إصدار رواق العدد السابع

Page 1

‫العدد (‪)7‬‬

‫مع ‪:‬‬

‫إصدارشهري يصدر عن‬

‫أكتوبر ‪٢٠١٥‬م‬

‫‪781‬‬

‫مليون أمي حول‬ ‫العالم*‬

‫* احصاءات األيسيسيكو‬

‫‪6‬‬

‫مركــز الدراســـات والبحــوث‬

‫التجديد جميل ولكنه إن‬ ‫صار أحجية فسد!‬

‫‪14‬‬

‫فرص العمل في دول‬ ‫مجلس التعاون‪ ...‬الواقع‬ ‫والمستقبل‬

‫‪18‬‬

‫تمكين المرأة تمكين لإلنسانية‬


‫انطالقة‬

‫‪2‬‬

‫امسح وشاهد‬ ‫الرئيس التنفيذي‬ ‫د‪ .‬إبراهيم بن أحمد الكندي‬ ‫المتعددة في‬ ‫في إطار توظيف الوسائط‬ ‫ّ‬ ‫القراء‬ ‫الورقية للمزيد من التفاعل مع‬ ‫الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫للمرة األولى في‬ ‫يدشن "رواق" خدمة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التطور التكنولوجي‬ ‫السلطنة مستفيدين من‬ ‫ّ‬

‫وجعله في خدمة القاريء ولمشاهدة مقاطع‬ ‫قم بالمسح‬ ‫الفيديو الموجودة بـ"رواق"‬ ‫ْ‬ ‫بكل مقطع فيديو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الضوئي (للباركود) الخاص‬

‫وبإمكان مستخدمي أجهزة الهواتف المحمولة‬

‫اللوحية التي تعمل بنظام‬ ‫والحواسيب‬ ‫ّ‬ ‫االندرويد تحميل برنامج (َ‪)QR Code Reader‬‬

‫من متجر (‪ )Play Store‬كما يمكن لمستخدمي‬

‫اللوحية التي تعمل بنظام‬ ‫الهواتف واألجهزة‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )iOS‬تحميله من موقع (‪.)iTunes‬‬

‫اإلشراف التحريري‬

‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬ ‫مديرة مركز الدراسات والبحوث‬

‫المراجعة التحريرية‬ ‫عبد الرزاق الربيعـي‬

‫ناصر محمد أبو عون‬

‫التنسيق الفني والمتابعة‬ ‫باسمة بنت محمد الداوودية‬ ‫زبيدة بنت علي البلوشية‬

‫التصوير واإلنتاج الفني‬ ‫حمــد عبد الرحمن الرئيــــسي‬

‫اإلخراج والتنفيذ‬

‫محمد بن راشد العيسائي‬ ‫طاهر الحراصي‬

‫الترجمة‬

‫أحالم بنت صالح الشعيلية‬

‫صورة الغالف ‪ :‬حمد عبد الرحمن الرئيسي‬

‫إصدار متخصص يصدر عن مركز الدراسات والبحوث ويوزع مع جريدة عمان‬

‫جميع اآلراء الواردة في اإلصدار تعبر عن آراء كاتبيها فقط وال تعبر عن رأي المركز‪.‬‬ ‫يرحب رواق بجميع المشاركات والمساهمات واالبتكارات العلمية والبحثية التي تقدم حلوال قابلة للتطبيق‪ ،‬ونرجو تواصلكم عبر‪:‬‬

‫هاتف‪:‬‬

‫‪ 24649145 - 24649192‬فاكس‪24649143 :‬‬ ‫ايميل‪rawaq.r.s.c@gmail.com :‬‬

‫ُط ِبع بمطابع مؤسسة ُعمان للصحافة والنشر واإلعالن‬


‫يواصل برامج نشر الوعي القيادي وتأهيل الموظفين واكسابهم الجديد‬

‫أخبار‬

‫مركز الدراسات والبحوث‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫يوا�صل مركز الدرا�سات والبحوث بم�ؤ�س�سة‬ ‫عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن برامجه‬ ‫الرامية لن�شر الوعي القيادي‪،‬وت�أهيل الموظفين‬ ‫‪،‬واك�سابهم مهارات جديدة‪ ،‬وذلك ي�أتي توا�صال‬ ‫مع برامجه ال�سابقة التي بد�أها بالبرنامج‬ ‫التدريبي "بيك�س‪ ..‬لتحديد نمط ال�شخ�صية"‬ ‫الذي �أقامته الم�ؤ�س�سة العام الما�ضي بم�شاركة ‪40‬‬ ‫متد ّربا ومتد ّربة من عدّة وزارات ي�شغلون مواقع‬ ‫مدراء‪ ،‬وم�ساعدين‪ ،‬وموظفي الموارد الب�شرية‪،‬‬ ‫والتوظيف‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والتطوير المهني في عدد‬ ‫من الم�ؤ�س�سات الحكومية والخا�صة ‪ ،‬و�أ�شرف‬ ‫عليه المد ّربان ال�سنغافوريّان‪� :‬صوفيا تان لونج‬ ‫كينج ولوي�س �شين زاي كونج ‪ ،‬وهما من �أ�صحاب‬ ‫الخبرة التطبيق ّية ‪ ،‬في مجال التدريب على‬ ‫مثل هذا النوع من البرامج التي تهت ّم بت�صنيف‬ ‫الموارد الب�شريّة وا�ستغالل طاقتها الق�صوى‬ ‫في زيادة االنتاج ّية‪ ،‬ودعم �سيا�سات الم�ؤ�س�سة‪،‬‬ ‫وزيادة القدرة على االبتكار والمبادرة‪ ،‬وقد ا�ستند‬ ‫البرنامج على بحوث م�ستفي�ضة با�ستخدام �أف�ضل‬ ‫الممار�سات في مجال القيادة‪ ،‬وال�شخ�صية‪،‬‬ ‫والتنمية الذاتية‪ ،‬ونموذج العوامل الخم�سة‪،‬‬ ‫والذي يم ّكن الم�ؤ�س�سة من تحقيق طفرة‪،‬‬ ‫وانطالقة جديدة في القيادة‪ ،‬وي�ساعد على‬ ‫التوظيف الفعال‪ ،‬واالختيار الأن�سب للموظفين‪،‬‬ ‫وي�سهل عملية اختيار ال�شخ�ص البديل للمن�صب‪،‬‬ ‫وتطوير القيادة ‪ ،‬و�إيجاد ال�شخ�ص المنا�سب‬ ‫للوظيفة المنا�سبة‪ ،‬وتعزيز العمل الجماعي‪،‬‬

‫والح�صول على �إنتاجية �أعلى‪ ،‬وتطوير و�صقل‬ ‫المهارات والمواهب‪ ،‬وحل الم�شكالت ال�شخ�صية‬ ‫‪،‬واكت�شاف نقاط القوة التي تميز الفرد‪ ،‬واكت�شاف‬ ‫الطاقات الكامنة وتنمية ا�ستراتيجيات �إدارة‬ ‫نقاط ال�ضعف ال�شخ�صية‪.‬‬

‫عام ‪� 2020‬أن ي�صبح �أكثر من ‪ %50‬من القوى‬ ‫العاملة لدينا من جيل الألفية‪ ،‬و�أنهم �سيتو ّقعون‬ ‫الح�صول على الكثير‪ ،‬والمزيد من م�ؤ�س�ساتهم‬ ‫التي يعملون بها‪ ،‬حينها لن يتطلب التحدّي الذي‬ ‫يواجه القيادة في القرن ‪ 21‬من القادة بناء نموذج‬ ‫عمل قابل للتطبيق فقط‪ ،‬و�إنما �أي�ضاً بناء ثقافة‬ ‫ناب�ضة بالحياة تعمل على جذب‪ ،‬و�إدارة المواهب‬ ‫واالحتفاظ بها‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬ف�إن بع�ض الم� ّؤ�س�سات‬ ‫ت�شعر بال�ضغط نتيجة المعدل المرتفع لدوران‬ ‫الوظيفي‪ ،‬وغياب المدراء الج ّيدين‪ ،‬فماذا يمكننا‬ ‫�أن نفعل حيا َل هذه التحديات؟‬

‫�إن �أف�ضل الم�ؤ�س�سات هي التي تجمع الأفراد للعمل‬ ‫حول هدف م�شترك‪� ،‬إذ يبدي �أفرادها رغبتهم‬ ‫للعمل في فرق جماعية وي�شد كل منهم على ع�ضد‬ ‫الآخر‪ ،‬ويقدمون ر�ؤى مهمة ت�سهم في التطوير‬ ‫والتنمية الم�ستدامة‪� ،‬إال �أن العديد من المنظمات‬ ‫ي�صل بها الأمر �أن ت�صبح عاجزة لعدم توافر‬ ‫الإمكانيات لديها وال�سبب في ذلك هو �أن ر�أ�س كوننا قادة م�ؤ�س�سات‪ ،‬هناك �شيء واحد نقوم‬ ‫المال الب�شري لديهم غير متطور ولي�س متنا�سقاً‪ .‬به‪ ،‬وهو ا ّتخاذ القرارات التي ت�ؤ ّثر على النا�س‪،‬‬ ‫واحتياجات‪ ،‬ومتطلبات العمل‪� ،‬إال �أ ّنه‪ ،‬وبالن�سبة‬ ‫وت�أتي �أهم ّية هذه البرامج التي ّ‬ ‫تنظم ب�أ�شكال لمعظمنا‪ ،‬ف�إننا ن ّتخذ قرارات تحت �ضغوط‬ ‫مختلفة‪،‬و�أ�ساليب متعدّدة بهدف اكت�شاف و�سائل‪ ،‬هائلة‪ ،‬و�أ ّننا نتوقع اتخاذ قرارات ج ّيدة في وقت‬ ‫وطرق الح�صول على البيانات الالزمة التخاذ �ض ّيق‪ ،‬وطاقة محدودة وموارد قليلة ‪ ،‬كما تتطلب‬ ‫القرارات‪ ،‬والتعرف على كيفية اعتماد المنهج توقعات ال�ش ّفافية‪ ،‬والنزاهة وجود قادة للمحا�سبة‪،‬‬ ‫العلمي لتح�سين جودة �صنع القرار‪ ،‬وتطبيق والم�ساءلة عن قرارتهم‪ ،‬ومناق�شتها ب�شكل منا�سب‪.‬‬ ‫المح�صلة‬ ‫نهج قائم على الإدارة بالبراهين ‪ ،‬وفي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النهائ ّية �سيتز ّود الم�شاركون بالمعرفة الالزمة وبذلك نتمكن من اكت�شاف �أحدث الطرق‬ ‫لإيجاد بيئة حيويّة‪ ،‬وثقافة عمل مم ّيزة لجذب التي ت�ساعدنا على �إيجاد‪ ،‬وبناء البراهين‬ ‫لقراراتنا بطريقة منهجية‪ ،‬والجمع بين بيانات‬ ‫المواهب‪ ،‬وادارتها‪ ،‬واالحتفاظ بها‪.‬‬ ‫الم�ؤ�س�سات‪ ،‬والمنهج العلمي لتح�سين نوعية‬ ‫�إن عالمنا اليوم يواجه تغ ّيراً مت�سارعا في القرارات الخا�صة بنا‪ ،‬و�إي�صال قراراتنا بطريقة‬ ‫اتجاهات الموارد الب�شرية‪ ،‬ومن المتوقع بحلول �أف�ضل‪ ،‬وبتكلفة �أقل‪ ،‬والح�صول على نتائج فاعلة‪.‬‬

‫األربعاء القادم‬

‫العـدد (‪ )8‬ــ �سبتـمرب ‪2015‬‬ ‫ي�سدر �سهري ًا مع جريدة عمان‬

‫ترقبوا مع جريدة‬

‫ال�سورى يف النظام ال�سيا�سي ُالعماين‬

‫ً‬ ‫مجـــانا‬

‫د‪ .‬حممد بن مبارك العرميي‬ ‫مدير عام ورئي�س حترير وكالة الأنباء العُ مانية‬

‫بحوث خلدمة املجتمع ودعم �صانع القرار‬

‫بحوث خلدمة املجتمع ودعم �صانع القرار‬

‫مدير عام ورئي�س حترير وكالة الأنباء العُ مانية‬ ‫د‪ .‬حممد بن مبارك العرميي‬

‫ال�سورى يف النظام ال�سيا�سي ُالعماين‬

‫كرا�ســــات‬ ‫ا�سرتاتيجية‬

‫‪3‬‬


‫مقال‬ ‫د‪ .‬محمد بن قاسم ناصر بوحجام‬

‫‪4‬‬

‫جمعية التّ راث‪ ،‬القرارة‪ ،‬الجزائر‬ ‫رئيس‬ ‫ّ‬

‫قواعد البناء الحضاري‬ ‫�إ َّن العمل ال ّت�أ�سي�سي‪ ،‬والعمليّة ال ّتن�شيئيّة‬ ‫يتط ّلبان معرفة جملة من قواعد البناء الح�ضاري‪.‬‬ ‫نذكر منها ما ي�أتي‪:‬‬ ‫�أوال ‪ -‬العلم ال�صّ حيح‪ ،‬الذي هو الأ�سا�س الأوّل في هذا‬ ‫البناء‪ ،‬وهو للإ�سالم ال ّدعامة الأولى‪ ،‬وهو مطلب ك ّل‬ ‫زمان ومكان‪ ،‬وواجب على ك ّل فرد‪ ،‬في ك ّل وقت وفي ك ّل‬ ‫مراحل عمره‪ .‬في هذا العن�صر يقول المرحوم ّ‬ ‫ال�شيخ‬ ‫عبد الرّحمن بن عمر بك ّلي(‪ :)1986 – 1901‬من كان‬ ‫�أعلم كان �أغنم‪ ،‬ومن كان �أفهم كان �أ�سلم‪ .‬وتبعًا لهذا‪،‬‬ ‫و�سيرًا نحو توفير �سبل طلب العلم ال�صّ حيح‪ ..‬يجب‬ ‫االهتمام بال ّتعليم‪ ،‬الذي هو عمليّة �إعداد الفرد ليخو�ض‬ ‫معترك الحياة بقوّة وثقة في ال ّنف�س‪ .‬كما يجب االعتناء‬ ‫بتوفير �أ�سباب ن�شره وتعميمه على ك ّل طبقات المجتمع‪،‬‬ ‫وتطويره بما ي�ستجيب لم�ستجّ دات ك ّل زمان‪ ،‬ويلبّي‬ ‫حاجات ك ّل ميدان‪ ،‬وين�سجم مع المبادئ والأ�صول‬ ‫والأركان‪ ،‬ويح ّقق ال ّتوا�صل مع مكوّنات الع�صر الذي‬ ‫يوجد فيه الإن�سان‪.‬بهذه الموا�صفات ينجح القائمون‬ ‫على مراكز ال ّتربيّة وال ّتعليم – بك ّل �أ�شكالها – في‬ ‫ال ّنجاح بالعلم في بلوغ الأهداف المن�شودة‪.‬‬ ‫ثانيًا ‪ -‬ال ّنظام المحكم في ك ّل ّ‬ ‫ال�ش�ؤون والأمور‪ ،‬وفي‬ ‫جميع الأ�صعدة والم�ستويات‪ ،‬وفي ك ّل �أنواع العالقات‬ ‫وال ّتح ّركات‪ .‬ففي ال ّنظام حياة‪ ،‬وفيه الفوز وال ّنجاح‬ ‫ّ‬ ‫والظفر بالمطلوب والغايات‪ .‬قال �أحمد �شوقي عن‬ ‫الأوروبيّين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وما َفا ُزوا ِبـ ُمع ِْجز ٍة عل ْين ـ ــا ول ِكن في �أموره ُم ِنظـ ـ ـ ــام‬

‫�ضبط الم�سار‪ ،‬وال ّتركيز على ما هو‬ ‫ي�ساعد على ِ‬ ‫ّ‬ ‫مطلوب‪ ،‬وتحديد الأولويّات‪ ،‬وير�شد �إلى الطرق‬ ‫ال�صّ حيحة وال�سّ ريعة في ال ّتنفيذ‪ ،‬ويهدي �إلى الأقوم‬ ‫من الأعمال‪ ..‬ويقت�صد في الجهد‪ ،‬ويعطي فر�ص َة‬ ‫ال ّر�ؤية ّ‬ ‫ال�شاملة في �ش�ؤون الحياة‪..،‬‬ ‫رابعًا ‪ -‬حبّ الجمال وال ّتعامل مع الأ�شياء بمنظور‬ ‫الجمال �أو من منطلق الجمال �أو من مفهوم‬ ‫الجمال‪ ..‬ف�إذا كان الجمال هو العمل الـمتقن‪ ،‬ف�إ ّن‬ ‫الذي ي�ؤمن بهذا ويعيه ح ّق الوعي‪� ..‬سيحر�ص على‬ ‫توفير الإتقان في ك ّل ما ي�أتيه‪ :‬ق ً‬ ‫وال �أو فع ًال‪ .‬يتقن‬ ‫تطبيق دينه؛ لأ ّن الجمال يطلب ذلك‪ .‬يح�سن في‬ ‫�أخالقه؛ لأ ّن الجمال يقت�ضي ذلك‪ ،‬عالقاته مع‬ ‫غيره تكون جيّدة طيّبة‪ ،‬لأ ّن الجمال يدفعه �إلى ذلك‪،‬‬ ‫يحبّ الخير لغيره‪ ،‬ويكره �إيذاءَه �أو الإ�ضرار به؛ لأ ّن‬ ‫الجمال يح ّثه على ذلك‪ ،‬يمتنع عن ال ّتق�صير في �أداء‬ ‫الواجبات‪ّ ،‬‬ ‫ويكف عن اقتراف ال ّرذائل والموبقات‬

‫إتقان العمل‪ ،‬من توجيهات‬ ‫ديننا اإلسالمي الحنيف‬

‫الحضارية‬ ‫ومن دعائم قيمه‬ ‫ّ‬

‫و�إتيان المنكرات‪..‬؛ لأ ّن الجمال ال ير�ضى بذلك‪.‬‬ ‫�إ َّن �إ�سالمنا قبل ك ّل �شيء نظام محكم‪ ،‬فلن�أخذ منه هكذا ف�إ ّن حبّ الفر ِد الجما َل وجعلَه قاعدة ينطلق‬ ‫قواعد العمل‪ ،‬ولنطبّقها �أح�سن تطبيق لننجح ونفوز منها في ال ّتح ّرك والقول ي�سهم في البناء الح�ضاري‬ ‫ونفلح‪ ،‬قبل �أن ن�أخذ من غيرنا ما ّ‬ ‫ننظم به حياتنا للإن�سان والكيان والأركان‪...‬‬ ‫و�ش�ؤوننا وعالقاتنا وحياتنا بعامّة‪�..‬أ�ضيف قائ ًال‪:‬‬ ‫يعي�ش الـمر ُء �أ�صْ ال ِبال ِّنظــام ي َُ�ش ُّق به طري ًقا للأما ِم خام�سً ا ‪ -‬ال ّتح ّلي بال ّذوق ال�سّ ليم‪ .‬حُ بُّ الجمال و َتـ َم ّليه‬ ‫َفيَه ِدي ِه ال�سّ دي ـ ـ َد من ال ِفعا ِل َفيمْ�ضي ُم�س َتريـحا في ا ْن ِ�سجَ ا ِم واالنطباع به‪..‬ك ّل ذلك يكوّن في الإن�سان حا�سّ ة ذوقيّة‬ ‫و ُيعْطي ِه ال�سَّ المة في الـم�سي ِر وَفي ُك ِّل ُقعــو ٍد �أَ ْو ِقي ـ ـ ـ ــا ِم مرهفة‪ ،‬تتجاوب مع المناظر الجميلة‪ ،‬وتعجب‬ ‫بالم�شاهد ال ّرائعة‪ ،‬و ُت َ�ش ُّد �إلى المواقف ال ّنبيلة‪ ..‬وتنفر‬ ‫ثال ًثا ‪ -‬ح�سن ال ّتخطيط‪ :‬هذا ال ّتخطيط ينطلق من من المناظر القبيحة‪ ،‬وتهرب من الم�شاهد ال�سّ مجة‪،‬‬ ‫منظومة فكريّة‪ ،‬تت�ضمّن م�ضمو ًنا يعك�س مذهبًا وتكره المواقف المخزيّة‪..‬‬ ‫صوال هذه ّ‬ ‫فكريًّا مع ّي ًنا‪ ،‬ومبادئ محدّدة في العمل‪ ،‬و�أ� ً‬ ‫الطبيعة في الإن�سان ال�سّ ويّ تجعل منه فردًا‬ ‫مق ّننة في ال ّن�شاط‪..‬توجّ ه الم�شروعات المقترحة �صالحً ا يتقدّم �إلى مواطن ال�صّ الح والبناء وال ّت�شييد‬ ‫بك ّل و�ضوح ودراية‪ ..‬هذا المنهج في ال ّتخطيط والبدار‪ ..‬ويبتعد عن مواقع الف�ساد والهدم والدّمار‪،‬‬

‫َف َي ْن�أَى بنف�سه من الإفال�س والخ�سار‪ .‬دليله في‬ ‫ال ّتفريق بين ال�صّ الح والف�ساد‪ ،‬وبين ّ‬ ‫الطيّب والخبيث‪،‬‬ ‫وبين البناء والهدم‪ ،‬وبين المفيد وغير المفيد‪...‬دلي ُله‬ ‫في ك ّل هذا هو ذوقه ال�سّ ليم‪ ،‬الذي يمنحه �إح�سا�سً ا‬ ‫مره ًفا‪ ،‬يدرك به الفروق بين ك ّل ما ذكرنا‪..‬وبذلك‬ ‫ي�ضيف قاعدة �أخرى في قواعد البناء الح�ضاري‪.‬‬ ‫�ساد�سً ا ‪ -‬هذه القواعد �أو ّ‬ ‫ال�شروط الـمطلوبة في‬ ‫البناء الح�ضاري تبد�أ من الـمنزل والمدر�سة وبيوت‬ ‫ّ‬ ‫الطلبة‪...‬ث ّم تنتقل �إلى بقيّة الم�ؤ�سّ �سات االجتماعيّة‬ ‫وال ّثقافيّة وال�سّ يا�سيّة وغيرها‪...‬وهي تع ّد محا�ضن‬ ‫تح�ضن وتكفل من يحبو فيها ويدرُج ويت َدرَّج‪ ،‬ويكبر‬ ‫وينمو ويتح ّرك‪.‬‬ ‫هذه الف�ضاءات تحتاج �إلى توفير ظروف مالئمة‬ ‫لتح ّرك الفرد الذي ُي َُع ّد و ُي َه َّي�أُ لخو�ض معترك‬ ‫الحياة ّ‬ ‫بال�شروط الـمطلوبة في ال ّتح ّرك وال ّن�شاط‪.‬‬ ‫كما �أ ّن الأ�سباب التي ته ّي�أ‪ ،‬والو�سائل التي تعدّ‪ ،‬يجب‬ ‫�أن تكون بارزة في مظاهر من القوّة والعظمة؛ بما‬ ‫يتيح لها الهيبة واالحترام والقدرة على البروز بقوّة‬ ‫في الـم�شهد الح�ضاري‪ ،‬وفي م�ضمار العمل‪ ،‬وفي‬ ‫ميادين فر�ض الوجود وال ّثبات واليقاء وال�صّ مود‬ ‫وال ّتحدّي‪...‬‬ ‫وهذه الـمظاهر تبرز حقيقة �إتقان العمل‪ ،‬الذي‬ ‫هو من توجيهات ديننا الإ�سالمي الحنيف‪ ،‬ومن‬ ‫دعائم قيمه الح�ضاريّة‪ ..‬الذي يمنحه �صفة القوّة‬ ‫وال ّنجاعة‪� .‬إ ّن �إتقان العمل يتيح لأعمالنا �أن تظهر‬ ‫في ح ّلة جميلة في �شكلها وم�ضمونها؛ وَفق القاعدة‬ ‫التي تقول وت�ؤ ِّكد‪�( :‬أن ال قوّة بال �إ�سالم‪ ،‬وال �إ�سالم‬ ‫بل قوّة)‪..‬‬ ‫هذه بع�ض القواعد التي ت�سهم في البناء الح�ضاري‪،‬‬ ‫ولي�ست ك ّلها‪ .‬وما �أحوجنا �إلى �أن نقيم بنياننا في ك ّل‬ ‫المجاالت والميادين على قواعد و�أ�س�س و�أ�صول؛‬ ‫ح ّتى نتم ّكن من �إيجاد ال�سّ بل الكفيلة بالو�صول �إلى‬ ‫�أهدافنا ومقا�صدنا من ال ّتن�شئة وال ّتربيّة والإعداد‬ ‫والبناء‪ ..‬بقوّة وب�سرعة‪ ..‬ونتو ّفر على �أ�سباب اكت�ساب‬ ‫مهارات لتحدّي ما يعتر�ض �سبيلنا في تنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫مخططاتنا وم�شروعاتنا‪ ..‬فالع�صر ع�صر العلم‬ ‫ال�صّ حيح‪ ،‬وال ّتخطيط المحكم‪ ،‬والمنهجيّة ال�سّ ليمة‪،‬‬ ‫وال ّنظرة ّ‬ ‫ال�شاملة‪ ،‬وال ّتفكير الح�ضاري‪ ،‬والفكر‬ ‫الم ّتزن الأ�صيل‪..‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪naccer.b.mohamed@gmail.com :‬‬


