بغداد القرن الحادي والعشرين - المدينة التاريخية 2/5 . Baghdad 21st Century - The Historical City 2/5

Page 1


‫سقوط المدينة‬ ‫انهيار الدولة العباسية‬ ‫المسار الزمني لتاريخ المدينة‬ ‫حصار وغزوات‬ ‫مشاهدات الرحالة‬ ‫رحلة تافرنييه‬ ‫رحلة كارستن نيبور‬ ‫رحالت فيلكس جونز‬ ‫القرن التاسع عشر‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫سور المدينة‬ ‫بغداد والنهر‬ ‫شبكة الطرق‬ ‫النسيج الحضري‬ ‫المدينة في القرن العشرين‬ ‫بغداد عام ‪2017‬‬ ‫مائة عام من التطور‬ ‫اندثار المدينة القديمة‬ ‫تغير البنية الحضرية في القرن العشرين‬ ‫الربع االول من القرن‬ ‫الربع الثاني من القرن‬ ‫الربع الثالث من القرن‬ ‫الربع االخير‬ ‫سياسات التطوير في القرن العشرين‬ ‫مسار التطور‬ ‫تحديث المدينة‬ ‫المعضلة االساسية‬ ‫الموروث العمراني‬ ‫شارع الرشيد مثال‬ ‫حروب ونزاعات‬ ‫التمزق المتنامي‬

‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪128‬‬

‫المدينة في مستهل القرن الحادي والعشرين‬ ‫احساس المكان‬ ‫موقع المدينة التاريخية‬ ‫قلب المدينة‬ ‫نظرة على المنطقة‬ ‫مجتمع المدينة‬

‫‪130‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪138‬‬

‫الحالة الحضرية‬ ‫استعماالت االرض‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫النقل والمرور‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫ضفة النهر‬ ‫السدة الترابية‬ ‫بانوراما الواجهة النهرية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫االنحسار المتصاعد‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫اختالل الوظائف الحضرية‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫الطرز المعمارية‬ ‫حالة الشارع‬ ‫بانوراما جدار الشارع‬ ‫العناصر المعمارية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫تعريق الحداثة‬ ‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫ميادين المنطقة‬ ‫ساحة الباب الشرقي‬ ‫ساحة السنك‬ ‫ساحة حافظ القاضي‬ ‫ساحة جامع مرجان‬ ‫ساحة الرصافي‬ ‫ساحة الميدان‬ ‫باحة وزارة الدفاع‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫امكانات مهدورة‬ ‫االسواق التجارية‬ ‫المحرك االقتصادي للمدينة‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫حال االسواق العمرانية‬ ‫مسح االسواق‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫اكتظاظ وفوضى‬ ‫االحياء واالزقة‬ ‫مسارات تاريخية‬ ‫حالة المباني التراثية‬ ‫المناطق السكنية القديمة‬ ‫استعماالت المباني التراثية‬

‫‪142‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪258‬‬ ‫‪259‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪268‬‬


‫مقدمة بقلم د خالد السلطاني‬ ‫تقديم‬ ‫تقديم بقلم المؤلف‬

‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫ما قبل النشوء‬ ‫بغداد والعالم القديم‬ ‫حضارات متعاقبة‬ ‫الموقع واصل االسم‬ ‫اختيار موقع المدينة‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬

‫النشوء‬ ‫تخطيط المدينة‬ ‫المدينة المدورة‬ ‫اسوار المدينة‬ ‫مسجد المنصور‬ ‫الطاقات‬

‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬

‫تطور المدينة‬ ‫صعود المدينة المدورة‬ ‫توسع المدينة‬ ‫وصف المدينة‬ ‫مدينة العلوم‬ ‫مدينة اآلداب‬ ‫مدينة الفنون‬ ‫عمارة المدينة‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬

‫تدهور المدينة‬ ‫نكبات المدينة‬ ‫بزوغ الرصافة‬ ‫مشاهدات ابن جبير‬

‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬


‫االستراتيجية السادسة‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الخدمات‬ ‫المرور والمواصالت‬ ‫خالصة االستراتيجية السادسة‬ ‫االستراتيجية السابعة‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫منهجية اعادة الذاكرة‬ ‫التراث العمراني‬ ‫الذاكرة المرتبطة‬ ‫مخطط مواقع الذاكرة المرتبطة‬ ‫التراث غير المادي‬ ‫خالصة االستراتيجية السابعة‬ ‫اعتبارات تخطيطية وتصميمية‬ ‫بغداد ‪ 21‬االطار الشامل‬ ‫المخطط الشامل لالحياء‬ ‫حصيلة المخطط الشامل‬ ‫الصورة النهائية‬ ‫النتائج المتوقعة‬ ‫الخالصة‬ ‫من اجل المستقبل‬ ‫الماضي يعود الى المستقبل‬

‫‪442‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪458‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪462‬‬ ‫‪482‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪506‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪510‬‬

‫‪516‬‬ ‫‪517‬‬

‫‪520‬‬ ‫عدم استكمال المشاريع‬ ‫اخفاق السياسات المتبعة‬ ‫عدم كفاية التخصيصات‬ ‫تفتت العائديات العقارية‬ ‫انواع االمالك في المنطقة‬

‫‪520‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪526‬‬

‫تذليل التحديات‬ ‫توفير السيولة الالزمة للتنفيذ‬ ‫التجارب العالمية‬ ‫توطين التجارب الحضرية‬

‫‪544‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪547‬‬

‫‪548‬‬

‫‪512‬‬ ‫‪514‬‬

‫‪518‬‬

‫مقدمة‬ ‫مراجعة التحديات‬

‫المستلزمات والخطوات التنفيذية‬ ‫االطار التشريعي‬ ‫الشراكة ما بين القطاع العام والخاص‬ ‫المؤسسة العقارية للتطوير‬ ‫االعتبارات االدارية‬ ‫استراتيجيات التنفيذ‬ ‫مراحل التنفيذ‬ ‫حصيلة التنفيذ‬ ‫سلبيات وايجابيات‬ ‫من اجل التحقيق‬ ‫المدينة التاريخية‬

‫‪531‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪534‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪537‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪542‬‬

‫‪528‬‬ ‫‪529‬‬ ‫‪530‬‬

‫بغداد اليوم‬ ‫كلمة اخيرة‬

‫‪550‬‬ ‫‪552‬‬


‫المباني الدينية‬ ‫المباني االخرى‬ ‫المشهد الحضري لالحياء‬ ‫المشهد الحضري للمباني‬ ‫الحالة الحضرية للمدينة التاريخية‬ ‫المشهد الحضري العام‬ ‫فشل المركز‬

‫‪270‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪276‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪281‬‬

‫رؤية الحفاظ‬ ‫اشكالية االحياء الحضري‬ ‫اهداف التنمية المستدامة‬ ‫التعامل مع المناطق الحضرية‬ ‫االطار الشامل للتطوير‬ ‫مركز عصري عريق‬

‫‪336‬‬

‫‪282‬‬

‫مقدمة‬ ‫المدينة والمركز‬ ‫استرداد المركزية المفقودة‬

‫‪284‬‬ ‫‪289‬‬

‫المنهجية‬ ‫خطوات تحديد الرؤية‬ ‫تحديد مواطن الضعف‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫االصالح والتمهيد‬ ‫بناء المستقبل‬ ‫المقومات الحضرية‬ ‫القيم‬ ‫القاعدة الحضرية‬ ‫مبادئ الرؤية‬ ‫المبادئ التوجيهية‬ ‫اعادة تجسيد التاريخ‬

‫‪286‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪289‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪309‬‬

‫بغداد ‪21‬‬ ‫االهداف‬ ‫هيكلية الرؤية‬ ‫الرؤية ثالثية االبعاد‬ ‫اعادة التشكيل المكاني‬ ‫اعادة التوازن الوظيفي‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫رؤية البنى التحتية‬ ‫الرؤية المرورية‬

‫‪310‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪326‬‬

‫‪328‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪335‬‬

‫مقدمة‬ ‫استراتيجيات التحول واالحياء‬ ‫السياسات التخطيطية العامة‬ ‫االستراتيجية االولى‬ ‫عودة النهر الى المدينة‬ ‫مخطط هيكلية ممشى النهر‬ ‫مخطط هيكلية الشرفة‬ ‫خالصة االستراتيجية االولى‬ ‫االستراتيجية الثانية‬ ‫ميادين لقاء وفرح‬ ‫مخطط منظومة الميادين‬ ‫خالصة االستراتيجية الثانية‬ ‫االستراتيجية الثالثة‬ ‫السفر عبر سيمفونية حضرية‬ ‫مخطط هيكلية احياء الشارع‬ ‫خالصة االستراتيجية الثالثة‬ ‫االستراتيجية الرابعة‬ ‫تجربة تسوق مميزة‬ ‫مخطط هيكلية االسواق‬ ‫خالصة االستراتيجية الرابعة‬ ‫االستراتيجية الخامسة‬ ‫قرى خضراء وسط المدينة‬ ‫المسارات التاريخية‬ ‫احياء النسيج العمراني‬ ‫مخطط احياء المسارات واالحياء‬ ‫خالصة االستراتيجية الخامسة‬

‫‪338‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪342‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪438‬‬ ‫‪440‬‬


‫تفاصيل بنائية ابالجر يف‬ ‫احد املباين الرتاثية يف‬ ‫رصافة بغداد‬

‫لوحة دالةل عىل‬ ‫جدار متداعي يف‬ ‫يح الرش يد‬

‫بعد االحداث والتغييرات التي مرت بها المدينة خالل القرن العشرين‪ ،‬بات مركز المدينة على‬ ‫شكله الحاضر اليوم مشتتا ذا بنية ضعيفة يحمل كما ال يحصى من المشاكل والعلل الحضرية‪ ،‬اذ‬ ‫يمكن الي زائر لمركز بغداد التاريخي اليوم مالحظة التدهور الذي حل في قلب المدينة‪.‬‬ ‫لحسن الحظ فان ما تبقى من هيكل المدينة القديمة ال يزال يحمل الكثير من المعطيات االيجابية‬ ‫والمباني التراثية‪ ،‬التي ال يزال الكثير منها شامخا في انتظار من ينقذه مما يواجهه اليوم من مخاطر‬ ‫االندثار ويعيد الى المدينة زهوها وكبرياءها‪.‬‬

‫‪129‬‬


128


4

3

7

6

10

11

131

9

2

5


‫‪ .1‬ساعة القشةل‬ ‫‪ .2‬هنر دجةل‬ ‫‪ .3‬شارع الرش يد‬ ‫‪ .4‬القرص العبايس‬ ‫‪ .5‬جامع احليدرخانة‬ ‫‪ .6‬دار الوايل‬ ‫‪ .7‬املدرسة املستنرصية‬ ‫‪ .8‬ضفة الهنر‬ ‫‪ .9‬ازقة جديد حسن ابشا‬ ‫‪ .10‬خان مرجان‬ ‫‪ .11‬سوق الرساجني‬

‫إن اسم بغداد وموقعها المرتبط عبر التاريخ بنهر دجلة‬ ‫وعبق التراث والحضارة جعلها تتمتع بشهرة عالمية واقليمية‬ ‫قلما نالتها مددن اخرى‪ .‬لقد شهدت المدينة التي احتضنت‬ ‫وصهرت سكانها بكافة اجناسهم وطوائفهم الكثير من المناسبات‬ ‫الشعبية والوطنية‪ ،‬وكانت مسرحا حافال باالحداث السياسية‬ ‫والثقافية والفنية واالجتماعية‪ .‬وال تزال بغداد تحمل احساسا‬ ‫طاغيا بالمكان والحدث ومليئة بالذاكرة التاريخية المتجددة‪.‬‬ ‫يضم مركز المدينة عددا كبيرا ومهما من االماكن التي‬ ‫توحي باالحاسيس والمشاعر وتشكل جزءا من هوية المدينة‬ ‫وعنصرا مهما من حضورها الحضري ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪130‬‬


‫حدود بغداد الرصافة عام‬ ‫‪1900‬م‬ ‫مناطق حميطة ابملدينة‬ ‫القدمية (البتاويني)‬

‫تقس اميت احياء بغداد‬ ‫القدمية‬

‫مناطق حميطة ابملدينة‬ ‫القدمية (الوزيرية)‬

‫بغداد يف بداية القرن‬ ‫العرشين‬

‫حدود بغداد القدمية مضن املدينة اليوم‬ ‫بغداد يف بداية القرن‬ ‫احلادي والعرشين‬

‫‪133‬‬


‫املنطقة احملاذية لهنر دجةل من مركز‬ ‫مدينة بغداد القدمية‬ ‫هذه املنطقة وابلنظر المهيهتا من‬ ‫الناحية التارخيية ملدينة بغداد‬ ‫وارتباطها بهنر دجةل فاهنا تعترب‬ ‫الاكرث امهية وقابلية للتطوير‪.‬‬ ‫تعترب هذه املنطقة نقطة البداية‬ ‫الحياء مركز بغداد التارخيي كلك‬ ‫وحبيث تتسع التجربة لتشمل‬ ‫املناطق اجملاورة ابجتاه الرشق حنو‬ ‫شارع اخللفاء وما بعده ‪ ،‬فالتمنية‬ ‫تبدأ من املركز‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫تبلغ مساحة مدينة بغداد اليوم‬ ‫حوالي ‪ 204‬كيلومترا مربعا في حين‬ ‫جاوز عدد سكانها في عام ‪2011‬‬ ‫السبعة ماليين وربع المليون نسمة‪.‬‬ ‫وبالمقارنة مع مدينة بغداد القديمة ضمن‬ ‫حدود السور القديم التي لم يتجاوز‬ ‫قطرها االكبر (ما بين الباب الشرقي‬ ‫والباب المعظم) ثالثة كيلومترات‪ ،‬يكون‬ ‫نمو المدينة قد تجاوز الثالثين ضعفا من‬ ‫ناحية المساحة واكثر من السبعة‬ ‫وعشرين ضعفا من ناحية عدد السكان‬ ‫عن ما كانت عليه في بداية القرن‬ ‫العشرين‪..‬‬ ‫وتبعا لحجم المدينة الجديد‬ ‫ومتطلباتها الحضرية فقد نشأ العديد من‬ ‫المراكز المحلية لمناطق المدينة االخرى‬ ‫وضواحيها والتي اصبحت تنافس‬ ‫المركز القديم ‪.‬‬

‫حدود بغداد الكربى عام‬ ‫‪2000‬م‬ ‫حدود بغداد الرصافة عام‬ ‫‪1900‬م‬

‫بغداد القدمية وبغداد الكربى عام ‪2000‬م‬

‫التنمية تبدا من المركز‬ ‫تبعا التساع حجم المدينة القديمة‬ ‫والتباين في حجم االهمية التاريخية‬ ‫لمحالتها واحيائها المختلفة ومدى‬ ‫التغيير الذي طرأ على طابعها الحضري‬ ‫العمراني‪ ،‬فان الجزء المحصور ما بين‬ ‫شارع الرشيد ونهر دجلة والذي يضم‬ ‫اغلب المعالم التاريخية والتراثية للمدينة‬ ‫القديمة واسواقها التاريخية يعد الجزء‬ ‫االهم الذي سيتم التركيز عليه في هذا‬ ‫الفصل وما يليه‪ ،‬كونه يمثل اولوية‬ ‫قصوى لما يحمله نهر دجلة من‬ ‫اعتبارات مورفولوجية وتاريخية‪.‬‬

‫املنطقة املطةل عىل دجةل يف مركز بغداد القدمية‬


‫منطقة وسط املدينة القدمية املطل عىل هنر دجةل‬ ‫(ما بني جرس ابب املعظم وجرس امجلهورية)‬

‫جرس الس نك‬ ‫شارع الرش يد‬ ‫ساحة حافظ القايض‬

‫هنر دجةل ‪:‬‬ ‫طول ضفة هنر دجةل‪ 3.152 :‬كيلومرتا‬ ‫عرض الهنر يرتاوح ما بني ‪ 143‬و‪ 347‬مرتا‬ ‫جرس الاحرار‬

‫شارع الرش يد ‪:‬‬ ‫طول الشارع‪ 3.178 :‬كيلومرتا‬ ‫عرض الشارع‪ :‬ما بني ‪ 9.80‬و ‪ 14.20‬مرتا‬ ‫عدد املباين‪ 313 :‬مبىن اضافة اىل ‪ 17‬قطعة غري مش يدة‬ ‫عدد الامعدة‪ 1,204 :‬معودا‬

‫امه الشوارع املتفرعة ‪:‬‬ ‫شارع املتنيب ‪ ،‬شارع املستنرص (الهنر) ‪ ،‬شارع البولنجية ‪ ،‬شارع الرساي‬ ‫شارع الامني ‪ ،‬شارع الوثبة ‪ ،‬شارع س يد سلطان عيل‬ ‫الساحات العامة ‪:‬‬ ‫عدد الساحات الرئيس ية‪ 5 :‬ساحات‬ ‫ساحة التحرير ‪ ،‬ساحة الس نك ‪ ،‬ساحة حافظ القايض ‪ ،‬ساحة الرصايف ‪ ،‬ساحة‬ ‫امليدان‬ ‫عدد الساحات الثانوية‪ 3 :‬ساحات‬ ‫الاسواق ‪:‬‬ ‫امه الاسواق ‪ :‬الشورجة ‪ ،‬سوق الصفارين ‪ ،‬سوق الرساي ‪ ،‬عكد (عقد)‬ ‫النصارى ‪ ،‬عكد اجلام ‪ ،‬شارع املتنيب‬ ‫الازقة ادلاخلية ‪:‬‬ ‫عرض الازقة ما بني ‪ 2.40‬و ‪ 6.400‬مرتا‬

‫منظور شامل للمنطقة‬ ‫منظور للمنطقة من مبىن مطل عىل ساحة‬ ‫حافظ القايض يظهر جرس الاحرار‪ ،‬كام‬ ‫يظهر شارع الرش يد ابجتاهني‪ ،‬الشامل(عىل‬ ‫الميني) واجلنوب(عىل اليسار)‪.‬‬

‫‪135‬‬


‫كان مركز بغداد التاريخي ‪ ،‬وحتى سبعينات القرن العشرين‪ ،‬محورا اساسيا لمدينة بغداد‪،‬‬ ‫حيث مثل شارع الرشيد مركزا تجاريا باسواقه ومتاجره ودور العرض السينمائي فيه‪،‬‬ ‫ومركزا سياحيا حضاريا بمعالمه التاريخية ودور العبادة‪ ،‬فيه وكان قبلة للزوار‬ ‫والسياح من انحاء العالم نظرا لما لبغداد من شهرة كعاصمة من العواصم‬ ‫التاريخية العربية واالسالمية العريقة‪.‬‬ ‫اال ان توسع المدينة المضطرد وما واجهته البالد منذ‬ ‫ثمانينات القرن الماضي من اضطرابات وحروب‬ ‫ادى الى انحسار هذا الدور وتراجعه تبعا‬ ‫لضعف الخطط التنموية وتراجع‬ ‫النشاط السياحي واالنفاق‬ ‫الحكومي ودخل الفرد‪ .‬في‬ ‫الوقت نفسه هيمنت اسواق‬ ‫الجملة وتضخمت على حساب‬ ‫االسواق االخرى التي فقدت‬ ‫زخمها واضحى شارع الرشيد‬ ‫نفسه امتدادا السـواق الجملة وخلت‬ ‫المكاتب والمساكـن من اصحابها اذ‬ ‫سخرتها الجملة لخدمتها فامست مخازن‬ ‫لبضائعها وورشا صناعية تقدم لها‬ ‫متطلباتها اليومية‪.‬‬ ‫توزعت مهمة المركز وتبعثرت على‬ ‫المراكز المحلية للضواحي ‪ ،‬وفقد مركز بغداد اهميتـه‬ ‫وبريقه القديم يوم كان مركزا نابضا بالحياة للمدينة‬ ‫وتحـول الى اسواق ومخــازن لبضائع الجمــلة وخدماتها‬ ‫وعاشت المدينة عقودا من الزمن دون مركز يؤدي دوره‬ ‫الحضاري الفاعل تبعا لمتطلبات التطور‪ .‬كان ذلك احد االسباب‬ ‫المؤدية الى ضعـف وحدة المدينة الكبرى وانكماشها في العقد‬ ‫االول من القرن الحادي والعشـرين وتحولها الى ضواحي متعددة‬ ‫االعراق والمذاهب والطوائف من دون مركز يوحدها ويصهرها ضمن‬ ‫بوتقة وجودهم وانتماءهم لمدينتهم العريقة‪.‬‬

‫‪134‬‬

‫مبىن غرفة التجارة‬

‫شارع املستنرص (الهنر)‬

‫شارع الرش يد‬

‫بناية اللنج‬


137


‫مناطق غري مشموةل‬ ‫املنطقة بني شارعي الرش يد و اخللفاء‬ ‫املنطقة احملاذية لهنر دجةل‬ ‫هنر دجةل‬

‫املنطقة املعنية اليوم‬ ‫اخملطط املصور عىل هذه الصفحة يرمس‬ ‫صورة مصغرة عن طبيعة املنطقة احملاذية‬ ‫لهنر دجةل من مركز املدينة القدمي يف‬ ‫الرصافة واليت سيمت الرتكزي علهيا وتفصيلها‬ ‫يف هذا اجلزء من الكتاب‪.‬‬

‫‪136‬‬


‫في الوقت الذي هجرت وتالشت تقريبا اغلب‬ ‫االحياء السكنية‪ ،‬التي كانت مكتظة بساكنيها حتى‬ ‫ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬وتلتها بعد ذلك المكاتب‬ ‫االدارية والمهنية التي خلت لصالح اسواق الجملة‬ ‫وخدماتها التي هيمنت على المشهد اليومي للمنطقة‬ ‫التي تزدحم يوميا بالمتبضعين والتجار والكسبة‬ ‫بصورة واضحة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من االكتظاظ الشديد الذي تشهده‬ ‫المنطقة‪ ،‬وخاصة ما بين جسري االحرار والشهداء‬ ‫في ساعات الصباح‪ ،‬اال انها تكاد تكون مهجورة‬ ‫بالكامل بدءا من ساعات العصر وحتى صباح اليوم‬ ‫التالي‪.‬‬ ‫يعمل في المنطقة يوميا آالف من العمال‬ ‫والكسبة واصحاب المصالح والمحال التجارية‬ ‫والورش الصغيرة فيما يزورها ايضا اآلالف من‬ ‫المتبضعين والمراجعين‪.‬‬

‫‪139‬‬


138


141


‫تعرب اللقطات عىل هذه الصفحة عن احلياة‬ ‫اليومية للمنطقة وساكهنا والعاملني فهيا وتوحض‬ ‫طبيعة مراتدي املنطقة وقاطنهيا اذلين‬ ‫يتكونون يف اغلهبم من الرشاحئ التالية‪:‬‬ ‫احصاب احلرف والاعامل ‪:‬‬ ‫وتشمل هذه الرشحية احصاب احلرف مثل‬ ‫الصاغة والرساجني والصفارين وغريمه ممن‬ ‫يعملون يف الاسواق واحصاب الاعامل اكلتجار‬ ‫واحصاب املصاحل العاملني يف املنطقة وداخل‬ ‫الاسواق‪.‬‬ ‫املتسوقني ‪:‬‬ ‫الغالبية العظمى من مراتدي املنطقة وزوارها‬ ‫اليوميني مه املتبضعني اذلين يقصدون املنطقة‬ ‫لرشاء البضائع والتسوق اضافة اىل سائقي‬ ‫التاكيس واملركبات العابرة للمنطقة اذلين‬ ‫يعتربون الاقل تواجدا يف املنطقة‪.‬‬ ‫العامل والكس بة ‪:‬‬ ‫وتشمل هذه الرشحية املواطنني اذلين يعملون‬ ‫يف املنطقة عامل التحميل والنقل وغريمه‪ .‬كام‬ ‫تشمل مقديم اخلدمات مثل الباعة اجلائلني‬ ‫وابئعي الاطعمة وغريمه‪.‬‬ ‫ساكن املنطقة ‪:‬‬ ‫هذه الرشحية يه رشحية املواطنني اذلين‬ ‫يتخذون املنطقة سكنا هلم سواء يف البيوت‬ ‫او الشقق السكنية يف الاحياء املتفرقة وتاكد‬ ‫تكون هذه الرشحية يه الاضعف والاقل‬ ‫عددا‪.‬‬

