العدد الســابع والثمانون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫عن عثور الفيليني على ذواتهم‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪187‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الخامسة عشر‬ ‫حزيــران ‪ /‬يونيو ‪2019‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫انعكاسات الصراع األمريكي‪-‬اإليراني على الكرد‬

‫‪8‬‬

‫اقرأ بصمت وأبكي بصوت مرتفع‪ ..‬قصة قاسم ابو الغاية‬

‫‪20‬‬

‫إشكاليات ‪ -‬التيه الفيلي‬

‫‪30‬‬

‫تقرير روسي يرسم سيناريو الحرب االمريكية‪-‬االيرانية وكيفية رد طهران‬

‫‪42‬‬

‫السؤال المطروح اليوم هو نفسه الذي يتكرر‬ ‫حول مدى التزام الحكومة العراقية بإعادة حقوق‬ ‫الفيليين والى اي مستوى توافق االطراف السياسية‬ ‫على مشاركتهم في العملية السياسية؟ وفي الوقت‬ ‫ذاته ماهي االجراءات المتخذة لتكون مشاركتهم‬ ‫فاعلة وفقا للفرص المتاحة وامكاناتهم؟‬ ‫عدا عن خلق المشكالت وفقا للقانون ونقص الدعم‬ ‫الحكومي ومجابهة المجتمع حسب االمكانيات‪ ،‬فان‬ ‫الواجب االخر المفروض على الكورد الفيليين‪،‬‬ ‫خصوصا في المجتمع العراقي المترامي االطراف‪،‬‬ ‫هو ان يجدوا أنفسهم بأنفسهم‪.‬‬ ‫ومثلما يشتهر اسم موتانا في مقابر هذا البلد‪ ،‬على‬ ‫احيائنا ان يكون لهم وجود في العاصمة السياسية‬ ‫واالقتصادية والثقافية في البلد‪ .‬مثلما هو‬ ‫ضروري ان يكون لنا في العاصمة المذهبية مكاتب‬ ‫وممثليات‪ ،‬يجب وبنفس الطريقة ان يكون لنا في‬ ‫العاصمة القومية رموز ووجود حي‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان اي نشاط هو تنفس حي ويجب‬ ‫ان يكون لنا في مراكز ومقار قلب االيمان القومي‬ ‫والديني رموز وتماثيل‪ ،‬ويجب ان تكون لنا لوحات‬ ‫في اي زاوية واي منطقة في هذا البلد من اجل اال‬ ‫يتم نسياننا الى االبد وعلى جميع المستويات‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬ليس السؤال ما هو االهم؟ بناء مدرسة‬ ‫ام مركز صحي ام ملعب رياضي ام مركز ثقافي ام‬ ‫حسينية؟! فمن الطبيعي انها كلها ضرورية؛ ولكن‬ ‫يجب ان نعلم ما تتطلبه هذه المرحلة السياسية!‬ ‫بعيدا عن التشكيك‪ ،‬حتى االديان خالل اجتيازها‬ ‫النفاق الزمان فان العديد من خصائصها تتعرض‬ ‫للتغيير‪ ،‬في الماضي‪ ،‬كان الوجهاء والمخلصون‬

‫والمتمكنون اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‬ ‫ورياضيا كانوا يناضلون جنبا الى جنب مع النشطاء‬ ‫السياسيين الكورد الفيليين‪ ،‬ولكنهم لم يتخيلوا‬ ‫هذا المستقبل الراهن الغامض‪ ،‬ولم يتصوروا ان‬ ‫يذوب رأسمالهم المادي والمعنوي ذوبان الثلج امام‬ ‫الشمس‪ ،‬وان تسلب منهم هويتهم‪.‬‬ ‫واليوم ‪ ،‬وبسبب آفة قلة التجربة السياسية‬ ‫وانعدام القدرات المادية والمعنوية في جميع‬ ‫المجاالت في الزمن والتوقيت‪ُ ،‬قتلت عالماتنا‬ ‫المعروفة واهدرت مؤثرات الصمود الواضحة لدينا‪.‬‬ ‫ومن المحتمل ان تكون مرحلتا ما قبل البعث وما‬ ‫بعده في تقييم برنامج عمل ونشاطات الكورد‬ ‫الفيليين مثيرة لالنتباه‪ ،‬ولكن بصورة عامة‪ ،‬على‬ ‫الرغم من ان االستقرار االقتصادي مواز لصناعة‬ ‫االمكانيات ولكنه ليس السبب والعائق الوحيد‬ ‫المسبب لعدم فهم االطراف المعنية لحقيقة‬ ‫قضيتنا‪ ،‬وبالتحديد‪ ،‬ان مسألة السعي لتنظيم‬ ‫العالقات بين ابناء هذه الشريحة بعيدا عن االهواء‬ ‫والرغبات‪ ،‬فان فرصها ضيقة وقصيرة المدى‪ ،‬ولكن‬ ‫اختالفاتها واسعة ومستدامة‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬فان قوانين ما بعد البعث مهدت االرضية‬ ‫لمشروع بناء االمكانيات الفيلية‪ .‬ويجب ان يكون‬ ‫العمل السابق والمستدام هو تحديد تلك العراقيل‬ ‫التي تمنع من التطور ‪ .‬مثلما يجب ان يكون‬ ‫اعطاء المشورة للحكومة واالطراف المعنية بشأن‬ ‫المسائل مرتبطا بالحديث عن عثور الفيليين على‬ ‫ذواتهم؛ من اجل ان تؤخذ مسألة المشاركة في‬ ‫االزدهار السياسي واالقتصادي واالجتماعي في هذا‬ ‫البلد‪ ،‬بنظر االعتبار‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬ ‫في يوم حافل مليء‬ ‫بالبهجة والسعادة‬ ‫على أرض كوردستان‬ ‫المقدسة احتفل‬ ‫شعبها األبي بالعرس‬ ‫الديمقراطي الفريد‬ ‫في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وذلك بتسليم رئاسة‬ ‫إقليم كوردستان‬ ‫بطريقة حضارية مثلى‬ ‫من خير سلف إلى‬ ‫خير خلف بسالسة‬ ‫وسالم‪ ،‬التي ال‬ ‫نشاهد مثلها إال‬ ‫في الديمقراطيات‬ ‫العريقة‪.‬‬

‫نيجيروان إدريس‬ ‫مصطفى محمد‬ ‫رئيس ًا إلقليم‬ ‫كوردستان‬

‫محمد مندالوي‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫وهكذا يف هذه األجواء االحتفالية‬ ‫البهيجة مل تبخل السامء عىل‬ ‫مدينة أربيل هي األخرى شاركت‬ ‫الشعب الكوردي يف فرحه واحتفلت معه‬ ‫بطريقتها الخاصة‪ ،‬وذلك بهطول رذاذ‬ ‫املطر عىل أربيل العاصمة‪ ،‬التي عاشت‬ ‫يف هذا اليوم السعيد جواً ربيعياً معتد ًال‬ ‫جعلت الطيور تغرد عىل أغصان األشجار‬ ‫وهي تتنسم رائحة الزهور العطرة وكأنها‬ ‫تحتفل مع الشعب الكوردي املسامل بهذا‬ ‫اليوم املشهود الذي سيذكره التاريخ‬ ‫بحروف من نور‪.‬‬ ‫كالعادة‪ ،‬بعد انقضاء شهر العسل يطلب‬ ‫الشارع الكوردستاين من الرئيس الجديد‪،‬‬ ‫الذي قىض ‪ 20‬عاماً عىل رأس حكومة‬ ‫اإلقليم وتعامل خاللها بكل ثقة وثبات‬ ‫مع دول العامل واملنظامت الدولية‪،‬‬ ‫واكتسب خربة كبرية يف كيفية صنع القرار‬ ‫يف أروقة املحافل الدولية ويف عواصم‬ ‫أصحاب القرار‪ ،‬فلذا أنه ملزم أن يبلور‬ ‫خطاباً كوردستانياً واضح املعامل للخارج‬ ‫والداخل حتى يعرف القايص والداين أن‬ ‫هذا الشعب الجريح‪ ،‬الذي يعيش عىل‬ ‫أرض وطنه كوردستان ال يقل عن أي‬ ‫شعب آخر عىل هذا الكوكب أن مل يكن‬ ‫أعرقها عىل اإلطالق حسباً ونسبا‪ ،‬أنني‬ ‫أعني يف جانب من هذا الخطاب‪ ،‬أن ال‬ ‫يذيل اسمه واسم وطنه بالحقات غريبة‬ ‫فرضت عليه فرضاً ليست لها أية عالقة به‬ ‫كشعب كوردي وبوطنه كوردستان؟‪ .‬وفق‬ ‫هذا األمر الصادر من الشعب‪ ،‬يجب أن‬

‫يكون هناك قانون يحاسب كل من يذكر‬ ‫نطقاً أو كتابة بخالف الدستور االتحادي‬ ‫الكورد ووطنه بالحقة دخيلة غري كوردية‬ ‫وغري كوردستانية‪ .‬مثال ذلك املرتجم الذي‬ ‫ترجم كلمة إحدى القيادات العراقية‬ ‫التي ألقاها عند تنصيب «نێچیروان =‬ ‫‪ »Nechirvan‬رئيساً لإلقليم‪ ،‬أن الضيف‬ ‫العراقي قال يف سياق كلمته‪ :‬إقليم‬ ‫كوردستان‪ .‬دون الحقة العراق‪ .‬املرتجم‬ ‫األرعن ترجمه إىل «كوردستاىن عێراق»‬ ‫بال شك أن هذا املرتجم الغبي شخص‬ ‫ممسوخ‪ ،‬وإال مل يذكر القيادي العراقي يف‬ ‫كلمته اسم العراق كالحقة لكوردستان‪،‬‬ ‫واستخرج املرتجم أيضاً من خزين غبائه‬ ‫ياء نسب وذيل بها اسم كوردستان؟؟!!‪.‬‬ ‫بالنسبة لرئيس مجلس وزراء إقليم‬ ‫كوردستان الجديد «مرسور مسعود‬ ‫مصطفى» الذي تبوأ منصب رئاسة الجهاز‬ ‫األمني يف اإلقليم لعدة أعوام‪ .‬يأمل‬ ‫منه الشعب الكوردي أن يكون ناجحاً‬ ‫ومتمكناً يف منصبه الجديد كام نجح‬ ‫رجل املخابرات الرويس يف سدة الحكم‬ ‫يف روسيا االتحادية «فالدميري بوتني» الذي‬ ‫نقل روسيا من مرحلة االنهيار االقتصادي‬ ‫الكبري إىل دولة صناعية كبرية وتحتل‬ ‫اليوم املرتبة الثالثة بني الدول صاحبة‬ ‫أكرب احتياطيات للنقد األجنبي يف العامل‪،‬‬ ‫وهكذا نجح «بوتني» نجاحاً باهراً يف‬ ‫عدة مجاالت أخرى كالصحة والتعليم‬ ‫والزراعة والصناعة الخ‪ .‬كام أن األستاذ‬ ‫«مرسور مسعود» هو اآلخر له تاريخ‬ ‫مرشف يف مضامر عمله‪ ،‬وحاصل عىل‬ ‫شهادة جامعية من إحدى الجامعات‬ ‫املرموقة‪ ،‬باإلضافة إىل اإلمكانيات‬

‫األكادميية التي يتمتع بها أنه يجيد عدة‬ ‫لغات أجنبية‪ ،‬عالوة عىل لغته الكوردية‬ ‫يجيد اإلنجليزية والعربية والفارسية‪ .‬كلنا‬ ‫ثقة بأن رئيس الحكومة بالتعاون مع‬ ‫رئيس اإلقليم واألحزاب الكوردستانية‬ ‫الوطنية سيتمكنون معاً من القيام‬ ‫بدور رائد يف صياغة واقع جديد مرشف‬ ‫لشعب كوردستان‪ ،‬ويحققوا له املزيد‬ ‫من املكاسب عىل الصعيدين القومي‬ ‫الكوردي والوطني الكوردستاين‪.‬‬ ‫فيام يخص وضع اإلقليم الداخيل‪،‬‬ ‫يجب أن تتوحد قوات البيشمركه‬ ‫(پێشمەرگە= ‪ )Peshmerge‬تحت راية‬ ‫جيش كوردستاين واحد‪ ،‬ومن يقف ضد‬ ‫هذا التوحيد بال أدىن شك أنه كائن من‬ ‫يكون‪ ،‬هو خائن للشعب والوطن‪ ،‬وهذه‬ ‫خيانة عظمى ال متحى قط ستلصق به‬ ‫وبأنساله كلطخة عار أبد الدهر‪ .‬وهكذا‬ ‫أيضاً يجب أن تنترش سلطة حكومة إقليم‬ ‫كوردستان بأية طريقة كانت عىل كافة‬ ‫أرايض اإلقليم من زاخو إىل آخر نقطة‬ ‫يف محافظتي سليامنية وحلبجة‪ .‬كفى‬ ‫هذا الترشذم الجغرايف وتقزيم وتشذي‬ ‫الشعب الكوردي الذي ال يخدم إال‬ ‫أعداء الكورد ومحتيل كوردستان‪ .‬يتحتم‬ ‫عىل الجميع أن يعرف جيداً‪ ،‬أن التعلق‬ ‫بالرشعية الحزبية والتبجح بنضال الجبل‬ ‫والتمسك بأهداب املايض قد انتهى يف‬ ‫يوم العارش من حزيران ‪ 2019‬وبدأت‬ ‫الرشعية الوطنية وإطارها الجامع الشامل‬ ‫هو حكومة إقليم كوردستان التي جاءت‬ ‫بإرادة الشعب من خالل صناديق االقرتاع‪.‬‬ ‫ليعلم كل من يتجرأ ويجرت كاألعوام التي‬ ‫مضت‪ :‬إذا حكومة إقليم كوردستان ال‬

‫تستمع إلينا أو ال متنحنا بعض االمتيازات‬ ‫عىل حساب الشعب الكوردي ال ندع‬ ‫سلطتها تعرب قرية «دێگەڵە = ‪.»Degele‬‬ ‫يجب عىل الشعب الكوردي األيب‪ ،‬أن ال‬ ‫يسمح لهؤالء سلييل الخيانة يك يتاجروا‬ ‫مبصريه كيفام يشاؤون‪ ،‬تارة يرمتون‬ ‫يف أحضان حكام طهران محتيل رشق‬ ‫كوردستان‪ ،‬وتارة يرمتون يف أحضان‬ ‫حكام بغداد محتيل نصف مساحة‬ ‫جنوب كوردستان وينفذون مخططاتهم‬ ‫الجهنمية‪ ،‬ويف النهاية الشعب الكوردي‬ ‫الجريح هو الذي يدفع الثمن غاليا‪.‬‬ ‫فيام يخص العالقة بني بغداد وأربيل‪،‬‬ ‫هناك عدة أمور ومحاور هامة مهملة‬ ‫تنفيذها عمداً من جانب بغداد‪ ،‬لكن‬ ‫اآلن وصلت إىل نهايتها وال تحتمل‬ ‫التأخري واملامطلة أكرث من ذلك‪ ،‬وعىل‬ ‫رأسها املادة ‪ 140‬التي قبل تطبيقها تحتم‬ ‫عىل الحكومة العراقية االتحادية أن‬ ‫تعيد جميع املستوطنني العرب يف جميع‬ ‫املناطق املتنازعة عليها إىل املناطق واملدن‬ ‫التي استقدمتهم منها األنظمة العروبية‬ ‫العنرصية املتعاقبة عىل دست السلطة‬ ‫يف العراق وآخرهم وأرشسهم نظام حزب‬ ‫البعث املجرم‪ .‬إما ما يقع عىل عاتق‬ ‫القيادات الكوردستانية التي استسلمت‬ ‫عند كتابة الدستور عام ‪ 2005‬إلرادة‬ ‫األشياع وقبلت باملادة ‪ 58‬التي انتقلت‬ ‫إىل املادة ‪ 140‬وذلك بإجراء استفتاء عىل‬ ‫أرايض كوردستان املغتصبة يجب عليها‬ ‫أن تعلم جيداً أن الشعب الكوردي يف‬ ‫عموم كوردستان ال يغتفر لها عند تطبيق‬ ‫املادة املذكورة إال يف حالة واحدة فقط‬ ‫وهي عودة جميع املناطق املستقطعة‬

‫«‬ ‫أن التعلق بالشرعية الحزبية‬ ‫والتبجح بنضال الجبل‬ ‫والتمسك بأهداب الماضي‬ ‫قد انتهى في يوم العاشر‬ ‫من حزيران ‪ 2019‬وبدأت‬ ‫الشرعية الوطنية وإطارها‬ ‫الجامع الشامل هو حكومة‬ ‫إقليم كوردستان التي جاءت‬ ‫بإرادة الشعب من خالل‬ ‫صناديق االقتراع‪.‬‬

‫«‬

‫من كوردستان التي وضعت تحت اسم‬ ‫تلك املادة‪ ..‬املذكورة إىل حضن الوطن‬ ‫األم كوردستان‪ .‬وعىل الحكومة العراقية‬ ‫برئاسة رئيس مجلس الوزراء األستاذ‬ ‫(عادل عبد املهدي) «أبو أمل» أن يرسع‬ ‫بتطبيق مواد الدستور املهملة وخاصة‬ ‫املادة ‪ 140‬ألن خالل األعوام املنرصمة‬ ‫التي جاوزت التاريخ املحدد لتطبيقها‬ ‫جرت اعتداءات وجرائم عديدة من قبل‬ ‫املستوطنني العرب ضد حياة وممتلكات‬ ‫أهل املنطقة األصالء وهم الكورد يف تلك‬ ‫املناطق الكوردستانية املغتصبة من قبل‬ ‫العراق بدءاً من بدرة مروراً بكل املناطق‬ ‫واملدن والقرى التي تقع بينها وبني‬ ‫شنگاڵ (سنجار)‪.‬‬ ‫كمواطن كوردستاين‪ ،‬الذي حز يف نفيس‬ ‫شاهدت بعد تنصيب «نێچیروان» رئيساً‬ ‫لإلقليم ما جرى يف برملان كوردستان‪،‬‬

‫حيث أن أعضا ًء يف الربملان املذكور‬ ‫من كتلة الحزب الفائز تحولوا إىل فرقة‬ ‫طرب ورقص‪ !!..‬ال يا إخوان ما هكذا‬ ‫يكون العضو الربملاين‪ ،‬حتى لو كان الفائز‬ ‫حزبه أو شخصاً ما يف حزبه وسيتصدر‬ ‫املنصب األول يف اإلقليم‪ .‬يف ظل النظام‬ ‫الدميقراطي يجب أن ال يفرق عضو الربملان‬ ‫من الذي يف الحكم خالل الدورة الربملانية‬ ‫رمبا يقدم حزبك مرشوعاً للربملان لكنه يف‬ ‫نظرك ال يصلح للمجتمع‪ ،‬فعليه ميكنك‬ ‫أن تقف نداً له وتصطف مع املعارضة‬ ‫وتصوت ضده خدمة للكورد وكوردستان‪.‬‬ ‫هذه هي الدميقراطية الحقيقية‪ ،‬ال أن‬ ‫يتحول النائب‪ ..‬إىل مطرب شعبي تحت‬ ‫قبة الربملان فرحاً بفوز ويل نعمته ورئيس‬ ‫الكتلة وبقية األعضاء يصفقون له!!‪ .‬يجب‬ ‫عىل هؤالء‪ ..‬أن يعلموا جيداً‪ ،‬وأين أعلم‬ ‫أنهم يعلمون‪ ،‬أن للربملان عمالن يقوم‬ ‫بهام فقط ‪ 1-‬ترشيع القوانني‪ 2- .‬مراقبة‬ ‫الحكومة‪ .‬إن كان حزب الذي ينتمي إليه‬ ‫عضو الربملان يف الحكم أو حزب آخر‬ ‫يجب أن يراقب أعامله ساعة بساعة‪ ،‬أن‬ ‫أخطأ وزير ما أو شخص رئيس مجلس‬ ‫الوزراء يدعى إىل الربملان ويستجوبه رمبا‬ ‫يسحب منه الثقة وتسقط حكومته‪.‬‬ ‫هذا هو عمل عضو الربملان الويف ألصوات‬ ‫ناخبيه‪ ،‬ال أن يتحول إىل راقص فرحاً بفوز‬ ‫حزبه بالرئاسة ويقوم بهز الوسط والدق‬ ‫والرقص تحت قبة أعز ما ميلكه الشعب‬ ‫إال وهو الربملان‪.‬‬ ‫ال دميقراطية دون محاسبة‪ ،‬وإال انكفأ‬ ‫األخيار ومتادى األرشار‪( .‬ألكيس دو تو‬ ‫كفيل)‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫إيران تبحث عن خلق الفوضى يف منطقة الخليج الفارسي‪ ،‬هذا ما يرجحه معظم املحللني السياسيني‪،‬‬ ‫لكنها تفعل عن دراية وبحكمة‪ ،‬وتحاول جر الدول املجاورة إىل حرب ما‪ ،‬وتريد أن تستبعد أمريكا عنها‪،‬‬ ‫وذلك لقدراتها العسكرية الهائلة‪ ،‬والتي قد تؤدي إىل انهيار سلطة والية الفقيه‪ ،‬فتهديداتها للقوات‬ ‫األمريكية هي يف الواقع رسائل غري مباشرة للسعودية واإلمارات وإسرائيل ‪...‬‬

‫انعكاسات الصراع‬ ‫األمريكي‪ -‬اإليراني‬ ‫على الكورد‬ ‫فيلي ‪ /‬د‪ .‬محمود عباس‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬ ‫وال يستبعد أن تكون روسيا‬ ‫بحد ذاتها وراء هذه اإلسرتاتيجية‬ ‫يف التعامل مع القضية‪ ،‬كام وأن أمريكا‬ ‫ال تزال تحاول إرضاخ إيران عن طريق‬ ‫الرتهيب والضغوطات االقتصادية‪،‬‬ ‫واألخرية بالضبط هي ما تدفع بإيران‬ ‫عىل عرض بديلها عىل طاولة الرصاع‪،‬‬ ‫باستخدام أدواتها يف املنطقة‪ ،‬أو كام‬ ‫فعلتها مع ناقالت النفط‪ ،‬بتعطيبها‪،‬‬ ‫مع نفي الفعل‪ ،‬ففي الحالة األوىل‪ ،‬أي‬ ‫رضب الناقالت‪ ،‬تهديد لدول الخليج‬ ‫واملصالح األمريكية‪ .‬ويف الثانية‪ ،‬أي‬ ‫النفي‪ ،‬تحاول االبتعاد قدر اإلمكان عن‬ ‫رد الفعل األمرييك العسكري‪ ،‬علام أن‬ ‫العمليتني وضعت الواليات املتحدة‬ ‫أمام إشكالية عسكرية ودبلوماسية‪،‬‬ ‫وهذا ما تتبني من خالل ما يجري يف‬ ‫أروقة الوزارتني الخارجية والدفاع‪،‬‬ ‫واملنقول بشكل ما إىل اإلعالم‪ ،‬وهي ال‬ ‫تزال تبحث عن األسلوب املناسب لرد‬ ‫الفعل‪ ،‬وحتى األن تتبني وكأنها تغوص‬ ‫يف مستنقع الرصاع العسكري والذي‬ ‫يقف روسيا ولرمبا الصني بشكل غري‬ ‫مبارش مع الطرف اإليراين‪ ،‬واملواجهة‬ ‫لن تكون عىل سوية العراق‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى فقد أصبح معروفا‬ ‫للكل ما بلغه مستويات انهيار االقتصاد‬ ‫اإليراين‪ ،‬وقيمة عملتها‪ ،‬ودخلها‬ ‫الوطني بعد توسيع الحصار األمرييك‬

