العدد الرابع والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫االبادة الجماعية للكورد الفيليني‬ ‫«جرح قومي» ‪ ،‬ال تنسوها رجاءاً‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫صورة الغالف‪Ramyar Jabar :‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪184‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫آذار ‪2019‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫الكورد الفيليون في حوار مشروع قانون الجنسية العراقية‬

‫‪16‬‬

‫محطات رياضية مشرقة في تاريخ الكورد الفيليين في العراق‬

‫‪34‬‬

‫مرحبا روحاني‪ ..‬وداعا ترامب‬

‫‪38‬‬

‫تطبيع عراقي مع إسرائيل‬

‫‪58‬‬

‫ان مأساة الكورد الفيليين التي اسمتها‬ ‫المحكمة الجنائية العليا عام ‪ 2010‬باإلبادة‬ ‫الجماعية (الجينوسايد)‪ ،‬جرح قومي ال‬ ‫يندمل بتعريفها باإلبادة الجماعية فقط‪،‬‬ ‫ومع االسف خالل السنوات الماضية‪،‬‬ ‫ابتعدت االطراف المعنية تماما عن اي‬ ‫عمل مشترك‪ ،‬حتى في هذه المناسبة‬ ‫االليمة‪ ،‬في وقت يكون احياء هذا الموضوع‪،‬‬ ‫بعيدا عن قرار المحكمة والمصادقة عليه‬ ‫من قبل الرئاسات الثالث‪ ،‬بحاجة العمل‬ ‫المشترك وتوحيد الخطاب‪.‬‬ ‫ففي السياسة واجنداتها والموقف الوطني‬ ‫لحكومة بغداد من الطبيعي‪ ،‬كونها وارثة‬ ‫للحكومات االجرامية السابقة‪ ،‬وحتى‬ ‫بعد قرار المحكمة‪ ،‬ان تنسحب من هذه‬ ‫الحقيقة وال تعوض الضحايا‪.‬‬ ‫وبرؤية واقعية‪ ،‬فان كل حزب وطرف‬ ‫سياسي قومي حرّ في اختيار كيفية‬ ‫االحتفاء بهذه المناسبة‪ ،‬ولكن تقدير‬ ‫واحترام الذكرى السنوية لهذه الفاجعة‬ ‫االليمة في اقليم كوردستان‪ ،‬بالدرجة‬ ‫االولى‪ ،‬يقع على عاتق حكومة االقليم‪،‬‬ ‫ولكن شكل االستذكار السنوي‪ ،‬يوحي لنا‬ ‫بانه حتى في كوردستان‪ ،‬ليست هناك‬ ‫استعدادات قومية لكي تجعل كارثة ابادة‬ ‫الكورد الفيليين من فاجعة شريحة الى‬

‫هوية لجريمة ابادة جماعية المة مضطهدة‬ ‫ومسلوبة الحقوق‪.‬‬ ‫وعدا عن النشاطات واالعمال السنوية‬ ‫للتعريف بهذه االبادة الجماعية‪ ،‬ال نرى‬ ‫ان حكومة اقليم كوردستان تقوم بحملة‬ ‫بالتعريف بإبادة الكورد الفيليين على‬ ‫المستوى العالمي كواجب قومي وادراجه‬ ‫ضمن ملف اعمالها‪ .،‬وكذلك على المستوى‬ ‫المحلي لم يتم توثيق ادلة وآثار هذه‬ ‫الجريمة كما يجب‪ ،‬كذلك فان وزارة الشهداء‬ ‫والمؤنفلين ومن اجل استذكار هذه‬ ‫المناسبة وعلى مستوى الشارع واالعالم لم‬ ‫تعمل من اجل توحيد االصوات والمواقف‬ ‫الوطنية تجاهها‪.‬‬ ‫ان النشاطات الخجولة تعني تصغير‬ ‫وتحقير ذكرى هذه الفاجعة العظيمة‪.‬‬ ‫ومثلما ان ذكرى االبادة الجماعية‬ ‫للبارزانيين وعمليات االنفال والقصف‬ ‫الكيمياوي لحلبجة هي ملك المتنا؛ فان‬ ‫جينوسايد الفيليين كذلك جرح قومي وله‬ ‫بعد وطني‪.‬‬ ‫ان ذكرى هذه الجريمة ضد االنسانية يجب‬ ‫ّأل تُحجب في خضم الصراعات السياسية‬ ‫والتباغض والحقد االيديولوجي والمذهبي‬ ‫تقض تلك الجريمة‬ ‫و المناطقية‪ ،‬وان لم‬ ‫ِ‬ ‫علينا فسكوتكم سينهينا‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫ثـروة البـارزاني‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫رغم أن الرئيس مسعود بارزاين‬ ‫ليس بحاجة اىل تضخيم إعالمي‬ ‫من قبل كاتب هنا‪ ،‬وآخر يدافع عنه‬ ‫هناك ويتحدث عن نزاهته وشجاعته‬ ‫وإخالصه وواقعيته السياسية‪ ،‬ألن غالبية‬ ‫مواطني كوردستان والعراق وسياسيي‬ ‫وقادة املنطقة والعامل يعرفونه ويعرفون‬ ‫قدراته كقائد وطني وقومي يتطلع اىل‬ ‫مستقبل شعبه‪ ،‬ويعرتفون بإنه مهم‬ ‫ومؤثر يتمتع بثقل سيايس وشعبي‬ ‫كبريين‪ ،‬وهو األقدر فه ً‬ ‫ام للتحوالت‬ ‫واملتغريات املحلية واإلقليمية‪ ،‬ويف حياته‬ ‫محطات مليئة بالفخر والجذب والشد‪.‬‬ ‫وله شبكة متينة من العالقات مع الكثري‬ ‫من الالعبني اإلقليميني وقادة األحزاب‬ ‫السياسية يف العراق واملنطقة والعامل‪،‬‬ ‫عالقات ترتقي مع بعضهم اىل الصداقة‬ ‫ومع البعض اآلخر اىل الرشاكة يف املواقف‪.‬‬ ‫وحتى خصومه وأعداء شعب كوردستان‬ ‫رضخوا لألمر الواقع ويعرتفون مجربين‬ ‫بقيادته وحكمته‪.‬‬ ‫سقت بهذا الكالم يك أتحدث عن التقرير‬ ‫الصحفي الذي تحدث قبل أكرث من‬ ‫عام عن ثروة الرئيس مسعود بارزاين‪،‬‬

‫عندما‪ ،‬عجز عدد من القنوات االعالمية‬ ‫والنواب والسياسيني والكتاب عن قراءة‬ ‫التقرير مبوضوعية وحيادية‪ ،‬وتحليلها‬ ‫بلغة الحكمة والعقل‪ ،‬أو بعيداً عن نطاق‬ ‫نظرية املؤامرة والتمنيات الشخصية‬ ‫والرصاعات السياسية واملنافع الحزبية‬ ‫(رغم أن الصحيفة التي نرشت التقرير‬ ‫قدمت إعتذاراً‪ ،‬وقالت ‪ :‬ان معلوماتها مل‬ ‫تكن دقيقة)‪.‬‬ ‫البعض من العاجزين‪ ،‬وبالذات الذين‬ ‫كانوا مرتهنني للتخمينات واالستنتاجات‬ ‫البسيطة التي تحظى بقبول ثلة منتفعة‬ ‫من تعقيد وتوتري االوضاع‪ ،‬روجوا بحفاوة‬ ‫وتأييد للموضوع عرب ترصيحاتهم وفق‬ ‫خطط مقصودة ومبرافعات طويلة‬ ‫ومناقشات وقحة‪ ،‬أو من خالل كتابات‬ ‫ركيكة مثرية ومنافية للحقيقة‪ .‬وإستبسلوا‬ ‫يف تصعيد وترية القلق‪ ،‬والظهورعىل‬ ‫القنوات الفضائية وأمام املئات بل اآلالف‬ ‫من املرهقني واملساكني ليوجهوا اليهم‬ ‫خطاباً ممزوجاً بالخداع والغش عن‬ ‫الجواز وعدم الجواز والحق والباطل‪.‬‬ ‫بعضهم ونتيجة ملوروثات سلبية سابقة‬ ‫وعقد تاريخية وضغائن قدمية‪ ،‬مل يستطعوا‬

‫إسقاط الحمل الذي عاش يف أحشائهم‬ ‫فوجدوا يف ذلك التقرير الصحفي شهادة‬ ‫تأييد ألكاذيب منظمة جديدة قدمية‬ ‫مليئة بالتهم الخطرية‪ ،‬فباركوا رسيعاً كل‬ ‫املقاالت التخوينية الفجة التي إعتمدت‬ ‫عىل التقرير املذكور‪ ،‬والتي أستخدمت‬ ‫فيها الجمل والعبارات القريبة من‬ ‫الخياالت العتيقة‪ ،‬بهدف التدليس عىل‬ ‫الجميع‪ .‬وأيدوا األساليب الفضفاضة‬ ‫والفربكات التي كتبت بسامجة‪ ،‬واملقوالت‬ ‫التي أطلقت وتناقلتها الفضائيات ومواقع‬ ‫التواصل االجتامعي‪ ،‬وخلقوا التوتر‬ ‫بتوصيفات خالية من التحليل‪ ،‬وجافوا كل‬ ‫الحقائق لغايات ومآرب خاصة ومعلومة‬ ‫بهدف إلهاء الشعب وتخديره‪ ،‬ورمبا‬ ‫تنوميه اىل أجل معني‪ ،‬وإلتبست عندهم‬ ‫املفاهيم والعادات والتقاليد والقيم‪،‬‬ ‫وإختلط لديهم العام بالخاص‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيجة مثرة عفنة ال يأكلها العاقل‪،‬‬ ‫ورائحة نتنة ال يقبلها الذوق‪ ،‬وتناسوا أو‬ ‫تجاهلوا األعداء املرتبصني بالكورد‪.‬‬ ‫الرئيس مسعود بارزاين‪ ،‬قرأ ودرس تلك‬ ‫الشائعة بسالسة وهدوء‪ ،‬ونظر إىل القضية‬ ‫مبوضوعية وعمق‪ ،‬فسمى الىشء بإسمه‪،‬‬ ‫وكشف عن الحقيقة بواقعها‪ ،‬وأدرك حجم‬ ‫الصخور املوجودة امام أبواب ونوافذ‬ ‫عقول املشككني الذين يستحقون ألقاباً‬ ‫يخجل اإلنسان من حملها‪ ،‬ورأى إنهم‬ ‫بحاجة اىل الصحوة واالتعاض والعودة اىل‬ ‫جادة الصواب‪ ،‬ألنهم كانوا يف غفوة‪ .‬فظهر‬ ‫وتحدث عن ثروته الحقيقية‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫«يتحدثون عن ثرويت‪ ،‬وال يعلمون أنني‬ ‫أغنى رجل يف العامل‪ ،‬وثرويت الفعلية تبلغ‬ ‫‪ 48‬مليون كوردي‪».‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫كوردستان‬

‫التعایش السلمي في عید نوروز القومي‬

‫من املعلوم بأن الوقائع الیمکن‬ ‫معرفتها تجریبیاً إال بطریقتین‪:‬‬ ‫إما مبارشة إذا لوحظت وهي تحدث‪،‬‬ ‫أو بطریقة غیر مبارشة بدراسة اآلؤثار‬ ‫التي ترکتها‪ .‬لکن عندما نری آلیة تعامل‬ ‫شعب كوردستان مع ذاکرته و تراثه و‬ ‫خصوصیته کفسحة للتعبري عن هویته‬ ‫وإثبات وجوده القومي بصدق‪ ،‬أو‬ ‫کرأسامل یحتاج الی الرصف واإلستثامر‪،‬‬ ‫أو كأفق یساعد علی شق طریق وإفتتاح‬ ‫خط جدید‪ ،‬نزداد إیامناً بقدرة هذا‬ ‫الحي علی تجاوز و مواجهة‬ ‫الشعب‬ ‫ّ‬ ‫التحدیات والصعاب وهو یقدّ س شعاع‬ ‫األمل يف إنجالء الظلم و بزوغ فجر‬ ‫الحریة‪.‬‬ ‫نوروز هو الیوم الجدید لدی الشعب‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬یحمل يف أعامقه إنقالب‬ ‫طبیعي يف الطقس‪ ،‬إذ یعلن نهاية فصل‬ ‫الشتاء وبداية الدخول اىل فصل الربيع‪،‬‬ ‫لذا یمكن أعتباره دلیل علی تجدد الحیاة‬ ‫و إستمراها‪.‬‬ ‫نوروز هو شأن من شؤون الكورد و‬ ‫جانب مهم يف تاریخ ثقافته املتوارثة‬ ‫وسمة من أبرز سامت تراثه العریق‬ ‫وقلام نجد حضارة تواصل فیها عنرص من‬ ‫عنارص تراثها كام تواصل نوروز يف تاریخ‬ ‫الكورد علی طول ما مرت من حقب‬ ‫موغلة يف القدم‪ ،‬فهو جزء من الحیاة‬ ‫الداخلیة لکل فرد كوردستاين‪ ،‬ینفجر من‬ ‫صمیمه ویعرب به عن إشکاالت حیاته و‬ ‫معاناته املتجسدة يف الظلم واإلضطهاد‪.‬‬ ‫أما إقلیم كوردستان‪ ،‬الذي یحتفل الیوم‬ ‫عید نوروز‪ ،‬فقد أصبح بفضل قیادته‬

‫الحکیمة منوذج یحتذی به يف املنطقة‪،‬‬ ‫خاصة عندما یتم الحدیث عن التعایش‬ ‫املشرتك و حسن الجوار اإلنساين‪.‬‬ ‫القائد مسعود بارزاين الذي تنبأ بنتائج‬ ‫أعامل شعبه وإنتصارات مقاتلیه علی‬ ‫داعش‪ ،‬أعداء اإلنسانیة من اإلرهابیین‪،‬‬ ‫بذر مبناسبة عید نوروز مرة أخری يف‬ ‫الشعب الكوردستاين بذور ثقافة النظر‬ ‫إىل الواقع كام هو بالفعل‪ ،‬کام بذر فیە‬ ‫بذور ثقافة العمل عىل تحسني الواقع‬ ‫الكوردستاين من خالل الوقوف دوماً يف‬ ‫صف الوطن وهو الذي أكد مرة أخری‬ ‫ومبناسبة عید نوروز علی مبدأ التسامح‬ ‫اإلنساين واألخالقي‪ ،‬لیشكل حجر‬ ‫األساس ملبادئ الدميقراطية الدستورية‬ ‫املستقبلية وح ّفز الحوار الثقايف املتحرض‬ ‫بني الطوائف والقوميات واالديان‬ ‫املختلفة وعزّز بسیاسته الحکیمة فلسفة‬ ‫التعایش السلمي کصناعة مفهومية يف‬ ‫كوردستان‪ ،‬هذه الثقافة هي التي أخرج‬ ‫اإلقلیم ولحسن الحظ من األزمة التي‬ ‫م ّر بها يف فرتة حمالت داعش اإلرهابیة‬ ‫و ما بعدها من حمالت شوفینیة و جعل‬ ‫هذا الشعب یتواصل و یسعی الی إبتکار‬ ‫أفکار جدیدة يف العمل‪ ،‬یعتمد علیها کي‬ ‫یتحقق التنمیة املنشودة و يك ال تتوقف‬ ‫عجلة التطور الذي یشهده اإلقلیم الیوم‪.‬‬ ‫نحن نعرف بأن الدميقراطية عملية‬ ‫وصريورة تراكمية‪ ،‬تنمو مع الزمن و‬ ‫عرب النضال الدٶوب للمجتمعات وأن‬ ‫النهضة والتنوير تعتربان من الرضوریات‬ ‫لخلق الفضاءات الدميقراطية‪ ،‬التي هي‬ ‫مطلب إنساين تحتاج بنية تحتية كخطوة‬

‫أولی لتسد وتشبع اإلحتياجات األساسية‬ ‫ألفراد املجتمع‪.‬‬ ‫إقلیم كوردستان هو جزء من قريتنا‬ ‫الكونية الصغرية التي نعیش فیها‪ ،‬فهناك‬ ‫ترابط وتشابك بني مصالح املجتمعات‬ ‫اإلقتصادية والثقافية الفكاك بینها‪ ،‬وهذا‬ ‫بدوره يساعد يف تنامي وتطور الوعي‬ ‫السيايس واإلجتامعي للوقوف ضد کل‬ ‫نظام الیحرتم التعددية وحق االختالف‬ ‫والتداول السلمي للسلطة وحقوق‬ ‫اإلنسان وحرية التعبري والتفكري والتطلع‬ ‫الی حياة أفضل‪.‬‬ ‫نوروز هو سنّة من ُسنن الحیاة‪ ،‬یعني‬ ‫بالنسبة للكورد النضال املستمر من أجل‬ ‫التخلص من اإلضطهاد و القيم التقليدية‬ ‫املوروثة‪ ،‬التي تبقی دوماً حجر عرثة أمام‬ ‫التطور والتغيري‪.‬‬ ‫إن اإلنتامء للوطن هو من أهم القيم‬ ‫الواجب غرسها من قبل املٶسسات‬ ‫الرتبوية يف نفوس الناشئة والرضوري‬ ‫تنمیتها لدی كل فرد كوردستاين‪.‬‬ ‫فالهویة الكوردستانیة التي تبلورت‬ ‫و تحولت بسببها اللغة والثقافة‬ ‫الكوردستانية الی لغة وثقافة حية وهنا‬ ‫یجب أن نذکر‪ ،‬بأن الفضل عائد الی‬ ‫السياسة الحكيمة للقيادة الكوردستانية‬ ‫املعتصمة بقيم الدميقراطية واملٶمنة‬ ‫بالتعایش السلمي بین املکونات و‬ ‫األدیان‪.‬‬ ‫وختاماً‪ ،‬لنصنع واقعنا الكوردستاين و‬ ‫نحرض يف زمننا بشكل فعال و مزدهر‪،‬‬ ‫يك نحسن اإلفادة من ماضینا و تاریخنا و‬ ‫نحسن إستقبال اآليت من الزمان‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪8‬‬

‫مشروع غاز نابكو‬

‫فيلي ‪ /‬صالح مندالوي‬

‫ملناسبه تغريات مالك الوزاره ومنها‬ ‫تغري اختصاص السيد الوكيل معتصم‬ ‫اكرم من وكيل الوزاره لشؤون توزيع املنتوجات‬ ‫النفطيه اىل شؤون الغاز انتاجا وتصديرا‪.‬‬ ‫تفقدت االخبار االقتصادية عن توفر غاز‬ ‫طبيعي ( ومنه الغاز الذي يكبس ليسال ) يف‬ ‫حقلني ضخمني هام خقل يف عكاز مبحافظه‬ ‫االنبار واالخر يف املنصوريه بشهربان يف جبل‬ ‫حمرين يف دياىل ‪ .‬الناطق بلسان الحكومه‬ ‫العراقيه يؤكد ان الشعب العراقي احوج اىل‬ ‫الغاز السائل اذ ما كاد توه من مغادره ازمه‬ ‫حقيقيه للغاز السائل ذلك ان الغاز كان يخرج‬ ‫ضمن مكامن النفط (مصاحبا) وكانت الحكومه‬ ‫(وزاره النفط ) مضطره اىل انتاج البرتول‬ ‫واعاده حقنه يف االبار فقط يك تستخلص الغاز‬ ‫السائل منه فصارت كلفتها عاليه جدا واالن‬ ‫وقد علمت وزاره النفط مبكمنيها فاعلنتها‬ ‫ضمن جوله الرتاخيص االوىل ومل يتقدم احد‬ ‫عليها او باالحرى كان هناك بونا شاسعا بني‬ ‫الكلفه التخمينيه والعطاء املعروض والن‬ ‫املعدات املطلوبه للغاز السائل غري مستخدمه‬ ‫يف العراق فان التخمني كان بعيدا جدا ملا ميكن‬ ‫ان تكلف يف االنتاج ‪.‬‬ ‫يف حني ان كردستان يف حقل جمجامل اذ‬ ‫منحت االمتياز لرشكتني عربيتني وقد باعتا‬ ‫بالنصف ب ‪ ٣٥٩‬مليون دوالر اىل رشكه‬ ‫منساويه واخرى هنغاريه كانت باكوره عملها‬ ‫محطه كهروغازيه ستنتج طاقه كهربائيه تقدر‬ ‫‪ ٥٠٠KVA‬تم افتتاحها من قبل رئيس وزراء‬ ‫االقليم نائب رئيس الوزراء الفدرايل وستعمل‬ ‫الرشكتان العربيتان بتجهيز مدن كردستان‬ ‫بالغاز املسال والرشكتان املشاركتان بنقل الغاز‬ ‫اىل اوربا ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫نـغــــــم‬ ‫تقود معركة‬ ‫الستعادة ضحكة‬ ‫االيزيديات‬ ‫بطريقتها الخاصة‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمــال‬

‫قد تكون املعركة العسكرية‬ ‫ضد تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫اقرتبت من نهايتها‪ ،‬لكن املعركة التي‬ ‫تخوضها الطبيبة النسائية نغم حسن‪،‬‬ ‫ال تزال مستمرة‪ ،‬ألن الجراح النفسية‬

‫التي تركتها وحشية عنارص التنظيم‬ ‫املتطرف عىل ضحاياها حفرت عميقا‬ ‫يف حياتهم ونفوسهم‪.‬‬ ‫وتقول نغم حسن (‪ 41‬عاما) «الحزن‬ ‫ال يزال هنا بني الناجيات» من طائفتها‬

‫األيزيدية التي تعرض أفرادها للتهجري‬ ‫والقتل والعنف والسبي واالغتصاب‪.‬‬ ‫وتضيف «أينام يذهنب يعانني‪ ،‬وال‬ ‫ميكنهن أن ينسني أبداً» ما تعرضن له‪.‬‬ ‫وأرغمت حسن عىل الهرب مع‬

‫عائلتها من بلدة بعشيقة القريبة من‬ ‫املوصل‪ ،‬إىل محافظة دهوك يف إقليم‬ ‫كوردستان بعد اجتياح تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية ملناطق واسعة يف العراق‬ ‫وسوريا‪ ،‬بينها إقليم سنجار حيث‬

‫تقيم أغلبية أيزيدية‪.‬‬ ‫ورغم مرور أكرث من أربع سنوات‬ ‫عىل هذا االجتياح وهزمية التنظيم‬ ‫منذ أكرث من عام يف العراق‪ ،‬مل تندمل‬ ‫الجروح الدفينة‪ ،‬خصوصا تلك التي‬

‫خلفتها عمليات بيع األيزيديات‬ ‫يف أسواق النخاسة وجعلهن سبايا‬ ‫استعباد جنيس‪ ،‬باإلضافة اىل عمليات‬ ‫خطف واغتصاب اآلالف منهن‪.‬‬ ‫يف بعض األحيان‪ ،‬تضطر نغم حسن‬ ‫لإلجابة عىل هاتفها خالل ساعات‬ ‫الليل‪ ،‬أو حتى استقبال مريضات‬ ‫يف الشقة التي تسكنها مع والديها‬ ‫وشقيقاتها وأشقائها‪ ،‬بعدما دمر منزل‬ ‫العائلة خالل املعارك ضد الجهاديني‪.‬‬ ‫ك ّرست حيايت‬ ‫وتقول الطبيبة العزباء «حيايت العائلية‬ ‫واالجتامعية وعميل‪ ،‬كلها تأثرت مبا‬ ‫حصل»‪.‬‬ ‫وتضيف «ك ّرست حيايت من أجل هذا‬ ‫اليش‪ ،‬مل أتزوج وليس لدي أطفال‪.‬‬ ‫أختي الصغرية تدرس الطب أيضاً‬ ‫لكن نصحتها أال تحذو حذوي يف هذا‬ ‫العمل»‪.‬‬ ‫كانت نغم يف بادئ األمر تقوم‬ ‫بزيارات منتظمة ملخيامت النازحني‬ ‫أو لعائالت‪ ،‬لكنها رسعان ما قررت‬ ‫وقف نشاطاتها التي ترتكز عىل أمراض‬ ‫نسائية للتوجه إىل العالج النفيس‪ .‬ومل‬ ‫يعد يف إمكانها وقف جهودها اآلن‪،‬‬ ‫بعدما أصبح رقم هاتفها الذي ال‬ ‫يتوقف عن الرنني‪ ،‬يف متناول الجميع‪.‬‬ ‫يف كل مرة ترد الطبيبة عىل اتصال‪،‬‬ ‫تغرق يف االستامع والتفكري يف الجراح‬ ‫التي خلفها الجهاديون‪ ،‬تلك املآيس‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫التي وصفتها األمم املتحدة بأنها‬ ‫«إبادة محتملة»‪ .‬ففي كل يوم‪ ،‬هناك‬ ‫عائلة تناشد إنقاذ أخت أو زوجة أو‬ ‫فتاة‪ ،‬بينهن جريحات أو مصابات‬ ‫بصدمات تودي إىل حد االنتحار‪.‬‬ ‫وتؤكد نغم أن «العامل الذي زرع‬ ‫الثقة بيني وبينهن هو أننا من الطائفة‬ ‫نفسها‪ .‬هذا كان له دور كبري برصاحة‬ ‫‪ ..‬ساعدين عىل كسب ثقة الناجيات»‬ ‫وكرس حاجز الخوف‪.‬‬ ‫خلف ذلك الحاجز‪ ،‬قصص رعب‪،‬‬ ‫عاشتها ألف ناجية أيزيدية تلقني‬ ‫مساعدة من نغم حسن‪ ،‬حتى اآلن‪.‬‬ ‫بينهن‪ ،‬فتاة صغرية اغتصبها‬ ‫الجهاديون ‪ 22‬مرة‪ ،‬ومل تكن تبلغ من‬ ‫العمر إال مثاين سنوات حني خطفها‬ ‫مقاتلو التنظيم‪.‬‬ ‫وبينهن أيضا ناديا مراد التي حازت‬ ‫مؤخرا جائزة نوبل للسالم‪ ،‬بعدما‬ ‫كانت سب ّية لدى تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية يف العراق‪.‬‬ ‫وتلقت مراد (‪ 25‬عاما) العالج عىل يد‬ ‫الطبيبة نغم حسن‪ ،‬قبل أن تبدأ مع‬ ‫املحامية الربيطانية اللبنانية األصل‬ ‫أمل كلوين خوض معركة الدفاع عن‬ ‫حقوق الطائفة األيزيدية‪.‬‬ ‫وكتبت مراد يف الصفحة األوىل من‬ ‫كتاب عن سريتها الذاتية قدمته‬ ‫للطبيبة‪ ،‬عبارة تقول «كل واحد منا‬

