التي‬ ‫يستطيعون التفاخر بها! فلم‬ ‫يستطيعوا يف اية حرب اخرى ان‬ ‫ينفذوا اجندة استعادة هيبتهم‬ ‫وتوسيع حدود سلطاتهم‪ .‬وحتى انهم‬ ‫فاشلون يف توفري السلم واالستقرار‪.‬‬ ‫يف ظل العنف يلجأون اىل الحرب‪.‬‬ ‫تفاخرهم يف مدى تأثري اسلحتهم‬ ‫الفتاكة ال معيار حب الشعوب‪.‬‬ ‫هنا يربز السؤال االيت؛ ما الذي ميكن‬

‫فعله ازاء مثل هذه العقليات؟ هل‬ ‫من الجائز ان يبقى مصري الكورد‬ ‫وقرارهم وسيادة اراضيهم وثرواتهم‬ ‫رهنا بيد اناس اخرين ليك يحصلوا‬ ‫عىل اصدقاء جدد وال يقولوا بان‬ ‫الجبال وحدها هي صديقهم الوحيد‪.‬‬ ‫وبحسب واقع الحال‪ ،‬فان اقليم‬ ‫كوردستان محارص باألرايض الربية‬ ‫ومن زاوية استرياد البضائع والسلع‬ ‫والعالقات االقتصادية واالمن القومي‬ ‫مرتبط بدول الجوار‪ ،‬وخصوصا ايران‬ ‫وتركيا‪ .‬ومبالحظة ان عالقات اقليم‬ ‫كوردستان مع العامل الخارجي ليست‬ ‫مستقلة‪ ،‬فانه قلق يف اصدار قرار‬ ‫االستقالل ومتعب من اصدار قراراته‪.‬‬ ‫مجرب عىل التغايض عن السياسات‬ ‫التي تعد من وجهة نظر هذه الدول‬ ‫سببا للتوتر وعدم االستقرار‪ .‬ومن‬ ‫اجل تحسني استمرار تلك العالقات‬ ‫سعى الغالق باب الحروب‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس هناك اي ضامن لحسم املشكالت‬ ‫باتباع تلك السياسات‪ .‬ووفقا للمنطق‬ ‫فانه يجب ان تكون حليف جهة تثبت‬ ‫لك صفاء النية‪.‬‬ ‫ايران دولة فيها مشكلة كوردية‬ ‫وعوضا عن عالج جروحهم تسببت‬ ‫لهم بجروح وامراض اخرى‪ .‬تركيا‬ ‫االمر نفسه‪ .‬ومن هذه الزاوية عىل‬ ‫الرغم من اننا جريان دامئيون ولكن‬ ‫وبحسب عقليتهم الحالية‪ ،‬ال ميكن‬ ‫عدهام حليفني يوثق بهام عند الكورد‪.‬‬ ‫االختالف يف السياسة واملصالح وحتى‬

‫املذهب والثقافة تجعل من تقارب‬ ‫الكورد مع احدهام سببا لالحتجاج‬ ‫وعدم الرضا من الجانب االخر وهذه‬ ‫مشكلة ابدية‪.‬‬ ‫اذا اراد الكورد التخلص من نفوذ‬ ‫التوسع لدى بلدان املنطقة‪ ،‬يتوجب‬ ‫عليه االبتعاد عن الحرب املرتقبة‪ .‬ان‬ ‫مساعدة ومساندة القوى العظمى‬ ‫الجتياز االزمات امر مؤثر‪ ،‬اذا اردت‬ ‫التخلص من جينوسايد الحكام يف‬ ‫بلدان املنطقة فان دعم الدول التي‬ ‫ليست لها مشكلة كوردية امر مؤثر‪.‬‬ ‫ان جوهر الحديث هو ان الثورات‬ ‫كانت مظهرا لعدم االستسالم‪ ،‬واالن‬ ‫فان االبتعاد عن الحرب املتوقعة‬

‫اقليم كوردستان‬ ‫محاصر باألراضي البرية‬ ‫ومن زاوية استيراد‬ ‫البضائع والسلع‬ ‫والعالقات االقتصادية‬ ‫واالمن القومي مرتبط‬ ‫بدول الجوار‪ ،‬وخصوصا‬ ‫ايران وتركيا‪.‬‬

‫مظهر لكامل االسرتاتيجية والفهم‬ ‫السيايس ملصالح الكورد‪.‬‬ ‫مل تعاقب هذه القومية بسبب خرق‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬املساواة بني املكونات‬ ‫الدينية والقومية‪ ،‬بسبب االختالف يف‬ ‫االفكار السياسية‪ ،‬بسبب الالدينية‬ ‫وعادة دين االغلبية املسيطرة! اقليم‬ ‫كوردستان يظهر عليه اثار عداوتهم‬ ‫له‪ .‬وبحسب حاجته الحقيقية يتوجب‬ ‫يف البداية ان يهتم بالصداقة مع دول‬ ‫املنطقة‪ .‬ان قدوم القوات االمريكية‬ ‫اىل املنطقة مل يكن بقبول او طلب‬ ‫كوردي‪ .‬فاذا كان التفكري واقعيا‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع الكورد ان مينحوا التعهدات‬ ‫بدال من امريكا وحلفائها بانه ليس‬ ‫هناك يشء يف االفق‪.‬‬ ‫بالتحليل السيايس فان اصدقاء الكورد‬ ‫يف املرحلة الحالية هم نفسهم اسباب‬ ‫اشعال نار الحرب املستقبلية‪ .‬ان‬ ‫حسن العالقات مع دول الجوار يبعد‬ ‫الكورد عن التهديدات‪ .‬اذا استطاع‬ ‫التوافق مع بلد ما فلامذا ال يستطيع‬ ‫التوافق مع الجميع‪ .‬عىل الرغم من انه‬ ‫ليس رضوريا التفكري يف ارضاء جميع‬ ‫االطراف ألنه يشء غري ممكن‪ .‬فان‬ ‫منطقة من دون حرب ال تحتوي عىل‬ ‫الحياة فان مدة السالم فيها قصرية‪.‬‬ ‫فاذا اندلعت الحرب من جديد فان‬ ‫من واجب الكورد يتلخص يف اثبات‬ ‫والدفاع عن فكرة انه ليس لديه اي‬ ‫برنامج لالشرتاك يف تلك الحرب‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪28‬‬

‫اكتشف كريستوف كوملبوس‬ ‫( مغامر بحري ) القارتني‬ ‫االمريكيتيني وملا تقرر العيش فيها‬ ‫بدأت البرشية بأرسال السجناء ذات‬ ‫املحكوميات املرتاكمة ذوي املائة سنة‬ ‫واكرث جاءت بهم قوة صارمة سمي‬ ‫رئيسها بالرشيف النه القادمني جميعآ‬ ‫مجرمني وملا نزلوا الرب طبعآ السواحل‬ ‫الرشقية كانت الواجهة خمسة‬ ‫كيلومرتات و العرض يحدد حسب‬ ‫قدرة النزيل عىل الركض فصارت له‬ ‫امللكية عىل تلك البقعة ثم تطورت‬ ‫االمور فجاء اليها اصحاب الخربة و‬ ‫املضطهدين السياسني فبنيت االمور‬ ‫عىل ( سال نو و دال نو ) فنشأت‬ ‫املجتمعات يف االرض سميت بالجنة‬ ‫الجديدة وهكذا اىل ان صارت دول و‬ ‫اتحدت لتقود اليوم كل العامل منفردة ‪.‬‬ ‫نفذت التجربة عىل العراق بعد ‪2003‬‬ ‫فقد اطلق رساح ما يقارب الخمسني‬ ‫الف سجني يف نظرية تبيض السجون‬ ‫كلهم محكومني اال ما ندر ولكنهم هنا‬ ‫بدؤا مبنضدة كتب عليها قاتل لاليجار‬

‫حدث ونحن نيام‬ ‫صالح مندالوي‬

‫بحيث صار قتل الرجل حسب تسعرية‬ ‫استنادآ المكاناته العشائرية واملالية‬ ‫وزاد يف الطني بلة مجئ عتات القتلة‬ ‫من باقي دول العامل مشفوعني بعقلية‬ ‫دينية تسعى العادة امجاد املايض ‪.‬‬ ‫وعصيت الجرائم عىل القوة الغازية‬ ‫الجبارة وتركنا لقدرنا فتحول النفوذ‬ ‫من زقاق اىل شارع ودخلوا عامل‬ ‫التجارة فصارت الفوىض عارمة درجة‬ ‫ال تجدي معها كل الوسائل ذلك ان‬ ‫القادمني مسندين بدول و كومبيوترات‬

‫وارتبطوا باملافيات الدولية مام جعل‬ ‫الناس يفكرون باعادة التوتاليتارية (‬ ‫حكم الفرد ) فصارت االنسانية كلها‬ ‫مهددة بحيث صارت البرشية متتنع‬ ‫عن قبول البرش االيت من هذه املناطق‬ ‫حتى وان كانوا مظلومني ولوال الحاجة‬ ‫اىل هذه البلدان كمصدر للمواد االولية‬ ‫و الطاقة و من ثم سوقآ لترصيف‬ ‫البضاعة الحكم السجن حولنا وهكذا‬ ‫صارت االمور لالمريكيتني واسرتاليا‬ ‫وكندا بحيث صارت معارك اشبه‬

‫بالجبهة العسكرية للقتال جامهري‬ ‫تزحف للهجرة وجيش يحارب‬ ‫بالغازات وتتطور اىل بناء االسوار‬ ‫االلكرتونية والكهربائية ‪.‬‬ ‫فالذي نعيشه يف العراق منوذج ملا تعاين‬ ‫منها البرشية فبمجرد اكتشاف جرمية‬ ‫تظهر االخرى ولرمبا اتعس عندنا الناس‬ ‫يفكرون بالحكومات البالغة بالعنف‬ ‫واالستبداد وتوقف االعالن عن انتقاد‬ ‫النازية و الفاشية والدكتاتورية ال بل‬ ‫يدعو البعض رصاحة اىل اعادتها ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬

‫اذا صمت سنوات طويلة عن‬ ‫الكالم ومل يشفع لك ذلك ومل‬ ‫ينرب احد للدفاع عنك‪ ،‬ومل تستطع‬ ‫جمع مستمعني اكرث ملشكالتك‪ ،‬فمن‬ ‫حقك ان تراجع نفسك عىل الرغم‬ ‫من ان سكوتك يف بعض االحيان امر‬ ‫طبيعي ولكن متى واين وكم؟‬ ‫يقول العلامء ان االنسان متر يف ذهنه‬ ‫بشكل يومي من ‪ 30‬اىل ‪ 90‬الف‬ ‫فكرة سواء اكانت ايجابية او سلبية‪.‬‬ ‫وليس من الواضح متى تنقطع‬

‫سلسلة صمت الفيليني الن الصمت‬ ‫والتقصري وعدم املتابعة واملراجعة‬ ‫ليست حلوال لهذه القضية‪ ،‬ان مل‬ ‫تظهر اشياء ايجابية بشأن ملفهم‪.‬‬ ‫هناك سبيل اخر‪ .‬كمثال؛ يف ملف‬ ‫استعادة املستحقات املالية لفالحي‬ ‫اقليم كوردستان اذ تطالب اربيل‬ ‫بغداد منذ سنوات بان تسلم‬ ‫الفالحني يف االقليم اموالهم ولكن‬ ‫هذه الطلبات مل تكن لها اي نتيجة‪،‬‬ ‫ويف املقابل ان ما استطاع القيام به‬

‫الفيليون ومام فارس‬ ‫سندس مريزا‬

‫شخص باسم (مام فارس = العم‬ ‫فارس) واصدقاؤه بشأن حصتهم‬ ‫القانونية والدستورية مل يكن مبقدور‬ ‫جميع الكتل الكوردستانية يف مجلس‬ ‫النواب العراق القيام به!! الحديث‬ ‫هنا يدور حول كسب دعوى قدمها‬ ‫الفالحون الكورد باسم مام فارس‬ ‫ومحاميان متطوعان سجلوها ضد‬ ‫الحكومة العراقية‪ ،‬وبعد ‪ 9‬اشهر‬ ‫حسمت محكمة بداءة الرصافة‬ ‫ببغداد القضية لصالح الفالحني‬ ‫الكورد والزمت الحكومة العراقية‬ ‫بدفع ‪ 555‬مليار دينار عن قيمة‬ ‫القمح املستلم يف سنوات (‪2014‬‬ ‫و‪ 2015‬و‪ )2016‬من الفالحني الكورد‬ ‫وتعويضهم عن التأخري يف دفع‬ ‫مستحقاتهم!!‬ ‫يف هذه البالد كانت اسرتاحة الحكومة‬ ‫العراقية يف قتل الكورد توقفا تكتيكا‬ ‫وليس سرتاتيجية؛ فوعودهم ليست‬ ‫من النوع الذي يبعث عىل التفاؤل‪.‬‬ ‫اما بالنسبة للمدانني يف قضية الكورد‬ ‫الفيليني مل يكن الحديث عن مدى‬ ‫صحة قتل قواعد اللغة التي يتحدث‬ ‫بها الكورد الفيليون وال قتلهم‪ ،‬فهذه‬ ‫الجرائم كانت جزءا من اولوياتهم‬ ‫واجنداتهم‪ .‬فمرحلة انطالق مسح‬ ‫اثار هذا املكون واضح وضوح‬ ‫الشمس يف رابعة النهار ولكن نهاياته‬ ‫مجهولة‪.‬‬ ‫بعد اسقاط البعث كان الكورد‬ ‫عموما والفيليني خصوصا يطلبون‬ ‫عىل الدوام ان يصمتوا ويسكتوا عن‬ ‫املايض؛ والصمت االختياري يعني‬

‫منح فرصة وجرأة اكرب للمجرمني‬ ‫بارتكاب جرائم اكرب قبالة صمت‬ ‫هذه القومية عام جرى عليها خالل‬ ‫مائة عام‪.‬‬ ‫لقد اعتاد العراقيون عىل الصمت‬ ‫والسكوت املوحش القاتل ازاء‬ ‫الجرائم واملشكالت السياسية التي‬ ‫غطت سامء هذه البالد بأجمعها‬ ‫وبعد سقوط البعث تعرفوا عىل‬ ‫ظاهرة الصمت االنتخايب ملدة ‪24‬‬ ‫ساعة التي اعتدنا عليها قبل اجراء‬ ‫االنتخابات يف كل موسم انتخايب‪.‬‬ ‫فمن الطبيعي بعد املآيس والكوارث‬ ‫ان تكون هناك دورة اخرى من‬ ‫الصمت عىل اثار الجرائم‪ ،‬كأن‬ ‫صمتهم نظم بقانون‪ ،‬والكورد بصورة‬ ‫عامة والفيليني خاصة وبسبب‬ ‫(سذاجتهم) بشأن استعادة حقوقهم‪،‬‬ ‫ال يستطيعون االنتقال اىل مرحلة‬ ‫االستكانة والراحة! وهذا الصمت‬ ‫التطوعي ازاء التقصري الحكومي‪،‬‬ ‫منعهم من االتيان اية حركة‪.‬‬ ‫ان املايض الذي تم اجتيازه ليس‬ ‫فقط مل يساعد يف حل املشكلة؛ بل‬ ‫ان الرضر الذي تسبب به اكرب من‬ ‫كل سنوات الترشد والبعد عن الوطن‬ ‫الذي عاىن منه الفيليون‪.‬‬ ‫ليس عدال وغري مقبول ان يتم حرق‬ ‫تاريخ شعب اما بسبب خالف سيايس‬ ‫واختالف قومي وان يتم حرمانه‬ ‫من حياته‪ .‬تلك الثقافة العرجاء‬ ‫بحاجة اىل اناس كـ(مام فارس) ولكن‬ ‫لالسف بني الفيليني ليس هناك حتى‬ ‫محامون متطوعون!!‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬

‫الكورد الفيلية بصيص امل من قرارات‬ ‫منصفة اطفأه التلكؤ في تنفيذها‬ ‫االتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي‬