‫مقال‬

‫ناصر بن أحمد الراشدي‬

‫‪5‬‬

‫اضبط نفسك إيجابيا!!‬ ‫تحمل مجريات الحياة اليومية وزحامها الإن�سان‬ ‫على فقد نف�سه بدون مبرر‪ ،‬وتجبره على خ�سران‬ ‫�أحا�سي�س وم�شاعر جميلة حباه اهلل بها‪ ،‬و ُت�شوّ�ش‬ ‫على �شخ�صيته الحقيقية‪ ،‬وتجعله يتوه و�سط الزحام‬ ‫ويُ�صرّف �ش�ؤون الحياة بدون هوية ودون اتزان؛ فنراه‬ ‫يغ�ضب وينفعل لأتفه الأ�سباب‪ ،‬ويرمي ب�سمومه في‬ ‫كل مكان‪ ،‬في البيت وال�شارع‪ ،‬والعمل وغيرها من‬ ‫الأماكن‪ ،‬ويعتاد على ال�سلوك نف�سه مع مرور الأيام‬ ‫واالنغما�س في م�شاكل الحياة اليومية‪ ،‬وين�سى ب�أن اهلل‬ ‫ �سبحانه وتعالى ‪ -‬خلق الخير‪ ،‬وال�شر في هذه الدنيا‪،‬‬‫وخلق للإن�سان ما يمكنه من اختيار الطريق ال�سليم‪،‬‬ ‫والمنا�سب في حياته عند تعامله مع نف�سه ومحيطه‪ ،‬كما‬ ‫جعل لكل �إن�سان لونه الخا�ص في التعبير‪ ،‬والتعامل مع‬ ‫الحياة بجمال روحي لي�س له حدود‪ ،‬وهي من مميزات‬ ‫الخالق ‪ -‬جَ َّل وعال ‪ -‬لهذا الكائن الب�شري‪ ،‬ولكن يبقى‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬كيف يمكن للإن�سان �أن ي�ستخرج من داخله ما‬ ‫يمكنه من التعاطي مع ما يدور حوله من خير‪ ،‬و�شر؟‬ ‫وكيف ي�ضبط نف�سه؟ وما هي المهارات الالزمة لذلك؟‬ ‫يقول الم�صطفى ‪ -‬عليه ال�صالة‪ ،‬وال�سالم ‪ -‬كما ورد‬ ‫في �صحيح البخاري‪َ " :‬ليْ�سَ َّ‬ ‫ال�ش ِدي ُد ِبال�صُّ ْر َع ِة ‪� ،‬إِ َّنمَا‬ ‫َّ‬ ‫ال�ش ِدي ُد ا َّل ِذي َي ْم ِل ُك َن ْف�سَ ُه ِع ْن َد ا ْل َغ َ�ض ِب"‪ ،‬وم�صطلح‬ ‫(ال�صُّ ْر َع ِة) هنا يق�صد به تبني �أ�سلوب القوة البدنية في‬ ‫الت�صرف و�إدارة المواقف للتغ ّلب على المناف�سين‪ ،‬في‬ ‫حين �أن الر�سول الكريم يو�ضح لنا ب�أن القوة تتجلى في‬ ‫القدرة على �ضبط النف�س‪ ،‬حيث يتميز الإن�سان بالعقل‬ ‫وي�سمح ب�شكل �إرادي لأحا�سي�سه بتوجيه ت�صرفاته‪ ،‬ومن‬ ‫َث َّم يتم ّكن من �ضبط �أفعاله والتحكم فيها‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫ي�ساعده على �ضبط نف�سه وكبح جماحها وعدم ال�سماح‬ ‫لها باالن�سياق وراء غرائزها‪ ،‬ويم ّكنه من التفكير الم�سبق‬ ‫قبل اتخاذ القرار‪ ،‬وهذا ينبغي �أن يكون �سلوكاً مرافقاً‬ ‫للإن�سان ب�شكل دائم في كل مجريات حياته على الدوام‬ ‫نظراً لكثرة ما يمر به من مواقف وانفعاالت‪ ،‬خ�صو�صاً‬ ‫في ع�صرنا الحالي‪ ،‬ف�ضبط النف�س والتحكم فيها ينتج‬ ‫عن ا�ستيعاب ال�ضوابط االجتماعية وال�سلوكيات التي‬ ‫يتعين تبنيها‪ ،‬واتباعها في المحيط االجتماعي من‬ ‫�أجل االرتقاء بالحياة اليومية‪ ،‬وهنا ينبغي علينا معرفة‬ ‫كيفية الحد من بع�ض ردود �أفعالنا االندفاعية‪ .‬كما �إ ّن‬ ‫للحر�ص على معرفة م�آالت الأمور دورًا مهمًا في �ضبط‬ ‫النف�س‪ ،‬ف�إذا تدبّر َت �أيها الإن�سان قبل اتخاذ �أي خطوة‬ ‫لما يمكن �أن تكون عليه الحال بعد خطوتك المزعومة‪،‬‬ ‫هل �ستكون النتيجة �إيجابية عليك‪� ،‬أم �سلبية؟ ف�إذا عرفت‬

‫�أنها �ستكون �سلبية فيجب عليك �أن تبتعد عن اتخاذ تلك‬ ‫الخطوة نظراً لعواقبها‪ ،‬ولنا في القر�آن العظيم موعظة‬ ‫في هذا الجانب‪ ،‬فقد نهى اهلل ‪� -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬عن‬ ‫�سب �أوثان الم�شركين و�آلهتهم تجنباً لأن تكون ردة الفعل‬ ‫وم�آالت الأمور هي �سب اهلل ‪ -‬ج َّل وعال ‪ -‬كما ورد في‬ ‫تف�سير الطبري للآية (‪ )108‬من �سورة الأنعام }و َ​َل‬ ‫الل َفيَ�سُ بُّوا َّ َ‬ ‫الل َع ْدوًا ِب َغ ْي ِر‬ ‫َت�سُ بُّوا ا َّل ِذي َن َي ْدعُو َن ِمن ُدونِ َّ ِ‬ ‫ِع ْل ٍم َك َذ ِل َك َز َّي َّنا ِل ُك ِّل �أُ َّم ٍة َع َملَ ُه ْم ُث َّم �إِ َلى َر ِّب ِهم َّمر ِْج ُع ُه ْم‬ ‫َف ُي َن ِّب ُئهُم ِبمَا َكا ُنوا َي ْع َم ُلو َن{‪ ،‬وهي تقنية هامة من‬ ‫تقنيات �ضبط النف�س‪.‬‬ ‫�إن تحليلك لحياتك ال�شخ�صية‪ ،‬هو �أحد عوامل �ضبط‬ ‫النف�س وردعها من الت�صرف بانفعال‪ ،‬حيث �إ َّن هذا‬ ‫التحليل يمكنك من ت�سليط ال�ضوء على الجوانب‬ ‫والأحا�سي�س التي يتوجب عليك التحكم بها‪ ،‬فبمجرد‬ ‫اعترافك بوجود م�شكلة في كيفية الت�صرف مع‬ ‫االنتقادات (مث ًال)‪� ،‬إلى جانب الخوف من الف�شل‪ ،‬وهي‬ ‫�أحا�سي�س قد ت�شكل نق�صً ا‪� ،‬أو عيبًا فيك‪ ،‬ف�إنك �ستعرف‬ ‫الأ�سباب الكامنة وراء ذلك وكيفية تجاوزها‪ ،‬حيث �إ َّن‬ ‫�أغلب النا�س الذين يت�صرفون بطريقة عنيفة‪ ،‬هم غير‬

‫تحليلك لحياتك الشخصية‬ ‫أحد عوامل ضبط النفس‬ ‫وردعها من التصرف بانفعال‬ ‫متقبلين ل�ضعفهم‪ ،‬وبالتالي لم يتمكنوا من ا�ستح�ضار‬ ‫مهارة �ضبط النف�س في �شخ�صيتهم‪ ،‬لذا ال ينبغي �أن‬ ‫نخجل من الف�شل‪� ،‬أو �أن نكون �سريعي الإثارة والغ�ضب‪،‬‬ ‫ويكفي �أن نكون واعين بحدود الأحا�سي�س التي قد تظ ــهر‬ ‫على ال�سطح‪ ،‬حتى ال ننفجر في لحظة ما‪ ،‬ف�ضبطنا‬ ‫لهذه الأحا�سي�س هو �ضبط للنف�س‪ ،‬كما �إننا ال نن�سى �أن‬ ‫المعرفة هي القوة‪ ،‬فكلما زاد م�ستوى معرفتك و�إدراكك‬ ‫لنزوعك �إلى الت�صرف بطريقة مبالغ فيها‪ ،‬كلما زادت‬ ‫رغبتك بالتالي لتقوية �ضبط النف�س لديك‪.‬‬ ‫�شعورك بالثقة بالنف�س‪ ،‬من العوامل المهمة في‬ ‫�ضبطها‪ ،‬ف�أنت تمر بتفاعالت اجتماعية تقوم على‬ ‫زعزعة ا�ستقرارك‪ ،‬فتعر�ضك لآراء �أ�شخا�ص ي�ؤثرون‬ ‫فيك �سلبياً وارد في �أي لحظة من لحظات حياتك‪ ،‬وهذا‬ ‫قد يقودك لفقدان ثقتك بنف�سك والخ�ضوع لنظرتهم‪،‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪nasser22a@hotmail.com :‬‬

‫فبت�شكيكك في نف�سك ف�إنك �ستقو�ض م�صداقيتك في‬ ‫�أعين النا�س و�سي�ضعف مدى ا�ستطاعتك على �ضبك‬ ‫النف�س والت�صرف بلباقة وهدوء‪ ،‬ولكن �إذا عرفت من‬ ‫�أنت؟ وماذا تريد؟‪ ،‬ف�إنك تمنح نف�سك م�ستوى عاليًا من‬ ‫الثقة بالنف�س وتحافظ على قوة تج�سد �ضبط النف�س‪،‬‬ ‫فيجب �أن ت�ضبط �أحا�سي�سك وم�شاعرك بحيث ال ت�سمح‬ ‫لها ب�أن ُتملي عليك �سلوكياتك‪ ،‬وكن كما �أنت وكما تريد‪،‬‬ ‫كاف وروي ٍة في التعاطي مع الأمور‪،‬‬ ‫واحتفظ بوعي ٍ‬ ‫وت�صرف بعقالنية في كل وقت وكل حين‪ ،‬بالتالي‬ ‫�ستالحظ كيف �ستتغير نظرة المحيطين بك‪.‬‬ ‫�إن للتدريب بهدف ال�سيطرة على ال�سلوكيات ومراقبة‬ ‫الت�صرفات دور مهم في مجال �ضبط النف�س‪ ،‬فهي تقنية‬ ‫ت�ساعد الإن�سان مع الزمن على االنتقال تدريجيًا من‬ ‫ممار�سة �سلوكيات اندفاعية وردود �أفعال مبا�شرة �إلى‬ ‫ممار�سة تقنية درا�سة وتحليل الموقف قبل اال�ستجابة‬ ‫له‪ ،‬فالتدريب على مراقبة الذات وت�صحيح �أخطائها‬ ‫�أوال ب�أولٍ ي�ؤدي �إلى نتيجة �إيجابية نحو �ضبط النف�س‪،‬‬ ‫كما �إ َّن خلق عادات لأفكار �إيجابية للنف�س والتدرب على‬ ‫ممار�ستها ك�أفعال مالزمة لل�شخ�ص‪ ،‬تحقق الو�صول‬ ‫للهدف المن�شود‪ ،‬الأمر الذي يجعل التوجه ل�ضبط‬ ‫النف�س كم�سعى �إيجابي في قمة الأولويات‪ ،‬فبالتدريب‬ ‫يت ّم تروي�ض النف�س على الت�أني والتعقل والتب�صر في‬ ‫الأمور ومعرفة �أ�سبابها وكيفية التعامل معها‪ ،‬لتكون‬ ‫النتيجة ح�سن التعامل مع المواقف واتخاذ خطوة‬ ‫باتجاه �ضبط النف�س‪ .‬كما �إن للهمهمات‪� ،‬أو الحديث مع‬ ‫النف�س �أثر كبير في خف�ض ردود الأفعال ال�سريعة‪ ،‬حيث‬ ‫�إ ّن قيام ال�شخ�ص ب�إر�سال ر�سائل �إيجابية داخلية لنف�سه‬ ‫لتحفيزها على �إنجاز عمل ما ودفعها على المثابرة‬ ‫والتحمل للو�صول �إلى النجاح وهو ما ي�سمى (بال�صوت‬ ‫الداخلي الإيجابي) يعتبر مثا ًال لذلك‪ ،‬حيث ي�ستطيع‬ ‫الإن�سان تدريب نف�سه على اال�ستماع لل�صوت الداخلي‬ ‫الإيجابي عند كل موقف يمر به للحيلولة دون الت�سرع‪،‬‬ ‫فقد �أثبتت درا�سة �أجريت في جامعة تورنتو بكندا‬ ‫�أن ا�ستخدام و�سيلة التخاطب مع النف�س �أو ما يعرف‬ ‫بال�صوت "الداخلي" يلعب دوراً مهما في ال�سيطرة على‬ ‫ال�سلوكيات المتهورة وبالتالي تكون النتيجة بلوغ �أعلى‬ ‫معدالت �ضبط النف�س �شريطة �أن يكون هذا ال�صوت‬ ‫�إيجابياً‪ ،‬فالكلمات والعبارات الداخلية الإيجابية‬ ‫ت�ساعدنا على التركيز و�أداء المهام بنجاح وهنا �إ�شارة ب�أن‬ ‫حديث النف�س الإيجابي ي�ساعد على �ضبطها ومنعها من‬ ‫الت�صرفات المتهورة‪.‬‬


‫حوار‬

‫الشحية‬ ‫د‪ .‬بدرية‬ ‫ّ‬

‫التجديد جميل ولكنه إن صار أحجية فسد!‪..‬‬

‫حاورها‪ :‬ناصر أبو عون‬

‫‪6‬‬

‫الشحية من مواليد مسقط عام ‪ 1971‬وكانت متفوقة في دراستها منذ‬ ‫الدكتورة بدرية‬ ‫ّ‬ ‫نعومة أظافرها‪ ،‬وبعد انتهاء المرحلة الثانوية التحقت بكلية العلوم بجامعة السلطان‬ ‫بتميز‪ ،‬واقتدار‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫قابوس وتخصصت في دراسة الكيمياء‪ ،‬وأنهت تعليمها الجامعي‬ ‫ّ‬ ‫انخرطت في ميدان العمل بإحدى مؤسسات البترول الوطنية التي أرسلتها كغيرها‬ ‫من الرجال والزمالء للعمل في حقول اإلنتاج بـ(سيح مرمول) وكان ذلك قبل ‪17‬‬ ‫عاما ولكن مثابرتها واجتهادها في تخصصها كان سباب وراء إرسال الشركة لها في‬ ‫بعثة تعليمية لتواصل دراستها العليا في إحدى الجامعات األوروبية والبريطانية لتنال‬ ‫بعد سنوات من الجهد العلمي درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص الهندسة‬ ‫الكيميائية لتعود بعدها وتلتحق بسلك التدريس في جامعة السلطان قابوس‪ ،‬وهي‬ ‫اآلن تواصل بجانب رعايتها ألسرتها مهمة التدريس بدرجة أستاذ مساعد‪ .‬الجدير بالذكر‬ ‫والعماني وهي (صاحبة‬ ‫الشحية كتبت سيرتها الذاتية في تاريخ األدب العربي‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫أول رواية نسوية فنية في معمارها وبنيتها السردية في سلطنة عمان والمعنونة‬ ‫بـ(الطواف حيث الجمر‪ -‬بيروت ‪ )1999‬والتي تنتقد عبرها وبشكل أساسي بطريركية‬ ‫المجتمع والسلطة الذكورية‪ .‬وفي روايتها الثانية (فيزياء ‪ )1‬استلهمت قصة مهاجر‬ ‫عماني في دولة روسيا االتحادية وحاولت الخروج عن الواقعية قليال وانتهجت بعض التجديد وتسارعت وتيرة الحكاية فيها‪....‬‬ ‫امرأة قليلة اإلنتاج األدبي لكن كتابتها أكثر تأثيرا‪ ،‬ومتماسكة البناء الفني واحترافية إلى أبعد مدى‪ ..‬وقد التقتها شهرية (رواق)‪،‬‬ ‫ودار الحوار التالي‪:‬‬

‫هناك الكثير من األوهام واألساطير‬ ‫تم الترويج لها حول قضايا‬ ‫والتخرصات ّ‬ ‫المرأة‪ ،‬وطالها إخفاء كثير من الحقائق‬ ‫ولألسف انساق وراءها الكثير؟ فهل حقا‬

‫يعاني عالمنا مشكلة مع المرأة؟‪ ،‬وهل‬

‫المرأة تجد نفسها مظلومة مضطهدة؟ هل‬ ‫هذه الضجة لها أساس من الصحة‪ ،‬أم ماذا؟‬

‫�أوافق ب�أن مجتمعنا يزين م�ؤخرا كثيرا‬ ‫لحقوق المر�أة اجتماعيا خ�صو�صا مع �صعود‬ ‫الكثير من الن�ساء لمراكز قيادية عالية ومع‬ ‫توجيهات لتح�سين �أمور المر�أة ف�صارت في‬ ‫�أحيان كثيرة �أقرب للدعاية عن الواقع‪ .‬الكثير‬ ‫من ال�شعارات المرفوعة ال تطبق ويحزنني �أن‬ ‫�أجد �أن المر�أة ما تزال في كثير من مناطق‬ ‫ال�سلطنة م�سلوبة الإرادة في �أب�سط الأمور‬ ‫كالزواج وغيره‪ .‬ولكنني ال يمكن �أن �أ�صفها‬ ‫كم�ضطهدة فهي تملك بالمقابل حقوق كثيرة‬ ‫مثل التعليم والعمل وقيادة ال�سيارة‪ .‬يجب‬ ‫�أي�ضا الإ�شارة ب�أن الإعالم المحلي �ساهم كثيرا‬ ‫في ب�سط �شعارات حقوق المر�أة لدرجة تبعث‬ ‫على الغثيان مما �سبب ردود فعل �سلبية عند‬ ‫المجتمع الذكوري في البلد‪ .‬االعتدال في كل‬ ‫�شيء جميل والمر�أة تبقى �أنثى يجب �أن تدلل‬ ‫وال تعلو على �أكتاف الآخرين لأنها �أثبتت ب�أنها‬ ‫قادرة على الإنجاز‪.‬‬ ‫هل تعتقدين أن رزنامة القوانين التي‬ ‫وردت في أبواب شتى من الدساتير‬ ‫العربية‪،‬‬

‫والقوانين‬

‫المدنية‬

‫بالدول‬

‫اإلسالمية أعطت المرأة حقوقها كافة؟‬

‫قبل الد�ساتير ف�إن المر�أة ح�صلت حقوقها تغيير العقليات التي توارثها النا�س من زمن‬ ‫من الدين الإ�سالمي كاملة مكمله ولكن الجاهلية الأولى ولن تنفع الت�شريعات في‬ ‫ما تعر�ضت له من ب�ؤ�س في فترات �سابقة تغيير الثقافات ما لم تتغير العقليات البائ�سة‪.‬‬ ‫هو بفعل المجتمع ذاته وبفعل تنازلها عن‬ ‫�أب�سط حقوقها‪ .‬ما يحز في النف�س �أن المر�أة‬ ‫ت�سعى لدمار المر�أة في المجتمعات العربية‬ ‫فالأم ترف�ض لزوجة ابنها ما قد تر�ضاه‬ ‫نريد نساء يحملن هم‬ ‫لأبنتها‪ .‬مجموعة من العادات ا�صطنعها الذل‬ ‫الوطن وثقافة تعزز‬ ‫والمجتمع بال�سيادة الذكورية‪ .‬وبرغم �أن‬ ‫مكانة المرأة دونما‬ ‫القوانين الموجودة تكفي في �إعطاء المر�أة ما‬ ‫تطبيل‬ ‫ت�ستحق ولكننا ال نملك التطبيق حتى نتخل�ص‬ ‫من ثقافة الجهل‪ .‬هناك من ي�صر على كون‬ ‫المر�أة عورة وهناك من ال يجر�ؤ على نطق‬ ‫ا�سمها �أمام الآخرين خوفا من المالمة‪ ،‬يجب‬ ‫ما أبرز قضايا المرأة العربية التي تحتاج‬ ‫إلى إعادة نظر‪ ،‬وتحديث بما يتناسب‬

‫وروح العصر؟‬

‫أظن �أن �أهم ق�ضية للمر�أة التي يجب �أن‬ ‫نتكاتف عليها هي بناء الثقة في المر�أة‬ ‫الخانعة‪ ،‬يجب �أن نتخل�ص من بقايا الإرهاق‬ ‫النف�سي التي ا�صطبغت بها �شخ�صية المر�أة‪.‬‬ ‫يجب �أن ترفع من �إح�سا�سها بنف�سها وت�سعى‬ ‫لالرتقاء بمعرفتها وقدراتها بعيدا عن‬ ‫عويل الحقوق الذي ال ي�ضع حلوال‪ .‬كما‬ ‫يجب ت�أهيل المر�أة المدنية المثقفة لتحمل‬ ‫الم�س�ؤولية البيتية والتخل�ص من االتكالية‪.‬‬ ‫هناك نوعان من الن�ساء في مجتمعاتنا‪:‬‬ ‫امر�أة مك�سورة الجناح وامر�أة متطاولة‬ ‫اتكالية‪ .‬يجب �أن ن�صنع التوازن ونعيد‬ ‫للمر�أة الثقة والأنوثة معا‪.‬‬


‫في الغرب‪ ،‬على الجوانب األكثر بروزا‬

‫بشأن قضايا التمييز المتعلّ قة باللباس‪،‬‬ ‫وتعدد الزوجات‪ ،‬والعنف‪ ،‬والميراث‪،‬‬