‫قاتل داعش مبا أمكنه‪ .‬لكن أنت كان‬ ‫لديك السالح األقوى‪ :‬معالجتنا»‪.‬‬ ‫وانضمت مراد إىل عائلتها يف أملانيا‪.‬‬ ‫وغادر العديد من األيزيديني العراق‪.‬‬ ‫إال أن نساء أخريات يعشن «صدمة‬ ‫جديدة» بسبب وجودهن يف‬ ‫مخيامت النازحني‪ .‬هنا فقر وزحمة‬ ‫وبرد قارس شتاء وحرارة خانقة صيفا‪،‬‬ ‫وكلها عوامل تقف عائقا أمام استعادة‬ ‫القوى والحياة الطبيعية‪.‬‬ ‫يف مخيم «كربتو» الذي تقصده‬ ‫الطبيبة نغم حسن بانتظام‪ ،‬وتتنقل‬ ‫فيه مرتدية سرتة طبية خرضاء داكنة‬ ‫يف جوالت يومية‪ ،‬ترتسم االبتسامات‬ ‫عىل الوجوه عند رؤيتها‪.‬‬ ‫بني سكان املخيم ليىل التي خطفها‬ ‫جهاديون مع ابنتها البالغة من‬ ‫العمر ‪ 12‬عاما (آنذاك)‪ .‬بلغت الفتاة‬ ‫الخامسة عرشة اليوم‪ .‬وتروي والدتها‬ ‫«أنها كانت غري قادرة عىل الكالم‪،‬‬ ‫وتبيك كل الوقت»‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬بعد متابعتها من حسن‪ ،‬متكنت‬ ‫الفتاة من مسح دموعها والعودة‬ ‫إىل مقاعد الدراسة‪ ،‬بحسب ما تقول‬ ‫والدتها بفرح‪.‬‬ ‫خالل تنقلها بني خيمة وأخرى‪ ،‬تقول‬ ‫نغم «مل أكن اتوقع أن املوضوع‬ ‫سيطول‪ ،‬وأنني سأعمل يف هذا املجال‬ ‫لسنوات»‪.‬‬

‫املـرأة االيزدية‬ ‫رمــز الســالم‬ ‫الزمة الشيخ یوسف‬

‫بعد املايس التي واجهه املكون‬ ‫االيزدي والتضحيات التي قدمه‬ ‫ابنائه يف مدينة شنكال اثناء اطالة يد‬ ‫الغدر يف الثالث من (آب) اغسطس‬ ‫عام (‪ )٢٠١٤‬من قبل تنظيم داعش‬ ‫االرهايب والتي كانت ضحيتها االف‬ ‫مؤلفة من املواطنني العزل رشد جرائها‬ ‫اهايل املدينة باكمله‪ ،‬إن ما جري من‬ ‫الدمار يف املدينة يعترب من الجرائم‬ ‫الالخالقية ضد االنسانية بجميع‬ ‫املقايس الدولية واملعاير القانونية‬ ‫يف العامل‪ ،‬هذا وبعد مرور اربعة‬ ‫سنوات متتالية عىل حدوث الكارثة‬ ‫ال يزال هناك الكثري من املخطوفني‬ ‫واملخطوفات االيزديني بيد هذا‬ ‫التنظيم االجرامي نسمع بني كل حني‬

‫وأخر بتحرير البعض منهم بطريقة‬ ‫او باخرى اال انه يف االيام القليلة‬ ‫املاضية قام املجرمون بقتل مجموعة‬ ‫كبرية من النساء الشنكاليات يف قرية‬ ‫(داغوز ) يف سوريا تهديدآ لتلك‬ ‫القوات املتمركزة بالقرب منهم بقتل‬ ‫جميع االرسى لديهم يف حال الهجوم‬ ‫واالقرتاب من مقراتهم علآم انهم‬ ‫يستخدمون املخطوفني كدروع برشية‬ ‫هناك امنا حدث للمرأة االيزدية من‬ ‫املآيس مؤخرا مل يشهده االنسانية من‬ ‫قبل حيث بشاعة االمور تجاهها لكنها‬ ‫بالرغم من كل ذلك تبقى رمزآ للسالم‬ ‫واالنسانية‪.‬‬ ‫جرائم (داعش) هذا التنظيم االرهايب‬ ‫مستمر وما يرتكبون به من الخروقات‬

‫بحق املدنيني وباالخص ابناء املجتمع‬ ‫االيزدي يهز ضمري االنسانية جميعا‪،‬‬ ‫اليخفي بان هذا املكون تعرض عىل‬ ‫مر التاريخ اىل (‪ )٧٤‬فرمانا اي كارثة‬ ‫برشية ويف كل واحدة منها نال املرأة‬ ‫نصيبها من الويل والعذاب‪ ،‬لكن ما‬ ‫تعرضت لها يف كارثة شنكال تفوق‬ ‫جميع التصورات واالعراف االنسانية‬ ‫عىل العامل ان التسكت عليه او‬ ‫يجعلها متر مرور الكرام ويجب ان‬ ‫يحاسب مرتكبيها اقىص انواع العقوبة‬ ‫يك تعيش املرأة يف جميع انحاء العامل‬ ‫بامان‪.‬‬ ‫وردا عىل ما ارتكبه االوغاد يف قرية‬ ‫داغوز ضد النساء الشنكاليات أقرتح‬ ‫ما يايت ‪:‬‬ ‫* عىل املجتمع الدويل التدخل بانقاذ‬ ‫بقية املخطوفني واملخطوفات يك ال‬ ‫يتعرضوا هم ايضا اىل املصري نفسه‪.‬‬ ‫* الستنكار هذه الجرمية وغريها‬ ‫عىل كافة الرشائح والفئات من ابناء‬ ‫املجتمع الكوردي بشكل عام وااليزدي‬ ‫عىل وجه الخصوص القيام بتظاهرة‬ ‫سلمية استنكارآ لحدوث هذه الجرمية‬ ‫الشنعاء‪.‬‬ ‫* عىل النشطاء املدنيني واالعالمني‬ ‫واملثقفني االهتامم بهذا املوضوع يف‬ ‫جميع وسائل االعالم وبكافة السبل‪.‬‬ ‫* الثامن من اذار يوم املرأة العاملي‬ ‫عىل الجهات الرسمية واملعنية من‬ ‫املنظامت النسائية ومنظامت حقوق‬ ‫االنسان أن تستنكر هذه الجرمية يف‬ ‫محافلها الرسمية ويعترب فيها بان‬ ‫املرأة االيزدية هي رمز السالم‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪14‬‬

‫الفيليون‬ ‫في بالد ليس‬ ‫فيها اقليات‬ ‫من منطلق انه لم يتبلور‬ ‫منذ قرابة عشرين عاما‪،‬‬ ‫اجماع على من يمثل‬ ‫معظم او كل الفيليين‪،‬‬ ‫فان االجتماع االستشاري‬ ‫االخير للرئاسات الثالث‬ ‫بمشاركة االطراف‬ ‫السياسية وممثلي‬ ‫المكونات واالقليات‬ ‫والذي عقد بدعوة من‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬تسبب‬ ‫مرة اخرى بهزة داخل‬ ‫البيت الفيلي؛ ‪...‬‬ ‫علي حسين فيلي‬

‫اذ يرى العديد من االشخاص‬ ‫ان من حقهم ان يشاركوا يف‬ ‫االجتامع كممثلني للفيليني يف هذا‬ ‫االجتامع‪.‬‬ ‫من الطبيعي‪ ،‬ان الحوارات واملساومات‬ ‫اساس للدميقراطية وان االتفاق بني‬ ‫جميع االطراف عىل اساس مصلحة‬ ‫هذا املكون امر ال غبار عليه ورضوري‬ ‫ويف محله‪ ،‬ولكن التناثر والضعف يف‬ ‫السنوات السابقة‪ ،‬مل يجرب االحزاب‬ ‫السياسية املتنفذة وال الحكومة‬ ‫عىل التحاور والتوافق بشأن حقوق‬ ‫الفيليني‪ .‬وهذا يأيت يف وقت‪ ،‬اصبحت‬ ‫مسائل حقوق االنسان وحامية حقوق‬ ‫االقليات منذ زمن طويل مسائل عاملية‪.‬‬ ‫والدستور العراقي الذي متت الصادقة‬ ‫عليه يف ترشين االول عام ‪ 2005‬يعرتف‬ ‫برصاحة بان العراق متعدد القوميات‬

‫واالديان واملذاهب‪ .‬وفق املادة ‪ 14‬منه‬ ‫فان جميع العراقيني متساوون امام‬ ‫القانون من دون اي تفرقة‪.‬‬ ‫والسياسة وتجربة االنكار والسعي‬ ‫لتذويب والقضاء عىل االقليات‪ ،‬بعد‬ ‫عرف هذا البلد بالتعددية يف االلوان‬ ‫واملكونات‪ ،‬تتحدث عن ان السنوات‬ ‫الـ‪ 18‬السابقة مارست السلطة تعامال‬ ‫سيئا مع االقليات واملكونات القومية‬ ‫والدينية املختلفة واستغلتها يف‬ ‫الرصاعات السياسية‪ .‬وبالشكل ذاته‬ ‫ألوضاع االطراف املتنفذة نفسها التي‬ ‫تنقسم عىل جبهات سياسية مختلفة‬ ‫وتتبع برامج عمل ورغبات ورؤى‬ ‫وسياسات تلك االحزاب‪ .‬واوضح مثال‬ ‫عىل هذا مسألة (الكوتا) التي جعلت‬ ‫من االحزاب السياسية هي املتحدث‬ ‫األوجه لألقليات وتعرف بنفسها عىل‬

‫انها هي من متثلهم‪ ،‬لتتمكن عن طريق‬ ‫هذه السياسة زيادة عدد مقاعدها‪.‬‬ ‫من املؤكد ان هذا هو الواقع العراقي‬ ‫الذي اصبحت مسألة التمثيل واختيار‬ ‫املمثلني هي املسألة الرئيسة لألقليات‬ ‫واملكونات بدال من املطالب واالرصار‬ ‫عىل حل املشكالت‪.‬‬ ‫وبشأن الفيليني كمكون داخل الكورد‬ ‫واقلية وسط العرب‪ ،‬من الناحية‬ ‫السياسية اصبح مرشوع متثيلهم يف‬ ‫مجلس النواب العراقي خارسا‪ .‬امام‬ ‫اقصائهم عن املناصب واملكانة يف‬ ‫السلطة التنفيذية‪ ،‬فمن مجموع ‪329‬‬ ‫مقعدا يف مجلس النواب‪ ،‬منح مقعد‬ ‫واحد كـ»كوتا» للكورد الفيليني‪ .‬ومن‬ ‫الواضح ان استعادة الحقوق ليس‬ ‫برتديد الشعارات فقط‪ ،‬بل باملبادرة‬ ‫واملشاريع‪ .‬وعندما يتحقق هذا‬

‫الوضع‪ ،‬عندما يكون للفيليني وجود‬ ‫يف املؤسسات الترشيعية والتنفيذية‬ ‫واملفاصل املهمة والحساسة يف السلطة‪.‬‬ ‫فاالن تعرف الشخصيات السياسية‬ ‫واالكادميية الكوردية الفيلية جيدا ان‬ ‫االحزاب السياسية تفكر يف النجاح‬ ‫والفوز يف االنتخابات وبدال من ترشيح‬ ‫شخص له حظوظ يف النجاح ال تفكر يف‬ ‫خيارات اخرى‪.‬‬ ‫ولهم تجربة اخرى وهي انه يف‬ ‫االنتخابات العراقية والكوردستانية‬ ‫االخرية‪ ،‬كان مرشحو االقليات حتى ان‬ ‫كانوا عىل رأس قوائم املرشحني ال يتم‬ ‫التصويت لهم من قبل انصار احزابهم!‬ ‫وهذا ما يعني ان الفيليني وبعد‬ ‫عرشات السنوات من العمل السيايس‬ ‫و‪ 18‬عاما من العمل املدين واملنظاميت‬ ‫ومشاركتهم يف عرشات ورش العمل‬

‫والعديد من املؤمترات‪ ،‬مل يستطيعوا ان‬ ‫يسخروا طاقاتهم ورؤاهم املختلفة يف‬ ‫خدمة موضوع ومصري مشرتك‪ ،‬أو ان‬ ‫يجدوا يف الرئاسة املشرتكة ح ًال‪ .‬وصوال‬ ‫الن تكون رئاسة وفودهم باالختصاص‬ ‫فيام بينهم يف االجتامعات الرسمية او‬ ‫ان متثلهم جهة ما كل مرة وال تكون‬ ‫حكرا عىل جهة واحدة‪.‬‬ ‫و التصارع والتنافس بني النظرة القومية‬ ‫واملنهاج املذهبي‪ ،‬بصورة دراماتيكية‪،‬‬ ‫عدا عن الرؤية وااليديولوجيا السياسية‪،‬‬ ‫ال يدع الفيليني يقررون بحرية؛ مثال ان‬ ‫يطالبوا باألرايض التي فقدوها‪ ،‬وسط‬ ‫رحى القومية واملذهب‪.‬‬ ‫والرؤى الضيقة‪ ،‬ال ترى من الرضورة ان‬ ‫يتغري عنوانهم يف مناطقهم ومرابعهم‬ ‫االصلية (وسط وجنوب العراق)ومن‬ ‫حامية ثقافتهم وخصوصياتهم‪ ،‬من‬ ‫مكون اىل اقلية (املكون الكوردي هم‬ ‫اقلية داخل االغلبية العربية ولكنهم‬ ‫من ناحية الحقوق املسلوبة هم‬ ‫اغلبية)‬ ‫واخري اذا كان الهدف من توجيه الدعوة‬ ‫اىل مثل تلك االجتامعات مع السلطة‪،‬‬ ‫تخريب البيت الداخيل لألقليات‬ ‫واملكونات فان القيادات العراقية‬ ‫السابقة قامت بأكرث من ذلك وادخلت‬ ‫البلد يف دوامة االزمات والدمار‪ .‬اما اذا‬ ‫كان الهدف منها معالجة املشكالت‪،‬‬ ‫فان العراق يسري بطريق خاطئ‪ .‬الن‬ ‫املعاناة داللة واضحة ومرة لحالة‬ ‫الالعدالة التي ال يعوض فيها املواطنون‬ ‫يف ظلها عن خسائرهم املادية‬ ‫واملعنوية‪ ،‬ويف اكرب احتامل ‪ ،‬فانه يف‬ ‫املستقبل سيتحول العراق اىل بلد من‬ ‫دون اقليات‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪16‬‬

‫الكورد الفيليون في حوار مشروع قانون الجنسية العراقية‬ ‫زكي رضا‬

‫ال نريد هنا مناقشة‬ ‫مشروع قانون‬ ‫الجنسية العراقية‬ ‫الذي أثار الكثري‬ ‫من اللغط خالل‬ ‫األيام القليلة املاضية‬ ‫بإستفاضة رغم‬ ‫أهميّته القصوى‪،‬‬ ‫وال مناقشة ما جاء‬ ‫على لسان من‬ ‫إستضافتهم القناة‬ ‫من خالل برنامج‬ ‫« بصراحة»‪ .‬حول‬ ‫األهداف غري املعلنة‬ ‫للقانون املراد إقراره‬ ‫على ما يبدو من قبل‬ ‫األحزاب الشيعية‬ ‫املوالية إليران‪...‬‬

‫الكورد الفيليون في حوار قناة دجلة الفضائية حول مشروع قانون الجنسية العراقية‪‎‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪18‬‬ ‫والتي هدفها هو التغيري‬ ‫الدميوغرايف يف البالد لصالح‬ ‫الرعايا اإليرانيني والذي هو يف الخامتة‬ ‫إمتداد لرصاع طويل بني الصفويني‬ ‫والعثامنيني‪ ،‬للسيطرة عىل العراق‬ ‫ومقدراته من خالل العامل املذهبي‪.‬‬ ‫هذا الرصاع الذي كان عليه أن ينتهي‬ ‫مع تأسيس الدولة العراقية الحديثة‬ ‫عام ‪ ،1921‬بإقرار مبدأ املواطنة‬ ‫وإلغاء ما يسمى مببدأ التبعية‪ ،‬هذا‬ ‫املبدأ الذي جعل العراقيني رعايا إيران‬ ‫وتركيا ببلدهم!!‪ ،‬فالعراقي الشيعي‬ ‫بشكل عام كان من التبعية اإليران ّية‬ ‫« فاريس»‪ ،‬والعراقي السنّي بشكل‬ ‫عام أيضا كان من التبعية العثامنية‬ ‫« تريك»!! ومن خالل هذا القانون‬ ‫الغريب والذي ال يوجد مثيل له يف‬ ‫العامل بأجمعه تقريبا‪ ،‬يكون العراق‬ ‫كبلد ال ميلك مواطنني أصليني!! لكن‬ ‫ونحن نبحث عن أمن بلدنا وإستقراره‬ ‫ومستقبله وتحرره من الهيمنة‪ ،‬سواء‬ ‫كانت دولية أو إقليمية‪ ،‬علينا أن‬ ‫نقف اىل جانب اآلراء التي تتخوف‬ ‫من تبني القانون وإقراره‪ ،‬والذي‬ ‫سيصب حتام يف مصلحة إيران‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التي جعلت من األحزاب الشيعية‬ ‫مطية لها لتنفيذ سياساتها يف بلدنا‬ ‫الذي بدأ يفقد مفهوم الدولة منذ‬ ‫نيسان ‪ 2003‬ولليوم‪ .‬فالقانون‬ ‫املزمع مناقشته وإقراره‪ ،‬يعترب جرمية‬

‫الفشل الذي رافق‬ ‫القوميين والبعثيين‬ ‫في بناء مجتمع متجانس‬ ‫ومتصالح مع نفسه من‬ ‫خالل إقرار مبدأ المواطنة‪،‬‬ ‫هو نفس فشل القوى‬ ‫الشيعية في بناء نفس‬ ‫المجتمع‪ .‬وبالتالي فأن‬ ‫فكرة القومية العربية‪،‬‬ ‫والفكرة اإلسالمية التي‬ ‫جاءت على أنقاضها‬

‫كربى بحق العراق وشعبه‪ ،‬وبوابة‬ ‫كبرية لتجنيس مئات اآلالف من‬ ‫اإليرانيني إن مل يكن أكرث‪ ،‬وما اىل هذا‬ ‫التجنيس من تداعيات كبرية عىل‬ ‫الواقع الدميوغرايف للبالد‪ ،‬والتأثري‬ ‫الكبري عىل امليزان السيايس يف كل‬ ‫إنتخابات‪ ،‬خصوصا ونحن نعتمد‬ ‫مبدأ املحاصصة الطائفية يف إدارة «‬ ‫الدولة»‪ .‬فهل تبنّي وإقرار القانون‬ ‫من قبل األحزاب الشيعية هو رد فعل‬ ‫عىل التسهيالت التي كان يقدمها‬ ‫النظام البعثي «القومي العرويب»‬ ‫للعرب السنّة من مختلف البلدان‬ ‫العربية للحصول عىل الجنسية‬ ‫العراقية وقتها!؟ فإن كان األمر كذلك‬

‫فهذا يعني‪ ،‬إن الفشل الذي رافق‬ ‫القوميني والبعثيني يف بناء مجتمع‬ ‫متجانس ومتصالح مع نفسه من‬ ‫خالل إقرار مبدأ املواطنة‪ ،‬هو نفس‬ ‫فشل القوى الشيعية يف بناء نفس‬ ‫املجتمع‪ .‬وبالتايل فأن فكرة القومية‬ ‫العربية‪ ،‬والفكرة اإلسالمية التي‬ ‫جاءت عىل أنقاضها‪ ،‬ال يستطيعان‬ ‫بناء وطن بامل ّرة‪ ،‬وأكرب دليل عىل‬ ‫فشلهام هو ما نعيشه كأمساة عىل‬ ‫مختلف الصعد اليوم‪.‬‬ ‫لقد كان من ضمن َمنْ إستضافتهم‬ ‫القناة يف برنامجها بتأريخ «‬ ‫‪ »2019/3/14‬و» تحت مسمى‬ ‫«باحث» يف الشؤون العراقية‪ ،‬السيد‬ ‫«رعد هاشم كاظم»‪ ،‬وال ندري‬ ‫إن كانت القناة قد أسبغت عليه‬ ‫هذه الصفة‪ ،‬أم أ ّنه يقدم نفسه‬ ‫كـ» باحث»‪ ،‬وليس محلل أو متابع‬ ‫سيايس!؟ فالباحث هو من ميتلك‬ ‫أدوات التحليل العلمية‪ ،‬والتي تعتمد‬ ‫يف املوضوع الذي يتناوله عىل أمور‬ ‫عدّ ة أهمها هو إعتامده عىل الظرف‬ ‫الزمكاين يف املوضوع الذي يتناوله‪،‬‬ ‫وهذا املفهوم يجد مكانا له يف مناهج‬ ‫البحث ملادة العلوم السياس ّية‪،‬‬ ‫تحت باب املنهج التأريخي‪ ،‬والذي‬ ‫يشري من خالل الدراسة العلمية اىل‬ ‫ّ‬ ‫أن بحث قضية ما ال تكتمل دون‬

‫العودة لجذورها التأريخية‪ .‬فهل عاد‬ ‫«الباحث» هذا اىل الجذور التأريخية‬ ‫ملشكلة الجنسية العراقية‪ ،‬قبل أن‬ ‫يدلو بدلوه يف أعقد مشكلة واجهت‬ ‫وتواجه شعبنا لليوم!؟ وهل «باحثنا»‬ ‫هذا ذو نظرة محايدة تجاه عراقية‬ ‫الكورد الفيليني من عدمها وإتهامهم‬ ‫بنقل أرسار البلد إليران كام يدعي‪،‬‬ ‫والتي هي « الحيادية» ركن أساس‬ ‫من أركان البحث السيايس أو العلمي‬ ‫الرصني؟ وهل إعتمد عىل جداول‬ ‫إقتصادية رسمية‪ ،‬وهو يتناول قضية‬ ‫رأس املال الوطني ودوره يف الدورة‬ ‫اإلقتصادية للبالد؟ وهو يتهم بشكل‬ ‫ساذج الكورد الفيليني إستصغارا‬ ‫وإستهزاءا كونهم « ّ‬ ‫عملة» عند‬ ‫اليهود العراقيني قبل تهجريهم‪،‬‬ ‫والذي قاله « الباحث» بنفس‬ ‫عنرصي ميلء بالحقد والكراهية‬ ‫والعنرصية‪ ،‬بهيمنتهم عىل سوق‬ ‫الشورجة كمركز تجاري‪ .‬علام أن‬ ‫التجار الكورد الفيليني إستثمروا‬ ‫أموالهم داخل الوطن كجزء من‬ ‫الربجوازية الوطنية ومساهمتهم يف‬ ‫تنشيط الحياة اإلقتصادية بالبلد‪ ،‬لذا‬ ‫نراهم يعيشون حياة الفاقة والعوز‬ ‫بعد تهجريهم اىل إيران وسلب‬ ‫ممتلكاتهم‪ .‬عىل عكس غريهم‬ ‫من العثامنيني والصفويني الذين‬ ‫يستثمرون األموال املهر ّبة واملنهوبة‬

‫من شعبنا يف مختلف دول العامل‬ ‫ومنها دول الجوار العراقي والخليج‬ ‫!؟ وهل سار» الباحث» هذا عىل‬ ‫مبدأ املنهج الكالسييك يف بحث قضية‬ ‫إجتامعية ذات أبعاد سياسية كقضية‬ ‫تهجري الكورد الفيليني‪ ،‬من خالل‬ ‫إستناده اىل العقل واملنطق يف تفسري‬ ‫األمور للوصول اىل الحقيقة والتي‬ ‫هي مراد الباحث الرصني والحيادي؟‬ ‫سوف نحاول إختصار الرد عىل ما‬ ‫جاء به « الباحث» من تهم لرشيحة‬ ‫قدّ مت للعراق الكثري ومل تحصل ّال‬ ‫عىل الفتات كالكورد الفيليني‪ ،‬كون‬ ‫ما جاء به ال يستحق الرد مطلقا‪،‬‬ ‫فالرجل حاول قلب حقائق يعرفه‬

‫نراهم يعيشون حياة‬ ‫الفاقة والعوز بعد‬ ‫تهجيرهم الى إيران‬ ‫وسلب ممتلكاتهم‪.‬‬ ‫على عكس غيرهم من‬ ‫العثمانيين والصفويين‬ ‫الذين يستثمرون األموال‬ ‫المهربّة والمنهوبة من‬ ‫شعبنا في مختلف دول‬ ‫العالم ومنها دول الجوار‬ ‫العراقي والخليج ‪...‬‬

‫الكثري من أبناء شعبنا‪ ،‬ومنهم مقدّ م‬ ‫الربنامج الذي مل تسعفه ذاكرته وال‬ ‫فهلوته هذه املرة ملحاججة ضيفه‬ ‫ببديهيات يعرفها كل عراقي‪ ،‬والتي‬ ‫سنأيت عىل ذكرها الحقا‪.‬‬ ‫يصب «الباحث» هذا جام غضبه‬ ‫ّ‬ ‫وهو يتناول القانون الجديد للجنسية‬ ‫العراقية‪ ،‬عىل املكون الكوردي الفييل‬ ‫« بعد أن أخذهم كمثال» بإعتبارهم‬ ‫إمتداد فاريس كام يقول‪ ،‬دون العودة‬ ‫لجذر مشكلة املواطنة بالعراق‪،‬‬ ‫والتي الزالت محل جذب وشد بني‬ ‫قوى سياسية متثل الطوائف أو متيل‬ ‫إليها يف أحسن األحوال وهي تضع‬ ‫الخطوط العريضة لشكل املواطنة‬ ‫بالبلد! وعوضا من أن يقوم «‬ ‫الباحث» هذا ومعه كل من يهمه‬ ‫مصلحة بلدنا وشعبنا‪ ،‬ببلورة رأي عام‬ ‫ضاغط من أجل إعالء شأن املواطنة‬ ‫العراقية بسنّ قانون موحد للجنسية‪،‬‬ ‫ال يعرتف اال بعراقية العراقي دون‬ ‫اإلستناد اىل ما يعرف « بالتبعيتني‬ ‫العثامنية واإليرانية»‪ ،‬نراه يريد‬ ‫الهروب اىل األمام‪ ،‬بإنتخابه أضعف‬ ‫الحلقات يف النسيج اإلجتامعي‬ ‫العراقي من ناحية إمتالكهم ملا‬ ‫يسمى بشهادة الجنسية أي الكورد‬ ‫الفيليني‪ ،‬ليهاجمهم وينتقد من‬ ‫خاللهم مرشوع قانون الجنسية‬ ‫العراقي الجديد‪ .‬لكنه مير عن عمد‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪20‬‬ ‫أو عدم دراية عىل عشائر عربية‬ ‫كانت حتى القرن الثامن عرش تسكن‬ ‫نجد والحجاز قبل أن تهاجر اىل‬ ‫العراق وهذا أمر طبيعي وقتها كام‬ ‫هجرة الكورد الفيليني‪ ،‬كام ومير مرور‬ ‫الكرام عىل عوائل معروفة من التي‬ ‫كان لها دورا بارزا عىل الصعيدين‬ ‫السيايس واإلقتصادي بالعراق‪ ،‬رغم‬ ‫أنهم من أصول غري عراقية!! ففي‬ ‫معرض تناوله (الچلبيني) يقول حنا‬ ‫بطاطو ( واألمر اآلخر الذي البد‬ ‫من مالحظته بالنسبة للچلبيني كان‬ ‫األصل غري العراقي للكثريين منهم‪،‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬فقد كان أصل‬ ‫الرششفيني من بالد فارس‪ ،‬وكانت‬ ‫عائالت الشاهبندر والباچچي‬ ‫والقشطيني من سورية‪ ،‬وعائالت‬ ‫وعسايف‬ ‫الزيبق وغنّام وصالح وثن ّيان ّ‬ ‫وبصام ومنديل وزهري وعبد الواحد‬ ‫ّ‬ ‫من نجد)»‪ ،»1‬وعدم تناوله عدم‬ ‫عراقية الذين أرشنا إليهم قبل قليل‪،‬‬ ‫تفس من أن شوفينية « الباحث»‬ ‫ّ‬ ‫هذا هي بال حدود‪ .‬خصوصا وأنه‬ ‫يتهم الكورد الفيليني بنقل املعلومات‬ ‫إليران أي التجسس لصالحها!! عىل‬ ‫الرغم من عدم تبوأ كوردي فييل‬ ‫واحد ملنصب سيادي بالبلد ليكون‬ ‫قريب من املعلومات اإلسرتاتيجية‬

