العـدد السـادس والتـســـعـون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫قضيتنا على التواصل االجتماعي‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاى رؤشنبريى و راطةياندنى كوردى فةيلى‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪196‬‬ ‫‪FAILY‬‬ ‫السنة السادسة عشر‬ ‫نيـسان ‪ /‬أبـريـل ‪2020‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫رقم االعتماد يف‬ ‫نقابة الصحفيني العراقيني ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع يف دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬يف ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫بغداد وأربيل تقتربان من طي خالفات النفط‪ ..‬واتفاق غاز في األفق‬

‫‪10‬‬

‫شعب كوردستان الینسی عمليات األنفال وجرائم اإلبادة الجماعية‬

‫‪14‬‬

‫الكورد فرسان الشرق والبيشمركه هوية شعب كوردستان‬

‫‪21‬‬

‫في الذكرى الـ ‪ 105‬إلبادة االرمن؛ هل يعتذر الطغاة عن جرائم اإلبادة؟‬

‫‪48‬‬

‫يحضرني تعليق يتوجب ان اعيد قراءته‪ :‬لو تقدم‬ ‫اي انسان على زمانه فليس ثمة فرق اذا كان‬ ‫كورديا او عربيا أو‪...‬‬ ‫اسوق مثال رسالة ذلك التعليق بالحديث عن‬ ‫الفيليين الذين يفهمون جيدا بمناسبة شهر‬ ‫نيسان‪ ،‬صعوبات ومعاني وضرورة الجد واالجتهاد‪.‬‬ ‫فـ‪ 99%‬من نتاج قدراتهم واوقاتهم في شبكات‬ ‫التواصل االجتماعي (سوشيال ميديا)‪ ،‬تصل‬ ‫الولئك االشخاص الذين في الحاالت االعتيادية‬ ‫شركاء في الفكر واصدقاء ومعارف وكل تعليقاتهم‬ ‫ومشاركاتهم في موضوعات التتوازن مع عظم‬ ‫الكارثة وضخامة اعداد الضحايا‪.‬‬ ‫وفي المكان الذي يجتمع فيه الفيليون من اجل‬ ‫قضية يؤمنون بها يقومون بلهفة كبيرة ببناء‬ ‫وطن االستماع والمشاهدة والقراءة في شبكة‬ ‫التواصل االجتماعي ويقومون بمتابعته‪ ،‬العجيب‬ ‫في االمر ان الكثيرين منهم يقومون بايصاد االبواب‬ ‫على انفسهم ويسجنون رسائلهم ومقترحاتهم وال‬ ‫يسمحون للغير لسماعها ورؤيتها! لماذا؟‬ ‫منذ امد بعيد لم يبق شيء مخفي في هذه‬ ‫القضية‪ ،‬ان الموجود يجب ان يسمعه الجميع‪،‬‬ ‫فضرورة وحاجة القضية هي في الحديث عنها‬ ‫باستمرار الن جميع افاق المأساة التي تعيشها‬ ‫هذه الشريحة في قوميتنا ليست واضحة‪ ،‬ففيها‬ ‫العديد من الموضوعات الغريبة وغير المرئية‬ ‫وغير المسموعة من قبل الناس‪.‬‬ ‫ان موقع “فيسبوك” وامثاله وفرّ فرصة من منطلق‬ ‫التجارة بالفكر وحرية ايصال الرسائل‪ .‬فبحفنة من‬ ‫المال يمكن استدراج اكبر عدد من الناس لمالحظة‬ ‫وقراءة موضوع خاص‪ .‬اي انه مضى زمن اعطائك‬ ‫المال لترى وتقرأ‪ .‬عدا االصدقاء فان شركاء الفكر‬ ‫وزمالء المهنة يقرأون لبعضهم‪ ،‬ان موديل وصيغة‬ ‫الفيسبوك لتهيئة مساحة اوسع ليس بالشيء‬ ‫المجاني!‬ ‫وليس بالنسبة للفيليين لوحدهم‪ ،‬ان اي واجب‬ ‫او عمل خلفه تعب سيكون محبوبا ومقدسا‬ ‫بالنسبة لصاحبه‪ .‬ان كل تلك المواقع والصفحات‬

‫والمدونات تعيش حرة في جميع المجاالت ويمكن‬ ‫ان تصبح فرصة لخدمة هذه القضية‪ .‬بمالحظة‬ ‫وضعهم الحالي وقدرات واوقات وعمل نشطائهم‬ ‫يظهر ان حدودهم ليست واسعة‪.‬‬ ‫ان اعضاء صفحة اذا لم يتعدوا عشرات او مئات‬ ‫االشخاص من المعارف وكانوا كلهم كما يقول‬ ‫المثل الكوردي من اوالد اب واحد بالمزاج وليس‬ ‫بااللتزام‪ ،‬اذا التقوا خالين الوفاض وليس لهم‬ ‫برامج خاصة يجعل المسألة منغلقة اكثر‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان يكون الي كوردي فيلي كحال‬ ‫االخرين صفحته وحسابه الخاص ولكن اذا كان‬ ‫الحديث يدور في الدائرة الفيلية المغلقة‪ ،‬فان‬ ‫االصوات اليمكن سماعها‪ ،‬وتختنق القرارات داخل‬ ‫رئة الخيال وان المشاريع والبرامج من دون عون ال‬ ‫تحقق اهدافها المنشودة‪.‬‬ ‫ومن اجل ان يختلط االخرون بالمعاناة ويتعاطفون‬ ‫وينفعلون معها‪ ،‬يتوجب استخدام اصطالحات‬ ‫شمولية مقبولة من الجميع‪ .‬وان عتابنا ولومنا‬ ‫في السنوات االربعين الماضية كان ان هناك اناسا‬ ‫يريدون من الفيليين ان يصمتوا وييأسوا!‬ ‫اذا لم تتم اماطة اللثام عن افكار ورغبات اي‬ ‫انسان ال احد يعرف ماذا يريد هذا الشخص! ومن‬ ‫دون بذل المساعي لن يأتي ذلك اليوم الذي يرتفع‬ ‫فيه صوت الجميع بمستوى االوضاع الخطيرة وان‬ ‫يتقاسموا مسؤولية كما يتم تقاسم المواريث‬ ‫بشكل عادل‪.‬‬ ‫أخ لي عزيز على قلبي‪( ،‬كاتب ورياضي مهتم بالهم‬ ‫الفيلي حد النخاع) قال لي‪ :‬في الذكرى االربعين‬ ‫لجريمة االبادة الجماعية للكورد الفيليين خطر‬ ‫ببالي ان اقول لكم كفى ان نكتب لبعضنا او‬ ‫النفسنا ! فلنكتب عن قضيتنا للناس االخرين‪.‬‬ ‫اكثر مايحتاجه هذا البلد هي العدالة والبرامج‬ ‫العملية التطبيقية‪ .‬فاذا لم يصل الجميع الى ذلك‬ ‫المستوى من المسؤولية والوعي بان تلك الذكرى‬ ‫وامثالها ال يجب ان تغلق االبواب على نفسها‬ ‫فسيدفعون دوما ضريبة الظلم وسيعتاش اخرون‬ ‫على ثمرة هذا الظلم‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬


‫كورديات‬

‫‪4‬‬

‫مسعـود بـارزانـي‪..‬‬ ‫البيشمركة الذي‬ ‫سار فوق الغام‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫ربما ما من سياسي يمكن‬ ‫ان تسرد سيرته بمثل‬ ‫هذه الكثافة‪ ،‬ويشهد‬ ‫خصومه بان بصماته ال‬ ‫يمكن تجاهلها‪ .‬ولذلك‬ ‫معان مغايرة وأشد وطأة‬ ‫عندما يكون هذا الشخص‬ ‫زعيم ًا كوردياً‪.‬‬ ‫خــاص فـيلـي‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬ ‫رغم مواقع املسؤولية والزعامة‬ ‫التي توالها أو آلت اليه‪ ،‬مل يكن‬ ‫طريق مسعود بارزاين معبداً وال مفروشاً‬ ‫بالورود‪ .‬ال بل ميكن القول إن الطريق‬ ‫كانت شديدة الوعورة ويف الوقت نفسه‬ ‫حافلة‪ ،‬باألمل كام باالحباط‪ ،‬باالنجازات‬ ‫كام باالنكسارات‪ ،‬بالرهانات الرباقة‬ ‫وبالخيانات التي قابلتها‪.‬‬ ‫وانك بالكاد تكون قادراً عىل متييز‬ ‫مراحل طفولته ومراهقته عن مراحل‬ ‫انخرط فيها بعمق يف العمل العسكري‬ ‫والسيايس واالمني‪ .‬وبالكاد مبقدورك‬ ‫ان تعزل بدايات نشوء وعيه السيايس‪،‬‬ ‫عن اضطرابات عراق الخمسينيات‬ ‫والستينيات من القرن املايض‪ ،‬وعن‬ ‫اضطرابات العامل ومحاور الحرب الباردة‪،‬‬ ‫ومصالح القوى الكربى واالقليمية‪.‬‬ ‫فاذا اغفلت تفصي ًال ولو ضئي ًال من تلك‬ ‫املراحل‪ ،‬رمبا لن تتكون أمامك صورة‬ ‫واضحة عن مسعود بارزاين‪ .‬لن يكون‬ ‫بامكانك ان تفهم مسعود بارزاين‬ ‫الصاعد يف تلك املراحل اىل واجهة العمل‬ ‫السيايس والنضايل الكوردي‪ ،‬وال مسعود‬ ‫بارزاين الذي خاض– وعايش‪ -‬تحوالت‬ ‫كربى الحقاً منذ التسعينيات وصو ًال اىل‬ ‫يومنا هذا‪.‬‬ ‫سيكون مسعود بارزاين عسرياً عىل‬ ‫الفهم عليك‪ ،‬يف التاريخ ويف الحارض‪،‬‬ ‫متاماً كام أنه ليس من السهل فهم أرسار‬ ‫القضية الكوردية وال تعقيداتها الداخلية‬ ‫واالقليمية والدولية‪ .‬مسعود بارزاين بهذا‬ ‫املعنى‪ ،‬صورة عن قضيته‪ ،‬ال باملعنى‬

‫املادي امللموس‪ ،‬وامنا باملعنى االنساين‬ ‫املتشابك بأحالمه وتطلعاته وأوجاعه‪.‬‬ ‫فمن أين تسرب أغوار هذه الشخصية‬ ‫وأنت تارة تجد شيئا يف نشأته األوىل‪،‬‬ ‫وتارة أخرى يف زلزال اقليمي أو عاملي‬ ‫ترك بصامته العميقة فيه‪ ،‬كانسان أو ًال‬ ‫وسيايس ثانياً‪ ،‬ثم يف رحلته الطويلة‪ ،‬يف‬ ‫ميادين ألغام الرشق األوسط‪.‬‬ ‫فلنبدأ من طفولة مسعود بارزاين‪ .‬هو‬ ‫من منطقة بارزان يف اربيل‪ ،‬من عائلة‬ ‫نقشبندية من طرف أبيه املال مصطفى‬ ‫بارزاين‪ .‬والنقشبندية هي من املذاهب‬ ‫التصوفية التي شاعت بني الكورد منذ‬ ‫قرون‪ ،‬وقد انعكس سلوك املتصوفة عىل‬ ‫شخصية مسعود بارزاين‪ .‬ولذلك‪ ،‬فان من‬ ‫يعرفه عن قرب يالحظ فيه قلة الكالم‬ ‫واألكل‪ ،‬وااللتزام باملواعيد واحرتام رجال‬ ‫الدين واالبتعاد عن ثرثرة السياسيني‪.‬‬ ‫ويف مقابالته الصحافية وهي ليست كثرية‬ ‫بالنسبة لزعيم أمىض كل هذه السنوات‬ ‫يف مواقع املسؤوليات املتنوعة‪ ،‬تالحظ‬ ‫اجاباته املقتضبة عىل أسئلة شديدة‬ ‫الحساسية‪ ،‬والتزامه بااليجاز‪ ،‬والالمغاالة‬ ‫يف التعبري واألوصاف يف الخطابة‪.‬‬ ‫اما من طرف والدته‪ ،‬فان مسعود‬ ‫بارزاين ينتسب اىل قبيلة زيباري‪ .‬الراحل‬ ‫مصطفى بارزاين تزوج ابنة احد زعامات‬ ‫القبيلة محمود آغا زيباري‪ ،‬ومن العام‬ ‫‪ ١٩٤٧‬اىل العام ‪ ،١٩٥٨‬اي يف سنواته‬ ‫العرش األوىل‪ ،‬اي اىل حني عودة والده مال‬ ‫مصطفى من االتحاد السوفيتي‪ ،‬ترعرع‬ ‫بارزاين يف كنف الزعامات العشائرية‪.‬‬ ‫والوجاهة العشائرية تقود أحيانا اىل‬ ‫صالبة يف الرأي واملوقف‪ .‬هي أحيانا من‬ ‫عالمات تأكيد الزعامة‪ .‬وتؤدي أحيانا‬

‫بالرجل عندما يخوض غامر السياسة اىل‬ ‫النجاح يف فرض رؤيته وأفكاره بالتشبث‬ ‫بها‪.‬‬ ‫تروي سريته الرسمية‪ ،‬انه ولد يف مدينة‬ ‫مهاباد يف كوردستان ايران يف ‪ 16‬آب‪/‬‬ ‫اغسطس العام ‪ ،1946‬بالتزامن مع‬ ‫انعقاد املؤمتر األول للحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين يف منزل كوردي فييل‬ ‫ببغداد‪ ،‬حيث انتخب املال مصطفى‬ ‫رئيساً للحزب غيابياً‪ ،‬حيث كان يتواجد‬ ‫يف االتحاد السوفيتي حينها‪.‬‬ ‫تباهى مسعود مراراً بأنه ولد تحت علم‬ ‫جمهورية مهاباد الكوردية‪ ،‬ويفتخر‬ ‫بذلك‪ ،‬اال انه أيضا يعتربه مسؤولية عىل‬ ‫عاتقه النه حسب ما سمعناه من الرواة‬ ‫قام القايض محمد رئيس جمهورية‬ ‫مهاباد بتسليم العلم اىل مصطفى بارزاين‬ ‫بساعات قليلة من سقوط جمهوريته‪،‬‬ ‫وقال له‪ :‬انت الوحيد بني ابناء هذا‬ ‫الشعب يوثق اليه هذه االمانة‪ .‬كورد‬ ‫العراق وكورد ايران رغم اختالفاتهم‬ ‫الكثرية يف التفكري والعمل السيايس‪،‬‬ ‫يشاركون يف هذا العلم‪.‬‬ ‫وستعصف التطورات رسيعا بطفولة‬ ‫مسعود بارزاين‪ ،‬اذ بانسحاب القوات‬ ‫السوفياتية من ايران‪ ،‬جرى االنقضاض‬ ‫عىل «جمهورية مهاباد» الوليدة‪ ،‬واضطر‬ ‫والده عندها اىل اللجوء اىل االتحاد‬ ‫السوفيايت‪ ،‬بعيداً عن ابنه‪.‬‬ ‫وكان ان قامت الثورة عىل امللكية‬ ‫يف العراق يف ‪ 14‬متوز ‪ 1958‬ونشأت‬ ‫الجمهورية العراقية التي سمحت بذلك‬ ‫بإعادة التئام العائلة‪ .‬ومل يكن مسعود‬ ‫بارزاين سوى يف عمر ال‪ 15‬عندما اضطر‬ ‫اىل ترك الدراسة‪ ،‬بعد انفجار الخالف بني‬

‫املال مصطفى والرئيس عبدالكريم قاسم‪،‬‬ ‫وتحوله اىل مالحقات بحق قيادات‬ ‫الحزب الدميقراطي ثم اىل مواجهات‬ ‫عسكرية‪ ،‬ليلتحق مسعود بارزاين بعدها‬ ‫يف العام ‪ ،1962‬بقوات البيشمركة‪ ،‬مع‬ ‫اشتعال «ثورة ‪ 11‬ايلول» التي استمرت‬ ‫حتى العام ‪.1975‬‬ ‫ها هو مسعود بارزاين يخطو خطواته‬ ‫األوىل بني األلغام ويتصارع مع عواصف‬ ‫االقليم‪ .‬بعد ميض وقت قصري من‬ ‫التحاقه بقوات البيشمركة‪ ،‬عمل يف العام‬ ‫‪ 1967‬اىل جانب آخرين عىل تأسيس‬ ‫جهاز «الباراسنت» الذي هو مبثابة الذراع‬ ‫االستخباراتية للثورة‪ .‬وكانت الساحة‬ ‫الكوردية حافلة بالرصاعات واالنقسامات‬ ‫والوالءات‪.‬‬ ‫وسيضعه هذا الجهاز يف لحظة اصطدام‬ ‫حتمية مع خصوم الثورة‪ .‬ففي عامل‬ ‫األمن واالستخبارات‪ ،‬تعترصك التحديات‬ ‫واملخاطر‪ ،‬وتختربك تحت النار‪ ،‬لصقل‬ ‫عينيك الثاقبتني‪ ،‬وتشذيب سلوكك‬ ‫لتكون أكرث حذرا‪ ،‬وأقل سعة صدر‪ .‬ال‬ ‫خيار آخر لك وأنت يف قلب العواصف‬ ‫واملوت واأللغام املتتابعة انفجارا ودويا‪.‬‬ ‫ومتيض يف طريق الصعاب هذا وأنت‬ ‫تحمل ارثا ميتد عرشات السنني لعائلة‬ ‫البارزانية ومشايخها عىل دروب النضال‬ ‫التحرري للكورد‪ ،‬مبا يف ذلك والده املال‬ ‫مصطفى‪ .‬هذا ليس مجرد ارث‪ .‬هذا‬ ‫عبء ثقيل أيضا يلقي عليك امتحانات‬ ‫الجدارة الكفاءة يوما بيوم‪ ،‬وسنة تلو‬ ‫سنة‪.‬‬ ‫وبامكاننا القول ان العام ‪ 1970‬كان‬ ‫االختبار السيايس األول ملسعود بارزاين‪.‬‬ ‫حدثان كبريان يف حياته‪ ،‬األول انضاممه‬

‫اىل وفد التفاوض الكوردي مع الحكومة‬ ‫العراقية‪ ،‬والثاين انتخابه من قبل املؤمتر‬ ‫الثامن للحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫يف اللجنة املركزية للحزب‪.‬‬ ‫لن يدوم انجاز التفاوض مع حكومة‬ ‫بغداد طويال‪ ،‬فرسعان من انهيار اتفاق‬ ‫الحكم الذايت‪ ،‬لتعود قعقعة السالح اىل‬ ‫الجبال والوديان‪ .‬اال ان ابرام «اتفاقية‬ ‫الجزائر» بني نائب الرئيس العراقي‬ ‫صدام حسني وشاه ايران محمد رضا‬ ‫بهلوي برعاية الرئيس الجزائري هواري‬ ‫بومدين يف العام ‪ ،1975‬شكلت منعطفا‬ ‫حادا يف مسرية مسعود بارزاين‪ ،‬اذ فرضت‬ ‫الظروف املستجدة عىل الحركة الكوردية‬ ‫االنكفاء قليال واعادة التموضع للتعامل‬ ‫مع رشوط املرحلة الجديدة‪ ،‬ومصاعبها‪،‬‬ ‫لكنها مهدت النفجار «ثورة كوالن»‬ ‫الكوردية التي ارشف عليها وقادها كل‬ ‫من مسعود وشقيقه ادريس بارزاين‪.‬‬ ‫اال ان املال مصطفى مل يكن بأحسن‬ ‫احواله صحيا‪ ،‬وكان مسعود بارزاين اىل‬ ‫جانب والده بينام كان يتلقى العالج‬ ‫يف الواليات املتحدة ما بني عامي ‪1976‬‬ ‫و‪ .1979‬ويف هذه املرحلة تحديدا كان‬ ‫ميارس دورا سياسيا من خلف االضواء‪ ،‬اذ‬ ‫فتح قناة اتصال رسية مع مكتب السيد‬ ‫الخميني يف باريس والذي كان يسعى‬ ‫اىل اسقاط نظام الشاه‪ .‬ويف تلك املرحلة‬ ‫خاض مسعود امتحانا مبارشا امام املوت‬ ‫بعدما نجا من محاولة اغتيال يف العاصمة‬ ‫النساموية فيينا العام ‪ .1979‬يف جرمية‬ ‫نسبت اىل املخابرات العراقية وان اثنني‬ ‫من مرافقيه اصيبا بجروح‪ .‬يروى أيضا‬ ‫ان مسعود نجا من موت محتوم قبلها‬ ‫بكثري‪ ،‬يف العام ‪ ،1961‬عندما شن سالح‬

‫وتمضي يف طريق الصعاب‬ ‫هذا وأنت تحمل ارثا يمتد‬ ‫عشرات السنني لعائلة‬ ‫البارزانية ومشايخها على‬ ‫دروب النضال التحرري‬ ‫للكورد‪ ،‬بما يف ذلك والده‬ ‫املال مصطفى‪ .‬هذا ليس‬ ‫مجرد ارث‪ .‬هذا عبء ثقيل‬ ‫أيضا يلقي عليك امتحانات‬ ‫الجدارة الكفاءة يوما بيوم‪،‬‬ ‫وسنة تلو سنة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬ ‫صقلته كل تلك التجارب‬ ‫ليكون أكثر صالبة وحكمة‪،‬‬ ‫كما فعل يف خريف ‪2017‬‬ ‫بالتخلي عن سلطاته‪،‬‬ ‫بعدما مضى قدما باستفتاء‬ ‫االستقالل املؤيد شعبياً‪.‬‬ ‫الجو العراقي غارة عىل منطقة بارزان‬ ‫حيث عائلة املال مصطفى‪.‬‬ ‫وبإمكاننا ان نتخيل مسعود بارزاين‬ ‫يف تلك اللحظة املفاجئة يف فيينا أمام‬ ‫امتحان املوت غدرا‪ ،‬أمام تساؤالت ال‬ ‫تحىص‪ .‬رشيط الحياة واألقدار املعاكسة‬ ‫أمام هذا الشاب الثالثيني‪ ،‬مير أمامه‬ ‫رسيعا‪ ،‬منذ والدته يف مهاباد‪ ،‬ثم ترعرعه‬ ‫بعيداً عن والديه‪ ،‬وصوال اىل انضوائه يف‬ ‫صفوف البيشمركة ثم انتكاس األحالم‬ ‫املتتالية واتقاد آمال التغيري بسقوط‬ ‫نظام امللكية لفيصل الثاين ونوري‬ ‫السعيد‪ ،‬وفرص التعاون مع االيرانيني‬ ‫السقاط الشاه واقتناص لحظة مؤاتية‬ ‫لتحقيق التطلعات الكوردية‪.‬‬ ‫هل كان كل هذا الرشيط متصورا من‬ ‫قبل أمام هذا الثالثيني الحامل؟‬ ‫ومل يطل انتظاره للخيار االيراين‪ ،‬اذ سقط‬ ‫الشاه بالفعل‪ ،‬ولهذا حط رسيعا يف‬ ‫طهران ليتابع التفاهامت الباريسية مع‬

‫قيادة الخميني‪ .‬وكانت االقدار املعاكسة‬ ‫بانتظاره مرة جديدة‪ .‬تبلغ فور وصوله‬ ‫بوفاة والده!‬ ‫محطات أخرى عديدة وتحوالت كربى‬ ‫ستمر عىل مسعود بارزاين يف السنوات‬ ‫التالية‪ ،‬وستطبع مسار حياته الحقا‪.‬‬ ‫انتخابه باالجامع من جانب املؤمتر‬ ‫التاسع للحزب الدميقراطي الكوردستاين‪،‬‬ ‫رئيسا له العام ‪ ،1979‬ثم عندما تجسد‬ ‫مشهد املوت أمامه مرة أخرى وامنا بحق‬ ‫قبيلته وابناء منطقته بارزان يف ما عرف‬ ‫باسم «عملية االنفال» التي شنها صدام‬ ‫حسني العام ‪ 1983‬وقتل فيها االف‬ ‫االشخاص‪ ،‬بينهم‪ ،‬بحسب األرشيف‬ ‫الرسمي ملسعود بارزاين‪ 37 ،‬من أفراد‬ ‫عائلته‪.‬‬ ‫وبينام بدا ان الحرب العراقية ‪-‬االيرانية‬ ‫تشكل فرصة لتعزيز تطلعات النضال‬ ‫الكوردي‪ ،‬بعدما مزق صدام حسني‬ ‫«اتفاقية الجزائر» ‪ -‬أو اتهم ايران بخرقها‬ ‫ فانها‪ ،‬أي هذه الحرب‪ ،‬رضبت يف الوقت‬‫نفسه‪ ،‬موعدا مع األقدار املعاكسة ذاتها‪.‬‬ ‫فمع انكسار موجة الهجوم العراقي يف‬ ‫بداية الحرب داخل االرايض االيرانية‪،‬‬ ‫وتحول ايران من موقع الدفاع اىل‬ ‫الهجوم‪ ،‬صب صدام حسني انتقامه‬ ‫عىل الكورد الذي بلغ ذروته يف االبادة‬ ‫الكيميائية يف حلبجة العام ‪ ،1988‬وايضا‬ ‫يف الهجوم العسكري العراقي الكبري‬ ‫بالقرب من الحدود الرتكية يف ما عرف‬ ‫باسم «ملحمة خواكورك» التي جسدها‬ ‫مسعود بارزاين مع مقاتيل البيشمركة‬ ‫خالل تصديهم للهجوم‪.‬‬

‫وكان مسعود بارزاين يعمل خالل سنوات‬ ‫الحرب العراقية االيرانية عىل خط مواز‬ ‫آخر لتحصني الساحة الكوردية‪ ،‬متثل‬ ‫ذلك يف جهوده املشرتكة مع شقيقه‬ ‫ادريس بارزاين التي أمثرت تشكيل‬ ‫الجبهة الكوردستانية املعارضة العام‬ ‫‪ 1982‬ومن بني من ضمتهم باالضافة اىل‬ ‫الحزب الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬اإلتحاد‬ ‫الوطني الكوردستاين‪ ،‬الحزب الشيوعي‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬الحركة اآلشورية‪ ،‬الحزب‬ ‫االشرتايك الكوردي‪ ،‬وحزب الشعب‪.‬‬ ‫سيعاد التأكيد من جانب الكورد‬ ‫عىل زعامة مسعود بارزاين من خالل‬ ‫انتخابه من قبل املؤمتر العارش للحزب‬ ‫الدميقراطي عقد يف كانون االول‪/‬ديسمرب‬ ‫‪ 1989‬رئيسا للحزب لوالية ثانية‪ ،‬وذلك‬ ‫قبل شهور قليلة من غزو صدام حسني‬ ‫للكويت‪ ،‬وهو عدوان سيغري وجه‬ ‫العراق واملنطقة برمتها‪ .‬لن تعود القضية‬ ‫الكوردية كام كانت قبل تاريخ الغزو يف‬ ‫آب‪/‬اغسطس ‪ .1990‬فمع اعادة تحرير‬ ‫الكويت‪ ،‬واندالع انتفاضتني ضد صدام‬ ‫حسني يف الجنوب والشامل‪ ،‬قاد مسعود‬ ‫بارزاين القتال عىل الجبهة الكوردستانية‪.‬‬ ‫لقد ارتكب صدام حسني أكرب اخطاء‬ ‫عمره تدمريا‪ .‬وبدا ان األقدار ابتسمت‬ ‫أخريا‪ ،‬وأحسن مسعود بارزاين اغتنام‬ ‫اللحظة سواء يف رضب القوات املوالية‬ ‫لصدام‪ ،‬أو يف الوقت نفسه‪ ،‬استكشاف‬ ‫احتامالت الخيار السيايس مع بغداد‪،‬‬ ‫حيث ذهب اليها يف أيار‪/‬مايو ‪1991‬‬ ‫للمرة األوىل مرتأسا الجبهة الكوردستانية‬ ‫للتفاوض عىل حل سيايس النتزاع‬

‫الحقوق‪.‬‬ ‫أشياء كثرية تغريت منذ ذهب يف تلك‬ ‫املرة يف العام ‪ ،1970‬بغرض التفاوض‬ ‫أيضا‪ ،‬يف حياة مسعود بارزاين ويف كل‬ ‫من بغداد وكوردستان ويف منطقة الرشق‬ ‫األوسط التي يستحيل فيها السالم‪.‬‬ ‫مسعود يف ال‪ 24‬من العمر‪ ،‬ومسعود‬ ‫يف ال‪ 45‬من العمر‪ .‬كأنها قرون من‬ ‫األحداث والعواصف والتحوالت‪.‬‬ ‫والخيبات كانت كثرية مع بغداد‪.‬‬ ‫وهذه املرة أيضا مل يكتب النجاح‬ ‫لخيار التفاوض السيايس‪ ،‬وكان التقدم‬ ‫العسكري عىل الجبهة أكرث فاعلية اذ أنه‬ ‫اتاح ملسعود بارزاين املبادرة اىل خطوات‬ ‫تاريخية يف مسرية الكورد تعزز كيانهم‬ ‫السيايس من خالل العمل من أجل انشاء‬ ‫برملان وحكومة‪ ،‬اذ مل يعد ما قبل ‪،1990‬‬ ‫كام بعده‪.‬‬ ‫ثم كانت سنوات الدم السود‪ .‬تقاتل‬ ‫الحزبان‪ ،‬الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫واالتحاد الوطني الكوردستاين يف رصاع‬ ‫دموي‪ ،‬فيام تداخلت وتضارب مصالح‬ ‫بغداد وواشنطن وطهران‪.‬‬ ‫وبرغم ان االمر تطلب الكثري من‬ ‫الجهود من جانب زعيم الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين‪ ،‬لرأب الصدع‬ ‫مع جالل الطالباين‪ ،‬ووساطات امريكية‬ ‫متعددة‪ ،‬امثرت هدنة يف العام ‪،1998‬‬ ‫اال ان مسعود بارزاين اصبح مبثابة الرقم‬ ‫الصعب يف املشهد السيايس االقليمي‪،‬‬ ‫وهو ما يستدل عليه من تزايد حضوره‬ ‫ولقاءاته مع زعامء ومسؤولني من حول‬ ‫العامل يف ذلك الوقت‪ ،‬من بينهم عىل‬