‫عىل صادراتها النفطية ومواردها من‬ ‫الخامات األخرى‪ ،‬ومدى تأثريها عىل‬ ‫أدواتها يف الخارج‪ ،‬كدعمها لسوريا‪،‬‬ ‫وحزب الله‪ ،‬والحوثيني‪ ،‬ومنظامتها يف‬ ‫أفغانستان‪ ،‬وغريها‪ ،‬وهذا ما يدفع‬ ‫بها لإلرساع يف خلق الفوىض‪ ،‬وعىل‬ ‫األغلب أن املنطقة الكردية واحدة من‬ ‫الجغرافيات التي ستتأثر بشكل مبارش‪،‬‬ ‫وببعدين‪:‬‬ ‫‪ 1‬من الناحية السياسية‪ ،‬سيتم إيقاظ‬‫القضية الكردية يف إيران‪ ،‬ولرمبا تركيا‪،‬‬ ‫إىل سويات مل تبلغها سابقا‪ ،‬منذ انهيار‬ ‫جمهورية كردستان مبركزها مهاباد‪،‬‬ ‫ومثلها سيتم دعم األطراف األخرى‬ ‫يف املحافل الدولية وعىل اإلعالم‪ ،‬وقد‬ ‫يرقى التعامل العسكري مع جنوب‬ ‫غريب كردستان إىل السوية السياسية‪،‬‬ ‫وال نستبعد أن يتم تراجع يف املوقف‬ ‫األمرييك من االستفتاء املايض لجنوب‬ ‫كردستان‪ ،‬ومن املرجح أن الهجامت‬ ‫األخرية عىل االقتصاد الكردي يف جنوب‬ ‫وجنوب غريب كردستان‪ ،‬كتدمري البنية‬ ‫التحتية االقتصادية والدميغرافية‬ ‫لعفرين‪ ،‬وحرق املحاصيل الزراعية من‬ ‫كوباين مرورا بدرباسيه وقامشلو وتربه‬ ‫سبيه وكريك ليك إىل شنكال وحتى‬ ‫كركوك‪ ،‬أي عمليا مجمل جغرافية‬ ‫إقليمي كردستان‪ ،‬من ضمن التحركات‬ ‫اإلقليمية ضد القوى الكردية املتوقعة‬ ‫أن تكون إحدى األدوات األمريكية يف‬ ‫حال تصاعد الرصاع إىل حالة املواجهة‪.‬‬ ‫‪ 2-‬أما من الناحية األمنية واالجتامعية‬

‫واالقتصادية‪ ،‬فعىل األغلب ستكون‬ ‫شبه كارثية‪ ،‬ألنها ستكون األداة التي‬ ‫ستستخدمها أمريكا من جهة‪ ،‬وإيران‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وبالتايل الشعب‬ ‫الكردي سيكون جزء من حطب نار‬ ‫الحرب‪ ،‬فيام إذا اشتعل‪.‬‬ ‫وال خالف عىل أن االستمرار السلمي‬ ‫لحالة الحصار االقتصادي عىل إيران‬ ‫تصب لصالح أمريكا وحلفائها يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ويضعف الجانب اإليراين‪ ،‬ألن‬ ‫اقتصادها بدأت تنهار يوم بعد أخر‪،‬‬ ‫فقد سقطت قيمة عملتها (تومان) يف‬ ‫السنوات األخرية بوترية عالية‪ ،‬لكنها‬ ‫األن تنهار‪ ،‬فمن ‪ 9‬أالف عام ‪2010‬م‬ ‫مقابل الدوالر الواحد إىل قرابة ‪50‬‬ ‫ألف تومان يف افتتاحية السوق األسبوع‬ ‫املايض‪ .‬وهبطت صادراتها النفطية من‬ ‫‪ 2,5‬مليون برميل يوميا يف إبريل عام‬ ‫‪2018‬م إىل ‪ 1,1‬مليون برميل قبل أذار‬ ‫عام ‪2019‬م‪ ،‬وتوقفت يف الشهر املايض‬ ‫عىل قرابة ‪ 400‬ألف برميل يوميا‬ ‫فقط‪ ،‬والهدف األمرييك هي تصفري‬ ‫الصادرات‪ .‬وهذا يعني أن دخلها من‬ ‫العملة الصعبة ستكون غري كافية‬ ‫لتمويل أي من مشاريعها‪ ،‬وبالتايل‬ ‫تأمل أمريكا إىل حدوث حالة غليان‬ ‫يف الشارع‪ ،‬عىل األقل بني املعارضة‪،‬‬ ‫فمدخولها من تصدير النفط سقطت‬ ‫من ‪ 81‬مليون دوالر يف اليوم الواحد‬ ‫إىل أقل من ‪ 28‬مليون دوالر يف األسبوع‬ ‫األول من أيار لهذا العام‪.‬‬ ‫كام وأن إيران تعترب ثاين دولة يف العامل‬

‫باحتياطي الغاز الطبيعي بعد روسيا‪،‬‬ ‫بكمية تبلغ ‪ 18%‬من االحتياطي‬ ‫العاملي‪ ،‬وكانت حتى نهاية عام ‪2018‬م‬ ‫ثالث أكرب دول العامل يف اإلنتاج‪ ،‬إال‬ ‫أن نسبة كبرية منها تستهلك داخليا‪.‬‬ ‫وقدرت صادراتها يف كانون الثاين لهذا‬ ‫العام‪ ،‬أي قبل تشديد الحصار يف أذار‪،‬‬ ‫بـ ‪ 36,24‬مليون مرت مكعب يوميا‪ ،‬أي‬ ‫مبدخول سنوي بلغ ‪ 3,4‬مليار دوالر‬ ‫سنويا‪ ،‬لكنها هبطت إىل النصف بعد‬ ‫أذار املايض‪ ،‬وتراجع دخلها إىل قرابة‬ ‫‪ 2,4‬مليار دوالر سنويا‪ ،‬ولرمبا ستحافظ‬ ‫عىل هذا املستوى فيام إذا مل ترتاجع‬ ‫تركيا عن االتفاقية باسترياد غازها‬ ‫ملدة ‪ 25‬سنة‪ ،‬وتركيا تقف عىل رأس‬ ‫قامئة الدول املستوردة وتأيت بعدها‬ ‫العراق‪ ،‬هذا ما رصح به رجب طيب‬ ‫أردوغان قبل شهر‪ ،‬مؤكداً أنه سيستمر‬ ‫يف االسترياد رغم التهديدات األمريكية‪،‬‬ ‫فمن املعلوم أن ‪ 40%‬من طاقة تركيا‬ ‫الكهربائية تعتمد عىل الغاز الطبيعي‪،‬‬ ‫ونسبة عالية منها تستورد من إيران‪.‬‬ ‫ال شك أن هذا املؤرش االقتصادي ميكن‬ ‫تعميمه عىل جميع صادراتها‪ ،‬ودخلها‬ ‫القومي السنوي‪ ،‬وبالتايل عىل مشاريعها‬ ‫االقتصادية والعسكرية‪ ،‬وعىل رأسهم‬ ‫مفاعلها النووية‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار‬ ‫تعامل األنظمة الشمولية مع شعوبها‬ ‫وطرق تجويعهم تحت الشعارات‬ ‫املتعددة‪ ،‬لالستمرار يف الحفاظ عىل‬ ‫قوتها األمنية والعسكرية‪ ،‬وسلطة‬ ‫أمئة والية الفقيه واحدة من هذه‬

‫سيتم إيقاظ القضية الكردية‬ ‫يف إيران‪ ،‬ولربما تركيا‪ ،‬إىل‬ ‫سويات لم تبلغها سابقا‪ ،‬منذ‬ ‫انهيار جمهورية كردستان‬ ‫بمركزها مهاباد‪ ،‬ومثلها سيتم‬ ‫دعم األطراف األخرى يف‬ ‫املحافل الدولية وعلى اإلعالم‬

‫األنظمة‪ ،‬بل رمبا أحنكها‪ ،‬العتامدها‬ ‫عىل البعدين‪ :‬املذهب الشيعي‬ ‫مقابل السني وعىل رأسهم السعودية‪،‬‬ ‫ومن ثم وبشكل غري مبارش القومية‬ ‫الفارسية‪ ،‬مقابل القومية العربية‪ .‬ويف‬ ‫الحالتني‪ ،‬سيتم تحريك قوى املنطقة‪،‬‬ ‫ومن بينهم الكرد‪ ،‬حتى ولو كانوا‬ ‫الحلقة األضعف يف الرصاع‪ ،‬لكن ال‬ ‫يستبعد أن يتم دعمهم ليكونوا أحد‬ ‫القوى الرئيسة يف جغرافية كردستان‪،‬‬ ‫أي يف العراق وإيران وسوريا‪ ،‬وهنا ال‬ ‫يستبعد أن تندرج أو تدفع برتكيا مع‬ ‫دميغرافيتها الكردية إليها كقوة سياسية‬ ‫ورمبا عسكرية واقتصادية‪.‬‬ ‫ويرجح معظم املراقبني العسكريني‬ ‫قبل السياسيني احتاملية حرص الرصاع‬ ‫يف بعض املناوشات‪ ،‬العسكرية‪ ،‬أي أن‬ ‫أمريكا عىل األغلب ستكتفي برضب‬ ‫بعض املراكز العسكرية‪ ،‬بعد إعالم‬ ‫روسيا مبا سيتم‪ ،‬كرد فعل عىل ما تم إتهام‬

‫إيران به‪ ،‬مكتفية بالحصار االقتصادي‬ ‫والتضيق العسكري‪ ،‬والعتبارات‬ ‫أوردناها سابقاً‪ ،‬وعىل األغلب ستتدخل‬ ‫دول لحسم الرصاع‪ ،‬وإعادة إيران‬ ‫إىل طاولة املفاوضات‪ ،‬وبدون رشوط‬ ‫مسبقة‪ ،‬وروسيا ومن ثم الصني تقفان‬ ‫عىل رأس قامئة الدول األكرث احتامال يف‬ ‫القدرة عىل حل النزاع‪ ،‬وليس املرجح‬ ‫من قبل أمريكا‪ ،‬وقد بدأ هذا املؤرش‬ ‫يظهر عندما فشلت الوساطة اليابانية‬ ‫عن طريق رئيس وزرائها‪ ،‬خاصة بعد‬ ‫قصف ناقلتها يف الوقت الذي كان‬ ‫يحاور فيها شانزو إيبي الخامنئي‪،‬‬ ‫ولكن مع كل ذلك ستظل إيران‪ ،‬وتحت‬ ‫نظامها املذهبي الحايل‪ ،‬منبعاً للقالقل‬ ‫والتهديد املتواصل لدول املنطقة وعىل‬ ‫رأسهم السعودية وإلرسائيل واملصالح‬ ‫األمريكية‪ ،‬فال يعقل أن تقوم بتغيري‬ ‫النهج الذي غرزه يف تابعيها من املذهب‬ ‫الشيعي‪ ،‬أي نظام والية الفقيه‪ ،‬ملجرد‬ ‫اتفاقية عسكرية‪-‬سياسية‪ ،‬وعليه‬ ‫فخطر إيران سيظل دامئا عىل الكرد‪،‬‬ ‫يف اإلقليم الجنويب‪ ،‬وسيزداد فيام إذا‬ ‫زال الحصار االقتصادي‪ ،‬ولهذا يتم‬ ‫ترجيح استمرارية الحصار‪ ،‬واملحاوالت‬ ‫األمريكية يف تغيري النظام‪ ،‬خاصة فيام‬ ‫إذا ظل الجانب األمرييك املحافظ‬ ‫كمستشار األمن القومي جان بولنت‪،‬‬ ‫ومعه وزير الخارجية مايكل بومبيو‪،‬‬ ‫ونتنياهو يف الجانب األخر مسيطرون‬ ‫عىل اإلدارة الحالية‪ ،‬ولكن ليس كام تم‬ ‫يف العراق‪ ،‬بل بأساليب مختلفة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫د‪ .‬سوزان ئاميدي‬

‫الفالح يحمل الخري للدنيا‬ ‫بأرسها‪ ،‬مع انه يعيش الحرمان‬ ‫والفقر والتعب واالحتياج‪ ،‬فالفالح‬ ‫هو الجندي الذي يستعمل سالحه‬ ‫إلخراج كنوز االرض ولينعم الناس‬ ‫بخرضتها وخريها‪ ،‬الفالح يكد ويتعب‬ ‫ويخرج للناس أطيب الثمر وقد ال‬ ‫يناله من عمله أي رفاهية أو ثراء‪،‬‬ ‫واألسوأ أن ينظر املجتمع اىل الفالح‬ ‫نظر ًة دوني ًة‪ ،‬ليس له يف الواقع‬ ‫التقدير الحقيقي الذي يستحقه‪ ،‬او‬ ‫عىل األقل توجيه الشكر والثناء الذي‬ ‫يليق بدوره وفضله… وفوق كل هذا‬ ‫وذاك يحرق محصوله الذي هو مصدر‬ ‫دخله ومعيشته !!!‬ ‫لهذه الجرمية والظلم الكبري ال ارى‬ ‫وصفا يليق مبن يقوم بها ‪...‬‬ ‫خويف ان يسجل ضد مجهول الن‬ ‫املجني عليه فالح ال حول وال قوة‬ ‫والجاين سيايس ‪.‬‬ ‫تم حرق مزارع املناطق املستقطعة‬ ‫من اقليم كوردستان واملسامت‬ ‫«باملناطق املتنازع عليها» فضال عن‬ ‫الغدر الذي الحق بفالحي اقليم‬

‫كوردستان يف عدم دفع مستحقاتهم‬ ‫املرتاكمة عىل الحكومة االتحادية‬ ‫يف بغداد ‪ ،‬هذا الوضع املأساوي‬ ‫بدا بعد احداث ‪ 16‬اكتوبر أي بعد‬ ‫دخول الحشد الشعبي برفقة الجيش‬ ‫العراقي وانسحاب البيشمركة من تلك‬ ‫املناطق مام أفرز تداعيات كالتغيري‬ ‫الدميوغرايف وهجرة األهايل اىل االقليم‬ ‫وعدم االستقرار األمني والفوىض‬ ‫ويبدو ان احداث الحريق املتكرر‬ ‫واملستمر اىل يومنا هذا احدى وسائل‬ ‫الضغط وهدر لالقتصاد العراقي‬ ‫بشكل عام واالقليم بشكل خاص وكل‬ ‫املؤرشات تشري اىل الدور اإليراين يف‬ ‫ذلك كونها عززت من دخول الحشد‬ ‫لتلك املناطق من خالل املساندة‬ ‫والتواجد الفعيل عىل ارض الواقع كل‬ ‫ذلك استمرارا إلبقاء العراق تحت‬ ‫مظلتها ‪.‬‬ ‫وارى ان الحل الوحيد لتلك املعاناة‬ ‫هو تنفيذ املادة الدستورية ‪، 140‬‬ ‫وخالف ذلك األوضاع الحالية ستفرز‬ ‫تداعيات جديدة وخطرية جدا ال‬ ‫يخرج منه أي مستفيد ‪.‬‬

‫الفالح في مناطق الماده ‪140‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫إشكاليات‬ ‫التاريخ‬ ‫كوردي ًا‬ ‫الجزء األول‬ ‫د‪ .‬محمود عباس‬

‫بلغت سويات تشويه وتحريف تاريخ‬ ‫جنوب غريب كردستان مر َ‬ ‫احل خطريه‪،‬‬ ‫إىل درجة أصبح يسقط فيها البعض من‬ ‫الباحثني الكردي يف مستنقع األخطاء‪،‬‬ ‫دون أن يشعروا به‪ ،‬علام أن تلك‬ ‫األساليب هي نفسها التي تستخدمها‬ ‫السلطات الغاصبة لكردستان‪ .‬هل‬ ‫من املعقول أن تخدم هذه األساليب‬ ‫تاريخنا الكردي؟ بغض النظر عام‬ ‫أسلفنا توجد هناك رشيحة من الكتاب‬ ‫واملؤرخني املعنيني بالشأن الكردي‪،‬‬ ‫لهم باع طويل يف مواجهة هذا التاريخ‬ ‫املحرف من قبل مقتسمي كردستان‪.‬‬ ‫ولكن ما يؤسف له أن معظم املصادر‬ ‫املستخدمة لدى البعض من مؤرخينا‬ ‫هي ذاتها مصادر الغاصبني لكردستان‪،‬‬ ‫وال يخفى عن القايص والداين أن هذه‬ ‫املصادر تنفي حق الكرد يف أرضخه‬ ‫التاريخية‪ .‬ومن املستغرب أن هؤالء‬ ‫ال يكلفون أنفسهم عناء البحث عن‬ ‫مصادر محايدة بخصوص التاريخ‬ ‫الكردي يف املنطقة‪.‬‬ ‫‪ 1‬أعداؤنا حرصوا تاريخ جنوب‬‫غريب كردستان‪ ،‬ضمن مجاالت بقعة‬ ‫جغرافية ضيقة‪ ،‬تحدد بني مدن ثالث‪،‬‬ ‫الحسكة وعاموده والقامشيل‪ ،‬دون‬ ‫أن يتم التنويه إىل أنهم يكتبون عن‬ ‫هذه البقعة دون غريها من مناطق‬ ‫جنوب غريب كردستان‪ ،‬فمعظمهم‬ ‫يعنونون دراساتهم وكتبهم‪ ،‬تحت‬ ‫منطق جغرافية جنوب غريب كردستان‬ ‫أو الجزيرة كام روج لها العديد من‬ ‫الباحثني العروبيني‪ ،‬لكن البحث يف‬ ‫النص ال تتجاوز املنطقة املذكورة‪،‬‬ ‫وينىس أو يتناىس كتابنا أن جغرافية‬ ‫جنوب غريب كردستان متتد ما بني‬ ‫منطقة الكوجرا إىل حيث لواء‬

‫اسكندرونه ماراً بعفرين‪ ،‬وهناك حيث‬ ‫جبل الكرد‪.‬‬ ‫‪ 2‬واألغرب أن معظمهم يحددونها‬‫ضمن الفرتة الزمنية الضيقة‪ ،‬ما بني‬ ‫نهاية ثورة الشيخ سعيد بريان عام‬ ‫‪1925‬م وهي السنة التي سامها‬ ‫الكتاب العروبيون ومن بينهم‬ ‫محمد جامل باروت وغريه بسنوات‬ ‫الهجرة الكردية األوىل إىل سوريا‪،‬‬ ‫ومنتصف الثالثينات‪ ،‬أي عام ‪1936‬م‬ ‫حيث الرصاع عىل املقعد الربملاين بني‬ ‫املسيحيني والكرد والقبائل العربية‬ ‫الحديثة العهد يف املنطقة‪ ،‬ويتناسون‬ ‫أن التاريخ الكردي هنا متتد يف العمق‬ ‫املايض إىل ما قبل ظهور الغزوات‬ ‫العربية اإلسالمية األوىل‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حاول العروبيون بقيادة البعث سابقا‬ ‫واليوم تحت إدارة قطر‪ ،‬جعلها منطقة‬ ‫لعشائر عربية ال وجود لها يف تاريخ‬ ‫هذه املنطقة‪ُ ،‬‬ ‫وذ ِكرت مجازاً إللغاء‬ ‫الصفة الكردستانية عنها‪.‬‬ ‫‪ 3‬يعتمون عىل القامات الكردية‬‫التاريخية‪ ،‬والتي كانت له ثقلها‬ ‫ومكانتها العشائرية السياسية والثقافية‬ ‫والتاريخية‪ ،‬وتغييب القيادات التي‬ ‫كانت لها معرفة ودور ما يف العالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬ولهم خلفيات نضالية وثقل‬ ‫يف الوعي واملفاهيم القومية‪ ،‬وجلها‬ ‫إلضعاف القوة الكردية يف املنطقة‪،‬‬ ‫وتشكيل قوة مسيحية مكانها كشبه‬ ‫قومية موازية للقومية الكردية‪ ،‬أمثال‬ ‫القيادات الكربى كاألمريين جالدت‬ ‫وكامريان بدرخان‪ ،‬اللذان كانا عىل‬ ‫سوية ثقافية وسياسية عالية حتى‬ ‫مبقاييس عرصنا الحايل‪ ،‬وال نستبعد‬ ‫أن األمري جالدت تم اغتياله يف ظروف‬ ‫غامضة بحجة ردم البرئ عليه‪ ،‬وذلك‬

‫لدوره البارز يف تدوير الحركة الكردية‬ ‫من أجل الحرية واالستقالل‪ ،‬وتم نفي‬ ‫أخيه إىل بريوت ومن ثم إىل باريس‬ ‫وظل هناك إىل أن وافاه األجل ‪.‬‬ ‫فام درسونا يف املدارس واملعاهد‬ ‫والجامعات‪ ،‬كان تاريخا مشوها فيام‬ ‫يخص جانب أمتنا الكردية‪ ،‬فكانت‬ ‫تصدر منا اآلهات بني كل صفحة‬ ‫وأخرى‪ ،‬ويصيبنا األىس واألسف ونحن‬ ‫نشاهد ركام التزوير والتشويه‪ ،‬دون‬ ‫أن منلك اإلمكانيات‪ ،‬يف تعديله أو‬ ‫تصحيحه‪ ،‬واألسباب كانت عديدة‪،‬‬ ‫معظمها كانت تتجاوز قدراتنا من‬ ‫حيث الكتابة ناهيكم عن املالحقة‬ ‫األمنية‪ ،‬ومن ثم النرش‪ ،‬ونحن هنا ال‬ ‫نتحدث عن توفر املراجع واملصادر‬ ‫التي كانت عليها حجر ومراقبة أمنية‬ ‫شديدة‪ ،‬وجل هذا لوجودنا تحت‬ ‫هيمنة سلطات دكتاتورية‪ ،‬املعدمة‬ ‫أمامنا جميع اإلمكانيات يف زمن الحظر‬ ‫الثقايف‪ ،‬إىل جانب حرصها يف مجاري‬ ‫معينة وتحت مراقبة املربعات األمنية‬ ‫املغروزة عيونها يف كل زاوية من زوايا‬ ‫وطننا‪.‬‬ ‫رافقتها وساندتها العامل الذايت‪ ،‬منها‬ ‫ضحالة الوعي املعريف‪ ،‬املفروض علينا‬ ‫من نفس األنظمة‪ ،‬أو لنقل املستأصلة‬ ‫فينا كل القدرات واإلمكانيات‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ورغم ظهور محاوالت من قبل بعض‬ ‫املثقفني الكرد‪ ،‬كانت معظم النتائج‬ ‫أو الردود أو التصحيحات دون السوية‬ ‫العلمية لتعرية فضاحة ما نرش وما‬ ‫كان ينرشمن قبل مراكز بحوث القوى‬ ‫اإلقليمية واملخصصة لها ميزانيات‬ ‫هائلة‪ ،‬وبالتايل ظهرت ردود الحراك‬ ‫الكردي الثقايف أمامها هزيلة أو شبه‬ ‫منعدمة‪.‬‬