‫التي تحتاجها الدول وتحصل‬ ‫عليها من جواسيسها‪ .‬فالكوردي‬ ‫الفييل املحروم من سلك العسكرية‬ ‫والرشطة واألمن واملخابرات والسلك‬ ‫الديبلومايس وغريها‪ ،‬عالوة عىل‬ ‫وجوده يف دائرة الشك دوما ما‬ ‫يجعله يف خوف دائم من السلطات‪،‬‬ ‫ومهام كانت إمكانياته « بالتجسس»‪،‬‬ ‫فأنه ال يصل اىل إمكانيات رجال مثل‬ ‫( نوري السعيد – تريك – عريب – سني‬ ‫والذي كان رئيسا للوزراء ‪ 14‬مرة‪ ،‬و‬ ‫ناجي شوكت تريك مستعرب – سني‬ ‫رئيس وزراء ملرة واحدة‪ ،‬وحكمت‬ ‫سليامن – متحدر من أصل موىل‬ ‫أصبح مسلام – سني رئيس وزراء‬ ‫ملرة واحدة) «‪ ، »2‬فلامذا ال يتهم‬

‫هل من الممكن إصدار‬ ‫جواز سفر عراقي ولليوم‬ ‫دون إظهار شهادة‬ ‫الجنسية العراقية‬ ‫للسلطات؟ كما كفر «‬ ‫الباحث» كفرة صلعاء‬ ‫حينما قال ّ‬ ‫أن التبعية‬ ‫«هكذا» ومنهم الكورد‬ ‫الفيليون كانوا ال‬ ‫يخدمون خدمة العلم ‪...‬‬

‫«باحثنا» هذا هذه الشخصيات‬ ‫بالخيانة والتجسس لرتكيا العثامنية‬ ‫مثال وهم يف أعىل منصب بالدولة‪،‬‬ ‫إن كانت األصول غري العربية متهمة‬ ‫بالتجسس يف العراق!؟‬ ‫لقد تجاوز « الباحث» بديهيات‬ ‫يعرفها الشارع العراقي جيدا‪،‬‬ ‫حينام قال‪ :‬أن الكورد الفيليني‬ ‫تم تهجريهم ألنهم ال ميتلكون‬ ‫قد ّ‬ ‫الجنسية العراقية!! وتفسريه غري‬ ‫املنطقي هذا يدفعنا لنتساءل‪ :‬هل‬ ‫كانت الجامعات واملعاهد العراقية‬ ‫والتي تخرج منها اآلالف من الكورد‬ ‫الفيليني‪ ،‬تقبل يف صفوفها عراقيني ال‬ ‫ميتلكون شهادة الجنسية العراقية؟‬ ‫هل كان التجار الكورد الفيليون‬ ‫يسافرون خارج البلد بدون جوازات‬ ‫سفر!؟ وهل من املمكن إصدار‬ ‫جواز سفر عراقي ولليوم دون إظهار‬ ‫شهادة الجنسية العراقية للسلطات؟‬ ‫كام كفر « الباحث» كفرة صلعاء‬ ‫حينام قال ّ‬ ‫أن التبعية «هكذا» ومنهم‬ ‫الكورد الفيليون كانوا ال يخدمون‬ ‫خدمة العلم‪ ،‬والتي كانت رشطا‬ ‫لحصولهم عىل الجنسية العراقية!! ال‬ ‫أعتقد إنني ككوردي فييل مجرب هنا‬ ‫التخرصات‪ ،‬وال‬ ‫للرد عىل مثل هذه‬ ‫ّ‬ ‫مثل هذه املحاوالت البائسة لطمس‬ ‫الحقائق التي اليريد « الباحث» أن‬ ‫يراها‪ ،‬ألسباب منها ما يتعلق بنهجه‬

‫الشوفيني‪ ،‬أو بخلفيته السياسية عىل‬ ‫ما يبدو‪.‬‬ ‫إن عملية إفراغ العراق من مكوناته‬ ‫غري العربية وغري املسلمة هو هدف‬ ‫قومي عرويب مريض‪ ،‬والزال ولليوم‬ ‫حلم أناس مرىض اليريدون قراءة‬ ‫التأريخ وما أوصلته أفكارهم من‬ ‫مآيس للبلدان والشعوب العربية‪،‬‬ ‫ومنها بلدنا العراق‪ .‬وقد بدأت أوىل‬ ‫عمليات التهجري بحق يهود العراق‬ ‫الذين أستوطنوا العراق بعد سبيهم‬ ‫من قبل اآلشوريني وبعدهم البابليني‬ ‫منذ العام ‪ 859‬ق‪ .‬م‪ .‬وحتى تهجريهم‬ ‫أواخر أربعينيات القرن املايض‪.‬‬ ‫والواقع ّ‬ ‫أن الطائفة اليهودية بالعراق‬ ‫كام يقول (حنا بطاطو) « كانت عربية‬ ‫متاما‪ ،‬أو إذا كان القاريء ّ‬ ‫يفضل‪،‬‬ ‫فقد كانت مستعربة‪ .‬كانت لغتها‬ ‫عربية‪ ،‬وكانت العربية تستخدم حتى‬ ‫يف طقوسها الدينية‪ .‬وكان طعامها‬ ‫عربيا‪ ،‬وكانت خرافاتها عربية‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمثال التي تستخدمها‪ ،‬وكان الكثري‬ ‫من عاداتهاعربيا‪ ،‬وحتى الحريم كان‬ ‫يشكل جزءا من أعرافها» «‪ .»3‬وإن‬ ‫كان تهجري اليهود العراقيني قد تم‬ ‫إبان تأسيس دولة إرسائيل وخسارة‬ ‫الجيوش العربية الحرب مبا يطلق‬ ‫عليه عام النكبة‪ّ .‬‬ ‫فأن تهجري الكورد‬ ‫الفيليني كانت ألسباب يجب أن ال‬ ‫تكون بعيدة عن فهم « الباحث»‬

‫حينما أدخل رفاقكم من‬ ‫البعثيين العثمانيين‬ ‫العراق في نفق مظلم‬ ‫صبيحة الثامن من‬ ‫شباط األسود سنة ‪1963‬‬ ‫‪ ،‬سارع الكورد الفيليين‬ ‫لمقاومتهم في منطقة «‬ ‫عگد األكرد»‪ .‬هذه المقاومة‬ ‫ومواقفهم الوطنية‬ ‫العديدة كانت أحد أهم‬ ‫أسباب تهجيرهم الثاني ‪...‬‬

‫وهو «خبري» بالسياسة العراقية‪.‬‬ ‫نهجر وتصادر‬ ‫إننا ككورد فيليني ونحن ّ‬ ‫وثائقنا الثبوتية وأموالنا املنقولة وغري‬ ‫املنقولة‪ ،‬ويغ ّيب اآلالف من شاباتنا‬ ‫وشبابنا‪ ،‬فإننا ندفع مثن مواقفنا‬ ‫الوطنية تجاه شعبنا ووطننا‪ ،‬وليس‬ ‫ألننا « جواسيس» أو « طابورخامس»‬ ‫كام تقول أيها السيد « الباحث»‪.‬‬ ‫فحينام كان « العراقيون» من التبعية‬ ‫العثامنية يقفون اىل جانب اإلقطاع‬ ‫ويصمتون بذل عىل العدوان الثاليث‬ ‫عىل مرص عام ‪ ،1956‬كان الكورد‬ ‫الفيليني يف مقدمة املنتفضني يف‬ ‫مدينة الحي الباسلة أثناء إنتفاضتها‬ ‫« إنتفاضة الحي»‪ ،‬وبعد القضاء عىل‬ ‫اإلنتفاضة‪ ،‬سارع أجدادك العثامنيون‬

‫لإلنتقام من الكورد الفيليني‪ ،‬بتهجري‬ ‫العديد من العوائل الفيلية التي‬ ‫ساهم أبنائها يف تلك اإلنتفاضة‬ ‫البطولية اىل إيران‪ .‬وحينام أدخل‬ ‫رفاقكم من البعثيني العثامنيني‬ ‫العراق يف نفق مظلم صبيحة الثامن‬ ‫من شباط األسود سنة ‪، 1963‬‬ ‫سارع الكورد الفيليني ملقاومتهم يف‬ ‫منطقة « عگد األكرد»‪ .‬هذه املقاومة‬ ‫ومواقفهم الوطنية العديدة كانت‬ ‫أحد أهم أسباب تهجريهم الثاين سنة‬ ‫‪ . 1970‬أ ّما تهجريهم األكرث وحش ّية‬ ‫وبشاعة فقد كان يف نيسان ‪1980‬‬ ‫‪ ،‬من خالل مرسحية بائسة والنظام‬ ‫البعثي يهيأ نفسه لخوض حرب‬ ‫غيت الوضع الجيوسيايس باملنطقة‬ ‫ّ‬ ‫برمتها‪ ،‬وقادت شعبنا ووطننا اىل ما‬ ‫هو عليه اليوم‪.‬‬ ‫الس ّيد « الباحث»‪ ،‬شخصيا ال‬ ‫ّ‬ ‫يشفني أن أكون من أتباع دولة غري‬ ‫العراق‪ ،‬فلتترشف أنت بعثامنيتك‬ ‫وغريك بصفويته‪.‬‬ ‫«‪ - »1‬العراق – الطبقات اإلجتامعية‬ ‫والحركات الثورية من العهد العثامين‬ ‫حتى قيام الجمهورية‪ ،‬ص ‪« 298‬‬ ‫لحنا بطاطو‪.‬‬ ‫«‪ »2‬املصدر السابق « ص ‪»214‬‬ ‫«‪ »3‬املصدر السابق «ص ‪– 295‬‬ ‫‪«296‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيليات‬

‫‪22‬‬

‫اربعون عام ًا ازادت سبع ًا‬ ‫اه من تلك الجراح‬ ‫افق من رشودي‬ ‫ترتجف احالمي من الربد‬ ‫تكبح انفايس‬ ‫تخرج من صدري‬ ‫لتغفوا عىل جفوين قطرات الدمع‬ ‫بؤس من مل يأخذه عىل محمل الجد‬ ‫رحلة دون عودة‬ ‫فيها العمر ضاع‬ ‫دون طموح‬ ‫وقد بلغني الشيب‬ ‫وسلبت مني الفرحة يف داخيل‬ ‫وايب مات بعيداً ريض الله عنه‬ ‫تسكب رحم ًة وعط ًفا‬ ‫وما زالت أمي رحمها الله‬ ‫ُ‬ ‫تذكرين ‪...‬بالتسفري والهجران‬ ‫اربعون عاماً ازادت سبعاً‬ ‫ما غفا حزين ميوت‬ ‫مل يعد عمري يكفي الرجاعها‬ ‫قضيت يف مداواته‬ ‫قريب‬ ‫طم ًعا يف وعد لقا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫لم تلوح خواتيمه يف األفق شي ًئا فشي ًئا‬ ‫ُ‬ ‫كح ٍ‬

‫والقلب ُمتعب يف وعد منتظر‬ ‫بعد ان ُشد شعبي‪..‬يف البوادي والجبال والشتات‬ ‫مل اجد غري االماين ‪...‬‬ ‫واهات لييل تجرها الصباح‬ ‫حطم املقبور عيش و جنحي‬ ‫رحاً ‪..‬‬ ‫ُك َّلام عالجت ُج َ‬ ‫رماين الجرح نزفاً اخر‬ ‫وانا امل اهايت ودموعي‪..‬‬ ‫مل تقتل جامحي‪..‬‬ ‫حيث تسكن جسدي النحيف‬ ‫انام عىل ترانيمها‬ ‫رغم الجراح واالنني‬ ‫التي تجالس نفيس‬ ‫استيقض عىل وهم مؤمل‬ ‫اشعر بالخوف القادم‬ ‫الطارق عىل الباب‬ ‫لطيف من ذكرى اوجاع‬ ‫توشم قساوته ‪..‬اتأمل بحزن‬ ‫وتنزع الحياة من أحشاء الروح‬ ‫*«سبعاً» هي سنوات التسفري‬ ‫القرسي للكورد الفيليني‬

‫عبد الخالق الفالح‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫الفيليون ال يليق‬ ‫بهم التعويض‬ ‫عبارة ( مستنطقني عذابات القمع القومي يف جمازر الكورد الفيليني )‬ ‫اليت وردت يف ديباجة الدستور العراقي وحدها كانت مثنا خيتصر املأساة‬ ‫اإلنسانية والعذاب الطويل والتهجري واملوت والتجارب الكيماوية على‬ ‫أجساد شباب يف عمر الورد ‪ ،‬وحدها تلخص املعاناة اليت مل متارس من قبل‬ ‫دولة من الدول إال يف العراق احملكوم من قبل الطاغية‬ ‫زهير كاظم عبود‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫حني قامت أجهزة األمن‬ ‫بجمع كل أفراد عوائل الكورد‬ ‫الفيليني من أهل العراق رجاال‬ ‫ونساءا وأطفاال وشيوخا ‪ ،‬مقعدين‬ ‫وعاجزين ومرىض ‪ ،‬موظفني‬ ‫وعلامء وتجار وعامل وكسبة ‪،‬‬ ‫دون استثناء فمجرد كونهم من‬ ‫الفيليني يشكل تهمة كبرية وجرمية‬ ‫مل تغفرها السلطة ‪ ،‬بعد أن تنتزع‬ ‫منهم كل أموالهم املنقولة قبل أن‬ ‫تقرر السلطات انتزاع أموالهم غري‬ ‫املنقولة وهي أموالهم وأمالكهم‬ ‫الثابتة وفق القانون ‪ ،‬وتجردهم‬ ‫من جميع مستمسكاتهم الثبوتية‬ ‫والقانونية التي تثبت عراقيتهم‬ ‫وطنيتهم ‪ ،‬ومتنع عنهم كل اتصال‬ ‫أو التقاء أو توصية أو الوصول اىل‬ ‫ما ميلكون بأية وسيلة ‪ ،‬وتقسمهم‬ ‫اىل ثالث أقسام وفق اختيارات‬ ‫وتفصيل وضعته األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫القسم األول ‪ :‬يتم نقلهم بسيارات‬ ‫عسكرية برسعة ورميهم عىل‬ ‫الحدود امللتهبة بني العراق وإيران‬ ‫‪ ،‬يف مناطق ممتلئة باأللغام ‪ ،‬ويف‬ ‫سهول وجبال غري مأهولة بالبرش ‪،‬‬ ‫وتطلقهم مع إطالق النار عليهم ‪،‬‬ ‫حتى يركضوا ويتسارعوا باالبتعاد‬ ‫عن حدود العراق باتجاه إيران ‪،‬‬ ‫فريكض منهم من يستطيع حتى ال‬ ‫يصاب جراء وابل زخات الرصاص ‪،‬‬ ‫فيقع يف حقول األلغام ‪ ،‬وحني ينفجر‬

‫اللغم املحظوظ منهم من تبرت يده‬ ‫أو رجله فينقل مبتورا ‪ ،‬واألكرث‬ ‫حظا منهم من يتجاوز تلك األلغام‬ ‫بقدرة الحظ ‪ ،‬ويحمل عددا منهم‬ ‫آبائهم وأمهاتهم عىل ظهورهم ‪،‬‬ ‫وال راحة وال مجال للتنفس يف هذه‬ ‫الرحلة نحو املجهول ‪ ،‬فيستقبلهم‬ ‫حرس الحدود اإليراين وينقلهم اىل‬ ‫مخيامت قريبة من مناطق الحدود‬ ‫تجمعهم باعتبارهم مواطنني‬ ‫مرشدين دون وطن ‪ ،‬وبرش دون‬ ‫هوية للتعريف عن شخصياتهم ‪،‬‬ ‫والجئني ال يحملون صفة اللجوء‬ ‫‪ ،‬بانتظار ما تقرره عليهم سلطة‬ ‫دولة مجاورة مل تزل تداوي جراحها‬ ‫من حرب بينها وبني العراق أكلت‬ ‫من شبابها وثرواتها وترابها ‪ ،‬مثلام‬ ‫خرس العراق فيها مثلها ‪ ،‬فيقيم‬ ‫بعض من هؤالء يف مخيامت‬ ‫إيرانية ‪ ،‬ويرحل غريهم اىل بالد الله‬ ‫الواسعة ‪ ،‬فيبدأوا بحياة جديدة‬ ‫يف مغرتباتهم وأوطانهم الجديدة‬ ‫‪ ،‬فيبدعون ويربزون ‪ ،‬ويساندوا‬ ‫املعارضة العراقية من أجل السعي‬ ‫إلسقاط سلطة الطاغية‪.‬‬ ‫الثاين ‪ :‬تقاد أعداد كبرية من‬ ‫شبابهم برصف النظر عن تحصيلهم‬ ‫الدرايس واإلنساين ومكانتهم‬ ‫االجتامعية اىل أقبية الزنازين يف‬ ‫سجن أيب غريب دون أن يعرف‬ ‫أي منهم التهمة املسندة إليه ‪، ،‬‬ ‫فيتم تحميلهم بسيارات ( الزيل‬ ‫العسكرية ) أكداسا ‪ ،‬يتم االحتفال‬ ‫بوصول طوابريهم بصفوف من‬

‫عنارص أجهزة األمن التي تعتدي‬ ‫عليهم حني ينزلون اىل أماكن‬ ‫احتجازهم ‪ ،‬بالرضب بعيص غليضة‬ ‫وأنابيب مطاطية وهم عراة إال‬ ‫من مالبسهم الداخلية ‪ ،‬ويتكرر‬ ‫املشهد يف عدة صباحات أمام أنظار‬ ‫سجناء سياسيني ‪ ،‬دون أن يتعرفوا‬ ‫عىل أسباب رضبهم ومعاملتهم‬ ‫بهذه القسوة ‪ ،‬ويتم تقسيمهم يف‬ ‫زنزانات خاصة أخليت إال منهم‬ ‫‪ ،‬بانتظار أن يتم إنجاز صفحة‬ ‫غادرة ومهينة بارتكاب جرمية‬ ‫إنسانية كبرية بإخضاعهم جميعا‬ ‫اىل التجارب الكيمياوية ليقضوا‬ ‫نحبهم تحت هذه التجارب ‪ ،‬دون‬ ‫ضجة من الدول التي تضع أعالمها‬ ‫يف مجلس األمن ‪ ،‬ودون اعرتاض‬ ‫من منظامت حقوق اإلنسان ‪ ،‬ومل‬ ‫يتعرض لها كتاب التاريخ العراقي‬ ‫مع األسف ‪ ،‬ودون أن يتم التعرف‬ ‫عىل أسامء منفذي تلك الجرمية ‪،‬‬ ‫حتى ونحن نحتفل مبرور ‪ 16‬سنة‬ ‫عىل نهاية حقبة صدام ‪ ،‬ودون‬ ‫أن تتطرق لتلك الجرمية اإلنسانية‬ ‫البشعة حتى املحكمة الجنائية‬ ‫العراقية العليا ‪ ،‬حني حاكمت رموز‬ ‫النظام يف قضية الجرائم املرتكبة‬ ‫بحق الكورد الفيليني ومل تحاكم‬ ‫منفذي تلك الجرائم واألدوات‬ ‫التي نفذتها ‪ ،‬وال متت مالحقتهم‬ ‫والقبض عليهم ‪ ،‬وبقي مصري تلك‬ ‫األعداد من شباب الفيليني مجهوال‬ ‫حتى اليوم فلم تستدل أمهاتهم‬ ‫عىل قبورهم ‪ ،‬وال متكنت امراءة أو‬

‫شيخ أن يجد له مكانا ولو رمزيا‬ ‫ليبيك فلذة كبده فتحجرت الدموع‬ ‫مع ما تحجر من امل ومحنة وحزن‬ ‫يف قلوب من بقي منهم من األحياء‬ ‫‪ ،‬وال قامت السلطات الحالية‬ ‫باالستدالل عىل أماكن دفنهم‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬تم تجميع عدد كبري آخر‬ ‫من تلك العوائل ونقلهم بسيارات‬ ‫عسكرية مغلقة يف الليل البهيم‬ ‫وبرسية تامة ‪ ،‬تم نقلهم من‬ ‫العاصمة أو من بقية املحافظات‬ ‫وإبعادهم اىل أقىص مجاهل‬ ‫الصحراء العراقية الخالية من‬ ‫البرش قرب منطقة نقرة السلامن ‪،‬‬ ‫واحتجازهم يف بنايات طينية تحت‬ ‫رحمة هجري الشمس الحارقة يف‬ ‫النهار ‪ ،‬وتحت رحمة الربد القارص‬ ‫الشديد يف الليل ‪ ،‬ووسط عواصف‬ ‫الرمل املستمرة ليال ونهارا ‪ ،‬ويتم‬ ‫منعهم من مغادرة املنطقة مطلقا ‪،‬‬ ‫وال سبيل لرتك املنطقة الصحراوية ‪،‬‬ ‫وتركوا دون رعاية صحية ومساعدة‬ ‫غذائية أو أرشاف خدمي وشحة يف‬ ‫املياه ‪ ،‬ومن ميوت منهم يتم دفنه‬ ‫وسط تالل تلك الرمال املتحركة ‪،‬‬ ‫فباتوا تحت رحمة الطقس وتقلباته‬ ‫‪ ،‬وتحت قسوة حكم السلطة التي‬ ‫قامت باحتجازهم دون ذنب‬ ‫ومنعت كل وسائل االتصال بهم‪.‬‬ ‫ال نريد التعرض لرحلة العذاب‬ ‫التي عمت عىل كل مواطن عراقي‬ ‫من أبناء الكورد الفيليني ‪ ،‬ولكن‬ ‫األنصاف يقتيض أن نعيد للذاكرة‬ ‫من أن العراقيني متساوين يف‬

‫الحقوق والواجبات ودون متييز‬ ‫هذا ما تقوله املادة ( ‪ ) 14‬من‬ ‫الدستور العراقي ‪ ،‬ومادامت‬ ‫املساواة هي القاعدة التي تبني‬ ‫عليها أسس القوانني ‪ ،‬فأن شمول‬ ‫كل من ترضر من النظام البائد‬ ‫يشمل بشكل واضح جميع أبناء‬ ‫الفيليني ‪ ،‬ويحق لهم أن يحصلوا‬ ‫عىل كل األمتيازات والحقوق التي‬ ‫نص عليها وحددها قانون السجناء‬ ‫السياسيني وتعديالته ‪ ،‬وإذا‬ ‫متعنا بدقة سنجد أن أول رشيحة‬ ‫قدمت كل هذا الكم من الشهداء‬ ‫والتضحيات الجسام بدماء وأرواح‬ ‫شبابها وخرست استقرارها وحياتها‬ ‫وأمالكها وأماكن عملها ووظائفها‬ ‫وقيدت حريتهم وتبعرثت قبورهم‬ ‫وأختفت أجساد أوالدهم هم أبناء‬ ‫الفيليني‪.‬‬ ‫أعرض هذا األمر عىل السلطة‬ ‫الترشيعية وهي تناقش القوانني‬ ‫التي تنصف الناس ‪ ،‬وخصوصا‬ ‫اللجنة القانونية يف مجلس النواب‬ ‫‪ ،‬وأعرض األمر عىل مجلس الوزراء‬ ‫ممثال برئيسه ليلتفت اىل هذه‬ ‫الرشيحة التي مل ترفع صوتها‬ ‫للمطالبة بحقوقها ‪ ،‬وكيل ثقة‬ ‫من أن أصحاب الضامئر الحية‬ ‫سيتذكرون مأساة عراقية عاشتها‬ ‫رشيحة من الفيليني كانوا وقود‬ ‫فضحت جرائم السلطة ‪ ،‬وساهمت‬ ‫يف إسقاطها ‪ ،‬والسعي اىل ترشيع‬ ‫قانون يساويهم مبن هم دونهم‬ ‫تضحية وخسائر‪.‬‬

‫بقي مصري تلك األعداد من شباب‬ ‫الفيليني مجهوال حتى اليوم فلم‬ ‫تستدل أمهاتهم على قبورهم ‪ ،‬وال‬ ‫تمكنت امراءة أو شيخ أن يجد له‬ ‫مكانا ولو رمزيا ليبكي فلذة كبده‬ ‫فتحجرت الدموع مع ما تحجر من‬ ‫الم ومحنة وحزن يف قلوب من بقي‬ ‫منهم من األحياء‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬

‫احلاج أمحد الكوردي‬ ‫( أمحد اجملربجي )‬ ‫ولد احمد علي قنبر الملقب‬ ‫بااحمد الكوردي او ( احمد‬ ‫المجبرجي ) في محلة باب‬ ‫الشيخ ببغداد عام ‪1879‬م‪.‬‬ ‫من ابوين كورديين فيليين‬ ‫من عشيرة موسي‬ ‫الكوردية الفيلية ‪ ،‬كبر‬ ‫وترعرع في أجواء وبيئة‬ ‫هذه المنطقة العراقية‬ ‫التاريخية التي تتميز بوجود‬ ‫الكورد الفيلية فيها بنسبة‬ ‫عالية جداً منذ تواجدها‪،‬‬ ‫ولم يغادرها ألى اي مكان‬ ‫آخر طوال حياته المثمرة‬ ‫بالعمل والعطاء رغم يسر‬ ‫احواله المادية وامتالكه‬ ‫لعدة دور في مناطق‬ ‫مختلفة في بغداد‬ ‫نظرية اسماعيل كريم‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬ ‫لكنه كان يحب ان يعيش‬ ‫بني الناس الذين كان يحبهم‬ ‫وترعرع بينهم ‪ .‬وكان قد تعلم مهنة‬ ‫التجبري عىل يد خاله شكر والتي‬ ‫اصبحت فيام بعد مهنته الرسمية ‪.‬‬ ‫كان الحمد املجربجي اخ وحيد اسمه‬ ‫محمود (والذي كان جد كنته زوجة‬ ‫ابنه شهاب) ومل يكن لهذين االخوين‬ ‫اخوات ‪.‬‬ ‫تزوج احمد مجربجي مرتني ‪ ،‬كانت‬ ‫زوجته االوىل تدعى كه وهر وتكنى‬ ‫( كه وي ) ورزق منها عام ‪1920‬‬ ‫بابنه عبد ومن ثم ولدت له بنت‬ ‫سامها تاوس ‪ .‬لكن القدر شاء ان‬ ‫تتوىف كه وي يف شبابها ‪ ،‬وان يتزوج‬ ‫الحاج احمد من شقيقتها زينب (‬ ‫زينه و ) العتقاده ان الخالة عادة‬ ‫تكون أحن من غريها عىل اوالد‬ ‫اختها املتوفاة ‪ ،‬وعاش حياة طويلة‬ ‫ومثمرة مع زينه و حيث انجبت له‬ ‫ستة اوالد من البنني والبنات وهم‬ ‫‪ :‬جه يس ‪ ،‬شهاب ‪ ،‬كميلة ‪ ،‬مليعة‬ ‫‪ ،‬شوكت ومالك ‪ .‬وتعلم ثالثة من‬ ‫اوالده مهنة والدهم وهم ‪ :‬جه يس‬ ‫وشهاب وشوكت‪ .‬لكن عملياً امتهن‬ ‫مهنة الوالد ابنه شهاب فقط وهو‬ ‫نجله االكرب من زوجته الثانية ‪.‬‬ ‫كان الحاج احمد قد تم تجنيده يف‬ ‫اوائل شبابه بالجيش العثامين ‪ ،‬حيث‬

‫شارك يف حرب الدولة العثامنية ضد‬ ‫روسيا القيرصية ‪ .‬وكان يجيد لغات‬ ‫كثرية وهي ‪ :‬الكوردية والعربية‬ ‫والرتكية والفارسية واالثورية وقليل‬ ‫من االنكليزية ‪.‬‬ ‫قام مبعالجة امللكة عالية زوجة‬ ‫امللك غازي من كرس كانت قد‬ ‫اصيبت به بعد ان عجزت اللجنة‬ ‫الطبية الربيطانية برئاسة الربوفسور‬ ‫الربيطاين رسن درسن من معالجتها‪.‬‬ ‫ونتيجة لنجاحه يف عالج امللكة‬ ‫منحته وزارة الصحة العراقية يف‬ ‫العهد املليك شهادة رسمية ملزاولة‬ ‫هذه املهنة بشكل رسمي‪.‬‬ ‫وحني قيام ثورة متوز عام ‪1958‬‬ ‫شارك الحاج احمد مجربجي‬ ‫مبعالجة جرحى الثورة ومساعدتهم‬ ‫مادياً ‪ .‬وزاول مهنته يف املستشفى‬ ‫الجمهوري ببغداد ملدة ستة اشهر‬ ‫بأمر من الزعيم الراحل عبد الكريم‬ ‫قاسم وكان ال يتقاىض اجرة عملياته‬ ‫من الرشيحة الكوردية الفيلية حني‬ ‫معالجتهم ‪ .‬عرف عنه دماثة الخلق‬ ‫ومساعدة املحتاجني والفقراء ويف‬ ‫هذا السياق يقول حفيده فائق‬ ‫قاسم الفييل شقيق املناضل الكوردي‬ ‫املعروف كردو قاسم والحاج احمد‬ ‫هو جدهم ألمهم ‪:‬‬ ‫يف يوم من االيام تويف احد االشخاص‬ ‫يف منطقتهم ( باب الشيخ ) وتأخر‬ ‫دفنه الفتقاره الي قريب يتكفل‬ ‫دفنه ولكن الحاج احمد مجربجي‬ ‫دفنه عىل حسابه الشخيص ‪ .‬كام‬

‫كان يقيم مجالس حسينية يف ذكرى‬ ‫استشهاد األمام الحسني عليه السالم‬ ‫النه كان من محبي آل البيت عليهم‬ ‫افضل الصالة والسالم ‪ .‬ويحب اوالده‬ ‫واحفاده وال يفرق بينهم ‪ .‬ويف‬ ‫االعياد كان يتوجه الجميع اىل بيت‬ ‫الجد للتهنئة بالعيد وكان احفاده‬ ‫الكرث يشكلون صفاً طوي ًال لتقايض‬ ‫عيدياتهم من جدهم الكريم الطيب‬ ‫‪.‬‬ ‫وانا نظرية اسامعيل كريم كان يل‬ ‫الرشف ايضاً أن اعالج عىل يد الحاج‬ ‫احمد مجربجي وان املس خربة ودماثة‬ ‫اخالق هذه الشخصية الكوردية‬ ‫الفيلية العراقية االصيلة ‪ ،‬فقد كنت‬ ‫يف ربيع عام ‪1963‬طفلة باملرحلة‬ ‫االبتدائية وكنا قد انتقلنا منذ فرتة‬ ‫قصرية اىل بيتنا الجديد يف حي جميلة‬ ‫ببغداد ‪ ،‬وصادف ان الوالد ذهب اىل‬ ‫البرصة وقد اوصته امي ان يأيت لهم‬ ‫بقباقيب من هناك‪ ،‬أي لها وهدايا‬ ‫تقدمها ملن تريد‪ .‬وكان القباب ذو‬ ‫الكعب العايل الحديدي الذهبي آخر‬ ‫صيحات املوضة آنذاك ‪ ،‬طبعاً ‪ ،‬انا‬ ‫ونظراً لكوين البنت الوحيدة لوالدي‬ ‫ارصيت ان تكون واحدة من تلك‬ ‫القباقيب من نصيبي انا ايضا ً وبعد‬ ‫عويل وبكاء اعطوين قبقاب واثناء‬ ‫تجوايل بالبيت به تزحلقت ووقعت‬ ‫من عليه وامتيلء البيت برصاخي الن‬ ‫يدي كانت ال تتحرك وتؤملني للغاية‬ ‫‪ ..‬اخذين الوالد والوالدة اىل باب‬ ‫الشيخ ليك يعالجني شهاب املجربجي‬

‫اقيم له تشييع كبير للغاية‬ ‫بحيث تم خالله قطع شوارع‬ ‫عديدة من بغداد ومنها شارع‬ ‫الكفاح وشارع الجمهورية‬ ‫والصالحية وعالوي الحلة ‪ ،‬وشارك‬ ‫في التشييع مدير مرور بغداد‬ ‫ورافقت نعشه ‪ 180‬سيارة ‪...‬‬ ‫ابن الحاج احمد املجربجي لكن‬ ‫املرحوم شهاب مل يكن بالبيت فقام‬ ‫الشيخ الجليل من عىل فراش املرض‬ ‫وجلس امامي وطلب من اهل داره‬ ‫ان يحرضوا له العدة ليك يعالجني‬ ‫بنفسه … طبعا كان الخوف قد‬ ‫اعرتاين بشكل فضيع وكأنه سيعمل‬ ‫يل عملية جراحية خطرية وخاصة‬ ‫وان القلق كان بادياً بوضوح عىل‬ ‫وجه ايب وعيون امي مليئة بالدموع‬ ‫… فتصورت اين عىل وشك املوت‬ ‫فانفتح فمي عىل آخره من الرصاخ‬ ‫والرهبة‪ .‬جيء له بإناء كبري فيه ماء‬ ‫دايفء ‪ ..‬جلس امامي وطلب مني‬ ‫بصوت هادئ حنون ان اعطيه يدي‬ ‫‪ ،‬يف البداية رفضت الين كنت خائفة‬ ‫للغاية لكنه مد يده الكرمية وامسك‬ ‫بيدي الضعيفة النحيفة املعوجة‬ ‫آنذاك … وقال يل ال تخايف ‪ ..‬هاي‬

‫مامكسورة امنا شويه انتي امسويه‬ ‫وكاحة وانخلعت ‪ ،‬وبدء بصب زيت‬ ‫خاص عىل يدي املصابة وتوزيعه‬ ‫عليه بلطف ليعمل له املساج الالزم‬ ‫ويف الوقت ذاته يتحدث معي‬ ‫ليك يلفت نظري عام سيفعله يب‬ ‫ملعالجتي ‪ ،‬وبرصاحة انجذبت لوجهه‬ ‫املريح وحتى علت البسمة شفاهي‬ ‫عندما قال ناظراً يل بنظرة ماكرة من‬ ‫طرف عينه ‪:‬لعد معرفتي ملن صعديت‬ ‫عىل القبقاب انو ممكن توكعني !!‬ ‫ويف هذا االثناء ال ادري ماذا عمل يل‬ ‫لكني شعرت انه بسحبه ليدي بشده‬ ‫دارت يب الغرفة واغمي عيل …‬ ‫وعندما فقت رأيت الجميع حويل مبا‬ ‫فيهم هو وبيده كوب عصري برتقال‬ ‫قدمه يل وقال بصوته الذي كان يقطر‬ ‫حنية ‪ :‬ارشيب بنتي هذا العصري وبعد‬ ‫لتلعبني مبالعيب الكبار… بعدج‬

‫صغرية ووين ملن تكربين وتلبسني‬ ‫كعب عايل ‪ .‬نعم عالج الحاج احمد‬ ‫مجربجي يدي ولفه برباط ابيض‬ ‫ومل انىس حتى االن كم كان لطيفا‬ ‫ويعالج مرضاه بخفة وراحة ‪.‬‬ ‫يف عام ‪ ، 1963‬واثناء مقاومة اهايل‬ ‫باب الشيخ لالنقالب العسكري الذي‬ ‫قام به القوميون العرب والبعثيون‬ ‫ضد ثورة ‪ 14‬متوز والزعيم عبد‬ ‫الكريم قاسم‪ ،‬هرب اوالده جميعا‬ ‫اىل بيته الذي كان ميلكه يف منطقة‬ ‫البياع شارع ‪ 20‬خوفاً منه عىل حياة‬ ‫اوالده واحفاده لكنه ظل باقيا هو‬ ‫وزوجته زينب ونجله االكرب عبد‬ ‫يف داره بباب الشيخ ليك يكون يف‬ ‫خدمة أهايل املنطقة يف تلك االوضاع‬ ‫العصيبة ‪ .‬ويف احدى الليايل تلك‬ ‫وبعد تناوله للعشاء واقامته لصالة‬ ‫العشاء طلب من زوجته ان تبسط له‬ ‫فراشه ‪ ،‬وحال رقاده أنسابت روحه‬ ‫الكرمية لبارئها ‪ .‬ووصل خرب وفاته‬ ‫اىل عائلته يف البياع فهرعوا جميعا‬ ‫عائدين اىل باب الشيخ ‪ .‬واقيم له‬ ‫تشييع كبري للغاية بحيث تم خالله‬ ‫قطع شوارع عديدة من بغداد ومنها‬ ‫شارع الكفاح وشارع الجمهورية‬ ‫والصالحية وعالوي الحلة ‪ ،‬وشارك يف‬ ‫التشييع مدير مرور بغداد ورافقت‬ ‫نعشه ‪ 180‬سيارة …سارت جميعها‬ ‫خلفه من بغداد اىل مقربة وادي‬ ‫السالم يف النجف االرشف حيث يرقد‬ ‫يف املقربة العائلية التي بناها بنفسه‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬ ‫لن اتكلم عن قبل وبعد ونضال‬ ‫وتاريخ‪ ،‬سادخل مبارشة الكتب‬ ‫مايجول يف خاطري عن عرشين الف روح‪،‬‬ ‫عرشين الف جسد‪ ،‬عرشين الف اسم وقد‬ ‫تتكرر بعض االسامء‪ ،‬اما لحظات فراقهم‬ ‫عن بعض ال اعرف توقيتها‪ ،‬ولحظات‬ ‫موتهم وشعورهم باالمل وانني العذاب‬ ‫وامنيات العودة والخالص‪ ،‬واسئلة‬ ‫راودتهم‪ ،‬ملاذا وماذا وكيف‪ ،‬بقيت حائرة‬ ‫بال اجوبة وظلوا حائرين معلقني يف السامء‬ ‫ينظرون رفاتهم وهي تراب‪ ،‬ينتظرون‬ ‫الخطباء ان ينهوا خطبهم ليغرسوا اكفهم‬ ‫يف الرتاب باحثني عن تراب‪ ،‬امهات عيل‬ ‫وعباس وسمري وفاضل وجابر ومحمد‬ ‫وقاسم‪ ،‬واكتبوا ماشئتم من االسامء‬ ‫فالقامئة تطول الاكرث من عرشين الفا‪.‬‬ ‫يف القرن الواحد والعرشين مع كل‬ ‫التقنيات التي اكتشفتها بالد الغرب‪،‬عجزوا‬ ‫عن اكتشاف بقايا اجساد مل يقتلوا يف‬ ‫حرب البسوس والطراودة وال يف الحرب‬ ‫العاملية االوىل او الثانية‪ ،‬بل قبل ثالثة‬ ‫عقود‪ ،‬انتهت احالم وايام اكرث من عرشين‬ ‫الف شاب ومن ضمنهم صبية مل يتجاوزوا‬ ‫خمسة عرش ربيعا‪ ،‬انهم عراقيون كورد‬ ‫فيلييون‪ ،‬ذنبهم تسميتهم التي صمت‬ ‫عنها العامل ليقتلوا ويتبخروا اجسادا‬ ‫وارواحا نحو السامء‪ ،‬لنضيف نظرية‬ ‫جديدة بتبخر االجساد‪.‬‬

‫مرقد العشرون الف!‬

‫صالح شمشري البدري‬

‫واليوم نحن اسعد الناس الننا بعد نضال‬ ‫عرش سنوات‪ ،‬استطعنا ان نربهن للعامل‬ ‫بوضع اكرث من عرشين الفا من تلك االجساد‬ ‫يف رضيح واحد‪ ،‬قرب يسع كل تلك االسامء‪،‬‬ ‫لن تضطر ان تبحث عن مقابر الشهداء‪،‬‬ ‫ولن تضطر ان تنادي اصحاب املدافن‬ ‫وعشائر املوىت‪ ،‬فكل املوىت صاروا ملتصقني‬ ‫يف ذاك القرب‪ ،‬كم نحن محظوظون فلدينا‬ ‫قرب لكل اولئك الشهداء‪ ،‬ولن نضطر ان‬ ‫ننهي قراءة يس‪ ،‬لنكمل ونجامل بقراءة‬ ‫والعرص‪ ،‬فكل القرآن سنقرأه يف قرب‪،‬‬ ‫وسيسمعه كل املوىت‪ ،‬ويتفسح بهم القرب‪،‬‬ ‫خجل انا من ذاك القرب‪ ،‬استطاع ان يحضن‬ ‫كل شبابنا بعد ان اضعناهم طول الدهر‪،‬‬ ‫هم فرحون فقد اجتمعوا بعد ان علقوا‬ ‫بني السامء واالرض الكرث من ثالثة عقود‪،‬‬ ‫وسنلقي عليهم التحية يوميا كل صباح‬ ‫وسنميس عليهم بامايس بغداد‪ ،‬انهم يف‬ ‫مدينة السالم التي مل تعرف السالم يوما‪،‬‬ ‫ولو كانت بغداد مساملة ماكانوا تحت‬ ‫االرض‪ ،‬وكانوا كهلوا ودفنوا يف وادي السالم‬ ‫‪(،‬فعذرا سيدي ياعيل)‪ ،‬نعلم كلنا يتمنى‬ ‫ان يكون بجوارك‪ ،‬ولكن شبابنا مل يختاروا‬ ‫ذلك بل فعلها االثم دكتاتور العرص‪ ،‬انجزنا‬ ‫قربا لنجمعهم ‪ ،‬فعزاؤنا فيهم تأخر بعض‬ ‫الوقت‪ ،‬ثالثة عقود مرت دون رثاء دون‬ ‫عزاء دون بكاء‪ ،‬فلك ان تأخذهم عندك‬ ‫او ان تأيت لرتتل لهم النرص‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 179‬السنة الرابعة عشر (تشرين االول) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬

‫تحقيق ـ عبد الصمد اسد ـ الجزء االول‪..‬‬

‫تاريخ قِدَمْ الرياضة‪،‬‬ ‫مثلها ُ‬ ‫مثل قِدَمْ جميع‬ ‫اشكال تاريخ وجود‬ ‫العلوم واالبتكارات‬ ‫واصول الشعوب‬ ‫وحضاراتها‪ ،‬واليمكن‬ ‫التوثيق الكامل بان اي‬ ‫من تلك الحضارات‪،‬‬ ‫كانت هي اول من‬ ‫اوجدتها يف كل التاريخ‬ ‫البشري‪ ،‬كما تدعي‬ ‫بحوث عديدة‪ ،‬ومتعددة‬ ‫املصادر كتبها علماء‬ ‫دول صاحبة الحضارات‬ ‫القديمة مثل‪ :‬سومر‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬اليونان‪ ،‬وغريها‬ ‫من الحضارات القديمة‪.‬‬

‫محطات رياضية‬ ‫مشرقة يف تاريخ‬ ‫الكورد الفيليني يف العراق‬ ‫وعىل الرغم من كل تلك‬ ‫االدعات‪ ،‬اال انها تؤكد عىل‬ ‫ان الرياضة‪ ،‬قدمية قدم العصور‪،‬‬ ‫والحضارات املختلفة‪ ،‬وكانت تقترص‬ ‫مامرستها حينها عىل الجري وتنمية‬ ‫القوة الجسامنية وركوب الخيل‬ ‫والرماية من اجل الصيد والحروب‪،‬‬ ‫وتطورت وتنوعت مع مرور الزمن‪.‬‬ ‫واما الحديث عن البداية الحقيقية‬ ‫ملامرسة انواع الرياضات الحديثة‪،‬‬ ‫فيبدأ عىل اقل تقدير صعوداً من تأثري‬ ‫الرياضة الربيطانية والقواعد املقننة‬ ‫التي بدأت تنترش يف جميع انحاء العامل‬ ‫ومنها العراق بعد الحرب العاملية‬ ‫االوىل وانهيار الخالفة العثامنية‪.‬‬ ‫وموصوال بذلك‪ ،‬حني تم تأسيس الدولة‬ ‫العراقية العام ‪ ،١٩٢١‬اثر االحتالل‬ ‫الربيطاين للعراق صارت انواع الرياضة‬ ‫الحديثة متارس يف املعسكرات واملالعب‬ ‫الرتابية واملدارس‪ ،‬ثم انترشت بشكل‬ ‫كبري يف جميع انحاء العراق‪.‬‬ ‫ففي العام ‪١٩٤٦‬تم تأسيس اول‬ ‫جمعية ومدرسة للكورد الفيليني‬ ‫من قبل التجار واملثقفيني يف بغداد‪،‬‬

‫ويف العام ‪ ١٩٥٦‬تشكل اول فريق‬ ‫شعبي لكرة القدم وبعده يف العام‬ ‫‪١٩٥٧‬افتتح الكورد الفيليني اول نادي‬ ‫ريايض‪ ،‬واما يف العام ‪١٩٥٨‬تم تأسيس‬ ‫مدرسة ثانوية بدعم ذايت ايضاً‪ ،‬دون‬ ‫مساعدات مالية من الحكومة‪.‬‬ ‫ومبا ان الرياضة اصبحت من ضمن‬ ‫الدروس والواجبات املدرسية بشكل‬ ‫عام يف املدارس‪ ،‬وينال الطالب الدرجة‬ ‫اسوة ببقية الدروس يف االمتحانات‪،‬‬ ‫تشكلت فرق مدرسية ومنها يف‬ ‫مدرسة االكراد الفيلية االبتدائية التي‬ ‫تعترب من اوائل املدارس االهلية التي‬ ‫تأسست يف العراق‪.‬‬ ‫وقد اشتمل النشاط الريايض عىل‬ ‫رياضة‪ ،‬كرة القدم‪ ..‬السلة‪ ..‬الطائرة‬ ‫‪ ..‬كرة املنضدة‪،‬اضافة اىل العاب‬ ‫القوى‪ ،‬وتنافست عىل املراكز االوىل يف‬ ‫بطولة كأس وزارة املعارف التي كانت‬ ‫تسمى يف العهد املليك‪ ،‬وكان االستاذ‬ ‫عبد االمري سعداوي هو اول معلم‬ ‫يرشف عىل الرياضة يف املدرسة نهاية‬ ‫االربعينات واوائل الخمسينات‪.‬‬ ‫وبفضل تلك النشاطات الرياضية‬ ‫املتقدمة برز جيل موهوب من طالب‬ ‫مدرسة الفيلية‪ ،‬اضافة اىل ظهور عدد‬ ‫اخر مثلهم يف منطقة ع َكد االكراد‪،‬‬ ‫الذي تأسس فيه فريق شعبي بكرة‬ ‫القدم‪ ،‬صار له شأن كبري يف املالعب‬ ‫الشعبية‪ ،‬مام اهل العديد منهم‬ ‫ان يصبحوا نجوماً المعة من خالل‬ ‫متثيلهم لفرق املؤسسات واالندية‬ ‫البارزة واملنتخبات يف العراق لعدة‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪36‬‬ ‫عقود‪.‬‬ ‫وبنا ًء عىل ذلك‪ ،‬كام يقول شيخ ورائد‬ ‫الرياضيني الكورد يف العراق الالعب‬ ‫واملدرب السابق بدري عيل شمه‪ ،‬حني‬ ‫تم يف عامي ‪ ١٩٥٦‬و ‪١٩٥٧‬تأسيس‬ ‫أول نواة رياضية للكورد الفيليني عىل‬ ‫مستوى اوسع ايضاً يف بغداد‪ ،‬واجهتنا‬ ‫صعوبات يف استحصال املوافقة من‬ ‫وزير الداخلية حني ذاك “سعيد قزاز”‪،‬‬ ‫بنا ًء عىل تقارير سياسية كانت ترفع له‬ ‫من االجهزة االمنية‪ ،‬ورغم ذلك حني‬ ‫وافق عىل منح االجازة صار هو اول‬ ‫رئيس رشف للنادي‪.‬‬ ‫وعن هذا الحدث الريايض الهام يف‬ ‫تاريخ الكورد الفيليني اكد الرائد‬ ‫الريايض بدري عىل ان النادي وكام‬ ‫املدرسة اعتمد عىل التمويل الذايت من‬ ‫التجار وامليسورين الفيليني‪ ،‬وان لهاتني‬ ‫املؤسستني دور كبري وفعال دون متييز‬ ‫يف تخريج واعداد جيل ثقايف وعلمي‬ ‫وريايض وسيايس من معظم االنتامءات‬ ‫العرقية والدينية التي ساهمت يف‬ ‫النهضة العراقية منذ اوائل تأسيس‬ ‫الدولة العراقية الحديثة‪..‬‬ ‫ففي مجال الرياضة‪ ،‬يستحرض‬ ‫من ذاكرته الوقادة وهو عىل سلم‬ ‫الثامنينات من عمره املديد تفاصيل‬ ‫كثرية واحداث كبرية من املعوقات‬ ‫التي اعرتضت تشكيله لفريق شعبي‬ ‫ونادي يصعد به اىل دوري الدرجة‬ ‫االوىل يف ظل ظروف سياسية محلية‬ ‫ودولية معقدة‪ ،‬فيقول “ بغض النظر‬

‫عىل الوقائع ميكن رياضياً أن نطلق‬ ‫عليه العرص الذهبي البطال الفيليه يف‬ ‫أغلب املسابقات والبطوالت املحلية‬ ‫للنشاطات الرياضية املدرسية الفردية‬ ‫والفرقية‪ ،‬وبروز عدد من املواهب من‬ ‫بينهم‪ ،‬عىل الساحتني املحلية والدولية‬ ‫من خالل متثيل العراق ضمن املنتخبات‬ ‫الوطنية يف البطوالت والدورات العربية‬ ‫و االسيوية و االولبية وتحقيقهم الكثري‬ ‫من االوسمة املتنوعة و خاصة الذهبية‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ويضيف شمه“ البداية كانت العام‬ ‫‪ ،١٩٥٦‬فبعد انتشار لعبة كرة القدم‬ ‫وتشكيل فرق شعبية‪ ،‬رغبت بتشكيل‬ ‫فريق بكرة القدم‪ ،‬وبتشجيع محبي‬ ‫الرياضة الصديقان كامل كرم املعلم يف‬ ‫مدرسة الفيلية‪ ،‬ومحمد عبد الحسني‪،‬‬ ‫بادرت اىل تحقيق ذلك من شباب‬ ‫املنطقة‪ ،‬ومل يقترص فقط عىل الفيليني‬ ‫بل انضم عدد من االخوة العرب‬ ‫والرتكامن ايضاً اىل الفريق‪ ،‬وصادف‬ ‫توقيت ذلك مع العدوان الثاليث عىل‬ ‫مرص فأطلقنا عىل الفريق اسم بور‬ ‫سعيد تيمناً بصمود املدينة املرصية‪،‬‬ ‫وتكون الفريق من املرحوم شوكت‬ ‫صادق‪ ،‬واالخوان صاحب ومحمد‬ ‫مشهدي‪ ،‬خليل ابراهيم شمه‪ ،‬محمود‬ ‫اسد‪ ،‬قيس مصطفى‪ ،‬فريد شمه‪ ،‬جالل‬ ‫عبد الرحمن‪ ،‬ابراهيم مرزه‪ ،‬اسامعيل‬ ‫االسود‪ ،‬محمد رحيم‪ ،‬جبار محمود‪،‬‬ ‫املرحوم كاظم مجيد‪ ،‬جواد عنرت‪،‬‬ ‫املرحوم اسكندر محمد عيل‪ ،‬عباس‬