‫بمناسبة االحتفال‬ ‫بذكرى تبني‬ ‫الجمعية العمومية‬ ‫لألمم املتحدة‬ ‫لإلعالن الدولي‬ ‫لحقوق االنسان يف‬ ‫‪ 1948/12/10‬وذكرى‬ ‫صدور العديد من‬ ‫القرارات املنصفة‬ ‫بحق الكرد الفيلية‬ ‫عن السلطات‬ ‫القضائية والتنفيذية‬ ‫والتشريعية العراقية‪،‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫ال نريد ان نعيد اىل االذهان‬ ‫العطاء السخي الذي قدمه الكرد‬ ‫الفيلية للمجتمع العراقي يف مختلف‬ ‫املجاالت السياسية واالقتصادية‬ ‫والعلمية واالدبية والرياضية وغريها‪،‬‬ ‫عطاء يشهد لهم به الجميع‪،‬‬ ‫وال نريد ان نكرر ما تعرض له الكرد‬ ‫الفيلية من اضطهاد ومالحقة ومظامل‬ ‫متكررة منذ تأسيس دولة العراق‬ ‫وصدور قانون الجنسية رقم ‪ 42‬لسنة‬ ‫‪ ،1924‬خاصة عام ‪( 1937‬حيث جرى‬ ‫اول تهجري قرسي جامعي للكرد الفيلية)‬ ‫واعوام ‪ 1972-1969‬و‪،1990-1980‬‬ ‫اضافة اىل اإلبعاد بشكل فردي وبشكل‬ ‫مجموعات ألسباب سياسية‪،‬‬ ‫بل نريد ان ُن َذ ِك َر بان قرارات عديدة قد‬ ‫صدرت بعد سقوط النظام الدكتاتوري‬ ‫الفردي عام ‪ 2003‬عن مجلس الحكم‬ ‫االنتقايل لرفع جزء من الغنب عن الكرد‬ ‫الفيلية‪ .‬وصدر منذ عام ‪ 2010‬العديد‬ ‫من القرارات التي اعطت بصيص امل‬ ‫للكرد الفيلية بان املظامل الكربى التي‬ ‫تعرضوا لها ونتائجها واثارها سرتفع‬ ‫عنهم قريبا وسيستعيدون حقوقهم‬ ‫املصادرة ويتم تعويضهم ماديا ومعنويا‬ ‫ويصبحون مواطنني كبقية العراقيني‬ ‫دون متييز وتهديد‪ .‬رغم ان هذه‬ ‫القرارات منصفة اال انها ال ميكن ان‬ ‫تعوضهم عن املصائب واملعاناة التي‬ ‫تعرضوا لها وال زالوا بفقدان اكرث من‬

‫اإلنسان انذاك لم‬ ‫يكن قادراً على تخيل‬ ‫إله ًا واحداً يستطيع‬ ‫القيام بكل شيء‪ .‬إذن‬ ‫المقدس هو السند‬ ‫الالعقالني للعقل‬ ‫إذ يلتقيان في وحدة‬ ‫متناقضات تتمثل‬ ‫بطبيعة اإلنسان‬ ‫الفطرية‪.‬‬ ‫‪ 22,000‬من فلذات اكبادهم واحبتهم‬ ‫الذين احتجزهم النظام السابق‬ ‫وغيبهم قرسا دون محاكمة حتى ولو‬ ‫صورية ودون ذنب ارتكبوه سوى‬ ‫كونهم كرد فيلية ومواطنني عراقيني‬ ‫مساملني ومتقدمني يف مجاالت عملهم‬ ‫ونشاطاتهم ومعطاءين للعراق وشعبه‪،‬‬ ‫وال ميكن ان تعوض املبعدين قرسا‬ ‫الذين بلغ عددهم ‪ 600,000‬عراقي من‬ ‫حملة الجنسية العراقية اعوام ‪-1980‬‬ ‫‪ 1990‬حسب االحصائيات املتوفرة‬ ‫(التي اكد وجودها االستاذ عبد القادر‬ ‫الحمداين‪ ،‬املدعي العام يف قضية قتل‬ ‫وتهجري الكرد الفيليني) وقبلها املبعدين‬ ‫اعوام ‪.1972-1969‬‬ ‫نذكر من بني اهم هذه القرارات ما ييل‪:‬‬ ‫حكم املحكمة الجنائية العراقية العليا‬

‫املؤرخ يف ‪ 2010/11/29‬يف قضية (قتل‬ ‫وتهجري الكرد الفيليني) الذي عدَّ ما حل‬ ‫بالكرد الفيلية جرمية ابادة جامعية‬ ‫وجرائم ضد االنسانية‪ .‬ومصادقة‬ ‫محكمة التمييز عىل هذا الحكم‪.‬‬ ‫قرار مجلس الوزراء العراقي املرقم ‪426‬‬ ‫الصادر بتاريخ ‪ 2010/12/8‬املتعلق‬ ‫برفع جميع االثار السلبية عن الكرد‬ ‫الفيلية وتشكيل لجنة ملتابعة تنفيذ‬ ‫هذا القرار‪.‬‬ ‫قرار مجلس النواب العراقي الذي اتخذ‬ ‫باإلجامع يف ‪ 2011/8/1‬والذي عدّ ما‬ ‫حل بالكرد الفيلية جرمية ابادة جامعية‬ ‫بكل معنى الكلمة‪ .‬ومصادقة رئاسة‬ ‫الجمهورية عىل القرار‪.‬‬ ‫قرار مجلس القضاء االعىل املرقم ‪/1029‬‬ ‫مكتب‪ 2017/‬املؤرخ يف ‪2017/12/7‬‬ ‫بتشكيل لجنة قضائية لإلرشاف واملتابعة‬ ‫عىل اعادة جميع الحقوق القانونية‬ ‫للمكون الفييل‪.‬‬ ‫يرتتب عىل هذا الحكم وترتتب عىل‬ ‫هذه القرارات تبعات سياسية‪-‬انسانية‬ ‫(عىل راسها رد االعتبار للمكون الكردي‬ ‫الفييل‪ ،‬والكشف عن مصري املحجوزين‬ ‫املغيبني قرسا وكيفية تصفيتهم ومكان‬ ‫رفاتهم‪ ،‬واعطاء الكرد الفيلية متثيال‬ ‫عادال يف مجلس النواب ومجالس‬ ‫املحافظات يتناسب مع عددهم)‬ ‫ونتائج ادارية (متشية معامالتهم يف‬ ‫استعادة جنسيتهم العراقية املسقطة‬

‫عنهم وممتلكاتهم املصادرة وغري ذلك)‬ ‫ونتائج مالية (تعويض ذوي شهدائهم‬ ‫ومنح املستحقني رواتبهم التقاعدية‬ ‫وتعويضهم عن املمتلكات املنقولة وغري‬ ‫املنقولة املصادرة (التي اخذتها منهم‬ ‫الدولة عنوة وتعسفا‪ ،‬اي رسقتها منهم)‪،‬‬ ‫اي تعويضهم عن كل االرضار التي‬ ‫تعرضوا لها زمن النظام السابق)‪ .‬لذا‬ ‫يجب عىل دولة العراق بكل سلطاتها‬ ‫ان تلتزم بهذه القرارات وتنفذها كاملة‬ ‫الن هذه القرارات مل تصدر يك تبقى‬ ‫حربا عىل ورق او من اجل ذر الرماد يف‬ ‫العيون‪.‬‬ ‫لقد رحب الكرد الفيلية بصدور هذه‬ ‫القرارات املنصفة متوقعني ان تزال‬ ‫عنهم تبعات واثار املظامل التي تعرضوا‬ ‫لها عىل يد دولة العراق‪ .‬ولكن ولألسف‬ ‫الشديد اصابتهم خيبة امل صادمة الن‬ ‫هذه القرارات بقيت دون تنفيذ ودون‬ ‫متابعة مام اشعرهم بإجحاف وغنب‬ ‫كبريين وخلق خيبة امل وحرية واسعة‬ ‫وتشاؤم عميق لدى الكرد الفيلية وهم‬ ‫يتساءلون عن اسباب تجميد هذه‬ ‫القرارات وارشفتها يف دواليب الدوائر‬ ‫الرسمية املسؤولة عن تنفيذها لتجمع‬ ‫الغبار وتلتفها الظلامت!‬ ‫لقد انتظر الكرد الفيلية ‪ 38‬عاما بأمل‬ ‫الحصول عىل خرب يقني عن مصري‬ ‫شهدائهم االبرار من املحجوزين املغيبني‬ ‫قرسا (اكرث من اثنني وعرشين الفا) وعن‬

‫الثورة األمريكية التي‬ ‫قادها كوكبه من‬ ‫تالمذة فكر التنوير‬ ‫( جفرسن ‪ ,‬ادامز ‪,‬‬ ‫فرانكلين وغيرهم )‬ ‫قد اسست أول دولة‬ ‫علمانية بالتاريخ‬ ‫فصلت الدين عن‬ ‫السياسة تماما ‪ ,‬وقد‬ ‫كانت االرض ممهدة‬ ‫لذلك‪..‬‬ ‫كيفية تصفيتهم وعن مكان رفاتهم‪ .‬لقد‬ ‫تم الكشف عن عرشات املقابر الجامعية‬ ‫ألرسى الحرب الكويتية والحرب‬ ‫العراقية–االيرانية وضحايا االنتفاضة‬ ‫الشعبانية واالنفال والربزانيني وغريهم‬ ‫ولكن مل يتم لحد االن الكشف عن‬ ‫اية قبور‪ ،‬جامعية او فردية‪ ،‬لشهدائنا‬ ‫االبرار! ملاذا وما هي اسباب ذلك؟ هل‬ ‫هو عدم وجود املؤهالت والكفاءات‬ ‫واملوارد املالية حني يتعلق االمر بضحايا‬ ‫الكرد الفيلية؟ أم هل هو فعل عمد من‬ ‫قبل السلطات العراقية إلخفاء الحقائق‬ ‫عام جرى لهؤالء الضحايا االبرياء؟ اليس‬ ‫يف صفوف عنارص اجهزة النظام السابق‬ ‫رجال ذوو ضامئر ووجدان واصحاب‬ ‫مروءة وجرأة يك يكشفوا املخفي من‬ ‫معلومات عن مصري محجوزينا املغيبني؟‬

‫علام بان الكثري من هؤالء العنارص قد‬ ‫متت اعادتهم اىل الخدمة يف مختلف‬ ‫اجهزة الدولة (القوات املسلحة واالمن‬ ‫واملخابرات واالستخبارات والرشطة‬ ‫‪..‬الخ) واىل االحزاب املتنفذة‪ .‬لقد صربنا‬ ‫واوشك صربنا عىل النفاذ بعد ‪ 15‬عاما‬ ‫من السقوط‪.‬‬ ‫اننا نسترصخ‪ ،‬بكل قوة وبصوت عالِ ‪،‬‬ ‫ضمري كل انسان رشيف يف السلطة‬ ‫وخارج السلطة‪ ،‬داخل العراق وخارجه‪،‬‬ ‫ان ينرش ما لديه من معلومات حول‬ ‫هؤالء املحجوزين املغيبني قرسا‪،‬‬ ‫مؤكدين للجميع بان الكرد الفيلية‬ ‫ليسوا من طالب االنتقام وال يريدون‬ ‫الثأر او الفصل العشائري بل ان هدفهم‬ ‫هو الحصول عىل معلومات مؤكدة‬ ‫عن ما َّ‬ ‫حل باملحجوزين املغيبني قرسا‬ ‫ومكان رفاتهم ليك يتم دفنهم بكل ما‬ ‫يستحقونه من احرتام وتقدير واجالل‬ ‫واقامة مجالس العزاء لهم لريقدوا يف‬ ‫مثواهم االخري بسالم ولتخف معاناة‬ ‫ذويهم االحياء ولو قليال ولرتتاح ارواح‬ ‫املوىت من ذويهم الذين كانت امنيتهم‬ ‫الوحيدة هي ان يروا فلذات اكبادهم‬ ‫قبل ان يغادروا هذه الحياة الدنيا‪ .‬فهل‬ ‫هناك رجال رشفاء ذوو ضامئر حية‬ ‫واصحاب مرؤة وشجاعة يستجيبون‬ ‫لهذه الرصخة النابعة من صميم‬ ‫القلوب؟‬ ‫البعض من الكرد الفيلية عىل استعداد‬ ‫تام للتنازل عن ممتلكاتهم املنقولة‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬ ‫وغري املنقولة املصادرة وبقية حقوقهم‬ ‫وعن التعويضات التي يستحقونها‬ ‫مقابل الحصول عىل معلومات موثقة‬ ‫من السلطات العراقية ذات العالقة‬ ‫وغريها عن افراد عائالتهم املحجوزين‬ ‫الذين غدر بهم النظام السابق وغيبهم‬ ‫دون أثر‪.‬‬ ‫ومبوجب االعالن الدويل لحقوق‬ ‫االنسان والعهد الدويل للحقوق املدنية‬ ‫والسياسية (الذي اصبح نافذا من ‪23‬‬ ‫آذار‪/‬مارس ‪ )1976‬والعهد الدويل‬ ‫للحقوق االقتصادية واالجتامعية‬ ‫والثقافية (الذي صار نافذ املفعول من‬ ‫‪ 3‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪ )1976‬وغريها من‬ ‫العهود واملواثيق الدولية التي صادق‬ ‫عليها العراق‪ ،‬وحسب حكم املحكمة‬ ‫الجنائية العراقية العليا وقرار مجلس‬ ‫النواب العراقي وقرار مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫فان دولة العراق ملزمة ان تقدم‬ ‫معلومات موثقة عن مصري الكرد الفيلية‬ ‫الذين كانوا محجوزين لديها قرسا‪،‬‬ ‫خاصة وان لديها االالف من الوثائق‬ ‫تتعلق بقضية الكرد الفيلية (والتي اكد‬ ‫وجودها املدعي العام يف «قضية قتل‬ ‫وتهجري الكرد الفيليني» االستاذ عبد‬ ‫القادر الحمداين)‪.‬‬ ‫ان اهامل دولة العراق بسلطاتها‬ ‫وأجهزتها املختلفة تنفيذ هذه القرارات‬ ‫ا ُمللزمة ينم عن عدم رغبتها يف االلتزام‬

‫اإلنسان انذاك لم‬ ‫يكن قادراً على تخيل‬ ‫إله ًا واحداً يستطيع‬ ‫القيام بكل شيء‪ .‬إذن‬ ‫المقدس هو السند‬ ‫الالعقالني للعقل‬ ‫إذ يلتقيان في وحدة‬ ‫متناقضات تتمثل‬ ‫بطبيعة اإلنسان‬ ‫الفطرية‪.‬‬ ‫باملواثيق الدولية التي وقعت عليها‬ ‫وعدم احرتامها لقرارات السلطات‬ ‫والترشيعية‬ ‫القضائية‬ ‫العراقية‬ ‫والتنفيذية الواردة اعاله‪ .‬ويكشف هذا‬ ‫التلكؤ ايضا فقدان االرادة السياسية‬ ‫عند أصحاب القرار والقوى السياسية‬ ‫املتنفذة إلعادة حقوق الكرد الفيلية‬ ‫املصادرة وحامية مصالحهم‪ .‬اما نحن‬ ‫الكرد الفيلية بشكل عام فإننا نجهل‬ ‫أسباب ذلك ويستغرب منها املدافعون‬ ‫عن حقوق االنسان وحقوق املظلومني‪،‬‬ ‫من عراقيني وغري عراقيني‪ ،‬بعد كل‬ ‫العطاء الذي قدمه الكرد الفيلية‬ ‫للمجتمع العراقي يف مختلف املجاالت‬ ‫وبعد كل التضحيات التي قدموها‬ ‫من اجل العراق وشعبه وكل ما عانوه‬ ‫بسبب مواقفهم الوطنية‪.‬‬