‫سبيل املثال الرئيس الفرنيس فرانسوا‬ ‫ميرتان‪ ،‬وكبار زعامء ايران‪ ،‬والرئيس‬ ‫الرتيك تورغت أوزال‪ ،‬ورئيس الحكومة‬ ‫الربيطانية جون ميجور‪ ،‬ووزيرة‬ ‫الخارجية االمريكية مادلني اولربايت‪.‬‬ ‫وكانت طبول الحرب الجديدة تقرع‬ ‫بصوت عال يف املنطقة‪ .‬يف العام ‪،2003‬‬ ‫انتهى نظام صدام حسني‪ ،‬ومل يعد العراق‬ ‫الذي نعرفه‪ .‬فمن سلطة االئتالف‪،‬‬ ‫اىل مجلس الحكم االنتقايل والحكومة‬ ‫العراقية املؤقتة جميعها شهدت حضوراً‬ ‫مؤثرا يف القرار ملسعود بارزاين‪ ،‬وصوال اىل‬ ‫العام ‪ 2005‬حيث وافق العراقيون عىل‬ ‫دستور جديد يف استفتاء شعبي‪ ،‬أكد أن‬ ‫جمهورية العراق دولة اتحادية‪ ،‬واعرتف‬ ‫بحدود وصالحيات اقليم كوردستان‪ ،‬ال‬ ‫بل ان الكورد صاروا رشكاء أساسيني يف‬ ‫الحكم يف بغداد‪.‬‬ ‫وها هو مسعود بازراين أول رئيس‬ ‫لالقليم يف العام ‪ .2005‬وقد يقول‬ ‫قائل إنه آن ملسعود بارزاين ان يستقر‬ ‫رئيسا‪ .‬لكن للرئاسة أمثانها واعباؤها‪.‬‬ ‫وكوردستان املهملة منذ عقود‪ ،‬كان‬ ‫يجب ان تنهض‪ ،‬اعامريا واستثامريا‬ ‫وعلميا‪ .‬ولعلها املرة األوىل التي يوضع‬ ‫فيها مسعود بارزاين أمام امتحان‬ ‫مسؤوليات الدولة بهذا الشكل‪ .‬ازدهرت‬ ‫األعامل كثريا يف االقليم‪ ،‬وصار لقب «ديب‬ ‫الثانية» شائعا يف االعالم العاملي‪ .‬أما هو‬ ‫فصار تارة ضيفا يف واشنطن والفاتيكان‬ ‫ولندن وطهران وانقرة ودمشق والقاهرة‬ ‫والرياض‪ ،‬وتارة يستقبل كبار الزعامء‬ ‫ومسؤويل العامل يف اربيل‪.‬‬

‫آخر اختبارات األقدار أمام مسعود‬ ‫بارزاين عودته اىل الجبال ملقاتلة «داعش»‬ ‫يف ‪ .2014‬يوماً قال بلسانه انه طلب‬ ‫املساندة من الحلفاء البديهيني‪ ،‬ومل يأتوا‬ ‫رسيعا‪ .‬يومها طلب من االيرانيني فجاءوا‬ ‫يف اليوم التايل‪« .‬طيور الظالم» كانت‬ ‫عىل أبواب أربيل وبغداد والنجف‪.‬‬ ‫أحس مسعود مرة جديدة بالخذالن‪،‬‬ ‫لكن ذلك مل مينعه الذهاب اىل الجبهات‬ ‫للحث عىل الصمود ودحر الغزاة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثبت مسعود بارزاين اقدامه يف الزعامة‬ ‫الكوردية برغم االنكسارات الكثرية‬ ‫واالحالم‪ .‬يروى عنه انه يف لقاءاته‬ ‫الشخصية يظهر الكثري من التواضع‪.‬‬ ‫تحت هذه الكوفية املرقطة‪ ،‬وجه بشوش‬ ‫عموما‪ ،‬وعينان مدورتان‪ ،‬حذرتان بعد‬ ‫كل تلك الخيانات وعواصف االلغام‬ ‫التي ال تحىص‪ .‬صقلته كل تلك التجارب‬ ‫ليكون أكرث صالبة وحكمة‪ ،‬كام فعل‬ ‫يف خريف ‪ 2017‬بالتخيل عن سلطاته‪،‬‬ ‫بعدما مىض قدما باستفتاء االستقالل‬ ‫املؤيد شعبياً‪.‬‬ ‫ومن الصعب عليك ان ترسم صورة‬ ‫جامدة ملسعود بارزاين املتأثر تارة بقيم‬ ‫قبلية نشأ عليها يف صغره‪ ،‬وتارة أخرى‬ ‫بقيم مستقبل خال من الدماء ألبناء‬ ‫جلدته الكورد‪ ،‬لكن بامكانك ان ترى‬ ‫فيه مقات ًال يف البيشمركة‪ ،‬مثلام كان منذ‬ ‫اكرث من نصف قرن‪ ،‬وحتى اليوم فذلك‬ ‫املولود يف مهاباد‪ ،‬كرب واصبح زعي ً‬ ‫ام‪،‬‬ ‫بانتظار حلمه أن يتحقق‪ ،‬يف رشق اوسط‬ ‫ملغم‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪10‬‬

‫بغداد وأربيل‬ ‫تقرتبان من طي‬ ‫خالفات النفط‪..‬‬ ‫واتفاق غاز يف األفق‬ ‫تقترب الحكومة االتحادية العراقية‬ ‫وحكومة إقليم كوردستان من‬ ‫طي صفحة خالفاتهما بشأن ملف‬ ‫النفط والتي تعد من الملفات‬ ‫العالقة منذ سنوات طويلة‪ ،‬بل‬ ‫يتجه الطرفان إلبرام اتفاق جديدة‬ ‫الستثمار الغاز في حقول باإلقليم‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬محمد جمـال‬

‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫وبدأت أوىل خطوات التقارب‬ ‫أواخر العام املايض عندما‬ ‫توصل الجانبان التفاق بشأن موازنة‬ ‫العراق املالية لعام ‪ 2020‬وتضمنت‬ ‫تسليم إقليم كوردستان ‪ 250‬ألف‬ ‫برميل يومياً من النفط الخام للحكومة‬ ‫االتحادية مقابل ضامن رواتب‬ ‫املوظفني والبيشمركة وحصة اإلقليم‬ ‫املتمثلة بنحو ‪ 13‬يف املئة‪.‬‬ ‫وخالل الفرتة القليلة املاضية‪ ،‬أجرى‬ ‫الجانبان مباحثات مكثفة يف العاصمة‬ ‫العراقية بغداد بشأن الخالفات العالقة‬ ‫بينهام يف ملف النفط والتنسيق فيام‬ ‫بينهام بخصوص اتفاق «أوبك‪»+‬‬ ‫الخاص بخفض اإلنتاج‪.‬‬ ‫وتوصلت الحكومتان إىل اتفاق اللتزام‬ ‫كل منهام بحصته يف اتفاق خفض‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬فض ًال عن تبادل املعلومات‬ ‫بشأن اإلنتاج إلضفاء املزيد من‬ ‫الشفافية عىل هذا امللف‪.‬‬ ‫وبخالف ملف النفط‪ ،‬يتجه الطرفان‬ ‫إلبرام اتفاق الستثامر الغاز يف حقول‬ ‫بإقليم كوردستان يف مسعى لتأمني‬ ‫الوقود ملحطات الكهرباء بأرجاء البالد‪.‬‬ ‫ويف هذا الشأن‪ ،‬قدمت الحكومة‬ ‫االتحادية مقرتحاً لحكومة اإلقليم‬ ‫مؤخراً عىل أن يواصل الجانبان بحث‬ ‫هذا امللف يف زيارة يجريها وفد من‬ ‫بغداد يف الفرتة املقبلة متهيداً إلبرام‬

‫اتفاق نهايئ‪.‬‬ ‫ويأيت هذا التقارب يف خضم أزمة‬ ‫جائحة كورونا التي تنذر املعطيات‬ ‫بأنها ستتسبب بأزمة مالية يف العراقية‬ ‫جراء انهيار أسعار النفط إىل ما دون‬ ‫‪ 20‬دوالراً للربميل الواحد‪ ،‬عل ً‬ ‫ام أن‬ ‫العراق يعتمد عىل إيرادات بيع الخام‬ ‫لتمويل نحو ‪ 95‬يف املئة من نفقات‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫وتقول النائبة السابقة يف الربملان‬ ‫العراقي‪ ،‬عضو الحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين اشواق الجاف‪ ،‬لشفق‬ ‫نيوز‪ ،‬إن «هذه املرحلة‪ ،‬هي مرحلة‬ ‫الحوار‪ ،‬وبكل التأكيد‪ ،‬الحوار القانوين‬ ‫والدستوري هو الحل لجميع امللفات‬ ‫العالقة بني بغداد وأربيل»‪.‬‬ ‫وأشارت إىل أنه‪« ،‬بحسب املعلومات‬ ‫األولية ستكون أيضا هناك زيارات‬ ‫متبادلة من قبل وفد من الحكومة‬ ‫االتحادية اىل اقليم كوردستان‬ ‫وبالعكس إلكامل الحوار والنقاش عىل‬ ‫اتفاق الغاز‪ ،‬ويكون فيه فائدة لجميع‬ ‫أبناء الشعب العراقي»‪.‬‬ ‫وتبني الجاف أنه «يف الفرتات السابقة‬ ‫(يف الدورة الثانية والثالثة)‪ ،‬كان هناك‬ ‫تدخل من قبل البعض يف امللفات ما‬ ‫بني حكومتي بغداد واربيل من أجل‬ ‫خلق املشكالت‪ ،‬ومل تكن هناك لغة‬ ‫حوار متبعة‪ ،‬وإمنا كانت هناك رد من‬ ‫قبل الحكومة االتحادية عن طريق‬ ‫البيانات والترصيحات اإلعالمية»‪.‬‬ ‫والخالفات العالقة بني بغداد وأربيل‬

‫تعود إىل سنوات طويلة أي طيلة‬ ‫الفرتة التي تلت سقوط النظام العراقي‬ ‫السابق عام ‪ ،2003‬حيث مل يتمكن‬ ‫الطرفان من تجاوزها رغم جوالت‬ ‫مباحثات كثرية‪.‬‬ ‫إال أن الخالفات تفاقمت عىل نحو غري‬ ‫مسبوق إبان فرتة الوالية الثانية لرئيس‬ ‫الوزراء األسبق نوري املاليك (‪-2010‬‬ ‫‪ ،)2014‬حيث عمد إىل قطع حصة‬ ‫إقليم كوردستان من املوازنة االتحادية‬ ‫عام ‪ 2014‬اعرتاضاً عىل خطط اإلقليم‬ ‫لتطوير حقول النفط‪.‬‬ ‫واستمر حجب حصة اإلقليم من‬ ‫املوازنة االتحادية طيلة عمر حكومة‬ ‫حيدر العبادي (‪.)2018-2014‬‬ ‫وتابعت الجاف بالقول‪ ،‬إنه «منذ‬ ‫تشكيل حكومة عادل عبد املهدي‪،‬‬ ‫كانت هناك خطوات هادئة‪ ،‬عىل وفق‬ ‫حوار دستوري قانوين‪ ،‬لحل كل امللفات‬ ‫العالقة‪ ،‬بعيداً عن التصعيد اإلعالمي‪،‬‬ ‫وهذا هو األسلوب الصحيح‪ ،‬الذي كان‬ ‫يجب اتباعه منذ سنوات طويلة»‪.‬‬ ‫وتضيف ان «اي اتفاق يتم بني بغداد‬ ‫وأربيل يف ملفي النفط والغاز‪ ،‬يجري‬ ‫وضعه وفق قانون وكذلك الربملان‬ ‫يصوت عليه‪ ،‬لكن املشكلة تكون‬ ‫بتصاعد أصوات بعض االطراف‬ ‫السياسية»‪.‬‬ ‫ونوهت إىل أنه «ال توجد مشكلة‬ ‫بني الحكومتني‪ ،‬وهذه االصوات هي‬ ‫من سياسيي الصدفة‪ ،‬الذين يحالون‬ ‫جمع أصوات لالنتخابات‪ ،‬هم وراء‬

‫التشويش عىل الحكومتني‪ ،‬واال فان‬ ‫الحكومتني متفقتان بحسب صيغة‬ ‫تضعها وفق قانون املوازنة‪ ،‬والربملان‬ ‫العراقي يصوت عليها‪ ،‬واذا كانت‬ ‫هناك مشكلة بني بغداد وأربيل‪ ،‬اذاً‬ ‫ملاذا يتفقان عىل يشء‪ ،‬بحيث تضعها‬ ‫الحكومة يف مسوده املوازنة وترسلها‬ ‫للربملان»‪.‬‬ ‫وترى الجاف ان «حكومة عادل عبد‬ ‫املهدي‪ ،‬كانت تخصص وقتها لحل‬ ‫امللفات العالقة مع حكومة اقليم‬

‫الكوردستاين ان «الحكومة االتحادية‪،‬‬ ‫لديها وزارة مختصة‪ ،‬لعقد أي اتفاق‬ ‫بشأن النفط أو الغاز‪ ،‬وكذلك لها‬ ‫خرباء بهذا املجال‪ ،‬ولهذا النقاش جا ٍر‬ ‫وسوف يستكمل بشأن اتفاق الغاز‪،‬‬ ‫يف الزيارات املتبادلة املقبلة للطرفني‬ ‫ليكون هناك اتفاق وفق الدستور وفيه‬ ‫مصلحة كل الشعب العراقي»‪.‬‬ ‫وحالت الخالفات بني بغداد واإلقليم‪،‬‬ ‫عىل مدى السنوات املاضية‪ ،‬دون مترير‬ ‫قانون ينظم إدارة النفط والغاز يف‬

‫«اي اتفاق يتم بني بغداد وأربيل‬ ‫يف ملفي النفط والغاز‪ ،‬يجري وضعه وفق‬ ‫قانون وكذلك الربملان يصوت عليه‪ ،‬لكن‬ ‫املشكلة تكون بتصاعد أصوات بعض‬ ‫االطراف السياسية»‬

‫كوردستان وفق اإلطار الدستوري‪ ،‬ومل‬ ‫تخصص اي وقت لألصوات التي تحاول‬ ‫خلق املشكالت‪ ،‬وهنا الحكومة تكون‬ ‫محافظة عىل حق الشعب العراقي‬ ‫ومحافظة عىل تطبيق القانون‪ ،‬بعيداً‬ ‫عن اي تصعيد اعالمي»‪.‬‬ ‫وتتابع عضو الحزب الدميقراطي‬

‫البالد‪.‬‬ ‫إال أن األمور بدأت تتجه نحو الحل‬ ‫تدريجياً منذ العام املايض‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سيجعل إبرام اتفاق الغاز بني الطرفني‬ ‫يسرياً مقارنة مع ملف النفط‪.‬‬ ‫ويقول الخبري النفطي العراقي صادق‬ ‫الركايب‪ ،‬لشفق نيوز‪ ،‬إن «اتفاق الغاز‬

‫بني بغداد وأربيل‪ ،‬سيكون أسهل‬ ‫من االتفاق عىل النفط‪ ،‬خصوصاً أن‬ ‫الطرفني ميران مبحنة مشرتكة برتاجع‬ ‫اإليرادات وتراجع االنفاق الرأساميل‬ ‫لرشكات النفط وعدم وجود طلب‬ ‫عاملي»‪.‬‬ ‫وبني الركايب ان «االتفاق عىل الغاز‬ ‫بني بغداد وأربيل‪ ،‬بسبب ان العراق‬ ‫يريد االستفادة من الطاقة الكهربائية‪،‬‬ ‫دون ان يكون هناك استرياد للغاز من‬ ‫الخارج‪ ،‬وهذا يوفر االيرادات ويجعل‬ ‫االتفاق بني بغداد وأربيل عىل استثامر‬ ‫الحقول املكتشفة وغري مستغلة سه ًال‪،‬‬ ‫خصوصاً أن هناك حقول مكتشفة‬ ‫حديثاً لكنها غري مستغلة»‪.‬‬ ‫وأكد ان «هذا الحقل سيكون العمل‬ ‫فيه‪ ،‬خالل االشهر القليلة القادمة‪،‬‬ ‫وهو مصلحة مشرتكة لبغداد وأربيل‪،‬‬ ‫خصوصاً هو سيكون فيه تقليل لالتفاق‬ ‫بسبب استرياد الغاز من الخارج‪،‬‬ ‫وزيادة سعة الطاقة الكهربائية»‪.‬‬ ‫وأضاف الخبري النفطي العراقي ان‬ ‫«هذا االتفاق يوفر إيرادات مالية‬ ‫للحكومة االتحادية‪ ،‬ما يساعد كال‬ ‫الطرفني‪ ،‬لتوفري اموال لدفع رواتب‬ ‫املوظفني واعامر البنى التحتية‪،‬‬ ‫ومتويل املوازنة االتحادية‪ ،‬ويساعد‬ ‫الحكومة االتحادية وحكومة االقليم‪،‬‬ ‫عىل تخفيض االثر السلبي االقتصادي‬ ‫بسبب تراجع الطلب عىل اسعار‬ ‫النفط‪ ،‬ولهذا االتفاق مصلحة مشرتكة‬ ‫للطرفني»‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫شعب كوردستان الینسی‬ ‫عمليات األنفال وجرائم اإلبادة‬ ‫الجماعية‬ ‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫يف ذکری مرور ‪ ٣٢‬عام علی‬ ‫مسالخ األنفال واملجازر‬ ‫الجامعية التي نفذها نظام البعث‬ ‫بحق الكوردستانيني خالل الفرتة من‬ ‫‪ 23‬شباط ‪ 1988‬الی السادس من أيلول‬ ‫تعرف بواحدة من‬ ‫نفس العام والتي ّ‬ ‫أكرث صفحات القمع الحكومي وحشيةً‬ ‫وعنفاً يف تاريخ العراق الحديث‪ ،‬البد‬ ‫القول بأن تلك املامرسات مل تکن‬ ‫إال نتیجة التعامل الضدي والسلبي‬ ‫مع اآلخر املختلف من قبل النظام‬ ‫الشوفيني الظامل‪ ،‬الذي مترتس وراء‬ ‫الهويات وعسكرة املجتمعات ومارس‬ ‫التهويل االيديولوجي بأعتبار اآلخر‬ ‫املختلف «جيب عميل» أو مصدر‬ ‫«املصائب والرشور»‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬نظام صدام حسني املقبور‪ ،‬الذي‬ ‫حرق البالد والعباد تحت شعار «أنا أو‬ ‫ال أحد» و مارس العنف ّ‬ ‫املنظم و قام‬ ‫بسفك الدماء كأي منوذج ديكتاتوري‬ ‫آخر‪ ،‬بدأ بالحروب ثم بعمليات اإلبادة‬ ‫الجامعية ضد شعب كوردستان وقام‬ ‫بتدمري البنية اإلقتصادية والنسق‬ ‫اإليكولوجي يف کوردستان وترك‬ ‫بإرتکابە ألكرث من ثالثة عقود جرائم‬ ‫شنیعة ومرعبة جرحاً عميقاً يف جسد‬ ‫املجتمع الکوردستاين وذاکرته اليقظة‪،‬‬ ‫هذا الجرح ولألسف مل يندمل الی‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫لکن شعب كوردستان يستمر من خالل‬ ‫قنوات مختلفة يف مساعیه للتعريف‬ ‫بجرمية األنفال كقضية دولية‪ .‬أما‬ ‫قیادته الكوردستانية املناضلة فيدعوا‬ ‫املجتمع الدويل لإلقرار بأن تلك العملية‬ ‫جرمية إبادة عرق ّية‪.‬‬

‫ويف الوقت ذاته يطالب هذه القيادة‬ ‫تحمل مسؤولية تعويض‬ ‫حکومة بغداد ّ‬ ‫ضحایا األنفال واإلبادة الجامعية‪،‬‬ ‫بأعتبار تحسني األوضاع املعيشية‬ ‫لذوي الشهداء وضحاياها مسؤولية‬ ‫دستورية وأخالقية وتاريخية‪.‬‬ ‫الیوم وبعد كل هذه التجارب‬ ‫املريرة مع حكومة بغداد اليعقل أن‬ ‫نستغفل بالشعارات والوعود الكاذبة‬ ‫واليستطیع صانعي القرار يف بغداد‬ ‫أن يدعوا بالهشاشة الفكرية والحمل‬ ‫املفهومي الخادع ما يسمی بالرشاكة‬ ‫الوطنية مع شعب إقليم كوردستان‬ ‫أو أن يطلبوا دعمه لإلستمرار يف‬ ‫السياسات الخاطئة‪.‬‬ ‫املنطق يقول‪ ،‬التعامل مع اإلقليم‬ ‫وقضایاه بعقل إستعاليئ و عدم بلورة‬ ‫قيم جديدة للرشاكة تعيد إنتاج املآزق‬ ‫و صناعة الكوراث وتدعم ثقافة املقابر‬ ‫الجامعية‪.‬‬ ‫فالرشاكة‪ ،‬کام هو معلوم‪ ،‬تلزم أصحاب‬ ‫القرار يف بغداد أن يبدوا إستعدادهم‬ ‫«ولو بشكل نظري» اإلهتامم بضاحايا‬ ‫األنفال وإبداء النية الصادقة للنطق‬ ‫بكلمة «اإلعتذار» عن ما تعرض له‬ ‫هذا الشعب املناضل يف سبيل حقوقه‬ ‫املرشوعة من املآيس‪.‬‬ ‫املجتمعات العراقية اليوم بأشد الحاجة‬ ‫الی ساسة يعملون علی إنتاج ثقافة‬ ‫جديدة منفتحة مدنية وسلمية مبنية‬ ‫علی عقلية املداولة والرشاكة الحقيقية‬ ‫ال علی الدعوة والرتويج لعقلية الضد‬ ‫ومنطق اإلقصاء‪.‬‬ ‫ولی زمن سامح الشعب‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫الكوردستاين للحكومات يف العراق‬

‫ببسط الهيمنة‪ ،‬بعد لبس جلباب ديني‬ ‫أو قوموي أو دیمقراطي أو علامين‬ ‫والتعمد إلی تفتيت دميوغرافيته علی‬ ‫أساس أقوام وطوائف وقبائل وإستغالل‬ ‫نزاعاتها وتوظيف رصاعاتها وإستثامر‬ ‫نعراتها بهدف إبقاءها خاضعة سياسياً‬ ‫وعليلة إجتامعياً للرتويض بإرادتها‬ ‫ونهب ثرواتها وتوزيع أسالبها وتعطيل‬ ‫ديناميات االرتقاء الحضاري عندها‬ ‫وكبح تطلعات التواصل اإلنساين لديها‪.‬‬ ‫من يفكر علی هذا النحو اليغري واقعاً‬ ‫واليصنع وحدة بني املكونات املختلفة‬ ‫يف العراق‪ ،‬بل ترتطم أفكاره املثالية و‬ ‫نظراته التبسيطية علی أرض الواقع‬ ‫العنيد‪ ،‬ليك ترتد علیه‪ ،‬كام ترتد الكرة‬ ‫عندما تصطدم بأرض صلبة ملساء‪.‬‬ ‫واملآل هو إنتاج واقع أسوأ و أكرث كارثة‬ ‫مام أنتجه نظام البعث و ّ‬ ‫علمة التف ّرد‬ ‫و الدكتاتورية‪ ،‬صدام حسني‪.‬‬ ‫نحن يف کوردستان نفتخر بعوائل‬ ‫الضحايا ألنهم مل يرفعوا شعار الثأر‬ ‫لضحاياهم‪ ،‬بل طالبوا الجهات املؤمنة‬ ‫بالدستور يف الحکومة العراقية بتنفيذ‬ ‫قرارات املحاكم العراقية ومجلس‬ ‫النواب بتعويض ضحايا االنفال واالبادة‬ ‫الجامعية ومحاكمة کل من شارك يف‬ ‫هذه العملية اإلجرامية وكل من مهّد‬ ‫الطريق لتنفيذها بشكل عادل‪.‬‬ ‫وختاماً نکرر و نقول‪« :‬إذا ظل ثقافة‬ ‫و سياسة تدمري الحس والوجود‬ ‫الكوردستاين قامئة يف العراق الفدرايل‪،‬‬ ‫فسيكون التعبري عن الدميقراطية و‬ ‫حقوق اإلنسان والرشاكة واإلعرتاف‬ ‫باآلخر املختلف يف هذا البلد رضباً من‬ ‫مالعبة األفاعي السامة»‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪16‬‬ ‫قراءات متعددة حول‬ ‫إيقاف بغداد لرواتب‬ ‫اقليم كوردستان‬ ‫فـيلـي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫تعددت الرؤى والقراءات حول‬ ‫القرار الصادر عن مجلس الوزراء‬ ‫والقايض بإيقاف رواتب موظفي اقليم‬ ‫كوردستان وقد استبعدت عضو الحزب‬ ‫الدميقراطي الكوردستاين النائب السابق‬ ‫يف الربملان العراقي اشواق الجاف وجود‬ ‫أي خالفات بني حكومتي بغداد واقليم‬ ‫كوردستان ‪.‬‬ ‫وقالت الجاف يف حديثها لشفق نيوز‪،‬‬ ‫ان السبب الحقيقي يف قرار رئيس‬ ‫الوزراء عادل عبد املهدي بوقف متويل‬ ‫رواتب موظفي االقليم يعودة اىل‬ ‫االزمة املالية الحالية وماخلفتة االوضاع‬ ‫االقتصادية املضطربة يف العامل مشرية‬ ‫اىل ان الصندوق االتحادي يواجه عجزا‬ ‫وضغوطا كبرية لتهاوي اسعار النفط‬ ‫مبعدالت كبرية اىل جانب ارتفاع تكاليف‬

‫استخراج النفط اىل اعىل من االنتاج»‪.‬‬ ‫واوضحت الجاف ان مباحثات‬ ‫مستيفضة بني بغداد وكوردستان افضت‬ ‫اىل ابرام اتفاقات مهمة يف املجال املايل‬ ‫وملف الغاز وبوثائق مربمة بني الطرفني‬ ‫ال ميكن االخالل بها ‪ ,‬وان الحكومتني‬ ‫ملتزمتني باالتفاقات ‪.‬‬ ‫واضافت « من يعزو توقف متويل‬ ‫رواتب موظفي االقليم اىل خالفات‬ ‫سياسية او اسباب اخرى عليه اثبات‬ ‫ذلك بالوثاق واالدلة»‬ ‫اما الكاتب واملراقب السيايس اسو‬ ‫حاجي فقد قال ان قرار متويل رواتب‬ ‫موظفي اقليم كوردستان ال عالقة له‬ ‫بتسليم ‪ 250‬الف برميل من النفط‬ ‫يوميا اىل رشكة سومو‪.‬‬ ‫واضاف انه يف عام ‪ 2019‬تم توقيع‬

‫اتفاق بني اقليم كوردستان وبغداد‬ ‫بارشاف مبارش من وزير النفط ثامر‬ ‫الغضبان ابدات فيه حكومة االقليم‬ ‫استعدادها بان ترشف رشكة سومو عىل‬ ‫مبيعات اقليم كوردستان من النفط‬ ‫رشيطة ان تعطي الحكومة االتحادية‬ ‫اقليم كوردستان حصته من املوازنة‬ ‫كاملة‪.‬‬ ‫ونوه اىل ان انسحاب بغداد من االتفاق‬ ‫متعلق بقضايا سياسية منها انها ورقة‬ ‫ضغط متارسها عىل اقليم كوردستان‬ ‫بسبب موقفه يف عدم مشاركة املمثلني‬ ‫الكورد يف جلسة الربملان التي شهدت‬ ‫التصويت عىل اخراج القوات االجنبية‬ ‫اضافة اىل انها ضغوط ايرانية عىل‬ ‫االقليم جراء نقل القوات والقواعد‬ ‫االمريكية اىل كوردستان وتنصيب‬

‫منظومة باتريوت يف االقليم‪.‬‬ ‫من جهته افاد وفد حكومة اقليم‬ ‫كوردستان املفاوض الذي زار بغداد‬ ‫مؤخرا بوجود ضعوط سياسية الفشال‬ ‫االتفاق النفطي املربم بني حكومة‬ ‫االقليم والحكومة االتحادية‬ ‫واجتمع قوباد طالباين نائب رئيس‬ ‫حكومة اقليم كوردستان يف وقت‬ ‫سباق من اليوم االحد يف مبنى مجلس‬ ‫الوزراء مبدينة اربيل مع الوفد املفاوض‬ ‫لحكومة اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وذكر بيان لحكومة االقليم انه جرى‬ ‫خالل االجتامع بحث آخر مستجدات‬ ‫ونتائج الزيارة االخرية لوفد حكومة‬ ‫اقليم كوردستان اىل العاصمة بغداد‪.‬‬ ‫واوضح الوفد املفاوض نتائج زيارته‬ ‫اىل العاصمة بغداد واالوضاع املالية يف‬

‫العراق‪ ،‬واشار اىل ان واردات النفط يف‬ ‫العراق انخفضت بشكل كبري وهناك‬ ‫عجز كبري بني الوارادات واملصاريف‬ ‫لدى الحكومة االتحادية‪ ،‬وبسبب هذا‬ ‫العجز هناك ضغوط سياسية يف بغداد‬ ‫الفشال االتفاق السابق بني حكومة‬ ‫اقليم كوردستان والحكومة االتحادية‪.‬‬ ‫من جانبه‪ ،‬اكد نائب رئيس حكومة‬ ‫اقليم كوردستان‪ ،‬ان اولويات الحكومة‬ ‫هي حامية ارواح املواطنني وتوفري‬ ‫رواتب املوظفني‪ ،‬لذا سنسعى ونواصل‬ ‫الجهود من اجل توفري حياة ومعيشة‬ ‫املواطنني وحامية صحتهم‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫سنحبط املحاوالت التي تهدف اىل سلب‬ ‫الحقوق واملستحقات املالية للمواطنني‬ ‫يف اقليم كوردستان‪.‬‬ ‫وقال قوباد طالباين‪ :‬يجب ان نستمر‬ ‫بكل شفافية باالتصاالتنا مع الكتل يف‬ ‫برملان كوردستان والكتل الكوردستانية‬ ‫وباقي الكتل االخرى يف مجلس النواب‪.‬‬ ‫وقال نائب رئيس حكومة اقليم‬ ‫كوردستان للوفد املفاوض‪ :‬يجب ان‬ ‫نوضح املعلومات وآخر املستجدات‬ ‫البناء شعب كوردستان بشكل اكرث‬ ‫شفافية‪ ،‬حيث سيجتمع الوفد املفاوض‬ ‫مع رئاسة برملان كوردستان والكتال‬ ‫الربملانية لتوضيح نتائج زيارته اىل‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫وكشفت وثيقة صادرة من األمانة‬ ‫العامة ملجلس الوزراء العراقي عن قرار‬ ‫األخرية بوقف رصف رواتب موظفي‬ ‫إقليم كوردستان بداعي أن اإلقليم مل‬ ‫يف بإلتزاماته النفطية‪.‬‬ ‫ووفق الوثيقة الصادرة بتاريخ ‪16‬‬ ‫نيسان‪/‬أبريل الجاري واملوجهة لوزارة‬ ‫املالية‪ ،‬فإن أمانة مجلس الوزراء‬