‫منجل‪ ،‬وعيل محمود نادر”‪.‬‬ ‫وبعد عام من تشكيل فريق بور سعيد‬ ‫وبروز االسم بشكل ملفت كام اضاف‬ ‫السيد بدري “ راحت اجهزة االمن‬ ‫والرشطة ترفع تقارير تشكك يف وجود‬ ‫غاية سياسية من تأسيسه‪ ،‬باعتبار ان‬ ‫شباب ورجال منطقة (ع َكد االكراد)‬ ‫شيوعيني وقوميني كورد‪ ،‬لذا اضطررنا‬ ‫اىل تغيري االسم اىل فريق الطليعة‬ ‫االهيل”‪.‬‬ ‫واما عن تأسيس نادي الفيلية يف العام‬ ‫‪ ،١٩٥٧‬حسب قول السيد بدري عيل‬ ‫شمه‪ ،‬تحقق بنا ًء عىل “رغبة وطلب‬ ‫مجموعة من شخصيات ووجهاء الكورد‬ ‫الفيليني وشباب املنطقة منه‪ ،‬لتأسيس‬ ‫نادي باسم ( نادي الفيلية الريايض)”‪،‬‬ ‫وللتاريخ كام اوضح السيد بدري‬ ‫ان الفضل يف ذلك “يعود اىل الرعيل‬ ‫والرموز االوائل يف ايجاد ذلك املرشوع‬ ‫الريايض ودعمه مادياً ومعنوياً وهم‬ ‫السادة‪:‬ـ محسن فيض الله‪..‬عبد‬ ‫الرزاق العيل ‪ ..‬نعامن مراد‪ ..‬محمد‬ ‫حسن برزو‪..‬شعبان نور عيل‪..‬جبار‬ ‫مصطفى‪..‬محمود عبد الرحمن‪..‬حسني‬ ‫عيل مراد‪ ..‬ومسلم عبد الله‪ ..‬مصطفى‬ ‫مرتىض‪ ..‬وعبد الله عيل االدهم الذي‬ ‫انتخب من بينهم كرئيس الول هيئة‬ ‫ادارية للنادي‪ ،‬دون مشاكل او غش او‬ ‫مناورات وحساسية كام يحصل اليوم‬ ‫يف جميع االندية يف العراق‪.‬‬ ‫وحني تأسس النادي كعادة الكورد‬ ‫الفيليني ووجودهم واختالطهم‬ ‫مبختلف رشائح الشعب العراقي انظم‬ ‫اىل فريق النادي‪ ،‬من االخوة العرب‪،‬‬ ‫ملك التغطية املرحوم عبد كاظم‪،‬‬ ‫الذي كان بداية انطالقته الكروية منه‪،‬‬ ‫وكذلك ملك الرمية الجانبية الطويلة‬

‫الكابنت باسل مهدي‪ ،‬اضافة اىل الحكم‬ ‫الدويل املرحوم صبحي اديب‪ ،‬وخاضوا‬ ‫اول مباراة رسمية معه يف دوري‬ ‫الدرجة االوىل‪.‬‬ ‫اما بقية اعضاء فريق النادي تألف‬ ‫من حامي الهدف املعروف انور مراد‪،‬‬ ‫بدري عيل شمه‪ ،‬ويل مسلم‪ ،‬فوزي‬ ‫محمد مهدي نياز‪ ،‬فيصل درويش‪،‬‬ ‫جواد رحيم الحيدري‪ ،‬عبد الرزاق عيل‬ ‫حيدر‪ ،‬عبد جان‪ ،‬عبد الرزاق بادي‪،‬‬ ‫جامل قادر فاضل عيل‪ ،‬فؤاد لفته‬ ‫درويش‪ ،‬كامل عباس”‪،‬‬ ‫ويف العام ‪ ،١٩٦٣‬وكعادة حقد البعثيني‬ ‫الشوفينيني تجاه الكورد واليسار‪ ،‬تم‬ ‫غلق النادي فور استالمهم الحكم‪،‬‬ ‫انتقاما وخوفاً من نشاطاتهم كونهم‬ ‫من املنارصين واملدافعني عن ثورة ‪١٤‬‬ ‫متوز‪.‬‬ ‫ويف ظل العودة البعثية املشؤمة اىل‬ ‫الحكم يف العام ‪ ،١٩٦٨‬اقدموا بعد‬ ‫عامني‪ ،‬اي يف العام ‪ ١٩٧٠‬بتهجري‬ ‫حوايل مئة الف عائلة من الكورد‬ ‫الفيليني اىل ايران بحجة التبعية‬ ‫االيرانية واعقب تلك الجرمية غلق‬ ‫املدرستني ايضاً يف العام ‪،١٩٧٤‬وفق‬ ‫قرار تأميم املدارس االهلية يف العراق‪،‬‬ ‫ومل يعد لهام وجود‪ ،‬وبعد زوال حكم‬ ‫البعث الصدامي العام ‪ ،٢٠٠٣‬تم فتح‬ ‫النادي من جديد‪ ،‬ولكنه مع االسف‬ ‫ليس باملستوى السابق يف نشاطاته‬ ‫الرياضية‪ .‬ويف الجزء الثاين من هذه‬ ‫املحطات املرشقة يف تاريخ الكورد‬ ‫الفيليني سنستكمل بقية املحطات‬ ‫املرشقة يك تتعرف االجيال عىل بعض‬ ‫من املحطات العديدة التي برع‬ ‫وساهم فيها االجيال التي سبقتهم يف‬ ‫املشاركة يف بناء عراق العرص الحديث‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫كورديات‬

‫‪38‬‬

‫مرحبا روحاني‪ ..‬وداعا ترامب‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫ال يعقل ان تكون زيارة روحاين‬ ‫اىل العراق من اجل الحرب‬ ‫ضد امريكا‪ ،‬ومل يزر ترامب العراق‬ ‫لرسم خطة اسقاط النظام االيراين‪،‬‬ ‫فزيارة الرجلني اىل بلد تهزه االزمات‬ ‫بني الفينة واخرى‪ ،‬تتم قراءتها بشكل‬ ‫مغاير‪.‬‬ ‫جاء ترامب اىل العراق قبل ثالثة اشهر‪،‬‬ ‫واليوم اىت روحاين‪ ،‬فمن القادم غدا؟‬ ‫من املحتمل ان تكون امريكا تفكر يف‬ ‫اسقاط النظام االيراين ولكن العراقيني‬ ‫يريدون ‪ -‬بأضعف االميان ‪ -‬ان تكون‬ ‫االوضاع السياسية واالمن واالستقرار‬ ‫اهون مام هي عليه االن‪.‬‬ ‫شعار املوت ألمريكا‪ ،‬لن يبعد العراق‬ ‫عن تهديدات وظهور الحرب الطائفية‬ ‫والقومية والسياسية‪ .‬املشكلة هي‬ ‫انه ليست يف اجندات وبرامج هذين‬ ‫البلدين‪ ،‬العدوين املتخاصمني كام‬ ‫يقال‪ ،‬مسألة املصالح العراقية‪.‬‬ ‫وهناك رأي يقول‪ ،‬ان االمر الذي‬ ‫يحصل عىل االرايض العراقية يسري‬ ‫وفقا لسيناريو متفق عليه بني ايران‬ ‫وامريكا‪ ،‬من دون التحدث عن‬ ‫تأثريات تلك السياسة عىل االوضاع‬ ‫الداخلية العراقية وابعادها املستقبلية‬ ‫بعيدة املدى‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر طرف اخر ان‬ ‫الزيارات واملغادرات التي يشهدها‬ ‫العراق امنا هي لها رائحة التهديدات‬ ‫املتبادلة والتوترات ومن ثم الحرب‪.‬‬ ‫ومهام تكن الروايات يجب ّأل ننىس‬ ‫ان امريكا يف عهد ترامب وبعيدا عن‬ ‫التهديدات وتوجيه الرضبات الجوية‬ ‫والصواريخ املحدودة‪ ،‬مل تشن ولو‬

‫حربا واحدة تتسبب بإسقاط ند او‬ ‫خصم حقيقي! وايران يف عهد روحاين‬ ‫مل تنسحب قيد امنلة من مناطق‬ ‫وجغرافية نفوذها‪ .‬فهذه امريكا التي‬ ‫تتحدث عن الحرب ضد االرهاب وتعد‬ ‫ايران مصدر االرهاب يف العامل‪ ،‬وتلك‬ ‫ايران التي تتحدث بايديولوجياتها‬ ‫عن جبهتها املدافعة وتعد امريكا‬ ‫االمربيالية العظمى‪ .‬والعراقيون‬ ‫حائرون؛ ففي الوقت الذي شهد شكل‬ ‫الحكم يف العديد من البلدان تغيريات‬ ‫كبرية‪ ،‬مل يتوصل هذان العدوان‬ ‫اللدودان والخصامن العتيدان منذ‬ ‫‪ 40‬عاما اىل مرحلة حسم املشكالت‬ ‫بينهام سواء بالحرب او بالسلم‪ .‬ورغم‬ ‫الحصار االمرييك القايس عىل ايران‪،‬‬ ‫لكن حتى حلفائها غري متيقنني من‬ ‫صدقها يف حسم املسألة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬ارض العراق هي الساحة التي‬ ‫تتواجد عليها ايران والواليات املتحدة‬ ‫اقرب اىل بعضهام من اي مكان يف‬ ‫العامل من دون ان يحصل بينهام اي‬ ‫اشتباك‪ .‬وهي املكان الذي يسعى فيه‬ ‫الجانبان منذ سنوات طوال للمحافظة‬ ‫عىل مكانتهام ومصالحهام‪ ،‬ولكن‬ ‫السؤال يكمن يف ان حكومة العراق‬ ‫نفسها ما دورها يف هذا التشابك؟!‬ ‫وهل بإمكانها املحافظة عىل التوازن؟‬ ‫مام ال شك فيه ان السياسة االمريكية‬ ‫تهدف اىل تأمني مصالح بالدها‬ ‫ومواطنيها‪ ،‬ولكن السياسة الخارجية‬ ‫االيرانية ال ميكن تفسريها بانها تصب‬ ‫يف السعي لتأمني العيش الرغيد‬ ‫ملواطنيها يف الداخل‪.‬‬ ‫صحيح ان ترامب زار العراق من‬

‫دون استقبال من اي مسؤول عراقي‬ ‫وكانت الزيارة يف الخفاء وتحت‬ ‫جنح الظالم؛ وان روحاين زار العراق‬ ‫بشكل علني ورسمي وتم استقباله‬ ‫يف وضح النهار عىل الرغم من عدم‬ ‫وضوح النتائج النهائية للزيارتني لحد‬ ‫االن‪ .‬ولكن حلفاء ايران يتعاملون مع‬ ‫زيارة ترامب بحد يصل اىل العداء‪ ،‬يف‬ ‫وقت يدافع حلفاء امريكا يف العراق‬ ‫عن انفسهم بشكل خجول منذ سنني‬ ‫بسبب السياسات االمريكية غري‬ ‫الواضحة‪.‬‬ ‫يف مسألة سياسية وجيوسرتاتيجية‬ ‫كهذه‪ ،‬تتعامل السياسة بشكل ال‬ ‫رحمة فيها وحتى غري اخالقية مع‬ ‫الشعوب‪ .‬ليس رشطا سياسة من اجل‬ ‫الحرب‪ ،‬ولكن العراق هو املكان االكرب‬ ‫للمناكفات وميدان للرصاع بني امريكا‬ ‫وايران‪ .‬وترامب وروحاين يعرفان ماذا‬ ‫يريدان من العراق وماذا يفعالن فيه‪،‬‬ ‫فقط حكومة العراق مثلام يقال اذا مل‬ ‫تنجح جهودها للوساطة بني الطرفني‪،‬‬ ‫ومن وجهة نظر البلدين اذا تخطت‬ ‫الخطوط الحمراء‪ ،‬هناك احتامل كبري‬ ‫ان يقع العراق مرة اخرى وسط دوامة‬ ‫الحرب القومية والطائفية او هجامت‬ ‫كالتي شنها «داعش»‪.‬‬ ‫ويف مثل هذه االوضاع‪ ،‬اذا مل تتم‬ ‫املحافظة عىل سيادة العراق‪ ،‬فان‬ ‫ابعاد هذه التدخالت وجوالت‬ ‫الزيارات واملغادرات‪ ،‬لن يكون اي‬ ‫منها يف صالح الشعب العراقي‪ ،‬وبذا‬ ‫يجب اال نكون مطمئنني من مستقبل‬ ‫هذا البلد واملكتسبات التي تحققت‬ ‫فيه لحد االن‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬ ‫يسعى مغنٍّ يهودي من أصول‬ ‫عراقية لكسب قاعدة شعبية‬ ‫كبرية يف العراق‪ ،‬بعد أن أعاد إحياء‬ ‫تراث جدَّ يه اللذين كانا من أقدم فناين‬ ‫بالد الرافدين يف العامل العريب خالل‬ ‫ثالثينيات وأربعينيات القرن املايض‪.‬‬ ‫واأللبوم الجديد للمغني دودو تاسا‪،‬‬ ‫وعنوانه (الهجر)‪ ،‬عبارة عن مزيج من‬ ‫األلحان الحديثة التي اشتهر بها جداه‬ ‫الراحالن داود وصالح الكويتي‪ ،‬اللذان‬ ‫انتقال من العراق إىل «إرسائيل» قبل‬ ‫نحو ‪ 70‬عاماً‪.‬‬ ‫وقال تاسا‪ ،‬لوكالة «رويرتز» ‪ ،‬إن جديه‬ ‫«كانا ميلكان نادياً‪ ،‬ويقيامن حفالت‬ ‫يف قاعات رئيسية بالعراق‪ ،‬لكن يف‬ ‫إرسائيل انتهى بهام األمر بالعزف يف‬ ‫حفالت الزفاف»‪ ،‬مضيفاً أن «امللك‬ ‫فيصل الثاين‪ ،‬آخر ملوك العراق‪ ،‬كان‬ ‫معجباً مبوسيقى جدَّ يه»‪.‬‬ ‫ويقول تاسا‪ :‬إن «الرئيس العراقي‬ ‫الراحل صدام حسني أمر مبحو‬ ‫اسمي جديه‪ ،‬األخوين الكويتي‪ ،‬من‬ ‫األرشيف الوطني العراقي بعد وصوله‬ ‫إىل السلطة عام ‪.»1979‬‬ ‫ويشري املغني العراقي إىل أن ألغانيه‬ ‫شعبية؛ من األرايض الفلسطينية‬ ‫املحتلة وصو ًال إىل وطنه األم العراق‪،‬‬ ‫كام يحيي حفالت بانتظام‪ ،‬ولديه‬ ‫ردود فعل كثرية من العامل العريب عىل‬ ‫مواقع التواصل االجتامعي (يوتيوب‪،‬‬

‫فنان يهودي يبحث عن‬ ‫جمهور عراقي‪ ..‬ما‬ ‫عالقته بصدام حسين؟‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫وفيسبوك‪ ،‬وإنستغرام)‪ ،‬موضحاً‪:‬‬ ‫«يرسلون لنا رسائل من العراق وبغداد‬ ‫تقول‪ ،‬تعال غن عندنا‪ ،‬تعال غنِّ »‪.‬‬ ‫ومن بني املعجبني بدودو تاسا يف بغداد‬ ‫فتاة عراقية تدعى فاطمة قباين‪ ،‬تقول‬ ‫إن جده كان وراء األغنية العراقية‬ ‫الحديثة‪.‬‬ ‫وأضافت لـ «رويرتز»‪« :‬شد انتباهي‪،‬‬ ‫حبيت صوته‪ ،‬حبيت طريقة غنائه‬ ‫لدودو‪ ،‬فهو جمع بني الرتاث والحديث‬ ‫والطريقة املوسيقية جميلة»‪.‬‬ ‫وكانت عائلة املوسيقي تاسا (‪42‬‬ ‫عاماً) من بني عرشات اآلالف من يهود‬

‫العراق الذين فروا يف منتصف القرن‬ ‫العرشين إىل «إرسائيل»‪ ،‬التي تسبب‬ ‫قيامها عام ‪ 1948‬باإلضافة إىل الهزائم‬ ‫املتتالية للجيوش العربية يف موجة‬ ‫غضب شعبي ضد اليهود‪.‬‬ ‫كانت هذه تفاصيل خرب فنان يهودي‬ ‫يبحث عن جمهور عراقي‪ ..‬ما عالقته‬ ‫بصدام حسني؟ لهذا اليوم نرجوا بأن‬ ‫نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل‬ ‫واملعلومات الكامله وملتابعة جميع‬ ‫أخبارنا ميكنك اإلشرتاك يف نظام‬ ‫التنبيهات او يف احد أنظمتنا املختلفة‬ ‫لتزويدك بكل ما هو جديد‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫صفقة القرن‬

‫اثري الشرع‬ ‫حان الوقت “لتهويد العرب”‬ ‫وتجريدهم من ثوريتهم‪ ،‬وبدأ‬ ‫خطة بني صهيون املفصلية‪ ،‬التي‬ ‫رسعان ما ستجد ترحيباً واسعاً من بعض‬ ‫الشعوب العربية؛ التي إستسلمت بعد‬ ‫ترويض وتركيع دام عرشات السنني‬ ‫! حيث جند اليهود حكومات عربية‬ ‫متأسلمة بشتى العناوين واأللقاب‪،‬‬ ‫والغاية تأطري السياسة اإلرسائيلية‪ ،‬عىل‬ ‫أنها أخري من الحكام العرب الذين رسقوا‬ ‫ونهبوا ثروات شعوبهم؛ وبالتايل فطلب‬ ‫النجدة سيكون حت ً‬ ‫ام وا…‪.‬يهوداه !‬ ‫نعم‪ .‬من خالل ما نراه يف أغلب الدول‬ ‫العربية الغنية بالبرتول‪ ،‬والتي تتمتع‬ ‫مبوقع إسرتاتيجي عىل املنافذ البحرية‪،‬‬ ‫نجد بأن األمر بات شبه محسوم‪،‬‬ ‫والحرب الختامية قادمة ال محال‬ ‫يف الرشق األوسط‪ ،‬فاملرحلة املقبلة‬ ‫ستشهد سياسة يل األذرع‪ ،‬وإستعراض‬ ‫القوة بني إيران واألذرع القوية املوالية‬ ‫لها‪ ،‬وبني أمريكا وإرسائيل ومن حالفهم‬ ‫من العرب والغرب بدأ فع ًال‪.‬‬ ‫الحرب النفسية وجس النبض رمبا‬ ‫دخلت مراحلها األخرية‪ ،‬وأصبح لسان‬ ‫حال املواطن العريب البسيط يقول ‪:‬‬ ‫“نارك وال جنة هيل” ! يف إشارة واضحة‬ ‫بأن املواطن العريب‪ ،‬أصبح يفضل‬ ‫الديكتاتورية املدعومة من أمريكا‬ ‫واليهود‪ ،‬عىل األحزاب والحكومات؛‬ ‫التي مل تجلب سوى الدمار واألرشار ‪.‬‬

‫يحاول اليهود العرب‪ ،‬مغازلة مواطنيهم‬ ‫يف بلدانهم التي كانوا يسكنون فيها‬ ‫قبل عام ‪1948‬؛ وتم فعال تأهيل عدة‬ ‫صفحات عىل السوشيل ميديا ” الفيس‬ ‫بوك” ملغازلة املواطنني العرب‪ ،‬وحثهم‬ ‫عىل التقارب‪ ،‬ومطالبة حكوماتهم‬ ‫للتصالح َمع اليهود‪ ،‬ونبذ الحرب التي‬ ‫طالت‪ ،‬وألجل تطييب األنفس‪ ،‬التي‬ ‫‪ ،‬مل تجد الشعوب العربية العون من‬ ‫حكومتها‪ ،‬ومل تلمس سوى الدمار‬ ‫والحرمان واليأس من الحياة‪ ،‬وكانت‬ ‫هذه خطة مجدولة إلقناع الشعوب‬ ‫العربية بأن ال حل لكم سوى التطبيع‬ ‫واالعرتاف بإرسائيل دولة‪ ،‬وبالقدس‬ ‫عاصمة لها؛ وال نبالغ عندما نقول‬ ‫بأن أغلب الحكومات العربية‪ ،‬جندتها‬ ‫أمريكا لصالح إرسائيل لتنفيذ مراحل‬ ‫الحرب الناعمة‪ ،‬وبناء جيل عريب يؤمن‬ ‫بإرسائيل دولة وباليهود دين وينبذ‬ ‫العاممة والزي العريب‪.‬‬ ‫فال ميكن للمواطن العريب أن يستمر‬ ‫بحياة صعبة‪ ،‬وفقر مفتعل‪ ،‬وخرياته‬ ‫ينعم بها الخونة من الحكام وأذنابهم‪،‬‬ ‫فاملرحلة املقبلة سيقول املواطن العريب‬ ‫‪« :‬طز فيكو يا عرب أهال بليايل األنس»!‬ ‫وبهذا تنتهي مرسحية طال أمدها‬ ‫وعسكرت ألجلها ماليني الشعوب‬ ‫وتعكرت أجواء الدول العربية‪ ،‬وأنظارنا‬ ‫ترنو نحو الربيع العريب الجديد‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬ ‫محالت تسقيط مببالغ طائلة‪..‬‬

‫اجليوش االلكرتونية ترفع لثامها يف العراق‬ ‫رصد بيت اإلعالم في‬ ‫تقرير له تنامي ظاهرة‬ ‫«الجيوش االلكترونية»‬ ‫في العراق بعدما اصبحت‬ ‫شائعة على نحو الفت‬ ‫مؤخرا‪ ،‬وفي تطور خطير‬ ‫لم يتردد القائمون عليها‬ ‫في كشف خلفياتهم‬ ‫وداعميهم‪ ،‬اذ بدأت‬ ‫تساهم مئات الصفحات‬ ‫في التأثير على الراي‬ ‫العام بأتجاه اراء مغلوطة‬ ‫ال تخلو من الكراهية‪،‬‬ ‫ولم تقتصر على الميدان‬ ‫السياسي بل طاولت‬ ‫شخصيات عامة وافراد‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫ويستند تقرير الرصد الجديد عىل‬ ‫متابعة ومراقبة اكرث من ‪200‬‬ ‫صفحة عىل مواقع التواصل االجتامعي‬ ‫عىل مدى ثالثة اشهر اظهرت بشكل‬ ‫واضح كيف تدار هذه الصفحات وماذا‬ ‫تستهدف ومتى‪ ،‬وكيف لعبت ادوارا‬ ‫سلبية يف السلم واالمن املجتمعيني يف‬ ‫البالد من جهة‪ ،‬وساهمت يف اقحام‬ ‫الجمهور يف ازمــات سياسية من جهة‬ ‫ثانية‪.‬‬ ‫وتعتمد صفحات الجيوش االلكرتونية‬ ‫عــى عنرصين اساسيني‪ ،‬االول نرش‬ ‫االخبار املفربكة وتشمل صور ومقاطع‬ ‫فيديو وتعليقات متهكمة عرب محرتفني‬ ‫وخرباء يف الصحافة واملونتاج‪ ،‬والثاين‬ ‫متويل املنشورات عرب مبالغ طائلة وأليام‬ ‫طويلة تصل اىل اسبوعني لكل منشور‪.‬‬ ‫واستند «بيت االعالم العراقي» يف تقرير‬ ‫الرصد عىل صفحات الحظ مستخدمو‬ ‫مواقع التواصل كرثة انتشارها يف اآلونة‬ ‫األخـــرة وحصلت عــى األالف من‬ ‫املتابعني خالل أيام قليلة‪ ،‬وتعتمد عىل‬ ‫اعالنات ممولة بشكل مكثف ملنشورات‬ ‫محددة تتضمن خطاب كراهية وتهجم‬ ‫ودعــوات للتحقري والتنكيل والعنف‬ ‫ضد حتى شخصيات عامة اجتامعية‬ ‫وثقافية كام استهدفت حمالت واسعة‬ ‫النساء وتدفع نحو تحجيم دور املراة يف‬ ‫املجتمع والحياة العامة‪.‬‬

‫ويف تطور خطري‪ ،‬انخرطت وسائل االعالم‬ ‫يف حمالت الجيوش االلكرتونية عرب تبني‬ ‫ما تنرشه هذه الصفحات يف تغطياتها‬ ‫االعالمية اليومية رغم انها مفربكة‪،‬‬ ‫واالكرث من ذلك ساهمت وسائل اعالم‬ ‫يف ان تكون مصدرا ملنشورات صفحات‬ ‫الجيوش االلكرتونية‪.‬‬ ‫وخــرج تقرير الرصد بنتائج ابرزها‬ ‫ان بعض القامئني عىل العرشات من‬ ‫الصفحات املمولة وتقود حمالت موجهة‬ ‫تدار من دول مجاورة للعراق‪ ،‬واخرى‬ ‫اوربية لديها قوانني صارمة يف مكافحة‬ ‫مثل هــذه الصفحات املثرية للعنف‬ ‫يف اشارة اىل الثغرات التي تعاين منها‬ ‫هذه الدول يف تطبيق القوانني يف هذا‬ ‫الخصوص‪.‬‬ ‫ويلفت «بيت االعالم العراقي» اىل ان‬ ‫صحفيني انخرطوا يف ظاهرة الجيوش‬ ‫االلكرتونية عرب ادارة صفحات باخفاء‬ ‫هويتهم او تضمني صفحاتهم حمالت‬ ‫تتناغم مع حمالت تشنها الجيوش‬ ‫االلكرتونية‪.‬‬ ‫ويف ظاهرة غريبة‪ ،‬سجل «بيت االعالم‬ ‫العراقي» ان املئات من الصفحات‬ ‫الوهمية عىل فيسبوك تحمل اسامء‬ ‫قنوات تلفزيونية لها صفحات رسمية‬ ‫موثقة بالعالقة الزرقاء من قبل ادارة‬ ‫«فيسبوك»‪ ،‬ولكل قناة معدل ‪10‬‬ ‫صفحات وهمية تواضب عىل نرش ما‬ ‫تنرشه الصفحة الرسمية املوثقة اول بأول‬ ‫ما يضع هذه القنوات امام مسؤولية‬ ‫كبرية‪ ،‬اما انها تقف وراء انشاء هذه‬

‫الصفحات لنرش منشورات معينة ممولة‬ ‫الغراض سياسية‪ ،‬او ان هذه الصفحات‬ ‫انشات دون علم ادارة القناة الغراض‬ ‫االنتشار والشعبية او الهداف السياسية‪،‬‬ ‫ويف هذه الحالة ال يعفي ادارة القنوات‬ ‫من القيام بالتبليغ عنها بسهولة الغالقها‪.‬‬ ‫ويلفت التقرير اىل ان اغلب االحزاب‬ ‫والشخصيات السياسية باتت متتلك‬ ‫جيوش الكرتونية عرب تأسيس اقسام‬ ‫يف مكاتبها االعالمية متخصصة يف هذا‬ ‫الشأن‪ ،‬والحظ راصدو «بيت االعالم»‬ ‫ان رصاعات هذه الجيوش عىل مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي هي انعكاس واقعي‬ ‫لخريطة الرصاعات السياسية القامئة بني‬ ‫الكتل واالحزاب‪.‬‬ ‫ويكشف التقرير ان صفحات ممولة‬ ‫تنرش الكثري من الوثائق والصور املفربكة‬ ‫بهدف تخوين واتهام خصومها‪ ،‬كام‬