‫واليوم ولألسف فحتى بعدما زالت‬ ‫الحواجز وتنامت املدارك‪ ،‬وتكونت‬ ‫لدى رشيحة واسعة من الكرد تراكم‬ ‫معريف ال يستهان به‪ ،‬وأصبح من‬ ‫السهل النرش‪ ،‬نقرأ الكثري من صفحات‬ ‫تاريخنا املعاد كتابته وبأقالم كردية‪،‬‬ ‫أو الذي يقال أنه صحح أو تم أحيائه‬ ‫من بني ركام التعتيم‪ ،‬بهشاشة ال تقل‬ ‫عن التحريفات املقصودة املاضية‪،‬‬ ‫ونالحظ سذاجة فاضحة ما بني صفحة‬ ‫وأخرى‪ ،‬وكتب تتبع أخرى‪ ،‬دون أن‬ ‫يتصفحها ناقد تاريخي‪ ،‬أو أن نقادنا‬ ‫ال يتناولونها ألسباب ذاتية‪ ،‬فالعديد‬ ‫ما تم كتابته حتى اللحظة ليست بأكرث‬ ‫من تشويهات حديثة وبلمسات كردية‬ ‫أضيفت عىل التشويهات السابقة‪،‬‬ ‫وبأساليب ال تقل ضحالة عن املايض‪.‬‬ ‫فمعظم ما يتم‪ ،‬ومن بينها النابع‬ ‫من الغموض الفكري‪ ،‬أو املقتصد فيه‪،‬‬ ‫والذي يخلق الشكوك يف املصداقية‬ ‫الوطنية‪ ،‬يؤدي بنا أن نسأل‪:‬‬ ‫‪ 1‬هنا نسأل ما كتب يف التاريخ‬‫الكردي من قبل هؤالء هل هي‬ ‫سذاجة أم تقاعس؟‬ ‫‪ 2‬أيهام التي تعكس خلفيات ماضينا‬‫وحارضنا وضبابية مستقبلنا‪ ،‬وأوصلتنا‬ ‫إىل حدود تقديم كتابات تصل إىل‬ ‫حدود الطعن يف الوطنية‪ ،‬إن كان‬ ‫عن وعي أو بدونه‪ ،‬أو لغاية‪ ،‬لتمجيد‬ ‫حدث عىل حساب تاريخ األمة؟‬ ‫‪ 3‬هذه املصادر تدفعنا أن نصبح‬‫وجه لوجه أمام عروبية منطقتنا‪ ،‬أو‬ ‫يف أفضل حاالتها مستعمرة للقبائل‬ ‫العربية‪ ،‬وأن الكرد كام كنا يف السابق‬ ‫من املوايل‪ ،‬واليوم أو غداً أشباه املوايل‪.‬‬ ‫يتبع‪...‬‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫بصمة نجاح‬ ‫ألصحاب الهمم‪..‬‬ ‫عصا ذكية‬ ‫باللغة الكوردية‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫من خالل إنجازاتهم العلمية‬ ‫يبرهن أصحاب الهمم في‬ ‫إقليم كوردستان العراق‪،‬‬ ‫أنهم قادرون على االبتكار‬ ‫لو توفرت لهم الفرصة‬ ‫والدعم المناسبين من قبل‬ ‫السلطات المعنية في البلد‪،‬‬ ‫حيث تزايد أعدهم فيه خالل‬ ‫السنوات األخيرة بحسب آخر‬ ‫اإلحصائيات‪.‬‬

‫رسور عزت طالب يف املرحلة‬ ‫األخرية من دراسته الثانوية‪،‬‬ ‫مصاب بضعف يف النظر بنسبة ‪90‬‬ ‫باملئة‪ ،‬ولعه منذ الصغر باإللكرتونيات‪،‬‬ ‫مكنه أخريا من ابتكار عصا إلكرتونية‬ ‫مربمجة باللغة الكوردية‪ ،‬من شأنها‬ ‫متكني أقرانه من ضعفاء البرص‬ ‫واملكفوفني يف كوردستان‪ ،‬من السري‬ ‫دون االستعانة باآلخرين‪.‬‬ ‫ويقول عزت‪ ،‬وهو ميسك العصا‪ ،‬التي‬ ‫ابتكرها بيده‪،‬أثناء رشحه لسكاي‬ ‫نيوز عربية‪ ،‬كيفية االستفادة من هذا‬ ‫اإلبداع الفريد من نوعه‪« :‬شغفي‬ ‫باألجهزة املربمجة‪ ،‬جعل فكرة اخرتاع‬ ‫جهاز ينبه املكفوفني باالجسام‬ ‫املحيطة بهم أثناء السري تروادين من‬

‫حني آلخر»‪.‬‬ ‫وأوضح رسور أن الجهاز املربمج ينبه‬ ‫الكفيف إىل ما حوله من أجسام‬ ‫عرب إشارات صوتية إضافة إىل كثري‬ ‫من املعلومات الرضورية كالوقت‬ ‫والتأريخ وحرارة الجو وغريها‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أنه نجح حتى اآلن يف صنع ‪70‬‬ ‫عصا إلكرتونية من هذا النوع‪.‬‬ ‫مل تتوقف إبداعات أصحاب الهمم‬ ‫يف كوردستان عىل هذا الحد‪ ،‬ففي‬ ‫بلدة «تكية» عىل مشارف السليامنية‪،‬‬ ‫متكن سامان عيل الذي يعاين من‬ ‫فقدان البرص‪ ،‬من إنشاء إذاعة محلية‬ ‫عىل موجة ‪ FM‬اعتامدا عىل موارده‬ ‫املتواضعة‪.‬‬ ‫ويقول سامان عيل‪ ،‬أن عشق اإلذاعة‬

‫بدأ معه منذ نعومة أظافره‪ ،‬حيث‬ ‫كان مولعا بأجهزة الراديو والتلفاز‪،‬‬ ‫وقد نجحت أخريا يف صنع هذه املحطة‬ ‫األذاعية بعد تجارب عديدة يف هذا‬ ‫املجال‪ ،‬بغية توفري بعض الخدمات‬ ‫لزماليئ املكفوفني‪ ،‬يف هذه املنطقة‪.‬‬ ‫ويضيف أن من بني أهداف اإلذاعة‬ ‫هو توعية وإطالع زمالئه من أصحاب‬ ‫الههم عىل محتويات مختلفة للكتب‬ ‫التي تصلهم مسلجة عىل األقراص من‬ ‫اتحاد املكفوفني‪.‬‬ ‫ويسعى اتحاد املكفوفني يف‬ ‫السليامنية‪ ،‬عرب مؤمتراته و ندواته‬ ‫إىل إقناع السلطات‪ ،‬بأن املكفوفني‬ ‫الشباب قادرون عىل تبوء املواقع‬ ‫املتقدمة يف إدارة االقليم ‪.‬‬

‫وقال رئيس فرع اتحاد املكفوفني يف‬ ‫السليامنية‪ ،‬هاوبش عيل‪ ،‬إن األتحاد‬ ‫يضم املئات من حملة الشهادات‬ ‫الجامعية‪ ،‬وأصحاب الكفاءات‬ ‫والعقول املبدعة‪.‬‬ ‫وأضاف هاوبش عيل «نحن واثقون‬ ‫بقدرتهم عىل أداء أصعب املهام‬ ‫االدارية‪ ،‬وقيادة املجتمع لو أتاحت‬ ‫السلطات الفرصة لهم‪ ،‬بل نجزم بأنهم‬ ‫سيديرون شؤون كوردستان عىل نحو‬ ‫أفضل»‪.‬‬ ‫وطبقاً لألحصاءات الرسمية فأن عدد‬ ‫املكفوفني يبلغ أكرث من ‪ 50‬ألفاً يف‬ ‫عموم األقليم من بينهم ستة آالف‬ ‫كفيف يف محافظة السليامنية وحدها‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬

‫رسالة من تحت الرماد‬ ‫حسن شنكالي‬

‫قبل خمسة أعوام ويف مثل‬ ‫هذه األيام العصيبة هاجمت‬ ‫عصابات داعش اإلجرامية املدن‬ ‫والقصبات التي كانت مهيأة سلفاَ‬ ‫إلستقبال الفكر املتطرف نتيجة‬ ‫لنشاط بعض الخاليا النامئة يف تلك‬ ‫املناطق وأخص بالذكر مدينتي‬ ‫الحبيبة شنكال مهد التعايش السلمي‬ ‫مبختلف امللل والنحلل والقوميات‬ ‫والطوائف واملذاهب وكأنها تعكس‬ ‫صورة رائعة لعراق مصغر بتآلف‬ ‫مكونات املجتمع منذ آالف السنني ‪,‬‬ ‫لتتحول املدينة يف سويعات اىل مدينة‬ ‫أشباح بعد أن هجرها أهلها الطيبني‬ ‫تاركني وراءهم متاع الدنيا وملذاتها‬ ‫ليعيشوا يف مدن وقصبات إقليم‬ ‫كوردستان بعد أن فتحت القلوب‬ ‫قبل األبواب لتحتضن النازحني دون‬ ‫متييز وتهيىء لهم كل متطلبات‬ ‫املعيشة الكرمية يف الوقت الذي‬ ‫بدأت عصابات داعش ترسح ومترح‬ ‫فيها باإلضافة اىل كل من هب ودب‬ ‫ليمزقوا الجسد الشنكايل ويبثوا روح‬ ‫الفرقة والعداوة والبغضاء بني سكانها‬ ‫بحجج ما أنزل الله بها من سلطان‬ ‫وبسلوكيات ومامرسات غريبة عىل‬ ‫املجتمع الشنكايل ‪ ,‬وأهل شنكال ال‬ ‫زالوا متمسكني بعاداتهم اإلجتامعية‬

‫أينام حلو ومهام حصل ومل يتأثروا‬ ‫مبا كانت داعش تدس بينهم سموم‬ ‫التفرقة ليتامسكوا أكرثومل ينسوا‬ ‫ذكريات الصبا يف املدينة التي‬ ‫ترعرعوا فيها ليتواصلوا مع األخبار‬ ‫بشكل يومي وما حل باملدينة حتى‬ ‫دنت ساعة الصفر من وعد الزعيم‬ ‫مسعود البارزاين بتحريرها من براثن‬ ‫اإلرهابيني ليفي بوعده عندما زار‬ ‫جبل شنكال يوم األحد ‪.2014/12/21‬‬ ‫سيبقى الفكر اإلرهايب يحاول النيل‬ ‫من شنكال وباقي املناطق األخرى‬ ‫بشتى أساليب العداء ويف مسلسل‬ ‫ال نهاية له ويف حلقاته األخرية‬ ‫قامت عصابات داعش اإلجرامية‬ ‫بحرق املحاصيل الزراعية يف سابقة‬ ‫خطرية وبطرق خبيثة مل تخطر عىل‬ ‫البال والتي آن حصادها بعد أشهر‬ ‫من إنتظار جنيها ليعوض الفالحني‬ ‫خسائرهم وما فاتهم من سنوات‬ ‫الضياع والغربة والبعد عن الديار ‪.‬‬ ‫وخالل السنوات الخمس املاضية‬ ‫وما قبلها ومنذ أن صوت الشعب‬ ‫العراقي عىل بنود الدستور ليصبح‬ ‫ساري املفعول كان الزعيم مسعود‬ ‫البارزاين وحكومة إقليم كوردستان‬ ‫وجميع الكتل الكوردستانية يف‬ ‫مجلس النواب يدعون الحكومة‬

‫املركزية اىل تطبيق املادة ‪ 140‬من‬ ‫الدستور العراقي وحل املشاكل‬ ‫العالقة باملناطق املتنازع عليها‬ ‫لتحقيق األمن املفقود نتيجة سيطرة‬ ‫بعض امليليشيات املسلحة بعيدة‬ ‫عن أنظار وسيطرة الحكومة املركزية‬ ‫لكن لألسف مل تلق آذان صاغية‬ ‫نتيجة للنظرة الشوفينية الضيقة لدى‬ ‫البعض من مراهقي السياسة والذين‬ ‫وصلوا اىل دفة الحكم مبحض الصدفة‬ ‫وهذه األفعال الدنيئة التي تحدث يف‬ ‫شنكال وباقي املناطق املتنازع عليها‬ ‫من حرق للمحاصيل الزراعية ما هي‬ ‫ّال رسالة رصيحة اىل بغداد لإلرساع‬ ‫بتطبيق الدستور وإعادة قوات‬ ‫البيشمركة اىل مواقعها السابقة لتأمني‬ ‫عودة النازحني اىل مدنهم وقراهم‬ ‫وإعادة إعامر املناطق املحررة ليعم‬ ‫األمن واألمان والسالم فيها وتعود‬ ‫اىل سابق عهدها كام كانت وتحتفي‬ ‫شنكال بأهلها الطيبني ‪ ,‬والكرة اآلن‬ ‫يف ملعب الحكومة العراقية لتتحمل‬ ‫املسؤولية امللقاة عىل عاتقها وتغلق‬ ‫ملف املناطق املتنازع عليها لتنرصف‬ ‫اىل مهامها األساسية لبناء وإعامر‬ ‫البنى التحتية التي دمرتها عصابات‬ ‫داعش اإلجرامية وتقديم أفضل‬ ‫الخدمات للمواطنني ‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬

‫اقـــرأ بصمت وأبكي بصوت مرتفع‪..‬‬ ‫قصــة قــاسم ابو الغــايــة‬ ‫عبدالخالق الفالح‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬ ‫االستاذ قاسم مدرس علوم‬ ‫كردي فييل من بغداد له‬ ‫ثالث بنات وكبريتهم ذهبت اىل‬ ‫خارج العراق إلكامل دراستها‬ ‫العليا ‪ ،‬وكان استاذ قاسم يجيد‬ ‫ثالث لغات باإلضافة إىل اللغة‬ ‫الكردية والعربية وبطالقة وهذه‬ ‫اللغات هي اللغةاالنكليزية‬ ‫والفرنسية والروسية‬ ‫كانت العائلة تسكن بغداد وبحالة‬ ‫مادية جيدة ‪ ،‬وتعيش السعادة‬ ‫واالستقرار ‪.‬‬ ‫يف نهاية عام ‪ ١٩٧٩‬اعتقل رجال‬ ‫األمن العائلة كلها وبعد ميض‬ ‫اسبوع قاموا باخذ قاسم مبفرده‬ ‫اىل سجن من الصباح ويعاد املساء‬ ‫اىل سجن عائلته وآثار التعذيب‬ ‫واضحة عىل جسمه وزوجته متسح‬ ‫منه الدماء وهو يأن ويصيح من‬ ‫االمل ‪ ،‬وتتكرر هذه الحالة يوميا ‪.‬‬ ‫فسألته ماذا يريدون ؟ قال أنا‬ ‫متهم بتنظيم حزب الدعوة‬ ‫اإلسالمية ويريدون مني االعرتاف‬ ‫واياك أن تنطقى بكلمة لو‬ ‫اخذوك ‪ ،‬ومل ينفع مع استاذ‬ ‫قاسم التعذيب حتى أخذوا بناته‬ ‫ومارسوا التعذيب عليهن واعرتفت‬ ‫إحداهن عىل اجتامعاته يف البيت‬

‫‪ ،‬وأثبتت التهمة عليه ‪ ،‬وبعدها‬ ‫اعادوا استاذ قاسم لزوجته من‬ ‫دون البنات ‪ ،‬وكانت تسأله عنهن‬ ‫وقال ال اعلم اين ذهبوا بهن ‪،‬‬ ‫وقام يرصخ بالسجن بصوت عايل‬ ‫اريد بنايت ‪ ،‬حتى عملوا له مواجهة‬ ‫معهن ملدة عرشة دقائق وذكرت‬ ‫له احداهن أنه تم االعتداء عليهن‬ ‫فستشاط غضبا وتأمل جدا‪.‬‬ ‫وأعيد لزوجته وقص لها الحال‬ ‫وبعدها مل يرى بناته ويبدأ‬ ‫كل يوم بالرصاخ واملطالبة بهن‬ ‫ويصيح ماهي الغاية من اخذهن‬ ‫حتى اختفى وجودهن وأثرت‬ ‫هذه الحادثة عليه نفسيا وشعرت‬ ‫زوجته أنه بحالة غري طبيعية وبدأ‬ ‫وضعه النفيس ينهار تدريجيا‪.‬‬ ‫ثم تم أخذ زوجته اىل سجن اخر‬ ‫ومارسوا معها انواع التعذيب‬ ‫لالعرتاف عن األشخاص الذين‬ ‫يرتددون عىل زوجها ‪ ،‬ولكن من‬ ‫دون نتيجة لصمود املرأة وتحملها‬ ‫من دون البوح بأي معلومة ‪.‬‬ ‫ارجعوها اىل مكانها االول مع‬ ‫زوجها وكلام تسأل عن البنات‬ ‫يقولون لها سفرناهن اىل ايران ‪.‬‬ ‫وكانوا يقولون سوف نسفركم‬ ‫بعدها وانتي تعودين إىل أهلك‬

‫‪ ،‬فرفضت وارصرت أن تكون مع‬ ‫زوجها ‪ ،‬وكان همها عىل بنتها يف‬ ‫الخارج أن ال تعود للعراق ولكن‬ ‫كيف توصل لها االخبار ‪.‬‬ ‫فكلمت الحرس واعطته الرقم‬ ‫وواعدته باملال ليتصل بها ويخربها‬ ‫بعدم العودة ألنهم سوف يُهجرون‬ ‫اىل ايران ‪ ،‬ففعل ما طلبت وارتاح‬ ‫بالها من جانبها ‪.‬‬ ‫وبقيت تنتظر التهجري اىل أن حصل‬ ‫وهجروهام معا من دون البنات ‪،‬‬ ‫وقالوا انهن امامهم يف ايران ‪.‬‬ ‫ودخلت مخيم الالجئني يف مدينة‬ ‫جهرم وفورما وضعت قدمها‬ ‫فيه بدأت تسأل عنهن وتبحث‬ ‫كالهامئة يف كل مكان من املخيم‬ ‫ومن دون جدوى ‪ ،‬واستاذ قاسم‬ ‫يرصخ الله اكرب الله اكرب اريد بنايت‬ ‫حتى فقد عقله متاما ‪ ،‬واصبح ال‬ ‫يعرف زوجته وترك خيمته ‪.‬‬ ‫ومل متيض مدة واالم يف حالة يرىث‬ ‫لها والنساء املهجرات يجتمعن‬ ‫حولها ملواساتها وقضاء حوائجها‬ ‫وهي مشغولة الفكر ببناتها حتى‬ ‫فاجئها ارتفاع ضغط دمها لتتوىف‬ ‫يف مستشفى املخيم عام ‪١٩٨١‬‬ ‫وتدفن هناك غريبة مهضومة من‬ ‫دون أن يعي بها زوجها الذي فقد‬

‫«من مآسي هذا المكون من‬ ‫مكونات الشعب العراقي‬ ‫أنه قد القى االمرين من‬ ‫ظلم وتهجير وتعسف وقتل‬ ‫واعتقال « وانهم لم ينصفوا‪،‬‬ ‫ال من المسؤولين الكورد وال‬ ‫الشيعة رغم كونهم كورد‬ ‫وشيعة»‪.‬‬ ‫عقله ‪.‬‬ ‫لحق قاسم مع مجموعة املجانني‬ ‫ُا ِ‬ ‫يف املخيم برعاية ابو عيل راعي‬ ‫املجانني ‪ ،‬وكان يجمع الحىص‬ ‫ويضعها يف جيبه ويصنع من الرتاب‬ ‫اشكال معينة ويقول هذه هي‬ ‫الغاية ‪ ،‬وبعض االحيان يفاجيء‬ ‫احد االشخاص برضبه ويقول هذه‬ ‫هي الغاية حتى عرف باملخيم‬ ‫قاسم ابو الغاية ‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ ١٩٨٢‬زات املخيم لجنة‬ ‫من األمم املتحدة ألمور االجئني‬ ‫وكانت ضمن الوفد بنتهام التي‬

‫يف الخارج وبدأت تسأل عن امها‬ ‫وقيل لها إنها توفيت فصدمت من‬ ‫الخرب فأنهارت بالبكاء و وسألت‬ ‫عن ابيها فرشحوا لها حاله فذهبت‬ ‫إليه عله يعرفها فجاءت بلهفة‬ ‫ودنت منه هو جالس وهي تعانقه‬ ‫وتخاطبه بابا بابا وهو يضحك وال‬ ‫يعي يشء عام يحدث حتى انهارت‬ ‫بالبكاء ووضعت رأسها بني ارجلها‬ ‫تبيك وبحرقة حتى بدأ جميع‬ ‫الوفد األجانب معها يف البكاء‬ ‫وكان مشهدا حزينا ال يوصف ‪.‬‬ ‫اين انت ياستاذ قاسم هذه بنتك‬

‫املدللة الكبرية الوحيدة التي‬ ‫بقيت يف الحياة وقد جاءتك من‬ ‫مكان بعيد ‪ ،‬لكن استاذ قاسم قد‬ ‫تحول إىل قاسم ابو الغاية املجنون‬ ‫باملالبس الرثة الهزيلة ‪.‬‬ ‫مل تستطع البنت تحمل حالت‬ ‫والدها وهو أملها الوحيد يف الحياة‬ ‫الباقي من عائلتها ‪ ،‬فساورها‬ ‫االمل بإعادة عقله له لريجع استاذ‬ ‫قاسم ‪ ،‬فصحبته معها إىل طهران‬ ‫لعرضه عىل األطباء ‪ ،‬لكن من‬ ‫دون فائدة فقد ُأعيد بعد شهر اىل‬ ‫املخيم ليعيش مع بقية أصحابه‬ ‫املجانني ‪ ،‬وتودعه البنت بحرقة‬ ‫ولوعة وتنفض يدها من كل امل‬ ‫لبقاء احد من عائلتها لتحيك معه‬ ‫قصة عن طفولتها عن امها عن‬ ‫أبيها عن خواتها الصغريات لتشعر‬ ‫ولو للحظة بالحنان وأنها جزء من‬ ‫هذه الدنيا ‪.‬‬ ‫استمر قاسم عىل حاله إىل أن تم‬ ‫نقلهم إىل مخيم اصغر من املوجود‬ ‫يقع يف مدينة ثانية اسمها مالوي‬ ‫ليموت هناك ويدفن فيها ‪ ،‬بعيد‬ ‫عن مدفن زوجته ‪.‬هكذا انتهت‬ ‫عائلة استاذ قاسم وطوى عليها‬ ‫الزمن حالها كحال بقية جرائم‬ ‫البعث املنسية يف العراق‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫حقيقة دامغة‪..‬‬

