العدد الســادس والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫ملاذا ال ينجح الفيليون يف االختبارات؟‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪186‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫آيــــار ‪ /‬مايس ‪2019‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫نيجيرفان بارزاني والدبلوماسية الناعمة‬

‫‪6‬‬

‫هل سيكون الكرد حطب الصراع الروسي األمريكي‬

‫‪18‬‬

‫حركة دينية سرية في العراق تكفر المرجعية واالخيرة ترد ‪...‬‬

‫‪30‬‬

‫ترامب هزمه العالم وإنتصر على العرب‬

‫‪50‬‬

‫من االمور المحسومة منذ زمن بعيد ان‬ ‫هنالك ثالثة اطراف مرتبطة بملف الكورد‬ ‫الفيليين لها افكار ورؤى وخطط مختلفة‬ ‫ولكن نتيجة سياساتها السلبية وتأثيراتها‬ ‫وحتى اذا كانت ال ترغب فيها‪ ،‬ولكنها في‬ ‫قبالة هذه القضية تتشابه جميعا‪ .‬وقبل‬ ‫الجميع واول تلك الجهات هي تلك االطراف‬ ‫الكوردستانية التي تعتقد من المنطلق‬ ‫القومي بانه من الواجب ان يكون القرار‬ ‫بيدها وان اي وجهة نظر مخالفة تكون‬ ‫“رافضية” (من وجهة نظر قومية‪ ،‬هم‬ ‫يريدون من الكورد الفيليين ان يكونوا‬ ‫على خطاهم وثقلهم كالذي كانوا عليه في‬ ‫الستينيات والسبعينيات‪ ،‬اي قبل ان تحل‬ ‫بهم كارثة االبادة الجماعية –الجينوسايد‪-‬‬ ‫في وقت وبسبب هذه النوعية من‬ ‫النظرة فان ما كانوا ينتظرونه في البيئة‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية يبدو‬ ‫عليه اليأس السياسي القومي كواقع حال‬ ‫ُفرض على هذه الشريحة)‪.‬‬ ‫الثاني هو الطرف السياسي المشترك‬ ‫في جغرافيا الحياة والمشابه في الرؤية‬ ‫المذهبية التي لها شرعية سماوية وفي‬ ‫الجغرافيا نهمه بسلطته هو‪ ،‬و ال يرغب‬ ‫باي شريك بان يلوذ معه بأضرحة االئمة‬ ‫في حال خروجه عن دائرة قراره‪ ،‬والطرف‬ ‫الثالث وهو الطرف الكوردي الفيلي الذي‬

‫ليس له ثقة ال بنفسه وال بغيره وال‬ ‫يستطيع خلق الثقة! (بإخطائه ينقلون‬ ‫المشكالت الداخلية للشريحة التي هي‬ ‫انعكاس للفكر السياسي والمذهبي وايضا‬ ‫ليست خارجة عن هم المجتمع العراقي‪،‬‬ ‫الى خارج حدودها الطبيعية)‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ان الرأي العام متعاطف مع‬ ‫الفيليين‪ ،‬ولكن داخل قيادات اصدار القرار‬ ‫وحلقات السلطة القومية والمذهبية في‬ ‫هذا البلد هناك شعور واضح بعدم وجود‬ ‫تعبير عن افكار ومطالب الكورد الفيليين‪.‬‬ ‫في السنين السابقة قام هذان الطرفان‬ ‫مرات كثيرة بمعاقبتهم سياسيا‪ ،‬بمعنى‬ ‫اوضح لم يمنح الكورد الفيليون ثقلهم‬ ‫الحقيقي ال عند هؤالء وال عند هؤالء‪.‬‬ ‫وهنا فيما يتعلق بهذا الموضوع فان‬ ‫الشيء المهم جدا والذي يتمكن من تغيير‬ ‫شكل النظرة والتعامل غير الصحي من‬ ‫المقابل ويجعله متوازنا هو فقط الطرف‬ ‫الثالث (الفيليون انفسهم)‪.‬‬ ‫وال يجوز‪ ،‬كما كان يجري دائما‪ ،‬ان يدخلوا‬ ‫عملية امتحان المسؤولية وطلب الحقوق‬ ‫من دون استعداد! اذا استمرت االمور على‬ ‫ما كانت تسير عليه دائما كالعرف السائد‪،‬‬ ‫فهذا معناه عدم النجاح في اي مشاركة‬ ‫ويجب ان ينشغال دوما في قبر االمل ودفن‬ ‫المطالب الشرعية لالنسان الفيلي‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫قضايا‬

‫‪4‬‬

‫مسعود بارزاني والبيشمركة‬ ‫ارتبـاط روحـي وعشــق ابـدي‬

‫جالل شيخ علي‬

‫العرشون من أيار عام ‪ 1962‬يوم غري‬ ‫اعتيادي يف سفر الحركة التحررية‬ ‫الكوردستانية وتحديداً لقوات بيشمركة‬ ‫كوردستان‬ ‫فـ يف هذا اليوم أنضم مسعود مصطفى شيخ‬ ‫محمد شيخ عبدالسالم بارزاين ‪ ،‬ابن الستة عرش‬ ‫عاما اىل صفوف البيشمركة واضعاً روحه عىل‬ ‫كفيه يف سبيل قضية شعبه‬ ‫بارزاين وصف هذا اليوم بأسعد أيام حياته عندما‬ ‫قال يف كتابه ( هاورينامه ) أصبحت واحداً من‬ ‫البيشمركة يف يوم ‪ ،1962/5/20‬وأعطوين بندقية‬ ‫من نوع (برنو)‪ ،‬فشعرت يف ذلك الوقت أنني‬ ‫أملك العامل كله‪....‬‬ ‫بارزاين املولود يف ارض اول جمهورية كوردية ‪،‬‬ ‫تشبع منذ صغره بقيم الثورة واالستعداد للفداء‬ ‫بروحه من اجل قضية شعبه‬ ‫يف عامه العرشين ساهم مسعود بارزاين مع‬ ‫شقيقه ادريس بارزاين ضمن الوفد الكوردي‬ ‫املفاوض مع الحكومة العراقية حول اتفاقية‬ ‫الحكم الذايت‬ ‫وبعد مؤامرة الجزائر املشؤومة عام ‪ 1975‬التي‬ ‫استهدفت رضب ثورة ايلول ‪،‬‬ ‫وبتوجيه من البارزاين الخالد ‪ ،‬نجح مسعود‬ ‫بارزاين برفقة شقيقه إدريس بازراين ومجموعة‬ ‫من القادة يف تنظيم صفوف قوات البيشمركة‬ ‫وتأسيس قيادة مؤقتة للحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين للدفاع عن كوردستان األمر الذي‬ ‫مهد الندالع ثورة كوالن يف ‪ 26‬أيار ‪1976‬‬ ‫كان لرحيل قائد األمة الكوردية البارزاين الخالد‬ ‫عام ‪ 1979‬األثر البالغ عىل مسرية الحركة‬ ‫التحررية الكوردستانية ‪ ،‬اال ان البيشمركة‬ ‫مسعود بارزاين والفقيد ادريس بارزاين متكنا‬ ‫بحكمتهام وجدارتهام يف توحيد صفوف‬ ‫املقاومة الوطنية بالتضامن مع القوى التحررية‬ ‫الكوردستانية االخرى وقادا الكثري من املعارك‬ ‫ضد النظام الدكتاتوري‪....‬‬

‫ويف عام ‪ 1987‬فوجيء الكوردستانييون برحيل‬ ‫القائد ادريس بارزاين يف ايران ‪ ،‬ويف هذا الوقت‬ ‫كان البيشمركة مسعود بارزاين يقود املعارك‬ ‫يف جبهات القتال مبنطقة بادينان ‪ ،‬ورغم وقع‬ ‫الحدث ومرارة أمل فقدان األخ ‪ ،‬اال أن البيشمركة‬ ‫مسعود بارزاين مل يرتك املقاتلني البيشمركة‬ ‫وحدهم وفضل البقاء معهم يف ساحة القتال‬ ‫استمر البيشمركة مسعود بارزاين يف قيادته‬ ‫للمعارك وادى دورا بطوليا يف معركة خواكورك‬ ‫امللحمية عام ‪ 1988‬واجرب النظام الدكتاتوري يف‬ ‫بغداد عىل االنسحاب والحق الهزمية به يف عدة‬ ‫معارك اخرى‬ ‫استمر بارزاين يف نضاله املسلح اىل ان حدث‬ ‫االنتفاضة الجامهريية الكربى ضد الدكتاتورية يف‬ ‫آذارعام ‪ 1991‬ومتكن بارزاين ورفاقه البيشمركة‬ ‫يف قيادة وتوجيه املنتفضني اىل ان متت السيطرة‬ ‫عىل كامل ارض كوردستان وبعد تطورات‬ ‫سياسية عدة تم انتخاب برملان وحكومة القليم‬ ‫كوردستان نجحت خالل فرتة وجيزة من‬ ‫تحويل كوردستان اىل مالذ آمن لكل العراقيني‬ ‫ولفعالياتهم السياسية ووسائلهم النضالية‬ ‫إعالميا وعسكريا وتنظيميا‪ ،‬حتى دخلت مرحلة‬ ‫ما بعد السقوط مبؤسسات موحدة ومتكاملة‬ ‫تعمل ليل نهار من اجل إحداث تغيريات مهمة‬ ‫يف البنية التحتية للبالد‪...‬‬ ‫يف ‪ 12‬حزيران ‪ 2005‬انتخب البيشمركة مسعود‬ ‫بارزاين كأول رئيس إلقليم كوردستان من قبل‬ ‫برملان كوردستان ونجح يف قيادة االقليم اىل‬ ‫بر األمان رغم املؤامرات الدولية والهجامت‬ ‫االرهابية وتحول االقليم بقيادة البيشمركة‬ ‫مسعود بارزاين اىل نقطة مضيئة عىل الخارطة‬ ‫السياسية يف الرشق االوسط والعامل ورغم‬ ‫مكانته السياسية والرسمية كرئيس حزب ورئيس‬ ‫اقليم اال ان مسعود بارزاين فضل ان يطلق عليه‬ ‫تسمية البيشمركة بدال من اي اسم او لقب‬ ‫رسمي آخر ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫نيجيرفان‬ ‫بارزاني‬ ‫والدبلوماسية‬ ‫الناعمة‬ ‫صبحي ساله يي‬

‫علماء النفس واإلجتماع‬ ‫يؤكدون على أن السمات‬ ‫القيادية للشخصية المتكاملة‬ ‫من حيث القوة والقدرة على‬ ‫التأثير في المجتمع والحصول‬ ‫على المكانة المعتبرة والمقام‬ ‫المهم‪ ،‬هي حصيلة تفاعالت‬ ‫سلوكية مختلفة‪ ،‬وسمات‬ ‫وراثية يكتسبها الفرد‪ ،‬وتضاف‬ ‫لها لمسات مهمة في كل‬ ‫مرحلة وعند التسلح بالمعرفة‬ ‫والخبرة والمهارات المختلفة‪.‬‬

‫ويؤكدون عىل أن الشخصيات‬ ‫الكربى التقاس باألحالم الوردية‬ ‫الكبرية وتسليط األضواء عليه والقوة‬ ‫اإلعالمية والبدع والخرافات‪ ،‬وأن‬ ‫الشخصيات ال متتلك الزعامة مامل‬ ‫متتلك مقومات قوة حقيقية تؤهلها‬ ‫لقيادة حقيقية‪ ،‬والزعامة نتيجة‬ ‫وليست مطالبات ودعوات وتنقل بني‬ ‫األحزاب وتغيريات يف املواقف‪.‬‬ ‫لقد حظيت كوردستان خالل العقود‬ ‫املاضية بشخصيات قيادية جعلتها‬ ‫متميزة يف الكثري من نواحي الحياة‪.‬‬ ‫وشاهد الجميع إنجازات كثرية وكبرية‬ ‫ويشاهد نتائجها اآلن‪.‬‬ ‫ومل يكن هذا ليحدث لوال وجود‬ ‫تلك القيادة ‪ ،‬بدءاً بالبارزاين الخالد‪،‬‬ ‫صاحب السامت الشخصية القوية‪،‬‬ ‫الذي مل يهدأ ومل يكف عن السعي‪،‬‬

‫من أجل الكورد وكوردستان‪ .‬والذي‬ ‫نرش ثقافة النضال والتسامح والعفو‬ ‫عند املقدرة‪ ،‬وثقافة الصرب والتعاون‬ ‫والبشاشة والتفاؤل‪ ،‬ورفع مستوى‬ ‫الحامس وشجع الجميع عىل الدفاع‬ ‫عن الحقوق املرشوعة ولتحقيق الرؤية‬ ‫الوطنية‪ .‬ومروراً بالرئيس مسعود‬ ‫بارزاين الذي توىل اإلرشاف عىل كل‬ ‫خطط اإلرتقاء باإلقليم بعد اإلنتفاضة‬ ‫املباركة يف آذار ‪ ،1991‬والكثري من‬ ‫خطط التطوير والبناء‪ .‬والذي دعا اىل‬ ‫إجراء إنتخابات دميقراطية يف اإلقليم‬ ‫من أجل إدارة البالد‪ .‬وإهتم بالعملية‬ ‫الدميقراطية بشكل الفت‪ .‬وإعتاد عىل‬ ‫تقديم رؤية واضحة املعامل‪ ،‬ورشحها‬ ‫للجميع ليك يسهم الفريق املقرب منه‬ ‫بالدرجة األوىل‪ ،‬والجميع بشكل عام‬ ‫يف تحقيق هذه الرؤية كل من موقعه‪،‬‬

‫وإعتاد عىل الحضور الشخيص يف‬ ‫املناسبات الوطنية والقومية ومواقع‬ ‫املشاريع وبني صفوف البيشمركه‪ ،‬كام‬ ‫قاد حملة التصدي لداعش اإلرهايب‬ ‫الذي أراد أن يفرض عىل الناس حياة‬ ‫الظلم والظالم‪ .‬ووصو ًال اىل نيجريفان‬ ‫بارزاين‪ ،‬عندما توىل رئاسة حكومة‬ ‫إقليم كوردستان‪ ،‬وسعي بدبلوماسيته‬ ‫الهادئة من أجل أن تكون الشخصية‬ ‫الكوردستانية متميزة‪ ،‬والذي إهتم‬ ‫بقطاعات النفط والغاز والصناعة‬ ‫والزراعة والتجارة والصحة والرتبية‬ ‫والتعليم والتدريب األكادميي والفني‬ ‫واملهني‪ ،‬وتطوير جميع املؤسسات‬ ‫واألجهزة الحكومية‪ ،‬كام عمل من أجل‬ ‫اإلستفادة من التكنولوجيا الحديثة‬ ‫لخدمة املواطنني‪ .‬عمل وأنجز مهامت‬ ‫كبرية وشاقة وعظيمة‪ ،‬وأصبح اإلقليم‬

‫كياناً فريداً حديثاً يعيش الجميع فيه‬ ‫تحت حكم القانون برصف النظر‬ ‫عىل العرق واللون والديانة واملذهب‬ ‫والطائفة‪.‬‬ ‫وبعد اإلستفتاء الشعبي الذي قال فيه‬ ‫الشعب الكوردستاين كلمته النابعة من‬ ‫القلب والضمري‪ ،‬وعندما تم محارصة‬ ‫اإلقليم مكن كل الجوانب‪ ،‬إستطاع‬ ‫نيجريفان بارزاين بدبلوماسيته الناعمة‬ ‫أن يفتح األبواب املغلقة ويكرس‬ ‫الحصار ‪.‬‬ ‫وعندما يصبح بعد أيام‪ ،‬رئيساً لإلقليم‪،‬‬ ‫فإنه ليس بحاجة اىل تضخيم إعالمي من‬ ‫قبل كاتب هنا وآخر هناك ليك يدافع‬ ‫عنه ويتحدث عن واقعيته السياسية‪،‬‬ ‫ألن غالبية مواطني كوردستان والعراق‬ ‫وسياسيي وقادة املنطقة والعامل‬ ‫يعرفون قدراته كسيايس محنك يتطلع‬ ‫اىل مستقبل شعبه‪ ،‬ويعرتفون بإنه مهم‬ ‫ومؤثر يتمتع بثقل سيايس وشعبي‬ ‫كبريين‪ ،‬واألقدر فه ً‬ ‫ام للتحوالت‬ ‫واملتغريات املحلية واإلقليمية‪ ،‬ويف‬ ‫حياته محطات مليئة بالفخر والجذب‬ ‫والشد‪ .‬وله شبكة متينة من العالقات‬ ‫مع الكثري من الالعبني اإلقليميني وقادة‬ ‫األحزاب السياسية يف العراق واملنطقة‬ ‫والعامل‪ ،‬عالقات ترتقي مع بعضهم اىل‬ ‫الصداقة ومع البعض اآلخر اىل الرشاكة‬ ‫يف املواقف‪ .‬وحتى خصومه وأعداء‬ ‫شعب كوردستان رضخوا لألمر الواقع‬ ‫ويعرتفون مجربين بقيادته وحكمته‬ ‫وهدوئه وإتزانه وقوة شخصيته‬ ‫ووضوحه وشفافيته وإنخراطه الكامل‬ ‫يف عملية البناء‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫شمس كوردستانية كركوك ال تغيب بالتهجـير والتعريب‬

‫‪8‬‬

‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫باألمس‪ ،‬عندما تم القضاء علی‬ ‫دکتاتوریة البعث يف العراق فرحنا‬ ‫لنهایة عرص اإلبادة والتغيري الدیموغرايف‬ ‫وقلنا بأن سقوط الطاغي صدام سوف‬ ‫یساهم يف رفع الظلم والحیف و یخفف‬ ‫من املعاناة املادیة واملعنوية التي لحقت‬ ‫بآباءنا وأجدادنا من جراء عملیات الغدر‬ ‫والقتل واألنفال و اإلبادة الجامعیة‬ ‫والتعریب والتهمیش واإلقصاء والحرمان‬ ‫من حقوقنا يف املواطنة والرشاكة‬ ‫واإلنسانیة‪.‬‬ ‫الیوم وبعد مرور ستة عرش عام علی تغري‬ ‫الحکم يف العراق والقضاء علی الفاشیة‬ ‫نشهد مرة أخری والدة ظاهرة التعریب‬ ‫والتهجري املنظم يف مدینة كركوك و‬ ‫باقي املناطق الکوردستانیة الخارجة عن‬ ‫إدارة حکومة إقلیم کوردستان واملسمی‬

‫باملتنازع علیها‪ ،‬تقوم بتنفيذها جامعات‬ ‫مرتبطة بأحزاب سياسية‪ ،‬من أحزاب‬ ‫السلطة يف بغداد‪ ،‬الذین جعلوا من‬ ‫العراق دولة فاشلة و مرتعاً لإلرهابیین و‬ ‫عصابات الجرائم املنظمة‪ ،‬منهم محافظ‬ ‫كركوك بالوکالة و ش ّلة من عصابات‬ ‫مسعورة‪ ،‬تعادي الكورد و تناهض‬ ‫كوردستانیة كركوك و تنكر بأن ما تحقق‬ ‫للشعب الكوردستاين يف العراق ما كان‬ ‫ليتحقق لوال التضحيات العظيمة التي‬ ‫قدمها هذا الشعب طيلة تاريخه امليلء‬ ‫بالتضحيات‪.‬‬ ‫إن قضیة اإلیامن بالوطن والذات‬ ‫هو فطرة إنسانیة راسخة يف قلوب‬ ‫الكوردستانیین ال یمکن للعنف والقمع‬ ‫واإلستیالب واألعامل الالإنسانیة‬ ‫والالأخالقية والعدوان النیل منها‪.‬‬

‫أما قضیة السعي لتفریغ كركوك من‬ ‫الشعب الكوردستاين وتوطین قومیات‬ ‫أخری مکانه لغرض التغيري الدميوغرايف‬ ‫فآملها الفشل الذريع وذلك ألن الوطن‬ ‫خالف الیقبل القسمة علی نصفني من‬ ‫حیث املنطق والعقل والنضال من أجل‬ ‫اإلستقالل أمر ال یساوم علیه القیادة‬ ‫الكوردستانیة‪.‬‬ ‫هنا یجب علینا أن نسارع يف تحضري‬ ‫مؤمتر وطني جامع لألطراف السیاسیة‬ ‫الكوردستانیة الفاعلة‪ ،‬تضم شخصیات‬ ‫وأطراف أخری من مدینة كركوك لوضع‬ ‫مرشوع سیايس و إقتصادي وإجتامعي‬ ‫مشرتك خاص برسم مستقبل مزدهر‬ ‫لهذه املدینة الجریحة‪.‬‬ ‫إن محاوالت إدارة كركوك التي فرضتها‬ ‫مليشيات الحشد بعد ‪ 16‬أكتوبر يف‬

‫طمس هوية مدينة كركوك الكوردستانية‬ ‫واإلستیالء علی أرايض املواطنني الكورد‬ ‫الزراعیة ومصادرة و نهب ممتلكاتهم‬ ‫وإعادة تنفيذ سياسة التعريب التي‬ ‫كانت تنتهج من قبل الحكومات‬ ‫العراقية املتعاقبة حیال كرکوك‪ ،‬خاصة‬ ‫يف فرتة حکم البعث‪ ،‬ال یمكن قبولها من‬ ‫قبل الكوردستانیین‪.‬‬ ‫يف السابق قامت أنصار الفكر العرويب‬ ‫القوموي بتدليل املدينة الكوردستانية‬ ‫كركوك و تسميتها بالعراق املصغر‪،‬‬ ‫وذلك بسبب تواجد قوميات أخری‬ ‫كاألخوة الرتكامن والعرب واآلشوريني و‬ ‫األرمن فيها‪.‬‬ ‫واليوم يكشف املحافظ بالوکالة املدعوم‬ ‫من قبل الحشد الشعبي أوراق لعبة‬ ‫جديدة‪ ،‬إذ نراه یحذر الكوردستانيني بأن‬

‫املساس بهوية كركوك خطر يجب تفاديه‬ ‫ويعيد الوصف العرويب القديم للمدينة‬ ‫بقوله «كركوك عراقیة للعراق ولن نقبل‬ ‫ضمها الی أي أقلیم و لن نسمح برفع‬ ‫العلم (الكوردستاين) أو اإلستفتاء فیها»‪.‬‬ ‫هنا نقول لە بالحرف الواحد‪ ،‬من قام‬ ‫بنفي اآلخر وحاول محو خصوصیته‬ ‫وقفز فوق کل القواعد واملعاییر‬ ‫والحدود‪ ،‬يريد بعمله هذا دعم عملیة‬ ‫تدمري العراق و إنهاء التعایش السلمي‬ ‫يف كركوك وذلك من خالل تعزیز املوقف‬ ‫العرويب و إحیاء فكرة الشوفینیة‪،‬‬ ‫التي مازالت قامئة يف أذهان الكثیرین‬ ‫يف األوساط العربیة ممن یدیرون‬ ‫الحکم العراقي يف رصاعهم مع الفکر‬ ‫الدیمقراطي الفدرايل‪ ،‬تلك الفکرة التي‬ ‫تنص بأن کرکوك مدينة عروبیة عراقية‪.‬‬ ‫إن املجاهدة يف سبیل إنکار کوردستانية‬ ‫کرکوك واإلنشداد الی الوراء‪ ،‬بد ًال من‬ ‫التوجه نحو الحارض والراهن واملستقبل‪،‬‬ ‫بالسعي للخروج من املنطق اإلختزايل و‬ ‫السجن العقيل و الحتمیة األيديولوجية‬ ‫ال تفيد كركوك و أهلها‪.‬‬ ‫لقد تعمدت حکومات كل من املاليك‬ ‫والعبادي عن سبق ارصار يف تنفيذ‬ ‫الدستور واملادة ‪ 140‬املتعلقة بالحل‬ ‫السلمي لقضیة کرکوك وأظهرت نياتها‬ ‫السيئة املبيتة اىل العلن لتعقيد املسألة‬ ‫وسعت الی ترحيل هذا املوضوع اىل‬ ‫اجندات اقليمية تعرف انها تقف يف‬ ‫موقف العداء الكامل الصارم لكل أمر‬ ‫مرتبط بتلك القضية‪.‬‬