‫لذا يطالب الكرد الفيلية دولة العراق‬ ‫بسلطاتها الترشيعية والقضائية‬ ‫والتنفيذية مبا ييل‪:‬‬ ‫تقديم معلومات موثوقة عن مصري‬ ‫شهدائنا املحجوزين املغيبني قرسا‬ ‫وكيفية تصفيتهم ومكان رفاتهم‪.‬‬ ‫شمول جميع الشهداء املحجوزين‬ ‫املغيبني من الكرد الفيلية بقانون‬ ‫مؤسسة الشهداء ومبؤسسة السجناء‬ ‫السياسيني وبالقوانني االخرى وتقديم‬ ‫الرعاية والدعم والتعويضات املادية‬ ‫واملعنوية لذويهم دون تسويف‬ ‫ومامطلة ودون وضع معوقات وفرض‬ ‫رشوط تعجيزية ودن تهديد واهانة من‬ ‫قبل موظفي الدوائر ذات العالقة‪.‬‬ ‫تنفيذ جميع القرارات املدرجة اعاله‬ ‫دون استثناء وعدم تجاهلها كون‬ ‫تنفيذها ُمل ِزم ويقع عىل عاتق دولة‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫االستجابة ملطالب الكرد الفيلية وعدم‬ ‫اهاملها ألنها مطالب مرشوعة وعادلة‬ ‫ومبنية عىل اسس قانونية نافذة‪.‬‬ ‫اصدار مجلس النواب العراقي ترشيعات‬ ‫تلغي القرار الجائر والتعسفي ملجلس‬ ‫قيادة الثورة (املنحل) املرقم ‪666‬‬ ‫واملؤرخ يف ‪ 1980/5/7‬واملنشور يف‬ ‫جريدة الوقائع العراقية رقم ‪2776‬‬ ‫بتاريخ ‪ 1980/5/62‬وكل ما ترتب علية‬ ‫ونتج عنه من قرارات واجراءات‪.‬‬ ‫اصدار مجلس النواب العراقي ترشيعات‬

‫تحرم اسقاط جنسية العراقيني من حملة‬ ‫الجنسية العراقية‪ ،‬ومتنع ابعادهم عن‬ ‫وطنهم العراق‪ ،‬وتحرم مصادرة وثائقهم‬ ‫الثبوتية ومستمسكاتهم الشخصية‬ ‫االخرى وممتلكاتهم املنقولة وغري‬ ‫املنقولة التزاما من دولة العراق باإلعالن‬ ‫الدويل لحقوق االنسان والعهد الدويل‬ ‫للحقوق املدنية والسياسية والعهد‬ ‫الدويل للحقوق االقتصادية واالجتامعية‬ ‫والثقافية وبالرشائع الساموية والقوانني‬ ‫الوضعية الدولية والعراقية‪.‬‬ ‫اصدار مجلس النواب العراقي ترشيعات‬ ‫تعترب توجيه التهديد او اثارة العداء‬ ‫والكراهية (شفهيا او تحريريا) ضد اي‬ ‫مكون عراقي من قبل اي شخص او‬ ‫منظمة او حزب جرمية يعاقب عليها‬ ‫القانون برصامة‪.‬‬ ‫اصدار مجلس النواب العراقي ترشيعات‬ ‫لتعويض جميع املترضرين من النظام‬ ‫الدكتاتوري السابق ماديا ومعنويا وعىل‬ ‫راسهم الكرد الفيلية االكرث ترضرا من‬ ‫النظام السابق‪.‬‬ ‫اعادة املمتلكات غري املنقولة (االمالك)‬ ‫املصادرة تعسفا من الكرد الفيلية اىل‬ ‫اصحابها االصليني من الذين مل تسمح‬ ‫لهم ظروفهم لحد االن مبتابعة اجراءات‬ ‫استعادتها او تعويضهم عنها‪ ،‬وتعويض‬ ‫املمتلكات املنقولة والودائع املرصفية‬ ‫والديون عىل االخرين التي متت‬ ‫وس َل َمت‬ ‫مصادرتها من الكرد الفيلية ُ‬

‫الثورة األمريكية التي‬ ‫قادها كوكبه من‬ ‫تالمذة فكر التنوير‬ ‫( جفرسن ‪ ,‬ادامز ‪,‬‬ ‫فرانكلين وغيرهم )‬ ‫قد اسست أول دولة‬ ‫علمانية بالتاريخ‬ ‫فصلت الدين عن‬ ‫السياسة تماما ‪ ,‬وقد‬ ‫كانت االرض ممهدة‬ ‫لذلك‪..‬‬ ‫وارداتها اىل وزارة املالية يف حينه‪.‬‬ ‫اعادة الجنسية العراقية اىل جميع‬ ‫الكرد الفيلية الذين اسقط عنهم النظام‬ ‫السابق جنسيتهم العراقية كعقوبة‬ ‫جامعية بقراره التعسفي املرقم ‪666‬‬ ‫لسنة ‪ ،1980‬دون فرض رشوط تعجيزية‬ ‫ومعوقات‪ ،‬اما من قبل دوائر الجنسية‬ ‫داخل العراق او من قبل السفارات‬ ‫العراقية يف الدول التي يتواجد فيها‬ ‫العراقيون املسقطة عنهم جنسيتهم‬ ‫العراقية والذين ال يستطيعون السفر‬ ‫اىل العراق ألسباب مختلفة‪.‬‬ ‫تأسيس مركز علمي يعمل فيه ذوي‬ ‫االختصاص لجمع وتنظيم وحفظ‬ ‫ودراسة الوثائق واملستمسكات وغريها‬ ‫التي توثق الجرائم (ارهاب الدولة)‬ ‫التي ارتكبها النظام السابق ضد املكون‬

‫الكردي الفييل وغريه من املكونات‬ ‫العراقية واصدار الكتب والدراسات‬ ‫مبختلف اللغات عن هذه الجرائم ليك‬ ‫يطلع عليها الراي العام العراقي والعريب‬ ‫واالسالمي والعاملي وعىل مدى بشاعتها‪.‬‬ ‫وادخالها يف املناهج والكتب الدراسية‬ ‫يف العراق ليك تكون االجيال القادمة‬ ‫عىل اطالع عليها بأمل منع تكرارها‪.‬‬ ‫نعلم نحن الكرد الفيلية بان (الحق‬ ‫يؤخذ وال يعطى يف العراق) كام تبني‬ ‫ثقافة البلد ومامرسات الدولة‪ .‬ونعلم‬ ‫ايضا بان (ما ضاع حق وراءه ُمطالب)‪.‬‬ ‫لذا فنحن مستمرون يف املطالبة‬ ‫بحقوقنا املغتصبة ومصالحنا املرشوعة‬ ‫من اجل اخذها واعادتها اىل اصحابها‬ ‫الرشعيني وحاميتها‪ .‬وسيكون لتحقيق‬ ‫هذا الهدف فرصة نجاح اكرب يف اجواء‬ ‫التعاون والتآلف والتنسيق بني القوى‬ ‫واملنظامت والشخصيات الكردية الفيلية‬ ‫الجدِّ ية التي تضع حقوق ومصالح‬ ‫مكوننا الكردي الفييل قبل مصالحها‬ ‫الذاتية االنانية وقبل مصالح االخرين‬ ‫وال تلجأ اىل خلق املشاكل والخالفات‬ ‫وال ُفرقة يف صفوفنا‪ .‬ولكن ستكون‬ ‫فرص نجاحه اقل كثريا يف اجواء التضاد‬ ‫والتكسري وخلط االوراق وعدم االكرتاث‬ ‫بنتائج ما َيصدر من اعامل وتبعات ما‬ ‫يُطلق من اقوال مرضة بقضيتنا وحقوقنا‬ ‫ومصالحنا ومبكوننا ككل‪ُ .‬ت َبني تجارب‬ ‫ما بعد السقوط صحة هذا االستنتاج‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪38‬‬

‫الفيليون وسباق العودة اىل الذات‬

‫عبد الخالق الفالح‬

‫متى يتحرك المكون الفيلي ليرتقي‬ ‫الى التكامل والتنظيم واالنسجام ‪ .‬النه‬ ‫اليمكن ان يبقى ساكنا وهو المكون‬ ‫المهم في العراق دون الوصول الى‬ ‫الدرجات التي يستحقها في الحراك‬ ‫الجاري على الساحة السياسية وهو‬ ‫يجمع في طياته طاقات كبيرة موجودة‬ ‫« سياسية واقتصادية واجتماعية‬ ‫وثقافية ‪...‬الخ «واالستفادة منها من‬ ‫اجل رفد المسيرة وتنظيم انفسهم‬ ‫بدل التبعثر الذي يعيشونه واليمكن ان‬ ‫نقول ليست هناك جهود في الوسط‬ ‫ولكن اقولها بمرارة انها جهود‬ ‫مشتتة ال تجتمع على كلمة واحدة‬ ‫وتحارب بعضها االخر واصبحت نتائج‬ ‫العمل ضائعة لعدم وجود استراتيجية‬ ‫تمكنهم من خلق دور وموقع قدم‬ ‫لهم طيلة المرحلة الماضية مؤثرة على‬ ‫الرغم من وجود تلك الطاقات المتميزة‬ ‫والمتعشطة لتقديم اي خدمة لهذا‬ ‫المجتمع المظلوم ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪40‬‬ ‫لقد غمرت املكون الفييل‬ ‫الفرحة العارمة كباقي‬ ‫املكونات العراقية بعد تغيري النظام‬ ‫وزوال حزب البعث الذي جثم عىل‬ ‫صدورهم طيلة اربعون عاما وامنيات‬ ‫واحالم عريضة رسموها يف دواخلهم‬ ‫النقية ضاعت يف لحظة وياحنني‬ ‫األمهات املشتاقات والزوجات‬ ‫الفاقدات الزواجهن واوالدهن ‪،‬‬ ‫الغصة تطعن يف قلوبهن ‪..‬وطعم‬ ‫الفراق يف حلوقهن ُامر من املر‪،‬‬ ‫رسعان ما ذهبت الفرحة ادراج الرياح‬ ‫لعدم اكرتاث االحزاب السياسية التي‬ ‫تسابقت يف استالم السلطة و كانت‬ ‫عىل رأس الدولة وبيدها زمام االمور‬ ‫والتشتت الذي اصاب التيارات التي‬ ‫تحدثت بأسمهم وابتعادهم عن‬ ‫التوجه لحل مشاكلهم وهمومهم‬ ‫وعدم تلبية طموحاتهم بشكل كامل‬ ‫وإعادة حقوقهم املسلوبة أسوة‬ ‫ببقية املكونات العراقية األخرى وقد‬ ‫مل املكون الفييل الصابر املتعب‬ ‫وقلوب‬ ‫وبعيون باكي ٍة‬ ‫يف الشتات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مكلوم ٍة موجوعة فكل دموع الدنيا‬ ‫لن تطفئ نار الفقد األليم وحرقة‬ ‫ونفوس متيس حسرية تصارع‬ ‫الحشا ‪،.‬‬ ‫ٍ‬ ‫العيش تكسو مالمح وجوههم األىس‬ ‫ال أرادة إال قوة ضئيلة بجانب‬ ‫قوى الحياة و كسري ٍة القلوب ولكن‬ ‫زاخرة باالمل والظفر وطيب النفوس‬

‫‪ ،‬وكلهم رجا ٌء يف انتظار املنقذ ويف‬ ‫غياب املمثل الواقعي لهم ومتيض‬ ‫األعوام ترتى‪ ،‬وينطوى الزمان‬ ‫وتسارعت األيام عجىل‪ ،‬وتتالت الليايل‬ ‫باملصائب واألنواء حبىل‪ ،‬الفيليون‬ ‫عىل حالهم البئيس وواقعهم املر‬ ‫األليم‪ ،‬يف مكانهم ال يتحركون‪ ،‬ومع‬ ‫ظلم املصائب يقاسون‪ ،‬ويف انفسهم‬ ‫يتأملون‪ ،‬ويعانون‪ ،‬وسياسيوهم‬ ‫مع تخبطهم يتصارعون ميضون ‪،‬‬ ‫ويف اختالفاتهم يصحون وميسون‬ ‫‪ ،‬يزيدون عىل مناكفاتهم حني‬ ‫يلتقون غري مبالني مبا اتتهم الظروف‬ ‫من فرصة لخدمة مكونهم املهم‬ ‫لقطع االمثار ‪ ،‬ولبعضهم يكيدون‪،‬‬ ‫ويفرطون بحقوق امتهم لالخرين‬ ‫‪ ،‬ويلمعون صور غريهم ويشوهون‬ ‫صور بعضهم البعض و يلوثون‬ ‫تاريخهم ويضيعون هويتهم هوساً‬ ‫باملناصب واملسؤوليات الشقية‬ ‫بعد ان صعدوها بأسمهم ‪ ،‬وهم‬ ‫مبا لديهم فرحون ‪،‬متى ينتهون من‬ ‫القطيعة واالنقسام‪ ،‬وينقلبون عىل‬ ‫الضغينة ‪ ،‬فقد يأس ابناء املكون من‬ ‫سلوكهم وملوا من اختالفاتهم‪ ،‬بعد‬ ‫ان كانوا يأملون فيهم أن يكونوا‬ ‫بوابة األمل ومفتاح الفرج‪ ،‬والسبيل‬ ‫الناجع لرفع الغمة عنهم ‪ ، ،‬بدل‬ ‫ان يضمدو جراح االمهات الثكاىل ‪،‬‬ ‫وابنائهم يعمقون جذور االنقسامات‬ ‫املوحلة‪،‬ليطبق عليهم قوله سبحانه‬ ‫وتعاىل ‪ ﴿ :‬أَ َت ْبن َ‬ ‫يع آ َي ًة‬ ‫ُون ِب ُك ِّل ِر ٍ‬ ‫ون * َو َتت َِّخ ُذ َ‬ ‫َت ْع َب ُث َ‬ ‫ون َم َصا ِن َع َل َع َّل ُك ْم‬

‫َت ْخ ُلدُ َ‬ ‫ون * َوإِ َذا َب َط ْشت ُْم َب َط ْشت ُْم‬ ‫َج َّبا ِر َ‬ ‫ون *‬ ‫ين * َفا َّت ُقوا ال َّل َه َوأَ ِط ُ‬ ‫يع ِ‬ ‫َ‬ ‫َوا َّت ُقوا ا َّل ِذي أ َمدَّ ُك ْم ِبَا َت ْع َل ُم َ‬ ‫ون *‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام َو َب ِن َ‬ ‫ون‬ ‫ني * َو َجن ٍ‬ ‫َّات وَعُ ُي ٍ‬ ‫أ َمدَّ ُك ْم ِبأ ْن َع ٍ‬ ‫* إِ ِّن أَ َخ ُ‬ ‫يم‬ ‫اف َع َل ْي ُك ْم ع َ​َذ َ‬ ‫اب َي ْو ٍم ع َِظ ٍ‬ ‫﴾ [الشعراء‪135 - 128 :‬‬ ‫الحريصون عىل مستقبل املكون‬ ‫عليهم مسؤولية نزع الغشاوة عن‬ ‫عيونهم واعادة الثقة املفقودة بينهم‬ ‫‪ ،‬اليوم ليس يف بلدهم أشقى وال‬ ‫أنىك جرحاً مثلهم ‪،‬ويزيدون تربة‬ ‫االختالفات القاحلة فيام بينهم عىل‬ ‫اساس العشرية واملدينة والحزب‬ ‫مع اعتزازنا بكل هذه املسميات‬ ‫وتعظيم تضحياتهم ‪،‬بدل ان يكونوا‬ ‫سنداً وعوناً‪ ،‬وعمقاً وحضناً الخواتهم‬ ‫واخوانهم ‪ ،‬فأين االذن الواعية‬ ‫وأين وعي املثقفني‪ ،‬وشبابنا الذي‬ ‫عليهم ان يفهموا الحياة و يعرفوا‬ ‫االختيار‪،‬والحريصون عىل املكون‬ ‫عليهم مسؤولية كبرية يف إصالح‬ ‫املؤسسات الثقافية املعنية بالنرش‬ ‫واإلبداع ‪ ،‬والرتكيز عىل إطالق‬ ‫الطاقات‪ ،‬ودفع الشباب لإلبداع‬ ‫فيام يفيد املجتمع‪ ،‬ويصلح أحواله‪،‬‬ ‫ويبني قيمه‪ ،‬فاألديب يستطيع أن‬ ‫يكون أهم مدرسة لبناء اإلنسان‬ ‫واملجتمع و تنمية الذات من‬ ‫مك ّونات التنم ّية البرش ّية والتي‬ ‫هي أوسع يف شموليتها وداللتها من‬ ‫تنمية الذات‪ ،‬ويقصد بتنمية الذات‬ ‫بأ ّنها تنمية مهارات الحياة العمل ّية‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬مهارة االتصال والتواصل‪،‬‬

