بغداد القرن الحادي والعشرين - المدينة التاريخية 3/5 . Baghdad 21st Century - The Historical City 3/5

Page 1


‫سقوط المدينة‬ ‫انهيار الدولة العباسية‬ ‫المسار الزمني لتاريخ المدينة‬ ‫حصار وغزوات‬ ‫مشاهدات الرحالة‬ ‫رحلة تافرنييه‬ ‫رحلة كارستن نيبور‬ ‫رحالت فيلكس جونز‬ ‫القرن التاسع عشر‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫سور المدينة‬ ‫بغداد والنهر‬ ‫شبكة الطرق‬ ‫النسيج الحضري‬ ‫المدينة في القرن العشرين‬ ‫بغداد عام ‪2017‬‬ ‫مائة عام من التطور‬ ‫اندثار المدينة القديمة‬ ‫تغير البنية الحضرية في القرن العشرين‬ ‫الربع االول من القرن‬ ‫الربع الثاني من القرن‬ ‫الربع الثالث من القرن‬ ‫الربع االخير‬ ‫سياسات التطوير في القرن العشرين‬ ‫مسار التطور‬ ‫تحديث المدينة‬ ‫المعضلة االساسية‬ ‫الموروث العمراني‬ ‫شارع الرشيد مثال‬ ‫حروب ونزاعات‬ ‫التمزق المتنامي‬

‫‪50‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪128‬‬

‫المدينة في مستهل القرن الحادي والعشرين‬ ‫احساس المكان‬ ‫موقع المدينة التاريخية‬ ‫قلب المدينة‬ ‫نظرة على المنطقة‬ ‫مجتمع المدينة‬

‫‪130‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪138‬‬

‫الحالة الحضرية‬ ‫استعماالت االرض‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫النقل والمرور‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الهيكل الحضري‬ ‫ضفة النهر‬ ‫السدة الترابية‬ ‫بانوراما الواجهة النهرية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫االنحسار المتصاعد‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫اختالل الوظائف الحضرية‬ ‫الوضع العمراني‬ ‫الطرز المعمارية‬ ‫حالة الشارع‬ ‫بانوراما جدار الشارع‬ ‫العناصر المعمارية‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫تعريق الحداثة‬ ‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫ميادين المنطقة‬ ‫ساحة الباب الشرقي‬ ‫ساحة السنك‬ ‫ساحة حافظ القاضي‬ ‫ساحة جامع مرجان‬ ‫ساحة الرصافي‬ ‫ساحة الميدان‬ ‫باحة وزارة الدفاع‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫امكانات مهدورة‬ ‫االسواق التجارية‬ ‫المحرك االقتصادي للمدينة‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫حال االسواق العمرانية‬ ‫مسح االسواق‬ ‫المشهد الحضري‬ ‫اكتظاظ وفوضى‬ ‫االحياء واالزقة‬ ‫مسارات تاريخية‬ ‫حالة المباني التراثية‬ ‫المناطق السكنية القديمة‬ ‫استعماالت المباني التراثية‬

‫‪142‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪258‬‬ ‫‪259‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪268‬‬


‫مقدمة بقلم د خالد السلطاني‬ ‫تقديم‬ ‫تقديم بقلم المؤلف‬

‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫ما قبل النشوء‬ ‫بغداد والعالم القديم‬ ‫حضارات متعاقبة‬ ‫الموقع واصل االسم‬ ‫اختيار موقع المدينة‬

‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬

‫النشوء‬ ‫تخطيط المدينة‬ ‫المدينة المدورة‬ ‫اسوار المدينة‬ ‫مسجد المنصور‬ ‫الطاقات‬

‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬

‫تطور المدينة‬ ‫صعود المدينة المدورة‬ ‫توسع المدينة‬ ‫وصف المدينة‬ ‫مدينة العلوم‬ ‫مدينة اآلداب‬ ‫مدينة الفنون‬ ‫عمارة المدينة‬

‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬

‫تدهور المدينة‬ ‫نكبات المدينة‬ ‫بزوغ الرصافة‬ ‫مشاهدات ابن جبير‬

‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪48‬‬


‫االستراتيجية السادسة‬ ‫البنى التحتية‬ ‫الخدمات‬ ‫المرور والمواصالت‬ ‫خالصة االستراتيجية السادسة‬ ‫االستراتيجية السابعة‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫منهجية اعادة الذاكرة‬ ‫التراث العمراني‬ ‫الذاكرة المرتبطة‬ ‫مخطط مواقع الذاكرة المرتبطة‬ ‫التراث غير المادي‬ ‫خالصة االستراتيجية السابعة‬ ‫اعتبارات تخطيطية وتصميمية‬ ‫بغداد ‪ 21‬االطار الشامل‬ ‫المخطط الشامل لالحياء‬ ‫حصيلة المخطط الشامل‬ ‫الصورة النهائية‬ ‫النتائج المتوقعة‬ ‫الخالصة‬ ‫من اجل المستقبل‬ ‫الماضي يعود الى المستقبل‬

‫‪442‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪456‬‬ ‫‪458‬‬ ‫‪460‬‬ ‫‪462‬‬ ‫‪482‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪506‬‬ ‫‪508‬‬ ‫‪510‬‬

‫‪516‬‬ ‫‪517‬‬

‫‪520‬‬ ‫عدم استكمال المشاريع‬ ‫اخفاق السياسات المتبعة‬ ‫عدم كفاية التخصيصات‬ ‫تفتت العائديات العقارية‬ ‫انواع االمالك في المنطقة‬

‫‪520‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪524‬‬ ‫‪526‬‬

‫تذليل التحديات‬ ‫توفير السيولة الالزمة للتنفيذ‬ ‫التجارب العالمية‬ ‫توطين التجارب الحضرية‬

‫‪544‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪547‬‬

‫‪548‬‬

‫‪512‬‬ ‫‪514‬‬

‫‪518‬‬

‫مقدمة‬ ‫مراجعة التحديات‬

‫المستلزمات والخطوات التنفيذية‬ ‫االطار التشريعي‬ ‫الشراكة ما بين القطاع العام والخاص‬ ‫المؤسسة العقارية للتطوير‬ ‫االعتبارات االدارية‬ ‫استراتيجيات التنفيذ‬ ‫مراحل التنفيذ‬ ‫حصيلة التنفيذ‬ ‫سلبيات وايجابيات‬ ‫من اجل التحقيق‬ ‫المدينة التاريخية‬

‫‪531‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪534‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪537‬‬ ‫‪540‬‬ ‫‪542‬‬

‫‪528‬‬ ‫‪529‬‬ ‫‪530‬‬

‫بغداد اليوم‬ ‫كلمة اخيرة‬

‫‪550‬‬ ‫‪552‬‬


‫المباني الدينية‬ ‫المباني االخرى‬ ‫المشهد الحضري لالحياء‬ ‫المشهد الحضري للمباني‬ ‫الحالة الحضرية للمدينة التاريخية‬ ‫المشهد الحضري العام‬ ‫فشل المركز‬

‫‪270‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪276‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪281‬‬

‫رؤية الحفاظ‬ ‫اشكالية االحياء الحضري‬ ‫اهداف التنمية المستدامة‬ ‫التعامل مع المناطق الحضرية‬ ‫االطار الشامل للتطوير‬ ‫مركز عصري عريق‬

‫‪336‬‬

‫‪282‬‬

‫مقدمة‬ ‫المدينة والمركز‬ ‫استرداد المركزية المفقودة‬

‫‪284‬‬ ‫‪289‬‬

‫المنهجية‬ ‫خطوات تحديد الرؤية‬ ‫تحديد مواطن الضعف‬ ‫اسواق الجملة‬ ‫االصالح والتمهيد‬ ‫بناء المستقبل‬ ‫المقومات الحضرية‬ ‫القيم‬ ‫القاعدة الحضرية‬ ‫مبادئ الرؤية‬ ‫المبادئ التوجيهية‬ ‫اعادة تجسيد التاريخ‬

‫‪286‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪289‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪306‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪309‬‬

‫بغداد ‪21‬‬ ‫االهداف‬ ‫هيكلية الرؤية‬ ‫الرؤية ثالثية االبعاد‬ ‫اعادة التشكيل المكاني‬ ‫اعادة التوازن الوظيفي‬ ‫اعادة الذاكرة المدينية‬ ‫رؤية البنى التحتية‬ ‫الرؤية المرورية‬

‫‪310‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪316‬‬ ‫‪318‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪326‬‬