‫الحكومة اإلتحادية تعمدت طوال مدة‬ ‫حكمها عن سبق إرصار يف تنفيذ املادة ‪140‬‬ ‫من الدستور املتعلقة بالحل السلمي لقضية‬ ‫كركوك واملناطق الكوردستانية األخری‬ ‫الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان‪.‬‬ ‫لذا نطالب الحکومة الحالیة أن ال تنهي هذا‬ ‫النهج وأن التستمر علی سیاسةالقفز فوق‬ ‫املتغيات‪ ،‬التي کانت تنفذ‬ ‫االحداث و نفي‬ ‫ّ‬ ‫يف السابق‪.‬‬ ‫إن املكابرة و التهرب من املسؤولية و إنكار‬ ‫الحقائق الصارخة والرتويج لجحيم اآللة‬ ‫العسكرية ال تورث سوی النزاعات الداخلیة‬ ‫والهزائم واملهالك للشعب العراقي‪.‬‬ ‫أما تواجد قوات الحشد الشعبي يف كركوك‬ ‫واملناطق الكوردستانیة خارج إدارة اإلقلیم‬ ‫بحجة حامیتها من اإلرهاب فأنە الیزید من‬ ‫نار األزمة ّإل اشتعا ًال‪.‬‬ ‫ولتعلم األطراف التي تسعی يف إحیاء علوم‬ ‫البعث و نرش الفکر الطائفي بأن النظرة‬ ‫الشمولية العنرصیة والشوفينية والطائفية‬ ‫املقیتة‪ ،‬عدوة الدیمقراطیة والفیدرالیة يف‬ ‫العراق‪ ،‬و ّلت عهدها وأن اإلعرتاف بحق‬ ‫آآلخر وبالفيدرالية والدميقراطية هي لغة‬ ‫العرص والحلول ال تقوم علی نفي الواقع يف‬ ‫کرکوك‪.‬‬ ‫و ختاماً نقول‪« :‬لندیر الشأن املشرتك‬ ‫بصورة تتسع معها مجاالت الحق و‬ ‫ننمي ونعزّز‬ ‫مساحات الحریة‪ ،‬بقدر ما ّ‬ ‫عالقات التواصل والتفاعل بني النظراء أو‬ ‫الرشكاء‪ ،‬سیام يف هذا العرص‪ ،‬حیث تتداخل‬ ‫املشاغل واملطالب‪ ،‬بقدر ما تتشابك املصالح‬ ‫واملصائر‪».‬‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫جريمة ليس لها أي عقاب!‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫عندما تم قصف حلبجة‬ ‫باالسلحة الكيمياوية‪ ،‬صدف ان‬ ‫كنت يف زيارة مخيم لالجئني يف ايران‬ ‫(رسياس‪ -‬التابعة ملحافظة كرمنشاه )‬ ‫وكان وفد اجنبي يتفقد اولئك الناس‬ ‫املنكوبني ليتعرفوا عىل اوضاعهم عن‬

‫كثب‪ .‬واذكر ان شيخا ذا لحية بيضاء‬ ‫(تبني يل فيام بعد انه معلم يف مدرسة‬ ‫هناك) قال يف جواب سؤال صحفي‬ ‫اجنبي بشأن مطالبهم‪ :‬اين كنتم عندما‬ ‫تم قصفنا باالسلحة الكيمياوية؟ ملاذا‬ ‫تأتون دوما بعد وقوع الكارثة؟ ملاذا‬

‫مل تفعلوا شيئا عندما زودتم صدام‬ ‫باالسلحة الكيمياوية؟ ان الصور التي‬ ‫تلتقطونها لنا ال يختلف وقعها كثريا‬ ‫عن املصائب االخرى التي حلت بنا!‬ ‫فامذا عىس ان يكون مطلب منكوب‬ ‫ومرشد تريدون سؤاله عنه وال تعرفون‬ ‫اجابته؟!‬ ‫و تكمن املشكلة يف ان ضحايا الحرب‬ ‫العاملية الثانية الذين يبلغ تعدادهم‬ ‫من ‪ 50‬اىل ‪ 85‬مليون نسمة ال يخلون‬ ‫من الكورد‪ ،‬نحن ال نقول كم عددهم‪،‬‬ ‫صحيح ان الحرب بني الكاثوليك‬ ‫والربوتستانت خلفت ما يربو عىل‬ ‫سبعة ماليني ضحية‪ ،‬مل يقتل اي مسلم‬

‫كوردي‪ ،‬ولكن ضحايا االبادة الجامعية‬ ‫للكورد الفيليني والبارزانيني والقصف‬ ‫الكيمياوي لكوردستان واالنفال ويف‬ ‫جرمية قتل الجامعي لاليزيديني‬ ‫واملساعي البادة الشبك والكاكائيني‬ ‫والذي حصل من گرميان اىل بهدينان‬ ‫كلهم كانوا كوردا‪.‬‬ ‫هذه الذكريات تخربنا‪ ،‬ان الكورد قد‬ ‫متت مهاجمتهم عمليا ولعرشات املرات‬ ‫ولحد االبادة الجامعية (الجينوسايد)‬ ‫والقصف الكيمياوي الن ابادة قومية‬ ‫كاملة باسم الكورد يف نظر العدو امر‬ ‫يستحق ان يسعوا له مئات املرات‪ ،‬وان‬ ‫يخلقوا فكرة لدى املواطنني العراقيني‬ ‫بان مصدر املشكالت هي «الشعوبية»‪،‬‬ ‫ويف هذا املجال طرحوا اسم الكورد‬ ‫كعدو رئيس‪.‬‬ ‫ومن هذه الزاوية ‪ ،‬فان اعادة احتالل‬ ‫االرض واالمالك الكوردية يف ارجاء هذا‬ ‫البلد تثبت لنا بانه حتى يف هذا العهد‪،‬‬ ‫فان اصحاب السلطة واغلب النخب‬ ‫السياسية العربية وقسم من املؤرخني‬ ‫ومن اجل معاداة الكورد يتبنون رؤية‬ ‫املسعودي وابن خلدون‪ .‬مثلام حصل‬ ‫عندما كان السيد نوري املاليك رئيسا‬ ‫للحكومة العراقية وكان خري ممثل‬ ‫لتلك االفكار وايجاد الذرائع واالعذار‬ ‫لسياساته‪ ،‬ادعى ان الحرب املقبلة‬ ‫ستكون بني الكورد والعرب!‪.‬‬ ‫بغداد تعرف دامئا بان الكورد يولدون‬ ‫وهم اصحاب االرض‪ ،‬ولكن يتعني‬ ‫عليهم ان ميوتوا من دون وطن‪،‬‬

‫يعرفون بان الكورد قومية متعددة‬ ‫االديان واملذاهب ولكنهم يريدون ان‬ ‫يغادروا الدنيا من دون معتقد! واليوم‬ ‫عندما تعود مسألة التعريب للساحة‬ ‫مرة اخرى ومتارس بشكل علني‪ ،‬ويربز‬ ‫الحديث عن احراق محاصيل املواطنني‬ ‫وطردهم من اماكنهم‪ ،‬الكورد ال يرغبون‬ ‫باالعتقاد بان الحكومات العراقية‬ ‫السابقة والالحقة تسببت اكرث من اي‬ ‫عدو خارجي بتهجري وترشيد مواطني‬ ‫هذا البلد ‪ ،‬وقامت االنظمة السياسية‬ ‫املتسلطة مبامرسة القتل والتنكيل ضد‬ ‫جميع رشائح وطبقات هذا الشعب‪.‬‬ ‫وعندما قام تنظيم «داعش» االرهايب‪،‬‬ ‫باحتالل ثلث االرايض العراقية ومارس‬ ‫اكرب عمليات قتل وقام بأكرب عمليات‬ ‫ترشيد وتهجري ‪ ،‬مل يكن الشوفينيون‬ ‫يحسون باألمل تجاه ما حصل اكرب من‬ ‫أملهم من حديث الكورد عن قيامهم‬ ‫بحامية االبرياء وسكان املناطق‬ ‫الكوردستانية املستقطعة‪.‬‬ ‫منذ القدم وباملقارنة مع الظلم ضد‬ ‫الكورد ال يظلم احد يف العراق واصبح‬ ‫هذا البلد بلدا كام يقال مجازا «الكفار‬ ‫يشعرون باالىس تجاه املسلمني» فيه‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان الكورد ومن اجل‬ ‫تطبيق املادة ‪ 140‬يقومون ببذل اقىص‬ ‫جهودهم ولكن كم سنة اخرى عليهم‬ ‫ان يصربوا عىل ظلم مادة ال يقتل‬ ‫بسبب اهاملها غري الكورد وال يتم‬ ‫ترشيد احد للسبب ذاته‪ ،‬الن االخرين‬ ‫ال يؤمنون بها؟!‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫أخذ التوتر بين‬ ‫واشنطن وطهران‬ ‫منحى متصاعدا منذ‬ ‫انسحاب الواليات‬ ‫المتحدة من االتفاق‬ ‫النووي مع إيران‪ ،‬وقد‬ ‫بلغ هذا التوتر أشده‬ ‫مؤخرا بسبب الضغوط‬ ‫األميركية المتزايدة‬ ‫على طهران لتغيير‬ ‫سياستها المهددة‬ ‫لالستقرار في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬لدرجة لم‬ ‫يستبعد معها اندالع‬ ‫حرب بين الطرفين‪،‬‬ ‫األمر الذي إن حدث‬ ‫ستكون له تداعيات‬ ‫خطيرة على المنطقة‪،‬‬ ‫وخاصة على الكورد‪،‬‬ ‫حسب مراقبين‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫تحليل امريكي‬ ‫يحدد سببا الستقالل‬ ‫كوردستان عن العراق‬ ‫باندالع حرب‬ ‫بين امريكا وايران‬ ‫الكورد لهم وجود واسع موزع‬ ‫عىل عدة دول يف املنطقة‪ ،‬عىل‬ ‫رأسها تركيا حوايل ‪ 20‬مليون نسمة‪،‬‬ ‫إيران ‪ 6-4‬ماليني‪ ،‬العراق حوايل ‪6‬‬ ‫ماليني‪ ،‬وسوريا ‪ 3‬ماليني‪.‬‬ ‫وللكورد طموحات‪ ،‬وعالقات متشابكة‬ ‫يف املنطقة‪.‬‬ ‫ترتاوح هذه الطموحات ما بني‬ ‫االستقالل وتكوين كيان مستقل‪ ،‬وبني‬ ‫أقاليم ذات إدارة ذاتية‪ ،‬كام حدث يف‬ ‫إقليم كوردستان ‪ -‬العراق‪.‬‬

‫وتقول قناة «الحرة» االمريكية انه «عىل‬ ‫مدار السنوات املاضية‪ ،‬أبدت الواليات‬ ‫املتحدة تعاطفا واسعا مع الكورد وصل‬ ‫إىل حد الدعم السيايس‪ ،‬بل العسكري‬ ‫يف بعض األحيان فهي من دعم إنشاء‬ ‫إقليم كوردستان العراق خالل حرب‬ ‫الخليج األوىل‪ ،‬وها هي اآلن توفر‬ ‫دعام عسكريا كبريا لكورد سوريا‪ ،‬منذ‬ ‫اندالع الحرب األهلية يف ذلك البلد عام‬ ‫‪.»2011‬‬ ‫وعىل النقيض‪ ،‬الكورد أيضا عالقات مع‬

‫حكومات يف املنطقة‪ ،‬تقتضيها الرضورة‬ ‫واملصالح‪ ،‬حسب مراقبني‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬عند اندالع حرب مع إيران‪ ،‬كيف‬ ‫سيكون موقف الكورد؟‬ ‫يرى املحلل السيايس األمرييك مارك بريي‬ ‫أن الكورد «لن يقاتلوا من األساس‪ ،‬ال‬ ‫مع إيران وال الواليات املتحدة‪ ،‬هناك‬ ‫كرد يف إيران‪ ،‬ماذا سيحدث لهم لو‬ ‫تدخل كورد سوريا أو العراق» يف‬ ‫الحرب؟‪.‬‬ ‫ويضيف بريي ملوقع الحرة أن عامل‬ ‫«عدم الثقة» القائم بني الكورد‬ ‫والواليات املتحدة أيضا سيجعل أيضا‬ ‫األكراد مرتددين يف تقديم أي دعم‬ ‫للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫واستطرد بريي قائال‪« ،‬استبعد نشوب‬ ‫حرب بني واشنطن وطهران‪ ،‬وحتى إذا‬ ‫قامت فستكون جوية‪ ،‬ولن يكون هناك‬ ‫حاجة للكورد»‪.‬‬ ‫وال يستبعد الباحث يف معهد واشنطن‬

‫دافيد بولوك تعاون كورد سوريا مع‬ ‫أمريكا ضد إيران «ألن البديل لهم هو‬ ‫إما تركيا‪ ،‬أو نظام األسد املدعوم بقوة‬ ‫من إيران‪ .‬هم سيفضلون االنحياز‬ ‫لصالح الواليات املتحدة»‪.‬‬ ‫ويرى بولوك أن اندالع حرب مع إيران‬ ‫ميكن أن يعزز طموحات كورد سوريا‬ ‫بإنشاء «إدارة ذاتية رسمية يف شامل‬ ‫البالد عىل غرار كوردستان العراق»‪.‬‬ ‫علام بأن اإلدارة األمريكية تدافع بشكل‬ ‫غري رسمي عن هذه املواقف‪ ،‬لكن‬ ‫رشيطة قبول األتراك‪.‬‬ ‫بالنسبة لكورد العراق يرى بولوك أنهم‬ ‫سيلتزمون جانب الحياد‪ ،‬رغم أنهم‬ ‫األكرث تنظيام‪« .‬أي تدخل من جانبهم‬ ‫ستكون له تداعيات كارثية‪ ،‬ليس عىل‬ ‫كوردستان فحسب‪ ،‬بل عىل كل العراق‬ ‫بأرسه»‪ ،‬ويضيف ملوقع الحرة‪:‬‬ ‫ويقول املحلل االمرييك « أعتقد أن‬ ‫املليشيات الشيعية املوالية إليران‬

‫ستسيطر عىل العراق بشكل كامل‪..‬‬ ‫وهنا ال استعبد أن يلجأ الكورد لخيار‬ ‫االنفصال‪ ..‬لذلك أعتقد أن أكراد العراق‬ ‫سيلتزمون الصمت»‪.‬‬ ‫وقبل فرتة‪ ،‬بعثت طهران رسائل تحذير‬ ‫واضحة لكورد العراق من مغبة الوقوف‬ ‫إىل جانب االمريكيني يف أي رصاع‪.‬‬ ‫ويرى الباحث يف معهد واشنطن دافيد‬ ‫بولوك أن كورد تركيا «وضعهم معقد‬ ‫جدا بسبب انقسامهم الشديد‪ .‬ال أتوقع‬ ‫رد فعل محسوسا منهم رغم أنهم‬ ‫األغلبية يف املنطقة»‪.‬‬ ‫ويضيف أن ذات الحال ينطبق عىل‬ ‫كورد إيران الذين يعانون من «قمع‬ ‫شديد ويعتربون مواطنني من الدرجة‬ ‫الثانية‪ ،‬يف ظل معارضة إيرانية تعاين‬ ‫من الضعف»‪.‬‬ ‫ويعتقد بولوك أن الواليات املتحدة‬ ‫ستتفهم املواقف الكوردية حيال أي‬ ‫رصاع ينشب مع إيران‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫من هم البيشمركة‬ ‫البيشمركة هو املصطلح الذي يطلقه الكورد يف كوردستان لالشارة اىل القوات التي تحمي الوطن‪ ،‬ولقد مرت التسمية بمراحل‬ ‫كثرية كي تصل اىل املفهوم والشكل الحالي‪ ،‬سواء من حيث االستخدام او املعنى ‪ ،‬ولذلك نجد بان للكلمة اهمية كبرية عند‬ ‫االمة الكوردية السيما يف جنوب كوردستان حيث تم استخدام املصطلح اول مرة هنا‪ ،‬وفيما بعد اصبح هناك بيشمركة يف‬ ‫شرق وغرب كوردستان مع تحفظ على التسمية يف الغرب اىل جد ما وكذلك يف شمال كوردستان لكون الفكر القومي الكوردي‬ ‫السائد هناك يميل اىل مفهوم الثورية املاركسية لذلك هم يتبنون تسمية الثوار « شه رفان « اكثر‪.‬‬ ‫جوتيار تمر‬

‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫ومع ذلك يبقى للبيشمركة‬ ‫مكانتهم وقيمتهم الكبرية لدى‬ ‫جميع ابناء االمة الكوردية‪ ،‬لكونهم‬ ‫منذ بداية ظهورهم عُ رف عنهم ميلهم‬ ‫اىل التضحية والعمل الدؤوب وبنكران‬ ‫الذات من اجل حرية وحقوق االمة‬ ‫الكوردية‪.‬‬ ‫للبيشمركة معاين كثرية‪ ،‬ولكون االسم‬ ‫كوردي فانه صعب عىل املفرسين من‬ ‫غري الكورد فهم معنى الكلمة واالسم‬ ‫بشكل صحيح‪ ،‬فهناك من قال بانها‬ ‫تعني الفدائيني ‪ ،‬وهناك من فرسها عىل‬ ‫انها تعني املقاتلني االشداء‪ ،‬والبعض‬ ‫قال بان البيشمركة اسم يطلقه الكورد‬ ‫عىل املقاتلني الذين « يواجهون املوت‬ ‫«‪ ،‬ولكن يبقى للكلمة بريقها ورونقها‬ ‫بلغتها االصلية النها بنظر اصحاب اللغة‬ ‫تطلق عىل االنسان الذي يعمل بنكران‬ ‫الذات مضحيا بحياته وكل ما ميلك‬ ‫من اجل تحقيق اهداف امته وتحرير‬ ‫كوردستان من االحتالل الذي فرض عليه‬ ‫وفق معاهدات وصفقات دولية واقليمية‬ ‫السيام بعد كل من مؤمتري سيفر ولوزان‪.‬‬ ‫فالبيشمركة باللغة الكوردية تتكون من‬ ‫مقطعني االول « بيش « وتعني االمام‪،‬‬ ‫والثاين « مرك « وتعني املوت ‪ ،‬لذا ميكن‬ ‫تفسريها عىل انها تحدي املوت او امام‬ ‫املوت‪ « ،‬تيمناً بتاريخهم الحافل باملعارك‬ ‫والقتال والشجاعة والبسالة وذلك يف‬ ‫حربهم لنيل الحرية وإعالن دولتهم‬ ‫الخاصة ‪.‬‬ ‫تذهب غالبية االراء اىل ان الظهور‬

‫الحقيقي للبيشمركة كان بعد اعالن املال‬ ‫مصطفى البارزاين الحرب عىل حكومة‬ ‫عبدالكريم قاسم بعد توتر العالقة بينهام‪،‬‬ ‫وذلك حني تجاهل االخري املطالب التي‬ ‫رفعها البارزاين باسم الكورد اىل حكومته‪،‬‬ ‫ولكن ذلك اليعد الرأي الراجح من حيث‬ ‫الدالئل والقرائن التاريخية التي سبقت‬ ‫تلك املرحلة بعقود كثرية‪ .‬حيث يذهب‬ ‫البعض اىل ان قوات البيشمركة هي‬ ‫من اقدم القوات املسلحة يف ما يسمى‬ ‫بالعراق الحايل حيث يعود تأسيسها‬ ‫اىل عرشينيات القرن العرشين‪ ،‬مبعنى‬ ‫قبل سقوط الدولة العثامنية وانهيارها‪،‬‬ ‫مع وجود دالئل تؤكد بانه كان للكورد‬ ‫قوات قبلية نشأت يف تسعينيات القرن‬ ‫التاسع عرش‪ ،‬حيث غلب يف تلك الحقبة‬ ‫الزمنية املفهوم القبيل القومي عىل اغلب‬ ‫القوميات يف الرشق االوسط‪ ،‬وهناك من‬ ‫يرى بأن الكورد كباقي شعوب العامل‬ ‫يكافحون من اجل بناء دولة خاصة‬ ‫بهم‪ ،‬والتخلص من التبعية التي فرضتها‬ ‫االجندات الدولية واملصالح الدولية حني‬ ‫الحقتهم بدول عنرصية ذات طابع قومي‬ ‫رشس‪ ،‬فانهم كانوا ومازالوا يحتاجون اىل‬ ‫قوات عسكرية منظمة ومدربة ومسلحة‬ ‫باسلحة متطورة‪ ،‬وهذه القوات هي التي‬ ‫سميت منذ تلك الحقبة بالبيشمركة‪،‬‬ ‫وميكن ارجاع تشكيلها اىل سنة ‪1889‬‬ ‫حيث كانوا وقتها مجرد قوات قبائل‬ ‫لحامية حدود الدولة العثامنية‪ ،‬وبعدما‬ ‫سقوط الدولة العثامنية اصبحت تلك‬ ‫القوات اكرث تنظئام واقوى واكرث عدداً‪،‬‬ ‫السيام حني بدأ الكفاح الكوردي املسلح‬ ‫ضد املستعمرين الرضهم وضد اصحاب‬ ‫املصالح ممن قسموا كوردستان اىل اربعة‬

‫اجزاء بعد معاهديت سيفر ‪ 1921‬ولوزان‬ ‫‪.1923‬‬ ‫تظهر الحقائق التاريخية ان الكورد قاوموا‬ ‫الكثري من الدول االجنبية ممن عملوا عىل‬ ‫تأصيل عملية التقسيم وابعاد الكورد عن‬ ‫مساعيهم لتأسيس دولة قومية مستقلة‪،‬‬ ‫وبعيداً عن الظروف واالسباب سواء‬ ‫الداخلية التي تخص الكورد انفسهم من‬ ‫تشتت وعدم وجود قيادة موحدة وكذلك‬ ‫التبعية الجندات خارجية للحفاظ عىل‬ ‫املصالح الحزبية فان تاريخ البيشمركة‬ ‫الميكن انكاره يف خوض معارك طاحنة‬ ‫مع االتراك من جهة‪ ،‬والفرس من جهة‬ ‫اخرى واالعراب ‪-‬الدول العربية كالعراق‬ ‫وسوريا ‪ -‬من جهة اخرى ‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫املعارك مع االنكليز حني كانوا يسيطرون‬ ‫عىل املنطقة الكوردية‪ ،‬ورسيا القيرصية‬ ‫ايضا‪ ،‬وعىل مر التاريخ والكفاح الكوردي‬ ‫املسلح فقط تواترت االحداث وتغريت‬ ‫املعطيات وبقي املقاتلون الكورد بنظر‬ ‫االمة الكوردية مقدسني‪ ،‬لذا من الصعب‬ ‫جدا تحديد الفرتة التي ميكن اعتبارها‬ ‫التأسيس الحقيقي للبيشمركة باعتبار‬ ‫ان الكورد يطلقون عىل مقاتليهم تلك‬ ‫التسمية‪ ،‬ولكن مع ذلك ومن خالل‬ ‫تتبع الدالئل التاريخية للتسمية نفسها‬ ‫كمصطلح ميكن اعتبار الفرتة التي سعت‬ ‫فيها الحركة التحررية الكوردية لنيل‬ ‫حقوقها يف ما ميىس بدولة العراق الحالية‬ ‫هي البداية الفعلية لظهور التسمية وليس‬ ‫الكفاح املسلح ضد الحكومات املتعاقبة‬ ‫واالطراف التي احتلت كوردستان وارايض‬ ‫الكورد‪ ،‬ولذلك توجد اراء كثرية حول‬ ‫كيفية ظهور التسمية حيث يرى الدكتور‬ ‫محمد زايد ‪ -‬أستاذ الشؤون الكوردية‬

‫بجامعة األزهر ‪ -‬إن أحد افراد قوات‬ ‫البيشمرگه القدماء أخربه إنه يف عام‬ ‫‪1933‬م‪ ،‬كانت إيران تقوم بحمالت‬ ‫عسكرية شديدة ضد الحركة الكوردية‬ ‫التحررية‪ ،‬فتدارس زعامء الحركة األمر‪،‬‬ ‫وتوصلوا إىل أنه ال بد من تشكيل‬ ‫جيش وقوات نظامية بهدف تنسيق‬ ‫النضال من أجل التحرر ‪ ،‬واثناء نقاشهم‬ ‫حول التسمية قال البعض “الفرسان”‪،‬‬ ‫وبعضهم قال “املقاتلون”‪ ،‬وبعضهم قال‬ ‫“الفدائيون”‪ ،‬وبعضهم قال “املناضلون”؛‬ ‫يف أثناء ذلك كان الساعي أو العامل الذي‬ ‫يعد القهوة لهم‪ ،‬ويدعى أحمد دسامل‪،‬‬ ‫يستمع ملا يقولون‪ ،‬فحني دخل عليهم‬ ‫سألوه باعتباره ايضاً احد افراد البيشمركة‬ ‫فاقرتح عليهم اسم‪“ :‬بيشمرگه” حيث‬ ‫نال االسم إعجابهم وموافقتهم‪ ،‬ومن‬ ‫هنا جاءت التسمية‪ ،‬ويف رأي اخر مقارب‬ ‫لهذه الرواية ويف نفس الفرتة الزمنية‬ ‫اي اثناء الرصاع املحتدم مع االيرانيني‬ ‫الفرس اجتمعت القيادة الكوردية للعمل‬ ‫عىل تنظيم قواتها واطالق تسمية عليها‪،‬‬ ‫حيث كان القايض محمد واصدقائه‬ ‫يخططون لتأسيس جمهورية كوردستان‪،‬‬ ‫وهناك واثناء التباحث ذكرت احدى‬ ‫النساء الكورديات الاليت شاركن يف العمل‬ ‫السيايس وقتها‪ ،‬ان احد افراد ارستها قد‬ ‫ضحى بروحه من اجل القضية الكوردية‬ ‫« مه رك بيشكر « فاتفق الحارضون‬ ‫عىل تسمية « بيشمركة» مستوحني من‬ ‫كالمها‪ ..‬يف حني هناك رأي اخر يذهب‬ ‫اىل انه عندما تأسست قوات البيشمركة‬ ‫يف بداية عرشينيات القرن العرشين‪،‬‬ ‫كمجموعات مقاتلة‪ ،‬قد شاع استخدام‬ ‫اسم البيشمركة بعد أن أطلقه السيايس‬