‫أمرت بوقف رصف الرواتب بسبب‬ ‫عدم إيفاء اقليم كوردستان بالتزاماته‬ ‫يف ميزانية البالد املالية لعام ‪2019‬‬ ‫واملتمثلة بتسليم ‪ 250‬ألف برميل يوميا‬ ‫من النفط لرشكة التسويق العراقية‬ ‫«سومو»‪.‬‬ ‫وجاء يف الوثيقة أن وزارة املالية ملزمة‬ ‫بالتوقف عن رصف مبالغ رواتب إقليم‬ ‫كوردستان واسرتجاع املبالغ املرصوفة‬ ‫خالفاً للقانون منذ مطلع العام الجاري‪.‬‬ ‫وكان نائب رئيس الربملان العراقي‬ ‫بشري الحداد قد دعا الخميس الحكومة‬ ‫العراقية إىل إطالق مستحقات إقليم‬ ‫كوردستان املالية وعدم تعريض مصادر‬ ‫رزق املواطنني ومعيشتهم إىل الخطر‪.‬‬ ‫جاء ذلك يف طلب موجه إىل األمانة‬ ‫العامة ملجلس الوزراء العراقي‪.‬‬ ‫وقال الحداد إن القوانني النافذة‬ ‫«تستلزم استقطاع مبلغ الرضر املتحقق‬ ‫من تطبيق املادة (‪/١٠‬ثانيا‪/‬ج) من‬ ‫قانون املوازنة وإطالق بقية املبالغ إىل‬ ‫حساب اإلقليم»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« ،‬ينبغي أن ال يرتتب عىل‬ ‫استقطاع بعض املبالغ عدم اطالق‬ ‫ما يتبقى منها ملخالفة ذلك ألحكام‬ ‫القانون وبال سند»‪.‬‬ ‫وطلب الحداد بـ»مفاتحة وزارة املالية‬ ‫بشأن إطالق املبالغ التي ترتتب عىل‬ ‫لحساب إقليم كوردستان وعدم إيقاف‬ ‫التمويل ملخالفة ذلك أحكام القانون‬ ‫وتعريض مصادر رزق املواطنني‬ ‫ومعيشتهم إىل الخطر وخاصة يف ظل‬ ‫الظروف الصعبة فضال عن ما يسبب‬ ‫ذلك من مساس باللحمة الوطنية‬ ‫واألذى ألبناء الشعب الواحد»‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪18‬‬ ‫كوردستان ومعادالت‬ ‫املحاصصة والتوافق‬ ‫واالستحقاق العراقية‬ ‫انس محمود الشيخ مظهر‬ ‫ما رايكم ان نعيش لحظات من‬ ‫الفانتازيا السياسية ونتخيل فوز‬ ‫حزب او كتلة غري شيعية يف انتخابات‬ ‫عراقية مفرتضة مستقبال ‪ ...‬ترى كيف‬ ‫سيكون موقف االحزاب الشيعية انذاك‬ ‫؟ هل سترتك منصب رئاسة الوزراء لتلك‬ ‫الكتلة او الحزب الفائز ام انها ستعمل‬ ‫وفق مبدأ ( ما نطيها ) ؟‬ ‫مع ان هذا االفرتاض هو رضب من‬ ‫املستحيل السباب عديدة منها تركيبة‬ ‫االحزاب العراقية الشيعية ‪ ,‬واالصطفافات‬ ‫الحزبية واملكوناتية املوجودة يف العراق‬ ‫‪ ,‬وتاثري املال السيايس ‪ ,‬والتدخالت‬ ‫االقليمية والدولية ‪ ,‬والتي متنع فوز اي‬ ‫حزب او كتلة خارج الرسب الشيعي‬ ‫العراقي ‪ ..‬اال ان الجواب عىل هذا السؤال‬ ‫يكشف لنا كم ابتعدت العملية السياسية‬ ‫يف العراق عن الدميقراطية التي كنا نحلم‬ ‫بها عقب سقوط نظام صدام حسني ‪.‬‬

‫لقد اظهر تكليف السيد مصطفى الكاظمي‬ ‫بتشكيل الكابينة الحكومية القادمة مدى‬ ‫تشبث القوائم الشيعية بحقهم يف ان‬ ‫يبقى هذا املنصب من حصتهم ‪ .‬فرغم‬ ‫ان تكليف الكاظمي جاء من قبل السيد‬ ‫رئيس الجمهورية ‪ ,‬ورغم الحملة الشعواء‬ ‫التي شنتها بعض االطراف الشيعية عىل‬ ‫شخص الكاظمي قبل تكليفه باقل من‬ ‫شهرين ‪ ,‬اال انهم وبعد اعالن التكليف‬ ‫سارعوا لحضور مراسيم التكليف الرسمية‬ ‫وابداء مواقفتهم عىل هذا التكليف يف‬ ‫ظاهرة كانت لها الكثري من الدالالت ‪.‬‬ ‫ال ميكن ادراج ما يحصل حاليا يف العراق‬ ‫ضمن اي من التعريفات املوجودة يف‬ ‫القواميس السياسية ‪ ,‬فال هو استحقاق‬ ‫انتخايب وال توافق سيايس وال حتى‬ ‫محاصصة ‪ ,‬بل هو مزيج من هذا وذاك‬ ‫‪ ,‬تبعا ملا متيل عليه مصلحة االخ االكرب‬ ‫(املكون الشيعي) ‪ ,‬فهذا االخ ميارس‬

‫املحاصصة الطائفية بتكتلها ضمن‬ ‫ائتالفات تضم االحزاب الشيعية لتشكل‬ ‫بعد ذلك االغلبية ( السياسية او املكوناتية‬ ‫) التي تحدد املرشح لرئاسة الوزراء كونه‬ ‫استحقاق انتخايب كام يربرون ذلك ‪ ,‬وان‬ ‫كان هذا االستحقاق االنتخايب نابع يف‬ ‫اساسه من محاصصة طائفية كام وضحنا‬ ‫سلفا ‪ .‬اما مبدأ التوافق فتامرسه االحزاب‬ ‫الشيعية فقط ضمن مكونها يف البيت‬ ‫الشيعي ‪ ,‬بينام تتناساه تجاه املكونات‬ ‫االخرى ‪ ,‬مع انه مبدأ جرى التفاهم عليه‬ ‫يف بداية العملية السياسية للمكونات‬ ‫الثالث حفاظا عىل مصالح الجميع ‪.‬‬

‫مل تكتف االحزاب الشيعية باملزج بني‬ ‫هذه املباديء بهذه التوليفة الغريبة‬ ‫فحسب ‪ ,‬بل استغلت املحاصصة الطائفية‬ ‫واالستحقاق االنتخايب للتدخل يف شؤون‬ ‫املكونني االخرين الكوردي والسني‬ ‫وحقوقهم ‪ ,‬بحرمانهم من نفس الحق‬ ‫الذي سمحت بها لنفسها ‪ ,‬واالفتاء بشان‬ ‫مرشحي املكونني الي كابينة حكومية‬ ‫وفرض رؤويتها عليهام ‪ ,‬وبذلك فهي‬ ‫ترسخ الدكتاتورية الجمعية بابهى صورها‪.‬‬ ‫كنا قد ارشنا يف السنوات املاضية اىل ان‬ ‫اس املشكلة السياسية العراقية هو وجود‬ ‫تكتل سيايس تحت مسمى االئتالف‬

‫الوطني العراقي يضم كل القوى الشيعية‬ ‫العراقية مبختلف توجهاتها ‪ ,‬وقد اختفي‬ ‫هذا التكتل السيايس يف االنتخابات‬ ‫السابقة ليحل محله ائتالفات شيعية‬ ‫جديدة ال يجمعها اي رؤى او برامج‬ ‫سياسية سوى انتامئها املذهبي ‪ ,‬تتشارك‬ ‫يف تحالفات تكتيكية انية ما تلبث ان‬ ‫تتغري وفق املعطيات املصلحية لهذا‬ ‫الحزب او ذاك ‪.‬‬ ‫وسواء ما يتعلق باالئتالف الوطني او‬ ‫االئتالفات الشيعية املتعددة ‪ ,‬فقد‬ ‫حافظت هذه االحزاب عىل حقها بان‬ ‫يكون مرشح رئاسة الوزراء من خاللهم‬

‫ومن حصتهم ‪ ,‬باعتبارهم ميثلون االغلبية‬ ‫السكانية يف العراق ‪ ,‬معتمدين يف ذلك‬ ‫عىل احصائيات قدمية للمؤسسات العراقية‬ ‫اضافة اىل قوائم الناخبني ‪ ،‬واملطلع عىل‬ ‫الوضع العراقي يعرف متاما الشكوك التي‬ ‫تعرتي مثل تلك االرقام ‪ ,‬فكان شانهم‬ ‫يف ذلك شان جحا حينام قال ( ان مركز‬ ‫االرض يقع تحت حافر بغلتي ومن ال‬ ‫يصدق ذلك عليه قياس اقطار االرض) ‪.‬‬ ‫مشكلة دكتاتورية الطائفة املوجودة حاليا‬ ‫يف العراق انها تتحرك وفق مصالح ضيقة‬ ‫بعيدة عن املصلحة الجمعية العراقية ‪,‬‬ ‫تصول وتجول كخيل هائج دومنا اكرتاث‬ ‫باملخاطر التي قد يسببها هذا الجموح‬ ‫‪ ,‬ودون ان تابه باملخاوف التي تعرتي‬ ‫املكونات الباقية والتهديدات الوجودية‬ ‫التي تستشعر بها ‪.‬‬ ‫استنادا اىل ما سبق ‪ ,‬ولتقليل املخاطر‬ ‫التي تواجه العراق جراء ترصفات املكون‬ ‫السيايس الشيعي تجاه بقية املكونات ‪,‬‬ ‫ووفق مبدا ( انرص اخاك ظاملا بانه تكفه‬ ‫عن الظلم ) ‪ ,‬فان بقية العراقيني مدعوون‬ ‫االن للتحرك وفق النقاط التالية ادناه ‪- :‬‬ ‫ االرصار عىل عدم اجراء اي انتخابات‬‫عراقية قادمة اال بعد اجراء تعداد عام‬ ‫للسكان ترشف عليه املنظامت الدولية‬ ‫واملجتمع املدين ملعرفة النسب السكانية‬ ‫الحقيقية للمكونات العراقية ‪.‬‬ ‫ مشاركة الكيانات السياسية يف االنتخابات‬‫يجب ان تكون عىل شكل احزاب منفردة‬ ‫‪ ,‬ومنع الدخول اىل االنتخابات عىل‬ ‫شكل تكتالت طائفية وقومية ‪ ,‬لتظهر‬ ‫قوة كل حزب و مدى التاييد الشعبي‬ ‫الذي يتمتع به ‪ .‬ويقوم الحزب الفائز‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪20‬‬ ‫بعد ظهور النتائج باالئتالف مع احزاب‬ ‫فائزة من املكونات االخرى لتشكيل‬ ‫الحكومة ‪ .‬ففي االنتخابات املاضية مثال‬ ‫كان الحزب الدميقراطي الكوردستاين هو‬ ‫الحزب الفائز باكرب عدد من االصوات‬ ‫عىل مستوى العراق ‪ ،‬لكن ومبا انه قد‬ ‫حسم امر منصب رئاسة الوزراء توافقيا‬ ‫للمكون الشيعي وشكلت تكتالت برملانية‬ ‫دون اية ضوابط قانونية ‪،‬جرى ابتداع‬ ‫تشكيل الكتلة االكرب ‪ ,‬وتكتلت االحزاب‬ ‫الشيعية ضمن تجمعات رشعنت من‬ ‫خاللها لنفسها تشكيل الحكومة ‪ .‬واال‬ ‫فان الدميقراطي الكوردستاين كان مؤهال‬ ‫دميقراطيا وانتخابيا لتشكيل الحكومة‬ ‫باالئتالف مع حزبني فائزين يف املكونني‬ ‫االخرين ‪.‬‬ ‫ يف حال عدم التمكن من تنفيذ النقطتني‬‫اعاله فيجري العمل عىل انهاء احتكار‬ ‫املكون االكرب ( الشيعي يف هذه الحالة)‬ ‫ملنصب رئاسة الوزراء واالستيالء عىل ثلثي‬ ‫وزارات الحكومة ‪ ،‬فاالغليية االنتخابية‬ ‫يجب ان تكون بعدد املقاعد الربملانية‬ ‫فقط دون ان تتعداها اىل وزارات‬ ‫الكابينات الحكومية ‪ ,‬فكيف ميكن مثال ان‬ ‫يقبل املكون الكوردي بان يحصل املكون‬ ‫الشيعي (اضافة اىل اغلبيتهم الربملانية)‬ ‫عىل احد عرش وزارة ‪ ,‬واملكون السني عىل‬ ‫ستة وزارات ‪ ,‬بينام يحصل الكورد عىل‬ ‫ثالث وزارات فقط ‪ .‬عليه يجب ان توزع‬ ‫املقاعد الوزارية بني املكونات الرئيسة‬ ‫الثالث بالتساوي وليس عىل عدد املقاعد‬ ‫الربملانية كام يحصل حاليا ‪ ،‬اىل حني اجراء‬ ‫انتخابات نزيهة والتاكد من حقيقة العدد‬

‫السكاين لكل مكون ‪.‬‬ ‫ العمل عىل ان يكون القليم كوردستان‬‫استحقاق سيايس يف الحكومات العراقية‬ ‫بغض النرض عن نتائج اي انتخابات ‪,‬كونه‬ ‫اقليام قامئا بشكل رسمي ‪,‬فمن يتواجد من‬ ‫الكوردستانيني سواء يف الحكومة العراقية‬ ‫او يف برملان بغداد ‪ ,‬ميثلون حكومة اقليم‬ ‫كوردستان ككيان رسمي قائم وينظمون‬ ‫العالقة بني الجهتني الرسميتني يف العراق‬ ‫وكوردستان سواء العالقات االقتصادية او‬ ‫السياسية ‪ ,‬ويعملون للشعب العراقي‬ ‫بشكل عام يف حكومة متثل كل العراق ‪ ,‬اما‬ ‫من ميثل مصالح شعب كوردستان كشعب‬ ‫فهم ممثلوهم يف برملان كوردستان‬ ‫وحكومة االقليم يف اربيل ‪ ,‬والشعب‬ ‫الكوردستاين لديه مصالح يف بغداد‬ ‫تحاول حكومة اقليم كوردستان وبرملانه‬ ‫املحافظة عليها ‪ ,‬وعليه يجب البحث عن‬ ‫صيغة جديدة للتواجد الكوردستاين يف‬ ‫حكومة وبرملان بغداد بعيدا عن نتائج‬ ‫االنتخابات العراقية العامة ‪.‬‬ ‫فالعالقه املبارشة بني كوردستان والعراق‬ ‫ووجودها ضمن التاثريات االنتخابية‬ ‫العراقية هي من دعت بعض الحكومات‬ ‫العراقية للتفكري يف التعامل املبارش مع‬ ‫شعب كوردستان كام حصل عندما فكر‬ ‫البعض يف حكومة بغداد يف فرتة سابقة‬ ‫بارسال رواتب موظفي كوردستان‬ ‫بشكل مبارش ‪ ,‬وحينام تم توريط فالحي‬ ‫كوردستان بشكل مبارش يف مستحقاتهم‬ ‫املالية عتد الحكومة الفدرالية والكثري‬ ‫من االحداث االخرى التي شهدناها بعد‬ ‫االلفني وثالث ‪.‬‬

‫الكورد فرسان الشرق‬ ‫والپيشمرگة‬ ‫هوية شعب‬ ‫كوردستان‬ ‫د‪ .‬نايف گرگري‬

‫لنق ّلب صفحات التأريخ م ًعا‬ ‫ُ‬ ‫وننفض الرتاب من الكتب و ُن ِّ‬ ‫بي‬ ‫الحقيقة لل ُق ّراء وليعلموا أن أربعة‬ ‫إمرباطوريات كانت تحكم العامل كله‬ ‫قبل امليالد وهم‪( :‬املرصية والحيثية‬ ‫وامليتانبة والكيشية) واثنتان من‬ ‫هذه اإلمرباطوريات كوردية وهام‬ ‫(امليتانية والكيشية) فالكورد لهم‬ ‫أسالف يف املايض وكانوا ذو قوة‬ ‫وبأس ورجال شجعان معروفون‬ ‫بصالبتهم يف مواجهة األعداء وكانوا‬ ‫يُصفون بــ(فرسان الرشق ) ألن هذا‬ ‫الشعب بينهم صفات مشرتكة أال‬ ‫وهو االستعداد الدائم للقتال بحيث‬ ‫ال يكلون وال ميلون للدفاع عن حقوق‬ ‫شعبهم منذ األزل ونتيجة لقوتهم‬ ‫وجربوتهم قسمت كوردستان من قبل‬ ‫األعداء لتفريق هذه القوة فاستغلت‬ ‫النزاعات العشائرية واملناطقية لرضب‬ ‫البيت الكوردي من الداخل وإضعافه‬ ‫وهدم أركانه وتحطيم بنيته‪.‬‬ ‫ومنذ القرن السادس عرش برزت‬

‫إمرباطوريتان يف منطقة الرشق األوسط‬ ‫وهام العثامنية السنية والصفوية‬ ‫الشيعية وكون كوردستان تقع ما بني‬ ‫هاتني اإلمرباطوريتني فحاول كالهام‬ ‫استاملة الكورد بجانبهام فامل الكورد‬ ‫إىل الجانب العثامين بسبب التوجه‬ ‫املذهبي السني إال أن العثامنيني‬ ‫غدروا بالكورد من خالل القضاء عىل‬ ‫جميع اإلمارات (بهدينان وسوران‬ ‫وبوتان وأردالن وبابان) الكوردية‬ ‫فاستمر الرفض الكوردي لالحتالل‬ ‫العثامين لكوردستان وسياستهم‬ ‫التعسفية ضد الشعب الكوردي‪.‬‬ ‫البارزانيون هم البنية األساسية لقوات‬ ‫الپيشمرگة عندما حاربوا ألول مرة‬ ‫ضمن حركة الشيخ عبدالله النهري يف‬ ‫عام ‪ 1880‬وانتهت من العام نفسه‬ ‫وبعدها قام العثامنيون بنفي الشيخ‬ ‫عبدالله النهري وأوالده إىل الحجاز‪.‬‬ ‫فاستمر الرفض الكوردي لسياسة‬ ‫العثامنيني تجاه الكورد فقدّ م الشيخ‬ ‫عبدالسالم بارزاين مطالب الكورد‬

‫للسلطات العثامنية يف سنة ‪1908‬‬ ‫موقعة من قبل شيوخ املنطقة كانت‬ ‫تتمحور حول جعل اللغة الكوردية‬ ‫لغة رسمية يف املناطق الكوردية‬ ‫وكذلك التعليم باللغة الكوردية‬ ‫وتعيني املوظفني الكورد يف مناصب‬ ‫القامئمقام ومديري النواحي ممن‬ ‫يتقنون اللغة الكوردية‪.‬‬ ‫إال أن السلطات العثامنية عدت‬ ‫تلك الوثيقة إعال ًنا لدولة مستقلة‬ ‫فقاد الشيخ عبدالسالم بارزاين حركة‬ ‫مسلحة (‪ )1914-1907‬ضد العثامنيني‬ ‫من أجل املطالب الكوردية ورفضت‬ ‫تلك املطالب وقمعت حركته املسلحة‬ ‫بإعدامه يف مدينة املوصل سنة‬ ‫‪ 1914‬ثم انتقلت املشيخة والقيادة‬ ‫إىل الشيخ أحمد بارزاين فقاد حركة‬ ‫مسلحة ضد العثامنيني والربيطانيني‬ ‫مع الشيخ محمود الحفيد فكان هناك‬ ‫تنسيق عالٍ ما بني االثنني يف الحركة‬ ‫الكوردية بكوردستان الجنوبية سلم‬ ‫الشيخ ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪22‬‬ ‫محمود الحفيد روحه إىل ربه يف سنة‬ ‫‪ 1956‬ويف فجر يوم ‪ 11‬كانون الثاين‬ ‫سنة ‪ 1969‬فاضت روح الشيخ أحمد‬ ‫بارزاين إىل ربها‪.‬‬ ‫فكان قواتهام من الثوار واملدافعني‬ ‫عن شعب كوردستان بحيث مل يفكروا‬ ‫بالتسمية كث ًريا‪.‬‬ ‫وبعد الحرب العاملية الثانية قاد‬ ‫البارزاين الخالد حركته املسلحة خالل‬ ‫السنوات ما بني ‪ 1945-1943‬ضد‬ ‫الجيش العراقي وحقق انتصارات كبرية‬ ‫يف حينها‪.‬‬ ‫ومنذ دخول البارزانيني إىل مهاباد‬ ‫يف ترشين الثاين يف عام ‪ 1945‬فقام‬ ‫البارزاين الخالد بنقل مقاتليه إىل مهاباد‬ ‫والبالغ عددهم ‪ 3000‬مقاتل وكان‬ ‫مقر قيادته يف مكان يعرف بـ ( فندق‬ ‫جيهان آغا ) ويف ‪ 22‬كانون الثاين من‬ ‫عام ‪1946‬أعلن القايض محمد عن‬ ‫تأسيس جمهورية كوردستان مبهاباد‬ ‫فكان البارزانيون نواة الجيش الكوردي‬ ‫يف جمهورية كوردستان ومنح البارزاين‬ ‫الخالد رتبة جرنال وعني مرش ًفا عىل‬ ‫جيش كوردستان ‪.‬‬ ‫فكانت أول معركة للبارزانيني خاضها‬ ‫ضد اإليرانيني يف معركة ( قاراوا )‬ ‫مبواجهة الجيش اإليراين فتحقق أول‬ ‫نرص عسكري يف تأريخ جمهورية‬ ‫كوردستان‬ ‫فاجتمعت شخصية سياسية يف‬ ‫جمهورية كوردستان الختيار اسم عىل (‬ ‫جيش كوردستان ) فبعد املشاورات تم‬

‫االتفاق عىل اختيار اسم ( الپيشمرگة‬ ‫) فأجمعوا عىل ذلك املصطلح والذي‬ ‫يعني باللغة العربية ( الفدايئ ) ‪.‬‬ ‫ودخلت القوات اإليرانية إىل مهاباد‬ ‫والقضاء عىل جمهورية كوردستان يف‬ ‫‪15‬كانون األول يف سنة ‪.1946‬‬ ‫وبعد مجيء عبدالكريم قاسم إىل‬ ‫السلطة أصدر عف ًوا عا ًما عن املنفيني‬ ‫السياسيني وخاصة البارزاين الخالد‬ ‫ورفاقه الـ ‪ 500‬يف االتحاد السوفيتي‬ ‫ومنح اإلجازة للحزب الدميقراطي‬ ‫الكوردستاين والتدريس باللغة الكوردية‬ ‫وبعد فرتة من الثورة بدأ يتحول‬ ‫عبدالكريم قاسم إىل شخصية دكتاتورية‬ ‫وتنصل عن مطالب الشعب الكوردي‬ ‫ويف أيلول ‪ 1961‬قاد حملة عسكرية‬ ‫عىل كوردستان وعىل إثرها بدأت الثورة‬ ‫الكوردية يف ‪11‬أيلول يف عام ‪1961‬‬ ‫وكانت من نتائجها اتفاقية ‪ 11‬آذار يف‬ ‫عام ‪ 1970‬فكان لقوات الپيشمرگة دور‬ ‫كبري يف ثوريت أيلول وگوالن إال أن النظام‬ ‫البعثي عقد اتفا ًقا مع شاه إيران مبباركة‬ ‫هواري بو مدين الرئيس الجزائري‬ ‫للقضاء عىل الثورة الكوردية فتنازل‬ ‫صدام حسني عن نصف شط العرب‬ ‫لصالح شاه إيران ورسعان ما انقلب‬ ‫عليه ودخل يف حرب مع اإليرانيني ملدة‬ ‫‪ 8‬سرتات ويف نهاية الثامنينيات تشكلت‬ ‫الجبهة الكوردستانية لطرد البعثيني من‬ ‫كوردستان وهذا ما حدث يف انتفاضة‬ ‫رسهلدان يف عام ‪ 1991‬بهمة قوات‬ ‫الپيشمرگة والشخصيات الوطنية يف‬

‫كوردستان وبقت املناطق املستقطعة‬ ‫من كوردستان تحت سيطرة حكومة‬ ‫البعث لحني سقوط نظام البعث يف‬ ‫‪ 9‬نيسان ‪ 2003‬واعرتفت الحكومة‬ ‫العراقية الجديدة بإقليم كوردستان‬ ‫فكان لقوات الپيشمرگة دور كبري يف‬ ‫استتباب األمن يف بعض املحافظات‬ ‫العراقية إبان تحريرها بعد حل الجيش‬ ‫العراقي من قبل پول برمير الحاكم‬ ‫املدين للعراق‪.‬‬ ‫وبعد سقوط نظام البعث الصدامي‬ ‫هدد الحاكم املدين األمرييك پول برمير‬ ‫بحل قوات الپيشمرگة عىل غرار قوات‬ ‫بدر وجيش املهدي !‬ ‫فكان رد فخامة الرئيس مسعود بارزاين‬ ‫عىل برمير ‪ ( :‬إن قرار حل الپيشمرگة‬ ‫ليس من صالحيتك وال من صالحيتي‬ ‫أنا‪ ،‬ألن هذه القوات أسست من‬ ‫الدماء والدموع وقعت مشادة كالمية‬ ‫بيني وبني برمير‪ ،‬وأبلغته أنه لن يحل‬ ‫قوات الپيشمرگة‪ .‬قلت له أنا ذاهب إىل‬ ‫كوردستان وإذا كنت تعد نفسك ً‬ ‫رجل‬ ‫تفضل بالقدوم إىل أربيل وأصدر أمر‬ ‫حل قوات الپيشمرگة )‬ ‫فكان هذا الجواب صفعة يف وجه پول‬ ‫برمير يف حينها وأغلق ذلك املوضوع ‪.‬‬ ‫ووضع دستور جديد للعراق يف سنة‬ ‫خامسا ‪:‬‬ ‫‪ 2005‬وذكر يف املادة ‪121‬‬ ‫ً‬ ‫تختص حكومة اإلقليم بكل ما تتطلبه‬ ‫إدارة اإلقليم وبوجه خاص إنشاء‬ ‫وتنظيم قوى األمن الداخيل لإلقليم‬ ‫كالرشطة واألمن وحرس اإلقليم ‪.‬‬

‫فقوات الپيشمرگة أصبحت قوة‬ ‫عسكرية رسمية ضمن الدستور العراقي‬ ‫كونها منظومة دفاعية ‪.‬‬ ‫فقوات الپيشمرگة هي قوة نظامية‬ ‫قارعت األنظمة الدكتاتورية من أجل‬ ‫حقوق شعب كوردستان وليست‬ ‫مافيا أو عصابة أو ميليشيا مثل كثري‬ ‫من امليليشيات املوجودة عىل الساحة‬ ‫العراقية اليوم فهناك مجاميع مسلحة‬ ‫خارجة عن سيطرة الدولة وال تعرتف‬ ‫بأوامر الحكومة العراقية وال تأمتر‬ ‫بأوامرها كونها مرتبطة بجهات خارجية‬ ‫وتعمل وفق نهج طائفي وتستخدم‬ ‫أسلوب العصابات وتشكيلهم كان خر ًقا‬ ‫للدستور العراقي بحسب املادة ‪ً 9‬‬ ‫أول‬ ‫(ب) يحظر تكوين ميليشيات عسكرية‬ ‫خارج إطار القوات املسلحة !‬ ‫وبدأت كوردستان تتقدم عمران ًيا‬ ‫وتتطور شي ًئا فشي ًئا وأصبحت كوردستان‬ ‫وأربيل من املدن اآلمنة عىل مستوى‬ ‫الرشق األوسط والعامل فحارب نوري‬ ‫املاليك كوردستان وقطع امليزانية عن‬ ‫الپيشمرگة ومن ثم يف سنة ‪ 2014‬هرب‬ ‫الجيش العراقي من املحافظات السنية‬ ‫واملناطق املستقطعة من كوردستان‬ ‫وسقطت تلك املدن بيد تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية اإلرهابية فحققت قوات‬ ‫الپيشمرگة انتصارات باهرة عىل ذلك‬ ‫التنظيم اإلرهايب عىل رغم من عدم‬ ‫وجود امليزانية واألسلحة املتطورة لدى‬ ‫قوات الپيشمرگة فأشادت دول العامل‬ ‫ببسالتهم وما قدموه من تضحيات‬

‫كبرية فقاتلوا نيابة عن العامل ولوال قوات‬ ‫الپيشمرگة ملا استطاع الجيش العراقي‬ ‫وبقية األجهزة األمنية من تحرير شرب‬ ‫واحد من تلك املناطق املحتلة من قبل‬ ‫تنظيم الدولة اإلسالمية وبعد هذه‬ ‫النجاحات واالنتصارات بدأت تصاعد‬ ‫وترية بعض األصوات بسحب السالح‬ ‫من الپيشمرگة !‬ ‫قوات الپيشمرگة تأسست بشكل فطري‬ ‫للدفاع عن حقوق شعب كوردستان‬ ‫وسحب السالح منهم من املستحيالت‬ ‫سالحا‬ ‫فلن يستطيع أحد أن يسحب‬ ‫ً‬ ‫واحدً ا من أحد فدايئ كوردستان ‪.‬‬ ‫تأريخ الپيشمرگة مرشف وصفحات‬ ‫ناصعة من البطولة يف مقارعة‬ ‫األنظمة ومل متارس األعامل االنتقامية‬ ‫ضد املدنيني وحتى أيام االنتفاضة‬ ‫الكوردستانية فوقع الجيش العراقي‬ ‫أرسى بيدهم فرحبوا بهم واستقبلوهم‬ ‫يف املساجد والبيوت وعفوا عنهم‬ ‫عىل الرغم من ارتكابهم جرائم بحق‬ ‫كوردستان وكل هذا كان بفضل الحنكة‬ ‫السياسية للقيادة الكوردستانية ‪.‬‬ ‫أما أصوات النشاز التي بدأت تتعاىل يف‬ ‫هذه األيام فهي عزاء املفلسني سياس ًيا‬ ‫الذين سقطوا أمام جامهريهم وتسببوا‬ ‫بانفالت األوضاع األمنية واالقتصادية‬ ‫والصحية وانهيار البنى التحتية كل ذلك‬ ‫تغطية عىل فشلهم يف إدارة الدولة !‬ ‫ً‬ ‫رجال‬ ‫فنقول لتلك األصوات إذا كنتم‬ ‫فتفضلوا بسحب السالح من قوات‬ ‫الپيشمرگة البطلة !‬

‫أصبحت كوردستان وأربيل‬ ‫من املدن اآلمنة على‬ ‫مستوى الشرق األوسط‬ ‫والعالم فحارب نوري املالكي‬ ‫كوردستان وقطع امليزانية‬ ‫عن البيشمركه ومن ثم يف‬ ‫سنة ‪ 2014‬هرب الجيش‬ ‫العراقي من املحافظات‬ ‫السنية واملناطق املستقطعة‬ ‫من كوردستان وسقطت‬ ‫تلك املدن بيد تنظيم الدولة‬ ‫اإلسالمية اإلرهابية‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪24‬‬