‫وغيرها من القضايا التي تتكرر مرارا‬

‫وتكرارا‪ ،‬قد أدى ذلك إلى التهرب من‬ ‫صلب الموضوع‪ ..‬كيف يمكن االنتقال من‬

‫هذه الحلقة المفرغة إلى حلول جذرية؟‬

‫تدور الكثير من هذه النقا�شات في دوائر �سيا�سية‬ ‫لم�آرب �أبعد من تحقيق الحق للمر�أة هناك‬ ‫االنتخابات الدعائية وهناك اال�ستعباد بالتحرير‬ ‫وهناك الو�صول للمر�أة العربية و�إقناعها‬ ‫ب�أن حقوقها ناق�صة لممار�سة ال�ضغط على‬ ‫الحكومات والمجتمعات بطرق ملتوية‪ .‬الكثير‬ ‫من قوانين حقوق المر�أة والإن�سان هي م�سي�سة‬ ‫وال يمكن الوثوق في دوافعها الحقيقية‪ .‬وبما �أن‬ ‫ال�سيا�سة غابة عميقة فال يمكن الخال�ص من‬ ‫حلقاتها �إال عبر اقتناع المر�أة بقدراتها الخفية‬ ‫بعيدا عن الأطر والنقا�شات‪.‬‬

‫القاعدة‪ ،‬ما الذي جعلك تركبين هذا‬

‫ما أهم التحديات التي تواجه المرأة‬

‫كانت رحلتك مع "الطواف حول الجمر"؟‬

‫الخليجية بوجه عام والمرأة العمانية على‬ ‫وجه الخصوص؟‬

‫�أهم التحديات في نظري هي التخل�ص من‬ ‫الثقافة الذكورية التي تجعل الرجال ي�ؤمنون‬ ‫بقدرات فوق �إمكانياتهم والذين يناق�شون‬ ‫ق�ضايا المجتمع والن�سوية في المنتديات‬ ‫والم�ؤتمرات دونما النزول لأر�ض الواقع‬ ‫واالن�شغال بالق�ضايا الم�ستهلكة‪ .‬وان�شغال‬ ‫المر�أة واندماجها في نقا�شات مع هذه الفئة‬ ‫يج ّر عليها الإ�ضرار بنف�سها وت�ضر ب�سمعة‬ ‫نظيراتها من الن�ساء فتفقد الم�صداقية وتعمم‬ ‫نظرة ق�صور الكفاءات الن�سوية‪ .‬نريد ن�ساء‬ ‫يحملن هم الوطن ويحملن ثقافة وقدرة تزيل‬ ‫ال�صورة القديمة وتعزز مكانتها دونما تطبيل‪.‬‬

‫فن الرواية يحتاج إلى نضج في العمر‬

‫والتجربة‪ ،‬لذا اعتاد الروائيون أن يبدأوا‬ ‫الكتابة‬

‫بسن‬

‫متأخرة‪،‬‬

‫لكنك‬

‫كسرت‬

‫المركب الصعب؟ وكيف كان ذلك؟ وكيف‬

‫لقد كتبت لأني يجب �أن �أكتب‪ ..‬كنت �أقر�أ‬ ‫الكثير من الروايات في مراحل عمري الأولى‬ ‫قر�أت لنجيب محفوظ وقر�أت للمنفلوطي‬ ‫وقر�أت لطه ح�سين والكثير من الأدب المترجم‬ ‫لت�شيكوف وتول�ستوي وهمنجواي‪� .‬شعرت ب�أنني‬ ‫�أريد �أن �أكتب مثلهم ولكن عن هموم مجتمعي‬ ‫وعن ق�ضايا المر�أة‪ .‬لم تمنعني التقاليد‬ ‫ولم �أن�ش�أ في مجتمع يراني عورة بل وجدت‬ ‫الت�شجيع وعرفت طريقي للن�شر‪� .‬إنني �أريد �أن‬ ‫�أكتب �أكثر و�أقر�أ �أكثر ولكنني مكبلة بالواجبات‬ ‫العملية والأ�سرية و�أنتظر لحظات االنفراج‪.‬‬ ‫في عالمنا المعاصر حدثت نقلة في‬

‫أساليب الكتابة الروائية‪ ،‬فظهرت ما أطلق‬ ‫عليها الرواية الجديدة‪ ،‬لكنك بقيت مخلصة‬

‫للكتابة الواقعية‪ ،‬كيف تنظرين إلى هذه‬ ‫األساليب؟‬

‫القوانين الموجودة‬ ‫التجديد جميل ولكنه �إن �صار �أحجية ف�سد!‪..‬‬ ‫في روايتي الثانية فيزياء حاولت الخروج‬ ‫تكفي إعطاء المرأة ما‬ ‫عن الواقعية قليال وانتهجت بع�ض التجديد‬ ‫تستحق‬ ‫وت�سارعت وتيرة الحكاية ف�أنتقدها البع�ض‬ ‫و�أحبها البع�ض الآخر‪ .‬التجديد يجعل النا�س‬ ‫تترقب العمل لأنها ال تدري ما هو م�شروعك‬ ‫تمثل نسبة المرأة تقريبا ‪ -‬وفق إحصاءات الجديد وتتلهف لمعرفة ماذا �ستقول‪� .‬أحب‬ ‫مركز دراسات مشاركة المرأة العربية عام التجديد ولكن في �إطار الق�ص وال�سرد لأن‬ ‫‪ %56 - 2012‬من أعضاء هيئة التدريس في الرواية �سل�سلة مترابطة وجب ق�صها قريبا من‬ ‫مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة‪ ..‬القلب ليتم تلقيها بمحبة‪ ..‬وللأ�سف انت�شرت‬ ‫بصفتك تشتغلين بالبحث العلمي م�ؤخرا رواية اللوغاريثمات وهي حكاية ال عالقة‬ ‫والتدريس األكاديمي ما أهم الصعوبات لها بالأدب وال واقع لها وال ن�سق وانت�شر معها‬ ‫التي تواجه المرأة األكاديمية على صعيد بع�ض من النقاد يمجدونها ويحللونها كلوحة‬ ‫�سوريالية كل في واد‪ .‬م�ؤ�سف �أن نجامل في‬ ‫الحياة األسرية والعملية؟‬ ‫العمل الأكاديمي ي�ستهلك الكثير من وقت الأدب‪ .‬رواية اللوغاريثمات �ستزول مع الوقت‬ ‫المر�أة والكثير كذلك من �صبرها وطاقتها‪ .‬من و�سيبقى الواقع �أبدا قريبا للقلب‪.‬‬

‫حوار‬

‫في السنوات الماضية‪ ،‬ركّ ز النقاش الدائر‬

‫وقع تجربتي �أ�شعر ب�أن الح�صول على التوازن‬ ‫بين البيت والعمل هو �أمر �صعب للغاية؛ �إن‬ ‫لم يكن م�ستحيال‪ .‬هناك البد من ق�صور في‬ ‫مكان ما وهناك البد من �ضغط نف�سي وبدني‬ ‫تواجهه المر�أة في هذا المجال ي�ستلزم تفهم‬ ‫الأ�سرة لواقعها ومعاونتها‪ .‬كما �أن التزام المر�أة‬ ‫بواجباتها الأ�سرية يحرمها من الترقيات‬ ‫الأكاديمية والتي تحتاج لبحوث متوا�صلة‬ ‫ومطولة خ�صو�صا في المجاالت العلمية التي‬ ‫تتطلب ق�ضاء فترات متوا�صلة في المختبرات‬ ‫والتجارب وهذا ما ال تقدر عليه نظرا لوظيفتها‬ ‫الأ�سرية‪ .‬يجب �أن تتقبل المر�أة �أن ت�صنع‬ ‫�أولوياتها و�أن تتنازل عن جانب ل�صالح الجانب‬ ‫الآخر وفي هذا تحد كبير جدا لطموح المر�أة‪.‬‬

‫من عيون الحكمة‬ ‫قالوا عن العلم‬

‫ •"طلب العلم فريضة على‬ ‫كل مسلم"‬

‫(النبي الأكرم �صلى اهلل عليه و�سلم)‬

‫ •"العلم كاألرض ال يمكننا أن‬ ‫نمتلك منه سوى القليل"‬

‫(فولتير)‬

‫ •"يرزق الله العلم السعداء‬ ‫ويحرمه األشقياء" (�أبو الدرداء)‬ ‫ •"العباقرة شهب كتب عليها أن‬ ‫تحترق؛ إلنارة عصورها" (نابليون)‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جيدا ثالث مرات‪،‬‬ ‫كتابا‬ ‫ •"اقرأ‬ ‫أنفع لك من أن تقرأ ثالث كتب‬ ‫جديدة" (عبا�س العقاد)‬ ‫ •"ال ينال العلم براحة الجسم"‬

‫(الإمام م�سلم ‪ -‬رحمه اهلل)‬

‫ •"إن مثل العالم في البلد‬ ‫كمثل عين عذبة" (ميمون)‬ ‫ً‬ ‫لجاما‪،‬‬ ‫ •"من اتخذ من الحكمة‬ ‫ً‬ ‫إماما" (�أبقراط)‬ ‫اتخذه الناس‬ ‫ •"من ظن أنه يستغني عن‬ ‫التعلّ م فليبكِ على نفسه"‬

‫(�أبو يو�سف)‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫متعلما‪ ،‬وال تغد‬ ‫عالما أو‬ ‫ •"اغد‬ ‫إمعة بين ذلك" (ابن م�سعود)‬ ‫ •"ما من عمل أفضل من طلب‬ ‫العلم إذا صحت النية" (الثوري)‬ ‫ •"طلب العلم أفضل من‬ ‫الصالة النافلة" (ال�شافعي)‬ ‫ •"يا بني‪ :‬تعلموا العلم‪ ،‬فإن‬ ‫كماال‪ ،‬وإن‬ ‫استغنيتم كان لكم‬ ‫ً‬ ‫ماال"‬ ‫افتقرتم كان لكم ً‬

‫(عبد الملك بن مروان)‬

‫‪7‬‬


‫مقال‬

‫‪8‬‬

‫أحمد بن ناصر الراشدي‬

‫نظرة عامة حول مفاهيم حقوق اإلنسان‬ ‫حقوق الإن�سان هي تلك الحقوق المت�أ�صلة في‬ ‫طبيعتنا والتي ال يمكن بدونها العي�ش كب�شر‪ .‬وكذلك‬ ‫هي ال�ضمانات القانونية العالمية التي تهدف �إلى‬ ‫حماية الإن�سان من تدخل ال�سلطات في الحريات‬ ‫الأ�سا�سية وتلزمها بالقيام ب�أفعال حفاظا على‬ ‫الكرامة الإن�سانية‪.‬‬ ‫وهناك عدة خ�صائ�ص لحقوق الإن�سان منها ال�شمولية‪،‬‬ ‫بمعنى �شمول حقوق الإن�سان كافة الحقوق الإن�سانية‬ ‫(المدنية‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬واالقت�صادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬والتنموية)‪ ،‬والتكاملية‪ ،‬وال‬ ‫يمكن ممار�سة حق بمعزل عن �آخر‪� ،‬أو �إعطاء �أف�ضلية‬ ‫لأي من الحقوق على الحقوق الأخرى‪ ،‬وكذلك‬ ‫الطبيعية بحيث تن�ش�أ مع والدة الإن�سان وت�ستمر‬ ‫معه حتى مماته‪ ،‬وهي لي�ست مكت�سبة من �أي �سلطة‪.‬‬ ‫و�أي�ضا حقوق الإن�سان حقوق عالمية �إذ �أنها تتعلق‬ ‫بالإن�سان �أينما كان‪ .‬وبطبيعة الحال هي غير قابلة‬ ‫للت�صرف‪ ،‬وال يجوز التنازل‪� ،‬أو الم�سا�س بها‪.‬‬ ‫وتتولى �أجهزة الأمم المتحدة و�ضع المعايير‬ ‫الدولية لحقوق الإن�سان باعتماد التو�صيات‬ ‫�أو �إعالنها (الإعالنات)‪� ،‬أو �إعداد المعاهدات‬ ‫متعددة الأطراف وفتح باب التوقيع والم�صادقة‬ ‫عليها واالن�ضمام لها (االتفاقيات)‪ .‬ومن الممكن‬ ‫�أن ن�ستعر�ض بع�ض المفاهيم المتعلقة بحقوق‬ ‫الإن�سان على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإعالن‪ :‬هو ن�ص دولي يحتوي على مجموعة‬ ‫من المبادئ الأ�سا�سية المتعلقة بمو�ضوع معين‬ ‫وي�صدر الإعالن بالإجماع �أما في اختتام م�ؤتمر دولي‬ ‫خا�ص بمو�ضوع معين �أو عن الجمعية العامة للأمم‬ ‫المتحدة‪ .‬ولي�س للإعالن قوة �إلزامية بل قومة‬ ‫معنوية و�أدبية ويمثل في بع�ض الحاالت الخطوة‬ ‫الأولى للو�صول �إلى اتفاقية ثم �إلى بروتوكول‪ ،‬مثاله‬ ‫(الإعالن العالمي لحقوق االن�سان)‪.‬‬ ‫‪ -2‬االتفاقية‪ ،‬والمعاهدة‪ ،‬والميثاق‪ ،‬والعهد‪:‬‬ ‫هي ن�صو�ص دولية ثنائية �أو متعددة الأطراف‬ ‫(�إقليمية �أو دولية) تت�ضمن مجموعة من الحقوق‬ ‫وااللتزامات التي يجب على الدول �أن تحترمها‬ ‫وتعمل على تنفيذها بعد الم�صادقة عليها‪ .‬ومن‬ ‫الأمثلة على االتفاقيات الدولية‪ :‬اتفاقية حقوق‬ ‫الطفل‪ .‬ومن الأمثلة على االتفاقيات الإقليمية‪:‬‬ ‫الميثاق العربي لحقوق االن�سان‪.‬‬ ‫‪ -3‬البروتوكول‪ :‬هو �إجراء قانوني ي�ستعمل كو�سيلة‬

‫تكميلية لت�سجيل توافق �إرادات الدول على م�سائل‬ ‫تبعية لما �سبق االتفاق عليه في االتفاقيات المنعقدة‬ ‫بينهم‪ ،‬وقد يتناول ت�سجيل ما حدث في الم�ؤتمرات‬ ‫الدولية‪ .‬والبروتوكول ي�ستمد قوته القانونية من‬ ‫االتفاقية الملحق بها‪ ،‬ويخ�ضع لجميع المراحل التي‬ ‫تمر بها االتفاقية من توقيع وت�صديق وان�ضمام‪.‬‬ ‫وكذلك هناك عدة �آليات لحماية وتعزيز مفاهيم حقوق‬ ‫الإن�سان‪ ،‬وتنق�سم هذه الآليات �إلى ثالث �آليات (وطنية‪،‬‬ ‫اقليمية‪ ،‬دولية) مو�ضحه على النحو الآتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬الآليات المحلية الوطنية‪ :‬وتنق�سم �إلى ثالثة �أق�سام‪:‬‬ ‫ �آليات حكومية وت�شمل جميع الم�ؤ�س�سات التنفيذية‬‫والت�شريعية والق�ضائية في البلد‪.‬‬ ‫ �آليات م�ؤ�س�سات المجتمع المدني وت�شمل جميع‬‫م�ؤ�س�سات المجتمع المدني الم�صرح لها في البلد‬ ‫مثل جمعية المحامين‪ ،‬وال�صحفيين‪ ،‬والك ّتاب‬ ‫والأدباء وغيرها من الجمعيات‪.‬‬ ‫ �آليات وطنية محلية وتمثل اللجنة الوطنية‬‫لحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫حقوق اإلنسان هي تلك‬ ‫الحقوق المتأصلة في‬

‫طبيعتنا والتي ال يمكن‬ ‫بدونها العيش كبشر‬

‫‪� -2‬آليات �إقليمية‪:‬‬ ‫منذ اعتماد �إعالن الأمم المتحدة الخا�ص‬ ‫بالمدافعين عن حقوق الإن�سان في العام ‪1998‬‬ ‫�أعدت �أفريقيا و�أوروبا ودول �أمريكا ال�شمالية‬ ‫والجنوبية �آليات �إقليمية لم�ساندة المدافعين عن‬ ‫حقوق الإن�سان وحمايتهم في منطقتهم‪ .‬وعزز‬ ‫هذا التعاون بين الحكومات فهماً �أعمق لل�سياق‬ ‫الذي يواجهه المدافعون عن حقوق الإن�سان في‬ ‫منطقة بعينها‪ ،‬و�ساعد الحكومات على �إعداد ردود‬ ‫منا�سبة‪ .‬بيد �أنه لم يتم ا�ستغالل كامل �إمكانيات‬ ‫الحماية الإقليمية‪ .‬وتفتقر �آ�سيا وال�شرق الأو�سط‬ ‫�إلى مثل هذه الآليات لحماية حقوق الإن�سان‬ ‫عموماً ولحماية المدافعين عن حقوق الإن�سان‪،‬‬

‫ومن الأمثلة على هذه الآليات (اللجنة الإفريقية‬ ‫لحقوق الإن�سان وال�شعوب‪ ،‬لجنة الدول الأمريكية‬ ‫لحقوق‪ ،‬المحكمة الأوروبية لحقوق)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الآليات الدولية‪:‬‬ ‫بغر�ض حماية حقوق الإن�سان والواردة في هذه‬ ‫الإعالنات والمواثيق الدولية �أن�ش�أت الأمم‬ ‫المتحدة عدد من الآليات لن�شر معايير حقوق‬ ‫الإن�سان وتطبيقها ور�صدها وو�ضع هذه الحماية‬ ‫مو�ضع التنفيذ‪ ،‬وقامت بن�شر المعايير ذات‬ ‫ال�صلة ب�إنفاذ القوانين‪ ،‬مجموعة من هيئات‬ ‫الأمم المتحدة‪ ،‬بما فيها مجل�س الأمن‪ ،‬الجمعية‬ ‫العامة للأمم المتحدة‪ ،‬المجل�س االقت�صادي‬ ‫واالجتماعي و�أخيرا مجل�س حقوق الإن�سان الذي‬ ‫حل محل لجنة حقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫وتنق�سم الآليات الدولية لحقوق الإن�سان �إلى‬ ‫�آليات تعاقدية و�آليات غير تعاقدية مو�ضحة على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬الآليات التعاقدية‪ :‬وهي ت�سع �آليات �أن�ش�أت‬ ‫بموجب اتفاقيات �أو عهود دولية اعتمدتها الأمم‬ ‫المتحدة بغر�ض ر�صد امتثال وتطبيق الدول‬ ‫الأع�ضاء لأحكامها وهي بالترتيب‪:‬‬ ‫‪ -1‬اللجنة المعنية بالق�ضاء على التمييز العن�صري‪.‬‬ ‫‪ -2‬اللجنة المعنية بحقوق الإن�سان‪.‬‬ ‫‪ -3‬اللجنة المعنية بالحقوق االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫‪ -4‬اللجنة المعنية بالق�ضاء على التمييز �ضد المر�أة‪.‬‬ ‫‪ -5‬لجنة مناه�ضة التعذيب‪.‬‬ ‫‪ -6‬اللجنة المعنية بحقوق الطفل‪.‬‬ ‫‪ -7‬لجنة حقوق العمال المهاجرين‪.‬‬ ‫‪ -8‬اللجنة المعنية بحقوق الأ�شخا�ص ذوي الإعاقة‪.‬‬ ‫‪ -9‬اللجنة المعنية بحماية الأ�شخا�ص من‬ ‫االختفاء الق�سري‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬الآليات غير التعاقدية‪:‬‬ ‫تنق�سم الآليات غير التعاقدية نف�سها �إلي ق�سمين‪:‬‬ ‫‪ .1‬الإجراء ‪( 1235‬نظام المقررين الخوا�ص)‪ ،‬ينق�سم‬ ‫هذا الإجراء �أي�ضا �إلى ق�سمين‪:‬‬ ‫�أ‪ -‬المقرر الخا�ص المعني بالدولة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المقرر الخا�ص المعني بمو�ضوع‪.‬‬ ‫‪ .2‬الإجراء ‪( 1503‬ال�شكاوى ال�سرية)‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪ahmed_squ@hotmail.com:‬‬


‫مقال‬

‫عبد الرزاق الربيعي‬

‫‪9‬‬

‫أمية‬ ‫أمي ليست ّ‬ ‫ّ‬ ‫لل�شاعر نزار قبّاني ق�صيدة حملت عنوان‬ ‫"�أ ّم ّية ال�شفتين" يخاطب بها حبيبته‪ ،‬وا�صفا‬ ‫�شفتيها ب�أ ّنهما تجهالن تهجّ ي حروف الهوى‪ ،‬فهي‬ ‫"�أ ّم ّية "‪:‬‬ ‫�أ ّميـ ّــة ال�شفتين‪ ...‬ال تتب ــرمي‬ ‫�إني �أتيتــك هــاديا ومـبــ�شــرا‬ ‫حتى �أعـلمك الهوى ‪. ..‬فتعلمــي‬ ‫في هذه الق�صيدة �أعطى ال�شاعر قباني مفهوما‬ ‫عاطف ّيا للأم ّية‪ ،‬وفي الوقت الذي تحوّل به مفهوم‬ ‫أمي من الذي ال يكتب‪ ،‬وال يقر�أ �إلى الذي ال‬ ‫ال ّ‬ ‫يتعاطى مع و�سائل التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬كما هو‬ ‫حا�صل في الدول المتقدّمة‪ ،‬ت�صدمنا‪ ،‬بين �آونة‬ ‫ّ‬ ‫و�أخرى‪� ،‬أرقام تعلنها ّ‬ ‫كمنظمة‬ ‫منظمات دول ّية‬ ‫"اليون�سكو" تعيدنا لع�صور خلت‪ ،‬لأ ّنها ت�ؤ ّكد �أن‬ ‫�أمّة "اقر�أ" لي�س ال تقر�أ‪ ،‬وال تكتب‪ ،‬فح�سب‪ ،‬بل و�إ ّن‬ ‫ن�سبة الأم ّية مفجعة!!‬ ‫وبناء على ذلك لماذا ن�ستغرب ا�ستفحال ظواهر‬ ‫الإرهاب‪ ،‬والتط ّرف‪ ،‬التي تجد في الجهل بيئة‬ ‫لبث �سمومها‪ ،‬كنتيجة طبيع ّية ّ‬ ‫منا�سبة ّ‬ ‫لتف�شي‬ ‫الجهل‪ ،‬فتذهب �أرواح الأبرياء ثمنا لهذا الجهل‪،‬‬ ‫والتخ ّلف‪ ،‬ولو �ألقينا نظرة على �أحدث �إح�صائ ّية‬ ‫ّ‬ ‫لمنظمة "اليون�سكو" الدول ّية‪ ،‬لوجدنا العجب!‬ ‫فهذه الإح�صائ ّية ت�ؤ ّكد "�إن في العالم العربي‪،‬‬ ‫واحد من كل خم�سة بالغين يعاني من الأمية"!!!‬ ‫هذه الن�سبة ت�ش ّكل ‪ 19‬في المئة من عدد الذين‬ ‫يعانون من الأمية في العالم الذي يبلغ ‪ 757‬مليون‬ ‫�شخ�ص‪ ،‬واحت ّلت موريتانيا الن�سبة الأعلى من‬ ‫الأمية في العالم العربي‪ ،‬فيما ت�سجّ ل ن�سبة الأمية‬ ‫في العراق ‪ 20‬بالمئة من مجموع ال�سكان‪ ،‬و�أيّ‬ ‫تبرير غير مقبول‪ ،‬فالأرا�ضي الفل�سطين ّية �أي�ضا‬ ‫محت ّلة‪ ،‬ومع ذلك ن�سبة الأمية ‪ ،%3‬ومن الغريب �أ ّن‬ ‫الإح�صائ ّية �أ�شارت �إلى �أن المغرب التي عدد �سكانها‬ ‫يقارب ‪ 34‬مليونا‪ ،‬وال يزال ‪ 10‬ماليين �شخ�ص‬ ‫يعانون من �آفة الأمية‪ .‬وهذا يعني �أن قرابة ثلث‬ ‫ال�سكان �أميون‪ ،‬ومن الغريب �إ ّن ربع �سكان م�صر‬ ‫البالغون يعانون من �آفة الأم ّية!!‬ ‫وللأ�سف‪ ،‬ف�إ ّن ن�صيب الن�ساء من هذه الن�سب‬ ‫كبير‪ ،‬و�أعلى ن�سبة بلغتها المغرب �إذ تعاني ن�صف‬ ‫المغربيات فوق �سن ‪� 15‬سنة من الأمية‪ ،‬وهنا‬ ‫مربط الفر�س‪ ،‬فـ"الأ ّم مدر�سة �إذا �أعددتها �أعددت‬