‫من خالل تتبع الدالئل‬ ‫التاريخية للتسمية نفسها‬ ‫كمصطلح يمكن اعتبار الفرتة‬ ‫التي سعت فيها الحركة‬ ‫التحررية الكوردية لنيل‬ ‫حقوقها يف ما يمسى بدولة‬ ‫العراق الحالية هي البداية‬ ‫الفعلية لظهور التسمية‬

‫واملثقف الكوردي إبراهيم أحمد عىل‬ ‫الجناح العسكري للحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردي الذي شارك يف تأسيسه مام‬ ‫يعني بعد عام ‪ ،1946‬السيام وان‬ ‫البارزاين مؤسس الحزب كان ممن التحق‬ ‫مبا يقارب االلفني مقاتل من البيشمركة‬ ‫بجمهورية كوردستان يف مهاباد التي‬ ‫ترأسها القايض محمد‪ ،‬وهناك رأي اخر‬ ‫يذهب اىل التسمية ظهرت اىل الوجود‬ ‫يف ايلول سبتمرب ‪ ،1961‬عندما ثار املال‬ ‫مصطفى البارزاين ضد حكومة عبدالكريم‬ ‫قاسم‪ ،‬مطالباً مبعاملة املنطقة الكوردية‬ ‫معاملة خاصة واالهتامم بوضعها‬ ‫املتخلف اقتصادياً واجتامعياً وتعليمياً‪،‬‬ ‫عىل هذا االساس فان غالبية االراء تجعل‬ ‫من الحركة التحررية التي قادها البارزاين‬ ‫هي املحطة االبرز لظهور التسمية وذلك‬ ‫ما يدفعنا اىل القول بان مشاركة البارزاين‬ ‫يف دعم الحركات السياسية واملسلحة‬ ‫التي قادها الشيخ محمود الحفيد ‪1919‬‬ ‫تعد البداية الحقيقية لظهور البيشمركة‬ ‫وتسميتهم عىل الصعيد املحيل « جنوب‬ ‫كوردستان « حيث ان تلك القوات‬

‫ناضلت فيام بعد الحكومات العراقية‬ ‫يف العهد املليك كام ناضلت ضد االنكليز‬ ‫والحكومات العراقية يف اكرث من معركة‬ ‫وانتفاضة‪ ،‬السيام بني اعوام ‪،1945-1940‬‬ ‫واستمرت يف نضالها وكفاحها اىل ان‬ ‫مابعد حكومة عبدالكريم قاسم‪ .‬حيث‬ ‫شهدت قوات البيشمركة تطورات نوعية‬ ‫بعد التحاق عدد كبري من ضباط الجيش‬ ‫العراقي من الشيوعيني والقاسميني بها‪،‬‬ ‫فتطورت تشكيالت البيشمركة واتسعت‪.‬‬ ‫استمر النضال والكفاح املسلح لقوات‬ ‫البيشمركة ضد الحكومات العراقية‬ ‫املتعاقبة‪ ،‬ومر ذلك النضال مبراحل‬ ‫تاريخية عديدة وبظروف داخلية‬ ‫واقليمية متغرية ساهمت بشكل واخر‬ ‫يف تقوية جبهات البيشمركة احياناً ويف‬ ‫احيان اخرى يف اضعافها‪ ،‬السيام بعد‬ ‫اتفاقية الجزائر ‪ 1975‬حيث تخلت ايران‬ ‫وقتها عن دعم البيشمركة يف حربهم ضد‬ ‫الحكومة العراقية‪ ،‬ولكن ذلك مل مينع‬ ‫ابدا ان تظهر بني فرتة اخرى قطاعات من‬ ‫البيشمركة لرضب االهداف العسكرية‬ ‫العراقية بالذات‪ ،‬معلنة وجودها وعدم‬ ‫انتهائها‪ ،‬السيام بعد ان ظهرت احزاب‬ ‫وحركات كوردية اخرى عىل الساحة‬ ‫يف جنوب كوردستان‪ ،‬حيث اصبحت‬ ‫التوجهات الفكرية واأليدولوجية‬ ‫للبيشمركة ترتبط باألحزاب والحركات‬ ‫التي تنتمي إليها‪ ،‬وتراوحت األطر‬ ‫الفكرية لالحزاب الكوردية بني القومية‬ ‫واليسارية واإلسالمية‪ ،‬ومتثل إقامة دولة‬ ‫مستقلة للكورد الخيط الناظم بني كل‬ ‫هذه األطر األيدولوجية‪ ،‬والهدف السامي‬ ‫الذي مازال البيشمركةيناضل ويضحي‬ ‫بنفسه وباغىل ما لديه من اجل تحقيقه‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬ليس من باب‬ ‫التشاؤم وإنما للحذر والحيطة‪،‬‬ ‫مرعب مستقبل المنطقة الكردية‪،‬‬ ‫من عدة أجه‪ ،‬أهمها‪ :‬احتمالية‬ ‫أن تقوم روسيا في قادم األيام‪،‬‬ ‫فيما إذا جرت األمور بعكس ما‬ ‫تخططه‪ ،‬ولحماية محميتها‪،‬‬ ‫بقصف مناطق تواجد القوات‬ ‫الكردية أو قوات قسد‪ ،‬مثل عين‬ ‫عيسى أو حول الطبقة والرقة‬ ‫وغيرها‪ ،‬ولن يكون غريبا توقع‬ ‫صدور تهديد‪ ،‬مشابه لبيانهم‬ ‫الموجه إلى مؤتمر العشائر في‬ ‫مدينة عين عيسى‪ ،‬للمدن الكردية‬ ‫مثل قامشلو والحسكة وغيرهما‪،‬‬ ‫فالتصريحات والتعليقات الصادرة‬ ‫من الشخصيات العروبية‪ ،‬أثناء‬ ‫ملتقى رؤساء العشائر العربية‬ ‫في قرية جرمز بريف قامشلو‬ ‫بتاريخ ‪2019/5/3‬م‪ ،‬تحمل في‬ ‫طياتها بدايات للتهديدات الروسية‬ ‫المتوقعة‪ ،‬فظهورهم وبهذه‬ ‫العنجهية وعلى مقربة من مقر‬ ‫اإلدارة الذاتية‪ ،‬واتهامهم البعض‬ ‫من الكرد بالتعامل مع أمريكا‬ ‫واعتبارها خيانة للوطن‪،‬‬

‫هل سيكون الكورد حطب الصراع‬ ‫الروسي األمريكي‬

‫د‪ .‬محمود عباس‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬

‫ويحرضون عىل االنفصال‪ ،‬وعليه‬ ‫ال يستبعد أن تكون روسيا وراء‬ ‫هذا التجمع بشكل أو أخر‪ ،‬وهذه تتامثل‬ ‫مع ما فعلته تركيا قبل احتاللها لعفرين‬ ‫وأساليب استخدامها للفصائل العسكرية‬ ‫العربية املعارضة‪.‬‬ ‫ال شك‪ ،‬روسيا تتدخل يف أدق التفاصيل‬ ‫الجارية يف سوريا‪ ،‬وتتعامل مع قضاياها‬ ‫كإحدى محمياتها‪ ،‬وتكاد أن تجردها من‬ ‫الهيمنة عىل أبسط قراراتها الداخلية‪ ،‬وقد‬ ‫تبينت هذه بشكل أوضح عند إصدارها‬ ‫البيان العدايئ ضد ملتقى العشائر‬ ‫العربية‪-‬الكردية يف عني عيىس‪ ،‬وتناسيها‬ ‫التلميح فيام بعد إىل مثيلته املنعقد يف‬ ‫قرية جرمز‪ ،‬وعىل األغلب‪ ،‬أنها حرضت‬ ‫السلطة عىل عقده‪ ،‬بتكليفهام للمربع‬ ‫األمني يف قامشلو‪ ،‬والذي كشف عىل أن‬ ‫نظام األسد ال يزال يحكم جزء واسع من‬ ‫رشقي الفرات‪ ،‬رغم الوجود األمرييك‪،‬‬ ‫أي مبا معناه أن لروسيا سيطرة ما عىل‬ ‫املنطقة الكردية‪ ،‬وأنه بإمكانها‪ ،‬بتحريض‬ ‫السلطة اليوم وليس بعد الخروج األمرييك‬ ‫خلق الفوىض والدمار قدر ما يستطيع‪،‬‬ ‫وعن طريق الخاليا البعثية والعشائر‬ ‫العربية املوالية للنظام‪ ،‬واملربع األمني يف‬ ‫قامشلو والحسكة‪ ،‬والذي ميلك إمكانيات‬ ‫التحرك بقوة أو كام يقال أنه مستحكم‬ ‫بأهم أمور املنطقة بشكل غري مبارش‪،‬‬ ‫وبسند من القوات العسكرية السورية‬ ‫املنترشة عىل اطراف املدينتني‪ .‬والغريب‪،‬‬ ‫وحيث وجه التناقض‪ ،‬أن هذا الحضور‬

‫العسكري للسلطة ال يتعارض والوجود‬ ‫األمرييك يف نفس املنطقة‪ ،‬وال مع القوات‬ ‫الكردية أو قوات سوريا الدميقراطية‪،‬‬ ‫والتي عىل األرجح يتم التوافقات أو‬ ‫تبادل املعلومات العسكرية بينهم عن‬ ‫طريق اإلدارة العسكرية الروسية يف‬ ‫سوريا‪ ،‬وهذا ما رصح به جيمس جيفري‬ ‫يف واشنطن قبل شهر‪ ،‬وكذلك يف ‪ 15‬أذار‬ ‫املايض يف بروكسل‪.‬‬ ‫ما بني امللتقيني أبعاد وأجندات‪ ،‬غلب‬ ‫عىل األول املنعقد ضمن املنطقة الكردية‪-‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬وبحامية سلطة كردية أو كام‬ ‫يقال اإلدارة الذاتية‪ ،‬حمل البعد الوطني‪،‬‬ ‫ولرمبا عكست بعض املصالح األمريكية‪،‬‬ ‫ولذلك برز العداء الرويس له معتربة إياها‬ ‫محاولة لتقويض منصة آستانا‪ ،‬وبالتايل‬ ‫اندرجت ضمن رصاع املصالح واألجندات‬ ‫بني روسيا وأمريكا‪ .‬ومن املتوقع يف‬ ‫املستقبل تصاعد التضارب بني مصالحهام‬ ‫يف املنطقة الكردية‪ ،‬والبيان الرويس مؤرش‬ ‫ملا مر معنا يف املقدمة‪ ،‬وبطبيعة الحال‬ ‫سيكون الكرد وقود هذا الرصاع‪ ،‬وهم‬ ‫الخارس األول واألكرب‪ ،‬وبالتايل لرمبا ينتظر‬ ‫منطقتنا مستقبل مرعب‪ ،‬وهذا ما يحثنا‬ ‫أن نطالب كل القوى الكردية وبشكل‬ ‫خاص الـ ب ي د واإلدارة الذاتية العمل‬ ‫عىل إنجاح املرشوع الفرنيس‪ ،‬حتى ولو‬ ‫افرتضنا أن أمريكا ال تساندها بشكل‬ ‫مبارش حاليا‪.‬‬ ‫والثاين‪ ،‬كرد مبارش عىل األول‪ ،‬واملنعقد‬ ‫عىل بعد كيلومرتات قليلة من مراكز‬ ‫اإلدارة الذاتية‪ ،‬والقواعد العسكرية‬ ‫األمريكية‪ ،‬غلب عليه الطابع العرويب‬ ‫العنرصي بامتياز‪ ،‬وعكست األجندات‬

‫الروسية‪-‬السلطة تحت الشعارات البعثية‬ ‫العروبية‪ ،‬وصدر منه نداءات ضد الوجود‬ ‫الكردي‪ ،‬مع تهديدات مبارشة‪ ،‬واتهامات‬ ‫عنيفة‪ ،‬كاالنفصالية‪ ،‬وتقسيم سوريا‪،‬‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫ال خالف عىل أنه يف واجهة الرصاع الرويس‬ ‫األمرييك‪ ،‬تظهر السلطة‪ ،‬واملعارضة‪،‬‬ ‫والكرد‪ ،‬األقطاب السورية الثالثة‪،‬‬ ‫لكن وجودهم وزوالهم كقوى مرهون‬ ‫بحامتهم‪ ،‬ال ميكنهم التحرك أو فرض‬ ‫رشوط أو حضور مؤمترات أو حوارات‬ ‫حول سوريا بدونهم‪ ،‬فمثلام أضطر‬ ‫النظام االلتزام برشوط روسيا وإيران‬ ‫وتقبلت وعىل مضض أن تكون محمية‪،‬‬ ‫كذلك املعارضة‪ ،‬لضعفها ورغم رصاعها‬ ‫مع روسيا الحامية ألردوغان‪ ،‬تكالبت‬ ‫لتصبح محمية تركية‪ ،‬وليس فقط قبلت‬ ‫بل تعمل جاهدة أن تكون سوريا كوطن‬ ‫وشعب وقوى سياسية وعسكرية تابعة‬ ‫لها‪ .‬وهكذا الكرد (أطراف اإلدارة الذاتية)‬ ‫بحثوا يف كل األوجه‪ ،‬إىل أن استقروا تحت‬ ‫الخيمة األمريكية‪ ،‬للحفاظ عىل كيانهم‬ ‫السيايس والدميغرايف‪ ،‬وفيام بعد اإلداري‪-‬‬ ‫العسكري‪ ،‬ألنهم كانوا الحلقة األضعف‬ ‫يف املحافل الدولية‪ ،‬ولثقل قضيتهم‪،‬‬ ‫وتشعباتها املتجاوزة من مجرد شعار لـ‬ ‫(إسقاط النظام) عند نهوض الشعب يوم‬ ‫كانت ثورة يف بداياتها السلمية‪ ،‬أو تغيري‬ ‫السلطة‪ ،‬لذلك حاول هؤالء البعض من‬ ‫الكرد االحتامء بروسيا‪ ،‬وحينها أظهرت‬ ‫للعامل وكأنها تحتضن الكرد وقضيتهم يف‬ ‫سوريا‪ ،‬وملحت إىل ما يشبه الفيدرالية‪،‬‬ ‫لكنها يف الواقع كانت متذبذبة لبعض‬ ‫التوقعات املرتبطة بالتحوالت الجارية‬

‫ما بني تركيا وأمريكا والناتو‪ ،‬ومتهلت قبل‬ ‫أن تتخىل عنهم كقوى عسكرية وإدارية‪،‬‬ ‫ومل تحرك ساكنا يوم كانت داعش تطرق‬ ‫أبواب معظم املدن الكردية‪ .‬وعندما‬ ‫حلت تركيا يف أحضان روسيا‪ ،‬وظل الكرد‬ ‫لفرتة بني نريان معظم القوى املتصارعة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وعندما دعت املصلحة األمريكية‬ ‫التدخل يف سوريا‪ ،‬بعد محاوالتها الفاشلة‬ ‫مع القوى العربية استقر رأيهم االعتامد‬ ‫عىل القوات الكردية املوجودة‪ ،‬واملالمئة‬ ‫كقوة عسكرية وعىل منطقتهم كطبيعة‬ ‫جغرافية‪ ،‬وبدأت املسرية معهم بعد‬ ‫مجريات أحداث مدينة كوباين ومحاربة‬ ‫داعش‪ ،‬ومن حينها تحولت جنوب غريب‬ ‫كردستان إىل محمية أمريكية‪.‬‬ ‫وهنا نتحدث عن مصري أمة تتأمر عليها‬ ‫كل القوى حتى تلك املختلفة واملتناحرة‬ ‫بني بعضها‪ ،‬كرتكيا وإيران‪ ،‬السلطة‬ ‫واملعارضة التكفريية‪ ،‬لذلك تقبل بعض‬ ‫األطراف الكردية الحامية األمريكية ال‬ ‫تتعارض والوطنية‪ ،‬بقدر ما هو احتامء‬ ‫بقوة كربى قد تحافظ عليهم ككيان‬ ‫وشعب وقضية‪ ،‬وهي ال تختلف عن قبول‬ ‫السلطة الحامية اإليرانية وامليليشيات‬ ‫الشيعية وحزب الله‪ ،‬وعرضها سوريا‬ ‫كمحمية روسية مع تقديم امتيازات ال‬ ‫حدود لها‪ .‬وكذلك تقبل املعارضة بكل‬ ‫فصائلها الرشوط الرتكية‪-‬القطرية‪ ،‬وقبلها‬ ‫السعودية بكل مساوئهم‪.‬‬ ‫ويف الواقع ويف معظم املواقف‪ ،‬تبينت‬ ‫أن القوى الكردية املحتمية بأمريكا‬ ‫أو املتعاملة مع املعارضة‪ ،‬هم القوى‬ ‫الوطنية الوحيدة والصادقة مع الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬فبعضهم شكلوا قوات متثل‬

‫«‬

‫في معظم المواقف‪ ،‬تبينت‬ ‫أن القوى الكردية المحتمية‬ ‫بأمريكا أو المتعاملة مع‬ ‫المعارضة‪ ،‬هم القوى الوطنية‬ ‫الوحيدة والصادقة مع‬ ‫الشعب السوري‪ ،‬فبعضهم‬ ‫شكلوا قوات تمثل معظم‬ ‫أصناف المجتمع السوري‪،‬‬ ‫رغم تحفظنا على كثيره‪،‬‬ ‫وآخرون ظلوا معارضة صادقة‬ ‫ضمن اإلتالف رغم كل بشائع‬ ‫األخيرة بحق الكرد‪.‬‬

‫«‬

‫معظم أصناف املجتمع السوري‪ ،‬رغم‬ ‫تحفظنا عىل كثريه‪ ،‬وآخرون ظلوا معارضة‬ ‫صادقة ضمن اإلتالف رغم كل بشائع‬ ‫األخرية بحق الكرد‪ .‬وعليه‪ ،‬ال يوجد كثري‬ ‫اختالف حول القضية السورية بني تركيا‬ ‫وروسيا وإيران وأمريكا‪ ،‬بل وإرسائيل‪،‬‬ ‫فيام لو تدخلت بشكل مبارش يف سوريا‪،‬‬ ‫حتى ولو كان البعض يدعي االعرتاف‬ ‫الرشعي أو الرسمي الدويل أو العمل عىل‬ ‫إسقاط أو تغيري نظام دكتاتوري‪.‬‬ ‫وهنا أسئلة عدة تطفو‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ 1‬هل هناك متايز بني التعامل الرتيك‬‫مع امللف الكردي عن الرويس يف الفرتة‬ ‫األخرية؟ وهل تحافظ قوى املعارضة‬ ‫عىل األبعاد الوطنية أكرث من النظام؟ بل‬ ‫هل ظل يشء أسمها الوطنية يف سجالت‬ ‫الطرفني؟ وهل النظام واملعارضة أكرث‬ ‫حرصا عىل الوحدة السورية من القوى‬

‫الكردية؟‬ ‫‪ 2‬ملاذا ال يصدر النظام بيانات تنديد‬‫بالتدخالت الرتكية يف شامل سوريا‪،‬‬ ‫املنطقة الكردية‪ .‬وما هي حجم التمدد‬ ‫الشيعي اإليراين يف املنطقة؟‬ ‫‪ 3‬ما هو املوقف الرويس من القضية‬‫الكردية يف سوريا‪ ،‬ليس حاليا‪ ،‬بل يف‬ ‫املستقبل‪ ،‬وهل ستظل مرصة عىل فرض‬ ‫السلطة املركزية؟‬ ‫ما حجم التجهيزات الالمرئية‬ ‫‪4‬‬‫للعشائر والقوى العربية يف املنطقة‪،‬‬ ‫للطعن يف الوجود الكردي عند حلول‬ ‫الظروف املالمئة؟‬ ‫‪ 5‬ملاذا يتم الرتكيز من قبل السلطة‬‫عىل مفهوم االنفصال يف املنطقة الكردية‬ ‫بالتحديد‪ ،‬يف الوقت الذي تكاد مناطق‬ ‫السنة أن تكون شبه مستقلة‪.‬‬ ‫فام ذكر تؤدي بنا إىل طرح األسئلة التالية‬ ‫واملهمة بالنسبة لنا‪:‬‬ ‫‪ 1‬ما هو مستقبلنا ككرد ومنطقتنا‪،‬‬‫شامل ورشقي سوريا ويف مقدمتها عفرين‪،‬‬ ‫أي جنوب غريب كردستان‪ ،‬وهل سنكون‬ ‫حطب للرصاع الرويس األمرييك؟‬ ‫‪ 2‬هل نحن أمام موجة رصاع من نوع‬‫جديد ظهر أو سيظهر عىل مرسح سوريا‪،‬‬ ‫أحد طرفيها‪ ،‬عرويب‪-‬تريك‪-‬إيراين مدعوم‬ ‫روسيا‪ ،‬وكردي‪-‬عريب مدعوم أمريكيا؟‬ ‫‪ 3‬أليس كل هذا يتم بتخطيط رويس‬‫كتكتيك إلخراج أمريكا من سوريا‪،‬‬ ‫وتحجيم دور أدواتها وبالتايل مصالحها‪،‬‬ ‫كأوراق ضغط عىل الوجود األمرييك‪،‬‬ ‫وبالتايل تضطر روسيا التحرك ضدنا‪ ،‬أو‬ ‫لتقزيم قضيتنا ضمن سلطة مركزية رمبا‬ ‫بحقوق ثقافية؟‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪22‬‬ ‫نرشت مجلة «نيوزويك» تقريرا‬ ‫ملراسلها جيسون ليمون‪ ،‬يقول‬ ‫فيه إنه تم افتتاح كنيسة إنجيلية‬ ‫للمسلمني املتحولني يف بلدة كوباين‬ ‫الكوردية يف سوريا‪ ،‬التي كانت قد‬ ‫حورصت من تنظيم داعش‪.‬‬ ‫ويورد التقرير‪ ،‬عن املصلني يف الكنيسة‪،‬‬ ‫قولهم إن تجربة الحرب‪ ،‬والتفسري‬ ‫القمعي واملتطرف لإلسالم من جانب‬ ‫تنظيم الدولة‪ ،‬كانت عوامل أدت دورا‬ ‫يف قرارهم التحول عن ديانتهم‪ ،‬بحسب‬ ‫«رويرتز»‪ ،‬مشريا إىل أن علامء املسلمني‬ ‫يف أنحاء العامل شجبوا تفسري تنظيم‬ ‫الدولة لإلسالم‪ ،‬إال أن إميان البعض‬ ‫يف مجتمع كوباين تأثر بسبب عنف‬ ‫املتطرفني‪.‬‬ ‫وينقل ليمون عن مؤسس الكنيسة‬ ‫اإلنجيلية يف كوباين عمر فراس‪ ،‬قوله‬ ‫«بعد الحرب مع تنظيم الدولة‪ ،‬أصبح‬ ‫الناس يبحثون عن الطريق الصحيح‪،‬‬ ‫والنأي بأنفسهم عن اإلسالم‪ ..‬كان الناس‬ ‫خائفني وشعروا بالضياع»‪ ،‬وأشار إىل‬ ‫أنه مرحب بأي شخص من املجتمع أن‬ ‫ينضم للصلوات الصغرية التي تتنامى‪،‬‬ ‫حيث هناك إىل اآلن حوايل ‪ 80‬إىل ‪100‬‬ ‫مصل من حوايل ‪ 20‬عائلة انضمت إىل‬ ‫الكنيسة‪.‬‬ ‫وتشري املجلة إىل أن املسيحيني‪ ،‬سواء‬ ‫كانوا بروتوستانت أو أروثوذوكس أو‬ ‫كاثوليك‪ ،‬يشكلون أقلية يف أنحاء الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬إال أن املجتمعات املسيحية‬ ‫عاشت يف أنحاء املنطقة كلها‪ ،‬حيث‬