‫نواب ومحللون‬ ‫يجمعون حقوق‬ ‫الكورد الفيليين‬ ‫ضائعة وهذا‬ ‫سبب حرمانهم من‬ ‫التوزير‬

‫فيلي‪ /‬يـاسر عمـاد‬ ‫ومحللون‬ ‫نواب‬ ‫أجمع‬ ‫سياسيون‪ ،‬عىل املظلومية‬ ‫التي تعرض لها الكورد الفيليون‬ ‫جراء قرارات النظام السابق بحقهم‪،‬‬ ‫وفيام ب ّينوا ان وضعهم الحايل ال‬ ‫يختلف عن السابق بـ»تشتتهم» بني‬ ‫األحزاب وعدم حصولهم عىل وزارات‬ ‫أسوة مبكونات أخرى‪ ،‬أكدوا رضورة‬ ‫تشكيلهم كيانا سياسيا جديدا واطالق‬ ‫برامج موحدة للرشيحة العادة حقوقه‬ ‫املسلوبة‪.‬‬ ‫ويرى النائب يف الربملان العراقي آزاد‬ ‫حميد شفي يف حديث لشفق نيوز أن‬

‫«قرارات النظام البائد بحق الكورد‬ ‫الفيليني الزالت سائدة يف دياىل وعدة‬ ‫محافظات‪ ،‬والزالت مناطقهم مدمرة‬ ‫واراضيهم محجوزة ومل ينالوا أي‬ ‫تعويضات جراء التهجري القرسي الذي‬ ‫طالهم يف السبعينيات والثامنينيات‬ ‫من القرن املايض ضمن سياسة‬ ‫التعريب التي مارسها النظام البائد»‪.‬‬ ‫ويضيف شفي أن «املشكلة االكرب‬ ‫لدى الكورد الفيليني هي اعتبار‬ ‫مصطلح الفيليني طائفي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تسبب بتشتتهم قوميا وطائفيا بني‬ ‫االحزاب السياسية املختلفة» داعيا‬

‫الكورد الفيليني اىل «تشكيل احزاب‬ ‫ومنظامت لتوحيد كلمتهم ومطالبهم‬ ‫واستحصال حقوقهم املسلوبة»‪.‬‬ ‫والفيليون هم كورد شيعة من سكان‬ ‫العراق تعرضوا لالضطهاد عىل يد‬ ‫األنظمة العراقية السابقة وخاصة‬ ‫نظام صدام حسني‪.‬‬ ‫ويرتكز تواجدهم يف مناطق جلوالء‬ ‫وخانقني ومنديل شام ًال إىل منطقة‬ ‫عيل الغريب جنوباً مروراً مبناطق‬ ‫بدرة وجصان والكوت والنعامنية‬ ‫والعزيزية‪.‬‬ ‫ويسكن الكورد الفيليون أيضا يف‬

‫بغداد يف مناطق حي «األكراد» وباب‬ ‫الشيخ والصدرية والدهانة والشورجة‬ ‫والكفاح وجميلة ويتواجدون أيضا يف‬ ‫مناطق البياع والعطيفية والكاظمية‬ ‫والحرية وشارع فلسطني‪.‬‬ ‫ويعتقد النائب يف الربملان مازن عبد‬ ‫املنعم الفييل يف حدث لشفق نيوز إن‬ ‫«املظلومية املذهبية والقومية التي‬ ‫طالت الكورد الفيليني تعد من ابرز‬ ‫االسباب التي سلبت استحقاقاتهم‬ ‫عىل مدار السنوات املاضية اىل جانب‬ ‫االضطهاد السيايس والقومي من قبل‬ ‫النظام البائد والذي دفعهم لالستقواء‬

‫وااللتجاء اىل االحزاب االسالمية‬ ‫والكوردية مبا يالئم مصالحهم‬ ‫االجتامعية»‪.‬‬ ‫ويؤكد الفييل «تشتت الكورد الفيليني‬ ‫بسبب التأثريات القومية واملذهبية‬ ‫يف عموم املحافظات ما حرمهم من‬ ‫استحقاقاتهم السياسية منذ سقوط‬ ‫النظام السابق وحتى االن»‪ ،‬مبينا أن‬ ‫«املناصب التي حصل عليها الكورد‬ ‫الفيليون ال متثلهم بل متثل االحزاب‬ ‫والحركات التي انخرطوا فيها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويبي الفييل أنه «عىل الرغم من‬ ‫وجود خمسة نواب للكورد الفيليني‬ ‫يف الربملان الحايل اال انهم يتجاهلون‬ ‫الهوية واالنتامء الفييل ويعملون‬ ‫ضمن الكتل واالحزاب املنتمني اليها‬ ‫وهو ما تسبب مبصادرة حقوقهم يف‬ ‫الحصول عىل وزارة اسو ًة باملكونني‬ ‫الرتكامين واملسيحي‪ ،‬واللذان يحظيان‬ ‫بدعم دويل بعكس الكورد الفيليني»‪.‬‬ ‫ودعا الفييل القيادات والحركات‬ ‫الفيلية اىل «رضورة توحيد جهودها‬ ‫واطالق برامج موحدة لتوحيد‬ ‫الفيليني واستحصال حقوق هذا‬ ‫املكون املسلوبة»‪.‬‬ ‫وتعرض الكورد الفيليون للتهجري إبان‬ ‫حكم الرئيس األسبق أحمد حسن‬ ‫البكر يف عامي ‪ 1970‬و‪ ،1975‬ومن‬ ‫بعده صدام حسني يف ‪ 1980‬بحجة‬ ‫«التبعية اإليرانية»‪ ،‬وتم إسقاط‬ ‫الجنسية عنهم‪.‬‬ ‫وقتل آالف املعتقلني من الفيليني‬ ‫ونهبت ممتلكات الكثري منهم‪،‬‬ ‫وبخاصة األثرياء‪ ،‬واستخدم البعض‬ ‫األخر كدروع برشية يف الحرب‬

‫العراقية‪ -‬اإليرانية والسيام يف فتح‬ ‫حقول األلغام لتمكني القوات العراقية‬ ‫من التقدم أثناء حرب الثامين سنوات‪.‬‬ ‫ويكشف الناشط السيايس عيل‬ ‫الحجية يف حديث لشفق نيوز‪ ،‬عن‬ ‫«وجود أكرث من ‪ 30‬الف كوردي فييل‬ ‫يف دياىل موزعني يف مناطق خانقني‬ ‫ومنديل والسعدية وجلوالء ومناطق‬ ‫من الخالص وبعقوبة وبلدروز»‪.‬‬ ‫ويضيف أن «انصهار الكورد الفيليني‬ ‫بني االحزاب الشيعية والكوردية‬ ‫القومية منعهم من تشكيل كيان‬ ‫سيايس يجمع الكورد الفيليني ويضمن‬ ‫استحقاقاتهم السياسية يف البالد»‪.‬‬ ‫ويف السياق ذاته‪ ،‬يقول االديب‬ ‫والناشط السيايس احمد املندالوي‬ ‫يف حديث لشفق نيوز إن «الكورد‬ ‫الفيليني تعرضوا البشع انواع املظلومية‬ ‫عىل يد النظام السابق خاصة يف منديل‬ ‫بعد تهجري قسم منهم اىل خارج البالد‬ ‫واسكان القسم االخر يف مجمعات‬ ‫سكنية متواضعة يف اطراف قضاء‬ ‫بلدروز وناحية منديل رشقي دياىل»‪،‬‬ ‫مبينا ان «املجمعات تفتقر للمقومات‬ ‫املعيشية االساسية ما دفع الكورد‬ ‫للهجرة اىل محافظات أخرى»‪.‬‬ ‫ويلفت املندالوي اىل «وجود جدلية‬ ‫يف مصطلح الكورد الفيليني الذي‬ ‫ينظر اليه البعض بابعاد سياسية او‬ ‫طائفية»‪.‬‬ ‫وال توجد إحصائيات رسمية لعدد‬ ‫الكورد الفيليني يف العراق خاصة‬ ‫يف ظل الظروف التي تعرضت لها‬ ‫هذه الرشيحة من عمليات التهجري‬ ‫وإسقاط الجنسية‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيليات‬

‫‪26‬‬

‫شهادة بارزاني عايش‬ ‫الحزن الفيلي عن كثب‬

‫بدر اسماعيل شريوكي‬ ‫ترجمة‪ :‬ماجد سوره مريي‬

‫عندما تنساب الجداول من عيون‬ ‫الوطن لتصب يف نهري دجلة والفرات‬ ‫وتندفع نحو بحار العدم‪ ،‬تذوب الثلوج حزنا؛‬ ‫وعندما تهب االنفاس املنعشة من مشايت الوطن‬ ‫وتندفع نحو غبار ورمال الصحراء وتختنق يف‬ ‫اعاصري الحرارة‪ ،‬تتساقط ازهار الزنبق واالقحوان‬ ‫والرنجس حزنا‪ ،‬وتغرد طيور القبج والحسون‬ ‫حزنا لتوايس الجبال‪ ،‬ولكن عندما يسوق‬ ‫ابناء الوطن‪ ،‬ذكريات قدم خري وزمالء ليىل‬ ‫قاسم‪ ،‬ارسابا ارسابا اىل احواض السم والتيزاب‬ ‫والتذويب‪ ،‬تسكت االقالم والينطق الكتاب‪،‬‬ ‫واليسأل رفاق السالح وقادة الوطن‪ ،‬عنهم وال‬ ‫يعرفون تواريخ استشهادهم‪ ،‬ليك يقولوا لهم‬ ‫جملة يف تحية ذكراهم‪.‬‬ ‫انا‪ ،‬وعن طريق مؤسسة شفق بعد عام ‪2003‬‬ ‫فصاعدا؛ اختلطت عن كثب وبشكل مبارش‬ ‫بهموم انكسارات وتراجيديات التاريخ االسود‬ ‫وماجرى عىل الفيليني خالل نصف قرن مىض‪.‬‬ ‫تلك املؤسسة باهتامم ورعاية من قبل رئيس‬ ‫حكومة االقليم حينها السيد نيجريفان بارزاين‪،‬‬ ‫اتخذت من الزاوية الشاملية لساحة املستنرصية‬ ‫يف بغداد مقرا لها‪ ،‬يف تلك االيام ومثل هدية‬ ‫ربانية ونفس عيسوي‪ ،‬وجدت ان اواخر انفاس‬ ‫ذلك الجزء املظلوم وبقايا تلك العظام البالية‬ ‫التي انفلتت من بني انياب ذئاب البعث‬ ‫وكانت ملا تزال ينفح منها رائحة وعبق وأصل‬ ‫الكوردايتي‪ ،‬اولئك الذين مازالت عيونهم مليئة‬ ‫بذكريات ثورة ايلول وصور البارزاين الخالد‪ ،‬مثل‬ ‫تعويذة العني واللسان معلقة عىل صدورهم‪،‬‬

‫ذلك املكان كان يعج بنبضات قلوبهم التعبة‬ ‫ويضمهم ويجمعهم ويرحب بهم بلهجتهم‬ ‫(خۆش هاتێ وەخێر هاتی)‪.‬‬ ‫ويف اروقة وغرف مؤسسة شفق‪ ،‬كان العرشات‬ ‫من كبريات السن والعجزة ينتظمون يف طابور‬ ‫بظهورهن املحدودبة والعكازات يف ايديهن‬ ‫وكان معظمهن من النساء اللوايت سيق فلذات‬ ‫اكبادهن وازواجهن نحو التغييب بسبب كونهم‬ ‫كوردا فقط‪ .‬قليل منهن من فقدت عزيزا واحدا‬ ‫فمعظمهن كن ممن خرست اثنني او ثالثة حتى‬ ‫من بينهن من خرست ستة من احبائهن الذين‬ ‫تم اقتيادهم ومل يعودوا بعدها ابدا‪.‬‬ ‫انا كنت ارى يف دموع تلك االمهات الفيليات‬ ‫الحزينات دموع االمهات البارزانيات‬ ‫الحزينات‪ ،‬ويف خدودهن املحرتقة كنت ارى‬ ‫وجوه االمهات الگرميانيات الذابلة‪ ،‬كنت ارى‬ ‫يف خصيالت شعرهن الذي ّ‬ ‫ابيض مبكرا الشعر‬ ‫االبيض لالمهات البهدينانيات الذي خيم عليه‬ ‫الشتاء‪ .‬كنت ارى هناك االحزان املشرتكة‬ ‫والبكاء املشرتك والجور املشرتك والعدو املشرتك‬ ‫والتاريخ املشرتك‪ ،‬ولكن لالسف؛ يف السنوات‬ ‫الالحقة مل تلق ترحيبا مشرتكا وال تقديرا مشرتكا‬ ‫وال استذكارا مشرتكا من قبل حكومة اقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬حتى كأن قدر الفييل كتب هكذا‪ ،‬ان‬ ‫يقوم الوطن االم مرة اخرى برتك هموم االمهات‬ ‫ودماء االف الشباب الفيليني وحتى مؤسسة‬ ‫شفق نفسها‪ ،‬التي كانت يف العاصمة االكرث‬ ‫قتامة ودموية يف العامل منربا للرتحيب بشكله‬ ‫الكوردي الحار‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر ( نيسان ) ‪2020‬‬


‫فيليات‬

‫‪28‬‬ ‫حسبام قاله احد العلامء فان (السالم ال يعني‬ ‫نهاية الحرب‪ ،‬بل بالعدالة تضع الحروب‬ ‫اوزارها)‪ .‬يف تاريخ الدول هناك مناذج كثرية خرست‬ ‫الشعوب سالمها الظاهري بسبب عدم وجود‬ ‫العدالة‪ ،‬لذا انتفضت ضد الظلم وانعدام العدالة‪.‬‬ ‫ويف العراق مل تستطع كل الشعارات واملساعي‬ ‫الكاذبة احالل السعادة والسالم الحقيقي‪ ،‬ولكن‬ ‫كحاجة وحل‪ ،‬فان الكورد يرحبون دوما باية خطوة‬ ‫يتم اتخاذها تجاه السالم‪.‬‬ ‫الفيليون وبعد اربعة عقود ينتظرون استعادة‬ ‫حقوقهم بعد ان قاسوا ظلام واضحا‪ ،‬وامضوا‬ ‫حياتهم‪ ،‬اكرث من اي مكون عراقي؛ حتى اكرث من اي‬ ‫رشيحة كوردية‪ ،‬يف ظل التقتيل والتهديد مبحوهم‪،‬‬ ‫ويف ظل الحرب الالرشعية إلبادة البرش التي قامت‬ ‫بها السلطة السياسية و(الفرهود) االقتصادي‬ ‫واالنكار االجتامعي دون جرم فعلوه‪ ،‬بحاجة اىل‬ ‫السالم واألمن والعدالة اكرث من الجميع‪.‬‬ ‫الجيل الحايل للكورد الفيليني يف مرحلة ما بعد‬ ‫البعث عندما ينظرون اىل اي فكر مجرم واية‬ ‫مامرسات مدمرة تجرعها اباؤهم واجدادهم‪،‬‬ ‫يعدون أنفسهم ضحية لذلك الوضع الذي مازال‬ ‫اباؤهم وامهاتهم الذين فقدوا فلذات اكبادهم‬ ‫وجعلهم يعيشون يف حزن ومآتم وانتظار ابدي‪.‬‬ ‫الدول والشعوب تعرضت هي االخرى لظروف‬ ‫الحرب‪ ،‬والخراب والترشد وتعرضت ايضا لهجامت‬ ‫االجانب والحكام الظلمة املحليني‪ ،‬ولكن يف يوم‬ ‫ما انتهت معاناتهم مبعاقبة املجرمني وبدأوا بحياة‬ ‫بال حرب‪ .‬وعندما يصل العراقيون اىل النتيجة التي‬

‫تؤكد بان الحياة بال ظلم لها ارضار ورصفيات اقل‬ ‫من تلك االوضاع الصعبة التي يعيشونها االن‪،‬‬ ‫ستنتهي حينها مشكالت هذا البلد ايضا‪.‬‬ ‫ويف الذكرى االربعني لإلبادة الجامعية التي تعرض‬ ‫لها الكورد الفيليون ال اريد الحديث عن العدالة‬ ‫او انعدامها يف شكل التعامل مع هذا امللف الذي‬ ‫تدخل فيه ذرائع انصار الجناة يف خانة الفضيحة‬ ‫وتشكل جرمية جديدة‪ .‬فمن الواضح ان الظلم‬ ‫الذي مورس‪ ،‬والقرارات التي صدرت بحق الكورد‬ ‫الفيليني ليست لها اية ذرائع انسانية او قانونية او‬ ‫دينية او اخالقية! عىل الرغم من ان الذين يصمتون‬ ‫ويتعايشون مع ذلك القتل الجامعي من دون حياء‬ ‫ليسوا قليلني!‬ ‫اربعون سنة من الصمت تجاه تراجيديا رشيحة‬ ‫ضمن مكون قومي يف العراق تحمل يف طياتها‬ ‫اسئلة كثرية! وجراح القتل وتغييب االف الشباب‬ ‫والناس املدنيني االبرياء ال تندمل باصدار القرارات‬ ‫والبيانات فقط‪.‬‬ ‫هذا الصمت له معان كثرية! من املحتمل ان تكون‬ ‫السلطة الحالية تعد تلك الكوارث قدمية وعادية‬ ‫وتعويضها غري رضوري! ومن املحتمل ان تكون‬ ‫سياسات البعث وجرائم نظامه تجاه الكورد وباقي‬ ‫املواطنني املظلومني محبذة لديها‪ ،‬وتعد استذكارها‬ ‫رضرا عىل املصالح والحياة السياسية الحالية‪.‬‬ ‫من املهم ان نعرف ان نسيان وعدم االهتامم ليست‬ ‫نهاية للظلم والكوارث؛ ذكرى جينوسايد (االبادة‬ ‫الجامعية) للكورد الفيليني وعرشات الكوارث‬ ‫املشابهة فرصة ملنعها والسعي لعدم تكرارها‪.‬‬

‫ليس بالقرارات والبيانات تندمل جراح الفيليين‬ ‫علي حسني فيلي‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪30‬‬ ‫عبدالخالق الفالح‬

‫ونحن نعيش ذكرى مؤملة‬ ‫وهي الحملة الشوفينية‬ ‫املجرمة التي اقدم عليها النظام‬ ‫البعثي املجرم بحق امة كبرية من‬ ‫الشعب العراقي متثل الكورد الفيليني‬ ‫هذا املكون االيب بتاريخة وحضارته‬ ‫املشهود بالتفاين والصدق واالخالص‬ ‫التي متثل سمت ابنائه رجاال ونساءاً‬ ‫وشيباً وشبابا ويف التضحية والفداء‬ ‫وروت دمائهم ارض الوطن يف الدفاع‬ ‫عنه مع بقية املكونات ‪.‬‬ ‫لقد مورست بحقهم الظلم‬ ‫واالضطهاد والتهجري و االبعاد‬ ‫الجامعي من قبل الحكومة السابقة‬ ‫وابعادهم من مدنهم و قراهم و‬ ‫اريافهم و ازدادت حمالت التهجري‬ ‫و التسفري و اعتقال و قتل االالف‬ ‫من الشباب وال يزال مصري اكرث‬ ‫من عرشون الف شاب مجهول‬ ‫بعد اعتقالهم من قبل تلك الزمرة‬ ‫الفاشية وقام نظام البعث بحمالت‬ ‫التسفري والتهجري القرسي ملحاولة‬ ‫تغيري الهوية الوطنية والقومية‬ ‫للكورد الفيليني بعد ان شتت‬ ‫عوائلهم‪ .‬و بعد زوال سلطة البعث‬

‫كان الكورد الفيلية يتأملون انتهاء‬ ‫الظلم و العنرصية و الشوفينية و‬ ‫الفقر و الفساد يف العراق و لكن‬ ‫ومع االسف و الحزن انتقل وضع‬ ‫البالد اىل االسوء و أصبح التعامل مع‬ ‫الكورد الفيلية داخل العراق بشكل‬ ‫أسوأ واىل يومنا مل يحصل الكثري‬ ‫منهم عىل الحقوق يف املساواة و‬ ‫العدالة وقد بقيت حكومة بغداد‬ ‫تنظر للكورد الفيلية بازدواجية‬ ‫وضعف التمثيل يف الربملان‪.‬‬ ‫اليوم يف الوقت الذي اعطت هذه‬ ‫الرشيحة للمجتمع عطاءا كبريا من‬ ‫االقالم الحره الرشيفة وااليادي‬ ‫العاملة املخلصة والعقول النرية التي‬ ‫دافعت عن الحق والعدل والوطن‬ ‫بكل ما امتلكت من قدرات ومدى‬ ‫القهر والظلم والتقتيل الذي تعرض‬ ‫له هذا الشعب عرب الحقب الزمنية‬ ‫نستذكرتلك العملية الجبانة و شهداء‬ ‫الكورد الفيلية املغيبون و ندعوا من‬ ‫الله القدير ان يرحمهم و يرحم‬ ‫جميع شهداء كوردستان و العراق‬ ‫و ينعم عليهم برحمته الواسعة و‬ ‫يسكنهم فسيح جناته ‪.‬‬

‫التهجير القسري‬ ‫للكورد الفيليين‬ ‫في الذاكرة‬

‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪32‬‬

‫اربعون ً‬ ‫عاما عجاف على حمنة‬ ‫الفيليني دون انصاف‬ ‫باتت شعوب‬ ‫وحكومات العالم‬ ‫بجميع اجهزتها‪،‬‬ ‫وكذلك اإلعالم الحر‪،‬‬ ‫وشبكات التواصل‬ ‫االجتماعي هذه االيام‪،‬‬ ‫فی حالة طوارئ‬ ‫ومحصورة ومهتمة‬ ‫بالحديث والعمل على‬ ‫مكافحة وباء (كورونا)‬ ‫وتداعياته الصحية‬ ‫واألمنية واالقتصادية‬ ‫والدرامية في أول تحد‬ ‫صحي بهذا الشكل‬ ‫يجتاح الدنيا‪.‬‬

‫عبد الصمد اسد‬

‫ونتأمل بعد زوال هذا الوباء‬ ‫بسالم‪ ،‬ان ال يرتاجع هذا‬ ‫االهتامم العاملي وخاصة عند االنظمة‬ ‫املستبدة والفاسدة‪ ،‬وان تعالج‬ ‫نفسها من (وباء) ظلمها والكف‬ ‫عن مامرسة اضطهاد شعوبها‪ .‬وعىل‬ ‫االعالم وشبكات التواصل االجتامعي‬ ‫ايضاً االستمرار بانتهاج التوعية وترك‬ ‫الرتويج لالحقاد والكراهية بني‬ ‫الشعوب‪ ،‬فكام انتشار وباء الكورونا‬ ‫مل يستنثي احد من الجنس البرشي‬ ‫فوباء التمييز العرقي والديني‬ ‫والطائفي وسلب حق املواطنني يف‬ ‫العيش الكريم الذي استرشى يف‬ ‫عروق االنظمة هو االخطر واالكرث‬ ‫فتكاً بالناس‪.‬‬ ‫فاوبئة االمراض التي تفتك بالبرش‬ ‫ال ترى بالعني املجردة‪ ،‬ولها عالجات‬ ‫مختلفة واثارها قد تكون كبرية‪ ،‬لكن‬ ‫لها حدود زمنية لشفاء الناس منها‪،‬‬ ‫بينام اوبئة االنظمة املستبدة يف تنوع‬ ‫اساليب مامرساتها االجرامية بحق‬ ‫الشعوب ال ميكن تحديدها بعدد‬ ‫او ازمان‪ ،‬النها وكام االوبئة تتشابه‬ ‫فقط يف عملية التحول البايولويجي‬ ‫من سيئ اىل اسوء‪ ،‬فتلد الواحدة‬ ‫اخرى‪ ،‬لتفتك بالناس من اجل بقائها‪،‬‬ ‫والعراق يعد منوذج حي عىل ذلك ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪34‬‬ ‫فحني تأسست الدولة العراقية يف ظل‬ ‫نظام عاملي جديد العام ‪ُ ،1923‬سن‬ ‫قانون مجحف صار وباء سيايس ضد‬ ‫حقوق االنسان يف العيش الكريم‪،‬‬ ‫وهو قانون الجنسية الذي تم مبوجبه‬ ‫تقسيم املواطنني العراقيني‪ ،‬اىل فئات‬ ‫ذات تبعيات غري عراقية‪ ،‬كالتابعية‬ ‫العثامنية والتابعية االيرانية وتابعيات‬ ‫اجنبية اخرى‪ ،‬وكأن العراق تشكل من‬ ‫خالل استرياد شعوب من تلك الدول‬ ‫بحيث اصبح االنسان الذي تابعتيه‬ ‫(عثامنية) هو من الصنف االول يف‬ ‫الحصول عىل الحقوق واالمتيازات‬ ‫الوظيفة ويتحكم مبصري االنتامءات‬ ‫االخرى‪ ،‬وصارت التابعيات االخرى‬ ‫من الصنف الثاين والثالث‪ ،‬فنتج‬ ‫عن ذلك القانون متييز عرقي وديني‪،‬‬ ‫ومتايز وظيفي غري عادل بحق‬ ‫املواطنني‪ ،‬مام ميكن وصفه بانه طعن‬ ‫برشعية العراق كدولة ذات سيادة‬ ‫وتاريخ عريق وساللة أ ْث َر ْت الحضارة‬ ‫االنسانية بقوانني ملهمة ومهمة يف‬ ‫تسيري حياة البرشية دون متييز‪.‬‬ ‫هذه املقدمة واملقارنة فرضها علينا‬ ‫مصادفة نزول وباء (كورنا) عىل‬ ‫العامل‪ ،‬وانشغال الناس بكيفية‬ ‫النجاة من ويالته‪ ،‬بخرب اعالن مدير‬ ‫عام دائرة شؤون وحامية املقابر‬ ‫الجامعية اوائل شهر آذار املايض عن‬ ‫اكتشاف موقع مقابر جامعية تضم‬ ‫رفاة شهدائنا الكورد الفيليني‪ ،‬بعد‬ ‫مرور اربعني عاماً عىل تلك الجرمية‪،‬‬

‫دون العثور عىل اثر لهم حتى جاء‬ ‫هذا االعالن‪.‬‬ ‫لقد كشف مديرعام دائرة شؤون‬ ‫وحامية املقابر الجامعية يف مؤسسة‬ ‫الشهداء‪ ،‬السيد ضياء كريم‪ ،‬عن‬ ‫تفاصيل جديدة حول مقربة جامعية‪،‬‬ ‫يف ترصيح نرشته وكالة (شفق نيوز)‬ ‫يف الثالث من الشهر املايض‪ ،‬فذكر‬ ‫«إن دائرته‪ ،‬توجهت للتحري عىل‬ ‫بعض املعلومات‪ ،‬التي سبق ان وردت‬ ‫لها حول وجود مقابر جامعية للكورد‬ ‫الفيلية‪ ،‬وانهم توصلوا اىل احداثيات‬ ‫من خالل صور جوية‪ ،‬لتحديد هذه‬ ‫املقابر‪ ،‬وسيقومون الحقاً اجراء زيارة‬ ‫ميدانية للموقع الجراء تقييم فني‬ ‫لفتحها»‪.‬‬ ‫موضحاً انه‪« ،‬تبني ان االرض التي‬ ‫تم اجراء تغيريات عليها تدل عىل انها‬ ‫مقابر كبرية‪ ،‬وقد تحوي ضحايا كرث‪،‬‬ ‫وانه « مل يسبق ان عرثوا عىل مقابر‬ ‫جامعية تعود لضحايا كورد فيليني‪،‬‬ ‫وقد تكون هذه املقربة من االماكن‬ ‫الرئيسية الخاصة بضحايا الكورد‬ ‫الفيليني»‪.‬‬ ‫وعزا سبب «عدم االرساع بالكشف‬ ‫عن منطقة املقربة الجامعية‪ ،‬اىل‬ ‫اتخاذ اجراءات امنية‪ ،‬للحيلولة دون‬ ‫العبث بهذه املناطق‪ ،‬وعدم اثارة‬ ‫مشاعر ذوي الضحايا‪ ،‬يك ال تكون‬ ‫سلبية يف حال توجههم اىل هذه‬ ‫املناطق»‪.‬‬ ‫وان دائرته «تريد التعامل مبهنية‬ ‫مع هذه القضية» وما تتوصل اليه‬ ‫من معلومات‪ ،‬سوف يعرضوها عىل‬

‫الشعب العراقي»‪.‬‬ ‫يستحق السيد ضياء كريم وكل‬ ‫العاملني يف مؤسسة الشهداء كل‬ ‫الشكر والتقدير عىل جهودهم هذه‪،‬‬ ‫ونتمنى عليهم كذوي الشهداء‪،‬‬ ‫االرساع يف الكشف عن هذه املقابر‬ ‫بعد انجالء وباء كورونا بسالم ووضع‬ ‫حد ملعاناة اربعني عاماً من الصرب يف‬ ‫نفق انتظار مثل هذا الخرب‪.‬‬ ‫فطوال تلك السنوات العجاف يف‬ ‫حياة املهجرين ظل ذوي الكثري من‬ ‫املغيبني يعيشون اعوام مریره‌ بین‬ ‫قلق دائم عىل مصري ابناءهم يف سجون‬ ‫ومعتقالت صدام قبل سقوطه‪ ،‬وبني‬ ‫امل لقاءهم احياء حني تم تشكيل‬ ‫النظام الحايل‪ .‬ولكن احالمهم وآمالهم‬ ‫اصطدمت ايضاً بواقع مؤمل‪ ،‬حني مل‬ ‫يتم العثور حتى عىل اثر لهم سوى‬ ‫اسامء وتواريخ تؤكد عىل اعدامهم‪،‬‬ ‫مسجية عىل اوراق بيضاء‪ ،‬ومصفوفة‬ ‫عىل حيطان مكاتب البحث عن‬ ‫مصريهم‪ ،‬وكأن تلك االوراق صارت‬ ‫اكفاناً لهم‪ ،‬والحيطان ُن ُص ُب لتخليد‬ ‫استشهادهم‪ ،‬يزورها ذويهم بعد‬ ‫ان طال بهم اليأس يف العثور حتى‬ ‫عىل دليل او شواهد بسيطة يواروها‬ ‫الرتاب لتخفف عنهم آالم فقدانهم‪..‬‬ ‫وعىل الرغم من ان اعالن هذا الخرب‬ ‫قد يداوي بعضاً من جراح وآالم‬ ‫اهايل الضحايا‪ ،‬اال انه ال يسقط‬ ‫حق توجيه عتاب كبري وطويل بطول‬ ‫زمن معاناتهم‪ ،‬اىل االحزاب وبالذات‬ ‫القومية الكوردية وكذلك الشيعية‬ ‫ومنظامتها االنسانية‪ ،‬التي ما انفكت‬