‫تتضمن وثائق عىل انها مللفات فساد‬ ‫إداري ومــايل غري مطروقة يف وسائل‬ ‫اإلعـــام‪ ،‬بينام تقوم صفحات أخرى‬ ‫مبونتاج وثائق لوزارات وهيئات رسمية‬ ‫عرب برامج الفوتو شوب إلضفاء نوع من‬ ‫الصدقية عىل األخبار‪.‬‬ ‫ويشري التقرير اىل أن صفحات الجيوش‬ ‫االلكرتونية تنشط بشكل مكثف أوقات‬ ‫األزمـــات عىل الصعيد الوطني مثل‬ ‫التفجريات وحــاالت الخطف وزيــارة‬ ‫مسؤولني اىل البلد‪ ،‬ويــكــون فحوى‬ ‫املنشورات التهجم اللفظي عرب جبهتني‬ ‫أو أكرث تسعى لتحميل الطرف اآلخر‬ ‫أسباب االزمــة‪ ،‬بينام ساهمت هذه‬ ‫الصفحات يف خلق ازمات وهمية لتوجيه‬ ‫الرأي العام بعيدا عن القضايا الحقيقية‪.‬‬ ‫ويكشف التقرير ايضا ان اموال طائلة‬ ‫ُتــرف عىل املنشورات املمولة التي‬

‫تحمل خطاب كراهية واخبار وصور‬ ‫مفربكة‪ ،‬اذ راقب «بيت االعالم العراقي»‬ ‫النطاق الزمني لتمويل منشورات معينة‬ ‫وحجم التفاعل معها‪ ،‬ومع حساب فرتة‬ ‫متويل منشورات التي وصل بعضها الكرث‬ ‫من ‪ 15‬يوما واحصاء التفاعالت التي‬ ‫جمعتها هذه املنشورات فان متويل‬ ‫كل منشور ّ‬ ‫يكلف اكرث من ‪ 500‬دوالر‬ ‫استنادا اىل اجور واليات االعالن املوضحة‬ ‫من قبل رشكة فيسبوك‪.‬‬ ‫ويويص «بيت االعالم العراقي» يف هذا‬ ‫الصدد اىل اطالق حملة عىل الصعيد‬ ‫الوطني وضمن فــرة زمنية محددة‬ ‫لتوثيق الصفحات التابعة اىل املؤسسات‬ ‫الرسمية والوزارات والهيئات واالحزاب‬ ‫والكتل والشخصيات السياسية والدينية‬ ‫والعامة ووسائل االعالم بشكل رسمي‬ ‫يف فيسبوك وتويرت وانستغرام ويوتيوب‪،‬‬

‫اذ ان توثيق هذه الصفحات يساهم‬ ‫وبسهولة يف اغالق الصفحات الوهمية‬ ‫التي تحمل اسامء هذه الجهات وبالتايل‬ ‫سيتم مكافحة ظاهرة انشاء صفحات‬ ‫وهمية‪.‬‬ ‫ولتحقيق ذلك ميكن توفري فريق تطوعي‬ ‫شبايب ممن لديه خربة تقنية يف مجال‬ ‫توثيق الصفحات ملساعدة هذه الجهات‬ ‫عىل توثيق حساباتها‪ ،‬وبعد انتهاء الفرتة‬ ‫الزمنية املحددة لهذه الحملة فان‬ ‫اي جهة رسمية او غري رسمية متتنع‬ ‫عن توثيق حساباتها واغالق صفحات‬ ‫تحمل نفس اسامئها فأنها ستتحمل‬ ‫كامل املسؤولية عن انتشار الجيوش‬ ‫االلكرتونية التي تحمل اسامئها‪.‬‬ ‫وعىل املؤسسات والجهات ذات العالقة‬ ‫وبالتنسيق مع خــراء تقنيني مراقبة‬ ‫الصفحات املمولة التي تنرش اخبار‬ ‫كاذبة تحمل خطاب كراهية وتسقيط‬ ‫وتحقري ودعوة اىل العنف‪ ،‬والكشف عن‬ ‫القامئني عليها وتقدميهم اىل القضاء من‬ ‫اجل كبح ظاهرة الجيوش االلكرتونية‪،‬‬ ‫اذ ان عملية الكشف عن مواقع انشاء‬ ‫ونرش املنشورات عىل هذه الصفحات‬ ‫ليست مهمة صعبة‪ ،‬مع التأكيد عىل ان‬ ‫املنشورات التي تتضمن اراء وانتقادات‬ ‫الوضــاع سياسية وظواهر اجتامعية‬ ‫واوضاع خدمية حق اسايس متاح للجميع‬ ‫ضمن مبدأ حرية التعبري عن الرأي وال‬ ‫يجوز املساس به تحت اي ذريعة ما‬ ‫دام ال يتضمن خطاب كراهية وتسقيط‬ ‫وتحقري ودعوة اىل العنف واخبار كاذبة‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬

‫ترامب و روحاني‬ ‫خصمان لدودان اتخذا من العراق حلبة للصراع وبغداد تتفرج‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫على الضفة الغربية‬ ‫لنهر دجلة الذي يشق‬ ‫العاصمة العراقية‬ ‫بغداد‪ ،‬في المنطقة‬ ‫الخضراء‪ ،‬تمتد مباني‬ ‫السفارة األميركية‬ ‫في العراق كأكبر‬ ‫سفارة لها في الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫ويف املقابل متاما عىل الضفة الرشقية‪،‬‬ ‫ال تغيب صور املرشد اإليراين آية الله‬ ‫عيل خامنئي وسلفه آية الله خميني وهي‬ ‫متجد مقاتلني لفصائل الحشد‬ ‫تعلو لوحات ّ‬ ‫الشعبي ممن سقطوا يف القتال ضد تنظيم‬ ‫«الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫يرشح املشهد مبجمله واقع تقاسم النفوذ‬ ‫اإليراين األمرييك يف عراق ما بعد صدام‬ ‫حسني‪ ،‬وانعكاس هذا التزاحم عىل حال‬ ‫البالد التي تبدو أقرب إىل رقعة شطرنج كربى‬ ‫تتحرك عليها القطع املتعددة‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫مبان وصور‪،‬‬ ‫لكن القضية ليست مجرد ٍ‬ ‫بل مصري بلد يعيش ازدواجية تتكرس‬ ‫يوما بعد يوم يف أدائه السيايس‬ ‫وتعامالته االقتصادية والتزاماته تجاه‬ ‫محيطه اإلقليمي‪.‬‬ ‫منذ سقوط نظام حزب البعث‬ ‫العراقي إبان الغزو األمرييك للعراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬كان الظن أن واشنطن‬ ‫يف طريقها لصناعة مستقر لها طويل‬ ‫األمد يف العراق‪ .‬وكان االعتقاد‬ ‫السائد أن خطوات واشنطن باتجاه‬ ‫ترويض خصومها اإلقليميني ستنطلق‬ ‫من العراق الذي سيتحول إىل قاعدة‬ ‫أساسية لصناعة واقع جديد يف املنطقة‪.‬‬ ‫عىل رأس الخصوم اإلقليميني هؤالء‬ ‫كانت طهران التي مل تكن بعد قد‬ ‫أكملت رسم خريطة تأثريها عىل‬ ‫صورتها التي هي عليها اليوم‪.‬‬ ‫«دولة الويل الفقيه»‬ ‫البعض يذهب أبعد من ذلك للقول‬ ‫إنه لو مل تغز الواليات املتحدة العراق‬ ‫ملا كان نفوذ «دولة الويل الفقيه» يف‬ ‫املنطقة عىل ما هو عليه اآلن‪ ،‬وملا‬ ‫كانت هي يف قلب معادلة التجاذب‬ ‫هذه‪.‬‬ ‫اختيار عبارة «دولة الويل الفقيه» مل‬ ‫يأت جزافا أعاله‪ ،‬فهو متييز مقصود‬ ‫بني حكومة الدولة يف إيران ودولة‬ ‫اإليديولوجيا التي ال تحدها خريطة‬ ‫جغرافية واضحة‪ ،‬واألخرية هي التي‬ ‫تصنع لحكومة الدولة اإليرانية‬

‫حضورها‪.‬‬ ‫هكذا ميكن ترشيح العالقة املتداخلة‬ ‫بني إيران وحلفائها يف املنطقة عامة‬ ‫ويف العراق خاصة‪ ،‬وتحديدا الذين‬ ‫يُعتربون امتدادا عضويا للنظرية‪.‬‬ ‫جامعات ككتائب حزب الله والنجباء‬ ‫وعصائب أهل الحق وغريها بُنيت‬ ‫من داخل النسيج العراقي‪ ،‬وهي‬ ‫قد تختلف يف ما بينها عىل املكاسب‬ ‫واملصالح‪ ،‬لكنها تلتزم مبا يقوله‬ ‫«القائد» كام يصفون املرشد اإليراين‬ ‫آية الله عيل خامنئي‪ ،‬أو قائد قوة‬ ‫القدس اللواء قاسم سليامين‪ ،‬دون‬ ‫أن يهمهم مثال ما قد يقوله الرئيس‬ ‫اإليراين أو أي مسؤول آخر يف حكومته‪.‬‬ ‫مع ذلك فإن هذه املنظومة تنعكس يف‬ ‫نهاية املطاف عىل مصالح إيران الدولة‬ ‫بشكل مبارش أو غري مبارش كام هو‬ ‫الحال اليوم يف ظل تصاعد التوتر مع‬ ‫الواليات املتحدة عىل خلفية العقوبات‬ ‫األخرية‪ ،‬ومع السعودية عىل املستوى‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وحتى يف الداخل العراقي‬ ‫عند ظهور اتجاهات مناوئة لطهران‬ ‫وهي عديدة‪.‬‬ ‫الفارق بني الواليات املتحدة وإيران‬ ‫يف العراق أن األوىل صنعت نفوذا‬ ‫مبارشا يف هيكل النظام عرب حضورها‬ ‫السيايس والعسكري املبارش‪ ،‬وألنها‬ ‫الحاكم الفعيل للعراق ما بعد صدام‪،‬‬ ‫وهو ما سمح لها بالتغلغل أكرث يف‬ ‫البريوقراطية العراقية ويف مؤسسات‬

‫الحكم وأعطاها اليد العليا يف عملية‬ ‫صناعة القرار‪.‬‬ ‫روحاين مقابل ترامب‬ ‫لكن الثغرة التي كانت تواجه واشنطن‬ ‫وال تزال يف هذا الجانب‪ ،‬أنها كانت‬ ‫دوما يف عالقتها مع حلفائها العراقيني‬ ‫تتعامل من خلف جدار عال من عدم‬ ‫الثقة‪ ،‬وهو ما مل يسمح بتطوير التأثري‬ ‫ليصبح عضويا أكرث‪ ،‬ولعل ذلك يعود‬ ‫أيضا إىل واقع العالقة بني األجنبي‬ ‫القادم من خلف البحار وابن البالد‪،‬‬ ‫وغياب القواسم املشرتكة‪ ،‬غري املصالح‪،‬‬ ‫كالدين أو املذهب أو اللغة أو العرق‬ ‫أو العشرية‪.‬‬ ‫يف زيارته األخرية إىل العراق‪ ،‬عكس‬ ‫الرئيس األمرييك دونالد ترامب هذه‬ ‫املسافة باختياره القدوم ليال إىل قاعده‬ ‫عني األسد العسكرية حيث تتمركز‬ ‫القوات األمريكية يف هذا البلد‪ .‬الزيارة‬ ‫الرسية وطلب ترامب من رئيس الوزراء‬ ‫العراقي عادل عبد املهدي مالقاته‬ ‫يف القاعدة دفع باألخري لرفض اللقاء‬ ‫واالستعاضة عنها باتصال هاتفي‪ ،‬وإن‬ ‫كان مكتب عبد املهدي خفف من وقع‬ ‫الرفض بالقول إن اللقاء ألغي بسبب‬ ‫خالفات طريقة تنظيمه‪.‬‬ ‫ويف املقابل‪ ،‬أراد حسن روحاين يف‬ ‫زيارته أن يقدّ م صورة مختلفة‪ ،‬وبدا‬ ‫جليا أن اإليرانيني وضعوا صورة زيارة‬ ‫ترامب أمام أعينهم وعملوا عىل املقارنة‬ ‫معها‪ ،‬فجاء يف الصباح وطلب أن يكون‬

‫أول نشاط له زيارة الكاظمية حيث‬ ‫رضيحا اإلمامني موىس الكاظم ومحمد‬ ‫الجواد‪ ،‬اإلمامني السابع والتاسع لدى‬ ‫الشيعة االثني عرشية‪ ،‬وبذلك بعث‬ ‫رسالة إيجابية إىل من يشرتكون معه يف‬ ‫املذهب يف العراق بأن املشرتكات أكرب‬ ‫من الخالفات‪.‬‬ ‫ثم كان اللقاء مع الرئيس العراقي‬ ‫برهم صالح ورئيس الحكومة عادل‬ ‫عبد املهدي ورئيس مجلس النواب‬ ‫محمد الحلبويس ومعظم القادة‬ ‫الحزبيني والعشائريني والدينيني‪.‬‬ ‫يف الشارع العراقي أراء متفاوتة بشأن‬ ‫واشنطن وطهران‪ ،‬فهام تتقاسامن‬ ‫سخطاً سنياً من قبل من يرى فيهام‬ ‫سببا للتهميش املستمر وارتداداته عىل‬ ‫غري صعيد‪ ،‬وآخر شيعياً بسبب األوضاع‬ ‫االقتصادية واالجتامعية املرتدية‪ ،‬عىل‬ ‫قاعدة أنهام يتحمالن مسؤولية الطبقة‬ ‫السياسية التي أوصلت البالد إىل هذا‬ ‫الدرك‪.‬‬ ‫ما متلكه طهران وال متلكه واشنطن يف‬ ‫العراق هو القدرة عىل صناعة واقع‬ ‫مختلف من خالل عنرصين رئيسيني‪،‬‬ ‫الجغرافيا والعالقات اإلنسانية‪.‬‬ ‫إدارة التوازن‬ ‫يف الجغرافيا تفرض الحدود نفسها من‬ ‫باب سهولة انتقال البضائع وسهولة‬ ‫التنقل للعالج وللتجارة‪ ،‬برغم أن‬ ‫الحدود عينها كانت يوما سببا يف حرب‬ ‫شعواء امتدت لثامين سنوات‪.‬‬

‫صحيح أن شبح الحرب ال يزال يهيمن‬ ‫عىل وجدان من عاشوها ودفعوا مثنها‪،‬‬ ‫وصحيح أن مئات الجثث ال تزال‬ ‫ُتكتشف‪ ،‬إال أن هذا ال مينع أن تصنع‬ ‫الجغرافيا بابا للنقطة الثانية وهي‬ ‫العالقات اإلنسانية‪.‬‬ ‫وتتجىل هذه الثانية يف مواسم الزيارات‬ ‫الكربى ويف عملية السياحة املتبادلة‬

‫مستمرة بني الواليات املتحدة وإيران‪،‬‬ ‫ومن غري املتوقع أن يخرج منها يف أي‬ ‫وقت قريب‪ .‬لكن العراق اليوم بدأ‬ ‫يأخذ جانبا مختلفا عام كان عليه يف‬ ‫السنوات السابقة‪ ،‬حني كان متفرجا‬ ‫عىل رصاع مبارش أو بالواسطة بني‬ ‫الطرفني‪.‬‬ ‫وما يقوم به العراق اليوم هو إدارة‬

‫واشنطن وطهران‪ ،‬فهما تتقاسمان‬ ‫سخط ًا سني ًا من قبل من يرى فيهما‬ ‫سببا للتهميش المستمر وارتداداته على‬ ‫غير صعيد‪ ،‬وآخر شيعي ًا بسبب األوضاع‬ ‫االقتصادية واالجتماعية المتردية‪ ،‬على‬ ‫قاعدة أنهما يتحمالن مسؤولية الطبقة‬ ‫السياسية التي أوصلت البالد إلى هذا الدرك‪.‬‬

‫عىل الجانبني والعالقات العشائرية‬ ‫والعائلية‪ ،‬وهذا يعطي اإليرانيني يف‬ ‫العراق أفضلية عىل األمريكيني‪ ،‬يف‬ ‫عملية التعويض عن السقطات أو‬ ‫جرس اله ّوات التي تنشأ عن الخالفات‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ويعيش العراق وسط لعبة شد حبال‬

‫التوازن يف العالقة وهو ما قد يؤهله‬ ‫مستقبال إلخراج نفسه من هذه‬ ‫الثنائية دون خسارة العالقات املميزة‬ ‫مع خصمني لدودين يتصارعان داخل‬ ‫حدوده‪.‬‬ ‫من‪BBC :‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫عادل عبد المهدي‪ ..‬اخر فرص العراق‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني فيلي‬

‫من اجل اصغر عملية جراحية‪،‬‬ ‫وقبل ان نخضع ملبضع الجراح‪،‬‬ ‫نرغب باختيار افضل طبيب خبري‬ ‫وملم مبجال عمله‪ ،‬وكذا االمر بالنسبة‬ ‫للمجاالت االخرى‪ ،‬ولكن عندما نتوجه‬ ‫للكالم يف السياسة‪ ،‬كأمنا نقوم بتغيري‬ ‫مالبسنا بأخرى جديدة اذا كانت ال‬ ‫تعجبنا قد نقوم برميها يف الغد ونشرتي‬ ‫موضة احدث‪ .‬وهذه هي املشكلة التي‬ ‫ليست لها نهاية يف هذا البلد الذي يدقق‬ ‫ناسه يف كثري من االشياء‪ ،‬ولكنه ومع‬ ‫االسف ال تسري االمور هكذا يف مجال‬ ‫السياسة‪ .‬يف وقت يعد الجهل السيايس‬ ‫اخطر انواع الجهل بحيث ال يصل لذلك‬ ‫املستوى الذي يفهم معه ويعلم ان‬ ‫جميع املشكالت والكوارث ناتجة عن‬ ‫القرارات واالختيارات التي يقوم بها‬ ‫يف مجال السياسة‪ .‬واالن‪ ،‬وبذريعة ان‬ ‫ال احد يهتم ألوضاع العراق والناس‬ ‫يف هذا البلد يف اي حادث يبقون هم‬ ‫الخارسون‪ ،‬فاملتطرفون الذين عندهم‬ ‫جنون يهددون كل رأســال سيايس‬ ‫واجتامعي لهذا البلد بشكل ال نظري له‪.‬‬ ‫ومبالحظة تلك الحقيقة التي تؤكد‬ ‫ان جميع املشكالت التاريخية ال‬ ‫تعالج بشكل نهايئ (مرة واحدة)‪ ،‬فان‬ ‫الشعور بالقلق امر طبيعي‪ .‬يجب‬ ‫ادارة املشكالت التي تراكمت‪ ،‬الن‬ ‫االحتجاجات تدل عىل ان االوضــاع‬ ‫مازالت غري مستقرة وهناك مشكالت‬

‫عميقة وغري معالجة‪ .‬ويتوجب عىل‬ ‫السياسيني ان يكونوا رشكاء النتائج‪ ،‬وان‬ ‫يكونوا مجيبني وليسوا اسئلة صامتة‪.‬‬ ‫يف العراق وبعد ازمة الثقة‪ ،‬فان السيد‬ ‫عادل عبد املهدي له تجربة عمرها‬ ‫نصف قرن من املشاركة والنشاط يف‬ ‫عدد من املدارس الفكرية والسياسية‬ ‫املختلفة‪ ،‬حصل من خاللها عىل تجربة‬ ‫مهمة قبل ان يتوىل رئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫فقد حصل سابقا عىل فرصة متابعة‬ ‫االحداث واملشكالت كمراقب والتفكري‬ ‫يف وضع الحلول لها‪ ،‬هو يعرف‪ ،‬ان‬ ‫العراق بلد فقري عند الحديث عن‬ ‫الحقوق‪ ،‬واالخوة واملساواة والسلم‬ ‫العام‪ .‬بلد تم بناؤه عىل اساس املسلمني‬ ‫وغــر املسلمني‪ ،‬الــكــورد والــعــرب‪،‬‬ ‫واملشكالت الالمتناهية للمكونات‪،‬‬ ‫سيكون يف حرب دامئة ومساع لالنفصال‬ ‫وسيكون اقوى االختيارات الحلول ذات‬ ‫االرضار الكبرية والتسلط‪.‬‬ ‫وميكن ان تكون حكومة السيد عبد‬ ‫املــهــدي الفرصة االخـــرة إلستمرار‬ ‫الراغبني من ابناء القوميات االخرى يف‬ ‫البقاء يف اطار دولة اتحادية (فدرالية)‬ ‫موحدة‪ .‬يف الوقت الذي يطلق عبد‬ ‫املهدي عىل عالج املشكالت التاريخية‬ ‫والتقارب بني املكونات تسمية املفتاح‬ ‫للحلول‪ ،‬بينام هناك مساع داخلية‬ ‫وخارجية مستمرة لرضب مكانة رئيس‬ ‫الــوزراء املستقل (السيد عادل عبد‬

‫املهدي)‪.‬‬ ‫ومن هذه الزاوية‪ ،‬فان الشعور القلق‬ ‫امــر يف محله النــه يف الوقت الذي‬ ‫يعاين فيه العراق التعب من االزمات‬ ‫املتكررة‪ ،‬وقىض خمسة عرش عاما من‬ ‫اجل بناء الدميقراطية والشكل الحايل‬ ‫لتشكيل الحكومة وادارة السياسة‬ ‫الداخلية(بعيدا عن الفساد) متقدم‬ ‫عدة خطوات عىل دول املنطقة‪.‬‬ ‫ومضت ‪ 35‬سنة ليك يفهم العامل‬ ‫الجرائم واملخاطر التي نجمت عن‬ ‫قرارات وسياسات حزب البعث وصدام‬ ‫ويكون له رد فعل‪ .‬ومن وجهة نظر‬ ‫الكورد‪ ،‬فانه يف تاريخ هذا البلد وعىل‬ ‫عكس حرب االبــادة املتبادل‪ ،‬كانت‬ ‫هجامت وتهديدات «داعــش» هي‬ ‫اليشء الوحيد الذي وفر فرصة لجميع‬ ‫املكونات لخوض حرب البقاء معا ضد‬ ‫هذا الخطر‪.‬‬ ‫واليوم فان فك رموز الصندوق االسود‬ ‫ملرشوع خصوم بغداد ومرشوع خصوم‬ ‫االقليم يبني ان خصوم الجانبني ال‬ ‫يشبهان بعضهام يف الظاهر‪ ،‬ولكنهام‬ ‫يهدفان اليه من اجل زرع اليأس يف‬ ‫نفوس املجتمع من الحكومة وافشال‬ ‫العملية السياسية‪ ،‬لهم اهــداف‬ ‫مشرتكة‪ .‬ويجب ان ننتظر لنعلم‬ ‫هل ان للمخلصني والعقالء يف بغداد‬ ‫واربيل اي تدبري من اجل افشال برامج‬ ‫الخصوم؟‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫طبيب في العراق؟ احذر فانت هدف محتمل لجهتين‬

‫‪54‬‬

‫اضطرت شيماء‬ ‫الكمالي إلى الفرار‬ ‫من المستشفى‬ ‫الذي تعمل فيه‬ ‫عبر الباب الخلفي‪،‬‬ ‫هربا من مسلحين‬ ‫غاضبين أتوا‬ ‫لالنتقام منها‪ ،‬بعدما‬ ‫منعت والد أحد‬ ‫المرضى من البقاء‬ ‫في المستشفى‬ ‫خارج ساعات‬ ‫الزيارة‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬

‫تقول األخصائية يف طب األرسة «نزعت‬ ‫القميص األبيض وخرجت مع زمييل‪.‬‬ ‫غادرنا معا يف سيارة أجرة كام لو كنت‬ ‫زوجته‪ ،‬ومل أعد إىل العمل ملدة عرشة‬ ‫أيام»‪ .‬بحسب فرانس برس‪.‬‬ ‫من البرصة يف أقىص الجنوب‪ ،‬إىل سامراء‬ ‫شامل العاصمة بغداد‪ ،‬يروي كل األطباء‬ ‫والنقابيون واملسؤولون الصحيون‬ ‫القصص نفسها‪ :‬أطباء يتعرضون للرضب‬ ‫أو التهديد بالقتل أو الخطف بسبب‬ ‫مامرستهم ملهنتهم‪.‬‬ ‫ويف حال مل يتم استهدافهم بشكل‬ ‫مبارش‪ ،‬فإن الجسم الطبي يؤخذ‬ ‫أحيانا يف دوامة العنف التي عصفت‬ ‫بالبالد عىل مدى سنوات‪ .‬فبعيدا عن‬ ‫كونه ملجأ‪ ،‬يصبح املستشفى يف بعض‬ ‫األحيان ساحة قتال بني املسلحني‪.‬‬ ‫ويف بلد تحكمه العادات العشائرية‪،‬‬ ‫تقول الكاميل إن األطباء يطالبون يف‬

‫بعض األحيان بدفع فصل عشائري‪،‬‬ ‫يصل إىل ‪ 40‬أو ‪ 50‬مليون دينار (نحو‬ ‫‪ 45‬ألف دوالر)‪.‬‬ ‫تقول سحر مولود‪ ،‬نائبة رئيس لجنة‬ ‫الصحة يف محافظة صالح الدين شامل‬

‫>>‬ ‫اليوم‪ ،‬أصبحت «مدينة‬ ‫الطب» المتألقة في‬ ‫بغداد‪ ،‬والتي كانت‬ ‫أهم الصروح الطبية‬ ‫في العالم العربي في‬ ‫سبعينيات وثمانينيات‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬مجرد‬ ‫مبان متداعية تفتقر‬ ‫إلى معدات أساسية‪،‬‬ ‫على غرار كل مؤسسات‬ ‫البالد‪.‬‬

‫>>‬

‫بغداد‪ ،‬إن «االعتداءات أصبحت حالة‬ ‫عامة يف عموم محافظات العراق»‪.‬‬ ‫وتضيف «أحياناً يصل املريض بحالة‬ ‫حرجة وقريب من املوت‪ ،‬وعند وفاته‬ ‫يعتقدون أن الطبيب والكوادر الطبية‬ ‫مل ميارسوا دورهم»‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬يقول رئيس اللجنة‬ ‫الدولية للصليب األحمر بيرت ماورير‬ ‫إن الضغوط عىل األطباء تفسد املبادئ‬ ‫األساسية ملهنة الطب‪.‬‬ ‫ويوضح رئيس املنظمة التي تقود‬ ‫حملة ضد ظاهرة العنف التي تطال‬ ‫الرعاية الصحية «نشعر بالقلق إزاء‬ ‫تدخل العادات القبلية والطائفية بقسم‬ ‫أبقراط (الذي يؤديه األطباء قبل مامرسة‬ ‫مهنتهم) األسايس يف عالج املرىض عىل‬ ‫قدم املساواة‪ ،‬وهو ما يتوقف عىل مدى‬ ‫خطورة املرض وطابعه امللح‪ ،‬وال يعتمد‬ ‫عىل األصول أو االنتامء العرقي أو إميان‬