‫بدأت الديانة منذ ألفي عام‪ ،‬الفتة إىل‬ ‫أن املسيحيني واجهوا يف الوقت ذاته‬ ‫اضطهادا كبريا‪.‬‬ ‫ويلفت التقرير إىل أن تنظيم الدولة‬ ‫وغريه من التنظيامت املتطرفة‬ ‫استهدف الكنائس واملواقع املقدسة‬ ‫لدى املسيحيني يف السنوات األخرية‪،‬‬ ‫مشريا إىل أن الهجامت عىل املسيحيني‬ ‫وأماكن عبادتهم هزت مرص‪ ،‬حيث‬ ‫يشكل املسيحيون األقباط ‪ 10%‬من‬ ‫عدد السكان‪ ،‬باإلضافة إىل أن أعدادا‬ ‫كبرية من مسيحيي العراق هربوا بعد‬ ‫الغزو األمرييك عام ‪ ،2003‬حيث قامت‬ ‫املجموعات املتطرفة باستهدافهم‪،‬‬ ‫ويقدر البعض أن ‪ 80%‬من مسيحيي‬ ‫العراق غادروا البلد‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب‪« :‬لطاملا أثار الزعامء‬ ‫الغربيون واملنظامت الحقوقية‬ ‫مخاوفهم حول اضطهاد املسيحيني يف‬ ‫الرشق األوسط‪ ،‬خاصة يف الدول ذات‬ ‫الغالبية اإلسالمية يف املنطقة‪ ،‬كام أن‬ ‫أمريكا وغريها من البلدان سهلت‬ ‫تاريخيا منح اللجوء للمسيحيني الفارين‬ ‫من االضطهاد من تلك البلدان»‪.‬‬ ‫وتستدرك املجلة بأن إدارة ترامب‪ ،‬التي‬ ‫فرضت منعا عىل املسافرين من سوريا‬ ‫وإيران واليمن وليبيا والصومال‪ ،‬أبقت‬ ‫املسيحيني وأقلياتهم يف املنطقة‪ ،‬مشرية‬ ‫إىل أن ما سمي «حظر عىل املسلمني»‬ ‫أثر عىل املسيحيني وغريهم من األقليات‬ ‫يف تلك البلدان‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن سفري وزارة الخارجية‬

‫افتتاح كنيسة انجيلية‬ ‫لمسلمين متحولين في مدينة كوردية‬

‫للحرية الدينية سام براونباك‪ ،‬قوله‬ ‫لصحيفة «العريب الجديد» يف ترشين‬ ‫األول‪ /‬أكتوبر‪« :‬يف املايض رأينا أن تلك‬ ‫كانت مجرد هجرة جامعية ‪-‬للمسيحيني‬ ‫بالذات‪ -‬من الرشق األوسط‪ ،‬ويف املايض‬ ‫كان األمر دامئا مقبوال‪ ،‬فلنمنح هؤالء‬ ‫الناس اللجوء يف الغرب‪ ،‬سواء كان يف‬ ‫أوروبا أو كندا أو أمريكا أو أسرتاليا»‪.‬‬ ‫وأضاف براونباك‪« :‬ال تزال الهجرة‬ ‫متنح‪ ،‬لكن ما حصل اآلن هو أن اإلدارة‬ ‫تدخلت وقالت نريد أن نكون قادرين‬ ‫عىل السامح لتلك املجتمعات التاريخية‬ ‫بأن تتمكن من البقاء يف املنطقة‪ ،‬وأن‬ ‫تكون قادرة عىل العيش بأمان وحرية»‪.‬‬ ‫ويورد ليمون نقال عن املتحولني حديثا‬ ‫يف كوباين‪ ،‬قولهم لـ»رويرتز»‪ ،‬إنهم‬ ‫ال يزالون قلقني حول ردود الفعل‬ ‫السلبية من املحافظني يف مجتمعهم‪،‬‬ ‫الفتا إىل أن عددا من سكان كوباين‬ ‫انتقدوا الكنيسة الجديدة‪ ،‬مشريين إىل‬ ‫أن أعضاء الكنيسة يحاولون ببساطة‬ ‫االستفادة ماديا وقبض املساعدات من‬ ‫خالل هذا التحول‪.‬‬ ‫وتختم «نيوزويك» تقريرها باإلشارة‬ ‫إىل قول ناسان‪ ،‬وهو مسلم مطبق‬ ‫لتعاليم دينه‪ ،‬لوكالة األنباء‪« :‬قد يكون‬ ‫األمر رد فعل لتنظيم الدولة‪ ..‬لكنني ال‬ ‫أستطيع أن أرى اإليجابيات‪ ..‬إنه فقط‬ ‫يضيف بعدا دينيا وطائفيا آخر وهو‬ ‫أمر‪ ،‬يف مجتمع كهذا‪ ،‬سيؤدي إىل املزيد‬ ‫من التوتر»‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬ ‫الندافة مهنة من املهن الشائعة‬ ‫التي اشتهرت وعرفت يف اغلب‬ ‫مدن العراق‪ ،‬رغم ان املناطق الشعبية‬ ‫اكرث تعام ًال معها‪.‬‬ ‫وقد حافظت هذه املهنة عىل نفسها‬ ‫امام التطورات التقنية لآلالت الحديثة‪،‬‬ ‫وبقيت تتنفس الحياة من جيل اىل آخر‬ ‫عرب التوارث من االباء اىل االبناء‪.‬‬ ‫والنداف هو الشخص الذي يهيئ لنا‬ ‫مستلزمات الراحة لجميع املفروشات‬ ‫من وسائد ومنادر ولحف وجودليات‪.‬‬ ‫وبهذا التعريف لهذه املهنة الرتاثية ‪،‬‬ ‫نعلم انها مهنة تطورت بتطور الحياة ‪.‬‬ ‫حيث انترشت هذه املهنة الرتاثية بصورة‬ ‫واسعة وال يكاد يخلو منها أي حي شعبي‬ ‫او منطقة معينة ملحافظة من محافظات‬ ‫العراق وتشاهد ‪ ،‬محالت الندافة عىل‬ ‫نطاق واسع ‪ ،‬والنداف ميارس مهنتني‬ ‫يف آن واحد عمل الخياطة والرسم النه‬ ‫يخيط املفروشات بكل احرتاف ويرسم‬ ‫الزخارف والروسومات عىل (اللحف)‬ ‫‪ .‬فالنداف الجيد يجب ان يتقن حرفة‬ ‫الخياطة ومهارة استخدام االبرة ورؤية‬ ‫تصميم املفروش وتطريزه عىل نحو جميل‬ ‫ومقبول ‪ .‬وعند اتقانه ملهنته تذيع شهرته‬ ‫ويرتاده الناس بفضل مهارته واتقانه‬ ‫لعمله‪.‬‬ ‫عدة النداف ‪:‬‬ ‫وتتكون عدة النداف من (عصا مرنة)‬ ‫وهي من اغصان شجرة الرمان (وقوس‬

‫خشبي) فيه وتر من سلك معدين مع‬ ‫(مطرقة خشبية) يقوم بندف ونفش‬ ‫القطن عند مترير القطن من خالل الوتر‬ ‫‪ ،‬اضافة اىل االبرة والخيط والكشتبان‬ ‫الذي يتم فيه دفع االبرة داخل القطن‬ ‫‪ .‬والسوط ‪ ،‬يقوم النداف بعمل الفرش‬ ‫والوسائد القطنية والصوفية ‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫عمل األغطية وخياطتها ‪ ،‬وهناك انواع‬ ‫كثرية من االقطان ال يعرفها اال الندافون‬ ‫وهي متباينة يف الجودة واالسعار فقطن‬ ‫اللوكة (ابو الجوزة) سعره ‪ 3000‬دينار‬ ‫وقطن الرشاحي سعره ‪ 2500‬دينار وقطن‬ ‫ابو العطب بـ‪ 2500‬دينار وقطن الفانيال‬ ‫(ابو الخيط) بـ‪ 1500‬دينار وقطن الزيوت‬ ‫بـ‪ 500‬دينار وهو نوعية سيئة جدا ‪ .‬وكذا‬ ‫الحال بالنسبة لالصواف املتنوعة ايضاً‬ ‫وهي صوف البطانيات سعره ‪ 1500‬دينار‬ ‫وصوف (البتك) وهو رخيص نوعا ما وله‬ ‫شعبية بني العوائل الفقرية فتستخدمه‬ ‫لعمل املفروشات املنزلية ‪ .‬واغلب‬ ‫املواطنني يفضلون القطن ‪ ،‬والبعض االخر‬ ‫خاصة املناطق الريفية يفضلون الصوف‬ ‫لتواجده لديهم ‪ ،‬فيأتون به لعمل املنادر‬ ‫(الدواشك) واللحف والوسائد (املخدات)‪.‬‬ ‫حيث جرت العادة أن يتنقل النداف بني‬ ‫البيوت والعوائل العراقية بكل اطيافها‬ ‫للقيام بعمله ‪ ،‬وخاصة يف مواسم الزواج‬ ‫عىل الرغم ما حدث من تطور عىل مستوى‬ ‫الصناعات النسيجية ‪ .‬ومن الطقوس التي‬ ‫كانت سائدة لدى عوائل الكرد الفيليني‬

‫حينام يقدم ابنهم عىل الزواج تبدأ العائلة‬ ‫بتجديد (تنجيد) االفرشة وبعض االثاث‬ ‫واملقتنيات التي يحتاجها العريسان ‪،‬‬ ‫حيث تدعو العائلة الفيلية النداف اىل‬ ‫دارها ليبدأ بندافة االفرشة ‪ ،‬حسب طلب‬ ‫اهل العريس ‪ ،‬والجهاز الكامل للزواج‬ ‫عبارة عن دوشكني لرسير نفرين ولحافني‬ ‫وخمس وسائد‪ .‬وعند انتهاء النداف من‬ ‫عمله ‪ ،‬تقوم العائلة الفيلية بنرث النقود‬ ‫والحلويات عىل فراش الزوجية تربكاً ‪،‬‬ ‫مصحوبة باطالق الهالهل والزغاريد‬ ‫‪ .‬الشك ان مهنة الندافة تحمل طابعاً‬ ‫تراثياً ال ميكن التغايض عنه ‪ ،‬برغم موجة‬ ‫استرياد االرسة االجنبية ‪ ،‬فقد شهدت‬ ‫مناطق الكرد الفيليني يف بغداد بروز عدد‬ ‫كبري ممن امتهنوا هذه املهنة ‪ ،‬ونذكر‬ ‫منهم عىل سبيل املثال ال الحرص ‪ :‬حسني‬ ‫لك (ابو موىس) و(مقبل) النداف وحميد‬ ‫(ابو عصام) وابراهيم (ابو فوزية) ‪ .‬ومن‬ ‫االسباب التي تهدد هذه املهنة الرتاثية‬ ‫باالنقراض االسترياد للمفروشات الجاهزة‬ ‫والتي عادة ما تكون من مناىشء سيئة‬ ‫مثل الصني وتايوان وال ميكن تفضيلها‬ ‫قياساً عىل الفراش العراقي ‪ ،‬لكن املستهلك‬ ‫يفضلها بسبب تدين االسعار وجاهزية‬ ‫السلعة فاملواطن اآلن عىل سبيل املثال ال‬ ‫ميكن ان ينتظر النداف اليام عديدة من‬ ‫اجل انجاز (لحاف او دوشك او مخدة)‬ ‫‪ ،‬اال ان هناك حقيقة يعرفها الجميع ان‬ ‫البضاعة العراقية تصمد وتعمر طوي ًال‬

‫مهنة الندافة لدى الفيليين‪..‬‬ ‫ما بين التراث والحداثة‬ ‫فيلي ‪/‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬

‫الكورد‬ ‫الفيليون‬ ‫يطيرون الى‬ ‫المريخ في‬ ‫حدث استثنائي‬ ‫عبدالخالق الفالح‬

‫يف خطوة ملفتة‪ ،‬تواصل‬ ‫عدد من ابناء رشيحة الكورد‬ ‫الفيليني بوكالة الفضاء االمريكية‬ ‫‪ NASA‬لغرض املشاركة يف عرض‬ ‫قدمته االخرية يتضمن ارسال اسامء‬ ‫مليون شخص اىل املريخ بواسطة‬ ‫مركبة فضاء تنطلق يف شهر متوز من‬ ‫العام املقبل‪.‬‬ ‫ومن املقرر حسب ناسا ان تصل اىل‬ ‫الكوكب األحمر يف شهر شباط سنة‬ ‫‪.2022‬‬ ‫وقال عصام اكرم الفييل وهو ناشط‬ ‫كوردي فييل‪ ،‬انه متكن من التسجيل‬ ‫يف عرض الوكالة وانهم ارسلوا‬ ‫اليه بهذه املناسبة بطاقة صعود‬

‫رمزية ‪ boarding pass‬تحمل‬ ‫رقام تسلسلياً للذكرى‪ ( ،‬مرفقة مع‬ ‫الخرب )‪ .‬وان االسامء سوف تقطع يف‬ ‫طريقها اىل املريخ مسافة خمسامئة‬ ‫واربع ماليني كيلو مرت‪.‬‬ ‫وبني الفييل انه بحسب وكالة الفضاء‬ ‫االمريكية فإن مخترب الدفع النفاث‬ ‫التابع للوكالة (‪ )JPL‬والواقع يف‬ ‫والية كاليفورنيا سيقوم بحفر‬ ‫األسامء عىل رقاقات سيليكونية‬ ‫بعرض ‪ 75‬نانومرت بحيث تكفي‬ ‫لحمل مليون اسم توضع عىل كوكب‬ ‫املريخ تحت غطاء زجاجي يف املهمة‬ ‫التي سينفذها مسبار الفضاء روفر‬ ‫‪ Rover‬الذي يزن حوايل ألف كيلو‬

‫غرام‪.‬‬ ‫واضاف ان املسبار سينطلق اىل‬ ‫املريخ من محطة كيب كانافريال‬ ‫يف مركز كينيدي للفضاء الواقع يف‬ ‫والية فلوريدا‪ ،‬يف مهمة تهدف اىل‬ ‫البحث عن عالمات لوجود حياة‬ ‫جرثومية سابقة‪ ،‬وجمع عينات من‬ ‫تربة املريخ يعود بها اىل األرض‬ ‫لغرض تحليلها ودراستها والتمهيد‬ ‫الستكشاف البرش للكوكب األحمر‬ ‫عىل حد قول الوكالة‪.‬‬ ‫وبالتزامن ارفق عدد اخر من ابناء‬ ‫رشيحة الكورد الفيليني اسامئهم يف‬ ‫حملة كوكب املريخ‪.‬‬ ‫وتقول دانيا الفييل التي شاركت‬

‫يف الحملة لشفق نيوز‪ ،‬يف السابق‬ ‫والزال منهم العديد من الكورد‬ ‫الفيليني يتخوفون من االشارة اىل‬ ‫لقبهم‪ ،‬لكننا قدنا حملة اليصال هذا‬ ‫اللقب وتطريزه عىل كوكب املريخ‬ ‫ويشارك فيها العرشات‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر قال توماس‬ ‫زوريوشن مدير مهامت العلوم‬ ‫التابعة لناسا (‪ )SMD‬بينام نستعد‬ ‫إلطالق مهمة املريخ التاريخية هذه‬ ‫‪ ،‬نريد من الجميع أن يشاركوا يف‬ ‫رحلة االستكشاف هذه‪ .‬إنه وقت‬ ‫مثري لناسا ‪ ،‬ونحن نبدأ هذه الرحلة‬ ‫لإلجابة عىل أسئلة عميقة حول‬ ‫الكوكب‪ ،‬وحتى أصول الحياة نفسها‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪28‬‬

‫ماذا بعد وصول القوة األمريكية‬ ‫الضاربة ‪..‬؟!‬

‫اثري الشرع‬

‫ال ميكن ألحد أن يتكهن حجم الدمار الذي سيحصل يف عموم‬ ‫املنطقة؛ يف حال غامر ترامب وبادر بإشعال رشارة الحرب‪ ،‬مع‬ ‫فصائل املقاومة اإلسالمية يف العراق‪ ،‬لبنان‪ ،‬اليمن وحتى سوريا‪ ،‬ونعتقد أن‬ ‫التصعيد الكالمي األخري‪ ،‬وقدوم البارجات وحامالت الطائرات اىل الرشق‬ ‫األوسط‪ ،‬ما هي إ ّال (إستعراض إعالمي) ال ميكن أن يخيف اإليرانيني أو‬ ‫فصائل املقاومة‪.‬‬ ‫مل تنضج بعد؛ مرحلة حصول ِصدامات عسكرية يف منطقة الخليج العريب‬ ‫والرشق األوسط؛ بسبب تكافئ القوى املتصارعة ونشوء محاور جديدة‬ ‫ستترضر مصالحها اإلقتصادية‪.‬‬ ‫إن الدول التي تتغذى عىل البرتول اإليراين‪ ،‬الميكنها التخيل عن مصدر‬ ‫غذائها؛ إ ّال يف حالة إيجاد حلول وتنازالت من الواليات املتحدة‪ُ ،‬ي ْكن‬

‫بعض الدول إستعاضة النفط اإليراين مبصدر نفطي آخر كالعراق‪ ،‬وهنا‬ ‫يف حال رفض العراق تعويض نفط إيران وزيادة اإلنتاج سيتعرض العراق‬ ‫اىل عقوبات أمريكية؛ قد تصل اىل إنهيار العملية السياسية؛ بسبب عدم‬ ‫إمتالك معظم السياسيني العراقيني حنكة دبلوماسية للتعامل مع األزمات‪.‬‬ ‫ِصاع خطري يلوح باألفق لكن ليس يف إيران‪ ،‬بل يف العراق؛ بسبب الخالفات‬ ‫واإلختالفات الكثرية واإلرصار عىل املحاصصة والفوز باملغانم بعيداً عن‬ ‫مصالح الشعب العراقي‪ ،‬واملواطن العراقي أيقن بأن السنوات الـ «‪16‬‬ ‫عاماً»العجاف التي مضت‪ ،‬كانت سنوات وصفها املواطن بجميع عبارات‬ ‫اإلستنكار وعدم القبول؛ وال نستبعد املؤامرة وتصفية الخصوم خالل املرحلة‬ ‫املقبلة‪ ،‬مع تأكيد إستحالة بقاء النظام السيايس الحايل كام هو عليه اآلن‪.‬‬ ‫يقيناً ستتغري خارطة التحالفات‪ ،‬بسبب وجود إنغالقات سياسية؛ مل تستطع‬

‫الجلسات واللقاءات أن تفيض اىل إتفاقات ولو حصل وأعلنت القوى‬ ‫السياسية العراقية عن إتفاقات وإنفراج‪ ،‬فستكون هذه اإلتفاقات هشة‬ ‫وخجولة ستنهار بأول عاصفة‪.‬‬ ‫الجميع يراهن عىل أن تكون جمهورية إيران اإلسالمية لقمة سائغة للواليات‬ ‫املتحدة؛ لكننا نقول ‪ :‬بأن ترسانة وأسلحة إيران املتطورة‪ ،‬ووجود حلفاء‬ ‫أقوياء عىل األرض‪ ،‬تجعل من ترامب التفكري مئات املرات‪ ،‬قبل أن يرتكب‬ ‫حامقة الضغط عىل ِز ْر إنطالق صواريخ تستهدف املصالح اإليرانية؛ ونعتقد‬ ‫بأن رضبات جوية أمريكية – إرسائيلية ستستهدف بعض املواقع اإليرانية‬ ‫وأيضاً داخل العراق‪ ،‬الغري حيوية ستحصل بعد تطورات متسارعة خالل‬ ‫الثالثون يوماً املقبلة؛ للحفاظ عىل ماء الوجه! قبل أن تتدخل وساطات‬ ‫إلبعاد شبح الحرب العاملية التي يراهن عليها البعض‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫حركة دينية‬ ‫سرية في‬ ‫العراق «تكفر»‬ ‫المرجعية‬ ‫واالخيرة ترد‪:‬‬ ‫ينشرون الفساد لتسريع ظهور المهدي‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬ ‫يف محافظة ذي قار جنويب‬ ‫العراق‪ ،‬يتداول الناس‬ ‫الحديث عن حركة دينية رسية‬ ‫يطلق عليها تسمية «املولوية»‪.‬‬ ‫السلطات األمنية يف املحافظة‬ ‫أعلنت اعتقال العرشات من‬ ‫«املنتمني إىل الحركة املولوية»‪،‬‬ ‫بتهمة «الوقوف ضد أفكار املرجعية‬ ‫الدينية وزعزعة األمن»‪.‬‬ ‫يقول رئيس اللجنة األمنية يف‬ ‫مجلس محافظة ذي قار جبار‬ ‫تم إلقاء القبض عىل‬ ‫املوسوي إ ّنه ّ‬ ‫‪ 45‬عنرصا من هذه الحركة «التي‬ ‫تكفر املراجع»‪.‬‬ ‫ويضيف أن املولوية تنظيم يضم‬ ‫نحو «أربعة آالف شخص» ينترشون‬ ‫يف املحافظات الجنوبية وينشطون‬ ‫يف ذي قار‪.‬‬ ‫يرتبط كل ‪ 50‬شخصا من الحركة‬ ‫بقيادي يسمى «املولوي»‪ ،‬ويعترب‬ ‫أتباع املولوية املرجعية الدينية‬ ‫«بدعة»‪ ،‬ويرون رضورة أن يكون‬ ‫«عقل الشخص هو مرجعه»‪.‬‬ ‫وتعترب الحركة أن بإمكان اإلنسان‬ ‫أن يكون مرجعا لنفسه بعد «قراءة‬ ‫كتب األحاديث الدينية والتف ّقه‬ ‫بأمور الدين»‪ ،‬بحسب املوسوي‬ ‫الذي قال إن الحركة نشطت أواخر‬

‫عام ‪ 2017‬تحت اسم «السلوكية»‪،‬‬ ‫أو «أوالد الله»‪ ،‬ومن ثم تغري‬ ‫اسمها إىل «املهدوية»‪ ،‬وانتهت عند‬ ‫«املولوية»‪.‬‬ ‫ويقول املوسوي إن األجهزة األمنية‬ ‫حصلت عىل هذه املعلومات بعد‬ ‫إجرائها تحقيقات أولية مع معتقلني‬ ‫من أتباع الحركة‪.‬‬ ‫ظهور املنقذ‬ ‫وعىل الرغم من أن هذه التيارات‬ ‫هي أقلية بني املسلمني الشيعة يف‬ ‫العراق‪ ،‬لكن ظهورها يتكرر‪.‬‬ ‫يف عام ‪ 2008‬ظهرت جامعة «أنصار‬ ‫املهدي» التي تدّ عي أنها ممهدة‬ ‫لخروج اإلمام املهدي‪ ،‬ثاين عرش‬ ‫األمئة عند الشيعة‪.‬‬ ‫وسبقها يف ‪ 2007‬ظهور مجموعة‬ ‫«جند السامء»‪ ،‬التي دخلت‬ ‫باشتباكات عنيفة مع قوات األمن‪،‬‬ ‫أسفرت عن مقتل وجرح العرشات‬ ‫من الجانبني قبل أن تكتب نهايتها‪.‬‬ ‫تتفق تلك الجامعات عىل الدعوة‬ ‫إىل «تنظيف» املذهب‪ ،‬متهيداً‬ ‫لخروج اإلمام املهدي الذي لن‬ ‫يخرج إال بتو ّفر رشوط يعتربون‬ ‫أنها يجب أن تتح ّقق رسيعاً‪.‬‬ ‫لكن «التنظيف» رسعان ما يتحول‬ ‫إىل أعامل عنف يروح ضحيتها‬