‫الفيليون‬ ‫كورد وشيعة‪..‬‬ ‫اقرأ قبل ان تحكم‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪26‬‬ ‫عىل الرغم من انه يف نظر‬ ‫االغلبية‪ ،‬يجب ان يكون‬ ‫للتاريخ رواية واحدة‪ ،‬ولكن يف‬ ‫الحقيقة االمر ليس كذلك‪ ،‬حتى‬ ‫بشأن حدث واحد ثابت هناك‬ ‫رؤى متنوعة تتفتق عنها‪ ،‬ويف‬ ‫هذا الصدد‪ ،‬هناك امنوذج واضح‬ ‫وحي يتحدث عن زعيم امتنا املال‬ ‫مصطفى بارزاين‪ ،‬فهل ان الصديق‬ ‫والعدو والكورد وغريهم يتحدثون‬ ‫عنه بالتساوي؟‬ ‫واالن ونحن عىل ابواب تشكيل‬ ‫إلقليم‬ ‫الجديدة‬ ‫الحكومة‬ ‫كوردستان نرى ان االهم هو تغيري‬ ‫الرؤى الخاطئة حول سكان املناطق‬ ‫خارج االقليم وااليدلوجية املذهبية‬ ‫والدينية وحتى لهجاتها اكرث من‬ ‫االرشاك الشكيل للمكونات يف‬ ‫الحكومة والعمل السيايس‪.‬‬ ‫فمثال منذ سنوات طويلة يُطحن‬ ‫الكورد الفيليون بني مطرقة‬ ‫املذهب وسندان القومية من‬ ‫دون ان يسأل احد عن معاناتهم‬ ‫ومشكالتهم الرئيسة او ان يسعوا‬ ‫اىل قراءة حقيقية لهذه املشكالت‪.‬‬ ‫نتائج السياسات الخاطئة التي‬ ‫متت مامرستها بعد سقوط النظام‬ ‫السابق والتي اولت الدور للمذهب‬ ‫فضال عن القومية لتصبح اكرب واكرث‬ ‫االدوات تأثريا يف صياغة خارطة‬ ‫الطريق السياسية وتوزيع سلطة‬

‫القرار يف البلد‪.‬‬ ‫بالنسبة للشعب الكوردي‪ ،‬وبعيدا‬ ‫عن مشكالته السياسية والجغرافية‪،‬‬ ‫بحكم تعدديته الدينية واملذهبية‪،‬‬ ‫ومن دون ان يستفاد سياسيا‬ ‫وقوميا من نفوذ الدين واملذهب‬ ‫كاألمم االخرى‪ ،‬يف مجال تشكيل‬ ‫الكيان املستقل او الدولة‪،‬‬ ‫لحد االن هي املترضر االكرب‪.‬‬ ‫ويف املستقبل تصبح املشكالت‬ ‫االيديولوجية الطائفية والدينية‬ ‫املهيمنة داخل البيت الكوردي‪،‬‬ ‫فضال عن املشكلة الجغرافية‪،‬‬ ‫اكرث خطورة من الرؤى املختلفة‬ ‫املتغرية يف امليدان السيايس‪ ،‬مثل‬ ‫استخدام ادوات طائفية مختلفة‬ ‫يف العملية السياسية‪ ،‬ليس فقط‬ ‫ال تقوي املكانة القومية الكوردية‬ ‫بل تلحقها عقوبات املكونات ذات‬ ‫املذاهب املختلفة وبطبيعة الحال‬ ‫ستشدد التهميش واالقصاء البناء‬ ‫هذه املكونات وبال مربر‪.‬‬ ‫بال شك ان بروز املظاهر الطائفية‬ ‫السياسية احدث بكثري من الوعي‬ ‫القومي لدى الكورد وال نستطيع‬ ‫ان ننىس ان من املنظور التاريخي‪،‬‬ ‫عندما بدأ النضال القومي يف القرن‬ ‫العرشين امليالدي‪ ،‬كان الفيليون‬ ‫والكورد الساكنون ببغداد عىل حد‬ ‫تعبري االسالميني بحكم (االنصار)‬ ‫بالنسبة (للمهاجرين) القوميني‬ ‫السياسيني الذين ظهروا يف بغداد!‬ ‫وعىل الجانب التاريخي للكالم‪ ،‬ال‬ ‫ميكن انكار انه قبل الرصاع الحايل‬

‫بني القوميني والدينيني والطائفيني‪،‬‬ ‫وعندما تأسس الحزب الشيوعي‬ ‫العراقي وبدأ مبامرسة نشاطاته‬ ‫انضم اليه نخبة من الكورد الفيليني‬ ‫ومل يستطع هناك احد ليعاتبهم‬ ‫عىل مشاركتهم يف حركة شاملة‬ ‫سياسة علامنية!‬ ‫وعندما تأسس الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين وبدأ مبامرسة نشاطاته‬ ‫انضم اليه نخبة من الكورد الفيليني‬ ‫جنبا اىل جنب بقية املذاهب‬ ‫واملكونات‪ ،‬ومل يستطع احد ان‬ ‫يلصق بهم تهمة خيانة مذهبهم!‬ ‫كون تفتيش العقائد املذهبية‬ ‫والدينية مل يكن لها وجود يف‬ ‫العقلية الثورية التي تناهض‬ ‫الظلم‪.‬‬ ‫وبالتزامن مع جرمية االبادة‬ ‫الجامعية لقوميتنا‪ ،‬استأنف الشعب‬ ‫الكوردي يف جنوب كوردستان‬ ‫ثورته من جديد‪ ،‬وبعد مشاركة‬ ‫عدد من نخب الكورد الفيليني‪ ،‬مل‬ ‫يتحدث احد عن غيابهم وتقصريهم‬ ‫القومي‪ ،‬الن االبادة الجامعية‬ ‫(الجينوسايد) كانت قد حطمت‬ ‫عمودهم الفقري‪ ،‬بتواجدهم‬ ‫االقتصادي والسيايس والدميوغرايف‪،‬‬ ‫ومل ي ِبد ذلك شعورهم وتوجههم‬ ‫القومي لصالح املذهبية‪.‬‬ ‫بشكل عام شارك ‪-‬الفيليون‪-‬‬ ‫يف جميع التحركات والحركات‬ ‫التقدمية والدميقراطية واالممية‪،‬‬ ‫ولكن عندما تم تحويل الدين‬ ‫واملذهب اىل ساحة للنشاط‬

‫السيايس وجذب عواطف االعضاء‪،‬‬ ‫بخاصة يف بدايات مثانينيات القرن‬ ‫املايض حيث اصبحت ظاهرة‬ ‫عاملية‪ ،‬ليس فقط للكورد الفيليني‬ ‫ولكن للجميع تم تحليل النشاط‬ ‫تحت ظل االسالم السيايس ومل يتم‬ ‫تعريفه بانه مضاد للقومية‪ .‬وال‬ ‫شك ان الفيليني شاركوا يف الحراك‬ ‫االسالمي الشيعي مثلام شارك‬ ‫الكورد من املذهب السني يف‬ ‫الحركة السياسية االسالمية‪.‬‬ ‫التاريخ والحوادث التأريخية‬ ‫مل يكن لها تفسري واحد ورواية‬ ‫واحدة‪ .‬فجرائم صدام تعدت‬ ‫كل الحدود ومل تعف اي دين او‬ ‫مذهب‪ ،‬ولكن اذا قيل ان الفيليني‬ ‫متت ابادتهم بسبب كونهم شيعة‪،‬‬ ‫فهذا يعني ايجاد ذريعة طائفية‬ ‫للقتل الجامعي الصدامي‪ .‬وهذا‬ ‫النوع من الكالم والتفكري يس ّوغ‬ ‫للقاتل قرار املجازر واالنفال ضد‬ ‫شعب كامل‪.‬‬ ‫النشاط السيايس من منطقة اىل‬ ‫اخرى لديه اساليب وتوجهات‬ ‫مختلفة متأثر بالبيئة املجتمعية‬ ‫املحيطة بساكنيها‪ ،‬ومنطقة تواجد‬ ‫الكورد الفيليني ليست باستثناء‪،‬‬ ‫اما باملعايري الداخلية لكوردستان‬ ‫املعمول بها فعليا‪ ،‬يتم تقييم‬ ‫املواقف السياسية وفق توجهاتها‬ ‫املذهبية وبخاصة للكورد خارج‬ ‫االقليم وهذا مسار خاطئ‪ ،‬فعىل‬ ‫سبيل املثال مل نشهد فعليا واىل‬ ‫االن تلك الهالة املحيطة بالكورد‬

‫الفيليني من جهة ثقلهم بالخارطة‬ ‫السياسية الشيعية مثال‪ ،‬فالفيليون‬ ‫كام البقية لديهم توجه قومي‬ ‫ومذهبي‪ ،‬متأثرا بكل ما ُذكر‪.‬‬ ‫والحقيقية الدامئة‪ ،‬فان التوجه‬ ‫الكوردي االنساين كان والزال معطا ًء‬ ‫لبقية املكونات‬ ‫و ا ملذ ا هب ‪،‬‬ ‫العكس‬ ‫عىل‬ ‫التوجه‬ ‫من‬ ‫«الطائفي» فكان‬ ‫سبباً كبرياً بنخر‬ ‫الجسد القومي‬ ‫بقي مصري تلك األعداد من شباب‬ ‫ولذلك امثلة‬ ‫الفيليني مجهوال حتى اليوم فلم‬ ‫عديدة يؤسف‬ ‫تستدل أمهاتهم على قبورهم‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫‪ ،‬وال تمكنت امراءة أو شيخ أن‬ ‫لقد حان الوقت‬ ‫يتم‬ ‫الذي‬ ‫يجد له مكانا ولو رمزيا ليبكي‬ ‫تعريف‬ ‫فيه‬ ‫فلذة كبده فتحجرت الدموع مع‬ ‫املكونات بنظرة‬ ‫ما تحجر من الم ومحنة وحزن يف‬ ‫انسانية‪ ،‬وليس‬ ‫بالطعن واالتهام‪،‬‬ ‫قلوب من بقي منهم من األحياء‬ ‫واال فان اي‬ ‫كوردي‬ ‫فرد‬ ‫ملتزم باألديان‬ ‫و ا ملذ ا هب‬ ‫ال ينكر وال‬ ‫من‬ ‫يستحي‬ ‫افكاره الدينية‬ ‫واملذهبية؛ ولكن‬ ‫قيادة الحركة القومية والسياسية‬ ‫الكوردية يجب ان تسعى‪ ،‬مع هذه‬ ‫الحقيقة‪ ،‬ان يفتخر كل فرد كوردي‬ ‫بوجوده القومي‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪28‬‬ ‫كيف نستطيع اختيار الكلامت‬ ‫املناسبة التي ميكن ان تستجيب‬ ‫معانيها للتعبري عن مظامل الكورد‬ ‫الفيليني؟ وليس هناك أجمل من‬ ‫االعرتاف بفضل شخص علينا‪ ،‬واألفضل‬ ‫من هذا توجيه‬ ‫معبة مليئة‬ ‫رسالة‬ ‫ّ‬ ‫بكلامت تلحظ يف‬ ‫ثناياها ما يُح ّرك‬ ‫الوجدان‪ ،‬ويخاطب‬ ‫العواطف‪.،‬و شكر‬ ‫وتقدير تعرب عن صدق املشاعر بداخلنا‬ ‫وامتناننا ملا يقوم به من أجلنا البعض‬ ‫ولكن ملن وكيف ميكننا ان نتجاوز‬ ‫مشاعر الحزن واالىس التي تعرص قلب‬ ‫أي انسان ميتلك الحد االدىن من الشعور‬ ‫واالحساس مبعاناة اآلخرين؟ دون ان‬ ‫يحظى شهدائنا ولو بشاهد او قرب؟‬ ‫إأل بجهود ابناء املكون انفسهم‬ ‫وبصربهم املتعايل وسكوت الحكومة‬ ‫ودون التفاتة منها»‬ ‫ايها االخوة واالخوات االعزاء‬ ‫لنجعل من ايام استذكارنا يف كل مناسبة‬ ‫‪ ،‬محطة عظيمة تذكرنا وحتى اخر‬ ‫الدهر بأن الفرقة فيام بيننا هي سبب‬ ‫فيام نحن فيه من فقرة وتدهور إنساين‬ ‫وضياعاً للحقوق بل ولنجعل من كل‬ ‫مناسبة محطة لوحدتنا والتفكر بقضايانا‬ ‫بشكل مشرتك‪ .‬ان عدم التفاعل مع‬ ‫هذه القضايا ال تعكس إال تلك األهداف‬ ‫البالية التي تشجع العقل التدمريي‬ ‫الرامي لضعف وجودنا‪ .‬علينا تجاوز‬

‫الخالفات واملناكفات السياسية فيام‬ ‫بيننا‪ .‬كفانا ترشذم وكفانا خالفات‪ ،‬وعىل‬ ‫من يعتربون انفسهم من القادة الرتفع‬ ‫عن الخالفات والخروج معا وسوية‬ ‫للجامهري التي تنظر اليهم وتنتظر منهم‬

‫الفرتة التي حدثت فيه هذه الجرمية‬ ‫خالل سنوات الحرب العراقية املفروضة‬ ‫عىل الجمهورية االسالمية االيرانية‬ ‫بدعم من االمربيالية العاملية والتي كان‬ ‫فيها أغلب العامل صام ًة اومسانداً للنظام‬

‫والصبر المتعالي للفيليين رغم الجراح‬ ‫‪ ،‬وعليهم أن يكونوا بقدر املسؤولية‪،‬‬ ‫وليكونوا قدوة األجيال القادمة باملحبة‬ ‫والتألف لتجاوز املحن ‪ ،‬واسمى واعىل‬ ‫من املصالح الشخصية الضيقة لوقف‬ ‫حالة الترشذم وردع االيدي امللوثة التي‬ ‫تهدف لرضبنا وتدمري وحدتنا واملتاجرة‬ ‫بقضيتنا والتالعب باحساستنا ومشاعرنا‬ ‫‪.‬‬ ‫ان جرمية التهجريالبشعة التي طالت‬ ‫مكوننا البسيط املسامل من مكونات‬ ‫الشعب العراقي والذي كان االنتقام‬ ‫منهم شديداً لسببني‪ ،‬لطبيعة االنتامء‬ ‫القومي الذي ينتمي اليه الفيليون‬ ‫بافتخار باعتبارهم كوردا يعتزون‬ ‫بكورديتهم التي منحتهم مكانة متميزة‬ ‫يف املجتمع العراقي يف بغداد واملدن‬ ‫الجنوبية والتي يزينونها كالزهوريف‬ ‫احضان اخوتهم يف كوردستان العزيزة‬ ‫مرحبني بهم كجزء ال يتجزء يف وحدة‬ ‫املصري‪ ،‬اضافة اىل انتامئهم املذهبي الذي‬ ‫اعترب ذريعة ايضا للتنكيل بهم يف خالل‬

‫الدكتاتوري البعثي املجرم‪.‬‬ ‫هذه الجرمية التي تتفرع منها جرائم‬ ‫عديدة وكثرية مرتبطة بها عاىن منها‬ ‫اخوتنا وما زالوا يعانون من تبعاتها‬ ‫وهم موزعون يف معظم انحاء العامل‪،‬‬ ‫فجرائم التهجريالقرسي والتغييب‬ ‫والسجن واالعتقال واالحتجاز لسنوات‬ ‫طويلة دون أي تهمة او حق والتي‬ ‫عاىن منها عرشات اآلالف منهم والذين‬ ‫وجدوا انفسهم مجردين من كل الوثائق‬ ‫والهويات الرسمية واموالهم وامالكهم‬ ‫التي متت مصادرتها وتشتت عوائلهم‬ ‫الذين تم فصلهم بعضا عن بعض‪ ،‬فالكبار‬ ‫يف السن من اآلباء واالمهات والنساء‬ ‫واالطفال تم اخذهم اىل الحدود وتركوا‬ ‫بني حقول االلغام يف السهول والوديان‬ ‫عىل الحدود ليواجهوا مصريهم بني‬ ‫نريان الطرفني املتحاربني العراق وايران‬ ‫واالحتفاض بشبابهم وتغيبهم حتى‬ ‫شمل االطفال الرضع والرجال الكبار‬ ‫والنساء منهم دون معرفة مصريهم لحد‬

‫عبدالخالق الفالح‬

‫هذا اليوم ‪.‬هذه الجرمية البشعة التي مل‬ ‫تشمل الكورد الفيليون بل معهم مئات‬ ‫اآلالف من العراقيني من الكورد والعرب‬ ‫والرتكامن من كل املذاهب واملسيحني‬ ‫وسائر مكونات الشعب العراقي الذين‬ ‫توزع عليهم الظلم والبطش والجرمية‬ ‫بحقهم و الذي وصل اىل درجة ال ميكن‬ ‫احيانا تصورها او تصويرها والتي متت‬ ‫بوحشية ومنهجية منظمة استخدمت‬ ‫فيها وسائل قذرة تبني مدى حقد‬ ‫سلطة الحكومة والحزب واالشخاص من‬ ‫مختلف املستويات واملناصب الذين‬ ‫ساهموا يف هذه الجرائم الشنيعة سواء‬ ‫كانت مساهمتهم مساهمة تبعية او‬ ‫فاعلني اصليني أم رشكاء يف الجرائم‬ ‫واملظامل التي ليس لها تعداد او حدود‪.‬‬ ‫املجد والخلود لشهدائنا االبرار والرحمة‬ ‫لالموات منهم وهنيئاً لالخوات واالخوة‬ ‫الذين تحملوا عبئ املسؤولية يف حمل‬ ‫االمانة بكل ثبات والعزة والرفعة لصرب‬ ‫االمهات الثكاىل واالباء الصابرين « َوب ِّ ْ‬ ‫َش‬ ‫الصا ِب ِرينَ * ا َّل ِذينَ إِ َذا أَصَ ا َب ْته ُْم ُم ِصي َب ٌة‬ ‫َّ‬ ‫ون «‪ .‬وایامناً‬ ‫اجعُ َ‬ ‫َقا ُلوا إِ َّنا ِل َّل ِه َوإِ َّنا إِ َل ْي ِه َر ِ‬ ‫منا بان القانون یجب ان یكون هو‬ ‫املرجع والوسیلة االولی و االخیرة لنیل‬ ‫الحقوق وارجاعها وکذلك لردع املجرمین‬ ‫ومعاقبتهم ولتكن ن ّيتنا يف الخري قامئة‬ ‫من غري فتور مبا ال يعجز عنه البدن‬ ‫من العمل ويريض الله سبحانه وتعاىل‬ ‫تحية لكل الجهود الخرية التي تعمل من‬ ‫اص ِ ُبوا وَصَ ا ِب ُروا‬ ‫اجل احقاق حقوقهم ‪ْ ...‬‬ ‫َو َرا ِب ُطوا وانتم االعلون‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬

‫إشكاليات ‪ -‬التيه الفيلي‬ ‫شاكر النعماني‬

‫الشك إن أي متتبع‬ ‫منصف سواء من وسطنا‬ ‫الفيلي او األوساط‬ ‫املحيطة بنا‪ ،‬يدرك بال‬ ‫لبس ان القضية الفيلية‬ ‫أصبحت خارج املشهد‬ ‫السياسي العراقي‬ ‫وسقطت ‪ -‬موضوعيا ‪ -‬من‬ ‫اللعبة ‪ -‬ألنها فقد فاعليتها‬ ‫الذاتية بغياب قيادة حرة‬ ‫مخلصة يتوفر عندها‬ ‫الفهم السياسي الالزم‬ ‫واملمارسة الغنية ألدارة‬ ‫هكذا ملف معقد فضال عن‬ ‫أستكانة الجمهور الفيلي‬ ‫وضعف الوالء لقضيته‬ ‫ألسباب عديدة ‪ ،‬ولكوننا‬ ‫نمر بمرحلة عصيبة فقدنا‬ ‫فيها املمثل الحقيقي‬ ‫والنصري الصادق ‪،‬‬

‫واذا اردنا ان نصحو لنثب‬ ‫عىل اعتاب مرحلة جديدة ال‬ ‫مكان فيها للمتسلقني‪ ،‬وال احباط‬ ‫فيها للمظلومني ‪ ،‬فال بد لنا من نقد‬ ‫ذايت ومراجعة رصيحة نشخص فيها‬ ‫االسباب والتداعيات والقراءات ملا‬ ‫نرى ان له شأنا يف وضعنا وواقعنا‬ ‫الفييل‪ ،‬والتي اهمها من وجهة نظرنا‬ ‫يتمثل بالنقاط التالية‪:‬‬ ‫‪ – 1‬القيادات السياسية الفيلية‬

‫املتصدية للشأن الفييل منذ عام‬ ‫‪ 2003‬لحد اآلن ‪ ,‬فشلت فشال ذريعا‬ ‫يف بلورة القضية الفيلية والحصول‬ ‫القانونية‬ ‫االستحقاقات‬ ‫عىل‬ ‫والسياسية ‪ ,‬عىل االقل ‪ ,‬لهذا املكون‬ ‫‪ ,‬فضال عن االستحقاقات األخرى ‪.‬‬ ‫واهم أسباب ذلك هي ‪- :‬‬ ‫أ – األستبداد بالرأي واحتكار القرار‬ ‫والرنجسية املفرطة لدى رئيس‬ ‫التنظيم او الحزب ‪.‬‬

‫ب – األستحواذ غري املرشوع عىل‬ ‫األموال الطائلة التي تدفعها الجهات‬ ‫الداعمة ( قيادات سياسية ودينية‬ ‫ومنظامت أو جمعيات شعبية‬ ‫وغريها ) لدعم امللف الفييل ‪,‬‬ ‫والتكتم الشديد عىل اصولها وحجمها‬ ‫وابواب رصفها ‪ ,‬والخوف من مسائلة‬ ‫الطبقة الثانية يف التنظيم السيايس‬ ‫( الهيئة السياسية او مجلس شورى‬ ‫التنظيم او اي مسمى آخر ) والتي‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬ ‫غالبا تعلن استيائها واعرتاضها لينتهي‬ ‫بها املطاف مستبعدة أو منسحبة (‬ ‫دون اعالن االسباب طبعا ) وألن‬ ‫هذه األموال تصل بشكل مبارش لرأس‬ ‫التنظيم أو قائد الحزب حرصا فأنها‬ ‫تبقى رسا اليعلمه اال الله وأصحاب‬ ‫الحانات الفيلية ( الدكاكني ) وتبعا‬ ‫لذلك فهي وقفا حرصيا لهم وليس‬ ‫للقضية الفيلية مام جعل غالبية‬ ‫الجهات الداعمة توقف هذا الدعم ‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬أفتقار غالبية التنظيامت واالحزاب‬ ‫الفيلية اىل نظام داخيل اصويل‬ ‫وبرنامج سيايس واقعي وحقيقي‬ ‫ينظم عمل الحزب او املنظمة بتوزيع‬ ‫الصالحيات والواجبات ويقر مبوافقة‬ ‫الهيئة السياسية او املجلس السيايس‬ ‫الذي يفرتض أن يكون هو املرجعية‬ ‫العليا لصياغة الربامج والقرارات‬ ‫والسلوك السيايس للتنظيم ‪ ,‬مام‬ ‫أدى بالنتيجة الحتكار التنظيم بكافة‬ ‫مقدراته املادية و قراراته ومواقفه‬ ‫وبرامجه السياسية والتنظيمية لصالح‬ ‫الرئيس أو االمني العام واليبق للهيئة‬ ‫السياسية أو مجلس الشورى ( الحلقة‬ ‫املفرغة ) سوى الرضوخ أو االنسحاب‬ ‫‪.‬‬ ‫د – غالبا مايتم أختيار أعضاء الهيئة‬ ‫الساسية – مجلس الشورى ‪ -‬من‬ ‫قبل رئيس الحزب او التنظيم بشكل‬ ‫انتقايئ وفق رغباته الشخصية ومبا‬ ‫يحقق ثالث اهداف مهمة – اولها –‬