‫المطلوب منهم تشكيل تحركات‬ ‫واعدة منسجمة حريصة و من‬ ‫الممثلين الحقيقيين لهم ووجوه‬ ‫تستطيع االعتماد عليها متفانية‬ ‫في سبيل رفع المعاناة ال ابواق‬ ‫اعالمية تريد عبور المرحلة على‬ ‫حساب هذا المكون ‪..‬‬ ‫والقيادة‪ ،‬وفن إدارة الوقت‪ ،‬وهناك‬ ‫محددات لتنمية الذات تتمحور‬ ‫حول مدى تناسقها مع أصول‬ ‫املكون‪ ،‬وعاداته وتقاليده‪ ،‬وكذلك‬ ‫مدى صحة أساليب تنمية الذات‪،‬و‬ ‫حاجة املكون اىل حفظ املثل العليا‬ ‫والقيم الرفيعة واملبادئ الراسخة‬ ‫واالعتقاد الديني الصحيح‪ ،‬أ ّما فيام‬ ‫يتعلق بنظرة املجتمع إىل تنمية‬ ‫الذات فيحث عىل التطوير املستمر‪،‬‬ ‫بل جعله من معاين مفهوم الخالفة‬ ‫للبناء والتعمري بعيداً عن اإلفساد‬ ‫والتخريب‪ ...‬املطلوب منهم تشكيل‬ ‫تحركات واعدة منسجمة حريصة و‬ ‫من املمثلني الحقيقيني لهم ووجوه‬ ‫تستطيع االعتامد عليها متفانية يف‬ ‫سبيل رفع املعاناة ال ابواق اعالمية‬ ‫تريد عبور املرحلة عىل حساب هذا‬ ‫املكون وعليه ان يتعض من املايض‬ ‫لبناء املستقبل وميكن كذلك ان‬ ‫يتعض من نتائج االنتخابات االخرية‬

‫التي مل يحىض املكون حتى بنائب‬ ‫واحد حقيقي ميثلهم لعدم توحيد‬ ‫الرؤية واالسرتاتيجية والرصاعات‬ ‫عىل االولويات يف املكاسب ‪ .‬من‬ ‫الرضوري بل من الحتمي أن تكون‬ ‫هناك سياسة واضحة و خالصة ملصالح‬ ‫وأهداف مستقبلية سواء املتوقع أو‬ ‫املأمول عندهم‪ ،‬وهذا برصف النظر‬ ‫عن مؤرشات الواقع والصعوبات‬ ‫التي قد تواجه هذا املستقبل إىل‬ ‫آخر العوامل واالعتبارات التي‬ ‫غالبا ما ُتتخذ ذرائع للتنصل من‬ ‫االلتزامات أو الطموحات وهم امام‬ ‫مواجهة رضوسة مع من ال يريد‬ ‫الخري له من داخل املكون وخارجه ‪،‬‬ ‫وحاله مثل الذي ينام يف بيته بدون‬ ‫أبواب وحراسه يف غفلة ‪ ،‬فحت ُ‬ ‫ام ال‬ ‫ميلك زمام املبادرة ‪ ،‬عىل كل حال ان‬ ‫املكون امام مسؤولية يجب ان ال‬ ‫يؤدي به إىل االستسالم وفقدان األمل‬ ‫والالمباالة بل عليه العكس بالتفكري‬

‫الجدي بعيدا عن العواطف لتشخيص‬ ‫أالخطاء والنواقص ومعالجة نقاط‬ ‫الضعف لنيل املطالب واالبتعاد عن‬ ‫التهميش واألقصاء املتعمد ‪،‬لقد‬ ‫اصبح واضح ُا من الرضوري إبتكار‬ ‫أدوات ومفاهيم متطورة للرتق بدل‬ ‫الفتق وإستخدام أساليب جديدة‬ ‫من أجل الدفاع عن حقوقه املسلوبة‬ ‫وأن يتحفز عىل تواصل جهوده‬ ‫بأساليب مختلفة وأن يثابر أكرث من‬ ‫السابق إىل أن يتم إحقاق حقوقه‬ ‫وانصافه بجهود الخريين ‪.‬ان وحدة‬ ‫الصف ووحدة الصوت والكلمة‬ ‫وتشكيل قيادة موحدة ومللمت‬ ‫الشتات وترميم التصدعات الطفيفة‬ ‫يف املكون الفييل‪ ،‬بحسهم الوطني‬ ‫العايل و بعراقيتهم او ًال وكونهم جزء‬ ‫مهم ال يتجزء عن الشعب الكوردي‬ ‫االصيل ثانياً ومبا يتالئم مع تركيبتهم‬ ‫التاريخية واألجتامعية والثقافية‬ ‫بإيجابياتها وترك سلبياتها جانباً‬ ‫وعدم التعكز عليها بحجة املشاكل‬ ‫واالزمات والدفاع عن االمور التى‬ ‫ميلكها االنسان من الحرية والحياه‬ ‫الكرمية والتعامل كانسان عىل الرغم‬ ‫من اختالف الحقوق باختالف طبيعة‬ ‫االمور التى تواجهه وهي الحالة‬ ‫املثلة التي يستطيع املكون بها‬ ‫مواجهة املصاعب واملطالبة بحقوقهم‬ ‫املرشوعة مهام كانت محاوالت الغري‬ ‫القصائهم عن املسرية وابتالع وهظم‬ ‫تلك الحقوق املقررة ضمن القانون‬ ‫والدستور‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪42‬‬

‫نداء لإلحتفاء بالعلم الفيلي المربّي والكاتب والمترجم‬

‫السو َرميري‬ ‫عبد الستار كاظم ّ‬ ‫تموز‪)1994‬‬ ‫(‪ّ 5 -1925‬‬

‫ّإني ألستغرب كيف‬ ‫يحظى البعض هنا‬ ‫وهناك (القالئل‬ ‫يستحقون)‬ ‫منهم‬ ‫ّ‬ ‫باهتمام أصحاب‬ ‫القرار الثقافي‬ ‫والبعض من‬ ‫شريحة مثقفينا‪،‬‬ ‫في حين يطال‬ ‫التعتيم والتهميش‬ ‫أفذاذا وتبات‬ ‫أعالما‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الجادة‬ ‫عطاءاتهم‬ ‫ّ‬ ‫منسية‪ ،‬بل‬ ‫نسية‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مضاعة وضائعة ؟!‬

‫جالل زنگابادي‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪44‬‬ ‫وهنا سأقدّ م – عىل سبيل‬ ‫املرب‬ ‫املثال‪ ،‬ال الحرص‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫والكاتب واملرتجم عبدالستّار‬ ‫السو َرمريي مناشداً أصدقايئ وزماليئ‬ ‫ّ‬ ‫و ذوي اإلهتامم وأصحاب القرار‬ ‫الثقايف بجمع مساهامته املتناثرة يف‬ ‫ّ‬ ‫واملجلت الواردة أسامؤها‬ ‫الصحف‬ ‫أدناه وغريها‪ ،‬من أجل تصنيفها‬ ‫وطباعتها يف مج ّلدين (كردي و‬ ‫عريب) ونرشها مبثابة استذكار؛ إذا‬ ‫ع ّز اإلحتفاء بذكرى رحيله!‬ ‫والذي أرجوه من ذوي الشهامة‬ ‫والهمة أن يز ّودوين بالصحف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملجلت الحاوية عىل مساهامته أو‬ ‫بصورة مستنسخة‪ ،‬وسيكونون من‬ ‫املشكورين املذكورين يف الصفحات‬ ‫األوىل للمج ّلدين املنتظرين‪.‬‬ ‫وملن ال يعرف هذا العلم ؛ أقدّ م‬ ‫تعريفه اآليت‪:‬‬ ‫ولد عبد الستار كاظم اسامعيل‬ ‫بن االمري نارص بن االمري ميفر‬ ‫السو َرمريي يف مدينة الكوت‪ -‬عگد‬ ‫األكراد‪ ،‬يف سنة (‪1925‬م) عل ً‬ ‫ام ّ‬ ‫أن‬ ‫أرسة والده كانت قد نزحت من‬ ‫موطنها قرية (ورمزيار) وأراضيها‬ ‫الزراعية يف املثلث الواقع بني نهريّ‬ ‫الوند وسريوان (دياىل)؛ بسبب‬ ‫القحط وهجوم الجراد يف أوائل‬ ‫القرن العرشين‪ ،‬نزحت إىل مدينة‬ ‫ثم إىل مدينة الكوت‪.‬‬ ‫زرباطية‪ ،‬ومن ّ‬ ‫دوره الرتبوي‪:‬‬

‫تع َّلم بد ًء يف كتّاب حم ّيه املال‬ ‫ثم أكمل دراسته‬ ‫درويش محمد‪ّ ،‬‬ ‫اإلبتدائية واملتوسطة يف الكوت‪،‬‬ ‫ومن ثم يف دار املعلمني يف بغداد‬ ‫خالل ثالث سنني‪ ،‬حيث تخ ّرج‬ ‫مع ّل ً‬ ‫ام ‪.‬‬ ‫تعي مع ّل ً‬ ‫يف (‪1943‬م) ّ‬ ‫ام يف مدرسة‬ ‫(الصويرة االبتدائية) يف قضاء‬ ‫ثم انتقل إىل مدارس‬ ‫الصويرة‪ّ ،‬‬ ‫عدة مدن حتى استقر يف مدينة‬ ‫الكوت‪ ،‬ويف أواخر خمسينات القرن‬ ‫املايض صار مديراً ملدرسة (النجاح)‬ ‫ثم انتقل إىل بغداد‬ ‫اإلبتدائية‪ّ ،‬‬ ‫بعد ثورة ‪ّ 14‬متوز ‪ 1958‬للعمل يف‬ ‫مؤسسة الدراسة الكردية‪ ،‬وساهم يف‬ ‫عدة لجان لوضع املناهج الدراسية‪،‬‬ ‫حيث شارك يف تأليف العديد‬ ‫من كتب (القراءة) و(الحساب)‬ ‫باللغتني العربية والكردية‪ .‬وقد‬ ‫ك ّلفته لجنة تغيري مناهج التعليم‬ ‫اإلبتدايئ يف وزارة املعارف ( الرتبية‬ ‫والتعليم) بوضع مرشوع تبسيط‬ ‫(القراءة للصف األول) أال وهو‬ ‫كتاب (القراءة الخلدون ّية) املوضوع‬ ‫من قبل (ساطع الحرصي)‪ ،‬فقام‬ ‫بتغيريه من (قراءة زير زيران) إىل‬ ‫(دار داران)؛ إستناداً إىل جهل الطفل‬ ‫العراقي بكلمة (زير) الشامية‪ ،‬التي‬ ‫تعني (بستوگة) باللهجة العراقية‪،‬‬ ‫يف حني (دار) كلمة شائعة ويف‬ ‫مقدور الطفل فهمها وإستيعابها‬ ‫بسهولة‪ .‬وكذلك اشرتك يف لجنة‬ ‫تأليف القراءة الكردية؛ بعد ْ‬ ‫أن تق ّرر‬ ‫تدريس اللغة الكردية يف مدارس‬

‫منطقة الحكم الذايت ومناطق‬ ‫تواجد الكرد كأغلب ّية ّ‬ ‫سكانية؛ إثر‬ ‫اتفاقية (‪ 11‬آذارسنة ‪ )1970‬ولقد‬ ‫إرتأى استخدام الكلامت املشرتكة‬ ‫بني اللهجات الكردية‪ .‬ويف السنة‬ ‫نفسها ارتقى إىل رئيس مفتشني‬ ‫ثم أحيل عىل‬ ‫(مرشفني) يف الوزارة ‪ّ ،‬‬ ‫التقاعد يف ‪.1972‬‬ ‫وهنا تجدر اإلشارة إىل كون األستاذ‬ ‫الستّار كاظم من أبرز الطالئع‬ ‫عبد ّ‬ ‫املتقنني للرياض ّيات الحديثة‪،‬‬ ‫التي برع وأبدع فيها ونال شهادة‬ ‫أساطني الرياض ّيات يف العراق يف‬ ‫سبعينات القرن املايض‪ ،‬و راح‬ ‫يد ّرس طرق تدريسها يف الدورات‬ ‫الخاصة التدريبية – التأهيل ّية‬ ‫ّ‬ ‫ملعلمي املدارس اإلبتدائية‪ .‬وكذلك‬ ‫ساهم يف دراسة ومقارنة اللغة‬ ‫الكردية ولهجاتها وأ ّلف كتاباً بهذا‬ ‫الخصوص عنوانه ( ذيل كتاب‬ ‫اللهجات الكردية املقارنة) نرشه‬ ‫املجمع العلمي الكردي – العراقي‪.‬‬ ‫وكان من مؤسيس نقابة املعلمني‬ ‫‪ /‬كردستان التي عقدت مؤمترها‬ ‫االول التأسييس يف مدينة شقالوة‬ ‫يف ‪.1959‬‬ ‫دوره القومي ‪:‬‬ ‫كان عبدالستّار كاظم منْ أوائل‬ ‫مناضيل الحركة القوم ّية الكرد ّية‬ ‫التح ّررية يف أقىص الجنوب الكردي؛‬ ‫أسس مع لفيف من الش ّبان‬ ‫فقد ّ‬ ‫الكرد يف خمسينات القرن املايض‬ ‫يف مدينة الكوت أ ّول تنظيم‬ ‫للحزب الدميقراطي الكردستاين‬

‫(الباريت) يف مدينة الكوت‪ ،‬وكان‬ ‫مسؤو ًال عن العديد من املناضلني‬ ‫الشخصية‬ ‫ومنهم‪:‬‬ ‫القدامي‬ ‫السياسية املعروفة حبيب محمد‬ ‫‪:‬محمد البدري‪،‬‬ ‫كريم‪ ،‬واألدباء‬ ‫ّ‬ ‫محمد دارا…‬ ‫ع ّباس البدري و‬ ‫ّ‬ ‫محمد البدري‬ ‫ولقد ش ِهد الشاعر‬ ‫ّ‬ ‫بدوره القومي الريادي يف مقالة له‬ ‫يف صحيفة (التآخي) (ع ‪ 4759‬يف‬ ‫‪ )2006 /5 / 20‬قائ ًال‪.. ” :‬الحزب‬ ‫الدميقراطي الكردستاين يف الكوت يف‬ ‫عام ‪ 1956‬م كان يتألف من السادة‬ ‫املؤسسني ‪ :‬سلامن بيجان‪ ،‬عيل اكرب‬ ‫براري‪ ،‬طاهر نادر‪ ،‬عبد الستار‬ ‫كاظم و نامي مامكه”‬ ‫كام ” كان قريباً من الحزب‬ ‫الشيوعي العراقي ” و” إنتمى إىل‬ ‫املقاومة الشعبية” حسب قول‬ ‫نجله الدكتور مؤ ّيد عبدالستّار‪.‬‬ ‫دوره الثقايف ‪:‬‬ ‫بعد إحالته عىل التقاعد‪ ،‬تفرغ‬ ‫األستاذ عبدالستّار كاظم لحراكه‬ ‫الثقايف املشهود باللغتني الكردية‬ ‫والعربية‪ ،‬حيث عمل محرراً يف‬ ‫صحيفة (التآخي) التي غدا اسمها‬ ‫(العراق) يف ‪ 1974‬وراح ينرش ايضاً‬ ‫مقاالته ودراساته النقدية وترجامته‬ ‫يف جريدة (هاوكارى = التضامن)‬ ‫ّ‬ ‫واملجلت ‪( :‬به يان = الصباح)‪،‬‬ ‫(روشنبريى نوى = املثقف الجديد)‪،‬‬ ‫(شمس كردستان)‪( ،‬كاروان =‬ ‫القافلة) و(املع ّلم الجديد)…‬ ‫وكان عضواً يف ‪:‬‬ ‫– نقابة الصحفيني العراقيني ‪.‬‬