‫�شعبا ط ّيب الأعراق" ‪ .‬كما يقول ال�شاعر ‪ ،‬فالن�شء‬ ‫الجديد يتربّى في �أح�ضانها‪ ،‬وير�ضع مع حليبها‬ ‫القيم الفا�ضلة ‪،‬والمعرفة‪،‬والتربية‪ ،‬و"فاقد ال�شيء‬ ‫ال يعطيه"‪ ،‬والن�ساء الأم ّيات ال يخ ّرجن �سوى‬ ‫�أجيال من الأميين‪ ،‬الذين يتحوّلون �إلى عالة على‬ ‫المجتمع‪ ،‬لذا وجب التركيز على تعليم المر�أة �أوّال‬ ‫من خالل و�ضع البرامج‪ ،‬والخطط التي من �ش�أنها‬ ‫االرتقاء بم�ستواها العلمي‪ ،‬وك ّلمنا كانت المقدّمات‬ ‫�صحيحة‪ ،‬ك ّلما جاءت النتائج �سليمة‪ ،‬ولمن فاتهن‬ ‫قطار المعرفة في ال�صغر ينبغي �إقرار �إلزام المر�أة‬ ‫بالتعليم‪� ،‬أ�سوة ب�سائر المجتمع ‪ ،‬مادامت المادة ‪26‬‬ ‫من الإعالن العالمي لحقوق الإن�سان الذي تبنته‬ ‫الأمم المتحدة وال�صادر عام ‪1948‬م تقر مبد�أ‬ ‫التعليم الإلزامي‪� ،‬إذ تن�ص تلك المادة (لكل �شخ�ص‬ ‫الحق في التعلم و�إن التعليم في مراحله الأولى‪،‬‬ ‫والأ�سا�سية على الأقل يجب �أن يكون بالمجان‪ ،‬و�أن‬ ‫التعليم االبتدائي يجب �أن يكون �إلزاميا)‪ ،‬وقامت‬

‫‪19.4%‬‬ ‫انخفاض نسبة أمية‬ ‫المرأة العمانية‬

‫دول كثيرة بتطبيقه‪ ،‬منها دول عرب ّية‪ ،‬كم�صر‬ ‫والأردن‪ ،‬وفل�سطين‪ ،‬والمملكة العربية ال�سعودية‪،‬‬ ‫والعراق �إذ �شهدنا تجربة مطلع �سبعين ّيات القرن‬ ‫الما�ضي‪ ،‬عندما فر�ضت الحكومة التعليم كواجب‬ ‫الزامي‪ ،‬بعد �أن �أق ّرت في ‪� 22‬سبتمبر ‪1976‬‬ ‫قانونا يلزم الجميع بالتعليم في مرحلة الدرا�سة‬ ‫االبتدائية لجميع الأوالد الذين يكملون ال�ساد�سة‬ ‫من العمر‪ ،‬عند ابتداء ال�سنة الدرا�سية‪ ،‬و�ألزم‬ ‫القانون الذي حمل الرقم(‪ )118‬ل�سنة ‪ 1976‬م‬ ‫�أولياء الأمور بالحاق �أبنائهم بالمدار�س االبتدائية‪،‬‬ ‫عند �إكمالهم ال�سن المن�صو�ص عليه‪ ،‬وا�ستمرارهم‬ ‫فيها‪ ،‬لحين �إكمالهم مرحلة الدرا�سة االبتدائية‪،‬‬ ‫�أو الخام�سة ع�شرة من عمره مع التزام الدولة‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪razaq2005@hotmail.com :‬‬

‫بتوفير جميع الإمكانات الالزمة له‪ ،‬هذا القانون‬ ‫الذي �سمي قانون "التعليم الإلزامي" �أحدث قفزة‬ ‫علم ّية في العراق‪ ،‬لكن العمل به تراجع بعد �سنوات‬ ‫الحرب‪ ،‬والح�صار ليعود التعليم �إلى ماكان عليه‬ ‫قبل ّ‬ ‫�سن ذلك القانون‪ ،‬كما يح�صل اليوم في العراق‬ ‫عندما قررت وزارة التربية العودة لذلك القانون‬ ‫للحد من حاالت الت�س ّرب في المدار�س االبتدائ ّية‪،‬‬ ‫ففر�ضت �أن تكون �شهادة الدرا�سة االبتدائية �أو‬ ‫مايعادلها الحد الأدنى من التعليم للح�صول على‬ ‫الوظائف‪.‬‬ ‫وتطبيقا لذلك القرار‪ ،‬كما �أذكر‪ ،‬التحقت �أمّهاتنا‬ ‫في مدار�س تعليم الكبار‪ ،‬ومازلت �أذكر كيف كانت‬ ‫�أمّي تحمل كتبها‪ ،‬ودفاترها‪ ،‬وتم�ضي ع�صرا برفقة‬ ‫جاراتها �إلى تلك المدار�س‪،‬وحين تعود تنكبّ على‬ ‫تلك الكتب‪ ،‬والدفاتر لتكتب واجباتها‪ ،‬م�ستعينة بنا‬ ‫لم�ساعدتها بذلك‪ ،‬نحن الذين ع ّلمتنا ما هو �شيء‬ ‫جميل في الحياة‪ ،‬وك ّل ذلك لت�ستدرك ما فاتها‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬و�سط هذا الجهل المطبق الذي يخ ّيم‬ ‫على �أمّة "اقر�أ" من الطبيعي �أن ن�شهد والدة جيل‬ ‫غير متع ّلم‪ ،‬مادامت المر�أة �أ ّم ّية‪ ،‬و�ستتفاقم هذه‬ ‫الظاهرة �أكثر‪ ،‬ويغرق المجتمع بظالم الجهل‪� ،‬إذ‬ ‫"العلم نور" كما تع ّلمنا في المدار�س‪ ،‬وذلك �إن لم‬ ‫تعالج هذه الم�شكلة بج ّديّة‪ ،‬من خالل تفعيل قانون‬ ‫التعليم الإلزامي‪.‬‬ ‫وت�شهد ال�سلطنة انخفا�ض ن�سبة الأمية لدى المر�أة‬ ‫العمانية من ‪� %٢٩،٥‬إلى ‪ %١٩،٤‬وفق تقديرات‬ ‫المركز الوطني للإح�صاء والمعلومات‪ .‬وقالت‬ ‫الدكتورة عائ�شة الغاب�شية مديرة دائرة التوعية‬ ‫والإعالم بوزارة البلديات الإقليمية‪ ،‬وموارد المياه‪،‬‬ ‫"�إن ارتفاع ن�سبة م�شاركتها في كافة القطاعات‬ ‫والم�ؤ�س�سات الحكومية والخا�صة خالل ال�سنوات‬ ‫الما�ضية‪ ،‬وكذلك ارتفاع معدل م�شاركاتها في‬ ‫المنا�صب الإدارية العليا في الوظائف الحكومية‪،‬‬ ‫مما يدل على �إثبات قدرتها على التناف�س‬ ‫والم�شاركة"‪.‬‬ ‫والنتائج التي نراها على الواقع تعك�س هذه‬ ‫التوجّ هات‪� ،‬إذ ن�ش�أ جيل منفتح على الآخر‪ ،‬مت�س ّلحا‬ ‫بالعلم‪ ،‬و�أنوار المعرفة التي �شعّت على �أر�ض عمان‪،‬‬ ‫بف�ضل العناية التي �أولتها حكومة النه�ضة لتعليم‬ ‫المر�أة العمان ّية‪.‬‬


‫تاريــخ‬

‫دراسة تاريخية‬

‫تنمية مأثوراتنا الشعبية ضرورة ثقافية‬

‫قراءة‪ :‬فاطمة بنت سالم البلوشية‬

‫‪10‬‬

‫يعني المأثور الشعبي ذلك النتاج الشعبي‬ ‫الموروث من األجيال السابقة سواء كان‬ ‫مادياً أم معنوياً ‪ ،‬كما يعني ذلك القاسم‬

‫المشترك بين أفراد المجتمع جميعاً ‪ ،‬الذي‬ ‫يؤطر حضارة المجتمع اإلنساني‪ ،‬بما يحمله‬

‫بين جنباته من إبداعات فكرية ونفسية تحدد‬ ‫السلوك‪ ،‬وتصوغ العالقات بين األفراد‪.‬‬ ‫ونظراً ألهمية المأثورات الشعبية العمانية‬

‫ودورها الذي تلعبه في إكساب الخصائص‬

‫العمانية ميزتا األصالة‪ ،‬واالستمراية عبر‬ ‫األجيال؛ كان البد من إمعان النظر فيها‪،‬‬ ‫وفي سماتها المميزة‪ ،‬وفي أهمية الحفاظ‬

‫وسبل تنميتها ثقافياً ‪.‬‬ ‫عليها‪ُ ،‬‬

‫ثراء وتنوع تراثي‬

‫الم�أثور ال�شعبي ثريٌّ ب�أنواعه المختلفة‪ ،‬فقد يكون‬ ‫نتاجاً مادياً ي�ضم المباني الأثرية والحفريات‬ ‫ب�أنواعها‪� ،‬أو قد يكون نتاجاً فكرياً ي�شمل التراث‬ ‫الفكري بما خلفه الأقدمون من �إبداعات في العلوم‬ ‫والفنون والآداب‪ ،‬كما قد يكون نتاجاً اجتماعياً‪،‬‬ ‫بحيث يحتوي على قواعد ال�سلوك والعادات‬ ‫المجتمعية الحياتية‪ ،‬والأمثال والتقاليد ومنظومة‬ ‫القيم االجتماعية‪ ،‬وهي ت�شكل بناء ً خلقياً طويل‬ ‫الدوام‪ ،‬كبير الت�أثير على الأفراد‪.‬‬ ‫�إن ك ًال من هذه الأنواع الثالثة للم�أثور ال�شعبي‬ ‫تجعلنا نقف عند كل واحد منها‪ ،‬وتقديم �شرح على‬ ‫عجالة في م�ضامين ومحتويات كل منها‪ ،‬فالم�أثور‬ ‫ال�شعبي المادي يق�سَّ م �إلى‪ :‬ثابت كالمباني الأثرية‪،‬‬ ‫ومنقول كالمخطوطات‪ ،‬والم�سكوكات‪ ،‬و�أدوات‬ ‫الزينة‪ ،‬والنقو�ش‪ ،‬والموروثات الحرفية‪ ،‬وال�صناعية‪،‬‬ ‫والمعمارية‪.‬‬ ‫بينما يُق�سَّ م الم�أثور الفكري �إلى ما وُرث عن‬ ‫ال�سلف من العلوم‪ ،‬والمعارف الدينية‪ ،‬والمعارف‬ ‫الطبيعية‪ ،‬كعلم الأوائل‪ ،‬والتراث العلمي الإ�سالمي‬ ‫في مجاالت العلوم الطبيعية المختلفة‪ ،‬والفنون‬ ‫الأدبية والزخرفية‪ ،‬والخطية‪ ،‬وغيرها‪ .‬وين�ضوي‬ ‫تحت الم�أثور االجتماعي جميع الموروثات ال�شفهية‬ ‫كالحكايات‪ ،‬والأمثال‪ ،‬والأزجال‪ ،‬واللهجات‪ ،‬والعادات‪،‬‬ ‫والتقاليد االجتماعية‪ ،‬والفنون ال�شعبية‪ ،‬والأهازيج‪.‬‬

‫صورة أرشيفية من الموروث الشعبي العماني‬

‫فظهرت البيئات الجبلية‪ ،‬والزراعية‪ ،‬والبحرية‪،‬‬ ‫والح�ضرية‪ ،‬والبدوية‪ ،‬ف�شكلت بحكم تكويناتها‬ ‫المتمايزة جغرافياً وديموجرافياً روافداً لل�شخ�صية‬ ‫العمانية‪� ،‬إذ باختالف طبيعة كل بيئة عن الأخرى‪،‬‬ ‫تتنوع الم�أثورات ال�شعبية لكل منها‪ .‬ونتيجة اللتقاء‬ ‫الت�أثيرات الح�ضارية العمانية مع الح�ضارت الأخرى‬ ‫منذ قديم الزمان‪� ،‬أثمرت غن ًى ح�ضارياً فريداً‬ ‫لعمان‪ ،‬ففي الوقت الذي �سافرت ال�سفن العمانية‬ ‫عبر البحار‪ ،‬واكت�سبت مالمح تراثها العديد من‬ ‫م�ؤثرات الح�ضارات المجاورة‪ ،‬ازدهرت في داخلية‬ ‫عمان م�ؤثرات بيئية من نوع �آخر‪ ،‬متمثلة في مختلف‬ ‫الأعمال الزراعية‪ ،‬وال�صناعات التقليدية العديدة‪.‬‬ ‫ولم تكن ميزتا التفرد والخ�صو�صية التي جبلت عليها‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية العمانية مجرد تفرداً وميز ًة‬ ‫مظهرية‪ ،‬بل لعمان نمط عي�ش مختلف‪ ،‬و�أ�سلوب‬ ‫تفكير مغاير‪ ،‬فالزي العماني واللهجة المميزة هي‬ ‫ح�صيلة طبيعية للظروف التي عاي�شها المجتمع‪،‬‬ ‫تلك الظروف التي جمعت بين الموقع اال�ستراتيجي‬ ‫وغنى الموارد الطبيعية في �آن واحد‪ ،‬ف�أثمرت‬ ‫�شخ�صية الإن�سان العماني بخ�صو�صيته و�سماته‪،‬‬ ‫ومن �أ�ساليب التفكير و�أنماط العي�ش برزت ق�سمات‬ ‫التميز �شذيَّة في تلك العطور‪ ،‬والبخور العماني‪،‬‬ ‫وفي الأغاني‪ ،‬والأهازيج‪ ،‬وال�صناعات المختلفة‪ ،‬وفي‬ ‫نوعية الحُ لي الملبو�سة‪ ،‬والفنون المُمارَ�سة‪ ،‬والتي‬ ‫رغم تماثلها مع دول الخليج الأخرى ف�إن لها طابعها‬ ‫المميز عن غيرها‪.‬‬

‫على الذات والخ�صو�صية العمانية‪ ،‬وكما نعلم ف�إن‬ ‫الح�ضارة العمانية هي تطور منطقي للما�ضي‪،‬‬ ‫وتج�سي ٌد للرابط القوي بين الأر�ض‪ ،‬وبين الذاكرة‬ ‫الجماعية للأمة العمانية‪ ،‬والتي تجمعهما عالقات‬ ‫من االنتماء والأ�صالة‪ .‬وتعيننا الم�أثورات ال�شعبية‬ ‫على التقدم العلمي والتكنولوجي بنا ًء على �أ�سا�س‬ ‫المعرفة بجوهر الإن�سان العماني‪ ،‬وتكامله في‬ ‫�إطاره االجتماعي‪ ،‬فقد باتت للم�أثورات �أهميتها في‬ ‫بيان جذور و�أ�صل الإن�سان‪� ،‬إذ �أنها توحِّ د‪ ،‬وتجمع‪،‬‬ ‫وت�ؤ�صِّ ل لأ�شكال الإبداع ال�شعبي التي قد تت�شابه في‬ ‫اال�ستخدام‪ ،‬والغر�ض مع بقية بلدان الخليج العربي‪،‬‬ ‫والتي قد تختلف من خالل التكوينات والنماذج‬ ‫التي فر�ضتها البيئة الجغرافية‪ ،‬وظروف الإمكانات‬ ‫المادية‪ .‬و�إذ تم ِّثل الم�أثورات ال�شعبية العمانية‬ ‫وثائقاً اجتماعية‪ ،‬ونف�سية‪ ،‬وتاريخية حية‪ ،‬م َّت�صلة‬ ‫بالحياة اليومية‪ ،‬والبيئة الثقافية العمانية‪ ،‬ف�إنها‬ ‫دليل على احتفاظ الإن�سان العماني بهويته‪ ،‬ولم�سات‬ ‫وجدانه الجمعي‪ ،‬وتطلعات روحه الجماعي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫بنائه االجتماعي‪.‬‬

‫من هنا وجبت االلتفاتة نحو �أهمية الحفاظ على‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية العمانية‪ ،‬ونحن �إذ نتناول‬ ‫هذه الم�س�ألة نعني �أمرين مهمين‪ ،‬فالحفاظ على‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية ي�شمل �أمرين مهمين‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫(الحماية) و(الإحياء)‪ ،‬فـ (حماية) الم�أثورات‬ ‫ال�شعبية هي حماية المعالم‪ ،‬والآثار‪ ،‬وال�شواهد‬ ‫التراثية العمانية‪ ،‬والإبقاء عليها دون تغيير يم�س‬ ‫جوهرها‪� ،‬أو اتالف ي�شوهها‪ ،‬والحيلولة دون نهبها‪،‬‬ ‫مأثوراتنا الشعبية العمانية‪ -‬تفرد وخصوصية‬ ‫و�سرقتها‪� ،‬إذ من المعلوم �أن الم�أثورات ال�شعبية‬ ‫والم�أثورات ال�شعبية العمانية لها �سماتها الخا�صة مأثوراتنا‪ -‬ثروة البد من الحفاظ عليها‬ ‫المميزة‪� ،‬إذ �أ�سهم تنوع الت�ضاري�س العمانية فيما بين �إن االهتمام بالم�أثورات ال�شعبية العمانية‪ ،‬والبحث المادية ال تتزايد‪ ،‬ولذلك البد من حمايتها من كل‬ ‫�سهل‪ ،‬وجبل‪ ،‬وبر‪ ،‬وبحر �إلى وجود تنوع بيئي فريد‪ ،‬عن �سبل الحفاظ عليها يعني االهتمام بالحفاظ ما ي�سبب نهبها و�ضياعها‪ ،‬بينما (�إحياء) الم�أثورات‬ ‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪fatmaabelushi64@gmail.com :‬‬


‫‪11‬‬

‫كيف ننمي مأثوراتنا الشعبية ثقافياً ؟‬

‫ويتبادر لنا ال�س�ؤال الآتي‪ :‬هل توجد �إمكانية للإفادة من‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية في تحقيق تنمية ثقافية وطنية؟‬ ‫بالت�أكيد توجد �سبل عدة للإفادة من م�أثوراتنا‬ ‫ال�شعبية المح ّلية‪ ،‬بحيث تحقق لنا في نهاية‬ ‫المطاف تنمية ثقافية وا�سعة‪ ،‬و�أ�صالة عمانية‬ ‫متجذرة‪ ،‬ممزوجة بروح انتماء متر�سِّ خة للأر�ض‬ ‫والوطن وال�سلطان‪ ،‬وال يت�أتى لنا ذلك �إال عبر‬ ‫االهتمام بالتراث الثقافي المادي وغير المادي‪،‬‬ ‫كجمع التاريخ ال�شفهي‪ ،‬وت�سجيل الأغاني ال�شعبية‬ ‫العمانية‪ ،‬وحفظها في �أقرا�ص ممغنطة‪ ،‬وعمل‬ ‫المهرجانات التي تبرز دور الفنون ال�شعبية‪،‬‬ ‫و�إ�صدار الكتب والمجالت والمو�سوعات التي تحفظ‬ ‫الم�صطلحات المادية وغير المادية‪ ،‬وت�سويق‬ ‫الأعمال التراثية والحرفية‪ ،‬واالنتقال بها من‬ ‫المحلية �إلى الدولية‪ ،‬و�إن�شاء الم�صانع الحرفية‬ ‫كم�صانع الن�سيج والفخار‪ ،‬ون�شر الوعي ب�أهمية‬ ‫الم�أثورات عبر و�سائل الإعالم المختلفة‪ ،‬والعمل‬ ‫على �إيجاد قرى‪ ،‬ومراكز‪ ،‬و�أ�سواق تراثية بمختلف‬ ‫مناطق ال�سلطنة‪ ،‬ال�سيما في تلك المناطق ذات‬ ‫العمق التاريخي‪ ،‬والبعد الح�ضاري‪ ،‬لما لها من دور‬ ‫فعال في �إبراز التراث الثقافي‪ ،‬وتطويره عبر الزمن‪،‬‬ ‫بق�صد الحفاظ عليه و�ضمان ا�ستمراريته للأجيال‬ ‫الم�ستقبلية‪ ،‬وبذلك نكفل تحقيق تنمية ثقافية من‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية العمانية‪.‬‬ ‫المراجــــع‪:‬‬

‫‪ -1‬البالل‪ ،‬نا�صر بن حمد‪ .‬الأبعاد الروحية في‬ ‫الم�أثورات ال�شعبية‪ .‬فعاليات ومنا�شط المنتدى‬ ‫الأدبي‪ :‬ندوة الم�أثورات ال�شعبية‪ ،‬وزارة التراث القومي‬ ‫والثقافة‪ ،‬م�سقط‪1992/12/21-19 :‬م‪.‬‬ ‫‪ -2‬خليفة‪ ،‬علي بن عبداهلل‪ .‬التراث ال�شعبي العماني‬ ‫ر�ؤية في الخ�صو�صية والتفرد‪ .‬فعاليات ومنا�شط‬ ‫المنتدى الأدبي‪ :‬ندوة الم�أثورات ال�شعبية‪ ،‬وزارة‬ ‫التراث القومي والثقافة‪ ،‬م�سقط‪1992-91 :‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬عبداهلل‪ ،‬يو�سف محمد‪ .‬الحفاظ على الموروث الثقافي‬ ‫والح�ضاري و�سبل تنميته‪ :‬تعريف التراث �أنواعه والحفاظ‬ ‫عليه‪ .‬بحث مقدم لندوة نحو م�ستقبل واعد لل�سياحة باليمن‪.‬‬ ‫‪ -4‬العفيفي‪ ،‬مجدي‪ .‬منظومة النور والخير والجمال‪.‬‬ ‫ط‪� ،1‬أخبار اليوم‪ ،‬القاهرة‪2002/2001 :‬م‪.‬‬ ‫‪ -5‬البوعلي‪� ،‬آ�سيا‪ .‬لتراث الثقافي غير المادي ب�سلطنة‬ ‫عُمان والتنمية الم�ستدامة ‪ ..‬خطة عمل ‪ .2-2‬جريدة‬ ‫الوطن‪2014/9/21 ،‬م‪.‬‬

‫مقال‬

‫ال�شعبية العمانية باعتبارها خلفية للتكوين‬ ‫الثقافي العماني‪ ،‬يكون عبر الك�شف عنها‪ ،‬و�صيانتها‬ ‫وترميمها‪ ،‬وتعزيزها‪ ،‬و�إبرازها‪� ،‬أو جمعها‪ ،‬والتعريف‬ ‫بها‪ ،‬وفي مقدمة ذلك ح�صرها والتعريف بها‪ ،‬و�إعادة‬ ‫توظيفها توظيفاً نافعاً‪ ،‬وت�شجيع �إعادة �إنتاج الجيد‬ ‫منها‪ ،‬و�إبداعها من جديد‪ ،‬بما ي�سهم في �إثراء‬ ‫الثقافة العمانية‪.‬‬

