العدد الخامس والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫“جينوسايد” الفيليني يف جنة‬ ‫فقدان الضمري‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬

‫صورة الغالف‪Ramyar Jabar :‬‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪185‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫نيسان ‪2019‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫اللغة الكوردية الموحدة و مسألة الهوية الكوردستانية‬

‫‪8‬‬

‫تهجير الكورد الفيليين‪ ..‬صفحات الم ال تنطوي‬

‫‪12‬‬

‫سقـط صــدام ‪ ..‬ولـــكن!‬

‫‪30‬‬

‫‪ NBC‬تسلط الضوء على المجتمع الملحد في العراق‪ ..‬معلومات تكشف اوال‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫ثبت لنا‪ ،‬في ذكرى االبادة الجماعية وسبات‬ ‫الضمير في هذه البالد‪ ،‬ان الفيليين لن‬ ‫يمنحوا فرصة بان يجدوا انفسهم؛ لذلك‬ ‫منذ سنين فهم مضطرون في خضم هذا‬ ‫النسيان ان يحاولوا بأنفسهم ان يحصلوا‬ ‫على بعض من حقوقهم والحفاظ على‬ ‫شيء من كرامتهم كأفراد‪.‬‬ ‫وخير دليل ما ثبت هذا العام‪ ،‬فان كل‬ ‫استذكار أو فعالية لهذه االبادة تتم حصراً‬ ‫عبر افراد من ابناء الشريحة‪ ،‬وحتى من‬ ‫اجل ذكرى االبادة الجماعية (الجينوسايد)‬ ‫يتوجب استجداء رسالة تعاطف من‬ ‫السلطة الالمبالية في بغداد التي اصبحت‬ ‫اربابا لالستذكارات ويحيي منها ما يراد‬ ‫ويميت منها ما يراد حسب الرغبات‪.‬‬ ‫كما ان الرأي العام اثبت هو االخر بانه اكثر‬ ‫االطراف غربة وان اغلبية المواطنين ال‬ ‫يعرفون حتى ما هو السبب الرئيس للظلم‬ ‫الذي مارسته االنظمة السابقة فيما يخص‬ ‫هذه القضية‪.‬‬ ‫وفي هذا العام ثبت‪ ،‬ان الموافقة الوحيدة‬ ‫للحكومة الحالية في بغداد هي تمرير‬ ‫الذكرى بصمت وهذا ما ال يمسح اية من‬ ‫اثار االبادة الجماعية ضد الفيليين‪.‬‬ ‫يثبت دائما لدينا ان الوقت هو ارخص‬ ‫رأسمال للسلطة! فال الحكومة وال االغلبية‬

‫المطلقة من االطراف السياسية خصصت‬ ‫شيئ ًا من وقتها لمواساة عوائل ضحايا‬ ‫االبادة الجماعية للكورد الفيليين بحجة‬ ‫عدم توفر الفرصة! وظهر انه ال البكاء‬ ‫وال التوسالت ينفع النتزاع السلطة من‬ ‫اي مسؤول! وهذا ليس مشكلة الفيليين‬ ‫لوحدهم كون االطراف المشاركة في‬ ‫الحكومة تريد افراغ بغداد من استذكار‬ ‫مثل هذه الكوارث‪.‬‬ ‫مع االسف‪ ،‬ان عمر الحقائق قصير وان ذكرى‬ ‫(جينوسايد) الكورد الفيليين تقصر مدته‬ ‫سنة تلو االخرى؛ وهذه الحقائق تخبرنا بان‪:‬‬ ‫في مفترق طرق اليأس والتقصير‪ ،‬الجميع‬ ‫مصابون بكارثة نسياننا‪.‬‬ ‫ان احياء الذكرى من االن فصاعدا سيكون‬ ‫مرتبطا بتوافقاتنا وكفاحنا وحدنا فقط؛‬ ‫فقد ثبت لإلنسان المظلوم‪ ،‬من الفيليين‬ ‫وغيرهم‪ ،‬انه بجانب ذلك العار والصيت‬ ‫السيء الكبير الذي يرى االبادة الجماعية‬ ‫شيئا صغيرا‪ ،‬ال يمكن نزع سالح اي فكر‬ ‫فاشي وشوفيني من دون حرب قانونية‬ ‫وضغوطات ونشاطات شاملة‪ ،‬والقائمون‬ ‫على السلطة في بغداد اثبتوا بشكل‬ ‫سياستهم هذه‪ ،‬انهم لن يخسروا شبرا من‬ ‫جنة انعدام ضميرهم بأيديهم من اجل‬ ‫ذكرى محزنة‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫آل بارزان‬ ‫وبيئة كوردستان‬ ‫صبحي ساله يي‬ ‫عندما أعلن السيد نيجريفان‬ ‫بارزاين‪ ،‬رئيس حكومة إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬واملرشح لتويل رئاسة اإلقليم‬ ‫عن انطالق حملة لتنظيف البيئة‬ ‫وحامية وجامل الطبيعة‪ ،‬ودعا اىل‬ ‫تعاون الحكومة واملؤسسات املعنية وكل‬ ‫املواطنني يف كوردستان‪ ،‬التي تعرضت‬ ‫سكانها لهجامت األنفال واإلبادة‬ ‫الجامعية بالغازات السامة وأرضها ملآيس‬ ‫األلغام واملتفجرات ومياهها وهواؤها‬ ‫بشكل منظم إىل التخريب والتلوث‬ ‫بالغازات السامة والتشويه والحرق‬ ‫واملحو واإلبادة الجامعية‪ ،‬إىل املشاركة‬ ‫مبنتهى اإلخالص يف تلك الحملة والتعامل‬ ‫معها كجزء من الواجب اإلنساين والقومي‬ ‫والوطني والعمل من أجل توعية وتعزيز‬ ‫أسس الحفاظ عىل البيئة‪ .‬وأشار اىل‬ ‫العوامل التي تلوث البيئة وتخل توازنها‬

‫والتهديدات التي تتمخض عنها‪ ،‬والتي‬ ‫تتسبب بعرشات األمراض الفتاكة‬ ‫والخطرية والوالدات املشوهة‪ .‬تذكرت‬ ‫أن (البارزاين الخالد) الذي كان من أوائل‬ ‫دعاة حامية البيئة واملحافظة عليها‪،‬‬ ‫رغم عمليات الدفاع عن األرض والكرامة‬ ‫والتصدي الجيش العراقي يف ظل أنظمة‬ ‫حكم عراقية مختلفة‪ ،‬قد وضع عدة‬ ‫ترشيعات إلنقاذها وحاميتها وإبقائها‬ ‫نظيفة‪ ،‬ومنها ‪ :‬منع قطع األشجار‪،‬‬ ‫ومنع صيد الطيور والغزالن والكثري من‬ ‫الحيوانات الربية وحظر صيد األسامك‬ ‫خالل مواسم التكاثر‪ .‬وعم ًال بتوصياته‬ ‫القيمة وتوجيهاته‪ ،‬أصبحت منطقة‬ ‫بارزان واملناطق القريبة منها‪ ،‬من أبهى‬ ‫املناطق التي يشد لها الرحال‪ ،‬ويتزاحم‬ ‫الكوردستانيون عىل طرقات السفر‬ ‫للوصول إليها بسعادة وفرح‪ ،‬وبالذات يف‬

‫شهري آذار ونيسان من كل عام لزيارة‬ ‫أرضحة الخالدين ورؤية البيئة الجميلة‬ ‫والطبيعة الخالبة‪.‬‬ ‫وتذكرت أن اإلقليم خالل تويل الرئيس‬ ‫مسعود بارزاين لرئاسته‪ ،‬املعروف‬ ‫بحكمته وتقديره وروحه الواثقة والحانية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬حقق إزدهاراً غري معهود‬ ‫يف كافة مجاالت الحياة اإلجتامعية‬ ‫واإلقتصادية والبيئية‪ ،‬وأصبح البقعة‬ ‫الهادئة املستقرة يف منطقة مضطربة‬ ‫تغيل عىل صفيح ساخن‪ ،‬والحصن األمني‬ ‫واملدافع عن اإلنسانية‪ ،‬والساعي إىل‬ ‫السالم واملخفف لإلحتقان والباحث عن‬

‫الحلول ألزمات العراق‪ ،‬والبيئة املحتضنة‬ ‫ألكرث من مليوين نازح والجىء من العراق‬ ‫وغرب كوردستان‪ ،‬وسجل اإلعالم تلك‬ ‫املواقف النبيلة واإلنسانية العالية‪.‬‬ ‫كام تذكرت أن يف كوردستان خالل تويل‬ ‫السيد نيجريفان لرئاسة الحكومة‪ ،‬تبدلت‬ ‫األحوال‪ ،‬ورغم حداثة مؤسسات حكومة‬ ‫اإلقليم كوردستان‪ ،‬خلقت دميقراطية‬ ‫مستقرة وهانئة تألف لها القلوب‪ ،‬ومنط‬ ‫اقتصادي متقدم ورائع‪ ،‬وفتحت فيها‬ ‫املطارات الدولية واملعابر الحدودية‬ ‫والكثري من الجامعات واملعاهد‬ ‫واملستشفيات والبنوك عىل أحدث‬

‫طراز‪ .‬وأربيل العزيزة‪ ،‬بأبراجها الشاهقة‬ ‫باتت أشبه يف عمرانها وشوارعها باملدن‬ ‫املتقدمة يف الخليج وأوروبا‪ .‬وشهدت‬ ‫نضجاً سياسياً كبرياً مدعوماً من صحافة‬ ‫حرة يف التعبري عن الرأى وإعالم متنوع‬ ‫يتم فيه السامح للمنادين بالحرية‬ ‫واملدنية وحقوق اإلنسان‪ ..‬وأن حكومة‬ ‫اإلقليم‪ ،‬ويف عهده‪ ،‬قامت بإعادة إعامر‬ ‫آالف القرى املهدمة‪ ،‬وإعادت الحياة‬ ‫إليها‪ ،‬وأعادت إحياء البيئة والطبيعة‬ ‫والروح الجديدة إىل كوردستان‪ .‬وأن‬ ‫كوردستان يف عهده نهضت دميقراطياً‪،‬‬ ‫يف وقت كان العراق والكثري من دول‬

‫املنطقة مل تبدأ فيها الدميقراطية‪.‬‬ ‫الشك أن مواقف البارزاين الخالد‬ ‫والرئيس مسعود بارزاين ورئيس حكومة‬ ‫اإلقليم نيجريفان بارزاين من البيئة‬ ‫ورضورات الحفاظ عليها‪ ،‬يف ظل فكر‬ ‫ومباديء السالم والعدالة اإلنسانية التي‬ ‫تتفق عليها البرشية جمعاء‪ ،‬متثل تعبرياً‬ ‫حقيقياً عن الدور اإليجايب العايل آلل‬ ‫بارزان ورعايتهم املبارشة للبيئة ورغبتهم‬ ‫يف تطوير الحياة والبحث عن الوسائل‬ ‫واآلليات الكفيلة للميض نحو املستقبل‬ ‫املرشق‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫األنفال‪..‬‬ ‫احياء الذكرى‬ ‫الـ‪ 31‬لعمليات‬ ‫حصدت ‪ 182‬ألف‬ ‫كوردي‬ ‫يحيي شعب كوردستان بمختلف‬ ‫مدنه‪ ،‬اليوم االحد‪ ،‬الذكرى الـ ‪31‬‬ ‫لعمليات األنفال‪ ،‬التي قام بها نظام‬ ‫صدام حسين ضد شعب كوردستان‪،‬‬ ‫والتي استمرت منذ شباط ولغاية‬ ‫أيلول من عام ‪.1988‬‬ ‫جوتيار تمر‬

‫وتعد هذه العمليات من‬ ‫أخطر صفحات القتل‬ ‫الجامعي الحكومي يف تاريخ الحكم‬ ‫البعثي يف العراق‪ ،‬وهي عبارة عن‬ ‫مثان مراحل عسكرية شاركت فيها‬ ‫قوات الجيش والقوى النظامية‬ ‫بصورة مبارشة‪ ،‬منها الفيلق األول‬ ‫الذي كان مقره يف كركوك‪ ،‬الفيلق‬ ‫الخامس الذي كان مقره يف أربيل‪،‬‬ ‫القوة الجوية‪ ،‬القوات الخاصة‪،‬‬ ‫الحرس الجمهوري‪ ،‬قوات املغاوير‪،‬‬ ‫دوائر األمن واملخابرات‪ ،‬االستخبارات‬

‫العسكرية والجحوش‪ ،‬أقسام األسلحة‬ ‫الكياموية والبايولوجية‪ ،‬باالضافة اىل‬ ‫جميع الدوائر الخدمية التي وضعت‬ ‫يف خدمة تنفيذ هذه العمليات‪.‬‬ ‫مراحل حمالت األنفال‬ ‫األنفال األوىل‪ :‬منطقة السليامنية‪،‬‬ ‫محارصة منطقة (رسكه لو) يف ‪23‬‬ ‫شباط لغاية ‪ 19‬اذار ‪.1988‬‬ ‫األنفال الثانية‪ :‬منطقة قرداغ‪ ،‬بازيان‬ ‫ودربندخان يف ‪ 22‬اذار لغاية ‪1‬‬ ‫نيسان‪.‬‬ ‫األنفال الثالثة‪ :‬منطقة كرميان‪ ،‬كالر‪،‬‬

‫باونور‪ ،‬كفري‪ ،‬دووز‪ ،‬سنكاو‪ ،‬قادر‬ ‫كرم‪ ،‬يف ‪ 20‬نيسان من نفس العام‪.‬‬ ‫األنفال الرابعة‪ :‬يف حدود سهل (زيي‬ ‫بجوك) أي مبعنى منطقة كويه وطق‬ ‫طق وآغجلر وناوشوان‪ ،‬يف ‪ 3‬مايس‬ ‫اىل ‪ 8‬مايس‪.‬‬ ‫والسادسة‬ ‫الخامسة‬ ‫األنفال‬ ‫والسابعة‪ :‬محيط شقالوة وراوندز يف‬ ‫‪ 15‬ايار ولغاية ‪ 26‬آب‪.‬‬ ‫األنفال الثامنة‪ :‬منطقة بادينان‪،‬‬ ‫آميدي‪ ،‬آكري‪ ،‬زاخو‪ ،‬شيخان‪ ،‬دهوك‪،‬‬ ‫يف ‪ 25‬آب ولغاية ‪ 6‬ايلول من نفس‬

‫العام‪.‬‬ ‫وتسببت عمليات األنفال مبقتل‬ ‫(‪ )182000‬الف كوردي‪.‬‬ ‫وتدخل عمليات األنفال وفقاً‬ ‫للمقاييس الدولية يف اطار جرائم‬ ‫الجينوسايد‪.‬‬ ‫يف يوم ‪ 2006/8/21‬القيت أول‬ ‫مرافعة عن األنفال يف بغداد‪ ،‬وقد‬ ‫اصدرت املحكمة قراراها الحاسم‬ ‫حول ملف األنفال‪ ،‬وتم وفقاً لذلك‬ ‫تعريف جرائم األنفال بجرائم االبادة‬ ‫الجامعية (الجينوسايد)‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫اللغة الكوردية الموحدة‬ ‫ومسألة الهوية الكوردستانية‬

‫من المعلوم بأنه ال حياة‬ ‫لألفكار من دون الكلمات‬ ‫وأن عالقة اإلنسان بوجوده‬ ‫هي عالقة لغوية‪.‬‬ ‫فاللغة لم تعد كما كانت‬ ‫في الماضي مجرد تمثل‬ ‫لألشياء‪ ،‬بل أصبحت إمكان ًا‬ ‫للوجود بقدر ما تجسد بيئة‬ ‫للفكر أو وسط ًا للفهم‪.‬‬ ‫ففي عصرنا هذا یمكن‬ ‫أعتبار اللغة مؤسسة تختزل‬ ‫فيها الثقافة برمتها‪،‬‬ ‫حیث أن الحیاة الیومية‬ ‫لإلنسان أصبحت منصهرة‬ ‫في الخطاب التكنلوجي‬ ‫للغات اإلصطناعية والذكاء‬ ‫اإلصطناعي‪.‬‬ ‫ثم إن الرهانات المتعلقة‬ ‫بفهم اللغة اإلنسانية‬ ‫مبنیً ومعنیً أصبحت‬ ‫حاسمة ومصيرية‪ ،‬السیما‬ ‫في مجال التواصل‬ ‫اإلجتماعي المعقد الذي‬ ‫شکلته مقتضیات مجتمع‬ ‫المعرفة في عصرنا الحاضر‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫اللغة ماهي إال كائن حي قابل‬ ‫للتطور واإلستحداث وفق ما‬ ‫يقرره الناطقني بها‪ ،‬كونهم أصحاب‬ ‫مصلحة يف هذا التطوير‪ .‬وهذا‬ ‫التطوير يجب أن يكون إستجابة‬ ‫لتطور املجتمع الكوردستاين ونابعة‬ ‫عن واقعه املعيش‪.‬‬ ‫إن املبادرة القيمة للسيد رئيس‬ ‫إقليم كوردستان مسعود بارزاين يف‬ ‫رضورة العمل عىل طرح لغة كوردية‬ ‫موحدة تأيت من هذا املنطلق وتأكيداً‬ ‫بأن األمم التي إستطاعت يف النهاية‬ ‫من إيجاد لغة موحدة م ّرت بتجارب‬ ‫متاثل التجربة الحالية للكوردستانيني‪.‬‬ ‫اللغة هي عنوان الهوية الثقافية‬ ‫ورمز السيادة الحضارية‪ ،‬لذا نراه من‬ ‫الرضوري إستلهام تضحيات َ‬ ‫الخ َلف‬ ‫الذين حافظوا عىل اللغة الكوردية‬ ‫بعد ما حوربت ألسباب عنرصية‬ ‫وشوفينية من قبل األنظمة التي‬ ‫سلطت حكمها بسياسة الحديد والدم‬ ‫علی أرض كوردستان لغرض وحدة‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫يف هذا العرص‪ ،‬عرص تشابك املصالح‬ ‫واملصائر‪ ،‬بعد أن فتحت العوملة‬ ‫بأدواتها الفائقة وشبكاتها العنكبوتية‬ ‫ووقائعها اإلفرتاضية إمكانات‬ ‫هائلة أمام الشعوب‪ ،‬نری إنفتاح‬ ‫الكوردستانيني علی املستجدات يف‬ ‫العامل‪ ،‬خاصة يف مجاالت العلوم‬ ‫والتقانة واملعلوماتية وعلوم اللغة‬

‫بكافة فروعها وحقولها البحثية‬ ‫املرتبطة بها‪ ،‬بعد أن متكنوا من تحرير‬ ‫أنفسهم من االستبداد‪ ،‬الذي كان‬ ‫يتجسد يف استبعاد العقول والسيطرة‬ ‫علی األفكار‪.‬‬ ‫فهناك سعي الی اإلقتباس واإلستفادة‬ ‫من نتائج هذه العلوم بهدف إغناء‬ ‫اللغة الكوردية وربطها بحركة الفكر‬ ‫اإلنساين‪.‬‬ ‫ومن أجل نقل املصطلحات العلمية‬ ‫والتقنية االجنبية الی اللغة الكوردية‬ ‫علينا باستخدام وسائل كاالشتقاق‪،‬‬ ‫مبعنی صياغة لفظة من لفظة أخری‬ ‫رشط وجود تناسب بني اللفظ‬ ‫واملعنی‪ ،‬أو املجاز بطريقة إنتقال‬ ‫الكلمة من معناها القديم الی معنی‬ ‫جديد‪ ،‬أو تكريد اللفظ الدخيل مع‬ ‫تغريات معينة ينسجم مع النظامني‬ ‫الصويت والرصيف للغة الكوردية‪.‬‬ ‫ويف حالة نقل معنی املصطلح‬ ‫االجنبي الی اللغة الكوردية‪ ،‬ميكن‬ ‫إستخدام هذا املعنی بشكل مستقل‬ ‫يعيش جنباً الی جنب اللفظ كمرادف‬ ‫ومبرور الزمن سوف يكون أحدهام‬ ‫غالباً علی اآلخر‪ ،‬أو يظالن كلفظني‬ ‫مرتافني‪ .‬ويف حالة نحت الكلامت‪ ،‬أي‬ ‫إنتزاع كلمة من كلمتني أو أكرث‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون هناك تناسب بني اللفظ‬ ‫واملعنی بني املنحوت واملنحوت منه‪،‬‬ ‫مثل (نشومنا) يف الكوردية من نشأ‬ ‫ومنا‪.‬‬ ‫وهناك وسيلة أخری‪ ،‬هي اخرتاع‬ ‫كلمة مل توجد من قبل بسبب الحاجة‬ ‫املاسة وامللحة ملفردات لغوية جديدة‬

‫تعرب عام يستجد من أمور ومفاهيم‬ ‫اجتامعية جديدة‪ ،‬هذا األمر يحتاج‬ ‫الی املبدعني يف اللغة‪.‬‬ ‫ليس خافياً علی أصدقاء الكورد‬ ‫واملهتمني بالقضية الكوردية بأن‬ ‫تخلف اللهجات الكوردية وعدم‬ ‫تطورها اىل لغة موحدة الميكن‬ ‫إرجاعه إال الی أسباب سياسية‪،‬‬ ‫ثقافية‪ ،‬اجتامعية تاريخية‪ ،‬جغرافية‪،‬‬ ‫عنرصية وإقتصادية‪ .‬نحن ال نريد أن‬ ‫ندخل هنا يف تفاصيل هذه األسباب‪،‬‬ ‫فإنها تحتاج لرشحها وتحليلها الی‬ ‫مجلدات‪.‬‬ ‫فلو أخذنا بلدان أوربية كاملانيا‪ ،‬أو‬ ‫إنكلرتا أو فرنسا كمثال‪ ،‬فإننا نری‬ ‫بأن موضوع تبلور اللغة املوحدة بدأ‬ ‫بعد الثورات املجتمعية واالقتصادية‬ ‫والقضاء علی اإلنظمة االقطاعية‬ ‫ومخلفاتها‪ ،‬بعد أن ربط واليات‬ ‫هذه الدول بعضها ببعض عن‬ ‫طريق املواصالت واملدارس واملراكز‬ ‫اإلعالمية وبحكم الواقع متكنت لغة‬ ‫السلطة الجديدة من فرض نفسها‬ ‫كلغة رسمية يف كل من هذه الدول‪.‬‬ ‫إن تعدد اللهجات يف اللغة الكوردية‬ ‫دليل علی عراقة هذه اللغة وأصالتها‪،‬‬ ‫فمن الرضوري أن ال نفضل لهجة علی‬ ‫أخری‪ ،‬بل علينا يف سبيل خلق لغة‬ ‫كوردية موحدة جامعة االستفادة من‬ ‫جميعها دون إستثناء‪.‬‬ ‫صحيح بأن هذا األمر يحتاج الی‬ ‫التفكري بصورة تخرج عن املألوف‬ ‫وتكرس املسبقات ويحتاج الی خيال‬ ‫خالق وحدس خارق وكذلك الی‬