‫– املجمع العلمي العراقي‪.‬‬ ‫– إتحاد الكتاب والنارشين‬ ‫العراقيني‪.‬‬ ‫– جمعية الثقافة الكردية‪.‬‬ ‫– هيئة تحرير(املعلم الجديد)‬ ‫كان األستاذ عبدالستار كاظم ذا‬ ‫إملام ج ّيد بلهجات اللغة الكرد ّية‪،‬‬ ‫وبرز يف نقد العديد من تحقيقات‬ ‫دواوين الشعراء الكرد القدامى‪،‬‬ ‫بل كان من املرتجمني القالئل يف‬ ‫التصدّ ي لرتجمة قصائد أولئك‬ ‫الشعراء إىل اللغة العربية‪ ،‬كام‬ ‫ترجم قصصاً قصرية كردية لكتّاب‬ ‫كرد‪ ،‬ومنها مجموعة (الذئاب)‬ ‫لحسني عارف وهو من أبرز ر ّواد‬ ‫الحداثة يف مضامر القصة والرواية‪،‬‬ ‫وجاء يف تقديم األستاذ كامل غمبار‬ ‫لها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫“…بذل جهوداً مشكورة يف ْ‬ ‫أن‬ ‫يكون دقيقاً قدر املستطاع يف‬ ‫ترجمته‪ ،‬وأميناً عىل نقل العبارات‬ ‫بشكل تتامىش واللغة العربية من‬ ‫حيث أسلوبها البالغي الخاص‪.‬‬ ‫أشدّ عىل يد املرتجم لجهده املضني‬ ‫وحامسه لرتجمة هذه املجموعة‬ ‫بالشكل املطلوب‪.‬‬ ‫وهي تكاد تكون أوىل مجموعة‬ ‫قصصية لقاص كردي معارص ترتجم‬ ‫اىل اللغة العربية”‬ ‫×××××××××××××‬ ‫وفيام ييل مناذج من ترجامته للشعر‬ ‫الكردي الكالسييك‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الشاعر الكردي صيدي وال ّرحى‬

‫َ‬ ‫بذل جهوداً مشكورة‬ ‫أن يكون دقيقاً‬ ‫يف ْ‬ ‫قدر املستطاع يف‬ ‫ترجمته‪ ،‬وأميناً على‬ ‫نقل العبارات بشكل‬ ‫تتماشى واللغة العربية‬ ‫من حيث أسلوبها‬ ‫البالغي الخاص‪.‬‬

‫وشريين‬ ‫املال محمد سليامن امللقب بـ‬ ‫(صيدي) من شعراء هورامان‬ ‫املشهورين (‪1265 -1199‬هـ) تغنّى‬ ‫بشعره األجيال ‪ ،‬وصار بعضه بحكم‬ ‫الفولكلور‪.‬‬ ‫نظم باللغة األدب ّية التي كانت‬ ‫سائدة آنذاك‪ ،‬ونظم باللهجة‬ ‫املح ّلية‪ ،‬كام انه ملّ َع شعره بالفارسية‬ ‫ضمن أشعاره الكثري‬ ‫والعربية‪ ،‬و ّ‬ ‫من التعابري التي كانت متداولة‬ ‫ضمنها العديد‬ ‫عند الصوفيني‪ ،‬كام ّ‬ ‫من التعابري القرآنية ‪.‬‬ ‫كان شاعرنا معروفاً بحبه للحسان‪،‬‬ ‫وأك َرث من الغزل والنشيب بهنّ حتى‬ ‫كاد ذلك يؤثر عىل مركزه الديني ‪.‬‬ ‫وهذه القصيدة هي إحدى أشهر‬ ‫قصائده ‪ ،‬فآثرت أن أترجمها‬ ‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪46‬‬ ‫لتعريف ق ّراء العربية بصيدي ‪،‬‬ ‫وعىس أن أكون وفقت‪.‬‬ ‫أ ّيتها ال ّرحى …أ ّيتها ال ّرحى‬ ‫يا صخر ًة صلدة ضئيلة الثمن‬ ‫َ‬ ‫عليك‬ ‫السعد‬ ‫ِ‬ ‫أقبل ّ‬ ‫أسعدَك!‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫إليك‬ ‫ها قد جاء‬ ‫ُ‬ ‫الحبيب سعياً ِ‬ ‫بأيد ماهرة‬ ‫يا منْ ُنحت ِ‬ ‫ْت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫جراحات‬ ‫جسمك تبدو‬ ‫وعىل‬ ‫ِ‬ ‫الفؤوس‬ ‫أنت ومنذ قديم الزمان‬ ‫ِ‬ ‫الحسان‬ ‫أليفة ِ‬ ‫ّ‬ ‫عليك‬ ‫كأنا (فرهاد) جاء بفأس ِه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫مقبض ِك الرشيق‬ ‫وكأن‬ ‫منْ‬ ‫صفصاف رقيق‬ ‫غصن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اليوم…و ِقبلتي ذات الدالل والغنج‬ ‫قد ّ‬ ‫رشفت‬ ‫أنت يا رحى شريين جالسة‬ ‫تبغيك ِ‬ ‫ِ‬ ‫تطعم الرحى ح ّبا‬ ‫والرحى جنّ جنونها‬ ‫فهي تدور عىل نفسها بال شعور‬ ‫مرسعة يف جريها كالفلك الجائر‬ ‫وقد عال أنينها‬ ‫ت ُّ‬ ‫نئ من جور الحبيب‬ ‫و نهد شريين ذو العطر الزيك‬ ‫كليمونة أو ّ‬ ‫(شممة)‬ ‫يرتج تحت الثياب‬ ‫ُّ‬ ‫منْ ذا أع ّز منك عندها‬ ‫فكيف ال مترحني؟!‬ ‫ْ‬ ‫تصعرين الخدّ وتشمخني‬ ‫بل كيف ال ّ‬

‫و سود ذوائبها العنرب ّية‬ ‫المستك رؤوسها؟!‬ ‫تد ّل ْت حتى‬ ‫ِ‬ ‫يا رحى‬ ‫ّ‬ ‫أترض ع‬ ‫إليك‬ ‫ِ‬ ‫يدك يف يدها‬ ‫ِ‬ ‫فحاذري ْ‬ ‫أن تجرحيها‬ ‫تديرك مبنتهى الدالل‬ ‫يدها‬ ‫ِ‬ ‫الحب تعطيك ماتشتهني‬ ‫ومن‬ ‫ِّ‬ ‫وأنت كأيّ ظامل تسحقينه‬ ‫ِ‬ ‫تصيينه ‪.‬‬ ‫وكالغبار ّ‬ ‫َ‬ ‫ضاق صدري‬ ‫ُ‬ ‫فرصخت إيه يا رحى‬ ‫رصت إرباً إربا‬ ‫ليتك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خطبك؟‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫تديرك‬ ‫يدُ شريين هي التي‬ ‫ِ‬ ‫نلت ا ُملنى‬ ‫ال ِ‬ ‫فام هذا األنني‬ ‫جرح خطري فيك‬ ‫فأيّ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫يشف بعد؟!‬ ‫ْمل‬ ‫دعي األن َ‬ ‫ني يل ليل نهار‬ ‫أنا ا ُمل َعنّى من الهجران‬ ‫شح عىل دايئ دواء‬ ‫و َّ‬ ‫أ ّيتها الرحى اللعينة‬ ‫يا ج ّواب َة الجبال والسهول‬ ‫ك ّفي عن الدوران كهائم مجنون‬ ‫إنها الحلوة شريين …أتجهلني؟‬ ‫إنها سالبة القلوب باملكر‬ ‫منك اللب‬ ‫ستسلب ِ‬ ‫وتصبحني أحدوثة الزمان‬ ‫يغريك منها العهد والوعد‬ ‫فال‬ ‫ِ‬ ‫إمنا تجنو ألف م ّرة‬ ‫و وفاؤها ال يعدو ذ ّررة !‬ ‫وهي ليست تلك الحبيبة التي‬ ‫تبقى عىل العهد‬

‫فام تشعرين‬ ‫ّإل وهي تنهض عامدة‬ ‫نافضة يدها من يدك‬ ‫ّ‬ ‫كأنا مل يكن بينكام‬ ‫ماكان من أمر‬ ‫ستذهب من من حيث جاءت‬ ‫وتظ ّلني وحدك‬ ‫تحملني الهموم‬ ‫و عندها تك ّفني عن األنني‬ ‫لتعودين‬ ‫صخرة صلدة عدمية الثمن‬ ‫ميأل قلبك شوق وأمل‬ ‫و تبتلني‬ ‫بأمل بعاد الحبيب‬ ‫َ‬ ‫ثم تكظمني الغيظ و تصمتني‬ ‫ّ‬ ‫عىل جراحات خطرية‬ ‫عزيزة الدواء‬ ‫و صمتك ذاك‬ ‫أسوأ من صمت (صيدي)!‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ـــــــــ‬ ‫قصائد للشاعر مولوي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فرصة العمر‬ ‫انها فرصة العمر‬ ‫ياروح ارسعي واستقبليه‬ ‫ويا اجفان كوين‬ ‫بساطا مييش عليه‬ ‫ويا انسان عيني‬ ‫افرتش االرض‬ ‫لتطأك سنابك جواد الحبيب‬ ‫وانت ياعني‬ ‫بالدمع ريش السبيل‬

‫كيال تلوث وجنتيه‬ ‫ذرات الغبار‬ ‫كيام يدخل املنزل يف ابهى الحلل‬ ‫ذو الخال والخد االسيل‬ ‫(‪)2‬‬ ‫باقة البنفسج‬ ‫ياشفا ّء‬ ‫آلالم هذي الجروح البليغة‬ ‫وضيا َء العني والقلب *‬ ‫لـ ( معدوم ) التعيس‬ ‫‪ ،‬وصلت ايل‬ ‫ُ‬ ‫باقة البنفسج الجبيل **‬ ‫اريجه الذي يفوح منه‬ ‫عب ُري وفاء الحبيب ***‬ ‫ازاح غبار جراحات الفؤاد السقيم‬ ‫َ‬ ‫وجدد عهد ذاك الغرام القديم‬ ‫امنا اشتياق بنفسج الرياض‬ ‫وحب ورود سفوح الجبال‬ ‫بشخص يليق‬ ‫حديث ابتالء بداء الغرام‬ ‫تواً ‪ ،‬عال يف صدره‬ ‫ُ‬ ‫آهات الجوى‬ ‫دخان‬ ‫ِ‬ ‫يجري متارين الهوى‬ ‫والحب مثل الصغار‬ ‫ِ‬ ‫تارة يرنو اىل قمم الجبال‬ ‫وتار ّة وردا يشم‬ ‫أما أنا ‪،‬‬ ‫الرصيع ‪ ،‬املغمى ع َّ‬ ‫ـت‬ ‫أنا‬ ‫ُ‬ ‫يل كمـ ّي ٍ‬ ‫القلب‬ ‫محطم‬ ‫ِ‬ ‫بسيل السقام‬ ‫من فرط استعا ِر أتون الغرام‬ ‫ُ‬ ‫نسيت النفس‬

‫ُ‬ ‫نسيت الورود‬ ‫××××××××‬ ‫* (معدوم) هو (تخ ّلص) الشاعر‬ ‫مولوي‬ ‫** استخدم الشاعر يف وصف‬ ‫البنفسج (تله ديز) اي ذي السيقان‬ ‫الخرض الداكنة ‪،‬‬ ‫فآثرت ان استعمل بدلها كلمة (‬ ‫الجبيل)‬ ‫*** الحبيب ‪ :‬يقصد الشاعر الشيخ‬ ‫ضياء الدين نقشبندي‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫اين انت ياساقي‬ ‫إنـه الشتاء‬ ‫العواصف اوصلت‬ ‫ثلوج سفوح الجبال‬ ‫اىل عنان السامء‬ ‫يف الجبال الشامخات‬ ‫بـ ّي َ‬ ‫ـض بالثلج فوهات الكهوف‬ ‫بردُ الرياح‬ ‫ـبـدع‬ ‫كصائغ ُم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫صوغ‬ ‫يف‬ ‫أبدعَ‬ ‫قد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اقراط زين ٍة‬ ‫ُ‬ ‫الذ َنـي َغ ُّ‬ ‫ـض القوام‬ ‫الثلج كمرآ ٍة‬ ‫انصقل‬ ‫ُ‬ ‫ُمـتأطرا بالضباب‬ ‫النقي‬ ‫املحبوب‬ ‫ُـمتع‬ ‫ُ‬ ‫كيام ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫نفسه مبنظره‬ ‫هذا الحبيب‬ ‫وذاك الـ َبـنّـاء‬ ‫ً‬ ‫كل ينادي بلهفة ٍ‬

‫تجدر اإلشارة إلى كون‬ ‫السّتار‬ ‫األستاذ عبد ّ‬ ‫كاظم من أبرز الطالئع‬ ‫المتقنين للرياضّيات‬ ‫الحديثة‪ ،‬التي برع وأبدع‬ ‫فيها ونال شهادة‬ ‫أساطين الرياضّيات في‬ ‫العراق في سبعينات‬ ‫القرن الماضي‬

‫أين َ‬ ‫َ‬ ‫انت ياساقي‬ ‫لتايت لنا بالكأس ؟…‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ـــــــ‬ ‫املصادر‪:‬‬ ‫(‪ )1‬سرية أب‪ ..‬االديب املرشف‬ ‫الرتبوي عبد الستار كاظم السورميل‬ ‫د‪ .‬مؤيد عبد الستار‬ ‫‪https://algard enia.com/‬‬ ‫‪-12-04-2017-29491/…maqa‬‬ ‫‪…html.15-48-15‬‬ ‫(‪ )2‬اعالم الكرد الفيلية ‪ :‬عبد الستار‬ ‫كاظم‪ /‬بقلم ‪ :‬احمد ياري ‪ /‬موقع‬ ‫جلجامش‬ ‫(‪ )3‬معلومايت وأرشيفي الخاص‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬ ‫يعاقب القانون في دول العالم‬ ‫المتقدم على إقامة عالقة‬ ‫جنسية بين راشد وفتاة دون‬ ‫الثامنة عشرة من العمر‪ .‬في‬ ‫فرنسا العقوبة هي السجن‬ ‫لثالثة أعوام مع غرامة مالية‬ ‫كبيرة‪ ،‬وخالل عام ‪ 2018‬شددت‬ ‫الحكومة والبرلمان الفرنسي‬ ‫العقوبة على من يمارس الجنس‬ ‫مع فتاة دون الخامسة عشر‬ ‫من العمر واعتبر اغتصابا حتى‬ ‫لو تم برضى الفتاة‪ ،‬وفي مثل‬ ‫هذه الحالة تصبح العقوبة في‬ ‫ألمانيا وإيطاليا والتشيك السجن‬ ‫لثماني سنوات‪ ،‬كما أن للقاضي‬ ‫أن يشدد العقوبة في العالقة‬ ‫مع قاصر تبعا لخصوصية كل‬ ‫حالة مثل الفارق الكبير بين سن‬ ‫الجاني والضحية أو اتباع بعض‬ ‫أساليب الخداع والترغيب‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫ويف الهند قضت املحكمة العليا‬ ‫عام ‪ 2017‬بتجريم العالقة‬ ‫الجنسية مع الزوجة إذا كانت‬ ‫دون الثامنة عرشة‪ ،‬عىل أن تتقدم‬ ‫الزوجة بالشكوى يف غضون سنة‬ ‫من إجبارها عىل إقامة العالقة‬ ‫الجنسية‪ ،‬واعتربت الحكومة‬ ‫الهندية أن زواج األطفال عقبة‬ ‫أمام التنمية‪ ،‬وأمام التعليم‬ ‫اإللزامي واملساواة بني الجنسني‪،‬‬ ‫وحامية حياة األطفال وصحة‬ ‫املرأة‪.‬‬ ‫كذلك قرر الكنيست اإلرسائييل‬ ‫قبل بضع سنوات رفع سن الزواج‬ ‫إىل ‪ 18‬عاما بعد أن كان حسب‬ ‫الرشيعة اليهودية ‪ 12‬عاما‪ ،‬وكذلك‬ ‫فعلت الكنائس املسيحية يف أغلب‬ ‫دول العامل متخلية عن الحد األدىن‬ ‫السابق لسن زواج الفتاة وهو ‪14‬‬ ‫عاما‪.‬‬ ‫تعديل القوانني عامليا حول سن‬ ‫الزواج أعاد النقاش حول تعريف‬ ‫البلوغ الجنيس؛ فمن الناحية‬ ‫الطبية البلوغ هو االنتقال من‬ ‫مرحلة الطفولة للمراهقة إىل‬ ‫اكتامل النضوج والدخول يف مرحلة‬ ‫الشباب‪ ،‬وهي عملية تستمر لعدة‬