‫‪140‬‬


‫واذا اخذنا في االعتبار ان الغالبية العظمى من الفعاليات‬ ‫التجارية في المنطقة تتم في االدوار االرضية في حين ان‬ ‫االدوار العليا هي عبارة عن مساحات مهجورة او تستخدم‬ ‫كمخازن للبضائع ‪ ،‬يمكننا تقدير حجم تجارة الجملة في المنطقة‬ ‫ومدى هيمنتها على المشهد التجاري والحضري للمنطقة‪.‬‬ ‫الفعاليات االخرى‬ ‫مجمل الفعاليات االخرى في المنطقة تعد فعاليات ثانوية‬ ‫تتراوح ما بين عدد من مواقع الصناعات الخفيفة المرتبطة‬ ‫باسواق الجملة او الفعاليات المرتبطة بادارات الدولة وعلى‬ ‫االخص وزارة الدفاع‪.‬‬

‫اس تعامالت خمتلطة‬ ‫سكين خمتلط‬ ‫سكين‬ ‫صناعي خمتلط‬ ‫صناعي‬ ‫مرافق عامة‪/‬حكومية‬ ‫اس تعامل ديين‬

‫اس تعامالت ترفهيية‬ ‫مواقف س يارات‬ ‫فضاءات مفتوحة‬ ‫مباين غري مشغوةل‬ ‫ارض خالية‬ ‫خرائب‬ ‫غري مشمول‬

‫خمطط يوحض اس تعامالت‬ ‫الارض يف املنطقة احملاذية لهنر‬ ‫دجةل‬

‫اخملطط مبين عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام‬ ‫‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬ ‫‪143‬‬


‫االسواق‬

‫حمالت بيع خمتلطة‪/‬مجةل ومفرد‬

‫حمالت بيع امجلةل‬

‫حمالت بيع املفرد‬

‫تمثل االسواق العصب الرئيسي لفعاليات المنطقة التي تغلب عليها‬ ‫التبادالت التجارية السواق الجملة‪ ،‬وعلى الخصوص في سوق الشورجة وعكد‬ ‫(عقد) الجام وعكد (عقد) النصارى والتي شهدت توسعا مضطردا على حساب‬ ‫االسواق والفعاليات االخرى ‪ ،‬وتسببت في خلق اشكاالت تتعلق باستعماالت‬ ‫االرض واالختناق المروري وسلسلة من التجاوزات االخرى ‪.‬‬ ‫يظهر المسح** الذي أجري عام ‪2010-2009‬م من قبل المكتب المعماري‬ ‫بان ما مجموعه ‪ 886‬مبنى ‪ ،‬من ‪ 1385‬مبنى شمله المسح في المنطقة المحاذية‬ ‫لنهر دجلة من مركز بغداد القديمة‪ ،‬هي ذات استعماالت مختلطة منها ‪ 719‬مبنى‬ ‫ذات استعماالت تتعلق باالسواق سواء منها التي تضم محاال تختص ببيع الجملة‬ ‫او المفرد او كليهما‪.‬‬

‫عدد الابنية املس تغةل من قبل‬ ‫الاسواق التجارية يف املنطقة احملاذية‬ ‫لهنر دجةل‬ ‫تشلك اسواق امجلةل واملفرد ‪ %81‬من‬ ‫املباين ذات الاس تعامل اخملتلط ‪ .‬كام‬ ‫تشلك ‪ %51‬من اجاميل اس تعامالت‬ ‫الارض‪ .‬واذا اخذان يف الاعتبار ابن‬ ‫املنطقة احملاذية لشارع الرش يد من هجة‬ ‫الرشق واحملصورة ما بني الشارع‬ ‫وشارع اخللفاء تشلك اسواق امجلةل‬ ‫الرئيس ية ويه الشورجة وعكد اجلام‬ ‫وعكد النصارى يتبني لنا احلجم اذلي‬ ‫حتتهل اسواق امجلةل يف هذه املنطقة‬ ‫املركزية من بغداد‪.‬‬ ‫** تمتزي املنطقة بديناميكياها العالية والتغريات املطردة الرسيعة‬ ‫وابلتايل فان اس تعامالت الارض قد تتغري تبعا ذلكل‪.‬‬

‫‪142‬‬


‫خمطط توزيع الطابع املمعامري للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %55‬من املباين ال حتتوي عىل اي طابع معامري ممزي‬

‫خمطط توزيع احلاةل الانشائية للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %37‬من املباين يف حاةل رديئة او ماهرئة‬

‫طابع ممتزي ‪ /‬اترخيية‬ ‫عامرة تقليدية (قبل ‪1920‬م)‬ ‫عامرة (فرتة ‪ 1920‬و‪1930‬م)‬ ‫عامرة (فرتة ‪ 1030‬و‪1940‬م)‬ ‫فرتة احلداثة‬ ‫ال حتتوي عىل طابع‬ ‫ارض خالية‬ ‫غري مشمول‬

‫الطابع املعامري للمباين القامئة‬

‫حتت الانشاء‬ ‫جيد‬ ‫مقبول‬ ‫رديء‬ ‫همرتئ‬ ‫خرائب‬ ‫ارض خالية‬ ‫غري مشمول‬

‫احلاةل الانشائية للمباين القامئة‬

‫طابق واحد‬ ‫طابقان‬ ‫ثالثة طوابق‬ ‫اربعة طوابق‬ ‫مخسة اىل تسعة طوابق‬ ‫اكرث من عرشة طوابق‬ ‫ارض خالية‬

‫خمطط توزيع احلاةل الانشائية للمباين القامئة يف املنطقة‬ ‫‪ %65‬من املباين يه ابرتفاع طابق اىل طابقني‬

‫ارتفاعات املباين القامئة‬

‫اخملططات والبياانت مبنية عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام‬ ‫‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬

‫اخملطط مبين عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام‬ ‫‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬ ‫‪145‬‬


‫تشير المسوحات التي اجريت على المنطقة المحاذية لنهر دجلة الى تردي الوضع‬ ‫العمراني لالبنية من الناحية االنشائية والمعمارية‪ ،‬عالوة على التفاوت الكبير في‬ ‫ارتفاعات المباني فيها‪.‬‬ ‫هذه المؤشرات تدل على تدهور الوضع العمراني والمشهد الحضري للمنطقة‬ ‫بصورة عامة وشاملة‪.‬‬

‫التدهور داخل النس يج‬ ‫احلرضي‬ ‫التدهور العمراين (غري‬ ‫املنظور) يرتكز يف الاحياء‬ ‫السكنية داخل النس يج‬ ‫احلرضي‬

‫خط السامء يف املنطقة‪ :‬عشوائية واضطراب يف‬ ‫ارتفاعات املباين‬ ‫‪144‬‬


‫الحمامات‬

‫لم يتبق في المنطقة من الحمامات القديمة اال‬ ‫حمامين هما حمام حيدر الذي يقع في شارع‬ ‫المستنصر (النهر) وهو اليوم عبارة عن هيكل‬ ‫اكلته النيران وحمام الباشا الواقع قرب سوق‬ ‫الهرج وهو في حالة متردية‪.‬‬

‫الشرايع‬

‫تضاءلت اهمية ووظيفة الشرايع بعد ان تم‬ ‫افتتاح شارع الرشيد وانشئت السدة الترابية‬ ‫على ضفة النهر التي خلت من الشرايع اال في‬ ‫موقعين احدهما على محور شارع المتنبي‬ ‫واالخرى لدى بناية الدفتردار‪.‬‬

‫السقايات‬

‫شكلت السقايات والسبيلخانات احد معالم‬ ‫المدينة حتى منتصف القرن العشرين واندثرت‬ ‫تدريجيا بعد توفر شبكات الماء الحديثة في‬ ‫المدينة‪ .‬اال ان بعض الجوامع والمواقع الدينية‬ ‫توفر ما يسمى بماء السبيل بدال عنها‪.‬‬

‫الحدائق‬

‫اختفت تقريبا الحدائق والمناطق الخضراء التي‬ ‫كانت تزين بعض المناطق في المدينة مثل‬ ‫حديقة النجيبية وحديقة الميدان باستثناء "حديقة‬ ‫غازي التي تحولت الى حديقة االمة التي يلفها‬ ‫االهمال وسط المدينة‪.‬‬

‫المعالم البارزة‬

‫الكثير من المعالم البارزة للمدينة اختفت من‬ ‫المشهد البغدادي ‪ .‬هذه الشواهد مثل طوب ابو‬ ‫خزامة وساعة الميدان وصخرة بنجة علي‬ ‫وغيرها الكثير كانت تشكل بمجملها تاريخ‬ ‫المدينة وذاكرتها ‪.‬‬

‫‪147‬‬


‫ال يتعدى عدد المباني االثرية في المنطقة اليوم‬ ‫اصابع اليد الواحدة اهمها المدرسة‬ ‫المستنصرية والقصر العباسي اال ان االساليب‬ ‫الخاطئة التي تتبع في صيانة وترميم هذه‬ ‫المباني يهدد بفقدانها لقيمتها التاريخية ‪.‬‬

‫المباني االثرية‬

‫في المنطقة العديد من المدارس الدينية‬ ‫والجوامع وبعض المراقد واالضرحة التي‬ ‫يعود تاريخ انشاء البعض منها الى القرن‬ ‫الثالث عشر‪ ،‬اجريت لها عمليات تجديد لم‬ ‫يراع فيها الحفاظ على هيكل وطابع المبنى ‪.‬‬

‫المدارس الدينية والجوامع‬

‫تراث معراين همدد‬

‫المباني التراثية‬

‫البيت البغدادي المتميز معماريا وتراثيا ذو‬ ‫الخصائص المناخية والبيئية مهدد بالزوال في‬ ‫مناطق بغداد القديمة التي يشكل هذا البيت‬ ‫اغلب نسيجها الحضري عموما اذ تتهاوى‬ ‫يوميا بفعل القدم او بفعل االنسان او الطبيعة ‪.‬‬

‫البيت البغدادي‬

‫‪146‬‬

‫المباني التراثية ذات القيمة التاريخية‬ ‫والمعمارية اغلبها دور سكنية واالخرى مباني‬ ‫ادارية وهي في تناقص مستمر نتيجة انعدام‬ ‫الصيانة واالهمال من جهة وقصور‬ ‫التشريعات والقوانين من جهة اخرى ‪.‬‬

‫عديدة هي المقاهي والمطاعم ودور العرض‬ ‫التي كانت تزخر بها المدينة القديمة‪. ،‬اال ان‬ ‫اغلب تلك المعالم اقفل ابوابه وتحول من‬ ‫اماكن للترفيه الى مخازن لالطارات او ورش‬ ‫صناعية لخدمة اسواق الجملة ‪.‬‬

‫دور العرض والمقاهي‬

‫تشلك ‪ %24‬من املباين يف‬ ‫املنطقة اخلزين الاثري والرتايث‬ ‫للمدينة وذاكرهتا‪ .‬هذا اخلزين‬ ‫يواجه للخطر وهمدد ابلزوال‬ ‫والانداثر خالل العقود املقبةل‬ ‫اذا مل تتخذ الاجراءات الكفيةل‬ ‫ابحلفاظ عىل ذكل املوروث‬ ‫احلرضي الفريد ‪.‬‬


‫ترانزيت مول‬

‫ال يزال اخملطط العام‬ ‫للنقل يف مدينة بغداد‬ ‫واذلي اعده‬ ‫الاستشاري سكوت‬ ‫ويلسون كريكباتريك‬ ‫ورشاكهئم يف مثانينات‬ ‫القرن املايض ساراي‬ ‫وقت اعداد هذا‬ ‫الكتاب يف ظل عدم‬ ‫وجود دراسات اخرى‬ ‫مفعةل للنقل يف ابملدينة‬

‫ال يعترب شارع الرش يد‬ ‫شارعا رئيس يا يف منظومة‬ ‫النقل اخلاصة مبدينة‬ ‫بغداد وامنا يعترب‬ ‫"ترانزيت مول" اي‬ ‫شارع يسمح للمشاة‬ ‫والنقل العام ابس تعامهل‬ ‫فقط ‪ .‬وال يعترب اس مترارا‬ ‫للشوارع املرتبطة بشامهل‬ ‫وجنوبه‪.‬‬ ‫والرتانزيت مول يعين‬ ‫شارع جتاري متنع فيه‬ ‫حركة الس يارات‬ ‫وخيصص للمشاة‬ ‫وعرابت النقل العام فقط‬

‫خمطط يبني اجتاهات‬ ‫حركة املرور يف املنطقة‬ ‫خمطط يبني حركة‬ ‫املرور واملناطق املغلقة‬ ‫ومواقف الس يارات يف‬ ‫املنطقة‬

‫البياانت مبنية عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام ‪ 2010‬لصاحل امانة بغداد‬ ‫ومت حتديهثا عام ‪2015‬‬

‫‪149‬‬


‫شبكة الطرق‬ ‫ترتبط المنطقة مع باقي شبكة الطرق لمدينة بغداد من خالل خمس نقاط هي الباب الشرقي‪،‬‬ ‫السنك‪ ،‬حافظ القاضي‪ ،‬الرصافي‪ ،‬جسر االحرار‪ ،‬الميدان‪ ،‬وباب المعظم ‪.‬‬ ‫تشهد المنطقة تركزا كبيرا للفعاليات التجارية وبعض الفعاليات الصناعية الخفيفة التي غالبا ما‬ ‫تشغل الطابق االرضي واالول من المباني‪ ،‬في حين تبقى بقية الطوابق غير مشغولة‪ .‬اال ان ابرز‬ ‫االنشطة على االطالق والتي تعد المحرك االساس لحركة المرور هي انشطة البيع بالجملة التي تتركز‬ ‫في منطقة الشورجة‪.‬‬

‫فوىض واغالق‬ ‫اكن الغالق بعض املنافذ‬ ‫اىل املنطقة وبعض‬ ‫املناطق يف شارع الرش يد‬ ‫اتثريا كبريا عىل حركة‬ ‫النقل مما اسهم يف تعممي‬ ‫الفوىض املرورية يف هذه‬ ‫املنطقة احليوية‬

‫تشير المسوحات الميدانية الى ان اكثر من نصف الحركة المرورية التي تمر في المنطقة هي‬ ‫منجذبة اليها او متولدة منها ما يشير الى اهميتها الكبيرة‪ ،‬واذا نظرنا الى غرض تلك الرحالت نجد ان‬ ‫معظمها يقصد العمل مما يعكس اهمية االنشطة االقتصادية في المنطقة‪.‬‬ ‫تؤثر مواقع قطع حركة المرور ووجود انشطة البيع بالجملة على حركة المرور مكانيا وزمانيا‪،‬‬ ‫حيث تنشط حركة المرور في المنطقة ما بين الساعة الثامنة صباحا والساعة الثالثة مساء وهو وقت‬ ‫دوام العاملين في تلك االنشطة‪ .‬كما يالحظ ان حركة المرور تدور حول منطقة البيع بالجملة ‪.‬‬ ‫يتم الوصول الى منطقة االسواق من خالل ثالث نقاط تتمثل بحافظ القاضي وساحة الرصافي‬ ‫والساحة المقابلة لها على شارع الجمهورية‪ ،‬حيث يقوم المرتادون للمنطقة بايقاف سياراتهم في مواقع‬ ‫قريبة ومن ثم يوصلون البضائع اليها باستخدام العربات التي يجرها االنسان او العربات الميكانيكية‬ ‫وعادة ما تستغرق فترة التبضع حوالي خمس الى سبع ساعات‪ .‬وتجدر االشارة الى ان المتبضعين غالبا‬ ‫ما يقدمون من مختلف محافظات العراق‪.‬‬ ‫تخلف وضعية المرور هذه حالة من الفوضى والزحام المروري الشديد كما تؤدي الى شلل‬ ‫واضعاف البنية التحتية والنسيج العمراني على المدى البعيد‪.‬‬ ‫شارع اخللفاء‬ ‫شارع اخللفاء‬ ‫نقط جتمع‬ ‫للتحميل‬ ‫شارع الرش يد‬

‫جرس الاحرار‬

‫‪148‬‬

‫سوق‬ ‫الشورجة‬ ‫ساحة الرصايف‬ ‫نقطة جتمع س يارات‬ ‫الاجرة‬

‫شارع الرش يد‬

‫‪2‬‬ ‫جرس الشهداء‬

‫ساحة حافظ القايض‬ ‫نقطة جتمع‬ ‫احصاب العرابت‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫النقاط الثالث اليت تكون‬ ‫منظومة النقل والتحميل‬ ‫البدائية التداول لبضائع‬ ‫أسواق امجلةل‬

‫نقطة نقل وحتميل‬ ‫اجتاه السري للس يارات‬ ‫مسار العرابت اليدوية‬


‫لقطات يف مواقع‬ ‫خمتلفة توحض واقع‬ ‫الازمة املرورية‬ ‫والفوىض اليت خيلفها‬ ‫وجود اسواق امجلةل‬ ‫يف املنطقة‬

‫‪151‬‬


‫يمكن القول بانه ال يوجد نظام مروري للشارع الذي تحكمه مستلزمات نقل‬ ‫البضائع الخاصة باسواق الجملة‪.‬والمتكونة من عربات اليد او العربات التي تجرها‬ ‫الحيوانات‪ .‬ان المرور المحدود في الشارع للسيارات يكمن فقط في طرفي الشارع‬ ‫شماال وجنوبا حيث تتضاءل الفعاليات فيه وتكاد تنعدم ‪.‬‬ ‫اما نظام النقل العام في الشارع فغير موجود في الوقت الحاضر وان وجد‬ ‫فهو غير ذا فاعلية من دون اعادة احياء الشارع واعادة توازنه ‪.‬‬ ‫محدودية الشارع الرئيسي‬

‫شارع اخللفاء‬ ‫متتد الفوىض‬ ‫والاختناقات املرورية اىل‬ ‫املناطق احمليطة واحملاذية‬ ‫وعىل الاخص يف شارع‬ ‫اخللفاء بسبب تواجد‬ ‫اسواق امجلةل املكثف يف‬ ‫املنطقة‬

‫ان واقع حال شارع الرشيد تمثل في كونه شارعا ذا اتجاهين بواقع سيارة‬ ‫واحدة لكل اتجاه‪ ,‬وبسبب الظروف االمنية القائمة في الوقت الحالي‪ ,‬فان معظم‬ ‫الطرق المؤدية الى المنطقة مغلقة والسيما الطرق الفرعية‪ ،‬إذ ترتبط مع باقي شبكة‬ ‫الطرق لمدينة بغداد من خالل خمس نقاط هي الباب الشرقي‪ ،‬السنك‪ ،‬حافظ‬ ‫القاضي‪ ،‬الرصافي وباب المعظم‪ .‬وتعاني تقاطعات الطرق الحالية هذه مع شارع‬ ‫الرشيد من االختناقات المرورية‪ ،‬وخاصة في اوقات الذروة ‪.‬‬ ‫نطاق الشارع المخصص للسيارات‬ ‫يتراوح عرض شارع الرشيد ما بين ‪ 10‬الى ‪ 14‬مترا‪ ،‬اما الشوارع‬ ‫الرئيسية المتفرعة من شارع الرشيد فيتراوح عرضها ما بين ‪ 6‬الى ‪ 12‬مترا في‬ ‫حين يبلغ عرض االزقة ما بين ‪ 3‬الى ‪ 4‬مترا ‪.‬‬ ‫حالة المشاة القائمة‬ ‫المناطق المخصصة للمشاة على جانبي شارع الرشيد (االروقة) مستغلة‬ ‫من قبل اصحاب المحالت لعرض بضائعهم وفي غياب تطبيق الضوابط الخاصة‬ ‫بذلك‪ ،‬فان المشاة يتنافسون ويتشاركون في حركتهم مع السيارات والعربات ضمن‬ ‫مسار شارع الرشيد ‪.‬‬ ‫حالة مواقف السيارات القائمة‬ ‫تضم المنطقة ستة عشر موقفا للسيارات منها ثالثة متعددة الطوابق وثمانية‬ ‫ساحات ارضية مجازة رسميا وستة مواقف غير اصولية‪ .‬ويبلغ مجموع أستيعاب‬ ‫تلك المواقف من السيارات ‪ 2445‬سيارة منها ‪ 1550‬موقف ضمن المواقف‬ ‫متعددة الطوابق ‪ .‬ويعد عدم توفير العدد المالئم من مواقف السيارات في المنطقة‬ ‫احد االسباب لتفاقم االزدحامات المرورية وسالمة حركة المرور بالشكل الصحيح‪.‬‬

‫‪150‬‬


153


‫فوض ى املولدات‬ ‫واالسالك تسبب‬ ‫حرائق متكررة‬ ‫وتلوثا بصريا‬

‫اهنيار اخلدمات‬ ‫تعاين املنطقة من تراجع‬ ‫شامل للبىن التحتية وانعدام‬ ‫اخلدمات سواء البيئية او‬ ‫الصحية مهنا‬

‫تلوث بيئي لعدم‬ ‫وجود نظام مجاري‬ ‫داخل االحياء‬ ‫واالزقة‬

‫االفتقار الى‬ ‫اي بنى‬ ‫تحتية او‬ ‫اضاءة‬ ‫لالزقة‬

‫افتقار املباني‬ ‫داخل االحياء الى‬ ‫البنى التحتية‬ ‫والخدمات‬

‫تلوث بيئي ناجم عن‬ ‫ضعف نظام جمع‬ ‫القمامة و إنعدام‬ ‫كفاءته‬

‫‪152‬‬


‫تلوث البيئة‬ ‫تعاني المنطقة من تلوث بيئي شديد ناجم‬ ‫عن فقدان المعايير البيئية‪ ،‬فمياه المجاري‬ ‫الثقيلة تصب في النهر من دون معالجة في‬ ‫بعض االحيان‪ ،‬هذا باالضافة الى ما تسببه‬ ‫عوادم السيارات وتراكم القمامة وغيرها من‬ ‫مسببات التلوث البيئي‪.‬‬ ‫يسبب االنتشار العشوائي السالك‬ ‫المولدات االهلية ولوحات الداللة واالعالنات‬ ‫التجارية فوضى منقطعة النظير وتلوثا بصريا‬ ‫في المنطقة‪ ،‬وعلى الخصوص في شارع‬ ‫الرشيد واالسواق التجارية‪ ،‬يضاف الى انواع‬ ‫التلوث البيئي االخرى‬ ‫عوامل عديدة تسبب تلوث‬ ‫هنر دجةل‬

‫الطاقة الكهرابئية‬ ‫ش بكة مياه الرشب‬ ‫ش بكة مشرتكة للمجاري‬ ‫وترصيف مياه الامطار‬ ‫ش بكة اجملاري‬ ‫ش بكة ترصيف مياه‬ ‫الامطار‬

‫‪155‬‬


‫الوضع القائم‬

‫فوىض بيئية وبرصية‬ ‫تلوث برصي انمج عن‬ ‫فوىض لوحات ادلالةل‬ ‫والاعالانت التجارية‬

‫‪ ‬شبكة (مياه للشرب)‬ ‫‪ ‬شبكة قديمة ومقاطع االنابيب‬ ‫واحجامها ال تلبي الحاجة‬ ‫‪ ‬شبكة تصريف مجاري المياه الثقيلة‬ ‫‪ ‬عدم وجود نظام مجاري داخل االحياء‬ ‫السكنية‬ ‫‪ ‬شبكة قديمة ومقاطع االنابيب‬ ‫واحجامها ال تلبي الحاجة‬ ‫‪ ‬الكفاءة الحالية تقل عن النصف‬ ‫‪ ‬الخطوط مشتركة مع مياه االمطار‬ ‫‪ ‬خطوط المجاري تصب في نهر دجلة‬ ‫ما عدا منطقة السنك‬ ‫‪ ‬شبكة مياه االمطار‬ ‫المنطقة ليست مغطاة اوتشترك مع شبكة‬ ‫المجاري اال في منطقة السنك‬

‫ش بكة ماء الرشب‬ ‫‪ .1‬خط مغذي بقطر ‪ 200‬ممل‬ ‫‪ .2‬خط مغذي بقطر ‪ 150‬ممل‬ ‫‪ .3‬يط مغذي بقطر ‪ 250‬ممل‬ ‫‪ .4‬خط مغذي بقطر ‪ 200‬ممل‬ ‫‪ .5‬خط مغذي بقطر ‪ 250‬ممل‬ ‫‪ .6‬يط مغذي بقطر ‪ 250‬ممل‬ ‫‪ .7‬خط مغذي بقطر ‪ 375‬ممل‬ ‫‪ .8‬خط مغذي بقطر ‪ 250‬ممل‬ ‫‪ .9‬يط مغذي بقطر ‪ 100‬ممل‬ ‫‪ .10‬خط مغذي بقطر ‪ 400‬ممل‬ ‫‪ .11‬خط توزيع يف الفروع والازقة بقطر من‬ ‫‪ 75‬اىل ‪ 250‬ممل‬