‫‪328‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪335‬‬

‫مقدمة‬ ‫استراتيجيات التحول واالحياء‬ ‫السياسات التخطيطية العامة‬ ‫االستراتيجية االولى‬ ‫عودة النهر الى المدينة‬ ‫مخطط هيكلية ممشى النهر‬ ‫مخطط هيكلية الشرفة‬ ‫خالصة االستراتيجية االولى‬ ‫االستراتيجية الثانية‬ ‫ميادين لقاء وفرح‬ ‫مخطط منظومة الميادين‬ ‫خالصة االستراتيجية الثانية‬ ‫االستراتيجية الثالثة‬ ‫السفر عبر سيمفونية حضرية‬ ‫مخطط هيكلية احياء الشارع‬ ‫خالصة االستراتيجية الثالثة‬ ‫االستراتيجية الرابعة‬ ‫تجربة تسوق مميزة‬ ‫مخطط هيكلية االسواق‬ ‫خالصة االستراتيجية الرابعة‬ ‫االستراتيجية الخامسة‬ ‫قرى خضراء وسط المدينة‬ ‫المسارات التاريخية‬ ‫احياء النسيج العمراني‬ ‫مخطط احياء المسارات واالحياء‬ ‫خالصة االستراتيجية الخامسة‬

‫‪338‬‬ ‫‪340‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪342‬‬ ‫‪356‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪372‬‬ ‫‪374‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪404‬‬ ‫‪418‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪422‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪438‬‬ ‫‪440‬‬


‫مبىن القشةل‬ ‫الصاالت ادلاخلية‬ ‫يف الطابق الاول‬ ‫من املبىن‬

‫الاسطرالب‬ ‫احد اجنازات لبيت‬ ‫احلمكة يف بغداد‬ ‫خالل حمك بين‬ ‫العباس‬

‫ان ما يعانيه مركز مدينة بغداد القديمة في الرصافة من المشاكل اليوم لم يكن وليد‬ ‫الحاضر بل هي نتيجة حتمية لتراكمات دامت الكرر من قرن قادته الى ما هو فيه من‬ ‫فوضى وتدهور‪.‬‬ ‫ما هو مستقبل هذه المنطقة التي كانتحتى زمن قريب مركزا حضاريا والى زمن‬ ‫قريب منطقة متعددة الفعاليات زاخرة بالحركة والحياة وكيف يمكن اعادة الحياة الى‬ ‫شرايينها بقلب جديد يواكب القرن الحادي والعشرين مع الحفاظ على كنوزها في الوقت‬ ‫نفسه ؟‬

‫‪283‬‬


282


‫الغرض من الرؤية هو بالدرجة االولى محاولة استعادة‬ ‫مركز المدينة لموقعه التاريخي والحضري الطبيعي بعد ان فقد‬ ‫هذا المركز بالتدريج خالل العقود القليلة الماضية موقعه كقلب‬ ‫نابض لبغداد‪.‬‬ ‫ان استعادة المركزية تأتي من خالل خلق بيئة مؤاتية‬ ‫ومناسبة لألنشطة الرقافية والسياحية والترفيهية والتسويقية‪،‬‬ ‫والتي تستهدف كافة طبقات وطوائف المجتمع البغدادي‪ ،‬من‬ ‫خالل سياسات ومشاريع تعزز الهوية الحضارية والتاريخية‬ ‫الفريدة للمدينة بشكل يجعل سكانها فخورين بتاريخ مدينتهم‬ ‫فرحين بحاضرها وواثقين من مستقبلها‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫القشلة وشارع المتنبي مثال‬ ‫يمرل مبنى القشلة وشارع المتنبي المتنفس الوحيد للمواطن‬ ‫البغدادي للتعبير عن تلك المشاعر التي تعزز الروح والشعور‬ ‫باالنتماء الحضري ‪ ،‬حيث يتجمع المواطنون من داخل المدينة‬ ‫وخارجها لالرتماء في احضان بغداد‪ ،‬في احضان التاريخ‬ ‫والرقافة والطبيعة التي تتمرل في مبنى القشلة وشارع المتنبي‬ ‫ونهر دجلة‪.‬‬ ‫هذه المنطقة التي تشكل جزءا صغيرا من مركز بغداد‬ ‫التاريخي‪ ،‬على تواضع خدماتها الحضرية‪ ،‬هي خير مرال لمدى‬ ‫تعطش سكان المدينة وزوارها الى تلك التجارب الحضرية وما‬ ‫سيكون عليه مركز بغداد التاريخي من زخم جماهيري لو احسن‬ ‫استخدامه‪ ،‬ليشكل اماكن ذات قيمة حضرية عالية‪ ،‬بدال من كونها‬ ‫مناطق خالية مهجورة او اسواقا للجملة تعمها الفوضى‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ساحة القشةل‬ ‫مبىن املدرسة العسكرية‬ ‫شارع املتنيب‬ ‫شارع الرساي‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪285‬‬


‫خضعت مدينة بغداد القديمة وعلى االخص مركزها الى تغييرات عديدة ومريرة على‬ ‫مدى العقود الماضية‪ ،‬كان بعضها عبر قرارات تخطيطية مجتزاة‪ ،‬كما كان البعض االخر‬ ‫نتيجة لعدم التخطيط واهمال تطوير المنطقة‪ ،‬االمر الذي ادى الى وصول مركز المدينة الى‬ ‫حافة االنهيار‪ ،‬مما يجعل الحاجة ماسة الى صنع والدة جديدة لمركز مدينة يكون نقطة محورية‬ ‫حيوية لمنطقة مزدهرة‪.‬‬ ‫ان الديناميكية التي يمتاز بها قلب المنطقة الحضرية تنبع من العمق التاريخي والغنى‬ ‫الرقافي واالجتماعي عالوة على كونها محورا اقتصاديا رئيسيا للمدينة والمنطقة‪.‬‬

‫الرؤية‬ ‫توفر الرؤية مجموعة من‬ ‫اسرتاتيجيات التحول‬ ‫احلرضي وتصورات‬ ‫الجراءات التنفيذ يف حماوةل‬ ‫للتحقق من اماكنية حتول‬ ‫هذه الافاكر اىل حقيقة‬ ‫واقعة يف املس تقبل املنظور‬ ‫كام تقرتح مضنا الاجراءات‬ ‫الالزمة لضامن اس تدامة‬ ‫حيوية هذه املنطقة‪.‬‬

‫الرؤية هي استراتيجية محددة وحاسمة لضمان مستقبل واعد لمركز المدينة والمنطقة‬ ‫ككل‪ ،‬ضمن خطة شاملة تقدم اطارا ورؤية موحدة‪ ،‬من خالل وضع السياسات الالزمة النتشال‬ ‫المنطقة من حالتها الماساوية وتحقيق النجاح العادة إحياء المنطقة والتاكد من استمرار حيويتها‬ ‫لعقود قادمة‪.‬‬ ‫الحاجة الى المركز‬ ‫مرت على بغداد في سنواتها العجاف ثالثة حروب دام احدها ثمانية سنوات عالوة على‬ ‫عشر سنوات من الحصار ومرلها من االرهاب تركت خاللها البنى التحتية لمركز بغداد‬ ‫التاريخي وعصبها التجاري محطما‪.‬‬

‫وبدا جليا وواضحا ان المدينة ال يمكن ان تستمر من دون قلب ومحور تجاري ومالي‬ ‫وثقافي واداري يتناسب واهميتها ومكانتها االقليمية والعالمية‪.‬‬ ‫واضحى الغياب الواضح لمركز يؤدي دوره بصورة صحيحة وعلى نحو الئق في الحياة‬ ‫اليومية للمدينة محسوسا بشدة‪ ،‬ويؤثر على المدينة ومواطنيها ماديا ومعنويا ونفسيا‪ .‬لذا فقد‬ ‫اصبح من الضروري العمل الجاد على اعادة اعماره وتجديد بناه التحتية في اعادة تاهيل شاملة‬ ‫تشمل كافة المفاصل والخدمات‪ ،‬خاصة وان الخراب الذي اصاب المركز اليوم هو على نطاق‬ ‫واسع وشامل‪.‬‬ ‫ان بغداد تحتاج العادة النبض الى قلبها الذي يحتاج الى من يعيد اليه الحياة والحيوية‪،‬‬ ‫وهو ما ي شعر به كل من يمر في مركز المدينة اليوم عبر شارع الرشيد ‪ ،‬فينتابه مزيج من‬ ‫الشوق والحنين الى الماضي وأسف على الحاضر وخوف على المستقبل‪.‬‬ ‫ان الضرورات االجتماعية واالقتصادية تظهر الحاجة الماسة لتنمية المركز تبعا‬ ‫الحتياجات المستقبل كي يعود هذا المركز مستقطبا لالسترمار ولعودة تجارة التجزئة والفعاليات‬ ‫الرقافية والترفيهية اليه‪ ،‬من خالل اعادة بناء مركز حيوي قوي وفعال‪ ،‬مركز يكون مدعاة فخر‬ ‫للعراقيين ووسيلة لتوفير االمان االجتماعي والرخاء لقاطنيه‪ ،‬مركزا يعبر عن وحدة المدينة‬ ‫ورصانة مجتمعها‪.‬‬