‫مفاجأة‪..‬‬

‫لماذا يعرقل رجال الدين تعديل سن الزواج؟‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫سنوات‪ ،‬تبدأ عند الفتيات مع‬ ‫بداية ظهور الخصائص الجنسية‬ ‫الثانوية تعقبها فرتة الحيض التي تحصل‬ ‫يف املتوسط بني عمر ‪ 12.5‬و‪ 13‬سنة‪.‬‬ ‫ويكون الحيض عند ‪ 80‬يف املئة من‬ ‫الفتيات بدون إباضة يف السنة األوىل‪،‬‬ ‫ويستمر بدون إباضة عند ‪ 50‬يف املئة‬ ‫منهن يف السنة الثانية‪ ،‬ثم فيام بعد يتم‬ ‫استكامل الخصائص الجنسية والنمو‬ ‫الجسمي‪ ،‬وتستمر هذه العملية حتى‬ ‫سن الثامنة عرشة‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬يف معظم دول العامل مثل‬ ‫الواليات املتحدة وبريطانيا والصني‬ ‫والهند فإن سن البلوغ القانوين هو ‪18‬‬ ‫عاما‪ ،‬ويصل يف بعض الحاالت إىل ‪21‬‬ ‫عاما‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن الحيض من الناحية‬ ‫الطبية والقانونية ال يعترب مؤرشا عىل‬ ‫النضوج الجنيس وال دليال عىل جاهزية‬ ‫الفتاة للعالقة الجنسية‪ ،‬بل تعترب‬ ‫العالقة الجنسية معها يف هذه املرحلة‬ ‫حسب القوانني الدولية انتهاكا للطفولة‪.‬‬ ‫حسب منظمة األمم املتحدة للطفولة‬ ‫«اليونيسيف» فإن زواج األطفال‬ ‫ميثل الشكل األكرث انتشارا من حاالت‬ ‫االعتداء واالستغالل الجنيس للفتيات‪،‬‬ ‫وقالت املنظمة إنه يف الفرتة بني ‪2011‬‬ ‫و‪ 2020‬ستتزوج ‪ 140‬مليون فتاة حول‬ ‫العامل دون عمر ‪ 18‬عاما‪ ،‬كام أشارت‬ ‫إحصائياتها أن ‪ 16‬مليون مراهقة يلدن‬ ‫كل عام‪ 90 ،‬يف املئة منهن متزوجات‪،‬‬ ‫وميوت منهن سنويا نتيجة مضاعفات‬ ‫الحمل والوالدة ‪ 50‬ألفا‪.‬‬ ‫فالحمل والوالدة هو أحد أكرث األسباب‬

‫شيوعا لوفاة الفتيات بني عمر ‪ 15‬و‪19‬‬ ‫عاما‪ ،‬كام أن الفتيات دون عمر ‪ 15‬عاما‬ ‫أكرث عرضة للموت أثناء الوالدة بسبعة‬ ‫أضعاف النسبة الطبيعية‪ ،‬وباإلضافة‬ ‫إىل ذلك فإن املراهقات أكرث عرضة‬ ‫لحدوث متزقات الرحم وللناسور املهبيل‬ ‫املستقيمي أو املهبيل املثاين والرتفاع‬ ‫الضغط الرشياين الحميل‪ ،‬كام أن الحمل‬ ‫يف سن مبكرة يؤثر سلبا عىل منو عظام‬ ‫الفتاة الحامل‪ ،‬وإىل ذلك ترتفع بأكرث‬ ‫من ‪ 50‬يف املئة نسبة والدة أجنة ميتة‬ ‫ووفيات األطفال حديثي الوالدة عند‬ ‫املراهقات مقارنة مع األمهات فوق سن‬ ‫العرشين‪.‬‬ ‫وحسب دراسة لألمم املتحدة فإن‬ ‫الزواج املبكر يحرم الطفلة من متابعة‬ ‫تعليمها‪ ،‬وتكون عرضة بدرجة أكرث‬ ‫للعنف الزوجي واالغتصاب من قبل‬ ‫الزوج‪ ،‬خاصة إذا كان فارق السن بني‬ ‫الطفلة والزوج كبريا‪.‬‬ ‫وتقول كلوديا غارسيا مورينو من وخبرية‬ ‫العنف ضد املرأة يف منظمة الصحة‬ ‫العاملية‪ ،‬إن «زواج األطفال يشكل يف‬ ‫كثري من األحيان بداية مفاجئة وعنيفة‬ ‫للعالقات الجنسية (‪ )...‬إن الفتيات‬ ‫الصغريات عاجزات عن رفض مامرسة‬ ‫الجنس ويفتقرن للموارد والدعم‬ ‫القانوين أو االجتامعي ملواجهة اإلساءة‬ ‫الزوجية»‪.‬‬ ‫رغم ذلك‪ ،‬ما زال هذا النوع من الزواج‬ ‫منترشا يف الدول واملجتمعات املتخلفة‬ ‫والفقرية‪ .‬ويف أغلب هذه الدول هناك‬ ‫نسبة سكانية مرتفعة من املسلمني؛ ففي‬ ‫إيران هناك أدىن سن قانوين للزواج يف‬ ‫العامل وهو تسع سنوات؛ ويف بنغالدش‬

‫ثلثي حاالت الزواج تتم دون الثامنة‬ ‫عرش ونصف الحاالت دون ‪ 15‬عاما؛‬ ‫وتحتل اليمن موقعا متقدما يف زواج‬ ‫الفتيات الصغريات حيث نصف النساء‬ ‫تزوجن قبل الثامنة عرش وبعضهن قبل‬ ‫الخامسة عرشة‪.‬‬ ‫ونتيجة ذلك‪ ،‬تكررت يف اليمن حاالت‬ ‫وفاة طفالت نتيجة هذه املامرسات‪،‬‬ ‫مثل الطفلة روان التي توفيت وهي‬ ‫يف الثامنة من عمرها ليلة «زفافها»‬ ‫لرجل أربعيني نتيجة محاولته معارشتها‬ ‫جنسيا مام أدى لتمزق جهازها التناسيل‬ ‫ونزفها حتى املوت؛ وهناك قصة إلهام‬ ‫‪ 12‬عاما التي توفيت بعد ثالثة أيام من‬ ‫زواجها بسبب العنف الجنيس وطالب‬ ‫أهلها بإعدام الزوج؛ وهناك قصة‬ ‫الطفلة نجود عيل التي زوجها أبوها‬ ‫لرجل ثالثيني وبعد شهرين من الرضب‬ ‫والتعذيب عند الزوج هربت للمحكمة‬ ‫التي حكمت بطالقها لتصبح يف عمر‬ ‫العرش سنوات أصغر مطلقة يف العامل؛‬ ‫وهناك ندى األهدل التي متت خطوبتها‬ ‫يف سن الثانية عرشة ورفضت وهربت‬ ‫لتصبح ناشطة يف قضية زواج القارصات؛‬ ‫وقد أطلق عىل هؤالء الطفالت يف اليمن‬ ‫اسم «عرائس املوت»‪.‬‬ ‫وتقول بعض التقارير الصحفية إن هناك‬ ‫مثاين حاالت وفاة يوميا من مضاعفات‬ ‫زواج القارصات؛ ومع اإلشارة إىل‬ ‫صعوبة تأكيد هذه األرقام من مصادر‬ ‫رسمية بسبب عدم اعتامد السجالت‬ ‫الحكومية يف الكثري من مناطق اليمن‪،‬‬ ‫فقد رفضت لجنة تقنني أحكام الرشيعة‬ ‫اإلسالمية محاوالت الحكومة لرفع سن‬ ‫الزواج إىل ‪ 18‬أو حتى ‪ 15‬عاما باعتباره‬

‫يخالف الرشع اإلسالمي‪.‬‬ ‫وكان هذا هو موقف أغلب املراجع‬ ‫الدينية اإلسالمية التي ما زالت تعترب‬ ‫أن تحديد القضاء لسن الرشد ‪ 18‬عاما‬ ‫مخالف ألحكام الرشيعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأن مطالبات لجنة حقوق الطفل غري‬ ‫مقبولة ألن الرشيعة اإلسالمية ترتب‬ ‫املسؤولية عىل الذكر واألنثى عند‬ ‫الوصول إىل حد التكليف‪ ،‬حني تتوجب‬ ‫عليه الفرائض الرشعية كالصوم والصالة‬ ‫والحج وتقام عليه الحدود والقصاص‬ ‫ويصبح بإمكانه النكاح‪ ،‬وعالمة حد‬ ‫التكليف هي االحتالم عند الذكر‬ ‫والحيض عند األنثى‪ ،‬وهي متوقعة عند‬ ‫األنثى يف عمر تسع سنوات‪ ،‬كام يشمل‬ ‫التكليف كل من أتم ‪ 15‬سنة حتى‬ ‫بدون ظهور هذه العالمات‪.‬‬ ‫ورغم أن املذهب الحنفي‪ ،‬وهو أقدم‬ ‫املذاهب اإلسالمية وأقربها عهدا إىل‬ ‫فرتة الدعوة وعرص الصحابة وأوسع‬ ‫املذاهب اإلسالمية انتشارا‪ ،‬يقول إن‬ ‫الطفل ال يكون بالغا حتى يتم الثامنة‬ ‫عرشة واستدل عىل ذلك من اآلية «وال‬ ‫تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن‬ ‫حتى يبلغ أشده» األنعام ‪ .152‬وتم‬ ‫تفسري أشده باستكامل منوه‪ ،‬وحسب‬ ‫ابن عباس فإن أشد الصبي هو عند ‪18‬‬ ‫عرش عاما وعند األنثى ‪ 17‬عاما؛ فإن‬ ‫رجال الدين الحاليني تجاهلوا القرآن‬ ‫واملذهب الحنفي وادّعوا أنهم يأخذون‬ ‫أحكامهم من املذهب الشافعي ليك‬ ‫يجعلوا املقياس الرشعي لسن زواج‬ ‫الطفلة هو أن تكون حسب تعريفهم‬ ‫«تطيق الجامع» وهذا التعريف ال‬ ‫يشرتط حتى البلوغ!‬

‫األنثى تعتبر بالغة‬ ‫بمجرد أن عمرها‬ ‫تسعة أعوام قمرية‪.‬‬ ‫وعن موقع ابن باز‬ ‫فإن الفتاة يمكن‬ ‫تزويجها عند التاسعة‬ ‫بإذنها‪ ،‬ويمكن‬ ‫ألبيها تزويجها دون‬ ‫التاسعة‪ ،‬معتمدين‬ ‫في ذلك على حديث‬ ‫منسوب لعائشة «إذا‬ ‫بلغت الجارية تسعا‬ ‫فهي امرأة»‪.‬‬

‫فحسب موقع اإلشعاع اإلسالمي فإن‬ ‫األنثى تعترب بالغة مبجرد أن عمرها‬ ‫تسعة أعوام قمرية‪ .‬وعن موقع ابن باز‬ ‫فإن الفتاة ميكن تزويجها عند التاسعة‬ ‫بإذنها‪ ،‬وميكن ألبيها تزويجها دون‬ ‫التاسعة‪ ،‬معتمدين يف ذلك عىل حديث‬ ‫منسوب لعائشة «إذا بلغت الجارية‬ ‫تسعا فهي امرأة»‪.‬‬ ‫رمبا كان هذا املوضوع شائعا أو مقبوال‬ ‫يف تاريخ البرشية عندما كان متوسط‬ ‫األعامر بحدود ‪ 40‬أو ‪ 45‬عاما‪ ،‬أما يف‬ ‫هذه األيام فقد ارتفع معدل األعامر‬ ‫ضعفني خالل القرن العرشين‪ .‬كام‬ ‫ارتفع خمس سنوات أخرى بني عامي‬ ‫‪ 2000‬و‪ ،2005‬وعندما يطول عمر‬ ‫اإلنسان فإن طفولته تطول وكذلك‬ ‫شبابه وكهولته وشيخوخته‪ ،‬ونتيجة‬

‫لذلك فقد تم تعديل سن الزواج‬ ‫عند أغلب دول العامل‪ ،‬بينام ما زالت‬ ‫املرجعيات اإلسالمية تراوح مكانها يف‬ ‫مناقشة هذا املوضوع رغم أهميته‪،‬‬ ‫وحتى عندما يحاول بعض رجال الدين‬ ‫إيجاد املربرات لرفع سن الزواج فإنهم‬ ‫يقولون إن «بإمكان الحاكم تقييد املباح‬ ‫للمصلحة العامة» أي أنهم ما زالوا‬ ‫يعتربون أن األصل يف زواج الطفالت من‬ ‫الناحية الدينية هو اإلباحة‪.‬‬ ‫من أسباب متسك رجال الدين مبا‬ ‫يسمونه عقد الزواج الرشعي أنه‬ ‫يعطيهم مكانة اجتامعية وعائدا ماليا‪،‬‬ ‫رغم أن بعض عقود الزواج التي‬ ‫يجرونها ترتقي إىل مستوى الجرمية‬ ‫بحق الطفولة واإلنسانية‪ ،‬مثل تزويج‬ ‫طفلة من بيئة فقرية يف الرابعة عرشة أو‬ ‫الخامسة عرشة من عمرها لرثي محيل‬ ‫أو عريب يف الستني من عمره يف عقد‬ ‫هو يف حقيقته أقرب لسوق النخاسة‬ ‫أو استئجار جسد فتاة لغايات جنسية‬ ‫باسم الرشيعة‪ .‬بحسب تقرير ملحطة‬ ‫الحرة االمريكية‪.‬‬ ‫ويف بعض الحاالت يكون رجل الدين‬ ‫نفسه هو العريس‪ ،‬ففي إندونيسيا‬ ‫كشفت تقارير عن رجال دين يتزوجون‬ ‫قص بعضهن دون ‪ 12‬عاما‬ ‫فتيات ّ‬ ‫وطالبت بعض الجهات القانونية‬ ‫بسجنهم ولكنها مل تتمكن من تحقيق‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫ولذلك‪ ،‬ال يكفي تحديد سن قانوين‬ ‫للزواج بل يجب محاسبة تجار الدين‬ ‫الذين يجرون عقود زواج «رشعية»‬ ‫جائرة ملا يلحقونه من أذى بالطفولة‬ ‫واملجتمع‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫يعاين النظام السيايس يف العراق‬ ‫خاصة والدول العربية عامة‪ ،‬من‬ ‫فشل ساحق سيؤدي إىل اإلنهيار إذا‬ ‫ما أستمر بنهجه الحايل؛ وهذا الفشل‬ ‫سببه كرثة األحزاب املشاركة بالعملية‬ ‫السياسية‪ ،‬تحت ذريعة الدميقراطية!‬ ‫فمنذ بدأ الدورات اإلنتخابية الربملانية‬ ‫إىل يومنا هَ َذا‪ ،‬مل نشهد سلطة ترشيعية‬ ‫أنجبت حكومة فاعلة منتجة؛ بل ما‬ ‫شهدناه رصاعات محاصصاتية جعلنا‬ ‫نتيقن بأن النظام السيايس املوجود حالياً‬ ‫يجب أن يتغري بأي حال من األحوال‪.‬‬ ‫عندما رشعت األحزاب السياسية‬ ‫والدينية للمشاركة مبا سميت «العملية‬ ‫الدميقراطية» كان لدى معظمها أهداف‬ ‫تصب لصالح املجتمع‪ ،‬وإصالح بنيته‬ ‫التي إنهارت بفعل الحروب واألزمات‬ ‫والرصاعات‪ ،‬حيث رفعت هذه األحزاب‬ ‫شعارات تندد باألنظمة السابقة التي‬ ‫وصفت بالديكتاتورية‪.‬‬ ‫بعد إنتهاء الحكم املليك الدستوري‬ ‫يف العراق‪ ،‬عام ‪ 1958‬عىل يد الضباط‬ ‫األحرار‪ ،‬تغري الوضع السيايس متاماً‪ ،‬لكن‬ ‫! نتسأل هل تغري نحو األفضل؟ أم دخل‬ ‫العراق مبرحلة سيئة أشد قسوة؟ مازال‬ ‫الشعب العراقي يعاين ضعف الحكومات‬ ‫التي بنيت عىل أساس املحاصصة؛ وفق‬ ‫شعارات تؤجج وتحرض بقيام الثورات‬ ‫العربية والقومية؛ وقد فضحت األيام‬ ‫أمرهذه الحكومات التي أتضح فيام بعد‬ ‫إنها حكومات عميلة للطامعني بخريات‬

