إصدار رواق العدد الثامن

Page 1

‫العدد (‪)8‬‬

‫مع ‪:‬‬

‫إصدارشهري يصدر عن‬

‫أكتوبر ‪٢٠١٥‬م‬

‫‪4,254,416‬‬ ‫إجمالي سكان السلطنة‬ ‫نهاية سبتمبر ‪2015‬‬

‫‪6‬‬

‫مركــز الدراســـات والبحــوث‬

‫على الفن والفنانين أن‬ ‫يعيدوا تأمل إنتاجهم‬ ‫وصوال إلى كشف حداثي‬

‫‪20‬‬

‫االقتصاد العماني في ‪45‬‬ ‫عاما ‪ ...‬واصل النمو وتجاوز‬ ‫التحديات‬

‫‪14‬‬

‫عاما من النهضة‬ ‫ُعمان تحتفل بـ ‪ً 45‬‬ ‫وتواصل صعودها نحو المستقبل‬


‫انطالقة‬

‫خــاص‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫امسح وشاهد‬ ‫رئيس تحرير جريدة عمان‬

‫سيف بن سعود المحروقي‬ ‫المتعددة في‬ ‫في إطار توظيف الوسائط‬ ‫ّ‬

‫اإلشراف التحريري‬

‫للمرة األولى في‬ ‫يدشن "رواق" خدمة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مديرة مركز الدراسات والبحوث‬

‫القراء‬ ‫الورقية للمزيد من التفاعل مع‬ ‫الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫التطور التكنولوجي‬ ‫السلطنة مستفيدين من‬ ‫ّ‬

‫وجعله في خدمة القاريء ولمشاهدة مقاطع‬

‫قم بالمسح‬ ‫الفيديو الموجودة بـ"رواق"‬ ‫ْ‬ ‫بكل مقطع فيديو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الضوئي (للباركود) الخاص‬ ‫وبإمكان مستخدمي أجهزة الهواتف المحمولة‬

‫اللوحية التي تعمل بنظام‬ ‫والحواسيب‬ ‫ّ‬

‫االندرويد تحميل برنامج (َ‪)QR Code Reader‬‬ ‫من متجر (‪ )Play Store‬كما يمكن لمستخدمي‬

‫اللوحية التي تعمل بنظام‬ ‫الهواتف واألجهزة‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )iOS‬تحميله من موقع (‪.)iTunes‬‬

‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬

‫المراجعة التحريرية‬ ‫عبد الرزاق الربيعـي‬

‫ناصر محمد أبو عون‬

‫التنسيق الفني والمتابعة‬ ‫زبيدة بنت علي البلوشية‬

‫حمــد عبد الرحمن الرئيــــسي‬

‫محمد بن راشد العيسائي‬ ‫طاهر الحراصي‬

‫الترجمة‬

‫أحالم بنت صالح الشعيلية‬

‫إصدار متخصص يصدر عن مركز الدراسات والبحوث ويوزع مع جريدة عمان‬

‫جميع اآلراء الواردة في اإلصدار تعبر عن آراء كاتبيها فقط وال تعبر عن رأي المركز‪.‬‬ ‫يرحب رواق بجميع المشاركات والمساهمات واالبتكارات العلمية والبحثية التي تقدم حلوال قابلة للتطبيق‪ ،‬ونرجو تواصلكم عبر‪:‬‬

‫هاتف‪:‬‬

‫‪ 24649145 - 24649192‬فاكس‪24649143 :‬‬ ‫ايميل‪rawaq.r.s.c@gmail.com :‬‬

‫ُط ِبع بمطابع مؤسسة ُعمان للصحافة والنشر واإلعالن‬

‫خــاص‪:‬‬

‫ضيفا على مركز الدراسات‬ ‫ً‬ ‫مكتبة اإلسكندرية تحل‬

‫التصوير واإلنتاج الفني‬ ‫اإلخراج والتنفيذ‬

‫صورة الغالف ‪ :‬حمد عبد الرحمن الرئيسي‬

‫بمنا�سبة يوم المر�أة العمانية احت�ضن "رواق‬ ‫الفكر" بم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة‪ ،‬والن�شر‪،‬‬ ‫واالعالن االحتفال الذي نظمته �شركة �شموخ‬ ‫للت�صميم وتنظيم الحفالت بعنوان «�س�أروي‬ ‫حكايتي» برعاية �سعادة ال�سيد �سالم بن م�سلم‬ ‫البو�سعيدي‪ ،‬وكيل وزارة الخدمة المدنية‬ ‫ل�ش�ؤون التطوير الإداري وذلك بهدف تبادل‬ ‫الآراء بين الن�ساء العمانيات والخليجيات في‬ ‫مجال �أعمالهن المختلفة في بع�ض المحافل‪،‬‬ ‫وبث روح التبادل االجتماعي والعملي‬ ‫والثقافي والقانوني بينهن‪ .‬كما هدفت �إلى‬ ‫تفعيل دور المر�أة في دفع عجلة التطور‬ ‫والنمو واالزدهار‪ ،‬و�إبراز دور العمل التطوعي‬ ‫وتح�سين �أداء المر�أة فيه‪.‬‬ ‫وت�ضمنت الفعالية التي رعتها �إعالميا‬ ‫م�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة‪ ،‬والن�شر‪ ،‬والإعالن‪،‬‬ ‫حكايات للنجاح خطتها �أنامل ن�سائية عمانية‬ ‫في مجاالت مختلفة بهدف �إبراز �إنجازات‪،‬‬ ‫ونجاحات كل عمانية لبت نداء �صاحب‬ ‫الجاللة منذ بزوغ النه�ضة المباركة ودور‬ ‫المر�أة في التنمية االجتماعية واالقت�صادية‬ ‫وال�سيا�سية واجتيازها للتحديات التي واجهت‬ ‫عملها في �شتى المجاالت‪.‬‬ ‫وبد�أ الحفل بالن�شيد ال�سلطاني‪ ،‬ثم تلت‬ ‫الطفلة الكوثر بنت محمد الندابية �آيات من‬

‫القر�آن الكريم بعدها جرى عر�ض �أوبريت‬ ‫«بنت النه�ضة» الذي ت�ضمن ق�صيدة من كلمات‬ ‫ال�شاعر �صالح الم�شايخي‪ ،‬و�إلقاء ال�شاعرة‬ ‫عزة الحارثية‪ ،‬بعدها �ألقى ال�سيد �سالم بن‬ ‫م�سلم البو�سعيدي كلمة تطرق فيها �إلى مكانة‬ ‫المر�أة العمانية ودورها في قطاع الخدمة‬ ‫المدنية كما جرى �إلقاء كلمات محفزة للمر�أة‬ ‫ت�شجعها على الإنجاز في �شتى المجاالت ‪،‬‬ ‫و�أو�ضحت عبير بنت ميمون الحارثية �صاحبة‬ ‫�شركة �شموخ للت�صميم وتنظيم الفعاليات �أن‬ ‫«�س�أروي حكايتي» فعالية مختلفة ت�سعى �إلى‬ ‫�إبراز المر�أة العمانية في �شتى المجاالت وتغير‬ ‫نمط االحتفاالت في بع�ض الفعاليات لكي‬ ‫يتم تقديم المر�أة بال�صورة التي تبرز دورها‬ ‫الحقيقي‪ ،‬ف�ضال عن تبادل الخبرات بين‬ ‫جميع الن�ساء في �أر�ض الوطن‪.‬‬ ‫و�ألقت �سو�سن بنت عمران البو�سعيدية كلمة‬ ‫م�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن‬ ‫وتحدثت فيها عن المر�أة العمانية ودورها‬ ‫في المجتمع والتطور التي حققته منذ تولي‬ ‫ح�ضرة �صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س بن‬ ‫�سعيد المعظم ‪ -‬حفظه اهلل ورعاه ‪ -‬لمقاليد‬ ‫الحكم في البالد‪ ،‬وتطرقت الى القوانين‬ ‫والت�شريعات العمانية التى كفلت للمر�أة‬ ‫م�ساحات متوازنة ومت�ساوية على حد �سواء‬

‫مع �أخيها الرجل في العمل والأداء‪.‬‬ ‫وروت الدكتورة كلثم بنت محمد الزدجالية‬ ‫حكايتها في حب الوطن وال�سلطان ‪ .‬بعد ذلك‬ ‫عر�ضت وجود عبداهلل الغدانية فكرة تطبيق‬ ‫(تجارتنا) الذي يخدم رائدات االعمال ب�صفة‬ ‫خا�صة وكل الن�ساء ب�شكل عام حيث �سيتم‬ ‫تد�شينه خالل الفترة القادمة‪ .‬وقدمت ميمونة‬ ‫ال�سليمانية م�ؤ�س�سة م�شروع القانون والحياة‬ ‫عر�ضا تو�ضيحيا للقانون والملكية الفكرية بما‬ ‫ي�سهم في خدمة وحماية تطلعات و�أفكار المر�أة‬ ‫العمانية في �شتى المجاالت‪.‬‬ ‫بعد ذلك �أ�ضيء الرواق بق�ص�ص وحكايات‬ ‫م�شرقة لن�ساء عمانيات بد�أتها راية الريامية‬ ‫التي �سردت ق�صة كفاحها في العمل التطوعي‬ ‫رغم الظروف ال�صعبة التي واجهتها حيث‬ ‫كانت بداية انجازها في ال�سبعينات ‪ ،‬ثم �سردت‬ ‫الدكتورة عايدة الحجرية حكايتها في تمكين‬ ‫المر�أة وانجازاتها والم�ساهمات التي قامت‬ ‫بها لتكري�س دور المر�أة العمانية في تنمية‬ ‫المجتمع ‪ ،‬وروت �شيخة الج�سا�سية حكاية‬ ‫تحديها الكبير لفقدان الب�صر وانخراطها‬ ‫في التعليم عبر المدار�س النظامية مج�سدة‬ ‫روحا ايجابية لكل امر�أة لتكافح في مجالها‬ ‫وتنجز بعطائها‪.‬‬

‫في �إطار التبادل الثقافي والبحثي زار وفد من‬ ‫مكتبة الإ�سكندرية مركز الدرا�سات والبحوث‬ ‫ممثال بالم�ست�شار الثقافي للمكتبة الدكتور‬ ‫ح�سام عبد القادر ومدير (مختبر ال�سرديات)‬ ‫الباحث التاريخي والروائي منير عتيبة‬ ‫واجتمع ب�أع�ضاء المركز وعر�ض ال�ضيفان‬ ‫خدمات مكتبة الإ�سكندرية التي تقدمها‬ ‫للباحثين والمراكز العلمية و�أو�صيا ب�ضرورة‬ ‫التعاون لال�ستفادة من �شبكة معلومات المكتبة‬ ‫وما يحويه �أر�شيفها من مخطوطات عربية‬ ‫و�أجنبية وكتب نادرة بالإ�ضافة �إلى بروتوكوالت‬ ‫التدريب على الأر�شفة والتوثيق وكل ما يتعلق‬ ‫بتكنولوجيا المعلومات في مجال المكتبات‪.‬‬ ‫ورحبت الفا�ضلة مرفت بنت عبد العزيز‬ ‫العريمية مديرة مركز الدرا�سات بال�ضيفين‬ ‫وبعد جولة في الم�ؤ�س�سة وداخل المركز عر�ض‬ ‫ال�ضيفان على المركز �أن يكون �ضي ًفا لل�شرف‬ ‫في معر�ض الإ�سكندرية للكتاب المزمع عقده‬

‫في �أواخر مار�س ‪ 2016‬بعد �أن تع ّرفا على‬ ‫�إ�صدارات المركز ودوره الفاعل في �إثراء‬ ‫الم�شهد الثقافي والعلمي ب�سلطنة عمان‪.‬‬ ‫الجدير بالذكر �أ َّن �ضيفي مكتبة الإ�سكندرية‬ ‫مدعوان من قِبل (مختبر ال�سرديات العماني)‬ ‫الذي يحتفل بمرور عام على تد�شينه‪ .‬وعلى‬

‫مدار يومين كاملين احتفى المختبر العماني‬ ‫داخل �أروقة النادي الثقافي بالتجربتين‬ ‫الم�صرية والعمانية وناق�ش رواية (مجيتو�س)‬ ‫للكاتب منير عتيبة بم�شاركة الناقدة منى بنت‬ ‫حبرا�س ال�سليمية وتقديم القا�صة العمانية‬ ‫ب�شرى خلفان‪.‬‬

‫أخبار‬

‫(رواق الفكر) يستضيف احتفالية المرأة العمانية بيومها‬

‫‪3‬‬


‫أخبار‬

‫مقال‬

‫‪4‬‬

‫رواق يرحب بالمذيعة العمانية األولى‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫في �إطار التوا�صل بين الأجيال دعا مركز‬ ‫الدرا�سات والبحوث المكرمة منى بنت يحيى‬ ‫المنذرية الع�ضو ال�سابق بمجل�س الدولة‬ ‫والم�ست�شارة الحالية بوزارة التعليم العالي‬ ‫للتحدث مع �أع�ضاء المركز عن تجربتها‬ ‫الإعالمية‪ ،‬و�سرد حياتها المهنية والتحدث عن‬ ‫م�شوارها في �ساحة الإعالم العماني‪.‬‬ ‫بد�أت المكرمة منى المنذرية �سرد البدايات‬ ‫الأولى لحركة النه�ضة المباركة على يد قائد‬ ‫عمان وباني نه�ضتها ح�ضرة �صاحب الجاللة‬ ‫وق�صت على الحا�ضرين‬ ‫ال�سلطان قابو�س‬ ‫ّ‬ ‫اللحظات الأولى التي بد�أ فيها البث الإذاعي‬ ‫على يد خم�سة من جيل المخ�ضرمين حيث‬ ‫كانت واحدة من ه�ؤالء الذين حملوا م�شعل‬ ‫التنوير الإعالمي وقارنت بين الإمكانات المادية‬ ‫والتكنولوجية التي كانت في متناول �أيديهم‬

‫والقدرات والتمويل المفتوح الآن للأجيال‬ ‫الجديدة مدعومة ب�إمكانات تكنولوجية على‬ ‫�أحدث الطرز‪.‬‬ ‫ث ّم تطرقت المنذرية �إلى �ضرورة تطوير الر�سالة‬ ‫الإعالمية وتحديث ال�سيا�سة التحريرية‬ ‫بما ينا�سب روح الع�صر‪ ،‬ويقدم �صورة ذهنية‬ ‫و�إعالمية عن ال�سلطنة للداخل والخارج مع‬ ‫االلتزام بالمبادئ المهنية والقيم العمانية‬ ‫و(المزج بين الأ�صالة والمعا�صرة)‪� .‬أ�شارت ب�أن‬ ‫القيم التي �أر�ساها الأب القائد ومن ورائه جيل‬ ‫الم�شاركين في بناء لبنات النه�ضة الأولى وقانون‬ ‫�سياجا حمى الإعالم‬ ‫المطبوعات والن�شر كانت ً‬ ‫العماني من الوقوع في الفو�ضى الأخالقية‬ ‫والالمهنية التي وقعت فيها الكثير من القنوات‬ ‫والو�سائل الإعالمية في المنطقة وجعلت من‬ ‫الإعالم العماني �أداة تنوير وتعليم وتثقيف‪.‬‬

‫عبد الرزاق الربيعي‬

‫صخرة اإلرادة‬

‫لقاء مع تطبيقية نزوى وفيلم عن أخالقيات العمل‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫في �إطار خطة مركز الدرا�سات والبحوث‬ ‫ومبادراته لخدمة المجتمع ّ‬ ‫نظم المركز جولة‬ ‫تعريفية بم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر‬ ‫والإعالن لطالبات كلية العلوم التطبيقية بنزوى‬ ‫وتحت �إ�شراف الأ�ستاذ يو�سف ال�شام�سي و�أثناء‬ ‫زيارة الطالبات كان مركز الدرا�سات ينتج فيلما‬ ‫عن �أخالقيات العمل وتع ّرفت خاللها الطالبات‬ ‫على دورة العمل ال�صحفي بجريدتي عمان‬ ‫واالبزيرفر والمالحق والمجالت والمطبوعات‬ ‫ال�صحفية التي ت�صدرها الم�ؤ�س�سة‪ .‬ثم جالت‬ ‫الطالبات في قطاع المطابع‪ ،‬و�أخذن فكرة عامة‬

‫عن دور (العمانية للتوزيع) في ن�شر وت�سويق‬ ‫ال�صحف والمجالت والإ�صدارات العمانية في‬ ‫�سلطنة عمان من �أق�صاها �إلى �أق�صاها‪ .‬ووا�صلت‬ ‫الطالبات تحت �إر�شاد الباحث والمتخ�ص�ص في‬ ‫الإنتاج الفني والذي �صحبهم طوال الجولة داخل‬ ‫�أروقة الم�ؤ�س�سة جولتهن و�صوال �إلى (العمانية‬ ‫للإعالن والعالقات العامة) للتع ّرف على دورها‬ ‫التنويري الفرعي بالإ�ضافة �إلى كونها �إحدى‬ ‫القطاعات اال�ستراتيجية لتمويل الم�ؤ�س�سة ماليا‪.‬‬ ‫وانتهت جولتهن بمركز الدرا�سات والبحوث وت ّم‬ ‫�إجراء تعريفي بالباحثين والمنت�سبين للمركز ثم‬

‫األربعاء القادم‬ ‫ترقبوا مع جريدة‬

‫ً‬ ‫مجـــانا‬

‫‪5‬‬

‫انتقلن �إلى قاعة الأغرا�ض المتعددة للم�شاركة‬ ‫في حلقة نقا�شية حول الإعالم العماني �ألقاها‬ ‫الباحث نا�صر �أبو عون واختتمها الكاتب عبد‬ ‫الرزاق الربيعي عن (كيفية كتابة المقال‬ ‫ال�صحفي) وبد�أها ب�سرد تاريخي عن م�سيرة‬ ‫المقال ال�صحفي في الثقافة العربية والأجنبية‬ ‫ثم انتقل �إلى (�أنواع المقال) و(فنيات الكتابة)‪.‬‬ ‫وفي ختام الحلقة التعريفية انفتح باب النقا�ش‬ ‫من الطالبات حول م�ستقبل الإعالم العماني‬ ‫في ظل ثورة المعلومات واالنفوميديا الحديثة‬ ‫وو�سائل التوا�صل االجتماعي‪.‬‬

‫في فيلم وثائقي جميل عنوانه"حكاية‬ ‫نحات‬ ‫للمدى" للمخرج ب�سام الوردي يظهر ّ‬ ‫�أ�شيب يج ّر ج�سده الم�شلول ج ّرا‪ ،‬ليوا�صل عمله‬ ‫في النحت‪ ،‬وهو من الفنون التي تحتاج �إلى‬ ‫قوّة عظل ّية رابطا بيده الم�شلولة اليمني �إزميال‬ ‫والثانية �صخرة‪ ،‬لي�صنع منحوتة ف ّن ّية جميلة ‪،‬‬ ‫النحات والكاتب‬ ‫ذلك الرجل الأ�شيب الم�شلول كان ّ‬ ‫العراقي يحيى جواد‪ ،‬الذي ظ ّل يوا�صل عمله في‬ ‫النحت‪ ،‬رغم �إ�صابته ب�شلل ج�سدي تام العام ‪،1967‬‬ ‫فلم ي�ست�سلم للمر�ض‪ ،‬وظ ّل يقاومه بالعمل‬ ‫والإبداع‪ ،‬وقد يبدو حاله �أف�ضل من الأ�سترالي‬ ‫نيكوال�س جيم�س فوجي الذي ولد عام ‪1982‬‬ ‫وهو يعاني من متالزمة نق�ص الأطراف الأربعة‬ ‫با�ستثناء قدم �صغيرة ظاهره في �أ�سفل جذعه‪،‬‬ ‫وهي متالزمة نادرة الوجود؟بالت�أكيد ال يمكن‬ ‫تخ ّيل ذلك‪ ،‬ولن نتمكن من الإ�ستمرار‪ ،‬ل�صعوبة‬ ‫العي�ش دون �أطراف‪ ،‬ولم تكن بالأمر الي�سير حتى‬ ‫بالن�سبة لنيكوال�س‪� ،‬صاحب الإرادة القويّة كما‬ ‫�سنرى ذلك‪ ،‬فحين �أدرك في الثامنة من عمره �إ ّنه‬ ‫مختلف عن زمالئه �شعر باكتئاب �شديد‪ ،‬بل ف ّكر‬ ‫باالنتحار‪،‬وبخا�صة عندما منع من الذهاب �إلى‬ ‫المدر�سة ب�سبب القانون الذي يمنع الأ�شخا�ص‬ ‫من ذوي الإعاقة من االلتحاق بالمدار�س العامة‬ ‫في تلك الفترة‪ ،‬كما تقول �سيرته‪ ،‬غير �أ ّنه لم‬ ‫ي�ست�سلم ‪ ،‬بل تعاطى مع الحال بروح و ّثابة‪ ،‬وكانت‬ ‫الخطوة الأولى التي قام بها التعاي�شق مع الإعاقة‪،‬‬ ‫والت�سليم ب�أمر اهلل‪ ،‬وبذلك تم ّكن من �إبعاد الأفكار‬ ‫ال�سلبية من ر�أ�سه‪ ،‬ويوما بعد �آخر‪،‬بد�أت �أبواب‬ ‫الحياة تفتح له‪ ،‬ف�أق ّر قانون بوالية كاليفورنيا‪،‬‬ ‫يق�ضي بال�سماح للم�صابين بت�شوهات خلقية‬ ‫بااللتحاق بالمدر�سة‪ ،‬وبذلك �سمح لنيكوال�س‬ ‫االلتحاق بالمدر�سة‪ ،‬فكانت هذه العقبة الأولى‬ ‫التي �أزيلت من طريقه ‪ ،‬لكن بد�أت تظهر م�شاكل‬ ‫�أخرى �أبرزها ‪ :‬كيف يتمكن من الإم�ساك بالقلم‬ ‫والكتابة ؟ ولم يقف عاجزا �أمام ال�س�ؤال‪ ،‬بل �سعى‬ ‫�إلى ايجاد بدائل‪ ،‬وهنا انتبه �إلى وجود �أ�صابع في‬ ‫قدمه ال�صغيرة‪ ،‬فتدرب على الكتابة بوا�سطتها‪،‬‬ ‫�أمر يبدو غير ممكن لك ّنه نجح في ذلك‪ ،‬ف�صار‬ ‫ي�ضع القلم ب�إ�صع قدمه ال�صغيرة ‪ ،‬ثم ثم تحوّل‬ ‫�إلى الطباعة‪ ،‬بوا�سطة تلك القدم‪ ،‬بل وا�ستطاع‬ ‫ا�ستخدام الحا�سوب‪ ،‬والعزف على الطبل‪ ،‬والقيام‬

‫بجميع الأعمال التي يقوم بها من يمتلك �أطرافا‬ ‫�أربعة‪ ،‬كحالقة الذقن‪ ،‬وت�صفيف ال�شعر‪ ،‬وتنظيف‬ ‫الأ�سنان‪ ،‬دون �أن يكون بحاجة �إلى �أية م�ساعدة ‪،‬‬ ‫ثم وجه �أنظاره �إلى المجتمع ‪ ،‬ف�شارك مع زمالء‬ ‫له في المدر�سة في تنظيم مخيمات تقوم حمالت‬ ‫للتثقيف بالإعاقة‪ ،‬وعندما بلغ �سن ال�سابعة‬ ‫ع�شرة �أ�س�س منظمته (الحياة بدون �أطراف)‪،‬‬ ‫وحين انتقل �إلى مرحلة الدرا�سة الجامعية در�س‬ ‫المحا�سبة‪ ،‬والتخطيط المالي جامعة جريفيث‬ ‫في لوجان – �أ�ستراليا‪ ،‬ثم تزوج‪ ،‬وح�صل على‬ ‫ثالث �شهادات في مجال االقت�صاد و�إدارة الأعمال‪،‬‬ ‫وهو ير�أ�س حالياً واحدة من �أكبر الم�ؤ�س�سات‬ ‫الأهلية في �أمريكا الداعمة لذوي الإعاقة‪ ،‬وهو‬ ‫�أي�ضا رئي�س ل�شركتين من �أكبر ال�شركات المهتمة‬ ‫بمجال االقت�صاد في بلده ا�ستراليا‪ ،‬كما �شارك‬ ‫نيكوال�س في العديد من الفعاليات والملتقيات‬ ‫الدولية‪ ،‬و�ألقى العديد من المحا�ضرات والندوات‬ ‫التي يعر�ض فيها تجربته المذهلة في التعاي�ش‬ ‫مع الإعاقة‪ ،‬والتعاطي معها بروح �إيجابية‪.‬‬

‫‪٪ 80‬‬

‫من المعاقين في البلدان‬ ‫النامية‬

‫حكاية يحيى جواد ‪،‬ونيكوال�س هي حكاية �إرادة‬ ‫قويّة‪ ،‬ورغبة بالحياة‪ ،‬وتحدّي الظروف‪ ،‬والأمر ال‬ ‫يقت�صر عليهما‪ ،‬فهناك �أ�شخا�ص تع ّر�ضوا للإعاقة‪،‬‬ ‫لكنهم تحدّوها‪ ،‬وقهروها كهيلين كيلر التي لقبت‬ ‫بمعجزة الإن�سانية‪ ،‬وحققت الكثير من االنجازات‬ ‫رغم �إنها فاقدة لل�سمع‪ ،‬والب�صر منذ كان عمرها‬ ‫�سنة‪ ،‬ون�صف‪ ،‬وكذلك عالم الفيزياء البريطاني‬ ‫�ستيفن هوكنغ الذي يعد �أحد �أبرز علماء الفيزياء‬ ‫النظرية‪ ،‬هذا العالم م�صاب بمر�ض الت�ص ّلب‬ ‫الجانبي ال�ضموري منذ �أن كان عمره ‪� 21‬سنة‬ ‫‪،‬وهو مر�ض مميت‪ ،‬لكنه قاومه لأكثر من خم�سين‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪razaq2005@hotmail.com :‬‬