‫‪154‬‬

‫‪ ‬الطاقة الكهربائية‬ ‫‪ ‬خدمة الطاقة الكهربائية عاجزة‬ ‫عن تلبية الطلب‬ ‫‪ ‬الكابالت واالسالك مكشوفة مما‬ ‫يزيد من خطر اندالع الحرائق ‪.‬‬ ‫‪ ‬مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة‬ ‫غير كفوءة وموزعة بصورة‬ ‫عشوائية وبدون ضوابط ‪.‬‬ ‫‪ ‬خطوط الهاتف ‪ /‬والقابلوات‬ ‫نظام الهاتف واألسالك قديم وال‬ ‫توجد قابلوات‬ ‫‪ ‬ال توجد مآخذ اطفاء الحريق في‬ ‫الطرق‬

‫ش بكة جماري املياه الثقيةل (عىل معق من ‪ 1‬اىل ‪ 3‬مرت حتت‬ ‫مس توى الشارع)‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬

‫خط ترصيف جماري بقطر ‪ 250‬ممل (الترصيف‬ ‫عياىل حمطة الغزايل يف الش يخ معر عرب شارع س يد‬ ‫سلطان عيل)‬ ‫خط ترصيف مشرتك مع مياه الامطار بقطر ‪250‬‬ ‫ممل (الترصيف ابجتاه هنر دجةل)‬ ‫خط ترصيف مشرتك مع مياه الامطار بقطر ‪250‬‬ ‫ممل (الترصيف ابجتاه هنر دجةل)‬

‫ش بكة مياه الامطار‬ ‫‪.1‬‬

‫خط ترصيف بقطر ‪ 400‬ممل‬


157


‫من المهم التعرف على الوضع‬ ‫الحاضر للمدينة من خالل التجول مجددا‬ ‫في عناصرها الحضرية الخمسة المهيمنة‬ ‫على الحياة في هذا الجزء من المدينة بعد‬ ‫ان شهدنا ما مرت به في القرن الماضي‬ ‫وما شهدته من تغيرات في عصرنا‬ ‫الحاضر‪.‬‬ ‫هذه العناصر الخمسة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫ضفة نهر دجلة‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫الساحات العامة‬ ‫االسواق‬ ‫االحياء واالزقة‬

‫الصفحات القادمة ستعرض لنا‬ ‫شريطا مصورا يوجز وضع هذا الجزء من‬ ‫المدينة القديمة وما آلت اليه اليوم من‬ ‫تدهور شمل كافة مفاصلها العمرانية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والبيئية‪.‬‬

‫‪156‬‬

‫ذ‬


‫ان وقوع بغداد على نهر دجلة ليس مفهوما‬ ‫بصريا وحسب بل انه عنصر اساس بالغ االهمية واالثر‬ ‫على نشوء وتاريخ المدينة وتطورها ومناخها اذ يشكل‬ ‫النهر صدر الحياة والزراعة فيها عالوة على كونه‬ ‫شريان نقل رئيس وعنصرا من عناصر الترفيه والمتعة‬ ‫اال انه في احيان كثيرة اخرى يكون مصدرا للخراب‬ ‫والموت ايضا ‪.‬‬ ‫فقد كان لفيضانات النهر المتكررة دور كبير في‬ ‫خراب بغداد المدورة في جانب الكرخ وكذلك وفي غرق‬ ‫وتدمير المدينة بشطريها خالل عصور مختلفة من‬ ‫تاريخ المدينة وكان اخر هذه الفيضانات عام ‪1954‬م‬ ‫والتي انحسرت بعد اقامة السدود التي تحمي المدينة‬ ‫من غضب الطبيعة المتكرر ‪.‬‬ ‫في الوقت الذي كانت فيه بغداد محاطة باالنهر‬ ‫والجداول سواء تلك المتفرعة من دجلة او تلك التي‬ ‫تصل دجلة بالفرات فان هذه االنهار والجداول قد‬ ‫اندثرت‪ ،‬وكان اخر هذه االنهار نهر الخر في جانب‬ ‫الكرخ الذي تم ردمه في نهاية القرن العشرين ‪.‬‬ ‫الواجهة النهرية‬ ‫تتكون الواجهة النهرية لمركز بغداد القديم من‬ ‫عدة مقاطع ذوات مهام مختلفة وخصائص معمارية‬ ‫متميزة ومتنوعة وبالرغم من تداخل هذه القطاعات‬ ‫يمكن مالحظة هذه التقسيمات من خالل وظائفها‬ ‫المرتبطة باالسواق وشارع الرشيد ‪.‬‬

‫‪159‬‬


158


‫منظر لضفة النهر من على جسر الجمهورية‬ ‫يظهر القطاع ما بين جسري الجمهورية واالحرار‬ ‫تتقطع سلسلة مسارات ومماشي النهر على‬ ‫ضفاف دجلة بتجاوزات وحواجز ومواقع اخرى بشكل‬ ‫يؤثر على امكانية استغاللها من قبل المشاة‬

‫بيت مجيل‬ ‫ابشا‬

‫السدة الرتابية‬

‫البيت العرايق‬

‫ترس بات‬ ‫طينية‬ ‫جرس الس نك‬

‫‪161‬‬


‫كان تنفيذ السدة الترابية المغطاة بالحجر على طول ضفة المدينة القديمة المطلة على النهر سببا ً في قطع‬ ‫العالقة العضوية ما بين النهر والنسيج العمراني للمدينة‪ ،‬كما ادى الى انقطاع العالقة البصرية والنفسية ما بين النهر‬ ‫وسكان المدينة من ناحية اخرى‪ .‬وضاعف هذا االنقطاع انحسار مستوى النهر في العقود الثالثة االخيرة فبات من‬ ‫المتعسر الوصول الى ضفة النهر كونها على عمق يزيد على الثمانية امتار وتوارى نهر دجلة عن األنظار وصار‬ ‫على بعد يزيد عن العشرين مترا في احسن االحوال ‪.‬‬ ‫كان الهدف من هذه السدة حماية ضفة نهر دجلة من التاكل واالنهيار وخلق طريق للمشاة على طول النهر في‬ ‫منطقة بغداد القديمة‪ .‬اال ان المشروع لم ياخذ التاثيرات الحضرية والمعمارية النشائه في االعتبار شانه شان‬ ‫المشاريع المنفردة االخرى ‪ .‬كما لم ياخذ القائمون على المشروع في اعتبارهم ايجاد المداخل والمخارج للوصول‬ ‫الى هذا الجزء من المدينة او توفير الخدمات الالزمة له ‪ .‬وبدال من ان يكون انشاء هذه السدة معلما اضافيا للترفيه‬ ‫وتطوير المشهد الحضري لضفة النهر اصبح مكبا للنفايات وعائقا ما بين االنسان والنهر‪.‬‬

‫اختالل الوظيفة احلرضية للهنر‬ ‫ادى شق شارع الرش يد يف‬ ‫بداية القرن العرشين اىل تراجع‬ ‫دور هنر دجةل كعصب رئيس‬ ‫يف هيلك املدينة احلرضي‬ ‫ووظيفته كرشاين للحركة‬ ‫والنقل عىل اطراف بغداد‬ ‫الرصافة الغربية ومهزة وصل بني‬ ‫ضفتهيا وعىل الرمغ من كونه‬ ‫احد العنارص الاساس ية يف‬ ‫تكوين املدينة الشلكي‬ ‫(املورفولويج) الا ان العالقة‬ ‫البرصية والنفس ية ما بني‬ ‫الساكن والهنر من انحية‬ ‫والعضوية الرابطة ما بينه وبني‬ ‫النس يج العمراين للمدينة بقيت‬ ‫قوية ومامتسكة ‪.‬‬

‫‪160‬‬

‫نجا من تاثيرات السدة الترابية‬ ‫وعمليات التحديث الجزء الشمالي‬ ‫الممتد من مبنى القشلة وحتى جسر باب‬ ‫المعظم ‪ ،‬اال ان ذلك ال يعني ان هذا‬ ‫الجزء لم يتعرض الى بعض‬ ‫التجاوزات والتغييرات على السور‬ ‫المطل على النهر او بانشاء المبنى‬ ‫الحديث الكاديمية بيت الحكمة الذي بني‬ ‫مؤخرا‪ .‬ان تشييد المباني غير‬ ‫المنضبطة لوزارة الدفاع وقطعها‬ ‫الستمرارية مرور المشاة ولدت بعض‬ ‫االشكاليات التي أثرت سلبا ً على‬ ‫المشهد الحضري لضفة النهر‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل ادت الى‬ ‫انحسار دور النهر العضوي‬ ‫والسيكولوجي كاحد العناصر المهمة‬ ‫سواء في تاريخ المدينة او في هويتها‬ ‫على حد سواء وهو النهر الذي ارتبط‬ ‫تاريخيا بحياتها اليومية ‪.‬‬

‫منفذ مغلق‬

‫جرس امجلهورية‬


‫مناطق حرضية مش يدة‬ ‫السدة الرتابية‬ ‫تراكامت رملية‬ ‫هنر دجةل‬

‫جسر السنك‬

‫حمطة مياه اتبعة المانة‬ ‫بغداد‬

‫القطاع االول ويبدأ من جسر الجمهورية حتى جسر السنك و يتألف من العديد من‬ ‫الدور الخاصة المطلة على النهر والتي سكنها اعيان بغداد‪ ،‬والتي تحولت اليوم الى‬ ‫مكاتب ومخازن وورش عالوة على محالت إقامة خاصة وفنادق ‪ .‬يغلب على‬ ‫المباني في هذه المنطقة الطابع الحديث وتعرضت مناطق منها الى الهدم عند اقامة‬ ‫جسر السنك ‪.‬‬ ‫ال توجد مداخل واضحة تتيح للمواطن الدخول للمنطقة واالستمتاع بضفة النهر وال‬ ‫تتوفر الخدمات المفترضة في مثل هذه االماكن إذ استخدمت اغلب المساحة‬ ‫كمواقف غير رسمية للسيارات‪ ،‬كما ال يوجد اتصال ما بين ضفة النهر في هذا‬ ‫القطاع ومتنزهات ابو نواس التي تقع مباشرة الى الجنوب منه بعد جسر‬ ‫الجمهورية عالوة على ذلك تتواجد على طرفي القطاع معوقات رئيسية تمنع‬ ‫استغالل ضفة النهر مثل محطات ضخ وتنقية المياه‪.‬‬

‫‪163‬‬


‫ما قبل السدة الرتابية‬ ‫العالقة املبارشة ما بني الهنر‬ ‫واملباين والانسان‬ ‫موقع المانة بغداد‬

‫ترس بات طينية‬ ‫السدة الرتابية‬

‫شارع ابو نواس‬

‫جرس امجلهورية‬

‫بناية املطعم الرتيك‬

‫‪162‬‬

‫بيت جامل ابشا‬

‫بيت خليل ابشا‬


‫منظر ضفة النهر من على جسر السنك يظهر القطاع ما بين‬ ‫جسري السنك و الجمهورية على اليمين والقطاع ما بين جسري‬ ‫السنك وجسر االحرار على اليسار‬ ‫تتقطع سلسلة مسارات ومماشي النهر على ضفاف دجلة‬ ‫بتجاوزات وحواجز ومواقع اخرى بشكل يؤثر على امكانية‬ ‫استغاللها من قبل المشاة‬

‫موقف سيارات‬ ‫السنك‬

‫مبنى‬ ‫االتصاالت‬ ‫السدة الترابية‬

‫جرس الاحرار‬

‫محطة تصفية‬ ‫املاء‬ ‫جامع سيد‬ ‫سلطان علي‬

‫جسر السنك‬ ‫بيت النقيب‬

‫‪165‬‬


‫مساحات غري مس تغةل‬ ‫مساحات شاسعة من املناطق‬ ‫املفتوحة مضن الواهجة الهنرية‬ ‫تركت من دون اس تغالل يف‬ ‫منطقة الس نك‬

‫فندق اتيكرس‬ ‫ابالس‬ ‫السدة الرتابية‬

‫موقف س يارات‬ ‫جرس امجلهورية‬

‫‪164‬‬

‫شارع الرش يد‬


‫مناطق حرضية مش يدة‬ ‫السدة الرتابية‬ ‫تراكامت رملية‬ ‫هنر دجةل‬

‫جرس الاحرار‬

‫بيت ساسون‬ ‫حسقيل‬

‫القطاع الثاني يبدأ من جسر السنك حتى جسر االحرار ‪ ،‬تعرضت هذه المنطقة التي‬ ‫تحتوي على نسيج عمراني متشابك الى الهدم في ثمانينات القرن الماضي وال يزال ما‬ ‫يقرب من خمس هذه المنطقة خاليا ويستعمل إليواء السيارات في مواقف غير رسمية‪.‬‬

‫جامع سيد‬ ‫سلطان علي‬

‫في الطرف الجنوبي تتواجد ثالث مباني تراثية هي القنصلية البريطانية ودار المقيمية‬ ‫البريطانية ودار النقيب ‪ .‬يتراصف عدد من البيوتات القديمة على طرف الساحة‬ ‫الخالية التي تنتهي بباحة مسجد السيد سلطان علي التي تقطع المسار النهري بشكل ال‬ ‫يتناسب وغرض السدة الترابية ‪.‬‬ ‫ما بين مسجد سيد سلطان علي وجسر الشهداء مناطق شبه خالية تستعمل إليواء‬ ‫السيارات‪.‬‬

‫‪167‬‬


‫جرس الس نك‬

‫ما قبل السدة الرتابية‬ ‫رشيعة س يد سلطان عيل‬ ‫مركز رئييس للتنقل عرب الهنر‬

‫السدة الرتابية‬ ‫املقميية الربيطانية‬ ‫بيت النقيب‬ ‫حمطة تصفية مياه‬

‫‪166‬‬


‫منظر لضفة النهر من على جسر االحرار يظهر القطاع ما بين‬ ‫جسري االحرار و السنك على اليمين والقطاع ما بين جسري‬ ‫االحرار والشهداء على اليسار‬ ‫المسار النهري غير مستمر النخفاض منسوب الجسر‬

‫السدة الرتابية‬

‫بيت ساسون‬ ‫حسقيل‬

‫جرس‬ ‫الشهداء‬

‫ترس بات طينية‬

‫‪169‬‬


‫جرس الاحرار‬ ‫تغري املشهد احلرضي بعد عام ‪2012‬م بعد‬ ‫هدم فندق مود وبناء اجملمع الراييض‬

‫جرس الاحرار‬

‫السدة الرتابية‬

‫جامع س يد سلطان‬ ‫عيل‬ ‫ساحة حافظ‬ ‫القايض‬

‫جرس‬ ‫الس نك‬

‫‪168‬‬

‫مبىن فندق مود‬ ‫خالل هدمه عام‬ ‫‪2011‬م‬


‫مناطق حرضية مش يدة‬ ‫السدة الرتابية‬ ‫تراكامت رملية‬ ‫هنر دجةل‬

‫جرس الشهداء‬

‫رشيعة ادلفرتدار‬

‫بناية ادلفرتدار‬

‫قاطع مركز المدينة الممتد من جسر االحرار حتى جسر الشهداء‬ ‫يمتاز بالكثافة العمرانية وتهيمن عليه الطرق المتفرعة من األسواق‬ ‫والمنتهية بالواجهة النهرية‬ ‫كما ان كثرة المباني العالية التي جرى تشييدها من دون مراعاة لخط‬ ‫السماء في الخمسينات والستينات من القرن الماضي‪ ،‬وبالخصوص‬ ‫في منطقة البنوك‪ ،‬غيرت من طبيعة المشهد الحضري لهذا القطاع‬ ‫وطابعه التاريخي‬

‫جامع الاصفية‬ ‫املدرسة املستنرصية‬

‫‪171‬‬


‫ما قبل السدة الرتابية‬ ‫رشيعة المكرك‬ ‫احد املفاصل الرئيس ية للنقل‬ ‫والتجارة‬

‫جرس الاحرار‬

‫ترس بات هنرية‬ ‫مبىن غرفة جتارة بغداد‬

‫السدة الرتابية‬

‫‪170‬‬


‫منظر لضفة النهر من على جسر الشهداء يظهر القطاع ما بين‬ ‫جسري االحرار و الشهداء على اليمين والقطاع ما بين جسري‬ ‫الشهداء وباب المعظم على اليسار‬ ‫يضم هذا القطاع اهم الشواخص االثرية والمعمارية لمدينة بغداد‬ ‫والتي تطل مباشرة على نهر دجلة واهمها المدرسة المستنصرية‬ ‫والقشلة والقصر العباسي اضافة الى جامع االصفية وجامع الوزير‬ ‫ودار الوالي‬ ‫كما تحتل مباني وزارة الدفاع الجزء االخير منه في موقع القلعة‬ ‫القديمة‪.‬‬

‫جرس الشهداء‬

‫ساحة الرصايف‬

‫جامع الوزير‬

‫احملمكة الرشعية‬ ‫(املدرسة العسكرية)‬ ‫مرىس زوارق‬ ‫املتنيب‬

‫‪173‬‬


‫الواهجة الهنرية جلرس الكطعة‬ ‫تغري املشهد احلرضي للمنطقة‬ ‫بشلك جذري‬

‫بناية ادلفرتدار‬

‫جامع االصفية‬

‫السدة الرتابية‬

‫املدرسة املستنرصية‬

‫جرس الاحرار‬

‫‪172‬‬


‫‪+‬‬

‫مناطق حرضية مش يدة‬ ‫السدة الرتابية‬ ‫تراكامت رملية‬ ‫هنر دجةل‬

‫ااكدميية‬ ‫دار احلمكة‬ ‫(مبىن جديد)‬ ‫دار احلمكة‬ ‫(املدرسة العلية)‬

‫دار الوايل‬

‫القرص‬ ‫العبايس‬

‫قطاع الشواخص التاريخية والممتد من جسر الشهداء الى (القلعة)‬ ‫ويهيمن عليه مجمع السراي وشرفته الواسعة ‪ .‬لهذا الجزء من واجهة‬ ‫النهر الذي كان منفصال عن مركز المدينة‪ ،‬الشكل المعماري األكثر‬ ‫إحتواء للشواخص التأريخية من بقية المقاطع التي تفصلها مناطق‬ ‫مفتوحة واسعة‪.‬‬ ‫ال زالت بقايا سور بغداد القديم من جهة النهر في هذا القطاع ماثلة في‬ ‫مكانها‪ ،‬حيث لم تتم ازالة السور او تغطيته بالسدة الترابية و التي لم تنفذ‬ ‫في هذا الجزء الواصل ما بين مبنى المدرسة العسكرية وموقع وزارة‬ ‫الدفاع الحالية‪.‬‬

‫اندي‬ ‫الامانة‬ ‫السور‬ ‫القدمي‬

‫جرس‬ ‫ابب املعظم‬ ‫مباين‬ ‫وزارة ادلفاع‬

‫‪175‬‬


‫جرس الشهداء‬ ‫مرىس زوارق‬

‫السدة الرتابية‬ ‫تغطي جزءا من سور بغداد‬ ‫التارخيي املطل عىل الهنر‬

‫مبىن القشةل‬ ‫جامع الوزير‬

‫‪174‬‬

‫مبىن احملامك‬ ‫(املدرسة العسكرية)‬

‫برج الساعة‬

‫مبىن الرساي‬


‫غياب الخدمات‬ ‫المساحة الكبيرة التي تغطيها هذه‬ ‫السدة‪ ،‬التي انشأت خالل سبعينات وثمانينات‬ ‫القرن الماضي لحماية ضفة بغداد المطلة على‬ ‫دجلة‪ ،‬لم يتم استغاللها بالشكل الصحيح حيث‬ ‫لم يجر تزويدها بخدمات البنى التحتية او‬ ‫غيرها من خدمات المشاة الضرورية لمثل هذه‬ ‫المواقع الترفيهية‪ .‬كما أسهم انخفاض منسوب‬ ‫النهر المتواصل في زيادة المسافة الفاصلة ما‬ ‫بين طريق المشاة الممتد فيها ونهر دجلة‪.‬‬

‫قبل‬ ‫انشاهئا‬

‫بعد‬ ‫انشاهئا‬ ‫مقطع يوحض وضع ضفة الهنر قبل (اعىل) وبعد‬ ‫(اسفل) الانشاء‬

‫احنسار الهنر‬ ‫يف الوقت اذلي ابعدت فيه‬ ‫السدة حافة املدينة القدمية‬ ‫مبسافة ترتاوح ما بني ‪28‬‬ ‫مرتا اىل اكرث من ‪ 50‬مرتا يف‬ ‫بعض املناطق فان الفارق ما‬ ‫بني مس توى طريق املشاة‬ ‫(مبعدل ‪ 35.8‬مرتا فوق‬ ‫مس توى سطح البحر) وما‬ ‫بني منسوب هنر دجةل (اقل‬ ‫من ‪ 27.9‬مرت فوق مس توى‬ ‫سطح البحر) مما جيعل‬ ‫الفارق بيهنام يف بعض‬ ‫املناطق اكرث من ‪ 7‬امتار اي‬ ‫ما يعادل ارتفاع اكرث من‬ ‫طابقني‪.‬‬ ‫مل تنجح السدة الرتابية الا يف ان تكون مواقف‬ ‫للس يارات ومكبا للنفاايت‬ ‫‪177‬‬


‫التنسيق الحضري‬ ‫على الرغم من كون منطقة ضفة النهر منطقة مفتوحة اال انها تكاد تخلو من المناطق‬ ‫الخضراء والحدائق‪ .‬فالمنطقة غير مجهزة باالضاءة كما تخلو تماما من عناصر التنسيق الحضري‬ ‫االخرى والمتعلقة بخدمات المشاة في المناطق الحضرية مثل المصاطب والمظالت والمرافق‬ ‫واالسيجة الواقية وغيرها من الخدمات االساسية في مناطق الواجهات النهرية‪ ،‬عالوة على افتقادها‬ ‫للعناصر التجميلية الحضرية مثل النصب والنافورات والمؤثرات البصرية والضوئية ذات الداللة‪.‬‬ ‫المعايير البيئية‬ ‫بالنظر لكون المنطقة معزولة‪ ،‬فان االهمال واالنزواء جعل من ضفة النهر مكبا للنفايات من‬ ‫االسواق المجاورة‪ ،‬كما يتم استعمالها في احيان كثيرة كمواقف للسيارات‪ .‬وتعاني حافة النهر من‬ ‫تلوث كبير وتجمع للنفايات الطافية في النهر الذي ال يتم كربه وتنظيفه بصورة دائمة حيث تتراكم‬ ‫االعشاب والطفيليات فيه بصورة دائمة‪.‬‬

‫رشيعة ادلفرتدار‬ ‫احدى الرشايع اليت ال تزال‬ ‫تعمل كوس يةل انتقال ما بني‬ ‫الرصافة والكرخ‬

‫صعوبة وفقدان‬ ‫التواصل ما بني‬ ‫الانسان والهنر‬

‫حاجة الانسان للتواصل مع الهنر عىل الرمغ من‬ ‫احلواجز اليت اقامهتا السدة الرتابية‬ ‫‪176‬‬


‫لقد شكلت اقامة السدة الترابية عامل فصل فيزيائي وسيكولوجي ما بين‬ ‫النهر والمدينة‪ .‬كما ادى انحسار نهر دجلة وانخفاض مناسيبه المستمر منذ ستينات‬ ‫القرن الماضي الى توسيع الهوة بين االنسان والنهر فبات من غير الممكن‬ ‫االقتراب الى النهر او حتى رؤيته في هذه المنطقة الحيوية‪.‬‬ ‫لم يتم توفير اية بنى تحتية او خدمات على طول السدة الترابية التي تعاني‬ ‫من االهمال على طول الضفة المحاذية للمدينة القديمة على الرغم من ما تحمله‬ ‫من امكانيات طبيعية وترفيهية هائلة‪.‬‬

‫‪179‬‬


‫شهدت الواجهة النهرية تغييرات عديدة نتيجة عمليات التحديث‪ ،‬فاختل المشهد الحضري‪،‬‬ ‫وبات خط السماء لمدينة بغداد القديمة مشوها بمباني اخترقت انسيابية المشهد الحضري للمدينة‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫كان الجزء االوفر لمثل هذا التشويه لمشهد المدرسة المستنصرية التي تم تقزيمها بخلفية‬ ‫من المباني الشاهقة ‪ ،‬كما اختفت نصف واجهتها الخالبة خلف السدة الترابية‪ ،‬التي لم تقدم شيئا‬ ‫للمدينة القديمة سوى ابعادها عن النهر‪.‬‬ ‫تحولت شريعة الدفتردار الى مبنى ضخم شاهق على ضفاف دجلة واختفى المشهد‬ ‫الحضري التاريخي للمدينة القديمة بخلفيات متباينة االرتفاع والطابع واختفت المقاهي المطلة على‬ ‫النهر والبيوت ذات الشناشيل البغدادية التي كانت تعانقه لقرون خلف تلك السدة الترابية‪ .‬وتبعا‬ ‫لذلك ولتغير وظيفة النهر فقد اهملت المباني التراثية المطلة على النهر‪ ،‬لتراجع اهميتها مقابل‬ ‫مسارات االسواق ‪.‬‬ ‫اختفت معظم الشرائع من الوجود عدا شريعتين تعمالن باستحياء على هذه الضفة لتنقل‬ ‫العابرين من الرصافة الى الكرخ وبالعكس وهي الشريعة المقابلة لشارع السموأل وشريعة المتنبي‬ ‫بالقرب من القشلة‪ .‬كما اختفت منذ خمسينات القرن الماضي (القفة) التي استعملها البغداديون في‬ ‫تنقالتهم النهرية طوال قرون عديدة‪.‬‬