‫الوالء التام له شخصيا وعدم االعرتاض‬ ‫او حتى االستفسار عن اي موقف او‬ ‫قرار يتخذه رئيس التنظيم فضال عن‬ ‫عدم مسائلته عن امللف املايل فهو‬ ‫خط احمر ‪ -‬ومبعنى آخر يجب أن‬ ‫يكون عضو الهيئة السياسية ( أمعة‬ ‫من األمعات الوصولية والنفعية‬ ‫واملنافقة التي تسعى لتحقيق ذاتها‬ ‫عىل حساب معاناة أهلنا الفيليني‬ ‫وضحايانا ) ‪ 0‬والهدف الثاين – رسالة‬ ‫وهمية للجمهور والنخبة الفيلية‬ ‫( ومن باب ذر الرماد يف العيون )‬ ‫بأن من يقود التنظيم هم الهيئة‬ ‫السياسية او مجلس الشورى بشكل‬ ‫دميوقراطي أصويل ‪ ,‬وهذه مغالطة‬ ‫كبرية وخداع واحتيال عىل الجمهور‬ ‫الفييل والجهات الداعمة أحيانا ‪ ,‬عىل‬ ‫فرض ان التنظيم حر واليتبع أجندات‬ ‫وأمزجة الجهات الداعمة ‪ 0 !!..‬أما‬ ‫الهدف الثالث وببساطة فهو لتحقيق‬ ‫أحد الرشوط الالزمة لتسجيل الحزب‬ ‫لدى دائرة تسجيل االحزاب والكيانات‬ ‫السياسية والتي تشرتط لكل حزب‬ ‫نظام داخيل وبرنامج سيايس وهيئة‬ ‫عامة تنبثق عنها الهيئة سياسية او‬ ‫مجلس الشورى ‪0‬‬ ‫ه – افتقار قادة االحزاب والتنظيامت‬ ‫الفيلية اىل الخربة والتجربة السياسية‬ ‫التي تتطلب الكثري من الحنكة‬ ‫والحكمة يف التعاطي مع االحداث‬ ‫العاصفة واملتتالية وتداعياتها‬

‫اصبح العمل السياسي الفيلي مبتذال اليعنيه سوى احياء املناسبات‬ ‫الدينية واالستغراق يف استذكار وقائع الجريمة واجرتار األحداث‬ ‫املأساوية الستجداء العطف واستدرار الدموع وكأن كل ماينقصنا‬ ‫هو حائط مبكى آخر وحسب ‪...‬‬

‫السلبية املرتاكمة ( فخربتهم وثقافتهم‬ ‫الدينية مل تسعفهم يف أدارة املرشوع‬ ‫السيايس ‪ ) ! ..‬وكذلك سوء التعاطي‬ ‫مع القيادات السياسية املهيمنة عىل‬ ‫القرار الوطني فضال عن االهم بهذا‬ ‫الخصوص وهو عدم القدرة عىل‬ ‫الحصول عىل ثقة ووالء الجمهور‬ ‫الفييل املستاء واملرتاب غالبا والذي‬ ‫ينظر لقياداته السياسية عىل انهم‬ ‫اصحاب حانات ( دكاكني ) للمتاجرة‬ ‫بدماء ابنائهم وتضحياتهم الستجداء‬ ‫االموال لحسابهم الشخيص ‪..‬‬ ‫و – أخفاق التنظيامت واالحزاب‬ ‫السياسية الفيلية عن تحقيق اي‬ ‫منجز عام يخص الفيليني ومينحهم‬ ‫االمل يف استعادة هويتهم الوطنية‬ ‫واستحقاقاتهم القانونية واالجتامعية‬ ‫طيلة السبعة عرش عاما املنرصمة من‬ ‫عملها عىل اختالف مشاربها ومواردها‬ ‫عىل الرغم من حجم الدعم املادي‬ ‫والسيايس الكبري الذي حصلوا عليه‬ ‫وكرثة الفرص التي كان من املمكن‬

‫اغتنامها لتحقيق بعض املنجزات‬ ‫تحت مظلة القرار ‪ 426‬لسنة ‪2010‬‬ ‫بناء عىل قرار املحكمة الجنائية‬ ‫العراقية العليا يف ‪2010 / 11 / 29‬‬ ‫( الجينوسايد ) وما ميكن ان يتمخض‬ ‫عنه قانونيا وسياسيا واخالقيا عىل‬ ‫املستووين الوطني والدويل ‪0‬‬ ‫ز – ارتباط رؤساء االحزاب والتنظيامت‬ ‫الفيلية باجندات الجهات والقوى‬ ‫الداعمة ‪ ,‬جعلها مكبلة بقيود املواثيق‬ ‫والتعهدات الذاتية للحفاظ عىل تدفق‬ ‫االموال واالمتيازات الخاصة ومل يرتك‬ ‫لهم مساحة واسعة التخاذ القرارات‬ ‫واملواقف الحرة خصوصا الوطنية‬ ‫منها ‪ ,‬سوى هامشا بسيطا يخص‬ ‫العمل الفييل الداخيل حرصا حتى‬ ‫اصبح العمل السيايس الفييل مبتذال‬ ‫اليعنيه سوى احياء املناسبات الدينية‬ ‫واالستغراق يف استذكار وقائع الجرمية‬ ‫واجرتار األحداث املأساوية الستجداء‬ ‫العطف واستدرار الدموع وكأن كل‬ ‫ماينقصنا هو حائط مبىك آخر وحسب‬

‫‪ ,‬فضال عن افتقار القادة لفن املناورة‬ ‫الستثامر املعطيات واالصطفافات‬ ‫والرصاعات السياسية النتزاع اوراق‬ ‫رابحة يف اللعبة لصالح قضيتهم التي‬ ‫يدعون ‪0 !!..‬‬ ‫ح – خالل سنوات التغيري السبعة‬ ‫عرش املنرصمة وخصوصا فرتة حكومتي‬ ‫السيد املاليك ‪ ,‬صدر ماينيف عىل‬ ‫السبعني مابني قانون وقرار وتعديل‬ ‫قانوين وأمر ديواين وأوامر وزارية‬ ‫وتعليامت واعاممات وتوصيات من‬ ‫االمانة العامة ملجلس الوزراء وما اىل‬ ‫ذلك ‪ ...‬وتم تشكيل العرشات من‬ ‫اللجان ملعالجة املشاكل الكثرية التي‬ ‫تخص امللف الفييل ‪ ,‬أذكر منها عىل‬ ‫سبيل املثال وليس الحرص ( قانون‬ ‫رقم ‪ 13‬لسنة ‪ – 2010‬قانون رقم ‪16‬‬ ‫لسنة ‪ – 2010‬قانون رقم ‪ 21‬لسنة‬ ‫‪ – 2010‬قانون رقم ‪ 24‬لسنة ‪2005‬‬ ‫– قانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ – 2016‬قانون‬ ‫رقم ‪ 26‬لسنة ‪ - 2006‬وقرار املحكمة‬ ‫الجنائية ( الجينوسايد ) املذكور اعاله‬ ‫وتعهد الحكومة العراقية ‪ -‬االكرث‬ ‫أهمية ‪ -‬رقم ‪ 426‬لسنة ‪– 2010‬‬ ‫قرار رقم ‪ 7‬لسنة ‪ – 2008‬قرار رقم‬ ‫‪ 6‬لسنة ‪ – 2012‬قرار رقم ‪ 26‬لسنة‬ ‫‪ ) ....... - 2008‬وغري ذلك الكثري‬ ‫كام أسلفنا ‪ ..‬مل يتنب أو يتابع اي من‬ ‫االحزاب والتنظيامت الفيلية ايا من‬ ‫هذه القوانني او القرارات واالوامر‬ ‫الديوانية او الوزارية لغرض تفعيلها‬ ‫واستثامرها ملعالجة املشاكل وانهاء‬ ‫معاناة الفيليني يف اي موضوع كان مام‬

‫جعل هذه القرارات واالوامر طي‬ ‫النسيان والتجاهل ‪ -‬املتعمد أحيانا‬ ‫ يغطيها الغبار يف أدراج املكاتب‬‫الوزارية ومؤسسات ودوائر الدولة‬ ‫‪ ,‬حتى اصبح البعض ممن يديرون‬ ‫هذه املؤسسات من الشوفينيني‬ ‫وحملة الجني البعثي القذر يتامدون‬ ‫يف تغذية حقدهم تجاه الفيليني‬ ‫بتعطيل او ايقاف تنفيذ أو الغاء او‬ ‫عرقلة الكثري من هذه القرارات كام‬ ‫حدث يف مؤسسة السجناء ومؤسسة‬ ‫الشهداء وكذلك هيئة دعاوى امللكية‬ ‫– سيئة الصيت – ووزارة الثقافة‬ ‫ووزارة الرتبية ووزارة التعليم‬ ‫العايل وغريها من مؤسسات الدولة‬ ‫( وهذا موثق لدينا ) ولدى جهات‬ ‫أخرى ‪ ,‬ومن يقول غري ذلك من‬ ‫هذه االحزاب والتنظيامت فهو مدع‬ ‫وأفاق واال ليقدم للجمهور الفييل‬ ‫مايثبت أدعائه ‪0 !! ..‬‬ ‫ط – تشظي التنظيامت الفيلية‬ ‫وعدم توحيد صفوفهم تحت مظلة‬ ‫سياسية واحدة نتيجة عدة عوامل‬ ‫منها ‪ - :‬الخوف لدى رؤسائها من‬ ‫فقدان كل او بعض من الدعم املايل‬ ‫والسيايس وبعض االمتيازات االخرى‬ ‫– فضال عن ارادة الجهات الداعمة‬ ‫التي تسعى لتكريس وادامة عوامل‬ ‫الشتات والفرقة الفيلية لتوظيفها‬ ‫الهداف كثرية سنذكرها يف مقاالت‬ ‫اخرى مخصصة لهذا املوضوع ‪ ,‬مام‬ ‫أفرز تداعيات كبرية وخطرية عىل‬ ‫امللف الفييل عىل كافة األصعدة‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫وألقى بظالله الثقيلة عىل الجمهور‬ ‫الذي اصبح تائها اليعرف مبن يثق‬ ‫وال اىل من يعطي والئه ثم صوته‬ ‫االنتخايب وهو يتلقى االحباطات‬ ‫واالنكسارات وخيبات االمل تباعا –‬ ‫كذلك هيمنة الغرور والتعايل ونزعة‬ ‫االستبداد واحتكار الرأي والقرار‬ ‫ورفض النقد والتقييم وما اىل ذلك من‬ ‫عقد وامراض نفسية غالبا مايتعرض‬ ‫لها اي قائد كان والينجو منها سوى‬ ‫القائد الحقيقي املؤمن واملخلص‬ ‫لقضيته – كذلك هناك سبب مهم‬ ‫يحول دون توحيد التنظيامت الفيلية‬ ‫ويكاد يكون مشخصا لدى الجميع‬ ‫حتى الفييل البسيط ‪ ,‬وهو الرشط‬ ‫املمهد الي حوار للتقارب او االئتالف‬ ‫بني التنظيامت الفيلية اال وهو‬ ‫منصب ( الرئيس ) لهذا التحالف‬ ‫او االئتالف وهو يشكل عقدة كبرية‬ ‫لقادة التنظيامت واالحزاب الفيلية‬ ‫الميكن تجاوزها – وهناك مثة سبب‬ ‫آخر يكاد يكون حارضا عىل طاولة اي‬ ‫حوار للتقارب الفييل وغالبا مايضع‬ ‫القيادات الفيلية امام خياران أحالهام‬ ‫مر ‪ ,‬فأما التخيل عن املذهب وأما‬ ‫التخيل عن القومية وهو تحد كبري اىل‬ ‫حد ما مبعنى ان اختيار احدهام يعني‬ ‫خسارة اآلخر ‪ ,‬وبحسابات مادية‬ ‫بحتة ليس من بينها االنتامء املذهبي‬ ‫او القومي وال االميان بقضية والنضال‬ ‫من اجلها ‪ -‬واالمر اآلخر هو التنافس‬

‫املحموم ومحاولة التنكيل والتجريح‬ ‫للمنافس يف االوساط السياسية‬ ‫والجامهريية وقد يصل اىل حد قرس‬ ‫الجمهور تحت شعار ( أن مل تكن‬ ‫معي فانت عدوي ) ‪0‬‬ ‫‪ – 2‬ضعف االنتامء والوالء عند‬ ‫الجمهور الفييل لقضيتهم واالسباب‬ ‫كثرية منها موضوعية ومنها ذاتية ‪,‬‬ ‫فالرتكيبة الشخصية لدى الفييل معقدة‬ ‫جدا نتيجة تراكامت كثرية ومريرة من‬ ‫سنوات القهر والبؤس واالضطهاد‬ ‫والغربة واملعاناة املتوالدة لعدة‬ ‫أجيال مع فقدان األمل بحياة كرمية‬ ‫آمنة يف وطن حاين واليأس واالحباط‬ ‫املرتاكم مع خذالن النارص واملنصف‬ ‫اضافة لسوء اداء القيادات السياسية‬ ‫الفيلية طيلة السنوات املاضية منذ‬ ‫‪ , 2003‬فلو اردنا ان نحيط باسباب‬ ‫هذا الوهن وتدين مستوى االنتامء‬ ‫والوالء الفييل فعلينا ان نفرد مقاال‬ ‫خاصا بذلك ‪ ,‬والنرغب يف االستغراق‬ ‫يف رسد املعاناة الفيلية هنا عىل حساب‬ ‫موضوعنا هذا وحسبنا أن نؤرش‬ ‫النتائج التي افرزتها هذه املعاناة ‪,‬‬ ‫ومنها نجد أن الفييل أكرث مغاالة عمن‬ ‫سواه يف االنتامء الحزيب او املذهبي‬ ‫عىل حساب قضيته املصريية ‪ ..‬ومن‬ ‫املؤرشات الخطرية التي ظهرت مؤخرا‬ ‫بدعة ( االستعراب او االستسياد ) لدى‬ ‫بعض االفراد واملجموعات العشائرية‬ ‫الفيلية والتنصل عن قوميته األصيلة‬

‫ليصبح محط سخرية وتندر والنظرة‬ ‫الدونية واالستضعاف ألن األخوة‬ ‫العرب بطبيعتهم يعتزون بنسبهم‬ ‫وكام سمعنا من آبائنا واجدادنا عنهم‬ ‫( العرب ‪ ,‬حفاظة نسب ) وينظرون‬ ‫ملن يتنصل عن اصله نظرة اللقيط‬ ‫كام يقول مثلهم الشهري ( اليل ينكر‬ ‫أصله – نغل ) وال اقصد هنا مايدعى‬ ‫( ذباب الجرش أو الوداي ) ( مع‬ ‫تحفظنا الشديد طبعا ) فقد يكون‬ ‫هناك تربير أو تفهم لهذا االمر نتيجة‬ ‫الوسط العشائري العريب الذي يعيش‬ ‫فيه الفييل يف مدن الوسط والجنوب‬ ‫والذي يحتاج فيه اىل مظلة عشائرية‬ ‫منيعة يحتمي بها من عدوانية‬ ‫وهمجية الرعاع والسيئني من هذا‬ ‫الوسط مقابل انعدام او ضعف سلطة‬ ‫القانون يف حامية املواطن الحرضي‬ ‫واملديني عموما فضال عن ابناء‬ ‫املكونات واألقليات ‪ -‬وضعف الصالت‬ ‫العشائرية لديه ومن املالحظ أن هذه‬ ‫البدعة ( االستعراب او االستسياد )‬ ‫اصبحت ظاهرة تتسع وليس هناك من‬ ‫رادع – كذلك من االفرازات لسوء أدارة‬ ‫هذا امللف ‪ ,‬خسارة الصوت االنتخايب‬ ‫الفييل لصالح الصندوق االنتخايب‬ ‫الحزيب ببعديه – املذهبي والقومي‬ ‫ يف حني ان صاحب هذا الصوت‬‫نجده يف الغالب ناقام عىل العملية‬ ‫السياسية برمتها لكنه مستكني خاضع‬ ‫تحت مظلته الحزبية ‪ ,‬ويف ذات الحني‬

‫يرفع عقريته منتقدا ومطالبا النخب‬ ‫السياسية الفيلية باستعادة حقوقه‬ ‫املسلوبة واستحقاقاته الوطنية يف‬ ‫محاولة للتخلص من عقدة الشعور‬ ‫بالذنب ووخز الضمري الذي يصيبه‬ ‫جراء عدم نرصة قضيته – فالفييل‬ ‫املتحزب غالبا يتصف بالسلبية عندما‬ ‫يكون مطالبا بالوقوف مع قضيته ‪,‬‬ ‫يف حني نجده عند حاضنته الحزبية‬ ‫األخرى ( ايجابيا ‪ 0‬مبادرا و فاعال يف‬ ‫نرصة حزبه والرتويج له ) ‪– !!!!.....‬‬ ‫‪ – 3‬االمم املتحدة ‪-‬‬ ‫الميكن التعويل عىل االمم املتحدة‬ ‫يف نرصة القضية الفيلية الننا وفق‬ ‫حساباتهم املوضوعية النشكل‬ ‫خطرا يذكر والميكن ان نكون‬ ‫العبا سياسيا فاعال يف الساحة‬ ‫العراقية وكل مايعنيهم من‬ ‫امللف الفييل هو جمع االحصاآت‬ ‫والبيانات والتقارير الستكامل‬ ‫أرشيف املكونات واألقليات‬ ‫العراقية ( دميوغرافيا وتاريخيا )‬ ‫وحسب ‪ ,‬فمنذ ‪ 2003‬ولحد اآلن‬ ‫دأبت ممثلية االمم املتحدة يف العراق‬ ‫عىل استضافة الوفود والنشطاء‬ ‫الفيلية لتزويدها بتقارير واحصاآت‬ ‫تخص الفيليني دون اي تحرك رسمي‬ ‫لدى الحكومة العراقية او املنظامت‬ ‫الدولية وعليه فهذا من الخيارات‬ ‫الخارسة الكثرية التي رمبا يعول عليها‬ ‫الفيليني يف نرصة قضيتهم ‪0‬‬ ‫‪ - 4‬املرجعية الدينية ‪0‬‬ ‫لنا مقال خاص يتناول موضوع موقف‬

‫املرجعيات الدينية من جرائم االبادة‬ ‫الجامعية بحق الكورد الفيليني ‪..‬‬ ‫‪ - 5‬طريف االنتامء الفييل – الكورد‬ ‫والشيعة –‬ ‫وهنا نقصد القيادات السياسية –‬ ‫فالفييل يف نظر القادة الشيعة كوردي‬ ‫االنتامء الميكن الوثوق به امام رصاع‬ ‫شيعي كوردي مهام ادعى غري ذلك‬ ‫‪ ,‬كام هو الحال يف نظر الساسة‬ ‫الكورد فهو شيعي الوالء والميكن‬ ‫االعتامد عىل انتامئه القومي النه‬ ‫راسخ العقيدة املذهبية – ويف كال‬ ‫الحالني فأن هذا التقييم مجحف‬ ‫بحق الفييل ‪ ,‬فلو نظرنا من نافذة‬

‫نفس التجار و ‪ -‬الحاملني والعتالني‪!..‬‬ ‫لدعم املرجعيات يف النجف ويقف‬ ‫يف مقدمة املدافعني عنها امام‬ ‫الحكومات الجائرة ومن هذه‬ ‫االموال كان يقيم الشعائر الثورية‬ ‫وطاملا كان الكوردي الفييل يف طليعة‬ ‫التنظيامت السياسية الدينية ومن‬ ‫أوائل املضحني لها كام هو حارضا‬ ‫يف الحركات والتنظيامت العلامنية‬ ‫واليسارية ‪ ,‬مبعنى آخر أنه كوردي‬ ‫واضح مع الشيعة وشيعي واضح‬ ‫مع الكورد غري مخاتل والمحايب‬ ‫وال مداهن او مرايئ ‪ ,‬لكن املشكلة‬ ‫تكمن يف أن الكورد يريدون من‬

‫الفيلي يف نظر القادة الشيعة كوردي االنتماء اليمكن الوثوق به‬ ‫امام صراع شيعي كوردي مهما ادعى غري ذلك ‪ ,‬كما هو الحال‬ ‫يف نظر الساسة الكورد فهو شيعي الوالء واليمكن االعتماد على‬ ‫انتمائه القومي النه راسخ العقيدة املذهبية ‪...‬‬

‫واحدة من النوافذ الكثرية للمواقف‬ ‫الفيلية وبانصاف سنجد أن الفييل‬ ‫بالوقت الذي يكون فيه عىل رىب جبال‬ ‫كردستان يقاتل مع ( العصاة ‪) !....‬‬ ‫ويجمع االموال من التجار والحاملني‬ ‫‪ !..‬لتمويل حركة التحرر يف كوردستان‬ ‫والكثري من قيادات املغفور له عراب‬ ‫الحركة التحررية يف كوردستان املال‬ ‫مصطفى البارزاين كانوا فيليني ‪ ,‬نجده‬ ‫يف ذات الوقت يجمع االموال من‬

‫الفييل ان يكون كورديا فقط متجردا‬ ‫منسلخا من والئه املذهبي ‪ ,‬والشيعة‬ ‫يريدونه شيعيا فقط متجردا متنصال‬ ‫عن انتامئه القومي ‪ !!! ...‬ولسبب‬ ‫واحد الغري هو ضامن صوته االنتخايب‬ ‫خالصا شيعيا كان ام كورديا ‪ ,‬دون‬ ‫النظر بعني االنصاف للسفر الطويل‬ ‫من التاريخ النضايل والتضحيات‬ ‫التي قدمها الفييل لكال الطرفني‬ ‫الشيعي والكوردي ‪ , ..‬وهناك ايضا‬

‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪36‬‬ ‫اسباب اخرى مهمة قد تكون عائقا‬ ‫لكال الطرفني يف دعم وتبني امللف‬ ‫الفييل تقف يف مقدمتها – مشكلة‬ ‫املادة ‪ 140‬الدستورية وحدود‬ ‫االقليم والدعوة ألستقالله ومشاكل‬ ‫النفط والرثوات الطبيعية ومشكلة‬ ‫كركوك وعائدات املنافذ الحدودية‬ ‫وجملة من املواقف املتقاطعة بني‬ ‫االقليم واملركز من االحداث الداخلية‬

‫وجمع التقارير واملعلومات وما‬ ‫اىل ذلك ‪ ,‬واليعنيها من االمر سوى‬ ‫ماتحصل عليه من املنح املالية لتنفيذ‬ ‫هذه الربامج وليس هناك اعرتاض او‬ ‫تحفظ تجاه هذا االمر ‪ 0‬فهي تاخذ‬ ‫مثن ماتقدمه من عمل أصويل مرشوع‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ - 7‬العشائر الفيلية –‬ ‫التي تشكلت بعد عام ‪ 2003‬عىل‬

‫اليزال الكوردي الفيلي عند مراجعته الستعادة جنسيته العراقية‬ ‫املسقطة عمه ظلما عليه ان يثبت عراقيته أوال وتحت آليات‬ ‫تعجيزية وعليه أن يراجع شعبة شؤون األجانب ‪ ,‬رقم وجود قانون‬ ‫رقم ‪ 26‬لسنة ‪ 2006‬وتعديالته ( مقارنة بالوافدين واملقيمني‬ ‫العرب واالجانب الذين يتم منحهم الجنسية وفق القانون دون اي‬ ‫مشكلة تذكر ) ‪...‬‬

‫واالقليمية والدولية – ليس لها مكان‬ ‫يف هذا املقال ‪0‬‬ ‫‪ - 6‬منظامت املجتمع املدين ‪-‬‬ ‫ومنظامت حقوق االنسان او حقوق‬ ‫االقليات واملكونات العاملة عىل‬ ‫الساحة العراقية ‪ -‬االممية منها او‬ ‫التطوعية – التستطيع أن تكون فاعلة‬ ‫ومؤثرة ملعالجة املشاكل الفيلية كام‬ ‫تسوق نفسها اوكام يتصور البعض‬ ‫من الناشطني ويعلق عليها اآلمال‬ ‫العريضة فهي ادوات تنفيذ برامج‬ ‫الجهات الداعمة يف عقد املؤمترات‬ ‫وورش العمل وتنفيذ االستبيانات‬