‫حدث يكون مبثابة الرشارة أو الولعة‬ ‫التي تحرك القوی الكامنة وتكرس‬ ‫الثنائية املمسكة لدی الكوردستانيني‪،‬‬ ‫بحيث توقظهم من سباتهم الثقايف‬ ‫ليكونوا قادرين علی توحيد صفوفهم‬ ‫ملواجهة األنظمة التي حاولت أن‬ ‫تجردهم من لغتهم‪.‬‬ ‫تلك األنظمة التي ال تحسن بأساليبها‬ ‫البائدة وسياساتها العنرصية سوی‬ ‫خلق املشكالت وتجديد األزمات‬ ‫للكوردستانيني والقضية الكوردستانية‬ ‫العادلة‪.‬‬ ‫والعمل لهذه الحملة الوطنية الكربی‬ ‫يجب أن يبدأ بإعداد لجنة علمية‬ ‫دامئية مستقلة مكونة من خرباء اللغة‬ ‫ترشف علی مؤسسة اللغة الكوردية‬ ‫املوحدة‪.‬‬ ‫وإدارة هذه املؤسسة يجب أن تكون‬ ‫بعيدة عن كل هدف أو إتجاه حزيب‬ ‫ضيق وميكن إلنجاح هذه املهمة‬ ‫القومية الجبارة اإلستعانة واإلستفادة‬ ‫من خرباء عامليني مختصني بعلوم‬ ‫اللغة‪.‬‬ ‫علی هذه املؤسسة إعداد كوادر‬ ‫لغوية تبعث الی جامعات عاملية‬ ‫لغرض دراسة علم النفس اللساين‬ ‫وعلم االجتامع اللساين واللسانيات‬ ‫األنرثوبولوجية والجغرافيا اللسانية‬ ‫وجمع طرق صناعة املعاجم‬ ‫واملوسوعات اللغوية‪.‬‬ ‫ومن أجل إثراء كنز مفردات اللغة‬ ‫الكوردية باالستفادة من اللهجات‬ ‫الكوردية املتعددة علیه بتأسيس‬ ‫للكلامت‬ ‫الـمعلومايت‬ ‫البنك‬

‫«‬ ‫علی هذه المؤسسة إعداد‬ ‫كوادر لغوية تبعث الی‬ ‫جامعات عالمية لغرض‬ ‫دراسة علم النفس اللساني‬ ‫وعلم االجتماع اللساني‬ ‫واللسانيات األنثروبولوجية‬ ‫والجغرافيا اللسانية وجمع‬ ‫طرق صناعة المعاجم‬ ‫والموسوعات اللغوية‬

‫«‬

‫واملصطلحات‪.‬‬ ‫وهناك إجراءات علمية أخری ميكننا‬ ‫إضافتها بعد أن متكنا من إجتياز‬ ‫املرحلة األولی وهي تأسيس مؤسسة‬ ‫اللغة الكوردية املوحدة‪.‬‬ ‫ومايفرحنا اليوم هو النية الخالصة‬ ‫لربملان وحكومة كوردستان يف دعم‬ ‫ومساندة هذا العمل الجبار بصورة‬ ‫كاملة والقيام بترشيع قانون خاص‬ ‫باللغة الكوردية وتنفيذه‪.‬‬ ‫الثوابت‬ ‫علی‬ ‫فللمحافظة‬ ‫والخصوصيات يف واقع كوين سمته‬ ‫الحراك الدائم والتغيري املتسارع‬ ‫يجب التعاطي مع القضايا الجوهرية‬ ‫بطريقة منوذجية وفهم املجريات‬ ‫وفك الشيفرات علی املستوی الداخيل‬ ‫والخارجي وإدارة التحوالت بشكل‬ ‫يتناسب مع لغة العرص وثوراته‪.‬‬

‫والفعالة ليست ما‬ ‫الهوية القوية‬ ‫ّ‬ ‫ميلكه املرء أو يُعطی له وال كياناً‬ ‫ماورائياً‪ ،‬بل هي مثرة الجهد واملراس‬ ‫واإلشتغال علی املعطی الوجودي‬ ‫بكل أبعاده من أجل تحويله الی‬ ‫أعامل وإنجازات‪ .‬الهوية هي إنبناء‬ ‫وتشكيل بقدر ماهي صناعة وتحويل‬ ‫وهي بُنية يعاد بناؤها باستمرار‪،‬‬ ‫وخاصة عند بلوغ األزمات أو الوقوع‬ ‫يف املآزق وذلك بتنظيم املشهد‬ ‫الدميقراطي وتأهيل مؤسساته‬ ‫ودعمها والعناية بأوضاع املوارد‬ ‫البرشية والرفع من شأنها عىل أساس‬ ‫املبادئ الدميقراطية الكونية القامئة‬ ‫عىل التعددية والحرية واملسؤولية‪.‬‬ ‫الحكومة الكوردستانية تعمل جاهداً‬ ‫يف سبيل خلق نظرية فكرية ترسم‬ ‫مالمح الدولة وثقافة وطنية حديثة‬ ‫منفتحة عىل منجزات الفكر البرشي‬ ‫ومعطيات الخربة العملية وعىل تقدم‬ ‫العلم والتقانة واستيعاب أثرهام يف‬ ‫صريورة العامل‪.‬‬ ‫وختاماً يقول فيلسوف اللغة لودفيغ‬ ‫فيتجنشتاين (‪ )1951-1889‬يف‬ ‫البند السابع من رسالته املنطقية‬ ‫الفلسفية (‪tractatus logico-‬‬ ‫‪:)philosophicus‬‬ ‫«أن كل عالمة تبدو يف حد ذاتها‬ ‫میتة‪ ،‬فام الذي یهبها الحیاة؟ إنها‬ ‫تکون حیة يف اإلستعامل‪ ،‬فهل نفخت‬ ‫فیها الحياة هنالك؟ أم أن اإلستعامل‬ ‫هو حياتها؟»‪.‬‬ ‫«إن ما ال يستطيع اإلنسان أن يتحدث‬ ‫عنه‪ ،‬ينبغي أن يصمت عنه»‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪12‬‬

‫تهجير الكورد الفيليين‪..‬‬ ‫صفحات الم ال تنطوي‬ ‫ذكريات تثير فينا الشجن‪،‬‬ ‫وصفحات مؤلمة من االوجاع‬ ‫‪،‬تعيد لنا الحزن‪ ،‬تعود بنا إلى‬ ‫الم الماضي الذي نرفض‬ ‫نسيانه‪ ،‬أال يكفي أنها ما زالت‬ ‫باقية فينا‪ ،‬وأننا أصحابها ونبحث‬ ‫عن فلذات قلوبنا المغيبين ‪،‬‬ ‫مازالت تعيش معنا في قلوبنا‬ ‫وضمائرنا وأرواحنا‪.‬انها مأساة ال‬ ‫تمنحى من ذاكرتنا ‪.‬وصفحاتها‬ ‫ال تنطوي النها كتبت بدماء‬ ‫قلوب الثكالى والمفجوعين ‪:.‬‬ ‫عبدالخالق الفالح‬ ‫نستذكر يف هذه االيام جرمية‬ ‫مؤملة ومن أجل ان ال تتكرر‬ ‫ومنع عمليات اإلبادة الجامعية بصفتها‬ ‫جرائم خطرية ضد االنسانية بشعة و‬ ‫انتهاك للرشائع الساموية والدنيوية‬ ‫ولألعراف األخالقية واملواثيق الدولية‬ ‫عمدت األجهزة الحزبية والقمعية‬ ‫لحزب البعث ‪ ،‬وبإيعاز مبارش من‬ ‫رأس السلطة ‪ ،‬وتواصلت عملياتهم‬ ‫االجرامية إىل حرمان اآلالف من الكرد‬ ‫الفيليني من حقهم يف املواطنة العراقية‬ ‫التي اكتسبوها أبا عن جد وتهجري‬ ‫اكرث من ‪ 600‬الف منهم عىل مسمع‬ ‫ومرأى من املنظامت الدولية يف العامل‬ ‫‪ ،‬وتعرضهم بشكل مفرط إىل عملية‬

‫التهجري القرسي وعمليات اإلبادة‬ ‫الجامعية مبا يتطابق مع ما نصت عليه‬ ‫املادة الثانية من اتفاقية األمم املتحدة‬ ‫“اتفاقية منع جرمية اإلبادة الجامعية”‬ ‫التي أقرتها األمم املتحد يف ‪ 9‬كانون‬ ‫األول‪ /‬ديسمرب عام ‪ 1948‬وأصبحت‬ ‫سارية املفعول يف ‪ 12‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناير عام ‪ ،1951‬والتي تعترب األفعال‬ ‫املرتكبة بقصد التدمري الكيل أو الجزيئ‬ ‫لجامعة قومية أو أثنية أو عنرصية‬ ‫أو دينية مبثابة إبادة جامعية ونهبت‬ ‫أموالهم وسلبت ممتلكاتهم وتركوا عىل‬ ‫الحدود عرضة للعصابات االجرامية‬ ‫والتقلبات الجوية دون رحمة بالكبري‬ ‫والصغري ومن تبقى منهم من الشباب‬

‫والعقول النرية اىل السجون واملعتقالت‬ ‫ثم املصري املجهول ‪ ،‬بدافع أحقاد‬ ‫قومية وطائفية جاءت يف سياق حملة‬ ‫ترويع شاملة ضد كل العراقيني الذين‬ ‫اعترب الحاكم الجائر أنهم قد يكونون‬ ‫عائقا يحول دون بسط هيمنته الفردية‬ ‫املطلقة‪.‬‬ ‫وإحياء ذكرى ضحايا بلغ عددهم اكرث‬ ‫من عرشين الف من شباب الكورد‬ ‫العراقي الفييل والتأكيد عىل الحق يف‬ ‫اإلنصاف والجرب وفقاً ملبادئ وأحكام‬ ‫القانون الدويل ‪ ...‬الن اإلبادة الجامعية‬ ‫مل تحدث فجأة ‪ ،‬بل جرمية منهجية‬ ‫ومدبرة بحسب أهداف محددة لنظام‬ ‫البعث الشوفيني وحدثت خارج نطاق‬

‫حاالت النزاع يف عرص يتنامى فيه‬ ‫التعصب والكراهية عىل أساس أشكال‬ ‫مختلفة من التمييز العنرصي والنوعي‬ ‫وتقييد حقوق اإلنسان وإرتكاب أعامل‬ ‫العنف الوحشية ‪.‬‬ ‫ومن هنا ونحن اصحاب القضية‬ ‫االساسية ومعنا جمع االحرار يف العامل‬ ‫من أجل حامية املكون الفييل وهويته‬ ‫الوطنية ووجوب معالجة مشكلته‬ ‫الدامئية وفق الحقوق املنصوصة عليها‬ ‫يف الدستور والقوانني الالحقة التي‬ ‫صدرة يف العهد الجديد بإعتبارها‬ ‫سياسة عنرصية مارستها األنظمة‬ ‫الدكتاتورية السابقة املتعاقبة عىل‬ ‫الحكم ويستوجب إنهائها يف عهد‬

‫العراق الدميقراطي اإلتحادي التعددي‬ ‫وتحديد نطاق مسؤولية الحامية وبذل‬ ‫الجهود يف مجال املنع وإتخاذ التدابري‬ ‫الوقائية والتظافر املشرتك يف حامية‬ ‫األفراد من الخروقات الكبرية التي‬ ‫تطالهم وإن مسؤولية إحرتام حقوق‬ ‫اإلنسان تقع عىل عاتق الجميع والتصدي‬ ‫للحاالت التي قد تؤدي إىل اإلبادة‬ ‫الجسيمة ووجود املجموعات املهددة‬ ‫بهذا الخطر وتأمينها من اإلنتهاكات‬ ‫الجامعية واملنهجية لحقوق اإلنسان‬ ‫والتمييز املمنهج وعبارات الكراهية‬ ‫التي تستهدفها نتيجة إنتامءاتها قومية‬ ‫أو إثنية أو عرقية أو خاصة يف سياق‬ ‫إرتكاب العنف الفعيل أو املحتمل ‪.‬‬ ‫عندما متتهن الكرامة وتخرس الكلمة‬ ‫ويتجرب الطغاة يبعث الله تعاىل رجاال‬ ‫يحبونه ويحبهم ‪ ,‬ويضحون من اجله‬ ‫‪ ,‬يختارهم لكرس جربوت الطغاة ‪,‬‬ ‫واعادة صياغة الكرامة‪ ,‬حتى يتحرر‬ ‫القلم والكلمة فتكون كلمة الله هي‬ ‫العليا وكلمة الذين ظلموا هي السفىل‬ ‫‪ .‬والمنلك يف هذه الذكرى او الفاجعة‬ ‫إال ان نستذكر شهدائنا االبرار وشهداء‬ ‫العراق اال أن ننتهز الفرصة يك نتعلم‬ ‫منه كيف نتغلب عىل مكر الطغاة‬ ‫وفنون السياسات الحاكمة ونلوي ذراع‬ ‫الترصيحات والوعود العسلية ونرقى‬ ‫برشيحتنا املغلوبة اىل قمة املجد وأنتزاع‬ ‫حقوقنا املرشوعة ‪ ,‬واليتحقق ذلك‬ ‫اال بالسمو اىل اعىل مستويات النضج‬ ‫الفكري واالبداع السيايس واملزيد‬ ‫من االلتفاف حول الجهات السياسية‬ ‫املدافعة عن قضيتنا واملخلصة للدفاع‬ ‫عن حقوقنا‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫جرت في عاصمة‬ ‫اقليم كوردستان‬ ‫اربيل‪ ،‬مراسم‬ ‫استذكار االبادة‬ ‫الجماعية للكورد‬ ‫الفيليين ال‪39‬‬ ‫بحضور مسؤولين‬ ‫حكوميين وحزبيين‬ ‫وجمع من ابناء‬ ‫الشريحة‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫برسائل‬ ‫لبارزاني وارقام‬ ‫مفجعة‪ ..‬اربيل‬ ‫تحتضن استذكار‬ ‫ابادة الفيليين‬ ‫وعقدت املراسم تحت شعار‬ ‫«جرمية ِبكتامن»‪ ،‬برعاية وزارة‬ ‫الشهداء واملؤنفلني يف كوردستان‬ ‫ومنظمة بيشتكو للكورد خارج االقليم‪.‬‬ ‫وقال زعيم الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين مسعود بارزاين‪ ،‬إن‬ ‫االبادة الجامعة للكورد الفيليني جرح‬ ‫لن يندمل من جسد الشعب الكوردي‪.‬‬ ‫حديث بارزاين جاء يف برقية القاه نيابة‬ ‫عنه املتحدث باسم الحزب الدميقراطي‬ ‫محمود محمد‪ ،‬حيث جاء فيها‪:‬‬ ‫االخوة املحرتمون الحضور يف مراسم‬ ‫الذكرى الـ‪ 39‬لالبادة الجامعية للكورد‬ ‫الفيليني‪..‬‬ ‫احييكم عىل تنظيم هذه املراسم‬ ‫وامتنى لكم النجاح‪..‬‬ ‫ان الشعب الكوردستاين مبكوناته‬ ‫كافه‪ ،‬له تاريخ ميلء باآلالم‪ .‬وكانت‬ ‫اإلبادة الجامعية للكورد الفيليني‬ ‫بداية املساعي لصهر شعبنا وواحدة‬ ‫من الجروح التي ال تندمل يف جسد‬ ‫شعبنا‪ ..‬وان الظلم والجور الذي جرى‬

‫عليهم الميكننا نسيانه ابدا‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من كل الجرائم الالانسانية‬ ‫التي واجهها شعبنا‪ ،‬اال انه مل يستسلم‬ ‫واستمر يف يف مقاومة الظلم واالضطهاد‬ ‫الذي مورس بحقنا‪ ..‬وتاريخ الحركة‬ ‫التحررية لشعبنا شاهد عىل ان الكورد‬ ‫الفيليني كانت لهم املشاركة املؤثرة يف‬ ‫مختلف املراحل النضال عىل جميع‬ ‫املستويات اذ قدموا االف الشهداء يف‬ ‫سبيل نيل الحرية والحقوق املرشوعة‬ ‫فضال عن املشاركة يف ثورات شعبنا‬ ‫ودعمها‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من انه وفقا ملعظم‬ ‫القوانني واالتفاقيات الدولية والحقوق‬ ‫الدولية فان الجرائم التي مورست بحق‬ ‫الكورد الفيليني تندرج يف اطار الجرائم‬ ‫ضد االنسانية واالبادة الجامعية‪ ،‬ورغم‬ ‫ان املحكمة الجنائية العراقية العليا‬ ‫ع ّر َفت االفعال الالانسانية والوحشية‬ ‫التي قام بها النظام البعثي ضد الكورد‬ ‫الفيليني‪ ،‬عىل انها جرمية ابادة جامعية‬ ‫– جينوسايد – اال انه ولالسف مازالت‬

‫اثار هذه الجرائم باقية وكذلك الزالت‬ ‫الثقافة التي ادت القرتافها سائدة‪.‬‬ ‫ويتوجب عىل املجتمع الدويل‬ ‫والحكومة العراقية ان تقوم بخطوات‬ ‫جدية لتعويض املترضرين من االبادة‬ ‫الجامعية والجرائم االخرى‪ ،‬التي‬ ‫اقرتفت ضد شعبنا‪ ،‬وان الجرائم التي‬ ‫ارتكبت ضد الكورد الفيليني وباقي‬ ‫ابناء شعبنا هي دالئل حية عىل‬ ‫مرشوعية حقوقنا ومطالبنا‪ ،‬ويجب اال‬ ‫تذهب كل هذه التضحيات سدى‪.‬‬ ‫وقدم ايضا الربوفيسور خليل اسامعيل‬ ‫بحثا عن جغرافية وتاريخ الكورد‬ ‫الفيليني‪.‬‬ ‫اعقبها كلمة ملمثل الكورد الفيليني‬ ‫يف الربملان السابق القليم كوردستان‬ ‫عيل حسني فييل‪ ،‬قال فيها‪« ،‬العراق‬ ‫منذ ‪ 1980‬واىل ‪ 2003‬اقدم وبطريقة‬ ‫بشعة عىل سن قوانني جائرة انتجت‬ ‫واقعا خاليا من الوجود الفييل‪ ،‬وبعد‬ ‫‪ 2003‬مل نشاهد من الجهات املسؤولة‬ ‫جهدا ملتابعة اثار تلك الجرمية»‪.‬‬

‫واضاف‪« ،‬الكورد الفيليون يشهد‬ ‫عىل وجودهم اليوم ‪ 40‬دولة حيث‬ ‫ينترشون ومقصد استقرارهم‪ ،‬لكن‬ ‫نرى ان هذا االستقرار منعدم لهم يف‬ ‫دولة اسمها العراق»‪.‬‬ ‫وعرج الفييل عىل حديث للمدعي‬ ‫العام مبلف ابادة الكورد الفيليني عبد‬ ‫القادر الحمداين الذي قال «يوجد ‪10‬‬ ‫االف ملف تم جمعه من عام ‪ 1996‬اىل‬ ‫‪ ،2003‬وهذه احتوت عىل اسم ‪600‬‬ ‫الف كورد فييل تم تهجريه ومصادرة‬ ‫امواله»‪ ..‬كام تطرق الفييل لحديث‬ ‫رئيس الحكومة العراقية وقتها نوري‬ ‫املاليك بأن «شهداء الفيليني اكرث من‬ ‫‪ 22‬الفا‪ ،‬وما تم مصادرته من اموالهم‬ ‫وحقوهم يزيد بكثري مايتم الحديث‬ ‫عنه»‪.‬‬ ‫ويضيف عيل حسني فييل‪« ،‬أصل‬ ‫االبادة الجامعية يف العراق عامة وعىل‬ ‫شعبنا الكوردي خاصة وضع نواته عىل‬ ‫الكورد الفيليني‪ .‬وبذلك عىل شعبنا‬ ‫الكوردي أن يعي حجم تلك املأساة‪.‬‬