‫ظل ذوي الكثير من المغيبين يعيشون اعوام‬ ‫مریره‌ بین قلق دائم على مصير ابناءهم في سجون‬ ‫ومعتقالت صدام قبل سقوطه‪ ،‬وبين امل لقاءهم‬ ‫احياء حين تم تشكيل النظام الحالي‪ .‬ولكن احالمهم‬ ‫وآمالهم اصطدمت ايض ًا بواقع مؤلم ‪...‬‬

‫تعلن يف كل عام عن تعاطفهم‬ ‫مشكورين بالبيانات واالدعية‪،‬‬ ‫واعرتافها بان مظلومية الكورد‬ ‫الفيليني ثالثية االبعاد كونهم كورد‬ ‫وشيعة ووطنني‪ .‬ولكن تلك البيانات‬ ‫والدعوات العاطفية‪ ،‬كصكوك‬ ‫الغفران ومفاتيج الجنان ال رصيد لها‬ ‫فی الواقع» يك ترصف يف بنوك الدنيا‪،‬‬ ‫كام استحوذ بعضهم وانصارهم عىل‬ ‫السلطة وصكوك البلد نقداً‪ ،‬واقرب‬ ‫مثال هو اقرار قانون (رفحا) الذي‬ ‫تحقق بسبب ثقل واكرثية نواب‬ ‫الشيعة‪ ،‬باحتساب رواتب عالية دون‬ ‫تدقيق يف حقيقة واستحقاق غالبية‬ ‫من شملهم القرار‪ ،‬يف حني مل يتم‬ ‫تعويض وانصاف حتى العديد من‬ ‫ابناء شعبنا الكوردي يف كوردستان‪،‬‬ ‫من ضحايا االنفاالت والكياموي‬ ‫واملقابر الجامعية وانتفاضة اذار‬ ‫املجيدة‪ ،‬وكذلك ضحايا التهجري‬ ‫القرسي من الكورد الفيليني يف وسط‬ ‫وجنوب العراق‪ ،‬بعد انتزاع وثائقهم‬ ‫الرسمية التي تثبت عراقيتهم‪ ،‬وتم‬ ‫رميهم بشكل ومامرسات ال انسانية‪،‬‬ ‫عىل الحدود العراقية االيرانية‬

‫وبقوائم فيها اسامئهم واعدادهم‪،‬‬ ‫وقد استشهد اعداد منهم بااللغام او‬ ‫الغرق‪ ،‬او املوت كمداً يف الخيام عند‬ ‫الحدود‪ ،‬او يف املهجر‪.‬‬ ‫واملؤمل ان سلطات نظام صدام‬ ‫احتجزت االالف من شبابهم االبرياء‬ ‫الذين كان بينهم اطباء ومهندسني‬ ‫ومدرسني ومثقفني واصحاب مهن‬ ‫حرة وطالب مدارس ويف ضمنهم‬ ‫من كان يؤدي الخدمة العسكرية‪،‬‬ ‫وتم اعتقالهم ومن ثم تغيبهم يف‬ ‫مقابر جامعية مل تكتشف اىل هذه‬ ‫االيام التي نستذكر فيها محنة اربعني‬ ‫عام من جرمية التهجري وغياب اثر‬ ‫لشهدائنا الذين تم اخرياً االعالن عن‬ ‫العثور عىل موقع علها تكشف عن‬ ‫اثارمن اجسادهم الطاهرة‪.‬‬ ‫وموصوال مبا سبق من اشارة اىل‬ ‫قانون (رفحا)‪ ،‬يحق لنا التساؤل‪،‬‬ ‫ملاذ ال تقوم الجهات املختصة باعادة‬ ‫التدقيق والتحقق من بيانات رواتب‬ ‫(الرفحاويني) والتأكد من عدم وجود‬ ‫شبهات تزوير وفساد؟‪ ،‬كام تفعل‬ ‫وزارة الرياضة والشباب يف فرتات من‬ ‫كل عام بالتأكد من صحة استحقاق‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪36‬‬ ‫العديد من الرياضيني الذين‬ ‫يستلمون املنحة‪ ،‬وفق قانون (منح‬ ‫الرواد) الذي تم ترشيعه من قبل‬ ‫مجلس النواب ايضاً‪ ،‬وملاذ هذا الكيل‬ ‫مبكيال طائفي‪ ،‬ما دامت الدولة‬ ‫تعرتفبان ثروة العراق للعراقيني‪،‬‬ ‫وان املواطنني سواسية يف الحقوق‬ ‫وما يؤكده الدستور يف نص املادة‬ ‫(‪ )131‬عىل ان الدولة ‪ ،‬تكفل «رعاية‬ ‫ذوي الشهداء والسجناء السياسيني‬ ‫واملترضرين من املامرسات التعسفية‬ ‫للنظام الدكتاتوري املباد‪ ».‬وبالرغم‬ ‫من كل ذلك وعىل مدى سنوات‬ ‫حكم النظام الجديد يف العراق‪،‬‬ ‫وصدورقوانني وقرارت ومراسيم‬ ‫رئاسية من السلطات العراقية‬ ‫ملزمة التنفيذ‪ ،‬نجد اسلوب املامطلة‬ ‫والروتني والتلكؤء لدى دوائر الدولة‬ ‫سارية املفعول يف عدم جدية الدوائر‬ ‫املعنية االرساع بانجاز معامالت‬ ‫اعادة الجنسية والحقوق التقاعدية‬ ‫والفصل والسجني السيايس‪ ،‬واستعادة‬ ‫االموال املنقولة وغري املنقولة للكورد‬ ‫الفيليني‪.‬‬ ‫قد ال يريح هذا التساؤل والتوضيح‬ ‫البعض‪ ،‬ولكن واقع حال ما جرى‬ ‫عىل الكورد الفيليني ال ينكره منصف‬ ‫وال تجافيه حقيقة كونهم اول واكرب‬ ‫رشیحه‌ من املواطنني العراقني تعرضت‬ ‫حياتهم ومستقبلهم واستقرارهم اىل‬

‫الدماروالتفكيك والتشتيت بني دول‬ ‫العامل‪ ،‬كوحدة عائلية واجتامعية‪ ،‬اثر‬ ‫جرمية التهجري‪ ،‬وهذا التوصیف ال‬ ‫یعنی املزایده‌ او القفز علی مصاب‬ ‫وآالم عراقیین آخرين‪ ،‬من مختلف‬ ‫القوميات والطوائف ‪ ،‬قد تعرضوا‬ ‫ايضاً اىل الظلم عىل يد جالوزة النظام‬ ‫السابق‪ ،‬ولكن ما يؤمل ان ترشيع‬ ‫وتنفيذ االستحقاقات القانونية بحق‬ ‫الكورد الفيليني بالذات مل تكن عادلة‬ ‫وال هي بحجم خسائرهم البرشية‬ ‫والنفسية واملالية‪...‬‬ ‫فحني نعاتب ونتسائل ونؤرش عىل‬ ‫مواضع الغنب‪ ،‬وبرصاحة‪ ،‬فال نتعدى‬ ‫بذلك عىل حقوق االخرين وال نتنكر‬ ‫لتضحيات االحزاب‪ ،‬وال نبخس حق‬ ‫رموزها او انصارها‪ ،‬ولكن مرارة‬ ‫االهامل وعدم الجدية بوضع حل‬ ‫ملعاناة الضحايا سوى بالبيانات‬ ‫واالدعية تفرض التذكري والدعوة‬ ‫اىل وضع حد لتلك املآيس جدياً‪ ،‬الن‬ ‫مرارة الصرب لها حدود‪.‬‬ ‫وليك نكون منصفني‪ ،‬ال يعفى من‬ ‫توجيه العتاب واللوم ايضاً اىل‬ ‫الشخصيات والجمعيات الكوردية‬ ‫الفيلية عىل تقصريها يف كيفية العمل‬ ‫من اجل تحقيق اهدافها االنسانية‬ ‫الخاصة باسرتجاع حقوق الكورد‬ ‫الفيليني عندما دخلت اىل العراق‬ ‫مبارشة بعد سقوط النظام السابق‬ ‫يف العام ‪ ، 2003‬حني تسابقت اىل‬ ‫العمل الفردي دون قيادة لها رؤيا يف‬ ‫تحديد هدف واضح ورصيح ‪.‬‬

‫لقد كان للشخصيات الكوردية الفيلية‬ ‫وخاصة يف لندن وبعض دول اوربا‬ ‫دور كبري يف احياء الجمعيات الفيلية‪،‬‬ ‫ابتداءاً من العام ‪ 1982‬للدفاع‬ ‫والتعريف بقضية الكورد الفيليني‪،‬‬ ‫حيث كانت تنشط وباستمرار يف‬ ‫اقامة نشاطات اجتامعية وثقافية‬ ‫وسياسية‪ ،‬وتقديم يد املساعدة‬ ‫بالرتجمة واالستشارات القانونية اىل‬ ‫الالجئني الجدد للحصول حق االقامة‬ ‫والسكن‪ ،‬وكذلك كان لهم الفضل يف‬ ‫تزويد االحزاب العراقية ومنظمة‬ ‫الصليب االحمر‪ ،‬وهيئات ومنظامت‬ ‫حقوق االنسان الدولية بوثائق‬ ‫وادلة‪ ،‬شملت عىل قوائم باعداد‬ ‫التجار والعوائل املهجرة واسامءها‬ ‫مع ملفات تضم افاداتهم واسامء‬ ‫اعداد من شبابهم الذين تم حجزهم‬ ‫وتغييبهم يف سجون النظام البائد‪.‬‬ ‫واصدرت والول مرة يف تاريخ الكورد‬ ‫الفيليني صحيفة باسم (نداء الكورد)‬ ‫وكذلك تم اصدار نرشيات لتعرب‬ ‫عن لسان حالهم باللغة العربية‪،‬‬ ‫ومل تستثني تلك االصدارات طرح‬ ‫مظلومية العراقيني ونشاطات‬ ‫االحزاب واملنظامت العراقية بشكل‬ ‫عام ‪ ،‬ولكن مع االسف الشديد مل‬ ‫تستثمر كل تلك االعامل والجهود من‬ ‫اجل استعادة الحقوق من اول فرصة‬ ‫ذهبية سنحت اثر سقوط الصنم‪.‬‬ ‫حني تراخت واضمحلت العديد‬ ‫من تلك الجمعيات ونشاطاتها يف‬ ‫اوربا‪ ،‬وبدال من استمرار نشاطاتها‬

‫كان االجدر ان تعمل جميع تلك االطراف على‬ ‫التنسيق واالتفاق على حصول الفيليين على‬ ‫كوتة ومشاركة مستقلة باالنتخابات وليس عن‬ ‫طريق تشيت اصوات الفيليين بين االحزاب‬ ‫واالئتالفات الكوردية والشيعية‪.‬‬ ‫يف العراق كام فعلت االحزاب‪،‬‬ ‫لكن بعضها انشغلت يف فتح فروع‬ ‫صغرية بتابعية حزبية‪ ،‬غري مستقلة‪،‬‬ ‫واخرى كمنظمة االحرار حاولت ان‬ ‫تنأى بنفسها كام كانت يف لندن عن‬ ‫االحزاب ولكنها اصطدمت بواقع‬ ‫عدم السامح لوجود متثيل مستقل‬ ‫للكورد الفيليني وخاصة عندما كانت‬ ‫شخصياتها تقوم بلقاءات سياسية‬ ‫مع قيادات كوردية‪ ،‬فدب خالف‬ ‫واختالف ال يسثنى من تبعاتها املؤملة‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫فبدال من القيام باتفاق بوضع اسس‬ ‫ومقرتحات عن اولوية تحقيق‬ ‫الحقوق املهضومة للكورد الفيليني‬ ‫قانونياً انصبت اللقاءات عىل‬ ‫مناقشة الحصول عىل حصص وزارية‬ ‫ودبلوماسية او وظائف حكومية‪،‬‬ ‫وكان االجدر ان تعمل جميع تلك‬ ‫االطراف عىل التنسيق واالتفاق‬ ‫عىل حصول الفيليني عىل كوتة‬ ‫ومشاركة مستقلة باالنتخابات وليس‬ ‫عن طريق تشيت اصوات الفيليني‬ ‫بني االحزاب واالئتالفات الكوردية‬ ‫والشيعية‪.‬‬

‫ولو تم يومذاك التنسيق واستغالل‬ ‫الزخم العددي للكورد الفيليني خاصة‬ ‫بعد نزوح االالف من افراد وعوائل‬ ‫اشقائنا الكورد من مناطق خانقني‬ ‫ومنديل وكذلك امثالهم من اقضية‬ ‫املحافظات الجنوبية التي كانت‬ ‫هجرتهم اىل بغداد تعود اىل اسباب‬ ‫بعضها معييش وبعضها االخر بسبب‬ ‫تعرض مناطقهم االصلية اىل ويالت‬ ‫حروب صدام الخارجية ضد ايران‪،‬‬ ‫لكان للكورد خارج اقليم كوردستان‬ ‫عدد ال بأس به من النواب تخدم‬ ‫قضية الكورد الفيليني بشكل خاص‬ ‫والعالقة االسرتاتيجية بني الشيعة‬ ‫والكورد لخدمة العراق بشكل عام‪،‬‬ ‫وال تفوتني االشارة بهذا الصدد اىل‬ ‫ان السيايس الشيوعي السابق الفقيد‬ ‫عامر عبد الله قد كان يكرر القول ان‬ ‫(بغداد تعترب اكرب محافظة كوردية)‬ ‫وهذا التعبري ال يجايف الحقيقة ‪.‬‬ ‫قد يكون ما تقدم من رصاحة‬ ‫القول ال يتفق معه او ال يريض‬ ‫البعض من اطراف العملية السياسية‬ ‫ومحازبيهم‪ ،‬بكل اطرافها‪ ،‬وقد‬ ‫ال يريض كذلك بعض املنظامت‬

‫والجمعيات والشخصيات الكوردية‬ ‫الفيلية السابقة يف اوربا والحالية‬ ‫داخل اقليم كوردستان وخارجه‪،‬‬ ‫ولكن كام كنا نتجرأ يف السابق عىل‬ ‫نقد مامرسات وجراحات النظام‬ ‫السابق التي مورست بحقنا مع‬ ‫الفارق يف املقارنة والتشبيه مع‬ ‫النظام الحايل‪ ،‬اال انه من حق‬ ‫املظلومني واملغبونني ان ال يسكتوا‬ ‫ابداً عن املطالبة بحقوقهم املهضومة‬ ‫اىل ابد الدهر‪.‬‬ ‫ورغم كل ماسبق يف هذا‬ ‫االستذكارمن عتاب واشارات‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان (اربعون عاماً عجاف عىل‬ ‫محنة الكورد الفيليني دون انصاف)‪،‬‬ ‫ليس بغرض التقليل من شأن دعم‬ ‫االحزاب واملنظامت املعنية و‬ ‫قياداتها او نكرانها من قبل الضحايا‬ ‫الذين ترتقب عيونهم وقلوبهم كل‬ ‫مايصدر من بيانات تخفف عىل‬ ‫اقل تقدير من امل جراحاتهم يف‬ ‫مثل هذه املناسبة‪ ،‬ولكننا نشيد‬ ‫ونحرتم كل مايصدر من تعاطف‬ ‫ودعم‪ ،‬ويف نفس الوقت ‪،‬نناشدهم‬ ‫ان يكون لها موقف واضح ورصيح‪،‬‬ ‫ومتابعة مستمرة للجهات الحكومية‬ ‫يف الدولة العراقية‪ ،‬وحثها عىل تنفيذ‬ ‫القرارات الصادرة املعنية بحقوق‬ ‫الكورد الفيليني‪ ،‬كونها مشاركة يف‬ ‫الحكومة وسلطات الدولة‪ ،‬ومحاسبة‬ ‫املقرصين‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪38‬‬

‫يوميات سجين فيلي‬ ‫عبد الخالق الفالح‬

‫يوميات سجني بني قضبان‬ ‫الوهم‪ ،‬حيث كانت الصدمة‬ ‫والحرية عن ماذا انا هنا ‪ ،‬لحظات‪...،‬‬ ‫ما أقساها‪ ...‬وما أصعبها‪ ...‬وما‬ ‫أشدها‪ ،‬نقلب ذكرياتها من جديد‬ ‫حيث مأساة اإلنسان الذي يواجه‬ ‫الظلم دون ذنب اقرتفه ‪ ،‬وهو ال‬ ‫يجد من خالله سبي ًال اىل التحرر‪.‬‬ ‫وكأن اإلنسان اآلخر هو السجن‪ ،‬رغم‬ ‫ا ّتساع األفق ‪،‬سنوات عمري كأوراق‬ ‫الخريف تتساقط عرب ساحات هذا‬ ‫الزمن املر وتخطف قطرات السعادة‬ ‫واملرح حني اتذكر تلك اللحظات يف‬ ‫مثل هذا اليوم ‪ ...‬تؤرقني وترتكني‬ ‫أغرق يف بحر الحياة التي مل تعد‬ ‫تفهمني رغم ان حيايت علمتني‬ ‫وتشاركني أفراحي وأحزاين وتعينني‬ ‫عىل حمل سنيني‪،‬‬ ‫االيام متيض والسنني تنقيض ‪ ،‬ايامي‬ ‫كبرية للحزن أقطف أوراقها يوما‬

‫بعد يوم‪ .‬وأشعر أحيانا انه قطار‬ ‫يجب أن مير يوميا يف حيايت‪ ...‬أن‬ ‫مهل وألن الحياة واملوت‬ ‫يأيت عىل ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫املطلقة التي‬ ‫الحقيقة‬ ‫بيد الله هو‬ ‫استجابة انفعاليةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫تخيف‪ ،‬قد تكون‬ ‫ُم ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الشك والقلق‬ ‫زعجة ومشاع ُر من‬ ‫ُّ‬ ‫والشعو ِر بالعج ِز َّ‬ ‫عف يف احيان‬ ‫والض ِ‬ ‫اخرى كثرية ‪.‬‬ ‫وأتشهد مع نفيس قبل النوم يف‬ ‫اوقات كثرية وأمتنى أحيانا أن يُخلف‬ ‫هذا القطار يوما موعده‪.‬‬ ‫ال رهبة منه فال مسلك إأل له‬ ‫والخوف من املوت يُدخل اإلنسان‬ ‫يف دائرة اضطراب الذي ال ينتهي‬ ‫َّ‬ ‫إحساس الفر ِد بوجود ِه مي ِّث ُل‬ ‫وأن‬ ‫َ‬ ‫حافزاً ُيساعدُ الفر َد عىل ُمواجه ِة‬ ‫ويجعله واعياً وقادراً‬ ‫ُ‬ ‫املوت‪،‬‬ ‫خاوف‬ ‫َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الواقع ‪ ،‬وال يخجل من‬ ‫عىل مواجه ِة‬ ‫ِ‬ ‫ارتداء حزنه‪ ،‬وتقرتب االقدام لتنرث‬ ‫الورود علينا لتقاسم االحزان‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪40‬‬ ‫محمد مندالوي‬

‫بعد أن نشرنا ردنا الذي كان‬ ‫بعنوان‪ :‬إبليس يتحدى إدريس‪.‬‬ ‫كتب أحد الذين يختبئون خلف‬ ‫أسماء مستعارة (مقا ً‬ ‫ال) باسم‬ ‫«طيب العراقي» بعنوان‪ :‬فيليون‬ ‫ولسنا غري ذلك‪ .‬فلذا عنونت‬ ‫ردي هذا على ذات الصيغة «‬ ‫كوردٌ ولسنا غري ذلك‪.»...‬‬ ‫من املرجح‪ ،‬ومن خالل أسلوبه‬ ‫العدائي‪ ،‬أن طيب هذا‪ ،‬الذي‬ ‫ليس فيه شيء طيب سوى‬ ‫اسمه املستعار ليس كورديا‪ ،‬قد‬ ‫يكون من العنصريني العرب‪،‬‬ ‫الذين يكرهون كل شيء كوردي‬ ‫وكوردستاني‪ .‬لقد زعم «طيب»‬ ‫يف منشوره األصفر‪ :‬الفيلييون‬ ‫قومية منفصلة عن القوميات‬ ‫األخرى‪ .‬إن هذه الجملة الخبيثة‪،‬‬ ‫التي جردت شريحة الكورد‬ ‫الفيلية من أصالتها الكوردية‬ ‫ستكون موضوع نقاشنا لهذا‬ ‫اليوم‪.‬‬

‫كوردٌولسنا غري ذلك يا طيب ‪...‬‬

‫يزعم طيب‪ :‬وأدعى كثريون انتساب‬ ‫الفيليني لهم‪ . ...‬لكن‪ ،‬طيب العراقي‪،‬‬ ‫مل يقل لنا يف زعمه َمن ِمن هؤالء‬ ‫«الكثريون» انتسب الفيليني له! مل‬ ‫يذكر وال اس ً‬ ‫ام واحدا ِمن هؤالء‪ ،‬وذلك‬ ‫لسبب بسيط‪ ،‬ألن مثل هذه املجموعة‬ ‫الوهمية غري موجودة إال يف مخيلة‬ ‫طيب‪...‬؟‪ .‬ثم‪ ،‬مل يكتف السيد طيب‬ ‫بأنه جعل بجرت قلم ِمن الرشيحة‬ ‫الفيلية قومية قامئة بذاتها!‪ ،‬بل جعل‬ ‫منها أمة‪ ،‬لها لغتها املستقلة الخاصة‬ ‫بها! ونسب هذه الكذبة املفضوحة إىل‬ ‫باحثني‪ ،‬الذين كسابقته مل يذكر اسم‬ ‫أحد منهم!‪ .‬يا حبذا‪ ،‬يذكر لنا طيب‬ ‫عناوين ثالثة كتب ألفت وطبعت‬ ‫بلغة هذه األمة‪...‬؟ أو صحيفة يومية‪،‬‬ ‫أو أسبوعية‪ ،‬أو فصلية الخ‪ ،‬طبعت‬ ‫بلغة هذه األمة؟ مل يقف طيب عند‬ ‫هذا الحد‪ ،‬بل جعل ملنطقة «گرمیان»‬ ‫‌أيضاً لغة خاصة بها!‪ .‬يا هذا‪،‬أ بهذا‬ ‫الكذب املفضوح تريد أن تنتج أفقاً‬ ‫سياسياً تعادي به األمة الكوردية‬ ‫العريقة!‪ ،‬يا ترى‪ ،‬ملا مل تقل سليامنية‬ ‫أيضاً لها لغتها الخاصة‪ ،‬وهكذا أربيل‪،‬‬ ‫ودهوك‪ ،‬وإيالم‪ ،‬وكرماشان‪ ،‬وقامشلو‪،‬‬ ‫وآمد الخ‪ ،‬ثم‪ ،‬مبا أن اللغة كائن حي‬ ‫تتطور مبرور الزمن فلذا وفق نظرية‬ ‫األستاذ طيب ستكون للكورد يف شارع‬ ‫الكفاح لغة خاصة به‪ ،‬وملنطقة باب‬ ‫الشيخ لغة‪ ،‬وللكورد يف مدينة الثورة‬

‫(الصدر) لغة‪ ،‬وللكورد يف مدينة‬ ‫واسط لغة‪ ،‬وللكورد يف مدينة النجف‬ ‫الخ‪ .‬يا طيب‪ ،‬ملاذا تدس أنفك يف‬ ‫أمور ال تستطيع أن تخوض فيها‬ ‫بصورة سليمة وصحيحة؟‪ .‬إنك تزعم‪:‬‬ ‫ميكن أن يكون الفيليني أقرب اىل‬ ‫اللر من غريهم‪ .‬يا طيبنا‪ ،‬لعلمك‪ ،‬إن‬ ‫الفيلية فرع من اللور الصغري‪ .‬يظهر‬ ‫أنك ال تعرف هذا‪ .‬عزيزي‪ ،‬هناك‬ ‫عشائر تحمل اسم فييل لكنها ليست‬ ‫فيلية؟‪ ،‬وذلك بسبب الوايل‪ ،‬الذي‬ ‫كان من ساللة الفيلية‪ ،‬التي موطنها‬ ‫األصيل يف لورستان يف مدينة «خرم‬ ‫آباد» لكنها انتقلت إىل إيالم مع‬ ‫عرش اإلمارة‪ ،‬فلذا معظم العشائر‬ ‫يف «پشتكو» (خلف الجبل) صارت‬ ‫تحمل اسم فييل؟‪ .‬ما هذا يا طيب‪،‬‬ ‫مرة تزعم‪ :‬الفيليون أقرب إىل اللور‬ ‫من غريهم‪ .‬وبعد عدة أسطر تزعم‪:‬‬ ‫لكنهام متشابهني بقدر كبري‪ .‬ثم‬ ‫تزعم‪ :‬ورمبا اللور من الفيليني وليس‬ ‫العكس‪ .‬يا للعجب‪ ،‬إن كنت متأكد‬ ‫مام تزعم‪ ،‬ملاذا ال تستقر عىل رأي‬ ‫واحد!‪ .‬أدعوك أن تذهب وتقرأ كتاب‬ ‫(رشفنامه) لألمري (رشفخان بدلييس)‬ ‫الذي ألف قبل عدة قرون‪ ،‬يقول فيه‪:‬‬ ‫إن الكورد يتألفون من أربع قبائل ‪1-‬‬ ‫كرمانج ‪ 2-‬گوران ‪ 3-‬كلهر ‪ 4-‬لور‪ ،‬أ‬ ‫تالخظ‪ ،‬ال ترى وجوداً للفيلية يف هذا‬ ‫املربع الذهبي؟‪ .‬ويجزم السيد طيب‬ ‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪42‬‬ ‫زاعام‪ :‬الفيلييون ليسوا كوردا‬ ‫قطعا‪ .‬ثم‪ ،‬يقدم تحلي ًال سطحياً‬ ‫من رأسه‪ ...‬كأنه عامل مورفولوجي‬ ‫(‪ ،)Morphology‬ومل يقدم مصدراً‬ ‫تاريخياً واحداً يوافق هرطقته!‪ .‬أود‬ ‫أن يعرف طيب‪ ،‬أن الكوردي الفييل‪،‬‬ ‫دون كل الرشائح الكوردية ال يعرف إال‬ ‫بسابقة الكورد‪ ،‬مث ًال‪ ،‬ممكن أن تعرف‬ ‫السوراين‪ ،‬أو البهديناين‪ ،‬أو الهورامي‬ ‫الخ باسمه فقط‪ ،‬إال الكوردي الفييل‪،‬‬ ‫يجب أن يسبق اسمه ال َق َبيل اسم‬ ‫األمة التي ينتمي لها‪ ،‬إال وهي األمة‬ ‫الكوردية‪ ،‬وبهذه الصيغة‪« :‬كوردي‬ ‫فييل»‪ .‬انتظرين قلي ًال يا طيب سآيت‬ ‫لك يف سياق ردي هذا بدالئل ال‬ ‫تقبل النقاش‪ .‬ويزعم طيب‪ »:‬فإدعوا‬ ‫إنتساب الفيليني واأليزيديني والشبك‬ ‫والكاكائيني واآلثوريني املسيحني بل‬ ‫وحتى الرتكامن لهم‪ ،‬بغية أن يتحولوا‬ ‫اىل كرثة عددية وجغرافية‪ ،‬تستطيع‬ ‫إنتزاع حقوق الكورد بها‪ ،‬وتحقق‬ ‫حلم مملكة كوردستان الكربى»‪ .‬هل‬ ‫أن الكوردي الفييل يكتب مثل هذا‬ ‫الكالم‪...‬؟‪ ،‬أم هذا كالم يصدر ِمن‬ ‫عرويب عنرصي؟‪ .‬هل تستطيع أن‬ ‫تربز لنا وثيقة واحدة أن حزباً كوردياً‬ ‫واحداً ذكر يف أدبياته أو بياناته اسم‬ ‫كوردستان كربى؟؟ نحن بانتظارك‪.‬‬ ‫عزيزي كوردستان بدون مصطلح كربى‬ ‫هي وطن واحد محتل ومجزأ بني عدة‬

‫كيانات‪ ...‬ال يوجد فيه كبري وصغري‪،‬‬ ‫ممكن أن تشري إىل أجزائه املحتلة‬ ‫باالتجاه الجغرايف كرشق كوردستان‪،‬‬ ‫وغرب كوردستان الخ‪ .‬عىل أية حال‪،‬‬ ‫لو قرأ طيب شيئاً من مقاالتنا بال شك‬ ‫عندها مل يتجرأ ويزعم مثل هذا الكالم‬ ‫البعيد عن املنطق السليم‪ .‬يا طيب‪،‬‬ ‫هل تعلم أن اإليزيديني والكاكائيني‬ ‫الخ بأية لغة يؤدون طقوسهم الدينية؟‬ ‫أليست باللغة الكوردية؟ أليس كتايب‬ ‫اإلزديني املقدستان «جلوة‪ ،‬ومصحفي‬ ‫رش» مدونتان بجاللة اللغة الكوردية؟‬ ‫يتوجه يومياً‬ ‫أليس اإليزيدي‬ ‫بوجهه نحو الشمس ويؤدي صالته‬ ‫باللغة الكوردية؟ أليست أغانيهم ‪-‬‬ ‫اإليزيدية‪ -‬باللغة الكوردية؟ وهكذا‪،‬‬ ‫الكاكائية‪ ،‬أليس كتابهم املقدس‬ ‫باللغة الكوردية؟‪ .‬دعني أضع أمامك‬ ‫وأمام القراء األعزاء بيت شعر ألحد‬ ‫قديسيهم الذي يسمى «باوه» ينشده‪:‬‬ ‫خواڵمان دیشان وەموعجیزاتش‬ ‫بەرگ خودرەنگی بوی وەخەاڵتش‬ ‫تەمام کوردستان دا وەبەراتش‪.‬‬ ‫املعنى‪ :‬لقد رأى املريدون معجزات‬ ‫باوه يادگار الخارقة‪ ،‬لذا أن الباري‬ ‫تعاىل قلده وشاح القدرة‪ ،‬ومنحه‬ ‫عموم أرض كوردستان‪ .‬انتهى‬ ‫االقتباس‪ .‬يالحظ أن التمسك بأرض‬ ‫كوردستان من قبل الشعب الكوردي‬ ‫بصورة عامة والكاكائية واإليزيدية‬

‫دعني أضع أمامك يا طيب وثيقة رسمية إيرانية باللغة‬ ‫الفارسية تذكر الكورد الفيلية باسمهم الصحيح وغري مبتور‬ ‫إال وهو الكورد الفيلية‪ .‬هذه صورة الوثيقة التي عمرها حدود‬ ‫قرن من الزمن ‪...‬‬