‫‪284‬‬


‫ما هي مواطن الضعف التي تسبب الفوضى وتعيق‬ ‫تطور المنطقة والتي يجب معالجتها من اجل تمهيد الطريق‬ ‫إلحيائها من جديد؟‬ ‫مواطن الضعف هذه تتلخص في التالي‪:‬‬ ‫‪ ‬وجود اسواق الجملة‬ ‫يشكل وجود اسواق الجملة وما تفرزه وتسببه هذه‬ ‫االسواق اضافة الى االنتشار الكريف لباعة الرصيف‬ ‫والمتجاوزين من اهم التحديات التي قد تواجه هذه الرؤية‪.‬‬ ‫‪ ‬انهيار البنى التحتية‬ ‫ان انهيار البنى التحتية وعدم توفر الخدمات وتقادمها‬ ‫يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة في المنطقة ومعوقا رئيسيا‬ ‫المكانيات االسترمار في المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬محدودية النظام لمروري‬ ‫محدودية شوارع المنطقة ونسيجها العمراني‬ ‫التاريخي وتقاطعها مع شارع الرشيد ال تسمح بمرور مريح‬ ‫للمركبات او توفير مواقف للسيارات باالعداد الكافية لخدمة‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬وجود السدة الترابية‬ ‫تعاني الواجهة النهرية التي ابعدت المدينة عن النهر‬ ‫من االهمال وعدم وجود خدمات وبنى تحتية فيها تمكن من‬ ‫الوصول اليها‬ ‫‪ ‬عدم امكانية التوسع المستقبلي‬

‫س يتيح هذا التحليل اذلي سيبحث هذا الفصل يف جزئيه عنارص القوة‬ ‫ومواطن الضعف حتديد الاهداف بناء عىل القمي واملبادئ ومن مث حتديد‬ ‫الس ياسات احلرضية مبوجهبا‪.‬‬ ‫اما الفرص والتحدايت فسيمت حبهثا يف‬ ‫الفصل السادس املتعلق ابلتحقيق‪.‬‬

‫كون المنطقة تاريخية ذات نسيج حضري كريف‬ ‫ومتشابك يلغي امكانيات التوسع المستقبلي وتلبية‬ ‫االحتياجات الحضرية لها‪.‬‬ ‫‪ ‬استعماالت االرض غير المناسبة‬ ‫افرزت التطورات المتالحقة للقرن العشرين‬ ‫استعماالت أرض وفعاليات غير مناسبة في عدة مواقع ال‬ ‫تتالءم مع الوظيفة الحضرية والبيئة المحيطة بها‪.‬‬

‫‪287‬‬


‫الفرص والتحدايت‬ ‫ابلتاكيد فان الرؤية لبناء املس تقبل‬ ‫س تواجه كام" غري اعتياداي" من‬ ‫نقاط الضعف‬

‫تتمرل الخطوة االولى العادة نهضة واحياء مركز المدينة في التعرف على المسببات االمباشرة‬ ‫وغير المباشرة للتدهور الحضري الذي يعانيه اليوم وتحليلها‪ ،‬وصوال الى ايجاد الحلول الالزمة الزالة‬ ‫هذه االسباب‪ ،‬تمهيدا لوضع رؤية شاملة لتطويره باالعتماد على مكامن القوة الداخلية والفرص‬ ‫الخارجية الكامنة‪ ،‬بعد ان نتمكن من تذليل التحديات الخارجية التي يمكن ان تواجه هذه الرؤية‪.‬‬ ‫الخطوة الرانية في إطار هذه الرؤية ترسم تصورا لكيفية نمو وتطور مركز المدينة التاريخي‬ ‫باالجابة على بعض االسئلة‪:‬‬ ‫‪ ‬ما هي القيم األساسية للمدينة والمجتمع والتي ينبغي ان يعكسها مركز المدينة ؟‬ ‫‪ ‬كيف يمكن ان تترجم تلك القيم إلى اهداف لتشكل رؤية عامة للمستقبل ؟‬ ‫‪ ‬كيف ينبغي ان تبدو البيئة المادية لمركز المدينة وتتشكل ؟‬ ‫‪ ‬وما هي الفعاليات التي تجعل منه مكانا جذابا ويوفر حياة سعيدة وصحية ومنتجة‬ ‫لمواطنيه؟‬ ‫‪ ‬كيف يمكن ذلك وما هي الوسائل لتحقيق هذه الرؤية؟‬ ‫ستتبنى الرؤية أفكارا وخطوات على شكل توصيات محددة بالنسبة للسياسات والمشاريع‬ ‫والبرامج الالزمة لتحقيق الرؤية المنشودة وتحديد اهدافها‪ ،‬استنادا الى مجموعة من القيم التي تعبر عن‬ ‫طبيعة وتاريخ المدينة ورغبات المجتمع التي تشكل خصائص مركز المدينة األكرر جوهرية‪.‬‬

‫من خالل هذه الرؤية ستتوضح كيفية تصور المستقبل ونمط التنمية العمرانية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية لمركز المدينة وكيفية استدامته ضمن إطار مخطط يوضح األهداف ويضع هيكل الخطة‪،‬‬ ‫بما في ذلك التحوالت المطلوبة واالستراتيجيات ومجاالت التركيز التي من شأنها إحداث تطورات‬ ‫ملموسة وتغييرات اساسية في السنوات المقبلة‪.‬‬ ‫الخطوة االولى‬ ‫التحليل الرباعي‬ ‫عملية التحليل الرباعي يمكن ان تساعد في التعرف على اسباب الفشل وتحديد طرق إنجاح عملية‬ ‫احياء المنطقة الحضرية‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪286‬‬

‫القوة ‪ :‬عنارص القوة احلرضية اليت متزيها‬ ‫الضعف ‪ :‬نقاط الضعف يف البنية احلرضية للمنطقة‬ ‫الفرص ‪ :‬ومتثل الفرص اخلارجية اليت تساعد يف النجاح‬ ‫الهتديدات ‪ :‬العقبات اخلارجية هتدد وتعرقل النجاح‬


‫تعد اسواق الجملة احد اهم الفعاليات االقتصادية‬ ‫للمدينة اذ تقدم هذه الفعالية خدماتها لعموم العراق عامة‬ ‫وللمدينة نفسها بصورة خاصة‪.‬‬ ‫هذه االسواق التاريخية التي نشأت وتطورت‬ ‫خالل قرون لتخدم مدينة تعدادها ال يتجاوز ال ‪200‬‬ ‫الف نسمة اال ان نفس هذه االسواق اليوم تخدم مدينة‬ ‫يزيد سكانها على ال ‪ 7.6‬مليون نسمة حسب تقديرات‬ ‫عام ‪ ،2013‬اي بما يجاوز الرمانية والرالثين ضعفا من‬ ‫ناحية السكان‪ .‬اما من ناحية المساحة فقد قاربت على‬ ‫المائة ضعف‪.‬‬ ‫ان الوجود القسري لهذه االسواق في قلب المدينة‬ ‫واحتياجها الدائم للتوسع تبعا لتوسع المدينة وزيادة‬ ‫سكانها المضطرد وحاجتها الى الخدمات االخرى من‬ ‫خزن وتحميل ضمن مساحة محدودة‪ ،‬يتسبب في تفسخ‬ ‫شامل للنظام الحضري للمنطقة‪ ،‬ويشكل ضغطا ال‬ ‫يحتمل على البنى التحتية المتقادمة وعلى االمكانيات‬ ‫المحدودة للنظام المروري فيها‪ ،‬ويقود المنطقة باسرها‬ ‫باتجاه التدهور الحضري ‪.‬‬ ‫ان هذه االسواق التي ال يمكن االستغناء عنها قد‬ ‫توسعت الى حد االختناق ولم يعد تواجدها المكرف في‬ ‫مركز المدينة مالئما لها وال للمدينة نفسها‪ ،‬لعدم تواجد‬ ‫الخدمات الضرورية وال طرق المواصالت الالزمة‬ ‫لمرل هذه الفعاليات‪ ،‬وبات من الضروري اقامة مراكز‬ ‫عصرية حديرة تلبي احتياجات التجار والمتسوقين‬ ‫وتتالءم مع مستلزمات العصر الحديث‪.‬‬