‫العمانية في يومها‬ ‫المرأة ُ‬

‫د‪ .‬آسية البوعلي‬ ‫مستشار أول للعلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي‬

‫�إن الأوامر ال�سامية من ِق َبل موالنا �صاحب‬ ‫الجاللة ‪ -‬حفظه اهلل ورعاه ‪ -‬بتخ�صي�ص يوم‬ ‫‪� 17‬أكتوبر من كل عام يومًا للمر�أة ال ُعمانية‬ ‫كفيل ب�أن يحرك �أقالمًا كثيرة نحو الكتابة عن‬ ‫هذا اليوم �سواء عبر الطرح لمنجزات المر�أة‬ ‫وما حققته‪� ،‬أو بالتعبير عن الآمال والطموحات‬ ‫التي ت�سعى المر�أة نحو تحقيقها في �إطار دورها‬ ‫الوا�ضح والمتزايد في كل المجاالت خالل‬ ‫م�سيرة النه�ضة ال ُعمانية ‪ ،‬وذلك اعتمادًا على‬ ‫اليقين الرا�سخ ب�أن المر�أة ال ُعمانية ت�شكل ن�صف‬ ‫المجتمع ‪ ،‬و�أنها تمتلك كل المقومات والقدرات‬ ‫التي تمكنها من الإ�سهام الإيجابي في جهود‬ ‫التنمية الوطنية‪ .‬مقاالت كثيرة قر�أنها في هذا‬ ‫ال�ش�أن و�سنقر�أها مرا ًرا وتكرا ًرا‪.‬‬ ‫م�ساحة محدودة �أتيحت لي للكتابة عن هذا‬ ‫اليوم الذي هو عيد بالن�سبة لي وبالن�سبة لكل‬ ‫امر�أة عُمانية ‪ ،‬من الم�ؤكد لن يتيح المجال‬ ‫بالتعبير عن كل ما يجول بخاطري فالأفكار‬ ‫غنية والكلمات كثيرة ‪ ،‬لكن ينتابني �إح�سا�س‬ ‫ب�ضرورة الحديث اليوم ولو لِما ًما فيما‬ ‫�أنجزنه هذه المر�أة عبر كتابتها المتنوعة‬ ‫رغم علمي ب�أن المو�ضع لي�س مو�ض ًعا للكتابة‬ ‫الأدبية �أو النقدية لكني �أقول �إجماال‪� :‬إن‬ ‫المر�أة (و�أق�صد البع�ض ال الكل) عبر ن�صو�صها‬ ‫النثرية وال�شعرية ا�ستطاعت �أن تعبر فكر ًيا‬ ‫وعاطف ًيا عن �أهم منجز تحقق لها عبر �سنوات‬ ‫النه�ضة المباركة‪� ،‬أال وهو منجز عقلها الذي‬ ‫وظفته �إبداع ًيا لتقدم �أف�ضل الخطابات‬ ‫المعبرة عن تحدياتها و�أزماتها الخارجية‬ ‫والداخلية ‪ ،‬كما وقفت تلك الخطابات عند‬ ‫�إ�شكاليات عالقة المر�أة بالآخر فردًا كان �أم‬ ‫مجتم ًعا ‪ .‬كما عبرت المر�أة خاللها عن قوة‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪asyah.albualy@trc.gov.om :‬‬

‫قدراتها العقلية والثقافية والعلمية‪ .‬ف�ض ً‬ ‫ال عن‬ ‫�إبراز تاريخها ومواقفها في مواجهة القوالب‬ ‫التقليدية التي ت�سعى نحو �إق�صاء المر�أة‬ ‫وتهمي�ش دورها في الإبداع‪.‬‬ ‫المرأة عبر نصوصها النثرية‬ ‫والشعرية استطاعت أن‬

‫وعاطفيا عن أهم‬ ‫فكريا‬ ‫تعبر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منجز تحقق لها عبر سنوات‬ ‫النهضة المباركة‬

‫فالعودة المت�أنية �إلى نماذج من كتابات المر�أة‬ ‫العمانية ‪ -‬نقدًا ومقا ًال وق�صة ورواية و�شع ًرا‬ ‫وم�سرحا وخاطرة ‪ -‬نجد �أنها تك�شف عن‬ ‫ً‬ ‫خ�صائ�ص جمالية وبنائية ولغوية ت�ستحق‬ ‫�أن تكون مو�ض ًعا للدرا�سة والتحليل‪� ،‬إذ �إنها‬ ‫اخترقت جداريات كثيرة ب�صدقها الإبداعي‪،‬‬ ‫كما كان توظيف الفعل الكتابي فيها كان مغاي ًرا‬ ‫لتوظيف الرجل للفعل ذاته‪ ،‬هذا مع الو�ضع‬ ‫في االعتبار �ضرورة �أن تتم هذه الدرا�سات‬ ‫بعيدًا عن الأحكام الم�سبقة‪ ،‬وال�سجال بين‬ ‫موقفي الرف�ض والقبول‪ ،‬و�أن تكون درا�سة‬ ‫الن�صو�ص الن�سائية ال ُعمانية في ذاتها‬ ‫ولذاتها‪ .‬بما يك�شف عن تطور عقلية المر�أة‬ ‫ال ُعمانية من مرحلة التفكير �إلى �أفق الإبداع‪.‬‬ ‫المر�أة ال ُعمانية في مقدرتها الإبداعية على‬ ‫�سبر �أغوارها عك�ست‪ ،‬حقًا‪ ،‬منج ًزا قي ًما وها ًما‬ ‫من منجزات الفكر الم�ستنير للقائد المفدى‪.‬‬ ‫حفظك اهلل يا موالي ‪.‬‬


‫تحقيق مصور‬

‫‪12‬‬

‫جولة حول العالم‪ :‬عيون األخبار وعجائب المعمار‬ ‫إذا كان السفر قطعة من العذاب فإن فيه سبع فوائد‪ ..‬في جوالتنا حول العالم‬ ‫وخط رسمها بعقله‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تجذب أنظارنا طرز معمارية‪ ،‬وآثار حضارية شادها اإلنسان بفكره‪،‬‬ ‫وأقام أعمدتها على نظريات من الفنون واآلداب التي أبدعت في صنعها البيئة‪ ،‬لتخلّ د‬ ‫ذكراه على طول الزمن‪ ..‬ويبقى في النهاية األثر ويزول البشر ‪ ..‬من روما إلى باريس‬ ‫إلى نيويورك واسطنبول وتتارستان وروسيا البيضاء ومدن آسيا وأدغال إفريقيا هناك‬ ‫حل‪ ،‬وارتحل‪ ،‬يترك آثارا‬ ‫روح حضارية تنبض بالحياة شاهدة على إبداع اإلنسان أينما ّ‬ ‫وشواهد دالة على إنسانيته وروحه المبدعة يتوجب الحفاظ عليها لتكون معينً ا تنهل‬ ‫من عطائه األجيال القادمة‪ ،‬وتأخذ منه وتبتكر الجديد دوما فالعلم تراكمي‪ ،‬والحضارات‬ ‫تثري بعضها بعضا‪.‬‬ ‫حمد بن عبد الرحمن الرئيسي‬

‫قصر باكينجهام ‪ -‬لندن‬

‫دار األوبرا ‪ -‬سيدني‪ ،‬استراليا‬


‫تحقيق مصور‬

‫‪13‬‬

‫مسجد (قل شريف) ‪ -‬كازان ‪ ،‬تتارستان‬

‫المسجد الجديد ‪ -‬تركيا‪ ،‬اسطنبول‬

‫النصب التذكاري للملكة إليزابيث‪ ،‬لندن‬

‫ساعة بيج بن ‪ -‬لندن‬

‫مجسم برج إيفيل ‪ -‬الس في جاس‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪alraisi@outlook.com :‬‬

‫بوابة الكرملن ‪ -‬كازان‪ ،‬روسيا‬


‫ملف العدد‬

‫‪14‬‬

‫استطالع صحفي‬

‫واقع تمكين المرأة العمانية‪ ..‬إحصاءات ودالالت‬

‫قامت به‪ :‬أسماء الجامعية‬

‫في السابع عشر من الشهر الجاري تحتفل المرأة العمانية بيومها للعام السادس على‬ ‫ً‬ ‫يوما‬ ‫التوالي بعد أن خصص جاللته ‪ -‬حفظه الله و رعاه‪ - -‬يوم السابع عشر من أكتوبر‬ ‫العمانية كتوصية خرجت بها ندوة المرأة العمانية التي عقدت في الفترة ‪19 17-‬‬ ‫للمرأة ُ‬ ‫ً‬ ‫أكتوبر عام ‪2009‬م في سيح المكارم بوالية صحار‪ ،‬إذ عقدت هذه الندوة تكريما لدور‬ ‫ً‬ ‫تسليطا لدورها‬ ‫المرأة االجتماعي و االقتصادي و التنموي في المجتمع العماني و‬ ‫الفعال في المجتمع‪ .‬ومشاركة في االحتفال بهذا اليوم قام مركز الدراسات والبحوث‬ ‫ً‬ ‫تم اختيارها‬ ‫بمؤسسة عمان للصحافة والنشر واإلعالن بعمل استطالع صحفي لعينة ّ‬ ‫ً‬ ‫عشوائيا شملت ‪ 27‬امرأة عمانية من مختلف األعمار تناولت أسئلته مدى وعي المرأة‬ ‫العمانية بأسباب تخصيص يوم للمرأة العمانية‪ ،‬ودوافع عمل المرأة خارج المنزل‪ ،‬وتقييم‬ ‫المرأة لنظيرتها في الوظائف القيادية‪ ،‬والعوامل التي تقف وراء ندرة حصول المرأة‬ ‫على الوظائف اإلدارية العليا‪ ،‬ومدى إلمام المرأة بحقوقها القانونية والتجارية وغيرها من األسئلة‪ .‬وكذلك ما حققه‬ ‫لها حق العمل خارج المنزل من سعادة واستقاللية وتقيمها للمرأة القيادية التي تعمل معها والمسبب الرئيس‬ ‫لقلة شغل المرأة للمناصب اإلدارية حيث بلغت نسبة المرأة العمانية في تلك المناصب ‪ 9,3%‬وفق إحصاءات المركز‬ ‫الوطني لإلحصاء والمعلومات عام ‪2013‬م‪.‬‬

‫وتمكين خبرتهن و�أدوارهن تمكيناً �أمثل بخدمة مجتمعها وم�ساعدة‬ ‫هل حقق لك العمل خارج المنزل السعادة واالستقاللية؟‬ ‫تحليل الأجوبة �أكد �أن ‪ %67‬من الم�ستطلع ر�أيهن �أجبن بـ"نعم" بينما الرجل لدفع المجتمع نحو مكانة مرموقة ليواكب متغيرات الع�صر‬ ‫قالت ‪" %26‬نوعًا ما" فيما نفت ‪ %7‬من ن�ساء العينة‪ .‬ور�صد التحليل الحديث‪ .‬بينما ح ّل في المرتبة الأخيرة وبن�سبة ‪ %8‬الن�ساء الالتي‬ ‫�أن ‪� %67‬أكدن �أن العمل خارج المنزل حقق لهن اال�ستقاللية بينما كان دافعهن للعمل هو "تحقيق مركز اجتماعي مرموق"‪.‬‬ ‫�أجابت ‪ %33‬منهن بـ"نوعا ما" وهنا يكمن التحدي في تحديد نوع‬ ‫اال�ستقاللية التي ترغب المر�أة في الح�صول عليها من خالل عملها ما هو تقييم للمرأة العمانية كقيادية وموظفة؟‬ ‫هل هي ا�ستقاللية مالية؟ �أم ا�ستقاللية ر�أي؟ �أم ا�ستقاللية اتخاذ ا�ستهدف اال�ستطالع معرفة ر�أي العينة وتقييمها للمر�أة العمانية‬ ‫جميع قرارات حياتها؟ وهو �أمر ال تتفق عليه (امر�أتان) �إذ يعتمد كموظفة وقيادية وم�س�ؤولة في مكان عملها ف�أجابت ‪ %30‬من‬ ‫على طبيعة كل واحدة والهدف الذي ترنو �إليه من عملها ودوافع العينة ب�أن "�إدارة المر�أة للعمل والموظفين" هي طريقتهن في‬ ‫تقييم المر�أة القيادية بينما اتفق ‪ %22‬ب�أنهن يقيمن المر�أة "‬ ‫العمل و هو �أمر تطرق �إليه اال�ستطالع‪.‬‬ ‫بان�ضباطها في العمل"‪.‬‬ ‫ما هو دافعك األساسي للعمل خارج المنزل؟‬

‫وب�س�ؤال الم�ستطلع ر�أيهن عن الدافع الأ�سا�سي وراء العمل‬ ‫خارج المنزل �أكدت ‪ %37‬منهن �أن اال�ستمتاع بالعمل والرغبة‬ ‫في تطوير الذات كان وال يزال دافعهن الأ�سا�سي للعمل فيما‬ ‫قالت ‪ %33‬ب�أنّ دافعهن يرجع للرغبة في اال�ستقالل االقت�صادي‬ ‫الفردي‪ .‬فيما �أكد التحليل �أن ‪ %11‬من �أفراد العينة وبن�سب‬ ‫مت�ساوية كان دافعهن للعمل "حاجة الأ�سرة لدخل �أكبر"‬ ‫و "ا�ستثمار الم�ؤهل الدرا�سي" هنا نرى �أن اعتماد الأ�سر العمانية‬ ‫على دخل الن�ساء ال ُعمانيات اعتماد جيد و�أنهن ع�ضوات فاعالت‬ ‫ي�سهمن في دعم دخل الأ�سر‪ ،‬ورقيها وي�سعين لتطوير ذواتهن‬

‫بينما ر�أى ‪ %16‬ب�أنهن يقيمن المر�أة القيادية بمدى "ا�ستعدادها‬ ‫للحوار و المناق�شة مع موظفيها" و "انفتاحها على من تعمل معهم‬ ‫كفريق تقوده �أثناء �إنجاز العمل" في حين ات�ضح �أن ‪ %11‬من �أفراد‬ ‫العينة يقيمن المر�أة القيادية بحجم "الكمية المنجزة من العمل"‬ ‫وجاء في المراتب الثالث الأخيرة وبت�ساوي الن�سب التي بلغت ‪%7‬‬ ‫من ر�أين م�س�ألة التقييم ترجع لـ "الدعاية لعملها ول�شركتها"‬ ‫و "البحث عن المكانة االجتماعية" و "تقبل الموظفين لها و مدى‬ ‫�شعبيتها بينهم"‪.‬‬

‫عمل المرأة خارج المنزل حقق لها السعادة‬

‫عمل المرأة خارج المنزل حقق لها السعادة‬

‫ ‪ ‬ال‪ ‬‬ ‫‪7% ‬‬

‫ ‪ ‬نعم‪ ‬‬ ‫‪67% ‬‬

‫ ‪ ‬نوع'ا ً‪ ‬ما‪ ‬‬ ‫‪26% ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ ‪ 2 ‬ال‪ ‬‬ ‫‪0% ‬‬

‫ ‪ 2 ‬نعم‪ ‬‬ ‫‪67% ‬‬

‫ ‪ 2 ‬نوع'ا ً‪ ‬ما‪ ‬‬ ‫‪33% ‬‬

‫‪ ‬‬


‫ما هي األسباب وراء قلة شغل المرأة العمانية للمناصب اإلدارية والقيادية؟‬

‫�أجابت ‪ %37‬من ن�ساء العينة �أن ال�سبب في قلة �شغلهن للمنا�صب‬ ‫القيادية واالدارية يرجع لـ" �أ�سباب تتعلق بالمر�أة نف�سها"‪ ،‬و�أرجعت‬ ‫‪ %33‬ال�سبب �إلى مناف�سة "الرجل" حيث تعتقد الن�ساء ب�أن الرجل‬ ‫ومناف�سته لهن على المنا�صب الإدارية �سبب في قلة �شغلها للمنا�صب‬ ‫الإدارية والقيادية‪ ،‬بينما �أكدت ‪ %30‬من الم�ستطلع ر�أيهن ب�أن‬ ‫ال�سبب راجع لـ"عادات و تقاليد المجتمع" التي تقيد و�صول المر�أة‬ ‫للمنا�صب الإدارية و تقلل من فر�ص اعتالئها للقيادة؛ فبع�ض عادات‬ ‫وتقاليد المجتمع العماني ترى �أن من�صب القيادة من الأف�ضل �أن‬ ‫يكون من ن�صيب الرجل كونه �أكثر حزما و�صالبة في اتخاذ القرارات‬ ‫ال�صارمة التي ال تت�أثر بالعاطفة �أو الميول ال�شخ�صية!‬

‫من هنا اتجه اال�ستطالع لتحقيق الهدف الأ�سمى له وهو معرفة‬ ‫مدى دراية المر�أة العمانية بتخ�صي�ص يوم لها حيث �أكدت ‪%93‬‬ ‫من العينة معرفتهم بتخ�صي�ص يوم للمر�أة العمانية وفق توجيهات‬ ‫جاللته – حفظه اهلل – فيما �أثبتت النتائج ب�أن ‪ %7‬منهن لم يكن‬ ‫على دراية بذلك والذي قد يكون �سببه راجع لعدم اهتمامهن‬ ‫بذلك �أو انقطاعهن عن و�سائل التوا�صل االجتماعي �أو �أ�سباب‬ ‫�أخرى �أدت �إلى عدم معرفتهن بتخ�صي�ص هذا اليوم لهن‪ .‬وحين‬ ‫�س�ؤالهن عن �سبب تخ�صي�ص هذا اليوم للمر�أة العمانية �أكد ‪%74‬‬ ‫من من الم�ستطلع ر�أيهن ب�أنهن على معرفة ب�سبب تخ�صي�ص هذا‬ ‫اليوم بينما �أجابت ‪ %26‬من ن�ساء العينة ب�أنهن لي�س لديهن ب�أ�سباب‬ ‫تخ�صي�ص هذا اليوم لهن والذي جاء كتو�صية من جاللته في ندوة‬ ‫المر�أة العمانية عام ‪2009‬م‪.‬‬ ‫و عند �س�ؤال الن�ساء عن مدى �إلمامهن بحقوقهن القانونية و‬ ‫التجارية و غيرها‪� ...‬أجابت ‪ %78‬منهن بـ "بنعم" وتدل هذا الن�سبة‬ ‫المرتفع على مدى وعي المر�أة العمانية و�إدراكها لجميع ما يدور‬ ‫من حولها من �أنظمة وقرارات وت�شريعات ت�صب في م�صلحتها‬ ‫و�إبراز دورها االجتماعي و الأ�سري والعلمي والعملي في الأ�صعدة‬ ‫كافة ومجاالت الحياة المختلفة‪ .‬فيما قالت ‪ %22‬منهن �أنهن غير‬ ‫ملمات بحقوقهن القانونية والتجارية والعملية وهذا ما يدعو �إلى‬ ‫تكثيف وزيادة وعي المر�أة بما لها من ت�شريعات وحقوق وما عليها‬ ‫من واجبات �سواء بمجموعة من البرامج التوعوية �أو �إدخال برنامج‬ ‫تقييم المرأة العمانية لنظيرتها القيادية‬

‫‪ ‬استعدادها‪ ‬للحوار‪ ‬واملناقشة‪ ‬‬

‫‪11% ‬‬

‫‪ ‬لالستقالل‪ ‬االقتصادي‪ ‬الفردي‪ ‬‬

‫‪ ‬الستثمار‪ ‬املؤهل‪ ‬الدراسي‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫انضباطها‪ ‬في‪ ‬الدوام‪ ‬‬ ‫‪7% ‬‬

‫‪22% ‬‬

‫‪ ‬ادارة‪ ‬العمل‪ ‬واملوظفني‪ ‬‬

‫‪37% ‬‬

‫‪ ‬لسد‪ ‬أوقات‪ ‬الفراغ‪ ‬‬

‫‪ ‬انجاز‪ ‬العمل‪ ‬من‪ ‬ناحية‪ ‬الكمية‪ ‬‬

‫‪33% ‬‬

‫‪ ‬انجاز‪ ‬العمل‪ ‬من‪ ‬ناحية‪ ‬النوعية‪ ‬‬ ‫(الجودة)‪ ‬‬

‫‪ ‬لتحقيق‪ ‬م ركز‪ ‬اجتماعي‪ ‬مرموق‪ ‬‬ ‫‪ ‬لالستمتاع‪ ‬بالعمل‪ ‬مع‪ ‬الرغبة‪ ‬في‪ ‬‬ ‫تأكيد‪ ‬الذات‪ ‬‬

‫‪0% ‬‬

‫‪ ‬الدعاية‪ ‬لعملها‪ ‬ولشركتها‪ ‬‬

‫‪8% ‬‬

‫‪ ‬البحث‪ ‬عن‪ ‬الشهرة‪ ‬‬

‫‪11% ‬‬

‫وعي المرأة العمانية بتخصيص يوم لها‬

‫‪ ‬‬

‫‪8% ‬‬

‫‪11% ‬‬

‫‪15% ‬‬ ‫‪30% ‬‬

‫‪ ‬تقبلها‪ ‬وشعبيتها‪ ‬لدى‪ ‬املوظفني‪ ‬‬

‫‪ ‬‬ ‫حصول المرأة العمانية على حقوقها كاملة في المجتمع العماني‬

‫ال‪ ‬‬ ‫‪7% ‬‬

‫نعم‪ ‬‬ ‫‪85% ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪7% ‬‬

‫‪0% ‬‬

‫ال‪ ‬‬ ‫‪15% ‬‬

‫نعم‪ ‬‬ ‫‪93% ‬‬

‫‪15‬‬

‫ما مدى إلمامك بحقوقك القانونية والتجارية؟‬

‫دافع المرأة األساسي للعمل خارج المنزل‬

‫حاجة‪ ‬األسرة‪ ‬إلى‪ ‬دخل‪ ‬اكبر‪ ‬‬

‫ملف العدد‬

‫من هنا نرى �أن تقييم المر�أة العمانية الموظفة للمر�أة‬ ‫القيادة يميل لمدى مقدرة المر�أة القيادية على �إدارتها للعمل‬ ‫والموظفين الذين يعملون تحت �إ�شرافها‪ ،‬و مدى ان�ضباطها‬ ‫بالعمل وا�ستعدادها للمناق�شة مع من يعملون تحت �إ�شرافها‬ ‫وتقبلها لآرائهم لتقود مركبة العمل نحو الهدف الأ�سمى منه‪،‬‬ ‫�إذ تكون قدوة مثلى يقتدي بها الموظفون غير �أن ن�سبة �شغل‬ ‫المر�أة العمانية للمنا�صب االدارية في المنا�صب الإدارية لم‬ ‫تتجاوز ‪ %10‬كما ورد في �إح�صاءات المركز الوطني للإح�صاء‬ ‫والمعلومات في عام ‪2013‬م‪ .‬وهذا ال�سبب دفع مركز الدرا�سات‬ ‫والبحوث ال�ستطالع ر�أي الن�ساء العمانيات الالتي �شملتهن‬ ‫العينة حول ال�سبب الذي �أدى �إلى قلة �شغل المر�أة العمانية‬ ‫في المنا�صب الإدارية و القيادية في مجتمعنا‪.‬‬