‫والشبك الخ بصورة خاصة هو واجب‬ ‫ديني فرضه عىل الرشائع املذكورة‬ ‫الدين الكوردي التوحيدي القويم‪،‬‬ ‫الذي بسبب ظروف قاسية فرضتها‬ ‫قوى خارجية طاغية‪ ،‬وكذلك لعنة‬ ‫الجغرافيا‪ ،‬وأموراً عدائية أخرى كثرية‬ ‫ال يتسع املجال هنا أن نخوض فيها‬ ‫اآلن‪ ،‬لذا ومبرور الزمن‪ ،‬ابتعدت هذه‬ ‫الرشائع الكوردية عن بعضها‪ ،‬واتخذت‬ ‫صورة األديان التي ذكرنا أسامئها‬ ‫أعاله وهي اليوم موجودة يف املجتمع‬ ‫الكوردي يف عموم كوردستان؟‪ .‬وفيام‬ ‫يتعلق بكوردية اآلثوريني (النساطرة)‬ ‫لسنا نحن الكورد نقول أنهم كورد‪،‬‬ ‫بل أن املؤرخني العرب يف صدر اإلسالم‬ ‫واألوروبيون قالوا يف مؤلفاتهم‪ :‬إن‬ ‫هؤالء كورد‪ .‬انظر إىل ما قاله املؤرخ‬ ‫العريب الشهري (أبو الحسن عيل بن‬ ‫الحسني املسعودي الكويف) املتوىف سنة‬ ‫(‪346‬هـ) لقد ذكر اليعاقبة الكرد أو‬

‫النصارى الكرد‪ .‬وقال‪ :‬إن هؤالء الكورد‬ ‫املسيحيني‪ ،‬اليعقاقبة‪ ،‬والجورقان‪،‬‬ ‫ديارهم تقع مام ييل املوصل وجبل‬ ‫جودي‪ ،‬يسمون باألكراد بعضهم‬ ‫مسيحيون من النساطرة واليعاقبة‬ ‫وبعضهم اآلخر من املسلمني‪ .‬انتهى‬ ‫االقتباس‪ .‬وهكذا ذكر املؤرخ واللغوي‬ ‫الربيطاين (وليم مارسدن) (‪1754-‬‬ ‫‪1836‬م) يف كتابه (رحالت ماركو بولو)‬ ‫ص (‪ )37‬عن الرحالة اإليطايل الشهري‬ ‫(ماركو بولو) ‪1324 1254-‬م قال ماركو‬ ‫عن الكورد املسيحيني ‪»:‬إن هناك‬ ‫شعباً كردياً مسيحياً يسكن يف جبال‬ ‫املوصل»‪ .‬أرجو أن يعذرين القارئ‬ ‫الكريم ألين أعيد نرش هذه النصوص‬ ‫عدة مرات يف مقااليت وردودي‬ ‫وذلك ألهميتها‪ .‬لكن ماذا نفعل مع‬ ‫هؤالء‪ ...‬الذي ال يقرؤون‪ ،‬وإذا قرؤوا‬ ‫ال يفهمون‪ .‬عجيب أمر هذا الطيب‪،‬‬ ‫يف سياق منشوره‪ ،‬يقول‪ :‬وسيشار إليه‬

‫دامئا بأنه فييل أو كوردي‪ .‬أتالحظ‬ ‫عزيزي القارئ‪ ،‬أنه يف لحظة الال وعي‬ ‫اعرتف أن الكوردي الفييل كام هو بني‬ ‫أبناء جلدته معروف عند غري الكورد‬ ‫أيضاً بأنه كوردي ال غري؟‪ .‬ثم‪ ،‬يزعم‬ ‫طيب‪ :‬وعىل َمن يدعي خالف ذلك‬ ‫تقديم اإلثباتات‪ .‬دعني اآلن أقدم‬ ‫لك اإلثباتات‪ ،‬وأضع أمامك‪ ،‬كيف‬ ‫أن الكوردي الفييل معروف يف العامل‬ ‫بهذا االسم‪« :‬كوردي فييل» وهكذا‬ ‫يف العراق‪ ،‬بأنه كوردي القومية فيلية‬ ‫الرشيحة‪ .‬إذا ال تصدقنا هذا نص‬ ‫دستوري وضعها املرشع العراقي يف‬ ‫ديباجة الدستور االتحادي لعام ‪2005‬‬ ‫يقول‪ ... :‬ومستنطقني عذابات القمع‬ ‫القومي يف مجازر حلبجة وبرزان‬ ‫واألنفال والكورد الفيلية‪ . ...‬انتهى‬ ‫االقتباس‪ .‬وهكذا جاء يف مرشوع‬ ‫دستور إقليم كوردستان أيضا‪ :‬وساق‬ ‫ النظام البعثي املجرم‪ -‬اآلالف من‬‫شبان الكورد الفيليني إىل حتفهم‬ ‫يف حقول تجارب كياموية ومقابر‬ ‫جامعية بعد أن هجرت من تبقى‬ ‫من عوائلهم إىل خارج العراق‪...‬‬ ‫انتهى االقتباس‪ .‬مبا أن طيب ومن‬ ‫يحمل مثل أفكاره‪ ...‬يعتربون قبيلة‬ ‫كلهر فيلية ‪ -‬باملناسبة أنا من قبيلة‬ ‫كلهر‪ -‬ننزل عند رغبتهم ونلقي‬ ‫نظرة عىل اسم الدولة التي أسسها‬ ‫أحد أبناء هذه القبيلة قبل خمسة‬ ‫قرون يف بغداد بني أعوام (‪-1524‬‬

‫‪1530‬م) بقيادة أمريها (ذوالفقار‬ ‫خان)‪ ،‬التي سميت يف كتب التاريخ‬ ‫بـ»دولة كورد العراق» وليست بدولة‬ ‫فيلية العراق؟‪ .‬إن هذه الدولة التي‬ ‫أسسها أمري قبيلة كلهر‪ ،‬التي هي‬ ‫إحدى أكرب وأعرق القبائل الكوردية‪،‬‬ ‫وأراضيها متتد من كرماشان قرب‬ ‫جبل «پەراو= ‪ »Paraw‬إىل إيوان‬ ‫عىل سفح جبل «قەالجە= ‪»Qalaje‬‬ ‫وغرباً عرب الحدود املصطنعة إىل‬ ‫مدن منديل‪ ،‬وشهربان‪ ،‬وخانقني‪،‬‬ ‫وبهرز‪ ،‬وجلوالء الخ‪ .‬إن هذه األرايض‬ ‫واملدن الكوردية‪ ،‬التي تقطنها أفخاذ‬ ‫قبيلة كلهر‪ ،‬كانت قبل خط الحدود‬ ‫الجائرة عىل جسد الوطن الكوردي‬ ‫تشكل وحدة جغرافية واحدة‪ .‬من‬ ‫الذين ذكروا هذه الدولة الكوردية‬ ‫يف العراق عدداً من املؤرخني العرب‪،‬‬ ‫منهم‪ :‬املؤرخ العريب (عيل ظريف‬ ‫أألعظمي)‪ .‬كذلك الدكتور (صالح‬ ‫محمد العابد) (حضارة العراق)‪.‬‬ ‫ذكرها أيضاً الدكتور (عامد عبد‬ ‫السالم) (حركة ذوالفقار االستقاللية)‪.‬‬ ‫ومن الذين ذكروا هذه الدولة املؤرخ‬ ‫العراقي الكبري (عبد الرزاق الحسني)‬ ‫قائ ًال‪ :‬إن األمري (ذوالفقار) أمري كلهر‬ ‫استوىل عىل أغلب املدن العراقية‬ ‫وأعلن استقالله فيها‪ .‬كام تطرق إىل‬ ‫هذه الدولة الكوردية (طه الراوي)‬ ‫يف كتابه بغداد مدينة السالم وقال‪:‬‬ ‫استقل ببغداد قائد اسمه (ذوالفقار)‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪44‬‬ ‫وساس أهلها سياسة حسنة‪.‬‬ ‫وذكر هذه الدولة الكوردية‬ ‫املؤرخ (محمود الدرة) وغريه من‬ ‫املؤرخني العرب وغري العرب‪ .‬دعني‬ ‫أضع أمامك يا طيب وثيقة رسمية‬ ‫إيرانية باللغة الفارسية تذكر الكورد‬ ‫الفيلية باسمهم الصحيح وغري مبتور‬ ‫إال وهو الكورد الفيلية‪ .‬هذه صورة‬ ‫الوثيقة التي عمرها حدود قرن من‬ ‫الزمن وجاءت يف كتاب (قيام إيالم‬ ‫در عرص رضا شاه= ثورة إيالم يف عهد‬ ‫حكم رضا شاه) ص (‪ )١٨٣‬تأليف‬ ‫عباس محمد زاده (مەلکشا)‪ :‬وزارت‬ ‫جليله أمور خارجه‪ .‬بر طبق رقميه‬ ‫‪ ١٢٧٥ - ٢٣٩٩‬راجع به مهاجرت‬ ‫رعاياى پشتکو ] از دست ظلم وستم‬ ‫مأمورين [ رشحى به وايل تلگراف‬ ‫شده بود اينک سواد جواىب رسيده‬ ‫است لفاً براى اطالع آن وزارت جليله‬ ‫ارسال مى شود‪ ٢٠-٢٩١٦ .‬عقرب‬ ‫موضوع‪ :‬راجع به شكايت اكراد فيىل‬ ‫منايندگى‬ ‫(ايالمي)‬ ‫سياىس وجرنال قونسلگرى دولتعليه‬ ‫ايران در بني النهرين مقام منيع‬ ‫وزارت جليله أمور خارجه ‪١٨٧٨١‬‬ ‫شامره كارتن ‪ ٤٩‬شامره پروندە ‪٨‬‬ ‫تعليقيه مطاعه جوابيه مورخه ‪١٧‬‬ ‫بهمن ماه سال جارى صادره از اداره‬ ‫محرتمه اصل سياىس بضميمه سواد‬ ‫راپرت حكومت پشتكو زيارت جواباً‬

‫بعرض مى رساند ژنرال قونسولگرى‬ ‫از عرض راپرت ‪ ٤١٢٤‬استحضار مبارك‬ ‫از نظريات اكراد فيىل نسبت به‬ ‫اوضاع حارضه پشتكو بوده كه ضمناً‬ ‫حكومت آنجا هم از تفصيل مستحرض‬ ‫گردد الخ‪ .‬انتهى االقتباس من الكتاب‬ ‫الرسمي‪ .‬نحن هنا ال علينا بكل ما‬ ‫جاء يف مضمون الكتاب الرسمي‪ ،‬فقط‬ ‫نؤكد عىل ذكر اسم الكورد الفيلية من‬ ‫قبل دولة إيران باسمهم الرصيح الذي‬ ‫طيب وغري طيب من لهم امتدادات‬ ‫غري كوردية يحاولون برته و تشويهه‪.‬‬ ‫كان هذا عىل مستوى الرسمي‬ ‫واألكادميي‪ .‬وعىل مستوى الشعبي‪،‬‬ ‫يوجد يف وسط بغداد حي كل سكنته‬ ‫من الكورد الفيلية يسمى عقد األكراد‬ ‫(عگد األكراد) أمل يسأل طيب نفسه‪،‬‬ ‫إذا الفيلية ليسوا كورد‪ ،‬ملاذا مل يسمى‬ ‫باسمهم عقد الفيلية بدون ذكر اسم‬ ‫شعبهم الكوردي كسابقة؟؟‪ .‬دليل‬ ‫آخر‪ ،‬كان هناك شخص كوردي فييل‬ ‫يف بغداد‪ ،‬لكنه بعثي‪ ،‬اشتهر بالعنف‬ ‫واالغتياالت‪ ،‬واشتهر بني أهل بغداد‬ ‫باسم «جبار كوردي» أيضاً نسأل السيد‬ ‫طيب‪ ،‬ملاذا مل يسمى جبار فييل؟؟‪ .‬يا‬ ‫طيب‪ ،‬اآلن يقبع يف السجن القيادي‬ ‫البعثي مزبان خرض هادي وهو من‬ ‫الكورد الفيلية‪ ،‬وذكره املحامي سليامن‬ ‫الجبوري‪ ،‬قال يف لقاء تلفزيون مع‬ ‫حميد عبد الله‪ :‬إن مزبان خرض هادي‬ ‫كان يعادي القيادي البعثي اآلخر يف‬

‫«ولكون املحكمة العراقية العليا للجرائم قد عدت جريمة‬ ‫البعث هذه جريمة إبادة جماعية‪ ،‬فإننا نجدد مطالبتنا‬ ‫للحكومة العراقية بتعويض الكورد الفيليني وأداء واجباتها‬ ‫القانونية واألخالقية تجاههم»‬

‫السجن وهو عبد الغني عبد الغفور‪،‬‬ ‫سأله املحاور ملاذا‪ ،‬قال‪ :‬ألن مزبان كان‬ ‫من الكورد الفيلية ويحمل الجنسية‬ ‫التبعية اإليرانية‪ ،‬حاول أن يغريها إىل‬ ‫جنسية عراقية‪ ،‬وكان مسئو ًال عن هذا‬ ‫امللف القيادي عبد الغني عبد الغفور‪،‬‬ ‫رفض عبد الغني طلب مزبان خرض‬ ‫هادي‪ ،‬ومنذ ذلك اليوم مزبان يعادي‬ ‫عبد الغني عبد الغفور‪ .‬هل رأيت يا‬ ‫طيب‪ ،‬أن املحامي سليامن الجبوري‬ ‫يُعرف مزبان خرض هادي بأنه كوردي‬ ‫فييل؟‪ .‬دليل آخر‪ ،‬يف العقد الثالث‬ ‫من قرن العرشين‪ ،‬لجأ وايل إيالم يف‬ ‫بشتكو إىل العراق‪ ،‬وأستقبل يف العراق‬ ‫كالجئ سيايس‪ ،‬وعُ رف هو وحاشيته‬ ‫ككورد فيلية؟‪ .‬يا سيد طيب‪ ،‬أن الفييل‬ ‫يعرف جيداً أنه كوردي أصيل‪ .‬هل من‬ ‫العبث أن كوردياً فيلياً مثل السيايس و‬ ‫املثقف (حبيب محمد كريم) ينتمي‬ ‫للحزب الدميقراطي الكوردستاين‬ ‫ويصبح سكرترياً للحزب لو مل يعرف‬ ‫أنه كوردي وكوردستاين ال غري؟ وهكذا‬

‫شقيقه جعفر‪ ،‬الذي انتمى إىل الباريت‬ ‫قبل حبيب‪ .‬وهكذا (يد الله كريم)‬ ‫الذي أصبح عضو يف اللجنة املركزية‬ ‫ورئيس اتحاد شبيبة كوردستان يف‬ ‫نفس الحزب املذكور‪ .‬وكذلك (جليل‬ ‫فييل) مسئول لجنة محلية خانقني‪ ،‬ويف‬ ‫األعوام األخرية أصبح سكرترياً للرئيس‬ ‫(مسعود البارزاين)‪ .‬وعبد الحسني‬ ‫فييل‪ ،‬الذي كان عضواً يف اللجنة املركزي‬ ‫للباريت‪ .‬والحقوقية (زكية إسامعيل‬ ‫حقي) رئيسة اتحاد نساء كوردستان‬ ‫التابعة للباريت‪ .‬ومثلها الفدائية البطلة‬ ‫(ليىل قاسم)‪ ،‬وسعدون فييل‪ ،‬الذي‬ ‫كان مسئو ًال للجنة بغداد لالتحاد‬ ‫الوطني الكوردستاين‪ .‬وكوردو قاسم‬ ‫عضو لجنة القيادة يف االتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين‪ .‬وعادل مراد ورزاق‬ ‫عزيز من مؤسيس االتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين‪ .‬ووزير البيشمركة وعضو‬ ‫املكتب السيايس (جبار فرمان)‪.‬‬ ‫ومجموعة الصقر األحمر التي اغتالت‬ ‫املجرم عثامن محمد فائق‪ ،‬منهم‬

‫سلامن داود مندالوي‪ ،‬جامل سعيد‪،‬‬ ‫رعد بشري‪ ،‬وآخرون‪ .‬يا طيب كل هؤالء‬ ‫وغريهم كرث‪ ،‬إذا يعلمون أنهم فيليون‬ ‫وليسوا كورد كيف ينتمون إىل هذه‬ ‫التنظيامت الكوردية الكوردستانية‬ ‫ويضحون بأرواحهم من أجل شعبهم‬ ‫ووطنهم؟؟‪ .‬قلي ًال من اإلنصاف يا هذا‪.‬‬ ‫ويف مدن وقرى الجنوب العراقي يف‬ ‫الديوانية والنجف الخ توجد عشائر‬ ‫كورد فيلية مذكورون يف مصادر عربية‬ ‫كثرية وبعد تحرير العراق عام ‪2003‬‬ ‫ظهروا عىل شاشات التلفزة وقالوا‬ ‫بصوت عايل أنهم كورد‪ .‬قرأت يف‬ ‫كتاب (مذكرات الكابنت مان) الحاكم‬ ‫السيايس الربيطاين ملنطقة الشامية يف‬ ‫العراق بني عامي ‪ 1920 1919-‬يذكر‬ ‫اسم الشيخ ( كاظم املسري) رئيس‬ ‫عشرية ُ‬ ‫الكرد‪ .‬ويذكر اسم (عباس‬ ‫العلوان) من ُ‬ ‫الكرد‪ .‬ويذكر اسم‬ ‫إسامعيل حاج جواد من قبيلة ُ‬ ‫الكرد‪.‬‬ ‫ملاذا مل يذكرهم هذا اإلنجليزي باسم‬ ‫الفيلية؟ وذكرهم باسمهم الرصيح‪:‬‬ ‫كورد؟‪ .‬كوردياً أيضاً‪ ،‬لوال أنهم كورد‬ ‫أقحاح ملاذا إحدى القبائل الفيلية‬ ‫الشهرية تسمى «كورديل» يا ترى‪ ،‬ملاذا‬ ‫مل تسمى « َفي َليل» مثال؟‪.‬‬ ‫مبا أن األمة الكوردية أمة واحدة‪ ،‬ال‬ ‫فرق بني بهديناين‪ ،‬وسوراين‪ ،‬وفييل الخ‪.‬‬ ‫مبناسبة مرور ‪ 40‬سنة عىل الجرمية‬ ‫الكربى التي قام بها نظام حزب‬ ‫البعث املجرم ورئيسه اللعني صدام‬

‫حسني‪ ،‬طالب رئيس إقليم كوردستان‬ ‫(نيجريوان بارزاين) الحكومة العراقية‬ ‫بتعويض الكورد الفيليني‪ .‬وجاء يف‬ ‫بيان لرئيس اإلقليم بهذه املناسبة‬ ‫األليمة الذي جاء فيه‪ :‬يف الذكرى‬ ‫األربعني لإلبادة الجامعية وجرمية‬ ‫ترحيل وتغييب الكورد الفيليني التي‬ ‫كانت حلقة أخرى من سلسلة جرائم‬ ‫نظام البعث ضد الشعب الكوردي‪،‬‬ ‫ننحني إجال ًال وإكراماً لألرواح الطاهرة‬ ‫للشهداء الكورد الفيليني ونستذكرهم‬ ‫بكل تقدير وتكريم‪ .‬وتابع البيان‪ :‬إن‬ ‫عملية ترحيل وتهجري مئات اآلالف‬ ‫من الكورد الفيليني وتغييب عرشات‬ ‫آالف آخرين منهم ومصادرة أموالهم‬ ‫وممتلكاتهم وسحب الجنسية منهم‪،‬‬ ‫فقط ألنهم كورد وألنهم ساندوا‬ ‫ثورة وحقوق شعبهم‪ ،‬كانت جرمية‬ ‫إبادة جامعية بكل ما تعنيها الكلمة‪،‬‬ ‫ارتكبت ضد الكورد الفيليني‪ .‬وأضاف‬ ‫البيان‪ :‬ولكون املحكمة العراقية‬ ‫العليا للجرائم قد عدت جرمية‬ ‫البعث هذه جرمية إبادة جامعية‪،‬‬ ‫فإننا نجدد مطالبتنا للحكومة‬ ‫العراقية بتعويض الكورد الفيليني‬ ‫وأداء واجباتها القانونية واألخالقية‬ ‫تجاههم‪ ،‬ونطالب بحل مشكلة إعادة‬ ‫الجنسية واألمالك املصادرة لهم‪.‬‬ ‫« عليك بالصدق وإن قتلك»‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايـــا‬

‫‪46‬‬

‫امريكا‬

‫تضع ‪ 122‬هدفا في العراق‬ ‫نصب عينيها ستدمرها‬ ‫بلمح البصر‬ ‫فيلي ‪ /‬مـاجـد محمد صالحـان‬

‫يشهد العراق منذ أسابيع انخفاضا يف‬ ‫التوتر عىل أراضه بني حليفيه األمرييك‬ ‫واإليراين‪ ،‬مع توقف للهجامت الصاروخية‬ ‫والغارات الثأرية‪.‬‬ ‫غري أن خرباء يحذرون من أن يكون هذا‬ ‫الهدوء إلعادة رص صفوف املعسكرين تحضريا‬ ‫لجولة جديدة من املواجهات‪.‬‬ ‫عندما قتل جنديان أمريكيان وبريطانية بهجوم‬ ‫صاروخي يف منتصف مارس‪ ،‬وضعت وزارة‬ ‫الدفاع األمريكية تصورا لرد الفعل األمرييك‬ ‫املحتمل األكرث تدمريا ضد الفصائل العراقية‬ ‫املسلحة‪.‬‬ ‫وقال فيليب سميث من معهد واشنطن‬ ‫لسياسات الرشق األدىن إنه «حتى لو مل يكن‬ ‫هناك إطالق للصواريخ‪ ،‬فإن اإليرانيني يعيدون‬ ‫تنظيم صفوفهم»‪.‬‬ ‫وأضاف أن «القوات األمريكية يف الوقت الحايل‪،‬‬ ‫تأخذ التهديدات‬ ‫عىل محمل الجد»‪.‬‬ ‫بدأت وزارة الدفاع‬ ‫الشهر‬ ‫األمريكية‬ ‫املايض‪ ،‬وضع خطة‬ ‫شاملة ترمي إىل‬ ‫تنفيذ رضبات ضد‬ ‫أكرث من ‪ 100‬موقع‬ ‫متزامن‬ ‫بتوقيت‬ ‫ضد فصائل مسلحة‬ ‫عراقية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫كتائب حزب الله‪،‬‬ ‫الفصيل الذي تتهمه‬ ‫بشن‬ ‫واشنطن‬ ‫الهجوم األكرث دموية‬ ‫ضد جنود غربيني‬ ‫خالل سنوات يف‬ ‫العراق‪.‬‬

‫وقال مسؤول عراقي كبري لوكالة فرانس برس‬ ‫نهاية مارس إن «األمريكيني قالوا لنا إنهم‬ ‫سيرضبون يف وقت متزامن ‪ 122‬هدفا يف‬ ‫العراق إذا ما قتل املزيد من مواطنيهم»‪.‬‬ ‫ويعمل فصيل كتائب حزب الله يف العراق‬ ‫تحت مظلة الحشد الشعبي‪ ،‬الذي تم دمجه‬ ‫بالقوات الحكومية‪ ،‬وينفذ أجندة إيرانية عرب‬ ‫استهداف القوات األمريكية‪.‬‬ ‫لكن رضب تلك األهداف الكثرية يف دولة‬ ‫تواصل اتهام واشنطن بانتهاك سيادتها‪ ،‬وصوت‬ ‫نوابها عىل إنهاء الوجود العسكري األمرييك يف‬ ‫البالد‪ ،‬قد يكون له عواقب وخيمة‪ ،‬بحسب ما‬ ‫يقول حتى القائد األمرييك للتحالف الدويل ضد‬ ‫داعش الذي تقوده الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وأبدى الجرنال بات وايت عن خشيته من‬ ‫أن تخرج األمور عن السيطرة‪ ،‬عندما أعرب‬ ‫يف برقية للقيادة املركزية األمريكية يف مارس‬ ‫عن «مخاوف» من أن الجامعات املستهدفة‬ ‫سرتد وتعرض اآلالف من قوات التحالف إىل‬ ‫خطر «جدي»‪ ،‬بحسب ما علمت فرانس برس‬ ‫من مسؤول عسكري أمرييك اطلع عىل مذكرة‬ ‫وايت‪.‬‬ ‫وأكد دبلوماسيان من بلدين عضوين يف‬ ‫التحالف الدويل لفرانس برس أن األعضاء‬ ‫اآلخرين يف التحالف أعربوا عن مخاوفهم من‬ ‫أن تؤدي الهجامت األمريكية إىل نتائج عكسية‪.‬‬ ‫ومع تفيش جائحة كوفيد‪ ،-19‬غادر العراق‬ ‫‪ 2500‬مدرب عسكري من مختلف الجنسيات‬ ‫ضمن التحالف الدويل‪ ،‬من دون أجل للعودة‪،‬‬ ‫فيام تجمع الجنود الباقون‪ ،‬وغالبيتهم من‬ ‫األمريكيني‪ ،‬يف عدد محدود من القواعد‪ ،‬اثنتان‬ ‫منها محميتان اآلن مبنظومة صواريخ باتريوت‬ ‫للدفاع الجوي التي نرشتها واشنطن مؤخرا‪.‬‬ ‫يف الوقت نفسه‪ ،‬ظهرت جهات فاعلة جديدة‬ ‫يلفها «الغموض»‪ ،‬والتي يراها دبلوماسيون‬

‫وخرباء وضباط أنها «مجرد مجموعات وهمية‬ ‫صورية» ألنصار إيران يف العراق‪.‬‬ ‫فقد تبنت جامعة تطلق عىل نفسها اسم‬ ‫«عصبة الثائرين»‪ ،‬هجامت صاروخية‪ ،‬ونرشت‬ ‫صورا التقطت بطائرة مسرية ملواقع حساسة يف‬ ‫السفارة األمريكية ببغداد‪ ،‬وقاعدة عني األسد يف‬ ‫غرب البالد‪ ،‬رغم حظر الطريان‪.‬‬ ‫كام دعا فصيل آخر يطلق عىل نفسه اسم‬ ‫«فصائل املقاومة اإلسالمية العراق‪-‬قبضة‬ ‫الهدى»‪ ،‬إىل اغتيال السفريين األمرييك‬ ‫والربيطاين يف حال مل يغادرا البالد‪.‬‬ ‫«معنا أم ضدنا؟»‬ ‫أشار سميث إىل أن اإليرانيني «ميكنهم إشعال‬ ‫الفتيل مبجرد أن تكون الظروف أكرث مالءمة‬ ‫لهم» بعد الرضبة األمريكية القاسية التي أدت‬ ‫إىل مقتل الجرنال قاسم سليامين‪ ،‬مهندس‬ ‫االسرتاتيجية اإليرانية يف الرشق األوسط‪.‬‬ ‫وسرتسل الواليات املتحدة‪ ،‬التي تراجعت‬ ‫عالقاتها ببغداد إىل أدىن مستوياتها منذ قتل‬ ‫سليامين‪ ،‬وفدا إىل العراق يف يونيو املقبل‪،‬‬ ‫إلعادة التفاوض بشأن العالقات العسكرية‬ ‫واالقتصادية بني البلدين‪.‬‬ ‫ويف غضون ذلك‪ ،‬قد يشهد العراق والدة‬ ‫حكومة جديدة‪ ،‬بعد خمسة أشهر من الشغور‪،‬‬ ‫مع تكليف رئيس جهاز املخابرات مصطفى‬ ‫الكاظمي‪ ،‬املعروف مبهاراته التفاوضية من‬ ‫واشنطن إىل طهران مرورا بالرياض وبريوت‪.‬‬ ‫وقال مسؤول عراقي قريب من املحادثات‬ ‫«إنها عالقة عىل حد السيف‪ ،‬وال يجب أن‬ ‫تكون كذلك»‪.‬‬ ‫لكن الباحث ريناد منصور من «تشاتام‬ ‫هاوس»‪ ،‬يعترب أن الواليات املتحدة متارس‬ ‫ضغوطا عىل بغداد «الختيار طرف‪ ،‬وهو أمر‬ ‫محفوف باملخاطر‪ .‬وكأنهم يقولون لهم هل‬ ‫أنتم معنا أم ضدنا؟»‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضــايــا‬

‫‪48‬‬

‫يف الذكرى الـ ‪ 105‬إلبادة االرمن؛‬ ‫هل يعتذر الطغاة عن جرائم اإلبادة؟‬ ‫خدر دوملي‬

‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضــايــا‬

‫‪50‬‬

‫يف صبيحة مثل هذه‬ ‫الصباحات من عام ‪1915‬‬ ‫مل يكن يعرف العرشات من القادة‬ ‫االرمن الذين تم أستدعائهم اىل‬ ‫القسطنطينة ‪ /‬أسطنبول االن‪ ،‬انهم‬ ‫سيكون ضحايا االيذان ببدأ هجوم‬ ‫بربري يهدف اىل إبادة االرمن من‬ ‫قبل قادة الدولة العثامنية التي‬ ‫كانت عىل مشارف أنهيارها‪.‬‬ ‫يف مثل هذا اليوم الـ ‪ 24‬من نيسان‬ ‫سيق العرشات من الكتاب والقادة‬ ‫والسياسيني االرمن اىل املشانق‬ ‫ليكون انذار بدء عمليات واسعة‬ ‫النطاق يف حدود الدولة العثامنية‬ ‫إلبادة االرمن ‪ ،‬التي راح ضحيتها اكرث‬ ‫من مليون ونصف املليون أنسان‬ ‫بحسب املتابعني واالحصاءات التي‬ ‫اجريت الحقا ‪.‬‬ ‫مع بدأ عمليات التصفية للقادة‬ ‫واملسؤولني الكبار بدأت عمليات‬ ‫االبادة عىل نطاق واسع التي‬ ‫رافقتها عمليات الرتحيل القرسي‬ ‫وعمليات القتل الجامعي والتعليق‬ ‫عىل املشانق والتصفية والنهب‬ ‫والرسقة والتي منعت فيها السلطات‬ ‫العثامنية التصوير والتوثيق وتركيا‬ ‫الحالية دامئا تقلل من حجم‬ ‫االحداث ورضاوتها وتعتربها ان جزء‬