‫توسعت املدينة خالل قرن من الزمان اىل اضعاف اضعافها‪ ،‬فبعد ان اكن‬ ‫قطرها ال يتجاوز ‪ 2‬كيلومرت اصبح اليوم يتجاوز ‪ 36‬كيلومرتا‬ ‫الا ان خدماهتا وبناها التحتية‬ ‫مل تواكب هذا التوسع الهائل‬

‫‪289‬‬


‫يعترب حتديد مواطن الضعف اخلطوة الاوىل‬ ‫لمتهيد الارضية الالزمة لنجاح اي رؤية‬ ‫او خطة وذكل من خالل تشخيص‬ ‫اماكن اخللل ودراسة اتثرياهتا عىل‬ ‫البنية احلرضية والعمل عىل‬ ‫اجياد العالج املناسب‬ ‫للك مهنا‬

‫‪288‬‬


‫تأثري توسع اسواق امجلةل عىل منطقة‬ ‫وسط بغداد‬ ‫ان معلية توسع اسواق امجلةل يف وسط‬ ‫بغداد تتطلب وجود مساحات اضافية‬ ‫وانظمة ال ميكن توفرها يف هذه املنطقة‬ ‫احملدودة املساحة و اليت ال تس توعب‬ ‫وجود مثل هذه الفعاليات الامر اذلي‬ ‫يؤدي اىل اضطراب النظام احلرضي‬ ‫واملروري والبييئ ملنطقة الاسواق اليت‬ ‫يه قلب وسط بغداد‬

‫مشاهد من ما يسببه وجود اسواق امجلةل يف وسط املدينة‬ ‫‪291‬‬


‫ان التأثيرات التي خلفها التوسع غير المنضبط السواق الجملة على مختلف‬ ‫نواحي البيئة والحياة الحضرية في مركز بغداد التاريخي هي نتيجة مباشرة النعدام‬ ‫المتطلبات الضرورية لمرل هذا التوسع الهائل الذي يفوق قدرات المنطقة المحدودة‪.‬‬

‫خيارات حمددة‬ ‫ال توجد خيارات كثرية فامي‬ ‫يتعلق بوجود اسواق امجلةل‬ ‫فاما ان يتحول مركز بغداد اىل‬ ‫سوق مجةل كبري ويس متر‬ ‫التدهور العمراين او ان نعيد‬ ‫اىل مركز املدينة القدمي حيويته‬ ‫ونشاطه ليكون متنفسا وجامعا‬ ‫جملمتع املدينة‬

‫وفي ظل عدم وجود بدائل لهذه االسواق فان محدودية المساحات المتاحة‬ ‫وضيق ممرات االسواق وعرض شارع الرشيد بالذات يجعل من المستحيل استيعاب‬ ‫ما تحتاجه هذه االسواق من منافذ بيع اضافية‪ ،‬عالوة على ما تحتاجه من مستودعات‬ ‫لتخزين الكم الهائل من البضائع التي ينبغي تحميلها وتنزيلها عبر منصات خاصة‪،‬‬ ‫وما يترتب على ذلك من فوضى واختناقات مرورية ال يمكن عالجها‪.‬‬ ‫من المهم االشارة ايضا الى ان ما تخلفه هذه االسواق من كميات هائلة من‬ ‫النفايات التي ال يمكن التعامل معها بالطرق التقليدية يشكل ضغطا اضافيا شديدا‬ ‫على البنى التحتية المتهالكة التي تعاني اساسا من ضغوطات تهدد بانهيار ما تبقى‬ ‫منها‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل تؤدي مشتركة الى تفاقم المشاكل والصعوبات التي تعاني‬ ‫منها المنطقة‪ ،‬وتؤدي الى تفكك بنيتها العمرانية‪ ،‬عالوة على انهيار وضعها البيئي‬ ‫واضطراب نظامها المروري وما نشاهده اليوم من مشهد حضري متدهور‪.‬‬

‫‪290‬‬


‫ان التأثير االكبر لعملية التوسع‪ ،‬والتي استمرت خالل‬ ‫النصف الراني من القرن العشرين وتفاقمت بعد حالة اإلنفالت‬ ‫القانوني والرقابي بعد عام‪ 2003 ،‬يتجلى في تدهور النظام‬ ‫الحضري للمنطقة‪ ،‬عبر اختالل توازن الفعاليات وتغير استعماالت‬ ‫االرض والمباني فيها وبروز العديد من المشاكل الناتجة عن ذلك‬ ‫الخلل‪ .‬ويعد تغير طبيعة واستعمال المباني المختلط ضمن شارع‬ ‫الرشيد احد النماذج الواضحة لهذا التدهور‪.‬‬ ‫يكمن التأثير التالي في تسببه في فقدان الموروث التراثي‬ ‫والمعماري في المنطقة‪ ،‬من خالل احتالل المناطق والمباني‬ ‫وتسخيرها لخدمة االسواق عن طريق استعمالها كمخازن وورش‪،‬‬ ‫او عن طريق ازالتها واعادة بنائها الغراض تجارية ومن ثم‬ ‫تشوهها‪ ،‬وتغيير بنية المنطقة وطابعها الحضري‪ .‬ويشكل تغير‬ ‫طبيعة الخانات ووظيفتها احد االمرلة الكريرة لهذه التاثيرات‬ ‫الكارثية‪ ،‬التي ادت وال زالت الى فقدان الكرير من المباني التراثية‬ ‫في المنطقة‪.‬‬ ‫تتأثر البنى التحتية المتقادمة بشتى أنواعها بشكل حاد من‬ ‫تضاعف فعاليات السوق وعدم قدرتها على مواكبة ذلك التوسع‪،‬‬ ‫وبالتالي تتكرر الحرائق وتطفح المجاري وتفيض مياه االمطار‬ ‫وتتفاقم االشكاالت التي تنتج عن الضغط على منظومة البنى التحتية‬ ‫المحدودة‪ ،‬والتي صممت الستعماالت اخرى وبطاقات ال تتالءم مع‬ ‫التوسع الهائل في الطلب على تلك الخدمات‪.‬‬

‫مشألك معيقة مزمنة‬ ‫ان ما يعانيه مركز مدينة بغداد التارخيية اليوم انجت عن‬ ‫الافتقار اىل رؤية ختطيطية شامةل‪ ،‬حيث مل جتر أي‬ ‫دراسات اقتصادية وحرضية معمقة خالل العقود املاضية‬ ‫وعىل الاخص ملنطقة اأسواق وابذلات أسواق امجلةل من‬ ‫اجل التعرف عىل احتياجاهتا واحتياجات املدينة سواء مهنا‬ ‫اأنية او املس تقبلية ولتشخيص مواطن اخللل واجياد احللول‬ ‫الالزمة ملشألكها املزمنة‬

‫اما االضطراب الكبير في نظام النقل والمواصالت فيتعدى‬ ‫حدود المنطقة‪ ،‬ويؤدي الى اختناقات مرورية تبدو واضحة للعيان‬ ‫فانعدام امكانية إستخدام وسائط التحميل االلية والشاحنات ضمن‬ ‫حدود المنطقة الضيقة واالستعاضة عنها بوسائل نقل البضائع‬ ‫اليدوية او التي تجرها الحيوانات تؤدي إلى حالة من الفوضى‬ ‫والتداخل بين حركة المشاة والعجالت وإرتباك شديد في الحركة‬ ‫ضمن الشوارع واألزقة واألسواق التي وجدت لخدمة حركة السابلة‬ ‫والسكان‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل اضافة الى غيرها من العوامل الرانوية التي‬ ‫نتجت عنها ادت الى تسارع التطور السلبي للمنطقة ووصولها الى‬ ‫حالة الفشل التي تعاني منها اليوم‪.‬‬

‫‪293‬‬


‫توسع اسواق امجلةل يسبب عودة‬ ‫عقارب ساعة التطور اىل الوراء‬ ‫مم‬ ‫مشلكة التحميل والتزنيل‬ ‫لبضائع اسواق امجلةل‬ ‫احدى املشألك احلرضية اليت‬ ‫تنجم عن وجود اسواق امجلةل‬ ‫اليت تتطلب فعالياهتا حتميل‬ ‫وتزنيل البضائع مما يفرض‬ ‫وجود وانتشار العدد الكبري‬ ‫من العرابت اليدوية‬ ‫والعرابت اليت جترها‬ ‫احليواانت يف املنطقة لهذا‬ ‫الغرض وعىل الاخص يف‬ ‫شارع الرش يد مما يفامق املشألك‬ ‫املرورية ويعرقل احياء‬ ‫املنطقة‪.‬‬