‫انقاض العشائر القدمية ومببادرات‬ ‫نخبوية فرضتها الحاجة وتحديات‬ ‫املرحلة الفوضوية ورغم السعي‬ ‫الغيور والعمل الجدي واملضني‬ ‫لشيوخها االجالء ووجهائها الفضالء –‬ ‫اال انها الزالت دون مستوى الطموح‬ ‫من تحقيق الحصانة للفرد الفييل يف‬ ‫وسط عشائري عدواين ‪ ,‬تحتاج اىل‬ ‫االلتفاف الجامهريي والدعم السيايس‬ ‫والسلطوي اسوة بالعشائر العربية‬ ‫لتكون منيعة ومهابة ونطمح الن‬ ‫تكون حواضن اجتامعية حصينة‬ ‫لحامية جمهورها ضد االعتداآت‬

‫واملشاكل وانتزاع حقوقهم دون‬ ‫مجاملة ومحاباة من اطراف النزاع‬ ‫االخرى ‪0‬‬ ‫‪ - 8‬جميع القيادات واالحزاب‬ ‫السياسية الوطنية ‪-‬‬ ‫يتعاطون مع الفييل بتعاطف لكنهم‬ ‫يتعاملون معه صوتا انتخابيا مجردا‬ ‫يجب استثامره واحيانا استغالله‬ ‫وهذا امرا مرشوعا بعرفهم السيايس‬ ‫واليالمون عىل ذلك ‪ ,‬ومن‬ ‫يتحمل املسؤولية يف ذلك هو‬ ‫الفييل فقط واليوجد اي مربر‬ ‫اخالقي يوجب عليه التفريط‬ ‫بصوته االنتخايب الثمني لصالح‬ ‫جهة سياسية غري فيلية يف‬ ‫وقت يكون فيه هو نفسه‬ ‫احوج الناس لهذا الصوت ‪0‬‬ ‫‪ - 9‬مقعد الكوتا الفيلية‬ ‫الربملاين ‪-‬‬ ‫غري محصن قانونيا حاله حال بقية‬ ‫مقاعد االقليات واملكونات االخرى‬ ‫يف مجلس النواب ‪ ,‬مام جعله عرضة‬ ‫للرسقة وصيدا مثينا وسهال لالحزاب‬ ‫السياسية الكبرية فضال عن التفريط‬ ‫به من قبل الفيليني انفسهم بسبب‬ ‫رصاعاتهم الداخلية ‪ ,‬لذا يجب السعي‬ ‫لحاميته وتحصينه قانونيا ليكون صوتا‬ ‫فيليا خالصا مع املطالبة الجادة لزيادة‬ ‫التمثيل وفق االستحقاقات الدستورية‬ ‫– ولنا مقال خاص بهذا املوضوع ‪0‬‬ ‫‪ - 10‬ممثيل الكورد الفيليون يف‬

‫مجالس محافظتي بغداد وواسط ‪-‬‬ ‫االستاذ فؤاد عيل اكرب واالستاذ حيدر‬ ‫هشام الفييل – نجحوا مهنيا ووظيفيا‬ ‫رغم بعض الكبوات ‪ ,‬لكنهم مل يوفقوا‬ ‫سياسيا ‪ – !! ..‬لنا مقال يتناول هذا‬ ‫املوضوع سينرش قريبا ‪0‬‬ ‫‪....‬‬ ‫ختاما وأمام كل ماتقدم مل يبق لنا‬ ‫سوى البحث عن خيارات جديدة‬ ‫تأخذ بعني األعتبار معالجة كل‬ ‫االخطاء والتداعيات املذكورة باعاله‬ ‫وتؤرش مواطن الخلل بكل شجاعة‬ ‫وصدق ودون مجاملة ومداهنة‬ ‫لتصحيح املسارات يف املرحلة املقبلة‬ ‫واستبعاد املتسلقني والوصوليني‬ ‫وبهذا الصدد فاننا نوجه دعوة لكل‬ ‫الناشطني السياسيني والنخب ورؤساء‬ ‫العشائر واملعنيني بالشأن الفييل من‬ ‫املخلصني لقضيتهم املصريية ‪ ,‬السعي‬ ‫الجاد واملخلص لتوحيد الجهود‬ ‫سياسيا وجامهرييا ونضم صوتنا‬ ‫للدعوة الكرمية التي اطلقها قبل‬ ‫أيام وعرب صفحته الخاصة يف الفيس‬ ‫بوك ‪ ,‬األعالمي والناشط الفييل االخ‬ ‫العزيز صادق املواليئ برضورة تشكيل‬ ‫مرجعية سياسية للكورد الفيليني ‪,‬‬ ‫فبدون توحيد الصف واالمكانيات‬ ‫فالجميع خارس وسيستمر هذا التيه‬ ‫يف تراجع خطري ‪0‬‬ ‫شواهد للتذكري ‪...‬‬ ‫منذ مايقرب من اربعة عقود والحال‬ ‫كام ييل ‪- :‬‬ ‫الزالت أمالكنا املغتصبة وأموالنا‬

‫املصادرة ملكا للبعثيني وغريهم من‬ ‫الفاسدين – رغم وجود قانون رقم‬ ‫‪ 13‬لسنة ‪ 2010‬وقانون رقم ‪ 16‬لسنة‬ ‫‪ ( 0 2010‬مقارنة بامالك وأموال‬ ‫ورواتب مجرمي النظام البعثي التي‬ ‫أعيدت اليهم )‬ ‫الزالت رفاة اكرث من إثنني وعرشين‬ ‫الف شهيد من شبابنا املغيبني قرسا‬ ‫مجهولة ومل نعرث لهم عىل رفاة او‬ ‫شاهدة قرب ‪ 0‬رغم وجود قانون‬ ‫رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 2015‬وقانون رقم‬ ‫‪ 2‬لسنة ‪ (0 2016‬مقارنة بشهداء‬ ‫املقابر الجامعية من ثوار االنتفاضة‬ ‫الشعبانبة وشهداء سبايكر وغريهم‬ ‫من شهداء العراق ) ‪0‬‬ ‫‪ 3‬اليزال الكوردي الفييل عند‬‫مراجعته الستعادة جنسيته العراقية‬ ‫املسقطة عمه ظلام عليه ان يثبت‬ ‫عراقيته أوال وتحت آليات تعجيزية‬ ‫وعليه أن يراجع شعبة شؤون األجانب‬ ‫‪ ,‬رقم وجود قانون رقم ‪ 26‬لسنة‬ ‫‪ 2006‬وتعديالته ‪ (0‬مقارنة بالوافدين‬ ‫واملقيمني العرب واالجانب الذين يتم‬ ‫منحهم الجنسية وفق القانون دون‬ ‫اي مشكلة تذكر ) ‪0‬‬ ‫الزالت مدننا املنكوبة مدمرة‬ ‫ومهجورة منذ اربعني عاما مثل‬ ‫زرباطية وورمزيار ومنديل وقره لوس‬ ‫وغريها ‪ ,‬واملدن الكبرية عرضة للتغيري‬ ‫الدميوغرايف مثل بدرة وخانقني وغريها‪,‬‬ ‫بالرغم من تعهد الحكومة العراقية‬ ‫بازالة كافة اآلثار التي خلفتها جرمية‬ ‫االبادة الجامعية بحقنا وذلك بقرارها‬

‫‪ 426‬لسنة ‪ (0 2010‬مقارنة بحملة‬ ‫االعامر للمدن التي دمرها االرهاب‬ ‫مؤخرا والتي ميولها العراق وجامعة‬ ‫الدول العربية واالمم املتحدة‬ ‫واملنظامت الدولية ) ‪0‬‬ ‫الزال الغالبية من مهجرينا مل يحصلوا‬ ‫عىل كامل حقوقهم وفق القانون رقم‬ ‫‪ 21‬لسنة ‪0 2010‬والزال الكثري منهم‬ ‫يرزحون تحت وطاة الغربة والقهر‬ ‫والفاقة يف مخيامت اللجوء يف جهرم‬ ‫وازنا وغريها وبدون الحصول حتى‬ ‫عىل هوية انتامء اىل وطنهم العراق‬ ‫او بلد اللجوء يف جمهورية إيران فضال‬ ‫عن مئات اآلالف منهم يف مهاجر‬ ‫ومنايف اوربا وامريكا واسرتاليا وغريها‬ ‫‪ ( 0‬مقارنة بحمالت أعادة توطني‬ ‫ورعاية النازحني جراء العمليات‬ ‫الحربية وقتال داعش والتي ايضا‬ ‫ترعاها الحكومة واملرجعية الدينية‬ ‫وبعض دول الجوار والدول العربية‬ ‫واملنظامت الدولية )‬ ‫رغم صدور قانون رقم ‪ 35‬لسنة‬ ‫‪ 2013‬وتعديالته وقانون رقم ‪24‬‬ ‫لسنة ‪ 2005‬وتعديالته اال أن معتقلينا‬ ‫وسجنائنا الزالوا يتعرضون لشتى‬ ‫انواع اإلذالل واإلهانة واالبتزاز عند‬ ‫محاولتهم استجداء ‪ ! ..‬تعويضاتهم‬ ‫من مؤسسة السجناء ولجان الفصل‬ ‫السيايس ‪ ( 0‬مقارنة بنازحي رفحاء‬ ‫وارطاوية ) ‪0‬‬ ‫‪00000‬‬ ‫وللحديث بقية ‪....‬‬ ‫‪.......‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫فيلي‬

‫‪38‬‬

‫المجتمع‬ ‫بانتظار قرار‬ ‫الفيليين‬ ‫علي حسين فيلي‬

‫من غري املعلوم و بشكل دقيق‬ ‫كم عدد امللفات الخاصة‬ ‫بالكورد الفيليني يف مؤسسات الدولة‬ ‫كهيئة نزاعات امللكية ومديرية‬ ‫الجنسية ومؤسسة الشهداء والسجناء‬ ‫السياسيني؟ وكم منها متت متشيتها‬ ‫وكم منها يف االنتظار؟ هنالك العديد‬ ‫من القضايا التي مل تقدم اىل الجهات‬ ‫املعنية لحد االن عىل الرغم من انها‬ ‫تحتاج اىل كثري من الشهور والسنوات‬ ‫لحسمها!‬ ‫وبلحاظ مايض تهجري الفيليني وحارض‬ ‫عودتهم‪ ،‬من الصعوبة مبكان عىل‬ ‫وزارة الهجرة واملهجرين ان متتلك‬ ‫مثل هذه االحصائية! يُحتمل ان يعلم‬

‫الجميع ان الجرائم ضدهم اقرتفت‬ ‫عالنية‪ ،‬ولكن قليلني يعرفون اليات‬ ‫اعادة الحقوق ليس مضمونا من دون‬ ‫املتابعة‪ ،‬حتى لو كانت عرب القوانني‬ ‫والقرارات‪.‬‬ ‫وبشكل عام عندما قام البعث بتنفيذ‬ ‫الجرائم ضد الفيليني‪ ،‬فان ظلم تلك‬ ‫املرحلة ليس بحاجة اىل قرائن‪ ،‬ولكن‬ ‫ليست هناك محكمة يف املرحلة‬ ‫الحالية تقبل اصدار قرارات من دون‬ ‫دالئل‪ .‬وليست هناك حكومة تقوم‬ ‫بتعويض املترضرين من دون دالئل‪.‬‬ ‫والقوانني والقرارات تصدر من اجل‬ ‫حامية الحقوق وان يكون لنا حق‬ ‫الدفاع‪ .‬ومن ثم يجب االستناد عىل‬

‫الدالئل واملعلومات الرصينة يف‬ ‫تصنيف الجرائم واالرضار البرشية‬ ‫واالقتصادية واالجتامعية لهذه‬ ‫القضية‪ ،‬يف اي حديث او بحث‪ ،‬يف‬ ‫الشكاوى وتقديم اي راي او اقرتاح او‬ ‫مطلب للحارض واملستقبل‪ ،‬من اجل‬ ‫املتابعة والحصول عىل اي حق‪.‬‬ ‫هناك تعريف بسيط يف الشارع‬ ‫العراقي لقضية الكورد الفيليني يقول‪:‬‬ ‫اذا مل ُ‬ ‫نخط نحن فلن يعينونا‪ ،‬دعونا ال‬ ‫نخون انفسنا والذين يساندوننا‪ ،‬من‬ ‫زاوية اخرى‪ ،‬صحيح أ ّال احد يريد ان‬ ‫يقع عليه الظلم ولكن طاملا استمرت‬ ‫اسباب الظلم فانه سيستمر‪.‬‬ ‫اليوم وغدا‪ ،‬الشخص الوحيد الذي‬

‫يتوجب علينا مساعدته ونجدته هو‬ ‫انفسنا والطريق الصحيح هو أ ّال‬ ‫نبقى يف دائرة العجز الن العدالة يف‬ ‫هذا العامل تكون دامئا بهذه الصورة‬ ‫التي يقف فيها ضد الظامل او حتى‬ ‫ضد املظلوم الفاقد لإلرادة!‪.‬‬ ‫منذ وقت طويل‪ ،‬ينتظر املجتمع‬ ‫العراقي قرار الكورد الفيليني‬ ‫بأنفسهم‪ ،‬مثل كل الذين ميلكون‬ ‫قوة الصمود والتصدي يف نفوسهم‬ ‫يختارون طريق زيادة تقوية الذات‬ ‫وزيادة يف الوعي او يرتضون بالوضع‬ ‫الذي يكون بعيدا عن الثقة والسعي‬ ‫والنشاط الجريء وهو الوضع الذي‬ ‫نعيشه حاليا‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪40‬‬

‫اتذكر قصص تراجيدية عن احراق بوابات البساتني قطع اشجار‬ ‫الحمضيات يف منديل سكب البانزين يف لبة النخلة رسقة‬ ‫الحاصل املكدس يف املوسم ‪.‬‬ ‫اما ان تحرق الحنطة والشعري فيعترب محظ كفر حتى ان قيل القردة‬ ‫كانت برشآ استعملوا الخبز مبثابة ورق تنظيف فصريهم الله قردة‬ ‫ويف التلمود و االنجيل تفاصيل عن كيفية الترصف بالحاصل وكون‬ ‫الذي للاملك هو فقط التي يف السنابل اما التي تتساقط فأنها للفقراء‬ ‫واملساكني ‪.‬‬ ‫ان الفعلة التي اقدم عليها املجرمون فأنها وفقآ للرشع الساموي‬ ‫تعترب ام الكبائر وال تدلل عىل بطولة وامنا عن انتهاء وسائل االيذاء‬ ‫ملواطنني عادين رمبا تعلموها من الطيارات الورقية املحملة بقليل من‬ ‫الوقود املطلقة عىل مزارع فلسطني املحتلة هذه املرة عصيت عليهم‬ ‫حقول كردستان ايضآ سوى بعض حقول كركوك و كرميان وسقط من‬ ‫ايديهم حتى حني ارادوا ان يسقطوا بيض التامسيح يف سدي دوكان‬ ‫ودربندخان وريثام تحلل الدوائر العلمية هذه النفسيات املنطلقة‬ ‫من عقلية عيل كيمياوي يف وأد ‪ 182‬الف كردي و هم احياء انها‬ ‫القساوة التي ال حدود لها واال فام الذي يفيد الفاسدين‬ ‫ولو كان لهم مجلس افتاء ان يغري دينه واال فأن احد اباء املسلمني‬ ‫يقول ( والله لو سحلت عىل الشوك والصبري عىل ان اسلب حبة قمح‬ ‫من منلة ملا فعلت ) ‪.‬‬ ‫ونحن يف كردستان وبالذات املدن التي تخرتقها االنهار نزرع يوم‬ ‫نوروز يف اواين عن كل فرد من العائلة ماعون ( طاسة ) حنطة عن‬ ‫الولد وشعري عن البنت كصدقة نطلقها يف اليوم االول من لالسبوع‬ ‫الثالث لنوروز يك تصبح طعامآ للطيور واالسامك او رمبا تخرض يف‬ ‫السواقي ليستفاد منها املحتاجني او تأكلها الحيوانات بال شك ان‬ ‫املسلمني لديهم فقهاء اقروا هذه الصدقة واال فأن الحاصل االيت‬ ‫هذه السنة من الغيث االهي الوفري فلن يفقروا الحكومة عىل االقل‬ ‫استفادت من تأخر موسم الصيف بعد ان قلت مصاريفها وتقول كام‬ ‫قالت زينب لطاغية كد كيدك وناصب جهدك واسعى سعيك فوالله‬ ‫لن تبلغ امدنا !!!!!‬ ‫فالذين يفعلون التخريب هذه املرة جاءت طعنتهم يف ذات القيم‬ ‫الساموية بكافة صورها فلن يضريوا شعبنا الذي قررت االقدار التي‬ ‫ارسلت لهم املطر مدرارآ لقادرة عىل ان ترسل التعويض لالرامل‬ ‫وااليتام كام قال الحطيئة‬ ‫ماذا تقول الفراخ بذي مرخ زغب الحواصول ال ماء وال شجر‬

‫حرق حقول القمح ملاذا؟‬ ‫صالح مندالوي‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪42‬‬

‫تقرير روسي‬ ‫يرسم سيناريو الحرب االمريكية‪-‬االيرانية وكيفية رد طهران‬

‫فيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬ ‫نرشت صحيفة «غازيتا» الروسية‬ ‫تقريرا تحدثت فيه عن تنامي‬ ‫حدة الرصاع بني واشنطن وطهران‪ ،‬رغم‬ ‫تأكيد كليهام عن عدم الرغبة يف خوض‬ ‫حرب ضد الطرف الثاين‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة يف تقريرها إن‬ ‫إحدى السفن التابعة للقوات البحرية‬ ‫األمريكية‪ ،‬املتواجدة قبالة السواحل‬ ‫اإليرانية تعرضت مؤخرا إىل هجوم من‬ ‫قبل غواصة إيرانية‪ ،‬أو مركبة جوية من‬ ‫دون طيار‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬زعم القادة اإليرانيون بعد‬ ‫ساعات قليلة من الحادث أن األمر مل‬ ‫يكن هجوما متعمدا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يخفي‬ ‫قادة البحرية اإليرانية صورة حقيقية‬ ‫لألحداث عن املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫وأضافت الصحيفة أنه ردا عىل ترصفات‬ ‫إيران بدأت القوات املسلحة األمريكية‬ ‫يف القيام بردة فعل‪ ،‬وشن السالح‬ ‫الجوي والبحري يف املقام األول رضبات‬ ‫عىل مواقع إطالق الصواريخ اإليرانية‬ ‫املنترشة عىل طول الساحل الجنويب‬ ‫اإليراين‪.‬‬ ‫ويتمثل الهدف الرئييس من هذه‬ ‫الرضبات الصاروخية والجوية يف منع‬ ‫قيام طهران بأعامل انتقامية محتملة‬ ‫ضد القوات األمريكية‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن الرصاع املسلح بني‬ ‫الواليات املتحدة وحلفائها من جهة‬ ‫وإيران وحلفائها من جهة أخرى‪ ،‬ال يزال‬ ‫يعترب محتمال‪ ،‬ال سيام يف ظل احتدام‬ ‫التوتر بني واشنطن وطهران‪.‬‬ ‫وذكرت الصحيفة أن الواليات املتحدة‬

‫ستشكل مواقع‬ ‫إطالق منظومات‬ ‫الصواريخ المضادة‬ ‫للطائرات وأنظمة‬ ‫الدفاع الجوي‬ ‫اإليرانية خطرا كبيرا‬ ‫على طياري القوات‬ ‫الجوية األمريكية‪.‬‬

‫بصدد إرسال املزيد من القوات‬ ‫واألسلحة واملعدات العسكرية إىل‬ ‫املنطقة‪ ،‬كام رشع أعضاء يف البنتاغون‪،‬‬ ‫إىل جانب كبار مسؤويل االستخبارات‬ ‫األمريكية‪ ،‬يف البحث عن كثب عن‬ ‫النتائج املرتتبة عن الصدام املسلح‪.‬‬ ‫ومن املرجح أن تؤدي قدرات إيران‬ ‫إىل تقويض قدرات الخليج العريب يف‬ ‫الوصول إىل السفن الحربية البحرية‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وستشكل مواقع إطالق منظومات‬ ‫الصواريخ املضادة للطائرات وأنظمة‬ ‫الدفاع الجوي اإليرانية خطرا كبريا عىل‬ ‫طياري القوات الجوية األمريكية‪.‬‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬ستهدد ترسانة الصواريخ‬ ‫الباليستية اإليرانية املنشآت العسكرية‬ ‫األمريكية يف كامل منطقة القيادة‬ ‫املركزية للقوات املسلحة األمريكية‪.‬‬ ‫وبينت الصحيفة أن إيران أنشأت يف‬ ‫اآلونة األخرية مجموعة واسعة من‬ ‫الصواريخ‪ ،‬انطالقا من صاروخ شهاب‬ ‫الباليستي‪ ،‬الذي يصل مداه إىل ‪300‬‬

‫كيلومرتا‪ ،‬وصوال إىل صواريخ سومار من‬ ‫طراز كروز‪ ،‬الذي يصل مداه إىل ‪2500‬‬ ‫كيلومرت‪ ،‬والذي ميكن أن يرضب أهدافا‬ ‫متواجدة يف الخليج العريب وإرسائيل‬ ‫ومرص وأفغانستان ومناطق أخرى يف‬ ‫جنوب ورشق أوروبا‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل أنه ال أحد يف‬ ‫الواليات املتحدة يف الوقت الحايل يؤيد‬ ‫وجود احتالل واسع النطاق‪ ،‬شبيه بذلك‬ ‫الذي عاىن منه العراق سنة ‪.2003‬‬ ‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬يحذر العديد من‬ ‫الخرباء من توهم أن الغزو العسكري‬ ‫الشامل بقيادة الواليات املتحدة‬ ‫سيجرب اإليرانيني عىل اإلطاحة بنظامهم‬ ‫وتحويل إيران إىل حليف أمرييك‪.‬‬ ‫وبينت الصحيفة أن نقاط العبور‬ ‫الرئيسية عىل غرار قناة السويس‬ ‫ومضيق هرمز‪ ،‬ميكن أن تشهد هجامت‬ ‫إرهابية ينفذها انتحاريون‪ ،‬كام ستكتظ‬ ‫مياه املحيط الهندي القريبة من اليمن‬ ‫باأللغام البحرية‪ ،‬األمر الذي سيجعل‬ ‫التنقل البحري يف هذه املنطقة مبثابة‬ ‫عملية انتحارية‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬سيبث قادة الواليات املتحدة‬ ‫وإيران خطابهم الحريب عرب جميع‬ ‫وسائل اإلعالم املتاحة لهم‪ .‬عالوة عىل‬ ‫ذلك‪ ،‬ستعمل الواليات املتحدة عىل‬ ‫احتالل بعض املواقع من أجل القتال‬ ‫فيها أو االنتقال إىل قواعد محصنة يف‬ ‫الدول الحليفة لها وتنفيذ هجامت‬ ‫إلكرتونية‪.‬‬ ‫وأفادت الصحيفة أنه بدال من املواجهة‬ ‫املبارشة مع البحرية األمريكية‪،‬‬