‫فمثال باحصائية عام ‪ ،1979‬كان عدد‬ ‫نسمة محافظات اقليم كوردستان‬ ‫تتكون من مليون ونصف املليون‪ ،‬يف‬ ‫حني ما تم تسفريه من الكورد الفيليني‬ ‫بلغ نصف عدد تلك النفوس تقريبا‪.‬‬ ‫وقال الفييل‪« ،‬ماحصل عىل الكورد‬ ‫الفيليني مل يكن رضيبة قومية او‬ ‫مذهبية او اقتصادية فام حصل اكرب‬ ‫من تلك املسميات‪ .‬لكن ما يعزز الشق‬ ‫القومي بتلك االبادة يعيدنا اىل عام‬ ‫‪ 1970‬وبالتحديد بعد توقيع بيان اذار‬ ‫بني كوردستان والحكومة العراقية‪،‬‬ ‫فقد خرج لالحتفال بهذا املنجز اكرث‬ ‫من نصف مليون كوردي‪ ،‬وكان اغلبهم‬ ‫من الكورد الفيليني‪ ،‬وكان ذلك جرس‬ ‫انذار صارخ لحزب البعث اذ اظهر‬ ‫حجم االنتامء القومي للكورد ببغداد‪،‬‬ ‫ليعقبها البعث بسلسلة جرائم»‪.‬‬ ‫واختتم حديثه‪« ،‬نأمل لهذه الذكرى‬ ‫ان تكون جرس انذار لشعبنا الكوردي‬ ‫ان يغري النظرة الخاطئة وموقفه تجاه‬ ‫مأساة هذه الرشيحة من شعبهم»‪.‬‬ ‫من جانبه قال احمد كلهر مسؤول‬ ‫منظمة «بيشتكو» يف كلمته‪« ،‬اليوم‬ ‫نحيي ذكرى ضحايا بال مزار‪ .‬فاملوت‬ ‫سهل يف هذه البالد‪ .‬لكن ان تكون‬ ‫شهيدا امرا صعب جدا‪ .‬بخاصة ان‬ ‫هذا الشهيد لن يتم االشارة السمه‪،‬‬ ‫او قد ُترك مغيبا يف الصحارى‪ ،‬او نزل‬ ‫ضيفا يف نكرة السلامن وابو غريب‬ ‫والفضيلية ومختربات الكيمياوي‪ ،‬يالها‬ ‫من وحدة‪ ،‬فشهداؤنا بال مزار»‪.‬‬ ‫واضاف‪« ،‬االعداء‪ .‬بعيون الجالد‪.‬‬ ‫وبنفس االبادة عىل تربة ارضنا قطعوا‬ ‫انفاسنا‪ .‬وهذه مصيبة رشيحتنا ومنذ‬ ‫‪ 39‬سنة يتم تضييعنا‪ ،‬فطعم املحبة‬ ‫زال منا‪ ،‬لكننا بهذا اليوم نتطلع‬ ‫لالخرين ان يحبوا ويسعوا لتقليل‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫االالم‪ ،‬علها تلتئم الجروح‪ ،‬فامهاتنا يقيميون‬ ‫عزاءهم وابناءهم شهداء بال مزار‪ ،‬ومازال اباء‬ ‫الشهداء يتقفون اثار اكرث من ‪ 20‬الف شاب‬ ‫بال ذنب او مأوى‪ ،‬مجهول املصري ومفقود‪.‬‬ ‫لذا نريد من شعبنا وحكومتنا ومن االطراف‬ ‫املسؤولة أن يعينوننا يك يبقى املتبقي من‬ ‫رشيحتنا‪ ،‬و اال يتعرضوا للتهميش واالهامل‪،‬‬ ‫فال نريد ابادة ثانية»‪.‬‬ ‫كام تضمنت الفعاليات معرضا مصورا جسد‬ ‫فيه عمليات تهجرية وابادة الكورد الفيليني‪.‬‬ ‫وتضمنت الفعاليات ايضا قبسات تجسد‬ ‫املعاناة بطريقة مؤثرة منها ما جاء‪:‬‬ ‫ال تسألوا عن عدد الضحايا‪ ،‬فقد تعبنا من‬ ‫كرثة العد‪ .‬وال تسألوا عن عناوين القبور‪،‬‬ ‫فالصحاري املرتامية االطراف‪ ،‬مليئة بشهداء‬ ‫الكورد الفيليني مبقدار ظلم جميع املجرمني‪..‬‬ ‫بأوامر من مجرمي تاريخ هذه املنطقة؛ ال‬ ‫يحتاج االستشهاد اىل عمر معني‪ ،‬أتعلمون‬ ‫ملاذا؟ منذ زمن بعيد‪ ،‬يحصون أمة الكورد‪،‬‬ ‫من اجل ابادتهم‪ ،‬ويهاجمون ارضهم من اجل‬ ‫غصبها‪.‬‬ ‫ال تنظروا اىل الفيليني كعدد !‪ ،‬ففي املايض‬ ‫كان اكرب عدد من الضحايا منهم‪ ،‬واكرب عدد‬ ‫املرشدين والالجئني منهم‪ .‬اما اليوم فهم اكرث‬ ‫ابناء امتهم غربة‪..‬‬ ‫من هنا اىل صحاري عرعر‪ ،‬لن نشعر بالوحدة‬ ‫أبدا‪ ،‬فلنا مأوى يف اي شرب من االرض‪ ،‬عليها‬ ‫اثار اقدام شهيد كوردي‪ ،‬يف كل زاوية قصة‬ ‫منها‪ ،‬هناك عني شهيد كوردي دليل‪ ،‬وألي‬ ‫سؤال يجول بخاطرنا هناك جواب من الشهيد‬ ‫بلغته االم‪..‬‬ ‫يف اعاصري هذا الفصل‪ ،‬ويف احضان هذه‬ ‫االرض‪ ،‬مل يبق جبل مل ينحني اجالال للشهيد‪،‬‬ ‫ومل يبق انسان كوردي َو ّ‬ ‫يف وصامد مل يزرع‬ ‫زهرة وفاء لذكرى شهدائنا‪..‬‬

‫يف هذه املناسبة‪ ،‬امنحوا جائزة الصمود للذين‬ ‫يرصخون نحن كورد يف عقر دار االعداء‪،‬‬ ‫امنحوا جائزة الوفاء للذين يقولون ان شهداء‬ ‫الكورد الفيليني منحونا رمز الخلود‪.‬‬ ‫يف احضان هذا التأبني نقول لكم‪ ،‬ان الذين‬ ‫اصبحوا شهداء من دون كفن او مزار ومن‬ ‫دون ان تندبهم االخوات واالمهات‪ ،‬هم‬ ‫كورد‪ .‬والذين بقوا يف غربة االرض‪ ،‬ويف‬ ‫خلوة الوحدة‪ ،‬ويف االنتظار الالمنتهي بقيت‬ ‫اسامؤهم خالدة يف اذهاننا ابدا‪ ،‬يبقون ابدا‬ ‫شهداء‪..‬‬ ‫اتعلمون ملاذا ال يرتكوننا وشأننا حتى بعد‬ ‫ان يقتلوننا؟ الن شواهد قبور شهدائنا تصبح‬ ‫سواتر ال ميكن احتاللها‪ .‬وحصونا وقالعا لن‬ ‫تنهار‪..‬‬ ‫الكوردي الفييل هو الشخص الذي ال ينقص‬ ‫باالستشهاد‪ ،‬وال يُذ ِعن بالتهجري‪ ،‬وال َي ِك ّل يف‬ ‫سعيه لنيل الحقوق‪.‬‬ ‫كام جاء يف البيان الختامي ملراسم الذكرى‬ ‫الـ‪ 39‬لجرمية االبادة الجامعية للكورد‬ ‫الفيليني‪:‬‬ ‫عىل الرغم من عدم تنفيذ مطالبنا املرشوعة‬ ‫يف السنوات السابقة بسبب تقصري الحكومة‬ ‫االتحادية يف بغداد‪ ،‬اال اننا و كتوصية من‬ ‫الذكرى الـ‪ 39‬لجرمية االبادة الجامعية للكورد‬ ‫الفيليني نقول مرة اخرى‪:‬‬ ‫‪ 1‬عىل الحكومة االتحادية االلتزام بواجبها‬‫االنساين والقانوين والوطني وتنهي عهودا من‬ ‫الصمت والتقصري‪ ،‬الن ارهاق دماء املواطنني‬ ‫االبرياء والتطهري العرقي‪ ،‬ليس حال ملشكالت‬ ‫هذا البلد‪ ،‬بل عىل العكس فان ضامن الحقوق‬ ‫االنسانية والقومية يعني بداية لخروج العراق‬ ‫من عهود الظلم الحكومي والتطهري العرقي‪.‬‬ ‫‪ 2‬عىل الحكومة االتحادية االلتزام بقرارات‬‫محكمة الجنايات العليا فيام يخص تحديد‬

‫مصري الشهداء واملفقودين من الكورد الفيليني‬ ‫وتعويض ذوي الضحايا وجميع املترضرين‪.‬‬ ‫‪ 3‬عىل حكومة اقليم كوردستان ان ترص عىل‬‫متابعة هذا امللف جنبا اىل جنب مع امللفات‬ ‫االخرى التي تخص االبادة الجامعية لشعبنا‬ ‫الكوردي عن طريق وزارة شؤون الشهداء‬ ‫واملؤنفلني وان تتحمل واجب تحريك هذا‬ ‫امللف عىل املستوى املحيل واالوساط الدولية‪.‬‬ ‫‪ 4‬نطالب وزارة شؤون الشهداء واملؤنفلني‪،‬‬‫باالضافة اىل عقد الندوات واملؤمترات الخاصة‬

‫بالذكرى‪ ،‬ان تهتم بالبحوث العلمية والقانونية‬ ‫من اجل توثيق هذه الجرمية‪.‬‬ ‫‪ 5‬كام نطالب جميع االحزاب واالطراف‬‫السياسية الكوردستانية‪ ،‬وجميع مكونات‬ ‫شعبنا الكوردي ان يجعلوا من هذه الذكرى‬ ‫مناسبة قومية‪ ،‬وان يعينونا ويؤازرونا بهذا‬ ‫الصدد‪.‬‬ ‫‪ 6‬كام نطالب مراكز البحث العلمي‬‫واملؤسسات املدنية واالوساط الثقافية‬ ‫واالعالمية وجميع املفكرين واملخلصني من‬

‫ابناء شعبنا‪ ،‬االهتامم يف فعالياتهم ونشاطاتهم‬ ‫باملجزرة التي تعرض لها الكورد الفيليون‬ ‫كواجب انساين وقومي‪ ،‬ليك تصبح هذه‬ ‫الكارثة مناسبة لفرض السلم العام والقومي‬ ‫بعيدا عن اية رؤية سياسية او اجتامعية او‬ ‫حتى مذهبية‪.‬‬ ‫‪ 7‬واخريا نطالب الحكومة املحلية لعاصمة‬‫اقليم كوردستان ان تفي بوعدها الذي قطعته‬ ‫منذ سنوات بوضع رمز شاخص لهذه الكارثة‬ ‫يف مكان الئق يف اربيل‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪18‬‬ ‫املجالس واملقاهي دار ندوة ونقاش‬ ‫وراحة وحل مشكالت ومصالحات‬ ‫وزيجات مختلفة لكرثة شخوصاتها ورموزها‬ ‫الدامئيني من اثنيات مختلفة وزبائنها‬ ‫ومريديها كالطيور عىل اشكالها تقع وهي‬ ‫عموماً من ابناء محلة واحدة ويوم الخميس‬ ‫يعترب يوماً احتفاليا وكرنفا ًال بالشعر واالدب‬ ‫والقصص‪ .‬املقهى بهولها الواسع الفسيح‬ ‫(كنبة) املتقابلة‬ ‫(حوش) وكرويتاتها‬ ‫واملتعاكسة تخلف وضعاً ادبياً او مهنياً او‬ ‫اجتامعيا حسب الوضع الحيايت لروادها‬ ‫وهمومهم واملعرفة الذاتية ملجريات االمور‬ ‫اليومية والخربية والتأمالت الفكرية املختلفة‬ ‫لروحيات الناس االدبية والثقافية والسياسية‬ ‫واملهنية ومن قيل وقال عند تناول الشاي‬ ‫او الدارسني او القهوة او النارجيلة‪ .‬ويف‬ ‫بعض املقاهي كانوا يتناولون الرتياق للشفاء‬ ‫من اوجاع الرأس او آالم االسنان او تعليق‬ ‫معلومات بيانية ورقية او حالة اجتامعية‬ ‫عىل الجدران لبيان امر ما كالتربئة عائليا او‬ ‫الخصام والزعل او املصالحة ارسياً‪.‬‬ ‫ويف اآلونة االخرية بدأت املقاهي بتعاطي‬ ‫لعب الورق ولعب الدومينو والطاويل‬ ‫وتناول الحلوى (الحلقوم) وهناك مقاه ذات‬ ‫اختصاص كمقهى لألدباء والشعراء (مقهى‬ ‫الزهاوي) او الشابندر وحسن عجمي وفيها‬ ‫كانت تكتب اروع القصائد ومسودات‬ ‫الكتب وحتى تغيري مناصب حكومية رفيعة‬ ‫املستوى لوجود مسؤولني كبار يف الدولة‬ ‫فيها كمقهى الربملان او البلدية وكذلك مقهى‬ ‫للخرسان اذ تجمع عدد كبري من الخرسان‬ ‫يف منطقة الباب الرشقي ولهم منتدى خاص‬

‫وجمعية ترعى شؤونهم (جمعية الصم‬ ‫والبكم) او مقاهي اصحاب املهن او الحرف‬ ‫املختلفة وبعد ذلك االستبيان البسيط نأيت‬ ‫هنا اىل بحثنا وهو مقاهي الكورد الفيلية‬ ‫يف بغداد والتي اكرثها يف شارع غازي سابقا‬ ‫شارع الكفاح حالياً وهي‪:‬‬ ‫‪1‬مقهى خداداد فييل توجد صورة‬‫فوتوغرافية لرواد املقهى من الكورد الفيلية‬ ‫‪ 1953‬مقهى كبرية وواسعة يتوسطها حوش‬ ‫كبري وشجرة السدرة وشجرتان من الكالبتوز‬ ‫يف الوسط‪ .‬صاحبها خداداد عيل قيتويل‬ ‫فييل تأسست عام ‪ 1950‬واحتوت فيام بعد‬ ‫عىل اول تلفزيون وضع يف منتصف املقهى‬ ‫ليشاهده اكرب عدد من الرواد ومقراً لفريق‬ ‫الكفاح االهيل لكرة القدم ورئيس الفريق‬ ‫عباس منجل حي يرزق‪ .‬ثم انتقلت املقهى‬ ‫اىل منطقة ابو سيفني وبعد فرتة ليست‬ ‫بالطويلة اغلقت املقهى عام ‪ 1970‬بعد‬ ‫تغريات وتهجري الكورد الفيلية ومن ضمن‬ ‫التهجري طاقم املقهى واكرث روادها‪.‬‬ ‫‪-2‬مقهى عيل كزبان افتتحت عام ‪ 1949‬يف‬ ‫‪ 8/25‬عىل شكل دكان صغري وهناك طابوقة‬ ‫يف الحائط تدل عىل ذلك التأريخ لحد هذا‬ ‫اليوم يف ‪ 2013‬مع فسحة جانبية كبرية‬ ‫تتوسطها نخلة مثمرة (بربن) صاحبها عيل‬ ‫كزبان ماليامن فييل ومازالت اطاللها باقية‬ ‫حاليا عىل شكل دكان للتجارة وصاحب‬ ‫الدكان حاليا سامل مينا قيتويل يف رأس سوق‬ ‫الصدرية وكان يرتاد املقهى خرية رجاالت‬ ‫الكورد الفيلية من مثقفني وتجار ووجهاء‬ ‫وكسبة واغلقت عام ‪ 1960‬لعجز صاحبها‬ ‫وكرب سنه وتركه املهنة البن اخيه احمد بويل‬

‫‪-3‬مقهى احمد بويل افتتحت عام ‪1961‬‬ ‫جنب محال الحاج جواد باقر الشكرجي‬ ‫من جهة عكد الكورد الفيلية وصاحبها‬ ‫احمد حسني عيىس ماليامن ومعنى بويل اي‬ ‫الحركة والنشاط ثم هجر اىل ايران وتوىف يف‬ ‫كرمنشاه عام ‪ 2005‬ويرتادها رواد كرث من‬ ‫شباب الكورد الفيلية ولها تأريخ معروف‬ ‫ومميز لدى شباب الفيلية وكهولها للروح‬ ‫الرياضية املرحة لصاحبها املرحوم احمد بويل‬ ‫وهو صاحب نكتة وطيب املعرش والخلق‬ ‫الرفيع وكانت هناك اهزوجة فيلية عندما‬ ‫يفوز نادي الفيلية الريايض بكأس الدوري‬ ‫لكرة السلة ومرور الشباب امام املقهى‬ ‫حاملني كأس البطولة ومطلعها‪.‬‬ ‫احمد بويل سجل دعوا‬ ‫قنفاته مكسورة‬ ‫هذا الكأس للفيلية‬ ‫البو اليمه انزوره‬ ‫أحنه شباب كورد فيلية‬ ‫قنبلة ذرية‬ ‫اسأل حجية فخرية‬ ‫ثم اغلقت املقهى بعد التهجري العام للكورد‬ ‫الفيلية عام ‪ 1980‬ومن ضمنهم املرحوم‬ ‫احمد بويل وعائلته الكرمية‬ ‫ ‪4‬مقهى بيش ابو سعدي افتتحت عام‬‫‪ 1960‬بعد ان كانت مح ًال لبيع املرطبات‬ ‫(صادق ابو الدوندرمة) عىل شكل دكان‬ ‫صغري بدون كرويتات بل علب فارغة من‬ ‫الباتريات للجلوس عليها وصاحبها بيش عيل‬ ‫ماليامن فييل وقد استشهد ولداه عىل ايدي‬ ‫جالوة النظام السابق سعدي وماجد ثم‬ ‫اغلقت املقهى عام ‪.1968‬‬

‫صورة شمسية‬

‫مقاهي الكورد الفيلية في بغداد‬

‫احمد ياري‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬

‫تحقيق ـ فيلي ‪ /‬عبد الصمد اسد ـ الجزء الثـــــاني ‪..‬‬

‫يف هذا الجزء‬ ‫نسلط الضوء على‬ ‫محطات من خزين‬ ‫الذاكرة الرياضية‪،‬‬ ‫والتي انطلق منها‬ ‫عدد كبري من‬ ‫االسماء يف مسرية‬ ‫الرياضة‪ ،‬والتي‬ ‫ظلت تنطلق نحو‬ ‫النجومية وتشارك‬ ‫يف رفع اسم‬ ‫الرياضة العراقية يف‬ ‫املحافل الدولية رغم‬ ‫تعرضها اىل مطبات‬ ‫سياسية وال‬ ‫انسانية مستمرة‬ ‫اىل اليوم…‬

‫محطات رياضية‬ ‫مشرقة يف تاريخ‬ ‫الكورد الفيليني يف العراق‬

‫ومبا ان رياضة كرة القدم‬ ‫تستوطن مشاعر الجامهري دون‬ ‫تحيز مشاعري اىل لعبتي التي تفضلت‬ ‫ع َّ‬ ‫يل وعىل املاليني من مثيل مبحبة‬ ‫الجامهري العريضة‪ ،‬ومبستقبل وحياة‬ ‫افضل‪ ،‬لذا ينطلق الجزء الثاين من‬ ‫محطتها الكروية…‪..‬‬ ‫نجوم كرة القدم الكورد الفيليني يف‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫رغم كل تلك االحداث الالانسانية‬ ‫التي جرت بحق الكورد الفيليني من‬ ‫قبل انظمة حكم العراق باستثناء فرتة‬ ‫ثورة ‪ ١٤‬متوز‪ ،‬اال ان شوكتهم مل تنكرس‬ ‫وتطلعاتهم يف حياة حرة كرمية وروح‬ ‫االبداع لديهم بقيت عالية يف البذل‬ ‫والعطاء من اجل العراق يف جميع‬ ‫املجاالت ومنها املجال الريايض‪ ،‬لذا‬ ‫اشتهر عدد كبري من رياضيي الكورد‬ ‫الفيليني ولعدة اجيال ممن مثلوا‬ ‫العراق ضمن املنتخبات الوطنية‬ ‫وحازوا عىل بطوالت وجوائز معها ومع‬ ‫وفرق االندية التي مثلوها يف اللقاءات‬ ‫والبطوالت و الدورات الرياضية املحلية‬ ‫والعربية و االسيوية و االوملبية ولكن‬ ‫مع سيطرة البعث وظروف التهجري‬ ‫صعوداً اىل يومنا هذا انحرس العدد اىل‬ ‫اقل من اصابع اليد‪..‬‬ ‫وكان لجيل الرواد االول والثاين دور كبري‬ ‫يف مشاركاتهم بفوز العراق بالبطوالت‬ ‫املحلية والدولية‪ ،‬ومن اشهرهم يف‬ ‫حياة وتاريخ الكورد الفيليني‪:‬‬ ‫*الالعب انور مراد الذي مثل ابتدا ًء‬ ‫من العام ‪ ،١٩٥٧‬اضافة اىل نادي‬ ‫الفيلية‪ ،‬فرق ( الرشطة والفرقة الثالثة‬ ‫واملنتخبات ــ العسكري‪ ،‬االوملبي‪،‬‬

‫املنتخب العراقي)‪.‬‬ ‫وقد استشهدت بنت اخت الالعب‬ ‫انور مراد بانفجار لغم تحت اقدام‬ ‫ارسة شقيته عند الحدود االيرانية‬ ‫العراقية‪ ،‬اثناء تهجريهم اىل ايران مع‬ ‫االالف من العوائل الكوردية الفيلية‬ ‫اوائل الثامنينات‪ ،‬وكان الالعب انور‬ ‫مراد وزوجته يوم ذاك يف محافظة‬ ‫اربيل ومن هناك اضطرا اىل الهجرة‬ ‫اىل هولندا‪..‬‬ ‫*محمود اسد‪ ،‬لعب ابتدا ًء من‬ ‫العام ‪ ،١٩٦٢‬يف فرق (نادي االسالة‪،‬‬ ‫املصلحة‪ ،‬الفرقة الثالثة آليات‬ ‫الرشطة القوة السيارة‪ ،‬رشطة املرور‪،‬‬ ‫واملنتخبات ( العسكري‪ ،‬االوملبي‪،‬‬ ‫املنتخب العراقي)‪.‬‬ ‫*عبد الصمد اسد‪ ،‬شارك ابتدا ًء من‬ ‫العام ‪ ،١٩٦٧‬مع فرق (السكك القوة‬ ‫السيارة‪ ،‬النجدة واملنتخبات ــ االهيل‪،‬‬ ‫الرشطة‪ ،‬االوملبي‪ ،‬املنتخب العراقي‪،)،‬‬ ‫ويف العام ‪ ٢٠٠٥‬بعد سقوط نظام‬ ‫صدام واعادة بناء الجيش العراقي‬ ‫تم تعينه كاول مدير كوردي يف تاريخ‬ ‫العاب الجيش‪ ،‬واستقال بعد عام‬ ‫واحد من تعيينه‪.‬‬ ‫وقد اعترب‪ ،‬املوقع الريايض( منتديات‬ ‫كووورة عراقية ) يف ارشفتها الرياضية‪،‬‬ ‫االشقاء محمود اسد وعبد الصمد اسد‪،‬‬ ‫و ـ د‪ .‬صاحب اسد( دكتوراه الرتبية‬ ‫الرياضية ـ موسكوـ) والعب فرق‬ ‫(الرتبية والجيش والزراعة)‪ ،‬من ضمن‬ ‫اشهر العوائل الرياضية العراقية‪.‬‬ ‫ورغم كل ذلك تم تهجري جميع افراد‬ ‫عائلتهم اىل ايران‪ ،‬يف العام ‪،١٩٨٢‬‬ ‫وتم احتجاز ابن شقيقهم وثالثة من‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬ ‫اوالد شقيقتهم وابن خالهم الحاج كريم‬ ‫كرم الذي تم تهجريه مع املجموعة‬ ‫االوىل من التجار‪ ،‬ومل يكتشف لهم‬ ‫اثر حتى يف املقابر الجامعية اىل اليوم‪،‬‬ ‫ومتت تلك الجرائم يف غياب االشقاء‬ ‫االربعة حينها خارج العراق …‬ ‫وموصو ًال بتمثيل ذلك الجيل من الكورد‬ ‫الفيلية للرياضة العراقية‪ ،‬ظهر جيل‬ ‫ثاين مثل فرق القمة واملنتخبات بعد‬ ‫العام ‪ ،١٩٧٢‬اي بعد البطولة العربية‪،‬‬ ‫التي سميت بكأس فلسطني‪..‬‬ ‫وقد برز العديد من الرياضيني من‬ ‫خالل متثيلهم املنتخبات املحلية‬ ‫والدولية اضافة اىل فرق االندية‪:‬‬ ‫*حامي الهدف االمني‪ ،‬جالل عبد‬ ‫الرحمن‪ ،‬الذي لعب لفريق ( السكك‬ ‫الذي تحول مع الغاء املؤسسات‬ ‫اىل نادي الزوراء ـ ومثل املنتخبات‪،‬‬ ‫املدريس‪ ،‬ومنتخب بغداد االهيل‬ ‫واملنتخب الوطني)‪ ،‬وكذلك حامي‬ ‫الهدف البارع‪ ،‬قاسم محمد ــ ابو‬ ‫حمرة ــ وقد لعب يف فرق ( الكهرباء‪،‬‬ ‫الصناعة‪ ،‬الجيش‪ ،‬الزوراء‪ ،‬منتخب‬ ‫بغداد‪ ،‬املنتخب الوطني )‪ ،‬واما العب‬ ‫الوسط الجريء‪ ،‬املرحوم محمد عيل‬ ‫قنرب– فقد مثل فرق ( السكك ‪ ،‬املصلحة‪،‬‬ ‫القوة السيارة‪ ،‬املرور‪ ،‬ومنتخب بغداد‬ ‫االهيل‪ ،‬واملنتخب الوطني )…‬ ‫وكان هوالء الثالثة امتداد وحبل‬ ‫الوصل بني الجيل االول والثاين بعد‬ ‫اعتزال الجيل االول‪ ،‬وذلك حني ظهر‬ ‫الالعب مهدي عبد الصاحب – الذي‬ ‫لعب يف (الطلبة والتجارة ــ املنتخب‬ ‫العسكري ــ منتخب شباب العراق‬