‫ما مدى وعي المرأة العمانية بتخصيص يوم لها؟‬


‫ملف العدد‬

‫‪16‬‬

‫مغلوطة �أو من�سوبة لديننا بغير دليل �أو برهان‪ .‬فيما جاء "جهل‬ ‫المر�أة" وبن�سبة ‪ %15‬كم�سبب في تعطيل تنفيذ الت�شريعات‬ ‫والقوانين التي تخ�ص المر�أة و بالن�سبة نف�سها جاء "ند ًية المر�أة‬ ‫للمر�أة الأخرى"‪ ،‬و �أخيراً "ندية الرجل للمر�أة" و الذي جاء بن�سبة‬ ‫‪ %7‬حيث �إن المر�أة العمانية ترى �أن ندية الرجل لها و مناف�سته لها‬ ‫في جميع مجاالت الحياة تعد م�سبباً لتعطيل تنفيذ الت�شريعات و‬ ‫القوانين التي تخ�صها‪.‬‬

‫توجيهي تعليمي في مختلف مدار�س ال�سلطنة يقوم بتوعية المر�أة‬ ‫العمانية في مرحلة ن�ضجها وتكوينها التعليمي على �أهم حقوقها‬ ‫والت�شريعات والقوانين التي ت�صب في م�صلحتها وما عليها من‬ ‫واجبات تجاه �أ�سرتها ومجتمعها و عمله‪.‬‬ ‫كما �أكدت ‪ %85‬من ن�ساء العينة �أنهن قد ح�صلن على كافة‬ ‫حقوقهن في المجتمع العماني كون �أن المجتمع �أ�صبح �أكثر‬ ‫انفتاحا و دع ًما للمر�أة لترتقي وتح�صل على جميع حقوقها‬ ‫ً‬ ‫وتحقق غاياتها بينما نفت ‪ %15‬من الن�ساء ح�صولهن على‬ ‫جميع حقوقهن ويرجع ذلك لعدم درايتهن بحقوقهن‪،‬‬ ‫و التناف�س غير ال�شريف �سواء بين المر�أة والمر�أة‪� ،‬أو بين المر�أة و‬ ‫الرجل‪ ،‬و �أي�ضا ب�سبب العادات و التقاليد التي يفر�ضها المجتمع‬ ‫و يقيد المر�أة بها‪.‬‬

‫نسبة المرأة العمانية في‬ ‫المناصب اإلدارية‬

‫‪9.3%‬‬

‫من المتسبب في تعطيل آلية تنفيذ التشريعات و القوانين‬ ‫الخاصة بالمرأة؟‬

‫�أخيراً طرح اال�ستطالع �س�ؤاال لإي�ضاح المت�سبب الرئي�س في تعطيل‬ ‫تنفيذ الت�شريعات والقوانين التي تخ�ص المر�أة العمانية من‬ ‫وجهة نظر الن�ساء العمانيات الالتي �شملهن اال�ستطالع وجاءت‬ ‫�إجابة ‪ %37‬ب�أن "ثقافة المر�أة واعتقادها ب�أن لي�س من حقها �أن‬ ‫تح�صل على الحقوق القانونية والتجارية نف�سها الم�شابهة لحقوق‬ ‫الرجل) هو ال�سبب في تعطيل تنفيذ هذه الت�شريعات حيث �إن لو‬ ‫كانت المر�أة �أكثر دراية وانفتاحا على جميع حقوقها و�أكثر �إلماما‬ ‫بما لها من حقوق وما عليها من واجبات ل�سهل ذلك عملية تنفيذ‬ ‫الت�شريعات‪.‬‬

‫انطالقا من هذه النتائج نجد �أن المر�أة العمانية تحتاج لمزيد‬ ‫من التوعية و التوجيه حول �أهم القوانين‪ ،‬والت�شريعات والحقوق‬ ‫القانونية والتجارية والعملية و االجتماعية‪ .‬و�أهم الواجبات التي‬ ‫تفر�ض عليها لأ�سرتها ومجتمعها وعملها‪ ،‬كما يجب الأخذ بعين‬ ‫االعتبار مدى تنفيذ ال�سلطات المعنية لهذه الت�شريعات والقوانين‬ ‫التي تخ�ص المر�أة والتي جاءت ح�سب توجيه المقام ال�سامي �إذ‬ ‫�أن جاللته – حفظه اهلل – �أدرك ومنذ بدايات عهده الم�ستنير‬ ‫�أن المر�أة العمانية لبنه �أ�سا�سية في المجتمع العماني يجب �أن‬ ‫ت�صونها القوانين وتحفظ الت�شريعات حقوقها كافة كع�ضو ف ًعال‬ ‫�أ�سهم وطوال �أعوا ٍم مديدة في رقي المجتمع العماني وتطوره‬ ‫الم�ستدام‪.‬‬

‫فيما قال بع�ضهن ب�أن "ثقافة الرجل الدينية المتع�صبة �ضد‬ ‫المر�أة" وبن�سبة ‪ %26‬فبالرغم من انفتاح المجتمع العماني ودعمه‬ ‫للمر�أة ودورها الفعال كثير ما نالحظ وجود بع�ض المجموعات‬ ‫الدينية المتع�صبة التي تحاول خلق قيود وهمية على المر�أة‬ ‫وتقييد حريتها ا�ستنا ًدا لأقوال تراثية قد تكون في معظم الأوقات‬ ‫سبب قلة وجود المرأة العمانية في المناصب اإلدارية والقيادية‬

‫المتسبب في تعطيل آلية تنفيذ التشريعات و القوانين‬ ‫الخاصة بالمرأة؟‬

‫‪ ‬‬

‫ ‪ ‬الرجل‪ ‬‬ ‫‪33% ‬‬

‫ ‪ ‬ثقافة‪ ‬املرأة‪( ‬أن‪ ‬تعتقد‪ ‬املرأة‪ ‬‬ ‫بأن‪ ‬ليس‪ ‬من‪ ‬حقها‪ ‬أن‪ ‬تحصل‪ ‬على‪ ‬‬ ‫نفس‪ ‬الحقوق‪ ‬القانونية‪ ‬و‪ ‬التجارية‪ ‬‬ ‫املشابهة‪ ‬لحقوق‪ ‬الرجل)‪ ‬‬

‫عادات‪ ‬و‪ ‬تقاليد‪ ‬‬ ‫املجتمع‪ ‬‬ ‫‪30% ‬‬

‫ ‪ ‬ندًية‪ ‬املرأة‪ ‬للمرأة‪ ‬األخرى‪ .‬‬ ‫ ‪ ‬جهل‪ ‬املرأة‪ .‬‬

‫ ‪ ‬اسباب‪ ‬‬ ‫تتعلق‪ ‬باملرأة‪ ‬نفسها‪ ‬‬ ‫‪37% ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ ‪ ‬ثقافة‪ ‬الرجل‪ ‬الدينية‪ ‬‬ ‫املتعصبة‪ ‬ضد‪ ‬املرأة‪ .‬‬

‫‪ ‬‬

‫ندًية‪ ‬الرجل‪ ‬للمرأة‪ ‬‬

‫‪7% ‬‬ ‫‪37% ‬‬

‫‪26% ‬‬

‫‪15% ‬‬

‫‪15% ‬‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪asma-aljamae@hotmail.com :‬‬


‫مؤشرات‬

‫مؤشرات عن المرأة العمانية‬

‫‪19,4%‬‬

‫‪49,4%‬‬

‫نسبة اإلناث وهن تقريبا‬ ‫نصف المجتمع العماني‬ ‫عام ‪2013‬‬

‫‪9,3%‬‬

‫‪64%‬‬

‫نسبة العمانيات‬ ‫الباحثات عن عمل‬ ‫عام ‪2012‬‬

‫نسبة موظفات الخدمة‬ ‫المدنية في اإلدارة‬ ‫الوسطى والمباشرة‬ ‫و ‪ % 6,44‬في العليا‬

‫‪0,25%‬‬ ‫نسبة العمانيات األقل‬ ‫زواجا بالوافدين وتمثل‬ ‫(‪ )0,25%‬من العمانيين‬ ‫الذكور والتي تمثل‬ ‫(‪)0,58%‬‬

‫انخفضت األمية في‬ ‫الفئة (‪ 15‬سنة و أكثر)‬ ‫من ‪ 29,5%‬إلى ‪19,4%‬‬ ‫عام ‪2010‬‬

‫‪18%‬‬

‫نسبة المرأة من‬ ‫أعضاء مجلس الدولة‬ ‫(‪)2011-2015‬‬

‫‪57,4%‬‬

‫‪2%‬‬

‫نسبة العمانيات‬ ‫المسجالت في الضمان‬ ‫االجتماعي عام ‪2014‬‬ ‫‪ 57,4%‬وأكثر من ‪10000‬‬ ‫من نساء الضمان مطلقات‬ ‫و أقل من ‪ 5000‬منهن غير‬ ‫متزوجات‬

‫خالل ‪ 2014‬ارتفعت نسبة‬ ‫الطالق في عمان بمقدار‬ ‫‪ 2%‬وأعالها كانت في‬ ‫الظاهرة (‪ )32%‬و أقلها‬ ‫في جنوب الباطنة(‪)-17%‬‬

‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لإلحصاء والمعلومات‬

‫‪17‬‬


‫تجربة‬

‫تجارب عالمية‬

‫تمكين المرأة تمكين لإلنسانية‬

‫تجربة تعرضها‪ :‬زبيدة بن علي البلوشية‬

‫‪18‬‬

‫على الرغم من اإلنجازات التي حققتها الحكومات العربية واإلسالمية وفي القلب منها سلطنة عمان في‬ ‫عائقا في طريق تحقيق‬ ‫ً‬ ‫المرأة في العقود الماضية‪ ،‬إال أن هنالك العديد من العقبات الكؤد التي مازالت تقف‬ ‫المرأة لطموحاتها‪ ،‬وما تصبو إليه‪ ،‬ومازالت دولنا تسعى حثيثً ا إلى رسم خارطة طريق تستطيع من خاللها المرأة‬ ‫التغلّ ب على المعيقات االجتماعية والتراثية‪ ،‬والموروثات الشعبية‪ ،‬والرؤى الذكورية التقليدية لتساعد المرأة في‬ ‫تحقيق مآربها وإدماجها في مخططات التنمية‪ ،‬ووضع رؤية واضحة تكون معينا للمرأة على وضع ممارسة خياراتها‬ ‫في الحياة بشكل سليم وطبيعي‪ ،‬مثل المشاركة في الحياة السياسية‪ ،‬والحصول على التعليم ومصدر ثابت‬ ‫للدخل‪ ،‬والعيش في مجتمعات خالية من العنف والتمييز‪ ،‬وهنا سوف نعرض تجربة ثالث دول خليجية تصدرت‬ ‫قائمة الدول العربية في عملية تمكين المرأة‪ .‬مستعينين بالبحوث والدراسات الصادرة عن مراكز المعلومات‬ ‫والتقارير الحكومية وإحصاءات المراكز البحثية العربية‪.‬‬

‫سلطنة عمان‪:‬‬

‫تعد �سلطنة عمان من �أولى الدول العربية دعما‬ ‫وتمكينا للمر�أة‪ ،‬وهذا ما وثقته الم�صادر التاريخية‪،‬‬ ‫والتي ت�ؤكد خو�ض المر�أة العمانية وم�شاركتها‬ ‫الفعالة في معترك المجاالت المختلفة‪� ،‬شاقة‬ ‫طريق النجاح والتميز بعلو وهمة‪ ،‬ورجاحة‬ ‫عقل‪ ،‬منا�صفة الرجل في عملية البناء والتعمير‬ ‫والتطوير‪ .‬حيث حظيت المر�أة في عهد جاللته‬ ‫_ حفظه اهلل_ بوافر الحظ من االهتمام‬ ‫والرعاية‪ ،‬ونالت باقة من الفر�ص والحقوق في‬ ‫مختلف المجاالت‪ ،‬والتي كانت تمثل حلمًا �صعب‬ ‫المنال بالمقارنة مع نظيراتها في البلدان الأخرى‪،‬‬ ‫فتبو�أت مكانة مرموقة في المجتمع‪ ،‬وكونت‬ ‫نموذجاً م�شر ًفا لريادة المر�أة في المحافل المحلية‬ ‫والإقليمية والدولية كافة في مختلف االن�شطة‬ ‫الثقافية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واالقت�صادية‪ ،‬وال�سيا�سية‪.‬‬ ‫فالنظام الأ�سا�سي ل�سلطنة عمان لم يميز بين‬ ‫الرجل والمر�أة في جميع الحقوق والواجبات‪ ،‬بل‬ ‫اعتبرها ن�صف المجتمع‪ ،‬و�أنه ال يمكن لدولة تريد‬ ‫�أن تبني نف�سها �أن ت�ستغني عن ن�صفها الآخر‪ ،‬و�أن‬ ‫م�شاركتها في عملية التنمية امر �ضروري وهام‬ ‫من �أجل �أنجاز وا�ستكمال حلقة العطاء والتقدم‪،‬‬ ‫�إذ تتمتع المر�أة العمانية بكامل حقوقها مثلها مثل‬ ‫الرجل تماما‪ ،‬كما تتمتع بنف�س الو�ضع القانوني‪،‬‬ ‫وذلك فيما يخ�ص تقلد المنا�صب‪ ،‬والح�صول على‬ ‫التعليم‪ ،‬والحق في ممار�سة مختلف المهن‪ ،‬وهذا‬

‫ما ن�ص عليه الد�ستور العماني و�أكده‪� .‬إذ ح�صدت‬ ‫ال�سلطنة المركز الأول وللمرة ال�ساد�سة على‬ ‫التوالي على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة‪،‬‬ ‫وذلك في فئة �إلغاء الفوارق بين الجن�سين في‬ ‫تقديم الخدمات العامة في عام ‪.2014‬‬ ‫كما �إن اهتمام ال�سلطنة بتعليم المر�أة‪ ،‬والذي يعد‬ ‫مهم جدا من �أجل تعزيز قدرة المر�أة على تحقيق‬ ‫مكا�سب تنموية‪� ،‬أدى انخفا�ض ن�سبة الأمية من‬ ‫‪ 18.4‬في المائة الى ‪ 12.9‬في المائة‪ ،‬كما ارتفع‬ ‫عدد الإناث ال�شاغالت لمقاعد البعثات الداخلية‬ ‫للعام الدرا�سي ‪� 2014-2013‬إلى ‪ 6049‬طالبة‪،‬‬ ‫و�أظهرت الإح�صائيات عن زيادة توجه الفتاة‬ ‫العمانية لاللتحاق بالتعليم العالي حيث ارتفع عدد‬ ‫الملتحقات بالتعليم العالي من العمانيات بن�سبة‬ ‫‪ 23‬في المائة من ‪ 41553‬طالبة في العام الدرا�سي‬ ‫‪� 2008-2007‬إلى ‪ 51048‬طالبة في العام الدرا�سي‬ ‫‪.2012-2011‬‬ ‫َّ‬ ‫و�أثبتت المر�أة العمانية قدرتها الفذة في الدخول‬ ‫والم�شاركة في المعترك ال�سيا�سي‪ ،‬واحتلت منا�صب‬ ‫ومراكز مرموقة‪ ،‬فالنظام الأ�سا�سي ل�سلطنة‬ ‫عمان يكفل حق المر�أة في ممار�سة حق التر�شح‬ ‫واالنتخاب في مجل�س ال�شورى دون �أن يكون هنالك‬ ‫�شروط �أو قيود تميز بين الرجل والمر�أة‪ ،‬وتمثل‬ ‫الن�ساء في مجل�س الدولة ن�سبة ‪18‬في المائة خالل‬ ‫الفترة الخام�سة ‪ 2015-2011‬للمجل�س‪ ،‬بينما‬ ‫تمثل ن�سبة ‪ 1.2‬في المائة في مجل�س ال�شورى‬

‫في فترته ال�سابعة ‪ ،2015-2011‬كما التحقت عدد‬ ‫‪ 9‬ن�ساء بع�ضوية المجال�س البلدية ممن تر�شحن‬ ‫باالنتخاب‪ ،‬كما بلغت ن�سبة الن�ساء المتقلدات‬ ‫للوظائف في ال�سلطة الق�ضائية ‪ 19‬في المائة‪.‬‬ ‫وتعد م�شاركة المر�أة العمانية في المجاالت‬ ‫االقت�صادية من الأمور الهامة‪ ،‬حيث �شهد �سوق‬ ‫العمل العماني �إ�سهاماً متزايداً للمر�أة العمانية‪،‬‬ ‫�إذ �إ�شارات االح�صائيات �أن ن�سبة الموظفات في‬ ‫القطاع الحكومي تبلغ ‪ 44.3‬في المائة من‬ ‫جملة العاملين‪ ،‬وت�شكل ن�سبة ‪ 21.5‬في المائة‬ ‫من الموظفات العمانيات بالخدمة المدنية في‬ ‫الوظائف الإدارية‪ ،‬كما بلغ �إجمالي ن�سبة العامالت‬ ‫ب�أجر من القوى العاملة الوطنية في من�ش�آت‬ ‫القطاع الخا�ص بال�سلطنة ‪ 21.2‬في المائة في عام‬ ‫‪ ،2014‬وبلغت ن�سبة المعينات من الإناث في نف�س‬ ‫العام ذاته ‪ 22‬في المائة‪.‬‬ ‫و هذه الأرقام وهذا التقدم دليل على �أن المر�أة‬ ‫العمانية تمكنت خالل فترة الم�سيرة المظفرة �أن‬ ‫تثبت قدراتها‪ ،‬وكفاءتها العملية لي�س فقط من‬ ‫خالل الم�شاركة بالعمل والجهد في هذه المجاالت‬ ‫بل �أي�ضا من خالل دورها االجتماعي الحيوي الذي‬ ‫تقوم به ك�أم وربة منزل في �إعداد الأجيال العمانية‬ ‫وزرع القيم والتقاليد العمانية الأ�صيلة فيهم‪ ،‬وجاء‬ ‫من خالل هذه الجهود الن�سوية العظيمة تكريم‬ ‫�صاحب الجاللة لها بيوم المر�أة العمانية في‬ ‫‪ 17‬من �أكتوبر‪ ،‬وذلك من خالل الوقوف على ما‬


‫اإلمارات العربية‬

‫تبو�أت الإمارات العربية المتحدة مركز ال�صدارة‬ ‫من بين الدول العربية‪ ،‬في عدد الن�ساء اللواتي‬ ‫ي�شغلن وظيفة المدير‪ ،‬وذلك ح�سب ما �أ�شارت �إليه‬ ‫تقارير منظمة العمل الدولية ‪ ،2015‬حيث �أن ‪ 10‬في‬ ‫المئة من الن�ساء الإماراتيات ي�شغلن منا�صب �إدارية‬ ‫قيادية‪ ،‬وهذه لي�ست بالمرة الأولى التي تت�صدر‬ ‫فيها دولة الإمارات العربية المتحدة �شقيقاتها‬ ‫الدول في مجال تمكين المر�أة‪� ،‬إذ احتلت �سابقا‬ ‫المرتبة الأولى عربيا في م�ؤ�شر تمكين المر�أة‬ ‫ال�صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي �ضمن‬ ‫تقرير التنمية الب�شرية العالمي عام ‪.2011‬‬ ‫وهذا التقدم الن�سائي الإماراتي الوا�ضح لم ي�أت من‬ ‫فراغ‪ ،‬بل من بيئة داعمة‪ ،‬وم�ساندة‪ ،‬وم�ؤمنة ب�أن‬ ‫المر�أة تمثل ن�صف المجتمع‪ ،‬و�أنه ال يمكن لدولة‬ ‫تريد �أن تبني نف�سها �أن ت�ستغني عن ن�صفها الآخر‪،‬‬ ‫و�أن م�شاركة المر�أة في عملية التنمية �أمر �ضروري‬ ‫وهام من �أجل �إنجاز وا�ستكمال حلقة العطاء‬ ‫والتقدم‪� ،‬إذ تتمتع المر�أة الإماراتية بكامل حقوقها‬ ‫مثلها مثل الرجل تماما‪ ،‬كما تتمتع بالو�ضع‬ ‫القانوني نف�سه‪ ،‬وذلك فيما يخ�ص تقلد المنا�صب‪،‬‬ ‫والح�صول على التعليم‪ ،‬والحق في ممار�سة مختلف‬ ‫المهن‪ ،‬وهذا ما ن�ص عليه القانون االتحادي و�أكده‪.‬‬ ‫وتعد دولة الإمارات �أول دولة في المنطقة تد�شن‬ ‫ا�ستراتيجية وطنية لتنمية المر�أة‪ ،‬والتي تواكب‬ ‫ا�ستراتيجيات ومنهاج العمل الدولي للنهو�ض‬ ‫بالمر�أة‪ ،‬حيث كان لهذه اال�ستراتيجية دور كبير‬ ‫في الم�ساهمة في تعزيز وخدمة ق�ضايا المر�أة‪،‬‬ ‫وتحريرها في المجاالت االجتماعية‪ ،‬االقت�صادية‪،‬‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬والثقافية وغيرها من المجاالت‬ ‫الأخرى بما يتوافق مع القيم الإ�سالمية‪ ،‬والعادات‬ ‫والتقاليد العربية الأ�صيلة‪ .‬وتلخ�ص مجاالت‬ ‫البرامج اال�ستراتيجية الوطنية لتنمية المر�أة‪،‬‬ ‫والتي يجري العمل با�ستمرار على تحديثها‪،‬‬ ‫وتطويرها‪ ،‬وتفعيل �آليات تنفيذها في �أربعة‬ ‫محاور رئي�سية‪ ،‬وهي (المر�أة والتعليم)‪ ،‬و(المر�أة‬ ‫وال�صحة)‪ ،‬و(المر�أة واالقت�صاد)‪ ،‬و(المر�أة‬ ‫والعمل االجتماعي)‪ .‬وت�سعى اال�ستراتيجية ب�شكل‬ ‫عام �إلى تمكين وبناء قدرات المر�أة الإماراتية‬ ‫وتذليل ال�صعوبات �أمام م�شاركتها في جميع‬ ‫المجاالت لتكون عن�صراً فاع ًال ورائداً في التنمية‬ ‫الم�ستدامة‪ ،‬ولتتبو�أ المكانة الالئقة بها‪ ،‬ولتكون‬ ‫نموذجاً م�شرفاً لريادة المر�أة في المحافل‬ ‫المحلية والإقليمية والدولية كافة‪.‬‬ ‫فاهتمام الإمارات بالعن�صر الن�سائي كونها �شريكا‬

‫النظام األساسي لسلطنة‬ ‫عمان لم يميز بين الرجل‬ ‫والمرأة في جميع الحقوق‬ ‫والواجبات‬

‫كما �أن دور المر�أة في الإمارات ال يقت�صر فقط على‬ ‫الوظائف التقليدية‪ ،‬بل يتجاوزه ليت�ضمن دورها‬ ‫الم�ؤثر في ريادة الأعمال‪ ،‬حيث يوجد في الإمارات‬ ‫�أكثر من ‪� 12‬ألف �سيدة �أعمال‪ ،‬يدرن �أكثر من ‪� 11‬ألف‬ ‫م�شروع تجاري بقيمة ا�ستثمارية تقدر بنحو ‪18,3‬‬ ‫مليار درهم (‪ 5‬مليارات دوالر)‪ ،‬كما �إن ال�شركات‬ ‫المملوكة ل�سيدات الأعمال في الإمارات تحقق ن�سب‬ ‫نجاح �أعلى مقارنة بال�شركات المملوكة لل�سيدات في‬ ‫الواليات المتحدة الأمريكية‪ ،‬بح�سب م�سح �أجرته‬ ‫�شركة الما�سة كابيتال‪ ،‬م�شيرا �إلى �أن �سيدات الأعمال‬ ‫في الإمارات ي�شكلن نحو ‪ %20‬من قائمة �أقوى ‪100‬‬ ‫�سيدة �أعمال على الم�ستوى العربي‪.‬‬ ‫دولة قطـــر‬