‫من العمليات التي رافقت احداث‬ ‫الحرب العاملية االوىل بسبب موقف‬ ‫االرمن للوقوف مع روسيا‪.‬‬ ‫رغم ان الكثري من شهود العيان‬ ‫ذكروا ووثقوا قصص االبادة أال‬ ‫أن بعض املبرشين واعضاء السلك‬ ‫الدبلومايس استطاعوا ايضا ان‬ ‫يوثوقوا العديد من الصور التي‬ ‫التزال تعلق يف املتاحف يف ارمنيا‬ ‫والعراق وسوريا ومن قبل كل‬ ‫املتضامنني مع االنسانية ومع االرمن‬ ‫يف محنتهم ‪.‬‬ ‫عمليات القتل والتصفية التي‬ ‫وصفت أنذاك بأنها االكرث وحشية‬ ‫وقسوة جعلت اكرث من مليون‬ ‫ونصف مليون أنسان فارين يتجهون‬ ‫اىل صحراء الفرات يف سوريا وغرق‬ ‫من غرق وقتل من قتل وضاع من‬ ‫ضاع لكن االرمن والهوية االرمنية‬ ‫بقت وأتليت قصص شهود العياة‬ ‫وهي تفضح الجناة وتهز الوجدان‬ ‫واركان تركيا أنذاك‪ .‬وقاوم االرمن‬ ‫وهاهم يسرتدون مجدهم ويتم‬ ‫أحياء ذكرى االبادة يف كل عام ومع‬ ‫كل مناسبة تعرتف دولة او برملان او‬ ‫أقليم او مؤسسة باالبادة وهو ما‬ ‫يشري بأن جرائم االبادة المتحو من‬ ‫ذاكرة البرشية ويجب أحيائها حتى‬ ‫التتكرر ‪.‬‬ ‫أبيد االرمن يف تركيا ومعهم االالف‬

‫من االشوريني والرسيان وااليزيديني‬ ‫حيث ‪ ،‬اذ حاولت والتزال تحاول‬ ‫تركيا الحالية االشارة اىل تلك املذابه‬ ‫االن كشف الوثائق يف هذه االيام‬ ‫ووجود العرشات من شهود العيان‬ ‫أكدوا ان العثامنيني تعاملوا مع‬ ‫االيزيديية والعديد من املسيحيني‬ ‫االشوريني والرسيان والكلدان بنفس‬ ‫الوحشية والقساوة‪ ،‬أشرتكت دمائهم‬ ‫لتكشف الصورة القبيحة لوجه‬ ‫القادة االتراك أنذاك وهم يقومون‬ ‫بعمليات التصفية – حيث ذكر‬ ‫العديد من شهود العيان لالجيال‬ ‫الالحقة تلك العمليات التي وصفت‬ ‫بالوحشية والرببرية التي مل تشهدها‬ ‫البرشية اىل ان جاءت ابادة اليهود‬ ‫يف عمليات الهولوكوست من قبل‬ ‫النازيني وعمليات االبادة يف راوندا‬ ‫ومن ثم اخريا عملية ابادة االيزيدية‬ ‫من قبل تنظيم داعش يف العراق ام‬ ‫عمليات القتل الجامعي للروهينكا‬ ‫يف بورما‪.‬‬ ‫ترشد االالف من االرمن ونرشت‬ ‫العديد من القصص واليزال عىل‬ ‫سبيل املثال أهايل سنجار يتذكرون‬ ‫كيف ان القادة االيزيدية أمتنعوا‬ ‫من تسليم االرمن الذين لجوء‬ ‫لاليزيدية وقتل الكثري منهم وهم‬ ‫يدافعون عن االبرياء ‪ -‬فيام التزال‬ ‫عمليات ابادة االيزيدية ضمن تلك‬

‫العملية غري مثبتة بالشكل الكايف‬ ‫وتحتاج اىل جهد كبري وجمع الوثائق‬ ‫والشهادات وقصص الناجني‪.‬‬ ‫نرشت العديد من القصص البطولية‬ ‫عن عمليات عبور الصحراء واللجوء‬ ‫اىل العشائر العربية وكيف ان املئات‬ ‫منهم أصبحوا عبيد و سبايا واخرين‬ ‫نجوا بأعجوبة – وكيف ان العديد‬ ‫من االرمن بسبب قساوة االوضاع‬ ‫وتشتتهم يف االصقاع قاموا بوشم‬ ‫االوالد من كال الجنسني ليك يتعرفوا‬ ‫عليهم الحقا ولكن حجم الرتاجيديا‬ ‫وقساوة الزمن ورضاوة االحداث‬ ‫جعلتهم يعيشون يف الشتات – لجأ‬ ‫العديد منهم للعراق واىل كوردستان‬ ‫واليزالوا يعيشون – ونزح وهاجر‬ ‫االالف منهم من مدن وسط‬ ‫وجنوب العراق اىل الخارج او اقليم‬ ‫كوردستان بعد عمليات االرهاب‬ ‫والقتل عىل الهوية التي بدأت ربيع‬ ‫‪.2006‬‬ ‫اليوم مع تلك االحداث الزال االرمن‬ ‫يتذكرون ويعيشون تلك الرتاجيديا‬ ‫التي بينت الوجه الوحيش للطغاة‬ ‫الذين أمروا بإدة االرمن – تقول‬ ‫سيدة أرمنية يف الخمسينات من‬ ‫العمر وهي تستذكر هذه الذكرى‬ ‫األليمة (( انا حفيدة أجدادي‬ ‫الناجني من املذابح الرتكية ونحن‬ ‫اليوم وبعد ‪ 105‬أعوام النزال‬

‫«‬

‫(( انا حفيدة أجدادي الناجين من المذابح‬

‫التركية ونحن اليوم وبعد ‪ 105‬أعوام النزال‬ ‫نستكر ونطالب باسترجاع اراضي أجدادي من‬ ‫االتراك القتلة ‪-‬نحن كنا وسنبقى ))‬

‫نستكر ونطالب باسرتجاع ارايض‬ ‫أجدادي من االتراك القتلة ‪-‬نحن كنا‬ ‫وسنبقى )) يف أشارة اىل استمرارهم‬ ‫بالعمل عىل أقرار االبادة وأعرتاف‬ ‫الدولة الرتكية الحالية بأعتبارها‬ ‫الوريث الرشيع للدولة العثامنية‬ ‫لتحمل مسؤولياتها ‪ ..‬وتضيف ((‬ ‫ان هذه املاساة او االبادة تذكرين‬ ‫بدموع جديت عندما كانت تقص يل‬ ‫كيف كان األمل ميزق قلوبهم مبقتل‬ ‫والديها أمام عيونهم وهم يف طريق‬ ‫الهروب اىل الشتات ))‬ ‫رغم ان عمليات االبادة االرمنية‬ ‫التزال تشغل بال العديد من‬

‫«‬

‫املؤسسات يف العامل وخاصة املعنية‬ ‫مبنع عمليات االبادة يرى شاب‬ ‫ارمني اجداده من الذين هربوا‬ ‫ونزحوا واصبحوا يف الشتات اىل ان‬ ‫أستقروا يف مشارف دهوك وصف‬ ‫اليوم بالذكرى االليمة (( مع مرور‬ ‫كل عام يف هذه االيام ينتباين شعور‬ ‫غريب وسؤال يحريين ملاذا ياترى‬ ‫تم إبادة االرمن – مؤكدا انه وكل‬ ‫الشعوب التي تتعرض اىل االبادة مل‬ ‫تشعر باالستقرار الضمريي والوجداين‬ ‫أال بإقرار االبادة وأعتذار الطغاة‬ ‫وانصاف الضحايا ))‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪52‬‬

‫يف اثر أزمة جائحة فايروس‬ ‫كورونا وتداعياتها عىل‬ ‫مختلف مجاالت الحياة وتحديدا‬ ‫االقتصادية منها والسياسية‬ ‫واالجتامعية فضال عىل الصحية ‪،‬‬ ‫بدأ الحديث ّ‬ ‫عم سيؤول إليه شكل‬ ‫العامل بعد إنتهاء هذه األزمة التي‬ ‫أصابت الكرة االرضية مبا يقرتب من‬ ‫الشلل وهنالك تنبوءات وتحليالت‬ ‫عن التغيريات التي ستطال العامل‬ ‫بسببها وما يهمنا هنا هو العراق؛‬ ‫هل سيكون مبنأى عن هذه‬ ‫التحوالت ؟ وهل ستكون واضحة‬ ‫عىل الشأن العراقي ؟‬ ‫وماالحلول املتاحة أمام صاحب‬ ‫القرار ؟‬ ‫والبد من طرح سؤالٍ آخر هنا؛‬ ‫بعد وضوح التأثريات السلبية لهذه‬ ‫االزمة؛ عن إمكانية أن تكون هناك‬ ‫تأثريات ايجابية‪.‬‬ ‫بتقديري باإلمكان تحويل أزمة‬ ‫كورونا وما ينتج عنها اىل واقع‬ ‫جديد يف العراق وتحديداً منها ما‬ ‫يتعلق بالجانب االقتصادي الذي‬ ‫أريد الرتكيز فيه بهذا املقال الهميته‬ ‫وإنعكاساته املبارشة عىل الجانب‬ ‫االجتامعي ألن التنمية االقتصادية‬ ‫تؤدي اىل تنمي ٍة إجتامعي ٍة وهذا‬ ‫ما جاء يف صلب أهداف التنمية‬ ‫املستدامة لألمم املتحدة (‪)2030‬‬

‫العراق ما بعد كورونا‪ ..‬إقتصاديا‬ ‫محمد شياع السوداني‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫فيلي‬

‫‪54‬‬ ‫وتشري أغلب التقارير والبحوث‬ ‫اىل تراجع مرشوع العوملة وحصول‬ ‫انكفاء للدول عىل نفسها واهتامم يف‬ ‫ترتيب اوضاعها عىل مستوى الدولة‬ ‫فكام يُتوقع تفكك االتحاد االورويب‬ ‫الذي بدت مالمحه واضح ًة االمر‬ ‫ُ‬ ‫دوله باتجاه بلدانها‬ ‫الذي يدفع‬ ‫ومعالجة تأثريات ازمة كورونا فيها‪.‬‬ ‫ايضا الحظنا أن اليابان عىل املستوى‬ ‫االقتصادي ترصد مبلغا بحدود‬ ‫إثنني ترليون دوالر للرشكات التي‬ ‫تقوم بنقل مصانعها من الصني اىل‬ ‫داخل اليابان ‪.‬‬ ‫أما الواليات املتحدة الطرف‬ ‫االهم يف االقتصاد العاملي وأحد‬ ‫اقطاب الرصاع مع الصني ف ُيتوقع‬ ‫منها تغيريات جوهرية يف عالقتها‬ ‫االقتصادية بالصني وهي التي‬ ‫تعتمد عىل نسبة كبرية من‬ ‫املنتجات الصينية التي تنترش يف‬ ‫األسواق األمريكية بسبب انخفاض‬ ‫أجور العاملة يف الصني وتأثريها‬ ‫يف كلفة املنتج بعد أن توجهت‬ ‫الصناعة األمريكية نحو مجاالت‬ ‫محددة ‪.‬‬ ‫اما العراق البلد ذو االقتصاد الريعي‬ ‫الذي يعتمد عىل ايرادات النفط‬ ‫مصدراً وحيداً يف تغطية موازنته‬ ‫املالية السنوية بنسبة (‪ )96٪‬إذ‬ ‫إنكامش‬ ‫تشري التوقعات العاملية إىل‬ ‫ٍ‬

‫اقتصادي يؤدي إىل تراجع بالناتج‬ ‫املحيل اإلجاميل ‪ GDP‬مبا يصل‬ ‫اىل (‪ )%_1.1‬خالل عام (‪)2020‬‬ ‫إذ يتوقع ان يرتاجع منو الطلب‬ ‫عىل النفط بسبب إختالل توازن‬ ‫العرض والطلب وفائض مقداره (‪8‬‬ ‫مليون) برميل ‪ /‬يوميا ما ينعكس‬ ‫عىل أسعار النفط حتام نحو املزيد‬ ‫من االنخفاض ‪.‬‬ ‫يف الوقت نفسه فإن العراق ويف‬ ‫ظل ضعف القطاعات االقتصادية‬ ‫فيه كالصناعة والزراعة يعتمد‬ ‫عىل اإلسترياد لتأمني احتياجاته من‬ ‫السلع واملنتجات مبا مقداره اكرث‬ ‫من (‪ )50‬مليار دوالر سنويا وهو‬ ‫مايساوي (‪ )60%-55‬من قيمة‬ ‫ايراداته النفطية‪.‬‬ ‫أمام هذه املؤرشات عن طبيعة‬ ‫االزمة وما سيؤول اليه العامل بعد‬ ‫أزمة كورونا نرى أن أمام العراق‬ ‫فرصة حقيقية إلجراء اصالح هيكيل‬ ‫يف إقتصاد الدولة إذ بإمكانه‬ ‫اإلعتامد عىل موارده الغنية البرشية‬ ‫والطبيعية وبإمكانه إستثامر‬ ‫ثرواته عىل وفق أسس صحيحة‬ ‫تخلق تنمية اقتصادية هائلة يف‬ ‫بلد تعداده يقرب من (‪ )40‬مليون‬ ‫نسمة يحتاج اىل مستلزمات حياتية‬ ‫معيشية خدمية كفيلة بأن ُتغطى‬ ‫عرب تفعيل قطاعاته املختلفة‬ ‫(الصناعة ‪،‬والزراعة‪ ،‬والتجارة ‪،‬‬ ‫واالتصاالت؛ والسياحة) وهذا‬ ‫التنوع يف املوارد ُي ّكننا من أن نشهد‬

‫تنمية حقيقة لهذه القطاعات التي‬ ‫ستنتج لنا تنمية إجتامعية نحن‬ ‫بأمس الحاجة إليها بعد أن تجاوزت‬ ‫نسب الفقر (‪ )20٪‬والبطالة(‪)16٪‬‬ ‫بحراك شعبي واسع النطاق‬ ‫دفع‬ ‫ٍ‬ ‫يطالب بإصالحات جذرية سياسية‬ ‫واقتصادية وهذا بتقديري عامل‬ ‫قوة ألصحاب القرار من اجل امليض‬ ‫بتحقيق االصالح املنشود من دون‬ ‫تردد ‪.‬‬ ‫وكام هو معروف للجميع فإن‬ ‫العراق كان قد شهد حصار‬ ‫التسعينيات وهو أقىس أزمة‬ ‫مرت عىل بلد يف التاريخ الحديث‬ ‫وقد برزت فيه مقدرة الدولة يف‬ ‫إستنهاض طاقاتها الكامنة وإستثامر‬ ‫مواردها الذاتية واالعتامد عىل‬ ‫مؤسساتها الرسمية والرشكات‬ ‫العامة الحكومية والقطاع املختلط‬ ‫والقطاع الخاص يف إعامر البلد‬ ‫بعد حرب الخليج الثانية وتغطية‬ ‫إحتياجات البلد والسوق املحلية‬ ‫طيلة عرش سنوات‪.‬‬ ‫إذن نحن لدينا تجربة ناجحة قريبة‬ ‫زمنيا يف وقت الحصار النفطي‬ ‫وإنعدام ا ّية إيرادات ما اضطر‬ ‫الدولة يف حينها إىل طباعة العملة‬ ‫الورقية لتسيري أمورها وهذا القرار‬ ‫لسنا بحاجة إليه االن ‪.‬‬ ‫وليس ببعيد عنا ماواكب حكومة‬ ‫السيد العبادي إذ كانت هناك‬ ‫حرب ضد عصابات داعش وأزمة‬ ‫مالية ايضا نتيجة إنخفاض أسعار‬

‫شهد حصار التسعينيات‬ ‫وهو أقسى أزمة مرت على‬ ‫بلد يف التاريخ الحديث وقد‬ ‫برزت فيه مقدرة الدولة يف‬ ‫إستنهاض طاقاتها الكامنة‬ ‫وإستثمار مواردها الذاتية‬ ‫واالعتماد على مؤسساتها‬ ‫الرسمية والشركات العامة‬ ‫الحكومية والقطاع املختلط‬ ‫والقطاع الخاص يف إعمار‬ ‫البلد بعد حرب الخليج الثانية‬ ‫وتغطية إحتياجات البلد‪..‬‬

‫النفط مااضطر الحكومة يف حينها‬ ‫إىل ترشيد االنفاق وتوظيف أموال‬ ‫إيرادات النفط نحو االلتزامات‬ ‫الرضورية للبلد وعىل الرغم من‬ ‫صعوبة الظرف اال أن الفرصة كانت‬ ‫مؤاتية لتحقيق اصالح اقتصادي‬ ‫غري أن الرتدد وإسترشاء الفساد‬ ‫والخطوات الخجولة يف مسألة تنمية‬ ‫القطاعات االقتصادية كالزراعة‬ ‫والسياحة‬ ‫والصناعة والتجارة‬ ‫ودعمها كانت من اهم املعيقات‬ ‫التي ضيعت تلك الفرصة ‪ ،‬حتى ان‬ ‫مبادرة البنك املركزي بتخصيص (‪)5‬‬

‫ترليون دينار كقروض للمصارف‬ ‫الصناعية والزراعية والعقارية‬ ‫كانت خطوة صحيحة إال أن‬ ‫ضوابطها وتعقيداتها والبريوقراطية‬ ‫والروتني أجهضت هذه املحاولة‬ ‫التي مل يرصف منها سوى ماهو أقل‬ ‫من( ‪. )10%‬‬ ‫إن تقديم تسهيالت وإعفاءات‬ ‫رضيبية وضامنات وقروض ميرسة‬ ‫ودعم حقيقي للقطاع الخاص‬ ‫وإحتضان رؤوس االموال العراقية‬ ‫الوطنية الجادة وحاميتها من‬ ‫االبتزاز والفساد ّ‬ ‫كل هذا كفيل‬ ‫بتحقيق التنمية املطلوبة نظرا ملا‬ ‫متتلكه من خربات وقدرات مادية‬ ‫وفنية وتجارب ناجحة يف داخل‬ ‫العراق وخارجه ‪.‬‬ ‫من جانب آخر فإن األوان قد آن‬ ‫لتكون لدينا إسرتاتيجية ورؤية يف‬ ‫إستثامر الرثوة النفطية إذ نجد‬ ‫أن أغلب الدول املنتجة للنفط قد‬ ‫بدأت منذ سنوات يف التخطيط‬ ‫إلستثامر النفط باكمله يف الصناعات‬ ‫التحويلية والبرتوكيامويات ماحقق‬ ‫قيمة مضافة أكرث من بيعه كنفط‬ ‫خام‪.‬‬ ‫يف حني أننا البلد الوحيد املتلكئ‬ ‫يف املنطقة يف موضوع الصناعات‬ ‫والبرتوكيمياوية‬ ‫التحويلية‬ ‫والمنتلك تلك املصايف واملصانع‬ ‫التي من املمكن ان تغطي‬ ‫احتياجاتنا املتنامية من املشتقات‬ ‫النفطية بأنواعها واألسمدة واملواد‬

‫الكيمياوية التي تدخل يف مختلف‬ ‫الصناعات واملنتجات والسلع‬ ‫الرضورية لسد حاجة السوق‬ ‫املحلية االمر الذي يؤدي إىل‬ ‫تشغيل آالف املصانع الصغرية ‪.‬‬ ‫لذا فإن بنا حاجة اىل قرار سيايس‬ ‫جريء مبني عىل رؤيا واضحة واىل‬ ‫خطط مدروسة واسرتاتيجيات‬ ‫وهي للعلم موجودة ومعدة سابقا‬ ‫اال ان التلكؤ يف التنفيذ وعدم‬ ‫املتابعة ّ‬ ‫عطل تنفيذ هذه الخطط‬ ‫واالسرتاتيجيات التي اعدت بعناية‬ ‫فائقة ولعل من اهمها اإلسرتاتيجية‬ ‫(‪)2030‬‬ ‫الصناعية‬ ‫الوطنية‬ ‫وإسرتاتيجية النهوض بالقطاع‬ ‫الخاص (‪ )2015‬و إسرتاتيجية‬ ‫الطاقة وخطة التنمية الوطنية‬ ‫(‪ )2022-2018‬وهي جميعها‬ ‫خطط مدروسة للنهوض بواقع‬ ‫العراق إقتصاديا وتنموياً وهذا من‬ ‫شأنه ان يغري كثرياً من املفاهيم‬ ‫سواء يف أخالقيات العمل ام يف‬ ‫قيم املجتمع ونوعية الدراسة أم يف‬ ‫التعليم وخلق االنسجام املجتمعي‬ ‫والتعايش بني ابناء الشعب الواحد‬ ‫وإعادة الثقة بني املواطن والدولة‪.‬‬ ‫هذه كلها انعكاسات مهمة والعراق‬ ‫يف امس الحاجة إليها لرتسيخ بناء‬ ‫الدولة عىل وفق أسس املواطنة‬ ‫لضامن تحقيق العدالة اإلجتامعية‬ ‫والعيش‬ ‫الكريم للمواطنني كافة من دون‬ ‫متييز ‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫كورديات‬

‫‪56‬‬

‫الشيء بعد النفط‬ ‫مهم للعراق‬ ‫صالح مندالوي‬

‫ترصفت الدولة العراقية منذ‬ ‫‪ 1955‬حيث بدأ مجلس‬ ‫االعامر بناء سدي دربندخان ودوكان‬ ‫عىل منهج غايته عدم االعتامد‬ ‫عىل النفط كوسيلة وحيدة ملالية‬ ‫الدولة فلم ترتك له الفرصة اىل ان‬ ‫دخلت معركة ( ام املهالك ) ومنها‬ ‫عرفنا اننا مراقبون حتى عىل نوعية‬ ‫السكائر التي ندخنها وعن الكربيت‬ ‫( الشخاطة ) التي نستعملها فلقد‬ ‫شاهدت بنفيس مندويب الرشكات‬ ‫االجنبية وهم ينظرون يف سلة قاممة‬ ‫املوظفني لتسجيل اي نوع من (‬ ‫الشخاط ) نستعمل فمندويب الرشكات‬ ‫كانوا من قطاع جمع املعلومات‬ ‫االمنية عن العراق منذ ‪ 1970‬ثم‬ ‫صار التأميم وسميت كركوك بالتأميم‬ ‫( الخطيئة القاتلة ) التي يرست‬

‫للخارج اقتحام نصف املجتمع‬ ‫العراقي ليكون ضد املركز ثم جاءت‬ ‫مرحلة اسرتجاع مراكز عرب مناقصات‬ ‫بيع امتيازات النفط التي سميت (‬ ‫جوالت الرتاخيص ) فصارت لبعضها‬ ‫حفر البرئ عن كل مرت اجور تعادل‬ ‫‪ 25%‬من النفط املستخرج فرصنا‬ ‫مجربين عىل االنتاج حسب مزاجات‬ ‫تلك الرشكات ومل ترتك لنا فرصة‬ ‫اعادة حفارات رشكة الحفر العراقية‬ ‫التي تجزأت من رشكة النفط الوطنية‬ ‫التي بقيت مرتبطة بالوزارة املركزية‬ ‫بأسم رشكة االستكشافات فلم تفعل‬ ‫شيئآ سوى جمع الوثائق عن عمليات‬ ‫الرشكات القدمية والجديدة ودخلت‬ ‫الدول العظمى امريكا بريطانيا فرنسا‬ ‫روسيا والصني بل حتى ماليزيا وتركيا‬ ‫وايطاليا يف مراحل متقطعة كانت‬

‫االطراف السياسية العراقية تتباهى‬ ‫عىل انها اوجدت بأبتكار طريقة‬ ‫توزيع املناطق النفط من زاخو ولحد‬ ‫الكويت وحني بدأ العمل صارت‬ ‫للرشكة املقاولة حقوقآ وهي من تقرر‬ ‫زيادة االنتاج وتقابل ( اوبك ) اىل ان‬ ‫شلت االدارة ليس هذا وحسب بل‬ ‫تضغط للحصول عىل حصتها املقررة‬ ‫دون االخذ بنظر االعتبار حالة السوق‬ ‫كالذي نراه االن فلو اخطأت احد‬ ‫الدول املنتجة القرار زيادة االنتاج‬ ‫يف وقت يفرتض ان تنقص االنتاج‬

‫البرتويل فأية عبقرية ميكن ان تقود (‬ ‫اوبك ) يف وقت يجد القادة بعضهم‬ ‫يقلدون االخرين العن فهم وامنا‬ ‫عن فهم سطحي لالمور ببساطة لو‬ ‫سألنا مجموعة ( طلبة مبتدئني )هل‬ ‫يجوز ان تزيد االنتاج يف وقت تأزمت‬ ‫االسواق بسبب زلزال انفجار قنبلة‬ ‫نووية اوفيضان تسانومي ولو انها‬ ‫محدودة املكان لحد االن جغرافيآ‬ ‫فهل يجوز ان نزيد االنتاج فألذي‬ ‫اقدمت عليها السعودية وروسيا يف‬ ‫اغراق السوق بالبرتول كمن يكرس‬

‫انبوبآ يف ارض صحراوية فالذي ينجم‬ ‫عنه ليست خسارة املنتوج وامنا‬ ‫خسارة حتى االرض كون املنتوج‬ ‫يقتل طاقة االرض لالستزراع ‪.‬‬ ‫لقد اصبح خرباء النفط مجاميع من‬ ‫مطرودي الدكتاتوريات القدمية هم‬ ‫اصال دخول تنافس الخربة بقتل الخرباء‬ ‫االصليني فقط ظلوا طفيلني يصطادون‬ ‫يف املاء العكر وهم ليسوا بخرباء‬ ‫لذلك نرى ان املناضلني مل ينجحوا‬ ‫اال بالشعر واالدب الن الجمهور‬ ‫يفهم املوضوع ومثال اوضح ففي‬

‫املزارع املوسمني نجحت ومل تنجح‬ ‫يف تربية السمك يف االقفاص فكانت‬ ‫كارثة وزراعة الشلب مصيبة قدمية‬ ‫ادخلوها الهنود يف جنوب العراق‬ ‫واليونان يف وسط العراق فسبخت‬ ‫االرض وضاع املنتوج برأسامله نحن يف‬ ‫العراق ثالث مدارس لالنتاج البرتويل‬ ‫االنكليزية االمريكية الفرنسية البل‬ ‫حتى االيطالية والصينية والروسية‬ ‫صارت عند هذه االيام كارثة ولرمبا‬ ‫تكون البداية يك التتكرر ‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايا‬

‫المشاريع االسكانية ضمن ظروف العراق الحالية‬

‫‪58‬‬ ‫محمد توفيق عالوي‬

‫هل ميكن ايجاد حل ملشكلة‬ ‫السكن يف العراق ونحن يف هذا‬ ‫الوضع الصعب من هبوط اسعار النفط‬ ‫والتدهور االقتصادي؟ وهل ميكن تغطية‬ ‫حاجة البلد للسكن املالئم وذلك بإنشاء‬ ‫مئات اآلالف من الوحدات السكنية‬ ‫بدفعات شهرية بسيطة؟ وهل ميكن‬ ‫توفري وحدات سكنية مجانية وتوزيعها‬ ‫للمستحقني؟ وكيف ميكن ذلك من دون‬ ‫تخصيص دينار واحد من املوازنة أو‬ ‫موارد النفط ؟‬ ‫نعم‪ ،‬كل هذه االمور ممكنة‪ ،‬ولكننا‬ ‫نحتاج إىل توفري رشطني؛ االول توفري‬ ‫الرجال األكفاء واملخلصني لبلدهم ممن‬ ‫لهم الخربة واالمكانية لتحقيق هذا‬ ‫املرشوع الواعد؛ والثاين توفري خطة‬ ‫ودراسة واقعية ممكنة التطبيق توضع‬ ‫من قبل مجموعة من املتخصصني يف‬ ‫القطاع السكني واالنشاءات فض ًال عن‬ ‫متخصصني يف القطاع االقتصادي واملايل‪.‬‬ ‫من هم الرجال؟‬ ‫بعد البحث والتقيص واالجتهاد توصلت‬ ‫اىل عدد من الشخصيات املناسبة‬ ‫لهذه املهمة كنت قد اقرتحت بعضهم‬ ‫للتشكيلة الوزارية املقرتحة كام هي‬ ‫ادناه‪:‬‬ ‫‪ .1‬الدكتور املهندس رياض الخزرجي‬ ‫الذي كان مرشحاً كوزير لالسكان يف‬ ‫كابينتي الوزارية التي مل ميررها النواب‬ ‫يف الربملان؛ وهو تولد بغداد ‪،1970‬‬ ‫خريج جامعة بغداد يف الهندسة‬ ‫الكيمياوية دكتوراه بدرجة رشف؛‬

‫استاذ محارض يف جامعة بغداد منذ‬ ‫عام ‪ 1991‬حتى عام ‪ ،2004‬عمل بعد‬ ‫ذلك عىل عدة مشاريع يف معالجة املياه‬ ‫وتنقيتها مع رشكة بكتيل االمريكية يف‬ ‫الرستمية والدجيل والنجف والحلة‪،‬‬ ‫ثم عني مديراً لعدة مشاريع تجاوزت‬ ‫قيمتها اربعة مليارات دوالر يف تطوير‬ ‫ميناء ام قرص ومشاريع البنى التحتية يف‬ ‫عدة مناطق يف العراق حتى اواسط عام‬ ‫‪ 2006‬؛ ونتيجة لقدراته املتميزة وكفاءته‬ ‫العالية تم نقله إىل العاصمة الربيطانية‬ ‫لألرشاف وإدارة اكرب مرشوع للقطارات‬ ‫تحت االرض ثم اطول نفق تحت االرض‬ ‫بطول كيل اكرث من ‪ 400‬كيلومرت وكلفة‬ ‫كلية تجاوزت ‪ 36‬مليار دوالر ألكرث من‬ ‫سبع سنوات‪ ،‬وبعدها عني مديراً الكرب‬ ‫مرشوع (مرتو) يف الرياض يف السعودية‬ ‫بكلفة تجاوزت العرش مليارات دوالر‬ ‫لثالث سنوات‪ ،‬ومن ثم مديراً لربنامج‬ ‫(رؤية السعودية عام ‪ )2030‬بكلف‬ ‫كلية تتجاوز (الرتليون‪/‬االلف مليار‬ ‫دوالر)‪ .‬إن دور الوزير ال يقترص عىل‬ ‫املشاريع االسكانية فحسب بل مرشوع‬ ‫مرتو بغداد ومشاريع البنى التحتية عىل‬ ‫مستوى العراق‪.‬‬ ‫‪ .2‬الدكتور محمد الفخري الذي كان‬ ‫مرشحاً من قبيل كوكيل متخصص لوزارة‬ ‫االسكان؛ وهو تولد النارصية عام ‪1955‬‬ ‫حائز عىل البكالوريوس يف االقتصاد من‬ ‫الجامعة املستنرصية وماجستري من‬ ‫جامعة وارسو يف مجال (الحاجة اىل‬ ‫االسكان يف العراق) ثم الدكتوراه يف‬

‫االقتصاد من جامعة وارسو ايضاً‪ ،‬عمل‬ ‫يف وزارة االسكان ألكرث من ثالثة عرش‬ ‫عاماً عىل فرتتني وآخر مركز له رئيس‬ ‫ابحاث اقدم قسم الدراسات (السياسة‬ ‫الوطنية لإلسكان)‪ ،‬وكان قد تحدث‬ ‫سابقاً مع املؤسسة االملانية للتعاون‬ ‫التقني (‪ )GIZ‬وذلك لتدريب آالف‬ ‫املهندسني يف كافة التخصصات وتدريب‬ ‫مئات االلوف من الشباب وبالذات من‬ ‫املتظاهرين السلميني لبناء هذه املدن‪.‬‬ ‫ماهي الخطة؟‬ ‫اما الخطة فإنها تقوم عىل االساس‬ ‫املتعارف عليه عاملياً يف رشاء العقارات‬ ‫بطريقة (الرهن‪ )Mortgage /‬مع االخذ‬