‫الفائز بكأس شباب أسيا يف طهران عام‬ ‫‪ ،)1977‬وايضاً تم تهجريه وعائلته اىل‬ ‫ايران‪ ،‬ثم هاجر اىل السويد…‬ ‫ثم ظهر عدد كبري من الالعبني من‬ ‫امثال‪ :‬الالعب‪ ،‬ويل كريم فييل الذي‬ ‫لعب يف فرق (نادي الجيش‪ ،‬الطلبة‪،‬‬ ‫الطريان‪ ،‬واحرتف يف قطر والجزائر‪،‬‬ ‫ومثل منتخب شباب العراق)…‬ ‫الالعب شاكر عيل‪ ،‬لعب يف فرق (نادي‬ ‫الطلبة‪ ،‬نادي الجيش‪ ،‬ومثل منتخب‬ ‫شباب العراق ومنتخب العراق)…‬ ‫الالعب عيل رستم‪ ،‬لعب يف فرق‬ ‫(الصناعة‪ ،‬الرشطة‪ ،‬منتخب العراق)…‬ ‫الالعب سعد عبد الحميد‪ ،‬مثل فرق(‬ ‫نادي الشباب‪ ،‬القوة الجوية‪ ،‬الرشطة‪،‬‬ ‫ومنتخب العراق‪ ،‬واحرتف يف تونس‬ ‫وقطر)… الالعب اسامعيل محمد‪،‬‬ ‫لعب يف فرق ( الزوراء والرشطة ونادي‬ ‫الشباب ومنتخب العراق)… الالعب‬ ‫جاسم محمد غالم‪ ،‬مثل فرق (نادي‬ ‫الجيش‪ ،‬والقوة الجوية‪ ،‬ومنتخب‬ ‫العراق‪ ،‬واحرتف يف قطر)… و سالم‬ ‫شاكر‪ ،‬وهو ابن العب املنتخب شاكر‬ ‫عيل‪ ،‬وقد لعب يف فرق ( الطلبة‪،‬‬ ‫الزوراء‪ ،‬الكرخ‪ ،‬الرشطة‪ ،‬واحرتف يف‬ ‫السعودية واالمارات‪ ،‬وشارك ضمن‬ ‫املنتخب العراقي الفائز بكأس أمم اسيا‬ ‫عام – ‪ …)– 2007‬وهناك العب وحيد‬ ‫من ابناء املهجرين الكورد الفيليني‬ ‫يلعب يف السويد ومايزال ميثل املنتخب‬ ‫العراقي هو الالعب احمد ياسني‪..‬‬ ‫كرة السلة‬ ‫كان لنادي الفيليه الريايض و الثانوية‬ ‫االهليه الفيليه دور متميز يف اعداد‬

‫الكثري من العبي كرة السلة من املشاهري‬ ‫ايضاً الذين شاركوا يف البطوالت املحلية‬ ‫و الدولية – ضمن املنتخبات العراقية‬ ‫من الرعيل االول امثال ‪ :‬الالعب الدويل‬ ‫نعامن مراد‪ ،‬عضو املنتخب العراقي يف‬ ‫فرتة الستينيات… الالعب داود سلامن‬ ‫العب املنتخب العراقي … الالعب عبد‬ ‫الحسني خليل – العب املنتخب الوطني‬ ‫و العسكري خالل االعوام ( ‪ 1966‬ــ‬ ‫‪ …) 1979‬الالعب سامي كريم – عضو‬ ‫املنتخب العراقي سابقا … الالعب عبد‬ ‫الرحمن رسدار – لعب ضمن الدوري‬ ‫املمتاز و كذلك ضمن فريق نادي‬ ‫الشباب … الالعب كريم سهراب‪،‬‬ ‫وجبار سيف الله – لعبوا ضمن اندية‬ ‫الدوري املمتاز بكرة السلة و الطائرة‬ ‫– ‪ ,,‬وهناك مجموعة اخرى من نجوم‬ ‫كرة السلة والطائرة الذين مثلوا النادي‬ ‫والعراق يف اللقاءات الخارجية امثال‬ ‫‪ :‬الالعب انور مراد و شمه جمعه و‬ ‫كاظم رضا و ستار احمد وعيل حافظ و‬ ‫سعيد حسني و غريهم ‪.‬‬ ‫يف العاب القوى ‪:‬‬ ‫ويف العاب القوى برز عىل الساحة‬ ‫املحلية و الدولية عدد أخر من االبطال‬ ‫الذين مثلوا نادي الفيلية والعراق‪،‬‬

‫وحسب قول السيد بدري عيل شمه “‬ ‫وكام اشرتك املرحوم عبد كاظم وباسل‬ ‫مهدي واملرحوم صبحي اديب من‬ ‫االخوة العرب مع نادي الفيلية يف كرة‬ ‫القدم‪ ،‬كذلك انضم يف العام ‪ ،١٩٥٧‬اي‬ ‫يف اوائل تأسيس نادي الفيلية العداء‬ ‫النجفي مثقال ابو َُك َل ْل بطل املدارس‬ ‫العراقية والعراق يوم ذاك لسباقي‬ ‫املسافات القصرية ‪100 ,,‬م ‪200 ,‬م‪”.‬‬ ‫ويف نفس العام اشرتك يف البطولة‬ ‫العربية التي اقيمت يف بريوت وحاز‬ ‫عىل املدالية الذهبية وحطم الرقم‬ ‫القيايس العريب اضافة اىل رقمه القيايس‬ ‫الذي كان مسج ًال يف العراق باسمه‪،‬‬ ‫من رقم “‪ ”11,1‬ثانية اىل“ ‪“ 10,9‬يف‬ ‫الثانية‪..‬‬ ‫وباالضافة اىل العداء البطل املرحوم‬ ‫ابو َُك َل ْل‪ ،‬انضم املرحوم البطل خضري‬ ‫سالطه يف نهاية الخمسينيات اىل بداية‬ ‫الستينيات بطل املسافات القصرية ‪,,‬‬ ‫‪100‬م ‪200 ,‬م ‪100 ×4 ,‬م تتابع ‪× 4 ,‬‬ ‫‪400‬م تتابع ‪ ,,‬و البطل املرحوم سامي‬ ‫كريم بطل العراق يف الوثب الطويل…‬ ‫و البطله كوثر نعمه بطلة العراق يف‬ ‫الوثب العايل … وغريهم ‪.‬‬ ‫ويف كرة املنضدة ‪ :‬برز الالعب عبد‬

‫الوهاب عبد الحسني بطل العراق‬ ‫‪ ..‬و قد مثل البالد يف دورة سيؤول‬ ‫االوملبية عام ‪ … 1988‬والالعب‬ ‫مجيد ناييل الذي شارك ضمن بطولة‬ ‫العراق بكرة املنضدة ممثال لنادي‬ ‫الفيليه‪ ،‬وابراهيم صفر من عوائل‬ ‫التجري يف السبعيات‪ ،‬الذي كان بطل‬ ‫كأس الرتبية يف الستينات يف العراق‪،‬‬ ‫ولكن جرمية التهجري مل تخذل طاقته‬ ‫الرياضية‪ ،‬حيث صار يف ايران بط ًال‬ ‫لجامعاتها ومدرباً ناجحاً هناك‪ ،‬اىل ان‬ ‫التجأ اىل السويد‪..‬‬ ‫يف املالكمة ‪ :‬كان لنادي الفيليه ايضا‬ ‫دور متميز يف اعداد وتهيئة االبطال‬ ‫للمشاركة يف البطوالت املحلية و‬ ‫الدولية امثال ‪ :‬املالكم اسامعيل‬ ‫خليل الفييل و املالكم كاظم محمد‬ ‫عيل الذي شارك يف بطولة أسيا ‪ ..‬و‬ ‫املالكم عبد الوهاب حسني و اكرم‬ ‫مرويك وسامي ابراهيم وعيل حسني‬ ‫وغريهم ‪.‬‬ ‫يف رفع االثقال ‪ :‬اشتهر الرباع عباس‬ ‫محمد – عضو منتخب العراق باالثقال‬ ‫و الذي شارك يف عدة سباقات خارجية‬ ‫‪ ,,‬و الرباع عزيز عباس بطل اسيا ‪,,‬‬ ‫والرباع عبد الواحد عزيز – الذي‬ ‫فاز بوسام برونزي يف اولبياد طوكيو‬ ‫عام‪.1964‬‬ ‫عىل الرغم من ان هذه االسامء التي‬ ‫تم ذكرها موثقة يف تاريخ ذاكرة‬ ‫الرياضة العراقية اال ان هناك ايضاً‬ ‫اسامء عديدة لها انجازات رياضية قد‬ ‫تكون قد سقطت دون قصد او عدم‬ ‫توفر مصادر لتوثيقها يف الذاكرة‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن يف حال وجود او استحداث‬ ‫مركز بحوث جمع هذا الرتاث الغني‬ ‫املتنوع للكورد الفيليني يف كتاب‬ ‫لتعريف االجيال واغناء املكتبات‬ ‫بذلك التاريخ املرشق‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫الكورد‬ ‫الفيليون‬ ‫يف استذكار‬ ‫مستمر‬ ‫من اجل‬ ‫انصافهم‬ ‫عبد الصمد اسد‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫كان االسبوع االول من‬ ‫نيسان حاف ًال بنشاطات‬ ‫احياء الذكرى ‪ 39‬لجرائم التهجري‬ ‫القرسي‪ ،‬ويوم الشهيد الكوردي‬ ‫الفييل‪ ،‬ابتداءاً من داخل العراق‬ ‫يف محافظات بغداد واربيل‬ ‫والسليامنية وواسط ‪ ،‬وامتداداً‬ ‫اىل مدن استوكهومل ويوتوبريي يف‬ ‫السويد وهامبورغ يف املانيا ويف‬ ‫كوينهاكن عاصمة الدمنارك‪ ,‬واخرياً‬ ‫يف لندن‪.‬‬ ‫واقيمت جميع تلك الفعاليات‬ ‫من قبل عوائل ضحايا الكورد‬ ‫الفييلني‪ ،‬مبشاركة واسعة من قبل‬ ‫ابناء الطيف العراقي‪ ،‬وحضور‬ ‫شخصيات مستقلة ومنظامت‬ ‫وممثيل االحزاب داخل العراق‪،‬‬ ‫وكذلك فی خارج العراق مل‬ ‫تبخل الجالية العراقية ومنظامتها‬ ‫واحزابها اضافة اىل ممثلني عن‬ ‫السفارات العراقية وممثلني من‬ ‫احزاب ومنظامت حقوق االنسان‬ ‫يف الدول االوربية التي اقيم فيها‬ ‫هذا االستذكار االنساين‪..‬‬ ‫ففي لندن تم مساء االحد املايض‪،‬‬ ‫بقاعة شهيد املحراب‪ ،‬احياء ذكرى‬ ‫يوم «الشهيد الفييل» من قبل‬ ‫مؤسسة الكورد الفيلية هناك‪،‬‬ ‫وقد حرض الحفل سفري العراق‬ ‫يف اململكة املتحدة السيد صالح‬ ‫التميمي‪ ،‬والقنصل العراقي حيدر‬

‫سلطان‪ ،‬وممثلني عن املراكز‬ ‫االسالمية والجمعيات العربية‪،‬‬ ‫وشخصيات دينية وفكرية وثقافية‬ ‫واعالمية واجتامعية‪ ،‬وعدد من‬ ‫عوائل وذوي شهداء الكورد‬ ‫الفيليني الالجئني يف بريطانيا وجمع‬ ‫من االخوة واالخوات ابناء الجالية‬ ‫العراقية‪ ،‬وغاب عن الحضور‬ ‫السيد كاروان جامل طاهر ممثل‬ ‫اقليم كوردستان يف لندن والذي‬ ‫وجهت اليه الدعوة اللقاء كلمة‬ ‫باملناسبة‪.‬‬ ‫وكان اول املشاركني الشاعر‬ ‫العراقي عدي كرماشه بقصيدة‪,‬‬ ‫استعرض فيها مظلومية الكورد‬ ‫الفيليني عىل ايدي جالوزة نظام‬ ‫البعث املجرم‪ ،‬وتاله السفیر‬ ‫العراقی فی لندن الدكتور صالح‬ ‫التميمي‪ ،‬بكلمة عرب من خاللها‬ ‫عن تعاطفه مع ضحايا الكورد‬ ‫الفيليني ومعاناتهم وتجريدهم‬ ‫من حقوقهم املدنية واموالهم‪،‬‬ ‫وتعرضهم الی اباده‌ جامعیه‌ من‬ ‫قبل نظام صدام‪ ،‬مذكراً بالقرارات‬ ‫التي صدرت من قبل السلطات‬ ‫الترشيعية والقضائية والتنفيذية‬ ‫الحالية والتي تقرر مبوجبها اعتبار‬ ‫جرائم النظام السابق بحق الكورد‬ ‫الفيليني جرائم ابادة جامعية‪.‬‬ ‫وتاله السيد سعيد خلخايل‪،‬‬ ‫ممثل عن «مركز االرتباط باملرجع‬

‫االعىل السيد عيل السيستاين‬ ‫يف اوربا»‪ ،‬باالشارة اىل «تقصري‬ ‫الحكومة العراقية واملؤسسات يف‬ ‫توثيق اسامء الضحايا والشهداء‬ ‫الذين قتلوا يف املجازر الجامعية‪،‬‬ ‫واعدادهم وظروف قتلهم من‬ ‫اجل ان ّ‬ ‫يطلع العامل عىل هذه‬ ‫الحقائق املرعبة»‪.‬‬ ‫واما االستاذ فرهاد معروف‪ ،‬ممثل‬ ‫حركة التغيري‪ ،‬فقد تحدث باللغة‬ ‫الكوردية ثم اعقبها باللغة العربية‬ ‫مشرياً ان «مآيس هذا املكون من‬ ‫مكونات الشعب العراقي القى قد‬ ‫االمرين من ظلم وتهجري وتعسف‬ ‫وقتل واعتقال « وانهم مل ينصفوا‪،‬‬ ‫ال من املسؤلني الكورد وال الشيعة‬ ‫رغم كونهم كورد وشيعة»‪.‬‬ ‫ثم تحدث السيد عيل املوسوي‬ ‫ممثل املجلس االعىل االسالمي‬ ‫العراقي معرباً عن «تأييد املجلس‬ ‫مطالب الكورد الفيليني بانصافهم‬ ‫بالفعل وان النكتفي بالكلامت‬ ‫والوعود» ويجب «تعويضهم عن‬ ‫ماتعرضوا له من ظلم‪ ،‬باتخاذ‬ ‫خطوات عملية من اجل اعطاءهم‬ ‫حقوقهم والتعويض عليهم مبا‬ ‫خرسوه حتى نستطيع ان نخفف‬ ‫من االمهم ومعاناتهم»‪.‬‬ ‫وكان للمرأة الكوردية الفيلية‬ ‫حضور ومشاركة ملفتة حيث القت‬ ‫السيدة نجالء حجي هايخان‪،‬‬

‫«من مآسي هذا المكون من مكونات‬ ‫الشعب العراقي أنه قد القى االمرين‬ ‫من ظلم وتهجير وتعسف وقتل‬ ‫واعتقال « وانهم لم ينصفوا‪ ،‬ال من‬ ‫المسؤولين الكورد وال الشيعة رغم‬ ‫كونهم كورد وشيعة»‪.‬‬

‫كلمة استعرضت مظلومية الكورد‬ ‫الفيليني عىل مدى ‪ 39‬عاما وحتى‬ ‫يومنا الحارض‪.‬‬ ‫وقبل ختام املناسبة اكد سامحة‬ ‫الشيخ زيك جعفر الفييل‪ ،‬رئيس‬ ‫مؤسسة الكورد الفيلية يف اململكة‬ ‫املتحدة ومنظم الحفل‪ ،‬عىل ان «‬ ‫معاناة هذا املكون من املجتمع‬ ‫العراقي بسبب تهجريهم ومصادرة‬ ‫اموالهم وممتلكاتهم املنقولة وغري‬ ‫املنقولة‪ ،‬ال يزال حقوقهم مهدورة»‪،‬‬ ‫مشرياً اىل «عدم انصافهم من قبل‬ ‫الحكومة العراقية‪ ،‬والتلكوء يف‬ ‫اعادة الجنسية العراقية التي‬ ‫سلبها منهم طاغية النظام املقبور‬ ‫صدام‪ ...‬وانهم مايزالون يراجعون‬ ‫قسم االجانب رغم انهم عراقيني‬ ‫اصالء»‪.‬‬

‫وقد قدّ ر عدد الشهداء بـ «»‪30‬‬ ‫الف شهيدا روت دماؤهم ارض‬ ‫العراق‪ .‬ويوجد ‪ 3‬ماليني نسمة ال‬ ‫زالوا يقدمون الدماء والشهداء من‬ ‫اجل عزة وسيادة العراق وشعبه‬ ‫االيب» كام قال الشيخ زيك مضيفاً‬ ‫بانه بعث بـ « رسائل اىل الحكومة‬ ‫العراقية واالقليم يناشدهم فيها»‬ ‫بتنفيذ القرارات التي تنصف‬ ‫الكورد الفيليني»‪..‬وختم الشيخ‬ ‫زيك كلمته بتقديم الشكر اىل‬ ‫املرجعيات الدينية واملسؤلني‬ ‫الذين الداعمني النصاف الكورد‬ ‫الفيليني‪..‬‬ ‫وختم املناسبة الدكتور عبد‬ ‫الصاحب الحكيم‪ ،‬سفري السالم‬ ‫وحقوق االنسان العراقي يف االمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬باستعراض بعض الوقائع‬

‫من كتاب انجزه شخصياً عن جرائم‬ ‫صدام بحق العراقيني ومن ضمنهم‬ ‫الكورد الفيليني‪ ،‬وحسب قول‬ ‫الحكيم ان مايحتويه الكتاب من‬ ‫مامرسات ال انسانية اقرتفها نظام‬ ‫صدام جمعيها «موثقة يف منظمة‬ ‫حقوق االنسان باالمم املتحدة‪،‬‬ ‫واورد الحكيم من كتابه بعض‬ ‫االسامء من بني االالف من اسامء‬ ‫حرائر الكورد الفيليات ضحايا‬ ‫جرائم االغتصاب التي ارتكبها ازالم‬ ‫صدام‪ ،‬واكد عىل ان تلك الجرائم‬ ‫كان «تقرتف من قبلهم منذ العام‬ ‫‪ 1978‬من وليس العام ‪ 1980‬كام‬ ‫هو متداول»‪...‬‬ ‫ويف ظل جميع هذه الحقائق التي‬ ‫تدين جرائم نظام صدام املقبور‬ ‫بحق الكورد الفيليني‪ ،‬وعدم تنفيذ‬ ‫النظام الجديد لقراراتها يف انصاف‬ ‫الضحايا والتي صدرت من قبل‬ ‫سلطاتها القضائية والترشيعية‬ ‫والتنفيذية‪ ،‬كام تعرتف وتؤكد‬ ‫عليها باستمرار كافة االحزاب‪،‬‬ ‫وكذلك مسؤوليها يف السلطة‬ ‫منذ العام ‪ 2003‬يف مثل هذه‬ ‫املناسبات‪ ،‬يحق عليها وصف‬ ‫احد املتحدثني «ان قضية الكورد‬ ‫الفيليني وقعت بني مطرقة اخوتهم‬ ‫الشيعة وسندان اشقاءهم الكورد»‬ ‫دون حل‪.....‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيليات‬

‫‪28‬‬ ‫مأساة وفواجع وكوارث الكورد بشكل‬ ‫عام‪ ،‬والكورد الفيليني املضطهدين بشكل‬ ‫خاص‪ ،‬جراح ملتهبة يف الجسد الكوردي‪ .‬جراح ال‬ ‫تندمل بتعريفها من قبل هذا باإلبادة الجامعية‬ ‫(الجينوسايد)‪ ،‬أو استذكارها سنوياً من قبل ذاك‪،‬‬ ‫أو بعقد ندوات ومؤمترات‪ ،‬أو بإحياء نشاطات‬ ‫معينة يف أيام معدودات‪ .‬جراح لها أبعاد وطنية‪،‬‬ ‫وبحاجة اىل الرؤية الواقعية الرصينة املستندة عىل‬ ‫العقل واملنطق‪ ،‬توحد املواقف تجاهها وتجعلها‬ ‫واجباً إنسانياً وقومياً ووطنياً وقانونياً‪.‬‬ ‫النظام البعثي العرويب العنرصي امليلء بالحقد‬ ‫صب جام غضبه عىل املكون الكوردي‬ ‫والكراهية‪ّ ،‬‬ ‫الفييل‪ ،‬وقام مبصادرة وثائقهم الثبوتية وأموالهم‬ ‫املنقولة وغري املنقولة‪ ،‬وغ ّيب اآلالف من شبابهم يف‬ ‫أحواض التيزاب والصحارى املرتامية األطراف‪ ،‬كام‬ ‫قام بتهجري الكثريين منهم اىل إيران‪.‬‬ ‫وبعد سقوط صدام يف العام ‪ ،2003‬وبعد أن‬ ‫جاءت حكومات التلتزم بواجباتها‪ ،‬والبقرارات‬ ‫محكمة الجنايات العليا فيام يخص تحديد مصري‬ ‫الشهداء واملفقودين من الكورد الفيليني وتعويض‬ ‫ذوي الضحايا وجميع املترضرين‪ .‬مازال الحقد‬ ‫الشوفيني تجاه الكورد كام هو‪ ،‬بل زاد يف الكثري‬ ‫من األحيان‪ .‬والكورد الفيلية نالوا القسط األكرب من‬ ‫تلك األحقاد ومازالوا يذوقون مرارات السياسات‬ ‫العدوانية‪ ،‬ويسمعون األصوات النكرة واألنغام‬ ‫الغثيثة والخطابات السياسية التي تغذي الحقد‬ ‫الدفني ضدهم وتفوح منها النذالة والحقارة ورائحة‬ ‫الفكر البعثي الصدامي املقبور‪ ,‬وما زال الفيليون‬ ‫يتعرضون يف الواقع املتداعي اىل ذات املامرسات‬ ‫التي إعتادوا عليها من قبل أجهزة الجهلة حتى‬ ‫النخاع واألمية يف كل شئ‪.‬‬ ‫قبل اإلستفتاء الذي جرى يف أيلول ‪ 2017‬يف‬