‫شخص أو جامعة»‪.‬‬ ‫يف وجه ذلك‪ ،‬يختار أطباء كثريون‬ ‫الهجرة‪ ،‬وهي فكرة ال تفارق عقل‬ ‫الكاميل‪.‬‬ ‫ونبهت هذه الطبيبة البالغة من‬ ‫العمر ‪ 32‬عاما والتي أكملت دراستها‬ ‫يف جامعة بغداد‪ ،‬إىل جانب ‪ 348‬من‬ ‫زمالئها يف العام ‪ ،2009‬إىل هجرة ‪285‬‬ ‫منهم‪ ،‬مؤكدة أن «االعتداءات هي‬ ‫السبب الرئيس وراء ذلك»‪.‬‬ ‫وبحسب دراسة أعدتها وزارة الصحة‬ ‫بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب‬ ‫األحمر ومنظمة الصحة العاملية ونقابة‬ ‫األطباء العراقيني‪ ،‬فقد هاجر من العراق‬ ‫«أكرث من عرشين ألف طبيب وطبيبة‬ ‫بني عامي ‪ 2003‬و‪.»2018‬‬ ‫واليوم‪ ،‬أصبحت «مدينة الطب» املتألقة‬ ‫يف بغداد‪ ،‬والتي كانت أهم الرصوح‬ ‫الطبية يف العامل العريب يف سبعينيات‬ ‫ومثانينيات القرن املايض‪ ،‬مجرد مبان‬ ‫متداعية تفتقر إىل معدات أساسية‪،‬‬ ‫عىل غرار كل مؤسسات البالد‪.‬‬ ‫إضافة إىل نقص األدوية واملعدات‪،‬‬ ‫فالعراق يفتقر اليوم إىل األطباء‪ ،‬وفق‬ ‫املتحدث باسم وزارة الصحة سيف‬ ‫البدر‪.‬‬ ‫يف العام ‪ ،2017‬كان لدى العراق أكرث‬ ‫من تسعة أطباء لكل عرشة آالف نسمة‪،‬‬ ‫أي أقل بثالث مرات من دولة الكويت‬ ‫املجاورة‪ ،‬وحتى أقل بضعفني من ليبيا‬ ‫التي تعصف بها الفوىض‪ ،‬وفق منظمة‬

‫الصحة العاملية‪.‬‬ ‫يف محافظة البرصة النفطية بجنوب‬ ‫العراق‪ ،‬حيث للقانون العشائري سطوة‬ ‫كبرية وللمجموعات املسلحة تواجد‬ ‫كثيف‪« ،‬تقع شهريا حواىل ‪ 15‬حالة‬ ‫اعتداء جسدي أو لفظي»‪ ،‬بحسب ما‬ ‫يقول الطبيب حسني عداي‪.‬‬ ‫ويضيف هذا األربعيني املختص يف‬ ‫أمراض املعدة واألشعة أن هذا األمر‬ ‫«أدى إىل فقدان كم غري قليل من‬ ‫األطباء أصحاب االختصاصات النادرة‬ ‫مثل جراحة القلب والجملة العصبية»‪.‬‬ ‫يف العام ‪ ،2013‬صوت الربملان عىل‬

‫قانون يتيح لألطباء امتالك مسدس‪.‬‬ ‫لكن بالنسبة إىل رئيس نقابة األطباء‬ ‫عبداألمري الشمري‪ ،‬فإن تلك املسألة‬ ‫«مجرد كالم‪ ،‬القانون مل يطبق»‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬دعا النائب األول لرئيس مجلس‬ ‫النواب العراقي حسن الكعبي قبل‬ ‫أسابيع قليلة إىل «معاقبة مرتكبي‬ ‫االعتداءات عىل األطباء‪ ،‬وفقا لقانون‬ ‫مكافحة اإلرهاب»‪ ،‬الذي ينص عىل‬ ‫عقوبة اإلعدام‪.‬‬ ‫لكن رغم ذلك‪ ،‬تؤكد الكاميل «مع‬ ‫األسف أصبحنا يف غابة وانعدم القانون‬ ‫(‪ )...‬العصابات تهدد األطباء»!‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫كورديات‬

‫‪58‬‬

‫تطبيع عراقي مع إسرائيل‬

‫هادي جلو مرعي‬

‫النوم يف العسل التعني العراقيني حني يعيشون الغفلة‪،‬وحني‬ ‫يستغفلهم ويستهزىء بعقولهم سياسيوهم ودينيوهم‪ ،‬فمرد‬ ‫ذلك يعود اىل سلبيتهم العالية‪ ،‬وإفتنانهم بالرموز واألشخاص واألساطري‬ ‫واألكاذيب التاريخية‪ ،‬والروايات املوضوعة واإلزدواجية التي تطبع‬ ‫نفوسهم‪.‬‬ ‫ماينطبق عىل العراقيني هو وصف النوم يف الطني‪ ،‬حيث يتناوب عىل‬ ‫حكمهم ورسقتهم وتضليلهم من الدين له والرشف والضمري‪ ،‬ويف الغالب‬ ‫هو صنيعتهم‪ ،‬عىل وقع شعار (مسامرك منك يالوحة) فيأخذ كل يشء‬ ‫منهم‪ ،‬ويرتك لهم الشعارات الفارغة‪ ،‬واألساطري والوعود واألوهام‪،‬‬ ‫وليتهم يتعلمون‪ ،‬فيعودون مجددا مع كل سيايس وحاكم ومرتبص‬ ‫باملنافع‪ ،‬حتى صارت الوطنية أكرب كذبة يصدرها السيايس‪ ،‬ويستوردها‬ ‫الشعب‪ ،‬ثم يعيد إنتاجها‪ ،‬ويصدرها يف السوق املحلية‪.‬‬ ‫الاعرف من أين وصلتني املعلومة‪ ،‬ورمبا أصدقها عن عقد مؤمتر يف‬ ‫عاصمة أوربية حرضه ممثلون عن قوى عراقية عربية وكردية ورؤساء‬ ‫منظامت وأكادمييون‪ ،‬ووفود من دول يف الخليج‪ ،‬ورعته واشنطن‪،‬‬ ‫وكانت إرسائيل فاعلة فيه‪ ،‬وتم تأمني قاعات اإلجتامعات برسية تامة‪،‬‬ ‫ويقال‪ :‬أنه تم وضع مادة الصقة عىل شاشة املوبايل الذي يحمله‬ ‫املشارك‪ ،‬فاليتمكن من التصوير‪ ،‬أو تسجيل مقاطع فديو عن املؤمتر‬ ‫خشية ترسب معلومات اىل وسائل اإلعالم‪ ،‬وإفتضاح األمر‪.‬‬ ‫عملية التطبيع مع إرسائيل قد تنتهي اىل وضع جديد يتجاوز مرحلة‬ ‫التطبيع‪ ،‬اىل مرحلة العالقات الواضحة الطبيعية واملعلنة‪ ،‬وتبادل‬ ‫السفارات‪ ،‬وتنسيق املواقف‪ ،‬وعقد صفقات سياسية وتجارية واإلنفتاح‬ ‫اإلقتصادي واإلستثامر وتبادل الخربات والتعاون األمني‪.‬‬ ‫الدول العربية الفاعلة واملؤثرة متسك بها حكومات مركزية وهي تعرف‬ ‫ماتريد‪ ،‬لكننا يف العراق المنلك وحدة القرار‪ ،‬فرئيس الجمهورية الكردي‬ ‫اليبايل باألمر‪ ،‬واليجد غضاضة يف العالقة مع إرسائيل خاصة وإن إقليم‬ ‫كردستان واألكراد عموما تجاوزوا فكرة العداء إلرسائيل اىل التواصل‬ ‫والتوافق‪ ،‬بينام رئيس الربملان السني واملنظومة السنية الداعمة له فهي‬ ‫تستهدي مبوقف الدول العربية األساسية يف هذا الشأن‪ ،‬ويبقى موقف‬ ‫الحكومة‪ ،‬وقوى الشيعة التي تنقسم فيام بينها‪ ،‬والمتلك رؤية واضحة‪،‬‬ ‫وموقفا ميكن أن تخرج به اىل العلن‪ ،‬وهو مايجعل موقف العراق من‬ ‫التطبيع غري واضح لحني إنجالء غبار املعارك السياسية واإلقتصادية‪،‬‬ ‫ورمبا الحربية ليظهر من هو األقوى واملتحكم واملتنفذ‪ ،‬وحينها يتم‬ ‫امليض يف الطريق الذي يسلكه‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫السؤال الخالد‪ ..‬لماذا تخلّفنا؟‬

‫‪60‬‬ ‫ال يزال السؤال التقليدي الذي‬ ‫تنشغل به مختلف املنابر‬ ‫الفكرية واإلعالمية‪ ،‬منذ عقود‪ ،‬يضغط‬ ‫بشكل غري مسبوق‪ :‬ملاذا تأخر العرب‬ ‫عن حضارة العرص؟‪.‬‬ ‫تص ّفح غوغل‪ ،‬يتيح رصد أعداد ال‬ ‫حرص لها من البحوث والدراسات‪ ،‬من‬ ‫مختلف االتجاهات الفكرية‪ ،‬يتقاذف‬ ‫فيها أسباب االنكفاء الحضاري‪،‬‬ ‫علامنيون واسالميون‪ ،‬من سياسيني‬ ‫واقتصاديني ورجال دين‪ ،‬وباحثني‪،‬‬ ‫فيام مل يسفر هذا الجهد عن نتائج‬ ‫محسوسة تساهم يف تقليل الفوارق‬ ‫بني األمم املتحرضة واملتأخرة‪ ،‬بعد‬ ‫ان تح ّول اىل نقاش عبثي للدفاع عن‬ ‫املصالح والعقائد‪ ،‬ال الحقائق‪.‬‬ ‫الجديد يف اإلشكالية الحضارية هذه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ان الكثري من أبناء الشعوب العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬باتوا يٌخدعون بوهم‬ ‫تق ّلص التفاوتات‪ ،‬العتقادهم ان حيازة‬ ‫األدوات املادية من سيارة وتلفون‬ ‫ووسائل اتصال‪ ،‬وتقنيات‪ ،‬يجعلهم‬ ‫يف مصاف الدول املتطورة‪ ،‬فيام‬ ‫الحقيقة ان التباينات تتّسع بشكل غري‬ ‫مسبوق‪ ،‬ال سيام يف مجاالت االستقرار‬ ‫املجتمعي‪ ،‬والسلم األهيل‪ ،‬والصناعات‬ ‫واالبتكارات املحلية‪ ،‬والهوية الثقافية‪،‬‬ ‫والسلوك الحضاري‪.‬‬ ‫ويف الدول النفطية الغنية‪ ،‬بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬يكاد ينعدم متييز االختالفات‬ ‫الحضارية‪ ،‬بسبب الغشاوة عىل‬ ‫العيون والعقول التي تتس ّبب بها‬ ‫الحضارة الخدمية الجاهزة‪ ،‬التي ال‬

‫يبدع فيها املواطن‪ ،‬وال يشارك فيها اال‬ ‫بقدر بسيط‪ ،‬حيث كل يشء مستورد‬ ‫وجاهز‪ ،‬وهو ما يحصل يف العراق‪ ،‬عىل‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬ال الحرص‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫لقد نجحت الدول «النامية» ان مل‬ ‫تكن «املتخ ّلفة» يف جعل مجتمعاتها‬ ‫سوقا مفتوحة ليس للبضاعة املادية‬ ‫فحسب‪ ،‬بل‬ ‫للسلعة الثقافية والفكرية‪ ،‬وهو‬ ‫انفتاح محمود‪ ،‬لكنها فشلت يف‬ ‫التأسيس لسلعة وطنية عىل ذات‬ ‫املستوى من التأثري واألداء‪ ،‬وفيام‬ ‫ُ‬ ‫اتخمت الشوارع باإلعالنات الضوئية‬ ‫عن األحزاب‪ ،‬واملشاريع الثقافية‬ ‫واملعرفية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬فان هذه‬ ‫الكيانات تح ّولت اىل نجوم ناجحة‬ ‫إعالميا‪ ،‬لكنها فاشلة يف التغيري والبناء‬ ‫وانتشال الناس من التخلف والضياع‪.‬‬ ‫واستعارت الدول‪ ،‬تجارب منظامت‬ ‫املجتمع املدين‪ ،‬ومنتديات الحوار‪،‬‬ ‫واملؤسسات االجتامعية‪ ،‬والبحثية‪،‬‬ ‫لكنها أصبحت يف النتيجة أذرعا‬ ‫سياسية للقوى املتنفذة‪ ،‬وغرقت يف‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫وحتى يف وسائل اإلنتاج املادي‪ّ ،‬‬ ‫فان‬ ‫الذي استورد املكائن االنتاجية‪ ،‬أنتج‬ ‫سلعا فاسدة ال تضاهي املنتوج‬ ‫األجنبي‪.‬‬ ‫كل ذلك‪ ،‬يعود اىل اعتامد االنقالب‬ ‫الشكيل‪ ،‬والديكورات السياسية‬ ‫واالجتامعية والعلمية‪ ،‬فيام بقيت‬ ‫األمراض واملشاكل‪ ،‬عىل حالها‪ ،‬بعد ان‬ ‫تحولت القيم ّية اىل ادّعاء‪.‬‬

‫أحد األمثلة الشاخصة يف عراق اليوم‪،‬‬ ‫العدد «املرعب» من الجامعات يف‬ ‫مختلف املدن التي تخ ّرج مستويات‬ ‫متدنية‬ ‫يف العلم وتطبيقاته‪ ،‬ويف دولة مثل‬ ‫هولندا ّ‬ ‫فان مهارات خريج مدرسة‬ ‫صناعة تتفوق عىل تلك التي ميتلكها‬ ‫خريج جامعة يف العراق يف ذات‬ ‫االختصاص‪.‬‬ ‫كام ان الفالح األملاين يتفوق كثريا يف‬ ‫مهنيته‪ ،‬وابداعه وقدره عىل االبتكار‪،‬‬ ‫من الكثري خريجي كليات الزراعة‬

‫ومعاهدها‪ ،‬يف بلدان «العامل الثالث»‪.‬‬ ‫أحد أسباب الرتهّ ل يف االنطالق‬ ‫اىل املستقبل الذي ميسح الفوارق‬ ‫الحضارية‪ ،‬هو بنية االنسان الفكرية‪،‬‬ ‫املدمنة عىل األمناط الفكرية النقلية‪،‬‬ ‫التي تلتفت كثريا اىل املايض‪ ،‬وتنظر‬ ‫من خالل ثقبه اىل املستقبل‪ ،‬االمر‬ ‫الذي يجعلها تسري بأثقال من العقد‬ ‫التاريخية والدينية ومظاهر النفاق‬ ‫االجتامعي‪.‬‬ ‫وكان نتيجة ذلك‪ ،‬تح ّول الفرد اىل‬ ‫شخص تنظريي عاطفي‪ ،‬ومجادل‬

‫عدنان ابو زيد‬

‫بارع يف النصوص الدينية والسياسية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬فيام االبداع واالبتكار‪،‬‬ ‫ينحرس‪.‬‬ ‫التكدسات املاضوية‪ ،‬وهي تتفاجأ‬ ‫بتطورات العرص الرسيع املستوردة‬ ‫وليست املستنبطة من قبل الفرد‪،‬‬ ‫و ّلدت غالبية مش ّوهة فكرياً وسلوكياً‪،‬‬ ‫قادت اىل انفصام واضح يف ذات‬ ‫الفرد‪ ،‬بني مثاليات تحفل بها النصوص‬ ‫املحفوظة عن ظهر قلب‪ ،‬وبني الواقع‬ ‫املرير الذي يعاين من نقص الخدمات‬ ‫يف مختلف القطاعات‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ان االرتهان إىل الخطاب االجتامعي‬ ‫والسيايس‪ ،‬واإلعالمي‪ ،‬الحايل سوف‬ ‫يعوق وظيفة العقل الجمعي‬ ‫االبتكاري‪،‬‬ ‫الن التلقني والرتبية يف املدرسة‬ ‫واملجتمع القائم عىل الرنجسية‬ ‫املاضوية‪ ،‬واالفتخار بأمجاد غابرة‪،‬‬ ‫واليقني ّ‬ ‫بان ما لدينا من معتقدات‬ ‫هي أفضل من مثيالتها لدى االخرين‪،‬‬ ‫تضغط عىل العقل‪ ،‬وتجعله أسري‬ ‫الحدود التي رسمها لنفسه‪ ،‬وتقذف‬ ‫به خارج معادلة التطور واالنفتاح‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪62‬‬

‫المناهج الدراسية في العراق‪..‬‬ ‫اطاللة مريضة على مشهد للخراب‬

‫ً‬ ‫كراهية للمدرسة والتعلّم‬ ‫المعاناة التي تزرع في الطفل‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫عىل أرض نابو (إله الحكمة‬ ‫يف العراق القديم) وامتداداً لـ‬ ‫“ايدوبا” (بيت األلواح أو املدرسة‬ ‫يف العراق القديم)‪ ،‬يعيش أطفال‬ ‫العراق يف مدارسه حا ًال مأساوية‬ ‫عىل جميع األصعدة‪ ،‬فيجلسون‬ ‫مرتاصني عىل ألواح‬ ‫بغالبيتهم‬ ‫ّ‬ ‫خشبية قاسية ومكسورة‪ ،‬والسقوف‬ ‫ال تحميهم من املطر يف الشتاء‪ ،‬وال‬ ‫تصد لهيب الصيف عنهم‪.‬‬ ‫مع كل هذه املعاناة التي تزرع يف‬ ‫الطفل كراهي ًة للمدرسة والتع ّلم‪،‬‬ ‫يتالعب مسؤولو قطاع الرتبية‬ ‫بعد عام ‪ 2003‬باملناهج ويغريون‬ ‫فيها باستمرار‪ ،‬وفق أهواء الطبقة‬ ‫السياسية‪ .‬فقد بدأت رحلة‬ ‫التعديالت والتغيري‪ ،‬بعد احتالل‬ ‫العراق وسقوط صدام ‪ ،2003‬فكان‬ ‫التغيري يف بدايته يستهدف رفع‬ ‫األجزاء التي متجد صدام‪ ،‬وحذف‬ ‫أقواله ووصاياه وصوره التي كانت‬ ‫يف مقدمة جميع الكتب‪ ،‬ف ُرفع‬ ‫فصل كامل كان يتحدث عن الحرب‬ ‫العراقية – اإليرانية‪ ،‬ويحمل عنوان‬ ‫“قادسية صدام” وتغريت لهجة‬ ‫املناهج يف بعض املصطلحات مثل‬ ‫“العدو الفاريس”‪ ،‬الذي أصبح‬ ‫“جمهورية إيران اإلسالمية”‪.‬‬

‫يعزو البعض تكرار تغيري املناهج‬ ‫الدراسية يف السنوات األخرية‬ ‫الحتامل عقد صفقات “مشبوهة”‬ ‫وتحصيل فوائد بأموال طائلة تستفيد‬ ‫منها “جهات سياسية متنفذة”‪.‬‬ ‫الطباعة… نافذة الفساد إىل قطاع‬ ‫الرتبية والتعليم‬ ‫تعتمد سياسة القطاع الرتبوي‬ ‫العراقي عىل مبدأ املناقصات يف‬ ‫طباعة املناهج الدراسية‪ ،‬وتنص‬ ‫ضوابط التعاقدات عىل طباعة‬ ‫العدد كام ًال يف بداية عُ مر الكتاب‬ ‫املنهجي‪ ،‬وتبيح طباعة ‪ 50‬يف املئة‬ ‫من العدد‪ ،‬بداية كل عام‪ ،‬تعويضاً‬ ‫للتلف أو تصحيحاً لألخطاء‪ .‬لكن‬ ‫بعض املناهج الدراسية مل تعش‬ ‫مرحلة تعويض التلف والتصحيح‪،‬‬ ‫بسبب تغيريها يف السنة الالحقة‪.‬‬ ‫يف السابق‪ ،‬كانت املناهج الجديدة‬ ‫مت ّر بسنة اختبارية‪ ،‬فتتم طباعتها‬ ‫عىل نطاق محدود و ُتجرب يف‬ ‫محافظة املثنى (‪ 388‬كلم جنوب‬ ‫بغداد)‪ ،‬وينظر إىل النتائج ثم يُقرر‬ ‫اعتامدها من عدمه‪ ،‬لكن تجارب‬ ‫كفصل الفرع العلمي يف مراحل‬ ‫اإلعدادية‪ ،‬إىل إحيايئ وتطبيقي‪،‬‬ ‫دخلت حيز التنفيذ من دون مرورها‬ ‫بهذا االختبار‪ ،‬اليشء‬ ‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪64‬‬ ‫الذي تطلب طباعة مناهج مكتملة‬ ‫العدد ملرحلتني دراسيتني‪ ،‬تنقسامن‬ ‫اىل فرعني مختلفني بعض اليشء‪،‬‬ ‫واملثري يف هذه التجربة أن نواباً يف‬ ‫الربملان العراقي وبعد ثالثة مواسم‬ ‫دراسية من التجربة‪ ،‬يتحركون لدمج‬ ‫الفرعني وإعادة العمل مبا كان عليه‬ ‫النظام سابقاً –علمي وأديب‪ -‬فقط‪.‬‬ ‫يعرب الباحث الرتبوي د‪.‬أحمد‬ ‫الزيدي عن امتعاضه من انعدام‬ ‫التخطيط يف اعتامد املناهج‬ ‫الجديدة واالسهاب الكبري يف بعض‬ ‫الكتب املدرسية‪ ،‬من دون فائدة‬ ‫تذكر‪“ ،‬من املالحظات التي سجلتها‬ ‫عىل املناهج‪ ،‬ضخ املواد والصفحات‬ ‫املف ّرغة من املحتوى‪ ،‬وكثري من هذه‬ ‫الصفحات غري رضورية”‪.‬‬ ‫يبدأ التلميذ العراقي املرحلة‬ ‫املتوسطة بعمر ‪ 12‬أو ‪ 13‬عاماً‪ ،‬وكان‬ ‫يدرس يف هذه املرحلة املواد التي‬ ‫درسها يف آخر سنوات االبتدائية‪،‬‬ ‫لكن مبحتوى امتدادي لها‪ .‬من هذه‬ ‫املواد‪ ،‬كتاب العلوم‪ ،‬الذي يراه‬ ‫مختصون كافياً وقاب ًال للتطوير‪ ،‬لكن‬ ‫فصلته إىل ثالثة كتب –‬ ‫وزارة الرتبية ّ‬ ‫فيزياء‪ ،‬كيمياء‪ ،‬أحياء‪ -‬اليشء الذي‬ ‫تط ّلب أموا ًال طائلة لطباعة الكتب‬ ‫الثالثة الجديدة‪.‬‬ ‫قبل إقرار املوازنة االتحادية لعام‬ ‫‪ ،2019‬اعرتض نواب عىل فقرة يف‬

‫مرشوعها ونجحوا يف إلغائها‪ ،‬كانت‬ ‫الفقرة تعطي الحق لدار النهرين‬ ‫للطباعة بطباعة املناهج الدراسية‪.‬‬ ‫يعزو النائب عن كتلة “سائرون”‬ ‫عالء الربيعي سبب الرفض إىل فساد‬ ‫محتمل ويقول “ألغينا هذه الفقرة‬ ‫حفاظاً عىل املال العام وتجنباً‬ ‫لد ّوامة إعادة تسويق العقد من قبل‬ ‫الدار إىل رشكات تقف خلفها جهات‬ ‫سياسية فاسدة”‪.‬‬ ‫تأليف املناهج… الصناعة الرديئة‬ ‫يشكو بعض التالميذ واملعلمون‪ ،‬من‬ ‫أخطاء ترد أحياناً يف بعض املناهج‪،‬‬ ‫فيؤكد مدير مدرسة الحلة االبتدائية‬ ‫حميد جحجيح وجود حاالت كهذه‪،‬‬ ‫ويعتربها مطبات تعرقل سري العملية‬ ‫التعليمية‪ .‬يقول “هناك مشكالت‬ ‫فنية وطباعية‪ ،‬فمث ًال ترد بعض‬ ‫النسخ التي تحتوي صفحات بيضاً‬ ‫فارغ ًة‪ ،‬وهناك نسخ أخرى لبعض‬ ‫املواد تتداخل فيها ألوان الرسومات‬ ‫اإليضاحية”‪.‬‬ ‫تبدأ رحلة تكوين الكتاب الدرايس‬ ‫من مديرية املناهج يف وزارة‬ ‫الرتبية‪ ،‬التي تشكل لجاناً لتأليف‬ ‫املناهج‪ ،‬عاد ًة ما يكون أعضاء‬ ‫اللجنة املسؤولة عن تأليف ماد ٍة ما‪،‬‬ ‫تربويني يرافقهم عضو أو أكرث من‬ ‫وزارة التعليم العايل‪ ،‬عىل أن يكون‬ ‫جميع أعضاء اللجنة مختصني مبادة‬ ‫الكتاب الذي اجتمعوا لتأليفه‪.‬‬ ‫وفق مصد ٍر يف مديرية املناهج طلب‬

‫عدم الكشف عن هويته‪ ،‬يتقاىض‬ ‫أعضاء اللجنة أجراً غري راتبهم‪،‬‬ ‫يُحسب وفق “ال ُّرزمة” واملقصود‬ ‫بالرزمة ‪ 16‬صفح ًة‪ ،‬يستحقون عىل‬ ‫اثرها مبلغ ‪ 300‬ألف دينار‪ ،‬أي ‪246‬‬ ‫دوالراً‪.‬‬ ‫ال يوجد عدد محدد ألعضاء اللجنة‪،‬‬ ‫فيقول مساعد مدير املناهج يف‬ ‫وزارة الرتبية سعدي عيل حميد‪“ :‬ال‬ ‫يقل عدد أعضاء اللجنة عن ‪ 4‬وال‬ ‫يزيد عىل ‪ّ ،6‬إل يف حاالت نادرة”‪.‬‬ ‫تنتهي مهمة مديرية املناهج عند‬ ‫انتهاء اللجنة من تأليف املادة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فرتسل مطبوع ًة عىل قرص مدمج‬ ‫إىل الجهات املسؤولة عن الطباعة‪.‬‬ ‫يؤكد املصدر أن مناهج كثرية تحوي‬ ‫أخطا ًء فادحة فيقول‪“ ،‬يف أحد‬ ‫البحوث التي أجراها زمالء مختصون‬ ‫يف املديرية العام املايض‪ ،‬تم رصد ما‬ ‫يقارب ‪ 180‬خطأ يف كتاب العلوم‬ ‫للصف السادس االبتدايئ”‪.‬‬ ‫محنة التعقيد وغياب األسلوب‬ ‫املالئم‬ ‫ال تقترص مواطن الخلل يف املناهج‬ ‫الدراسية‪ ،‬عىل األخطاء املبارشة‪ ،‬إذ‬ ‫هناك مشكلة “ركاكة”‪ ،‬اليشء الذي‬ ‫ميثل عبئاً عىل املعلم لصعوبة فهمه‬ ‫ونقله‪ ،‬إضافة إىل نصوص أخرى اشبه‬ ‫بالطالسم‪ ،‬فمثال يتضمن كتاب األدب‬ ‫الخاص مبرحلة السادس اإلعدادي‬ ‫قصيدة “الثأر” للشاعر اللبناين‬ ‫أنيس الحاج كنموذج لقصيدة النرث‪،‬‬