‫العرشات‪.‬‬ ‫يقول األستاذ يف الحوزة (املدرسة‬ ‫الدينية لدى الشيعة) الشيخ نارص‬ ‫األسدي إن تلك الحركات «تسعى‬ ‫إىل نرش الفساد يف املجتمع وصنع‬ ‫األزمات‪ ،‬مربرة ذلك بالرغبة يف‬ ‫تعجيل ظهور اإلمام املهدي»‪.‬‬ ‫يقول األسدي إن «هذه القناعة‬ ‫مخالفة لضوابط العقل والرشع‪،‬‬ ‫فانتشار الفساد يجب أن يكون ال‬ ‫إراديا وليس مصطنعا»‪.‬‬ ‫القانون هو الحل‬ ‫ومع أن قانون العقوبات العراقي‬ ‫ال يتضمن فقرة تجرم «املعتقدات‬ ‫الدينية»‪ ،‬إال أن رئيس اللجنة‬ ‫األمنية يف حكومة ذي قار املحلية‬ ‫يشدد عىل أن «االعتقال واملحاسبة‬ ‫القانونية رضورية يف حالة‬ ‫املولويني»‪.‬‬ ‫ويوضح أنه عىل الرغم من أن‬ ‫القانون يضمن حرية التعبري‬ ‫واعتناق الديان‪ ،‬لكن «ال ميكن‬ ‫اعتبار (آراء) هذه الفرقة ضمن‬ ‫اعتبارات ضامن حرية الرأي‪ ،‬ألنهم‬ ‫يحرضون عىل الفساد وقتل رجال‬ ‫الدين املسلمني»‪.‬‬ ‫ويقول املوسوي «تم اعتقالهم وفق‬ ‫املادة ‪ 27‬املتعلقة بحيازة األسلحة‪،‬‬

‫واملادة املتعلقة بزعزعة الوضع‬ ‫األمني داخل املحافظة»‪.‬‬ ‫وال يستبعد رئيس اللجنة األمنية يف‬ ‫ذي قار أن تكون الحركة «مرتبطة‬ ‫بجهة دولية خارجية بسبب‬ ‫املطبوعات والكتب التثقيفية التي‬ ‫ينرشها أتباع الحركة»‪.‬‬ ‫حتى اآلن مل يقم أتباع الحركة‬ ‫املولوية بأي نشاط مسلح‪ ،‬لكنهم‬ ‫«ميتلكون األسلحة الخفيفة»‪،‬‬ ‫بحسب املوسوي‪.‬‬ ‫يقول الشاب كامل العسكري (‪28‬‬ ‫عاما) إن «حاالت االنتحار وتجارة‬ ‫الحبوب واملخدرات واملشاكل‬ ‫العشائرية»‪ ،‬هي ما يتصدر أخبار‬ ‫املحافظة‪« ،‬واآلن أضيفت الحركات‬ ‫الدينية الشاذة» إىل كل ذلك‪،‬‬ ‫بحسب وصفه‪.‬‬ ‫ويحمل كامل‪ ،‬الذي يقطن يف قضاء‬ ‫ّ‬ ‫سوق الشيوخ بذي قار‪ ،‬رجال الدين‬ ‫مسؤولية الحاالت االجتامعية‬ ‫والنفسية التي يعاين منها املجتمع‪.‬‬ ‫ويضيف «هذا يتحمله الخطباء‬ ‫الذين اتخذوا من املنرب مصدر‬ ‫رزق وليس منربا لتوعية املجتمع»‪،‬‬ ‫مضيفا أن «هذه الحاالت يجب أن‬ ‫تعالج فكريا وليس بالقوة»‪.‬‬ ‫«ارفع صوتك»‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫زار وفد من اليمن الجنويب قبل‬ ‫الدمج مع اليمن الشاميل الصني‬ ‫فأجتمع بالزعيم الصيني ماوتيس تونغ‬ ‫املاثل صورته عىل ( اليوان ) العملة‬ ‫الصينية فقالوا له نحن عصبة نؤمن‬ ‫بأفكارك ونريد برمجة دولتنا وفق‬ ‫مفاهيمك لالشرتاكية فكان الجواب‬ ‫البــد لكم ان تستخرجوا مفردات‬ ‫ثقافية خاصة بكم و مبنطقتكم‬ ‫فأنتم البد وان التنسوا انكم جريان‬ ‫( مكة املسلمني ) وهي كعبتهم اي‬ ‫يتوجهون لها بالعبادة ليس للعرب‬ ‫البالغ تعدادهم ‪ 250‬مليون نسمة‬ ‫وامنا يتسع ليشمل املسلمني الذين‬

‫السياسة تتطلب االستشارة‬ ‫صالح مندالوي‬

‫يربوا تعدادهم عىل املليار نسمة‬ ‫اي انكم ال ينبغي ان ترصحوا بانكم‬ ‫اشرتاكيون البل حتى املنشورات التي‬ ‫تصدر بأسم كارل ماركس او بأسامء‬ ‫فالسفة االشرتاكية سموهم باسامء‬ ‫خاصة بكم عليه صار يسمى ماركس‬ ‫( نصري العامل ) وماوتيس تونخ نصري‬ ‫الفالحني فصارت اليمن الجنوبية‬ ‫واحــة الستقبال اطباء ومهندسني‬ ‫وطيارين عرب غري ان االندماج مع‬ ‫الشامل ضيعت االسرتاتيجية الفكرية‬ ‫لليمن التي مل تقدر عىل هضم الفكر‬

‫االشرتايك وال عىل املصالحة مع اململكة‬ ‫العربية السعودية اي ( الحظت‬ ‫برجليها وال اخذت مالعىل ) ذلك ان‬ ‫فكرآ اسالميآ مدمجآ قد غزا اليمن‬ ‫بشامله وجنوبه من خالل جيش (‬ ‫الحوثيني ) الذين تغلغل فيهم الفكر‬ ‫الــذي تعايش مع ( مضغ القات )‬

‫وهــي مــادة مخدرة فأنتفعوا من‬ ‫حالة االدمــان لغرض تحمل املشاق‬ ‫التكتيكية فرناهم صامدين امام‬ ‫تحالف دويل مل يصمد امامهم حتى‬ ‫بطل قومي كردي فالقى القبض عليه‬ ‫واودع جزيرة نائية سقطت فيها كل‬ ‫قيم حقوق االنسان ‪.‬‬ ‫اذن فأياك اعني واسمعي ياجارة‬ ‫فنحن ال ننىس بأننا جريان الجمهورية‬

‫االســامــيــة منطلقني مــن شمول‬ ‫تنظيامتنا عىل عنارص مذهبية لن‬ ‫تكره افكارها املذهبية يف الدين ثم‬ ‫ان دين االســام هو دين اجتامعي‬ ‫اي يدخل يف ترصفات االنسان من‬ ‫استيقاضه و دخوله الحامم اىل الرجوع‬ ‫اىل الرسير وذلك بسبب الشورة (‬ ‫الخائبة ) لبعض دول العامل الذين‬ ‫التهمهم االعـراض الجانبية للتحرك‬ ‫السيايس الكردستاين مثال كام يفعل‬ ‫بعض مواطنينا يف ربط انفسهم بدول‬ ‫اقدم حضوة يف عامل السياسة والتمدن‬ ‫والــتــي اعــرفــت بفوىض و تزوير‬ ‫االنتخابات البلدية يف عاصمتها ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬

‫كرسي الحكمـ‬ ‫وخراب البلد‬ ‫كفاح محمود‬

‫احتار العراقيون بني االحتفال‬ ‫بسقوط نظام صدام حسني وبني‬ ‫إهامله عىل خلفية إن اإلسقاط كان‬ ‫بيد األمريكيني وليس العراقيني‪ ،‬وان‬ ‫ما حصل بعده كان أسوء مام مىض‪،‬‬ ‫كام احتار العرب يف عامن والقاهرة‬ ‫ودمشق وبريوت والجزائر وصنعاء بني‬ ‫كونه قائد عرويب قدم لهم خدمات‬ ‫كثرية وبني دكتاتور آذى شعبه مقابل‬ ‫تلك الخدمات‪ ،‬وبني هذا الرأي وذاك‬ ‫ميتد زمنا من الثامن من شباط ‪1963‬م‬ ‫وحتى التاسع من نيسان ‪2003‬م‪ ،‬تلك‬ ‫ٌ‬ ‫الحقبة الزمنية ونظامها الذي مل يعرفه‬

‫عرب تلك العواصم وال كثري من الذين‬ ‫كانوا يهرولون وراء مزايا وامتيازات‬ ‫العمل معه‪ ،‬حقبة ضمت أحداثاً ومآسياً؛‬ ‫وحروباً وعمليات إبادة غيبت مئات‬ ‫اآلالف من الكورد والعرب‪ ،‬وأوهمت‬ ‫مبستقبل زاه ٍر فإذ بهم يف بحر‬ ‫الناس‬ ‫ٍ‬ ‫من الظلامت‪ ،‬خدرت ماليني العرب‬ ‫بشعارات وردية وصورت لهم وطناً‬ ‫افرتاضياً ميتدُّ من املحيط إىل الخليج‪،‬‬ ‫فإذ بهم أصحاب الحقبة السوداء يئدون‬ ‫أول وحدة بعثية قبل والدتها بني‬ ‫دمشق البعثية اليسارية وبغداد البعثية‬ ‫اليمينية حسب تصنيفهام لبعضها اآلخر‪.‬‬

‫كذابون ُمتاجرون ُمزايدون متلونون‬ ‫متأرجحون‪ ،‬من الكويت محافظة‬ ‫عراقية إىل اعتبار احتاللها خطأ قاتل‪،‬‬ ‫ومن العدو الفاريس الصفوي إىل الجارة‬ ‫العزيزة ايران وأمثانها عىل عرشات‬ ‫الطائرات العراقية‪ ،‬منافقون ومراوؤن‪،‬‬ ‫يف الصباح مع السوفييت والسهرة مع‬ ‫األمريكيني‪ ،‬ال عهد لهم وال وعد‪ ،‬اتفقوا‬ ‫مع الكورد وخانوهم‪ ،‬ومع الشيوعيني‬ ‫فأبادوهم‪ ،‬ومع القوميني العرب‬ ‫واملستقلني فأذابوهم يف بوتقتهم‪.‬‬ ‫قتلوا الرضع واألطفال والنساء‬ ‫والرجال‪ ،‬ودفنوا أالف مؤلفة وهم‬

‫أحياء‪ ،‬عبثوا مبفاتيح الغرائز واستعبدوا‬ ‫البرش بإيديولوجية مقيتة‪ ،‬إنها ِحقبة ال‬ ‫ينافسها يف الرتدي والسوء إال من جاء‬ ‫بعدها من الفاسدين واللصوص والقتلة‬ ‫األوغاد الذين حولوا العراق إىل افشل‬ ‫دولة يف العامل‪ ،‬إنهم عصابة حكمت‬ ‫حقبة ملوثة أرادوا فيها أن يحولوا‬ ‫العراق إىل قرية وعشرية وليس وطنا‬ ‫وشعبا‪ ،‬تارة باسم العروبة وأخرى باسم‬ ‫االشرتاكية وثالثة باسم الحملة اإلميانية‪،‬‬ ‫فرضوا الحزب عىل الجميع دومنا استثناء‬ ‫من تالميذ االبتدائيات وحتى الجامعات‬ ‫والعساكر‪ ،‬فال مدرسة وال جامعة وال‬

‫وظيفة بدون تزكية من منظامت‬ ‫حزبهم‪ ،‬حولوا املؤسسة العسكرية‬ ‫واألمنية إىل ميليشيا إرهابية‪ ،‬فأصبح‬ ‫العراق برمته مجرد فرع من فروع‬ ‫حزبهم‪ ،‬باستثناء القلة القليلة التي‬ ‫رفضت االنتامء لهم وعاشت ضنكها بني‬ ‫االستدعاء واملراقبة والحرمان واالعتقال‬ ‫والهجرة‪ ،‬بسبب رفضها االنتامء لهم‬ ‫أو العمل معهم ألي سبب كان‪ ،‬إنهم‬ ‫عصابة توالت عىل حكم البالد وارضخت‬ ‫الجميع إىل قوانينها وتعليامتها‪ ،‬وحينام‬ ‫شعرت أن بعضا منها يرفض ذلك فتكت‬ ‫بهم رش فتكا!‪.‬‬

‫وبني الفرح بسقوطهم أو األىس‪ ،‬ميتد‬ ‫هذا التاريخ الدموي وخالصته؛ قسم‬ ‫صدام حسني الذي وعد فيه أن يجعل‬ ‫العراق حفنة من تراب ملن يريد إزاحته‬ ‫من عىل كريس الحكم‪ ،‬وما حصل‬ ‫ويحصل من نيسان ‪ 2003‬ولحد اليوم‬ ‫يف عراق البعث وصدام حسني يدرك‬ ‫جيدا حقيقة الواجهات والعناوين التي‬ ‫عملت تحتها وورائها منظامت وأحزاب‬ ‫وحركات وشخصيات وما تزال تعمل‬ ‫ليل نهار يف تهديم العراق وإفشال إي‬ ‫محاولة للخروج من نفق ذلك النظام!‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫قال الصحفي والكاتب نارص‬ ‫اللحام انه يف درب القراءة الذي‬ ‫ال ينتهي‪ ،‬وقع بني يدي كتابني لكاتب‬ ‫واحد‪ ،‬االول (الله ‪ )٩٩‬والثاين (طفل‬ ‫الشيعة املسموم) وكالهام للمؤلف‬ ‫العراقي حسن بالسم الذي هاجر‬ ‫بطريقة غري رشعية اىل فنلندا‪ ،‬واستقر‬ ‫للعيش كالجئ يف هلسنيك‪.‬‬ ‫كل منهام ليس كتابا باملعنى‬ ‫الكالسييك‪ ،‬وإمنا لغم اريض ينفجر بني‬ ‫يدي القارئ‪ ،‬أو سيارة مفخخة تنفجر‬ ‫يف وجه القارئ فتمزقه اىل قطع صغرية‬ ‫وتحرقه بشظايا انصهرت من شدة‬ ‫االحرتاق‪.‬‬ ‫«الله ‪ »٩٩‬كتاب يروي ‪ ٩٩‬قصة وقعت‬ ‫يف العراق‪ ،‬أو ‪ ٩٩‬سيارة مفخخة‬ ‫انفجرت يف أسواق بغداد ويف كل‬ ‫واحدة انفجرت كان يجلس انتحاري‬ ‫يقول (الله) قبل ان يفج ّرها يف وجه‬ ‫الفقراء والبسطاء واالطفال والثكاىل‪.‬‬ ‫«الله ‪ »٩٩‬هو ثورة عىل التطرف‬ ‫الديني ويريد أن يذك ّرنا بان اسامء الله‬ ‫الحسنى ‪ ٩٩‬تتناقض مع جرمية القتل‬ ‫الوحيش‪ .‬فهو الكريم العظيم الرحمن‬ ‫الرحيم‪ )...‬وال يطلب من عباده قتل‬ ‫األبراء واحراق عيونهم‪.‬‬ ‫«الله ‪ »٩٩‬كتاب ميلء باألمل والدموع‬ ‫والنار والحديد والديناميت والبؤس‬ ‫والشتائم غري الالئقة الخارجة عن‬

‫كتابان ملؤلف عراقي محظوران بالعواصم العربية‪..‬‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫الله ‪ 99‬وطفل الشيعة المسموم‬ ‫النص‪ .‬شتائم ال تقبل نرشها أية دار‬ ‫نرش عربية وال تجرؤ عىل طباعتها‬ ‫أية صحيفة عربية «محرتمة»‪ /‬لذلك‬ ‫نرشتها االندبندنت الربيطانية‪.‬‬ ‫يقول الكاتب يف احدى قصصه إن‬ ‫طبيبا هرب من داعش ولجأ ليعيش‬ ‫يف فندق رخيص للعاهرات والقوادين‬ ‫يف بغداد‪ .‬ولكن صاحب الفندق هدد‬ ‫بطرده اىل الشارع اذا مل يدفع االجرة‪،‬‬ ‫فذهب يرسق البيوت‪ ،‬وخالل سطوه‬ ‫عىل احد املنازل سمع صوت استغاثة‬ ‫من عجوز مشلولة تقول (ماء‪ .‬ماء)‪.‬‬ ‫فأسقاها قبل أن متوت لكنها طلبت‬ ‫منه أن يصنع لها شوربة عدس؛‬ ‫واملشكلة أنه ال يعرف كيف يعدّ‬ ‫شوربة العدس فقامت بتعليمه قبل‬ ‫أن يعرف أن زوجها قتل يف الحرب‬ ‫العراقية االيرانية وأن ابنها املهندس‬ ‫نزل من املنزل قبل ثالثة أيام يشرتي‬ ‫لها الدواء‪ ،‬ولكنه قتل يف انفجار‬ ‫سيارة مفخخة طائفية يف السوق!!!!‪..‬‬ ‫ويواصل القصة ويواصل فتح الجروح‬ ‫التي خبأها العرب عن ذواتهم ومل‬ ‫يجرؤوا عىل االقرتاب منها‪.‬‬ ‫من جانب آخر كتاب (طفل الشيعة‬

‫املسموم) هو رصخة أمل مجنونة من‬ ‫مهاجر عراقي كان يعيش يف بلد تصل‬ ‫درجة الحرارة فيه اىل ‪ ٥٤‬مئوي وصار‬ ‫يعيش يف بلد تصل درجة الحرارة‬ ‫فيه سالب ‪ ٥٤‬مئوي‪ ..‬ترفض روحه‬ ‫ويتمزق جسده ويرصخ عىل رجال‬ ‫الدين السنة والشيعة ويشتمهم كام‬ ‫تشتم طفلة مغتصبيها‪.‬‬ ‫يف (طفل الشيعة املسموم) رسائل ال‬ ‫يستطيع أي مسؤول عراقي سامعها‪/‬‬ ‫وال يستطيع أي معارض يساري قولها‪/‬‬ ‫وال يجرؤ اي رجل دين عىل مواجهتها‪/‬‬ ‫وال ميكن أن يتحملها أي سجان أو‬ ‫زعيم او لص أو طائفي‪.‬‬ ‫ال أنصح أي مجتهد محرتم قراءة‬ ‫هذين الكتابني اال اذا كان مجنونا أو‬ ‫سكرانا أو مبعدا أو مهاجرا ال يحمل‬ ‫جواز سفر عريب‪.‬‬ ‫جواز السفر العريب ليس وثيقة تسهل‬ ‫لحاملها التنقل بسهولة وأمان‪ ،‬وإمنا‬ ‫لعنة تصيب حاملها بالنحس والخنوع‬ ‫والذل والقهر واالنحطاط وعىل جميع‬ ‫الجهات إهانة حامله وتذكريه أنه عبد‬ ‫حقري يعمل عند زعيم لص أو شيخ‬ ‫منحرف جنسيا أو دكتاتور سادي‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬

‫أهم شريان نفطي في العالم‪..‬‬ ‫تعرف على مضيق هرمز الذي تهدد إيران بإغالقه‬ ‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬ ‫>>‬ ‫«إذا مل يعرب نفط إيران من مضيق هرمز‬ ‫فإن نفط اآلخرين (دول الخليج) لن‬ ‫يعرب من املضيق»‪.‬‬ ‫هكذا رد قائد القوات املسلحة اإليرانية‪،‬‬ ‫اللواء محمد باقري‪ ،‬عىل إعالن واشنطن‬ ‫وقف اإلعفاءات واالستثناءات التي‬ ‫أعطتها لبعض الدول من تطبيق‬ ‫العقوبات األمريكية التي تفرضها‬ ‫واشنطن عىل طهران‪.‬‬ ‫ما هو مضيق هرمز؟‬ ‫مضيق هرمز ممر مالحي حيوي يربط‬ ‫منتجي النفط يف الرشق األوسط‬ ‫بأسواق آسيا وأوروبا وأمريكا الشاملية‬ ‫وما ورائها‪ ،‬ويقع منذ عقود يف قلب‬ ‫التوتر اإلقليمي‪.‬‬ ‫يفصل ذلك املمر املايئ بني إيران‬ ‫وسلطنة عامن‪ ،‬ويربط الخليج بخليج‬ ‫عامن وبحر العرب‪ .‬يقع يف جنوب‬ ‫الخليج ويفصله عن مياه خليج عامن‬ ‫وبحر العرب‪ ،‬يحده من الشامل إيران‬ ‫ومن الجنوب سلطنة عامن‪.‬‬ ‫يبلغ عرض املضيق ‪ 33‬كيلومرتا عند‬ ‫أضيق جزء منه‪ ،‬لكن املمر املالحي ال‬ ‫يتجاوز عرضه ثالثة كيلومرتات يف كال‬ ‫االتجاهني وعمقه ‪ 60‬مرتا فقط‪.‬‬ ‫يحمل املضيق اسم جزيرة هرمز التي‬ ‫تقع يف مدخله وكانت يف القرن السادس‬

‫يبلغ عرض المضيق‬ ‫‪ 33‬كيلومترا عند‬ ‫أضيق جزء منه‪ ،‬لكن‬ ‫الممر المالحي ال‬ ‫يتجاوز عرضه ثالثة‬ ‫كيلومترات في كال‬ ‫االتجاهين وعمقه‬ ‫‪ 60‬مترا فقط‪.‬‬

‫>>‬ ‫عرش مملكة تخضع لحكم أرسة عربية‬ ‫من عامن‪ .‬نجح الربتغاليون يف احتاللها‬ ‫عام ‪ ،1515‬ويف عام ‪ 1632‬استطاعت‬ ‫القوات الربيطانية والفارسية املشرتكة‬ ‫طرد الربتغاليني منها‪ ،‬وهي تتبع إليران‬ ‫منذ ذلك الوقت‪.‬‬ ‫أهم رشيان نفطي يف العامل‬ ‫أصبح مضيق هرمز مدار اهتامم العامل‬ ‫اليوم نسبة ألهميته الجيوسياسية‬ ‫واالسرتاتيجية واالقتصادية‪ ،‬فهو أهم‬ ‫رشيان نفطي يف العامل تعربه ناقالت‬ ‫النفط الخليجي إىل معظم الدول‪.‬‬ ‫يستوعب من ‪ 20‬إىل ‪ 30‬ناقلة نفط‬ ‫يوميا‪ ،‬مبعدل ناقلة نفط كل ‪ 6‬دقائق يف‬ ‫ساعات الذروة — محملة بنحو ‪40%‬‬

‫من النفط املنقول بحرا عىل مستوى‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫تستخدمه البلدان املصدرة للنفط يف‬ ‫الخليج‪ :‬العراق‪ ،‬والكويت واململكة‬ ‫العربية السعودية واإلمارات العربية‬ ‫املتحدة وقطر‪.‬‬ ‫إذ مير عرب املضيق معظم صادرات‬ ‫الخام من السعودية وإيران واإلمارات‬ ‫العربية املتحدة والكويت والعراق‪،‬‬ ‫وجميعها دول أعضاء يف منظمة البلدان‬ ‫املصدرة للبرتول (أوبك)‪.‬‬ ‫كام مير من املضيق أيضا كل إنتاج‬ ‫قطر تقريبا من الغاز الطبيعي املسال‪.‬‬ ‫وقطر أكرب ُمصدر للغاز املسال يف العامل‪،‬‬ ‫بحسب رويرتز‪.‬‬ ‫قدرت إدارة معلومات الطاقة األمريكية‬ ‫أن ‪ 18.5‬مليون برميل من النفط‬ ‫املنقول بحرا يوميا مرت عرب املضيق يف‬ ‫‪ ،2016‬وشكل ذلك نحو ‪ 30‬باملائة من‬ ‫الخام وغريه من السوائل النفطية التي‬ ‫جرى شحنها بحرا يف ‪.2016‬‬ ‫بينام تقول رشكة فورتيكسا للتحليالت‬ ‫النفطية إن ما يقدر بنحو ‪ 17.2‬مليون‬ ‫برميل يوميا من الخام واملكثفات جرى‬ ‫نقلها عرب املضيق يف ‪ ،2017‬ونحو ‪17.4‬‬ ‫مليون برميل يوميا يف النصف األول من‬ ‫‪.2018‬‬ ‫ومع وصول االستهالك العاملي للنفط‬ ‫نحو ‪ 100‬مليون برميل يوميا‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫يعني أن قرابة ُخمس تلك الكمية مير‬ ‫عرب مضيق هرمز‪.‬‬ ‫هل من طرق بديلة لنفط الخليج؟‬ ‫تسعى اإلمارات العربية املتحدة‬

‫والسعودية إليجاد طرق أخرى لتفادي‬ ‫املرور مبضيق هرمز‪ ،‬مبا يف ذلك مد‬ ‫مزيد من خطوط أنابيب النفط‪ ،‬ويف‬ ‫يونيو‪ /‬حزيران ‪ ،2012‬أعادت اململكة‬ ‫العربية السعودية فتح خط األنابيب‬ ‫العراقية السعودية (‪.)IPSA‬‬ ‫كام بدأت اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫باستخدام خط أنابيب نفط حبشان‬ ‫— الفجرية الجديد من حقول حبشان‬ ‫يف أبوظبي إىل محطة نفط الفجرية‬ ‫عىل خليج عامن‪ ،‬وتصل سعته إىل ‪1.5‬‬ ‫مليون برميل يوميا‪ ،‬يُستخدم منها‬ ‫نصف مليون برميل بينام تبلغ الطاقة‬ ‫غري املستغلة مليون برميل‪.‬‬ ‫وتظهر بيانات لوكالة الطاقة الدولية‬ ‫عددا من خطوط األنابيب القامئة‬ ‫التي ال متر مبضيق هرمز‪ .‬وتبلغ الطاقة‬ ‫اإلجاملية لجميع هذه الخطوط ‪6.6‬‬ ‫مليون برميل يوميا‪ ،‬يُستغل منها ‪2.7‬‬