‫�سنة ‪ ،‬و�أندريا بوت�شيلي �أحد المع نجوم الغناء‬ ‫الأوبرالي الذي فقد ب�صره منذ كان في ‪�12‬سنة‬ ‫من عمره‪� ،‬إثر تع ّر�ضه لحادث خالل مباراة لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬والدكتور طه ح�سين عميد الأدب العربي‬ ‫كان فاقدا للب�صر لكنه احتل مكانة كبيرة في‬ ‫الأدب العربي لم يحتلها من المب�صرين وكذلك‬ ‫الحال بالن�سبة لل�شاعرين العراقي محمدي‬ ‫مهدي الب�صير واليمني عبداهلل البردوني‪ ،‬ه�ؤالء‬ ‫تجاوزوا �إعاقاتهم‪ ،‬وحققوا تميزا وا�ضحا ‪،‬ف�سجلوا‬ ‫�أ�سماءهم في �سجل الخالدين‪ ،‬وقد تمكنوا من‬ ‫ذلك اليمانهم بقدراتهم على ذلك‪ ،‬فنجحوا‪،‬‬ ‫وقد لفت نظري في خبرقر�أته في �صحيفة‬ ‫محلية حول قيام جماعة بجامعة نزوى بتنظيم‬ ‫�أم�سية "لدينا حلم " خا�صة لذوي االحتياجات‬ ‫الخا�صة ت�ضمنت حوارا مع الكفيف عمران بن‬ ‫�صالح الرحبي روى خالله ق�صة نجاحه‪ ،‬وكيف‬ ‫حاز ال�سبق في نيل �شهادات على م�ستوى عربي‬ ‫في التمثيل‪ ،‬وذلك بف�ضل التفا�ؤل الذي اعتبره‬ ‫"�أعظم دوافع االنجاز"‪ ،‬وهي عبارة تختزل‬ ‫الكثير‪ ،‬ور�سولنا الكريم يقول‪" :‬تفاءلوا بالخير‬ ‫تجدوه" والإعاقة ال تعني نهاية مطاف‪ ،‬فالمهم‬ ‫هو العقل وما دام العقل �سليما‪ ،‬فك ّل �شيء �سليم‪،‬‬ ‫فقوة الإن�سان الحقيقية هي قوة االرادة‪ ،‬والإرادة‬ ‫ت�صنع الم�ستحيل ‪،‬مع دعم الأهل‪ ،‬والأ�صدقاء‪،‬‬ ‫والمحيط الخارجي‪ ،‬والمجتمع الدولي الذي‬ ‫وجه �أنظاره �إلى ذوي الإعاقة‪ ،‬فخ�ص�ص يوما‬ ‫ّ‬ ‫لالحتفال بهم هو الثالث من دي�سمبر من كل عام‬ ‫ليكون اليوم الدولي لذوي الإعاقة وفقا لقرار‬ ‫الجمعية العامة ‪ 3/47‬في ‪� 14‬أكتوبر ‪ ،1992‬وذلك‬ ‫"لتعزيز الوعي وح�شد الدعم من �أجل الق�ضايا‬ ‫الحرجة المتعلقة ب�إدماج الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‬ ‫في المجتمع والتنمية"‪ ،‬فح�سب اح�صاءات الأمم‬ ‫المتحدة هناك ما يقدر بنحو مليار �شخ�ص من‬ ‫ذوي الإعاقة في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬يعي�ش ‪ 80‬في‬ ‫المائة منهم في البلدان النامية‪ ،‬ولو ا�ست�سلم هذا‬ ‫العدد الهائل لإعاقاتهم‪ ،‬ف�سنخ�سر طاقات ب�شريّة‪،‬‬ ‫يمكنها �أن تعطي الكثير لعالمنا كما �أعطت هيلين‬ ‫كيلر‪ ،‬و�ستيفن هوكنغ ونيكوال�س جيم�س فوجي‬ ‫‪ ،‬و�أندريا بوت�شيلي‪ ،‬و يحيى جواد الذي �ستظ ّل‬ ‫�صورته‪ ،‬محفورة في ذاكرتي‪ ،‬وهو يجابه ال�صخر‬ ‫بج�سده الم�شلول‪ ،‬لي�صنع الجمال بقوّة الإرادة‪.‬‬


‫حوار‬

‫مؤشرات‬

‫د‪ .‬جواد األسدي‬

‫مؤشرات‬

‫على الفن والفنانين أن يعيدوا تأمل إنتاجهم وصوال إلى كشف حداثي‬

‫حاوره‪ :‬ناصر أبو عون‬

‫‪6‬‬

‫مرة ثانية وثالثة يعود جواد األسدي الحاصل على جائزة السلطان قابوس في اآلداب عام ‪ 2006‬إلى‬ ‫مسقط مشاركً ا في مهرجان مسقط المسرحي ‪ 2015‬م‪.. .‬جواد األسدي مخرج ومؤلف مسرحي‬ ‫عراقي ولد في كربالء ويعيش متنقال بين بيروت ومراكش‪ ،‬حاز عام ‪ 2004‬على جائزة األمير كالوس‬ ‫للمسرح‪ .‬وعمل لمدة ‪ 14‬عاما مع المسرح الوطني الفلسطيني والحقا مع المعهد العالي للفنون‬ ‫المسرحية بدمشق‪ .‬أخرج األسدي العديد من األعمال المسرحية من أشهرها [رأس المملوك جابر]‬ ‫عن مسرحية سعد الله ونوس‪ ،‬و[تقاسيم على العنبر] المستوحاة من نصوص تشيخوف‪ ،‬وحمام‬ ‫بغدادي‪ ...‬وقد التقيناه في حوار خاص لرواق وجرى النقاش بيننا على طاولة في أحد فنادق مسقط‬ ‫العامرة جمعت الشاعرين سعيد الصقالوي‪ ،‬وعبد الرزاق الربيعي والدكتور سعيد السيابي ومحاوره‬ ‫ناصر أبو عون ولحق بنا في نهاية الحلقة النقاشية د‪ .‬محمد سعد شحاته‪.‬‬ ‫كيف ترى مستقبل الفن المسرحي في ظل العرض الدموي‬

‫هار بين عشيةٍ‬ ‫ومدرسةً مسرحية رصينة) على شفار ُجرفٍ ٍ‬ ‫ومهددا باإلغالق لعوامل عديدة؟ ما هي الوسائل‬ ‫وضحاها‪،‬‬ ‫ً‬

‫م�سرح التنوير الذي كان يلوح بيديه طوال �سنوات اال�شتغال على‬ ‫الولع وال�شغف الم�سرحي منذ �أكاديمية الفنون الجميلة عندما كنا‬ ‫فتيانا م�سكونيين ب�أمل فذ ونزاع مع الجهل والتخلف والقهر كل تلك‬ ‫الإ�شارات وال�شهوات واليوتوبيا انهارت وا�ضمحلت ليحل مكانها نزاع‬ ‫وجودي جديد عنوانه مقاومة الظالميين والجهلة الذين �سيطروا‬ ‫على الم�شهد وهم يجرجرون �شعوبنا و�أهلنا �إلى م�أتم البهائم التي‬ ‫مفرداته ال�سبي واالغت�صاب والقتل بمهنية واحترافية عالية هنا‬ ‫وقع الفن في م�أزق جديد ن�صا وتمثيال و�إخراجا وفنون من م�سرح‬ ‫و�سينما وفن ت�شكيلي �إذ البد للفن والفنانين �أن يعيدوا ت�أمل �إنتاجهم‬ ‫و�صوال �إلى ك�شف حداثي وتمثل ما يجري من هول وكوارث نحو‬ ‫�إبداع �أدب يغرف ويحفر في الراهني ليعيد تمثله �إبداعيا‪.‬‬

‫طال العديد من مؤسساتنا اإلبداعية؟‬

‫المستمر لمسرحية (حفلة الجنون) على مسرح الشرق‬ ‫األوسط؟‬

‫التي تقترحها إلنقاذ المسرح من هذا المصير المشؤوم الذي‬

‫للأ�سف مع المجتمعات الغريزية التي ت�شبه مجتمعاتنا لي�س من‬ ‫م�ؤ�س�سات ثقافية حقيقية تحمي الثقافة وال جمهور معرفي يحمي جواد األسدي له مع كل مدينة حكاية‪ ،‬ورؤية‪ ،‬تاريخ‪ ..‬هل‬ ‫سكنت عقلك وقلبك المدن؟ أم لديك رغبة جامحة في تكتب‬ ‫ْ‬ ‫الم�سارح كما هو الحال في الغرب لذلك بقى م�سرح بابل بال حامي‬ ‫ومن ناحية الدولة ومن ناحية الجمهور لأن الدولة تتعامل مع تاريخ إبداعك ‪ -‬الذي ال ينكره إال جاحد – جداريةً بابلية أو برديةً‬ ‫الم�سرح باعتباره �شيء هام�شي وهي ال تقدم له �أي عون والجمهور فرعونية تبقى ما بقيت األبدية تاريخً ا من اإلبداع واألصالة في‬ ‫بجهله يكر�س االنحياز لمجانية العرو�ض الم�سطحة مع ذلك كنت زمن سقطت فيه كل األقنعة؟‬ ‫وما زلت �أجر م�سرح بابل كما لو �أني ح�صان يجر عربات من حديد �أ�س�ست في رحلتي المدينية م�ساراتي انطالقا من �أن العراق‬ ‫نحو قمة جبل م�ستحيلة‪ ..‬هذه بحد ذاتها لذة وقهر محبب �إلى المحمول في رحمي �أبديا �سيبقى كذلك لكن لإيجاد ذرائع مقنعة‬ ‫لهجرتي الق�سرية ب�أني ابن مخل�ص للأمكنة التي يثمر فيها عملي‬ ‫نف�سي �إنها �سيزيفية م�سرحية عالية الوجع والمتعة‪.‬‬ ‫ب�شرا وعرو�ضا ون�صو�صا وربما م�سرات‪.‬‬ ‫يصر على العمل لمدة‬ ‫جواد األسدي الرجل المخضرم لماذا ّ‬

‫وم ْن بقي يصدح‬ ‫ماذا بقي من جيل عمالقة المسرح العربي؟ َ‬

‫عشر ساعات يوميا؟ هل هي رغبة جامحة في مقاومة الفناء‬

‫على مدار الساعة؟‬

‫تكسبا؟ أم مزاحمةً لجيل المبدعين الشباب؟‬ ‫أم‬ ‫ً‬

‫في هذا الخراب والمشهد المكرور والعبثي الذي نعيشه‬

‫عربيا؟‬ ‫والنسيان القصدي الذي طال كل المبدعين العمالقة ً‬

‫للأ�سف ال�شديد في ح�ضرة طغيان �سلطة الجهل والحروب العبثية �إنها دون كيخوتية عذبة للإح�سا�س �أبدا ب�أنك خارج الفناء‪.‬‬ ‫الم�سرح يترنح بين دول الجهل والأمية والظالمية وبين ان�سحاب‬ ‫�أدوات التعبير �إلى مجون وكرنفاالت الم�سرح الذي يكر�س ال�ضحك كيف تأثرت منذ الميالد باألوبرا الكربالئية السنوية التي‬ ‫الفارغ والإ�شارات الجن�سية المبتذلة مع جمهور مقهور لم يعد يهتم يشارك فيها الماليين بعفوية وارتجال ويساهمون في صناعة‬ ‫�إال بما تبقى لديه من رغبه النفي�س عما يعي�شه من هول لقد انتهى لوحة سريالية تتجدد على مدار التاريخ اإلسالمي وتتناسل‬ ‫ع�صر ت�شيخوف والت�شيخوفيين وبيكت والبيكتيبن وليحل محله منها األفكار والمشاهد كطائر الفينيق النابت في أعماق‬ ‫وقويا؟‬ ‫م�سرح الفا�ست فود �أما ما تبقى من م�سرحيين كبار ف�إنهم يم�ضغون الجحيم‪ ،‬وفي كل مرة يبدو بهيا ً‬ ‫�أل�سنتهم ون�صو�صهم و�إخراجاتهم على من�صات العزلة والوح�شة‪ .‬الح�سين �سيد الإ�صالح الكوني عا�شوراء محاولة ميلودرامية بداءية‬ ‫للتعبير عن موته التراجيدي لذلك وبا�ستمرار �أحلم بتقديم هذا‬ ‫ما الفارق بين جواد األسدي المخرج المسرحي‪ ،‬وجواد الموروث بعيدا عن �ضيق الأفق المذهبي وتقديمه على �أنه م�صدر‬ ‫للتنوير ولي�س للت�صلب الديني ولتعددية الأديان التي ت�ؤثث م�سارات‬ ‫المؤلف؟‬ ‫يريد جواد الأ�سدي المخرج في نزاعه الأبدي معه ككاتب �أن يجد �إن�سان مختلف‪.‬‬ ‫المظلة الم�سرحية لعر�ض م�سرحي ب�صري حداثي بعيدا عن �آفة‬ ‫(نباش القيعان السلفلية‬ ‫بأنك‬ ‫مرة‬ ‫ذات‬ ‫نفسك‬ ‫وصفت‬ ‫ال�سرد ويريد الكاتب الذي ي�سكنني �أن يكون خادما للمخرج خ�صو�صا‬ ‫ّ‬ ‫في الت�صدي للواقع العراقي كما هو الحال في حمام بغدادي لذلك للشخصيات)‪ - ..‬أعرف أنّ ك بارع في خلق لغة عرض مسرحي‬ ‫تخطيت جدران اللغة السميكة أداة‬ ‫َ‬ ‫ف�إن التمارين اليومية مع الممثلين تفتح الأبواب دوما لإطاحة الن�ص تقع خارج لغة الحوار ‪ -‬كيف‬ ‫ل�صالح الإخراج والتمثيل‪� ..‬إنها لذة عالية ال�سحر في هدم دائم وبناء التلقي اإلنسانية األولى في مغامرتك اإلبداعية بتقديم‬ ‫مسرحية (رأس المملوك جابر) لسعد الله ونوس باللغة‬ ‫جديد للم�شهدية المتغيرة المدعمة بجماليات النور المرّ‪.‬‬ ‫(روحا‪ ،‬ومادة‪،‬‬ ‫أصبح مسرح بابل البريوتي الذي أسسته ً‬

‫الممثلين الإ�سبان جربت �أن �أرمي �إيقاع اللغة الإ�سبانية في النبع‬ ‫اللغوي العربي وبالعك�س فاكت�شفت �إ�شارات ومنحنيات لغوية �إ�سبانية‬ ‫باتجاه الرتم والإيقاع العربي تاليا وبعد �شهور من التمارين �آخيت‬ ‫بين �إيقاع اللغتين لتبدوان كما لو �أنهما من طينة �إن�سانية واحدة‪.‬‬

‫اإلسبانية؟‬

‫ا�شتغلت على اللغات كمنبع للثراء الإن�ساني لذلك وفي التمارين‬

‫جميعا بأنك اخترقت (أزمنة العرض المسرحي‬ ‫نشهد لك‬ ‫ً‬ ‫فتحت طريقً ا جديدا للمسرح‬ ‫َ‬ ‫الثرة‬ ‫تاريخيا)‪ ،‬وأنك بتجربتك ّ‬

‫‪1/4‬‬

‫‪4,254,416‬‬

‫حوالي ربع طالبات‬ ‫مؤسسات التعليم‬ ‫العالي يرغبن في إقامة‬ ‫بدال من‬ ‫مشروع خاص ً‬ ‫البحث عن عمل في عام‬ ‫‪2015‬‬

‫إجمالي سكان‬ ‫السلطنة نهاية سبتمبر‬ ‫‪2015‬‬

‫‪3‬‬

‫من كل ‪ 5‬شباب‬ ‫تبرعوا لألعمال الخيرية‬ ‫بأشياء عينية أو نقدية‬

‫‪87%‬‬

‫من اإلناث يفضلن‬ ‫العمل في القطاع‬ ‫الحكومي‬

‫ذاتك من قبل وعلى أدبيات‬ ‫دت على َ‬ ‫تمر َ‬ ‫العربي‪ ..‬وأنك ّ‬ ‫المسرح العربي من بعد‪ ..‬ما دوافعك للتمرد اإلبداعي؟‬

‫من �أجل اكت�شاف �أنوار وجماليات �ضوء �أحاول با�ستمرار بناء �أمكنة‬ ‫�سينوغرافية مختلفة ال تتكرر وال تقع في فخ ال�شكل الواحد لذاك‬ ‫�أزيح الواقع المرئي �إلى �إدمان النا�س على م�شاهدته �إلى واقع‬ ‫م�شهدي كما لو �أنهم يرونه جديدا حرا فيه َل ْب�س جمالي محبب بهذا‬ ‫المعنى �أبحث عن لحظات �أكثر �سطوعا و� ً‬ ‫إ�شراقا و�سحرا في الحياة‪.‬‬ ‫إذا كانت مهمة المسرح األولى أن يطرح األسئلة ويستفزّ‬

‫الذاكرة ويحفّ ز العقول على إدراك ما يدور اآلن‪ .‬ما جدوى أن‬ ‫يعيد جواد األسدي تقديم رائعته (حمام بغدادي) أكثر من‬

‫مرة‪ ..‬ألم يتجاوزها الزمن؟‬

‫حمام بغدادي ما زالت حية جدا خ�صو�صا و�أنها تحفر في الهم‬ ‫العراقي والعربي من حيث الجوع للحياة الكريمة ونبذ الألم‬ ‫المرمي على النا�س ق�سرا خ�صو�صا و�إني ا�شتغلت في هذه الإعادة مع‬ ‫ممثلَين عراقيين لهما الوجع العراقي الذي يريد الن�ص �أن يتنف�س‬ ‫منه باللهجة العامية العراقية التي هي رحم الن�ص وهذه العادة‬ ‫�أي�ضا كتابة جديدة للن�ص ك�أنما الم�سرحية التي �أبدع فيها الممثلون‬ ‫ال�سوريون فايز قزق ون�ضال ال�سيجري هي في �أداء مبدعين عراقيين‬ ‫عبود الحركاني وحيدر �أبو حيدر مرايا الوجع العراقي وال�سوري‪.‬‬

‫للتواصل مع المحاور وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪nasser_oon@yahoo.com:‬‬

‫‪75%‬‬

‫‪7‬‬

‫نسبة الطالب‬ ‫العمانيين والوافدين‬ ‫في المدارس الحكومية‬ ‫بالسلطنة‬

‫من كل ‪ 5‬شباب‬ ‫شاركوا في عمل‬ ‫تطوعي دون مقابل‬ ‫مادي‬

‫‪2‬‬

‫نسبة النساء العمانيات‬ ‫العامالت في القطاع‬ ‫الخاص ‪2015‬‬

‫نسبة النساء العمانيات‬ ‫العامالت في القطاع‬ ‫الحكومي ‪2015‬‬

‫نسبة الباحثات عن عمل‬ ‫(‪ )18-29‬سنة الالتي‬ ‫يفضلن العمل في‬ ‫القطاع الحكومي في عام‬ ‫‪2015‬‬

‫‪62%‬‬

‫‪38%‬‬

‫‪94%‬‬ ‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لإلحصاء والمعلومات‬


‫مقال‬

‫مقال‬

‫‪8‬‬ ‫قد ي�سعى البع�ض �إلى نبذ الخالف‬ ‫جملة وتف�صيال وهذا غير معقول فالخالف‬ ‫واقع ال محالة‪ ،‬واالختالف كائن ال دافع‬ ‫له‪ ،‬ونحن �إلى فقهه و�أدبه �أحوج من حاجتنا‬ ‫للماء والهواء ‪ ،‬فقد خلق اهلل خلقه وفاوت‬ ‫بينهم وباين‪ ،‬و�إن اهلل ال يعجزه �أن يجعل‬ ‫النا�س على قلب رجل واحد قال تعالى‬ ‫(ولو �شاء ربك لجعل النا�س �أمة واحدة) بل‬ ‫خلقهم مختلفين قال اهلل تعالى (وال يزالون‬ ‫مختلفين �إال من رحم ربك)‪.‬‬

‫سليمان المقرشي‬

‫تهى بنت سعيد العبرية‬

‫أدب االختالف‬

‫التحفيز اإلداري‬

‫� ً‬ ‫ً‬ ‫وتف�صيل‪ ،‬تجد هذا‬ ‫أول‪ :‬رد الحق جملة‬ ‫عندما تنقد بع�ض ال ُكتل �سواء كانت �أدبية‬ ‫�أو دينية �أو �سيا�سية �أو غيرها؛ فتب�صر حينها‬ ‫�آذنًا �صما وعيونا عميا وقلوبا غلفا !! وك�أن‬ ‫الحق ال يعدوهم‪ ،‬وال�شر ال يعدو غيرهم‪،‬‬ ‫وهذه العلة تفرز �أ�سقاما في الجدل‪ ،‬ووباء‬ ‫في ال�ساحة‪ ،‬فغالب من يت�سم بهذه الخ�صلة‬ ‫م�صاب ب�أخواتها من الم�صائب‪.‬‬

‫فتجده حديدا ال يقبل منك �أدنى �أمر‪ ،‬فتنقد‬ ‫فيه ع�شرين م�س�ألة خالف فيها ال�صواب غير‬ ‫فقه الخالف �أو �أدب االختالف‪ ،‬مبحث �أنه مقفول‪ ،‬يردها من �أولها �إلى �آخرها !!‬ ‫ال‪� :‬أيعقل �أن كل ما قلتُه ٌ‬ ‫طال حوله الجدل‪ ،‬وتفجرت فيه ينابيع فتتعجب قائ ً‬ ‫باطل‬ ‫الكلم‪ ،‬وهتَنت منه مزن الأفكار‪ ،‬ف�أين محلي‬ ‫وال�صواب لديه هو فح�سب؟ فهذا يعني‬ ‫ُ‬ ‫ومحلك من الإعراب في خِ �ضم هذه النقوالت الع�صمة التي ما نالها �أحد �إال من ال ينطق‬ ‫والمعقوالت وقد ملأت �أ�سماعنا تنظيراً عن الهوى ‪� ...‬إن هو �إال وحي يوحى !!‬ ‫لهذا البحث بيد �أنا نعاني من الفجوة بين‬ ‫التنظير والتطبيق‪� ،‬إال �أن هذا ال يمنعني من‬ ‫ال�ضرب على وتره‪ ،‬وال َعوم في ُلجته !‬

‫فالحاجة �إليه ُملحة‪ ،‬ال �سيما ه�ؤالء ال�شباب‬ ‫الذين يعانون من التقوقع حول �أنف�سهم‪� ،‬أو‬ ‫حول ما ُر�سم لهم �أو ر�سموه ب�أيديهم‪� ،‬إذ �أن‬ ‫العقل كلما تبحبح رجح ر�أيه‪ ،‬وكلما اعتزل‬ ‫�ضاق َكمه‪ ،‬ف�أول ما �أرجوه من القارئ‪.‬‬ ‫الحرية العقلية وعدم الت�سليم المطلق لفئة‬ ‫بعينها‪ ،‬والتخل�ص من براثن التع�صب؛‬ ‫جن�س‬ ‫لراي �أو ٍ‬ ‫ب�أنواعه الكثيرة من تع�صب ٍ‬ ‫�أو طريقة �أو غيرها؛ فكم من ناطق بل�سان‬ ‫غيره‪ ،‬يعي بقلب معلمه‪ ،‬وي�سمع ب�أذن �سيده‪،‬‬ ‫يوحي �إليه فيطيع‪ ،‬ويزجره فينزجر ‪.‬وهذه‬ ‫حالة َم َر�ضية عانى الب�شر منها مذ خلق‬ ‫فجردت لها ال�سيوف والأقالم‪،‬‬ ‫اهلل الخلق‪ُ ،‬‬ ‫و�أزهقت من �أجلها الأرواح و�سالت الدماء‬ ‫وال بلوى غير التع�صب ‪.‬فالتجرد للحق‬ ‫هو المطلب الأول والعظيم؛ وغيره م�ؤذن‬ ‫بالبالء الم�ستطير‪.‬‬ ‫ولمفتقد �أدب الخالف �سمات �أهمها‪:‬‬

‫االختالف كائن ال دافع‬ ‫له ونحن إلى فقهه‬ ‫وأدبه أحوج‬

‫ومن �ش�أن هذا الرد �أن يزيد في الجفوة‬ ‫ويذكي نار الحمية‪ ،‬في�شتعل فتيل الغ�ضب‬ ‫لدى المنتقِد‪ ،‬ويكون المن َتقَد �أ�شب َه ب�شيطان‬ ‫�أخر�س ال ين�صح نف�سه وال زمرته !!فتحدث‬ ‫ال�صدامات والتهم الجائرة واهلل الم�ستعان ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬االنتقال من جادة المو�ضوع �إلى كيل‬ ‫التهم الجزاف والطعن في ذات المنتقِد‪ ،‬في‬ ‫دينه �أوعر�ضه �أون�سبه �أو علمه �أو انتمائه �أو‬ ‫ثقافته‪ ،‬وهذه الحالة �أح�سن �أحوالها �أن‬ ‫بال�سفَه !فيجب‬ ‫يحكم على المتلب�س بها‪َ :‬‬

‫الترفع عن هذا الخ�صم وتركه بمعزل‪،‬‬ ‫وال�صمت عنه‪ ،‬لأنك كلما زدت في حجتك‬ ‫زاد في �شتمك وانتقا�صك‪ ،‬ف�أف�ضل ما ُيرد به‬ ‫الحق ‪ -‬عند ه�ؤالء ‪ -‬ذ ُم الداعي له والت�شهير‬ ‫به‪ ،‬حالهم حال الم�شركين مع النبي �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪� :‬سقم الفهم‪ ،‬و�سوء الظن‪ ،‬فما �أجمل �أن‬ ‫يكون المختلف معك ذا فهم ورزانة ور�صانة‪،‬‬ ‫بريء النف�س طيب الخاطر‪ ،‬معتدل المزاج‪،‬‬ ‫تفيده في�ستفيد‪ ،‬و ُيق ِّو ُمك فتعتدل‪.‬‬ ‫فحذار من الت�سرع قبل التيقظ‪ ،‬والحكم‬ ‫قبل الفح�ص‪ ،‬والق�سوة قبل �إقامة الحجة‬ ‫وح َ�سن‬ ‫؛ فنظيف الل�سان‪ ،‬والمتجرد للحق‪َ ،‬‬ ‫الفهم ُيجا َدل ولو كان زنديقا‪ ،‬ومن تلب�س‬ ‫ب�شي ٍء من الخالل ال�سابقة يق�صى ولو كان‬ ‫له قدم في الإ�سالم‪.‬‬ ‫فالخالف ال يف�سد للود ق�ضية‪ ،‬وال ي�ضيق‬ ‫بالخالف �إال �ضيق العطن‪ ،‬وع ُر العريكة‪،‬‬ ‫و�إن كان ال�صحابة ‪ -‬ر�ضوان اهلل عليهم ‪ -‬قد‬ ‫اختلف بع�ضهم على بع�ض فكيف بغيرهم؟‬ ‫وما حديث النبي ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪-‬‬ ‫بعد غزوة الأحزاب‪ :‬ال ي�صلين �أحدكم الع�صر‬ ‫�إال في بني قريظة‪ ..‬ببعيد‪.‬‬ ‫حيث اختلف ال�صحابة ‪ -‬ر�ضي اهلل عنهم ‪-‬‬ ‫في تف�سير معناه؛ فمنهم من فهم المراد‬ ‫بالحديث التعجل ف�صلى الع�صرفي وقتها‬ ‫قبل �أن ي�صل بني قريظة‪ ،‬ومنهم من �أخذه‬ ‫على ظاهره فلم ي�صل الع�صر �إال بعد و�صوله‬ ‫بني قريظة‪ ،‬ثم �أخبروا النبي ‪ -‬عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم ‪ -‬فقال للأول �أ�صبت ال�سنة وقال‬ ‫للآخر زادك اهلل حر�صاً‪..‬‬ ‫فالخالف غذاء للعقل وغربلة للفكر‪ ،‬وقوة‬ ‫الحجة‪.‬‬ ‫في ّ‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪shs1398@gmail.com :‬‬