‫العراق وثرواته‪.‬‬ ‫بعد عام ‪ 2003‬تغري النظام السيايس يف‬ ‫العراق‪ ،‬وأصبح نظاماً برملانياً مبنياً عىل‬ ‫أساس «خدمة املواطن» وعىل عاتق‬ ‫املواطن العراقي مسؤولية إختيار من‬ ‫سيمثله تحت قبة السلطة الترشيعية‬ ‫«الربملان» وأغلب املشاركني يف اإلنتخابات‬ ‫ينتمون ألحزاب سياسية ودينية تختلف‬ ‫بتوجهاتها وسياساتها كلياً‪ ،‬مام ولد رصاعاً‬ ‫خطرياً داخل الربملان كان ضحية هذا‬ ‫الرصاع املواطن البسيط وليس غريه‪.‬‬ ‫يفتقر النظام السيايس الحايل يف العراق‬ ‫اىل اإلنسجام‪ ،‬ويعاين شتات األمر؛ وأبتعد‬ ‫كلياً عن املجتمع‪ ،‬حيث أصبح املشاركون‬ ‫يف العملية السياسية يف وا ْد واملجتمع‬ ‫يف وا ٍد آخر‪ ،‬واليوم وحسب إستطالعات‬ ‫وإستبيانات عديدة أصبح املجتمع‬ ‫العراقي ينبذ دميقراطية النظام السيايس‬ ‫الحايل؛ وتتسع الفجوة كلام تقدم الزمن‪.‬‬ ‫أن توجهات الكتل السياسية ينبغي أن‬ ‫تكون بإطار وطني جديد بعيداً عن‬ ‫جميع أشكال التأثريات‪ ،‬سواءاً كانت‬ ‫خارجية أو داخلية مؤدلجة لصالح‬ ‫جهات تعمل لغايات نفعية‪ ،‬وينبغي‬ ‫أن يكون النظام السيايس خالل املرحلة‬ ‫املقبلة واضحاً ومرسوماً؛ لينسجم مع‬ ‫تطلعات الواقع الشعبي إلعادة جسور‬ ‫الثقة بني الكتل السياسة الفاعلة وبني‬ ‫القواعد الشعبية‪ ،‬رشيطة البدأ أو ًال‬ ‫بتقديم الخدمات التي افتقدها املواطن‬ ‫طوال السنوات املنرصمة‪.‬‬

‫النظام السياسي يف العراق يحتضر‬ ‫اثريالشرع‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬ ‫عندما نؤمن بأن تعدد املكونات‬ ‫يف البلد الواحد أمر ايجايب جداً‪،‬‬ ‫خصوصاً اذا نظرنا اىل هذا التنوع‬ ‫باعتباره تالقحاً للثقافات وتناغ ً‬ ‫ام‬ ‫يف املوروثات مبا تحمله من عادات‬ ‫وتقاليد وقيم فكرية وإنسانية‪ ،‬فإن‬ ‫العراق خري منوذج لهذا التعدد الثقايف‬ ‫الذي يستمد دميومته من التعايش‬ ‫السلمي بني مكوناته منذ مئات‬ ‫السنني ‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن تعدد املكونات‬ ‫قد يواجه تحديات من قبل أفراد أو‬ ‫جامعات اليؤهلهم تفكريهم الضيق‬ ‫ونظرتهم القارصة الستيعاب القيمة‬ ‫الحقيقية للرثاء الفكري الناجم عن‬ ‫هذا التعدد‪ ،‬وبالتايل قد يفتقر هؤالء‬ ‫اىل ثقافة التسامح الديني واملذهبي‬ ‫والقومي‪ ،‬وهذا قد ينجم عنه العديد‬ ‫من املشاكل التي تهدد النسيج‬ ‫االجتامعي يف الصميم بسبب هذه‬ ‫النظرة القارصة املعبأة بالتعصب‬ ‫وعدم تقبل اآلخر ‪.‬‬ ‫وقد دفع املجتمع العراقي بكل‬ ‫أطيافه رضيبة خطاب الكراهية‬ ‫طيلة السنوات املاضية‪ ،‬ولعل املكون‬ ‫املسيحي األصيل كانت له الحصة‬ ‫األكرب من األذى الذي لحق به جراء‬ ‫االنغالق الفكري لدى أطراف تعمدت‬ ‫إقصاءه وحرمانه من دوره الحقيقي‬ ‫يف إدارة البلد (فيام يخص الجانب‬ ‫السيايس) وذلك بالتزامن مع إخفاق‬ ‫الحكومات املتعاقبة يف إعطائه املكانة‬

‫الحقيقية التي يستحقها‪ ،‬كام تعرض‬ ‫لألذى الفعيل (فيام يخص الجانب‬ ‫األمني) عىل أيدي املجاميع اإلرهابية‪،‬‬ ‫سواء قبل اجتياح املوصل من قبل‬ ‫تنظيم داعش اإلرهايب (كفاجعة‬ ‫كنيسة سيدة النجاة ببغداد) أو‬ ‫بعد اجتياح املوصل الذي أسفر عن‬ ‫سقوط أقضية وقرى مسيحية يف‬ ‫أيدي الدواعش ونزوح أهلها منها ‪.‬‬ ‫وبقدر ما يتعلق األمر باإلحصائيات‬ ‫فلعل من بقي من املسيحيني داخل‬ ‫العراق اليوم أقل بكثري من أعدادهم‬ ‫الحقيقية‪ ،‬فالهجرة كانت وماتزال‬ ‫هي الخيار املؤمل الذي يسلكه أبناء‬ ‫هذا املكون األصيل بحثاً عن األمن‬ ‫واألمان يف بلدان تخلو من التطرف‬ ‫والعنف واإلرهاب ‪.‬‬ ‫وقد يتساءل البعض عن أسباب‬ ‫هذا السيناريو القاتم الذي عاشه‬ ‫مسيحيو العراق‪ ،‬فحتى وقت قريب‬ ‫كان املواطن املسيحي يحظى بفرص‬ ‫مهمة يف بناء الدولة من خالل تبوء‬ ‫مناصب رفيعة يف الحكومة‪ ،‬كان‬ ‫الطبيب املسيحي واالستاذ الجامعي‬ ‫املسيحي والوزير املسيحي يشار‬ ‫لهم بالبنان‪ ،‬كيف انقلب الحال وما‬ ‫الذي جعل املسيحيني مهمشني؟‬ ‫وملاذا تم التغايض عن مظلوميتهم‬ ‫والسكوت عنها؟! بل عىل العكس‬ ‫بات البعض يحاول الرتويج لخطاب‬ ‫مبطن بالكراهية انطالقاً من التفسري‬ ‫الخاطئ والفهم السطحي للرشيعة‬

‫مسيحيو العراق‪ ..‬حضارة خالدة التنطفئ‬

‫هوشيار عبداهلل‬

‫اإلسالمية التي تحث عىل املودة‬ ‫والرتاحم مع املسيحيني ‪.‬‬ ‫ان جوهر املشكلة يكمن يف عدم‬ ‫تجريم خطاب الكراهية بشكل‬ ‫فعيل‪ ،‬فتجريم الخطاب العنرصي يتم‬ ‫بقوانني ترشع رسميا ليتم العمل بها‬

‫بشكل فعيل عىل أرض الواقع‪ ،‬وهي‬ ‫ليست مجرد شعارات أو بيانات‬ ‫نمق‪ ،‬فالقانون‬ ‫صحفية وكالم ُم ّ‬ ‫هو القانون‪ ،‬ومن يصدر عنه كالم‬ ‫يحرض عىل الكراهية بني مكونات‬ ‫الشعب العراقي يحاكم ويحاسب‬

‫وفقاً لقانون تجريم خطاب الكراهية‪،‬‬ ‫وهذا القانون سيكون من شأنه أيضاً‬ ‫وضع حد لألصوات النشاز الساعية‬ ‫لخلق الفتنة بني الشيعة والسنة‪،‬‬ ‫كام سيستفيد منه املسيحيون‬ ‫واأليزيديون وبقية املكونات ‪.‬‬

‫إن أية إساءة للمسيحيني تعد اساءة‬ ‫لتاريخ العراق وحضارته و لحمته‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأية محاولة لخلق ج ّو‬ ‫أحادي التوجه من حيث الدين او‬ ‫املذهب او السياسية تعد رضبة‬ ‫موجعة للدولة العراقية ومحاولة‬ ‫للنيل منها وإسقاط تجربتها‬ ‫الدميقراطية الناشئة‪ ،‬وأية محاولة‬ ‫لخلق روح التنوع وتهيئة بيئة حاضنة‬ ‫مالمئة لهذا التنوع ستصب يف مصلحة‬ ‫العراق بشكل عام وتقوي نسيجه‬ ‫االجتامعي ‪.‬‬ ‫ان عراقنا باختصار شديد‪ ،‬بلد متنوع‬ ‫األلوان والميكن اختزاله بلون واحد‬ ‫مطلقاً‪ ،‬وهذه امليزة ترتتب عليها‬ ‫قيم وثوابت الميكن أن يحيد عنها‬ ‫أي انسان عراقي‪ ،‬ومن هنا فإن‬ ‫احرتام املسيحيني هو واجب وطني‬ ‫وأخالقي‪ ،‬ويجب ان نؤطر هذا املبدأ‬ ‫يف كافة املستويات الثقافية والرتبوية‬ ‫والقانونية والرشيعية‬ ‫وبالرغم من كل التحديات التي‬ ‫فرضها الواقع الراهن‪ ،‬سيبقى املكون‬ ‫املسيحي‪ ،‬بثقافته األصيلة وهويته‬ ‫العريقة التي حافظ عليها طيلة مئات‬ ‫السنني‪ ،‬ولغته وموروثاته الشعبية‪،‬‬ ‫مكوناً أساسياً ينتمي اىل هذه األرض‬ ‫التي احتضنت جذوره‪ ،‬سيبقى رمزاً‬ ‫عظي ً‬ ‫ام لالنتامء الحقيقي لهذا الوطن‪،‬‬ ‫عذب يروي‬ ‫كلحن آشوري‬ ‫سيبقى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قصة حضارة عظيمة خالدة مل ولن‬ ‫تنطفئ ‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫عندما نناشد بحقوق النساء‬ ‫بشكل عام يظهر الكثري من‬ ‫حولنا ويرددون‪ ،‬ماذا تريدون بعد‬ ‫ارتقائكم يف مجال التعليم والرتبية‬ ‫و العلوم االنسانية و توظيفكن‬ ‫بوظيفات و أدارات اعامل و مامرسة‬ ‫االعامل الحياتية كقيادة السيارات و‬ ‫متشية املحاالت التجارية و مناصب‬ ‫مهمة‪ ،‬كادارة رشكات واىل ‪ ..‬الخ‪ ،‬نعم‬ ‫لقد فعلنا كل هذا ولكن كان هؤالء‬ ‫من لديهم قوة وجرأة لتكلم وطلب‬ ‫حقوقهم و التحدث عنه ‪.،‬او عىل‬ ‫ارجح استطعن حصول عىل لحقوقهن‬ ‫بعد خالفات و رصاعات عديدة مع‬ ‫من حولهن لكن ماذا عن الفئه التي ال‬ ‫تستطيع التحدث او طلب حقوقهن؟‬ ‫ماذا عن الفتيات الاليت اصبحن ضحية‬ ‫« الزواج التمليص» كام اسميه وليس‬ ‫زواجاَ‪ ،‬النه من يُز ِوج بناته فقط لغاية‬ ‫التخلص منها كعب ِء ثقيل عىل قلبه‬ ‫او يراها مصيبة عىل عاتقه!! ويف ادىن‬ ‫فرصة يتم التخلص منها ومن دائرة‬ ‫ظالم تنتقل اىل دائرة أظلم! تحت‬ ‫عنف ُارسي اىل عنف زوجي اصبحت‬ ‫الفتيات مجرد جرعه مهدئه لبعض ايام‬ ‫او شهور‪ ،‬للذكور او ما يدعي انفسهم‬ ‫رجال النه مجرد استطاع التزاوج!‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حقوق النساء والفتيات‬ ‫كنساء نناشد‬ ‫يف املستوى االجتامعي‪ ،‬فقريا من‬ ‫الناحيه املادية و الفكرية و الثقافيه‬ ‫نناشد حقوق اللوايت رصن تحت تأثري‬

‫فـتيات في دائـرة ظـالم‬ ‫شيالن ادريس‬

‫العنف النفيس و الجسدي وال تشنئ‬ ‫النطق‪ ،‬سواء ُكن يف بيت اهاليهن او‬ ‫ازواجهن‪ ،‬فامذا تفعلن وهل لهن ايواء‬ ‫بديال تلجأن اليه ؟! ثم تايت الكارثه‬ ‫االكرب يف بيوت االزواج بنية رغبة‬ ‫عائلة الزوج ملجرد الروتني و واجبات‬ ‫تقديم الخدمات الحيايتة كألة للعمل‬

‫فقط كام يقولون ليك يعقل؟!! ليك ال‬ ‫يتاخر برجعاته اىل البيت و ان يشعر‬ ‫باملسولية‪ ،،‬اذا مل يكن‪ ،‬فاهم ملؤسسة‬ ‫زواج و ادارة عائلة‪ ،‬ف كيف له ان‬ ‫زواج هذا واي تفكري‬ ‫يتزوج؟؟! اي‬ ‫ِ‬ ‫واي معتقد هذا وكم من (سيوان)‬ ‫لدينا وكم من سيوان‪ ،‬االن تتعرضن‬

‫للعنف و الهجامت الوحشية من‬ ‫ناحية ازواجهن وال تستطعن النطق‬ ‫بالكالم‪ ،‬فقط يك ال تغدو مطلقة و‬ ‫يجب عليها السكوت وان تسرت نفسها‬ ‫كام يوجهونها ممن حولها يل اسباب‬ ‫عاشرئيه واىل اخرى‪ !!.،‬كم من سيوان‬ ‫تلهنب جسدهن بالنار و الحرق مع‬

‫اطفالهن‪ ،‬بسبب سلوك ازواجهن‬ ‫الطوائش واملغفلني!؟ كم من سيوان‬ ‫يتعرضون للعنف و التعذيب وال‬ ‫يستطعن البوح بذلك‪ ،‬النهن ما لديهم‬ ‫قرين او خلف يأويهن ال من جهات او‬ ‫مؤسسات رسيمة او منظامت يضمنن‬ ‫حاميتهن او يدافعن عن حقوقهن‪،‬‬

‫كواقع وليس فقط يف مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي‪ ،‬كم من فتيات تحت‬ ‫دائرة ظالم منتظرين االمل و النور‬ ‫بتخلصهم من هذا الظالم الدامس‪ ،‬ام‬ ‫ينتهي بهم املطاف كسيوان وغريهن‬ ‫وال احد يعلم عنهم يشء اال بعد‬ ‫فوات االوان!!‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬

‫وجه جديد إلرهاب ‪..2019‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ديانا فيلي‬

‫يبدو أن الطريقة التي اعتاد‬ ‫الغربيون عىل التفكري بها عندما‬ ‫يتعلق األمر باإلرهاب القادم من الرشق‬ ‫األوسط قد تتغري يف عام ‪ ،2019‬وفقا‬ ‫لتقرير ملجلة «فورين بولييس» األمريكية‬ ‫حذر من تصاعد التهديد الذي تشكله‬ ‫عنارص متطرفة قادمة من الجمهوريات‬ ‫السوفييتية السابقة‪.‬‬ ‫فعىل مــدى عــقــود‪ ،‬ركــز املسؤولون‬ ‫الغربيون عىل الهجامت التي قام بها‬ ‫رشق أوسطيون‪ .‬لكن التهديد الحقيقي‬ ‫اليوم يأيت بشكل متزايد من الدول‬ ‫السوفيتية السابقة وما وراءها‪ ،‬حيث‬ ‫يحول املسلحون‪ ،‬الذين كانوا يركزن يف‬ ‫وقت من األوقــات عىل مظامل محلية‪،‬‬ ‫اهتاممهم إىل الغرب‪ .‬و»سيكون هذا‬ ‫هو الخطر الذي يجب مراقبته يف عام‬ ‫‪ ،»2019‬بحسب فورين بولييس‪.‬‬ ‫تقول املجلة األمريكية إن التهديد الذي‬ ‫يشكله إرهابيو الرشق األوسط يتقلص‪.‬‬ ‫«فحتى خالل الحرب ضد تنظيم داعش‪،‬‬ ‫ارتكب أفراد من دول سوفييتية سابقة‬ ‫العديد من الهجامت يف الغرب‪ ،‬منها‬ ‫عمليات صغرية نسبيا نفذتها ذئاب‬ ‫منفردة مثل دهس املشاة بالشاحنات‬ ‫عــام ‪ 2017‬كــا حــدث يف نيويورك‬ ‫وستوكهومل ‪ -‬والتي كان وراءها أوزبكيون‬ ‫ ومنها عمليات كبرية‪ ،‬مثل الهجوم عىل‬‫مطار اسطنبول يف عام ‪ - 2016‬والذي‬ ‫كان ورائه جامعة يقودها مواطن رويس‬ ‫ والهجوم عام ‪ 2017‬عىل ملهى لييل يف‬‫نفس املدينة‪ ،‬قام به أوزبيك الجنسية‬ ‫أيضا‪.‬‬

‫وترى املجلة أن عدة أسباب وراء الزيادة‬ ‫النسبية يف اإلرهــاب املناهض للغرب‬ ‫القادم من عامل ما بعد السوفييت‪.‬‬ ‫«ففي السنوات األخرية‪ ،‬كان املتطرفون‬ ‫يف الــرق األوســط مشغولني للغاية‬ ‫بالرصاعات املحلية يف العراق وسوريا‬ ‫واليمن‪ .‬ويف غضون ذلك‪ ،‬تراجع تنظيم‬ ‫داعــش بعد هزميته شبه الكاملة يف‬ ‫العراق وسوريا‪.‬‬ ‫يف الوقت نفسه‪ ،‬حولت الحروب يف‬ ‫الرشق األوسط املتشددين من املناطق‬ ‫الناطقة بالروسية‪ ،‬الذين كانوا يركزون‬ ‫يف السابق عىل محاربة حكوماتهم‬ ‫القمعية‪ ،‬إىل إرهابيني عامليني‪ .‬بحلول‬ ‫عام ‪ ،2017‬توافد ما ال يقل عن ‪8500‬‬ ‫مقاتل من جمهوريات االتحاد السوفيايت‬ ‫السابق إىل سوريا والعراق لالنضامم‬ ‫إىل داعش‪ .‬كانت هذه التجربة مبثابة‬ ‫االختبار األول للعديد من هؤالء لقتال‬ ‫الواليات املتحدة وحلف شامل األطليس‬ ‫(الناتو)‪ ،‬ثم تركتهم يبحثون عن االنتقام‪،‬‬ ‫مقتنعني بأن العمليات املستقبلية يجب‬ ‫أن تستهدف الغرب‪.‬‬ ‫فعىل سبيل املــثــال‪ ،‬يبدو أن أحمد‬ ‫شاتاييف‪ ،‬الذي زعم أنه قام بتنظيم‬ ‫الهجوم عىل مطار اسطنبول‪ ،‬خطط أوال‬ ‫ملهاجمة أهداف غربية أثناء قتاله يف‬ ‫العراق وسوريا‪.‬‬ ‫فقد كشفت محادثة هاتفية رسبت‬ ‫العام املايض بني شاتاييف وإرهايب آخر‬ ‫يتحدث الروسية‪ ،‬يدعى إسالم أتاباييف‪،‬‬ ‫أن االثنني كانا يخططان لجمع معلومات‬ ‫استخباراتية عن العديد من القنصليات‬

‫البوصلة تتجه بعيدا‬ ‫عن الـشرق األوسـط‬ ‫األمريكية واملطاعم املشهورة التي يتجمع‬ ‫فيها األمريكيون يف تركيا وجورجيا»‪.‬‬ ‫تقول كاتبة املقال‪ ،‬فريا مريونوفا‪ ،‬وهي‬ ‫أستاذة زائرة بقسم االقتصاد بجامعة‬ ‫هــارفــادر األمريكية‪« :‬عندما كنت يف‬ ‫بنغالديش يف يوليو املايض‪ ،‬صادفت ما‬ ‫ال يقل عن مجموعتني منفصلتني من‬ ‫القوقاز لتقديم املساعدات الدينية يف‬ ‫مخيامت الالجئني من الروهينغا‪ .‬وقال‬ ‫زعميم إلحــدى املجموعات الناطقة‬ ‫بالروسية‪ ،‬وهي عىل صلة باملتشددين‬

‫يف سوريا‪ ،‬إنه كان يخطط إلرسال بعض‬ ‫من أعضاء جامعته إىل بنغالديش‪ .‬ميكن‬ ‫أن يؤدي هذا االتصال إىل تعزيز قدرات‬ ‫املتشددين املحليني الذين يقومون‬ ‫بالفعل بعمليات مناهضة للغرب يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬مبا يف ذلك أولئك الذين اقتحموا‬ ‫عام ‪ 2016‬يف دكا مبنى فخام‪ ،‬يضم مخبز‬ ‫ومطعم يرتاده أجانب‪ .‬وقد يعمل ذلك‬ ‫عىل استقطاب الروهينغا املسلمني»‪.‬‬ ‫وتضيف الكاتبة «يف السنوات املقبلة‪،‬‬ ‫سيزداد التهديد اإلرهايب من روسيا وما‬

‫وراءها‪ .‬مع سقوط داعش‪ ،‬متكن معظم‬ ‫اإلرهابيون الناطقون بالروسية من‬ ‫الفرار من العراق وسوريا بسهولة أكرث‬ ‫مقارنة باملقاتلني األجانب اآلخرين يف‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬عادوا لالختباء يف الدول‬ ‫السوفيتية السابقة أو يف أوروبا‪ .‬واآلن قد‬ ‫يجدون أنه من األسهل تنفيذ مؤامراتهم‪،‬‬ ‫ورمبا يساعدهم يف ذلك املتعاطفون‬ ‫املحليون‪ .‬لقد ساهم إهامل حكومات‬ ‫كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان‬ ‫وقمعها املطلق بحق املسلمني املتدينني‪،‬‬

‫يف أن يكون هــؤالء أهــدافــا جذابة‬ ‫للمتطرفني الذين يبحثون عن مجندين‬ ‫جدد‪ .‬العديد من املتشددين املشهورين‬ ‫يف الرشق األوسط لديهم اآلن متابعون‬ ‫كرث ناطقني باللغتني الروسية والعربية‬ ‫عىل وسائل التواصل االجتامعي»‪.‬‬ ‫وأشــارت مريونوفا إىل أنه «مع تغري‬ ‫مكان اإلرهــاب‪ ،‬يتعني عىل الواليات‬ ‫املتحدة وحلفائها تحديث اسرتاتيجياتها‬ ‫ملحاربته»‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪60‬‬

‫نساء في الموصل‬ ‫من التبعية للرجال‬ ‫الى معيالت لبيوتهن‬ ‫فيلي ‪ /‬ايمان حبيب‬

‫خالل ثالث سنوات من حكم تنظيم الدولة اإلسالمية في‬ ‫الموصل في شمال العراق‪ ،‬عانت النساء من التبعية لرجال‬ ‫العائلة‪ .‬اليوم‪ ،‬تحولت كثيرات الى معيالت ألوالدهن‪ ،‬أو هن‬ ‫ببساطة مصممات على تحدي التقاليد‪ ،‬فيتجهن الى تأسيس‬ ‫مشاريعهن الخاصة الصغيرة‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪62‬‬ ‫يف أحد شوارع املدينة‪،‬‬ ‫ميكن قراءة الالفتة التالية‬ ‫«بقالة أم مصطفى وأوالدها»‪ ،‬يف‬ ‫ظاهرة جديدة متاما عىل املوصل‬ ‫التي ترتسخ فيها عادات وتقاليد‬ ‫محافظة قدمية تعود حتى اىل ما‬ ‫قبل تنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫فقد رفضت أم مصطفى (‪27‬‬ ‫عاما) االستسالم وفضلت مواجهة‬ ‫التحديات بعدما فقدت زوجها‬ ‫الذي كان معيل العائلة‪ .‬وافتتحت‬ ‫دكانا صغريا قبالة شقة استأجرتها‬ ‫يف حي الفاروق يف غرب املوصل‪،‬‬ ‫مبساعدة خريين‪.‬‬ ‫وتعمل أم مصطفى اليوم داخل‬ ‫دكانها بثيابها السوداء التي‬ ‫ترتديها حدادا عىل زوجها الذي‬ ‫أعدمه تنظيم الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫ويرافقها عىل الدوام طفالها‬ ‫مصطفى (‪ 6‬سنوات) ومهيمن (‪4‬‬ ‫سنوات)‪.‬‬ ‫وتقول «يف البداية واجهت صعوبة‬ ‫بسبب نظرة الناس االجتامعية‪،‬‬ ‫إال أنهم اعتادوا عىل ذلك مبرور‬ ‫الوقت‪ ،‬وقدموا يل املساعدة‬ ‫بعدما تفهموا ظرويف االجتامعية‬ ‫واملادية»‪.‬‬ ‫عائلة من بني عرش‬ ‫ويعترب عمل النساء اللوايت يشكلن‬

‫‪ 57‬يف املئة من عدد سكان العراق‪،‬‬ ‫معيبا إجامال‪.‬‬ ‫وبحسب األمم املتحدة‪ ،‬فإن‬ ‫‪ 14‬يف املئة فقط من العراقيات‬ ‫يعملن أو يبحنث بنشاط عن عمل‪،‬‬ ‫يف مقابل ‪ 73‬يف املئة من الرجال‪.‬‬ ‫وال تشكل النساء إال ‪ 2‬يف املئة من‬ ‫نسبة موظفي القطاع الخاص‪.‬‬ ‫لكن النزاعات التي أدمت البالد‬ ‫عىل مدى العقود األربعة املاضية‪،‬‬ ‫خلفت مئات اآلالف من القتىل‬ ‫والجرحى‪ ،‬وأسفرت عن حاالت‬ ‫طالق‪ ،‬ما فرض تغيريات اجتامعية‪،‬‬ ‫وأصبحت عائلة من عرش تعيلها‬ ‫امرأة‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن انخراط النساء يف‬ ‫العمل إىل جانب الرجال واقع‬ ‫جديد مل يألفه أهايل املوصل‬ ‫سابقا‪.‬‬ ‫لكن أم مصطفى «اعتمدت عىل‬ ‫نفسها يف تحصيل قوتها ويجب‬ ‫أن تكون قدوة لغريها»‪ ،‬بحسب‬ ‫ما يرى جارها عادل زيك الذي‬ ‫يزور الدكان دامئا لرشاء الشوكوال‬ ‫والعصائر‪.‬‬ ‫«تحدي» املجتمع‬ ‫وافتتحت الشابة دانيا سامل (‪23‬‬ ‫عاما) من جهتها منذ شهر آب‪/‬‬ ‫أغسطس املايض محال لبيع الزهور‬ ‫يف منطقة املجموعة الثقافية يف‬

‫رشق املوصل‪ ،‬يعد األول من نوعه‬ ‫يف املدينة بعد طرد الجهاديني‪.‬‬ ‫وتدير سامل‪ ،‬وهي خريجة كلية‬ ‫اإلدارة واالقتصاد من جامعة‬ ‫املوصل‪ ،‬املرشوع وحدها‪ ،‬بعدما‬ ‫تعلمت املهنة من خالل عملها يف‬ ‫محل لبيع الورود يف مدينة أربيل‬ ‫خالل فرتة نزوحها وعائلتها من‬ ‫املوصل إبان سيطرة الجهاديني‪.‬‬ ‫وتقول الشابة «اعترب البعض عميل‬ ‫غريبا يف البداية‪ ،‬إال ان جامله‬ ‫ودقته دفعا الناس اىل تشجيعي‬ ‫وتقديم العون»‪.‬‬ ‫وتضيف «أنا لست يف حاجة مادية‬ ‫لهذا العمل‪ ،‬بقدر ما هو نوع من‬ ‫التحدي حتى تأخذ املرأة دورها‬ ‫تغي‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬خصوصا بعد ّ‬ ‫الكثري من املفاهيم االجتامعية‬ ‫عقب التحرير»‪.‬‬ ‫«خطوة أوىل»‬ ‫ومنذ دحر الجهاديني‪ ،‬تعود‬ ‫املدينة التي كانت يف ما مىض‬ ‫مركزا تجاريا تاريخيا يف الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬اىل االزدهار‪ ،‬وباتت‬ ‫حركة النساء فيها أكرث حرية‪.‬‬ ‫وتؤكد سامل أن «هذا املحل‬ ‫خطوة أوىل يل يف هذا املجال‪،‬‬ ‫ولدي طموحات ومشاريع كبرية‬ ‫لتطويره مستقبال»‪.‬‬ ‫وتشري الناشطة املدنية ريم محمد‬

‫اىل ان نساء أخريات يحاولن‬ ‫الرشوع يف األعامل‪ ،‬لكنهن‬ ‫يحتجن إىل دعم حكومي‪.‬‬ ‫وتضيف «النساء يف محافظة‬ ‫نينوى بحاجة إىل دعم أكرب‪ ،‬وإىل‬ ‫التوعية بحقوقهن‪ ،‬والحصول عىل‬ ‫فرص عمل مناسبة‪ ،‬واملشاركة‬ ‫الفاعلة يف الحياة العامة السياسية‬ ‫والثقافية» يف مدينة شهدت‬

‫دمارا كبريا بفعل تسعة أشهر من‬ ‫املعارك الدامية‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬يلفت رئيس‬ ‫لجنة التخطيط االسرتاتيجي يف‬ ‫مجلس محافظة نينوى خلف‬ ‫الحديدي إىل أن «هناك منحة‬ ‫مالية مخصصة للمحافظة تقدر‬ ‫مبليار دوالر أمرييك‪ ،‬سنستخدمها‬ ‫لوضع برامج لدعم قطاع‬

‫الشباب»‪.‬‬ ‫قروضا‬ ‫«سنمنح‬ ‫ويضيف‬ ‫لهم ترتاوح ما بني خمسة إىل‬ ‫عرشة ماليني دينار (بني ‪3700‬‬ ‫و‪ 7300‬دوالر) تشجيعا للحرف‬ ‫واملهن الصغرية»‪ ،‬مشريا اىل أن‬ ‫هذه القروض ستشمل الشبان‬ ‫والشابات‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 182‬السنة الخامسة عشر (كانون الثاني) ‪2019‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.