‫مليون برميل بينام تصل السعة غري‬ ‫املستغلة إىل ‪ 3.9‬مليون برميل‪.‬‬ ‫إذ أنه باإلضافة خط األنابيب العراقية‬ ‫السعودية‪ ،‬يوجد خط برتوالين والذي‬ ‫تبلغ طاقته االستيعابية ‪ 4.8‬مليون‬ ‫برميل يوميا‪ ،‬ويُستخدم منها بالفعل‬ ‫‪ 1.9‬مليون برميل يوميا بينام تبلغ‬ ‫طاقته غري املستغلة ‪ 2.9‬مليون برميل‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫وكذلك خط أبقيق‪-‬ينبع لسوائل الغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬وهو خط عامل أيضا تبلغ‬ ‫طاقته االستيعابية ‪ 300‬ألف برميل‬ ‫يوميا‪ ،‬ومستغلة بالكامل‪.‬‬ ‫يذكر أن إيران كانت قد وافقت عىل‬ ‫الحد من برنامجها النووي مقابل‬ ‫تخفيف العقوبات مبوجب اتفاق أبرمته‬ ‫عام ‪ 2015‬مع الواليات املتحدة وخمس‬ ‫قوى عاملية أخرى‪ .‬لكن واشنطن‬ ‫انسحبت من االتفاق يف ‪ .2018‬وتخىش‬

‫القوى الغربية أن تكون إيران تريد صنع‬ ‫أسلحة نووية‪ ،‬وهو ما تنفيه طهران‪.‬‬ ‫ويُكلف األسطول األمرييك الخامس‬ ‫املتمركز يف البحرين بحامية السفن‬ ‫التجارية يف املنطقة‪.‬‬ ‫وحول ما ينتظر املضيق يف املستقبل‬ ‫القريب‪ ،‬يقول محللون يف «رويال بنك‬ ‫أوف كندا «أر‪.‬يب‪.‬يس»‪« :‬عىل الرغم من‬ ‫أن وجود األسطول األمرييك الخامس من‬ ‫املفرتض أن يضمن بقاء ذلك املمر املايئ‬ ‫الحيوي مفتوحا‪ ،‬فمن املرجح أن تجري‬ ‫إيران يف املستقبل القريب مناورات‬ ‫عسكرية مستفزة وأن تستأنف نشاطها‬ ‫النووي كذلك»‪.‬‬ ‫يضيف املحللون‪« :‬رمبا توحي كل‬ ‫هذه العوامل الجيوسياسية بأن صيفا‬ ‫قاسيا ينتظر الرئيس (دونالد) ترامب‬ ‫بينام يسعى إلبقاء أسعار النفط قيد‬ ‫السيطرة»‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫تجارة المشروبات الكحولية‬ ‫تنتعش في الموصل‬ ‫بعد أفول الدولة اإلسالمية‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫بعد مرور نحو عامني على استعادة القوات العراقية مدينة املوصل من تنظيم الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫تعيد املتاجر الصغرية التي تبيع املشروبات الكحولية فتح أبوابها بينما تفتتح متاجر جديدة لم‬ ‫يكن لها وجود من قبل‪.‬‬

‫ويشرتي الزبائن زجاجات أو‬ ‫علب الخمور ويضعونها بعد‬ ‫ذلك يف أكياس بالستيكية سوداء‪ ،‬أو‬ ‫يفرغون محتوياتها يف آنية بالستيكية‬ ‫ال يعرف من ظاهرها ما يف داخلها‪.‬‬ ‫وكانت املوصل موطنًا ملليوين شخص‬ ‫قبل أن يجتاحها تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية يف عام ‪ ،2014‬والذي‬ ‫أعلن عن «خالفة» امتدت إىل سوريا‬ ‫املجاورة‪ .‬وسيطر التنظيم عىل املوصل‬ ‫لثالث سنوات‪.‬‬ ‫وتم فرض حظر عىل الكحول والسجائر‬ ‫مبوجب القواعد الصارمة للجامعة‬ ‫املتشددة‪ .‬وتم إحراق املتاجر التي‬ ‫تبيع الكحول وتدمريها‪.‬‬ ‫قال نعمت حسن‪ ،‬وهو صاحب متجر‬ ‫خمور‪ ،‬إن التنظيم أحرق متجره‬ ‫يف املدينة‪ .‬وأوضح «حرقوا املحل‪..‬‬ ‫تقريبا كان يف بضاعة فوق األربعني‬ ‫ألف دوالر‪ ..‬حرقوا املحل‪ ..‬نعم‪ .‬كنت‬ ‫باملوصل أول ما سقط املوصل‪ ..‬نفس‬ ‫اليوم طلعت من املوصل‪ .‬بعدين وراها‬ ‫خربوين جامعتي قالوا حرق املحل‬ ‫مالك»‪.‬‬ ‫ومنذ استعادة املدينة‪ ،‬قرر البعض‬ ‫العودة إىل ما تبقى من منازلهم‬ ‫وإعادة بناء متاجرهم‪ .‬وأعاد حسن‬ ‫فتح متجره وقال إنه مل يواجه أي‬ ‫مشاكل أو عراقيل‪.‬‬ ‫وأوضح «جينا ورا (بعد) الدواعش‬ ‫(تنظيم الدولة اإلسالمية)‪ ..‬يعني‬ ‫القوات األمنية حالياً تسيطر عىل‬ ‫املوصل‪ ..‬يعني ماكو أي إشكاالت‬

‫الحمد لله‪ ..‬ال أكو تهديدات وال أكو‬ ‫جامعة مث ًال ما عندنا أي إشكاالت‬ ‫باملوصل»‪.‬‬ ‫وقال عادل جندي وهو أيضا صاحب‬ ‫محل لبيع الخمور‪ ،‬إن هناك الكثري من‬ ‫املتاجر تظهر يف الحي مع منح املزيد‬ ‫من الرتاخيص‪.‬‬ ‫وأوضح «عندي بضاعة كلها أخدوها‪..‬‬ ‫ماخدينها وحارقينها‪ ..‬والرفوف‬ ‫بالشاكوش كارسينها‪ ،‬اجيت‪ ،‬كليش‬ ‫ماكو‪ ،‬قمت أسويه‪ ،‬حوايل شهرين‬ ‫شهرين ونصف‪ ،‬والحمد لله فتحنا»‪.‬‬ ‫ومىض قائال «محالت كثرية صارت‬ ‫باملوصل‪ .‬طلعوا (تراخيص) ‪ ...‬لفتح‬ ‫املحالت‪ ..‬قبل كان ‪ 4‬محالت بالدواسة‬ ‫هسه ماشاء الله كل منطقة فيها‬ ‫محالت‪ »...‬بحسب تقرير لـ‪Reuters‬‬ ‫والعمل جيد بشكل عام والوقت‬ ‫الوحيد الذي يخىش فيه الزبائن‬ ‫الدخول بعد هجوم أو انفجار سيارة‬ ‫ملغومة‪ .‬وقال جندي إنه مبجرد أن‬ ‫تتالىش مشاعر الذعر األوىل‪ ،‬يصري األمر‬ ‫كاملعتاد‪.‬‬ ‫ويُسمح فقط ألفراد األقليتني االيزيدية‬ ‫واملسيحية يف العراق بالحصول عىل‬ ‫تراخيص لالتجار بالكحول‪ ،‬ألن الكحول‬ ‫يحظره اإلسالم‪.‬‬ ‫وشهدت املوصل عدة تفجريات‬ ‫بالقنابل يف الشهور املاضية‪ .‬ويف هجوم‬ ‫وقع يف شهر مارس‪/‬آذار‪ ،‬انفجرت‬ ‫سيارة مملوءة باملتفجرات مام أسفر‬ ‫عن مقتل شخصني وإصابة ‪ 24‬آخرين‬ ‫بالقرب من جامعة املوصل‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪46‬‬

‫احتضنت قاعة األورفلي‬ ‫للفنون في عمان مساء‬ ‫يوم االثنين ‪،2019/4/22‬‬ ‫ً‬ ‫حدثا فنّيًّا فريدًا من نوعه‪،‬‬ ‫مميّزًا بأسمائه‪ ،‬غريبًا‬ ‫في مواضيعه‪ّ ،‬‬ ‫غطا جدران‬ ‫قاعتها الرحبة وأروقتها‪،‬‬ ‫فقد أقامت عائلة‬ ‫القيماقجي‪ ،‬معرضًا لثالثة‬ ‫من أبناءها‪ ،‬من جيل الرواد‪،‬‬ ‫هم ثالثة أطباء موهوبين‪:‬‬ ‫إحسان‪ ،‬وأكرم‪ ،‬وأنور‪ .‬أوالد‬ ‫أحمد القيماقجي‪ ،‬الشخصية‬ ‫البغدادية الوقورة ومن‬ ‫وجهائها المعروفين‪ ،‬وهو‬ ‫عم الفريق الركن رفيق‬ ‫عارف‪ ،‬رئيس أركان الجيش‬ ‫في العهد الملكي وزوج‬ ‫ابنته لميعة‪ ،‬في نفس‬ ‫الوقت‪.‬‬ ‫صفوة فاهم كامل‬

‫ثالثي بغداد‪..‬‬ ‫ عائلة القيماقجي‬

‫املعرض حمل عنوان‪( :‬ثاليث من‬ ‫بغداد … عائلة القيامقݘي) ّ‬ ‫نظ َم‬ ‫هذا املعرض وأرشف عليه األشقاء‬ ‫محمد ومؤيد وأحمد أوالد أنور‬ ‫القيامقݘي‪ ،‬إحيا ًءا لذكرى والدهم‬ ‫وعميهم وجدهم‪ ،‬وعرفا ًنا ملسريتهم‬ ‫ّ‬ ‫الفنية الطويلة‪ ،‬وليك ّ‬ ‫يطلع هذا‬ ‫الجيل من العراقيني عىل اإلرث‬ ‫العظيم للفنانني الرواد‪ .‬لذلك فهو‬ ‫ليس معرض ربحي تجاري أو أن‬ ‫لوحاته معروض للبيع بقدر ما‬ ‫هو تحرير هذا اإلرث العظيم من‬ ‫الجدران الحبيسة لبيوت العائلة‬ ‫وفك أرسها من خزائنها ونقلها‬ ‫إىل مديات أبعد وفضاءات أوسع‪،‬‬ ‫تسمح لعني الزائر التمتع بالفن‬ ‫الجميل واستذكار املايض األنيق‬ ‫ألخذ العرب والتجارب من عبق ذلك‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫جمع هذه األعامل‬ ‫استمر‬ ‫ْ‬ ‫واملقتنيات الشخصية للعائلة‬ ‫ردحا من الزمن‪ ،‬حتى نضجت‬ ‫ً‬ ‫فكرة إقامته يف عامن يف نسخته‬ ‫الثانية‪ .‬يُذكر إن املعرض األول أوته‬ ‫قاعة دفرنت (‪ )Different‬وسط‬ ‫العاصمة الربيطانية لندن منصف‬ ‫العام املايض ‪ .2018‬وهناك فكرة‬ ‫جادّة تراود األشقاء باهتامم ً‬ ‫أيضا‬ ‫لنقل هذا املعرض إىل العراق ودولة‬ ‫األمارات ّ‬ ‫ليطلع عليه جمهور أكرث‬ ‫من العراقيني ومحبي الفن األصيل‪.‬‬ ‫عائلة‬ ‫القيامقݘي‪،‬‬ ‫عائلة‬ ‫عريقةبتاريخها‪،‬جاءت إىل بغداد‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪48‬‬ ‫قبل ‪ 400‬سنة قادمة من‬ ‫مدينة خانقني وسكنت بداية‬ ‫القرن املايض يف محلة جديد حسن‬ ‫باشا‪ ،‬إحدى محالت بغداد املرموقة‬ ‫وقتئذ التي يعود تاريخها إىل العهد‬ ‫العثامين‪ ،‬وحملت هذا االسم نسبة‬ ‫إىل وايل بغداد‪ ،‬حسن باشا (‪-1704‬‬ ‫ّ‬ ‫يطل‬ ‫‪ )1723‬يف بيت كبري نسب ًيا‬ ‫صالونه عىل شارع الرشيد مبارش ًة‬ ‫قرب جامع الحيدر خانة‪ .‬ويف عام‬ ‫‪ ،1939‬انتقلت العائلة إىل مدينة‬ ‫األعظمية‪ ،‬يف محلة نجيب باشا‪.‬‬ ‫وفيها أكمل هؤالء الشباب الثالثة‬ ‫تحصيلهم العلمي يف الكلية الطبية‬ ‫امللكية العراقية‪ ،‬ونالوا تخصصات‬ ‫شتى وخدموا بلدهم بإحسن وجه‪.‬‬ ‫يف العراق الحديث وعىل مدى قرن‬ ‫كامل من تاريخه‪ ،‬برز العديد من‬ ‫أطباءه الالمعني مبهن ومواهب‬ ‫وهوايات أخرى إضافة إىل مهنة‬ ‫الطب‪ ،‬من أبرزها‪ ،‬الفنون التشكيلية‬ ‫بفروعها‪ ،‬التي امتهنها هؤالء الثالثة‬ ‫األكارم‪ ،‬وشكلوا فري ًقا عائل ًيا‪،‬‬ ‫و ّثقوا العديد من األعامل الفنية‬ ‫والشخوص والطبيعة العراقية عىل‬ ‫مدى نصف قرن من الزمن‪.‬‬ ‫فاألخ األكرب د‪ .‬إحسان‪-1907( ،‬‬ ‫‪َ )1975‬‬ ‫صص يف األشعة وأول من‬ ‫تخ َ‬ ‫أدخل األشعة للعراق وأول مدير‬ ‫لألشعة يف املستشفى املليك‪ ،‬عشق‬ ‫فن النحت والتصوير الفوتوغرايف يف‬ ‫ً‬ ‫ملحوظا‬ ‫وقت شهد اهتام ًما وتطو ًرا‬ ‫بها من قبل الشباب‪ .‬وله توثيق نادر‬

‫للعديد من مدن العراق ولقطات‬ ‫من الحياة العائلية واألصدقاء‪.‬‬ ‫أما األبن الثاين د‪ .‬أكرم‪-1909( ،‬‬ ‫تخصص جراحة عامة‪ ،‬ومن‬ ‫‪ّ )1979‬‬ ‫األوائل عىل دفعته يف الكلية‪ .‬عمل‬ ‫يف مستشفى الكرخ والراهبات‪ .‬فقد‬ ‫تتلمذ عىل يد أحد أبرز فناين العراق‬ ‫يف الفن التشكييل هو الرسام الكبري‬ ‫عبد القادر الرسام‪ ،‬وهو صديق‬ ‫مق ّرب لوالدهم مام مكنه من تع ّلم‬ ‫فنونها وأرسارها وقد برزت موهبته‬ ‫ّ‬ ‫الفذة يف هذا املضامر وبرع فيها من‬ ‫خالل الرسم بالزيت عىل الكانفاس‬ ‫وبأسلوب واقعي متقن حيث جمع‬ ‫بني املحلية والعاملية‪ ،‬حتى أنشأ‬ ‫أستوديو يف بيته يزاول هوايته فيها‬ ‫وبقي ميارس فن الرسم إىل آخر أيام‬ ‫َّ‬ ‫حياته‪.‬‬ ‫والشقيق األصغر د‪ .‬أنور‪-1914( ،‬‬ ‫تخصص بالوالدة والنسائية‪،‬‬ ‫‪ّ )1996‬‬ ‫َ‬ ‫وعمل يف املستشفى املليك‪،‬‬ ‫ومدي ًرا ملستشفى الهالل األحمر‪،‬‬ ‫ومستشفى الفردوس‪ .‬ش ِغ َ‬ ‫ف‬ ‫فن الرسم الكاريكاتوري ومتيزت‬ ‫رسوماته بقوة التخطيط مستخد ًما‬ ‫القلم الرصاص والحرب األسود وعشق‬ ‫ً‬ ‫أيضا الرسم باأللوان املائية متأث ًرا‬ ‫بصديق العائلة سعاد سليم (شقيق‬ ‫جواد ونزار سليم) وكذلك مدرسة‬ ‫الفنان عبد الكريم محمود‪ ،‬حيث‬ ‫و ّثق عددًا من الوجوه العراقية‬ ‫السياسية والعاملية مرو ًرا بوجوه‬ ‫العائلة واألقارب واألصدقاء‪.‬‬ ‫لذلك فإن هؤالء املوهوبني الثالثة‬ ‫تركوا بصمة واضحة يف مجال الفن‬

‫وبرزوا فيها بحرفية عالية كرواد‬ ‫أوائل لهذه الحركة‪ ،‬بعد تأسيس‬ ‫الدولة العراقية‪ ،‬إضافة إىل تفوقهم‬ ‫يف مجال الطب البرشي‪.‬‬ ‫معرض (ثاليث من بغداد … عائلة‬ ‫القيامقݘي) يف قاعة األورفيل‪،‬‬ ‫افتتحته السفرية العراقية يف األردن‬ ‫السيدة صفية السهيل‪ ،‬وحرضه‬ ‫جمهور مخميل غفري من أبناء الجالية‬ ‫العراقية يف األردن وضيوفهم‪ ،‬ومن‬ ‫متذوقني الفن التشكييل العراقي‬ ‫غصت بهم‬ ‫والفن بصورة عامة‪ّ ،‬‬ ‫قاعة املعرض‪.‬‬ ‫ضم املعرض عىل د ّفات جدرانه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫العديد من اللوحات الفنية‪ ،‬وكل‬ ‫حسب توجهه األخوة الثالثة‬ ‫واهتاممه‪ ،‬لكن تصدّ رت مقدمة‬ ‫املعرض أربعة لوحات بريشة‬ ‫أربعة من عاملقة الرسم يف العراق‬ ‫وأبرزهم وهم عبد القادر الرسام‪،‬‬ ‫وفائق حسن‪ ،‬ونوري الراوي وسعاد‬ ‫سليم‪ ،‬مهداة لرب العائلة املرحوم‬ ‫أحمد‪ ،‬وهذه اللوحات أصلية ونادرة‬ ‫ال تقدّ ر بثمن يف يومنا هذا باي حال‬ ‫من األحوال‪ .‬أما اللوحات الزيتية‬ ‫فقد بلغت سبعة وعرشين لوحة‬ ‫بإحجام متقاربة ُرسمت بريشة األبن‬ ‫الثاين الدكتور أكرم‪ ،‬وفيها تعبري‬ ‫صادق عن الواقعية ومت ّيزت بدفء‬ ‫اللون ووضوح الفكرة والتعبري…!‬ ‫يف جانب آخر من املعرض عُ رضت‬ ‫أكرث من خمسة وتسعني صورة‬ ‫فوتوغرافية جمعتها عدسة الدكتور‬ ‫إحسان‪ ،‬و ّثقت مبجملها طبيعة‬ ‫الحياة العراقية‪ ،‬خالل القرن املايض‬

‫يف الرب والنهر ومواقع تاريخية‪،‬‬ ‫وأحداث سياسية‪ ،‬أهمها ملف‬ ‫صوري ملسرية تتويج امللك فيصل‬ ‫الثاين يف شوارع بغداد عام ‪،1953‬‬ ‫وغريها من الصور ذات األصالة‬ ‫والعراقة م ًعا‪ ،‬تجعلك تقف أمام‬ ‫كل صورة باهتامم وتركيز ويأخذك‬ ‫الحنني والخيال للاميض البسيط‬ ‫وعبقه…!‬ ‫ضمت القاعة الثانية للمعرض‬ ‫كام َّ‬ ‫أكرث من ‪ 80‬لوحة‪ ،‬رسمت بقلم‬ ‫الرصاص تار ًة‪ ،‬وبالحرب الصيني‬ ‫تار ًة أخرى‪ ،‬بأنامل الشقيق األصغر‬ ‫للعائلة الدكتور أنور‪ .‬مت ّيزت هذه‬ ‫املعبة ورمزيتها‬ ‫الصور بكاركتوريتها ّ‬ ‫لشخصيات سياسية وبرملانية‬ ‫معروفة خالل حقبة العهد املليك‬ ‫ً‬ ‫وأيضا ألصدقاء مقربني له وزمالءه‬ ‫يف الدراسة‪ ،‬أيام تخصصه الطبي يف‬ ‫لندن‪ .‬أما لوحاته املائية فطرزت‬ ‫جدران القاعة أربعة لوحات‬ ‫متفرقة يف املوضوع … واملعنى …‬

‫واللون…!‬ ‫ُقدّ م يف املعرض ً‬ ‫أيضا كتاب أنيق يف‬ ‫هيكله وشامل يف تصميمه‪ ،‬طبعته‬ ‫دار األديب البغدادية‪ ،‬احتوى بني‬ ‫د ّفتيه عىل كل الصور املعروضة‬ ‫يف املعرض‪ ،‬كتوثيق َو َرقي‪ ،‬يُز ّين‬ ‫وج ّسدت صفحات‬ ‫املكتبة البيتية‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضا السرية التاريخية‬ ‫الكتاب‬ ‫العطرة للعائلة‪.‬‬ ‫ومن طريف الكالم أن بيت عائلة‬ ‫القيامقݘي يف األعظمية كان مالصق‬ ‫من الخلف لبيت جدي املرحوم‬ ‫فتحي صفوت‪ ،‬وكانت العالقة بينهام‬ ‫عائلية وحميمة‪ ،‬حيث للسيد أحمد‬ ‫القيامقݘي‪ ،‬مجلس ثقايف أسبوعي يف‬ ‫صالون بيته‪ ،‬كان يرتاده جدي مع‬ ‫نخبة من الشخصيات األدبية ووجهاء‬ ‫مدينة بغداد‪ ،‬أبرزهم الوجيه ياسني‬ ‫باشا الخضريي‪ ،‬الذي تصاهر ابنه‬ ‫الدكتور أنور مع حفيدته الح ًقا‪.‬‬ ‫يف أحد تلك األيام الخالية زار‬ ‫الدكتور أكرم‪ ،‬جدي فنان النحت‬

‫فتحي صفوت يف مشغله يف بيته‬ ‫وهو أول نحات يف العراق‪-‬لعمل‬‫متثال نصفي له‪ ،‬فاستلقى الدكتور‬ ‫أكرم عىل طاولة العمل ّ‬ ‫وغطى وجهه‬ ‫مبادة الجبس البيض لعمل قناع‬ ‫سلبي لتقاطيعه وجهه ومن ُث َّم بد َء‬ ‫بعدها بإكامل بقية تفاصيل التمثال‬ ‫حتى أنجزه بعد أيام وأهداه له‪،‬‬ ‫تعب ًريا عن عمق املودّة وحسن الجرية‬ ‫أحض‬ ‫بني العائلتني‪ .‬ولألسف مل‬ ‫ِ‬ ‫مبشاهدة هذا التمثال وال صوره له‬ ‫يف هذا املعرض‪ ،‬ومل يبقى له أي أثر‬ ‫حتى لدى عائلة القيامقݘي‪ ،‬وأوالده‬ ‫وأحفاده‪.‬‬ ‫رحم الله هذه العائلة العريقة‬ ‫َ‬ ‫املتميزة واملوهوبة‪ :‬الجد الكبري‬ ‫حسني‪ ،‬واألبن الوجيه أحمد وأوالده‬ ‫األطباء إحسان‪ ،‬وأكرم‪ ،‬وأنور‪،‬‬ ‫وأحفاده األبرار محمد‪ ،‬ومؤيد‪،‬‬ ‫والدكتور أحمد‪ ،‬وأبناء األبناء ومن‬ ‫بعدهم إىل يوم يبعثون‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪50‬‬