‫‪178‬‬


181


‫يعد شارع الرشيد العصب الرئيسي التجاري لبغداد‬ ‫منذ العام ‪ 1918‬حيث ازدهر الشارع ليصبح شارع‬ ‫االعمال االول في بغداد‪ ،‬بعد ان احتل دور نهر دجلة‬ ‫كمحور نقل في المدينة‪ ،‬وبقيت مكانته كذلك حتى اليوم‪.‬‬ ‫يمتد شارع الرشيد على محور مواز لنهر دجلة‬ ‫يربط شمال المدينة القديمة بجنوبها والتي حددت ببوابتين‬ ‫قديمتين في سور المدينة القديمة‪ ،‬وهما باب المعظم‬ ‫شماال والباب الشرقي جنوبا‪ ،‬واللتان ازيلتا في ازمنة‬ ‫سابقة‪ .‬يتميز الشارع بأروقته المعمدة التي تمتد على‬ ‫طول الشارع وكذلك ببناياته ذات الطابقين وهو ما ساعد‬ ‫على ضمان حاسة من التناغم والتوازن المعماري‪،‬‬ ‫باالضافة الى توفير مناطق مظللة للمشاة ضمن المباني‬ ‫على جانبيه الشرقي والغربي في المدينة‪.‬‬ ‫وبسبب وجود مباني قديمة ترجع الى ما قبل شق‬ ‫الشارع‪ ،‬عالوة على ما تلى شق الشارع من عمليات‬ ‫تحديث وبناء طوال القرن العشرين‪ ،‬فان الشارع يبدو‬ ‫وكانه ساحة عرض ومتحف لالنماط المعمارية المختلفة‪،‬‬ ‫يعرض بانوراما لتطور وتنوع العمارة البغدادية خالل‬ ‫اكثر من قرن‪.‬‬ ‫وباستثناء بعض المباني التي اقيمت حديثا فإن‬ ‫اغلب التصاميم الحديثة اهملت الخاصية الموحدة للشارع‬ ‫من خالل عشرات المباني العالية التي تفتقر الى التكامل‬ ‫مع المباني التراثية المنتشرة على طوله‪ .‬وهذا ما احدث‬ ‫خلال في المشهد الحضري وفتت التناسق البصري لجدار‬ ‫الشارع‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫فوىض حرضية شامةل وتغري‬ ‫يف طابع ووظيفة الشارع‬ ‫بسبب التواجد املكثف‬ ‫الوسوا المجةل‬


‫يعاني شارع الرشيد اليوم من اشكاليات عديدة تتعلق‬ ‫بوظائفه الحضرية وتاثيراتها واخرى تتعلق بالمشهد‬ ‫الحضري المميز له‪.‬‬

‫كان للعديد من الظروف والعوامل التي صاحبها عدم‬ ‫وجود دراسة شاملة لمستقبل المنطقة عموما وشارع الرشيد‬ ‫خصوصا‪ ،‬االثر الكبير في تدهور البنية الوظيفية للشارع‬ ‫واختالل توازنها‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي كان فيه الشارع ممرا رئيسيا في‬ ‫المدينة يحمل في جانبيه مختلف الفعاليات الثقافية والترفيهية‬ ‫والتسويقية واالدارية‪ ،‬عالوة على دوره الحاضر في‬ ‫المناسبات االجتماعية والدينية والسياسية‪ ،‬فانه اليوم يكاد‬ ‫يخلو من معظمها فقد تحول الى ساحة تابعة السواق الجملة‬ ‫واالدوات االحتياطية وزيوت السيارات ‪ .‬اضحى شارعا شبه‬ ‫مقفر اال من تجار الجملة والعربات التي توصل البضائع من‬ ‫والى اسواق الجملة‪ ،‬وعلى االخص في منطقة باب االغا‬ ‫حيث يقع سوق الشورجة وعكد النصارى وعكد الجام‪.‬‬ ‫ادى هذا الوضع ‪ ،‬بسبب محدودية عرض الشارع الى‬ ‫اختناقات مرورية تسببت بها ايضا اسواق الجملة بالنظر‬ ‫لحاجتها الى نقاط لتحميل البضائع ووقوف الشاحنات ال‬ ‫تتحمل المنطقة وجودها‪ ،‬فاصبحت عملية نقلها تتم عن طريق‬ ‫عربات خشبية اليصالها الى نقاط تجمع السيارات في ساحة‬ ‫الرصافي شماال وساحة حافظ القاضي جنوبا‪ .‬وبالتالي‬ ‫اصبحت هذه المنطقة غير قابلة لدخول السيارات وامتدادا‬ ‫طبيعيا السواق الجملة‪.‬‬ ‫يالحظ اختالل التوازن الطبيعي للشارع في وظائفه‬ ‫الشكلية من طرفه في باب المعظم وحتى طرفه الجنوبي في‬ ‫باب الشرقي‪ ،‬حيث تغيرت البنية الوظيفية له‪ ،‬وفقد الشارع‬ ‫االنسيابية في الوظائف‪ ،‬حيث تركزت الفعاليات في وسطه‬ ‫المار قرب اسواق الجملة وضعف تركيزها كلما ابتعدنا‬ ‫عنها باتجاه الشمال والجنوب‪.‬‬ ‫وهكذا تحول شارع الرشيد المتنوع الفعاليات والنابض‬ ‫بالحركة خالل عقود قليلة وبالتدريج من شارع لخدمة سكان‬ ‫المدينة ومرتاديه بمختلف احتياجاتهم ومشاربهم الى شارع‬ ‫يقوم بخدمة اسواق الجملة مما ادى الى فقدانه لحيويته‬ ‫كعصب مركزي للمدينة‪.‬‬ ‫‪183‬‬


‫مباين غري مكمتةل ويف حاةل وسيئة‬ ‫واوسوا وبضائع عشوائية يف‬ ‫ووسط املدينة وقلب الشارع منذ‬ ‫عقود‬

‫‪182‬‬


‫املشهد احلرضي يف راس القرية‪ :‬تضارب املتلطلبات‬ ‫الامنية مع متلطلبات السو‬

‫املشهد احلرضي يف الس نك‪ :‬جتميع عشوايئ لعنارص معامرية‬ ‫خمتلفة ال ترس الناظرين‬

‫املشهد العام يف الشارع‪ :‬مباين مل تس تمكل منذ اكرث من‬ ‫وس بعة عقود جبانب مباين حديثة ال متت للعامرة بصةل‬

‫‪185‬‬


‫ف‬

‫كان للتأثيرات التي افرزتها حركات التحديث على الشارع والتقلبات‬ ‫االقتصادية واالجتماعية التي حدثت خالل القرن العشرين تاثيرها الكبير على‬ ‫المشهد الحضري للشارع‪ ،‬الذي خطط له ان تكون مبانيه ذات ارتفاع محدد‬ ‫بدورين وان يكون لها رواق معمد وذات طابع معين‪.‬‬

‫مساحات غري‬ ‫مس تغةل‬ ‫تغري اوس تخدام‬ ‫الادوار العليا من‬ ‫املباين امللطةل لى‬ ‫الشارع اىل خمازن‬ ‫وورش الوسوا المجةل‬ ‫او تركت خالية يف‬ ‫احيان اخرى‬

‫اال ان تراخي وتغيير االنظمة البنائية من وقت الخر والتوجهات‬ ‫الفردية برزت في مراحل مختلفة ادت الى هدم بعض اجزاء الشارع وبناء‬ ‫مباني ذات ارتفاعات مختلفة في مناطق متفرقة وبطابع حديث غريب عن‬ ‫عمارة الشارع‪ ،‬كما ان بعضها بني من دون االخذ في االعتبار الرواق المعمد‬ ‫مما افقد جدار الشارع استمراريته واضعف طابعه المميز‪.‬‬ ‫من ناحية اخرى فان التغييرات االجتماعية واالقتصادية التي شهدتها‬ ‫المدينة في اوقات متفرقة ادت الى وجود العديد من المباني غير المكتملة‬ ‫والتي مضى على وجودها اكثر من نصف قرن ولم يكمل بناءها اصحابها‬ ‫السباب عديدة‪ ،‬كما وتنتشر مشاهد متفرقة من المباني اآليلة للسقوط او‬ ‫المتهرئة المهملة على طول الشارع‪ .‬ان االهمال الجسيم لصيانة المباني‬ ‫التراثية المطلة على الشارع يعود الختالل وظائفه الحضرية بعد تناقص‬ ‫اهميته وتحول مبانيه الى مستودعات السواق الجملة من جهة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫انخفاض العوائد العقارية لهذه المباني عالوة على ضعف الرقابة وقصور‬ ‫التشريعات من جهة اخرى‪ .‬ويعد تعدد الملكيات وتشعبها احد المشاكل‬ ‫الرئيسية للتدهور العمراني لهذه المباني الناتج عن انعدام الصيانة‪.‬‬ ‫من الناحية الحضرية فان تنفيذ جسر السنك قد ادى الى قطع فيزيائي‬ ‫وبصري كارثي الستمرارية شارع الرشيد في منطقة السنك وتغيير بنيته‬ ‫وشكله في تلك المنطقة‪ .‬فشارع الرشيد عمليا اليوم ينتهي في منطقة السنك اذ‬ ‫ان االمتداد البصري للشارع قد انقطع بمشهد ال يسر الناظرين وال يمت‬ ‫للتصميم الحضري او لعملية الحفاظ باي صلة‪ ،‬وانما يعبر عن عشوائية‬ ‫مفرطة اضرت بالشارع ومشهده الحضري ضررا جسيما يصعب اصالحه‪.‬‬ ‫البنى التحتية‬ ‫تعاني البنى التحتية في شارع الرشيد والمنطقة عموما من تهرؤ البنى‬ ‫التحتية وتقادمها بمرور الزمان‪ .‬فعلى الرغم من عمليات التحديث المنفردة‬ ‫للمباني فان اية عملية لتحديث البنى التحتية وتطويرها لمستلزمات العصر لم‬ ‫تجر بصورة جادة‪ ،‬ولم يتم العمل على توفير هذه الخدمات التي اصابها التلف‬ ‫والتهرؤ وهي بامس الحاجة الى عملية تحديث شاملة تنقلها الى القرن الحادي‬ ‫والعشرين‪.‬‬

‫‪184‬‬


‫‪-‬‬

‫يكاد يخلو شارع الرشيد تماما من عناصر‬ ‫التنسيق الحضري‪ ،‬والمتعلقة بخدمات المشاة في‬ ‫المناطق الحضرية‪ ،‬مثل المصاطب والمظالت‬ ‫والمرافق وغيرها من الخدمات االساسية‪ .‬كما انه‬ ‫يفتقر الى التنظيمات الخاصة بتنسيق االعالنات‬ ‫وعالمات الداللة التي نراها تنتشر بفوضوية‬ ‫مطلقة من دون اي تنظيم يذكر‪ ،‬االمر الذي يفقد‬ ‫الشارع طابعه وخصوصيته‪.‬‬ ‫من ناحية اخرى يخلو الشارع من العناصر‬ ‫التجميلية الحضرية مثل النصب والنافورات‬ ‫والمؤثرات البصرية والضوئية ذات الداللة على‬ ‫الرغم من ضخامة الموروث الحضاري والثقافي‬ ‫للشارع والمنطقة المحيطة به والتي لو اخذت في‬ ‫االعتبار لكان لكل زاوية من الشارع نصبا او‬ ‫شاخصا يحكي تاريخ المدينة‪.‬‬ ‫المعايير البيئية‬

‫استعمال مختلط‬ ‫سكني مختلط‬ ‫صناعي مختلط‬ ‫استعمال صناعي‬ ‫مرافق عامة‬ ‫استعمال ديني‬ ‫استعمال ترفيهي‬ ‫مواقف سيارات‬ ‫فضاء مفتوح‬ ‫مباني غير مشغولة‬ ‫ارض فارغة‬

‫‪1%‬‬ ‫‪7% 2%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪1%‬‬ ‫‪1% 5%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪4%‬‬

‫‪75%‬‬

‫‪0%‬‬

‫تشكل مشكلة النفايات التي تفرزها اسواق‬ ‫الجملة وضعف وتهاوي البنى التحتية للشارع احد‬ ‫المشاكل المهمة التي يعاني منها الشارع‪ ،‬الذي‬ ‫يخلو من المناطق الخضراء فيما عدا المنطقة‬ ‫الشمالية والمحصورة ما بين باب المعظم وساحة‬ ‫الميدان والخاصة بوزارة الدفاع‪ ،‬والتي يحظر‬ ‫على المارة التمتع بها وبالتالي فان المناطق‬ ‫المفتوحة هي عبارة عن مسارات للسيارات تزيد‬ ‫من تعرض الشارع للتلوث البيئي‪.‬‬

‫احصاءات‬ ‫‪4% 2%‬‬ ‫امالك خاصة‬ ‫امالك عامة‬ ‫امالك موقوفة‬ ‫ارض فارغة‬

‫‪79%‬‬

‫‪15%‬‬

‫اوس تعامالت الارض ‪ :‬كشف املسح املوقعي ان هناك ‪ %75‬من لك البناايت (اجملموع‬ ‫‪ )348‬يه ذات اوس تعامل خمتلط و ان املباين ذات الاوس تعامل غري املتلط تشلك ما‬ ‫نسبته ‪ %14‬فقط‪.‬‬ ‫امللكيات العقارية‪ :‬يتضح ان اغلب امللكيات العقارية تعود للقلطاع اخلاص يف حني‬ ‫يعود اقل من مخس الامالك يف شارع الرش يد الىى ادلوةل وهيئات الاوقاف املتلفة‬

‫‪187‬‬


‫شارع الرش يد‬ ‫منلطقة ابب الاغا‪:‬‬ ‫تعبري عن الفوىض‬ ‫اليت يعانهيا الشارع‬ ‫العريق بش ىت‬ ‫صورها‬ ‫`‬

‫‪186‬‬


‫ومتثل واهجات منسجمة بزخارفها‬ ‫التقليدية من مادة اللطابو‬ ‫واخلشب واليت تعود اىل بداية‬ ‫العرشينات وتعد امتدادا للعامرة‬ ‫البغدادية التقليدية‬

‫وأغلهبا مباين من اللطابو وحديد‬ ‫الش يلامن ذات زخارف‬ ‫نباتية وتعود اىل هناية العرشينات‬ ‫وبداية الثالثينات من القرن‬ ‫العرشين‬

‫مباين تمتزي بكثافة الزخارف‬ ‫الهندوس ية يف الواهجات‬ ‫والرشفات وقد اتثرت هذه‬ ‫املباين حبركة الارت ديكو يف‬ ‫اورواب قبل احلرب العاملية الثانية‬

‫مباين ذات طابع معامري حديث‬ ‫بعضها عامرته مس متدة من طابع‬ ‫املدينة والبعض الآخر مل تتوافق‬ ‫هيلكهتا مع اللطابع العام للشارع‬

‫‪189‬‬


‫ويه العامرة املتحققة يف املباين‬ ‫التارخيية املتواجدة لى جانيب‬ ‫الشارع ومضن النس يج احلرضي‬ ‫اذلي شقه الشارع واليت متثل‬ ‫نقاطا ممزية يف اترخي املدينة العريق‬

‫عاصرت عملية االنشاء في شارع الرشيد قرنا‬ ‫من الزمان تركزت فيه عملية البناء في النصف االول‬ ‫من القرن العشرين‪ ،‬وتبعا لذلك فان المباني القائمة على‬ ‫جانبيه تنتمي الى خمسة طرز معمارية رئيسية ترمز‬ ‫فيها للحقبة الزمنية المعينة التي انشات فيها‪.‬‬ ‫اال ان الشارع وعلى حداثة عهده النسبية بالنسبة‬ ‫الى المدينة قد احتفظ بعدد من الشواخص التاريخية‬ ‫والتراثية لمدينة بغداد‪ ،‬وعلى االخص منها المباني‬ ‫الدينية التاريخية‪ ،‬مثل جامع االحمدية وجامع‬ ‫الحيدرخانة والمدرسة المرجانية (جامع مرجان) وجامع‬ ‫السيد سلطان علي وجامع االوزبكية والتي يكون البعض‬ ‫منها قد تعرض الى تغييرات على طابعه المعماري‬ ‫نتيجة اعمال الصيانة والتجديد اال انه احتفظ باهميته‬ ‫التاريخية‪.‬‬

‫اجلدول الزمين‬ ‫النواع اللطرز‬ ‫املعامرية للمباين‬ ‫اليت وسادت يف‬ ‫شارع الرش يد‬

‫فيما تتراوح طرز المباني االخرى ما بين‬ ‫التقليدي‪ ،‬بنوعيه المبكر والحديث‪ ،‬يليه االرت ديكو‬ ‫الذي استمر الى قبيل منتصف القرن العشرين‪ ،‬ومن ثم‬ ‫طغت حركة التحديث على الطرز المعمارية التي بنيت‬ ‫خالل النصف الثاني من القرن العشرين وتجاوزت‬ ‫انظمة الشارع المبنية على الرواق المعمد والمباني ذات‬ ‫الطابقين‪ ،‬مما اثر على المشهد الحضري للشارع‬ ‫وتناسقه المعماري الرصين‪.‬‬ ‫تتميز كل من هذه الطرز باستعمال المواد البنائية‬ ‫السائدة في ذلك الوقت‪ .‬فكما يطغى استعمال الطابوق‬ ‫والخشب على المباني التاريخية‪ ،‬يبدا استعمال الحديد‬ ‫والطابوق ومن ثم الكونكريت كمواد رئيسية لالنشاء‪.‬‬

‫مباني متميزة‬ ‫مباني تقليدية قبل ‪1920‬‬ ‫مباني تقليدية ‪ 1920‬الى ‪1930‬‬ ‫مباني تقليدية ‪ 1930‬الى ‪1940‬‬

‫ومن الجدير بالمالحظة ان اإلنشاءات الحديثة‬ ‫ابتداء من ستينات القرن العشرين قد ابتعدت عن االلتزام‬ ‫بانظمة البناء المتعلقة باالرتفاع وااللتزام بالقيم‬ ‫المعمارية السائدة في الشارع وعلى االخص في حقبة ما‬ ‫بعد الثمانينات منه‪.‬‬

‫‪188‬‬

‫مباني الحداثة بعد ‪1950‬‬ ‫ال تحتوي على طراز‬ ‫ارض فارغة‬

‫‪13%‬‬

‫‪2% 2% 6%‬‬ ‫‪15%‬‬

‫‪32%‬‬ ‫‪30%‬‬


‫توجد جملة من التغييرات االساسية واجهها الشارع منذ‬ ‫نشأته في العقد الثاني من القرن العشرين في عدة مناطق منه‪،‬‬ ‫نتيجة عمليات التحديث او انشاء الجسور‪ ،‬مما كان له االثر‬ ‫الكبير في تغيير المشهد الحضري للشارع والمخطط له منذ‬ ‫انشائه‪ ،‬كما كان لعدم اكتمال المباني المطلة على الشارع ايضا‬ ‫تاثير كبير على مشهد الشارع‪ ،‬اذ بقيت بعض المباني على‬ ‫طول الشارع من دور واحد ولم يتم استكمال بنائها على الرغم‬ ‫من مرور عقود على ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫تغييرات اساسية وجمود‬ ‫اللقطات التي على اليسار تبين الشارع في فترتين‬ ‫مختلفتين احدهما (على اليسار) في الفترة ما بين الثالثينات‬ ‫والستينات من القرن الماضي‪ ،‬فيما تبين اللقطة االخرى (على‬ ‫اقصى اليسار) الوضع الحالي لنفس الموقع‬ ‫‪ .1‬تغييرات في البنية الحضرية‬ ‫شارع الرشيد في المنطقة المقابلة لجامع مرجان في‬ ‫ثالثينات القرن الماضي (اليسار) واليوم (اقصى اليسار)‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪ .2‬تغير طابع الشارع‬ ‫شارع الرشيد في منطقة رأس القرية في خمسينات‬ ‫القرن الماضي (اليسار) واليوم (اقصى اليسار)‬ ‫‪ .3‬تراجع المشهد الحضري‬

‫‪4‬‬

‫ساحة حافظ القاضي في خمسينات القرن الماضي‬ ‫(اليسار) واليوم (اقصى اليسار)‬ ‫‪ .4‬تغييرات في الطابع الحضري‬ ‫منطقة السنك في ستينات القرن الماضي (اليسار) واليوم‬ ‫(اقصى اليسار)‬

‫‪5‬‬

‫‪ .5‬جمود وعدم اكتمال البنية الحضرية‬ ‫شارع الرشيد في منطقة السنك في خمسينات القرن‬ ‫الماضي (اليسار) واليوم (اقصى اليسار)‬

‫‪191‬‬


‫شارع الرش يد قرب وساحة الرصايف‪ :‬منوذج يشابه "للوة" يف‬ ‫احد القرى وليس يف مركز املدينة العريقة‬ ‫‪190‬‬


‫سوق الشورجة‬

‫منطقة االسواق التاريخية‬

‫اﻻﺳواق التجارية الرئيسية‬

‫ساحة الميدان‬

‫ساحة الرصافي‬

‫باب المعظم‬

‫جديد حسن باشا‬

‫نشاطات ثقافية ‪ /‬تراثية‬

‫وزارة الدفاع‬

‫ادارات حكومية‬

‫جدار الشارع‪ :‬تتذبذب ارتفالات املباين لى طول شارع الرش يد من طابق واحد اىل اكرث من اثين عرش طابقا مما يتسبب يف تشوه املشهد احلرضي للشارع واختالل واهجة جدار الشارع‪.‬‬ ‫الا ان غالبية املباين يف الشارع واليت تشلك اكرث بقليل من النصف مكونة من املباين اليت ال تزيد عن طابقني ‪.‬‬ ‫‪193‬‬


‫ساحة حافظ القاضي‬

‫ساحة السنك‬

‫السنك‬

‫نشاطات ترفيهية‬

‫نشاطات تجارية‬

‫ينقسم الشارع فيزيائيا وشكليا الى خمسة مقاطع رئيسية‪ ،‬وهذه المقاطع لم تنشأ‬ ‫عن طريق التخطيط‪ ،‬وانما كانت بدرجة كبيرة بسبب انشاء الجسور في القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬والتي تسببت في تقسيم شارع الرشيد بهذه الصورة في نقاط التقاطع‪ ،‬حيث‬ ‫يتحول الشارع الى ساحة كما في ساحة الرصافي وساحة حافظ القاضي وساحة‬ ‫السنك‪ .‬كما ان هذه القطاعات تميزت بمرور الزمن من خالل استعماالت االرض‬ ‫والتي حددتها الوظائف للنشاطات والفعاليات والعناصر الحضرية االساسية‪ .‬كما‬ ‫تتداخل هذه الفعاليات والنشاطات ببعضها وعلى االخص في نقاط التماس محدثة‬ ‫مناطق ذات فعاليات مختلطة‪.‬‬

‫‪192‬‬

‫شارع النهر‬

‫جيد‬ ‫مقبول‬ ‫ردئ‬ ‫متهرئ‬ ‫ارض فارغة‬

‫طابق واحد‬ ‫طابقين‬ ‫ثالث طوابق‬ ‫اربعة طوابق‬ ‫خمسة الى تسعة طوابق‬

‫‪2%‬‬

‫‪32%‬‬

‫‪11%‬‬ ‫‪16%‬‬

‫‪39%‬‬

‫‪8% 3% 2%‬‬

‫‪20%‬‬ ‫‪35%‬‬

‫‪25%‬‬

‫‪7%‬‬


‫في الوقت الذي تتميز فيه المباني المطلة على الشارع من جهة النهر‬ ‫باطاللتها على نهر دجلة في هذا القطاع فان اغلبها مباني ذات طابع‬ ‫تراثي ومعماري متميز‪.‬‬ ‫اما الجهة الشرقية من الشارع فتمتاز بتغلب طابع الحداثة على مبانيها‬ ‫وتباين ارتفاعاتها ما بين الطابق الواحد واالثني عشر طابقا‬ ‫ارض خالية‬ ‫ش يدت مؤخرا‬