‫كوردستان‪ ،‬وبعده‪ ،‬سمعنا الكثري من التهديدات‪،‬‬ ‫املوجهة نحو الكورد‪ ،‬من قبل الحاقدين الذين‬ ‫اليختلفون كثرياً عن (الرفاق البعثيني)‪ ،‬أشارت‬ ‫معضمها بوضوح تام اىل التكاثر األميبي للفكر‬ ‫الشوفيني اإلفرتايس اإلستعاليئ‪ ،‬والركون اىل القنوط‬ ‫والتهاوي يف مستنقع ال ( أمة العربية الواحدة‬ ‫ذات الرسالة الخالدة )‪ .‬مستنقع يتخبط فيه‬ ‫مثريي املشكالت واألغبياء الذين يفقدون القدرة‬ ‫عىل الربط بني الوقائع واملواقف والتوجهات التي‬ ‫تعودوا عليها يف عهد البعث القذر‪ ،‬والتي هددت‬ ‫وتهدد السلم األهيل وتشيع العنرصية والكراهية‬ ‫والنعرات والخالفات بني املواطنني وتصنفهم اىل‬ ‫درجات حسب إنتامءاتهم القومية واملذهبية‬ ‫والطائفية‪.‬‬ ‫أخر ما جادت به قريحة أحدهم‪ ،‬يف عهد حيدر‬ ‫العبادي‪ ،‬والذي كان يقف قبل ذلك خلف مختار‬ ‫العرص ويقدم املشورة له‪ ،‬ونىس التضحيات‬ ‫والتاريخ املرشف للكورد الفيليني‪ ،‬وأكرث من عرشين‬ ‫ألف شهيد كوردي فييل‪ ،‬متادى وتطاول وحلق يف‬ ‫فضاء الطائفية واالرتزاق والتملق والهذيان وأفرغ‬ ‫يف ترصيحاته جزءاً مام عنده من دناءة التفكري‬ ‫والتحليل‪ ،‬حيث قال ‪ :‬أن مصري الكورد يف بغداد‬ ‫بعد االستفتاء عىل إستقالل كوردستان هو التهجري‪.‬‬ ‫وطبعاً هذا التهديد بالتهجري واإلقصاء والتسليب مل‬ ‫يكن وليد لحظته‪ ،‬كام هو حال التهديات الكثرية‬ ‫التي سمعناها يف اإلعالم والحظناها يف مواقع‬ ‫التواصل االجتامعي‪ ،‬واملنتفخة بالتعايل والتكرب‬ ‫والغرور العريب واالستهزاء والتشكيك واالستصغار‬ ‫للشعب الكوردي‪ ،‬أساء للعراقيني عموماً وأثار‬ ‫الخالفات وغذى األحقاد بني الكورد والشيعة‪،‬‬ ‫ويف الوقت ذاته زاد من متسك الكورد الفيليني‬ ‫بكورديتهم األصيلة‪.‬‬

‫شهداء دون أكفان وقبور‬

‫صبحي ساله يي‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫سقط صدام‪ ..‬ولكن!‬ ‫كفاح محمود‬

‫بني الثامن من شباط ‪1963‬م‬ ‫والتاسع من نيسان ‪2003‬م‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حقبة زمنية ضمت أحداثاً ومآسياً؛‬ ‫كذلك حروباً وعمليات إبادة غيبت‬ ‫مئات اآلالف من الكورد والعرب‪،‬‬ ‫مبستقبل زاه ٍر فإذ‬ ‫وأوهمت الناس‬ ‫ٍ‬ ‫بهم يف بحر دماء‪ ،‬خدرت ماليني العرب‬ ‫بشعارات وردية صورت لهم وطناً‬ ‫افرتاضياً ميتدُّ من املحيط إىل الخليج‪،‬‬ ‫فإذ بهم أصحاب الحقبة السوداء يئدون‬ ‫أول وحدة بعثية قبل والدتها‪ ،‬كذابون‬ ‫ُمتاجرون ُمزايدون متلونون‪ ،‬يف الصباح‬

‫مع السوفييت والسهرة مع األمريكان‪،‬‬ ‫ال عهد لهم وال وعد‪ ،‬اتفقوا مع الكورد‬ ‫وخانوهم‪ ،‬ومع الشيوعيني فأبادوهم‪،‬‬ ‫ومع القوميني العرب واملستقلني‬ ‫فأذابوهم يف بوتقتهم‪ ،‬قتلوا الرضع‬ ‫واالطفال والنساء والرجال‪ ،‬ودفنوا‬ ‫االف مؤلفة وهم احياء‪،‬عبثوا مبفاتيح‬ ‫الغرائز واستعبدوا البرش بايديولوجية‬ ‫مقيتة‪ ،‬إنها ِحقبة ال ينافسها يف‬ ‫الرتدي والسوء إال من جاء بعدها من‬ ‫الفاسدين واللصوص والقتلة األوغاد‪،‬‬ ‫انهم عصابة فاشية حكمت حقبة ملوثة‬

‫أرادت فيها عراقا كام تهوى نفوسهم‬ ‫املريضة بداء الدكتاتورية والطغيان‬ ‫والعنرصية والفاشية املقيتة‪ ،‬تارة باسم‬ ‫العروبة واخرى باسم االشرتاكية وثالثة‬ ‫باسم الحملة االميانية‪ ،‬فرضوا الحزب‬ ‫عىل الجميع من تالميذ االبتدائيات‬ ‫وحتى الجامعات‪ ،‬فال مدرسة وال‬ ‫جامعة وال وظيفة بدون تزكية من‬ ‫منظامت حزبهم‪ ،‬حتى حولوا املؤسسة‬ ‫العسكرية واالمنية اىل ميليشيا لحزبهم‬ ‫ولرئيسهم‪ ،‬فاصبح العراق برمته مجرد‬ ‫فرع من فروع حزبهم‪ ،‬باستثناء‬

‫القلة القليلة التي عاشت ضنكها بني‬ ‫االستدعاء واملراقبة والحرمان ممن‬ ‫رفض االنتامء لهم او العمل معهم ألي‬ ‫سبب كان‪.‬‬ ‫ويتذكر العراقيون الذين عارصوا‬ ‫أول ستينيات القرن امليض وأحداثها‬ ‫خاصة تلك التي صممت إليقاف َّ‬ ‫أول‬ ‫مرشوع لبناء دولة عرصية عراقية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومنذ الساعات األوىل النقالب‬ ‫البعثيني عىل الحكم يف العراق إبان‬ ‫حكم الزعيم قاسم‪ ،‬بانت عوراتهم‬ ‫وأفكارهم الدموية التي خلفت خالل‬

‫أقل من شهر اآلف الجثث يف شوارع‬ ‫بغداد وأزقتها من املناوئني عىل‬ ‫مختلف مشاربهم وأعراقهم ومذاهبهم‬ ‫السياسية والدينية‪ ،‬ومل ُ‬ ‫تك املوصل‬ ‫وكوردستان بأحسن حا ًال من بغداد‬ ‫يف حصتيهام من املغتالني واملغيبني‬ ‫تحت شعارات البعث وأفكاره املغلقة‪،‬‬ ‫وما يزال صدى رصخة والديت ووالدي‬ ‫حينام متت قراءة البيان األول ِل َم ُسمي‬ ‫بـ»عروسة الثورات» ترن يف مسامعي‪،‬‬ ‫وهي تقول‪« :‬انهجم بيت العراق»‪.‬‬ ‫ممزوجة اليوم وأمس بأصوات انفجار‬ ‫السيارت املفخخة يف املوصل حتى قبل‬ ‫سيطرة داعش عليها‪ ،‬وصيحات الله أكرب‬ ‫أثناء ذبح بني أدم عىل أرصفة دورة‬ ‫الريموك يف مدينة املوصل سنوات منذ‬ ‫عام ‪ 2006‬وما بعدها‪ ،‬مقرتنة بذات‬ ‫الصيحات حينام كان فدائيو صدام‬ ‫يذبحون عرشات النسوة من محضياتهم‬ ‫بتهمة الدعارة‪ ،‬تلك الصيحات التي‬ ‫تكررت صباح ‪ 17‬متوز ‪1968‬م حينام‬ ‫أعلن الراديو عودتهم الثانية‪ ،‬وبداية‬ ‫لحاممات من الدماء ال أول لها وال‬ ‫آخر‪ ،‬وهروب ماليني من أبناء وبنات‬ ‫العراق ممن اختلفوا معهم فكرياً إىل‬ ‫كل أصقاع العامل‪ ،‬بينام ذاق األمرين‬ ‫أولئك الذين التصقوا بأراضيهم‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمتهم الكورد الذين قدموا مئات‬ ‫اآلالف من الشهداء واملغيبني من أجل‬ ‫أن تبقى كوردستان نقية رغم كل‬ ‫أساليب التغيري الدميوغرايف العنرصي‬ ‫الذي استخدمته تلك الثورة الفاشية!‬ ‫لقد عجز العراقيون من إسقاط ذلك‬

‫النظام املعقد اجتامعياً وسياسياً وأمنياً‪،‬‬ ‫حتى وصل األمر بتمني غالبية األهايل‬ ‫زواله حتى وإن كانت الشياطني بدي ًال‬ ‫له‪ ،‬ومل يكن هناك مناص إال بدولة‬ ‫عظمى أو تحالف عاملي يعمل من أجل‬ ‫إسقاط نظام األنفال وحلبجة والقبور‬ ‫الجامعية‪ ،‬نظام املفوضني األمنيني‬ ‫واملعتمدين والرفاق الحزبيني‪ ،‬الذين‬ ‫تعودوا عىل إرهاب األهايل بتقاريرهم‬ ‫ومساوماتهم‪ ،‬بل وحتى استعدادهم‬ ‫إلعدام آبائهم أو أقربائهم وأصدقائهم‬ ‫َقرابي َناً للنظام ورئيسه‪ ،‬وألجل ذلك‬ ‫ولدراية الواليات املتحدة وحلفائها بأن‬ ‫العراقيون لن يستطيعوا إسقاط ترسانة‬ ‫نظام صدام اإلرهابية‪ ،‬وملصالحها‬ ‫االسرتاتيجية يف املنطقة خاصة مع بدء‬ ‫األتراك باالبتعاد من أفقهم وبتعملق‬ ‫إيران عىل خلفية ايديولوجية دينية‪،‬‬ ‫شنوا حرباً عاملية إلنهائه وتحطيم‬ ‫هيكله اإلداري والعسكري‪ ،‬لكنهم‬ ‫فشلوا يف اقتالع ثقافته وسلوكه املتكلس‬ ‫يف مفاصل غالبية من يحكم هذه البالد‬ ‫منذ أيام الحجاج وحتى يومنا هذا‪.‬‬ ‫لقد تم إسقاط صدام حسني وتشتيت‬ ‫حزبه وتقتيل معظم كوادره املتقدمة‪،‬‬ ‫فهل فع ًال انتهت حقبة صدام والبعث‬ ‫عىل أرض الواقع مع غالبية انتهازية‬ ‫تصفق لكل من يتبوء موقعاً مه ً‬ ‫ام يف‬ ‫الدولة فام بالك إذا كان يدعي بأنه‬ ‫وكيل الله وأنبيائه عىل األرض!؟‬ ‫فع ًال انهجم العراق مبجيئهم‬ ‫وبرحيلهم!‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬

‫برا ولبنان ً‬ ‫ايران ً‬ ‫جوا‪..‬‬ ‫املخدرات تغزو العراق بالطائرات ونعوش املوتى‬ ‫كشفت محكمة التحقيق‬ ‫املركزية يف الرصافة‬ ‫عن أهم طرق دخول‬ ‫املخدرات إىل البالد‪،‬‬ ‫فبينما تحدث قاض‬ ‫متخصص عن دخولها‬ ‫جواً عن طريق لبنان وبراً‬ ‫عن طريق مشاحيف‬ ‫األهوار‪ ،‬لم تسلم نعوش‬ ‫واملوتى من استخدامها‬ ‫وسيلة للمرور عرب‬ ‫السيطرات املحلية‪.‬‬

‫فيلي ‪/‬‬

‫ووجه القضاء محكمة التحقيق‬ ‫املركزية باإلرشاف والتحقيق يف ملف‬ ‫مكافحة املخدرات يف جانب الرصافة‬ ‫من بغداد‪ ،‬وبعد مدة وجيزة من‬ ‫تسلمها امللف الشائك ازداد عدد‬ ‫امللقى القبض عليهم من املدانني‬ ‫واملوقوفني اضافة اىل ارتفاع مشهود يف‬ ‫كميات املخدرات املضبوطة بحسب‬ ‫قايض محكمة التحقيق املركزية‬ ‫املختص بنظر قضايا قسم مكافحة‬ ‫مخدرات بغداد الرصافة‪.‬‬ ‫وقال القايض املختص لـ»القضاء» إن‬ ‫«ارتفاع أعداد امللقى القبض عليهم‬ ‫من املدانني واملتهمني وازدياد كمية‬ ‫املخدرات املضبوطة بعد مدة من‬ ‫تس ّلم محكمة التحقيق املركزية ملف‬ ‫املخدرات يف الرصافة يعود لالحرتافية‬ ‫املتبعة يف طرق التحقيق من قبل‬ ‫هذه املحكمة املتخصصة‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫إتباع احدث الطرق التكنولوجية يف‬ ‫تعقب املجرمني وتحديد أماكنهم‬ ‫ورسم قاعدة بيانات كاملة عن أسامء‬ ‫وأعداد واملطلوبني واملدانني»‪.‬‬ ‫وبالرغم من الجهود القضائية‬ ‫االستثنائية يف هذا امللف الخطري‪ ،‬إال‬ ‫أن جرائم املخدرات يف ازدياد بسبب‬ ‫«غياب الردع وقلة الوعي وضعف‬ ‫إمكانيات األجهزة القامئة عىل‬ ‫مكافحتها»‪ ،‬كام يقول القايض املرشف‬ ‫عىل قسم مكافحة مخدرات الرصافة‪.‬‬ ‫وأضاف أن «قسم مكافحة املخدرات‬ ‫ال ميتلك اإلمكانات الكافية ملكافحة‬ ‫مثل هذه الجرائم ووزارة الداخلية ال‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫تدرك مدى خطورة استفحال وانتشار‬ ‫املخدرات‪ ،‬فقد قامت بتجهيز قسم‬ ‫مكافحة املخدرات بعدد قليل من‬ ‫السيارات والتجهيزات‪ ،‬إضافة لعدم‬ ‫توفري االبنية الكافية ملنتسبي األقسام‪،‬‬ ‫وعدم وجود مواقف نوعية للموقوفني‬ ‫يف هذه الجرائم»‪.‬‬ ‫وتابع أن «إجراءات سلبية تكتنف‬ ‫عمل الداخلية منها فتح شعب أمنية‬ ‫تابعة لألقسام الرئيسية أدت إىل‬ ‫تشتت يف العمل والواجبات يف ظل‬ ‫هذه التجهيزات املحدودة»‪ ،‬الفتا إىل‬ ‫أن «اغلب تجار املخدرات هم من‬ ‫أصحاب النفوذ والعالقات وميتلكون‬ ‫دعام من قوات غري منضبطة تابعة اىل‬ ‫جهات متنفذة‪ ،‬وبهذه التجهيزات ال‬ ‫ميكن تنفيذ اغلب أوامر القبض السيام‬ ‫الصادرة منها عىل التجار»‪ ،‬مؤكدا ان‬ ‫«وزارة الصحة هي األخرى مل تقم‬ ‫بدورها يف انشاء املصحات النموذجية‬ ‫ليتم إيداع املتعاطني ومعالجتهم‬ ‫فيها»‪.‬‬ ‫وعن قانون مكافحتها أشار القايض‬ ‫املختص ان «قانون مكافحة املخدرات‬ ‫واملؤثرات العقلية رقم ‪ 50‬لسنة‬ ‫‪ 2017‬احد أهم أسباب انتشار‬ ‫املخدرات يف اآلونة األخرية‪ ،‬وبصدوره‬ ‫أصبحت اغلب الجرائم تجارة وحيازة‬

‫وتعاطي املخدرات جنحة ال تتجاوز‬ ‫عقوبتها الخمس السنوات»‪ ،‬الفتا إىل‬ ‫ان «هذه العقوبات ال تتناسب ومثل‬ ‫هذه الجرائم‪ ،‬وال توفر الردع املطلوب‬ ‫تحقيقه يف املجتمع»‪.‬‬ ‫أما عن قلة الوعي املجتمعي أوضح‬ ‫القايض أن «فئات املجتمع عانت ما‬ ‫عانته من انتشار لالمية يف كثري من‬ ‫مناطق البالد فأغلب العائالت‪ ،‬ال‬ ‫تعرف شكل هذه السموم او تأثرياتها‬ ‫السلبية عىل كافة الصعد‪ ،‬وهنا يجب‬ ‫التنبيه اىل دور االعالم الضعيف يف‬ ‫نرش الوعي وتحذير املجتمع من‬ ‫مخاطر املخدرات وآثارها‪ ،‬الذي ال‬ ‫كررت امرأة عراقية‬ ‫رفضت التعريف عن‬ ‫نفسها‪« ،‬باقية بإذن‬ ‫اهلل تعاىل برغم‬ ‫أنوفهم»‪ ،‬بينما قالت‬ ‫أخرى اكتفت بذكر‬ ‫عمرها (‪ 60‬عاماً)‪« ،‬ال‬ ‫تنتهي دولة الخالفة‪،‬‬ ‫ألنها انطبعت يف‬ ‫دماغ وقلب الرضيع‬ ‫والصغري»‪.‬‬

‫يرتقي ومستوى بشاعة هذه الجرائم‬ ‫املرتكبة بحق املجتمع»‪ ،‬مؤكدا ان‬ ‫«الغالبية العظمى من املتعاطني هم‬ ‫بسطاء الحال ومن الطبقات تحت‬ ‫املتوسطة بل بعضهم من املتسولني‬ ‫لذا يستدرجون ليكونوا مروجني‬ ‫جيدين لهذه املادة»‪.‬‬ ‫ومن اهم طرق استدراج املتعاطني‬ ‫وتكوين دوائر عملية لتجارة هذه‬ ‫املادة افاد احد اكرب تجار املخدرات‬ ‫والحبوب املخدرة امللقى القبض‬ ‫عليهم يف بغداد بان «اغلب املتعاطني‬ ‫نستدرجهم من خالل الكافيهات‬ ‫واملراقص واملساجات وبائعات الهوى‬ ‫املتعاطيات للمخدرات بإفهامهم‬ ‫بأنها منشط عام للجسم‪ ،‬لنوفرها‬ ‫بأسعار زهيدة‪ ،‬بل يف بعض األحيان‬ ‫تعرض عليهم مجانا لحني اإلدمان‬ ‫عليها‪ ،‬ليضطرون بعدها اىل طلب‬ ‫املادة وتخيريهم بني رشائها بأسعارها‬ ‫الباهظة او ترويجها وبيعها مقابل‬ ‫كمية محددة منها»‪.‬‬ ‫أما عن طرق نقلها وتوزيعها بني‬ ‫املحافظات واملناطق أكد التاجر املدان‬ ‫أن «نقل املواد املخدرة وتوزيعها يكون‬ ‫عن طريق ناقلني يتم استدراجهم‬ ‫بالطرق نفسها او إغراء بسطاء الحال‬ ‫وسواق سيارات األجرة باملال الكثري‬

‫عن كل نقلة ينفذونها‪ ،‬اضافة ملشاركة‬ ‫عدد من سواق شاحنات النقل‬ ‫الربي من املدمنني عىل تعاطي مادة‬ ‫الكرستال او حبوب (الصفر‪ )-1‬التي‬ ‫متنعهم من النوم لعدة ايام»‪.‬‬ ‫ولفت تاجر املخدرات إىل ان «اغلب‬ ‫الناقلني يقومون باستغالل النساء‬ ‫او املعاقني يف النقل املواد لتجاوز‬ ‫السيطرات األمنية‪ ،‬أو بإدخال املواد‬ ‫املخدرة يف توابيت الشهداء واملتوفني‬ ‫للحيلولة دون خضوعها للتفتيش»‪.‬‬ ‫وعن أكرث املواد انتشاراً‪ ،‬أكد من‬ ‫جانبه قايض محكمة التحقيق املركزية‬ ‫ان «أكرث أنواع املخدرات انتشارا يف‬ ‫العراق هي مادة الكرستال تليها‬ ‫مادة الحشيشة مع انتشار األفيون‬ ‫والهروين والكوكايني بقلة‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل االنتشار الواسع للحبوب املخدرة‬ ‫املتمثلة بـ(صفر‪-‬واحد والوردي‬ ‫والقربيص والكيامدرين وغريها»‪.‬‬ ‫وتابع القايض أن «هذا االنتشار دخل‬ ‫يف كافة مفاصل الدولة واملجتمع ليصل‬ ‫اىل موظفي الدوائر الرسمية ومنتسبي‬ ‫االجهزة االمنية‪ ،‬بل يف احدى الجرائم‬ ‫املعروضة امامي وصل انتشارها اىل‬ ‫طالب املدارس املتوسطة حيث يقوم‬ ‫مروج يستقل سيارة بالوقوف يف‬ ‫باب املدرسة ليجهز مادة الكرستال‬

‫أبو بكر البغدادي فلم‬ ‫يره يوماً‪ ،‬وقد يكون‬ ‫حالياً يف العراق‪،‬‬ ‫بحسب قوله‪ .‬وتابع‬ ‫«تركنا أمانة ألناس‬ ‫خذلونا وذهبوا‪ ...‬هو‬ ‫يتحمل مسؤولية‪،‬‬ ‫كونه بنظرنا‬ ‫القدوة‪ ...‬ملن تركنا؟‬