‫ان توسع اسواق امجلةل يف‬ ‫املنطقة يقودها اىل الوراء‪،‬‬ ‫مسببا تدهور النظام احلرضي‬ ‫وابلتايل هترؤ البىن التحتية‬ ‫وفقداان مس مترا للموروث الرتايث‬ ‫من هجة‪ ،‬ومسببا فوىض مرورية‬ ‫واضطرااب" يف حركة النقل من‬ ‫هجة اخرى‪.‬‬

‫ان السبب الرئيسي للتطور السلبي المؤدي الى تدهور البيئة والنظام الحضري هو‬ ‫توسع اسواق الجملة الذي يحرك ويقود القطاعات االخرى الى التدهور والتهرؤ‬ ‫في ظل غياب رؤية تخطيطية شاملة‪.‬‬

‫‪292‬‬


‫ان اسواق الجملة سواء في المدن القديمة او الحديرة‬ ‫هي احدى دعائم االقتصاد في المدينة‪ ،‬وقد وضعت‬ ‫السياسات الحضرية واالقتصادية لتلك المدن هذه االسواق‬ ‫ضمن اولوياتها‪ ،‬فاقامت مراكز مالئمة لها تتميز بمواقع‬ ‫سهلة الوصول على الطرق الخارجية السريعة‪ ،‬وذات‬ ‫مساحات متناسبة واهميتها االقتصادية ومزودة بمخازن‬ ‫حديرة بمواصفات واساليب خزن حديرة ومنصات تحميل‪،‬‬ ‫عالوة على مواقف للسيارات واخرى لسيارات الشحن‬ ‫باالضافة الى الخدمات الضرورية االخرى‪.‬‬

‫مجمع السواق امجلةل‬ ‫يف احد العوامص‬ ‫الاس يوية‬

‫صاةل العرض يف‬ ‫اسواق امجلةل‬ ‫احلديثة‬

‫اساليب اخلزن يف‬ ‫اسواق امجلةل‬ ‫احلديثة‬

‫‪295‬‬


‫ان العمل على تطوير المنطقة وتجديد بناها التحتية واعادة النظر في نظامها الحضري‬ ‫والمروري وتحفيزها اقتصاديا لن يكون مجديا من دون عالج مسببات التدهور الحضري للمنطقة‪،‬‬ ‫والمتمرلة بالوجود المكرف السواق الجملة‪ ،‬حيث تشكل هذه االسواق المشكلة الرئيسية التي تحفز‬ ‫العناصر االخرى‪ ،‬مؤدية في النهاية الى تدهور البيئة الحضرية وتهرؤها‪ .‬لذا ينبغي قبل البدء‬ ‫بعملية إعادة اإلحياء‪ ،‬المباشرة بعالج اسواق الجملة وتعديل اوضاعها حيث يمرل ذلك الخطوة‬ ‫االولى في سبيل اعادة تنشيط وإحياء مركز بغداد القديم‪.‬‬ ‫اال ان مجرد تخفيف الضغط عن هذه األسواق لن يعيد الوضع الى ما كان عليه‪ ،‬وانما ينبغي‬ ‫العمل على تطوير المنطقة وتجديد بناها التحتية واعادة النظر في نظامها الحضري والمروري‬ ‫وتحفيزها اقتصاديا العادة احياء المدينة القديمة ‪.‬‬ ‫تقنين وجود اسواق الجملة في مركز المدينة‬

‫ختفيف الضغط عىل‬ ‫اسواق امجلةل‬ ‫ان معلية االحياء تبدا‬ ‫مبعاجلة اماكن اخللل‬ ‫الرئيس ية واملمتثةل بوجود‬ ‫اسواق امجلةل وااثرها‬ ‫املدمرة عىل املنطقة‪.‬‬

‫تعد اقامة مراكز ألسواق الجملة حول مدينة بغداد الحجر االساس لعملية االحياء تمهيدا‬ ‫لتخفيف الضغط ونقل النشاطات المتعلقة بهذه االسواق من المنطقة‪ .‬ان مدينة بسعة بغداد الكبرى‬ ‫اليوم‪ ،‬التي تجاوز عدد سكانها السبعة ماليين نسمة‪ ،‬في حاجة ماسة الى مراكز عصرية تقوم على‬ ‫الطرق السريعة مزودة بتجهيزات الخزن والتحميل تخدم عموم البالد وتعتبر عمودا اساسيا‬ ‫القتصاديات المدينة ‪.‬‬ ‫معاناة ومخاطر‬

‫ومن المهم االشارة الى ما يعانيه التجار واصحاب المصالح في هذه االسواق من صعوبات‬ ‫ومضايقات ومخاطر بسبب وجود هذه االسواق في المنطقة وقابليتها المحدودة للتوسع والخدمات‬ ‫وصعوبة التحميل والتنزيل والنقل‪.‬‬ ‫مراكز االسواق الجديدة‬ ‫على العكس من ذلك فان ما ستقدمه المراكز العصرية الجديدة التي ستنشأ خارج منطقة‬ ‫المركز من تسهيالت وخدمات للتجار واصحاب المصالح فيها ستسهم في زيادة االنتاج والتعامالت‬ ‫وازدهار تجارتهم بصورة مضطردة مما يسهم ايضا في دعم اقتصاد المدينة خصوصا واالقتصاد‬ ‫الوطني عموما‪.‬‬ ‫اسواق الجملة القديمة‬ ‫اما المحالت الحالية في االسواق فستتحول الى مكاتب انيقة لنفس اصحاب المصلحة‪،‬‬ ‫وصاالت عرض للعينات واستالم الطلبات والتعامل بالبيع والشراء بصورة حضارية‪ ،‬ويكون‬ ‫االستالم من مراكز تجارة الجملة خارج المنطقة المجهزة باساليب الخزن والتحميل الحديرة ‪ ،‬والتي‬ ‫ستكون عملية ممكنة وميسرة بوجود التكنولوجيا الحديرة لالتصاالت والتدقيق والرقابة‪.‬‬

‫‪294‬‬


‫تسطر الرؤية أفكارا وخطوات يمكن ان تؤدي إلى وضع‬ ‫توصيات وسياسات محددة من اجل الوصول إليها‪ ،‬وتحديد‬ ‫الخطوات التي يمكن أن نبني عليها مخططات إحياء المركز‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫من ناحية المبدأ تهدف الرؤية الى اعادة تشكيل مركز‬ ‫المدينة التاريخي بحيث يصبح مركزا لعاصمة العراق‪ ،‬ويكون قابال‬ ‫للحياة والنمو صالحا للعيش والعمل ومتميزا بجمال طابعه‬ ‫العمراني وتراثه الحضري المستدام‪.‬‬

‫‪297‬‬


‫كيف يمكن أن ينمو ويتطور مركز المدينة في العقد‬ ‫القادم ويجيب على األسئلة التي يمكن أن تؤثر على تطورها‬ ‫في المستقبل مرل‪:‬‬ ‫ما هي قيم مجتمع المدينة ؟ وكيف يمكن ترجمة تلك‬ ‫القيم لرؤية مستقبلية ؟ ما هو شكل وصفات إلبيئة الحضرية‬ ‫المستقبلية ؟ كيف يمكن لهذا المركز أن يعمل بحيث يكون‬ ‫جذابا إضافة إلى كونه مكانا يجعلنا سعداء فخورين اصحاء‬ ‫ومنتجين ؟‬

‫‪296‬‬


‫ضفة نهر دجلة‬ ‫تشكل الشريان الرئيسي لمدينة بغداد اذ يحوي على‬ ‫الكرير من االمكانيات التي لم يتم استغاللها والتي‬ ‫هي مصدر االثراء االول لعملية اإلحياء‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫تقدم المناطق المفتوحة في المنطقة امكانات كبرى‬ ‫من اجل ربط المنطقة من جهة وتحسين الحياة‬ ‫االجتماعية والبيئية من جهة اخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫شار ع الرشيد‬ ‫عدا كونه ممرا رابطا فان شارع الرشيد يتميز‬ ‫بعمارته الفريدة ورواقاته المعمدة وما يحمله من‬ ‫عبق التراث مما يشكل عنصرا ذو امكانيات هائلة‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫منظومة االسواق‬ ‫ان تواجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من االسواق في‬ ‫مركز المدينة احد اعمدة االستدامة االقتصادية‬ ‫للمنطقة واحد الفعاليات التي تعتمد عليها الرؤية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫الموروث العمراني والثقافي‬ ‫ان الشواخص االثرية والمعمارية والمواقع الدينية‬ ‫المرتبطة بالمسارات التاريخية وتاريخ المدينة‬ ‫وذاكرتها الغنية تجعلها مقصدا سياحيا عالميا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪299‬‬