‫بنظر االعتبار الخصوصية العراقية وهي‬ ‫تتمثل بقيام وزارة االسكان واالعامر‬ ‫بإنشاء البنى التحتية للمخططات‬ ‫املوضوعة من قبل وزارة االسكان لتسعة‬ ‫مدن يف عدة محافظات إلنشاء حوايل‬ ‫‪ 700‬الف وحدة سكنية حالياً ومليون‬ ‫وحدة سكنية اخرى ملدن جديدة يخطط‬ ‫لها‪ ،‬واالعتامد يف التمويل بالنسبة للبنى‬ ‫التحتية وانشاء الوحدات السكنية عىل‬ ‫قروض تخصص من قبل البنك املركزي‬ ‫بفائدة ال تتجاوز ال‪ 2٪‬ومع كون هذه‬ ‫الفائدة قليلة نسبياً ولكنها تحقق ربحاً‬ ‫كبرياً للبنك املركزي العراقي الذي يحصل‬ ‫عىل فائدة ال تتجاوز ال ‪ 0،5٪‬مام ميلكه‬

‫من احتياط يف البنك الفدرايل االمرييك‬ ‫عىل االحتياطي املودع يف سندات‬ ‫الخزينة االمريكية‪.‬‬ ‫هذا الخطة ال تؤيت مثارها إال بعد ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬ولكن ميكن انجاز ثلث املرشوع‬ ‫خالل السنة االوىل من عمر الحكومة‬ ‫املؤقتة‪ ،‬وميكن ألي عائلة رشاء وحدة‬ ‫سكنية مبساحة بناء بحدود ‪ 100‬مرت‬ ‫بدفعة شهرية مبقدار ‪ 200‬دوالر‪ ،‬وهذا‬ ‫املبلغ اليكفي لوحدة سكنية واحدة‬ ‫فحسب بل يوفر وحدات سكنية مجانية‬ ‫لثلث عدد الوحدات السكنية توزع‬ ‫عىل املستحقني من عوائل الشهداء‬ ‫والفقراء املعدمني‪ ،‬كام يوفر املجال كام‬

‫ذكرنا للعاملة املنتجة ملئات اآلالف من‬ ‫املهندسني والعامل ومختلف التخصصات‬ ‫وتشغيل عجلة االقتصاد بتشغيل وانشاء‬ ‫املصانع االنتاجية الخاصة والحكومية‬ ‫فض ًال عن تشغيل القطاع املرصيف بشكل‬ ‫فاعل وتحقيق ارباح كبرية للبنك املركزي‬ ‫واملصارف الصغرية؛ كل ذلك يتحقق من‬ ‫دون الحاجة لدينار واحد من املوازنة ‪.‬‬ ‫(أضع هذه املعلومات تحت ترصف‬ ‫رئيس الوزراء املكلف وأي رئيس وزراء‬ ‫قادم لتحقيق إنجاز كبري عىل مستوى‬ ‫االسكان يف العراق من دون الحاجة إىل‬ ‫اي موازنة استثامرية او الحاجة لقرض‬ ‫وتحمل فوائد القروض)‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايا‬

‫‪60‬‬

‫السياسة المستباحة في العراق‬ ‫مرحلة ما بعد ‪ ،3003‬أفرزت مهنة‬ ‫دسمة جديدة وفضفاضة يف مجال‬ ‫السياسة‪ ،‬تكاد تكون معكوسة لكل ما‬ ‫ورد يف قواميس السياسة‪ ،‬يلجأ اليها‬ ‫من ال مهنة له‪ ،‬وميكن تسمية العاملني‬ ‫فيها بشتى األسامء واأللقاب‪ ،‬سوى‬

‫(السيايس) ألنهم بعيدون عن السياسة‬ ‫بل يحاربون السياسة أص ًال‪.‬‬ ‫يف الواقع السيايس العراقي (ال نعمم‪ ،‬بل‬ ‫نقول بعضهم ) أناس خالني من الصدق‬ ‫واملصداقية‪ ،‬وكل معايري ومقومات الخربة‬ ‫والثقافة وأساليب ولياقة الحديث‪.‬‬

‫خصصوا أنفسهم للظهور يف اإلعالم‬ ‫والحديث عن كل يشء وأيّ يشء‪ ،‬يف‬ ‫سبيل التباهي والشهرة الفارغة وجذب‬ ‫املعجبني‪ ،‬وإبراز إعوجاج توجهاتهم‪،‬‬ ‫وترديد الكلامت والعبارات التي متىل‬ ‫عليهم دون فهم‪ .‬وأحياناً يجرؤون‬

‫صبحيسالهيي‬

‫عىل إتهام غريهم بإتهامات جاهزة‬ ‫وغري صالحة للتداول يف مجال اإلعالم‪،‬‬ ‫ويحاولون التعبري وكأنهم أوصياء‪،‬‬ ‫وغريهم قارصين ومتخلفني ‪.‬‬ ‫يستميتون يف سبيل إستضافتهم يف‬ ‫هذه القناة أو تلك‪ ،‬ليستعرضوا آرائهم‬

‫وأفكارهم غري الصحيحة‪ ،‬أو ليشتموا‬ ‫ويخ ّونوا هذا‪ ،‬ويلعنوا ذاك‪ .‬ويتوسلون‬ ‫ليأخذوا منهم ترصيحاً حول أي موضوع‬ ‫حتى لو يف مجال الفضاء أو الطب‬ ‫أو االقتصاد أو القضاء أو حتى أفالم‬ ‫الكارتون‪.‬‬ ‫رسدت هذه املقدمة ألتحدث عن‬ ‫لجوء بعض السيئني املستفيدين من‬ ‫ظاهرة السالح املنفلت يف مدن وسط‬ ‫وجنوب العراق‪ ،‬اىل الطرق امللتوية‬ ‫لنرش الكراهية واألحقاد وإعالء الباطل‬ ‫وتحريف وتزييف الحقائق وتلفيق‬ ‫الواقع وترويج الشائعات املسمومة خوفاً‬ ‫من تشكيل الحكومة العراقية املقبلة‬ ‫برئاسة مصطفى الكاظمي‪ ،‬التي ستعمل‬ ‫(حسب ما يقال) عىل إخراج البلد من‬ ‫ساحة الرصاع االمرييك االيراين‪ ،‬وإجراء‬ ‫االنتخابات املبكرة وحفظ هيبة وسيادة‬ ‫الدولة التي تعني نزع سالح امليليشيات‬ ‫املنفلتة‪ ،‬وتحقيق مطالب الجامهري‬ ‫بالقضاء عىل الفساد واملفسدين‪.‬‬ ‫هؤالء (الذين إستباحوا السياسة) عىل‬ ‫يقني بأنهم سيخرسون يف اإلنتخابات‬ ‫النزيهة‪ ،‬ويفقدون إمتيازاتهم لو تم‬ ‫حفظ هيبة وسيادة الدولة وتطبيق‬ ‫الدستور‪ ،‬وسيحاسبون عىل فسادهم‬ ‫املقرف‪ .‬لذلك يحاولون منع تشكيل‬ ‫الحكومة بأي مثن كان‪ ،‬حتى لو إقتىض‬

‫إدخال املجتمع يف حالة الفوىض‪،‬‬ ‫وإعادة سيناريو مشابه ملا حدث يف‬ ‫‪ ،2014‬خاصة وأن داعش اإلرهايب‬ ‫قد أعاد تنظيم صفوفه‪ ،‬وبدأ بفرض‬ ‫اإلتاوات عىل السكان‪ ،‬ويؤسس‬ ‫املحاكم الرشعية التي تعاقب فيها‬ ‫الناس‪ ،‬ويستغل حالة الفراغ األمني يف‬ ‫بعض املناطق لشن هجامته القاتلة‪.‬‬ ‫بعضهم يتغاىب ويخلط بني قوات‬ ‫البيشمركه وبني القوات التي تفتقد‬ ‫الرشعية الدستورية والقانونية‪،‬‬ ‫ويرهن قضية حرص السالح بيد‬ ‫الدولة‪ ،‬بنزع سالح قوات البيشمركه‪،‬‬ ‫وهو عىل يقني بأن هذا املوضوع‬ ‫غري مقبول من القوى الكوردستانية‬ ‫كافة‪ ،‬نظراً لتاريخ البيشمركه النضايل‬ ‫وتضحياتها الجسيمة يف مقارعة‬ ‫األنظمة الدكتاتورية خالل العقود‬ ‫السابقة‪ ،‬وألنها قوات نظامية مثبتة‬ ‫رسمياً يف الدستور العراقي‪ .‬كام‬ ‫أن بعضهم يرثثر ويرهن بني نزع‬ ‫سالح امليليشيات والعشائر بإخراج‬ ‫األمريكان من العراق‪.‬‬ ‫هؤالء إما اليفهمون الدستور‪ ،‬أو ال‬ ‫يؤمنون به‪ ،‬أو يحاولون إعادة عقارب‬ ‫الساعة إىل الوراء‪ ،‬ويف جميع الحاالت‬ ‫إنهم جهلة وأنصاف متعلمني يشكلون‬ ‫عبئاً ثقي ًال عىل العراقيني ومستقبلهم‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايا‬

‫‪62‬‬

‫كفاح محمود كريم‬

‫القرش األبيض واليوم األسود!‬ ‫نتذكر جميعا ما من حدث‬ ‫أو مرض أو وفاة أو رزق أو‬ ‫زواج إال وقيل فيه مثال أو أقصوصة‪،‬‬ ‫حتى غدت «قالت جديت» أو كام‬ ‫قال فالن أو يقول املثل‪ ،‬عادة كالمية‬ ‫يف التحادث والتوصيف يف بحر من‬ ‫األمثال والحكم والعنعنات التي مل‬ ‫نعرف أولها ومل نستبرش بآخرها‪ ،‬حتى‬ ‫خرج علينا من قال إن اإلمام عيل ريض‬ ‫الله عنه وأرضاه تحدث عن فريوس‬ ‫كورونا وكأنه يف عرصنا هذا‪ ،‬وليك‬ ‫ال نحتكر نسج القصص وفن صناعة‬ ‫التأويالت والتفسريت والروايات‬ ‫ذات الخيال الذي ال يختلف عن‬ ‫الخيال العلمي إال باعتبار األرنب من‬ ‫الحرشات‪ ،‬فان العديد من أشباه ما‬ ‫عندنا يف الغرب ينحون ذات النحو يف‬ ‫توليفيات ومقاربات لجسم وصفوه‬ ‫بامليت سبب كل هذا الفزع واإلرهاب‬ ‫الذي تجاوز إرهاب مجاهدي الذبح‬ ‫والسلخ والسلق والخنق والحرق يف‬ ‫ما سمي اختصارا لوحشية بني ادم بـ‬ ‫داعش!‬ ‫أعتقد إننا أكرث شعوب العامل صناعةً‬ ‫وصياغ ًة وتداو ًال لألمثال والحكم‪،‬‬ ‫ناهيك عن َّ‬ ‫إن منطقتنا هي الوحيدة‬ ‫من الكوكب األريض التي انبثقت منها‬ ‫األديان‪ ،‬وظهرت عىل أدميها ال ُّرسل‬ ‫واألنبياء واألولياء والتالمذة والصحابة‬ ‫واألمئة وو‪..‬إلخ‪ ،‬أولئك الذين نقلوا لنا‬

‫رساالت أو رشائع أو طرق أو نصائح‬ ‫أو حكم أو نظريات ألجل أن ترتتب‬ ‫حياتنا وتنتظم عالقاتنا االجتامعية‬ ‫وننتقل من البداوة والتخلف إىل‬ ‫املدن ّية واإلنسان ّية التي أرادها الله أن‬

‫تعمر األرض وتشيع العدالة والقيم‬ ‫العليا‪ ،‬والتي برش بها حمورايب رمبا‬ ‫قبل الكثري من األديان هو وفراعنة‬ ‫مرص قبل أن يأتيهم طوفان النبي‬ ‫موىس‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الزمان يطلق حكامؤنا‬ ‫والعوارف كام يوصف أهل املشورة‪،‬‬ ‫نصائحاً وأمثا ًال غدت يف الكثري منها‬ ‫ما يقرب من القوانني واألعراف‪ ،‬حتى‬ ‫مالت كفة امليزان لها يف كثري من‬

‫األحكام‪ ،‬فام بالك وموروثنا الشعبي‬ ‫الذي يرسم لكل حالة وصفاً أو حسج ًة‬ ‫أو مث ًال‪ ،‬والغريب أن آالف األمثلة‬ ‫والنصائح مل تحدث تغيرياً مفصلياً يف‬ ‫الذي استهدفته يف عملية التقويم‪،‬‬ ‫وخاص ًة أولئك ا ّلذين يف عليني من‬ ‫املجتمع والدولة والنُّخب‪ ،‬كام هو‬ ‫يف التعاليم الدينية‪ ،‬حيث يتحدث‬ ‫بها األغلبية لكنهم بعيدون جداً عن‬ ‫تطبيقاتها‪ ،‬وهكذا دواليك عن كثري‬ ‫من االدعاءات حينام نقارنها مع‬ ‫التطبيقات امليدانية‪.‬‬ ‫عموماً ليك ندخل يف صلب موضوعنا‬ ‫عن القرش األبيض‪ ،‬بدءاً من األرسة‬ ‫ووصو ًال إىل الدولة‪ ،‬وكيف نجحت أو‬ ‫فشلت يف استخدام ذلك القرش يف ما‬ ‫نحن فيه اآلن‪ ،‬ومنذ أن بدأ فريوس‬ ‫كورونا يجتاح املجتمعات البرشية يف‬ ‫الكوكب با ِدئاً بالصني وأهلها‪ ،‬حيث‬ ‫العامل منهمك بوضع شتى الخطط‬ ‫والرتتيبات ليك يقي سكانه همجية‬ ‫هذا الكائن امليت كام يقولون‪ ،‬حتى‬ ‫وصلت العديد من الدول التي تحرتم‬ ‫القرش األبيض وتجيد الترصف به‬ ‫إىل توزيع كميات منه ُ‬ ‫لألرس واألفراد‬ ‫التي انقطعت بها السبل بعد إيقاف‬ ‫حركة الحياة االجتامعية واالقتصادية‪،‬‬ ‫خاص ًة أولئك ا ّلذين يعتمدون عىل‬ ‫أكتافهم كام يقولون يف مللمة أرزاقهم‬ ‫ذات األجر اليومي أو األسبوعي‪ ،‬لكن‬

‫يف املقابل أيضاً ويف الدول التي ال‬ ‫تعرف قيمة القرش األبيض‪ ،‬وتصنع‬ ‫بسياساتها األيام السوداء‪ ،‬بانت‬ ‫عوراتها يف التبذير والفساد املايل وظهر‬ ‫بؤس حالها أمام أ ّول تحدٍّ جدي كشف‬ ‫استهتارها يف الترصف بالقرش األبيض‬ ‫عىل مستوى األرسة وصعوداً إىل‬ ‫الدولة‪ ،‬حيث سيواجه العامل تداعيات‬ ‫اقتصادية واجتامعية غاية يف الصعوبة‬ ‫بسبب هذا االنهيار الرسيع يف أسعار‬ ‫النفط وتوقف الرشكات واملعامل‪،‬‬ ‫ناهيك ّ‬ ‫عم تركه منع التجوال والحركة‬ ‫من آثار سيئة جداً عىل الوضع املايل‬ ‫لكال الطرفني األرسة والدولة‪.‬‬ ‫وبينام ينهمك العامل ليل نهار يداً‬ ‫بيد مع العلامء الباحثني عن عالجات‬ ‫للمرض من أجل هؤالء املترضرين‪،‬‬ ‫تنشغل معظم شعوبنا املخدرة‬ ‫بالشعارات والروايات وامليثولوجيا‬ ‫التي تتآكل بسبب ك ّثافة استخدامها‪،‬‬ ‫حالها حال تلك األمثال والحكم التي‬ ‫أصبحت أق ّرب للتندر والسخرية‬ ‫منها إىل التقييم والعربة‪ ،‬يف خضم‬ ‫فوىض عارمة للفساد والترشذم وتعدد‬ ‫الوالءات والزعامات ضاع فيها القرش‬ ‫حاكم يحسب نفسه نصف‬ ‫األبيض بني‬ ‫ٍ‬ ‫يرص بأنه النصف‬ ‫إله‪ ،‬وبني جاهل ُ‬ ‫الثاين منه!‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايا‬

‫‪64‬‬ ‫مامي ّر به العامل كله اليوم من‬ ‫تداعيات خطرية يف كل قطاعات‬ ‫الحياة نتيجة جائحة كورونا والتي ادّت‬ ‫اىل ركود اقتصادي عاملي وانهيارات يف‬ ‫اســواق البورصات واألسهم وانخفاض‬ ‫شديد يف أسعار النفط العاملي وتوقف‬ ‫شبه تام للطريان والسفر والنقل بني دول‬ ‫العامل وتوقف التجارة الدولية وتوقف‬ ‫شبه تــام للقطاع الصناعي وكذلك‬ ‫توقف شبه تام ملعظم مفاصل الحياة‬ ‫والتداعيات مستمرة وتتطور وتتعاظم‬ ‫تدريجياّ يوماّ بعد آخر‪ ,‬وال ميكن التكهن‬ ‫بدقة عن مستقبل العامل مابعد كورونا‬ ‫وكيف ستكون خارطة العامل السياسية‬ ‫واالقتصادية الجديدة وكيف ستتغري‬ ‫التوازنات العاملية ألن الجائحة مستمرة‬ ‫بحصد األرواح وبتدمري االقتصادات يف‬ ‫كل دول العامل وال ميكن معرفة حجم‬ ‫االنهيارات القادمة‪.‬‬ ‫تعلمنا منذ صغرنا ان كل مصيبة او‬ ‫مشكلة تحدث لنا يجب ان نستفيد منها‬ ‫ونعيد حساباتنا فيها ليك نخرج أقوى من‬ ‫قبل وليك نتمكن من مواجهة ماينتظرنا‬ ‫يف املستقبل‪ ,‬ومن هذا املنطلق البسيط‬ ‫يجب ان تفكر كل حكومات العامل‬ ‫مبصائر الشعوب التي تحكمها ومنها‬ ‫حكوماتنا التي ابتلينا بها فيجب التفكري‬ ‫الــف مــرة مبــا حــدث وسيحدث من‬ ‫ج ّراء انتشار كورونا ويجب اعادة كل‬

‫االكتفاء الذاتي فيه خالصنا‬

‫د‪.‬رائد الهاشمي‬

‫الحسابات بعد انجالء األزمة ان شاءالله‬ ‫والتسلح بن ّية حقيقية لالصالح الحقيقي‬ ‫واعــادة بناء البلد والتخطيط السليم‬ ‫لتحقيق مبدأ مهم جداّ وهو (االكتفاء‬ ‫الذايت) ووضعه كهدف حقيقي لسياسة‬ ‫البلد الن (جائحة كورونا) أوضحت لنا‬ ‫حقيقة مهمة جداً بأنه لن يصمد أي‬ ‫بلد أمام مثل هذه التحديات الخطرية‬ ‫غري البلد املكتفي ذاتياً من كل النواحي‬ ‫وانه لن ينفعك أحد يف وقت الشدة‬ ‫اال نفسك ألن الكل منشغل بنفسه‪,‬‬ ‫والعراق والحمدلله به من الخريات‬ ‫واملــوارد الطبيعية والعوامل االساسية‬ ‫مايكفي لتحقيق االكتفاء الــذايت عىل‬ ‫أكمل وجه واليحتاج اال الن ّية الحقيقية‬ ‫ويــحــتــاج حكومة رشيــفــة للنهوض‬ ‫بالقطاعات الحيوية املهمة مثل الزراعة‬ ‫والصناعة وتربية الحيوانات واالسامك‬ ‫والدواجن فهام اساس الحياة واساس‬ ‫تحقيق االكتفاء الــذايت‪ ,‬ويجب عىل‬ ‫الحكومة أن تضع خطط تنموية حقيقية‬ ‫للنهوض بهذه القطاعات الحيوية ووضع‬ ‫السقوف الزمنية الدقيقة والتعشيق بني‬ ‫الخطط التنموية املرسومة والعمل عىل‬ ‫اعادة الحياة لكافة املصانع واملعامل‬ ‫املتوقفة وتقديم الدعم الكامل بكل‬ ‫أنواعه للفالح العراقي والقطاع الخاص‬ ‫الصناعي ووضع القوانني الصارمة وفرض‬ ‫الرضائب والرسوم العالية عىل االسترياد‬

‫لتوفري الحامية الكاملة للمنتجات‬ ‫الوطنية والعمل عىل تشجيع الشباب‬ ‫الستصالح األرايض واقــامــة املــزارع‬ ‫التعاونية وادخــال املكننة الزراعية‬ ‫الحديثة وتوفري املبيدات الزراعية‬ ‫والبذور والتقاوى والحبوب وتقديم‬ ‫التسهيالت الكاملة والقروض القامة‬ ‫املشاريع الصغرية واملتوسطة سواء كانت‬ ‫صناعية أو زراعية أو تربية حيوانات أو‬ ‫دواجن أو غريها‪.‬‬ ‫ان االهتامم بهذه القطاعات والنهوض‬ ‫بها سيمكن البلد من تحقيق االكتفاء‬ ‫الذايت من كل النواحي وسيمكن البلد‬ ‫من تحقيق األمــن الغذايئ للمواطن‬ ‫وسيمكننا من الصمود أمام أي تحدي‬ ‫مستقبيل خطري ويجعلنا النحتاج ألي‬ ‫بلد آخــر خاصة يف األمــور الرضورية‬ ‫لدميومة حياة املواطن‪.‬‬ ‫هذا نداء للحكومة العراقية الجديدة اذا‬ ‫ما تم متريرها بسالم أن تجعل االكتفاء‬ ‫الذايت للبلد هدفاّ اسرتاتيجياَ لعملها وأن‬ ‫تعمل بكل امكاناتها لتحقيق هذا الهدف‬ ‫السامي الذي يضمن مصلحة الشعب‬ ‫العراقي وأن تسخر موارد البلد لتحقيق‬ ‫هذا االكتفاء الذي سيجعلنا نصمد أمام‬ ‫مايخبئه لنا القدر من مفاجئات فهل‬ ‫ستستجيب الحكومة لهذا النداء ؟ انا‬ ‫عن نفيس أشك بذلك!!‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫قضايا‬

‫‪66‬‬ ‫فيلي ‪ /‬عـلي حـسني عـلي‬ ‫رمبا مل يكن يتوقع كثري من‬ ‫املتسولني واملتسوالت يف العراق‬ ‫أن تتحول أماكن استحصال لقمة‬ ‫عيشهم اىل شوارع خاوية تركها أصحابها‬ ‫ولو لحني جراء حظر التجوال املفروض‬ ‫للحد من تفيش فريوس كورونا‪.‬‬ ‫فقد صدمتهم هذه اإلجراءات الصارمة‬ ‫وقطعت أسباب العيش لديهم بعد‬ ‫أن كانوا ميتهنون «حرفة» الوقوف يف‬ ‫الشارع والتسول يف الطرق وتقاطعات‬ ‫املرور عن طريق أساليب عدة‬ ‫ابتكروها لغرض جمع املال من هذه‬ ‫املهنة املنبوذة لدى الشارع العراقي‪.‬‬ ‫ويف البرصة‪ ،‬التي تعد مركز صناعة‬ ‫النفط يف العراق‪ ،‬يعاين الشحاذون فيها‬ ‫من تداعيات اإلجراءات ذاتها التي‬ ‫طبقت يف غريها من محافظات العراق‪،‬‬ ‫والتي أرضت بأساليب استعطائهم‬ ‫وأثرت عىل سعيهم يف طلب املساعدة‬ ‫من املارة والسيارات‪ ،‬ما أثر بدوره عىل‬ ‫منط معيشتهم وأرزاق أرسهم‪.‬‬ ‫متسول قادم من إحدى املحافظات‬ ‫العراقية يرفض ذكر اسمه ملراسل شفق‬ ‫نيوز لكنه يكنى بـ»أبو جنان» يشري‬ ‫اىل انه متواجد يف البرصة منذ سنوات‬ ‫طويلة واضطر للقدوم لهذه املحافظة‬ ‫ملا متتلكه من واردات ومتطلبات‬ ‫العيش وقد صدم بقطع ارزاقهم نتيجة‬ ‫مالحقة شبح فريوس كورونا لهم‪ ،‬عىل‬ ‫حد تعبريه‪.‬‬

‫التسول بزمن كورونا‪..‬‬

‫شبح الفيروس يطارد أصحاب الحرفة المنبوذة‬ ‫وينوه إىل أن هذا الواقع اضطرهم‬ ‫اللتزام األماكن التي يسكنون فيها‬ ‫وهي إما فنادق أو عشوائيات أو‬ ‫منازل مؤجرة وسط حريتهم يف كيفية‬ ‫توفري لقمة العيش لهم ولعائالتهم‪.‬‬ ‫ويشري ابو جنان بحديثه لشفق نيوز‬ ‫اىل انه كمتسول مع بقية املتسولني‬ ‫اآلخرين ال يستطيعون الظهور يف االعالم‬ ‫والحديث عن معاناتهم ومظلوميتهم‬ ‫الناجمة عن الفقر املدقع‪.‬‬ ‫ويقول ان «بعضنا لن يجد وسيلة اخرى‬ ‫غري التسول والبعض االخر يضطر اىل‬ ‫التعايش مع معاناة الجوع مستجريا‬ ‫ببعض االماكن التي رمبا يتواجد فيها‬ ‫الناس لغرض االستعطاء او الشحاذة‬ ‫منهم يف بلد انتهى به املطاف بشبح‬ ‫فايروس كورونا كبقية دول العامل‬ ‫االخرى»‪.‬‬ ‫يرى أحد البائعني الجوالني يف منطقة‬ ‫العشار ويدعى «ابو كرار» االمر من‬ ‫زاوية أخرى‪.‬‬ ‫ويقول ملراسل شفق نيوز‪ ،‬ان‬ ‫«املتسولني حتى وان كانوا من بقية‬ ‫املحافظات العراقية‪ ،‬ولكن ان من‬ ‫يتحمل مسؤولية وصولهم اىل هذه‬ ‫املهنة هم مافيات التسول والحكومة‬ ‫ايضا»‪.‬‬ ‫ويضيف أنه من خالل تجوله لبيع‬ ‫بضاعته يشاهد كيف يذل كثري من‬ ‫النساء واالطفال والرجال كبار السن‬

‫أنفسهم من اجل الحصول عىل مبلغ‬ ‫(‪ )250‬دينار عراقي يف اغنى محافظة‬ ‫عراقية اهلها مل يستفيدوا منها‬ ‫بدورهم؛ بسبب الرتدي الواضح يف‬ ‫الوضع الخدمي والصحي واملعايش عىل‬ ‫حد وصفه‪.‬‬ ‫ويروي «ابو كرار» كيف كانت تجري‬ ‫عملية مطاردة املتسولني من قبل بعض‬ ‫الجهات االمنية قبل ظهور حاالت‬ ‫فريوس كورونا يف محافظة البرصة‪.‬‬ ‫ويضيف مستدركا‪« ،‬اآلن‪ ،‬االمور‬ ‫تطورت فيام يتعلق بتهديد فريوس‬ ‫كورونا للمتسولني يف الشوارع‬ ‫والتقاطعات‪ ،‬وبذا مل يستطيعوا‬ ‫العودة ملامرسة هذه املهنة برغم انهم‬ ‫يعيشون يف فنادق قدمية ومتهالكة‬ ‫يف منطقة العشار‪ ،‬ورمبا اغلبهم يفكر‬ ‫بالسفر اىل بقية املحافظات العراقية‬ ‫املستقرة من الجانب الصحي؛ للعودة‬ ‫اىل مامرسة مهنة التسول هربا من‬ ‫شبح كورونا‪ ،‬لكنهم ال يستطيعون‬ ‫نتيجة عدم امتالكم اموال السفر‬ ‫واموال تسديد ما بذمتهم من ديوان‬ ‫للفنادق واملساكن فضال عن انهم‬ ‫مهددون من قبل مافيات التسول‬ ‫املجهولة من الدولة العراقية ومن قبل‬ ‫حكومة البرصة املحلية»‪.‬‬ ‫وسعت شفق نيوز‪ ،‬اىل الوصول اىل‬ ‫املسؤولني املعنيني يف البرصة يف ظل‬ ‫تهديد شبح فريوس كورونا املسبب‬

‫ملرض كوفيد ـ ‪ 19‬للمتسولني؛ ملعرفة‬ ‫أسلوب عمل تلك الجهات يف هذا‬ ‫الجانب‪.‬‬ ‫ويف هذا االطار يؤكد مدير دائرة‬ ‫العمل والرعاية االجتامعية يف البرصة‪،‬‬ ‫محسن املظفر‪ ،‬لشفق نيوز‪ ،‬ان اغلب‬ ‫املتسولني ليسوا من محافظة البرصة‬ ‫وامنا وافدين منذ سنوات طويلة من‬ ‫بقية املحافظات العراقية االخرى اىل‬

‫املدينة وقد يكون سكنهم يف بعض‬ ‫الفنادق املتواجدة يف شتى مناطق‬ ‫محافظة البرصة‪.‬‬ ‫وينوه اىل انه كان االجدر قيام الجهات‬ ‫االمنية املختصة بالنظر يف هذا املوضوع‬ ‫ومعالجته يف السنوات املاضية بحسب‬ ‫تعبريه‪.‬‬ ‫ويف ضوء حظر التجوال الذي تشهده‬ ‫شتى مناطق محافظة البرصة الذي‬

‫اعلنت عنه خلية االزمة يف املحافظة‪،‬‬ ‫يحاول بعض املتسولني اقتناص فرصة‬ ‫للتسول امام املوالت او املحال‬ ‫التجارية‪ ،‬وامام بعض مؤسسات‬ ‫الدولة الحكومية التي مل يطبق عليها‬ ‫حظر التجوال اال بشكل جزيئ؛ لعلها‬ ‫توفر رزقاً يسدون به رمق العيش‬ ‫لهم ولعائالتهم بعد ان طاردهم شبح‬ ‫كورونا‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ 196‬السنة السادسة عشر (نيسان) ‪2020‬‬


‫شهر نيسان وما ادراك ما نيسان ‪ ،‬حيث يتوقف فيه الزمن ليقف العالم مذهوالً أمام تلك الجرائم‬ ‫ترتو من الدمــاء !!‬ ‫التي ازهقت االرواح البريئة بال ذنب سوى انها تنتمي لهذه االرض التي لم ِ‬ ‫الرحمة والخلود لتلك االرواح البريئة ‪ ..‬والذل والخزي والعار للظالمين ‪..‬‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬ ‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE , MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.