‫المباني التراثية المهمة هي بيت خليل باشا وبيت جمال باشا‪.‬‬

‫فندق قرص دجةل‬ ‫(‪)Tigris Palace‬‬

‫‪195‬‬


‫من الباب الرشيق وحىت‬ ‫ساحة الس نك‬ ‫شارع سيامن اخليام‬ ‫مبىن حسو اخوان‬

‫ارض خالية‬

‫سيامن روكيس‬

‫ساحةالتحرير‬

‫البيت العرايق‬ ‫بيت خليل ابشا‬ ‫بيت جامل ابشا‬

‫‪194‬‬


‫يتمركز في بداية هذا القطاع مبنيين ضخمين هما موقف سيارات السنك‬ ‫ومبنى االتااالت بدالة السنك)‬ ‫ففي هذه الجهة الشرقية) من الشارع يغلب طابع الحداثة على المباني‬ ‫وتتباين ارتفاعاتها ما بين الطابق واالثني عشر طابقا‪ ،‬وفيما عدا ذلك‬ ‫وعلى االخص في الجزء الغربي من الشارع فان الطابع التقليدي‬ ‫يكون هو الغالب ‪.‬‬ ‫يشكل جامع السيد سلطان علي موقعا دينيا هاما وفاصال في هذا‬ ‫القطاع‪.‬‬

‫سيامن الزوراء‬ ‫شارع س يد سلطان‬ ‫عيل‬ ‫سيامن الوطين‬

‫ساحة حافظ‬ ‫القايض‬

‫سيامن عالء ادلين‬

‫جامع س يد سلطان عيل‬

‫مبىن اوروزدي‬ ‫ابك‬

‫‪197‬‬


‫من ساحة الس نك وحىت‬ ‫ساحة حافظ القايض‬

‫مبىن االتصاالت‬

‫جرس الس نك‬

‫موقف س يارات‬ ‫الس نك‬

‫مبىن القنصلية‬ ‫الربيطانية‬

‫‪196‬‬


‫تتركز في هذا القطاع الفعاليات التجارية واغلبها تتعلق باسواق الجملة‬ ‫تكون الجهة الشرقية من الشارع احد القطاعات االكثر تناسقا في‬ ‫الشارع من الناحية المعمارية ومن ناحية ارتفاعات المباني فيما عدا‬ ‫الجزء االوسط والسوق العربي في طرفه الشمالي‪.‬‬ ‫اما الجزء الغربي من الشارع في هذه المنطقة فيعلوها في بداياتها‬ ‫الجنوبية زوج من المباني الحديثة ذات االثني عشر طابقا في حين‬ ‫يحتل مبنى البنك المركزي العراقي الضخم طرفها الشمالي‬

‫السوق العريب‬

‫ساحة عبد الكرمي قامس‬ ‫(الغريري) سابقا‬ ‫مبىن البنك‬ ‫املركزي‬

‫‪199‬‬


‫من ساحة حافظ القايض وحىت‬ ‫السوق العريب‬

‫مبىن حافظ القايض‬

‫ساحة حافظ‬ ‫القايض‬

‫مرقد الس يد‬ ‫البدوي‬

‫‪198‬‬

‫مكتبة مكزني‬

‫مبىن اللنج‬


‫تتركز في هذا المقطع المزدحم مداخل اسواق الجملة واالسواق التاريخية‬ ‫كسوق الشورجة وسوق الافارين وعكد الجام‪.‬‬ ‫واذ يتوسط مداخل سوق الشورجة على الجزء الشرقي جامع مرجان بمأذنته‬ ‫وبوابته التاريخية فان الطابع المهيمن على المباني فيه يكاد يخلو من المباني‬ ‫التقليدية المتميزة ‪.‬‬ ‫تسيطر المباني الحديثة الشاهقة على طرفه الجنوبي من الجهة الغربية حيث‬ ‫مجمع البنك المركزي العراقي ومبنى مارف الرافدين‪ .‬اما في طرفه‬ ‫الشمالي فيهيمن مبنى موقف سيارات الرصافي الضخم على المشهد‪.‬‬

‫عكد اجلام‬

‫مدخل سوق‬ ‫الصفارين‬ ‫موقف س يارات‬ ‫الرصايف‬

‫‪201‬‬


‫من الشورجة وحىت‬ ‫ساحة الرصايف‬

‫مبىن مرصف‬ ‫الرهون‬

‫مدخل سوق‬ ‫الشورجة‬ ‫جامع مرجان‬ ‫سوق الارمن‬

‫مبنى البنك‬ ‫املركزي‬

‫شارع‬ ‫السمؤال‬ ‫شارع‬ ‫البنوك‬

‫‪200‬‬

‫مبىن مرصف‬ ‫الرافدين‬


‫يتوسط الجزء الشرقي من الشارع في هذه المنطقة جامع الحيدرخانة‬ ‫التاريخي وتتراوح مبانيه ما بين التراثية التقليدية والمحدثة‪.‬‬ ‫اما الجزء الغربي منه فيغلب على مبانيه الطابع التقليدي ‪ .‬يقع مدخل‬ ‫شارع المتنبي الشهير في طرف الشارع الجنوبي في حين يقع مدخل‬ ‫شارع حسان بن ثابت المؤدي الى منطقة السراي في طرفه‬ ‫الشمالي‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫كعك الس يد‬

‫الشارع املؤدي اىل‬ ‫ساحة الرساي‬

‫مدخل سوق‬ ‫هر ج‬

‫‪203‬‬


‫من ساحة الرصايف‬ ‫وحىت ساحة امليدان‬

‫جامع احليدرخانة‬

‫ساحة الرصايف‬

‫شارع املتنيب‬

‫‪202‬‬


‫ال يضم هذا الجزء أي مباني تقليدية في جزئه الشرقي‪ ،‬فيما عدا جامع‬ ‫المرادية الواقع بين ساحة الميدان القديمة وباب المعظم ويليه مبنى المكتبة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫الجزء الغربي من الشارع يتميز في بدايته عند الطرف الشرقي بمدخل‬ ‫سوق هرج والمباني التراثية اآليلة للسقوط والممتدة ما بين السوق وساحة‬ ‫الميدان القديمة‪.‬‬ ‫موقع وزارة الدفاع التي يميزها سور وبوابة الوزارة يليها جامع‬ ‫االوزبكية ومبنى البرلمان القديم‪.‬‬

‫املكتبة الوطنية‬ ‫جامع املرادية‬

‫ساحة ابب ااملعظم‬ ‫(نفق الس يارات)‬

‫مباين وزارة ادلفاع‬ ‫(موقع القلعة القدمي)‬

‫بوابة وزارة‬ ‫ادلفاع‬

‫جامع الاوزبكية‬

‫‪205‬‬


‫من ساحة امليدان‬ ‫وحىت ابب املعظم‬

‫ساحة امليدان‬

‫مدخل سوق‬ ‫هر ج‬ ‫جامع الامحدية‬ ‫فندق اجلواهري‬ ‫‪204‬‬

‫جامع ادلفاع‬ ‫(يف اخللف)‬


1 2 3

4 5

207


4 5

3

2 1

206


‫يوجد على جانبي شارع الرشيد ‪ 1124‬عمودا يغلب على جذعها الشكل االسطواني‬ ‫وبقطر يتراوح ما بين ‪ 38‬و ‪ 55‬سم‪.‬‬ ‫اما التيجان التي تزين االعمدة فيمكن تمييز ثالثة انواع منها‪ ،‬وهي الدوري وااليوني‬ ‫والكورينثي‪ ،‬والتي تشكل حوالي النصف في حين يشكل النصف الباقي اشكاال متميزة ال‬ ‫تنتمي الى اي من االشكال التقليدية المعروفة‪.‬‬

‫‪209‬‬


‫الطابع املمزي‬ ‫تشلك الامعدة الطابع الرئييس ل شارع‬ ‫الا اهنا تتعرض اىل التآلك والت ف‬ ‫اضافة اىل ما جيري ع هيا من مع يات‬ ‫هدم من حني اىل اخر الامر اذلي‬ ‫هيدد طابع الشارع بسبب بناء مباين‬ ‫من غري امعدة وخاصة خالل فرتة‬ ‫الس تينات والس بعينات من القرن‬ ‫املايض‪.‬‬

‫دوري‬ ‫ايوني‬

‫‪16%‬‬ ‫‪49%‬‬

‫‪15%‬‬

‫كورنثي‬ ‫اخرى‬

‫‪20%‬‬

‫‪208‬‬


211


‫تميز االروقة المعمدة شارع الرشيد شكليا وتحمي المارة من اشعة الشمس والمطر وظيفيا اال انها‬ ‫تتواجد على ثلثي طول الشارع فيما يبقى الثلث االخر مفتقرا الى هذه االروقة السباب عديدة منها‬ ‫عدم التزام المباني الحديثة التي انشأت في الربع الثالث من القرن العشرين او لعدم اكتمال المبنى‪.‬‬ ‫يتراوح عرض الرواق ما بين ‪ 2.40‬م و ‪3.20‬م ويتراوح بعد المسافة ما بين االعمدة المشكلة‬ ‫للرواق ما بين ‪3‬م و‪5‬م في بعض االحيان‪.‬‬

‫ممرات املشاة املظ ةل هذه عىل الرمغ‬ ‫من ضيقها فاهنا تس تغل من قبل‬ ‫احملالت ل عرض ومن قبل ابعة‬ ‫الارصفة الامر اذلي جيعل املرور‬ ‫فهيا صعبا وغري امن‪.‬‬ ‫تفتقر هذه الاروقة اىل عامل التوحيد‬ ‫سواء يف الاهناءات اوخلدمات مثل‬ ‫الاانرة كام حتتاج اىل تنظمي لوحات‬ ‫ادلالةل والاعالانت اليت تربك املشهد‬ ‫العام لها‬

‫رواق معمد‬ ‫بدون رواق‬

‫‪2%‬‬

‫ارض فارغة‬

‫‪32%‬‬ ‫‪66%‬‬

‫‪210‬‬


‫تمتاز المباني الموجودة على جانبي شارع الرشيد بشرفاتها المطلة على الشارع التي‬ ‫تتصف ببراعة اعمال الحديد في درابزيناتها والزخرفة االسمنتية التي تزين قاعدتها ‪.‬‬ ‫اال ان اغلب هذه الشرفات التي تتنوع اشكالها وابعادها في حالة انشائية رديئة وقد سقط‬ ‫او تداعى بعضها ويحتاج الى عمليات ترميم وصيانة متخصصة ودقيقة‪.‬‬

‫‪213‬‬


‫تنترش عىل طريف الشارع العريق‬ ‫الرشفات ابنواعها املمزية الفريدة‬ ‫الا بعض املباين اليت هدمت فهيا‬ ‫هذه الرشفات بسبب دخول‬ ‫الباص (ذو الطابقني) يف‬ ‫مخسينات القرن املايض او‬ ‫سقطت بسبب عدم الصيانة‪.‬‬

‫‪212‬‬


215


‫العنصر اآلخر المثير في مباني شارع الرشيد هو تنوع اشكال الفتحات وخاصة في المباني التي‬ ‫انشأت خالل النصف االول من القرن العشرين‪ ،‬ويالحظ بصورة واضحة التكامل والتناسق ما‬ ‫بين هذه الفتحات والنقوش اآلجرية او االسمنتية على الجدران‪.‬‬ ‫مادة الخشب هي المادة االساسية التي استعملت في صنع الشبابيك واالبواب في المباني منذ انشاء‬ ‫الشارع وحتى خمسينات القرن الماضي حيث حلت مادة الحديد مكان الخشب بعد ذلك التاريخ‪.‬‬

‫بعد احنسار املباين ذات‬ ‫الش ناش يل املطةل عىل الشارع‬ ‫خالل الربع الاول من القرن‬ ‫العرشين ‪ ،‬تفنن املعامريون الاوائل‬ ‫يف تصاممي الفتحات ل ش بابيك‬ ‫والابواب املطةل عىل شارع‬ ‫الرش يد وقد برع بناؤها يف رايزهتا‬ ‫وابراز جاملية هذه املباين ومتيزيها‬ ‫من خالل تكل الفتحات‪.‬‬

‫‪214‬‬


‫ان ثراء المباني المطلة على الشارع يظهر في النقوش الفريدة على اآلجر واالسمنت على‬ ‫الواجهات او االسقف او الشرفات وفي كل ركن من اركان المباني وعلى االخص ما بني منها في‬ ‫النصف االول من القرن العشرين‪.‬‬ ‫تتعرض هذه النقوش للتلف واالندثار بفعل الزمن وانعدام الصيانة وينبغي العمل على صيانتها‬ ‫وتوثيقها والحفاظ عليها‪.‬‬

‫‪217‬‬


‫متزيت املباين القدمية واليت بنيت‬ ‫قبل القرن املايض ابعامل الرايزة‬ ‫سواء عىل الجر او الامسنت‬ ‫ويه احدى السامت الرئيس ية‬ ‫ملباين شارع الرش يد وعىل الاخص‬ ‫يف الرشفات والسقوف‪.‬‬

‫‪216‬‬


219


‫المجموعات الموضحة في هذه الصفحة هي لعينات مختارة من‬ ‫العناصر المعمارية لشارع الرشيد والتي تختلف من قطاع الى آخر‬ ‫حيث تغلب الحداثة على العناصر في جنوب الشارع في حين يغلب‬ ‫الطابع التقليدي في شمال الشارع باتجاه باب المعظم‪.‬‬ ‫العينات اخذت من بعض المباني حيث تبدأ من اليسار لمباني في‬ ‫منطقة الباب الشرقي والسنك وتنتهي في اقصى اليسار بمباني منطقة‬ ‫الميدان وباب المعظم‪.‬‬

‫‪218‬‬


‫ان عملية تحول الشارع الحديث الى شارع تراثي تاريخي خالل هذه الفترة‬ ‫ترجع الى عدة اسباب تتعلق بفقدان اهمية المسارات التاريخية واندثارها‪ ،‬كما‬ ‫تتعلق بالذاكرة التاريخية لالفراد الذين عاشوا الشارع واحداثه بكل تفاصيلها‪.‬‬ ‫انه لمن المفارقة ان يكون الشارع الذي ادى شقه وانشاؤه في بداية القرن‬ ‫العشرين الى قطع شرايين المدينة التاريخية وبداية عملية التحديث فيها‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تحوله الى شارعها الرئيسي ومعلمها التراثي البارز بان نرى هذا الشارع نفسه‬ ‫مصابا بالتهرؤ ومهددا باالندثار بعد قرن من الزمان‪.‬‬

‫‪221‬‬


‫السيمفونية الناقصة‬ ‫على الرغم من االمكانيات الهائلة لشارع الرشيد الذي يحمل حالة‬ ‫معمارية فريدة وذاكرة ثرية نادرة‪ ،‬اضافة لما يعنيه الشارع الهل المدينة‬ ‫وزوارها‪ ،‬اال ان حاله الحاضرة ال توازي اهميته التاريخية او الروحية‪.‬‬ ‫اال ان كل ذلك‪ ،‬ولحسن الحظ‪ ،‬لم يؤثر حتى اللحظة على الطراز‬ ‫المعماري التراثي الفريد للشارع الذي تشكل االبنية ذات الحالة االنشائية‬ ‫الرديئة والمتهرئة اكثر من نصف مبانيه‪.‬‬ ‫إن الفوضى المرورية وانتشار العربات التي تجرها الحيوانات او‬ ‫االنسان وفوضى االعالنات وعالمات الداللة اضافة الى نتائج تقادم وتهرؤ‬ ‫البنى التحتية تجعل من المشهد الحضري لهذا الشارع مشهدا بائسا ال يسر‬ ‫الناظرين‪.‬‬

‫‪220‬‬


‫ساحة امليدان‬ ‫ساحة جامع مرجان‬ ‫ساحة الرصايف‬

‫ساحة الرساي‬

‫ساحة امليدان القدمية‬

‫ابحة‬ ‫وزارة ادلفاع‬ ‫ساحة الباب املعظم‬

‫‪223‬‬


‫ساحة الباب الرشيق‬ ‫ساحة الس نك‬

‫منصات خلدمة اسواق امجلةل‬ ‫اس تخدمت بعض الساحات الرئيس ية‬ ‫يف املنطقة مكنصات خلدمة اسواق‬ ‫امجلةل ومكناطق لتحميل البضائع‬ ‫وتزنيلها وعىل الاخص يف ساحيت‬ ‫الرصايف وحافظ القايض مضن مركز‬ ‫املدينة التارخيية فامي يقوم شارع اخللفاء‬ ‫الواقع عىل الطرف الرشيق من سوق‬ ‫الشورجة هبذه املهمة اليت ال تتناسب‬ ‫ووظيفة مركز املدينة‬

‫يتضمن مركز بغداد القديمة في الرصافة‬ ‫العديد من الساحات والمفاصل الرئيسية‬ ‫للحركة‪ ،‬والتي تتمثل في التقاطعات الممتدة‬ ‫على شارع الرشيد وغيرها من المساحات‬ ‫المفتوحة‪.‬‬ ‫اال ان ايا من هذه الساحات لم يتم‬ ‫استغاللها بالشكل الصحيح‪ ،‬كما ان‬ ‫استخدامات االرض فيها تتعارض مع القيمة‬ ‫الفعلية لالرض‪ ،‬وال تتماشى مع الفعاليات‬ ‫المطلوبة لمثل هذه المفاصل الهامة‪.‬‬ ‫هيمن استعمال المركبات على هذه‬ ‫المناطق ولم يدع مجاال لحركة المشاة فيها و‬ ‫ترك العنان لباعة الرصيف الستعمالها‬ ‫بصورة عشوائية في المناطق التجارية‬ ‫المكتظة في حين ترك الجزء االخر مهمال ‪.‬‬ ‫تبلغ المسافة ما بين الساحات على شارع‬ ‫الرشيد ما بين ‪350‬م و ‪650‬م مما يجعل وقت‬ ‫المشي بين ساحة واخرى يتراوح بين خمس‬ ‫الى تسع دقائق‪ ،‬ويمثل ذلك المسافة والوقت‬ ‫المثالي للمشي المريح ‪.‬‬

‫‪222‬‬

‫ساحة حافظ القايض‬

‫ساحة عبد الكرمي‬ ‫قامس‬ ‫(الغريري)‬


‫تعد ساحة الباب الشرقي المدخل الرئيسي لمنطقة بغداد القديمة من جهتي‬ ‫الجنوب والجنوب الشرقي‪ ،‬على امتداد شارع الرشيد من جهة الجنوب‬ ‫وشارع ابو نواس وحدائقه الترفيهية المطلة على نهر دجلة‪.‬‬ ‫كما ترتبط المنطقة عن طريق ساحة التحرير بشارع الخلفاء وشارع‬ ‫السعدون من جهة وجسر الجمهورية من جهة اخرى‪ ،‬إضافة لنفق التحرير‬ ‫الذي يصلها بحديقة االمة‬ ‫يطل نصب الحريه الشهير الذي يتصدر واجهة حديقة االمة على ساحة‬ ‫التحرير المطلة على نهر دجلة مع وجود صف من األبنية يتراوح عرضها‬ ‫ما بين ‪ 30‬و ‪ 35‬مترا تحجب الساحة عن النظر‪.‬‬

‫شارع الرش يد‬

‫‪225‬‬


‫هناية شارع الرش يد ابجتاه‬ ‫شارع ابو نواس‬

‫مبىن وموقف س يارات‬ ‫املطعم الرتيك‬

‫نصب احلرية‬

‫حديقة الامة‬

‫ساحة التحرير‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 170 :‬م‬ ‫العرض‪ 45 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 7,650‬م‬

‫‪224‬‬


‫جرس الس نك‬

‫ساحة السنك هي الساحة الوحيدة لتي تمتاز باطاللة مباشرة على نهر دجلة‪.‬‬ ‫اال ان الساحة تفتقر الى التنسيق الحضري‪ ،‬كونها احد افقر مناطق مركز‬ ‫مدينة بغداد القديمة تنسيقا وتخطيطا‪.‬‬ ‫جسر السنك االذي يصل ضفة الكرخ بشارع الخلفاء والمقام في ثمانينات‬ ‫القرن الماضي يقطع شارع الرشيد الى شطرين بطريقة مشوهة‪ ،‬في حين‬ ‫يتصدر المشهد الحضري للمكان مبنى موقف سيارات السنك الذي يفتقر الى‬ ‫ابسط القيم الجمالية و المعمارية على الرغم من موقعه االستراتيجي المهم‪.‬‬

‫ساحة الس نك‬

‫اما جزء الساحة المطل على ضفة النهر فقد اهمل واغلق المدخل المؤدي الى‬ ‫مماشي النهر من هذه الساحة‪.‬‬

‫موقف س يارات‬ ‫الس نك‬

‫‪227‬‬


‫شارع الرش يد‬

‫فندق اتيكرس‬ ‫ابالس‬ ‫مدخل اىل الضفة‬ ‫الهنرية‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 170 :‬م‬ ‫العرض‪ 140 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 23,800‬م‬

‫‪226‬‬


‫ساحة حافظ القاضي هي احدى نقاط الوصل بين جانب الكرخ وشارع الرشيد‬ ‫وصوال الى شارع الخلفاء‪.‬‬ ‫تعد الساحة نقطة البداية لمنطقة االسواق التجارية التي تمتد شمال الساحة‬ ‫وصوال الى اسواق الشورجة‪ .‬وترتبط الساحة غربا بنهاية شارع المستنصر‬ ‫(النهر) التجاري الممتد بحاذاة نهر دجلة موازيا لشارع الرشيد‪.‬‬ ‫تمتاز الساحة بالتناسق المعماري من حيث ارتفاع وطابع المباني المحيطة‬ ‫بها‪ ،‬فيما عدا احدى المباني في جزئها الشمالي الغربي والتي خضعت‬ ‫لعمليات تحديث شوهتها‪.‬‬

‫شارع الرش يد ابجتاه‬ ‫ابب املعظم‬

‫‪229‬‬


‫امتداد جرس‬ ‫الاحرار ابجتاه‬ ‫ساحة الوثبة‬

‫شارع الرش يد‬ ‫(ابجتاه الباب‬ ‫الرشيق)‬ ‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 72 :‬م‬ ‫العرض‪ 42 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3,024‬م‬

‫‪228‬‬


‫البنك املركزي‬ ‫العرايق‬

‫احدى اهم الساحات في المنطقة من الناحيتين التاريخية والوظيفية‪ ،‬اذ عالوة على كونها‬ ‫تحيط باحد اقدم جوامع المنطقة‪ ،‬فانها تعد المدخل الرئيسي الهم واقدم االسواق فيها وهو‬ ‫سوق الشورجة‪ .‬تعاني ساحة الشورجة من فوضى االكشاك غير المرخصة وباعة‬ ‫الرصيف‪ ،‬مما يضيق الخناق على مداخل السوق ويلغي دور الساحة‪.‬‬ ‫ان تحديث المنطقة المقابلة للساحة والمتمثل في شارع البنوك ومجمع البنك المركزي‬ ‫العراقي اثر في المشهد الحضري للمنطقة بالتاكيد‪ ،‬اال ان التاثير االكبر هو في اغالق‬ ‫المنطقة مروريا بالكامل العتبارات امنية‪.‬‬ ‫يضفي انعدام البنى التحتية في المنطقة منظرا قاتما على الساحة‪ ،‬ويظهر بشكل واضح‬ ‫مدى التدهور الحضري الذي وصلته‪.‬‬

‫سوق الشورجة‬

‫‪231‬‬


‫مبىن مرصف الرافدين‬

‫اكشاك ابعة‬ ‫الرصيف غري اجملازة‬ ‫يف مدخل سوق‬ ‫الشورجة‬

‫االبعاد (بضمنها الجامع)‪:‬‬ ‫الطول‪ 90 :‬م‬ ‫العرض‪ 54 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 4,860‬م‬

‫‪230‬‬

‫جامع مرجان‬


‫سميت هذه الساحة بساحة الرصافي تخليدا للشاعر معروف الرصافي الذي يتوسط‬ ‫تمثاله الساحة‪.‬‬

‫شارع الرش يد‬ ‫(اجتاه الباب الرشيق)‬

‫تتمركز ساحة الرصافي عند بداية منطقة االسواق التجارية من جهة وصلة الربط بين‬ ‫منطقة الحيدرخانة ومنطقة باب االغا من جهة‪ ،‬وبين بغداد الرصافة والكرخ من جهة‬ ‫أخرى‪.‬‬