‫عنارص القوة‬ ‫كثرية يه العنارص املشجعة ذات‬ ‫القوة يف مركز املدينة واليت مل تمت‬ ‫الاس تفادة من خصائصها وممزياهتا يف‬ ‫تطوير مركز املدينة و تشلك أساسا‬ ‫قواي ميكن الاعامتد عليه لبناء‬ ‫مس تقبل حيوي لها‬

‫اهم المقومات الحضرية في المدينة القديمة هو وجود عناصر قوية ال تزال متماسكة‬ ‫وبقاء معظم النسيج الحضري القديم وهيكل المدينة الذي يضم بين جنباته وعلى اطرافه خمسة‬ ‫عناصر ايجابية المتمرلة بضفة نهر دجلة‪ ،‬الساحات‪ ،‬المناطق المفتوحة‪ ،‬شارع الرشيد‪،‬‬ ‫ومنظومة االسواق‪ ،‬باإلضافة الى الموروث العمراني والرقافي الرري كلها‪ ،‬يمكن ان تشكل‬ ‫االساس القوي العادة بناء المركز التاريخي اذا احسن استخدامها وتفعيل ايجابيات كل منها من‬ ‫اجل تحفيز المنطقة‪.‬‬ ‫ويحمل كل من هذه العناصر العديد من المقومات الحضرية التي يمكن استرمارها من‬ ‫اجل إ حياء المنطقة‪ ،‬والتي يمكن عن طريقها نقل المنطقة نقلة نوعية كي تكون منطقة حيوية‬ ‫فاعلة ضمن خطة شاملة الحياءها‪ ،‬وربط تلك العناصر بعضها بالبعض االخر‪ ،‬وتعزيز‬ ‫مكامن القوة التي يحملها كل منها‪.‬‬ ‫هذه المقومات تتلخص في التالي‪:‬‬ ‫شهرة المدينة‬ ‫بالنظر لشهرة المدينة بوصفها أحدى المراكز التاريخية التي أثرت في الحضارة اإلنسانية‬ ‫بإسهاماتها في مختلف المجاالت‪ .‬هذا المركز سيكون محورا للرقافة والفنون والترفيه والعبادة‬ ‫اضافة الى كونه مركزا تجاريا مهما‪ ،‬االمر الذي يجعله مقصدا سياحيا عالميا مهما‬ ‫فرص العمل‬ ‫بالنظر لموقعه كمركز تجاري مهم‪ ،‬فانه يقوم بتوفير العديد من فرص العمل التي تجذب‬ ‫ويحافظ على استمرارية سوق العمالة ويسهم في توجيه ابداعات الشباب وطاقاتهم الى مركز‬ ‫المدينة حيث يعمل ويعيش الناس اللذين يحفزهم االبتكار والتفكير بطريقة خالقة من اجل بناء‬ ‫المستقبل‬ ‫فعاليات منسجمة ومتناغمة‬ ‫مع ضعف التوازن ما بين القطاعات المختلفة في مركز المدينة اال ان الترابط ما بينها‬ ‫ممكن حيث ترتبط المراكز الرقافية باألسواق وترتبط هذه األخيرة بخدمات الفرد ومواقع الترفيه‬ ‫نظام حضري متنوع‬ ‫تتضمن المنطقة العديد من العناصر الحضرية التي تتنوع ما بين الحدائق والساحات‬ ‫والميادين والشوارع المتكاملة التي تربط ما بين ضفة النهر وباقي العناصر الحضرية والتي‬ ‫يمكن ان تجعل منه مركزا تاريخيا منسجما مترابطا ومستداما‬

‫‪298‬‬


‫ماذا كتب عهنا املؤرخون وكيف تغىن هبا الشعراء‬

‫بغداد جنة االرض ومدينة السالم وقبة االسالم ومجمع الرافدين وغرة‬ ‫البالد وعين العراق ودار الخالفة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن‬ ‫الطرائف واللطائف وبها ارباب الغايات في في كل فن واحاد الدهر‬ ‫من كل نوع‬ ‫ياقوت الحموي (ت ‪1225‬م)‬

‫لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جاللة قدرها وفخامة امرها وكررة‬ ‫علمائها واعالمها وتميز خواصها وعوامها وعظم اقطارها وسعة‬ ‫اطرارها وكررة دورها ومنازلها ودروبها وشعوبها ومحالها واسواقها‬ ‫وسككها وازقتها ومساجدها وحماماتها وطرزها وخاناتها وطيب‬ ‫هوائها وعذوبة مائها وبرد ظاللها وافيائها واعتدال صيفها وشتائها‬ ‫وصحة ربيعها وخريفها‬ ‫الخطيب البغدادي (ت ‪1075‬م)‬

‫ولم ار فيها مرل دجلة واديا‬ ‫واعذب الفاظا واحلى معانيا‬

‫لم ار مرل بغداد منزال‬ ‫وال مرل اهليها ارق شمائل‬

‫ابو سعد بن علي الهمداني (‪1023‬م)‬

‫من اسكن الشاعر الولهان موطنه‬ ‫بغداد انت شفاء العين من رمد‬ ‫بغداد انت دواء القلب من عجز‬ ‫بغداد انت هوى العصفور مهجته‬

‫بغداد انت نجوم الليل والظلم‬ ‫بغداد انت لقاء هللا باالمم‬ ‫بغداد انت هالل االشهر الحرم‬ ‫كالريح تعزف الحانا من الحلم‬

‫المتنبي (ت ‪965‬م)‬

‫‪301‬‬


‫من المهم التعرف على القيم والمبادئ التي يمكن ان تسترشد بها الرؤية‪ ،‬والتي اشتهرت‬ ‫وتميزت بها مدينة بغداد على مر التاريخ وخلدتها قصائد الشعراء وكتب االدباء والمؤرخين‪:‬‬

‫بغداد مدينة ذات قمي‬ ‫عىل عكس ما عرف عهنا‬ ‫يف العقد الاول من القرن‬ ‫الواحد والعرشين من‬ ‫نزاعات وتفجريات‬ ‫واضطراب فان للمدينة قامي‬ ‫اترخيية عرفت هبا واش هترت‪.‬‬

‫‪ .1‬مدينة مميزة ذات طابع مؤثر‬ ‫اشتهرت المدينة بطابعها وجمالها وعمارتها الفريدة واطلقت عليها تسميات عديدة مرل‪:‬‬ ‫مدينة المنصور‪ ،‬المدينة المدورة ‪ ،‬الزوراء ‪ ،‬جنة االرض‪.‬‬ ‫‪ .2‬مدينة ذات ثقل سياسي عالمي‬ ‫كانت المدينة عاصمة الخالفة العباسية ومقر الحكم االسالمي وكان يطلق عليها ‪ :‬دار‬ ‫الخالفة‪ ،‬غرة البالد‪ ،‬عين العراق‪ ،‬مدينة السالم‪ .‬وضمت المدينة في كل عصورها‬ ‫وازمانها مجتمعا متجانسا متسامحا متعدد الديانات واالتجاهات والرقافات‪.‬‬ ‫‪ .3‬مدينة الثقافة والعلوم‬ ‫عرفت المدينة بانجازات علمائها الذين جاءوا من كل حدب وصوب للمشاركة في‬ ‫النهضة االسالمية والعمل في بيت الحكمة‪ ،‬حتى اطلقت عليها عاصمة الرقافة‪ ،‬مدينة‬ ‫الشعراء‪ ،‬مدينة العلماء‪.‬‬ ‫‪ .4‬مدينة الحكايا والترفيه‬ ‫كما امتازت المدينة بالحكايا واالساطير التي كتبت عنها وعن شخصياتها وادبياتها التي‬ ‫فاقت شهرتها العالمية مرل الف ليلة وليلة‪ ،‬كليلة ودمنة‪ ،‬بغداد واالربعين حرامي‪ ،‬اشعار‬ ‫ابو نؤاس‪ ،‬طرائف جحا‪.‬‬ ‫‪ .5‬مدينة العبادة والمراقد‬ ‫واذ كان العراق هو مهد االنبياء فان بغداد بحد ذاتها وما حواليها تضم العديد من مراقد‬ ‫االئمة والمزارات والعلماء والصالحين عالوة على ما تحتويه من اماكن العبادة لمختلف‬ ‫الديانات‪.‬‬ ‫‪ .6‬مدينة مستدامة‬ ‫تحيطها وتتخللها المناطق الخضراء والمياه العذبة والبيئة النظيفة غير الملوثة حتى تغنى‬ ‫بها الشعراء والمؤرخون‪.‬‬ ‫‪ .7‬مدينة ذات اقتصاديات متينة‬ ‫اشتهرت المدينة بدقة صنعتها وحرفييها وفننيها في كافة المجاالت‪ ،‬حتى قيل عنها انها‬ ‫بلد فيه اتقان الصناعة واحكام المهن‪.‬‬