‫ترامب هزمه العالم وإنتصر على العرب‬

‫من سوء الحظ أن تكون‬ ‫البالد العربية يف أغلبها سهلة‬ ‫التضاريس ومنخفضة وتنزل عليها ومتر‬ ‫منها الحضارات والشعوب‪ ،‬وتطالها‬ ‫الغزوات‪ ،‬وتكون مرتعا ألطامع الغرباء‬ ‫أيا كانوا عرب تاريخ ممتد آلالف من‬ ‫السنني‪ ،‬فكل من يحيط بنا يغزونا‬ ‫ويستويل عىل خرياتنا‪ ،‬وحتى الطوائف‬ ‫والديانات املهزومة يف العامل تأيت لتأخذ‬ ‫حصتها منا كام يف فلسطني املغتصبة‪،‬‬ ‫أو أن تأيت دولة مجاورة وتحكم بلدا‬ ‫بأكمله‪ ،‬أو أن تأيت دولة عظمى من‬ ‫مسافة قصية‪ ،‬وتنهب الرثوات‪ ،‬وتؤسس‬ ‫القواعد‪ ،‬وتنرش الجيوش مستغلة‬ ‫تنازع العرب بينهم‪ ،‬أو تنازع املسلمني‬ ‫وخصوماتهم الفارغة‪ ،‬ورمبا جشعهم‬ ‫وطمعهم ببعض‪.‬‬ ‫تخيلوا إن الرئيس ترامب أهني من الفتى‬ ‫املدلل الكوري الشاملية وهو يتوسل‬ ‫لقاءه‪ ،‬وقد إلتقاه ملرتني بغية تفكيك‬ ‫برنامج بيونج يانج النووي‪ ،‬وطلب‬ ‫من الروس والصينيني حمله عىل فعل‬ ‫يشء يريض غرور سيد البيت األبيض‪،‬‬ ‫لكنه يف النهاية أرسل صواريخه عىل‬ ‫بحر اليابان‪ ،‬وهدد جزر املحيط الهادي‬ ‫وسواحل أمريكا‪ ،‬ومازال يتوعد باملزيد‪،‬‬ ‫بينام فشل الرئيس ترامب يف الحصول‬ ‫عىل أي مكسب من تواصله مع الرئيس‬ ‫الرويس فالدميري بوتني يف ملفات عدة‬ ‫إقتصادية ونووية وسياسية‪ ،‬وتراجعت‬ ‫واشنطن يف ملف أوكرانيا وسوريا أمام‬

‫الدب الرويس‪ ،‬ويف فنزويال وبقاع من‬ ‫العامل مل تتمكن اإلدارة األمريكية من‬ ‫كرس إرادة مناوئيها‪ ،‬فغريت املسار‬ ‫قليال‪.‬‬ ‫ويف امللف اإليراين يبدو العامل متحريا‪،‬‬ ‫فمع كل هذا اإلنفاق املايل الكبري من‬ ‫العرب‪ ،‬وبالرغم من عديد القوات‪،‬‬ ‫ونوع التسليح يف املنطقة إال إن إيران‬ ‫ماتزال متامسكة‪ ،‬وتديل بترصيحات‬ ‫واثقة‪ ،‬ووجهت عدة رسائل لحلفاء‬ ‫واشنطن يف املنطقة‪ ،‬وهددت وتوعدت‬ ‫مبالديها من مخزونات‪ ،‬ومامتتلكه‬ ‫من قوة غري معلنة‪ ،‬وحلفاء ميكن‬ ‫أن يرضبوا يف اليمن ولبنان والعراق‬ ‫وسوريا‪ ،‬ويف الخليج كله‪ ،‬فالندري‬ ‫أتأيت الرضبة من إيران ذاتها‪ ،‬أم من‬ ‫الحلفاء‪ ،‬ورمبا تيش الحوادث األخرية‬ ‫يف اإلمارات وسواحلها واململكة العربية‬ ‫السعودية بخطورة املوقف‪ ،‬ومايتطلبه‬ ‫من هدوء يف التفكري‪ ،‬فاملعركة ليست‬ ‫لعبة‪ ،‬ومن مل ينترص قد ينتقم‪ ،‬والعرب‬ ‫ليسوا بحاجة اىل املزيد من املصائب‪،‬‬ ‫فإرسائيل ذاتها قلقة ومرتددة‪ ،‬وبدأت‬ ‫تخفف من لهجتها‪ ،‬بينام األمريكيون‬ ‫يتحدثون عن صفقة القرن‪ ،‬وعن ورش‬ ‫عمل يف البحرين لتأمني حضور قوي‬ ‫يدعم الصفقة التي تريد واشنطن بها‬ ‫تصفية القضية بالكامل‪.‬‬ ‫هذا هو ترامب الذي عىل مايبدو مل‬ ‫يتمكن من تحقيق نرص عىل أي عدو‬ ‫غري عريب‪ ،‬ولكنه منترص عىل العرب‪.‬‬

‫هادي جلو مرعي‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫حفر قناة حبرية من اخلليج إىل النجف ‪...‬‬ ‫من أساطري الوهم؟!‬ ‫مشروع شق قناة‬ ‫بحرية من الخليج‬ ‫العربي إىل النجف‬ ‫األشرف بطول ‪550‬‬ ‫كم وعرض ‪100‬‬ ‫مرت وعمق ‪ 20‬مرت‬ ‫كمعدل ألن ارض‬ ‫النجف مرتفعة عن‬ ‫سطح البحر هذا يعني‬ ‫نحتاج حفر ‪ 1.1‬مليار‬ ‫مرت مكعب‬

‫عامر عبدالجبار‬

‫كلفة حفر املرت املكعب الواحد هي ‪ 14‬دوالر يعني كلفة الحفر الكلية ‪15.4‬‬ ‫مليار دوالر ناهيك عن كلفة الجسور والطرق وإنشاء ارصفة ومخازن وساحات‬ ‫خزن ومساحات الشاحنات وأبنية الدوائر ذات العالقة والخدمية يف ميناء‬ ‫النجف رمبا الكلفة تتجاوز ‪ 20‬مليار دوالر اي تعادل أكرث من ستة أضعاف‬ ‫انشاء ميناء الفاو الكبري!!!‬ ‫ناهيك عن رضر امتصاص األرض للمياه املالحة وتلوث املياه الجوفية وأرضار‬ ‫األرايض الزراعية التي متر فيها هذه القناة املزعومة‪..‬‬ ‫هل تعلم كم هي ايرادات هذا املرشوع فإن ايرادات وزارة النقل من جميع‬ ‫املوانئ ‪:‬ميناء البرصة النفطي والعمية وأربعة منصات بحرية للتصدير وميناء‬ ‫ام قرص الشاميل وميناء ام قرص الجنويب ومحطة العراق للحاويات واألرصفة‬ ‫الجديدة يف ام قرص وميناء خور الزبري وميناء ابو فلوس وميناء املعقل ترتاوح‬ ‫حوايل ‪ 250‬مليون دوالر يف السنة وهذه ايرادات وليست أرباح فإذا توقعنا‬ ‫ميناء النجف يشكل ‪10٪‬منها بأعىل تقدير فستكون ايراداته ‪ 25‬مليون دوالر‬ ‫سنويا يعني املستثمر يحتاج ‪ 800‬سنة السرتداد أمواله بدون احتساب الكلف‬ ‫التشغيلية والصيانة للميناء والقناة البحرية وللعلم بأن معدل عمر امليناء من‬ ‫‪ 25‬اىل ‪ 30‬سنة‪ ...‬اعتقد الذي نرش هذه الفكرة يتحدث يف الخيال والوهم أو من‬ ‫قصص اساطري ‪ 5000‬سنة قبل امليالد ومل يفكر بيشء اسمه جدوى اقتصادية ‪..‬‬ ‫نعم هنالك مشاريع لحفر قنوات طويلة ولكنها ذات جدوى اقتصادية كبري‬ ‫الستحداث ربط بحري ذو منفعة كبرية‬ ‫يف اإلمارات تم حفر قنوات بحرية قصرية داخل البلد الغرض منها خلق مساحة‬ ‫مائية إلنشاء فنادق عىل سواحل لزيادة الجاملية وهذه املشاريع ذات جدوى‬ ‫اقتصادية والسيام بأن موازنة العراق تعاين من عجز يقدر ‪ 28‬تريليون دينار‬ ‫ومشاريع فاشلة ووهمية وأصبح من الدول املتصدرة لقامئة الفساد يف العامل‬ ‫وأغلب املشاريع االسرتاتيجية متلكئة منذ عدة سنوات وهيئة االستثامر يف‬ ‫العراق منذ تأسيسها قبل أكرث من ‪ 12‬سنة ومنحت أكرث من ‪ 1300‬إجازة‬ ‫استثامر لغاية عام ‪ 2017‬ومل نقطف مثار مرشوع واحد كبري ومعترب كاستثامر‬ ‫فعيل‪ ...‬ويأيت املتبطر ليطرح علينا مشاريع من أساطري خيال ما قبل امليالد‬ ‫بخمسة آالف سنة‪..‬‬ ‫وأما مدينة النجف األرشف تستحق ان يكون فيها ميناء وكذلك الحال لجميع‬ ‫محافظات العراق وقد قدمت دراسة بذلك وفقا الجدوى االقتصادية ولكن‬ ‫برشط أن يكون ميناء جاف ال يكلف أكرث من ‪ 100‬مليون دوالر‪ ...‬وكفى‬ ‫العراقيني رش املشاريع الوهمية والخيالية!!‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايـــا‬

‫‪54‬‬ ‫أسفرت تسعة أشهر من غارات القوات العراقية مدعومة‬ ‫بطريان التحالف الدويل‪ ،‬إضافة إىل السيارات املفخخة‬ ‫والطائرات املسرية والعبوات الناسفة التي كان يفجرها املقاتلون‪،‬‬ ‫عن تزايد املشاكل يف السمع لدى سكان املوصل‪.‬‬ ‫َع ِل ّية عيل‪ ،‬امرأة تبلغ من العمر ‪ 59‬عاما‪ ،‬فقدت زوجها وسمعها‬ ‫خالل معارك استعادة مدينة املوصل من سيطرة املقاتلني قبل‬ ‫نحو عامني‪ ،‬حينام أغارت طائرة حربية عىل منزلها‪ ،‬ليصري حالها‬ ‫حال اآلالف من سكان املدينة الشاملية التي عادت إىل سيطرة‬ ‫الدولة يف متوز‪ /‬يوليو ‪ ،2017‬ممن يعانون من اضطرابات يف‬ ‫السمع وصفري يف األذنني‪ ،‬أو أصيبوا بصمم تام‪.‬‬ ‫تقول علية‪« :‬فقدت سمعي تقريبا قبل سنتني بعدما قصفت طائرة‬ ‫منطقتنا أيام تحرير الساحل األمين (الشطر الغريب من املوصل)»‪،‬‬ ‫دمر منزلها وأصيب زوجها بـ»حروق خطرية للغاية»‪ ،‬ومنذ ذلك‬ ‫الحني‪ ،‬باتت علية مضطرة إىل التكيف مع العامل الخارجي الذي‬ ‫ال تسمع له صوتا‪ ،‬وغري قادرة عىل تلقي عالج بعدما فقدت كل‬ ‫ما متلك خالل القصف‪.‬‬ ‫وباتت العيادات الخاصة البديل الوحيد املتوفر يف املوصل اليوم‪،‬‬ ‫بعدما أسفرت الحرب عن تراجع أعداد أرسة املستشفيات ستة‬ ‫أضعاف‪ ،‬وهناك اليوم نحو ألف رسير لقرابة مليوين شخص‪.‬‬ ‫وتولت منظمة «داري» اإلنسانية العام املايض إعادة تأهيل‬ ‫وافتتاح أجنحة عدة يف مستشفيات املدينة‪ ،‬الستقبال الحاالت‬ ‫الطارئة والوالدات‪ .‬وافتتحت أيضا مركز استقبال مجانا ملشاكل‬ ‫السمع‪.‬‬ ‫وقد أجرت علية فحصا يف هذا املركز عىل غرار فتحي حسني (‪65‬‬ ‫عاما) الذي مل يعد يسمع شيئا تقريبا منذ سقوط «ثالث قذائف‬ ‫هاون» عىل منزل يف غرب املوصل ربيع العام ‪.2017‬‬ ‫وتبذل الكوادر الطبية والتمريضية يف املوصل جهودا كبرية‬ ‫ملعالجة املرىض من كل األعامر‪ ،‬الذين تكتظ بهم قاعات االنتظار‪.‬‬ ‫ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أخصايئ السمع والتخاطب محمد‬ ‫سعيد‪ ،‬قوله‪« :‬استقبلت وحدة السمع والتخاطب يف املستشفى‬ ‫الجمهوري أكرث من ألفي مصاب باضطرابات ناتجة عن القصف‬ ‫والتفجريات من كال الجنسني من مختلف األعامر‪ ،‬ووزعت عليهم‬ ‫ألفي سامعة منذ افتتاح الشعبة قبل عام تقريبا»‪ ،‬مب ًينا أن الحاالت‬ ‫األخرى «املستعصية» يتم تحويلها إىل مستشفيات بغداد‪ ،‬لزراعة‬

‫قوقعة األذن اإللكرتونية غري املتوفرة حاليا يف املوصل‪.‬‬ ‫ويؤكد سعيد أن «األعداد أكرب بكثري من املسجلة لدينا‪ ،‬ألن بعض‬ ‫املصابني راجعوا عيادات خاصة أو أخرى خارج املوصل والعراق‪.‬‬ ‫وهناك آخرون مل يراجعوا املستشفى حتى اآلن»‪.‬‬ ‫وبحسب مصدر طبي يف املوصل‪ ،‬شهدت املستشفيات املؤقتة‬ ‫ومستشفى املوصل العام خالل األسابيع التي أعقبت استعادة‬ ‫املدينة‪ ،‬توافد بني «‪ 15‬إىل ‪ 20‬مراجعا يوميا يعانون مشاكل يف‬ ‫السمع»‪ .‬قد تكون الحاالت عابرة بالنسبة للبعض لكن «بعض‬ ‫املصابني قد ال يحالفهم الحظ يف الشفاء»‪ ،‬وفق الطبيب محمد‬ ‫صالح أخصايئ األنف واألذن والحنجرة‪ ،‬معيدا السبب إىل أن‬ ‫«الخاليا العصبية السمعية متزقت جراء األصوات الشديدة القوة»‬ ‫يف الحرب الرضوس التي صنفت بني األعنف يف التاريخ‪.‬‬ ‫ويؤكد صالح أن عددا كبريا من هؤالء‪ ،‬وبينهم أطفال‪ ،‬تعرض‬ ‫إىل «نزف دموي عند سامع دوي سقوط القذائف‪ ،‬من دون أن‬ ‫يتعالجوا»‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬رغم مرور عامني عىل انتهاء املعارك‪« ،‬ال تزال العيادات‬ ‫الخاصة تغص باملراجعني الذين يعانون من مشاكل سمعية»‪،‬‬ ‫غالبا ما يتطلب العالج سواء باملعدات أو باألدوية‪ ،‬وقتا طويال‬ ‫خصوصا بالنسبة لألصغر سنا‪.‬‬ ‫ويقول سعيد إن «فقدان السمع يعني غالبا اضطراب النطق أيضا‬ ‫لدى األطفال (‪ )...‬وهم يف حاجة إىل عالجات أخرى غري متوفرة‬ ‫لدينا اآلن» يف املوصل‪.‬‬ ‫ويعاين مهند (‪ 5‬سنوات) من صعوبة يف النطق‪ ،‬لكنه يقول‬ ‫بكلامت متلعثمة وهو يتوارى خلف أمه الحزينة‪« :‬أريد الذهاب‬ ‫إىل املدرسة مثل ابن جارنا أحمد»‪ ،‬فيام تعرب أ ّمه التي تبلغ‬ ‫من العمر ‪ 30‬عاما‪ ،‬عن قلقها عىل مستقبل ابنها رغم محاوالتها‬ ‫العديدة لعرضه عىل املختصني لعالجه‪ .‬وقد يحرمه الصمم من‬ ‫مواصلة دراسته االبتدائية‪ ،‬يف بلد تندر فيه املدارس التي تعنى‬ ‫بذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬ ‫وتقول أم مهند إن «الفقر وعدم وجود مستشفيات تخصصية‬ ‫حالت دون معالجته»‪ ،‬ورغم ذلك‪ ،‬تخوض هذه املرأة سباقا‬ ‫مع الوقت أمال يف أن يتمكن مهند من االلتحاق بباقي األطفال‬ ‫والجلوس عىل مقعد يف العام الدرايس املقبل الذي ينطلق يف‬ ‫موسم الخريف‪.‬‬

‫ضجيج الحرب أفقد اآلالف‬ ‫سمعهم في الموصل‬

‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫يشاهد مخرج داخل استوديو‬ ‫يف بغداد‪ ،‬بط ًال من أبطال‬ ‫عمله التلفزيوين‪ ،‬يرفع سكيناً عىل‬ ‫رقبة ممثل زميل يف إعادة إحياء‬ ‫لصناعة الرتفيه بالعراق‪ ،‬لكنه كذلك‬ ‫يثري جد ًال كبرياً‪.‬‬ ‫وتدور أحداث مسلسل «الفندق»‪،‬‬ ‫يف فندق ميلكه روايئ يسجل ويرصد‬ ‫حياة ضيوفه‪ ،‬وهم يصارعون ضد‬ ‫العنف‪ ،‬أو يقعون يف الحب‪.‬‬ ‫ويعرض املسلسل الذي ُصنع مبيزانية‬ ‫صغرية‪ ،‬يف شهر رمضان حيث تلتف‬ ‫األرس حول أجهزة التلفزيون لتتناول‬ ‫اإلفطار بعد الصيام‪.‬‬ ‫ويتصدى املسلسل ملواضيع حساسة‬ ‫مثل الدعارة‪ ،‬وتعاطي املخدرات‪،‬‬ ‫واالتجار بالبرش‪ ،‬ما أثار انتقادات‬ ‫عراقيني محافظني‪.‬‬ ‫«نحن الضوء»‬ ‫وقال حسن حسني‪ ،‬وهو ممثل‬ ‫سابق ومخرج املسلسل‪ ،‬إن فريقه‬ ‫فخور باملساعدة يف إحياء املشهد‬ ‫الثقايف يف العراق‪.‬‬ ‫وأضاف «الفن والثقافة واألدب‪ ،‬من‬ ‫األولويات‪ ،‬يعني السالح قد يخطىء‬ ‫لكن الفن ال يخطىء‪ ،‬خاص ًة من‬ ‫الناس الحريصني عىل املجتمع‪،‬‬ ‫وعىل ما يدور يف املجتمع‪ ،‬ومن‬ ‫هموم املجتمع‪ ،‬واألحداث الذي مير‬ ‫بها املجتمع‪ ..‬اآلن رسالتنا اإلنسانية‬ ‫نقدم للناس‪ ،‬ونفتح بعض النوافذ‬ ‫املغلقة‪ ،‬وبعض النوافذ غري واضحة‬ ‫حني تفتح يدخل الضوء‪ ،‬نحن‬

‫مسلسل رمضاني عراقي يثير جدال وغضبا‪ ..‬وصناعه فخورون‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مسرزا‬

‫الضوء»‪ .‬بحسب رويرتز‬ ‫حلم‪ ..‬أمان‬ ‫وانهارت تقريباً صناعة الرتفيه يف‬ ‫العراق خالل ‪ 16‬عاماً من الحرب‪،‬‬ ‫منذ الغزو األمرييك يف ‪ 2003‬إىل‬ ‫الحرب األهلية الطائفية‪ ،‬ويف اآلونة‬ ‫األخرية خالل الحرب ضد داعش‪.‬‬ ‫وبالنسبة لحسني‪ ،‬فإن العمل يف‬ ‫مسلسل يف بغداد‪ ،‬هو حلم كان‬ ‫بعيد املنال‪ ،‬إذ غادر البالد يف ‪1996‬‬ ‫عندما سحقت العقوبات الدولية‬ ‫ضد حكومة صدام حسني االقتصاد‬ ‫العراقي‪ ،‬وجعلت من الصعب عليه‬ ‫كسب املال بالتمثيل‪ ،‬وكان ينتظر‬ ‫االستقرار يف بالده‪ ،‬وذهب إىل لبنان‪،‬‬ ‫وسوريا‪ ،‬والسعودية أين واصل‬ ‫التمثيل واإلخراج‪.‬‬ ‫وقبل خمسة أشهر‪ ،‬سنحت له‬ ‫الفرصة بعد أن أقنعه األصدقاء‬ ‫والزمالء بأن العراق أصبح آمناً مبا‬ ‫يكفي للعودة‪.‬‬ ‫املجتمع العراقي‬ ‫ويقول عيل جعفر السعدي‪ ،‬وهو‬ ‫أحد منتجي العرض‪ ،‬إن الفن يف رأيه‬ ‫ال يحل املشاكل‪ ،‬ولكنه يسلط الضوء‬ ‫عىل مشاكل معينة يف املجتمع‪.‬‬ ‫ويضيف «الدراما أو بالحقيقة الفن‬ ‫بشكل عام إن وجد يف مكان ال ميكن‬ ‫أن يوجد إال يف مكان آمن‪ ،‬يف مكان‬ ‫نوعاً ما مستقر‪ ،‬بدأ إذاً دوران عجلة‬ ‫الدراما‪ ،‬وهذا يشء رائع»‪.‬‬ ‫ورغم أن الكثري من العراقيني كانوا‬ ‫سعداء ملشاهدة إنتاجهم املحيل‬

‫عىل شاشات التلفزيون‪ ،‬إال أن‬ ‫آخرين انتقدوا بشدة املحتوى املثري‬ ‫للجدل يف الحلقات‪.‬‬ ‫وندد مشاهدون‪ ،‬وأعضاء لجنة‬ ‫الثقافة بالربملان بتصوير التدليك‬ ‫«املساج»‪ ،‬ومشاهد يف ملهى لييل‪،‬‬ ‫وتعاطي الكحول‪ ،‬واملخدرات‪،‬‬

‫وقالت اللجنة الثقافية إن العرض‬ ‫يتناقض مع قيم املجتمع العراقي‪،‬‬ ‫وقواعده‪.‬‬ ‫مراجعة النفس‬ ‫وقال محمود أبو العباس‪ ،‬املمثل‬ ‫املخرضم ونجم املسلسل‪ ،‬إن بعض‬ ‫املواضيع قد يكون من الصعب‬

‫مشاهدتها‪ ،‬لكنها تصور الواقع‪،‬‬ ‫وأضاف أنهم ال يسعون لتشويه‬ ‫صورة املجتمع العراقي‪ ،‬بل إىل تذكري‬ ‫الجامهري بأن من الواجب النظر إىل‬ ‫الداخل ومراجعة النفس‪.‬‬ ‫ومىض قائ ًال «رمبا املتلقي العادي‬ ‫يجد صعوبة كبرية يف تلقي مثل هذه‬

‫األفعال‪ ،‬لكن الحقيقة‪ ،‬هي واقع‬ ‫ملموس نحاول من خالل الدراما أن‬ ‫نرصدها‪ ،‬ال فقط لعرضها لتشويه‬ ‫املجتمع العراقي‪ ،‬وإمنا نحاول من‬ ‫خالل هذه الصور أن نوكد للمتلقي‬ ‫أنك بحاجة ملراجعة النفس‪ ،‬وبحاجة‬ ‫إىل التثقيف»‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪58‬‬