‫ويذوبها وبيع الشهقة (النفس)‬ ‫الواحدة بعرشة آالف دينار»‪.‬‬ ‫وحذر القايض املختص من الكرستال‬ ‫وحبوب (الصفر‪ )-1‬مؤكدا أنها «ارسع‬ ‫املخدرات ادمانا وتأثريا‪ ،‬اضافة اىل‬ ‫تأثريها القوي بالنسبة لباقي انواع‬ ‫املخدرات فهي تعترب منشطا جسديا‬ ‫وال تظهر آثارها بسهولة عىل متعاطيها‬ ‫إضافة الستمرار مفعولها مدة طويلة»‪،‬‬ ‫معتربا تحذير املرجعية العليا مبثابة‬ ‫ناقوس خطر يدق لبيان مدى خطورة‬ ‫هذه «االفة» عىل املجتمع‪.‬‬ ‫اما عن اللغط الحاصل يف اآلونة األخرية‬ ‫بخصوص تهريب املخدرات وطرق‬ ‫توريدها اىل العراق أوضح القايض‬ ‫ان «اغلب أنواع املخدرات تدخل من‬ ‫حدود العراق املشرتكة مع الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية عن طريق منطقة‬

‫االهوار واملحافظات الحدودية‬ ‫لتنقل برا او من خالل املشاحيف‬ ‫اىل داخل املحافظات ليستورد الغرام‬ ‫الواحد من مادة الكرستال بسعر‬ ‫(عرشة االف دينار) وتباع يف داخل‬ ‫املحافظات الحدودية بـ(خمسة عرش‬ ‫الف دينار) وتصل بعدها اىل بغداد‬ ‫وباقي املحافظات بسعر (ستون ألف‬ ‫دينار) لذا اعتربه الكثري من التجارات‬ ‫املربحة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وعم يهرب جوا إىل العراق فأشار‬ ‫القايض إىل أن «اغلبه عن طريق دولة‬ ‫لبنان واملهرب إليها من دول أمريكا‬ ‫الجنوبية‪ ،‬ويف الفرتات التي سبقت‬ ‫تحرير محافظة املوصل كانت تهرب‬ ‫الكثري من املواد عن طريق سوريا‬ ‫ومن ثم اىل الصحراء واملناطق غري‬ ‫املحررة ومنها اىل داخل املحافظات»‪.‬‬ ‫وملا وصلت إليه هذه اآلفة من انتشار‬ ‫واسع شمل كافة فئات املجتمع اكد‬ ‫القايض املختص ان «عىل مجلس‬ ‫النواب العراقي ترشيع او تعديل‬ ‫قانون مكافحة املخدرات ليكون‬ ‫اشد يف عقوباته‪ ،‬وان توفر وزارة‬ ‫الداخلية قوة أمنية متخصصة مجهزة‬ ‫بأحدث التجهيزات واألسلحة ملجابهة‬ ‫املتاجرين بأرواح الناس‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫تعزيز دور اإلعالم وتوجيهه ليقوم‬ ‫بدوره يف نرش الوعي بني أفراد‬ ‫املجتمع»‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫بين يوم وليلة‪..‬‬ ‫شبح الجفاف يتبدد في‬ ‫العراق ومخاوف من‬ ‫فيضانات تلوح‬

‫خالل األسابيع املاضية‪ ،‬وبعد‬ ‫موجة أمطار وذوبــان الثلوج‬ ‫يف تركيا وإي ـران املجاورتني‪ ،‬امتألت‬ ‫الخزانات الرئيسية األربعة يف العراق‪،‬‬ ‫وأدت إىل ارتفاع منسوب النهرين‬ ‫الرئيسني للمرة األوىل منذ عقود‪.‬‬

‫يف وقت أعلنت وزارة املــوارد املائية‬ ‫العراقية ان الخزانات املائية الرئيسية‬ ‫بلغت حدود سعتها القصوى‪ ،‬وسط‬ ‫مــخــاوف مــن حــدوث تصدعات يف‬ ‫السدود أو مزيد من األمطار يف املوسم‬ ‫الحايل‪.‬‬

‫وقبل الطفرة املائية االخرية شكل نقص‬ ‫املياه أحد أخطر التهديدات للعراق مع‬ ‫انخفاض منسوبها إىل أدىن مستوى منذ‬ ‫عام ‪.1931‬‬ ‫وتراجع تدفق األنهار بنسبة ‪ 40‬يف‬ ‫املئة يف العقود األخرية ما يهدد األمن‬ ‫الغذايئ واملايئ للسكان‪.‬‬ ‫وقــال املتحدث باسم الــوزارة عون‬ ‫ذياب إن «خزان دوكان تخطى السبعة‬ ‫مليارات مرت مكعب‪ ،‬وهو تقريباً كامل‬ ‫االحتامل»‪.‬‬ ‫وأكد أن «خزاين دربندخان وحمرين‬ ‫الواقعان شامل بغداد‪ ،‬المسا اكتامل‬ ‫حدودهام التخزينية»‪.‬‬ ‫وأشــار املتحدث إىل أن سد املوصل‪،‬‬ ‫أكرب سدود العراق الذي تبلغ قدرته‬ ‫االستيعابية ‪ 11‬مليار مرت مكعب‪ ،‬وصل‬ ‫مستوى املياه فيه إىل تسعة مليارات»‪.‬‬ ‫وأوضح أن «الوزارة حذرت املجاورين‬ ‫للمجرى الفيضاين‪ ،‬وتعمل بالتنسيق‬ ‫مــع الحكومات املحلية ومراقبة‬ ‫املستوى والضغوط»‪.‬‬ ‫وأضاف ذياب أن «الوزارة بشكل عام‬ ‫مسيطرة عىل السدود وتطلق منها‬ ‫الكميات الكافة وبشكل محسوب يك‬ ‫ال يؤثر عىل أحد او يسبب أي مشاكل‪.‬‬ ‫ال يوجد ما يخيفنا بالنسبة لسالمة‬ ‫السدود واستقرارها والثقة بها»‪.‬‬ ‫وتساقطت أمطار غزيرة يف العراق أدت‬ ‫إىل مرصع العرشات وأجــرت مئات‬ ‫العائالت عىل النزوح بعدما قضت‬ ‫السيول عىل محاصيلهم ومزارعهم‪.‬‬ ‫ولفتت منظمة الصحة العاملية التابعة‬

‫لألمم املتحدة إىل أن هطول األمطار‬ ‫أدى مؤخرا إىل نزوح مئات العائالت‬ ‫يف محافظة ميسان الجنوبية‪ ،‬وأن‬ ‫ألفي شخص آخرين معرضون ملخاطر‬ ‫النزوح‪.‬‬ ‫كانت مستويات املياه يف نهر دجلة‬ ‫مرتفعة بشكل ملحوظ األسبوع الحايل‪،‬‬ ‫مقارنة بالشتاء املــايض عندما كان‬ ‫بإمكان سكان جنوب العراق عبور‬ ‫النهر سريا‪.‬‬ ‫وشــاال‪ ،‬قال مدير سد دوكــان حمه‬ ‫طاهر «مل نشهد منذ العام ‪1988‬‬ ‫ارتفاعا مامثال يف منسوب املياه»‪ ،‬داعيا‬ ‫السكان املجاورين للسد إىل املغادرة‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال الخبري البيئي عزام‬ ‫علوش لفرانس برس إن خزان املوصل‬ ‫يف خطر‪.‬‬ ‫ويتطلب ســد املــوصــل‪ ،‬املبني من‬ ‫الجبس‪ ،‬حقناً منتظام لألسمنت مللء‬ ‫التشققات يف هيكله‪.‬‬ ‫وأوضــح علوش أنه «إذا مل متأل هذه‬ ‫التشققات برسعة‪ ،‬فإن األساس يفقد‬ ‫الدعم‪ .‬يف حال مل تتم معالجة املوضوع‬ ‫يف الوقت املناسب‪ ،‬فسيؤدي ذلك إىل‬ ‫انهيار كاريث»‪.‬‬ ‫وأضاف «إذا انهار الخزان وهو ممتىلء‪،‬‬ ‫فستكون املنطقة تحت خطر فيضان‬ ‫بارتفاع خمسة أمتار من املاء»‪.‬‬ ‫والشهر املــايض‪ ،‬قىض أكرث من ‪100‬‬ ‫شخص يف املوصل‪ ،‬بانقالب عبارة يف‬ ‫نهر دجلة‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيا إىل ارتفاع‬ ‫منسوب املياه‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪38‬‬

‫رؤساء عرب أزاحهم العسكر‬ ‫بـ إرادة شعبية‪ ..‬فمن هم‬

‫شهدت دول عربية كثرية إزاحة‬ ‫رؤسائها عن طريق مؤسسة‬ ‫الجيش بعد سلسلة مظاهرات شعبية‬ ‫مطالبة بتغيري النظام‪ ،‬كام حدث‬ ‫مؤخرا يف الجزائر والسودان‪.‬‬ ‫بلدان عربية أخرى شهدت انقالبات‬ ‫عسكرية متوالية‪ ،‬عىل غرار موريتانيا‬ ‫التي «نالت» حصة األسد‪.‬‬ ‫الخيط الفاصل بني «زحزحة» رئيس‬ ‫عن الحكم بعد مظاهرات شعبية‪،‬‬ ‫واالنقالب عليه رقيق جدا‪ ،‬لذلك نتقيد‬ ‫بذكر خمسة أمثلة لرؤساء أزاحهم‬ ‫الجيش بسبب «الرفض الشعبي لهم»‬ ‫أو «حالة االنسداد التي وصلتها البالد‬ ‫تحت حكمهم»‪.‬‬ ‫الرئيس املوريتاين املختار ولد داداه‬ ‫يف صباح ‪ 10‬متوز‪ /‬يوليو ‪ 1978‬قرر‬ ‫املقدم املصطفى ولد السالك وضع‬ ‫حد لحكم الرئيس املدين املختار ولد‬ ‫داداه بعد متلمل يف موريتانيا أعقب‬ ‫الحرب عىل جبهة البوليساريو املنادية‬ ‫باستقالل الصحراء الغربية‪.‬‬ ‫كان ذلك تاريخ أول انقالب يف‬ ‫موريتانيا أعقبته ستة انقالبات أخرى‬ ‫سنوات ‪ 1979‬و‪ 1980‬و‪ ،1984‬ثم‬ ‫‪ 2003‬و‪ ،2005‬و‪.2008‬‬ ‫الرئيس املرصي حسني مبارك‬ ‫يف سنة ‪ ،2011‬وبعد مظاهرات عارمة‬ ‫واحتجاجات شعبية مستميتة مطالبة‬ ‫بإسقاط النظام‪ ،‬بادرت قيادة القوات‬ ‫املسلحة يف مرص بإعالن تنحي الرئيس‬

‫املرصي حسني مبارك‪ ،‬وهو ما قرأه‬ ‫مالحظون «إجبارا له» عىل التنحي‬ ‫إلطفاء شعلة الثورة الشعبية‪.‬‬ ‫الرئيس املرصي محمد مريس‬ ‫قررت قيادة القوات املسلحة املرصية‬ ‫عزل الرئيس محمد مريس (أول مدين‬ ‫يرأس مرص) سنة ‪.2013‬‬ ‫جاء ذلك بعد مظاهرات عارمة عرفتها‬ ‫مرص يف ‪ 30‬حزيران‪ /‬يونيو‪ ،‬ثم سجن‬ ‫بتهمة التخابر مع قوى أجنبية‪.‬‬ ‫الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة‬ ‫يف الثاين من نيسان‪ /‬أبريل ‪2019‬‬ ‫وبعد نحو شهر من االحتجاجات‬ ‫الشعبية يف الجزائر‪ ،‬أجرب قائد أركان‬ ‫الجيش الجزائري‪ ،‬الرئيس عبد العزيز‬ ‫بوتفليقة الذي حكم الجزائر ملدة‬ ‫عرشين عاما‪ ،‬عىل االستقالة‪.‬‬ ‫الفريق قايد صالح برر قرار الجيش‬ ‫(غري املبارش) بالنزول عند إرادة‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫الرئيس السوداين عمر حسن البشري‬ ‫يف الحادي عرش من شهر نيسان‪/‬‬ ‫أبريل الجاري‪ ،‬أعلن الجيش السوداين‬ ‫بقيادة وزير الدفاع عوض بن عوف‬ ‫عزل الرئيس عمر البشري الذي حكم‬ ‫البالد ثالثني سنة بعد احتجاجات‬ ‫شعبية دامت قرابة أربعة أشهر‪.‬‬ ‫وبذلك أضيف البشري إىل قامئة‬ ‫الرؤساء الذين أزاحتهم جيوشهم بعد‬ ‫مظاهرات شعبية طالبت بتنحيهم‬ ‫عن سدة الحكم‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬

‫قصص صادمة‪..‬‬

‫عندما هاجرت اللبنانية‬ ‫جاكلين باحوط إلى‬ ‫فرنسا‪ ،‬في نهاية‬ ‫الثمانينات من القرن‬ ‫الماضي؛ هرب ًا من الحرب‬ ‫في منطقة األشرفية في‬ ‫شرق بيروت‪ ،‬وسعي ًا إلى‬ ‫تأمين مستقبل أفضل‬ ‫ألوالدها‪ ،‬وعندما وافق‬ ‫زوجها نيسلون على‬ ‫فكرة الهجرة‪ ،‬لم يصادفا‬ ‫صعوبة في ترتيب‬ ‫إقامة العائلة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫حصولها على الجنسية‬ ‫الفرنسية واالستقرار في‬ ‫مدينة شارتر القريبة من‬ ‫باريس‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫عائلة لبنانية في شارتر الفرنسية تهتم بالالجئين العراقيين‬

‫وعندما بدأت مأساة هرب السوريني‬ ‫والعراقيني من بالدهم وبحثهم عن أوطان‬ ‫بديلة‪ ،‬مل تكن ترتيبات عملية اللجوء بالسهولة‬ ‫ذاتها؛ لذا بدأ نيلسون وجاكلني باحوط رحلة‬ ‫مساعدة الالجئني العرب يف شارتر‪ ،‬وذلك‬ ‫بالصدفة قبل سبع سنوات‪ ،‬كام يقول نيلسون‬

‫لـ«الرشق األوسط»‪ .‬ويضيف‪ :‬قابلت عراقياً ال‬ ‫يجيد الفرنسية طلب مساعديت للتفاهم مع‬ ‫الجهات الرسمية والخريية التي تتوىل ملف‬ ‫قبول لجوئه إىل فرنسا‪ .‬بعد ذلك تطورت‬ ‫األمور‪ .‬واعتمد علينا (املكتب الفرنيس لحامية‬ ‫الالجئني واملبعدين ‪ ) Ofpra‬يف املدينة لتويل‬

‫أمور الرتجمة ومساعدة الالجئني عىل التأقلم‬ ‫واالستقرار‪.‬‬ ‫ويشري إىل أن «مشكلة الالجئني األوىل هي‬ ‫اللغة‪ ،‬وجهلهم بها يسبب لهم اإلحباط‪ .‬يف‬ ‫البداية نساعدهم برتجمة األوراق الرسمية‬ ‫التي يتلقونها‪ ،‬ونرافقهم إىل صندوق املساعدة‬ ‫العائلية وإلحاق األوالد باملدارس‪ .‬ومن ثم‬ ‫مساعدتهم للعمل يف املدينة»‪.‬‬ ‫عقدة اللغة‬ ‫ويروي نيلسون‪ ،‬أن «ناجي وهو عراقي ال‬ ‫يجيد الفرنسية ما حال دون حصوله عىل عمل‪.‬‬ ‫فألحقته مبؤسسة تساعد عىل التأقلم‪ ،‬وأرسلت‬ ‫له طلبات العمل إىل الرشكات‪ .‬وكان يذهب‬ ‫يومياً لرياجع‪ .‬ويردد كلمتني حفظهام‪ ،‬هام‪:‬‬ ‫«‪ »moi - travail‬أي «أنا عمل»‪ ،‬حتى صار‬ ‫يلقبه من يراجعهم «‪ »M. moi travail‬وفع ًال‬ ‫حصل عىل وظيفة عامل نفايات»‪ .‬ويضيف أن‬ ‫«الالجئني ولدى وصولهم إىل فرنسا يحسبون‬ ‫أن الدولة بانتظارهم مع كل ما يسهل حياتهم‪.‬‬ ‫لكنهم يعجزون حيال اإلجراءات وكمية األوراق‬ ‫التي يتلقونها كل شهر لتجديد املعلومات‬ ‫الالزمة أو تتوقف املساعدات التي يحصلون‬ ‫عليها‪ .‬ومبا أن أكرثية الالجئني يعتمدون عىل‬ ‫املساعدات‪ ،‬يهدد جهلهم اللغة بانقطاع هذه‬ ‫املساعدات»‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫ويشري نيلسون إىل أن «أكرثية‬ ‫العراقيني هاجروا من سهل‬ ‫نينوى واملوصل‪ .‬وهربوا إىل‬ ‫دهوك يف كردستان‪ ،‬ومنها حصلوا‬ ‫عىل فرصة اللجوء‪ .‬وبعض السوريني‬ ‫هارب من النظام‪ ،‬وبعضهم‬ ‫اآلخر مع النظام السوري‪ ،‬لكنه‬ ‫يريد تأمني الجنسية‪ .‬وهناك من‬ ‫ميلك املال وال يضعه يف املصارف‬ ‫ليتمكن من االستمرار يف الحصول‬ ‫عىل املساعدات‪ .‬ومع األسف‪،‬‬ ‫املرتاحون مادياً يأخذون من درب‬ ‫املحتاجني فعلياً»‪ .‬وشدد عىل أن‬ ‫«األغلبية لديهم ما يكفي حتى ال‬ ‫يجوعوا‪ ،‬ولديهم املأوى وأوالدهم‬ ‫يف املدارس»‪.‬‬ ‫وتقول جاكلني لـ«الرشق األوسط»‪:‬‬ ‫«ال أحد يحلم بالعودة إىل سوريا أو‬ ‫العراق‪ .‬فالالجئون يعرفون مستقبل‬ ‫أوالدهم يف فرنسا»‪ .‬وتضيف أن‬ ‫«أكرب نسبة للجوء كانت بني ‪2015‬‬ ‫و‪ ،2017‬لتتوقف عام ‪ ،2018‬واليوم‬ ‫نشهد حاالت فردية‪ ،‬مل نعد ننتظر‬ ‫باصات تقودهم إىل املدينة‪ ،‬كام‬ ‫كان يحصل يف السابق‪ .‬كام أن‬ ‫الجهات الفرنسية املختصة بدأت‬ ‫تتشدد حيال قبول الالجئني»‪.‬‬ ‫نيلسون باحوط يتكلم بدوره عن‬ ‫«رجل رفض إجراء املقابلة‪ ،‬وصل‬ ‫إىل شارتر قبل أشهر وهو يحمل‬ ‫آثار عنف‪ ،‬وذلك بعد اعتقاله ودفع‬ ‫أهله مبلغ عرشة آالف دوالر إلطالق‬

‫رساحه‪ .‬وبعد قبول طلبه للجوء إىل‬ ‫فرنسا‪ ،‬تم تحويله إىل الطبيب الذي‬ ‫صدم لدى رؤية ما خلفه التعذيب‬ ‫الذي خضع له‪ ،‬ورصخ‪ :‬هل ميكن أن‬ ‫يقوم إنسان بهذه الرببرية»‪.‬‬ ‫اللجوء هرباً من الخدمة العسكرية‬ ‫يف منزل جاكلني ونيلسون املفتوح‬ ‫لكل من يطلب املساعدة‪ ،‬تحدثت‬ ‫أرص‬ ‫«الرشق األوسط» إىل شاب ّ‬ ‫عىل عدم ذكر اسمه لحامية أهله‬ ‫يف دمشق‪ .‬هو هارب من الخدمة‬ ‫العسكرية‪ .‬قال‪« :‬أنهيت دراستي‬ ‫الجامعية‪ ،‬والتحقت بالخدمة‬ ‫العسكرية عام ‪ ،2012‬وتحديداً يف‬ ‫مطار الرقة العسكري‪ ،‬الذي كان‬ ‫محارصاً من (الجيش السوري الحر)‬ ‫ومن ثم (جبهة النرصة)‪ .‬وبقيت‬ ‫كاألسري مع رفاقي يف املطار ثالث‬ ‫سنوات‪ .‬وإذا مل يأت الطريان ويرمي‬ ‫لنا املؤونة من الطعام نجوع‪ .‬رفضوا‬ ‫أن يرسحوين‪ .‬وعندما متكنت من‬ ‫الحصول عىل إجازة ملدة شهر‪،‬‬ ‫هربت واختفيت عن األنظار بضعة‬ ‫أشهر‪ ،‬حتى تدبرت عىل طريقة‬ ‫للهرب كلفتني ثالثة آالف دوالر‪.‬‬ ‫امله ّرب زودين بأوراق ثبوتية مزورة‬ ‫ساعدتني ملغادرة دمشق إىل املناطق‬ ‫املحررة من النظام‪ ،‬ومنها إىل تركيا‪.‬‬ ‫استغرقت الرحلة يوماً كام ًال‪ .‬بقيت‬ ‫يف تركيا نحو ثالث سنوات‪ ،‬كانت‬ ‫األغرب يف حيايت‪ .‬عملت يف معامل‬ ‫أحذية ويف مطاعم‪ ،‬وأينام سنحت‬

‫يل الفرصة‪ .‬نسيت إجازيت الجامعية‪.‬‬ ‫قدمت طلب لجوء إىل القنصلية‬ ‫الفرنسية يف إسطنبول‪ .‬وبعد‬ ‫املقابلة متت املوافقة عىل طلبي‬ ‫بعد شهرين؛ ألن شقيقي طبيب‬ ‫يف فرنسا‪ ،‬وقد كفلني‪ .‬فأنا ال أملك‬ ‫أوراقاً ثبوتية وال جواز سفر‪ .‬خرجت‬ ‫من تركيا برخصة القيادة وشهاديت‬ ‫الجامعية فقط»‪.‬‬ ‫الشاب املتحفظ عن ذكر اسمه يجيد‬ ‫بعض الفرنسية ويجد صعوبات يف‬ ‫التعامل مع املستندات؛ لذا لجأ إىل‬ ‫جاكلني ونيلسون باحوط ملساعدته‪.‬‬ ‫وهو يرغب يف العودة إىل الجامعة‬ ‫للتخصص يف املعلوماتية أو يف‬ ‫اإلرشاد االجتامعي‪ .‬ويعترب أن النظام‬ ‫السوري ظامل واملعارضة فوضوية‪.‬‬ ‫ويقول‪« :‬هربت يف التوقيت‬ ‫املناسب قبل وصول (داعش) إىل‬ ‫املطار‪ .‬رفاقي الذين بقوا يف املكان‬ ‫ُقتلوا جميعهم»‪.‬‬ ‫مواجهة املوت غرقاً‬ ‫عبد القادر خوجة من حلب‪ ،‬ال‬ ‫تح ُّفظ لديه لذكر اسمه ونرش‬ ‫صورته‪ .‬يقول لـ«الرشق األوسط»‪:‬‬ ‫إن «العد العكيس للحياة العادية‬ ‫التي كان يعيشها بدأ مع حصار‬ ‫حلب عام ‪ .2012‬شهد فظائع‬ ‫كثرية‪ .‬عائالت مل تكن ضد النظام‬ ‫ما أن دخل جيشه مناطقها حتى‬ ‫متت إبادتها‪ .‬قرى بكاملها ُأفرغت‬ ‫من سكانها»‪ .‬ويحيك عن «مندسني‬