‫‪300‬‬


‫ان مركز مدينة بثقل مركز بغداد التاريخي ينبغي ان يكون جديرا بحمل هذا االسم ليمثل مواطنيها ‪،‬‬ ‫يكون فخرا لهم‬ ‫ويعكس الصفات الحضرية التالية‪:‬‬

‫يعزز الطابع والجاذبية‬ ‫والفعاليات واألنشطة التي‬ ‫تؤدي إلى اجواء مثيرة‬ ‫حيوية ومسلية‬

‫يبرز تاريخ المدينة‬ ‫وتراثها ويحافظ على‬ ‫صفاتها ومميزاتها‬ ‫الحضرية والتاريخية‬

‫يقدم تجربة مثيرة لالهتمام‬ ‫واماكن مميزة واحداث‬ ‫فريدة من نوعها خاصة‬ ‫بمركز المدينة‬

‫يمنح الشعور باالنتماء‬ ‫واالحتفاء باالنسان وكرم‬ ‫الضيافة للزوار‬ ‫والمقيمين‬

‫يبرز الجمال والفن‬ ‫والتميز في المجاالت‬ ‫الفنية والمعمارية‬ ‫للحقلين العام والخاص‬

‫يعكس شعور المركز‬ ‫القوي بقيمته العالية‬ ‫واالحترام الكبير‬ ‫لمستخدميه وزواره‬

‫يوفر األنشطة الترفيهية‬ ‫والترويحية والفعاليات‬ ‫التي تقدم التسلية‬ ‫والترفيه‬

‫يؤمن االتصاالت الوثيقة‬ ‫بين كافة القطاعات‬ ‫والعناصر الحضرية‬ ‫لمركز المدينة‬

‫يحافظ على الوظائف‬ ‫األساسية وعمليات‬ ‫التنوع البيولوجي‬ ‫واإلدارة الرشيدة للبيئة‬

‫‪303‬‬


‫تعزيز االمن االجتماعي والرغبة في التعايش االجتماعي‬

‫الاحتياجات والقمي‬ ‫مجموعة من القمي اليت توحض‬ ‫اخلصائص والطموحات اليت‬ ‫متثل السامت اأخالقية‬ ‫ورغبات اجملمتع‬ ‫اليت سريتكز علهيا اطار‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه القمي جزء من الرؤية‬ ‫املس تقبلية اليت ينبغي الرتكزي‬ ‫علهيا تربواي واعالميا من‬ ‫خالل خطط قصرية‬ ‫ومتوسطة وبعيدة املدى من‬ ‫اجل اعادة خلق اجملمتع‬ ‫البغدادي املمتزي‬

‫مشاركة الناس بمختلف األعمار واألجناس في العيش والعمل‬ ‫رغبة قوية في العمل من أجل الوصول الى مستقبل زاهر أفضل‬ ‫التاكيد على مبدا ايجابية تجربة المشي وتوفير كم عال من الوجهات‬ ‫الترفيه والتسوق والسكن والتعلم والمطاعم وأماكن الترفيه‬ ‫االحتفاء بالفسيفساء االجتماعي والثقافي بين األفراد‬ ‫طريقة الحياة والعادات والمعتقدات والحصول على الفنون والثقافة‬ ‫توفير فرص التدريب والتعلم في مجاالت النمو الفكري والفني والحرفي‬ ‫خيارات للعيش والعمل والترفيه تناسب جميع مستويات الدخل‬ ‫توليد فرص العمل المبتكرة المدرة للدخل كانشطة البيع بالتجزئة‬ ‫الريادة في مشاريع تجارية والسعي وراء أفكار جديدة وأساليب مبتكرة‬ ‫الممارسات التي تجعل من ممارسة األعمال التجارية ذات متعة وجاذبية‬ ‫القدرة والرغبة في االستمرار والنجاح في مواجهة المصاعب وتخطيها‬

‫‪302‬‬


‫كما إن العمل على إحياء مركز المدينة سيتم من خالل الوسائل‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬خلق منظومة ربط حضرية‬ ‫العمل على خلق واستحداث الفضاءات الحضرية‬ ‫واالماكن المفتوحة واالستفادة منها في تعزيز ارتباط‬ ‫االنسان بالبيئة الحضرية‪ ،‬ضمن نظام لربط الحدائق‬ ‫والساحات العامة بواسطة الطرق والمماشي والمناطق‬ ‫الخضراء ‪.‬‬ ‫‪ .2‬تعزيز التوازن الحضري‬ ‫توفير الفرص االقتصادية عن طريق اقامة عالقات‬ ‫قوية وتعاونية بين قطاعات المركز المختلفة على اساس‬ ‫التوازن والترابط مع المراكز التجارية واالجتماعية‬ ‫والترفيهية‪ ،‬وتعزيز االنخراط في اعمال تحفز االبتكار‬ ‫والتفكير بشكل خالق‪ ،‬وتعزيز تجارة وخدمات التجزئة‬ ‫لتوفير فرص عمل رائدة ‪.‬‬

‫ان اول واهم مستلزمات بناء المستقبل‬ ‫هو‬ ‫توفير األمن االجتماعي‬ ‫الذي يعتبر العامل الجوهري‬ ‫واالساسي الي عملية بناء وتحقيق‬ ‫الرؤية‬

‫‪ .3‬تعزيز الطابع التاريخي للمدينة‬

‫ربط المعالم التاريخية بالعناصر الحضرية وتعزيز‬ ‫دورها في تأكيد الطابع الحضري للمنطقة واستعمالها كاداة‬ ‫اساسية إلبراز هوية المدينة العريقة وتعزيز ارتباط‬ ‫االنسان بتاريخه ومدينته‪.‬‬ ‫االستدامة‬ ‫ان تحقيق الرؤية يتم من خالل مزج مبدا الحفاظ‬ ‫كجزء من تاريخ وحاضر المدينة ومستقبلها باالستدامة‬ ‫كجزء ال يتجزأ من حاضر ومستقبل مركز المدينة‪.‬‬ ‫وتتعلق االستدامة بالصحة البيئية واإليكولوجية وكذلك‬ ‫الحيوية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬وعلى المدى الطويل‬ ‫فإن قابلية مركز المدينة للحياة والنمو ومدى صالحيته‬ ‫للعيش وكذلك تميزه وبروزه سيعتمد على نجاح المدينة‬ ‫في أن تصبح أكرر استدامة ‪.‬‬

‫‪،‬‬

‫‪305‬‬


‫ان الغاية النهائية للرؤية هي‪:‬‬ ‫انشاء مركز لمدينة بغداد يكون منطقة حضرية قابلة للحياة والنمو وصالحا للعيش‬ ‫والعمل‪ ،‬مكونة من نسيج متناغم من األحياء والفعاليات واألعمال المزدهرة‪ ،‬في‬ ‫بيئة حضرية متميزة مستدامة تمثل تاريخ ومستقبل المدينة‪ ،‬تلبي تطلعات‬ ‫مواطنيها وتوفر لهم الراحة واالمان‪.‬‬

‫الاهداف الاسرتاتيجية‬ ‫ويه النتاجئ املرغوب حتقهيا يف‬ ‫فرتة زمنية حمددة مصحوبة‬ ‫برغبات ونوااي تسعى لتوظيف‬ ‫االماكنيات والقدرات املتاحة‬ ‫وغري املتاحة للوصول اىل‬ ‫النتاجئ املطلوبة عرب خطوات‬ ‫حمددة وتنس يق مس بق‪.‬‬

‫إعادة مكانة مركز المدينة القديم ليكون واجهة وعاصمة ومركزا حضاريا عالميا‪،‬‬ ‫ومن المهم بقاؤه وفيا لجوهر القيم والمميزات الفريدة من نوعها بالعمل على جعل‬ ‫مركز المدينة ‪:‬‬ ‫أكثر جاذبية من خالل تحفيز األنشطة الحضرية وخلق الفضاءات الحضرية المثيرة‬ ‫لالهتمام وتعزيز دوره كمقصد رئيسي‬ ‫أكثر قابليه للحياة عن طريق ربط عناصره وتعزيزها بالخدمات والمناطق المفتوحة‬ ‫أكثر استدامة عن طريق تعزيز النمو وفرص العمل المتنوعة ببنى تحتية مستدامة‬ ‫تجعل مركز المدينة أكثر مالءمة للعيش والعمل‪.‬‬ ‫أكثر تنوعا وذلك بتوفير مجموعة واسعة من الخيارات المختلفة من اجل اثراء‬ ‫التجربة الحضرية فيه‪.‬‬ ‫معبرا عن عمق واصالة وتميز المدينة التاريخية وقيمها االصيلة‬