‫العراق يوازن بين حقوق األسرى‬ ‫ والخوف من ظهور تنظيم إسالمي جديد‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫يقول املزارع العراقي شاكر صالح إنه كان‬ ‫يشعر بالخوف من تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫لكن خوفه من هزميته كان أعظم‪ .‬وتتمثل مشكلته‬ ‫يف إقناع الناس بأنه مل يكن يؤيد املتطرفني‪.‬‬ ‫فعندما أخرجت القوات العراقية التنظيم من‬ ‫مدينته مبحافظة صالح الدين الواقعة شاميل بغداد‬ ‫رحل صالح مع التنظيم املتطرف الذي اشتهر بني‬ ‫خصومه باسم داعش‪ .‬وبقي قدر ما استطاع يف‬ ‫دولة الخالفة التي أعلنها التنظيم وهي تتقلص‬ ‫رويدا رويدا‪.‬‬ ‫قال صالح (‪ 49‬عاما) «اعتقدنا أن الفصائل ستقتلنا‬ ‫ألننا كنا نعيش تحت حكم داعش‪ .‬ولذلك هربنا»‬ ‫مشريا إىل الفصائل الشيعية التي ساعدت يف إلحاق‬ ‫الهزمية بالتنظيم‪.‬‬ ‫وأضاف «هذا هو السبب الذي دعانا للبقاء مع‬ ‫داعش‪ .‬تعودنا عليهم وكنا نعرف ما علينا أن‬ ‫نفعله للبقاء عىل قيد الحياة»‪.‬‬ ‫ويعيش صالح اآلن يف مخيم الهول مرتامي‬ ‫األطراف الخاضع للحراسة عىل الجانب السوري‬ ‫من الحدود حيث يعيش ألوف من أنصار تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية املتمسكني بأفكاره بني ‪ 70‬ألفا‬ ‫من العراقيني والسوريني وغريهم‪.‬‬ ‫ويركب بعضهم سيارته التي يستعملها كسيارة‬ ‫أجرة لكسب رزقه إذ يتقاىض دوالرا عن كل رحلة‪.‬‬ ‫وقالت امرأة سورية يف املخيم ذكرت أن اسمها‬ ‫فاطمة لرويرتز «إذا أذن املوىل ستعود الخالفة»‪.‬‬ ‫ويستعد العراق إلعادة مواطنيه من مخيم الهول‬ ‫الذين يتجاوز عددهم ‪ 30‬ألفا‪ .‬لكنه يواجه معضلة‬ ‫يف تقرير مصريهم وكيفية التعرف عىل من كانت‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬ ‫تربطهم صالت حقيقية بتنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية ومن وجدوا أنفسهم عالقني‬ ‫يف دولة الخالفة‪.‬‬ ‫وتعني صعوبة التمييز بني هذين‬ ‫الفريقني اللذين ينتمي أفرادهام يف‬ ‫بعض األحيان لعشرية واحدة يف الهول‬ ‫أن كثريين من أمثال صالح يواجهون‬ ‫البقاء محتجزين لفرتة طويلة مبقتىض‬ ‫الخطط التي تعكف الحكومة عىل‬ ‫دراستها‪.‬‬ ‫ويقول حقوقيون وجامعات إغاثة إن‬ ‫بغداد تخلت يف اآلونة األخرية عن‬ ‫فكرة بناء مخيم منفصل الحتجاز‬ ‫القادمني من مخيم الهول فيه وذلك‬ ‫بعد أن اعرتضت عليها وكاالت اإلغاثة‬ ‫التي تعتمد عليها بغداد يف إعالة مئات‬ ‫اآلالف من املهجرين‪.‬‬ ‫ويقول مسؤولون وجامعات اإلغاثة‬ ‫واملنظامت الحقوقية إن أحدث اقرتاح‬ ‫عراقي يقيض بوضعهم يف مبان وهياكل‬ ‫لها صفة الدوام يف مناطق معزولة‬ ‫تخضع لحراسة قوات األمن‪.‬‬ ‫وقال عيل بيايت عضو املفوضية العليا‬ ‫لحقوق االنسان يف العراق وهي هيئة‬ ‫شبه رسمية إن املخيامت مؤقتة وال‬ ‫ميكن أن يعيش فيها الناس إىل األبد‪.‬‬ ‫وأضاف أن الحل الوحيد هو تخصيص‬ ‫مناطق تخضع للمراقبة والحامية من‬ ‫جانب الدولة وتزويدها بالخدمات‬ ‫والعمل عىل دمج هؤالء الناس‪.‬‬ ‫وقال عدد من العاملني يف مجال‬ ‫املساعدات إن وكاالت اإلغاثة أكدت‬ ‫أنها لن تقدم دعام ملخيم احتجاز جديد‬ ‫أو ملنطقة اعتقال وذلك بسبب احتامل‬

‫وكاالت اإلغاثة أكدت‬ ‫أنها لن تقدم دعما‬ ‫لمخيم احتجاز جديد‬ ‫أو لمنطقة اعتقال‬ ‫وذلك بسبب احتمال‬ ‫حدوث انتهاكات‬ ‫حقوقية‬

‫حدوث انتهاكات حقوقية‪ .‬وتسعى‬ ‫الوكاالت وفقا لخطة اطلعت عليها‬ ‫رويرتز لوضع من يجتازون الفحص‬ ‫األمني يف مخيامت النازحني القامئة‪.‬‬ ‫وامتنعت وزارة الهجرة واملهجرين‬ ‫العراقية ورئاسة الوزراء عن التعليق‬ ‫عىل الخطط الحالية للمحتجزين يف‬ ‫مخيم الهول‪.‬‬ ‫* مشكلة عاملية‬ ‫ألن أغلب من يعيشون يف مخيم الهول‬ ‫خرجوا من آخر قطعة من األرض كانت‬ ‫تحت سيطرة تنظيم الدولة اإلسالمية‬ ‫يف رشق سوريا فليس من السهل‬ ‫متييز أصحاب الفكر املتطرف عن غري‬ ‫املتطرفني وضامن أال تغري املجموعة‬ ‫الثانية آراءها‪.‬‬ ‫وقال مسؤولون غربيون إن األمن‬ ‫العاملي قد يتعرض للخطر مرة أخرى إذا‬ ‫أخطأت بغداد يف تقديراتها مثلام حدث‬ ‫عندما سيطر تنظيم الدولة اإلسالمية‪،‬‬ ‫الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة‬ ‫بعد أن استغرقت هزميته سنوات‪ ،‬عىل‬ ‫مناطق سنية يف العراق بني مجتمعات‬

‫كان أفرادها يشعرون بأن الحكومة‬ ‫التي يهيمن عليها الشيعة تضطهدهم‪.‬‬ ‫وقد تم اعتقال معظم العراقيني الذين‬ ‫تربطهم صالت واضحة بالتنظيم مثل‬ ‫املسلحني وأفراد أرسهم ونقل بعضهم‬ ‫إىل العراق ملحاكمتهم‪.‬‬ ‫ويقول كثريون ممن يعيشون يف املخيم‬ ‫الذي تسيطر عليه قوات من كورد‬ ‫سوريا تدعمها الواليات املتحدة إنهم ال‬ ‫يؤيدون الدولة اإلسالمية لكنهم متكنوا‬ ‫من العيش تحت حكمها القايس بتجنب‬ ‫لفت األنظار إليهم‪.‬‬ ‫ويعيش صالح وعراقيون آخرون من‬ ‫منطقته يف خيام منفصلة عمن يشتبه‬ ‫أنهم من املقاتلني يف مخيم الهول‬ ‫ويصف األجانب املحتجزين يف منطقة‬ ‫أخرى بأنهم «متطرفون»‪.‬‬ ‫وتقول الحكومة إن إبعادهم عند‬ ‫عودتهم إىل العراق عن املخيامت‬ ‫الحالية واملناطق السكنية سيحميهم‬ ‫من اعتداءات الناشطني الذين عانوا‬ ‫تحت حكم الدولة اإلسالمية ويسهم يف‬ ‫تجنب انتشار األفكار املتطرفة‪.‬‬ ‫وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش‬ ‫التي تتخذ من نيويورك مقرا إن من‬ ‫املمكن نقل املقيمني يف مخيم الهول‬ ‫الذين يعتربون مصدر خطر ملرشوعات‬ ‫سكنية مهجورة أو مل يكتمل بناؤها أو‬ ‫يف حاويات يتم تحويلها إىل مساكن‬ ‫بدال من املخيامت‪.‬‬ ‫وقالت بلقيس ويل الباحثة يف املنظمة‬ ‫«ما يفكرون فيه اآلن أكرث استدامة‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنهم يتوقعون احتجاز‬ ‫الناس هناك لفرتات أطول»‪.‬‬

‫وسبق أن قالت املنظمة إن مثل هذه‬ ‫الخطط متثل انتهاكا للقانون الدويل‬ ‫الذي مينع االحتجاز التعسفي دون‬ ‫محاكمة‪.‬‬ ‫وتريد بغداد أن تتجنب تكرار تجربة‬ ‫معسكر بوكا الذي كان مركز احتجاز‬ ‫تديره الواليات املتحدة وعمل فيه‬ ‫أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية الذي ال يزال مطلق الرساح‬ ‫عىل توسيع شبكة املتطرفني خالل‬ ‫االحتالل األمرييك للعراق‪.‬‬ ‫وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد‬ ‫املهدي يف وقت سابق من العام الجاري‬ ‫إن مثة فرقا بني األرس التي احتجزها‬ ‫داعش رهائن واألرس التي رافقت‬ ‫اإلرهابيني‪.‬‬ ‫وأضاف أن العراق سيحرتم حقوق‬ ‫اإلنسان لكن من الرضوري وجود تدابري‬ ‫أمنية حتى ال يترسب أنصار التنظيم إىل‬ ‫املجتمع مرة أخرى‪.‬‬ ‫ويعيش يف مخيامت املهجرين الحالية‬ ‫حوايل ‪ 450‬ألف عراقي وتقول جامعات‬ ‫اإلغاثة إن هؤالء يحرمون يف هذه‬ ‫املخيامت أحيانا من توثيق أوضاعهم‬ ‫ويواجهون احتامل أال يعودوا أبدا إىل‬ ‫بيوتهم بسبب ارتباط حقيقي أو مزعوم‬ ‫بتنظيم الدولة اإلسالمية‪.‬‬ ‫ويقول مسؤولون غربيون إنه سواء‬ ‫احتجز هؤالء يف مخيامت أو يف‬ ‫مجمعات سكنية خاضعة للحراسة أو‬ ‫أطلق رساحهم فكلام طالت الفرتة التي‬ ‫يشعر فيها السنة الذين عاشوا يف ظل‬ ‫الدولة اإلسالمية بالتهميش زاد احتامل‬ ‫أن يستغلهم املتشددون الساعون‬

‫إلعادة تنظيم صفوفهم وتوسيع نطاق‬ ‫حركة التمرد‪.‬‬ ‫* الفصائل‬ ‫رحبت أغلب املجتمعات السنية بهزمية‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية التي رسعان ما‬ ‫اكتشف السنة أنها اضطهدت كل من‬ ‫اعتربته عدوا لها بغض النظر عن مذهبه‬ ‫الديني‪ .‬لكن أفرادها يخشون التهميش‬ ‫واالعتقال إذا ما عادوا إىل مناطق يف‬ ‫العراق أصبح للفصائل الشيعية اليد‬ ‫العليا فيها‪.‬‬ ‫وقد وُجهت اتهامات لبعض الفصائل‬ ‫الشيعية يف العراق بتنفيذ هجامت‬ ‫انتقامية من السنة الذين كانوا يعيشون‬ ‫يف كنف الدولة اإلسالمية التي نفذت‬ ‫أعامل قتل جامعي للشيعة الذين‬ ‫تصفهم بالكفار‪.‬‬ ‫وتنفي الفصائل تنفيذ أي هجامت من‬ ‫هذا النوع وتقول إن أي حوادث من‬ ‫«نبغي العودة للديار لكن‬ ‫لن نفعل ذلك ما دامت‬ ‫الفصائل مسيطرة هناك‪.‬‬ ‫سيقتلوننا أو يحبسوننا‪.‬‬ ‫دمروا أرضنا الزراعية‬ ‫وشاهدت فيديو لهم وهم‬ ‫يشعلون النار فيها»‬

‫هذا القبيل معزولة وغري ممنهجة‪.‬‬ ‫وقد رحل صالح وأرسته عن بلدتهم يف‬ ‫محافظة صالح الدين عندما أخرجت‬ ‫القوات العراقية املتشددين منها يف‬ ‫العام ‪ 2015‬وانتقلوا إىل املوصل ملدة‬ ‫عامني ثم إىل القائم آخر معاقل الدولة‬ ‫اإلسالمية يف العراق‪.‬‬ ‫وقال «حني تعرضت القائم للهجوم‬ ‫دفعنا أمواال للمهربني لنقلنا إىل سوريا»‪.‬‬ ‫وأضاف صالح يف روايته التي مل تستطع‬ ‫رويرتز التحقق من صحتها «نبغي‬ ‫العودة للديار لكن لن نفعل ذلك‬ ‫ما دامت الفصائل مسيطرة هناك‪.‬‬ ‫سيقتلوننا أو يحبسوننا‪ .‬دمروا أرضنا‬ ‫الزراعية وشاهدت فيديو لهم وهم‬ ‫يشعلون النار فيها»‪.‬‬ ‫ومل ترد وزارة الهجرة واملهجرين‬ ‫العراقية التي تتوىل مسائل العودة‬ ‫واملخيامت عىل طلبات للتعليق عىل‬ ‫الخطط الخاصة بالنازحني أو االنتهاكات‬ ‫الحقوقية املزعومة‪.‬‬ ‫ويقول البعض إن عرشات األلوف‬ ‫من العراقيني والسوريني القابعني يف‬ ‫مخيامت سيقبلون مبرور الوقت عودة‬ ‫التنظيم إذا كان ذلك بابا لعودتهم إىل‬ ‫بيوتهم‪.‬‬ ‫وقال خالد فصال السوري البالغ من‬ ‫العمر ‪ 30‬عاما املقيم يف مخيم الهول‬ ‫بعد هروبه من بلدة البوكامل عندما‬ ‫اسرتدتها القوات الحكومية السورية‬ ‫«مل أرحل عن مدينتي بسبب الدولة‬ ‫اإلسالمية‪ .‬لكن عندما جاء النظام مل‬ ‫أكن أريد املجازفة‪.‬‬ ‫«إذا عادت الدولة اإلسالمية فسنبقى»‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬ ‫من الصعب على المرء‪،‬‬ ‫مهما كان انتماؤه‬ ‫السياسي‪ ،‬أن ينكر أن مجال‬ ‫السياسة أصبح خالل‬ ‫السنوات االخيرة التي‬ ‫ً‬ ‫ودماثة‬ ‫مضت أقل تحضرا‬ ‫وكما يعتقد البعض‬ ‫أن السياسة تستدعي‬ ‫التخلي عن القيم واألخالق‬ ‫والتوجه إلى أساليب تتحرر‬ ‫من القيم فكانت األخالق‬ ‫والسياسة لهما مفهومان‬ ‫متناقضان‪.‬‬ ‫عبدالخالق الفالح‬

‫االمس واليوم بين السياسة واالخالق‬ ‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬ ‫كام يتصورون أن السياسة‬ ‫هي أن تحافظ عىل كيانك‬ ‫والبقاء قامئا سواء عىل مستوى األفراد‬ ‫والحكومات والدول باستخدام كل‬ ‫الوسائل املرشوعة وغري املرشوعة‪،‬‬ ‫وهؤالء يستندون لنظرية ميكيافييل‬ ‫الذي يرى أن األخالق يجب إبعادها‬ ‫عن السياسة ألنها العائق الوحيد‬ ‫أمام تطور الدول وله مقولة مشهورة‬ ‫«الغاية تربر الوسيلة ومن هذا املنظور‬ ‫ومع االسف ان العظمة و الغلبة‬ ‫ينالها األمراء املخادعون الذين ال‬ ‫عهد وال وفاء لهم ‪،‬والبقاء يف السلطة‬ ‫فوق كل الغايات واالعتبارات وبكل‬ ‫الوسائل حتى ان كانت غري مرشوعة ‪.‬‬ ‫الن القوة الغالبة يف سياسة حكومات‬ ‫الدول يف الزمن الحايل هي املصالح‬ ‫وليس األخالق‪ ،‬وذلك عىل الرغم من‬ ‫ادعاء الدول املتقدمة عىل التمسك‬ ‫باملبادئ واألخالق‪ ،‬باعتبارها الحصن‬ ‫الذي يحمي الدول والحضارات من‬ ‫الوقوع يف براثن التدهور واالنهيار‬ ‫وهي عىل ما يبدو ان الحديث عن‬ ‫األخالق عموماً واألخالق يف السياسية‬ ‫اليوم مجرد نزوة اخرتقت رشفات‬ ‫الحلبة املشتعلة التي تأوي ومايُفرتض‬ ‫أن تكون أرسة السياسية واعية بدورها‬ ‫وأسباب وجودها ؛ وألن اإلحتقان‬ ‫العالئقي الذي تعيشه أفراد األرسة‬ ‫السياسية هي عدم التوازن فيها‬ ‫والسياسة تعني يف اللغة وماخوذة‬ ‫من فعل ساس الحصان أي قاده إىل‬

‫حيث املاء‪.‬‬ ‫وافضل منوذج لالدارة هي ما بعثها‬ ‫اإلمام عيل(ع) إىل مالك االشرت (رض)‬ ‫وايل مرص) كام جاء يف نهج البالغة‬ ‫وفيها أهم األفكار واملفاهيم السياسية‬ ‫واالقتصادية وشؤون الحكم واإلدارة‬ ‫بل من أهم الركائز الفكرية والسياسية‬ ‫واالدارية التي بعث بها رئيس دولة إىل‬ ‫أحد والته و تضمن هذا العهد رسم‬ ‫الخطوط العريضة للسياسة العامة‬ ‫التي يجب أن ينتهجها الحكام يف كل‬ ‫عرص عىل أساس املنطلقات اإلنسانية‬ ‫واإلسالمية التي تهدف إىل تنظيم الحياة‬ ‫السياسية واالجتامعية واالقتصادية‬ ‫تنظي ً‬ ‫ام دقيقاً وبناء العالقات الداخلية‬ ‫يف املجتمع اإلسالمي عىل أساس العدل‬ ‫والحرية واملساواة سواءاً كان تعامل‬ ‫الحاكم مع الشعب أو مع رجال‬ ‫السلطة وفق سياسة تكفل للجميع‬ ‫االستقرار والتقدم‪.‬‬ ‫فاألصل يف الفعل السيايس قيادة الناس‬ ‫و تنظيم شؤونهم وقضاء مصالحهم‪.‬‬ ‫غري أن تجارب البلدان يف السياسة و‬ ‫تجارب الشعوب تبني كيف أن الحصان‬ ‫ال يقاد دامئا ومن املفيد والرضوري‬ ‫استدعاء األخالق يف السياسة إلنقاذها‬ ‫من بني طواحني أفراد ارسهم الذين‬ ‫يتامدون يف التنكيل بها فاألخالق‬ ‫والسياسة ماهيتان مختلفتان‬ ‫بطبيعتيهام عندهم ومن املحال‬ ‫احتواء إحداهام لألخرى‬ ‫‪ ،‬نظرياً قد تكون مثة «معايري أخالقية»‬

‫للعمل السيايس‪ ،‬لكن إسقاط ذلك عىل‬ ‫الواقع يبدو أقرب للخيال‪ ،‬فالعالقة‬ ‫معقدة بني قيم األخالق املعروفة‪،‬‬ ‫مثل ((الصدق والنزاهة والوفاء‪..‬‬ ‫الخ ))‪ ،‬والوسائل الالزمة لتحقيق‬ ‫األهداف السياسية‪ ،‬التي تعتمد غالباً‬ ‫عىل مامرسة الكذب والخداع‪ ،‬لكون‬ ‫السياسة تشكل بيئة خصبة لتحقيق‬ ‫املكاسب املادية وصفقات الكواليس‬ ‫واالمتيازات املعنوية والوجاهة‬ ‫واأللقاب‪ ،‬وقد ساهم يف تعزيز‬ ‫هذا السلوك طغيان وسائل اإلعالم‬ ‫واالتصاالت الحديثة‪ .‬وميكن التمييز بني‬ ‫بلدان الخضوع والخنوع التي تحكم‬ ‫بالنار والحديد و الدول الدميقراطية‬ ‫املستقرة سياسيا‪ ،‬التي تشكل صناديق‬ ‫االقرتاع وتكريس مبدأ تداول السلطة‬ ‫من خالل األحزاب السياسية‪ ،‬مخرجا‬ ‫للرد عىل كذب السياسيني واستبدالهم‪،‬‬ ‫عندما يفشلون يف تحقيق برامجهم‬ ‫ويكتشف الجمهور خداعهم‪ ،‬وهذه‬ ‫ميزة مفقودة يف الدول التي تحكمها‬ ‫أنظمة بوليسية ‪،‬أو تصل اىل الحكم‬ ‫عرب االنقالبات العسكرية ‪ .‬إن رس‬ ‫نجاح البعض من الدول املتقدمة كان‬ ‫يف تبني قيم ومبادئ أخالقية أصبحت‬ ‫راسخة لدى شعوب هذه الدول‪ ،‬إال‬ ‫أن هذه الدول أو معظمها خرجت عن‬ ‫هذه الضوابط والقواعد األخالقية يف‬ ‫سياساتها الخارجية‪ ،‬فكانت معايريها‬ ‫مزدوجة وفق مصالحها التي تدعيها‪،‬‬ ‫والتي ال تخدم بالتأكيد مصالح‬

‫الشعوب االخرى ‪.‬وكام يقول الشاعر‬ ‫احمد شوقي‪:‬‬ ‫إمنا األمم األخالق ما بقيت *** فإن‬ ‫هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬ ‫مع وجود التناقض الشديد ما بني‬ ‫املبادئ والقيم الداخلية التي ترعاها‬ ‫وتحافظ عليها‪ ،‬وبني سياساتها‬ ‫الخارجية التي تعتمد مبدأ املصلحة‬ ‫كمبدأ يف التعامل مع العامل الخارجي‪،‬‬ ‫خاصة مع العامل اإلسالمي و بالرغم‬ ‫من أرضاره الخطرية عىل عالقاتهم‬ ‫ومصالحهم‪.‬‬ ‫رغم ذلك ميكن دمجهام يف زوايا‬ ‫محددة ( اي السياسة واالخالق ) يف‬ ‫تفاعل متبادل ترعاه أجواء الحرية‬ ‫واالعتدال‪ ،‬ألن الفضيلة السياسية أو‬ ‫األخالق يف السياسة ال ميكن أن تنمو‬ ‫عيانياً يف مناخات التطرف والعنف‬ ‫والغلو ومع غياب حقوق املواطنة‬ ‫والعدالة واملساواة واملشاركة‪ .‬وقد‬ ‫ميز املفكرون والفالسفة منذ أفالطون‬ ‫الفارق الكبري يف البنية األخالقية بني‬ ‫الفرد الذليل واملدفوع وراء أهوائه‬ ‫ونزواته عن الذي يتمتع بكامل حقوقه‬ ‫الطبيعية‪ ،‬املدنية والسياسية ويصبو‬ ‫لقيم الخري والحق والجامل والعدل‪،‬‬ ‫فاألخالق هي مجموعة القيم واملثل‬ ‫املوجهة للسلوك البرشي نحو ما يعتقد‬ ‫أيضاً أنه خري وتجنب ما ينظر إليه عىل‬ ‫أنه رش‪ ،‬وكالهام‪ ،‬السياسة واألخالق‪،‬‬ ‫تستهدفان متليك الناس رؤية مس ّبقة‬ ‫تجعل لحياتهم هدفاً ومعنى‪ ،‬وبالتايل‬

‫تلتقيان عىل الدعوة لبناء منط معني‬ ‫من املبادئ والعالقات اإلنسانية‬ ‫والذود عنهام‪ ،‬لكن تفرتقان يف أن‬ ‫طابع املبادئ والعالقات التي تعالجها‬ ‫السياسة تختلف نوعياً عن تلك التي‬ ‫تتناولها األخالق تصل إىل حد التعارض‬ ‫عند ميكيافيليل الذي يغ ّلب السياسة‬ ‫عىل األخالق يف كتابه « األمري»‪ ،‬ليظهر‬

‫بااللتزامات األخالقية حيث سوف‬ ‫يُستنتج من أن املعايري والضوابط تلك‬ ‫لها دور مهم يف إرساء قواعد املامرسة‬ ‫املهنية والروابط السياسية واالجتامعية‬ ‫الفاضلة ‪.‬والخالصة يف القول ان العالقة‬ ‫بني السياسة واألخالق‪ ،‬ينقسم بني‬ ‫طرفني‪ .‬بني الوصل بينهام أو الفصل‪.‬‬ ‫و األمر يتقدر بني الفالسفة بحسب‬

‫إن سر نجاح البعض من الدول المتقدمة‬ ‫كان في تبني قيم ومبادئ أخالقية أصبحت‬ ‫راسخة لدى شعوب هذه الدول‪ ،‬إال أن‬ ‫هذه الدول أو معظمها خرجت عن هذه‬ ‫الضوابط والقواعد األخالقية في سياساتها‬ ‫الخارجية‬

‫السلوك امليكافيليل كام لو أنه يتنكر‬ ‫رصاحة لجميع الفضائل األخالقية حني‬ ‫يربر استعامل كل الوسائل لتحقيق‬ ‫الغايات السياسية!!‪ ..‬أن مامرسة‬ ‫الفرد الي عمل ويف جميع املجاالت‬ ‫يتحتم عليه االلتزام باملعايري األخالقية‬ ‫الثابتة ‪ ،‬وأن تلتزم الدول واملؤسسات‬

‫منظوراتهم‪ .‬و فيها ينفصل املنظور‬ ‫الرباغاميت للسياسة عن املنظور‬ ‫األخالقي‪ .‬لكن التاريخ معيار‪ .‬واحرتام‬ ‫القيم االنسانية هو املعيار الحقيقي‬ ‫عىل الدول اليوم و تقدمت باألمس‬ ‫عىل اساسه ورفعت شعاره؟‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 186‬السنة الخامسة عشر (آيار) ‪2019‬‬


‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA FOR FAILY KURD


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.