‫القصيدة التي يعاين طلبة ومعلمو‬ ‫هذه املرحلة من فهمها لصعوبتها‬ ‫البالغة‪.‬‬ ‫عبت ابنة الشاعر‬ ‫يف حادثة غريبة‪ّ ،‬‬ ‫انيس الحاج الشاعرة اللبنانية ندى‬ ‫الحاج عن استغرابها من وجود هذه‬ ‫القصيدة بالذات يف منهاج اللغة‬ ‫العربية يف العراق‪ ،‬قائل ًة “ال اصدق‬ ‫أنهم اختاروا هذه القصيدة‪ ،‬إنها‬ ‫صعبة جداً كتبها أيب بعمر العرشين‬ ‫وكانت احدى قصائد ديوانه األول‬ ‫(لن)‪ ،‬وال أضمن لو كان عىل قيد‬ ‫الحياة‪ ،‬أنه سيتمكن من رشحها‪،‬‬ ‫فأنا نفيس ال أفهمها”‪ .‬وأكدت‬ ‫عند سؤالها عن مضامني القصيدة‬ ‫ورشحها أنها إحدى أصعب قصائد‬ ‫النرث وال تناسب طالباً بهذه السن‪.‬‬ ‫وسط هذه الحالة من التعقيد يف‬ ‫بعض املناهج‪ ،‬يحذر مختصون من‬ ‫تراجع يف مستوى بعض املعلمني‪.‬‬ ‫يؤكد جحجيح رضورة إدراج املعلمني‬ ‫يف دورات تدريبية تعيد تأهيلهم‬ ‫ليكونوا “مربني”‪ ،‬يقومون ببناء جيل‬ ‫وفق إطارات علمية وانسانية‪ ،‬ويف‬ ‫ما يخص مواكبتهم للتغيريات التي‬ ‫تطرأ عىل املناهج‪ ،‬ويضيف “تجب‬ ‫مراعاة قدرات املعلم وتوفري دورات‬ ‫وورش يتدربون فيها عىل املناهج‬ ‫الجديدة‪ ،‬كلام طرأت تغيريات‬ ‫عليها”‪.‬‬ ‫جمع كبري من املعلمني‬ ‫يتحدر‬ ‫ٌ‬ ‫من مؤسسة اكادميية تعاين هي‬

‫األخرى‪ ،‬والتي تتمثل بالجامعات‬ ‫أو معاهد املعلمني التي تستقبل‬ ‫الطلبة من خريجي الصف الثالث‬ ‫متوسط وتخرجهم معلمني للمراحل‬ ‫االبتدائية املبكرة‪.‬‬ ‫وال تتوافر يف املدارس مختربات‬ ‫علمية إال عىل نطاق ضيق‪ ،‬وتكون‬ ‫متهالكة‪ ،‬وتفتقر املدارس العراقية‬ ‫أيضاً إىل وسائل اإليضاح الحديثة‬ ‫التي تساعد املعلم عىل ايصال‬ ‫املعلومة للطالب‪ ،‬فيبقى ما يف‬ ‫صفحات املناهج املدرسية أسري‬ ‫املعلم وطريقته وإمكاناته‪.‬‬ ‫أزمة التعددية… وذكورية املناهج‬ ‫تنسحب مشكلة معاملة التعددية‬ ‫يف املجتمع العراقي عىل القطاع‬ ‫الرتبوي فيه‪ ،‬اليشء الذي يعرب عن‬ ‫عجز السلطات عن بناء مؤسسات‬ ‫تتعامل مع املواطن كمواطن فقط‪.‬‬ ‫ينتقد رجل الدين الشيعي السيد‬ ‫وليد البعاج غياب الصوت الوطني‬ ‫بالقدر الكايف عن املناهج‪ ،‬ويرى‬ ‫أن املناهج الحالية “ال تبني مواطناً‬ ‫صالحاً”‪.‬‬ ‫ويقول ف“ال اعتقد أن هناك خطة‬ ‫دقيقة ملن يضع املناهج‪ ،‬فبالنظر‬ ‫إىل بعض املناهج كاالجتامعيات‬ ‫واألدب وكتاب الدين‪ ،‬ال نرى مراعاة‬ ‫ملوضوعات كالتعددية التي ُت َش ِّكل‬ ‫املجتمع العراقي”‪.‬‬ ‫يف ترصيح صحايف لبطريرك الكلدان‬ ‫لويس رفائيل ساكو‪ ،‬انتقد املناهج‬

‫الدراسية الجديدة‪ ،‬معترباً أنها‬ ‫تح َرض عىل الكراهية والعنف تعقيباً‬ ‫عىل ورود وصف “مريضة” للفتيات‬ ‫غري املحجبات‪ ،‬والذي جاء يف أحد‬ ‫املناهج‪ .‬الوصف تم رفعه هذا العام‬ ‫من الكتاب بحسب ادعاء معاون‬ ‫مدير املناهج سعدي عيل حميد‪،‬‬ ‫لكن بعض املدارس و ّزعت بعض‬ ‫النسخ القدمية للكتاب يف بداية‬ ‫املوسم الدرايس‪.‬‬ ‫يبدو أن واضعي املناهج الدراسية‬ ‫ف ّوتوا تخصيص مساحة كافية للمرأة‪،‬‬ ‫عىل رغم ورود بعض النصوص‬ ‫الخجولة يف بعض الكتب‪ ،‬إال أنهم‬ ‫مل يفوتوا موضوعاً كالرجولة‪ ،‬فأفردوا‬ ‫فص ًال يف مادة الرتبية اإلسالمية‬ ‫للسادس اإلعدادي تحت عنوان‬ ‫“الرجولة”‪.‬‬ ‫يعتقد مدير مدرسة الحلة االبتدائية‬ ‫حميد جحجيح بوجود متييز جندري‬ ‫يف موضوعات املرأة يف مناهج‬ ‫املراحل االبتدائية‪ ،‬يقول‪“ :‬متيل‬ ‫معظم كتب املرحلة االبتدائية اىل‬ ‫الجانب الذكوري من خالل القصص‬ ‫والصور التي ُت ّ‬ ‫ؤطر دور املرأة يف‬ ‫مساعدة أمها‪ ،‬بينام تص ّور أخاها‬ ‫وهو يعمل‪ ،‬وهذا فيه متييز من‬ ‫حيث إمكانية العمل واملشاركة يف‬ ‫اإلنتاج”‪.‬‬ ‫نرش يف صفحة درج‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫داعشيات يتوعدن بـفتوحات جديدة‬ ‫سننتقم وسيصل الدم إىل الركب‬

‫‪66‬‬

‫عند مشارف بلدة‬ ‫الباغوز يف شرق سوريا‪،‬‬ ‫تصرخ نساء «اهلل أكرب»‬ ‫و»باقية وتتمدد»‪،‬‬ ‫يحملن أحذيتهنّ أمام‬ ‫كامريات الصحافيني‬ ‫ويوجهن الشتائم لهم‪،‬‬ ‫ويتوعدن بـ»االنتقام»‬ ‫وبـ»فتح جديد»‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد ساعات من خروجهن‬ ‫من الجيب األخري لتنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪68‬‬ ‫بني اآلالف الذين تدفقوا خالل األيام‬ ‫األخرية من البقعة الصغرية قرب‬ ‫الحدود العراقية‪ ،‬نساء وأطفال‬ ‫والعديد من الجرحى‪ .‬يبدو واضحاً‬ ‫أن أكرث املتشددين هم آخر مغادري‬ ‫البلدة املحارصة من قوات سوريا‬ ‫الدميوقراطية‪ .‬يبدو الخارجون‬ ‫منهكني وجائعني ومتأملني من‬ ‫الهزمية التي لحقت بتنظيم وعدهم‬ ‫بـ»خالفة» مرتامية األطراف‪ .‬رغم‬ ‫ذلك‪ ،‬ال يقر كثريون منهم بانتهاء‬ ‫«الدولة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫فور رؤيتهنّ صحافيني تجمعوا يف‬ ‫املكان‪ ،‬بدأت حواىل عرش نساء‬ ‫بالرصاخ‪ ،‬وحمل بعضهن أحذيتهنّ‬ ‫أمام كامريات الصحافيني‪ ،‬فيام ألقت‬ ‫أخريات الحجارة عىل الكامريات‪.‬‬ ‫ورصخن «الله أكرب»‪ ،‬و»باقية‬ ‫وتتمدّ د»‪.‬‬ ‫كنّ يف طريقهن إىل الحافالت لنقلهنّ‬ ‫إىل مخيم الهول يف الحسكة يف شامل‬ ‫رشق البالد‪ .‬فقد أبطأت قوات سوريا‬ ‫الدميوقراطية هجومها مجددا خالل‬ ‫األيام املاضية بسبب خروج دفعات‬ ‫جديدة من الرجال والنساء واألطفال‬ ‫من الباغوز‪.‬‬ ‫وقالت إحداهنّ «سننتقم وسيصل‬

‫الدم إىل الركب»‪ ،‬مضيفة «خرجنا‪،‬‬ ‫لكن هناك فتوحات جديدة مقبلة»‪.‬‬ ‫اعرتضت النساء عىل قضائهنّ ليلة‬ ‫يف العراء ويف الربد غداة خروجهن‬ ‫من الباغوز ومصادرة قوات سوريا‬ ‫الدميوقراطية هواتفهنّ النقالة وكل‬ ‫األجهزة اإللكرتونية التي حملنها‪.‬‬ ‫عىل األرض‪ ،‬جلست أخريات ينتظرن‬ ‫تحرك الحافالت‪ .‬بينهنّ أم محمد‬ ‫(‪ 47‬عاماً)‪ ،‬العراقية من األنبار‪ ،‬التي‬ ‫قالت «ننتظر الفتح بإذن الله‪ ،‬خرج‬ ‫األنذال والخائفون وخرجنا نحن ألننا‬ ‫نشكل ثقال عىل الرجال»‪ .‬ترتدد يف‬ ‫كررت امرأة عراقية‬ ‫رفضت التعريف عن‬ ‫نفسها‪« ،‬باقية بإذن‬ ‫اهلل تعاىل برغم‬ ‫أنوفهم»‪ ،‬بينما قالت‬ ‫أخرى اكتفت بذكر‬ ‫عمرها (‪ 60‬عاماً)‪« ،‬ال‬ ‫تنتهي دولة الخالفة‪،‬‬ ‫ألنها انطبعت يف‬ ‫دماغ وقلب الرضيع‬ ‫والصغري»‪.‬‬

‫اإلجابة عن مكان زوجها املنضوي‬ ‫يف صفوف التنظيم‪ ،‬وتكتفي بالقول‬ ‫«الحمد لله‪ ،‬حياً كان أو ميتاً»‪.‬‬ ‫يف مكان قريب‪ ،‬انهمكت أمرأة‬ ‫بالصالة وأخرى بقراءة القرآن‪ ،‬فيام‬ ‫كان طفل يردّد بصوت خافت أغنية‬ ‫لتنظيم الدولة اإلسالمية أثناء سريه‬ ‫إىل جانب والدته‪.‬‬ ‫وك ّررت امرأة عراقية رفضت التعريف‬ ‫عن نفسها‪« ،‬باقية بإذن الله تعاىل‬ ‫برغم أنوفهم»‪ ،‬بينام قالت أخرى‬ ‫اكتفت بذكر عمرها (‪ 60‬عاماً)‪« ،‬ال‬ ‫تنتهي دولة الخالفة‪ ،‬ألنها انطبعت‬ ‫يف دماغ وقلب الرضيع والصغري»‪.‬‬ ‫وأكدت كثريات أنهنّ يردن تربية‬ ‫أوالدهنّ عىل «نهج الخالفة»‪.‬‬ ‫مل يكن يف اإلمكان تبني وجوههن‬ ‫تحت النقاب األسود الطويل الذي‬ ‫تظهر منه العينان فقط‪ .‬وبغضب‪،‬‬ ‫توجهت إحداهنّ اىل صحافية بالقول‬ ‫«لعن الله من تشبهت بالرجال»‪،‬‬ ‫يف إشارة إىل لباسها‪ ،‬بينام أمسكت‬ ‫أخرى خصلة من شعر الصحافية‪،‬‬ ‫وقالت لها «أمل تقرأي القرآن‪ ،‬أال‬ ‫تختشني؟»‬ ‫وال تسمح قوات سوريا الدميوقراطية‬ ‫للصحافيني باالقرتاب كثريا من الرجال‬

‫يتم فصلهم عن النساء للتوسع‬ ‫الذين ّ‬ ‫يف التحقيق معهم والتأكد مام إذا‬ ‫كانوا مقاتلني يف صفوف التنظيم‬ ‫املتطرف‪ ،‬أم ال‪.‬‬ ‫يف الجزء املخصص للرجال‪ ،‬جلس‬ ‫عدد من املشتبه بهم عىل األرض‪.‬‬ ‫وقال أبو مريم (‪ 28‬عاماً) املتحدر‬ ‫من طرطوس يف غرب سوريا‪« ،‬ما‬ ‫دفع الناس إىل الخروج هو التعب‪.‬‬ ‫كل من يف الداخل يريدون‪ ،‬الخروج‬ ‫لكنّهم خائفون»‪.‬‬ ‫وأشار اىل أنه فقد زوجته وطفليه‬ ‫وسياراته وأمواله‪ ،‬وكل ما يريده اآلن‬ ‫«الذهاب بعيداً عن هنا»‪« ،‬ألريح‬ ‫رأيس»‪.‬‬ ‫ارتدى أبو مريم عباءة صوفية فوق‬ ‫ثيابه‪ ،‬وكان يتحدث بصوت خافت‪.‬‬ ‫اىل جانبه‪ ،‬قال عبد املنعم ناجية إنه‬ ‫تأخر بالخروج ألنه كان يخىش األرس‪،‬‬ ‫عمه‪ ،‬بحسب قوله‪،‬‬ ‫خصوصاً أن أوالد ّ‬ ‫مقاتلون يف صفوف التنظيم‪ .‬روى‬ ‫أنه خالل األيام املاضية «رست شائعة‬ ‫مفادها أن جميع الرجال سيخرجون‬ ‫إىل إدلب (شامل غرب سوريا الذي‬ ‫ال يزال خارجا عن سيطرة قوات‬ ‫النظام السوري) من دون أن يتعرض‬ ‫لهم أحد‪ ،‬لكنها مل تكن صحيحة‪ ،‬وما‬

‫أبو بكر البغدادي فلم‬ ‫يره يوماً‪ ،‬وقد يكون‬ ‫حالياً يف العراق‪،‬‬ ‫بحسب قوله‪ .‬وتابع‬ ‫«تركنا أمانة ألناس‬ ‫خذلونا وذهبوا‪ ...‬هو‬ ‫يتحمل مسؤولية‪،‬‬ ‫كونه بنظرنا‬ ‫القدوة‪ ...‬ملن تركنا؟‬

‫حصل هو أن ّ‬ ‫الكل خرج إىل األرس»‪.‬‬ ‫قال ناجية إنه يف الثالثني من عمره‪،‬‬ ‫لكن بدا أكرب بكثري‪ ،‬وقد طغى الشيب‬ ‫عىل شعره وذقنه‪.‬‬ ‫وجه أصابع االتهام يف ما آلت إليه‬ ‫األمور للفساد الذي حل يف التنظيم‪،‬‬ ‫وحمل زعيمه أبو بكر البغدادي‬ ‫املسؤولية‪.‬‬ ‫وقال «كان هناك تطبيق لرشع الله‪،‬‬ ‫لكن بات هناك ظلم وقيادات رسقت‬ ‫األموال وتركت العوام‪ ،‬رعية أمري‬ ‫املؤمنني‪ ...‬هربوا‪ ،‬وبقينا نحن إىل أن‬ ‫وصل الرصاص إىل فوق رؤوسنا»‪.‬‬ ‫وف ّر‪ ،‬وفق قوله‪ ،‬عدد كبري من قادة‬ ‫التنظيم إىل إدلب وتركيا والعراق‪،‬‬ ‫«كل فرتة‪ ،‬نسمع خرباً أن األمري الفالين‬ ‫‪+‬قطع‪ +‬أي أنه ترك الجامعة»‪.‬‬ ‫أما أبو بكر البغدادي فلم يره يوماً‪،‬‬

‫وقد يكون حالياً يف العراق‪ ،‬بحسب‬ ‫قوله‪ .‬وتابع «تركنا أمانة ألناس خذلونا‬ ‫وذهبوا‪ ...‬هو يتحمل مسؤولية‪ ،‬كونه‬ ‫بنظرنا القدوة‪ ...‬ملن تركنا؟»‬ ‫وأكد أنه مل يبق يف الداخل اليوم‬ ‫سوى قادة «ضعفاء»‪.‬‬ ‫عىل الرغم من ذلك‪ ،‬كان يدعو‬ ‫لـ»الخالفة اإلسالمية» وللبغدادي‬ ‫نفسه‪ ،‬متمنياً له السالمة‬ ‫و»الفتوحات»‪.‬‬ ‫وخالل العامني املاضيني‪ُ ،‬مني تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية الذي كان استوىل‬ ‫عىل منطقة واسعة توازي مساحة‬ ‫بريطانيا يف سوريا والعراق يف ‪2014‬‬ ‫بهزائم متتالية‪ .‬وانحرست أماكن‬ ‫تواجده تدريجياً‪ ،‬ليحارص أخرياً‬ ‫يف بقعة صغرية من بلدة نائية غري‬ ‫معروفة يف أقىص الرشق السوري‪،‬‬ ‫بات اليوم اسمها عىل كل لسان‪.‬‬ ‫يف منطقة الفرز‪ ،‬فقد أحد الرجال‬ ‫فجأة أعصابه أمام الصحافيني‪،‬‬ ‫ووقف برغم إصابة يف رجله‪ ،‬ورصخ‬ ‫مته ً‬ ‫ام التحالف الدويل الذي يشن‬ ‫غارات مكثفة عىل الباغوز دعام‬ ‫لهجوم قوات سوريا الدميوقراطية‪،‬‬ ‫بـ»اإلرهاب»‪.‬‬ ‫ثم قال «أنا استسلمت بسبب‬ ‫إصابتي‪ ،‬وإال كنت بقيت‪ ،‬فأنا واكبت‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية منذ البداية‪.‬‬ ‫خرجت اآلن‪ ،‬ألنه مل يبق أي يشء»‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫األول عربيا وآسيويا‪..‬‬ ‫عراقي يسعى للظفر بلقب أطول رجل في العالم‬

‫‪70‬‬

‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬ ‫الرجل األطول عربيا وآسيويا‬ ‫العراقي فيض العيساوي يف‬ ‫سباق وتنافس محموم للظفر بلقب‬ ‫األطول عامليا‪ ،‬حيث سيدخل يف العارش‬ ‫من الشهر الحايل السباق يف العاصمة‬ ‫الربيطانية لندن‪ ،‬يسبقه استعراض يف‬ ‫كل من إسبانيا وتركيا وأمريكا‪ ،‬وذلك‬ ‫للمنافسة عىل لقب الرجل األطول يف‬ ‫العامل مع األمرييك جوسكوم والرتيك‬ ‫سلطان قسوم‪.‬‬ ‫السباق ينظم من قبل موسوعة غينيس‬ ‫لألرقام القياسية‪ ،‬ويعد العراقي فيض‬ ‫العيساوي هو األصغر بني منافسيه مع‬ ‫شعبية أوسع متنحه الظفر بلقب الرجل‬ ‫األطول عىل مستوى الكرة األرضية‪.‬‬ ‫سباق غينيس‬ ‫بحسب تقرير للجزيرة قال العيساوي‬ ‫«سأحسم أمر لقب الرجل األطول يل‬ ‫وفق املعايري الدولية املتبعة يف السباق‪،‬‬ ‫وأنا مؤهل لذلك‪ ،‬طويل مرتان و‪ ٣٧‬سم‪،‬‬ ‫بحسب األحقية بجوانب عدة‪ ،‬منها‬ ‫ْ‬ ‫املنافسي املسجلني يف‬ ‫أنا األصغر بني‬ ‫موسوعة غينيس لألرقام القياسية»‪،‬‬ ‫وهام األمرييك جوسكوم ‪ 2.51‬مرت‬ ‫والرتيك قسوم ‪ 2.41‬مرت‪.‬‬ ‫وأضاف «وصل عدد معجبي التصويت‬ ‫الخاص يب إىل قرابة النصف مليون‪ ،‬أما‬ ‫املنافسان فلم يتجاوزا ‪ 50‬ألف صوت‪،‬‬ ‫وسنخوض التنافس يف تركيا وإسبانيا‬ ‫وأمريكا‪ ،‬ويف لندن يف العارش من الشهر‬ ‫الجاري»‪.‬‬ ‫من هو الرجل األطول عربيا؟‬

‫فيض العيساوي ولد يف محافظة‬ ‫الديوانية جنويب العراق يوم ‪ 5‬نوفمرب‪/‬‬ ‫ترشين الثاين ‪ ،1990‬وهو خريج كلية‬ ‫القانون من جامعة الكوفة مبعدل‬ ‫‪.98%‬‬ ‫وهو عريب القومية‪ ،‬وينحدر من عائلة‬ ‫عريقة وسط العراق‪ ،‬ويرفض فكرة‬ ‫الزواج لسوء األوضاع املعيشية يف بلده‬ ‫ويؤجلها إىل إشعار آخر‪.‬‬ ‫وعن عدم مامرسته كرة السلة واحرتافها‬ ‫واستثامر طوله وعمره‪ ،‬برر ذلك بغياب‬ ‫دعم الرياضيني واالهتامم به رغم‬ ‫مامرسته للعبة يف مقتبل عمره‪.‬‬ ‫حاز العيساوي عىل لقب األطول عربيا‬ ‫منذ العام ‪ ،2005‬بحسب كتاب غينيس‬ ‫لألرقام القياسية‪ ،‬وثاين أطول رجل يف‬ ‫العامل يف الوقت الحايل‪ ،‬وهو مستمر‬ ‫يف التنافس العاملي للفوز بلقب الرجل‬ ‫األطول‪ ،‬وكذلك هو األطول يف القارة‬ ‫اآلسيوية‪.‬‬ ‫ويشري العيساوي إىل أنه اليوم ميثل‬ ‫العرب والقارة اآلسيوية يف املحفل‬ ‫العاملي لألرقام القياسية‪ ،‬ويسعى إىل‬ ‫رفع اسم العرب والعراق عاليا‪.‬‬ ‫عروض ملنحه جنسيات دولية‬ ‫وكشف عن رفضه عروضا عربية ودولية‬ ‫ملنحه الجنسية مقابل متثيل هذه‬ ‫البلدان يف املحافل العربية والعاملية‪.‬‬ ‫وأعرب عن طموحات إنسانية‬ ‫ومؤسسية يرغب يف االشرتاك فيها عىل‬ ‫الصعيد العراقي والعريب والدويل من‬ ‫خالل مشاريع إنسانية يحاول ترسيخها‬

‫لخدمة املجتمع‪.‬‬ ‫العيساوي قرر ولوج السياسة‪ ،‬مبديا‬ ‫رغبته الجامحة بدخولها من خالل‬ ‫الرتشح يف االنتخابات املحلية مرشحا‬ ‫مستقال‪ ،‬وذلك لقناعته بالتصدي‬

‫للخدمة وتوفريها ألهم رشائح املجتمع‬ ‫«الفقراء والشباب» عىل حد تعبريه‪،‬‬ ‫منتقدا يف اإلطار نفسه واقع املشهد‬ ‫العراقي برمته‪.‬‬ ‫ولفت إىل أنه سيفوز يف االنتخابات‬

‫وس ُيحارب وقد يُقتل‪ ،‬عىل حد قوله‪،‬‬ ‫مشريا إىل أنه يعيش حياة طبيعية‬ ‫ويرفض أن تخصص له حامية شخصية‪،‬‬ ‫رغم عروض الدولة والجهات األمنية له‬ ‫بهذا األمر‪ ،‬مربرا ذلك بالقول إنه يريد‬

‫أن يبقى بني أفراد املجتمع إنسانا عاديا‬ ‫ميارس حياته بشكل طبيعي رغم تذمره‬ ‫من ترصفات البعض تجاهه التي يصل‬ ‫أحيانا إىل شتمه أو التنكيل به‪.‬‬ ‫رئيس جمهورية الشباب‬ ‫ويتابع أنه اليوم ميثل الشباب العرب‬ ‫والعراقيني يف املحفل الدويل‪ ،‬وهو فخور‬ ‫بهذا التمثيل وحمل الراية العربية‬ ‫والعراقية يف املحافل الدولية‪.‬‬ ‫ويلفت إىل أن قيرص األغنية العربية‬ ‫كاظم الساهر كان قد لقبه برئيس‬ ‫جمهورية الشباب العراقيني‪ ،‬ويؤكد‬ ‫تحد‬ ‫أن هذا الوصف قد وضعه يف ٍ‬ ‫كبري لتمثيل الشباب خري متثيل يف كل‬ ‫خطوات حياته العامة والخاصة‪.‬‬ ‫شهرة دولية‬ ‫وعن طبيعة الشهرة وكيف يتعامل‬ ‫مع هذا الجانب املهم‪ ،‬يرى أن شهرته‬ ‫العربية والدولية فاقت شهرته العراقية‪،‬‬ ‫بدليل تصويت العرب له بقرابة نصف‬ ‫مليون صوت يف تصويت غينيس لألرقام‬ ‫القياسية أغلبهم من الدول الخليجية‪.‬‬ ‫وأوضح أن سبب شهرته هو سفره‬ ‫الدائم إىل البلدان الخليجية والعربية‪،‬‬ ‫وقد أضافت تلك األسفار الكثري لرصيده‬ ‫يف عامل الشهرة‪ ،‬وأنه يتعامل مع تلك‬ ‫البلدان باحرتام ومحبة‪ ،‬مؤكدا أن تلك‬ ‫املحبة ستستمر حتى نيل لقب الرجل‬ ‫األطول يف العامل الذي يرص فيض عىل‬ ‫أنه األحق به من منافس ْيه‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫سيران ابراهيم ‪ -‬العراق‬ ‫‪Siran Ibrahim - IRAQ‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.