‫منطقة حتميل‬ ‫لبضائع اسواق‬ ‫امجلةل‬

‫تستخدم هذه الساحة في الوقت الحاضر كساحة تحميل للبضائع ومواد الجملة من‬ ‫المركز الى باقي مناطق العاصمة ‪ ،‬ويتصدر المشهد الحضري للساحة مبنى موقف‬ ‫سيارات الرصافي ذو الثمانية طوابق وهو احد المباني الرئيسية المطلة على الساحة‪.‬‬ ‫موقع الساحة اليوم هو بداية سوق الثالثاء الشهير الذي اندثر بعد شق شارع الرشيد‪.‬‬

‫متثال الشاعر‬ ‫معروف الرصايف‬

‫شارع الامني‬ ‫ابجتاه ساحة الامني‬

‫‪233‬‬


‫اىل جرس الشهداء‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 64 :‬م‬ ‫العرض‪ 80 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 4,960‬م‬

‫‪232‬‬

‫موقف س يارات‬ ‫الرصايف‬


‫سميت هذه الساحة بساحة الميدان بعد هدم جزء كبير من المنطقة وتوسيعها بهذا‬ ‫الشكل‪ ،‬اذ ان ساحة الميدان االصلية هي الجزء الواقع الى شمال هذه الساحة‬ ‫والمقابل لجامع االحمدية‪.‬‬ ‫استخدمت هذه الساحة منذ شقها في منتصف القرن الماضي وحتى نهايته كمركز‬ ‫لباصات النقل العام المتجه من مركز بغداد الى ضواحيها وبالعكس‪.‬‬ ‫مباين ادارات‬ ‫حكومية‬

‫الساحة اليوم مقطعة الى اقسام لضرورات امنية وال يتم استخدامها ألي من‬ ‫االغراض‪ ،‬فيما عدا استخدامها كمواقف لخدمة االدارات الحكومية التي تحتل‬ ‫المباني المحيطة بالساحة‪.‬‬

‫ساحة امليدان‬ ‫احلالية‬

‫شارع الرش يد ابجتاه‬ ‫ابب املعظم‬

‫‪235‬‬


‫شارع الرش يد‬ ‫ابجتاه الباب‬ ‫الرشيق‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 257 :‬م‬ ‫العرض‪ 80 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 20,560‬م‬

‫‪234‬‬


‫ان المناطق الخضراء التي تقع داخل أسوار وزارة الدفاع هي اكبر المساحات‬ ‫الخضراء في مركز بغداد القديم‪ ،‬اال انه ال يمكن التمتع بهذه المناطق من قبل‬ ‫المشاة‪.‬‬ ‫هذه الساحة تقع في قلب موقع القلعة القديمة‪ ،‬والتي تم هدمها في عشرينات القرن‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫يتوسط الساحة نصب فني نقل اليها مؤخرا من ساحة الباب المعظم وتحيط بها‬ ‫مباني وزارة الدفاع ذات الطابع المتميز‪.‬‬ ‫امتدادا لهذه الساحة وعلى الطرف المقابل عبر شارع الرشيد تقع قاعة المكتبة‬ ‫الوطنية‬

‫فيما عدا الساحات التي استعرضها‬ ‫هذا الجزء من الكتاب‪،‬هنالك العديد من‬ ‫الساحات الداخلية واالماكن المفتوحة‬ ‫االخرى في عموم المنطقة‪ ،‬اال ان‬ ‫استعماالتها لم ترتقي الى اهميتها او‬ ‫امكانياتها كعنصر حضري مهم‪.‬‬ ‫من هذه الساحات ساحة السراي في‬ ‫منطقة السراي وساحة الغريري (عبد‬ ‫الكريم قاسم) وغيرها‪ ،‬والتي سناتي على‬ ‫ذكرها في الفصل الرابع من هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪237‬‬


‫بوابة وزارة ادلفاع‬

‫نصب تذاكري‬ ‫للجندي العرايق‬

‫االبعاد‪:‬‬ ‫الطول‪ 306 :‬م‬ ‫العرض‪ 85 :‬م‬ ‫المساحة التقريبية‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 26,010‬م‬

‫‪236‬‬


‫يتميز مركز بغداد القديمة بتعدد الساحات والمناطق المفتوحة‪ ،‬والتي ال يزيد‬ ‫بعد الواحدة عن االخرى اكثر من دقائق معدودة‪ ،‬وكل منها يحمل الكثير من‬ ‫الخصائص التي تجعلها مراكز مهمة سواء للتجمع واللقاء او الستعماالت ترفيهية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬اذ تعد هذه الساحات اداة مهمة للتحفيز االقتصادي من اجل ضمان‬ ‫استدامة هذه المناطق‪ .‬اال ان المالحظ ان هذه المناطق قد اهملت ولم يتم استغاللها‬ ‫بطريقة مناسبة من ناحية‪ ،‬كما لم يتم التركيز على تحسين مشهدها الحضري من‬ ‫ناحية اخرى‪.‬‬ ‫ان المهم في اقامة الساحات والمناطق المفتوحة في وسط المدينة هو جعلها‬ ‫مناطق مأهولة ذات جذب بمستوى يتناسب مع وظيفتها وموقعها في المدينة‬ ‫التاريخية‪.‬‬

‫‪239‬‬


‫ان المتلقي للمشهد الحضري لمعظم الساحات‬ ‫والمناطق المفتوحة يكاد يصطدم بالفوضى البصرية‬ ‫والعمرانية لمجمل هذه الساحات‪.‬‬ ‫يشكل غياب معايير الذوق العام والتنسيق‬ ‫الحضري وغياب انظمة التخلص من النفايات من‬ ‫هذه الساحات مكانا ال يتناسب ومركز المدينة‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫تقتضي األولويات في تحسين المشهد‬ ‫الحضري لهذه الساحات من الناحية العمرانية‬ ‫والجمالية قبل اقامة النصب التي تعد مكمال لهذه‬ ‫الغاية وليس العكس‪ ،‬وال يعقل ان تحيط الخرائب‬ ‫والنفايات والفوضى بنصب لشخصية عراقية ينبغي‬ ‫االحتفاء بها بدال من ان تكون شاهدا على هذه‬ ‫الفوضى المكانية والبصرية الالمتناهية‪.‬‬

‫‪238‬‬


241


‫المحرك االقتصادي للمدينة القديمة‬ ‫تشكل االسواق العصب االقتصادي الرئيسي‬ ‫للمدينة القديمة وتعد جزءا مهما في هيكل المدينة‬ ‫الحضري‪ ،‬فهي ال تؤدي مهمة حضرية تتعلق‬ ‫بالحياة اليومية للناس فحسب وانما تشكل واجهة‬ ‫وحاضنة للفعاليات ااالجتماعية المتعددة‪.‬‬ ‫تعد االسواق الواقعة في مركز المدينة‬ ‫فريدة من ناحية النوعية والمقياس عند النظر اليها‬ ‫من النواحي التجارية والشكلية والمعمارية‬ ‫والهيكلية‪ ،‬اذ تتنوع اختصاصاتها في انواع من‬ ‫االعمال والتجارة المتبادلة‪ .‬وهذه االسواق هي‬ ‫مركز لتجارة الجملة وموزعة حسب حقول‬ ‫االختصاص‪ ،‬باالضافة الى كونها مركزا لتجارة‬ ‫المفرد في أحيان اخرى‪ .‬وتتداخل هذه‬ ‫االختصاصات ببعضها في اماكن كثيرة‪ ،‬عالوة‬ ‫على تواجد بعض قطاعات االنتاج الذي يجهز‬ ‫مجموعة واسعة من المواد الى االسواق المحلية ‪.‬‬

‫اسواق اترخيية‬ ‫شلكت الاسواق يف‬ ‫مركز بغداد التارخيي‬ ‫مواقعها وختصصاهتا‬ ‫خالل قرون مضت‬ ‫خلدمة املدينة وساكهنا‬ ‫واصبحت جزءا اساس يا‬ ‫من البنية احلرضية لها‪.‬‬

‫تشكل االسواق الخاصة بالحرف التقليدية‬ ‫والواقعة الى الغرب منها أسواقا عريقة مثل سوق‬ ‫السراجين وسوق الصفارين‪ ،‬اال انها ضعفت‬ ‫وتعاني من استمرار التالشي وسيطرة االسواق‬ ‫االخرى عليها االمر الذي سيؤدي في حال‬ ‫استمراره الى فقدان هذه الحرف واالسواق‬ ‫القديمة‪.‬‬ ‫شارع المستنصر (النهر) احد اقدم وأطول‬ ‫االسواق في هذا الجزء من المدينة اال انه تعرض‬ ‫للكثير من التحديث والتجاوزات وفقد طابعه‬ ‫التراثي‪.‬‬ ‫يعد‬ ‫شارع المتنبي احد االسواق الهامة التي تباع‬ ‫فيها انواع الكتب المستعملة والحديثة‪ .‬تعرض هذا‬ ‫الشارع الى عملية ارهابية واعيد بناؤه اال ان‬ ‫عملية ترميمه لم ترق الى طموحات الحفاظ على‬ ‫سوق الصفارين‬ ‫مواصفاته‪.‬‬

‫‪240‬‬

‫احد الاسواق احلرفية‬ ‫التارخيية ذات الشهرة‬ ‫يف املدينة‬


‫ختلف نشاطات الاسواق كما هائال من‬ ‫النفاايت اليت يصعب التعامل معها يف‬ ‫ظل الظروف السائدة يف املنطقة‬ ‫وقابلياهتا احملدودة‬

‫حمالت بيع املفرد‬ ‫حمالت بيع امجلةل‬ ‫حمالت بيع خمتلطة‪ /‬مجةل‬ ‫ومفرد‬ ‫غري مشمول‬

‫‪243‬‬


‫تغلب على االسواق في منطقة مركز المدينة القديم التبادالت التجارية السواق الجملة‪ ،‬وعلى‬ ‫الخصوص في سوق الشورجة وعكد الجام وعكد النصارى‪ ،‬والتي شهدت توسعا مضطردا على حساب‬ ‫االسواق والفعاليات االخرى‪ ،‬وتسببت في اشكاالت تتعلق باستعمال االرض والتجاوزات واالختناق‬ ‫المروري‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي ازداد سكان مدينة بغداد الكبرى وتضاعف اكثر من ‪ 25‬ضعفا اال ان اسواق‬ ‫المدينة الرئيسية وخاصة اسواق الجملة بقيت تحتل نفس المساحة الضيقة ضمن مركز المدينة القديم‪.‬‬

‫ابعة الارصفة‬ ‫احتالل ابعة الارصفة‬ ‫"جتاوزا" ممرات املشاة يشلك‬ ‫احد املشالك الرئيس ية اليت‬ ‫تواجه منطقة الاسواق وخاصة‬ ‫يف منطقة الشورجة وما‬ ‫حولها‪.‬‬

‫ان ازدياد الطلب وتوسع اسواق الجملة المضطرد في مساحة ضيقة تخلو من الخدمات الضرورية‬ ‫للخزن والنقل والتحميل‪ ،‬اضافة الى االستيعاب المحدود لشارع الرشيد والشوارع المحيطة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫ادى الى حدوث اضطرابات حادة في النقل وازدحام المرور وأعادت المنطقة الى العصور الوسطى في‬ ‫اساليب النقل‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك فان الحاجة الى وجود مستودعات واماكن لخزن الصناعات الصغيرة والورش‬ ‫والمطلوبة نتيجة للتوسع النوعي والكمي للطلب وازدياد الحاجة المتعلقة بهذا الحقل‪ ،‬فإنها اخذت‬ ‫بالتغلغل التدريجي الى مناطق السكن ومن ثم الى شارع الرشيد نفسه نظرا للحاجة الى وجود مساحات‬ ‫اضافية الغراض الخزن ادت الى االخالل بالنظام الحضري للمدينة‪ ،‬وتسببت في الوقت نفسه في‬ ‫االضرار بالبنى التحتية والبيئية‪ ،‬وبالتالي تغيرت البنية الوظيفية التقليدية للنسيج المحيط بالمنطقة ككل‪.‬‬ ‫كما ينبغي مالحظة التغيير الذي احدثه شق‬ ‫الطرق الحديثة في القرن العشرين على البنية الحضرية‬ ‫لالسواق‪ ،‬اذ اختفت بعض االسواق مثل سوق الثالثاء‪،‬‬ ‫كما انقطعت استمرارية بعضها واتصالها باالسواق‬ ‫االخرى مثل سوق الشورجة‪ .‬ان ما احدثته هذه‬ ‫العمليات من خلل وظيفي لم تتم معالجته بصورة‬ ‫مدروسة االمر الذي ادى الى خلق اشكاالت اضافية ال‬ ‫تزال تعاني منها هذه المناطق‪.‬‬ ‫وقد سببت اسواق الجملة عددا من االشكاالت‬ ‫المتعلقة بالمرور‪ ،‬كاالختناقات المرورية واستغالل‬ ‫الممرات المخصصة للمشاة‪ ،‬اضافة الى عدد من‬ ‫المشاكل البيئية الناتجة عن التلوث البيئي الناتج عن‬ ‫الكميات الهائلة من النفايات والقمامة في هذه المنطقة‬ ‫الصغيرة المغلقة‪.‬‬

‫‪242‬‬

‫خمطط يوحض نوع فعاليات‬ ‫الاسواق يف املنطقة احملاذية‬ ‫لهنر دجةل‬


‫وكما تبدو الحالة اليوم‪ ،‬فان عدد االسواق المتخصصة التي‬ ‫تشتمل على انواع كثيرة من البضائع تتناسب مع متطلبات التجارة‬ ‫في ازدياد لتحل محل االسواق التي تتعامل بالصناعات اليدوية‬ ‫والتقليدية‪ ،‬اذ فقد سوق الصفارين مثال مكانه المرموق لصالح‬ ‫محالت البالستك واالقمشة‪.‬‬ ‫في االماكن السكنية المحاذية لالسواق وشارع الرشيد‬ ‫ايضا‪ ،‬تزاحم الفعاليات التجارية والصناعية ومتطلبات الخزن مع‬ ‫هذه المناطق نتيجة توسع الفعاليات التجارية السواق الجملة‪،‬‬ ‫خصوصا حيث طغى تأثير الفعاليات التجارية والصناعية عليها‬ ‫ان وضع شبكة الطرق الموجودة سيئ ايضا نتيجة ازدياد‬ ‫حجم النقل والمرور اضافة الى أن الوضع البيئي والمشهد‬ ‫الحضري يعبر بصورة واضحة عن الفوضى التي تسببها اسواق‬ ‫الجملة‪ ،‬والتي كان لها الدور األكبر في تدهور المنطقة‪.‬‬ ‫تعاني منطقة االسواق بصورة عامة من مشاكل تتعلق‬ ‫بالنظافة‪ ،‬وعدم كفاية وكفاءة نظام جمع النفايات‪ ،‬االمر الذي يؤدي‬ ‫الى تراكمها في الساحات الرئيسية‪ ،‬وما لذلك من آثار على البيئة‬ ‫واآلثار المترتبة على الضوضاء والروائح الكريهة والدخان‪،‬‬ ‫وغيرها من المشاكل الناجمة عن األنشطة التجارية اليومية‪.‬‬ ‫ارضيات الشوارع داخل هذه االسواق غير مستوية كما ان‬ ‫سحب المياه من سطح الشارع غير ممكن لعدم وجود انظمة‬ ‫تصريف وتهرؤ البنى التحتية ان وجدت‪ .‬ويتكرر بصورة خاصة‬ ‫حدوث الحرائق في هذه االسواق لعدة اسباب منها عدم وجود‬ ‫االنظمة الخاصة بالسالمة والحريق التي تشكل عامال اضافيا يهدد‬ ‫سالمة المنطقة‪.‬‬ ‫الشواخص التاريخية‬ ‫تتراوح حالة الشواخص التاريخية ما بين المقبولة‬ ‫والرديئة‪ ،‬فاالسواق الواقعة في منطقة باب االغا وكذلك سوق‬ ‫الشورجة في حالة سيئة للغاية من الناحية االنشائية والبيئية‪ ،‬وعلى‬ ‫االخص منها االسواق المغطاة والتي تعد الحالة االنشائية‬ ‫لمسقفاتها المقببة في وضع سيئ وبحاجة لمعالجات عاجلة‪.‬‬ ‫سوق الوقف التارخيي‬ ‫مثال لالسواق اليت تواجه‬ ‫مشالك انشائية و حباجة‬ ‫اىل عناية متخصصة‬

‫‪245‬‬


‫مشكلة التجاوزات‬ ‫تعد التجاوزات على االرصفة وممرات المشاة احدى المشاكل الرئيسية التي تواجه منطقة‬ ‫االسواق‪ ،‬وخاصة في منطقة الشورجة وما حولها‪ ،‬والتي تفاقمت اثر ضعف المنظومة الرقابية بعد‬ ‫عام ‪ 2003‬م ‪ ،‬حيث تغلب الفوضى على مجمل المنطقة واسواقها ‪.‬‬ ‫ان مشكلة التجاوزات وباعة االرصفة ناتجة عن وجود بطالة بين اوساط الشباب من ناحية‬ ‫وعدم كفاية المساحات المعروضة وخاصة في مناطق اسواق الجملة‪ .‬وعليه فان الحلول تكمن في‬ ‫توفير المساحات الكافية كمنافذ تبادل تجاري جديدة‪ ،‬سواء داخل المنطقة او خارجها وتوفير فرص‬ ‫العمل فيها وتشجيع الشباب وتحفيزهم لالنتقال الى مثل تلك المنافذ‪ ،‬ومن ثم تشديد الرقابة الدائمة‬ ‫وفرض الغرامات على المتجاوزين على المساحات والفضاءات العامة‪ ،‬كما ويعد رفع الوعي‬ ‫الجماهيري احد الوسائل المساعدة الفعالة في هذه العملية‪.‬‬

‫حلول ساذجة‬ ‫مل تفل ا من الس ياسات اليت‬ ‫اتبعهتا اجلهات اخملتصة عن ا‬ ‫حلول موفقة‪ ،‬مثل تاجري الارصفة‬ ‫او بيع عرابت ذات اشاكل معينة‪،‬‬ ‫وذكل البتعادها عن جوهر املشلكة‬ ‫وجلوهئا اىل حلول شلكية مل تتطرق‬ ‫اىل عالج جذور املشلكة العمرانية‬ ‫مهنا او الاخرى املتعلقة ابملشالك‬ ‫الاجامتعية والاقتصادية‬

‫اسواق رصيف السوق العريب‬ ‫تضيف اىل الاختناقات واالشاكالت‬ ‫اليت تسبهبا اسواق امجلةل بعدا اخرا‬ ‫يمتثل يف حرمان املشاة من ممراهتم‬

‫‪244‬‬


247


‫‪ .1‬سوق املستنرصية ‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪ .2‬سوق القبالنية‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪ .3‬سوق دانيال‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪ .4‬سوق اجلوجخية‬ ‫‪ .5‬سوق الصفارين ‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪ .6‬سوق الزجنييل‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪ .7‬سوق املصبغة‬ ‫‪ .8‬سوق الكببجية ‪.19‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫‪ .9‬سوق الربيسم‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪ .10‬سوق الربيسم‬ ‫‪.22‬‬ ‫‪ .11‬سوق الطمغة‬

‫سوق الوقف‬ ‫سوق الاسكجية‬ ‫سوق اجلايف‬ ‫سوق العريض‬ ‫سوق الرصافني‬ ‫سوق احليص‬ ‫سوق املرادية‬ ‫سوق اخلفافني‬ ‫سوق الرسا‬ ‫سوق الرساجني‬ ‫سوق الصاغة‬

‫‪.23‬‬ ‫‪.24‬‬ ‫‪.25‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫‪.27‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫‪.29‬‬ ‫‪.30‬‬ ‫‪.31‬‬

‫سوق هرج‬ ‫سوق امليدان‬ ‫سوق الامحدية‬ ‫شارع املستنرص‬ ‫سوق الشورجة‬ ‫سوق الشورجة‬ ‫السوق العريب‬ ‫عكد النصارى‬ ‫عكد اجلام‬

‫تسقيف الاسواق التارخيية‬ ‫من املالحظ عدم الاهامتم ابعادة‬ ‫تسقيف الاسواق املقببة ابلجر‬ ‫واليت هتدم معظمها من دون اعادة‬ ‫تسقيفه او ترمميه ويف احسن‬ ‫الاحوال يمت تسقيفها ابلصفاحئ‬ ‫املعدنية او الالواح البالستيكية‬ ‫ممرات ذات ‪ 3 – 2‬مرت‬ ‫ممر ات ذات ‪ 6 - 3‬مرت‬ ‫ممرات ذات ‪ 9 - 6‬مرت‬

‫مسح االسواق‬ ‫تبين البيانات على‬ ‫الصفحة المقابلة مواقع‬ ‫واسماء االسواق الرئيسية‬ ‫في المنطقة كما تؤشر‬ ‫عرض ممر السوق فيها‬ ‫ونوع التسقيف فيها‪.‬‬

‫‪246‬‬

‫غري مسقف‬ ‫مسقف ابلطابوق‬ ‫مسقف اباللواح املمتوجة‬ ‫(هيلك حديد )‬ ‫مسقف اباللواح املمتوجة‬ ‫(هيلك خش يب)‬


249

4

3

2

7

6

5

11

10

9


‫تدهور احلاةل احلرضية لالسواق‬ ‫التارخيية‬ ‫تعرضت الاسواق التارخيية يف‬ ‫املنطقة لعدد من التحوالت‬ ‫ابلنظر لنقص وهترؤ البىن التحتية‬ ‫واخلدمات مما ادى اىل تراجع‬ ‫اداهئا الاقتصاد ابالضافة اىل‬ ‫تناقص ادلور احلريف الفوللكور‬ ‫فهيا وجهرة احصاب احلرف‬ ‫والصناعات اليدوية لصاحل ابعة‬ ‫الامقشة وامجلةل‬

‫ان اغلب مجموعات االسواق الواسعة والقديمة ذات القيمة‬ ‫التاريخية متواجدة في المنطقة المركزية من المدينة القديمة‪ ،‬في‬ ‫المنطقة المعروفة بمنطقة سوق باب االغا والتي يشقها شارع‬ ‫الرشيد‪ ،‬اذ ان هناك ثمانية عشر مجمعا لالسواق بأحجام‬ ‫ومميزات مختلفة ومتصلة بعضها ببعض مكونة مجمع سوق‬ ‫كبير تضم الخانات التاريخية التي تشغل حيزا مهما من االسواق‬ ‫والتي تولت مهام التخزين‪.‬‬ ‫ان االسواق التاريخية المغطاة والمعقودة بالطابوق ذات‬ ‫قيمة معمارية مميزة‪ ،‬اال انها تعاني من االهمال وعدم الصيانة‪،‬‬ ‫كان من نتيجة ذلك انهيار سقوفها وظهور عالمات االنهيار‬ ‫والتداعي على بعضها االخر‪ .‬ولالسف فقد جرى ابدال السقوف‬ ‫التقليدية المتضررة لعدة اسواق كانت معقودة بالطابوق بسقوف‬ ‫من نوع ردئ يتكون من صفائح حديدية او صفائح من البالستك‬ ‫مثبتة على اعمدة حديدية األمر الذي افقدها قيمتها التاريخية‬ ‫وتاثيرها المعماري‪.‬‬ ‫عمليات تحديث‬

‫‪ .1‬سوق الوقف‬ ‫‪ .2‬سوق الرصافني‬ ‫‪ .3‬سوق الرساجني‬ ‫‪ .4‬سوق اجلايف‬ ‫‪ .5‬سوق الربيسم‬ ‫‪ .6‬سوق الكببجية‬ ‫‪ .7‬سوق الاسكةجية‬ ‫‪ .8‬سوق اجلوخةجية‬ ‫‪ .9‬سوق العريض‬ ‫‪ .10‬سوق دانيال‬ ‫‪ .11‬سوق الصاغة‬

‫‪248‬‬

‫من ناحية اخرى تعرضت عدة اسواق تاريخية لعمليات‬ ‫تغيير جذري تحت مسمى التجديد والحفاظ‪ ،‬اال ان هذه العمليات‬ ‫اضرت بهذه االسواق اضرارا كبيرا من الناحية المعمارية‬ ‫والوظيفية‪ .‬فقد تم تعديل الواجهات على جانبي طريق السوق‬ ‫بواجهات حديثة‪ ،‬عن طريق اقامة جدار جديد من الطابوق قلل‬ ‫من عرض الطريق الوسطي الضيق اساسا وغير الشكل‬ ‫التاريخي وطابعه المميز‪ .‬وبنظرة سريعة يمكننا ان نالحظ الفرق‬ ‫ما بين سوق السراي وما آل اليه اليوم وما بين سوق السراجين‬ ‫المجاور الذي نجا ولحسن الحظ من تلك العملية وبقي محتفظا‬ ‫برونقه التاريخي على الرغم من انعدام صيانته واهماله‪.‬‬ ‫تواجه العديد من االسواق التاريخية األخرى المتداعية‬ ‫ومنها سوق الوقف العديد من المشاكل التي تتمثل في كونها آيلة‬ ‫للسقوط او من مخاطر التجديد وعرضها لالستثمار من دون‬ ‫مخطط شامل او ضوابط للحفاظ عليها‪ ،‬االمر الذي يجعلها في‬ ‫دائرة الخطر في مواجهة االندثار الذي يهدد وجودها‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬


251

3

2 2

7

6

5

11

10

9


‫يعد سوق المستنصر وسوق الشورجة اهم واقدم‬ ‫سوقين يتميزان بطولهما وتشعبهما‪ ،‬كما يعد سوق المتنبي‬ ‫وشارع الرشيد نموذجا لالسواق الطولية المفتوحة ‪.‬‬

‫سوق الرسا وسوق الصفارين‬ ‫ال تعد معليات التحديث اليت‬ ‫اجريت يف العقود السابقة عىل‬ ‫سوق الرسا وسوق الصفارين من‬ ‫وهجة النظر الرتاثية معليات حفاظية‬ ‫بل عىل العكس ادت هذه العمليات‬ ‫اىل تدمري البنية الرتاثية لهذه‬ ‫الاسواق وافقدهتا طابعها التارخيي‬ ‫الاصيل‪.‬‬ ‫ينبغي ازاةل آاثر هذه العمليات‬ ‫للكشف عن الوجه احلقيقي لهذه‬ ‫الاسواق التارخيية من اجل اعادهتا‬ ‫اىل ما اكنت عليه‪.‬‬

‫‪ .1‬مدخل سوق الشورجة‬ ‫‪ .2‬سوق الشورجة‬ ‫‪ .3‬سوق القمش‬ ‫‪ .4‬شارع الرش يد‬ ‫‪ .5‬شارع املتنيب‬ ‫‪ .6‬سوق الرسا‬ ‫‪ .7‬سوق الصفارين‬ ‫‪ .8‬سوق امليدان‬ ‫‪ .9‬السوق العريب‬ ‫‪ .10‬شارع املستنرص‬ ‫‪ .11‬سوق هرج‬

‫‪250‬‬

‫تضم االسواق المفتوحة االخرى اماكن عمل‬ ‫المعادن مثل الصاغة والصفافير ‪ ..‬الخ‪ ،‬حيث تتركز‬ ‫محالت االعمال اليدوية‪ ،‬تتخللها مواقع للخدمات اليومية‪،‬‬ ‫مثل المقاهي والمطاعم والحاجات ااالخرى الضرورية‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫االسواق العشوائية واسواق الرصيف‬ ‫كما ذكر سابقا فان حجم الطلب وقلة المساحات‬ ‫المتوفرة عالوة على ضعف الرقابة‪ ،‬فقد برزت ما بعد‬ ‫احداث ‪ 2003‬إشكاالت تتعلق باالسواق العشوائية واسواق‬ ‫الرصيف‪ ،‬وهي ما يطلق عليها اسم (الجنابر) التي انتشرت‬ ‫في المناطق المكتظة والمركزية من منطقة االسواق‪.‬‬ ‫وتتركز هذه االسواق في مدخل سوق الشورجة من‬ ‫جهة شارع الرشيد حول جامع مرجان‪ ،‬وكذلك في مدخل‬ ‫السوق من جهة شارع الخلفاء‪ .‬وتتركز مجاميع اخرى‬ ‫حول السوق العربي الى الجنوب من سوق الشورجة‪ .‬كما‬ ‫احتلت هذه التجمعات العشوائية شارع الرشيد نفسه في‬ ‫المنطقة ما بين الشورجة وساحة الرصافي وادت الى غلق‬ ‫الشارع‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ان هذه االسواق هي امتداد طبيعي لسوق الشورجة‬ ‫الذي ما زال يتوسع على حساب الفعاليات االخرى نظرا‬ ‫لعدم وجود البديل في ظل غياب التخطيط والرقابة‪.‬‬ ‫تتواجد انواع اخرى من هذه االسواق والتي‬ ‫تتخصص ببيع االدوات المستعملة والخردوات الى الشمال‬ ‫وقرب ساحة الميدان في المنطقة المحيطة بسوق هرج‬ ‫وبالتحديد امام جامع االحمدية‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫تمتاز االسواق في المنطقة بوجود تجمعات لمجمعات تسويقية محددة‪ ،‬وهي عبارة عن تركيز لمحالت واسواق صغيرة بموجب‬ ‫االختصاص التجاري لنفس النوع‪ ،‬والتي تعرض نفس البضائع في نفس الوقت ‪.‬‬ ‫انواع البضائع‬ ‫فيما يتعلق بتخصصات االسواق وانواع البضائع فيها‪ ،‬فقد طرأت عليها تغييرات اساسية اهمها في شارع الرشيد‪ ،‬الذي كان سوقا‬ ‫متنوعا مخصصا لمختلف البضائع واللوازم الكمالية‪ ،‬اال انه اليوم يعرض زيوت السيارات ومعدات االطفاء والمعدات االخرى‪ ،‬حيث‬ ‫اضحى امتدادا ألسواق الجملة الرئيسية في الشورجة وعكد النصارى وسيد سلطان علي وغيرها‪.‬‬ ‫اسواق مركز مدينة بغداد الحالية ذات اختصاصات معينة من ناحية تصنيف التجارة والبضائع واالعمال اليدوية‪ .‬وكل هذه االسواق‬ ‫او مجموعة االسواق المشتركة او مجموعة االسواق تحتل موقعا متميزا وذات اتصال فيما بينها كما تلعب الخانات دورا اساسيا بالنسبة‬ ‫الى االسواق بعد ان تحورت وظيفتها من التبادل وااليواء والمبيت الى الخزن‪.‬‬ ‫وباالضافة الى هذه التصنيفات فان هناك اسواقا مختصة باالثاث واالدوات والدراجات الهوائية والعربات في اماكن متفرقة‪ ،‬وكذلك‬ ‫االدوات المنزلية واالدوات الكهربائية التي تتركز في منطقة عكد النصارى الواقع في منطقة راس القرية‪.‬‬ ‫يتخصص عكد الجام الواقع قرب ساحة الرصافي ببيع االلواح الزجاجية واعمال التزجيج والمرايا وما يتعلق بهما‪.‬‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫اسواق طولية‬ ‫مناطق اسواق رئيس ية‬ ‫مسارات اسواق امجلةل‬

‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪.7‬‬

‫خياطة ختصصية ومالبس‬ ‫زيوت ومس تلزمات كملية‬ ‫للس يارات‬ ‫مضخات ومعدات ثقيةل‬ ‫حمالت بيع النظارات الطبية‬ ‫معدات رايضية‬ ‫اعمل معدنية (حدادة)‬ ‫حمالت بيع الامقشة‬ ‫واجملوهرات‬

‫‪.8‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪.10‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬

‫جلود‬ ‫البسة واكسسوارات‬ ‫نسائية‬ ‫ادوات كهرابئية‬ ‫مزنلية‬ ‫اعمل حناس ية يدوية‬ ‫زجاج ومرااي‬ ‫صناعات جدلية‬ ‫صياغة وجموهرات‬

‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫‪.21‬‬ ‫‪.22‬‬

‫رساجة (اعمل جدلية يدوية)‬ ‫طباعة وزنكوغراف‬ ‫حرف يدوية‬ ‫ادوات موس يقية‬ ‫اعمل جنارة‬ ‫حمالت بيع املواد القدمية والتحف‬ ‫السكراب واملواد القدمية‬ ‫حمالت لبيع خمتلف املواد‬

‫‪253‬‬


‫الازقة املتفرعة من الاسواق الرئيس ية‬ ‫تشلك الازقة املتفرعة من الاسواق‬ ‫الرئيس ية امتدادا لالسواق نفسها وتعمتد‬ ‫حالهتا الوظيفية عىل عدة عوامل امهها‬ ‫اتصال الازقة ابالسواق الاخرى‪.‬‬ ‫ففي بعض الاسواق حتمل هذه الازقة‬ ‫طابع السوق نفسه وميكن اعتبارها‬ ‫امتدادا وتفرعا لها‪ .‬اما الازقة غري النافذة‬ ‫فتكون يف الغالب عبارة عن خمازن‬ ‫خلدمة السوق نفسه او ورش حرفية‬ ‫صغرية‪.‬‬

‫‪252‬‬


255

3

2

6

5

9

8

1

4

7


‫خان الباشا وخان كريكور‬ ‫خالل فرتة اعداد هذا الكتاب فقد‬ ‫املوروث الرتايث من اخلاانت معلمني‬ ‫ابرزين هم خان الباشا اذل تعرض‬ ‫اىل هدم جزيئ وتغريت معامله‬ ‫ادلاخلية وابقي عىل الواهجة الامامية‬ ‫هل فقط‪.‬‬ ‫اما خان كريكور فقد تعرض للتدمري‬ ‫نتيجة حريق ومت هدمه ابلاكمل‪.‬‬

‫الصور عىل الصفحة املقابةل‪:‬‬ ‫‪ .1‬خان الطباطبايئ‬ ‫‪ .2‬خان الزرور‬ ‫‪ .3‬خان دةل الكبري‬ ‫‪ .4‬خان اخملزويم‬ ‫‪ .5‬خان الشابندر‬ ‫‪ .6‬خان الباشا‬ ‫‪ .7‬خان كريكور‬ ‫‪ .8‬خان العساف‬ ‫‪ .9‬خان اخلضري‬ ‫الصورة عىل هذه الصفحة‪:‬‬ ‫‪ .10‬خان مرجان‬

‫‪254‬‬

‫خان مرجان اذل بين من‬ ‫قبل الوايل اجلالئر عام (‪1356‬م)‬ ‫خالل فرتة حمك السالطني‬ ‫اجلالئريني لبغداد‪ ،‬وهو من‬ ‫اخلاانت الفريدة اذ ان فنائه ادلاخيل‬ ‫مغطى ومعقوده بشلك رائع‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫سوق السراي‬

‫يشكل هذا السوق جزءا من احد اهم مسارات بغداد القديمة‪،‬‬ ‫والذي يربط ما بين الميدان وشارع المستنصر (النهر) وصوال‬ ‫الى جامع سيد سلطان علي وشريعته‪.‬‬

‫‪2012‬‬

‫أدت عملية التجديد باالضافة الى تغيير طابعه التاريخي الى‬ ‫تضييق عرض مسار السوق الضيق اساسا‪ .‬كما لم يتم تسقيف‬ ‫السوق بالطريقة الصحيحة بالطابوق والعقود‪.‬‬

‫سوق السراجين‬

‫يجاور هذا السوق سوق السراي عن طريق ممرين‪،‬‬

‫‪2012‬‬

‫ويختص السوق باعمال الجلود والسراجة‪ .‬احتفظ هذا السوق‬ ‫التاريخي بشكله المميز وعقوده اآلجرية وقبابه على الرغم من‬ ‫بعض التغييرات التي اجريت عليه حيث تم هدم جسرين يربطان‬ ‫بين جانبيه في وقت سابق‪.‬‬

‫سوق السراي‬

‫سوق السراجين‬

‫‪257‬‬


‫د‬

‫اسواق السراي والصفارين‬ ‫يعد سوقي السراي والصفارين‬ ‫اثنان من اقدم االسواق في مركز بغداد‪.‬‬ ‫وقد شملت عمليات التجديد اهذه‬ ‫االسواق في الربع االخير من القرن‬ ‫العشرين اذ تم تغليف واجهات السوق‬ ‫الداخلية بالطابوق وبتصاميم مستحدثة‬ ‫مما ادى الى تغيير معالمها المعمارية‬ ‫وطمس هويتها التاريخية المميزة‪.‬‬ ‫وتبين المقارنة في الصفحة‬ ‫المقابلة ما بين سوق السراي اليوم الذي‬ ‫امتدت اليه يد التجديد وما بين سوق‬ ‫السراجين المجاور له والذي بقي على‬ ‫حاله ‪-‬لحسن الحظ ‪-‬ونجا من تاثيرات‬ ‫االساليب الخاطئة في ترميم شواخص‬ ‫التراث العمراني‪.‬‬

‫‪256‬‬


‫ان االسواق التاريخية والخانات هي احدى سمات مدينة بغداد التاريخية‬ ‫والتي ينبغي الحفاظ عليها‪ ،‬ليس من الناحية العمرانية فحسب‪ ،‬وانما من النواحي‬ ‫االقتصادية ومن خالل دمجها في المنظومة االقتصادية للمنطقة وتحفيزها من‬ ‫اجل استدامتها وتكاملها كجزء فعال من المنظومة الحضرية للمدينة‪.‬‬ ‫ان اي محاولة لتطوير المنطقة والحفاظ عليها لن تجدي نفعا من دون ايجاد‬ ‫الحلول الالزمة لتخفيف الضغط عن االسواق واعادة التوازن الذي فقد بسبب‬ ‫شراهة هذه االسواق للتوسع على الرغم من ضيق المساحة وعدم توفر الخدمات‬ ‫الضرورية لها‪.‬‬

‫‪259‬‬


‫تعاني االسواق اليوم بصورة خاصة والمنطقة‬ ‫بشكل عام من فوضى عارمة في كافة النواحي الوظيفية‬ ‫والجمالية‪ .‬وهي ناجمة بشكل رئيسي عن تواجد اسواق‬ ‫الجملة في المنطقة‪ ،‬حيث ادى تفاقم المشكلة من دون‬ ‫ايجاد الحلول الالزمة لها على مر العقود الى تغيير البنية‬ ‫الحضرية لمركز المدينة القديم وتدهوره‪.‬‬

‫فتدهور البنى التحتية وقدمها‪ ،‬باالضافة الى‬ ‫ضعف الرقابة وانعدام صيانة االسواق القديمة او‬ ‫تجديدها بطريقة خاطئة‪ ،‬أدى وسيؤدي الى اختفاء‬ ‫واندثار االسواق التاريخية من الناحية العمرانية وكذلك‬ ‫اختفاء هذء االسواق وما كانت تؤديه من فعاليات‬ ‫للمدينة‪.‬‬

‫‪258‬‬


‫‪2009 1984‬‬ ‫خمطط يبني نتاجئ املسح العمراين للمنطقة لعام ‪2010-2009‬م (عن املكتب املعامري‪-‬بغداد)‬ ‫‪261‬‬


‫المسارات التاريخية المارة خالل المنطقة‬ ‫يمر من خالل المنطقة عدد من المسارات التاريخية داخل‬ ‫بغداد القديمة والتي كانت تربط الشرايع بابواب المدينة ومراقدها‬ ‫مرورا باالسواق‪.‬‬ ‫فيما عدا ما اتت عليه عمليات شق الطرق‬ ‫واقامة الجسور في النصف االول من القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬وما آلت اليه عمليات التحديث في النصف‬ ‫الثاني‪ ،‬فان النسيج الحضري لمركز بغداد التاريخي‬ ‫ال يزال يتشكل من نسيج حضري متماسك في معظمه‬ ‫وذو بنية متشابكة ذات محتوى ثقافي وتاريخي كبير‪.‬‬

‫المسارات الرئيسية الخمسة التي تمر من خالل المنطقة تربط‬ ‫الشواخص التاريخية باالسواق كما تربط المنطقة بالجزء المحاذي لها‬ ‫من جهة الشرق عبر شارع الرشيد وشارع الخلفاء وصوال الى سوق‬ ‫الغزل والدهانة والمناطق االخرى‪.‬‬

‫تعاني هذه األحياء من االهمال وانعدام‬ ‫الخدمات‪ ،‬وقد هجرها اهلها وتهدم بعض مبانيها‬ ‫وتصدع البعض االخر‪ ،‬وتعاني في احسن االحوال‬ ‫من سوء االستخدام‪ .‬وعلى الرغم من وجود مباني‬ ‫حديثة دخيلة ضمن هذا النسيج فان طابع االزقة‬ ‫البغدادية ال يزال هو الغالب في اغلب هذه المناطق‬ ‫حتى اليوم‪.‬‬ ‫ان هذه المناطق المهجورة والمقفرة اليوم‬ ‫تحتوي على خزين تراثي ال يقدر بثمن تتعرض‬ ‫لخطر االندثار السريع‪ .‬فعلى سبيل المثال تحتوي هذه‬ ‫المنطقة المحصورة ما بين شارع الرشيد ونهر دجلة‬ ‫(والتي يبلغ عدد مبانيها ‪ 1374‬مبنى) على ‪211‬‬ ‫مبنى ذي قيمة تاريخية وتراثية عالية اليوم‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كان هذا العدد يتجاوز ‪ 560‬مبنى قبل‬ ‫ثالثة عقود‪ ،‬اي ان عدد المباني التي فقدت خالل هذه‬ ‫الفترة اكثر من ‪ %62‬من المباني المسجلة في ذلك‬ ‫التاريخ‪.‬‬ ‫هذا النزيف المستمر يدق ناقوس الخطر وينبه‬ ‫الى المصير المحدق بالمنطقة‪ ،‬الذي قد يحملها الى‬ ‫نقطة الالعودة بعد فقدانها لخزينها العمراني وضياع‬ ‫هويتها‪.‬‬

‫‪260‬‬

‫خمطط يوحض املسارات التارخيية يف املنطقة احملاذية لهنر دجةل‬ ‫وامتداداهتايف ابيق املناطق احملاذية لها‬ ‫‪ .1‬مسار الباب الوسطاين –امليدان‪ -‬رشيعة البقجة‬ ‫‪ .2‬مسار امليدان – املستنرص – رشيعة الس يد سلطان عيل‬ ‫‪ .3‬مسار الباب الوسطاين – منطقة الاسواق – رشيعة املصبغة‬ ‫‪ .4‬مسار ابب الطلسم – الس نك – رشيعة الس يد سلطان عيل‬ ‫‪ .5‬مسار اجليالين – امليدان – ابب املعظم‬

‫اعىل اليسار‪ :‬احد الازقة‬ ‫املهمةل يف منطقة جديد‬ ‫حسن ابشا قرب امليدان‬ ‫اسفل اليسار‪ :‬خمطط يبني‬ ‫مدى فقدان املباين الرتاثية‬ ‫يف املنطقة‬ ‫النس يج العمراين الاصيل‬ ‫مباين حديثة‬ ‫مباين تراثية فقدت‬


‫اهم هذه المسارات‪ ،‬والذي لم يتأثر كثيرا باعمال التحديث وشق الطرق‪ ،‬هو‬ ‫مسار الميدان – المستنصر والذي يسير بموازاة نهر دجلة ويربط شارع الميدان‬ ‫بشارع المستنصر (النهر) مرورا بمنطقة السراي وسوق السراي ومنطقة‬ ‫االسواق القديمة‪ .‬كما يضم هذا المسار اغلب المباني التاريخية في المنطقة‬ ‫كالقصر العباسي والمدرسة العلية والقشلة والمدرسة المستنصرية‪،‬‬ ‫عالوة على دور عبادة كجامع االحمدي واالصفية والوزير‪ .‬وبهذا‬ ‫يمكن اعتبار هذا العباره مسارا سياحيا من الطراز االول على‬ ‫الرغم من االهمال الذي يعانيه‪.‬‬ ‫اما المسارات االخرى فقد فقدت استمراريتها‬ ‫نتيجة التقاطعات مع نظام المرور الحديث لمدينة‬ ‫بغداد‪ ،‬وبالتالي لم تعد لها اهمية تذكربعد ان‬ ‫تهالكت بناها التحتية وهجرها سكانها‬ ‫وشاغلوها واصبحت اطالال‪.‬‬

‫‪263‬‬


‫جديد حسن ابشا‪ :‬احد‬ ‫احياء بغداد العامرة يف‬ ‫القرن العرشين وما قبهل‬

‫حال الازقة‬ ‫تعاين الازقة داخل الاحياء يف‬ ‫املنطقة من مشالك مجة تتعلق‬ ‫ابنعدام اخلدمات والتلوث البييئ‬ ‫من جراء عدم وجود انظمة‬ ‫لترصيف اجملاري او ترصيف مياه‬ ‫الامطار مما يسبب ترامك املياه‬ ‫الس نة وترامك القاذورات والقاممة‬ ‫الامر اذلي يشلك خماطر حصية‬ ‫وبيئية جدية‬

‫شارع الرساي‪ :‬احد‬ ‫املسارات التارخيية الرئيس ية‬ ‫اذلي يربط الشواخص‬ ‫التارخيية ابالسواق‬

‫‪262‬‬

‫مباين همجورة وآيةل‬ ‫للسقوط‬

‫مباين تراثية فقدت‬ ‫واصبحت اطالال‬

‫ازقة همجورة وهترؤ اكمل‬ ‫للبىن التحتية‬


‫تشير المسوحات التي اجريت على المنطقة المحاذية لنهر دجلة الى وجود عدد‬ ‫محدود من المباني التراثية والتاريخية في المنطقة يبلغ مجموعه ‪ 211‬مبنى منها‬ ‫‪ 47‬مبنى تاريخيا" متميزا" والباقي هو عبارة عن مباني ذات قيمة تراثية‪.‬‬

‫خيية م‬ ‫متزيةمتزية‬ ‫اتراتر‬ ‫خيية م‬ ‫ق‬ ‫ذات ق‬ ‫اثيةراثية‬ ‫ذاتمية ترمية ت‬ ‫ال الحتوي ق‬ ‫اثيةراثية‬ ‫حتويمية قترمية ت‬

‫ذو قمية لكية‬ ‫ذو قمية جزئية‬ ‫حيتوي عنارص معامرية‬ ‫ال حتوي قمية تراثية‬

‫يؤرخ حقبة زمنية‬ ‫معينة‬ ‫يؤرخ خشصية معينة‬ ‫يؤرخ اس تعامل معني‬

‫املباين ذات القمية الرتاثية‬

‫القمية الرتاثية للمباين‬

‫نوع القمية الرتاثية للمبىن‬

‫اخملططات والبياانت مبنية عىل مسوحات قام هبا املكتب املعامري عام ‪2010‬‬ ‫لصاحل امانة بغداد ومت حتديهثا عام ‪2012‬‬

‫‪265‬‬


‫انداثر تدرجيي‬ ‫تناقصت اعداد املباين الرتاثية‬ ‫املسجةل خالل ربع قرن يف‬ ‫منطقة مركز بغداد التارخيي‬ ‫من ما مجموعه ‪ 520‬مبىن يف‬ ‫عام ‪1984‬م اىل ‪ 254‬مبىن‬ ‫يف عام ‪2009‬م مما يعين زوال‬ ‫اكرث من نصف هذه املباين مما‬ ‫يثري القلق حول اماكن زوال‬ ‫هذا املوروث الفريد خالل‬ ‫العقود املقبةل‪.‬‬

‫‪264‬‬


267


‫احد املباين الرتاثية الفريدة اليت‬ ‫آمهلت وتداعت يف منطقة‬ ‫جديد حسن ابشا‬

‫تشكل المناطق التي تنتشر فيها البيوت‬ ‫السكنية الجزء االكبر من النسيج الحضري‬ ‫للمدينة القديمة‪ ،‬وعلى االخص في الجزء‬ ‫الشمالي ما بين شارع المتنبي والشارع‬ ‫المؤدي الى ساحة السراي وكذلك في‬ ‫المنطقة المقابلة الواقعة شرق شارع الرشيد‪.‬‬ ‫تبدو هذه المناطق اليوم شبه خالية من‬ ‫السكان بسبب تحول البعض منها والمحيط‬ ‫باالسواق الى ورش صناعية او مستودعات‬ ‫للخزن اما المساحات المتبقية فاغلبها‬ ‫مهجورة او متروكة او آيلة للسقوط او مجرد‬ ‫اراضي لمباني تراثية قيمة اندثرت‬ ‫واندرست‪.‬‬ ‫وبات البيت البغدادي ذو الحوش‬ ‫الداخلي والشناشيل بعمارته الفريدة عبارة‬ ‫عن اطالل مهملة تنتظر مصيرها المحتوم‬ ‫في ظل االهمال والفوضى مما يهدد بفقدان‬ ‫مثل هذا االرث الفريد الذي تميزت به‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫لقطات ملا تبقى من البيت‬ ‫البغدادي يف املناطق السكنية يف‬ ‫املنطقة‬