‫ت�سعى كل م�ؤ�س�سة �إلى تحقيق �أهداف وغايات‬ ‫تر�سمها منذ بداية الطريق ويعتمد هذا على‬ ‫م�ستوى �أداء الموارد الب�شرية ومدى الأداء الذي‬ ‫تقدمه‪ ،‬ومدى امتالكها للدوافع ال�شخ�صية‬ ‫والإن�سانية التي تدفع الموظف �إلى تحقيق ما‬ ‫يريد من قناعته الداخلية‪ ،‬ويمكن تفادي �أي خلل‬ ‫�أو عقبات م�ستقبلية من خالل اختيار الموظف‬ ‫الكفء وو�ضع ال�شخ�ص المنا�سب في المكان‬ ‫المنا�سب‪ ،‬وتدريب الموظفين القدامى وت�أهيل‬ ‫الموظفين الجدد‪ .‬وبعد و�ضع هذه المعايير ت�أتي‬ ‫مرحلة �إ�شباع الرغبات لتحقيق المطالب المرجوة‬ ‫من خالل عامل التحفيز‪ .‬ومهما كان الفرد له‬ ‫قدرات ذاتية عالية ومهارات نادرة لإنجاز الأعمال‪،‬‬ ‫وكانت مح�صلة الر�ضا الوظيفي واالقتناع الداخلي‬ ‫معدومة ف�إن مح�صلة الأداء �ستكون �صفراً‪� .‬إذن‬ ‫فهناك الدافع والذي ينبع من الفرد نف�سه ويزرع‬ ‫فيه الرغبة في العمل وهناك الحافز مقابل ما‬ ‫يقدمه من عمل و�أداء متميز باعتباره عامل ف ّعال‬ ‫ومح ّرك �سريع لبذل جهد �أكبر من العطاء في‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫فالتحفيز هو محرك خارجي ومجموعة ظروف‬ ‫تتوفر لإر�ضاء وتحقيق رغبات الأفراد في العمل‪.‬‬ ‫وي�أتي هنا دور المدير الحازم والذي ينتهج الطرق‬ ‫الإدارية والبعيدة عن انتهاج �أ�سلوب الآمر الناهي‪.‬‬ ‫في�ستطيع الت�أثير على الموظفين من خالل‬ ‫زرع ال�شعور في الموظف ب�أنه جزء ال يتجز�أ من‬ ‫الم�ؤ�س�سة و�أن نجاح وف�شل الم�ؤ�س�سة مرتبط‬ ‫بالأداء الذي يقدمه‪ .‬كذلك يجب عليه تقدير‬ ‫الفرد مهما كان �صغر وقلة من�صبه فهو في النهاية‬ ‫فرد منتج في الم�ؤ�س�سة قادر على �أن يقدم ويبتكر‬ ‫ويخطو خطوة للتقدم �إن توفرت له الظروف‬ ‫الموائمة‪ .‬ولكن لماذا �سيا�سة التحفيز؟ �إن تطبيق‬ ‫نظام التحفيز له نتائج جيدة �أهمها‪( :‬زيادة‬ ‫الإنتاجية‪ ،‬وتخفي�ض الفاقد من الموارد الب�شرية‪،‬‬ ‫وال�شعور بالعدالة‪ ،‬وغر�س معاني الوالء واالنتماء‬ ‫في نفو�س الموظفين‪ ،‬وحثهم على التعاون والعمل‬ ‫كفريق‪ ،‬والم�ساهمة في تقديم �أفكار و�إ�سهامات‬ ‫ت�ساعد في تحقيق �أف�ضل النتائج ب�أقل مجهود)‪،‬‬ ‫و�أهم العوامل تكمن في تلبية رغبات الموظفين‬ ‫من خالل ما ي�سمى باالحترام والتقدير‪.‬‬ ‫ولكن قد يواجه المدير بع�ض العقبات في‬

‫التحفيز وذلك يُعزى �إلى �أ�سباب عدة �أهمها‪:‬‬ ‫(عدم و�ضوح الأهداف في الم�ؤ�س�سة‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫قنوات ات�صال بين المديرين والمر�ؤو�سين‪ ،‬وعدم‬ ‫المتابعة للموظفين‪ ،‬وقلة التدريب والت�صحيح)‪.‬‬ ‫ولتفادي هذه العوائق يجب البحث عن العوامل‬ ‫التي ت�ساعد على �إنجاح التحفيز من خالل توفير‬ ‫الظروف المنا�سبة للموظفين متمثلة في مكان‬ ‫وعمل مريح وتحقيق العدل بينهم‪ ،‬واالجتماع بهم‬ ‫بين فترة و�أخرى لمناق�شة الخطط الم�ستقبلية‬ ‫والعوائق الحالية وف�سح المجال لهم لإبداء ر�أيهم‬ ‫وطرح �أفكارهم وحلولهم المبتكرة‪ ،‬وتحليل مدى‬ ‫�إمكانية تطبيقها‪ .‬بالإ�ضافة �إلى ذلك هناك عوامل‬ ‫لتطبيق نظام الحوافز يجب النظر فيها وهي �أن‬ ‫يكون نظام الحوافز مقبو ًال من الجميع و�أن يكون‬ ‫محققاً للأرباح وخاف�ضاً للتكاليف ولي�س عبئا‬ ‫على الم�ؤ�س�سة‪ ،‬كذلك يجب �أن تكون هناك عالقة‬ ‫وا�ضحة بين الجهد المبذول والإنتاج الذي تحقق‪.‬‬

‫أداء الموظف‬ ‫=‬

‫الطاقة ‪ X‬الرغبة‬

‫وهناك نوعان من التحفيز الإيجابي هما‪:‬‬ ‫(التحفيز المالي والتحفيز المعنوي)‪ ،‬والتحفيز‬ ‫المالي هو �أكثر العوامل ت�أثيراً في الفرد بقبوله‬ ‫للعمل ب�إخال�ص متى كانت تلك المكاف�أة كفيلة‬ ‫ب�إ�شباع متطلباته وتعطيه �شعوراً بالراحة وتقدير‬ ‫الذات‪ .‬وي�أتي التحفيز المالي ب�صور متعددة منها‪:‬‬ ‫(العالوة الدورية التي ُتمنح للموظف نظير‬ ‫�إنتاجيته في تقرير الأداء ال�سنوي‪ ،‬والمكاف�آت‬ ‫عن �ساعات العمل الإ�ضافية‪� ،‬أي�ضاً منح مكاف�آت‬ ‫للموظفين الذين يقدمون اقتراحات مبتكرة في‬ ‫�سبيل تح�سين العمل ورفع الإنتاجية وخف�ض‬ ‫التكاليف‪� .‬أما التحفيز المعنوي في�أتي على‬ ‫�صور مختلفة منها‪ :‬كفالة ا�ستقرار الموظفين‬ ‫في عملهم فهذا يجعلهم يركزون على �أعمالهم‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪omandaily11@hotmail.com:‬‬

‫‪9‬‬ ‫و�إنتاجيتهم ل�شعورهم باالطمئنان والراحة‪.‬‬ ‫كذلك عن طريق تدوير الموظف من خالل منح‬ ‫الموظف فر�صة في وظيفة جديدة ليبدع ويقدّم‬ ‫ويبتكر وفقاً لِما يمتلكه من قدرات ومواهب‬ ‫مميزة‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك تجديد الأعمال المناطة‬ ‫لكل موظف فهذا بحد ذاته يف�سح المجال‬ ‫للموظف �أن يك�سر الروتين اليومي والتي اعتاد‬ ‫عليه منذ �سنوات في�ستطيع من خاللها �أن يُدلي‬ ‫ب�أفكار و مبتكرات جديدة ت�ساهم في تحقيق‬ ‫الهدف الأ�سمى في الم�ؤ�س�سة‪ ،‬ويحاول من تلقاء‬ ‫نف�سه �أن يتع ّرف على عمله ويطور من قدراته‬ ‫الذاتية بقناعة ور�ضى تا َم ْين‪.‬‬ ‫ولو ا�ستندنا �إلى نظرية "�إبراهام ما�سلو" في علم‬ ‫الإدارة؛ والتي اتخذت من الرغبات الإن�سانية‬ ‫�س ّلماً تدرج من الأدنى بما فيه االحتياجات‬ ‫الف�سيولوجية من م�أكل وم�شرب وم�سكن وراحة‪،‬‬ ‫ثم احتياجات الأمن ل�ضمان م�ستوى معي�شي‬ ‫الئق ثم االحتياجات االجتماعية من تكوين‬ ‫العالقات واالنتماء‪ ،‬وي�صعد ال�س ّلم �إلى احتياجات‬ ‫التقدير واالحترام من خالل ال�شعور بالإنجاز‬ ‫والثقة بالنف�س وينتهي للم�ستوى الأعلى من‬ ‫تحقيق الذات واال�ستقاللية‪� .‬إذن تحقيق الرغبات‬ ‫الإن�سانية هي من �أولويات تحقيق النجاح‪ ،‬بتوفر‬ ‫العوامل وال�سبل التي تكفل للموظف الإبداع‬ ‫والإنتاج بما ي�ضمن للم�ؤ�س�سة تحقيق الأرباح‬ ‫وارتفاع الأداء وتحقيق الخطط الم�ستقبلية‪.‬‬ ‫لت�صبح المعادلة الإدارية كالآتي‪�( :‬أداء الموظف‬ ‫= الطاقة ‪ X‬الرغبة)‬ ‫�إن التحفيز الإداري جزء من تخطيط الموارد‬ ‫الب�شرية والتي تهدف �إلى تلبية احتياجات‬ ‫الموظفين بميزات تنا�سب حجم وطبيعة �أن�شطة‬ ‫الم�ؤ�س�سة‪ ،‬وهذا �سي�ساعد الم�ؤ�س�سة على تحقيق‬ ‫�أهدافها على المدى القريب‪ .‬فالتخطيط الجيد‬ ‫ي�ساعد على زيادة فعالية اال�ستفادة من الموارد‬ ‫الب�شرية مما يترتب ذلك انخفا�ض التكلفة المالية‬ ‫وتحقيق التوازن وفقاً الحتياجات الم�ؤ�س�سة‪ .‬وال‬ ‫نن�سى التكنولوجيا فهي في طور تحديث وتغيير‬ ‫م�ستمرين مما يح ّتم على الم�ؤ�س�سة م�سايرة‬ ‫هذا التطور و�إدخال ما هو جديد وفقاً للموارد‬ ‫المتوفرة وبما ي�ساهم في رفع �أداء الموظفين‬ ‫وتحقيق �إنتاجية عالية بكفاءة وجودة متميزين‪.‬‬


‫تاريــخ‬

‫تاريــخ‬

‫دراسة تاريخية‬

‫ماذا نتعلّ م من التاريخ؟‬

‫د‪ .‬محمد بن قاسم ناصر بوحجام‬

‫‪10‬‬

‫الشيخ محمد متولِّ ي شعراوي‪" :‬فما أكثر في اإلسالم من مناسبة‪ ..‬وما أكثر في اإلسالم من وقائع‪..‬‬ ‫يقول ّ‬

‫ولكن أخشى ما أخشاه أن يعيش اإلسالم في المسلمين وقائع تاريخ‪ ..‬وأحداث مناسبات‪ ..‬وإحياء مواسم‪..‬‬ ‫هباء‪ ،‬بعدما ينتهي بوم االستقبال‪.‬‬ ‫كالمية‪ ،‬تذهب‬ ‫إال بحفاوة‬ ‫تمر‪ ..‬وال نحييه ّ‬ ‫فال نذكره ّ‬ ‫ّ‬ ‫إال في الـمناسبة التي ّ‬ ‫ً‬

‫ليتحركوا حركة‬ ‫تؤصل قواعد أصيلة‪ ،‬يجب أن يعيش عليها األحياء في األرض؛‬ ‫واإلسالم إنّ ما جاء مناسبات‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬

‫سخرية من المناسبة"‪.‬‬ ‫وإال كان االحتفال بالمناسبات‬ ‫منسجمة في الوجود‪ّ ..‬‬ ‫ّ‬

‫الهجرية‬ ‫والدروس من‬ ‫نود سرد بعض العبر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من هذا المفهوم العميق‪ ،‬وبهذه النّ ظرة الثّ اقبة إلحياء الـمناسبات‪ّ ..‬‬ ‫بوية‪ ،‬ومسيرة نشر القيم‬ ‫والمحطة‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمية‪،‬‬ ‫الدعوة‬ ‫السيرة النّ ّ‬ ‫المهمة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بوية‪ ،‬الحدث الكبير في تاريخ ّ‬ ‫النّ ّ‬ ‫الدقائق في الهجرة‪،‬‬ ‫الصحيح‪ .‬ال نسرد التّ فصيالت وال نحصي ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫والمبادئ‪ ،‬وتأصيل العمل الحضاري البنائي ّ‬ ‫تقدم لنا قواعد للعمل بوعي ودراية وكفاية‪...‬‬ ‫والدروس المستقاة منها‪ ،‬التي‬ ‫إنّ ما نركّ ز على بعض العبر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لتصحيح أخطائنا في مسيراتنا‪ ،‬ولتتظيم شؤوننا في حياتنا‪.‬‬

‫لقي الم�سلمون �أذى كبي ًرا من قري�ش في م ّكة؛‬ ‫ب�سبب �إ�سالمهم وتم�سّ كهم بدينهم‪ ..‬ع ّذبت وقتلت‪،‬‬ ‫ونفت‪ ..‬ت�ضايق الم�سلمون من ذلك كثي ًرا؛ رغم ما‬ ‫�أبدوه من �صبر جميل على هذا اال�ضطهاد‪� ..‬شكوا �إلى‬ ‫ال ّر�سول عليه ال�سالم ذلك مرارا‪ ،‬فكان يطلب منهم‬ ‫ال�صّ بر‪ ،‬ولهم به �أج ٌر كبير وثواب عظيم‪ ،‬وهو على‬ ‫يقين �أ ّن اهلل �سيجعل بعد ع�سر ي�س ًرا‪ ،‬و�سيحدث بعد‬ ‫ذلك �أم ًرا‪ ..‬جاء الفرج‪ ،‬بالإذن للم�سلمين بالهجرة‬ ‫�إلى يثرب‪ ،‬ف�شرعوا يهاجرون‪ٌّ ،‬‬ ‫كل بما �أمكن له‪� ،‬إ ّال‬ ‫من تع ّذر عليه ذلك؛ لأ�سباب ذكرتها كتب ال�سّ يرة‪.‬‬ ‫ما حدث في الهجرة كثير في تف�صيالته‪ ،‬وكبير في‬ ‫دالالته ومغازيه‪ ،‬نذكر بع�ضها فيما ي�أتي‪:‬‬ ‫أوال ‪ -‬الم�سلم المخل�ص في عبادته هلل عز وجل ال‬ ‫يهمُّه الوطن وال المال وال �أيّ �شيء �آخر‪ ،‬في �سبيل‬ ‫دينه‪ ،‬وعقيدته بخا�صّ ة‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬الإيمان باهلل عز وجل وال ّتو ّكل عليه ال يمنعان‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من اتخاذ الأ�سباب واالحتياطات في كل �أمر يريد‬ ‫الإن�سان القيام به‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ثال ًثا ‪ -‬ج ّند �أبو بكر ال�صِّ ديق �أمواله و�أ�سرته‪ ،‬ومن‬ ‫لهم �صلة به في �سبيل خدمة ر�سول اهلل عليه ال�سالم‬ ‫ال�شاقة ّ‬ ‫‪ ،‬في رحلة الهجرة ّ‬ ‫الطويلة؛ ن�صر ًة للإ�سالم‪،‬‬ ‫والدّعوة الإ�سالميّة‪..‬‬

‫نف�سه فداء لل ّر�سول عليه ال�سالم‪ ،‬يخدمه ويتحمّل‬ ‫ك ّل ما يمنع عنه الأذى والم�ش ّقة‪ ،‬بخا�صّ ة حين كانا‬ ‫في الغار‪ ،‬مُختف َييْن عن �أنظار قري�ش‪ ..‬لذا اختاره‬ ‫ال ّر�سول عليه ال�سالم ليكون �صاحبه ورفيقه في هذه‬ ‫ال ّرحلة ال ّتاريحيّة ّ‬ ‫ال�شا ّقة‪.‬‬ ‫خامسا ‪ -‬البذل والإنفاق في �سبيل اهلل عباد ٌة‪ .‬على‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الم�سلم �أال يت�أخر عنها‪ ،‬وال يتكا�سل عن �إتيانها‪ .‬كما‬ ‫فعل ال ّر�سول عليه ال�سالم‪ ،‬حين �أ�ص ّر على دفع ثمن‬ ‫ال ّراحلة التي تنقله �إلى يثرب؛ رغم رغبة �أبي بكر في‬ ‫دفع ثمنها‪ ،‬وكما فعل �أبو بكر حين دفع بماله ك ِّله‬ ‫في اال�ستعداد للهجرة‪ .‬قالت �أ�سماء بنت �أبي بكر‪ :‬لـمّا‬ ‫خرج والدي مع ال ّر�سول عليه ال�صالة وال�سالم‪� ،‬أخذ‬ ‫ماله ك ّله معه‪ ..‬دخل علينا جدّي �أبو قحافة – وقد‬ ‫ذهب ب�صره – وقال‪ :‬واهلل �إ ّني لأراه (�أي �أبو بكر) قد‬ ‫فجعكم بماله مع نف�سه‪ ،‬قلت‪ :‬ك َّال يا � ِأبت! �إ ّنه ترك‬ ‫لنا خي ًرا كثي ًرا‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬ف�أخذت �أحجارًا‪ ،‬فو�ضعتها في كوّة في البيت‪،‬‬ ‫و�ضعت عليها ثوبًا‪ ،‬ث ّم � ُ‬ ‫ُ‬ ‫أخذت بيده‪ ،‬فقلت يا � ِأبت!‬ ‫ث ّم‬ ‫�ضع يدك على هذا المال‪ ،‬قالت‪ :‬فو�ضع يده عليه‬ ‫وقال‪ :‬ال ب�أ�س‪� ،‬إذا كان ترك لكم هذا فقد �أح�سن‪ .‬وفي‬ ‫هذا بالغ لكم (�أي كفاية) قالت �أ�سماء‪ :‬واهلل ما ترك‬ ‫�سكت ّ‬ ‫لنا �شي ًئا‪ ،‬ولك ّني � ُ‬ ‫أردت �أن �أُ َ‬ ‫ال�شيخ بذلك‪ ..‬هذا‬ ‫هي �أخالق الم�ؤمن القويمة‪ :‬بذل في �سبيل اهلل عز‬ ‫وجل من دون حدود‪ ،‬كما فعل �أبو بكر – ر�ضي اهلل‬ ‫عنه‪ ،‬وكيا�سة وح�سن ت�ص ّرف‪ ،‬وب ٌّر بالوالد من البنت‬ ‫المطيعة �أ�سماء بنت �أبي بكر‪ ،‬فالدّين �أخالق وقيم‬ ‫و�شمائل وف�ضائل‪..‬‬

‫هذا ما يجب �أن يكون عليه الم�سلم الم�ؤمن باهلل‬ ‫ور�سوله‪ ،‬يكون في خدمة ما يرفع كلمة اهلل عالية‪،‬‬ ‫ويحميها من كيد الأعداء‪ .‬يعمل بج ٍّد و�صدقٍ ‪،‬‬ ‫و�إخال�ص‪ ..‬ال يكفي �أن ي�ؤدّي فرائ�ضه المتم ّثلة في‬ ‫سادسا ‪ -‬اال�ستعانة بغير الم�سلمين جائزة‪� ،‬إذا كانت‬ ‫�أركان الإ�سالم فقط‪� ،‬إ ّنما يتعدّى هذا وينتقل �إلى‬ ‫ً‬ ‫خدمة الإ�سالم و�صيانته وحمايته‪ ،‬بمختلف ما يجب فيها م�صلحة للإ�سالم‪ .‬بل تكون �ضروريّة �أحيا ًنا‪،‬‬ ‫حين يتو ّقف عليها ن�صرة الدّين‪ .‬كما فعل �أبو بكر‬ ‫القيام به؛ جهادًا في �سبيل ذلك‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫حين ا�ستعان بعبد اهلل بن �أ َر ْي ِقط – وهو م�شرك‬ ‫رابعا ‪� -‬إ ّن الجنديّ ال�صّ ادق المخل�ص لدعوة الإ�سالم – وا�ست�أجره دلي ًال خبي ًرا ّ‬ ‫بالطرق والم�سالك في‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫يفدي قائده بحياته؛ لأن في �سالمة القائد �سالمة ال�صّ حراء‪ .‬نظر �أبوبكر �إلى الكفاية وحدها‪ ،‬وهي‬ ‫الدّعوة والم�شروع والق�ضيّة والدّولة والأمّة الأ�صل في تنفيذ �أيّ عمل‪ ..‬فلم يمنع كو ُن الدّليل‬ ‫والوطن‪ ...‬كما فعل �أبو بكر ال�صّ دّيق‪ ،‬الذي قدّم م�شر ًكا من اال�ستعانة به في حماية الدّعوة الإ�سالميّة‪.‬‬

‫سابعا ‪ -‬رجل العقيدة ال�صّ ادقة يتح ّرك طوعًا لها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبما تدعو به‪ ،‬بهذا ال�سّ لوك يجد طم�أنينة نف�سيّة‬ ‫وراحة بال‪ ،‬و�سعادة حقيقيّة‪ ..‬وفيما ح�صل في هذه‬ ‫ال ّرحلة الإيمانيّة الخال�صة لوجه اهلل‪ ،‬و�سي ًرا وق�صدًا‬ ‫ّ‬ ‫تطمئن فيه ال ّنف�س لعبادة اهلل‬ ‫�إلى المكان الذي‬ ‫ً‬ ‫عز وجل‪ ،‬وتر ًكا وهجرانا للمكان الذي ي�ضيّق فيه‬ ‫على العبادة‪ ..‬فيما ح�صل فيها درو�س وتوجيهات‬ ‫لالنطالق وال ّتح ّرك في الحياة الدّنيا من منطلق‬ ‫العقيدة‪ ،‬ووَفق ما تدعو �إليه‪ .‬فالم�سلمون �أ�صحاب‬ ‫عقيدة‪ ،‬تحدّد �صلتهم باهلل عز وجل‪ّ ،‬‬ ‫وتو�ضح لهم‬ ‫نظرتهم �إلى الحياة‪ ،‬ور�ؤيتهم للأ�شياء؛ طب ًقا‬ ‫لطبيعتها‪..‬‬ ‫ثام ًنا ‪ -‬محبّة الم�ؤمنين لر�سولهم عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم كانت �شديدة‪ ،‬وقد ظهرت قويّة قبل هجرة‬ ‫ال ّر�سول عليه ال�صالة وال�سالم �إلى يثرب‪ ،‬في بيع َتي‬ ‫العقبة‪ ،‬وبعد و�صوله ومكوثه في المدينة‪ .‬في‬ ‫اال�ستقبال ال ّرائع الذي حظي به‪ ،‬وتزاحم �أهل يثرب‬ ‫وتناف�سهم على ت�ضييفه وخدمته‪ ...‬هذه المحبّة‬ ‫الكبيرة هي التي �ساعدت على ا ّتباعه واالقتداء‬ ‫به‪ ،‬وهي ّ‬ ‫ال�ضامنة لتطبيق ما جاء به من عند اهلل‪،‬‬ ‫والعمل به بر�ضى ويقين وقناعة و�إخال�ص و�صدق‪..‬‬ ‫تاسعا ‪ -‬المعجزات الخارقة والكرامات الكبرى التي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بي عليه ال�صالة وال�سالم في �أثناء هجرته‪،‬‬ ‫ظهرت للن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫تدل �أ ّن ن�ص َر اهلل عز وجل عبادَه العاملين المخل�صين‬ ‫متح ّقق في ال ّنهاية‪� ..‬إ ّن اهلل حمى نبيّه و�صاحبه من‬ ‫مكر الم�شركين و�أعمى �أب�صارهم‪ ،‬وهم على باب الغار‬ ‫بي و�أبو بكر‪ ،‬فلم يتم ّكنا من ر�ؤيتهما‬ ‫الذي دخله ال ّن ّ‬ ‫وهم قريبون منهما‪ .‬ح ّتى �أ ّن �أبا بكر قال لل ّر�سول‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم‪ ،‬حين �سمع وقع حوافر خيول‬ ‫بي‬ ‫الم�شركين‪ :‬لو رفع �أحدهم قدمه لر�آنا‪� ،‬أجابه ال ّن ّ‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم‪ :‬ما ظ ُّنك باثنين اهلل ثالثهما‪.‬‬ ‫فاهلل مع الم�ؤمنين المو ّفين‪ ،‬يهديهم للأقوم من‬ ‫الأعمال‪ ،‬وللأنجى من الأ�سباب‪...‬قال اهلل تبارك‬ ‫وتعالى‪�{ :‬إ َّال تن�صُ رو ُه فق ْد َن�صَ َر ُه ُ‬ ‫اهلل �إِ ْذ �أَ ْخرَجَ ُه‬ ‫ال ّذين ك َفرُوا َثا ِن َي ا ْث َنيْن �إِ ْذ هُما في الغا ِر �إِ ْذ َي ُقو ُل‬ ‫�صاح ِب ِه ال َتحْ َز ْن �إ ّن اهلل معنا َف�أَ ْن َز َل ُ‬ ‫اهلل �سكي َن َت ُه‬ ‫ِل ِ‬

‫علَ ْي ِه و�أَ َّي َد ُه ِبجُ نو ٍد َل ْم َت َر ْوهَا وجَ َع َل ك ِل َم َة َ‬ ‫الذين َك َفرُوا‬ ‫هلل هي ال ُع ْليَا ُ‬ ‫واهلل عزي ٌز حَ كيمٌ} (ال ّتوبة‪)40/‬‬ ‫َو َك ِل َم ُة ا ِ‬

‫‪11‬‬

‫كما �ضربت العنكبوت بن�سيجها على باب الغار‪ ،‬ما جعل‬ ‫الم�شركين يقولون‪ :‬لو دخل �أحد في هذا الغار لـما‬ ‫و ُِجد ن�سي ُج العنكبوت على مدخله‪ .‬و َر َّدهُم � ً‬ ‫أي�ضا على‬ ‫الولوج �إلى داخل الغار ما ر�أوه‪ :‬حمامة على ّ‬ ‫ع�شها‪،‬‬ ‫حا�ضن ًة َ‬ ‫بي�ضها‪ ،‬في المكان نف�سه‪ ..‬ك ّل هذا �أقنع‬ ‫الم�شركين بعدم �إمكانية دخول المطلوبين في هذا‬ ‫الغار‪ ..‬فو ّلوا على �أدبارهم خائبين‪ ،‬ومنهزمين �أمام‬ ‫ال ّتدبير الإلهي المحكم‪ ،‬ال ّنا�صر عبدَه الم�ؤمن‪...‬‬ ‫هذه مكرمة �أَكرم بها اهلل عز وجل نبيبّه عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم‪.‬‬ ‫ولل�شيخ محمد متو ّلي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعراوي تعليق بديع ورائع‬ ‫على ما حدث �أمام الغار‪ ،‬يندرج �ضمن المغازي‬ ‫والأبعاد والعبر والدّرو�س التي تحملها الهجرة‬ ‫ال ّنبويّة‪ ..‬يقول‪ " :‬ف�إذا ك ّنا ُنح ِّد ُث �أ ّن الحمام جاء‬ ‫فبا�ض على الغار‪ ..‬و�إذا ك ّنا نح ِّد ُث ب�أ ّن العنكبوت جاء‬ ‫فن�سج بيته‪..‬و�إذا ك ّنا نح ِّد ُث �أ ّن �شجر ًة قامت بباب‬ ‫الغار‪ ..‬فلماذا ن�ستبعد ذلك على اهلل؟!!‬