‫ستستخدم طهران رسبا كامال من‬ ‫القوارب الصغرية واملركبات الجوية‬ ‫دون طيار واأللغام البحرية ملواجهة‬ ‫األسطول األمرييك‪ ،‬خاصة يف أماكن مثل‬ ‫مضيق هرمز‪ ،‬املمر الرئييس الذي يربط‬ ‫الخليج العريب بخليج عامن‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تعد غواصة «فاتح‬ ‫الخارقة» التي تم تصنيعها يف إيران‬ ‫واحدة من التهديدات التي تواجه‬ ‫البحرية األمريكية‪.‬‬ ‫إىل جانب ذلك‪ ،‬متتلك إيران غواصات‬ ‫صغرية قادرة عىل العمل تحت املاء‪،‬‬ ‫حيث سيكون من الصعب اكتشافها‬ ‫باستخدام السونار‪.‬‬ ‫وأوردت الصحيفة أنه يف حال تسببت‬ ‫البحرية اإليرانية يف إلحاق رضر ضئيل‬ ‫بالبحرية األمريكية‪ ،‬فسيكون ذلك‬ ‫مبثابة انتصار عىل الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫وذلك بحسب ما توصل إليه خرباء‪.‬‬ ‫وأثناء مواجهتها مع طهران ستستخدم‬ ‫الواليات املتحدة أنظمة األسلحة‬ ‫التابعة للبحرية األمريكية‪ ،‬عىل غرار‪،‬‬ ‫«آر أي إم‪ 116‬صاروخ ذو هيكل دوار»‪،‬‬ ‫وصواريخ من طراز «ستاندارد ميسايل»‬ ‫و»يس سبارو»‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬أرسلت الواليات املتحدة‪ ،‬أثناء‬ ‫غزو العراق يف عام ‪ ،2003‬أسطوال كامال‬ ‫من سفن البحرية األمريكية إىل الخليج‬ ‫واملياه املجاورة‪.‬‬ ‫وعىل عكس الحرب ضد العراق‪ ،‬ميكن‬ ‫أن توجه الواليات املتحدة رضبات‬ ‫باتجاه طهران‪ ،‬انطالقا من مياه بحر‬ ‫العرب‪.‬‬

‫وأشارت الصحيفة إىل أن القوات الربية‬ ‫األمريكية ستلعب دورا حيويا يف أي‬ ‫رصاع يف املنطقة‪ ،‬دون أن تخطط بشكل‬ ‫مبارش لغزو إيران‪.‬‬ ‫كام أن إمكانية تواجد ناقلة الجنود‬ ‫املدرعة «سرتايكر» و»أم‪ 1‬أبرامز»‪،‬‬ ‫وسيارة «هامفي» يف الصحراء اإليرانية‪،‬‬ ‫تعد أمرا شبه مستحيل‪.‬‬ ‫وعىل صعيد آخر‪ ،‬يجب عىل الواليات‬ ‫املتحدة حامية منشآتها فضال عن‬ ‫املنشآت التابعة لحلفائها من الصواريخ‬ ‫اإليرانية ومن الجامعات املوالية لها‬ ‫التي ستهاجم قواعد أعدائها يف سوريا‬ ‫والعراق والسعودية والكويت‪.‬‬ ‫وأكدت الصحيفة أن أي حملة جوية‬ ‫تشنها الواليات املتحدة ضد طهران‬ ‫ستختلف عن العمليات السابقة لسالح‬ ‫الجوي األمرييك‪ ،‬وذلك نظرا ألن الدفاع‬

‫من أجل قصف إيران‪،‬‬ ‫تحتاج الواليات المتحدة‬ ‫إلى استخدام طائرات غير‬ ‫مرئية تمكنها من تجاوز‬ ‫أنظمة الدفاع الجوي‬ ‫الروسية من طراز «إس‬ ‫‪ »300‬ومنظومة «باور ‪373‬‬ ‫الصاروخية»‬

‫الجوي اإليراين يعد أكرث حداثة من‬ ‫أجهزة دفاع خصوم الواليات املتحدة‬ ‫السابقني‪.‬‬ ‫ولرضب أنظمة الصواريخ املضادة‬ ‫للطائرات والرادار اإليراين‪ ،‬يتعني‬ ‫عىل الواليات املتحدة إما تدمريها أو‬ ‫تعطيلها خالل نشوب حرب إلكرتونية‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬من أجل قصف إيران‪،‬‬ ‫تحتاج الواليات املتحدة إىل استخدام‬ ‫طائرات غري مرئية متكنها من تجاوز‬ ‫أنظمة الدفاع الجوي الروسية من‬ ‫طراز «إس ‪ »300‬ومنظومة «باور ‪373‬‬ ‫الصاروخية»‪.‬‬ ‫وأوضحت الصحيفة أنه خالل الحرب‬ ‫االفرتاضية ضد طهران‪ ،‬ستعتمد القوات‬ ‫الجوية األمريكية عىل مقاتالت من‬ ‫طراز «نورثروب غرومان يب ‪ 2‬سبريت»‬ ‫فضال عن القاذفات االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫ومن أجل إخضاع إيران‪ ،‬ستضطر‬ ‫الواليات املتحدة إىل اجراء عملية جوية‬ ‫واسعة النطاق تستخدم خاللها قواتها‬ ‫الجوية والبحرية يف آن واحد‪.‬‬ ‫ويف الختام‪ ،‬نوهت الصحيفة بأنه من‬ ‫املرجح أن يشن سالح الجو األمرييك‬ ‫حملة جوية تشبه «العاصفة يف‬ ‫الصحراء» ضد طهران‪.‬‬ ‫ويف هذا الصدد‪ ،‬ويف ظل حدوث هذا‬ ‫السيناريو يعتقد خرباء إيرانيون أن‬ ‫جميع اإليرانيني مبا يف ذلك املعارضة‪،‬‬ ‫سيقدّ مون الدعم لقادتهم يف الحرب‬ ‫ضد العدو الخارجي‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايـــا‬

‫‪46‬‬ ‫خطط صدام حسني الستخدام هذا السالح يف‬ ‫الحرب مع إيران ومن أجل احتالل الكويت‪.‬‬ ‫وكان العراق بفضل هذا السالح سيصبح قوة فضائية‬ ‫عظمى‪.‬‬ ‫مرشوع مدفع بابل أحد أقوى وأفضل األسلحة العراقية‬ ‫املحلية الصنع يف التاريخ‪ ،‬وأقوى مدفع يف تاريخ‬ ‫البرشية‪.‬‬ ‫بداية املرشوع‪:‬‬ ‫كانت حكومة البعث يف العراق تحت قيادة الرئيس‬ ‫العراقي األسبق صدام حسني تهتم بتقوية الجيش‬ ‫العراقي بأقوى الوسائل املمكنة للحامية وتقوية‬ ‫الدوافع املعنوية ل(الجيش األقوى) عربيا وإقليميا‬ ‫آنذاك‪ ،‬بدء العمل مبرشوع هذ املدفع عام ‪1979‬‬ ‫وانتهى تطوير املدفع عام ‪ 1990‬وكان اسم املرشوع‬ ‫الرسي يب يس‪ .-2‬يف بداية الحرب مع إيران عام ‪1980‬‬ ‫قامت القيادة العراقية بالتعاقد مع خبري املدفعيات‬ ‫العاملي غريالد بول‪ ،‬هذا العامل قد قىض جزء كبري من‬ ‫حياته يحاول إنتاج مدفع خارق أكرب وأقوى من أي‬ ‫مدفع عرفته البرشية مدفع له قدرة عىل إطالق قذائف‬ ‫مبدى يصل إىل مئات الكيلومرتات مدفع له القدرة عىل‬ ‫إطالق قذائف لها القدرة حتى عىل الوصول إىل الفضاء‬ ‫الخارجي وقد استطاع هذا العامل مع عدد من كبار‬ ‫علامء العراق من إنتاج أقوى مدفع عرفه التاريخ هو‬ ‫املدفع العراقي «بابل»‪.‬‬ ‫وكان يخطط إلنشاء مدفع ضخم عيار ‪ 1000‬ملم‬ ‫وشحنة تبلغ ‪ 9‬طن واستخدامه إلطالق قذائف‬ ‫صاروخية‪ .‬وكانت املرحلة األوىل من املرشوع إنتاج‬ ‫مدفع عيار ‪ ،350‬واختربت بنجاح‪.‬‬ ‫أنواعه‪:‬‬ ‫هناك نوعان من املدفع وهام‪ :‬بابل الصغري وبابل‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫بابل الصغري‪ :‬هو أول مدفع تم اخرتاعه من نوعية‬ ‫«بابل» قد تم بناء املدفع يف تالل حمرين العراقية التي‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني علي‬ ‫تبعد مسافة ‪ 145‬كيلومرتا عن بغداد وكان املدفع بابل‬ ‫الصغري طول ماسورته تصل إىل ‪ 45‬مرتا واملدفع من‬ ‫عيار ‪ 350‬ملم ووزن املدفع يصل إىل ‪ 102‬طنا وعند‬ ‫تجربة املدفع قد وصل املدى باملدفع إىل ‪ 750‬كيلومرتا‪.‬‬ ‫بابل الكبري‪ :‬كان املدفع بابل الكبري مدفع جبار مبعنى‬ ‫الكلمة حيث كان طول ماسورة املدفع ‪ 156‬مرتا مكونة‬ ‫من عدة أجزاء‪ ،‬متكونة من أربعة أسطوانات تزن‬ ‫كل واحدة منها ‪ 220‬طنا وأيضاً من أسطوانة خامسة‬ ‫طولها ‪ 26‬مرتا تزن ‪ 1510‬طنا وأيضاً أسطوانة يف مؤخرة‬ ‫املاسورة وزنها ‪ 165‬طنا وكانت قوة ارتداد املدفع تصل‬ ‫تقريباً إىل ‪ 27‬ألف طن أي ما يعادل قوة انفجار قنبلة‬ ‫نووية وكانت الحشوة الدافعة الخاصة التي وزنها ‪9‬‬ ‫طن تقريباً لها القدرة عىل إطالق قذيفة يصل وزنها إىل‬ ‫‪ 600‬كيلوغرام تحمل ‪ 200‬كيلوغرام من املتفجرات إىل‬ ‫مسافة تصل إىل ‪ 1000‬كيلومرت أما باستخدام قذائف‬ ‫صاروخية يصل املدى إىل ‪ 2000‬كيلومرت‪.‬‬ ‫مل يكتمل انشاء املدفع عىل الرغم من تعاقد العراق‬ ‫مع عدد من دول أوروبا لصناعة بعض األجزاء و تجهيز‬ ‫بعض أجزاء املدفع ليتم تركيبها بالعراق الحقا والتي‬ ‫تم تسجيلها عىل أنها أنابيب وأجزاء لصناعة النفط‪.‬‬ ‫نهاية املرشوع‪:‬‬ ‫وكانت املخابرات األمريكية والربيطانية تراقب مرشوع‬ ‫املدفع بابل عن كثب ويف نهاية عام ‪ 1990‬تم اغتيال‬ ‫العامل غريالد يف بروكسل املسؤول عن املرشوع ويتوقع‬ ‫أن املوساد اإلرسائييل قام بعملية االغتيال مام أدى‬ ‫إىل تعرقل املرشوع وبعد عدة أسابيع قامت الجامرك‬ ‫الربيطانية مبصادرة مثانية أجزاء من املدفع التي‬ ‫كانت من املفروض أن تصل إىل العراق والتي كانت‬ ‫ستستخدم يف املدفع األخري‪.‬‬ ‫أما عن مدفعي بابل الصغري والكبري األول فقد تم‬ ‫تدمري املدفع الصغري عىل يد مفتيش األمم املتحدة عام‬ ‫‪ 2004‬والكبري تم تدمريه عىل يد الطريان األمرييك يف‬ ‫أوىل هجامت االحتالل األمرييك عام ‪.2003‬‬

‫ما هو السالح الذي خطط صدام حسين‬ ‫الستخدامه ضد إيران؟ ومن الذي دمره؟‬

‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫كورديات‬

‫‪48‬‬

‫ِرهان ترامب الحرب الشيعية ‪ -‬الشيعية‬ ‫اثري الشرع‬

‫يبدو أن خطة الواليات املتحدة‬ ‫وحلفائها واسرتاتيجيتهم يف الرشق‬ ‫األوسط تحديداً‪ ،‬ويف العامل بصورة عامة‪،‬‬ ‫دخلت حيز التنفيذ؛ وإن هذه الخطة‬ ‫توفرت لها عوامل النجاح الفعيل؛ بعد‬ ‫نجاح اإلعالم املعادي للشيعة‪ ،‬بتشويه‬ ‫صورة رجال الدين والسياسيني والتشيع‬ ‫بصورة عامة‪ ،‬وما يحصل يف العراق تحديداً‬ ‫منذ عام ‪ 2003‬إىل يومنا هذا خري دليل‪،‬‬ ‫وما الفساد الذي إسترشى عىل يدّ مجندين‬ ‫من قبل الواليات املتحدة نفسها‪ ،‬إ ّال دليل‬ ‫قاطع لدّ ى املواطن العريب واإلسالمي‬ ‫بأن بعض الشيعة ذيو ًال ألمريكا؛ وعادوا‬ ‫لبلدانهم لتنفيذ خطة التقسيم وتشويه‬ ‫التشيع‪.‬‬ ‫فوبيا الشيعة ‪:‬‬ ‫بعد نجاح الثورة اإلسالمية يف إيران‬ ‫بقيادة السيد املوسوي الخميني‪ ،‬وإسقاط‬ ‫نظام الشاه؛ عام ‪ 1979‬والذي كان املالذ‬ ‫اآلمن والحضن املريح للغرب ولألمريكان‬ ‫تحديداً‪ ،‬وبعد زوال نظام الشاه يف إيران‪،‬‬ ‫تغريت جميع أجندات وسياسات الواليات‬ ‫املتحدة والغرب تجاه إيران والشيعة‬ ‫عموماً؛ وبدئت مرحلة جديدة بقيادة‬ ‫أمريكا تحاول إيقاف عجلة هذه الثورة‪،‬‬ ‫التي كان من أولوياتها ومازالت‪ ،‬تحرير‬ ‫فلسطني وإخراج الكيان الصهيوين الغاصب‬ ‫من فلسطني بشتى الطرق‪ ،‬كذلك دعم‬ ‫الشعوب املضطهدة‪.‬‬ ‫فرض حصار أقتصادي خانق عىل إيران‪،‬‬ ‫الناتو ‪ -‬العريب‪ ،‬مؤمترات القمة الثالث‬ ‫التي إنعقدت يف السعودية مؤخراً وأخرياً‬ ‫ننتظر مؤمتر املنامة يف ‪ 26-25‬حزيران‬

‫يونيو الجاري للبدء بتنفيذ ما يسمى‬ ‫«صفقة القرن»؛ كل ذلك يوحي بأن الخطة‬ ‫األمريكية ال تراهن عىل الحرب التي‬ ‫يعتقد البعض وقوعها قريباً بني الواليات‬ ‫املتحدة وإيران؛ بل الخشية هنا بأن‬ ‫الواليات املتحدة تعد العدة لحرب بالوكالة‬ ‫ولسيناريوهات عديدة تؤجج الخالف‬ ‫داخل البيت الشيعي‪ ،‬ومن ثم تبدء مرحلة‬ ‫التدخل الخارجي لفرض األمن األممي‬ ‫والهيمنة مجدداً!‬ ‫متعنّا وركزنا عىل ترصيحات السياسيني‬ ‫لو ْ‬ ‫العراقيني‪ ،‬لوجدنا بأن خالفاً حاداً موجوداً‬ ‫فع ًال داخل البيت الشيعي والبيت السني‬ ‫وحتى الكردي؛ وأن الخط البياين لهذا‬ ‫الخالف يتصاعد كلام تقدم بنا الزمن‪ ،‬ولسان‬ ‫حال الجميع يقول ‪ :‬مصلحتي ومصلحة‬ ‫حزيب فوق مصلحة الوطن ! والبعض عاد‬ ‫للتلويح للذهاب اىل املعارضة‪ ،‬والبعض‬ ‫اآلخر بدء بالتنكيل بعمل حكومة السيد‬ ‫عادل عبد املهدي التي وصفها البعض‬ ‫بأنها حكومة رفع الصبات الكونكريتية وال‬ ‫منجزات أخرى تلوح باألفق‪.‬‬ ‫ونحن نرى بأن أخطاء وسياسات الحكومات‬ ‫السابقة‪ ،‬أمست إرثاً ثقي ًال وصعباً تحتاج‬ ‫اىل حكمة كبرية ودراية ودبلوماسية عالية‬ ‫وفريق متجانس؛ كذلك يحتاج رئيس‬ ‫الحكومة العراقية السيد عادل عبد املهدي‪،‬‬ ‫اىل دعم وتأييد دويل لتنفيذ خطته مبحاسبة‬ ‫الفاسدين وتنفيذ برنامجه الحكومي‪ ،‬الذي‬ ‫مل يبرص النور اىل اآلن؛ والسبب تتحمله‬ ‫الكتل السياسية التي تتمسك باملحاصصة‪،‬‬ ‫وتفضيل املصالح الذاتية عىل مصلحة‬ ‫الوطن األم الذي بات يحترض‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬

‫‪FP‬‬

‫حزب اهلل لمـ يعد الوكيل المفضل إليران ‪. .‬‬ ‫تعرفوا على القوة الجديدة‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬ ‫نرش موقع مجلة «فورين‬ ‫بولييس» مقاال للكاتبة أنشاال‬ ‫فوهرا‪ ،‬تحت عنوان «حزب الله مل يعد‬ ‫الجامعة الوكيلة املفضلة لدى إيران»‪.‬‬ ‫وتقول فوهرا يف مقالها‪ ،‬إن سبب‬ ‫ذلك أن الحزب أثبت أنه ليس القوة‬ ‫القادرة عىل القيام بأعامل نيابة عنها‬ ‫يف ظل التوتر الحايل بينها وبني الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وتبدأ الكاتبة مقالتها بالحديث عن‬ ‫تهديدات األمني العام لحزب الله حسن‬ ‫نرص الله‪ ،‬الذي قال إن حربا إقليمية‬ ‫ستندلع لو تم رضب إيران‪« ،‬لكن ما‬ ‫مل تتم مالحظته قوله مبارشة إنه يجب‬ ‫عدم الخوف من زيادة التصعيد إىل‬ ‫حد الوصول لحالة الحرب‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫عىل ما يبدو تحذيرا لواشنطن‪ ،‬ومحاولة‬ ‫لطأمنة قاعدة الحزب»‪.‬‬ ‫وتشري فوهرا إىل أن «حزب الله كان‬ ‫أهم مليشيا تابعة إليران وأكرثها‬ ‫فاعلية‪ ،‬وكان من املتوقع يف هذه‬ ‫الحالة مشاركته يف حروبها كلها‪ ،‬لكن‬ ‫الضغوط عىل لبنان عقدت من مهمة‬ ‫هذه املشاركة‪ ،‬ما أجرب إيران عىل حرف‬ ‫سياستها الخارجية بناء عىل هذا»‪.‬‬ ‫وتلفت الكاتبة إىل أن «هناك إشارات‬ ‫عن اعتقاد إيران وبشكل متزايد أن‬ ‫املتمردين الحوثيني يف اليمن يجب أن‬ ‫يكونوا املليشيا الوكيلة املفضلة عىل‬ ‫حزب الله‪ ،‬خاصة يف حال اندلعت حرب‬ ‫مع الواليات املتحدة‪ ،‬ففي منتصف‬ ‫أيار‪ /‬مايو‪ ،‬وبعد أن إرسال الواليات‬ ‫املتحدة بارجة وجنودا ومقاتالت‬

‫خاصة إىل الخليج؛ تخوفا من هجوم‬ ‫إيراين محتوم‪ ،‬مل يرد حزب الله وال‬ ‫الجامعات الشيعية األخرى‪ ،‬والجامعة‬ ‫التي رضبت هي جامعة الحوثيني الذين‬ ‫اعرتفوا برضب أنابيب النفط السعودية‬ ‫باستخدام طائرات مسرية‪ ،‬وأعلنوا‬ ‫مسؤوليتهم عن رضب مخازن أسلحة‬ ‫سعودية يف مدينة نجران‪ ،‬القريبة من‬ ‫الحدود اليمنية»‪.‬‬ ‫وتنوه فوهرا إىل أن «الهجامت جاءت‬ ‫قبل أيام من نهاية املوعد الزمني‬ ‫الذي حددته إيران ألوروبا من أجل‬ ‫تقديم آلية بديلة تستطيع من خاللها‬ ‫بيع نفطها الذي فرضت عليه الواليات‬ ‫املتحدة عقوبات‪ ،‬وألغت اإلعفاءات‬ ‫التي منحتها لعدة دول‪ ،‬وكانت محاولة‬ ‫إلظهار جدية إيران‪ -‬رسالة واضحة‬ ‫ألعداء إيران‪ ،‬لكنها مل تكن واسعة‬ ‫لدرجة تثري ردا عسكريا شامال»‪.‬‬ ‫وترى الكاتبة أن «التحول اإليراين عن‬ ‫حزب الله إىل الحوثيني ليس مفاجئا‪،‬‬ ‫ألن طهران كان حذرة يف الطريقة التي‬ ‫تفعل فيها املليشيا التابعة لها ملواجهة‬ ‫هذا النزاع أو ذاك‪ ،‬ويف ظل املواجهة‬ ‫الحالية مع الغربية تركز إيران كام‬ ‫يبدو عىل إظهار جديتها ورفع رهانات‬ ‫النزاع بطريقة تجعل أعداءها يفكرون‬ ‫يف عواقب تصعيدهم‪ ،‬والهدف من هذا‬ ‫كله هو التسبب باملعاناة إلعدائها دون‬ ‫اندالع حرب»‪.‬‬ ‫وتجد فوهرا أن «الحوثيني الذين‬ ‫يخوضون حربا ضد السعودية‪ ،‬التي‬ ‫تدعم حكومة عبد ربه منصور هادي‪،‬‬

‫يقدمون لطهران الذريعة لرضب أعدائها‬ ‫دون أن تتحمل املسؤولية‪ ،‬ووجه‬ ‫الحوثيون يف املايض رضبات صاروخية‬ ‫للسعودية‪ ،‬إال أن زيادتها يف الوقت‬ ‫الحايل هي رسالة للسعودية بأنها لن‬ ‫تكون يف مأمن من رضباتها‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫ذاته‪ ،‬يشري توقيت الهجامت إىل أنها‬ ‫جاءت بناء عىل توصية إيرانية»‪.‬‬ ‫وتورد املجلة نقال عن األكادميي‬ ‫األمرييك اإليراين سيد محمد مراندي‪،‬‬ ‫قوله إنه لن يفاجأ من اندفاع الحوثيني‬ ‫ملساعدة إيران‪ ،‬وأضاف‪« :‬هناك احتامل‬ ‫أن الحوثيني مل يرضوا عن العقوبات‬ ‫املفروضة عىل طهران‪ ..‬مل تطلب منهم‬ ‫إيران عمل أي يشء‪ ،‬لكنني أعتقد‬ ‫أنه مثلام ترضب السعودية واإلمارات‬ ‫االقتصاد اإليراين فإنها إيران ستستخدم‬ ‫الوسائل كلها للرد»‪.‬‬ ‫وتنقل الكاتبة عن مايكل نايتس من‬ ‫معهد واشنطن لدراسات الرشق األدىن‪،‬‬ ‫قوله إن اختيار إيران للحوثيني ذيك؛ ألن‬ ‫أي رد انتقامي سيكون مكانه يف اليمن‪،‬‬ ‫وليس يف أراضيها‪ ،‬ويضيف أن الهدف‬ ‫هو رضب السعودية؛ ألن أي استهداف‬ ‫للمصالح األمريكية يعني ردا قاسيا‪،‬‬ ‫و»من الواضح أن املصالح السعودية‬ ‫ستكون عرضة للتهديد اإليراين‪ ..‬السؤال‬ ‫هو كيف وإىل أي مدى ستتسامح‬ ‫الواليات املتحدة مع هذا األمر؟»‪.‬‬ ‫وتقول فوهرا‪« :‬تعلم إيران مخاطر‬ ‫استخدام كل جامعة من جامعاتها‬ ‫الوكيلة‪ ،‬فمشاركة حزب الله يف املواجهة‬ ‫مع إيران تعني دخول إرسائيل‪ ،‬وبالتايل‬