‫قطر من الدول التي قطعت �شوطا كبيرا في‬ ‫مجال تمكين المر�أة‪ ،‬حيث ج�سدت الإدارة ال�سيا�سية‬ ‫الواعية مفهوم تمكين المر�أة �ضمن الأولويات‬ ‫الوطنية لعملية التنمية‪ ،‬وذلك من خالل �سعي‬ ‫دولة قطر �إلى توفير الفر�ص العادلة �أمام المر�أة‪،‬‬ ‫والم�ساواة بين الجن�سين في جميع المجاالت‪ ،‬وهذا‬ ‫ما جاء في �أولى قرارات اعتماد الر�ؤية ال�شاملة‬

‫للتواصل مع الكاتبة وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪zubaida_alii@hotmail.com :‬‬

‫تجربة‬

‫�أنجزته المر�أة العمانية‪ ،‬ودعمها على بذل المزيد‬ ‫في طريق التقدم والتميز‪ ،‬وا�ضعة امام ن�صب عينها‬ ‫الثقة التي منحها جاللته �إياها‪ .‬وفي تجربتنا‬ ‫العمانية هناك تكاف�ؤ يطمئن �إليه الجميع �إال �أن ما‬ ‫و�صلت �إليه المر�أة العمانية مدعاة عز وفخر لكل‬ ‫عربي وعماني‪.‬‬

‫في عملية التنمية‪� ،‬أدى �إلى ارتفاع معدل التعليم‪،‬‬ ‫حيث احتلت المركز الأول عالميا بالم�شاركة مع‬ ‫عدة دول �أخرى في الم�ساواة بين الذكور والإناث‬ ‫في مجال التعليم عام ‪ ،2012‬فارتفع معدل �إلمام‬ ‫المر�أة الإماراتية بمبادئ القراءة والكتابة �إلى ‪91‬‬ ‫في المائة‪ ،‬وهو �أعلى من ن�سبة التعليم بين الذكور‪،‬‬ ‫والتي تبلغ ‪ 75.6‬في المائة‪ ،‬كما �إن ن�سبة ‪ 77‬في‬ ‫المائة من الإناث يتابعن تعليمهن العالي‪ ،‬وهي‬ ‫الن�سبة الأعلى من نوعها في العالم‪.‬‬ ‫فاالهتمام بتعليم المر�أة وتثقيفها و�إعطائها الفر�ص‬ ‫المت�ساوية مع الرجال في �صنع القرار‪� ،‬أدى �إلى رفع‬ ‫م�ستوى الم�س�ؤولية والوعي لديها ب�أهمية دورها في‬ ‫عملية التنمية‪ ،‬مما جعلها تخطو خطوات واثقة‪،‬‬ ‫متقلدة منا�صب قيادية عليا في الدولة‪ ،‬وا�ضعة‬ ‫ب�صمة علو وتميز‪ ،‬مما جعل ا�سم الإمارات يتربع‬ ‫على عر�ش التميز‪ ،‬ويت�صدر القوائم ب�أرقام قيا�سية‬ ‫حققتها المر�أة‪ .‬كما برهنت المر�أة الإماراتية على‬ ‫قدرتها على دخول المعترك ال�سيا�سي‪� ،‬إذ بلغت �أرقى‬ ‫المراتب والمنا�صب كوزيرة �أو �سفيرة �أو قا�ضية �أو‬ ‫محامية وغيرها من المنا�صب القيادية‪ ،‬كما بلغ‬ ‫عدد الن�ساء الآتي تر�شحن في انتخابات مجل�س‬ ‫ال�شورى ‪ 78‬امر�أة في عام ‪.2015‬‬

‫للتنمية ‪ -‬ر�ؤية قطر الوطنية ‪ ،- 2030‬والتي‬ ‫ركزت على م�س�ألة دعم المر�أة في كافة المجاالت‪،‬‬ ‫لكي تح�صل على كافة حقوقها‪ ،‬ويتعزز دورها في‬ ‫المجتمع‪ ،‬ال�سيما دعم م�شاركتها في �صنع القرارات‬ ‫االقت�صادية‪ ،‬وال�سيا�سية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬وهذا �أمر‬ ‫مهم لإحراز �أي تقدم ب�ش�أن الأهداف الإنمائية‬ ‫للألفية‪ ،‬وتحقيق التنمية الم�ستدامة‪ ،‬وت�سريع‬ ‫عجلة نمو النه�ضة االقت�صادية في البالد‪ ،‬والتي‬ ‫ت�ساعد على التخفيف من حدة �آثار الأزمات المالية‬ ‫الحالية والم�ستقبلية‪.‬‬ ‫و�ضمن ال�سياق نف�سه �أ�شار المجل�س الأعلى ل�ش�ؤون‬ ‫الأ�سرة باعتباره الآلية الم�ؤ�س�سية للنهو�ض بالمر�أة‬ ‫في دولة قطر‪� ،‬إلى �أن الإنجازات في مجال تمكين‬ ‫المر�أة كبيرة‪ ،‬ال�سيما في المجاالت الت�شريعية‬ ‫مثل ان�ضمام الدولة �إلى اتفاقية الق�ضاء على‬ ‫جميع �أ�شكال التمييز �ضد المر�أة‪ ،‬ومتابعة جهود‬ ‫تنفيذها‪ ،‬كما ت َّم الت�شجيع على �إن�شاء العديد من‬ ‫الم�ؤ�س�سات الوطنية المعنية بحماية المر�أة مثل‬ ‫الم�ؤ�س�سة القطرية لحماية الطفل والمر�أة ‪.2002‬‬ ‫كما �سعت دولة قطر بتنفيذ العديد من البرامج في‬ ‫مجال دمج مفاهيم حقوق الإن�سان وحقوق الإن�سان‬ ‫للمر�أة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى تنظيم العديد من الندوات‪،‬‬ ‫والتي ت�ساعد في �إن�شاء ثقافة خالية من التمييز‬ ‫�ضد المر�أة مع التركيز على دعم البرامج التنموية‬ ‫المبنية على �أ�سا�س تمكين المر�أة‪.‬‬ ‫فاهتمام دولة قطر بتمكين المر�أة‪� ،‬ساهم في‬ ‫ح�صول المر�أة على �أعلى المراتب العلمية‪ ،‬و�شغلت‬ ‫العديد من المنا�صب المهمة في البالد في مختلف‬ ‫التخ�ص�صات‪ .‬وطبقاً ل�شعبة الإح�صاءات في الأمم‬ ‫المتحدة‪ ،‬ف�إن قطر تتمتع بن�سبة ‪ 63‬في المائة‬ ‫من حيث تعليم الن�ساء‪ ،‬وهي ثاني �أعلى ن�سبة في‬ ‫المنطقة للن�ساء في التعليم العالي‪.‬‬ ‫كما �أخذت قطر زمام المبادرة فيما يتعلق بتوظيف‬ ‫الن�ساء‪ ،‬حيث �أن حوالي ‪ 60‬في المائة من الن�ساء‬ ‫القطريات متعلمات‪ ،‬كما خا�ضت المر�أة القطرية‬ ‫تجربة العمل في مجاالت مختلفة‪ ،‬كخو�ضها في‬ ‫المجال ال�سيا�سي‪ ،‬فقد �شهدت �سنة ‪� 1997‬إقرار حق‬ ‫المر�أة القطرية في التر�شح واالنتخاب‪ ،‬وفي مجال‬ ‫اال�ستثمار وال�ش�ؤون المالية برز دور المر�أة القطرية‬ ‫عام ‪1998‬م من خالل �إن�شاء �شركة اال�ستثمار‬ ‫لل�سيدات وهي عبارة عن �شركة يتقا�سم ملكيتها‬ ‫مجموعة من ال�سيدات القطريات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتبلغ ن�سبة ال�سيدات الن�شطات اقت�صاديا حوالي‬ ‫‪ %15‬من �إجمالي ال�سكان الن�شطين اقت�صادياً‪،‬‬ ‫ويذكر �أن ‪ %70‬من الموظفات القطريات في الجهاز‬ ‫الحكومي لديهن م�ؤهل علمي جامعي‪ ،‬كما �ساهمت‬ ‫المر�أة القطرية في المجال ال�صحي منذ �أواخر‬ ‫ال�ستينيات من خالل انخراطها في �سلك التمري�ض‬ ‫ودرا�ستها له في مدر�سة التمري�ض التي تهدف‬ ‫�إلى �إعداد الكوادر الوطنية العاملة في التمري�ض‪.‬‬ ‫وتتجاوز ن�سبة الممر�ضات القطريات ‪ %21‬من عدد‬ ‫الممر�ضات العامالت في المجل�س الأعلى لل�صحة‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫تحليل‬

‫الوظائف والفرص المتاحة‬

‫فرص العمل في دول مجلس التعاون‪ ...‬الواقع والمستقبل‬

‫‪20‬‬

‫د‪ .‬محمد رياض حمزة‬

‫�صورة تعبيرية‬ ‫يتطور تشغيل القوى العاملة الوطنية حثيثا في السلطنة فقد بلغ عدد القوى العاملة الوطنية في منشآت القطاع الخاص في‬ ‫السلطنة ‪ 219‬ألفا و ‪ 612‬مواطن ومواطنة حتى نهابة أغسطس ‪ .2015‬كما بلغ عدد القوى العاملة الوافدة في القطاع الخاص‬ ‫مليون و ‪ 710‬آالف و‪ 900‬عامل في نهاية أغسطس ‪ . 2015‬وتعتبر السلطنة من الدول الخليجية األكثر توفيرا لفرص العمل‬

‫لمواطنيها‪ .‬وكان منتدى «مبادرة» الذي عقد في دبي بتاريخ ‪ 17‬إبريل ‪ 2015‬القطاع الخاص في دول مجلس التعاون الخليجي بلعب‬

‫دور أوسع في توفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية بحاجة إلى توفير ‪ 3‬ماليين فرصة عمل جديدة بحلول عام ‪.2020‬‬

‫وكانت درا�سة متخ�ص�صة في �ش�ؤون التوظيف‬ ‫�صدرت في ‪ 6‬يوليو ‪ 2015‬عن م�ؤ�س�سة "جلف‬ ‫تالنت" �أفادت ب�أن حركة التوظيف في دول‬ ‫مجل�س التعاون لدول الخليج العربية تتجه‬ ‫نحو االرتفاع في عام ‪ ،2015‬وذلك على الرغم‬ ‫من االنخفا�ض في �أ�سعار النفط‪ .‬وقد �أثمر‬ ‫التعاون بين القطاعين العام والخا�ص في دول‬ ‫المجل�س نموا في حركة ت�شغيل القوى العاملة‬ ‫الوطنية وفي تطور �أجورها الأمر الذي انعك�س‬ ‫�إيجابيا على مختلف �أن�شطة �شركات القطاع‬ ‫الخا�ص لرفع ن�سبة م�ساهمة القطاع الخا�ص‬ ‫في النواتج المحلية الإجمالية لدول المجل�س‪.‬‬ ‫جاء ذلك في �أحدث درا�سة بعنوان "التوظيف‬ ‫وحركة الرواتب في الخليج"‪ .‬وخل�صت الدرا�سة‬ ‫�إلى �أن قطاع الرعاية ال�صحية هو الأ�سرع نمواً‬ ‫في المنطقة حيث قامت م�ؤ�س�سات ت�شكل ن�سبة‬ ‫‪ ٪82‬من م�ؤ�س�سات هذه القطاع بزيادة عدد‬ ‫موظفيها العام الما�ضي‪ .‬بينما تنوي ‪ ٪79‬من‬ ‫تلك الم�ؤ�س�سات زيادة �أعداد موظفيها في عام‬

‫‪ .2015‬ووجدت الدرا�سة �أن الأ�سباب الرئي�سة‬ ‫وراء ذلك النمو تتمثل في اال�ستثمارات‬ ‫الحكومية ال�ضخمة والنمو ال�سكاني ال�سريع‬ ‫في المنطقة والتغييرات في الأطر التنظيمية‬ ‫في معظم دول مجل�س التعاون الخليجي التي‬ ‫تتطلب من ال�شركات توفير الت�أمين ال�صحي‬ ‫للموظفين‪.‬‬

‫‪% 61‬‬

‫وعلى خلفية التخل�ص �أخيراً من حالة عدم‬ ‫التيقن بخ�صو�ص ك�أ�س العالم و�إعطاء ال�ضوء‬ ‫الأخ�ضر لبدء م�شاريع البنية التحتية الكبرى‪،‬‬ ‫فقد �أكد ‪ ٪66‬من �أ�صحاب الأعمال في قطر‬ ‫�أنهم يخططون لزيادة �أعداد موظفيهم‪.‬‬ ‫وجاءت المملكة العربية ال�سعودية بن�سبة ‪،%53‬‬ ‫ثم �سلطنة عمان بن�سبة ‪ ،%49‬ودولة الإمارات‬ ‫العربية المتحدة بن�سبة‪ ،%47‬وفي كل من دولة‬ ‫الكويت ومملكة البحرين ‪.%38‬‬

‫وكان معدل نمو فر�ص العمل في دول‬ ‫المجل�س عام ‪ 2014‬قد حقق تطورا �إيجابيا‬ ‫نسبة نمو فرص العمل في‬ ‫ملحوظا قبل تراجع �أ�سعار النفط‪ ،‬فجاءت‬ ‫المملكة العربية ال�سعودية �أوال بن�سبة ‪%72‬‬ ‫ُعمان عام ‪2014‬‬ ‫في توفير فر�ص العمل‪ ،‬و�سلطنة عمان ثانيا‬ ‫بن�سبة ‪ ،%61‬بعدها دولة الإمارات العربية‬ ‫المتحدة بن�سبة ‪ ،%59‬ثم دولة قطر بن�سبة‬ ‫‪ ،%38‬ومملكة البحرين بن�سبة ‪ .%22‬ولم‬ ‫ومن المتوقع �أن تت�صدر دولة قطر ب�أعلى تتوفر معلومات عن ن�سبة تطور توفير‬ ‫معدل لتوليد فر�ص العمل في عام ‪ .2015‬فر�ص العمل بدولة الكويت‪.‬‬


‫تحليل‬

‫وعن ت�أثير �أ�سعار النفط على حركة الت�شغيل‬ ‫في دول المجل�س قالت درا�سة جلف تالنت‪�" :‬إنه‬ ‫بالرغم من انخفا�ض �أ�سعار النفط وحدوث‬ ‫تباط�ؤ في نمو قطاع النفط والغاز بقي معظم‬ ‫�أ�صحاب العمل في المنطقة بعيدين عن ت�أثير‬ ‫الأ�سعار على �أعمالهم"‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫ويتفق ذلك مع بيانات �صادرة عن بنك‬ ‫"�ستاندرد ت�شارترد" الذي �سجل زيادة بن�سبة‬ ‫‪ ٪10‬في الم�شاريع التي فازت بها �شركات في‬ ‫دول المنطقة خالل الربع الأول من عام ‪2015‬‬ ‫مقارنة بنف�س الفترة من العام الما�ضي‪ ،‬وجزء‬ ‫كبير منها م�شاريع في قطر‪.‬‬

‫بن�سبة ‪ .%7.2‬بعدها المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫ودولة الإمارات العربية المتحدة بن�سبة ‪%7.1‬‬ ‫وقد اعتمدت حكومات المملكة العربية‬ ‫في كل منهما‪ ،‬ثم مملكة البحرين بن�سبة ‪،%7‬‬ ‫ال�سعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية‬ ‫ثم دولة الكويت بن�سبة ‪.%5‬‬ ‫المتحدة هذا العام على احتياطياتها النقدية‬ ‫الكبيرة للتعوي�ض عن انخفا�ض عائدات النفط‬ ‫وكانت �أجور القوى العاملة في القطاع الخا�ص‬ ‫من �أجل تلبية متطلبات الإنفاق واال�ستثمارات‬ ‫بدول المجل�س قد حققت زيادة في الأجور عام‬ ‫المخطط لها‪.‬‬ ‫‪ ،2014‬فجاءت �سلطنة عمان في مقدمة دول‬ ‫المجل�س بن�سبة ‪ ،%7.6‬تليها المملكة العربية‬ ‫وعن تطور الم�ستوى العام لأجور القوى العاملة‬ ‫ال�سعودية بن�سبة ‪ ،%7.5‬ثم دولة قطر بن�سبة‬ ‫توقعت درا�سة " جلف تالنت" �أن ترتفع رواتب‬ ‫‪ ،%6.5‬بعدها مملكة البحرين بن�سبة ‪ ،%5.9‬ثم‬ ‫القوى العاملة في القطاع الخا�ص في معظم‬ ‫دولة الكويت بن�سبة ‪.%5.7‬‬ ‫دول مجل�س التعاون الخليجي في عام ‪2015‬‬ ‫بوتيرة قريبة مما تحقق في عام ‪ .2014‬كما �أنه‬ ‫من المتوقع �أن ت�شهد دولة قطر �أعلى معدالت‬ ‫الزيادة في الأجور بن�سبة ‪ ،٪8.3‬ب�سبب ارتفاع‬ ‫تكاليف المعي�شة والحاجة المتنامية لجذب‬ ‫المواهب والكوادر الجديدة لإنجاز الم�شاريع‪.‬‬ ‫ومن المتوقع �أن تحتل �سلطنة عمان ثاني �أعلى‬ ‫أعلى زيادة متوقعة في‬ ‫زيادة في الرواتب بن�سبة ‪ ٪7.2‬ب�سبب توجهات‬ ‫من "القوى العاملة" المت�سارعة نحو التنظيم‬ ‫الرواتب في سلطنة عمان‬ ‫النقابي ‪ .‬ثم ت�أتي المملكة العربية ال�سعودية‬ ‫ودولة الإمارات العربية المتحدة فالمتوقع �أن‬ ‫يكون ارتفاع متو�سط الأجر فيهما بن�سبة ‪.٪7.1‬‬ ‫تليهما مملكة البحرين بن�سبة ‪ ،٪7.0‬بينما‬ ‫يتوقع �أن ت�شهد �أدنى زيادة في معدالت الرواتب وتري درا�سة " جلف تالنت" �أن بيئة ت�شغيل‬ ‫القوى العاملة مليئة بالتحديات �إذ ال يزال‬ ‫في دولة الكويت‪ ،‬بن�سبة ‪.٪5.0‬‬ ‫�إيجاد فر�ص العمل لمواطني دول المجل�س‬ ‫وبمقارنة القطاعات فالمتوقع �أن ي�شهد قطاع ق�ضية �ساخنة‪ .‬ف�أ�صحاب الأعمال في كل من‬ ‫الإن�شاءات �أعلى معدل للزيادة في الرواتب المملكة العربية ال�سعودية و�سلطنة عُمان‬ ‫بن�سبة ‪ .٪10‬بينما يتوقع �أن يقدم قطاع النفط وبالتعاون مع حكومتي الدولتين يجتهدون‬ ‫والغاز �أحد �أدنى معدالت الزيادة في الأجور‪ ،‬لتحقيق �أهداف توطين المهن والوظائف‪.‬‬ ‫واعتبرت الدرا�سة �أن جذب الكوادر الوطنية‬ ‫بن�سبة ‪ %5.4‬فقط‪.‬‬ ‫الماهرة والمحافظة عليها من �أكبر التحديات‬ ‫وتوقعت الدرا�سة ارتفاع �أجور القوى العاملة التي تواجه �أق�سام الموارد الب�شرية في من�ش�آت‬ ‫في القطاع الخا�ص عام ‪ 2015‬بن�سب مقاربة و�شركات وم�صالح القطاع الخا�ص‪ .‬ومن ناحية‬ ‫لما كانت عليه عام ‪ ، 2014‬فقد جاءت دولة قطر العمالة الوافدة‪ ،‬يجد �أ�صحاب الأعمال في‬ ‫�أوال بن�سبة ‪ ، %8.3‬وجاءت �سلطنة عمان ثانيا المنطقة �صعوبة متزايدة في جذب المهنيين‬

‫‪% 7.2‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪dirwa2000@yahoo.com :‬‬

‫من الهند التي تعتبر م�صدراً رئي�ساً للكوادر‬ ‫في الخليج‪ .‬وي�ؤدي نمو االقت�صاد الهندي �إلى‬ ‫�إيجاد المزيد من فر�ص العمل وتوفر الرواتب‬ ‫الجذابة على نحو متزايد في الهند‪ .‬وح�سب‬ ‫تقارير �صندوق النقد الدولي‪ ،‬من المتوقع �أن‬ ‫ت�صبح الهند �أ�سرع االقت�صادات الكبرى نمواً‬ ‫خالل عام ‪ ،2015‬لتتجاوز معدالت النمو في‬ ‫ال�صين للمرة الأولى منذ عام ‪.1999‬‬ ‫كما �أ�شارت درا�سة جلف تالنت �إلى �أن ال�صراعات‬ ‫في منطقة ال�شرق الأو�سط �أدت �إلى زيادة‬ ‫العر�ض من الكوادر المهنية من البلدان التي‬ ‫تعاني من تلك ال�صراعات والتي تبحث عن‬ ‫فر�ص في منطقة الخليج العربي‪ .‬ولكن ي�شعر‬ ‫�أرباب الأعمال في كثير من الأحيان بالإحباط‬ ‫في محاوالتهم ا�ستيعاب تلك الكوادر المهنية‬ ‫ب�سبب القيود التي تفر�ضها معظم حكومات‬ ‫المنطقة على منح ت�أ�شيرات الدخول والعمل‬ ‫لمواطني تلك الدول‪ ،‬ال �سيما �سوريا وم�صر‪.‬‬ ‫من الجدير بالذكر �أن درا�سة جلف تالنت‬ ‫اعتمدت على ا�ستطالع تم على �شبكة الإنترنت‬ ‫و�شمل ‪ 600‬من �أ�صحاب الأعمال و‪22000‬‬ ‫مهني و‪ 60‬مقابلة مع مدراء تنفيذيين‬ ‫وخبراء في مجال �إدارة الموارد الب�شرية‪،‬‬ ‫والتي �أجريت خالل الفترة من دي�سمبر ‪2014‬‬ ‫�إلى �أبريل ‪.2015‬‬ ‫وبالرغم من �أن توفير فر�ص العمل عن طريق‬ ‫�إحالل القوى العاملة الوطنية محل الوافدة‬ ‫يعتبر هدفا �أولويا في دول المجل�س �إال �أن‬ ‫توفير فر�ص العمل �أي�ضا مرتبط ب�إ�ستدامة نمو‬ ‫�أن�شطة االقت�صاد الذي ال يزال اقت�صادا يعتمد‬ ‫على عوائد النفط‪ .‬فتراجع �أ�سعار النفط ي�ؤثر‬ ‫�سلبا على مجمل الأن�شطة االقت�صادية مما قد‬ ‫يباطيء حركة الت�شغيل في دول المجل�س‪.‬‬


‫ذاكــرة‬

‫‪22‬‬

‫أحداث وأيام‬ ‫شهر أكتوبر‬ ‫ •‪ 1978‬افتتاح مصنع الغاز الطبيعي تحت رعاية‬ ‫حضرة صاحب الجاللة‪.‬‬

‫ •‪ 1978‬افتتاح المؤتمر التربوي األول للتعريف‬ ‫بالمناهج العمانية تحت رعاية حضرة‬ ‫صاحب الجاللة‪.‬‬

‫ •‪ 1984‬ألول مرة طرق جديدة معبدة بأيد‬ ‫عمانية لفرق خاصة برصف الطرق‬

‫اإلسفلتية‪.‬‬

‫ •‪ 1985‬افتتاح أول مجمع رياضي كيير‬ ‫بالسلطنة (مجمع السلطان قابوس‬ ‫الرياضي ببوشر)‪.‬‬