‫‪266‬‬


‫تعد المباني التراثية في المدن احد العناصر المهمة في التنمية الحضرية‬ ‫واإلحياء الحضري لما لها من امكانيات حضرية مهمة وبعد تاريخي كبير‪.‬‬ ‫اال ان المباني التراثية في المدينة القديمة اليوم باتت تشكل عبئا اقتصاديا‬ ‫كبيرا على مالكيها من القطاعين العام والخاص‪ .‬فالقطاع العام الذي يملك العديد‬ ‫من المباني التراثية المهمة ‪ ،‬وبدال من ان يستثمر هذه المباني من خالل اعادة‬ ‫استخدامها االستخدام االمثل الذي يتيح االستدامة االقتصادية لهذه المباني ‪ ،‬يلجأ‬ ‫الى منحها الى دوائر القطاع الخاص مثل مراكز الشرطة والمنظمات او عبر‬ ‫تحويلها الى متاحف‪ .‬هذه السياسة التي ال تراعي دراسات الجدوى تهدر الكثير‬ ‫من الفوائد االقتصادية واالجتماعية من خالل هذه االستخدامات‪.‬‬ ‫اما القطاع الخاص فهو اآلخر محاصر من خالل عدم قابليته على‬ ‫الحصول على اي مكاسب مالية من خالل تجميد عقاره زمنا طويال وعدم تمكنه‬ ‫من استثماره بالشكل االمثل بسبب عدم وجود بنى تحتية تساعد على ذلك‪.‬‬ ‫االستخدامات الحالية‬ ‫تثير استخدامات المباني التراثية الحالية االستغراب والدهشة‪ .‬ففي الوقت‬ ‫الذي تتجه فيه االدارات الحكومية المالكة العادة االستخدام من دون دراسات‬ ‫جدوى كما ذكرنا ‪ ،‬فانها تلجأ الى تخصيص هذه المباني دون دراسات معمقة‬ ‫تتعلق بتاريخ المبنى او طبيعته‪.‬‬

‫احد الامثةل عىل الاس تخدام اخلاطئ للمباين الرتاثية‬ ‫بيت اقامة خليل ابشا‪ :‬متحف للزعمي عبد الكرمي قامس‪...‬‬ ‫ما يه العالقة التارخيية وما يه اجلدوى الاقتصادية ؟‬

‫من االمثلة على االستعماالت التي ال عالقة لها بتاريخ وطبيعة المبنى‬ ‫استغالل المباني التالية لالستعماالت المبينة ازاءها‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫بيت خليل باشا والي بغداد استغل كمتحف للزعيم عبد الكريم قاسم‬ ‫بيت النقيب خصص كمقر لمنتدى المسرح‬ ‫القنصلية والمقيمية البريطانية استغلت كمقر لمعهد الدراسات‬ ‫الموسيقية‬ ‫بيت جمال باشا هو مقر للمديرية العامة لالثار والتراث‬ ‫بيت مناحيم دانيال مقر لدائرة االحوال المدنية‬ ‫فندق تايكرس باالس مقر لدائرة التعويضات‬

‫هذه بعض االمثلة للسياسات التي تضر بالمباني التراثية وتضعف من‬ ‫قيمتها التاريخية وتمنع تعظيم عوائدها االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫سياسات غير موفقة‬ ‫يبدو ان السياسة المتبعة الستخدام المباني‬ ‫التراثية تعتمد على مبدأ امالء الفراغات‬ ‫حيث يستخدم المبنى المتوفر لسد الحاجة‬ ‫اآلنية المطلوبة بحيث يشغل المبنى من‬ ‫جهة حكومية او لتوفير مكان لمتحف‬ ‫يتعلق بالجهات الحكومية او منظمات‬ ‫المجتمع المدني بشكل مجاني ومن دون‬ ‫مراعاة لتاريخ المبنى او الجدوى من‬ ‫االشغال‪.‬‬

‫‪269‬‬


‫محلة جديد حسن باشا‬ ‫كانت محلة جديد حسن باشا احدى‬ ‫محالت بغداد الراقية كونها قريبة من‬ ‫مراكز الحكم ومجاورة للقلعة‪ .‬ولكنها‬ ‫تعاني اليوم من تهدم الكثير من بيوتها‬ ‫التي سكنها اعيان بغداد ‪ ،‬بيد ان نسيجها‬ ‫العمراني ال يزال سليما الى حد ما‪.‬‬ ‫وتعاني محلتا راس القرية‬ ‫والحيدرخانة وازقتهما الضيقة من نفس‬ ‫المشاكل‪ ،‬اذ تراكمت النفايات في الطرق‬ ‫واضحى منظر ورائحة البرك اآلسنة في‬ ‫هذه االزقة والعكود منظرا يوميا اعتاد‬ ‫عليه البصر‪ .‬فنجد هنالك بيوتا تحولت الى‬ ‫زرائب للحيوانات او ورش للحدادة‪ ،‬اوفي‬ ‫بعض االحيان نجد بيتا متداعيا قد اصبح‬ ‫مكبا للنفايات والقمامة التي لم تتم ازالتها‬ ‫منذ عقود‪.‬‬

‫ازقة جديد حسن‬ ‫ابشا‪ :‬ارث فريد‬ ‫همجور وهممل‬

‫‪268‬‬


271


‫يوجد اليوم حوالي (‪ )60‬جامعا" قديما" في مدينة بغداد واغلبية هذه المساجد المسجلة‬ ‫تعود الى العهد العثماني تعرض هذه المساجد مزيجا ً هجينا ً للتأثيرات العباسية‬ ‫والفارسية والعثمانية‪ .‬وقد تعرضت هذه المساجد الى تغييرات كبيرة نتيجة اعمال‬ ‫الصيانة المتعاقبة عليها فبعضها اعيد بناؤه واآلخر تم هدم اجزاء منه والبعض‬ ‫اآلخر تعرض لتعديالت طفيفة‪ .‬اال ان القاسم المشترك ما بينها هو انعدام‬ ‫اساليب الترميم والحفاظ على الموروث العمراني لهذه المساجد التاريخية‬ ‫التي يعود بعضها الى ‪ 800‬عام مضى او اكثر‪.‬‬ ‫كانت معظم الجوامع في بغداد تحتوي على السقاية او سبيلخانه‪ ،‬وهي نافوره منصوبة كوقف ديني من قبل‬ ‫اشخاص‪ ،‬ولسوء الحظ التوجد اي منها في بغداد في الوقت الحاضر‪ .‬النافورات التي كانت مفتوحة في فناء‬ ‫الجوامع جرى االستغناء عنها او اسيء استعمالها بالمقابل‪ ،‬فان المصلين يستعملون الحنفية الحديثة للوضوء‬ ‫والغسل‪ ،‬والن اغلب الجوامع محاطة بالمحالت او البيوت‪ ،‬فانها تفتقد الى المظهر الخارجي‪.‬‬ ‫هناك القليل من الجوامع التي لها واجهة مصممة بقصد‪ ،‬وهناك عدة جوامع صغيرة اليمكن التفريق بينها‬ ‫وبين البيوت االعتيادية من الخارج‪ ،‬العالقه الخارجية التي تدل على المسجد هي غالبا ما تكون مدخال صغيرا‪.‬‬ ‫ان االماكن الدينية االخرى التي تعود الى الجامع ولكنها تتميز من حيث الشكل‬ ‫الهندسي هي المدرسة والتكية والحسينية ‪ ،‬والمدرسة هي لتعليم علوم القران‪ .‬اما‬ ‫التكية او الخانكة فقد كانت مرتبطه بالدين او" الطريقة" التي كانت تقام‬ ‫بشكل منتظم للمصلين مع "الذكر"‪ ،‬اما الحسينية فتقام فيها مجالس العزاء‬ ‫الحسيني‪.‬‬

‫جامع احليدرخانة‬ ‫احد اجلوامع القليةل اليت‬ ‫احتفظت هبيئهتا من دون‬ ‫تغيري جذري (فامي عدا واهجة‬ ‫اجلامع املطةل عىل شارع‬ ‫الرش يد)‬

‫‪270‬‬


‫‪0‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪14‬‬

‫‪15‬‬

‫‪16‬‬

‫‪17‬‬

‫‪18‬‬

‫جوامع ومساجد‬ ‫كنائس ومعابد‬ ‫مراقد ومزارات‬ ‫تكيات‬ ‫مدارس دينية‬ ‫املنطقة احملاذية دلجةل‬ ‫املنطقة رشق شارع الرش يد‬

‫اجلوامع واملساجد وس نة البناء‬ ‫‪ .1‬جامع س يد سلطان عيل (‪ 1590‬م)‬ ‫‪ .2‬جامع نعامن الباجةيج(‪ 1820‬م)‬ ‫‪ .3‬جامع اخلاصيك(‪ 1683‬م)‬ ‫‪ .4‬جامع امني الباجةيج(‪ 1822‬م)‬ ‫‪ .5‬جامع العادلية الكبري(‪ 1755‬م)‬ ‫‪ .6‬جامع مرجان ‪ 1356‬م)‬ ‫‪ .7‬جامع اخلفافني ‪ 1193‬م)‬ ‫‪ .8‬جامع القبالنية(‪ 1677‬م)‬ ‫‪ .9‬جامع الاصفية(‪ 1826‬م)‬

‫‪.10‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫‪.12‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫‪.14‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪.19‬‬

‫الكنائس واملعابد‬ ‫جامع الوزير(‪ 1660‬م)‬ ‫‪ .19‬كنيسة الالتني‬ ‫م)‬ ‫‪1929‬‬ ‫جامع عامثن افندي(‬ ‫‪ .20‬كنيسة اللكدان‬ ‫جامع احليدرخان‬ ‫‪ .21‬وكنيسة الرساين‬ ‫ة(‪ 1827‬م)‬ ‫‪ .22‬خان كريكور (كنيس هيودي)‬ ‫جامع الرساي(‪ 1704‬م)‬ ‫املراقد واملزارات‬ ‫جامع السلامينية او "جامع النعامنية" (‪ 1650‬م) ‪ .23‬مزار السفري الاول عامثن بن سعيد السمري‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع الامحدية(‪ 1796‬م)‬ ‫‪ .24‬مزار السفري الثالث احلسني بن روح النوخبيت‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع املرادية(‪ 1570‬م)‬ ‫‪ .25‬مزار السفري ابو احلسن عيل بن محمد السمري‪ ،‬تويف (‪ 1827‬م)‬ ‫جامع ادلفاع‬ ‫‪ .26‬مرقد الش يخ امحد بن حنبل‪ ،‬تويف (‪ 855‬م)‬ ‫جامع الاوزبك(‪ 1682‬م)‬

‫‪.27‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫‪.29‬‬ ‫‪.30‬‬

‫مرقد الش يخ امحد بن حنبل‪،‬‬ ‫تويف (‪ 855‬م)‬ ‫مرقد الس يد البدوي‪،‬‬ ‫مرقد العالمة ابن اجلوزي‪،‬‬ ‫تويف (‪ 1116‬م)‬ ‫مرقد ومزار (غري معروف)‬

‫‪273‬‬


‫‪1‬‬

‫كما يتواجد عدد غير محدود‬ ‫من المزارات غير المعرفة‬ ‫والمهملة التابعة لعدد من‬ ‫االديان منها البهائية‪.‬‬ ‫كما ينبغي مالحظة تواجد عدد‬ ‫آخر من الجوامع والكنائس‬ ‫والمراقد والحسينيات في‬ ‫محيط المنطقة وعلى االخص‬ ‫في الجزء الشرقي من شارع‬ ‫الرشيد والمحصور بينه وبين‬ ‫شارع الخلفاء‬

‫‪3‬‬

‫‪10‬‬

‫‪11‬‬

‫‪12‬‬

‫‪13‬‬

‫‪19‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪22‬‬

‫‪23‬‬

‫‪27‬‬

‫‪272‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫جرد المباني الدينية‬ ‫يتواجد في المنطقة ثالثون‬ ‫معلما دينيا رئيسيا‪ ،‬اغلبها‬ ‫جوامع تاريخية يعود تاريخ‬ ‫انشائها الى قرون مضت‪ .‬كما‬ ‫توجد ثالث كنائس قديمة‬ ‫وكنيس يهودي واحد اضافة‬ ‫الى عدد آخر من المراقد‬ ‫والمزارات االخرى وتكية‬ ‫واحدة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪24‬‬

‫‪28‬‬

‫‪25‬‬

‫‪29‬‬

‫‪26‬‬

‫‪30‬‬


‫القرص العبايس‬ ‫(املدرسة الرشابية)‬ ‫احلفر عىل الجر احد الاعامل الفريدة‬ ‫اليت يزخر هبا هذا الشاخص التارخيي‬

‫المدارس الدينية‬ ‫توجد في بغداد ثالث مدارس تاريخية‪ ،‬وهي القصر العباسي او المدرسة‬ ‫الشرابية التي بنيت في عام ‪1226‬م‪ ،‬والمدرسة المستنصرية التي بنيت في عام‬ ‫‪1234‬م وكل منها مصممة من طابقين حول فناء مفتوح وهناك رواق يحيط بالفناء‬ ‫ويسمح بالدخول الى صوامع الطلبة الصغيرة‪ ،‬اضافة الى المدرسة العلية التي بنيت‬ ‫عام ‪1762‬م‪ .‬اما المدرسة المرجانية او جامع مرجان فقد تم هدم الجزء االكبر منه‬ ‫كما سبق وذكر في الفصل السابق من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫المباني االخرى‬ ‫تقع التكية الخالدية الى الغرب من شارع المستنصر و تحتوي على قبه فوق‬ ‫قبر منشأها‪.‬‬ ‫اما منطقة المباني االدارية في السراي ومن ضمنها مبنى القشلة ومبنى‬ ‫السراي فقد تعرض هذا المجمع بالكامل الى النهب خالل احداث عام ‪ 2003‬األمر‬ ‫الذي ادى الى اضرار مختلفة في اغلب هذه المباني‪ .‬كما تعرض بعدها الى عمليات‬ ‫صيانة اضرت بالقيمة التراثية لهذه المباني‪.‬‬ ‫افتتح مبنى القشلة ومبنى المدرسة العسكرية امام الجمهور في عام ‪2015‬م‬ ‫والقى افتتاحهما ترحيبا كبيرا من قبل الجمهور الذي يشارك في التجمع واالشتراك‬ ‫في الفعاليات الثقافية فيهما ايام الجمعة والسبت من كل اسبوع‪.‬‬ ‫اال انه من المالحظ عموما بان عمليات الترميم والصيانة لهذه المباني تتم‬ ‫باساليب غير مهنية وال تتبع فيها ادنى معايير الحفاظ ومواصفات العمل الحفاظي‪،‬‬ ‫مما ادى الى فقدان القيمة التراثية والمعمارية للكثير من هذه المباني التاريخية‪.‬‬

‫مبىن القشةل‪ :‬اعامل الصيانة اليت اجريت مؤخرا غريت من طبيعة املبىن الرتايث‬

‫‪275‬‬


274


‫االحنسار املتصاعد‬

‫تشكل الجوامع والمباني التاريخية في مدينة بغداد القديمة عنصرا اساسيا من تكوينها الحضري‬ ‫والعمراني‪ ،‬اذ ان خصائصها المعمارية الفريدة المشكلة من قببها الفسيفسائية ومناراتها التي يطغى‬ ‫عليها اللون االزرق والتركواز وتطرز سماء بغداد القديمة‪.‬‬ ‫اال ان تلك المباني تعرضت العادة بناء في بعض االحيان‪ ،‬من دون اعتماد اساليب الترميم‬ ‫والحفاظ الصحيحة‪ ،‬حيث كانت عملية هدم جامع مرجان خطأ تاريخيا كبيرا اذ تم هدم الجزء االكبر‬ ‫من الجامع وتم االبقاء على منارته ومدخله فقط‪ ،‬وبناء قاعات جديدة للصالة والخدمات وتم هدم القبة‬ ‫المشهورة للجامع واالستعاضة عنها بثالث قباب افقدت الجامع قيمته التاريخية‪ .‬كما وتعرض مسجد‬ ‫السيد سلطان علي ايضا الى حملة تجديد في تسعينات القرن الماضي والتي اتت على طابعه التاريخي‬ ‫وافقدته طابعه التاريخي‪.‬وتعرض جامع االصفية ايضا الى تعديالت عند انشاء جسر الشهداء‪.‬‬ ‫تراث مهدد‬ ‫تجري اعمال الصيانة على الجوامع‬ ‫والمباني االثرية بصورة دورية اال ان تلك‬ ‫االعمال تجري من دون مواصفات حفاظية‬ ‫للمواد واالساليب المستعملة فيها في الفترة‬ ‫االخيرة ويتم تنفيذها عن طريق مؤسسات‬ ‫وشركات تفتقر الى الخبرة في ترميم المباني‬ ‫االثرية‪.‬‬ ‫واذا استمرت هذه السياسات من دون‬ ‫رقابة وتنظيمات صارمة فاننا سنجد انفسنا في‬ ‫مدينة تنعدم فيها القيمة اآلثارية والتراثية لمبانيها‬ ‫التاريخية بعد ان يتم تجديد هذه المباني التي لن‬ ‫يبقى من تاريخها المجيد سوى االسم المجرد‪.‬‬

‫مسجد املدرسة‬ ‫السلامينية‬ ‫لوحة عند‬ ‫مدخل املسجد‬ ‫تعرب عن‬ ‫"الفخر" هبدم‬ ‫املبىن الاصيل‬ ‫اذلي بين عام‬ ‫‪1791‬م بدال‬ ‫من ترمميه‬

‫‪277‬‬


‫االنحسار المصاعد‬

‫محالت ومساكن مهجورة ومقفرة‬ ‫كان لتدهور البنى التحتية وانعدام الخدمات والمعايير البيئية اكبر االثر في‬ ‫الهجرة التدريجية الصحاب المباني في األحياء السكنية اوالتي بدات في منتصف‬ ‫القرن الماضي حيث انتقل أصحابها وشاغلو هذه المناطق الى مناطق اخرى حديثة‬ ‫تتوفر فيها الخدمات‪.‬‬ ‫وبالنظر لما تحويه هذه المناطق من ارث معماري فريد‪ ،‬تعرض جزء كبير‬ ‫منها للتلف‪ ،‬فانه من الضروري اتخاذ الخطوات العاجلة النقاذ ما يمكن انقاذه‬ ‫وإحياء هذه المناطق التي تختزن الكثير من ذاكرة المدينة‪.‬‬

‫‪276‬‬


‫شريط ممتد على النهر ‪ ،‬مقفر ويخلو‬ ‫من اي خدمات واصبح مكبا للنفايات‬

‫منطقة ترفيهية ذات مردود اجتماعي‬ ‫واقتصادي كبير‬

‫شارع تطل عليه مباني متهالكة وتباع‬ ‫فيه االدوات الثقيلة والزيوت‬

‫عصب تجاري ومعلم تراثي يمثل شارعا‬ ‫تسويقيا ترفيهيا ثقافيا الهالي المدينة‬

‫محجوزة الستعمال المركبات واصبحت‬ ‫مركزا لتحميل بضائع اسواق الجملة‬

‫مناطق مفتوحة خضراءالستعمال‬ ‫االنسان وساحات للقاء واالحتفال‬

‫استعمرتها اسواق الجملة التي ترعرت‬ ‫في غير محلها‬

‫اسواقا فولكلورية ومكانا للتبضع‬ ‫والترفيه لسكان المدينة وزوارها‬

‫محالت مهجورة ومباني خربة اصبحت‬ ‫مصدرا للتلوث البيئي والحضري‬

‫احياء سكنية ومسارات تراثية ذات‬ ‫تاثير اقتصادي واجتماعي مستدام‬

‫تهرؤ شامل للبنى التحتية وانعدام‬ ‫للخدمات‬

‫بنى تحتية متكاملة‬ ‫وخدمات عصرية‬

‫يعاني من فوضى‬ ‫مرورية شاملة‬

‫نظام مروري األفضلية فيه للمشاة‬ ‫ونقل عام آمن‬

‫‪261‬‬


‫منطقة اترخيية همددة‬ ‫هذه املنطقة التارخيية املمتدة‬ ‫عىل طول اكرث من ثالثة‬ ‫كيلومرتات عىل الضفة‬ ‫الرشقية لهنر دجةل يف قلب‬ ‫مدينة بغداد الكربى همددة‬ ‫ابالنداثر وفقدان طابعها‬ ‫التارخيي املوروث‪.‬‬

‫‪278‬‬

‫ما تقدم يشكل جزءا بسيطا من الصور والمشاهد‬ ‫اليومية للحياة الحضرية في المركز التاريخي‬ ‫لمدينة بغداد وما تواجهه هذه المنطقة المهمة‬ ‫والمهملة من مدينة بغداد في آن واحد‪.‬‬ ‫كيف هي حال هذه المنطقة اليوم‪ ،‬وما يفترض‬ ‫ان تقدمه من فعاليات حضرية بحكم موقعها‬ ‫التاريخي والحضري كمركز للمدينة التاريخية ؟‬


‫لقد كان مركز بغداد التاريخي حتى العقود االخيرة من القرن العشرين محورا اساسيا لمدينة بغداد‪ ،‬حيث‬ ‫مثل شارع الرشيد واالسواق مركزا تجاريا‪ ،‬باسواقه ومحالته‪ ،‬ومركزا ترفيهيا بمقاهيه وسينماته‪ ،‬وسياحيا‬ ‫حضاريا واسعا بمعالمه التاريخية ودور العبادة فيه‪ ،‬اذ كان قبلة للزوار والسياح من انحاء العالم لما لبغداد من‬ ‫شهرة كاحدى العواصم التاريخية العريقة‪.‬‬ ‫كانت بغداد ومركزها التاريخي قبيل اندالع الحرب العراقية االيرانية عام ‪ 1980‬على عتبة مرحلة هامة‬ ‫من مراحل التطوير التي لم تتحقق بسبب هذه الحرب‪ ،‬إذ تناقص دور مركز بغداد وفقد حيويته واهميته اثر ذلك‬ ‫وتحول من مركز حضاري تجاري اداري سياحي يمثل قلب العاصمة الى سوق كبير لبيع الجملة حيث هيمنت‬ ‫هذه االسواق على المنطقة وتضخمت على حساب االسواق االخرى التي فقدت مرتاديها واضحى شارع الرشيد‬ ‫نفسه امتدادا السواق الجملة‪ ،‬وخلت المكاتب والمساكن من اصحابها بعد ان سخرتها اسواق الجملة لخدمتها‬ ‫فامست مخازنا لبضائعها وورشا صناعية تقدم لها متطلباتها وتراجع المشهد الحضري له تراجعا حادا رافقه‬ ‫فقدان الكثير من المباني والمعالم التراثية التي كانت تشكل هوية المنطقة‪.‬‬

‫توزعت مهمة مركز المدينة على المراكز المحلية ألحياء المدينة االخرى وضواحيها‪ ،‬وفقد قلب بغداد‬ ‫مركزه‪ ،‬وعاشت المدينة عقودا من دون هوية ومركز يؤدي دوره الفاعل المفترض‪ .‬وتشتت المدينة الى أحياء‬ ‫متفرقة من دون مركز يوحدها فيزيائيا ‪ .‬وكان للعوامل االجتماعية الناتجة عن ذلك تاثيرا مدمرا على وحدة‬ ‫المدينة وتماسكها في السنين التي تلت مجريات واحداث عام ‪ 2003‬من نزاعات طائفية ومناطقية‪.‬‬ ‫تقع علينا اليوم مسؤولية إحياء هذا الجزء الهام من المدينه وإعادته الى فعاليته ووظيفته ضمن نسيج‬ ‫المدينة لتعود مدينة بغداد القديمة لزهوها كقلب نابض قبل ان يفوت االوان ويسبق السيف العذل‪.‬‬ ‫ولكن كيف يمكن ذلك وما هو شكل المركز الجديد وماذا يتضمن من االنشطة والفعاليات وكيف يمكن‬ ‫للمركز اعادة بغداد الى موقعها الحضاري واالقليمي؟ وقبل ذلك إستعادة السالم مع نفسها واالمان الهلها؟‬

‫‪281‬‬


‫على الرغم من جمال وسمو المناطق‬ ‫االثرية والتاريخية للمدينة من مباني وازقة‬ ‫وشوارع‪ ،‬اال ان مجموع المشاهد التي تواجه‬ ‫من يرى مركز بغداد القديمة اليوم ما بين ضفة‬ ‫النهر وشارع الرشيد واالسواق واالزقة قد‬ ‫يسبب صدمة مؤلمة لمن يعرف بغداد وما كانت‬ ‫عليه لعقود مضت‪ .‬ومن الواضح ان عقارب‬ ‫الساعة لم تعد بالمدينة الى الوراء وانما الى عالم‬ ‫لم تشهده هذه المدينة من قبل‪ ،‬من فوضى‬ ‫بصرية وعمرانية وبيئية تخطيطية شاملة‪ ،‬االمر‬ ‫الذي باتت فيه اشبه بقرية كبيرة تكاد تخلو من‬ ‫المعالم المدنية والحضرية‪.‬‬

‫‪280‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.