‫للنظام جنّدوا شباباً مقابل ‪500‬‬ ‫دوالر شهرياً للتجسس عىل (الجيش‬ ‫الحر) واللجان الشعبية واغتيال‬ ‫الكوادر»‪.‬‬ ‫يقول إنه عاش ظروفاً حياتية صعبة‪،‬‬ ‫لكنه مل يكن يفكر يف الهجرة من‬ ‫سوريا‪ .‬اكتفى بالنزوح مع عائلته‬ ‫من منطقة إىل أخرى بني ‪2012‬‬ ‫و‪ .2014‬لكن بدأ (داعش) يقرتب‬ ‫من املنطقة التي كان يقيم فيها يف‬ ‫الريف الشاميل لحلب‪ .‬اقتحم مقاتلو‬ ‫(داعش) القرية وقتلوا شقيقه‬ ‫واعتقلوا والده‪ ،‬حينها قرر النزوح‬ ‫إىل تركيا‪ .‬مل يحسن دفن أخيه‪ .‬كان‬ ‫يجب أن يهرب وإال ميوت‪ .‬مسلحو‬ ‫(داعش) كانوا يتكلمون العربية‬ ‫الفصحى ويطاردون الرجال لقتلهم‪.‬‬ ‫ويضيف «أقمت يف تركيا مع عائلتي‬ ‫ملدة سنتني‪ .‬وكنت دامئاً أخطط‬ ‫للرجوع إىل سوريا‪ .‬عدت إىل أعزاز‬ ‫عام ‪2016‬؛ ألفتح سوبر ماركت‪.‬‬ ‫وبدأت العمل عىل املرشوع‪ .‬لكن‬ ‫(داعش) وصلت إىل املنطقة وبدأ‬ ‫الرصاع بينها وبني الكورد‪ .‬خفت‬ ‫أن يتكرر السيناريو ذاته‪ ،‬عدت إىل‬ ‫تركيا مع عائلتي‪ .‬عانيت صعوبات‬ ‫مالية‪ .‬ومل أجد أمامي إال الهجرة‪.‬‬ ‫مل يكن األمر سه ًال ع ّ‬ ‫يل ألهرب‬ ‫مع زوجتي وأوالدي الثالثة‪ ،‬كان‬ ‫ع ّ‬ ‫يل تأمني نحو خمسة آالف دوالر‬ ‫للمه ّرب‪ ،‬وأنا بالكاد أكسب رزقي‪.‬‬ ‫استدنت ما أستطيع واقرتحت عىل‬

‫امله ّرب أن أقود القارب املطاطي‬ ‫ألخفف تكاليف السفر؛ عىل أساس‬ ‫أن من يقود القارب ال يدفع‪ .‬كنّا‬ ‫‪ 65‬شخصاً يف قارب طوله مثانية‬ ‫أمتار وحالته مرتدية‪ .‬صعدنا بُعيد‬ ‫منتصف الليل‪ .‬وما أن ابتعدنا عن‬ ‫الشاطئ حتى تعطل القارب و ُثقب‬ ‫وبدأت املياه تترسب إىل داخله‪،‬‬

‫املختصة ونقلتنا إىل مخيامت يف‬ ‫ثكنة عسكرية مهجورة وسط غابة‬ ‫نائية مع الثعابني والعقارب‪ .‬وبدأنا‬ ‫معامالت إعادة التوطني‪ .‬وبعد ستة‬ ‫أشهر تم استدعايئ إىل القنصلية‬ ‫الفرنسية يف أثينا‪ .‬وأجريت مقابلة‬ ‫مع املسؤول عن الهجرة‪ ،‬ثم أبلغت‬ ‫بقبول لجويئ مع عائلتي»‪.‬‬

‫«العد العكسي للحياة العادية التي كان‬ ‫يعيشها بدأ مع حصار حلب عام ‪.2012‬‬ ‫شهد فظائع كثيرة‪ .‬عائالت لم تكن‬ ‫ضد النظام ما أن دخل جيشه مناطقها‬ ‫حتى تمت إبادتها‪ .‬قرى بكاملها أُفرغت‬ ‫من سكانها»‪.‬‬

‫ورشعت النساء بالصياح‪ .‬كان‬ ‫علينا أن نصل إىل املياه اإلقليمية‬ ‫اليونانية ليتوىل خفر السواحل أمرنا‪.‬‬ ‫رأينا املوت بأعيننا‪ ،‬ومل ن َر خفر‬ ‫السواحل‪ .‬ال أعرف كم بقينا نصارع‬ ‫الغرق‪ ،‬حتى متكنّا من الوصول إىل‬ ‫الرب‪ .‬هناك تولت أمرنا السلطات‬

‫واليوم‪ ،‬بعد ميض عامني عىل وصوله‬ ‫إىل شارتر‪ ،‬يعمل عبد القادر يف‬ ‫البناء‪ .‬أوالده يتكلمون الفرنسية‬ ‫بطالقة ويحسبون أنها لغتهم األم‬ ‫ويستغربون كيف ال يفهم والدهم‬ ‫ما يقولون‪ .‬يقول إنه لن يعود إىل‬ ‫سوريا إال عندما يرحل بشار األسد‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪44‬‬

‫مخدر الكريستال وتكدس السجون‪..‬‬ ‫مشاكل تتفاقم في مدينة النفط العراقية‬

‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪46‬‬ ‫تكافح مدينة البرصة يف‬ ‫جنوب العراق مشكلة‬ ‫انتشار املخدرات بشكل متزايد مام‬ ‫تسبب يف تكدس السجون مبا يفوق‬ ‫طاقتها وأرهق موارد الرشطة وذلك‬ ‫بعد شهور فحسب من احتجاجات‬ ‫عنيفة اعرتاضا عىل سوء الخدمات‬ ‫املحلية‪.‬‬ ‫وبلغ الضغط عىل نظام السجون‬ ‫يف البرصة حد االختناق‪ .‬ففي أحد‬ ‫األيام يف اآلونة األخرية شاهد مراسلو‬ ‫رويرتز يف مركز للرشطة حوايل ‪150‬‬ ‫رجال جالسني عىل األرض حليقي‬ ‫الرؤوس وقد انحرشوا يف زنزانتني‬ ‫صغريتني‪.‬‬ ‫وخالل السنة األخرية ازدادت بشدة‬ ‫أعداد املقبوض عليهم من متعاطي‬ ‫املخدرات وتجارها‪ .‬األمر الذي زاد‬ ‫الضغط عىل السجون والرشطة فيام‬ ‫يشري إىل أن مشاكل املوارد املحلية‬ ‫التي كانت سببا يف االحتجاجات يف‬ ‫البرصة الصيف املايض مل تختف‪.‬‬ ‫وقال الرائد شاكر عزيز من قسم‬ ‫مكافحة املخدرات يف رشطة البرصة‬ ‫لرويرتز ”انتشار املخدرات بسبب‬ ‫البطالة‪ .‬شبابنا تائهني‪ ،‬ما عندهم‬ ‫مال‪ ،‬قرفوا من الحياة فا بيهربوا“‪.‬‬ ‫وأضاف متحدثا عن زنزانات الحبس‬ ‫”أبو السجن ايش يقول؟ ’تسعني يف‬ ‫املية من املساجني مخدرات‪ ،‬بعد‬

‫يكفي‪ ..‬ال تنقلهم»‪.‬‬ ‫ويسلط الوضع يف السجون‪ ،‬الذي‬ ‫يفاقمه عدم وجود مراكز لعالج‬ ‫املدمنني‪ ،‬الضوء عىل التناقض بني‬ ‫الرثوة التي تنتجها محافظة البرصة‪،‬‬ ‫إذ ميثل انتاجها من النفط ‪ 90‬يف‬ ‫املئة من إيرادات الدولة‪ ،‬وسوء‬ ‫األوضاع املعيشية فيها‪.‬كانت مدينة‬ ‫البرصة التي يبلغ عدد سكانها أربعة‬ ‫ماليني نسمة تشتهر يف فرتة من‬ ‫الفرتات بأنها فينيسيا الرشق أما‬ ‫اآلن فهي تفتقر إىل املياه النقية وال‬ ‫تكفي الكهرباء فيها لتشغيل أجهزة‬ ‫تكييف الهواء خالل الحر القائظ يف‬ ‫فصل الصيف‪.‬‬ ‫وتنترش البطالة يف املدينة خاصة بني‬ ‫الشبان‪.‬‬ ‫وخرج اآلالف يف احتجاجات عىل‬ ‫األوضاع والبطالة والفساد يف‬ ‫الصيف املايض عندما زاد ارتفاع‬ ‫درجات الحرارة األمور سوءا ودخل‬ ‫املئات املستشفيات للعالج بعد‬ ‫رشب مياه ملوثة‪.‬‬ ‫وأشعل املحتجون النار يف مبان‬ ‫حكومية ومقار تنظيامت سياسية‬ ‫واشتبكوا مع الرشطة‪.‬‬ ‫ويخىش املسؤولون أن تتكرر أحداث‬ ‫العنف هذا العام ورغم أن مشكلة‬ ‫املخدرات متثل مصدر قلق يف عدة‬ ‫مناطق بالعراق فإن البرصة تعاين‬ ‫منها أكرث من غريها‪.‬‬ ‫*زيادة مطردة‬

‫ال تزال البرصة تعاين رغم إعالن‬ ‫العراق النرص يف الحرب عىل تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية يف ‪.2017‬‬ ‫وقال عزيز إن عدد املوقوفني تزايد‬ ‫سنويا منذ ‪ .2015‬وأضاف أنه بحلول‬ ‫مارس آذار بلغت حصيلة املخدرات‬ ‫التي ضبطتها الرشطة هذا العام ‪15‬‬ ‫كيلوجراما أي نصف الكمية التي تم‬ ‫ضبطها يف العام املايض كله‪.‬‬ ‫وقال إن عدد املقبوض عليهم يف‬ ‫جرائم املخدرات يرتاوح بني ‪ 50‬و‪60‬‬ ‫شخصا كل أسبوع باملقارنة مع ألف‬ ‫شخص يف العام املايض كله‪.‬‬ ‫وقال العقيد باسم غانم مسؤول‬ ‫اإلعالم يف رشطة البرصة إن أكرث‬ ‫أنواع املخدرات شيوعا هو مخدر‬ ‫امليتامفيتامني املعروف باسم‬ ‫كريستال ميث ومحليا بالكريستال‪.‬‬ ‫ومن األنواع الشائعة أيضا األفيون‬ ‫ويطلق عليه يف العراق الرتياق‬ ‫وكذلك الحشيش واألقراص املخدرة‪.‬‬ ‫وتقول رشطة البرصة إن ‪ 97‬يف‬ ‫املئة من متعاطي املخدرات الذين‬ ‫تم توقيفهم يف ‪ 2018‬عاطلون عن‬ ‫العمل وأكرث من ثلثيهم يف سن‬ ‫الخامسة والعرشين أو أصغر سنا‪.‬‬ ‫وقال العقيد اسامعيل املاليك الذي‬ ‫يرأس قسم مكافحة املخدرات يف‬ ‫رشطة البرصة إن كل املخدرات تأيت‬ ‫من خارج البالد‪.‬‬ ‫وقال رشيد فليح قائد رشطة البرصة‬ ‫يف نوفمرب ترشين الثاين إن ‪ 80‬يف‬

‫املئة من املخدرات التي تدخل‬ ‫املدينة مصدرها إيران‪ .‬ونفت‬ ‫طهران ذلك لكن مسؤولني مازالوا‬ ‫يشريون بأصابع االتهام بشكل غري‬ ‫مبارش إىل إيران مستخدمني عبارات‬ ‫مثل ”دول الجوار“‪.‬‬ ‫وميثل منع تهريب املخدرات تحديا‬ ‫كبريا إليران املتاخمة ألفغانستان‬ ‫أكرب منتج يف العامل لألفيون‬ ‫ولباكستان التي تعد نقطة عبور‬ ‫رئيسية للمخدرات‪.‬‬ ‫ويف السابق كان العراق يفرض عقوبة‬ ‫اإلعدام عىل متعاطي املخدرات‬ ‫وتجارها لكنه سن قانونا جديدا يف‬ ‫‪ 2017‬ميكن مبقتضاه أن يأمر القضاة‬ ‫بعالج املتعاطني يف مراكز التأهيل أو‬ ‫الحكم بسجنهم فرتة تصل إىل ثالث‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫ولعدم وجود مراكز تأهيل يُزج بهم‬ ‫يف السجن‪ .‬وأمهل القانون وزارة‬ ‫الصحة عامني لتوفري مراكز التأهيل‪.‬‬ ‫وتعهد مسؤولو الصحة يف البرصة‬ ‫بإعادة فتح مركز تأهيل يسع ‪44‬‬ ‫رسيرا هذا الشهر لكن الرشطة تقول‬ ‫إن هذا العدد ال يكفي‪.‬‬ ‫وقال عزيز متسائال ”كل النفط‬ ‫اليل باملحافظة نبيعه لكن ماكو (ال‬ ‫يوجد) ميزانية ملصحة؟“‬ ‫وسئلت رشكة نفط البرصة اململوكة‬ ‫للدولة عن الوضع فقالت إنها‬ ‫تعهدت بتقديم خمسة ماليني دوالر‬ ‫إلقامة مركز تأهيل‪.‬‬

‫يقول مسجونون‬ ‫إنهم يعانون من أسوأ‬ ‫أعراض االنسحاب خالل‬ ‫العشرين يوما األوىل‬ ‫إذ يعجزون عن تناول‬ ‫الطعام أو النوم‪.‬‬

‫* ”التدخني مجانا“‬ ‫داخل مجمع للتدريب عىل مشارف‬ ‫محافظة البرصة أعادت الرشطة‬ ‫تجهيز مبنى كمركز مؤقت للتأهيل‬ ‫ليك يستخدمه املتعاطون الذين‬ ‫اقرتب إطالق رساحهم‪.‬‬ ‫ويعيش نحو ‪ 40‬رجال يف ظروف‬ ‫مريحة نسبيا إذ ينامون ستة يف كل‬ ‫غرفة وميكنهم مشاهدة التلفزيون‬ ‫واستخدام صالة للتمرينات الرياضية‬ ‫والقراءة‪ .‬ويتوىل رجال دين وضباط‬ ‫وخرباء تربويون إلقاء محارضات عن‬ ‫حرمة تعاطي املخدرات ومخاطرها‪.‬‬ ‫ويقول خرباء إن املتعاطني الذين‬ ‫شارفوا عىل الشفاء يحتاجون للعالج‬ ‫والتأهيل يف بداية توقفهم عن‬ ‫التعاطي ال قرب نهاية حكم السجن‪.‬‬ ‫ويقول مسجونون إنهم يعانون‬ ‫من أسوأ أعراض االنسحاب خالل‬

‫العرشين يوما األوىل إذ يعجزون‬ ‫عن تناول الطعام أو النوم‪.‬‬ ‫وقال غانم املتحدث ”هذا مجرد‬ ‫منوذج لحث الصحة عىل بناء‬ ‫مصحات“‪.‬‬ ‫واختارت الرشطة املسجونني الذين‬ ‫حاورتهم رويرتز كام حرض رجال من‬ ‫الرشطة هذه املقابالت‪ .‬وكان بعض‬ ‫املسجونني مقيد اليدين‪.‬‬ ‫وقال أحدهم وهو متعاط تحول‬ ‫إىل مروج مخدرات إنه تم تجنيده‬ ‫بعد عام من بدء الرشاء وإن فكرة‬ ‫الحصول عىل مخدر الكريستال‬ ‫ميث مجانا هي التي جذبته‪.‬‬ ‫وقال ”كنت اشرتي الجرام بخمسني‪،‬‬ ‫بعد اشرتيه بعرشين‪ ،‬أبيع جزء‬ ‫وأدخن جزء‪ ،‬كنت أدخن مجاناً“‪.‬‬ ‫ووصف شبكة من املروجني تتدرج‬ ‫حتى تصل إىل ”التاجر الكبري“ الذي‬ ‫مل يستطع كشف هويته للرشطة‬ ‫خوفا عىل حياته‪ .‬وهو يواجه السجن‬ ‫فرتة ال تقل عن خمس سنوات‪.‬‬ ‫وقال البعض إن الرشطة أوقفتهم‬ ‫دون وجه حق‪ .‬وسئل ضابط رشطة‬ ‫عام إذا كانت الرشطة تعرض عىل‬ ‫املتهمني فرصة إصدار أحكام مخففة‬ ‫عليهم إذا ما قدموا معلومات فقال‬ ‫إنه نادرا ما يحدث ذلك‪.‬‬ ‫وقال طالبا عدم نرش اسمه ألنه‬ ‫ليس مخوال سلطة الحديث يف هذا‬ ‫األمر ”دامئاً يتعاونون“‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪48‬‬

‫يف أحدى مقاهي بغداد‪،‬‬

‫‪ NBC‬تسلط الضوء على‬ ‫المجتمع الملحد في العراق‪..‬‬ ‫اوال‬ ‫معلومات تكشف ً‬

‫جيلس فادي‪ ،‬طالب قسم‬ ‫الطب ً‬ ‫بعيدا عن الزبائن‬ ‫اآلخرين‪ ،‬ويلقي نظرة خاطفة‬ ‫للتأكد من أن ال أحد يراقب‬ ‫ويستمع‪« ،‬ان مت اكتشايف‬ ‫ساتعرض للقتل‪ .‬واخلطر قد‬ ‫يصل ً‬ ‫أيضا اىل أسرتي‪ ،‬رغم‬

‫أن ً‬ ‫أيا منهم ال يعلم أنين‪ ..‬ال‬ ‫اؤمن بوجود اهلل»‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬ ‫>>‬ ‫يقول فادي‪ 23 ،‬عا ًما‪ ،‬إنه ميكن استهدافه‬ ‫لالعتقاد بأن الله وجميع أديان العامل‬ ‫اخرتاعات برشية‪ .‬ولتجنب االكتشاف‪،‬‬ ‫يقوم بحذف جميع عمليات البحث‬ ‫عىل جهاز الكمبيوتر والهاتف املحمول‪.‬‬ ‫حديث فادي جاء عرب تقرير ‪NBC‬‬ ‫‪ News‬االمريكية ترجمته شفق نيوز‪،‬‬ ‫وتقول ان فادي مثل كل امللحدين‬ ‫العرشين الذين تحدثت إليهم‪ ،‬طلب‬ ‫تحديد اسم مستعار لتفادي استهدافه‬ ‫من قبل امليليشيات أو الرشطة‪.‬‬ ‫عىل الرغم من أن اإلسالم هو دين الدولة‬ ‫وأنه من املخالف للقانون التشهري أو‬ ‫اإلهانة ألي دين‪ ،‬إال أن اإللحاد بحد‬ ‫ذاته ليس مخالفا للقانون يف العراق‪،‬‬ ‫وف ًقا للخبري القانوين عيل التميمي‪ .‬تشري‬ ‫الدالئل القصصية إىل وجود مجتمع‬ ‫صغري ولكنه متزايد من امللحدين يف‬ ‫عراق ذات الغالبية املسلمة‪.‬‬ ‫صفحة واحدة عىل فيسبوك بعنوان‬ ‫«الالأدريون وامللحدون يف العراق»‬ ‫لديها ما يقرب من ‪ 13000‬إعجاب و‬ ‫‪ 17000‬متابع‪.‬‬ ‫منذ اإلطاحة بالديكتاتور صدام حسني‬ ‫من قبل الغزو الذي قادته الواليات‬ ‫املتحدة عام ‪ ،2003‬منت السلطة‬ ‫االيرانية الشيعية الدينية يف العراق‪.‬‬ ‫وباتت تسيطر املنظامت‪ -‬االحزاب‪-‬‬

‫«موجة اإللحاد‬ ‫ستهزم العراق‬ ‫بسبب الممارسات‬ ‫الخاطئة لألحزاب‬ ‫اإلسالمية»‪« .‬لقد‬ ‫أجبروا الناس على‬ ‫تجنب اإلسالم‬ ‫واألديان األخرى‪».‬‬

‫>>‬ ‫الشيعية القوية عىل أجزاء رئيسية‬ ‫من الحكومة‪ ،‬مثل وزارة الداخلية‪،‬‬ ‫التي تهيمن عليها امليليشيا املتشددة‬ ‫املرتبطة بإيران‪ ،‬منظمة بدر‪ .‬كام اورده‬ ‫التقرير االمرييك‪.‬‬ ‫البلد الذي مزقته الحرب يتجه نحو‬ ‫شكل من أشكال الحياة الطبيعية بعد‬ ‫أن هزم إىل حد كبري جامعة الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬التي غزت مساحات واسعة‬ ‫من أراضيه‪ .‬مدفوعًا بالغضب السني‬ ‫الواسع من الهيمنة الشيعية‪ ،‬قام مقاتلو‬ ‫الدولة اإلسالمية (داعش) مبحاربة‬ ‫واغتصاب وقتل اآلالف‪ .‬كانت العرشات‬ ‫من الجامعات شبه العسكرية الشيعية‬ ‫التي تدعمها إيران بشكل أسايس‬ ‫حاسمة لهزمية املجموعة املسلحة‬