‫« من المنظور اإليراني فإن حزب‬ ‫اهلل لم يعد ضروريا في المواجهة‬ ‫البطيئة مع أمريكا‪ ،‬فلدى إيران‬ ‫الحركة الحوثية والمليشيات‬ ‫الشيعية في العراق‪ ،‬وسيكون‬ ‫الحزب مفيدا لو تطورت المواجهة‬ ‫لحرب شاملة‪ ،‬أو لو قررت سوريا‬ ‫الرد على احتالل إسرائيل»‬ ‫ستندلع حرب إقليمية واسعة ال تريدها‬ ‫طهران وال الحزب اللبناين»‪.‬‬ ‫وتنقل املجلة عن عدد من املحللني‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬بينهم املقربون من الحزب‬ ‫والناقدين له‪ ،‬قولهم إن الحزب وإن‬ ‫قدم مقاتلني ملتزمني أيديولوجيا‬ ‫ومتمرسني‪ ،‬إال أن قرار عدم إرشاكه‬ ‫يف املواجهة الحالية مع أمريكا يتسم‬ ‫بالحكمة‪ ،‬مشرية إىل أن حزب الله لن‬ ‫يكون مفيدا إليران يف املواجهة التي‬ ‫تتطور ببطء مع الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وتورد الكاتبة نقال عن املحلل سامي‬ ‫نادر‪ ،‬قوله إن الحزب ال يحظى بدعم‬ ‫شعبي ليخوض حربا جديدة نيابة‬ ‫عن إيران‪ ،‬خاصة أن البالد تعاين من‬ ‫وضع اقتصادي مرتد‪ ،‬وأضاف‪« :‬وضعنا‬ ‫االقتصادي يف حالة خطرية‪ ..‬لو فاقم‬ ‫حزب الله الوضع بالتدخل يف النزاع‬ ‫األمرييك اإليراين فلن يقبل الشعب‬ ‫اللبناين هذا األمر»‪.‬‬ ‫وتنقل املجلة عن املحلل املعروف بقربه‬

‫من حزب الله غسان جواد‪ ،‬قوله إن‬ ‫هناك تفاهام غري مكتوب بني الواليات‬ ‫املتحدة وإيران وحزب الله عىل رضورة‬ ‫الحفاظ عىل لبنان ليبقى دولة فاعلة‬ ‫وسط منطقة تعيش نزاعات مختلفة‪،‬‬ ‫مؤكدا أنه ليس هناك أي طرف من‬ ‫هذه األطراف ال يرغب بانتشار الفوىض‬ ‫يف لبنان‪.‬‬ ‫وترى فوهرا أن «سبب جلوس الحزب يف‬ ‫املقعد الخلفي وسط املواجهة الحالية‬ ‫هو غياب االستفزاز من إرسائيل‪ ،‬فقد‬ ‫انتعش ليس ألنه حركة مقاومة ضد‬ ‫إرسائيل‪ ،‬بل للدفاع عن لبنان‪ ،‬ومنذ‬ ‫الحرب األخرية عام ‪ 2006‬اتسمت‬ ‫ترصفات الحزب بالحذر‪ ،‬ومن املنظور‬ ‫اإليراين فإن حزب الله مل يعد رضوريا يف‬ ‫املواجهة البطيئة مع أمريكا‪ ،‬فلدى إيران‬ ‫الحركة الحوثية واملليشيات الشيعية‬ ‫يف العراق‪ ،‬وسيكون الحزب مفيدا لو‬ ‫تطورت املواجهة لحرب شاملة‪ ،‬أو لو‬ ‫قررت سوريا الرد عىل احتالل إرسائيل‬

‫للجوالن أو غاراتها املتكررة عىل سوريا‪،‬‬ ‫فلدى الحزب قوات وأسلحة يف الجنوب‬ ‫السوري»‪.‬‬ ‫وتورد املجلة نقال عن املحلل السيايس‬ ‫كامل الوزان‪ ،‬قوله إن الحزب مل يقرر‬ ‫بعد التصعيد يف سوريا‪ ،‬التي تشهد‬ ‫حربا مفتوحة يقف عىل طرف فيها‬ ‫اإلرسائيليون من جهة وحزب الله وإيران‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬مستدركا بأنه رغم ما‬ ‫وعدت به سوريا من رد انتقامي عىل‬ ‫الهجامت اإلرسائيلية إال أنه مل تفعل»‪.‬‬ ‫وتجد الكاتبة أن «الخطوة اإليرانية‬ ‫تعتمد عىل مقدار الضغط األمرييك‪،‬‬ ‫فهي يف وضع سيئ مع إغالق األبواب‬ ‫كلها أمامها لبيع نفطها بسبب‬ ‫العقوبات‪ ،‬ولو صعدت واشنطن من‬ ‫ضغوطها‪ ،‬من خالل اعرتاض القوارب‬ ‫اإليرانية‪ ،‬وفرض عقوبات عىل الرشكات‬ ‫التي تتعامل معها‪ ،‬فإنها فقد تفعل‬ ‫مليشياتها العراقية القريبة من األرصدة‬ ‫األمريكية»‪.‬‬ ‫وتورد املجلة نقال عن األكادميي مراندي‪،‬‬ ‫قوله إن إيران قد ترد باإلجراءات ذاتها‪،‬‬ ‫من خالل الخروج من االتفاقية النووية‪،‬‬ ‫كام فعلت إدارة دونالد ترامب‪ ،‬وحرب‬ ‫وإجراءات اقتصادية مؤملة مامثلة‪.‬‬ ‫وتختم فوخرا مقالها بالقول إنه «يف‬ ‫ظل إرصار الصقور يف واشنطن عىل أن‬ ‫إرسال البارجة يو أس أس أبرام لينكولن‬ ‫هو محاولة للردع‪ ،‬إال أنه إشارة عىل‬ ‫التحرك التدريجي داخل النظام اإليراين‬ ‫للخروج من االتفاقية النووية‪ ،‬وتبني‬ ‫سياسة أكرث عدوانية يف املنطقة»‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬

‫هل تغيرت الخطة من قتل األمريكان الى تفجير الناقالت؟‬

‫فيلي ‪ /‬مشتاق رمضان‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫>>‬ ‫لقد عاد الهدوء النسبي اىل منطقة‬ ‫الخليج العريب بسبب موقف ايران‬ ‫وامريكا لسحب فتيل االزمة‪ ،‬وتبادل‬ ‫الترصيحات االيجابية والرسائل والوفود‬ ‫بني الطرفني وتدخل اكرث من دولة‬ ‫للوصول إىل اتفاق‪ ،‬ولكن كام تطرقنا يف‬ ‫مقال سابق فهذه النتيجة ال تصب يف‬ ‫مصلحة ارسائيل‪ ،‬وإن هذه الفرصة قد ال‬ ‫تتكرر إلرسائيل لتدمري الربنامج النووي‬ ‫االيراين بل تدمري كامل البنى التحتية‬ ‫إليران من منشآت عسكرية ومصانع‬ ‫عسكرية ومدنية ومنشآت النفط‬ ‫ومحطات توليد الطاقة الكهربائية‬ ‫والسدود املائية والجسور وغريها‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأذكر القارئ الكريم ببعض ما ورد يف‬ ‫املقال اعاله لتوضيح الصورة والوصول‬ ‫اىل تصور ملا ميكن ان يحدث خالل‬ ‫االيام واالسابيع القادمة‪ ،‬هل ستقوم‬ ‫حرب شاملة؟ ام حرب محدودة؟ ام‬ ‫الزال املجال متوفراً لتاليف حدوث نزاع‬ ‫مدمر عىل املستوى االقليمي والعاملي؟‬ ‫‪:‬‬ ‫املخطط االرسائييل يف توجيه رضبة‬ ‫عسكرية مفردة اليران‬ ‫لقد كانت ارسائيل مستعدة عام ‪2009‬‬ ‫ان تشن هجوماً عىل ايران لرضب كافة‬ ‫املنشآت النووية االيرانية‪ ،‬وانترشت‬ ‫هذه املعلومات عىل نطاق واسع ضمن‬

‫ال يوجد اي ضمان‬ ‫السرائيل ان يعاد‬ ‫انتخاب دونالد ترامب‬ ‫في نهاية فترة‬ ‫حكمه بعد سنة‬ ‫ونصف وايجاد مثل‬ ‫هذه التركيبة المؤيدة‬ ‫بشكل شبه مطلق‬ ‫إلسرائيل ومخططاتها‬ ‫في المنطقة‪.‬‬

‫>>‬

‫الدوائر السياسية العاملية‪ ،‬ولكن ما‬ ‫اوقف العملية هو الخشية من ردة‬ ‫الفعل االيرانية وعدم نجاح الرضبة يف‬ ‫تحقيق الهدف الرئييس يف القضاء عىل‬ ‫الربنامج النووي االيراين‪.‬‬ ‫السيناريو املثايل الرسائيل‬ ‫اما اآلن فان الفرصة مؤاتيه بشكل‬ ‫مثايل إلرسائيل يف تجنب املواجهة مع‬ ‫ايران بشكل منفرد ودفع امريكا للقتال‬ ‫نيابة عن ارسائيل وإشعال حرب بني‬ ‫الواليات املتحدة وايران للقضاء شبه‬ ‫الكامل عىل الربنامج النووي االيراين‪،‬‬ ‫فإرسائيل بكل ما متلك من قوة فال‬ ‫ميكن ان توجه رضبة إليران تبلغ عرش‬

‫( ‪ ) 1/10‬ما ميكن ان تحققه الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية برتسانتها العسكرية‬ ‫املهولة حيث ستكون وسيلتها االساسية‬ ‫للقتال هي الطائرات والقنابل املوجهة‬ ‫والصواريخ والبوارج الحربية‪ ،‬ولكن‬ ‫قوة ايران ايضاً ال يستهان بها‪ ،‬عىل‬ ‫مستوى البوارج الحربية والصواريخ‬ ‫املوجهة‪ ،‬وقد تتمكن ايران من قتل‬ ‫املئات من الجنود االمريكان ولكن أي‬ ‫رضبة مؤذية للقوات االمريكية ستواجه‬ ‫بعنف اشد من قبل القوات االمريكية‬ ‫القادرة عىل التدمري شبه الكامل للبنى‬ ‫التحتية االيرانية من منشأت عسكرية‬ ‫ومنشآت نفطية ومحطات توليد الطاقة‬ ‫الكهربائية وقاعدة صناعية واسعة من‬ ‫الصناعات العسكرية واملدنية‪.‬‬ ‫الفرصة االخرية الرسائيل‬ ‫إن هذه الفرصة ال ميكن ان تتكرر‬ ‫إلرسائيل‪ ،‬فرئيس الواليات املتحدة هو‬ ‫دونالد ترامب‪ ،‬ومستشار مجلس االمن‬ ‫القومي االمرييك هو جون بولنت ووزير‬ ‫الخارجية االمريكية مايكل بومبيو‬ ‫‪ ،‬ومستشار ترامب لشؤون الرشق‬ ‫االوسط هو زوج ابنته اليهودي جاريد‬ ‫كوشرن؛ وال يوجد اي ضامن الرسائيل ان‬ ‫يعاد انتخاب دونالد ترامب يف نهاية‬ ‫فرتة حكمه بعد سنة ونصف وايجاد‬ ‫مثل هذه الرتكيبة املؤيدة بشكل شبه‬ ‫مطلق إلرسائيل ومخططاتها يف املنطقة‪.‬‬ ‫مخططات املوساد االرسائييل‬ ‫ال ميكن إلرسائيل ان تفرط بهذه الفرصة‬ ‫الذهبية إلشعالها حرباً امريكية ايرانية ‪،‬‬ ‫لذلك ال ميكن الرسائيل ان تقبل خروج‬

‫ايران من هذا التصعيد ال غالبة وال‬ ‫مغلوبة؛ فهل سيسعىاملوساد الشعالها‬ ‫حرباً امريكية ايرانية حتى وإن مل‬ ‫يكن البلدان ايران والواليات املتحدة‬ ‫االمريكية راغبان بالحرب؟؟؟‬ ‫فعىل سبيل املثال عندما ارادت ارسائيل‬ ‫شن هجومها عىل لبنان يف ‪ 6‬حزيران‬ ‫‪ 1982‬قامت بتجنيد ثالثة فلسطينيني‬ ‫من منظمة (مجموعة ابو نضال )‬ ‫ملحاولة اغتيال السفري االرسائييل يف‬ ‫بريطانيا ( شلومو ارجوف ) يف لندن‪،‬‬ ‫وشنت هجومها الكاسح والواسع‬ ‫عىل لبنان الذي خططت له قبل عدة‬ ‫اشهر‪ ،‬بعد ثالثة ايام فقط من محاولة‬ ‫االغتيال‪ ،‬وهناك امثلة اخرى تكشف‬ ‫عمليات املوساد يف تغيري مسرية‬ ‫االحداث العاملية ملصلحة ارسائيل‪:‬‬ ‫لقد تم اغتيال الرئيس جون كندي عام‬ ‫‪ 1963‬وضلت عملية اغتياله لغزاً حتى‬ ‫نرشت جريدة هاآرتس االرسائيلية مقا ًال‬ ‫بتأريخ ‪ 2‬ايار ‪ 2019‬كشفت فيه أن‬ ‫الرئيس جون كندي كان يرفض رفضاً‬ ‫قاطعاً تصنيع ارسائيل للقنبلة النووية‬ ‫وخطط إلرسال قوات امريكية لتفكيك‬ ‫مفاعل دميونا‪ ،‬ولكن بعد اغتياله جاء‬ ‫جونسون فغض طرفه عن املفاعل‬ ‫النووي االرسائييل‪ ،‬والربنامج النووي‬ ‫االرسائييل‪.‬‬ ‫ومن ثم اغتيال روبرت كندي الذي‬ ‫كاد ان يصل اىل سدة الرئاسة االمريكية‬ ‫عام ‪ ،1968‬وذلك انه كان يشكل خطراً‬ ‫عىل ارسائيل النه كان يعرف من كان‬ ‫مسؤو ًال عن اغتيال اخيه‪ ،‬وتم االمر‬

‫عىل يد شاب فلسطيني (رسحان بشارة‬ ‫رسحان) مع العلم انه مل يكن معادياً‬ ‫لقضية فلسطني‪ ،‬البعاد الشبهة عن‬ ‫املوساد بشكل كامل‪.‬‬ ‫قضية اييل كوهني العميل ارسائييل‬ ‫الذي وصل اىل اعىل املراتب يف الدولة‬ ‫السورية (حيث كان مرشحاً ملنصب‬ ‫رئيس البالد) يف ستينات القرن املايض‪،‬‬ ‫ومل يتم كشفه إال بالصدفة‪.‬‬ ‫اكتشاف العميل االرسائييل (محمد‬ ‫شوربة) عام ‪ 2014‬يف اخطر اجهزة‬ ‫حزب الله وهو جهاز امن حزب الله‬ ‫الذي جنده جهاز املوساد االرسائييل‬ ‫حيث كشف الكثري من ارسار الحزب‬ ‫للموساد االرسائييل‪.‬‬ ‫اعاله خمسة مناذج من مئات النامذج‬ ‫من قدرات املوساد االرسائييل يف‬ ‫التغلغل والتخطيط وتغيري مسرية‬ ‫االحداث العاملية ملا يحقق مصلحة‬ ‫ارسائيل‪.‬‬ ‫السيناريو املحتمل للموساد االرسائييل‬ ‫ذكرت صحيفة معاريف اإلرسائيلية إن‬ ‫جهاز املوساد هو الذي ّ‬ ‫حذر الواليات‬ ‫املتحدة من هجوم سيستهدفها ‪،‬‬ ‫وقد علقت وكالة يب يب يس (‪)BBC‬‬ ‫الربيطانية عىل هذا التحذير بتاريخ ‪8‬‬ ‫ايار ‪ 2019‬متسائل ًة عن من اوصل هذا‬ ‫الخرب اىل املوساد االرسائييل من دون‬ ‫اعطاء الجواب‪ ،‬وهنا ميكننا ان نجيب‬ ‫بالتايل‪:‬‬ ‫هناك احتاملني‪ ،‬االول ان يكون جهاز‬ ‫املوساد قد استقى هذه املعلومات‬ ‫بطرقه الخاصة؛ واالحتامل الثاين هو ان‬

‫املوساد بقدراته وامكانياته قادر عىل ان‬ ‫يوجه رضبة شديدة وموجعة لالمريكان‬ ‫يف املنطقة عىل يد اشخاص تابعني يف‬ ‫الظاهر اليران ولكن موجهني من قبل‬ ‫املوساد بشكل مبارش او غري مبارش‪،‬‬ ‫وهذا االحتامل االقوى‪ ،‬بل هو من‬ ‫طبيعة جهازاملوساد طبقاً ملا ذكرناه من‬ ‫امثلة‪ ،‬ولعل تفجري السفن االربع مؤخراً‬ ‫يف الفجرية هو عىل نفس السياق‪.‬‬ ‫الحرب القادمة‬ ‫اآلن بدأت تتضح معامل سيناريو الحرب‬ ‫املحتملة؛ اما اسبابها ففي كل جرمية‬ ‫يف العامل اول ما يحاول ان يفتش عليه‬ ‫املحققون هو الطرف املستفيد‪ .‬اعتقد‬ ‫ان معامل هذه الخطة قد اصبحت‬ ‫واضحة؛ ولكن يبقى التساؤل هل سيتم‬ ‫جر امريكا اىل حرب يف املنطقة ال تبقي‬ ‫وال تذر‪ ،‬ال تتحقق اي مصلحة ألمريكا بل‬ ‫ستكون مدمرة لدول الخليج والعراق‬ ‫ولبنان بل ستمتد آثارها السلبية لكافة‬ ‫دول العامل؟‬ ‫والتساؤل الثاين؛ ان قامت امريكا برضبة‬ ‫محدودة للربنامج النووي االيراين فهل‬ ‫سرتد ايران رداً محدوداً ؟ ام ستقوم‬ ‫برد عنيف وستستخدم كافة اذرعها يف‬ ‫العراق ولبنان وستوجه رضبة موجعة‬ ‫لدول الخليج وسيكون ذلك بداية‬ ‫لحرب عاملية شاملة ؟‬ ‫هذا ما ستكشفه االيام القادمة ونسأل‬ ‫الله ان يجنبنا من الويالت املتوقعة وان‬ ‫يتم ترجيح منطق العقل عىل منطق‬ ‫التهور واالنفعال من دون حساب‬ ‫النتائج ‪......‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫قضايا‬

‫ابن ال‪ 11‬عامُا ‪ ..‬أصفر عريس في العراق‬ ‫يثير جدل في مواقع التواصل‬

‫‪58‬‬

‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫أثار جدل واسع وكبري يف‬ ‫مواقع التواصل االجتامعي‬ ‫ووسائل اإلعالم العراقية‪ ،‬بشأن‬ ‫حفل زفاف الطفل العراقي سجاد‬ ‫العكييل الذي يبلغ من العمر ‪11‬‬ ‫عا ًما‪ ،‬فقد طغى طابع املعارضة‬ ‫والسخرية من زواجه وهو بعمر‬ ‫الطفولة‪ ،‬بينام القليل بارك الزواج‬ ‫وعده أم ًرا طبيع ًيا ويعيشه املجتمع‬ ‫منذ عقود من الزمن‪.‬‬ ‫وبينام رفض والد العريس الحديث‬ ‫واكتفى بالقول «إنها سنة الحياة‬ ‫وأريد الفرح بعرسه» يقول أحد‬ ‫املدعوين «مثل هذه الحاالت‬ ‫موجودة وهناك حفالت زفاف‬ ‫كثرية ولكن ليس بعمر سجاد الذي‬ ‫مل يتجاوز دراسته االبتدائية أو‬ ‫حتى دخول االمتحان النهايئ‪ ،‬قبل‬ ‫أن يزج يف امتحان الزواج ومصاعبه‬ ‫وظروفه يف املستقبل»‪.‬‬ ‫كام عرب العديد من املشاركني يف‬ ‫حفل الزفاف الذي نظم يف أحد‬ ‫األحياء الشعبية يف العاصمة بغداد‬ ‫عن استغرابهم‪« ،‬وحتى البعض من‬ ‫ذويه الذين تعاطفوا مع رقصات‬ ‫سجاد بالفرح بزواجه وزفافه عىل‬ ‫طريقة الكبار»‪.‬‬ ‫أما األطفال الصغار من أقرانه فقد‬

‫غبطوه ومنهم من فوجئ بزفاف‬ ‫صديقه وجاره‪ ،‬ولكنهم شاركوه‬ ‫الفرح حيث قرر بعضهم مفاتحة‬ ‫ذويهم لتكرار تجربة الزواج املبكر‪.‬‬ ‫وضجت صفحات التواصل‬ ‫االجتامعي بأحاديث ساخرة‬ ‫منتقدة زواج األطفال والزواج‬ ‫املبكر ومنهم‬ ‫«سجاد» وطالبوا بوضع حلول‬ ‫ناجعة‪ ،‬وقد حولت بعض الصفحات‬ ‫حدث أصغر زواج يف العامل إىل رأي‬ ‫عام مفتوح لتبادل وجهات النظر‬ ‫بشأنه وبشأن تنامي حاالت مشابهة‬ ‫للعريس الصغري‪.‬‬ ‫ويرفض الكثري من العراقيني‬ ‫وبشدة عمليات الزواج املبكر‬ ‫وزواج األطفال بهذه األعامر حيث‬ ‫يصفوها باالنتهاك الصارخ للطفولة‬ ‫ومصادرة براءتهم‪.‬‬ ‫وتشري الناشطة املدنية الدكتورة‬ ‫مها الصكبان إىل تصاعد حاالت‬ ‫الزواج املبكر خاصة األطفال عىل‬ ‫الرغم من االنتقاد الالذع والرفض‬ ‫الكبري لتلك الحاالت‪.‬‬ ‫ولفتت إىل «ضعف القانون يف‬ ‫مكافحة حاالت كهذه وتسجيل‬ ‫عمليات الزواج خارج املحاكم»‬ ‫العراقية‪ .‬بحسب تقرير للجزيرة‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 187‬السنة الخامسة عشر (حزيران) ‪2019‬‬


‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫مراسم تكليف السيد نيجريفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان للسيد مسرور بارزاني بتشكيل حكومة اقليم كوردستان‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.