‫صورة أرشيفية‬

‫ميدان العمل فاهلل نا�صرهم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ ‬ ‫َو�إِ َذا ال ِعنا َي ُة‪ ،‬الحَ َظ ْت َك عُيونها‬ ‫َنـمْ‪ ،‬فالـمَخا ِو ُف ك ُّل َّ‬ ‫هن �أما ُن‬ ‫ا�ص َط ْد ِبها ال َع ْنقاءَ‪ ،‬فه َي حَ بَائل ‬ ‫َف ْ‬ ‫وَا ْق َت ْد ِبها الجَ وْزاءَ‪َ ،‬فه َي ِعنا ُن‬ ‫والصحيحة؛‬ ‫الحقيقية‬ ‫األخوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ُّ‬ ‫والحق �سبحانه وتعالى يريد �أن يهز�أَ بقري�ش‪،‬‬ ‫‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫يقول لهم‪� :‬إنكم بالق ّو ِة لن ت�ستطيعوا‪..‬وبالحيلة‬ ‫� ً‬ ‫أي�ضا لن ت�ستطيعوا‪..‬ال بالقوّة مجتمعة وال بالحيلة‪..‬‬ ‫ويريد � ً‬ ‫أي�ضا �أن ي�سخر منهم ب�أ ّنه ر ّد جحافلهم‬ ‫ور َّد جبروتهم برمز ال�سّ الم‪ ،‬وهو بي�ض الحمام‪..‬‬ ‫ببيت العنكبوت‪ ،‬وهو �أوهَى البيوت‪..‬‬ ‫ور َّد جحافلهم ِ‬ ‫ٌّ‬ ‫فالحق �سبحانه وتعالى جعل من �أوهي البيوت قوّة‪..‬‬ ‫وجعل من رمز ال�سّ الم �سالمًا على ر�سول اهلل عليه‬ ‫ال�صالة وال�سالم‪ .‬وحين يكون �سالمًا على ر�سول اهلل‬ ‫عليه ال�صالة وال�سالم‪..‬يكون حربًا على �أعدائه عليه‬ ‫ال�صالة وال�سالم‪( "..‬هجرة ال ّر�سول �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم درو�س وعبر‪� ،‬ص‪.)55 ،54 :‬‬

‫عاشرا ‪� -‬إ ّن مكانة الم�سجد في الـمجتمع الإ�سالمي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كبيرة‪ ،‬هو م�صدر التوجيه والإر�شاد والـمحافظة على‬ ‫كيان الأمّة‪ .‬يد ّل فعل ال ّر�سول عليه ال�صالة وال�سالم‬ ‫�أ ّن بناء الم�سجد في بداية و�صوله �إلى يثرب (الـمدينة)‬ ‫هو ال ّركيزة الأولى في بناء الـمجتمع الإ�سالمي على‬ ‫�أ�س�س �صحيحة‪ ،‬وعلى ما ي�ضمن ال ّتنظيم والإ�شراف‬ ‫القويم للحياة داخل هذا الـمجتمع‪.‬‬

‫ن�صرة اهلل عز وجل نبيّه عليه ال�صالة وال�سالم تبدو‬ ‫� ً‬‫أي�ضا ‪ -‬فيما حدث ل�سراقة بن مالك‪ ،‬الذي طمع‬ ‫في ّ‬ ‫الظفر بالجائزة الكبيرة‪ ،‬التي ر�صدتها قري�ش‬ ‫بي عليه ال�صالة وال�سالم و�صاحبه �أبي‬ ‫لمن ي�أتي بال ّن ّ‬ ‫بكر ر�ضي اهلل عنه – حيًّين �أو م ّي ًتين‪�...‬إذ عثرت به‬ ‫فر�سُ ه حين �أ�صبح قريبًا من ال ّرجلين المطلوبين‪،‬‬ ‫و�ساخت قوائم فر�سه عدّة م ّرات‪ ،‬ث ّم �سقط منها‪...‬‬ ‫بي عليه ال�صالة وال�سالم و�صاحبه من‬ ‫ف�أنجى اهلل ال ّن ّ‬ ‫القب�ض عليهما‪...‬ك ّل هذا دليل على عناية اهلل تبارك‬ ‫وتعالى بعباده الم�ؤمنين ال�سّ ارين في طريق الدّعوة‬ ‫ب�إخال�ص و�شجاعة و�إيمان قويّ ويقين را�سخ في ن�صر‬ ‫اهلل لهم‪ .‬فعليهم �أن يجتهدوا وي�صبروا‪ ،‬ويثبتوا في‬

‫حادي عشر‪� -‬أخوّة الدّين �أقوى من �أخوّة ال ّن�سب‪� ،‬إ ّنها‬ ‫الأخوّة الحقيقيّة وال�صّ حيحة؛ لأ ّنها تقوم على جامعة‬ ‫الإ�سالم ووَحد ِة العقيدة‪ .‬هذه الأخوّة ال ُت ُ‬ ‫فر�ض بالقوّة‪،‬‬ ‫وال بالقوانين‪ ،‬وال بالإغراءات الم�صانعة والمداراة‪...‬‬ ‫و�إ ّنما ت�أتي نتيجة تربيّة ال ّنفو�س وتزكيّتها‪ ،‬وتطهيرها‬ ‫من دوافع الأنانيّة ّ‬ ‫وال�ش ّح والأثرة‪ ،‬ونوازع البغ�ض‬ ‫والحقد والح�سد‪ ..‬وتدريبها على الإيثار والبذل‪،‬‬ ‫النبي عليه ال�صالة‬ ‫وفعل الخير وحبّ الغير‪ .‬كما فعل ّ‬ ‫وال�سالم؛ حين �آخى بين الأن�صار والـمهاجرين‪ ،‬على‬ ‫أ�سا�س ت ْنم َِحي به كلمة (�أنا)‪ُ ،‬‬ ‫وتثبت كلمة (نحن)‪.‬‬ ‫� ٍ‬ ‫ويتح ّرك الفر ُد في المجتمع بروح الجماعة‪ ،‬حامالً‬ ‫�شعار ( م�صلحة الجماعة قبل م�صلحة الفرد)‪� .‬أ�سّ �سَ‬

‫تقوم على جامعة اإلسالم‬ ‫ووحدةِ العقيدة‬ ‫َ‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلتها على‪asyah.albualy@trc.gov.om :‬‬

‫ال ّر�سول عليه ال�صالة وال�سالم هذه الأخوّة ليزيل‬ ‫عن طريق الـم�سلمين الحَ ميّة الجاهليّة‪ ،‬والع�صبيّة‬ ‫القبليّة‪ ،‬وال تبقى �سوى روح الإ�سالم ومبادئه قواع َد‬ ‫ت�س ِّي ُر �ش�ؤون الم�ؤمنين‪.‬‬ ‫ثاني ع�شر ‪ -‬الـم�سلمون جميعًا م�س�ؤولون عن بع�ضهم‬ ‫في �ش�ؤون دنياهم و�أخراهم‪ ،‬مطالبون بن�صرة بع�ضهم‬ ‫ً‬ ‫بع�ضا‪ ،‬ما كان با�ستطاعتهم فعل هذا‪..‬مهما تختلف‬ ‫ديارُهم وبلدانهم‪..‬و�إن لم يفعلوا وهم قادرون �أّ ِثمُوا‪.‬‬ ‫فيما حدث في المدينة بعد الهجرة‪ ،‬و�أثناء الحياة‬ ‫المدنيّة ما ّ‬ ‫يو�ضح هذا ويبيّنه‪ ،‬ويقدّم درو�سً ا لكيفيّة‬ ‫تطبيق هذا الـمطلب ّ‬ ‫ال�شرعي‪.‬‬ ‫ثالث عشر ‪� -‬ضرورة مراعاة حقوق الجوار‪ ،‬مهما يكن‬ ‫دين هذا الجار‪ ،‬وهذا ال�سّ اكن مع الـم�سلمين‪ ..‬ما لم‬ ‫يتع َّد حدوده‪ ،‬ول ْم َي ْع َت ِد على غيره‪ ..‬كما يجب ال ّتعاون‬ ‫معه‪ ،‬فيما يعود على الجميع بالخير والـمنفعة‪ .‬بنود‬ ‫(د�ستور الـمدينة) التي �أبرمها ال ّر�سول عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم‪ ،‬مع يهود الـمدينة بخا�صّ ة‪ .‬التي حدّد فيها‬ ‫عالقة الـم�سلمين بغيرهم‪..‬بعد �أن �أبرم معهم عقد‬ ‫موادعة ومعاي�شة‪..‬بيان لهذا‪ ..‬هذه الوثيقة تبيّن‬ ‫حر�ص الإ�سالم على ال ّتعاون الخال�ص مع من يجاور‬ ‫الم�سلمين‪ ،‬ومن ي�ساعدهم على �إقامة ج�سور الو ِّد‬ ‫وح�سن الع�شرة‪ ..‬هذه لبنة مهمّة في بناء المجتمع‬ ‫بناء �صحيحً ا‪ ،‬تعين على ال�سّ ير في الحياة قدمًا في‬ ‫�سبيل ال ّتطوّر وال ّتقدّم‪..‬‬ ‫وهذه بع�ض العبر والدّرو�س الم�ستفادة والم�ستلهمة‬ ‫من الهجرة ال ّنبويّة‪ ..‬نرجو �أن تكون وا�ضحة‬ ‫في الأذهان‪ ،‬ع�ساها ت�سهم في بناء الأركان‪،‬‬ ‫والمحافظة على الكيان‪ .‬والخروج من ال ّتيه ومن‬ ‫و�ساو�س ّ‬ ‫ال�شيطان‪ ...‬واهلل �صاحب الهداية والف�ضل‬ ‫والإح�سان‪..‬‬


‫تحقيق مصور‬

‫تحقيق مصور‬

‫‪12‬‬

‫تقدم األمم يقاس باإلنجازات ال بالسنوات‬ ‫على امتداد األرض الطيبة من أقصاها إلى أقصاها حدث تطور معرفي ونقلة‬ ‫نوعية في الحياة العمانية صنعتها أفكار كبرى وأسس لها وألقى بذرتها السلطان‬ ‫صانعا رؤية جديدة‬ ‫قابوس المفدى ‪ -‬حفظه الله ورعاه ‪ -‬فتحول وجه الحياة كامال‬ ‫ً‬ ‫وحضارة حديثة ينعم بها الصغار والكبار‪ .‬إن تقدم األمم ال يقاس بالسنين وإنما يقاس‬ ‫المصور نحاول تقريب الصورة باحترافية إلى األذهان‬ ‫باإلنجازات‪ ..‬في هذا التحقيق‬ ‫ّ‬ ‫ليستطيع القارئ مالحظة الفروق الكبرى بين األمس واليوم واختزال المشهد في‬ ‫لقطات قصيرة وبسيطة وتمثيلية ليدرك الجميع الفرق بين لحظة االنطالق والمرحلة‬ ‫المتقدمة من السباق‪ ..‬سباق التقدم والتطور واالزدهار الذي وصلت إليه السلطنة‬ ‫بعد ‪ ٤٥‬عاما من النهضة المجيدة ومازالت تواصل صعودها بسواعد أبنائها‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫حمد بن عبد الرحمن الرئيسي‬

‫للتواصل وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪alraisi@outlook.com :‬‬


‫ملف العدد‬

‫ملف العدد‬

‫‪14‬‬

‫استطالع صحفي‬

‫عاما من النهضة وتواصل صعودها نحو المستقبل‬ ‫عمان تحتفل بـ ‪ً 45‬‬

‫قامت به‪ :‬زبيدة بنت علي البلوشية‬

‫وأرضا طيبة بالعيد الوطني الـ ‪ 45‬المجيد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وشعبا‬ ‫في هذا العدد من (رواق) نحتفي ونحتفل مع الشعب العماني قيادةً‬ ‫ً‬ ‫ونستطلع رؤى وأمنيات العديد من الشخصيات اإلعالمية واالختصاصية والشخصيات المعنية بالعمل العام داخل وخارج‬ ‫سلطنة عمان لنعيش معهم أمنياتهم وأحالمهم ورؤاهم لنهضة عمان ومستقبلها‪ ،‬وطرحنا عليهم السؤال التالي‪:‬‬ ‫ماهي أمنياتك وتوقعاتك لمستقبل عمان بعد ‪ 45‬عام من عمر النهضة المباركة؟‬

‫‪15‬‬ ‫موسى الفرعي‬ ‫العماني مرتبطا بطين هذه‬ ‫يظل اإلنسان ُ‬ ‫األرض‪ ،‬وبحرها‪ ،‬ونخلها‪َ ،‬ويظل مرآة تعكس وعيه‬

‫ريم اللواتي‬ ‫عمان القصيدة‪ ،‬قابوس َعروضها‬ ‫وفي األبيات وفاء شعبها قصة‬ ‫تُ روى‪ ،‬ال تنتهي‬

‫خالد البلوشي‬ ‫ُعمان تخطو خطوات ثابتة متماسكة‬ ‫في االتجاه الصحيح‪ ،‬بفضل فكر‬ ‫وحكمة قائدها‬

‫خالد الراشدي‬ ‫عمان في عامها ‪ 45‬أصبحت لؤلؤة‬ ‫الشرق‪ ،‬يرتبط أبناؤها بأرضهم‬ ‫لتحقيق مكاسب يزهر بها الوطن‬

‫في البداية التقينا الإعالمي القدير مو�سى الفرعي‬ ‫فقال‪� :‬أرجو من اهلل �أن يديم والدنا وقائدنا �ضو ًء ي�سري‬ ‫في عروقنا‪ ،‬ويديم ُعمان فنار هدى‪ ،‬ودرو�سا عامة في‬ ‫المحبة وال�سالم‪ ،‬ويظل الإن�سان العُماني مرتبطا‬ ‫بطين هذه الأر�ض‪ ،‬وبحرها‪ ،‬ونخلها‪ ،‬وَيظل مر�آة تعك�س‬ ‫وعيه‪ ،‬و�إيمانه ببعده الح�ضاري‪ ،‬والتاريخي‪ ،‬وارتباط‬ ‫الإن�سان بالإن�سان هنا‪ ،‬وفي كل الدنيا‪.‬‬ ‫بينما قال الدكتور محمد الحب�سي �أ�ستاذ الم�سرح‬ ‫بجامعة ال�سلطان قابو�س‪� :‬أرجو �أن تكون �سلطنة عمان‬ ‫�أكثر �أماناً وا�ستقراراً وكما خطط لها حكيمها جاللة‬ ‫ال�سلطان‪ ،‬و�أن نكون مخل�صين في ترجمه الفكر‬ ‫ال�سامي لجاللته‪ ،‬من �أجل تحقيق و�أهداف التنمية‪.‬‬ ‫وفي لقاء مع الفا�ضل خالد الرا�شدي مدير الإعالم‬ ‫بالهيئة العامة لحماية الم�ستهلك ف�أكد عمان في عامها‬ ‫‪ 45‬المجيد �أ�صبحت ل�ؤل�ؤة ال�شرق‪ ،‬يرتبط �أبنا�ؤها‬ ‫ب�أر�ضهم دوما لتحقيق مكا�سب يزهر بها الوطن‪ ،‬وهذا‬ ‫ما �أكد قول جاللة ال�سلطان‪�(:‬إننا ن�ؤمن ب�أن الم�ستقبل‬ ‫�أمام الأجيال‪ ،‬يكمن في االرتباط القوي بهذه الأر�ض‬ ‫الطيبة‪ ،‬واالعتزاز بتقاليد الآباء والأجداد في تقدي�س‬ ‫العمل)‪ ،‬وهناك مقولة (الوطن هو المدر�سة التي‬ ‫علمتـنا فن التـنف�س)‪ ،‬فالوطن في حاالت كثيرة لي�س‬ ‫حيزاً جغرافياً فقط‪ ،‬فهو �أي�ضاً الب�شر في زمن معين‪،‬‬ ‫لتك�شف العالقة الجدلية بين عنا�صر متعددة‪ ،‬مت�شابكة‬ ‫ومتفاعلة‪ ،‬وهي في حركة دائمة وتغير م�ستمر‪ ،‬وكيفية‬ ‫النظر �إليها من �أي زاوية‪ ،‬وفي �أي وقت‪ ،‬وب�أية عواطف‪،‬‬ ‫و�أن تبحث عمن تحب‪ ،‬وكيف �إذا كان ذلك هو الوطن‬ ‫بعراقته و�سماحة فكر قائده الم�ستنيرة ل�شراكة ال�سالم‬ ‫بين ال�شعوب؟‬

‫وفي �أمنية �أخرى تحدث �إلينا من دولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة الفا�ضل خالد البلو�شي م�ست�شار‬ ‫عالقات دولية‪ ،‬وتطوير �أعمال تجارية فقال‪� :‬سلطنة‬ ‫عمان تنعم بمقومات كثيرة‪� ،‬سياحية‪ ،‬طبيعية‪ ،‬وطاقات‬ ‫�شبابية واعدة‪ ،‬وموقع جيوغرافي متميز‪ ،‬ولكن ينق�صها‬ ‫اال�ستغالل الأمثل‪ ،‬والذي يواكب التطور االقت�صادي‬ ‫ال�سريع‪ .‬ولكن ما يطمئن �أن �سلطنة عمان بعد كل هذه‬ ‫النه�ضة‪ ،‬تخطو خطوات ثابتة‪ ،‬ومتما�سكة‪ ،‬وفي االتجاه‬ ‫ال�صحيح‪ ،‬وذلك بف�ضل فكر وحكمة قائدها‪ ،‬وبروح‬ ‫�شبابها‪ ،‬الذي يفكر‪ ،‬ويطور‪ ،‬ويبني‪ ،‬والذين اليوم هم‬ ‫عماد كل دوله اقت�صاديا‪ ،‬وعمليا‪ ،‬وعلمياً‪ ،‬و�أتوقع لعمان‬ ‫م�ستقبل باهر‪ ،‬وخطوات �إيجابية نحو العالمية‪.‬‬ ‫وفي ات�صال هاتفي مع د‪ .‬محمد �سعيد الفطي�سي‬ ‫رئي�س تحرير مجلة ال�سيا�سي بالمملكة الأردنية ف�أكد‬ ‫ب�أنه يتوقع بعد ‪ 45‬عام �أن يظل الأمن واال�ستقرار‬ ‫ال�سيا�سي لهذا البلد بناءاً على معطيات ترتكز في‬ ‫الفكر الم�سالم والحيادي لموالنا �صاحب الجاللة‪،‬‬ ‫والذي ا�ستطاع �أن ي�ضع مبادئ وقيم وطنية ثابتة خالل‬ ‫‪ 45‬عام م�ضت‪ ،‬ونجح بف�ضل اهلل تعالى في تحقيق‬ ‫اال�ستقرار ل�سلطنة عمان في و�سط بيئة عالمية مليئة‬ ‫بالفو�ضى وال�صراعات‪ ،‬و�أن يظل الهدوء االقت�صادي‬ ‫والذي نجحت من خالله ال�سلطنة في ظل توجهات‬ ‫االقت�صادية والمرئيات الحكومية‪ ،‬التي ر�سم مالمحها‬ ‫جاللة ال�سلطان من عبور العديد من االزمات‬ ‫االقت�صادية التي ا�صابت العديد من دول العالم‪ ،‬مما‬ ‫يدفعنا للقول مع الت�أكيد على �ضرورة الحر�ص على‬ ‫التخطيط الم�ستقبلي الم�سبق الحتواء هذا النوع من‬ ‫االزمات‪ ،‬وبالت�أكيد �أن عمان خالل ال�سنوات المقبلة‬

‫م�ؤهلة الى ان تتمكن من عبور �أزمات �أخرى قد تواجه‬ ‫م�سيرة التنمية‪ .‬و�أتمنى بعد ‪ 45‬عاما من عمر النه�ضة‬ ‫�أن يطيل اهلل في عمر جاللته‪ ،‬فهو الروح التي ت�ستمد‬ ‫منها عمان وابناءها الحياة‪ ،‬وهو ال�شخ�ص الذي حافظ‬ ‫على بقاء هذا البلد �شامخا و�سط ال�ضجيج وال�صراعات‬ ‫التي حولت الأوطان لم�سارح للحروب‪ ،‬و�شتت الإن�سان‪،‬‬ ‫ودمرت العمران‪ ،‬فعبر جاللته ب�سفينة هذا الوطن �إلى‬ ‫بر الأمان وال�سالم‪.‬‬ ‫وبعي ًدا عن لغة النثر والكتابة ال�صحفية توا�صلنا مع‬ ‫ال�شاعرة العمانية ريم اللواتي والتي تعمل بدائرة‬ ‫الموارد الب�شرية في نفط عمان فترجمت �أمنياتها �إلى‬ ‫ق�صيدة قالت فيها‪:‬‬ ‫عمان ‪ ،‬بي�ضاء الخارطة‬ ‫�أر�ض الوالدتين‬ ‫ا�سرا�ؤها يوليو ‪ ,‬معراجها نوفمبر‬ ‫و قابو�س نب�ضها‬ ‫�أن�شودة ما اكتملت �إال به‬ ‫عمان الق�صيدة‬ ‫قابو�س َعرو�ضها‬ ‫و في الأبيات وفاء �شعبها‬ ‫ق�صة ُتروى‪ ،‬ال تنتهي‬ ‫هذي عمان المجد ‪ ،‬عمان ال�شعب الكريم‬ ‫عمان الوالد ال�سخي‬ ‫‪ 45‬عاما تحفر بال�سواعد ا�سما �ساطعا ‪ ،‬ال يتباهى بل‬ ‫يُباهى به‬ ‫عمان التي دعا لها النبي‬ ‫يارب �س ّلمها و قابو�س من �أي معت ٍد‬ ‫كل عام و عمان �شامخة بقابو�سها و �شعبها‬

‫د‪ .‬محمد الحبسي‬ ‫مخلصون في ترجمه الفكر السامي‬ ‫لجاللته لتحقيق وأهداف التنمية‬

‫محمد الهنائي‬ ‫السنوات القادمة ستكون سنوات‬ ‫طفرة اقتصادية‪ ،‬وتطورا للبالد‬

‫ياربنا �إنا نرفع �أكفنا‬ ‫بالدعاء ‪ ،‬بكل �أ�صداء القلوب و اختالجاتها‬ ‫احفظ لنا والدنا‪� ،‬أعواما مديدة من ال�صحة‬ ‫من الفرحة‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد �آخر قال المفكر والإعالمي الجزائري‬ ‫يحيى �أبو زكريا من الناحية اال�ستراتيجية ال بد من‬ ‫التوقف عند كل محطة زمنية‪ ،‬لتقييم م�سارات النه�ضة‪،‬‬ ‫ودرا�سة العراقيل التي اعتر�ضتها‪ ،‬وهكذا نوا�صل‬ ‫ال�سير �إلى الأمام‪ .‬والواقع الذي يقر به كل المثقفين‪،‬‬ ‫والدار�سين العرب �أن �سلطنة عمان رزقت بقائد حكيم‪،‬‬ ‫يتمتع بعقل ا�ستراتيجي كان ال�سبب في ر�سم منحنيات‬ ‫النه�ضة‪ ،‬وقديما قال علماء الح�ضارة‪� " :‬أعطونا قائدا‬ ‫عظيما نعطيكم دولة‪ ،‬و�أمة عظيمة"‪ ،‬تجربته الغنية‬ ‫وثقافته‪ ،‬وحكمته‪ ،‬و�إيمانه بمبد�أين �أ�سا�سيين‪ :‬ثقافة‬ ‫الوطن‪ ،‬والكل تحت �سقف الوطن‪ ،‬وثقافة اال�ستثمار‬ ‫في الإن�سان العماني‪ ،‬هما ركيزتا الم�شروع النه�ضوي‬ ‫العماني‪ ،‬كما و�ضع جاللة ال�سلطان قابو�س بن �سعيد‪،‬‬

‫والأجداد‪ ،‬و يعي �أن ما و�صلوا �إليه كانت نتيجة كفاح‬ ‫متوا�صل من �أجل �سلطنة عمان‪ ،‬وت�ضحيات ج�سيمة‪،‬‬ ‫وعلى الجيل الجديد �أن يكون �إمتدادا لجيل البناة من‬ ‫الرعيل الأول‪ ،‬لتتكامل م�سيرة الما�ضي مع الراهن‬ ‫والم�ستقبل‪ ،‬و�أنا كلي يقين �أن �سلطنة عمان بنموذجها‬ ‫الح�ضاري‪ ،‬وحكمة قائدها وت�سامحها‪ ،‬وعملها على‬ ‫تكري�س المحبة‪ ،‬والحوار‪ ،‬والتالقي في العالم العربي‬ ‫والعالم قد حجزت مكان عمالق في الم�ستقبل‪ ،‬و�سوف‬ ‫تكون من الدول التي �سي�شار �إليها بالبنان و الفكر �أي�ضا‬ ‫‪..‬‬ ‫بينما �أكد نايل فالح الجوابرة الخبير االقت�صادي‬ ‫والمالي بدولة الإمارات العربية المتحدة‪ :‬من وجهة‬ ‫نظر خبير اقت�صادي ومالي‪ ،‬ف�أنا دائما �أقول �إن �سلطنة‬ ‫عمان ما�ضية في طريق التقدم والرقي‪ ،‬وفي الم�ستقبل‬ ‫هي التي �سوف تنمو �أكثر من الدول الأخرى‪ ،‬ب�سبب‬ ‫وفرة الأيدي العاملة الوطنية الجيدة‪ ،‬والنفط له ت�أثير‬ ‫كبير على ال�سلطنة‪ ،‬فمن المفتر�ض ان يكون في الوقت‬