‫يف عام ‪ ،2017‬ويُلقى عليها باللوم يف‬ ‫عمليات اختطاف القتل غري قانوين‪.‬‬ ‫«هل سمعت يو ًما عن تشكيل امللحدين‬ ‫مليليشيا؟» طالب هندسة ‪ 21‬عاما طلب‬ ‫االشارة السمه بـ»داروين»‪ ،‬يقول‪« .‬ال‪،‬‬ ‫فقط أولئك الذين لديهم دين يشكلون‬ ‫ميليشيات وفرق املوت‪ .‬إنهم السبب‬ ‫وراء تدمري الحياة وتدمري البرشية‪».‬‬ ‫يف عهد صدام‪ ،‬تم استهداف املعارضني‬ ‫وتعذيبهم ‪ -‬وخاصة الكورد وأعضاء‬ ‫حزب الدعوة اإلسالمي املدعوم من‬ ‫إيران‪ .‬كام اعتقلت حكومته أتباعه‬ ‫السنة وأعضاء الجامعات األخرى التي‬ ‫تحدت حكمه‪.‬‬ ‫«داروين»‪ ،‬الذي نشأ يف عائلة شيعية‬ ‫متدينة يف مدينة النجف الجنوبية‬ ‫املقدسة‪ ،‬شارك ذات مرة أفكاره حول‬ ‫العلم والدين عرب ‪ ،Facebook‬حيث‬ ‫نرشها تحت هوية مزورة‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬اعتدنا أن نتحدث عن قضايا‬ ‫مختلفة‪ ،‬وتبادل املعلومات»‪.‬‬ ‫لكنه حذف هذه الصفحة منذ حوايل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬سمعت أن امليليشيات بدأت‬ ‫يف مطاردتنا‪ ،‬وكان لديهم التكنولوجيا‬ ‫واألشخاص لتتبع حسايب»‪.‬‬ ‫يف خطوة أثارت الخوف يف مجتمع‬ ‫امللحدين الصغري يف العراق‪ ،‬اعتقلت‬ ‫الرشطة يف أكتوبر ‪ /‬ترشين األول‬ ‫إحسان موىس‪ ،‬صاحب مكتبة يف جنوب‬ ‫العراق‪ .‬اتهموه ببيع األعامل التي‬

‫شجعت القراء عىل رفض اإلسالم‪ ،‬وفقا‬ ‫لتقارير وسائل اإلعالم املحلية‪.‬‬ ‫وقال العقيد رشاد مزعل‪ ،‬مسؤول‬ ‫رشطة محيل‪ ،‬إن موىس أطلق رساحه‬ ‫بعد أن وعد بعدم بيع الكتب املخالفة‬ ‫مرة أخرى‪ .‬مل ترد وزارة الداخلية عىل‬ ‫طلبات التعليقات عىل القضية‪ .‬وموىس‬ ‫غري متوفر للتعليق‪.‬‬ ‫املفكر والباحث اإلسالمي غالب‬ ‫الشاهبندر يشعر بالقلق إزاء ما يراه‬ ‫عددًا متزايدً ا من غري املؤمنني‪.‬‬ ‫يقول «موجة اإللحاد ستهزم العراق‬ ‫بسبب املامرسات الخاطئة لألحزاب‬ ‫اإلسالمية»‪« .‬لقد أجربوا الناس عىل‬ ‫تجنب اإلسالم واألديان األخرى‪».‬‬ ‫اإلسالم هو املجموعة الدينية الرئيسية‬ ‫الوحيدة التي من املتوقع أن تنمو‬ ‫بوترية أرسع من سكان العامل ككل عىل‬ ‫مدار الثالثني عا ًما القادمة‪ ،‬وف ًقا لدراسة‬ ‫أجراها مركز بيو لألبحاث عام ‪.2015‬‬ ‫يقول شاهبندر‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬فإن الكثري‬ ‫من العراقيني يتحولون عن الله بسبب‬ ‫السياسيني املتدينني‪.‬‬ ‫يقول «معظم أولئك الذين هم جزء‬ ‫من أحزاب إسالمية ال يصافحون النساء‬ ‫يف األماكن العامة‪ ،‬لكنهن يعملن رساً»‪.‬‬ ‫يتجنب بعض املسلمني املحافظني‬ ‫االتصال املبارش مع الجنس اآلخر‪.‬‬ ‫«آمل أال تنمو موجة اإللحاد هذه» ‪،‬‬ ‫يضيف شابندر‪.‬‬ ‫إنهم الشباب العراقي الوحيد الذي‬

‫يرفض إميان أسالفهم‪ .‬انتظر الرسام أبو‬ ‫سامي‪ 52 ،‬عاماً‪ ،‬بعد خمس سنوات من‬ ‫زفافه أن يعرتف لزوجته بأنه ال يؤمن‬ ‫بالله‪.‬‬ ‫يقول‪« :‬يف البداية رفضت البقاء‬ ‫معي وهددت بإخبار والديها وطلب‬ ‫الطالق»‪.‬‬ ‫يف النهاية أدركت زوجته أنها لن تكون‬ ‫قادرة عىل تغيري معتقداته‪ ،‬التي ولدت‬ ‫خالل الطفولة كابن للشيوعية‪ .‬هذه‬ ‫األفكار ازدهرت بعد الغزو األمرييك‪،‬‬ ‫وخالل الحرب األهلية الطائفية التي‬ ‫تلت ذلك‪.‬‬ ‫اإللحاد أليب سامي هو رس مفتوح نسبياً‬ ‫يف منزله ببغداد‪ ،‬مع أبنائه األكرب سنًا ‪-‬‬ ‫‪ 21‬و ‪ - 17‬مطلعني عىل رؤية والدهام‪.‬‬

‫لكن األصغر‪ ،‬البالغ من العمر ‪ 14‬عا ًما‪،‬‬ ‫مل يتم إخباره ألنه قد يتحدث إىل‬ ‫األصدقاء ويعرض األرسة للخطر‪.‬‬ ‫يستشهد أبو سامي بترصفات داعش‬ ‫كمثال عىل النداء املدمر للدين‪.‬‬ ‫«لقد اعتدنا أن نسمع أن اإلسالم هو‬ ‫دين السالم‪ ،‬لكن داعش ترصف مثل‬ ‫الوحوش‪ ،‬الربابرة وحتى األسوأ»‪ ،‬كام‬ ‫يقول‪.‬‬ ‫وأضاف «إلههم مل يخربهم بقتل‬ ‫السجناء‪ ،‬ومل يخربهم باختطاف‬ ‫واغتصاب النساء‪ ،‬ومل يخربهم أن‬ ‫يأخذوا النساء واألطفال كعبيد‪ ،‬هل‬ ‫هذا دين مسامل؟ إنها ليس كذلك عىل‬ ‫اإلطالق‪ ،‬وال أريد أن أكون جز ًءا من‬ ‫هذا الدين»‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫املجتمع العراقي يف حاجة اىل‬ ‫الئحة للذوق العام‪ ،‬ترسم هوية‬ ‫وتؤسس لطراز‬ ‫سلوكية وطنية متميزة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫برصي وسمعي ‪ ،‬تجعل املجتمع يف جزئه‬ ‫األكرب محكوما مبرجعية اعتبارية‪ ،‬تحافظ‬ ‫ّ‬ ‫وتهذب‬ ‫عىل القيم والتقاليد اإليجابية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتنظم االنفتاح الثقايف‬ ‫النسق العام‪،‬‬ ‫واالجتامعي واالقتصادي عىل العامل‪.‬‬ ‫املجتمعات الوثيقة والصلبة‪ ،‬وشعوب‬ ‫العامل املتطورة‪ ،‬نجحت بشكل واضح يف‬ ‫مجال ترصني السلوك االجتامعي‪ ،‬وجعل‬ ‫الذائقة الفردية أسرية الهوية الجمعية‪.‬‬ ‫يف اليابان‪ ،‬تستطيع ان مت ّيز الياباين من‬ ‫طريقة أداءه التحية املستمدة من ارث‬ ‫البالد‪ ،‬واملمزوجة مبالمح العرص‪.‬‬ ‫ويف هولندا‪ ،‬يحرص الهولنديون عىل‬ ‫تبادل الزهور يف املناسبات الحزينة‬ ‫والسعيدة‪ ،‬فضال عن ان هناك أسلوب‬ ‫متناظر ألشكال الحدائق العامة‪ ،‬وطريقة‬ ‫قص األشجار‪ ،‬وممرات امليش‪ .‬وال يزال‬ ‫ّ‬ ‫اإلنكليزي‪ ،‬يرتدي القبعة والجاكيت‬ ‫التقليدي يف الحفالت‪.‬‬ ‫يف أملانيا‪ ،‬تتجانس الشوارع يف طريقة‬ ‫التخطيط‪ ،‬ويف شكل األرصفة‪ ،‬وتصاميم‬ ‫املمرات‪.‬‬ ‫رسخت‬ ‫والخالصة ان هذه الشعوب‪ّ ،‬‬ ‫ذائقتها الجمعية‪ ،‬التي أصبحت هوية‬ ‫وطنية‪ُ ،‬ت ّيز هذا الشعب عن ذاك‪ ،‬فضال‬ ‫عن انها تلفظ ما هو نشاز من سلوكيات‬ ‫االفراد الخاطئة‪ ،‬فال يصح اال الصحيح‬ ‫بسبب البيئة الصحية التي تنفض تلقائيا‪،‬‬ ‫الشاذ والغريب‪.‬‬ ‫بسبب ذلــك‪ ،‬ال تــرى يف هــذه الــدول‬

‫املتقدمة‪ ،‬قناين املياه تلعب بها الرياح‬ ‫يف الطرقات‪ .‬ومن دون إجراءات قرسية‪،‬‬ ‫تتناسق واجهات املتاجر‪ ،‬واالبنية‪،‬‬ ‫واالضواء‪ ،‬يف مشهد سمفوين رائع‪.‬‬ ‫يلمس الزائر لهذه الشعوب‪ ،‬تناغام‬ ‫واضحاً يف البيئة السمعية‪ ،‬والبرصية‪،‬‬ ‫ويف طريقة اختيار امللبس‪ ،‬ويف املطاعم‪،‬‬ ‫وهندام ســواق الباصات والقطارات‬ ‫والسيارات‪ ،‬وطرائق تنظيم امل ـزارع‪،‬‬ ‫وتجانس اشكال الطبيعة العامة‪ ،‬ويف‬ ‫اتيكيت تقديم الطعام‪ ،‬فضال عن‬ ‫النظافة‪ ،‬والغذاء الصحي‪ ،‬حيث القدر‬ ‫الكبري من التامثل والتآلف مينح الهوية‬ ‫املميزة لكل شعب‪.‬‬ ‫املجتمع العراقي‪ ،‬يعاين اليوم‪ ،‬من‬ ‫فقدان هوية جمعية للذوق العام‪ ،‬فضال‬ ‫عن انها متدنية يف األصــل‪ ،‬وأضحت‬ ‫السلوكيات الفردية حتى الناشزة منها‪،‬‬ ‫تتصدّ ر املشهد‪ ،‬كام ان هناك انقساما‬ ‫اجتامعيا واضحا يف قضية الذوق العام‪،‬‬ ‫والفوىض التي ترسم املشهد‪ ،‬بسبب‬ ‫غياب الوعي‪ ،‬وضعف الرتبية االجتامعية‬ ‫والجاملية والسلوكية يف املدارس‪.‬‬ ‫األمثلة عىل ذلك‪ ،‬واضحة ومرصودة‪،‬‬ ‫فعىل سبيل املثال ال الحرص‪ ،‬حفالت‬ ‫التخرج الغريبة يف الجامعات‪ ،‬التي‬ ‫تعب عن انهيار واضح يف طرائق التعبري‬ ‫ّ‬ ‫الجاميل والرتبوي‪ ،‬فيام الزالت الجامعات‬ ‫الغربية عىل شدة انفتاحها الثقايف‪،‬‬ ‫تقدس‬ ‫القيم والسلوك الحضاري حتى يف‬ ‫ساعات املتعة واالحتفاالت‪.‬‬ ‫البنايات يف بغداد واملــدن األخــرى‪،‬‬

‫الئحة عراقية للذوق العام‬ ‫عدنان ابو زيد‬

‫تفتقد اىل الهوية املعامرية الوطنية التي‬ ‫تجمعها‪ ،‬فضال عن عشوائية التصميم‪،‬‬ ‫وتلوين الواجهات وطالئها وتغطيتها‪.‬‬ ‫الشوارع يف العراق‪ ،‬فضال عن األرصفة‪،‬‬ ‫ال تدل عىل ذائقة مشرتكة‪ ،‬تجمع املدن‬ ‫واملناطق يف طراز معامري واحد‪.‬‬ ‫الشباب العراقي‪ ،‬مرتبك يف مظهره‪ ،‬يف‬ ‫أزيــاء ال يجمعها مشرتك‪ ،‬وال تعكس‬ ‫تجانسا اجتامعيا‪.‬‬ ‫رمبا يجهل البعض‪ ،‬ان يف دول اوربا‬ ‫املتطورة‪ ،‬تتدخل الرشطة يف فرض هيبة‬ ‫الــذوق العام‪ ،‬فمن يجرأ عىل عرض‬ ‫منتجات متجره عىل غري لوائح األنظمة‬ ‫الصارمة التي كانت اىل جانب الرتبية‬ ‫الصحيحة‪ ،‬سببا رئيسا يف تقدم األمم‬ ‫والشعوب‪ ،‬بعد أن صقلت سلوكيات‬

‫االفراد باتجاه الهدف الجاميل‪ ،‬والبيئي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يتدخل القانون لفرض الذائقة الوطنية‬ ‫عىل رشكات االعــار‪ ،‬فلن تجد رصيفا‬ ‫يف هولندا مثال‪ ،‬يخالف نسق األرصفة‬ ‫يف املدن األخــرى‪ ،‬مثلام ال تجد سيارة‬ ‫اجرة واحدة تنافر يف مظهرها‪ ،‬الشكل‬ ‫«الرسمي» الذي حدده «الذوق الرفيع»‬ ‫قبل القانون‪.‬‬ ‫آن األوان لرسم خارطة الذوق العام‪،‬‬ ‫عرب وسائل االعالم وتفعيل القوانني التي‬ ‫تفرض السلوكيات والقيم التي‬ ‫تجعل الفرد يسري عىل «متبو» قرسي‪ ،‬يف‬ ‫السلوك واملظهر‪ ،‬يصنع هوية واضحة‬ ‫املعامل‪ ،‬غري عامئة‪ ،‬تتعمق فيها األدوار‬ ‫االجتامعية ويتعزز بها العيش املشرتك‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬

‫بعد العمامة وجبة الخالفة‪..‬‬ ‫البغدادي مقاتل ميليشياوي‬ ‫بطابع عراقي عشائري‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫ظهر أبو بكر البغدادي زعيم‬ ‫تنظيم داعش االثنني يف أول‬ ‫فيديو له منذ آخر ظهور قبل ‪5‬‬ ‫سنوات يف ‪ ،2014‬من منرب مسجد‬ ‫«النوري» يف مدينة املوصل العراقية‪،‬‬ ‫حني أعلن يومها توليه منصب «خليفة‬ ‫املسلمني لدولة العراق والشام»‪.‬‬ ‫ويف الفيديو الجديد لـ»ابراهيم‬ ‫البدري»‪ ،‬امللقب بـ»أيب بكر‬ ‫البغدادي»‪ ،‬لوحظ اختفاء هيئة‬ ‫«الخالفة»‪ ،‬حيث ظهر بهيئة مقاتل‬ ‫مليشياوي‪.‬‬ ‫فبعد «العاممة والجبة» يف ظهوره‬ ‫األول‪ ،‬خرج «البغدادي» يوم االثنني‬ ‫بحلة مختلفة‪ ،‬مبظهر املقاتلني وأحد‬ ‫عنارص العشائر العراقية أو السورية‬ ‫من أبناء الفرات‪ ،‬مرتديا فوق ثوبه‬ ‫«الجعبة» وهي قميص عسكري دون‬ ‫أكامم توضع فيه مخازن الرصاص‪.‬‬ ‫كام أنه وخالفا ملا كان عليه الحال‬ ‫يف خطبة املوصل‪ ،‬حيث خضبت‬ ‫لحيته بالسواد رمزاً للقوة‪ ،‬مل يجد‬ ‫«البغدادي» الوقت عىل ما يبدو‬ ‫للخروج مبظهر «فتي»‪ ،‬بعد أن غزا‬ ‫األبيض شعر لحيته‪ ،‬فام كان منه إال‬ ‫أن كسا أسفلها بالحناء األحمر‪ ،‬دون‬ ‫أن يعمم حمرة الحناء عىل كامل‬ ‫لحيته‪.‬‬ ‫وإىل جانب التغيري يف املالبس واللحية‪،‬‬ ‫ظهرت عالمات السمنة عىل وجهه‬ ‫وجسده‪ ،‬وبدت برشته نرضة‪ ،‬ما يعني‬

‫أنه يعيش يف أماكن غري مفتوحة وال‬ ‫يتنقل بتلقائية‪.‬‬ ‫طابع عراقي‪ ..‬واستدعاء للبعد‬ ‫العشائري‬ ‫أما عىل صعيد اللغة‪ ،‬فخالفا للخطبة‬ ‫املوصلية ذات الطابع التاريخي‬ ‫القديم ومستلزمات لسان الخليفة‪،‬‬ ‫كانت مفردات كلمته األخرية وإن‬ ‫ظهرت بالفصحى‪ ،‬إال أنها مل تخل من‬ ‫الطابع العراقي املحيل‪.‬‬ ‫ويف إصدار مؤسسة الفرقان لإلنتاج‬ ‫اإلعالمي املؤرخ بشهر شعبان ‪،1440‬‬ ‫دون تحديد اليوم‪ ،‬ظهر عدد من‬ ‫القيادات الذين حجبت وجوههم‬ ‫من العاملني يف مؤسسة «الفرقان»‪،‬‬ ‫وهي الذراع اإلعالمية لتنظيم‬ ‫داعش يف «ضيافة» ومقر إقامة «أبو‬ ‫بكر البغدادي»‪ ،‬وذلك وفقا ملا أكد‬ ‫منارصو التنظيم عىل مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي «تويرت»‪ ،‬و»تليغرام»‪،‬‬ ‫الذين مل يحددوا إن كان يف سوريا أم‬ ‫يف العراق‪.‬‬ ‫إال أن من ظهر إىل جانب «البغدادي»‬ ‫من عنارص‪ ،‬ارتدوا الزي العشائري‬ ‫خالفا ملا اعتاد عليه عنارص التنظيم‬ ‫حيث كان يظهر بالزي القتايل‬ ‫والعسكري‪ ،‬محاولة منه إىل استدعاء‬ ‫البعد العشائري وخاصة يف العراق‪.‬‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬حرص «البغدادي» عىل‬ ‫تقديم الدعم املعنوي ملقاتليه‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد خسارتهم املعركة األخرية يف‬ ‫‪#‬الباغوز السورية‪ ،‬وتسليم اآلالف‬ ‫من املقاتلني أنفسهم إىل قوات سوريا‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬عن طريق اإلشارة إىل‬

‫«بطوالت» أمراء التنظيم وتضحياتهم‪،‬‬ ‫بحسب ما ذكر‪ .‬وقال‪« :‬نحن لسنا‬ ‫مأمورين بالنرص وإمنا بالجهاد»‪.‬‬ ‫كام سعى «ابراهيم البدري» يف‬ ‫معرض رثائه لقياداته‪ ،‬إىل إبراز التنوع‬ ‫الجغرايف لهم بعد اتهامات وجهت‬ ‫له من قبل منشقني عن «التنظيم»‬ ‫بالتحيز يف تعيني الوالة‪ ،‬واقتصارها‬ ‫عىل الجنسية العراقية دون غريها‪.‬‬ ‫«والية تركيا»‬ ‫وتعمد القامئون عىل اإلصدار إبراز‬ ‫ابراهيم البدري متصفحا مللفات‬ ‫مؤسسة الفرقان‪ ،‬الذراع اإلعالمية‬ ‫لتنظيم داعش‪ ،‬يك يبدو فيه من‬ ‫جهة متابعا لسري العمل يف املناطق‬ ‫التي أعلنها التنظيم سابقا واليات‬ ‫تابعة له مبا يف ذلك تفقده لشؤون‬ ‫رعيته ومقاتليه‪ ،‬وإليصال رسائل من‬ ‫خالل ما تضمنته امللفات من عناوين‬ ‫كان أولها ملف حمل عنوان «والية‬ ‫اليمن»‪ ،‬والية الصومال»‪ ،‬ووالية‬ ‫«القوقاز»‪ ،‬وأخريا ملف حمل عنوان‬ ‫«والية تركيا»‪.‬‬ ‫وهذه كانت رسالة ابتزاز لحكومة‬ ‫«حزب الحرية والعدالة» الحاكم يف‬ ‫تركيا‪ ،‬بتقديم الدعم وفتح الطريق‬ ‫ملقاتليه‪ ،‬وإشارة أخرى للدور الرتيك‬ ‫بالسامح لطائرات التحالف الدويل‬ ‫باالنطالق من قاعدة انجرليك الرتكية‬ ‫لدك مواقع تنظيم داعش يف العراق‬ ‫وسوريا وتحديدا حصنه األخري يف‬ ‫«الباغوز»‪ .‬بحسب العربية‪.‬‬ ‫«البغدادي غري راض عن الجزائر‬ ‫والسودان»!‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬مل تعجب البغدادي‬ ‫التحوالت والرتتيبات السياسية يف‬ ‫السودان والجزائر‪ ،‬والحوار بني قوى‬ ‫املعارضة والسلطة القامئة‪.‬‬ ‫وبحسب ما جاء يف كلمته‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«الحدث األبرز هو سقوط طاغوت‬ ‫الجزائر‪ ،‬وطاغوت السودان‪ ،‬لكن من‬ ‫املؤسف واملحزن أن الناس مل يفقهوا‬ ‫حتى هذه اللحظة ملاذا خرجوا؟‪ ،‬وماذا‬ ‫يريدون؟‪ ،‬فام إن استبدلوا طاغوتا‬

‫إال وحل مكانه طاغوت أشد منه‬ ‫فتكا وجرما باملسلمني‪ ،‬ونحن نقول‬ ‫لهم ونذكرهم بأن السبيل الوحيد‬ ‫الذي ينجع مع هؤالء الطواغيت هو‬ ‫بالجهاد يف سبيل الله‪ ،‬فبالجهاد يكبت‬ ‫الطواغيت وبالجهاد يحصلوا عىل‬ ‫الكرامة والعزة‪ ،‬ألن هؤالء الطواغيت‬ ‫لن ينفع معهم إال السيف‪ ،‬فعليهم‬ ‫أن يسلكوا السبل الرشعية يف تغيري‬ ‫األنظمة والطواغيت‪ ،‬وأن يكون‬

‫الدين كله لله»‪.‬‬ ‫ورغم أن إشارة أيب بكر البغدادي‬ ‫لهجامت رسيالنكا و الزلفي جاءت‬ ‫فقط عىل هيئة «تسجيل صويت»‬ ‫مضاف‪ ،‬ما يعني أن تسجيل اإلصدار‬ ‫املريئ جاء قبل هذين العمليتني‬ ‫اإلرهابيتني‪ ،‬إال أن اإلشارة إليهام‬ ‫جاءت لتأكيد حضوره وتواجده حتى‬ ‫هذا اليوم‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 185‬السنة الخامسة عشر (نيسان) ‪2019‬‬


‫ العراق‬- ‫محمود عبود‬ Mahmoud Abbod - IRAQ


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.