‫ •‪ 1985‬افتتاح فندق قصر البستان بمسقط‪.‬‬ ‫ •‪ 1978‬القيام بأول دورة لدراسة الكمبيوتر‬ ‫بالسلطنة‪.‬‬

‫أحداث تاريخية‪:‬‬

‫‪ - 1787‬غادر القائد العثماني حسن باشا الجزائرلي مصر‬ ‫بعد فشله في القضاء على المماليك‪.‬‬

‫‪1973‬‬

‫‪ - 1869‬والدة الزعيم الهندي مهاتما غاندي‪.‬‬

‫‪ - 1925‬جون لوجي بيرد يقوم بتجربة أول تلفاز في العالم‪.‬‬

‫‪ - 1927‬عرض أول فيلم ناطق في أمريكا وبداية عصر‬ ‫السينما الناطقة‪.‬‬

‫قابوس يعلن وقوف عمان‬ ‫إلى جانب مصر وسوريا في‬ ‫معركة المصير‬

‫‪ - 1930‬والدة الرئيس السوري حافظ األسد‪.‬‬

‫‪ - 1945‬تأسيس منظمة األغذية والزراعة ‪ /‬الفاو‪.‬‬

‫‪ - 1981‬اغتيال الرئيس المصري أنور السادات‪ ،‬رئيس‬ ‫جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪ - 2010‬اإلعالن عن منح جائزة نوبل للسالم للمعارض‬ ‫الصيني ليو شياوبو‪.‬‬

‫‪ - 2011‬قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان يفتتح‬ ‫«دار األوبرا السلطانية» بمسقط لتكون أول دار‬

‫أوبرا في منطقة الخليج‪.‬‬

‫ذاكرة‬ ‫ ‬

‫•دراسة إلنشاء مصنع تجريبي إلنتاج السكر في نزوى‪.‬‬

‫األيام الدولية‬ ‫ •‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ 1‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي للمسنين‪.‬‬ ‫•‪ 5‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي للمعلمين (اليونسكو)‪.‬‬ ‫•‪ 9‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي للبريد (االتحاد البريدي‬ ‫العالمي)‪.‬‬ ‫•‪ 10‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي للصحة النفسية‪.‬‬ ‫•‪ 13‬أكتوبر‪ :‬اليوم الدولي للحد من الكوارث‪.‬‬ ‫•‪ 15‬أكتوبر‪ :‬اليوم الدولي للمرأة الريفية‪.‬‬ ‫•‪ 16‬أكتوبر‪ :‬يوم األغذية العالمي‪.‬‬ ‫•‪ 17‬أكتوبر‪ :‬اليوم الدولي للقضاء على الفقر‪.‬‬ ‫•‪ 20‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي لإلحصاء‪.‬‬ ‫•‪ 24‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي لإلعالم اإلنمائي‪.‬‬ ‫•‪ 27‬أكتوبر‪ :‬اليوم العالمي للتراث السمعي البصري‪.‬‬

‫في شهر أكتوبر ‪1973‬‬

‫فعاليات الشهر‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫األساسية‪ ،‬والذي سوم يقام في مركز عمان الدولي للمعارض‪ ،‬من‬ ‫•معرض عمان للبنية‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ ‪ 5‬إلى ‪.2015 /10/ 7‬‬ ‫•ندوة الدور الحضاري للعمانيين في الفكر اإلسالمي المعاصر‪ ،‬والتي سوف تقام في‬ ‫مبنى النادي الثقافي‪ ،‬بتاريخ ‪.13/10/2015‬‬ ‫•ورشة تسويق الخدمات الحكومية اإللكترونية‪ ،‬وهي إحدى فعاليات التحول اإللكتروني‪،‬‬ ‫وتستهدف القطاع الحكومي‪ ،‬وسوف تقام بتاريخ ‪ 18‬إلى ‪.19/10/2015‬‬ ‫•معرض عمان للتعليم والتدريب والتوظيف‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬إلى ‪ ،28/10/2015‬بمركز عمان‬ ‫الدولي للمعارض‪.‬‬ ‫•معرض البيت العصري‪ ،‬بمركز عمان الدولي للمعارض‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬إلى ‪.29/10/2015‬‬


‫مقال‬ ‫مقال‬

‫عماد بن حسين باقر‬

‫‪23‬‬

‫أطفالنا وإدمان الحاسوب‬ ‫يعاني الكثير من الآباء والأمهات من طول‬ ‫فترة جلو�س �أطفالهم �أمام �أجهزة الحا�سوب‬ ‫ب�أ�شكالها المختلفة كالحا�سوب المكتبي (‪Desktop‬‬ ‫‪ )computer‬والمحمول(‪ ،)laptop‬واللوحي (‪)tablet‬‬ ‫والهواتف الذكية‪ ،‬حيث �أدمن معظم الأطفال‬ ‫في �أيامنا هذه على ا�ستخدام هذه الأجهزة‬ ‫و�أ�صبح بع�ضهم �أكثر براعة ومهارة من الكبار‬ ‫في ا�ستخدامها‪ .‬وبالطبع‪ ،‬ف�إن �إدمان �أطفالنا‬ ‫على ا�ستخدام هذه الأجهزة �سيت�سبب في ظهور‬ ‫بع�ض الم�شاكل ال�صحية لديهم‪ ،‬ويعزز من �آثار‬ ‫هذه المخاطر هو تزايد �أعداد الأطفال دون �سن‬ ‫الخام�سة الم�ستخدمين لهذه الأجهزة التي تعود‬ ‫لآبائهم و�أمهاتهم �أو حتى �أخوانهم و�أخواتهم‬ ‫الأكبر �سنا‪ ،‬كما يقوم بع�ض �أولياء الأمور‪ ،‬وللأ�سف‬ ‫ال�شديد ب�شرائها لهم في في �سن مبكرة‪ .‬وبالرغم‬ ‫من الح�سنات الكثيرة في ا�ستخدام هذه الأجهزة‪،‬‬ ‫�إال �أن ال�سلبيات لي�ست بالقليلة �أي�ضا وخ�صو�صا‬ ‫تلك المتعلقة ب�صحة الإن�سان‪� ،‬إذ ي�شكو الكبار‬ ‫وال�صغار من متاعب متعلقة ب�أمرا�ض العيون‬ ‫والإح�سا�س بالتعب والإرهاق‪ ،‬واحمرار العينين‪،‬‬ ‫وفقدان التركيز وال�شعور بال�صداع‪ ،‬و�آالم الظهر‪.‬‬ ‫ويكتنف امتالك الطفل لهذه الأجهزة في عمر‬ ‫مبكر العديد من المخاطر منها ما هو متعلق‬ ‫بالخ�صو�صية كقيامه ب�إف�شاء بع�ض �أ�سرار الأ�سرة‬ ‫على �سبيل المثال‪ ،‬وانعزال الطفل عن �أفراد‬

‫�أ�سرته وعدم التوا�صل معهم‪ ،‬وال�سهر و�ضياع‬ ‫الوقت والت�شتت الذهني وعدم تناول الوجبات‬ ‫ال�صحية وفي �أوقاتها ال�صحيحة‪ .‬ولمعالجة هذا‬ ‫الأمر يتعين على الآباء والأمهات �إيجاد بدائل‬ ‫لتلك الأجهزة وم�شاركة الأبناء في ممار�سة بع�ض‬ ‫الأن�شطة المحببة لدى �أطفالهم وب�شكل يومي‬ ‫مثل اللعب معهم ب�ألعابهم المف�ضلة‪ ،‬و�إ�شراكهم‬ ‫في القيام ببع�ض الأن�شطة والأعمال المنزلية‪،‬‬ ‫ول�شغل وقت فراغ الطفل باالمكان ت�شجيعه على‬ ‫اللعب بالعاب تحتاج �إلى تركيز مثل العاب الفك‬ ‫والتركيب‪ ،‬وممار�سة الر�سم‪ ،‬والتلوين‪ ،‬واللعب‬ ‫بال�صل�صال‪ ،‬كما �أن ممار�سته للألعاب التي تحتاج‬ ‫�إلى الحركة وبذل الجهد كالألعاب الريا�ضية‬ ‫المختلفة ال تقل في الأهمية‪ .‬ومن المهم عدم‬ ‫ال�سماح للطفل ب�أن تكون له ح�سابات م�ستقلة في‬ ‫مواقع التوا�صل االجتماعي‪ ،‬والتحديد الم�سبق‬ ‫للوقت الم�سموح له با�ستخدام هذه الأجهزة‪،‬‬ ‫و�سن قانون ي�شمل جميع �أفراد الأ�سرة بمنعهم‬ ‫من ا�ستخدام هذه الأجهزة في �أوقات التقاء‬ ‫�أفراد الأ�سرة والتزام الجميع به قدر الإمكان‬ ‫لكي ال ي�شعر الطفل ب�أنه هو وحدة الم�ستهدف‬ ‫من المنع وكذلك �إر�سال ر�سالة له‪ :‬تت�ضمن في‬ ‫محتواها �إ�شارة �إلى وجود �أمور �أهم من اللعب‬ ‫بالجهاز‪ .‬كما �أن تخ�صي�ص �أوقات للقيام بالنزهات‬ ‫كزيارة الحدائق والمجمعات التجارية‪ ،‬وزيارة‬

‫الأقارب واال�صدقاء خ�صو�صا من لديهم �أطفال‬ ‫في المرحلة العمرية نف�سها لتنمية الجانب‬ ‫االجتماعي لديهم‪� ،‬سي�ساهم بالطبع في الحد من‬ ‫ظاهرة �إدمان الأطفال على ا�ستخدام هذه الأجهزة‪.‬‬ ‫وللعناية ب�صحة العين من ال�ضروري عمل‬ ‫فحو�صات دورية للت�أكد من خلو الطفل من‬ ‫م�شاكل الب�صر‪ ،‬والت�أكيد عليه ب�أن يترك م�سافة‬ ‫منا�سبة و�آمنة بين عينيه و�شا�شة الحا�سوب‪ ،‬و�أن‬ ‫تكون �إ�ضاءة الغرفة التي ي�ستخدم بها الجهاز‬ ‫م�ضاءة جيدا و�أخذ راحة مدتها ع�شر دقائق بعد‬ ‫كل �ساعة من ا�ستخدام الحا�سوب اللوحي‪� ،‬أو‬ ‫الهاتف الذكي والنظر �إلى �أ�شياء بعيدة لإراحة‬ ‫ع�ضالت العين‪ ،‬و�ضبط حدة الإ�ضائة في �شا�شة‬ ‫الحا�سوب (‪ )Brightness‬و�ضبط التباين (‪)Contrast‬‬ ‫وتكبير الخط‪� .‬إن حديثنا عن م�ضار �إدمان‬ ‫االطفال على ا�ستخدام الحوا�سيب‪ ،‬والحوا�سيب‬ ‫اللوحية والهواتف الذكية ال يعني �أبدا منعهم‬ ‫من ا�ستخدامها‪ ،‬و�إنما التوظيف الأمثل لهذا‬ ‫اال�ستخدام فبالإمكان تحميل هذه الأجهزة‬ ‫بالبرامج والألعاب التعليمية‪ ،‬على �سبيل المثال‪،‬‬ ‫ولي�س الح�صر‪ ،‬وكذلك خلق حالة من التوازن‬ ‫بين اال�ستفادة من هذه الأجهزة والحفاظ على‬ ‫�صحتهم النف�سية والبدنية وترابطهم مع بقية‬ ‫�أفراد الأ�سرة واطالعهم وم�شاهدتهم لمواد‬ ‫تتنا�سب مع �أعمارهم‪.‬‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪imadhussain09@hotmail.com :‬‬

‫تواصل‬

‫‪@SRCOman‬‬

‫‪SRC Oman‬‬


‫مقال‬

‫‪24‬‬

‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬

‫اديسون في بيتنا وسقراط جارنا‬ ‫ر�أى وهجا يخرج من كوخ منعزل‪ ،‬فنظر �إلى‬ ‫ال�ساعة وجدها تقارب الواحدة بعد منت�صف الليل‬ ‫�ساوره الف�ضول وبهدوء اقترب من الكوخ وطرق على‬ ‫الباب‪...‬‬ ‫هذا �أنت يا ادي�سون ماذا تفعل في هذا الوقت المت�أخر؟‬ ‫ابت�سم ادي�سون‪ ،‬وربت على كتف الرجل‪ ،‬وقال‪َ � :‬‬ ‫أتيت في‬ ‫الوقت المنا�سب‬ ‫تف�ضل بالدخول يا �سقراط‬ ‫انظر لقد � ُ‬ ‫أو�شكت على االنتهاء من الم�شروع‬ ‫�سقراط‪ :‬لكن قل لي على ماذا تعمل؟‬ ‫ادي�سون‪ :‬اعمل على تطوير اختراع جديد يخرج النا�س‬ ‫من �أزماتهم االقت�صادية المتكررة‪ ،‬و لي�صبح في متناول‬ ‫الجميع‪ ،‬وب�سعر زهيد‪.‬‬ ‫تكتف بما اخترعت فمخترعاتك الم�سجلة‬ ‫�سقراط‪� :‬ألم ِ‬ ‫تجاوزت الأربعمائة !!‬ ‫ادي�سون‪� :‬إذا فعلنا كل الأ�شياء التي نحن قادرون عليها‬ ‫لأذهلنا �أنف�سنا‪ ،‬لي�س العاطل من ال ي�ؤدي عم ًال فقط‪،‬‬ ‫�إنما العاطل من ي�ؤدي عم ًال في و�سعه �أن ي�ؤدي �أف�ضل‬ ‫منه‪� ،‬أال تعلمنا ذلك يا �سقراط؟‬ ‫�سقراط‪ :‬هل ما تقوم به مفيد؟‬ ‫ادي�سون‪� :‬إنني �أعمل على تطوير وتح�سين اختراعات‬ ‫�أجدها ذات منفعة للمجتمع؟‬ ‫�سقراط‪ :‬وهل هو �أخالقي؟‬ ‫ادي�سون‪ :‬نعم ال تخف �إنه �صديق البيئة ومتوفر في كل مكان ‪.‬‬ ‫�صمت �سقراط لبرهة و�أخذ يفكر وينظر ب�إمعان �إلى‬ ‫الم�شروع‪ ،‬ثم تكلم وقال بوركت يا بني و�أكمل ما بد�أت‬ ‫�إني فخور بك لقد َ‬ ‫جعلت لحياتك معنى ولمجتمعك‬ ‫مكانة‪َ � .‬‬ ‫أ�صبحت القدوة‪ ،‬بالفكر يا بني ي�ستطيع الإن�سان‬ ‫�أن يجعل عالمه من الورد �أو من ال�شوك ‪ُ � ،‬‬ ‫أردت �أن �أتيقن‬ ‫هل �أنت فكر َت فيما تفعل وعلمت ماذا �ستفعل؟ ولماذا‬ ‫�ستفعل فوجدتك موجودا حا�ضرا بعقلك وج�سدك‬ ‫�شاعرا بما يحدث حولك م�ستلهما من الحاجة‬ ‫مخترعات تفيد الإن�سانية ‪.‬‬ ‫هذه الق�صة لي�ست واقعية هي مح�ض خيال واقتبا�س‬ ‫لفكر كلٍ من الفيل�سوف �سقراط والعالم ادي�سون ‪،‬‬ ‫فكال من ادي�سون و�سقراط عا�شا في زمنين ودولتين‬ ‫بعديتين‪ ،‬كل ما �أردته بهذه الق�صة الإجابة على ماذا‬ ‫لو كانا يعي�شان معنا في هذا الزمن‪ ،‬زمن يتميز بثورة‬ ‫معلوماتية كبيرة وعالم تحول �إلى قرية �صغيرة بف�ضل‬ ‫التطور التكنولوجي والعلمي الذي كان نتيجة تحرير‬ ‫العقل والبحث والتفكير العميق هل كنا �سن�صبح �أكثر‬

‫�سعادة‪ ،‬وقناعة‪ ،‬فالغرب تطور بمفاهيم كانت جذورها‬ ‫فل�سفة �سقراط‪ ،‬وادي�سون كغيره من العلماء اتخذ‬ ‫من فل�سفته منهجا هذا العالم يعد من �ألمع العلماء‬ ‫وال يزال يح�صد جوائز علمية بعد وفاته بعقود لأنه‬ ‫ا�ستطاع بمخترعاته �أن يغير حياة الب�شرية ب�أكثر من‬ ‫�أربعمائة اختراع لي�س �أقلها الم�صباح ال�ضوئي وكان‬ ‫وراء ت�أ�سي�س �شركة جنرال �إليكترك ‪.‬‬ ‫تخيل لو �أ�صبح في كل بيت فرد ع�صامي يبني نف�سه‬ ‫بنف�سه ويتعلم ذاتيا ويفكر كـ (توما�س ادي�سون) الذي‬ ‫كان يعمل ليل نهار على تطوير مخترعات وتح�سينها‬ ‫وت�صنيعها لمنفعة الإن�سانية‪ ،‬لأنه كان م�ؤمنا ب�أن العمل‬ ‫ال�شاق يثمر �شيئا‪ ..‬تخيل �أن ي�صبح في كل قرية ومدينة‬ ‫�سقراطيون يعلمون النا�س التفكير ال�سليم والمثمر‬ ‫والنافع للإن�سان‪ ،‬يا ترى كيف �ست�صبح مجتمعاتنا‬ ‫العربية ب�شكل عام ودولنا النفطية التي تعتمد على‬ ‫تلقي المخترعات وا�ستهالكها ب�شكل خا�ص‪.‬‬ ‫يقول علماء التربية �إن الأ�سرة هي الم�س�ؤولة عن‬ ‫تحرير العقل وتوجيه الطفل �إلى التفكير ال�سليم‪،‬‬ ‫فالطفل مولود على الفطرة ال�سليمة التي تظهر‬ ‫معالمها على �سلوكياته منذ والدته فنجده في عملية‬ ‫البحث واكت�شاف العالم من حوله طول الوقت �إلى‬ ‫�أن يبد�أ بالم�شي وهنا يبدا الوالدين بنقل خبراتهم‬ ‫المبا�شرة �إلى الطفل بمنعه من االكت�شاف بالتوبيخ‬ ‫ومنع الحوار و�شيئا ف�شيئا ومع مرور الأعوام يمتلأ‬ ‫عقله بخبرات غيره و يتوقف عن التفكير �أو البحث عن‬ ‫الإجابات ويكتفي بالتقليد‪.‬‬ ‫ويقول �أني�س من�صور في كتابه (�شيء من الفكر)‪:‬‬ ‫كل �إن�سان يفكر في �شيء ويفكر من �أجل �شيء ويفكر‬ ‫بحثا عن �شيء يتميز الإن�سان بملكة التفكير عن �سائر‬ ‫الكائنات‪ ،‬فقد ميزه اهلل ليفكر ويتعلم ويعمر الكون‬ ‫وكلما فكر الإن�سان وت�أمل في الحقائق كلما تعززت‬ ‫قدرته على التفكير وات�سعت مداركه‪ .‬لقد ربط العلماء‬ ‫بعد �أعوام من البحث والدرا�سة بين �سالمة العقل‬ ‫وال�صحة الج�سدية للإن�سان فقد تبين ب�أن الج�سم‬ ‫ال�سليم في العقل ال�سليم ولي�س العك�س فالعقل ي�ؤثر‬ ‫على الج�سم من خالل الأفكار الإيجابية ال�سلبية حيث‬ ‫يتفاعل الج�سم بما يطلقه الدماغ من الأوامر الناتجة‬ ‫عن الأفكار فتت�أثر �صحة الإن�سان النف�سية والج�سدية‬ ‫والعقلية لذا نجد �أن الكثير من الأمرا�ض النف�سية‬ ‫والج�سدية في هذا الع�صر ناتجة عن القلق والتوتر‬ ‫والخوف واالكتئاب وغيرها من الم�شاعر ال�سلبية ‪ .‬كما‬

‫للتواصل مع الكاتب وإبداء الرأي يرجى مراسلته على‪mirfat.alaraimi@oeppa.om :‬‬

‫ربطوا �أي�ضا بين التفكير وم�ساحة العقل فكلما حرر‬ ‫الإن�سان عقله و�أطلق لعقله العنان وبحث عن حلول‬ ‫و�إجابات كلما �أ�صبح عقله �أكثر �إدراكاً وات�سعت لديه‬ ‫م�ساحة التفكير وامتلك خبرات جديدة ومتنوعة تجدد‬ ‫با�ستمرار والعك�س �صحيح ‪.‬‬ ‫وقد حدد العلماء مراتب للعقول بين عقول تفكر‬ ‫لتبحث عن حلول للتحديات العظمى التي تواجه‬ ‫الب�شرية وعلماء ي�سهرون في مختبرات ومواقع العلمية‬ ‫الكت�شاف و�صناعة منتجات تنقذ حياة الب�شر وتوفر‬ ‫لهم حياة راغدة ‪،‬وبين عقول مغلقة ذات م�ساحات تفكير‬ ‫�ضيقة تهتم بالتفا�صيل ال�صغيرة في الحياة ال ي�سهمون‬ ‫بحلول �أو مبادرات ت�ساهم في االرتقاء بالحياة‪.‬‬ ‫ومن خالل درا�سة التاريخ نجد �أن نه�ضة الأمم‬ ‫ارتبط بالتفكر والحوار والجدل الح�سن الذي ي�ؤدي‬ ‫�إلى تحرير العقول من القوالب الجامدة والتقليد‬ ‫العقيم فال تنه�ض المجتمعات بامتالكها الأف�ضل‬ ‫في المخترعات بل بامتالكها االذكى من العقول‬ ‫الم�ستنيرة‪ .‬وهنا يتبادر �س�ؤال‪ :‬هل بالعقول الذكية‬ ‫تنه�ض الأمم �أم با�ستثمار التفكير تكون نه�ضتها؟‬ ‫ال يمكن الجزم ب�أن العقول العربية �أقل ذكاء من‬ ‫العقول في الدول المتقدمة على الرغم من �أن‬ ‫هناك درا�سات �أ�شارت �إلى �أن بع�ضاً من الدول العربية‬ ‫والنفطية يبلغ متو�سط الذكاء لديها ‪ 83‬ون�صف درجة‬ ‫�إال �أن �سبب تفوق الدول المتقدمة مثل �سنغافورة‬ ‫مثال والتي يبلغ معدل الذكاء لديها ‪ 108‬درجة هو‬ ‫�أنها �أكثر �إنتاجا من الدول العربية وال�سبب يعود‬ ‫�إلى �أن �أنها ا�ستطاعت �أن تجذب ال�شريحة المنتجة‬ ‫والمبدعة والموهوبة من خالل خلق بيئات تعلم‬ ‫ت�ساعد على تحرير العقول المفكرة كي تبدع وتحترم‬ ‫المواهب الذهنية والفنية منذ الطفولة المبكرة كي‬ ‫تبدع وتتيح لها المجال لإبراز مواهبها في المدر�سة‬ ‫ومراكز رعاية الموهوبين وحا�ضانات الإبداع وتعليم‬ ‫الجيل الجديد‪.‬‬ ‫خال�صة القول كي ن�ستطيع مواجهة التحديات‬ ‫االقت�صادية واالجتماعية والإن�سانية المختلفة علينا‬ ‫�أن نخطو خطوة �إلى الإنتاج بتغيير مفاهيم المجتمع‬ ‫وتحرير العقول ب�أنظمة تعليمية تطلق العقول‬ ‫وبتربية تدعم الحوار الخالق وبم�ؤ�س�سات تجذب‬ ‫المبدعين وتوفر لهم بيئات عمل بعيدة كل البعد عن‬ ‫البيروقراطية‪ ..‬كل ذلك يتحقق �إن �أوجدنا االدي�سويين‬ ‫وال�سقراطييين بيننا‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.