‫م�ؤ�س�سها‪ ،‬وباني نه�ضتها‪ ،‬و�أن تكون دائما فنار �أمن‬ ‫و�سالم لكل الدول‪ .‬وفي مقابلة مع محمد الهنائي‬ ‫ويعمل مهند�س وم�ست�شار �صحة و�سالمة مهنية في‬ ‫النفط والغاز قال‪� :‬إن ما و�صلت �إليه ال�سلطنة من‬ ‫تطور ملحوظ بقيادة الحكيم �سلطان القلوب ال يخفى‬ ‫على �أحد‪ ،‬وكلي تفا�ؤل �أن ال�سنوات القادمة �ستكون‬ ‫�سنوات طفرة اقت�صادية‪ ،‬وتطورا للبالد �إذا ما تم تفعيل‬ ‫الإجراءات التالية‪ :‬بداية قبل �أي �شيء محاربة الف�ساد‬ ‫كما دعا لها موالنا ال�سلطان قابو�س‪ ،‬وذلك بق�ضاء‬ ‫وقوانيين وا�ضحة‪ ،‬و�شفافة‪ ،‬وجهاز رقابة فعّال يحا�سب‬ ‫المق�صر بال محاباة‪� ،‬أو مح�سوبية‪ ،‬وال ي�ستثني �أحدا من‬ ‫المحا�سبة ‪...‬كما �أتمنى تقوية مجال�س �إدارات ال�شركات‬ ‫الحكومية‪ ،‬ودعمها بالكفاءات‪ ،‬ومنع �أي م�س�ؤول حكومي‬ ‫من �شغل هذه المجال�س‪ ،‬كما يجب تقوية الهيئة العامة‬ ‫لحماية الم�ستهلك‪ ،‬و�إقرار قانونها‪ .‬وكلنا نعلم �أن‬ ‫المرحلة القادمة مرحله اقت�صادية بحته‪ ،‬وتوجد‬ ‫لدينا الكثير من العراقيل التي تعيق الم�ستثمرين في‬

‫نايل فالح الجوابرة‬ ‫ُعمان ماضية في طريق التقدم‬ ‫وسوف تنمو أكثر بسبب وفرة‬ ‫االيدي العاملة الوطنية‬

‫د‪ .‬محمد الفطيسي‬ ‫أتوقع بعد ‪ 45‬عام أن يظل األمن‬ ‫بناء على معطيات ترتكز‬ ‫واالستقرار ً‬ ‫في فكر موالنا صاحب الجاللة‬

‫يحيى أبو زكريا‬ ‫ثقافة الوطن واالستثمار في‬ ‫اإلنسان ركيزتا المشروع النهضوي‬ ‫العماني‬

‫و�سلطنة عمان على موعد مع الم�ستقبل‪ .‬ونموذجها‬ ‫ي�صلح تكري�سه عربيا‪ ،‬ودوليا‪ ،‬وخ�صو�صا في زمن‬ ‫�إق�صاء التفكير والعمل بالتكفير ‪...‬و�أتمنى لعمان بعد‬ ‫‪ 45‬عاماً من النه�ضة‪� ،‬أن تحقق كل �أهدافها النه�ضوية‬ ‫والتنموية‪ ،‬و�أن يحافظ الجيل الجديد على عهد الأباء‬

‫الما�ضي �سعر برميل النفط الواحد فوق ‪ 115‬دوالر‪،‬‬ ‫لتعامل ميزانياتها‪ ،‬ولكن نموها التدريجي يجعل عمان‬ ‫الرابح الأكبر في الم�ستقبل‪ ،‬ومن المالحظ �أي�ضا‬ ‫من �سلطنة عمان تتجه الى تنوع اقت�صادها وخا�صة‬ ‫في المجال ال�سياحي ف�أتمنى ان يديم اهلل في عمر‬

‫البلد كان الم�ستثمر محلي �أم خارجي وقد حان موعد‬ ‫تحرير التجارة‪ ،‬ومنع االحتكار‪� ..‬أتمنى �أن يكون هناك‬ ‫مزيدا من االهتمام بالتعليم‪ ،‬وبالعقول ال�شبابية‪ ،‬ودعم‬ ‫االبتكارات‪ ،‬واالختراعات‪ ،‬ودعمها �إلى النهاية لكي تكون‬ ‫منتجا في الأ�سواق‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلتها على‪zubaida_alii@hotmail.com :‬‬


‫مقال‬

‫مقال‬

‫‪16‬‬ ‫الس َم َاواتِ َو ْ َ‬ ‫ال ْر ِض َواخْ تِ َلفِ‬ ‫ِإ َّن ِفي خَ لْ ِق َّ‬ ‫اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِار َوالْ ُفلْ كِ الَّ تِ ي تَ ْج ِري ِفي الْ َب ْح ِر ِب َما‬ ‫الس َماءِ ِمن َّماءٍ‬ ‫َي َ‬ ‫اس َو َما َأنزَ َل اللَّ ُه ِم َن َّ‬ ‫نف ُع النَّ َ‬ ‫َ‬ ‫يها ِمن كُ ِّل َد َّابةٍ‬ ‫َف َأ ْح َيا ِبهِ ْال ْر َض َب ْع َد َم ْوتِ َها َو َب َّ‬ ‫ث ِف َ‬ ‫الس َماءِ‬ ‫اب الْ ُم َسخَّ ِر َب ْي َن َّ‬ ‫الس َح ِ‬ ‫اح َو َّ‬ ‫َوتَ ْص ِريفِ ِّ‬ ‫الر َي ِ‬ ‫َو ْ َ‬ ‫ون (البقرة ‪.)164‬‬ ‫ال ْر ِض َل َياتٍ لِّ َق ْو ٍم َي ْع ِقلُ َ‬

‫الرغبة في الحقيقة‬

‫من الريا�ضيات �إلى العلوم‪ ،‬قدم العلماء الم�سلمون‬ ‫م�ساهمات هائلة كان لها دور في ت�شكيل عالمنا المعا�صر‬ ‫اليوم‪ ،‬ومن خالل ا�ستلهامهم للقر�آن الكريم كون ه�ؤالء‬ ‫العلماء مالحظات دقيقة حول العالم الطبيعي‪� ،‬سعيا‬ ‫ال�ستك�شاف المعنى الكامن وراء اختالف الليل والنهار‪،‬‬ ‫ف�أ�سهموا بح�سابات دقيقة في عالم الفلك‪.‬‬ ‫ال تزال هذه الم�ساعي المنهجية لفهم الخلق والكون‬ ‫بمكوناته تعي�ش حتى اليوم في حياة باحثين كبار مثل‬ ‫د‪� .‬أحمد ال�شنفري‪ ،‬مدير دائرة الأبحاث الزراعية‬ ‫والحيوانية بظفار‪ ،‬والذي اكت�شف موروثات رئي�سة قد‬ ‫ت�سارع من عملية ن�ضج ثمرة �شجرة النخيل‪ ،‬وكذلك‬ ‫ريان الكلباني‪ ،‬الرئي�س التنفيذي وم�ؤ�س�س �شركة مزون‬ ‫للخدمات البيئية والتكنولوجية‪ ،‬التي توفر تقنية‬ ‫حيوية بيئية وتحليال كيميائيا‪/‬بيولوجيا وكذلك‬ ‫خدمات تحليلية كيمائية‪/‬بيولوجية عالية الجودة‪.‬‬ ‫غير �أن هذا الكالم ال ينطبق على �إدارة الأفراد في محل العمل‪.‬‬ ‫بح�سب بحث �أخير لديلويت حول قدرات ر�أ�س المال‬ ‫الب�شري (‪ ،)2015‬ثبت �أن فجوة القدرات لمنطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط بين ما هو "مهم" وما هو "جاهز" هي الأقل‬ ‫بين مناطق العالم عند "‪ ،"45-‬مما يدل على �أن الر�ؤ�ساء‬ ‫التنفيذيين وكبار التنفيذيين من�شغلين كثيرا جدا بق�ضايا‬ ‫الموارد الب�شرية مثل الثقافة ‪ ،‬و�إدارة العاملين ‪ ،‬و�إدارة المواهب‬ ‫‪ ،‬وت�سكين الموظفين ‪ ،‬في الوقت الذي تعاني ال�شركات عجزا‬ ‫كبيرا في مهارات الموارد الب�شرية التي تلبي هذه التوقعات‪.‬‬ ‫�إذا لم تعالج هذه الق�ضايا ‪� ،‬ستجد ال�شركات انه من‬ ‫ال�صعب جدا جذب وا�ستبقاء المواهب ال�صحيحة ‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي ي�ضعف من تناف�سيتها في بيئة عالمية �سريعة‬ ‫التغير ؛ كما �أن برامج تطوير النا�س هي �أول ما ي�سري‬ ‫عليها خف�ض الميزانية لأنها لم تثبت �أن لها عائدا من‬ ‫اال�ستثمار‪ .‬فكيف يمكن التعامل مع هذه الم�س�ألة؟‬ ‫إدراك الحقيقة من التقاليع الجديدة‬

‫"بدال من االهتمام بما هو جديد ‪ ،‬علينا �أن نهتم بما هي‬ ‫حقيقي‪( ".‬قانون فيفر)‪ .‬غالبا ما ت�ستعر�ض م�ؤتمرات‬

‫مريم بنت موسى الزدجالية‬

‫يوسف الحسني‬

‫حقائق ثابتة في اإلدارة‬

‫ما بين الذكاء واالتيكيت‬

‫الأعمال "الجديد" و"المتطور" و"�أف�ضل الممار�سات"‬ ‫و"المعايير" لجذب الح�ضور‪ .‬بيد �أن معظمنا بعد‬ ‫الت�شجع بالم�شاركة في الم�ؤتمر نعود �إلى محل �أعمالنا‬ ‫فقط لنجد الم�شاكل القديمة نف�سها قائمة ‪ ،‬و�سرعان ما‬ ‫نعود �أدراجنا لنمط "العمل المعتاد"‪.‬‬ ‫ل�ست �أقول �إن هذه الم�ؤتمرات بال قيمة ‪ ،‬ولكن الحقيقة‬ ‫هي �أن �أماكن العمل معقدة ‪ ،‬وما ي�صلح ل�شركة ما ال ي�صلح‬ ‫ل�شركة �أخرى ‪ ،‬بل �إن الم�ؤ�س�سات ربما تواجه �أي�ضا ميال‬ ‫لتطبيق "الحل بحثا عن م�شكلة" ‪ ،‬ما يعني �أن المقاربات‬ ‫الجديدة تطبق بدون فهم وا�ضح لماهية الم�شكلة بال�ضبط‬ ‫‪ ،‬ومن ثم يحدث غياب الحافز لإحداث التغيير‪.‬‬ ‫يجب أن تدفع ثمن أن تكون محقا – تجنب الحلول السريعة‬

‫يدفع التناف�س العالمي المديرين للأداء ب�شكل �أف�ضل مع مرور‬ ‫الأيام ‪ ،‬وخطر دخول �شركة جديدة �إلى ال�سوق و�إرباك الأعمال‬ ‫يعني �أن ال�شركات اليوم بحاجة ل�سرعة انتهاز فر�ص ال�سوق ‪،‬‬ ‫في الوقت الذي تزايد فيه تثمين ال�سرعة على الدقة ‪ ،‬والحلول‬ ‫ال�سريعة على اتخاذ القرار ال�صارم ‪.‬‬ ‫ي�ضاف �إلى عوامل "الدفع" عوامل "ال�سحب"‪ ،‬وي�ستطيع‬ ‫المديرون الو�صول ب�صورة �أكبر و�أ�سهل لتقاليع الإدارة ‪،‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى العرو�ض الجذابة يقتنع المديرون ب�أن هذه‬ ‫التقاليع �ست�ضع كل �شيء في ن�صابه ‪ ،‬وتثمر الكثير ‪ ،‬وتو�صله‬ ‫ب�سرعة‪ .‬بيد �أن ال�س�ؤال هو‪� :‬أين تكمن ال�صعوبة؟‬ ‫تقاليع الإدارة ‪ ،‬مثل الكثير من البرامج في ال�سوق التي ت�ساعدك‬ ‫على ك�سب دخل من �ستة �أرقام من الت�سويق االلكتروني �أو تحقيق‬ ‫�أهدافك بخ�سارة الوزن في �سبعة �أيام ال تنجح عادة ‪ ،‬وقد تحتوى‬ ‫على حيلة ت�سويقية �أكثر من كونها ذات محتوى حقيقي‪.‬‬ ‫كان روبرت نارديلي ‪ ،‬الرئي�س التنفيذي ل�شركة هوم ديبوت‬ ‫المخلوع ي�ؤمن بنظرية �سيجما ‪ ، 6‬حيث ا�ستخدمها لتحديث‬ ‫عمليات االن�صراف والتحديد اال�ستراتيجي لمعار�ض المكان�س‬ ‫الكهربائية ‪ ،‬غير �أن كثيرين ا�ستفزتهم حاجة البرنامج‬ ‫الم�ستمرة لقيا�س البيانات والعمل الورقي ‪ ،‬الأمر الذي �أف�ضى‬ ‫�إلى قلة الوقت المخ�ص�ص الزبائن‪ .‬ورغم تزايد الأرباح خالل‬ ‫مدة عمله �إال �أن معنويات العمال وميول الزبائن تراجعت‬ ‫‪ ،‬حيث هوت من المركز الأول بم�ؤ�شر ر�ضا الم�ستهلكين‬ ‫الأميركي �إلى المركز الأخير عام ‪( 2005‬بيزن�س ويك ‪.)2007‬‬ ‫العودة لجذورنا في البحث عن الحقيقة‬

‫َالَر ِْ�ض و َْاخ ِت َل ِف ال َّل ْي ِل وَال َّن َها ِر‬ ‫﴿ �إِ َّن ِفي َخ ْل ِق ال�سَّ مَاو َِات و ْ أ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ آلَي ٍَات ِ ألُو ِلي ْ أالَ ْلب َِاب * ا َّل ِذي َن َي ْذ ُكرُو َن الل ِقيَاماً و َُقعُوداً َو َعلَى‬ ‫َالَر ِْ�ض َر َّب َنا َما َخلَ ْق َت‬ ‫جُ ُنو ِب ِه ْم َو َي َت َف َّكرُو َن ِفي َخ ْل ِق ال�سَّ مَاو َِات و ْ أ‬ ‫َه َذا ب َِاط ًال �سُ بْحَ ا َن َك َف ِق َنا َع َذا َب ال َّنا ِر ﴾ (�آل عمران ‪.)190‬‬ ‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪:‬‬

‫لإدخال تح�سينات حقيقية على قدراتنا الإدارية البد لنا‬ ‫من �إلقاء نظرة قوية على �أنف�سنا وممار�ساتنا الإدارية ‪،‬‬ ‫فقد يكون من ال�صعب التخل�ص من الروتين اليومي ‪،‬‬ ‫ولكنه �أمر �ضروري للغاية حتى ال نطيل �أمد منهج �إدارة‬ ‫�ضرره �أكبر من نفعه‪.‬‬ ‫نصائح لتصحيح األوضاع في مكان العمل‪:‬‬

‫‪ )1‬ا�ستخدم البيانات الداخلية ب�شكل منظم لتح�سين فهم‬ ‫طبيعة الم�شكلة‪:‬‬ ‫�أ‪.‬اجمع بيانات �سليمة ب�شكل موثوق‬ ‫ب‪ .‬حلل وف�سر البيانات‬ ‫ج‪ .‬اجعل البيانات متاحة للمديرين ل�صنع القرار‬ ‫‪ )2‬ا�ستخدم نظم معلومات الإدارة‪:‬‬ ‫�أ‪� .‬ضع عدادات ولوحات عداد لمراقبة الأداء‬ ‫ب‪ .‬ت�أكد من تخزين وتقا�سم البيانات المالئمة‬ ‫ج‪� .‬سهل الو�صول للبيانات الأ�سا�سية‬ ‫‪ )3‬ا�ستخدم الدليل من البحث الأكاديمي المالئم‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬ا�ستخدم م�صادر متعددة للبيانات للم�ساعدة في �صنع القرار‬ ‫ب‪ .‬عليك �أن تدرك �أن البحث العلمي في مجال الإدارة‬ ‫عادة ما يرتبط بالمبادئ ال�سيكولوجية ‪ ،‬التي تكون في‬ ‫العادة قابلة للتعميم على جميع الب�شر‬ ‫‪ )4‬قيم كال من البيانات الداخلية و�أدلة البحث العلمي‬ ‫تقييما نقديا‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬اطرح �أ�سئلة للت�أكد من �سالمة البيانات وموثوقيتها‬ ‫وفائدتها لمعالجة الم�شكلة التي تواجهها‬ ‫ب‪ .‬اكت�شف كيف ي�صل الآخرون لنتائجهم وما �إذا كانت‬ ‫هناك �أية فجوات باقية في هذه المقاربة‪.‬‬ ‫‪ )5‬قيم ت�أثير ال�سيا�سات والممار�سات الجديدة تقييما نظاميا‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬حدد �إجراءات الخط الأ�سا�سي و�إجراءات ما بعد‬ ‫التغيير بحيث تختبر �أثر تغيير ال�سيا�سات والممار�سات‬ ‫ب‪.‬ا�ستخدم مجموعات تحكم لعمل مقارنات نزيهة‬ ‫لقيمة المرفق لتدخل معين‪.‬‬ ‫‪ )6‬كن متوا�ضعا‪:‬‬ ‫�أ‪ .‬قدر المعرفة والحقيقة فوق المكانة وال�سيا�سات‬ ‫ب‪� .‬أنفق وقتا على تحديد مجموعة من الحلول‬ ‫والإجراءات الممكنة‬ ‫‪ .3‬تقبل احتمال وقوع �أخطاء و�أن الدليل ربما يثبت �أنك على خط�أ ‪،‬‬ ‫وعليك �أن تفهم �أن هناك قيمة �أكبر في القيام بالأمور ال�صحيحة‪.‬‬ ‫* ت�أليف‪ :‬لوي�س ت�شين‪ ،‬المدرب واال�ست�شاري لدى مورفو�س‬ ‫انترنا�شينوال‬ ‫ترجمة ‪ :‬مريم بنت مو�سى الزدجالية‬

‫قبل عام ‪ 1920‬كان العالم ي�ؤمن بالذكاء التعليمي‬ ‫وما زال �إلى يومنا هذا البع�ض يقتنع بهذه القاعدة‪،‬‬ ‫بمعنى �أن الذكاء يقا�س بالتفوق الدرا�سي عند طلبة‬ ‫العلم‪ ،‬ولكن ما جاء في الدرا�سات بعد ذلك والذي ذكر‬ ‫في كتاب ذكاء الم�شاعر �أن ‪ % 65‬من ه�ؤالء لم يوفقوا‬ ‫في حياتهم االجتماعية والعملية‪ ،‬ولم ي�ستطيعوا‬ ‫الت�أقلم مع من حولهم‪ ،‬لذلك تم البحث عن �أ�سباب‬ ‫�إخفاقهم وهل يوجد ذكاء �آخر ممكن ا�ستخدامه مع‬ ‫التعامل مع بني الب�شر كمفتاح يجعل من في هذا‬ ‫الكوكب يتقبل كل طرف للآخر‪ ،‬وبالفعل جاءت‬ ‫نظرية الذكاءات المتعددة التي ترى �أن �أي فرد يمتلك‬ ‫ثمانية ذكاءات وهي‪ :‬الذكاء اللغوي‪ ،‬والذكاء المنطقي‬ ‫الريا�ضي‪ ،‬والذكاء الب�صري المكاني‪ ،‬والذكاء الج�سمي‬ ‫الحركي‪ ،‬والذكاء المو�سيقى‪ ،‬والذكاء االجتماعي‪،‬‬ ‫والذكاء ال�شخ�صي‪ ،‬وذكاء التعامل مع الطبيعة‪ ،‬و�أن‬ ‫هذه الذكاءات تعمل ب�شكل م�ستقل‪ ،‬ويمكن تنميتها‬ ‫من خالل التدريب‪.‬‬ ‫وفي هذا المقال عزيزي القارئ يهمنا في مجال‬ ‫اتيكيت التعامل هو الذكاء العاطفي �أو ما ي�سمى‬ ‫بالذكاء الوجداني‪ ،‬وهو يت�ألف من الذكاء ال�شخ�صي‬ ‫والذكاء االجتماعي‪ ،‬هذا وقد عرفه “دانيال‬ ‫جولمان” في كتابه الذكاء الوجداني ‪Emotional‬‬ ‫‪Intelligence‬بأنه‪“ :‬هو عبارة عن القدرات‬ ‫والمهارات في التعرف على م�شاعرنا الذاتية وم�شاعر‬ ‫الآخرين‪ ،‬لنكون �أكثر تحكماً في انفعاالتنا وتحفيز‬ ‫�أنف�سنا و�إقامة عالقات �أف�ضل مع الآخرين‪.‬‬ ‫ونبد�أ بالحديث عن الذكاء ال�شخ�صي وهو قدرة الفرد‬ ‫على فهم انفعاالته ونواياه و�أهدافه وكذلك معرفة‬ ‫الفرد الجيدة بذاته‪ ،‬لذلك دائما في محا�ضراتي ا�س�أل‬ ‫الجمهور �س�ؤاال يطلق عليه ال�س�ؤال ال�سهل ال�صعب‪:‬‬ ‫"من �أنت؟" وغالبا ال �أجد جوابًا‪� ،‬أو بالأحرى ي�ستغرق‬ ‫ال�شخ�ص وقتا طويال يبحث بداخله عن (نف�سه)‪،‬‬ ‫ومن هذا ال�س�ؤال ال �أرغب بالح�صول على ا�سم الهوية‪،‬‬ ‫بينما الهدف هو �أن يعك�س نظرته �إلى الداخل ويبحث‬ ‫عن نقاط قوته ونقاط �ضعفه‪ ،‬فنقاط القوة تعامل‬ ‫بـ"التمتين" بمعنى �إذا كان الإن�سان يت�صف ب�صفة‬ ‫الثقة بالنف�س فيعززها دائما ويحافظ عليها‪ ،‬ونقاط‬ ‫ال�ضعف تعامل بـ"التمكين" ومثاال على ذلك �إذا كنت‬ ‫ع�صبيًا وال �أتمالك نف�سي فيجب �أن �أمكن نف�سي عن‬

‫طريق ال�سكوت لقول ر�سولنا الكريم‪�" :‬إذا غ�ضب‬ ‫�أحدكم فلي�سكت" وكذلك النظرة الإيجابية لما وراء‬ ‫�أ�سباب الحدث الذي يجعلني �أغ�ضب‪ ،‬واتبع هدي‬ ‫ر�سولنا الكريم في التعاطي مع مثل هذه الأحداث‬ ‫والتي تذكرني بق�صة الأعرابي الذي �شده من ثوبه‬ ‫وقال‪�" :‬أعطني من مال الم�سلمين" فما كان من‬ ‫الم�صطفى ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪� -‬إال �أن ابت�سم‬ ‫و�أعطاه من المال‪.‬‬ ‫كذلك ما نراه من بع�ض ال�صفات مثل ال�ضجر‪،‬‬ ‫وقلة �سعة البال �سببها نحن ب�أفكارنا‪ ،‬حيث �إن الذات‬ ‫الب�شرية تنق�سم �إلى (�أفكار وم�شاعر و�سلوك) فكلما‬ ‫تحكمنا ب�أفكارنا ونظرتنا للحياة تنقاد م�شاعرنا لها‬ ‫ومن بعدها تترجم ك�سلوك‪ ،‬وهي حكمة للفيل�سوف‬ ‫ال�صينى الوت�سو يقول فيها‪" :‬راقب �أفكارك لأنها‬ ‫�ست�صبح كلمات‪ ،‬و راقب كلماتك لأنها �ست�صبح �أفعاال‪،‬‬ ‫وراقب �أفعالك لأنها �ستتحول �إلى عادات‪ ،‬و راقب‬ ‫عاداتك لأنها تكون �شخ�صيتك"‪.‬‬ ‫وفي الجانب الآخر هو الذكاء االجتماعي‪ ،‬حيث �إن‬ ‫هذا الذكاء يجعلك تفهم من حولك من مختلف‬ ‫ال�شخ�صيات والت�صرف بحكمة في العالقات الإن�سانية‪،‬‬ ‫وعندما �سئل هوارد جاردنر �أحد الباحثين في هذا‬ ‫المجال‪� :‬إذا خيرت بين الذكاءات ف�أيهما تختر؟ فكان‬ ‫رده �أختار الذكاء االجتماعي لأنه باخت�صار هو مفتاح‬ ‫قلوب الب�شر‪ ،‬وبالفعل من يمتلك هذا الذكاء يجعل‬ ‫من نف�سه �شخ�صية جذابة‪ُ ،‬تنزل النا�س منازلهم‪،‬‬ ‫وتتعامل مع الآخرين وفق �شخ�صياتهم المختلفة‪،‬‬ ‫و�أ�ضربُ هنا مثاال على هذا النوع من التعامل بمثل‬ ‫عالج الطبيب للمر�ضى‪ ،‬فكل حالة لها دواء مختلف‪،‬‬ ‫ولو �أُعطي كل المر�ضى العالج نف�سه لكان �سببًا‬ ‫في م�ضاعفة المر�ض‪ ،‬لذلك يجب �أن يعي المدير‬ ‫الم�س�ؤول عن الموظفين‪ ،‬ويعي الأب الم�سئول عن‬ ‫الأ�سرة‪� ،‬إن فهمك لمن حولك يجعلك تمتلك قلوبهم‪.‬‬ ‫وهنا �أود �أن �أتطرق لعن�صرين مهمين في الذكاء‬ ‫الوجداني‪ ،‬وهما د�ستور االتيكيت والبرتوكول‬ ‫"المجاملة المقبولة في التعامل والب�ساطة"‪،‬‬ ‫حيث تعتبر المجاملة في التعامل د�ستور الإتيكيت‬ ‫والبروتوكول وخا�صة �إتيكيت التعامل الر�سمي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬ويمكن تعريف المجاملة ب�أنها فن‬

‫الإر�ضاء‪ ،‬حيث تعطى فكرة طيبة عن �صاحبها‪ ،‬كما‬ ‫�أنها ت�صل ب�سهولة �إلى القلب‪ ،‬وبمعني �آخر �إذا و�ضع‬ ‫ال�شخ�ص في اعتباره عند كل ت�صرف �شعور و�إح�سا�س‬ ‫وحقوق وتطلعات الآخرين‪ ،‬ف�إن ذلك يمثل البداية‬ ‫ال�صحيحة لأ�صول االتيكيت‪.‬‬ ‫وحتى ال نخلط بين المجاملة والتملق بمعنى مدح‬ ‫ال�شي في غير محله‪� ،‬أعطي مثاال على ذلك‪ ،‬عندما‬ ‫يطلب مني �صديق ر�أيي في منزله الذي اجتهد في‬ ‫بناءة ولربما لم يعجبني اختياره لأ�صباغ منزله‪ ،‬فهنا‬ ‫من الممكن �أن �أقول‪" :‬بيتك جميل‪ ،‬ولو اخترت �أ�صباغ‬ ‫كذا وكذا لظهر �أجمل" لأن جماليات المنزل ال تقت�صر‬ ‫فقط على الألوان‪ ،‬ف�إن ت�صميم المنزل واختيار الأثاث‬ ‫والديكور عنا�صر �أخرى يجب �أي�ضا �أن �أركز عليها‪.‬‬ ‫وكذلك تعتبر الب�ساطة من �أهم قواعد ال�سلوك‬ ‫الب�شري‪ ،‬فهي ال�سلوك الذي يمنحك القدرة على‬ ‫التعبير عن نف�سك وتعريف الآخرين ب�سجاياك لقوله‬ ‫تعالى‪ِ " :‬ت ْل َك الدَّا ُر ْال ِآخ َر ُة َنجْ َع ُلهَا ِل َّل ِذ َ‬ ‫ين َل ُي ِريدُو َن‬ ‫الَر ِْ�ض و َ​َل َف�سَ ادًا ۚ وَا ْلعَا ِق َب ُة ِل ْل ُم َّت ِق َ‬ ‫ُع ُلوًّا ِفي ْ أ‬ ‫ين" (‪)83‬‬ ‫الق�ص�ص‪.‬‬ ‫فالأ�سلوب الب�سيط يمكنك �أن تعر�ض الحقيقة‬ ‫ب�صورة �سارَّة‪ ،‬وتعطي انطباعا‪ ،‬جمي ًال‪ ،‬وتوفر على‬ ‫نف�سك البحث عن و�سيلة معقدة تفر�ض فيها نف�سك‬ ‫�أو حاجتك‪ ،‬فالتحلي بالب�ساطة من الأمور المحببة‬ ‫في كثير من المنا�سبات‪ ،‬وال ي�ستطيع الإن�سان �أن‬ ‫يتبنى �سلوكاً ب�سيطاً �إال �إذا تخل�ص من عقدة الخجل‬ ‫و�سيطرته‪ ،‬وتجدر الإ�شارة �إلى عدم الخلط بين م�س�ألة‬ ‫التخل�ص من الخجل باقتبا�س �أ�سلوب جاف وفظ‪ ،‬لأن‬ ‫الإن�سان في هذه الحالة يكون قد لج�أ �أ�سلوب فر�ض‬ ‫النف�س‪ ،‬وا�ستنفار غيظ الآخرين‪ ،‬وا�ستغرابهم‪.‬‬ ‫لذلك يجب �أن يدرب الإن�سان نف�سه على الب�ساطة‪،‬‬ ‫ولكن في �إطار االعتداد بالنف�س والثقة بالذات‪،‬‬ ‫و�أن يكون الإن�سان �صريحاً ووا�ضحاً و�إ�شاراته مرنه‬ ‫ومبا�شرة‪ ،‬وتعبر عن ذاته بعيداً عن الخجل المفتعل‬ ‫والحياء الم�صطنع �أو التردد في عر�ض الأفكار‪ ،‬وكلما‬ ‫كان الإن�سان �صادقاً مع نف�سه اكت�سب احترام الآخرين‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪yusuf.alhasani@hotmail.com :‬‬

‫‪17‬‬


‫تجربة‬

‫مقال‬

‫تجارب عالمية‬

‫تجارب المؤسسات اليابانية في تمكين الشباب‬

‫تجربة تعرضها‪ :‬زبيدة بنت علي البلوشية‬

‫نادية بنت راشد المكتومية‬

‫‪18‬‬

‫‪19‬‬

‫تربية المواطنة (‪)1‬‬

‫من التجارب المهمة جدا والتي البد من تسليط الضوء عليها‪ ،‬تجارب الدول في رعاية الشباب‪ ،‬وكيفية االستفادة من‬ ‫كل مجتمع‪ ،‬فال يقوم أي مجتمع أو يتقدم‬ ‫تقدم‪ ،‬وبناء‪ ،‬ورقي ّ‬ ‫طاقاتهم وإبداعاتهم‪ ،‬باعتبارهم الركيزة األساسية في ّ‬ ‫بدون هذه الفئة‪ ،‬والمجتمعات الواعية هي من تدرك معنى ضرورة استثمار الشباب‪ ،‬واحتضان قدراتهم وإبداعاتهم‪،‬‬ ‫وتنمية مواهبهم‪ ،‬وتحويليها إلى عامل بنَّ اء يبني وينهض باألمة‪ .‬فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى االلتفات‪ ،‬والوقوف‬ ‫بجانب هذه الفئة‪ ،‬وتجاوز عثراتهم‪ ،‬وإيجاد الحلول للمشاكل التي تتعلق بالفكر االجتماعي وسالمته لدى هؤالء الشباب‪،‬‬ ‫ألننا لم نعد في هذا الوقت بحاجة إلى استخدام أسلوب الترهيب وال بحاجة إلى أسلوب التوجيه المباشر‪ ،‬وال أسلوب‬ ‫تلقين السلوك‪ .‬نحن بحاجة إلى أسلوب يخاطب الشباب بشكل مباشر ويؤثر فيهم‪ ،‬بحاجة للبحث عن األدوات التي تسلحهم‬ ‫ً‬ ‫أيضا الى مراكز للشباب تكون الحاوي الحتياجاتهم‬ ‫بسالح المعرفة‪ ،‬وهذه األدوات تكمن في التربية قبل التعليم‪ ،‬وبحاجة‬ ‫المعرفية‪ ،‬وطاقاتهم الشبابية‪ ،‬والجسمانية‪ ،‬والذهنية‪ .‬ومن هنا بدأت البحث عن تجربة أكثر الدول تقدما وإيجابية في‬ ‫التعامل مع فئة الشباب‪ ،‬وإيجاد بيئة مشجعة وداعمة وحاضنة لهذه الفئة‪ ،‬وسوف نتحدث عن تجربة اليابان الجديرة بالتأمل‪،‬‬ ‫لما تتميز به من دروس من الممكن أن نستفيد منها في رعاية الشباب‪.‬‬

‫يمثل المجتمع الياباني �صورة ايجابية‬ ‫للمجتمعات التي قطعت �شوطا طويال في التطور‪،‬‬ ‫والتقدم‪ ،‬والرفاهية‪ ،‬وذلك لتزايد ت�ضافر الجهود‬ ‫الحكومية‪ ،‬والأهلية في تدعيم قدرات ال�شباب‬ ‫في المجتمع الياباني‪ ،‬حيث قدمت المنظمات‪،‬‬ ‫والم�ؤ�س�سات اليابانية جهودا جبارة في تحقيق �أق�صى‬ ‫ا�ستفادة ممكنة من طاقات ال�شباب‪ ،‬فقد انتهجت‬ ‫ا�سلوب يعنى ب�صحة التنمية العقلية‪ ،‬والتفكير‬ ‫االيجابي لدى ال�شباب‪ ،‬مما يزيد من وعيهم‪ ،‬ويطور‬ ‫من قدراتهم‪ ،‬ويح�سن تفاعلهم االجتماعي‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل توفير البرامج‪ ،‬والأن�شطة‪ ،‬والخدمات مختلفة‪،‬‬ ‫والتي ت�ساعدهم في التغلب على م�شاكلهم‪ ،‬وتحقق‬ ‫رعاية متكاملة لهم‪ ،‬وت�سهم في بناء حب الإن�سانية‬ ‫بداخلهم‪ ،‬وحب العمل والبناء‪ ،‬واالعمال التطوعية‪،‬‬ ‫والتحرر من التفرقة العن�صرية‪ ،‬فلقد �أوجدت بيئة‬ ‫ومراكز �شبابية ملهمة‪ ،‬ومحفزة‪ ،‬وجاذبة لل�شباب في‬ ‫مختلف فئاته‪ ،‬وعملت على �إن�شاء منظمات وم�ؤ�س�سات‬ ‫ت�ستهدف فئة ال�شباب‪ ،‬ويراعى فيها القيم المجتمعية‪،‬‬ ‫واالبتكارات الهند�سية‪ ،‬وتقدم الخدمات والأن�شطة‬ ‫المتنوعة النف�سية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والتربوية التي تجعل‬ ‫من الإبداع متعة‪ ،‬والتفكير غاية‪.‬‬ ‫فاتحاد الجهات الحكومية والأهلية في اليابان ل�صالح‬ ‫ال�شباب ورعايتهم ب�أهدافها العالجية‪ ،‬والوقائية‪،‬‬ ‫والتنموية حقق توازن مهم بين الفرد والمجتمع‪،‬‬

‫حيث تم ا�ستغالل طاقة ال�شاب الياباني في بناء‬ ‫مجتمعه وخدمته‪ ،‬وتم احت�ضانه بطريقة �إيجابية‬ ‫و�سليمة‪ ،‬ف�ضال عن تنمية �شعور الوطنية بداخلة حتى‬ ‫ال يكون �أداة �سهلة لأعدائه‪.‬‬ ‫ومن �أهم هذه المنظمات والم�ؤ�س�سات‪:‬‬

‫مؤسسة اإلعداد العقلي‬

‫وهي من الم�ؤ�س�سات التي تبذل جهودا ايجابية لتهيئة‬ ‫الفر�صة لل�شباب للإعداد الجيد للم�ستقبل‪ ،‬وخا�صة ما‬ ‫يرتبط بتكوين الأ�سرة‪ ،‬و�إعداد الجيل المتحلي بالأ�س�س‪،‬‬ ‫والقيم ال�سليمة‪ ،‬وال�سعي لتكوين مجتمع �أف�ضل‪.‬‬

‫مؤسسات التعليم‬

‫جمعية الكشافة للبنات‬

‫وتعطى تلك الجمعية دورا ايجابيا لأهمية تنمية روح‬ ‫االختراع البناء بين الفتيات‪ ،‬وذلك من خالل برامج‬ ‫التربية االجتماعية التي تزيد من معدل م�شاركتهم‪،‬‬ ‫وتبادل الخبرات فيما بينهم‪.‬‬

‫من المعروف �أن المدار�س في اليابان هي التي قامت‬ ‫بغر�س المعرفة فال�شباب منذ مراحلهم المتقدمة‪،‬‬ ‫وبالتالي �ساعد اليابان على التحول من دولة �إقطاعية �إلى‬ ‫دولة حديثة‪ ،‬بعد ع�صر «ميْجى ‪1912- 1868( »Meiji‬م)‪،‬‬ ‫وكذلك تحول اليابان من دولة ُم ْنهكة تتلقى الم�ساعدات‬ ‫بعد الحرب العالمية الثانية‪� ،‬إلى دولة اقت�صادية كبرى األندية الريفية للشباب‬ ‫تهتم برعاية �شباب المزارعين‪ ،‬بتدريبهم على‬ ‫ُتقدم الم�ساعدات لمختلف الدول النامية في العالم‪.‬‬ ‫التفكير ال�سليم‪ ،‬وتنمية قدراتهم على العمل النافع‬ ‫حيث تركز م�ؤ�س�سات التعليم الياباني لي�س فقط على المنتج‪ ،‬وتدعيم قيم الكرم‪ ،‬وال�صدق‪ ،‬واالهتمام‬ ‫تطوير القدرات المعرفية وح�سب‪ ،‬بل على تنمية ب�صيانة القرى‪ ،‬وكذلك الم�شروعات العامة التي‬ ‫وغر�س قيم المجتمع المتمثلة في ال�سلوك الأخالقي يتم من خالله �إيجاد حلول للم�شكالت التي تواجه‬ ‫الح�سن‪ ،‬والتقدم المبني على �أ�سا�س الجدارة وتما�سك المزارعين خا�صة‪ .‬وتتعدد الم�ؤ�س�سات‪ ،‬والتنظيمات‬ ‫الن�سيج االجتماعي‪ ،‬وتنمية الم�س�ؤولية اتجاه التي ت�ستهدف رعاية ال�شباب في المجتمع الياباني‪،‬‬ ‫المجتمع لدى الطالب منذ ال�صغر‪ ،‬فتتنمى لديهم ومنها على �سبيل المثال ال الح�صر (جمعية ال�شابات‬ ‫هذه المبادئ والقيم في مرحلة ال�شباب‪ ،‬ويت�ضح �أوج الم�سيحيات‪ ،‬مجل�س نقابة �شباب ون�ساء عمال اليابان‪،‬‬ ‫هذه الم�س�ؤولية‪ ،‬وروح الجماعة‪ ،‬والتعاون‪ ،‬واالعتماد اللجنة الأهلية لجمعية ال�شبان الم�سيحية‪ ،‬جمعية‬ ‫على النف�س‪ ،‬في حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫ال�صليب الأحمر‪.)........... ،‬‬ ‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلتها على‪zubaida_alii@hotmail.com :‬‬

‫من حكمة اهلل في كونه �أن جعل حب الوطن فطرة‬ ‫في الب�شر‪ ،‬مهما اختلفت دياناتهم ولغاتهم و�أجنا�سهم‬ ‫فهذا نبي الفطرة الب�شرية يج�سد هذا الحب الفطري‬ ‫للوطن عندما خرج مهاجرا مجبرا من م�سقط ر�أ�سه‬ ‫مكة الكرمة فنظر �إليها مودعا قائال‪� " :‬أمَا واهلل‬ ‫لأخرج منك‪ ،‬و�أني لأعلم �أنك �أحب بالد اهلل �إل َّى‪،‬‬ ‫منك مَا‬ ‫و�أكرمه على اهلل‪ ،‬ولوال �أن �أهلك �أخرجونى ِ‬ ‫خرجت"‪ ،‬نعم �صوت حب الوطن يحرك هذا النبي‬ ‫الإن�سان‪ ،‬واالنتماء الذي جوهره الحب يلهج به‬ ‫ل�سان حاله‪ ،‬فبالرغم من الأذى النف�سي واالجتماعي‬ ‫والج�سدي الذي تعر�ض له في وطنه مكة �إال �أن‬ ‫انتماءه وحبه للأر�ض و�أهلها لم يتزعزع‪ ،‬ف�سبحان من‬ ‫جعل حب الأوطان فطرة في القلوب‪.‬‬ ‫المواطنة هي الترجمة الثانية لحب الوطن‪ ،‬وهي‬ ‫االنتماء الذي ي�سفر عنه الوالء لأر�ض بعينها دون‬ ‫غيرها‪ ،‬والحب هو جوهر االنتماء‪ ،‬فنحن بطبيعتنا‬ ‫الب�شرية ننتمي للأ�شياء التي نحبها‪ ،‬وال�شعور باالنتماء‬ ‫حاجة نف�سية اجتماعية تحتاج لإ�شباع لقهر العزلة‬ ‫والغربة ب�شتى �أنواعها‪ ،‬وتبد�أ هذه الحاجة منذ والدتنا �أو‬ ‫�أجزم ب�أنها منذ �أن تنفخ تلك الروح في رحم امر�أة فذلك‬ ‫الكائن الب�شري يبد�أ منذ نفثته الأولى في االنتماء‬ ‫لج�سد تلك الأم الذي تمثل له الوطن بكل �أبعاده‪،‬‬ ‫وينمو ذلك االنتماء مع نمو الفرد ليتو�سع مفهومه من‬ ‫رحم الأم �إلى �أ�سرته ثم مدر�سته ثم مجتمعه الأكبر‪.‬‬ ‫فال�سلوك الب�شري ال ي�صبح ذا معنى �إال في جو اجتماعي‬ ‫يتعاطى فيه الفرد مع �أفراده‪ ،‬فيحمل هويتهم ويوطد‬ ‫عالقته بهم‪ ،‬مما ي�ؤدي بدوره لاللتزام بمعاييرهم‬ ‫وقوانينهم‪ ،‬من هنا يمكننا القول ب�أن المحرك الأ�سا�سي‬ ‫للمواطنة هو االنتماء باعتباره مكونا نف�سيا اجتماعيا‬ ‫للفرد وهو تجاه �إيجابي مدعم بالحب نحو الوطن‬ ‫وال�شعور بالفخر واالعتزاز والوالء له ي�شاركه همومه‬ ‫وق�ضاياه وال يتخلى عنه مهما ا�شتدت الأزمات‪.‬‬ ‫ويت�أثر االنتماء بالتن�شئة االجتماعية ومحا�ضن‬ ‫و�أ�ساليب التن�شئة في المجتمع فيقوى وي�ضعف بناء‬ ‫على �أ�ساليب التن�شئة االجتماعية‪ ،‬وهناك محا�ضن‬ ‫وقنوات متعددة تعمل على تربية المواطنة �أي تقوم بدور‬ ‫التن�شئة االجتماعية تبد�أ بالأ�سرة باعتبارها المح�ضن‬ ‫الأول الذي يتلقف تن�شئة هذا الفرد ثم المدر�سة ويليها‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العالي تزامنا مع و�سائل الإعالم‬ ‫وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني بكافة قطاعته‪ ،‬ويمكن‬

‫القول ب�أن تربية المواطنة في هذه المحا�ضن المختلفة‬ ‫تقوم على ثالثة �أبعاد مهمة يت�أثر بع�ضها ببع�ض �أولها‬ ‫غر�س الوعي والذي بدوره ي�ؤثر على البعد الثاني وهو‬ ‫ال�شعور باالنتماء والوالء �أي بعد االتجاهات والم�شاعر‬ ‫ثم البعد الثالث الذي يترجم بدوره م�ستوى الوعي‬ ‫وقوة ونوع االتجاهات والم�شاعر وهو البعد ال�سلوكي‪،‬‬ ‫الذي يمثل ت�صرفات وردات فعل هذا الفرد تجاه وطنه‪.‬‬ ‫فبدون التركيز على تنمية وتربية هذه الأبعاد الثالثة‬ ‫ذات العالقة الدينامكية �سيكون لدينا مفهوم قا�صر �أو‬ ‫م�شوه �أو ه�ش للمواطنة في المجتمع‪.‬‬ ‫ولو تحدثنا عن غر�س الوعي كبعد ننطلق منه لتربية‬ ‫المواطنة ف�إنه يحتم علينا كمحا�ضن تربوية �أن نب�صر‬ ‫الفرد بحقوقه وواجباته وكيفية و�أهمية القيام بها‪،‬‬ ‫وكذلك القيم واالتجاهات الإيجابية نحو الوطن كقيمة‬ ‫العدل والحرية والحق والم�ساواة وغيرها من القيم‬ ‫و�أي�ضا غر�س البعد االجتماعي الذي يحتم على الفرد‬ ‫االلتزام ب�أعراف وعادات وثقافة المجتمع المتعارف‬ ‫عليها و�إن لم تكن موثقة ب�شكل قانوني‪.‬‬ ‫والحقيقة ب�أن �أ�ساليب تربية المواطنة هي من ت�شكل‬ ‫الفارق وت�صنع الفرق في حياة الأمم‪ ،‬فمتى ما كانت‬ ‫هذه الأ�ساليب فعالة ممنهجة وطدت لتربية مواطن‬ ‫�صالح قادر على الم�شاركة بفاعلية في مجتمعه‪ ،‬فلو‬ ‫تحدثنا عن الأ�سرة باعتبارها المح�ضن الأول لبدء‬ ‫هذه الرحلة وباعتبارها الوطن الأول للطفل تبد�أ‬ ‫م�س�ؤولية تربية المواطنة ب�إعطاء هذا الطفل حقوقه‬ ‫من م�أكل وم�شرب ورعاية بكافة م�ستوياتها ج�سدية‬ ‫مادية ونف�سية واجتماعية وتربوية‪ ،‬وكذلك وعي الأهل‬ ‫بقوانين الطفولة ودرايتهم بها �أمر مهم جدا للقيام‬ ‫بواجباتهم على �أكمل وجه ثم ت�أتي الممار�سات التربوية‬ ‫التي يقوم بها الوالدين في توجيه �سلوك الطفل والتي‬ ‫تحتم عليهم المعرفة الكافية بخ�صائ�ص المرحلة‬ ‫العمرية التي يمر بها هذا الطفل بدءا بالحمل ثم‬ ‫الطفولة ثم المراهقة‪ ،‬حيث �إن جهل هذه الخ�صائ�ص‬ ‫يجعل الممار�سات التربوية الوالدية قا�صرة �أو خاطئة‬ ‫مما ي�ؤدي لق�صور في �أ�ساليب التوجيه والتربية للأبناء‬ ‫وبالتالي ي�ؤثر على ت�شكيل �شخ�صياتهم و�إعدادهم‬ ‫كمواطنين �صالحين �سيخرجون للمجتمع الحقا‪،‬‬ ‫الم�شكلة هنا �أن الكثير من الآباء ينظرون لأبنائهم‬ ‫كملكية �شخ�صية وين�سون ب�أن الآباء هم مجرد قناة‬ ‫�أوجدها اهلل تعالى لتعبر منها هذه المخلوقات الب�شرية‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪nadia_maktoomi@moe.om :‬‬

‫للحياة وب�أن هذا التكليف من اهلل جعل له�ؤالء الأبناء‬ ‫حقوق وواجبات �سنها الدين قبل المجتمع والدولة‪.‬‬ ‫وبالتالي تعتبر �أ�ساليب التن�شئة ال�سليمة وال�سوية حقا‬ ‫مهما وم�شروعا للأبناء كفله ال�شارع ع َّز وج َّل لهم‬ ‫فكلكم راع وكلكم م�س�ؤول عن رعيته‪ ،‬فنظرة الملكية‬ ‫ال�شخ�صية للأبناء ت�سفر عنها نظرة م�شوهة للتربية‬ ‫وبالتالي عن تق�صير في حقوق التربية والرعاية لهم‪،‬‬ ‫ومن هنا ا�ستخدام الأ�ساليب التربوية ال�سليمة يعد‬ ‫بداية �سليمة لتربية المواطنة الفعالة‪ ،‬فعندما نعلم‬ ‫الطفل حقوقه وواجباته في الأ�سرة ون�سعى لتطبيقها‬ ‫فنحن نج�سد �أمامه عمليا مفهوم الحقوق والواجبات‬ ‫و�أهمية االلتزام بها وكذلك تبعات الإخالل بها‪ ،‬كذلك‬ ‫عند التعامل مع الطفل ب�صدق �أو م�ساواته ب�إخوته‬ ‫�أو منحه الحرية في اتخاذ بع�ض القرارات الأ�سرية‬ ‫وتوجيهه في اتخاذها فنحن نغر�س بال�سلوك العملي‬ ‫ولي�س بالمحا�ضرات مفهوم القيم و�أهميتها في حياتنا‬ ‫جميعا‪ ،‬فمعظم المهارات الحياتية والقيم والم�شاعر‬ ‫الوجدانية واالحتياجات النمائية تغر�س في الأ�سرة‬ ‫�أوال وتج�سد في ذلك المجتمع الأ�سري ال�صغير ليخرج‬ ‫الطفل الحقا لممار�ستها في نطاق �أو�سع وهي المدر�سة‪،‬‬ ‫وخال�صة التربية على المواطنة هي لي�ست �شعارات‬ ‫رنانة وخطب ف�ضفا�ضة واندفاعية ه�شة بل هي رحلة‬ ‫تبد�أ مع الفرد منذ باكورة عمره تنمو تتجذر بالتربية‬ ‫ال�سوية في محا�ضنها التربوية‪ ،‬ومن وجهة نظري يعد‬ ‫الوعي بالممار�سات التربوية ال�سليمة في تربية الأبناء‬ ‫�أول عن�صر ننطلق به لتربية مواطنة �سليمة ومن‬ ‫ثم تج�سيد ونمذجة ال�سلوك المرغوب والممار�سات‬ ‫والمهارات الحياتية �أمام الأبناء ب�شكل عملي مرة بعد‬ ‫مرة ليكت�سب الأبناء الوعي واالتجاهات وال�سلوكيات‬ ‫الإيجابية للمواطنة‪ ،‬و�أعتقد ب�أن الخلل والمهدد الأكبر‬ ‫لتربية المواطنة هو الأ�ساليب الم�ستخدمة في التربية‬ ‫عليها كذلك �إغفال �أحد �أركان الثالوث والترابط بين‬ ‫�أركانه وهي غر�س الوعي والإدراك وبالتالي االتجاهات‬ ‫والم�شاعر ثم ال�سلوك‪ ،‬فمتى ما �أغفلنا �أحد هذه الأركان‬ ‫�أو هم�شنا الترابط الوثيق بينها وقعنا في خلل تربوي‬ ‫ي�ؤثر على تربية المواطنة ال�سليمة لأن هذه الأبعاد‬ ‫الثالثة هي المكون الأ�سا�سي لالنتماء باعتباره الوجه‬ ‫الثاني للمواطنة وللحديث عن �أ�ساليب تربية المواطنة‬ ‫بقية في العدد القادم بعون اهلل‪.‬‬


‫تحليل‬

‫االقتصاد العماني في ‪ 45‬عام يواصل النمو ويتجاوز التحديات‬

‫‪20‬‬

‫د‪ .‬محمد رياض حمزة‬

‫إعتمدت النهضة العمانية المباركة منذ قيامها عام ‪ 1970‬التخطيط العلمي منهاجا لتسريع وتائر التنمية الشاملة واستدامتها‪ .‬فأخذت بالتخطيط العلمي في إدارة القطاع‬

‫العام‪ ،‬وزارات وهيئات ومؤسسات عامة‪ .‬كما أتاحت للقطاع الخاص حرية تأسيس المشاريع الخاصة اإلنتاجية والتجارية والخدمية للمساهمة في تكوين الناتج المحلي‬ ‫اإلجمالي‪ .‬وقامت العملية التخطيطية على خطط طويلة المدى توضح التوجهات اإلستراتيجية الرئيسية لتطوير وتنمية البالد واألهداف طويلة المدى‪ ،‬وخطط خمسية‬

‫متوسطة المدى (خمس سنوات) متالحقة تهدف إلى تحقيق األهداف اآلنية والبعيدة المدى للمجتمع‪ .‬ولقد كان لواقعية هذه الخطط والمشاركة الواسعة من قبل‬ ‫مؤسسات المجتمع بشقيه الحكومي واألهلي في صياغتها والتزام القيادة السياسية بها األثر البالغ في نجاحها وفي مآتم من إنجازات كبيرة في مسيرة النهضة العمانية‬ ‫واسترشادا بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجاللة السلطان المعظم ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬بشأن األولويات التي يتعين التركيز عليها خالل سنوات الخطة‬

‫والتي تشمل العمل على وضع أولويات مدروسة وموضوعية للتوفيق بين االحتياجات المتزايدة للمجتمع والموارد المتاحة المحدودة‪ .‬وكذلك العمل‬

‫على إيجاد التوازن بين الموارد واالستخدامات الحكومية‪ .‬والتركيز على تنمية الموارد البشرية‪ .‬وأخيرا تشجيع االدخار وإخضاع المشاريع الحكومية إلى‬

‫المعايير االقتصادية ودعم وتعزيز دور ومشاركة القطاع الخاص وتأكيد أهمية االعتماد على الذات ونبذ االتكالية‪.‬‬

‫وارتكازا على الر�ؤية الم�ستقبلية ومحاورها وا�ستراتيجيتها‪ ،‬تمت‬ ‫�صياغة الأهداف الكلية الم�ستهدف تحقيقها خالل �سنوات الخطة‬ ‫الخم�سية ب�شكل يتما�شى مع تحقيق الر�ؤية الم�ستقبلية الهادفة‬ ‫�إلى �ضمان ا�ستقرار دخل الفرد عند م�ستواه الحالي ‪ -‬كحد �أدنى‪-‬‬ ‫وال�سعي �إلى م�ضاعفته بالقيمة الحقيقية بحلول عام ‪2020‬م ‪.‬‬ ‫وعليه ف�إن �أهداف الخطة التا�سعة (‪ 2016‬ـ ‪ )2020‬في الآتي‪:‬‬ ‫التركيز على ال�سيا�سات االجتماعية التي من �ش�أنها تو�سيع‬ ‫الخدمات للمجتمع العماني والتو�سع في م�شاريع التنمية الب�شرية‪.‬‬ ‫• البدء في تحقيق التوازن بين الإيرادات‪ ،‬واال�ستخدامات‬ ‫الحكومية ً‬ ‫و�صوال �إلى توازن كامل بينهما في نهاية الخطة‪.‬‬ ‫• زيادة معدالت �إنتاج النفط الخام لت�صل �إلى نحو مليون برميل‬ ‫يومياً خالل عام ‪ 2015‬مع عدم الم�سا�س بالمتطلبات الفنية‬ ‫المو�ضوعة لإطالة العمر االفترا�ضي للنفط قدر الإمكان‪.‬‬ ‫• تحقيق معدل نمو �سنوي في الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫بالأ�سعار الجارية يقدر بنحو (‪ )%4‬في المتو�سط وذلك ل�ضمان‬ ‫ا�ستقرار دخل الفرد عند م�ستواه الحالي كحد �أدنى‪.‬‬ ‫• تنويع م�صادر الدخل القومي بالعمل على رفع ح�صة القطاعات‬ ‫غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي �إلى نحو (‪ )%68‬بنهاية‬ ‫عام ‪ 2014‬م‪.‬‬ ‫• ت�شجيع اال�ستثمارات الخا�صة المحلية والأجنبية ورفع ح�صة‬ ‫ا�ستثمارات القطاع الخا�ص من �إجمالي ا�ستثمارات الخطة �إلى‬ ‫نحو (‪ )%53‬لتدعيم فر�ص نجاح �إ�ستراتيجية التنمية المرتكزة‬ ‫على ن�شاط القطاع الخا�ص‪.‬‬ ‫• اتخاذ الخطوات التنفيذية الالزمة لتنمية وتطوير الم�شاريع‬ ‫المرتبطة بالغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫• تنفيذ برامج تخ�صي�ص الم�شاريع الخدمية وفق ال�سيا�سات‬ ‫وال�ضوابط المو�ضوعة ب�ش�أنها‪.‬‬ ‫• الحد من ال�ضغوط الت�ضخمية خالل �سنوات الخطة‪ ،‬والعمل‬ ‫على �إن ال يزيد معدل الت�ضخم ال�سنوي عن (‪ )%1.0‬في المتو�سط‪.‬‬ ‫• �إبالء �أهمية خا�صة لتنمية الموارد الب�شرية من خالل توفير الموارد‬

‫الالزمة للبدء في تنفيذ التوجيهات المعتمدة بهذا الخ�صو�ص‪.‬‬ ‫• رفع ن�سبة م�شاركة العمالة الوطنية في �سوق العمل من خالل‬ ‫اعتماد مجموعة من ال�سيا�سات والبرامج لتحقيق هذا الهدف‪.‬‬ ‫وتهدف �إ�ستراتيجية التنمية طويلة المدى للفترة (‪2020-1996‬‬ ‫م) �إلى �ضمان ا�ستقرار دخل الفرد عند م�ستواه الحالي كحد �أدنى‬ ‫وال�سعي �إلى م�ضاعفته بالقيمة الحقيقية بحلول عام ‪ 2020‬كما‬ ‫�أنها تهدف �إلى تحقيق اال�ستقرار االقت�صادي والتوازن المالي‪،‬‬ ‫وتهيئة الظروف المالئمة لالنطالق االقت�صادي من خالل‬ ‫ا�ستخدام عائدات النفط والغاز لتحقيق التنويع االقت�صادي‬ ‫الم�ستمر والمتجدد وتوفير الخدمات ال�صحية والتعليمية‬ ‫الأ�سا�سية وتطويرها ‪,‬وكذلك تدريب المواطنين العمانيين‬ ‫وتنمية مهارتهم‪� ,‬إ�ضافة �إلى انتهاج �سيا�سات تهدف �ألي تعزيز‬ ‫الم�ستوي المعي�شي للمواطن العماني‪ .‬وب�شكل عام فان هذه‬ ‫الإ�ستراتيجية تهدف ال�ستدامة التنمية خالل الفترة (‪1996‬‬ ‫ ‪2020‬م) من خالل ال�سعي �إلى تحقيق اال�ستقرار االقت�صادي‬‫والتوازن المالي وال�سعي �إلى �إحداث تغيرات جوهرية وا�سعة‬ ‫في هيكل االقت�صاد الوطني بغر�ض تنويع قاعدته الإنتاجية‬ ‫وتعزيز دور القطاع الخا�ص في االقت�صاد الوطني وتنمية الموارد‬ ‫الب�شرية‪.‬‬ ‫وترتكز هذه الإ�ستراتيجية طويلة المدى لتحقيق �أهدافها على‬ ‫المحاور الأ�سا�سية التالية التي تم اعتمادها بموجب المر�سوم‬ ‫ال�سلطاني ال�سامي (‪ )96/1‬الم�شار �أليه �أعاله‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تنمية الموارد الب�شرية وتطوير قدرات ومهارات العمانيين‬ ‫لمواكبة التطور التقني و�إدارة المتغيرات التي تحدث فيه بكفاءة عالية‬ ‫وكذلك مواجهة الظروف المحلية والعالمية المتغيرة با�ستمرار‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تهيئة مناخ اقت�صادي كلي م�ستقر بغية تنمية قطاع خا�ص‬ ‫قادر على اال�ستخدام الأمثل للموارد الب�شرية والطبيعة لل�سلطنة‪،‬‬ ‫ب�أ�ساليب تت�سم بالكفاءة والمحافظة على �سالمة البيئة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ت�شجيع قيام قطاع خا�ص يتميز بالفاعلية والقدرة‬ ‫على المناف�سة وتدعيم الآيات والم�ؤ�س�سات التي من �ش�أنها‬

‫�أن تعزز الر�ؤى واال�ستراتيجيات وال�سيا�سات الم�شتركة‬ ‫بينه وبين الحكومة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬تهيئة الظروف المالئمة لتحقيق التنويع االقت�صادي‬ ‫والعمل على اال�ستغالل الأمثل للموارد الطبيعة المتاحة‬ ‫وللموقع الجغرافي المتميز لل�سلطنة‪.‬‬ ‫(‪)5‬تعزيز الم�ستوى المعي�شي للمواطن والعمل على تخفي�ض‬ ‫التباين فيما بين المناطق وفئات الدخل المختلفة و�ضمان‬ ‫ا�ستفادة كافة المواطنين من ثمار عملية التنمية‪.‬‬ ‫(‪ )6‬المحافظة على المكت�سبات التي تحققت خالل الخم�سة‬ ‫والع�شرين عاما الما�ضية‪ ،‬والعمل على �صيانتها وتطويرها‬ ‫وا�ستكمال بع�ض الخدمات الأ�سا�سية وال�ضرورية‪.‬‬ ‫ويعتبر تولي �صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم‬ ‫مقاليد الحكم بالبالد‪ ,‬ذا داللة خا�صة في التاريخ العماني �إذ انه‬ ‫ي�شكل الحد الفا�صل بين عمان التقليدية وعمان الحديثة‪ .‬فمنذ‬ ‫ذلك اليوم �شرعت ال�سلطنة تحت قيادة ح�ضرة �صاحب الجاللة‬ ‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم في �إر�ساء دعائم نه�ضتها‬ ‫الحديثة‪ .‬تلك النه�ضة التي ا�ستهدفت �أول ما ا�ستهدفت االزدهار‬ ‫المادي والرقي االجتماعي للإن�سان العماني وتحديث البالد مع‬ ‫الحفاظ على هويتها الإ�سالمية والعربية‪ .‬ا�ستند م�شروع تلك‬ ‫النه�ضة �إلى الفكر الم�ستنير للمقام ال�سامي‪ ،‬وقد كان و�ضوح‬ ‫الر�ؤية منذ البداية العامل الأول في نجاح م�شروع النه�ضة‬ ‫العمانية‪ .‬وفى �إطار �إ�ستراتيجية التنوع االقت�صادي �أن يبنى قاعدة‬ ‫اقت�صادية متينة ومتنوعة ت�ؤهله لمواجهة متطلبات وتحديات‬ ‫مرحلة العولمة واالنفتاح االقت�صادي وذلك من خالل �إقامة‬ ‫العديد من الم�شاريع ال�صناعية التي تعتمد على الغاز الطبيعي‬ ‫العماني والم�شاريع ال�سياحية حيث تفتح ال�سلطنة �أ�سواقها‬ ‫للم�ستثمرين لال�ستفادة من المناخ االيجابي الذي تتمتع به في‬ ‫كافة الجوانب االقت�صادية وال�سياحية وال�صناعية وغيرها من‬ ‫الجوانب ذات ال�صلة بالتفاعل العالمي‪ .‬كما ا�ستطاعت ال�سلطنة‬ ‫�أن تر�سى وت�شيد ركائز را�سخة لالقت�صاد العماني الحديث القادر‬

‫ارتفع إجمالي االئتمان (القروض)‬

‫ارتفع بنسبة ‪ %11.6‬في الربع األول‬ ‫من العام الجارية‬

‫وارتفع �إجمالي االئتمان (القرو�ض) ارتفع بن�سبة ‪ %11.6‬في‬ ‫الربع الأول من العام الجاري لي�صل �إلى ‪17.4‬مليار ريال عماني‬ ‫بعد �أن بلغ ‪ 15.6‬خالل نف�س الفترة من العام ‪2014‬م كما ارتفع‬ ‫االئتمان الممنوح للقطاع الخا�ص بن�سبة ‪ %11.1‬لي�صل �إلى ‪15.3‬‬ ‫مليار ريال عماني في الربع الأول من العام ‪2015‬م‪.‬‬ ‫و�شكلت القرو�ض ال�شخ�صية �شكلت ‪ % 39‬من �إجمالي القرو�ض في‬ ‫الربع الأول من العام الجاري والتي بلغت ‪ 6.8‬مليار ريال عماني‬ ‫مرتفعة بن�سبة ‪ %9.5‬مقارنة بالربع المماثل من ‪2014‬م‪.‬‬ ‫وانخف�ض متو�سط �سعر الفائدة على �إجمالي القرو�ض في الربع الأول‬ ‫من العام ‪2015‬م بن�سبة ‪ %5.5‬كما انخف�ض معدل �سعر الفائدة الحقيقي‬ ‫( متو�سط �سعر الفائدة ناق�صا معدل الت�ضخم) لي�صل غالى ‪ %3.9‬في‬ ‫الربع الأول من ‪2015‬م مقارنة ب ‪ %4.1‬في الربع الأول من العام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫وارتفع م�ؤ�شر �سعر ال�صرف الحقيقي للريال العماني بن�سبة ‪%9.3‬‬ ‫في الربع الأول من العام ‪ 2015‬لي�صل �إلى ‪ 104.5‬نقاط مقارنة ب‬ ‫‪ 95.7‬نقطة خالل الربع المماثل من العام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫و�شهد م�ؤ�شر �سوق م�سقط للأوراق المالية للربع الأول من العام‬ ‫‪ 2015‬انخفا�ضا بن�سبة ‪ %9.03‬لي�صل �إلى ‪ 6238‬نقطة‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪dirwa2000@yahoo.com :‬‬

‫تحليل‬

‫الوظائف والفرص المتاحة‬

‫على التطور الذاتي والمتنوع حيث ت�شهد المرحلة الحالية نقلة‬ ‫نوعية في حجم وطبيعة الم�شاريع االقت�صادية وال�صناعية منها‬ ‫وال�سياحية هدفها �إيجاد اكبر قدر ممكن من التنوع في االقت�صاد‬ ‫العماني غير المعتمد على النفط كم�صدر ا�سا�سى‪.‬‬ ‫و�ساعد اهتمام الحكومة العمانية بتوفير البنية الأ�سا�سية كميناء‬ ‫�صحار ال�صناعي والمناطق ال�صناعية و�إن�شاء المناطق الحرة‬ ‫وم�شاريع البنية الأ�سا�سية لقطاع ال�سياحة وغيرها على اجتذاب‬ ‫ر�ؤو�س الأموال الأجنبية للبالد‪ .‬كما �أن ان�ضمام ال�سلطنة �إلى عدد‬ ‫من المنظمات الدولية والى منظمة التجارة العالمية �ساعد على‬ ‫تهيئة الظروف �أمام القطاع الخا�ص ليكون قادرا على التعامل‬ ‫مع متطلبات التحرير الكامل للأ�سواق وحرية انتقال ال�سلع‬ ‫والخدمات ور�ؤو�س الأموال وفى نف�س الوقت �إعادة النظر في‬ ‫العديد من القوانين والت�شريعات لتتما�شى مع متطلبات العولمة‬ ‫واالندماج في االقت�صاد العالمي‪.‬‬ ‫و�سعت ال�سلطنة في �إطار التنويع االقت�صادي المرتكز على‬ ‫ال�صادرات �إلى العمل على ا�ستغالل وت�صنيع مواردها الطبيعية‬ ‫ال �سيما الغاز الطبيعي والى زيادة القيمة الم�ضافة لتلك الموارد‬ ‫حيث كثفت الحكومة جهودها للترويج لذلك و�أثمرت تلك‬ ‫الجهود �إلى توقيع اتفاقيات لإن�شاء بع�ض الم�شاريع ال�صناعية‬ ‫الكبرى في والية �صحار كم�شروع م�صفاة �صحار وم�شروع البولي‬ ‫بروبلين وم�شروع ليوريا واالمونيا وم�شروع الميثانول وم�صهر‬ ‫الألمنيوم وم�شروع ال�صلب والحديد وغيرها من الم�شاريع‬ ‫بالإ�ضافة �إلى م�شروع الأ�سمدة في والية �صور وم�شروع �شركة‬ ‫قلهات للغاز الطبيعي الم�سال‪.‬‬ ‫وفي الجانب ال�سياحي حظي قطاع ال�سياحة والثروة ال�سمكية في‬ ‫ال�سلطنة باهتمام كبير نظرا لما يمكن �أن يقدمه من‏�إ�سهامات في‬ ‫�إطار �سيا�سة تنويع االقت�صاد العماني حيث يجري العمل لبلورة‬ ‫�إ�ستراتيجية‏وطنية لتطوير ال�سياحة كما يتم العمل في عدد من‬ ‫الم�شروعات ال�سياحية كم�شاريع الطرق �إلى المناطق ال�سياحية‬ ‫و�إقامة الفنادق بالمحافظات وواليات ال�سلطنة وم�شاريع ت�أهيل‬ ‫الم�سارات الجبلية وغيرها من م�شاريع البنية الأ�سا�سية خا�صة‬ ‫بعد �أن ‏�أ�صبح مهرجان م�سقط ومهرجان‪� :‬صاللة من �أهم‬ ‫المهرجانات على م�ستوى المنطقة‪.‬‬ ‫• وقد قامت ال�سلطنة ب�سن وتطوير وتعديل العديد من القوانين‬ ‫والأنظمة وال�سيا�سات النقدية والتجارية وخا�صة بعد ان�ضمامها‬ ‫لمنظمة التجارة العالمية مما جعلها تكت�سب ثقة العديد من‬ ‫البنوك العالمية لتمويل م�شاريعها االقت�صادية وال �سيما في‬ ‫مجال النفط الغاز‪ .‬وبف�ضل ذلك تم البدء في تنفيذ العديد من‬ ‫م�شروعات التنويع لأ�ساء بنية اقت�صادية متنامية بمقوماتها كافة‪.‬‬ ‫و�صدر عن المركز الوطني للإح�صاء والمعلومات تقرير‬ ‫مالمح االقت�صاد العماني للربع الأول من عام ‪ 2015‬والذي تابع‬ ‫الم�سارات الرئي�سية لالقت�صاد العماني والعالقات االقت�صادية‬ ‫الكلية الرئي�سية وفقاً للبيانات الدورية الر�سمية‪.‬‬ ‫و�أ�شار التقرير �إلى ارتفاع القيمة الم�ضافة للأن�شطة غير‬ ‫النفطية بن�سبة بلغت ‪ %4.1‬لت�صل بنهاية مار�س ‪2015‬م �إلى ‪4.4‬‬ ‫مليار ريال عماني مقارنة بـ ‪ 3.4‬مليار ريال عماني خالل نف�س‬ ‫الفترة من العام ‪ 2014‬ويعزى ذلك �إلى ارتفاع القيمة الم�ضافة‬ ‫للأن�شطة الخدمية بن�سبة ‪ %6.6‬بينما انخف�ضت القيمة الم�ضافة‬ ‫للأن�شطة ال�صناعية بن�سبة ‪.%2.4‬‬ ‫وارتفعت القيمة الم�ضافة للأن�شطة الخدمية بنهاية مار�س ‪2015‬‬ ‫غالى ‪ 3.2‬مليار ريال عماني مقارنة بنحو ‪ 3‬مليارات ريال عماني‬ ‫في نهاية مار�س ‪2014‬م وذلك نتيجة الرتفاع القيمة الم�ضافة‬

‫لن�شاط الخدمات الأخرى التي ت�شمل ال�صحة والتعليم وغيرها‬ ‫بن�سبة ‪ %11.9‬ون�شاط الو�ساطة المالية بن�سبة ‪ . % 11.2‬كما‬ ‫ارتفعت القيمة الم�ضافة لن�شاط النقل والتخزين واالت�صاالت‬ ‫بن�سبة ‪ % 9‬ون�شاط الخدمات العقارية وااليجارية و�أن�شطة‬ ‫الم�شاريع التجارية بن�سبة ‪ % 5.9‬وتجارة الجملة والتجزئة بن�سبة‬ ‫‪ % 2.1‬ون�شاط الفنادق والمطاعم بن�سبة ‪ % 4.4‬ون�شاط الإدارة‬ ‫العامة والدفاع بن�سبة ‪.% 1.1‬‬ ‫وتراجعت القيمة الم�ضافة للأن�شطة النفطية بن�سبة ‪%36.8‬‬ ‫لت�صل في نهاية مار�س ‪2015‬م �إلى ‪ 2.4‬مليار ريال عماني مقارنة بـ‬ ‫‪ 3.8‬مليار ريال في نف�س الفترة من ‪2014‬م ويعزى هذا االنخفا�ض‬ ‫�إلى انخفا�ض القيمة الم�ضافة للنفط الخام بن�سبة ‪% 40.9‬‬ ‫ب�سبب انخفا�ض متو�سط �سعر برميل النفط بن�سبة ‪ .%41.5‬كما‬ ‫انخف�ضت القيمة الم�ضافة للغاز الطبيعي بن�سبة ‪.%16.3‬‬ ‫وانخف�ضت القيمة الم�ضافة للأن�شطة ال�صناعية بن�سبة ‪ %2.4‬مع‬ ‫نهاية مار�س ‪ 2015‬مقارنة بالفترة المماثلة من العام ‪2014‬م نتيجة‬ ‫انخفا�ض القيمة الم�ضافة ل�صناعة المواد الكيميائية بن�سبة ‪18.2‬‬ ‫‪ %‬والإن�شاءات بن�سبة ‪ %3.1‬وفي المقابل ارتفعت القيمة الم�ضافة‬ ‫لل�صناعات التحويلية الأخرى بـ ‪ % 20.9‬والتعدين وا�ستغالل‬ ‫المحاجر بن�سبة ‪ 10‬بالمائة و�إمدادات الكهرباء والمياه بن�سبة‬ ‫‪ %9.2‬خالل تلك الفترة‪ .‬وفي قطاع النقد فان ال�سيولة المحلية‬ ‫�شهدت في الربع الأول من العام ‪2015‬م ارتفاعا بلغت ن�سبته ‪13‬‬ ‫‪%‬مقارنة بالربع المماثل من العام ‪ 2014‬لت�صل �إلى ‪ 14.4‬مليار‬ ‫ريال عماني مقارنة ب ‪ 12.7‬مليار ريال عماني خالل العام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫وارتفع �إجمالي الودائع في الربع الأول من العام ‪2015‬م بن�سبة‬ ‫‪� % 4.6‬أي نحو ‪ 17.9‬مليار ريال عماني مقارنة بنحو ‪ 17.2‬مليار‬ ‫ريال عماني في الربع الأول من العام ‪2014‬م جاء نتيجة ارتفاع‬ ‫�إجمالي ودائع القطاع الخا�ص بن�سبة ‪ %12.1‬بينما انخف�ضت‬ ‫ودائع القطاع الحكومي بن�سبة ‪.%6.9‬‬

‫وانخف�ضت قيمة التداول بن�سبة ‪ %40.5‬لت�صل الى ‪36‬ر‪ 411‬مليون ريال‬ ‫عماني في الربع الأول من ‪2015‬م مقارنة ب ‪ 691.3‬مليون ريال عماني‬ ‫في الربع المماثل من ‪2014‬م حيث احتل القطاع المالي المرتبة الأولى‬ ‫من حيث �إجمالي قيمة التداول محققا ما ن�سبته ‪ % 63‬من �إجمالي‬ ‫قيمة التداول يليه قطاع ال�صناعة والذي �ساهم بنحو ‪� % 20‬أما قطاع‬ ‫الخدمات فقد جاء في المرتبة الثالثة بن�سبة ‪ %16‬في حين بلغت ن�سبة‬ ‫تداول ال�سندات ‪ %1‬من �إجمالي قيمة التداول خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫وفي قطاع ال�سياحة انخف�ضت �إيرادات الفنادق من فئة الخم�س‬ ‫نجوم بن�سبة ‪ % 6‬في الربع الأول من ‪2015‬م لت�صل الى ‪ 31‬مليون‬ ‫ريال عماني مقارنة بـ ‪ 33‬مليون ريال عماني خالل الربع المماثل‬ ‫من العام ‪2014‬م‪ .‬وفي المقابل ارتفعت �إيرادات الفنادق من فئة‬ ‫الأربع نجوم بن�سبة ‪ %11.7‬خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫وعلى �صعيد الأ�سعار �شهد الم�ؤ�شر العام لأ�سعار المنتجين‬ ‫انخفا�ضا بن�سبة ‪ 15.3‬في الربع الأول من ‪ 2015‬مقارنة بالربع‬ ‫المماثل من العام ال�سابق نتيجة انخفا�ض منتجات النفط والغاز‬ ‫بن�سبة ‪%17.1‬بالمائة والمنتجات غير النفطية بن�سبة ‪.%5.3‬‬ ‫كما ارتفع معدل الت�ضخم في الربع الأول من العام ‪2015‬م بن�سبة‬ ‫‪ %0.6‬مقارنة بالربع المماثل من العام ‪2014‬م‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية فقد بلغ �إجمالي قيمة ال�صادرات‬ ‫ال�سلعية �سجل في الربع الأول من العام ‪2015‬م انخفا�ضا بن�سبة ‪%31.5‬‬ ‫لت�صل �إلى ‪ 3.5‬مليار ريال عماني نتيجة انخفا�ض قيمة ال�صادرات‬ ‫النفطية بن�سبة ‪ %33.4‬و�إعادة الت�صدير بن�سبة ‪ %28.6‬كما انخف�ضت‬ ‫قيمة ال�صادرات غير النفطية بن�سبة ‪%27.5‬بالمائة خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫كما انخف�ضت قيمة الواردات ال�سلعية بن�سبة ‪ %4.1‬خالل الربع الأول‬ ‫لت�صل �إلى‪ 2.7‬مليار ريال عماني‪ .‬وفيما يخ�ص القوى العاملة في‬ ‫القطاع الخا�ص فقد ارتفع عدد العمانيين العاملين بالقطاع لخا�ص‬ ‫في الربع الأول من العام ‪2015‬م لي�صل الى ‪� 202‬ألف عامل وعاملة‬ ‫حيث ارتفع عددهم بن�سبة ‪ %8.6‬مقارنة بالربع المماثل من العام‬ ‫‪2014‬م حيث بلغ عددهم فيه ‪� 186‬ألف عامل وعاملة‪ .‬كما ارتفع عدد‬ ‫الأيدي العاملة الوافدة بن�سبة ‪ %3.7‬في الربع الأول مقارنة بالربع‬ ‫المماثل من العام ال�سابق لي�صل �إلى ‪ 1.6‬مليون عامل حيث بلغت‬ ‫ن�سبة الأيدي العاملة الوافد في القطاع الحكومي ‪ % 4‬وفي القطاع‬ ‫الخا�ص ‪ % 81‬وفي القطاع العائلي بلغت ن�سبتهم ‪% 15‬من �إجمالي‬ ‫عدد الأيدي العاملة الوافدة بال�سلطنة‪.‬‬ ‫و�شهدت المالية العامة للدولة في الربع الأول من ‪ 2015‬م عجزا‬ ‫ماليا بلغ ‪ 544.6‬مليون ريال عماني مقارنة بالفائ�ض الم�سجل في‬ ‫الربع المماثل من العام ‪2014‬م والبالغ ‪215.4‬مليون ريال عماني‪.‬‬ ‫وانخف�ضت الإيرادات العامة للدولة بن�سبة ‪ %23.9‬في الربع الأول‬ ‫مقارنة بالربع المماثل من العام ال�سابق‪ .‬كما انخف�ض الإنفاق‬ ‫العام لل�سلطنة ‪� % 6‬إلى ‪ 2.4‬مليار ريال عماني مقارنة ب ‪ 2.6‬مليار‬ ‫ريال عماني في الربع المماثل من العام ‪2014‬م حيث جاء ذلك‬ ‫نتيجة الم�ساهمات والدعم بن�سبة ‪ % 47.9‬في المقابل ارتفع‬ ‫الإنفاق على الم�صروفات اال�ستثمارية بـ ‪ %2.3‬وعلى الم�صروفات‬ ‫الجارية بن�سبة ‪ .%0.3‬و�سجل الناتج المحلي الإجمالي بالأ�سعار‬ ‫الجارية في ال�سلطنة �سجل انخفا�ضا بلغ ‪ %14.2‬حتى نهاية‬ ‫مار�س من العام الجاري مقارنة بنف�س الفترة من عام ‪ 2014‬م‬ ‫حيث انخف�ض من‪ 7.6‬مليار ريال عماني نهاية مار�س ‪ 2014‬م �إلى‬ ‫‪5‬ر‪ 6‬مليار ريال عماني نهاية مار�س ‪ 2015‬حيث يعزى هذا �إلى‬ ‫االنخفا�ض الكبير في �أ�سعار النفط الخام خالل تلك الفترة‪.‬‬ ‫وبذلك ف�إن االقت�صاد العماني‪ ،‬وبالرغم من اعتماده على عوائد النفط‬ ‫الم�صدر‪ ،‬تمكن من تحقيق ن�سب نمو جيدة‪ .‬كما تمكن من تجاوز التحديات‬ ‫التي ي�سببها تذبذب �أ�سعار النفط �أو الأحداث العربية والعالمية‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫ذاكــرة‬

‫مقال‬ ‫مقال‬

‫‪22‬‬

‫أحداث وأيام‬ ‫عيسى بن مسلـ ــم النبهـ ــاني‬

‫شهر نوفمبر‬

‫‪23‬‬

‫ •‪ 1940‬عيد ميالد السلطان قابوس بن سعيد‪،‬‬ ‫سلطان سلطنة عمان الثامن‪.‬‬

‫الدور الرقابي لهيئة حماية المستهلك‬

‫ • ‪ 1972‬صدور العدد األول من جريدة عمان‬

‫ • ‪ 1973‬صدور مرسومين سلطانيين بإنشاء‬ ‫وزارتي اإلعالم والتمية‬

‫ •‪ 1974‬مشاركة عمان في المؤتمر العربي‬ ‫للثروة المعدنية‬

‫ • ‪ 1974‬بدء البث التليفزيوني في سلطنة‬ ‫عمان ألول مرة‬ ‫ •‪ 1975‬صدور جريدة عمان مرتين باإلسبوع‬

‫ •‪ 1980‬اقتراح إنشاء مجلس التعاون الخليجي‬

‫عمان‬ ‫في قمة للجامعة العربية في األردن في ّ‬

‫ •‪ 1981‬صدور جريدة (عمان أوبزيرفر)‪ ،‬وهي‬ ‫صحيفة يومية حكومية باللغة اإلنجليزية‬ ‫ •‪ 1994‬صدرت مجلة نزوى مواكبة لعام التراث العماني‬

‫أحداث تاريخية‪:‬‬

‫‪1973‬‬

‫‪ 1793‬افتتاح متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس‪.‬‬

‫‪ 1869‬افتتاح دار األوبرا الخديوية في مصر‪.‬‬

‫‪ 1890‬بريطانيا العظمى تعلن زنجبار محمية بريطانية‪.‬‬

‫‪ 1945‬تأسيس منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‬

‫صدور مرسومي سلطانيين‬

‫‪-‬يونسكو‪.‬‬

‫بإنشاء وزارتي اإلعالم والتمية‬

‫‪ 1954‬اندالع الثورة الجزائرية والتي أدت الستقالل الجزائر‪.‬‬

‫رئيسا للواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪ 1960‬انتخاب جون كينيدي ً‬

‫‪ 1970‬إطالق اسم جمهورية اليمن الديمقراطية‬ ‫الشعبية على اليمن الجنوبي‪.‬‬

‫‪ 1977‬اكتشاف أكبر حقل لليورانيوم في البحر األسود‪.‬‬

‫‪ 1986‬افتتاح جسر الملك فهد والذي يربط بين السعودية والبحرين‪.‬‬

‫‪ 2004‬وفاة ياسر عرفات‪ ،‬رئيس السلطة الوطنية‬

‫الفلسطينية حاصل على جائزة نوبل للسالم عام ‪.1994‬‬

‫‪ 2004‬الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يتولى حكم إمارة‬ ‫أبو ظبي بعد وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪.‬‬

‫ذاكرة‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫في شهر ‪ 24‬نوفمبر ‪1973‬‬

‫•صدور مرسومين سلطانيين بإنشاء وزارتي اإلعالم والتمية‬

‫•االحتفاالت تعم أرجاء البالد والشعب يجدد العهد والوالء لقابوس‬

‫‪ 2013‬اختيار دبي الستضافة نسخة إكسبو ‪ 2020‬التابعة لمعرض‬ ‫إكسبو الدولي في ‪2020‬‬

‫األيام الدولية‬

‫ •‪ 1‬نوفمبر‪ :‬يوم الحرس السلطاني العماني‬ ‫ •‪ 2‬نوفمبر‪ :‬يوم المرشدة العربية‬ ‫ •‪ 3‬نوفمبر‪ :‬يوم البحرية السلطانية العمانية‬ ‫ •‪ 9‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للحرية‬ ‫ •‪10‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للعلم لصالح السالم والتنمية [اليونسكو]‬ ‫ •‪ 14‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي لداء السكري‬ ‫ •‪ 16‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للتسامح‬ ‫ •‪ 17‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للطالب الشباب‬ ‫ •‪ 18‬نوفمبر‪ :‬اليوم الوطني المجيد لسلطنة عمان‬ ‫ •‪ 18‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للفلسفة‬ ‫ •‪ 20‬نوفمبر‪ :‬يوم تنصيب جاللة السلطان (كشافا أعظم)‪.‬‬ ‫ •‪ 20‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي لحقوق الطفل‬ ‫ •‪ 21‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للتلفاز‬ ‫ •‪ 21‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي إلحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق‬ ‫ •‪ 25‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة‬ ‫ •‪ 29‬نوفمبر‪ :‬اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني‬

‫فعاليات الشهر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫•ورشة إدارة شبكات التواصل االجتماعي في وقت األزمات‪ ،‬ضمن فعاليات التحول‬ ‫االلكتروني‪ ،‬وسوف تكون بتاريخ ‪2015 /11 / 4 - 2‬م‪.‬‬ ‫•انطالق فعاليات رالي ُعمان الدولي ‪ ،2015‬خالل الفترة من ‪ ،2015/ 11 / 7 - 5‬بالجمعية‬ ‫العمانية للسيارات‪.‬‬ ‫•معرض إنجازات عمان‪ ،‬خالل الفترة من ‪ 2015/ / 11/ 11 - 10‬بمركز العاصمة للمعارض‪.‬‬ ‫•ندوة الموسوعة العمانية‪ ،‬والتي ستنطلق بتاريخ ‪ 2015 / 11 / 17-18‬بالنادي الثقافي‪.‬‬

‫�إن النجاحات التي و�صلت �إليها الهيئة‬ ‫العامة لحماية الم�ستهلك في الك�شف عن الكثير‬ ‫من المخالفات والتالعبات التي يقوم بها بع�ض‬ ‫�ضعاف القلوب من التجار والباعة‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق محاوالتهم الو�صول �إلى الربح ال�سريع‬ ‫كان وراءها الم�ستهلك نف�سه‪ ،‬الذي يعد ال�شريك‬ ‫الحقيقي والأول فيما ت�صل �إليه الهيئة من ك�شف‬ ‫عن هذه الأعمال‪.‬‬ ‫ولما كان من اخت�صا�صات الهيئة العمل على‬ ‫ا�ستقرار الأ�سعار في الأ�سواق‪ ،‬وتوفير ال�سلع‬ ‫الأ�سا�سية للم�ستهلك‪ ،‬ولما اقت�ضى قانون‬ ‫حماية الم�ستهلك رقم ‪2014/66‬م بكفالة حقوق‬ ‫الم�ستهلك في المادة رقم (‪ ،)14‬والتي هي‪:‬‬ ‫[الحق في الح�صول على المعلومات ال�صحيحة‬ ‫عن ال�سلعة التي ي�شتريها �أو ي�ستخدمها‪� ،‬أو‬ ‫الخدمة التي يتلقاها‪ ،‬والحق في الإختيار الحر‬ ‫حين انتقائه �أي �سلعة �أو تلقيه �أي خدمة‪ ،‬والحق‬ ‫في �ضمان جودة ال�سلعة والخدمة والح�صول‬ ‫عليهما بال�سعر المعلن‪ ،‬والحق في كل ما ي�ضمن‬ ‫له �صحته و�سالمته عند ح�صوله على �أي �سلعة‬ ‫�أو تلقيه �أي خدمة‪ ،‬وعدم �إلحاق ال�ضرر به عند‬ ‫ا�ستعماله العادي لهذه ال�سلعة �أو الخدمة‪ ،‬والحق‬ ‫في اقت�ضاء تعوي�ض عادل عن ال�ضرر الذي يلحق‬ ‫به وب�أمواله ب�سبب ح�صوله �أو ا�ستعماله العادي‬ ‫لل�سلعة �أو تلقيه الخدمة‪ ،‬والحق في تمثيل‬ ‫م�صالحه عند �إعداد ال�سيا�سات الخا�صة بحماية‬ ‫الم�ستهلك‪ ،‬والحق في احترام القيم الدينية‬ ‫والعادات والتقاليد للم�ستهلك عند تزويده ب�أي‬ ‫�سلعة �أو تلقيه �أي خدمه‪ ،‬توجب على م�أموري‬ ‫ال�ضبط الق�ضائي في دائرة تنظيم ومراقبة‬ ‫الأ�سواق العمل بكل جد‪ ،‬وتفان‪ ،‬و�إخال�ص على‬ ‫تحقيق هذه الحقوق للم�ستهلك �أينما وجد على‬ ‫هذه الأر�ض الطيبة]‪.‬‬ ‫ولهذا ف�إن م�أموري ال�ضبط الق�ضائي يعملون‬ ‫ب�آليات مختلفة في التحقق من التزام المحال‬ ‫والمراكز التجارية بقانون حماية الم�ستهلك‬

‫عن طريق قيامهم بالتفتي�ش الدوري للمحال‬ ‫التجارية للت�أكد من التزامها بالقانون‪ ،‬كما �أنهم‬ ‫يعطوا �أولوية خا�صة للبالغات التي ت�صلنا من‬ ‫قبل الم�ستهلك والتي تتطلب منا القيام بعمليات‬ ‫تفتي�ش خا�صة للتحقق من وجود المخالفة ليتم‬ ‫اتخاذ الإجراءات القانونية �ضدها‪ ،‬كما �أن بع�ض‬ ‫�إجراءات التفتي�ش تتطلب من م�أموري ال�ضبط‬ ‫الق�ضائي القيام بالتحري والتق�صي وجمع‬ ‫الإ�ستدالالت والمعلومات والبيانات والت�أكد منها‬ ‫وتوثيقها‪ ،‬وقد يتطلب ذلك وقتا‪ ،‬ولكن كل ذلك‬ ‫من �أجل تحقيق الغاية وكذلك تطبيقا لقول‬ ‫النبي ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪{ : -‬ال �ضرر وال‬ ‫�ضرار}‪ ،‬و�إظهارا للحق‪ ،‬وتبين ال�صواب فيتم‬ ‫اتخاذ الالزم حيال المخالفين‪.‬‬ ‫وعليه ففي الن�صف الأول من عام ‪2015‬م تلقت‬ ‫الهيئة العامة لحماية الم�ستهلك فيما يخ�ص‬ ‫دائرة تنظيم ومراقبة الأ�سواق عدد (‪)3266‬‬ ‫بالغا‪ ،‬وتم تحرير عدد (‪ )3344‬مخالفة ت�صدرتها‬ ‫المخالفات الخا�صة بعدم و�ضع الأ�سعار على‬ ‫ال�سلع والخدمات المعرو�ضة بالمحل‪ ،‬وال�سلع‬ ‫المنتهية ال�صالحية‪ ،‬والمخالفات الخا�صة‬ ‫ب�سالمة الأغذية والبيانات الإي�ضاحية‪ ،‬كما �أن‬ ‫عدد ال�سلع الم�ضبوطة من جراء هذه المخالفات‬ ‫و�صل �إلى �أكثر من (‪� )286970‬سلعة‪ ،‬وكانت‬ ‫ن�سبة كبيرة منها على المواد الغذائية‪ ،‬والتبغ‬ ‫المم�ضوغ وغير المدخن ب�أنواعه‪ ،‬وكذلك �أدوات‬ ‫التجميل والنظافة ال�شخ�صية‪ ،‬كما ت َّم �إحالة �أكثر‬ ‫من (‪ )2000‬عينة للفح�ص للت�أكد من �سالمتها‬ ‫عن عدمه‪ ،‬وكان �أغلب هذه العينات من المواد‬ ‫الغذائية و�أدوات التجميل والنظافة ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫و تعمل الهيئة العامة لحماية الم�ستهلك دائما‬ ‫جنبا �إلى جنب مع الجهات الرقابية الأخرى‪،‬‬ ‫وخا�صة الإدعاء العام وذلك للت�أكد من �صحة‬ ‫الإجراءات القانونية‪ ،‬و�شرطة عمان ال�سلطانية‬ ‫عن طريق م�ساندتها الفاعلة في �إنجاح‬ ‫العلميات والمداهمات‪ ،‬وبلدية م�سقط ووزارة‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪abuzakarya99@gmail.com :‬‬

‫البلديات الإقليمية وموارد المياه‪ ،‬وذلك للقيام‬ ‫بالأعمال الم�شتركة التي تخ�ص �سالمة و�صحة‬ ‫الم�ستهلك عن طريق التفتي�ش الم�شترك‪،‬‬ ‫والإ�ستعانة بالمختبرات لفح�ص العينات التي‬ ‫ترد البالغات المتكررة �ضدها‪ ،‬ولل�سلع المجهولة‬ ‫الم�صدر للت�أكد من �سالمتها لال�ستخدام‬ ‫الآدمي‪ ،‬وبالم�ساندة الفاعلة في �إنجاح العلميات‬ ‫والمداهمات‪ ،‬ووزارة التجارة وال�صناعة للت�أكد‬ ‫من مطابقة ال�سلع للموا�صفات القيا�سية‪ ،‬وغيرها‬ ‫من الجهات التي تحقق التكامل‪ ،‬والتي تهدف �إلى‬ ‫تحقيق الرخاء العام للمواطن‪.‬‬ ‫كما �أننا ننوه لكل م�ستهلك عند رغبته في‬ ‫التب�ضع والت�سوق �أن يقوم بالت�أكد من تاريخ‬ ‫الإنتاج واالنتهاء و�سالمة المنتج وغر�س ذلك‬ ‫لدى النا�شئة والأبناء حفاظا على �سالمتهم‪ ،‬كما‬ ‫�أننا ن�سترعي اهتمام الم�ستهلكين �إلى �ضرورة‬ ‫الوعي فيما يخ�ص الإعالنات التجارية من‬ ‫حيث م�صدر المنتجات المعرو�ضة‪ ،‬والم�صداقية‬ ‫وال�شفافية لهذه العرو�ض‪ ،‬وال نن�سى �أن نلفت‬ ‫�إنتباه الم�ستهلكين �إلى �ضرورة زيادة الوعي‬ ‫الخا�ص بثقافة الإ�ستهالك‪ ،‬واختيار ال�سلع بعناية‬ ‫تامة‪ ،‬وخا�صة ال�سلع التي تتعلق بال�صحة و�سالمة‬ ‫الم�ستهلك‪.‬‬ ‫ولما كان الم�ستهلك هو ال�شريك الحقيقي الأول‬ ‫في �إنجاح �أعمال الهيئة وموظفيها‪ ،‬ف�إننا ن�شكر‬ ‫كل من توا�صل معنا �سواء عبر خط الم�ستهلك‬ ‫�أو قنوات التوا�صل الإجتماعي الخا�صة بالهيئة‬ ‫�أو عبر �أي و�سيلة لإي�صال �أي معلومة تفيد‬ ‫حماية الم�ستهلكين من المخالفات التي قد‬ ‫تواجههم �أو ت�صادف غيرهم‪ ،‬وكذلك بالمقترحات‬ ‫والمالحظات التي ترقى ب�أعمال الهيئة‪،‬‬ ‫وخدماتها‪ ،‬لأن الهيئة هي جزء ال يتجز�أ من‬ ‫الم�ستهلك نف�سه‪ ،‬والتي هي معنية ب�إي�صال حقوق‬ ‫الم�ستهلك �إليه‪ ،‬وهنا تتحقق الغاية من �إن�شائها‪.‬‬ ‫والهدف من تكوينها الذي ت�سعى جاهدة الو�صول‬ ‫�إليه خدمة لهذا الوطن العزيز عمان‪.‬‬


‫مقال‬ ‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬

‫‪24‬‬

‫المرآة األمامية‬ ‫قام ب�ضبط المر�آة الأمامية والجانبية‪ ،‬ثم �أدار‬ ‫المحرك‪ ،‬وانطلق‪ ..‬كانت عيناه تنظران �إلى الأمام �أغلب‬ ‫الوقت وتلقيان نظرات خاطفة �إلى الخلف من خالل‬ ‫المر�آة الأمامية و�إلى جانبي الطريق بالمر�آة الجانبية‪،‬‬ ‫الم�شاهد تتغير ب�شكل م�ستمر ‪ ،‬و�أ�صبحت من الما�ضي‬ ‫فال ثبات للأحداث‪ .‬تمكن من العبور بجانب ال�شاحنة‬ ‫ال�ضخمة التي كانت ت�سير بمحاذاته وتجاوز ال�سيارة التي‬ ‫كانت تعيق م�ساره‪ ..‬تال�شت المركبات حتى الجبل الذي‬ ‫الزمه منذ لحظه انطالقه تال�شى بعدما غير م�ساره‬ ‫وظهر البحر في الأفق البعيد‪ .‬كان يت�أمل الم�شهد �سارحا‬ ‫يفكر في الما�ضي وثقته بنف�سه تزداد كلما اقترب من‬ ‫الهدف يتحدث في نف�سه‪ ..‬الطريق كان مجهوال لكن‬ ‫�صورة الهدف بد�أت في التجلي كلما اقتربت‪ ،‬لقد تم ّكنت‬ ‫من االنطالق �إلى الأمام من نقطة البداية التي كانت من‬ ‫الما�ضي‪ ،‬وا�ستطعت �أن �أ�سير بمركبتي ال�صغيرة بمحاذاة‬ ‫ال�شاحنة التي كان هديرها كافيا لإحداث هزة في نف�سي‬ ‫ونجحت في تجاوزها دون �إحداث �أي �ضرر ل ٍأي منا ‪.‬‬ ‫المر�آة كانت مهمة بالن�سبة له لتقييم الم�سار‪ ،‬والت�أكد من‬ ‫كونه يم�ضي في االتجاه ال�صحيح للهدف‪ ،‬فنظرة واحدة‬ ‫�إلى الخلف (الما�ضي) تكفي للت�أكد من الخطوة التالية‪..‬‬ ‫في كل خطوة يخطوها كان يغيّر من م�ساره وفقا لطبيعة‬ ‫المتغيرات التي يواجهها في طريقه �إلى تحقيق الهدف‪.‬‬ ‫هذا الم�شهد يتكرر ب�شكل يومي وبتفا�صيل مختلفة لكنها‬ ‫تت�شابه �إلى حد كبير مع ما يعاي�شه الفرد �أو الم�ؤ�س�سات في‬ ‫طريقهم �إلى تحقيق الأهداف‪ ،‬فالمر�آة في الفقرة ال�سابقة‬ ‫تمثل التقييم ال�صحيح (للم�سار) للخطط واال�ستراتيجيات‬ ‫الفردية �أو الم�ؤ�س�سية للتم ِّكن من تحقيق ما يقارب ‪٪٨٠‬‬ ‫من الأهداف‪ ،‬ذلك لأن من ال�صعب تحقيق الكلي للأهداف‬ ‫نظرا لوجود عوامل �أخرى من ال�صعب التحكم بها ‪.‬‬ ‫�أما النظر �إلى الأمام بعين الما�ضي فيمثل �ضرورة‬ ‫درا�سة الأجزاء الم�ؤثرة من الما�ضي على الحا�ضر‪ ،‬يقول‬ ‫الباحثون في هذا ال�ش�أن‪�" :‬إ َّن االنطالق �إلى تحقيق‬ ‫الم�ستقبل يبد�أ بدرا�سة �أجزاء من الما�ضي‪ ،‬والآثار‬ ‫التي خلفتها على حياتنا �أو م�ؤ�س�ساتنا وذلك بتحديد‬ ‫الأحداث التي حدثت بالفعل والتي يمكن �أن ي�ستمر‬ ‫ت�أثيرها �إلى اليوم والم�ستقبل و�إلى تحديد الأدوات‬ ‫والو�سائل المنا�سبة لرحلة االنطالق �إلى الم�ستقبل" ‪.‬‬ ‫وي�ؤكدون كذلك على �أنه من ال�ضروري اليوم التفكير‬ ‫في تحديد الم�ستقبل نظرا للمتغيرات التكنولوجية‬ ‫واالقت�صادية وال�سيا�سية والمناخية المت�سارعة فمعظم‬ ‫دول العالم النامي والمتقدم على حد �سواء يواجهان‬

‫تحديات اقت�صادية وارتفاع ن�سب الخريجين والباحثين‬ ‫عن عمل‪ ،‬وتذبذب في �أ�سعار العقارات و �إغالق ال�شركات‬ ‫العريقة وغيرها‪ ،‬في حين وقبل عقد واحد فقط كان‬ ‫العالم �إلى حد كبير ي�شهد نموا متوازناً ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من �أن الم�ستقبل ال يمكن التنب�ؤ به لكننا‬ ‫يمكننا �أن نتخيل ال�صورة التي يمكن �أن يكون عليها‬ ‫الم�ستقبل من خالل درا�سة العوامل الديمغرافية‬ ‫والتغييرات التي طر�أت على المجتمع في الما�ضي‬ ‫والحا�ضر ومن ثم يمكننا �أن نتوقع الآثار التي يمكن �أن‬ ‫تترتب على الم�ؤ�س�سات والأفراد نتيجة تلك المتغيرات‪.‬‬ ‫فما يحدث للتو واللحظة هو ما ي�ؤدي �إلى حدوث‬ ‫الم�ستقبل فعلى �سبيل المثال نمو ن�سبة المواليد‪ ،‬قلة‬ ‫التنوع في التخ�ص�صات الدرا�سية انخفا�ض �أو ارتفاع‬ ‫�أ�سعار النفط‪ ،‬االعتماد على م�صادر دخل محدودة ‪.‬‬ ‫تخيل المستقبل ممكن في‬

‫ظل تحليل المعطيات الحالية‬ ‫والسابقة‬

‫فقبل �أيام �شاهدت تقريرا �إخباريا عن فيلم العودة �إلى‬ ‫الم�ستقبل الذي طرح في الثمانينيات من القرن الما�ضي‬ ‫فقد طرح الفيلم الكثير من الأفكار الم�ستقبلية عن عام‬ ‫‪ ٢٠١٥‬وهو ما تو�صل �إليه العالم اليوم‪ ،‬وهذا ي�ؤكد على‬ ‫�أن تخيل الم�ستقبل ممكن في ظل تحليل المعطيات‬ ‫الحالية وال�سابقة ‪�.‬إذن االنطالق �إلى الم�ستقبل يبد�أ من‬ ‫الآن‪ ..‬يقول بيتر داركر الأب الروحي للإدارة الحديثة‪:‬‬ ‫"�إ َّن للم�ستقبل ع�شر عنا�صر �أ�سا�سية ف�إن �أدركناها‬ ‫ن�ستطيع �صناعته واال�ستعداد له والعنا�صر الع�شر هي ‪:‬‬ ‫�أوال ‪ -‬العقلية‪� :‬أن تدرك الم�ستقبل وت�ضعه في‬ ‫الح�سبان دوما �أمامك وطوال الوقت ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬الغمو�ض‪� :‬أن ت�ؤمن ب�أن الم�ستقبل �سيكون‬ ‫غام�ضا ومختلفا عن اليوم ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬ال�صنع‪� :‬أن ت�سعى ل�صناعة الم�ستقبل و�إن�شائه‬ ‫على الرغم من �صعوبة التنب�ؤ به‪.‬‬ ‫رابعًا ‪ -‬الحتمية‪� :‬أن تدرك �أن قدرا من الم�ستقبل قد‬ ‫حدث في الحا�ضر وحتما �سي�ؤثر في الم�ستقبل‪.‬‬ ‫خام�سً ا ‪ -‬اللحظة الراهنة‪� :‬أن يعتمد الم�ستقبل على‬ ‫القرارات والأحداث والأفكار التي تحدث في هذه اللحظة‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلتها على‪mirfat.alaraimi@oeppa.om :‬‬

‫�ساد�سً ا ‪ -‬التغيير‪ :‬القبول ب�أن التغيير �شيء حتمي‬ ‫وطبيعي يحدث وب�شكل م�ستمر ومعتاد ‪.‬‬ ‫�سابعًا ‪ -‬االنعكا�س‪ :‬ال�صورة التي كونتها عن الم�ستقبل‬ ‫المحتمل يجب �أن ت�شمل التوقعات واالنعكا�سات التي‬ ‫يمكن �أن تحدث لحياتك‪.‬‬ ‫ثام ًنا ‪ -‬الحذف والتح�سين‪ :‬يجب ان تتوقف عن‬ ‫فعل الأ�شياء غير المجدية نفعا و �إحداث تعديالت‬ ‫وتح�سينات على القرارات المجدية ‪.‬‬ ‫تا�سعًا ‪ -‬االبتكار والمبادرات‪� :‬ضرورة التفكير في مبادرات‬ ‫جديدة وابتكار �أفكار جديدة في مجال الخدمات‬ ‫والمنتجات بهدف تحقيق مكا�سب م�ستقبلية‪.‬‬ ‫عا�شرًا ‪ -‬المخاطر والتحديات‪� :‬ضرورة التوقع ب�أن التغيير‬ ‫والم�ستمر يعني وجود تحديات ومخاطر جديدة تتمثل في‬ ‫مناف�سين �أو تقنيات حديثة فالمعرفة بحكم طبيعتها في‬ ‫تغير م�ستمر ويجب على الأفراد والم�ؤ�س�سات �إدراك ذلك ‪.‬‬ ‫وال�شك ف�إن �أكثر العوامل الم�ؤثرة على الم�ستقبل‬ ‫هما الإن�سان والتاريخ؛ فالإن�سان �أو المورد الب�شري‬ ‫ك�شريك وم�ساهم في �صناعة م�ستقبل المجتمعات‬ ‫والم�ؤ�س�سات والتاريخ هو ما �سي�شكل م�ستقبلنا‪..‬‬ ‫واليوم ونحن �سائرون �إلى الم�ستقبل وبعد عقود من‬ ‫م�سيرة التنمية والعطاء نحن بحاجة �إلى �إعادة توجيه‬ ‫بو�صلة الأهداف ك�أفراد وم�ؤ�س�سات م�ستندين على‬ ‫نتائج الما�ضي والحا�ضر فالم�ستقبل بحاجة �إلى �إعداد‬ ‫الإن�سان المثقف بديال عن المتعلم‪ ،‬و�إلى كوادر ب�شرية‬ ‫ماهرة بديال عن كوادر متعلمة و�إلى توفير العناية‬ ‫ال�صحية بديال عن الرعاية ال�صحية وهذا لن يتحقق‬ ‫�إال بتعاون �أفراد المجتمع مع م�ؤ�س�ساتها ‪.‬ففي الكثير‬ ‫من م�ؤ�س�سات المجتمع المتقدم نالحظ كيف تقوم هذه‬ ‫الم�ؤ�س�سات ب�إن�شاء �أق�سام تعنى بالإعداد للم�ستقبل من‬ ‫خالل الأبحاث واالبتكارات التي تفتح �آفا ًقا م�ستقبلية‬ ‫وا�سوا ًقا جديدة لم�ؤ�س�ساتها بهدف النمو واال�ستمرار‪.‬‬ ‫يقول روبرت �شولر في كتابه القوة الإيجابية 'الأهداف لي�ست‬ ‫فقط �ضرورية لتحفيزنا ولكنها � ً‬ ‫أي�ضا �شيء �أ�سا�سي يبقينا‬ ‫�أحيا ًء فبمعرفة �أهدافك الكبرى ور�سالتك ت�ستطيع �أ ْن تتجه‬ ‫�إلى الأمام بالأدوات المنا�سبة و�أن حددت وقتا لتحقيقك‬ ‫�أهدافك ف�إنك �ستوفر الجهد والمال‪� ،‬أما �إذا خططت‬ ‫للم�ستقبل وو�ضعت مجموعة �أهداف وو�سائل لتحقيقها‬ ‫وخ�ص�صت الموارد الالزمة لتحقيقها وو�ضعت جدوال زمنيا‬ ‫�ستنجلي �أمامك حينئذ �صورة الم�ستقبل المحتمل دون �أن‬ ‫تخ�سر الجهد والمال‪ .‬فالتح�ضير للم�ستقبل يبد�أ اليوم‪ ،‬فما‬ ‫نح�صده في الغد من ثمار هي بذور نزرعها اليوم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.