‫‪304‬‬


‫منها المتعلقة بتطوير الحرف التقليدية والحفاظ عليها او االخرى المتعلقة بعمليات الحفاظ على الموروث العمراني للمنطقة‪ .‬ان اعداد‬ ‫الخبرات الالزمة في هذه القطاعات تعتبر من مستلزمات النجاح االساسية ايضا والتي ستسهم في دفع عجلة التطور واالستدامة‬ ‫واالزدهار في المنطقة‪.‬‬ ‫سيؤدي تطوير هذه المنطقة‪ ،‬التي تمتاز بخلفيتها التاريخية وطابعها المميز‪ ،‬الى احداث نقلة نوعية في قطاع السياحة‬ ‫والترفيه الذي سيوفر فرصا كبرى تشكل قاعدة اخرى تضمن استدامة المنطقة اقتصاديا‪ ،‬عالوة على القابلية االستثمارية الكبيرة‬ ‫للمنطقة التي ستتعاظم من خالل توفير الخدمات والبنى التحتية الالزمة‪.‬‬ ‫ان القدرة على خلق اعمال جديدة وتنمية االعمال الحالية وتوسيع اسواقها وتنشئة قوى عمل موهوبة وفاعلة هي احدى‬ ‫العوامل الرئيسية التي تقرر نجاح مركز المدينة في بلوغه الهدافه‪.‬‬

‫هذه المدينة التي تجاوز عمرها االلف ومائتين وخمسين عاما تحمل الكرير من المعالم التاريخية والعمرانية‪،‬‬ ‫كما شهدت العديد من االحداث التاريخية ذات االبعاد المختلفة وفي شتى القطاعات والتي ساهمت‬ ‫في تشكيل عالم اليوم وشكل المدينة الحاضر‪.‬‬ ‫وبالتاكيد فان ما تحمله مدينة بغداد عموما‪ ،‬ومركزها التاريخي العريق خصوصا‪،‬‬ ‫من جذور تاريخية موغلة في القدم ومن ذاكرة غنية وتراث حضاري‬ ‫عمراني وثقافي فريد تشكل القاعدة التاريخية التي سيستند عليها بناء‬ ‫المستقبل لما تشكله من خزين له تاثيرات عميقة ذات ابعاد‬ ‫حضارية وثقافية وعمرانية ونفسية‪ ،‬يمكن ان يجعل منها‬ ‫احدى الوجهات والمقاصد الحضارية والسياحية على‬ ‫الصعيد المحلي والعالمي‪.‬‬

‫‪307‬‬


‫إن أساس المجتمع الحضري يقوم على اسس من السلم واألمن وسيادة القانون‪ ،‬وال‬ ‫تستطيع الحضارة ان تنمو وتزدهر من دون توفير هذه المستلزمات‪.‬‬

‫هتيئة وترش يد اجملمتع‬ ‫احد امه املهام لصانعي القرار عىل‬ ‫املس توى الوطين وعىل املس توى‬ ‫احمليل املديين هو العمل عىل دراسة‬ ‫ظاهرة تدهور واحندار القمي‬ ‫احلرضية بصورة عامة وحتليل‬ ‫مسببات ذكل التدهور واجياد‬ ‫الس بل الكفيةل بعالج هذه الظواهر‬ ‫والعمل عىل وضع اخلطط الالزمة‬ ‫لرتش يد اجملمتعات احلرضية يف املدن‬ ‫وتعزيز الانامتء املديين‪.‬‬

‫عانت مدينة بغداد منذ منتصف القرن الماضي من صراع خفي‪ ،‬ما بين المدينة والريف‬ ‫والبادية‪ ،‬انتهى بتراجع المدنية والتحضر في المدينة وتوسع القيم الريفية والعشائرية‪ ،‬االمر‬ ‫الذي ادى الى تدهور شامل للبنية الحضرية للمدينة شملت كافة مفاصل الحياة حيث تراجعت‬ ‫القيم المجتمعية وكررت التجاوزات في ظل عدم احترام الفرد للقوانين واالنظمة وتأثر المجتمع‬ ‫المديني بالصميم‪ ،‬سواء على مستوى العمارة والذوق العام‪ ،‬او في مجاالت الفنون والفولكلور‬ ‫وغيرها‪ .‬فعلى امتداد خمسة عقود من االضطرابات ضمرت الحياة االجتماعية العراقية وتغير‬ ‫المجتمع المديني تماما نتيجة هذا الصراع الذي تمرل في انقالبات ودكتاتوريات ولدت حروبا‬ ‫وحصارا واحتالال وارهابا وصراعات طائفية وتهجيرات‪.‬‬ ‫وحيث ان منطقة مركز المدينة تمرل قلب بغداد الحضاري‪ ،‬فان مجتمعها ليس ببعيد عن‬ ‫التحوالت التي شهدها المجتمع العراقي عموما والمديني خصوصا‪ ،‬االمر الذي يفسر الفرق‬ ‫الشاسع ما بين الحقبتين ما قبل الرمانينات من القرن الماضي وما بعدها في كافة المجاالت‬ ‫وتطورها المضطرد نحو االسوأ وعلى االخص منها ما يتعلق بالنواحي العمرانية والحضرية‪.‬‬ ‫هذه التطورات تحتم ضرورة تعزيز االنتماء المديني والحضري المستند الى نبذ القيم‬ ‫العشائرية وتعظيم القيم المدنية المبنية على احترام النظم والقوانين المدنية‪ .‬ان اعادة بناء‬ ‫المحيط الحضري المالئم للحياة المدنية يمثل جزءا من الحل في الطريق الى تعزيز االنتماء‬ ‫المديني‪ ،‬إال ان الجزء اآلخر يتعلق بالسياسات التي يجب ان توضع الصالح الوضع‬ ‫االجتماعي المضطرب والذي يقع على عاتق الجهات التنفيذية واالعالمية من خالل وضع‬ ‫السياسات الشاملة وتحديد االستراتيجيات والخطط ذات المديات المختلفة‪ ،‬اوالتي تتضمن‬ ‫برامج للتوعية عن طريق الحمالت والبرامج االعالمية المكثفة‪ .‬وستشكل القاعدة‬ ‫االقتصادية والتاريخية عوامل اضافية تساعد على تعزيز االنتماء المديني ورفع مستوى‬ ‫الوعي االجتماعي‪.‬‬

‫يشكل وجود االسواق في المنطقة احد اهم عناصر حيويتها االقتصادية ‪ ،‬اال ان استمرار‬ ‫حيوية المركز واستدامته تعتمد على مدى قابليته على االحتفاظ باسس ومقومات االستدامة‬ ‫والبناء عليها من خالل امكانيته على استمرار مد السوق بفرص العمل وازدهار فعاليات‬ ‫التجارة واالعمال في نفس الوقت الذي يتم فيه تنويع قطاعات النمو االستراتيجية االخرى‪.‬‬ ‫وحيث ان الصناعة الحالية الرئيسية في المنطقة تتعلق بالتجارة وبعض الحرف التقليدية‬ ‫فان االتجاه الذي سيسلكه تطور المركز ينبغي ان يتجه نحو التنوع مع التركيز على تجارة‬ ‫التجزئة والخدمات‪ ،‬وكذلك الفرص التي يمكن ان تتمخض عن عملية التطـوير والحفاظ سواء‬

‫‪306‬‬


‫ان عملية إحياء مركز مدينة بغداد التاريخي ستعتمد‬ ‫على ثالثة مفاهيم رئيسية ألساليب التطوير الحضري‬ ‫وهي الحفاظ والتجديد واالستدامة والتي تتداخل‬ ‫الواحدة باألخرى من اجل ضمان التوازن والفعالية‬ ‫للمركز التاريخي‪:‬‬

‫فالحفاظ يعنى بالنسيج التاريخي والتراث‬ ‫العمراني‪ ،‬والتجديد يشمل تحديث البنى التحتية‪ ،‬اما‬ ‫التحفيز فيعني تنشيط المنطقة وضمان استدامتها‬ ‫واستعادة توازن فعالياتها بمختلف انواعها ‪.‬‬ ‫ال يعني الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية‬ ‫تجميد مبنى في الزمن او خلق متحف جامد او ربط‬ ‫أيدي اصحاب األمالك بحيث ال يمكنهم التصرف‬ ‫واسترمار هذه الممتلكات بل على العكس فان الهدف‬ ‫هو استدامة المباني اقتصاديا وبيئيا ودمجها‬ ‫بالمنظومة الحضرية بعد صيانتها واإلبقاء على شكلها‬ ‫األصلي وعناصرها المعمارية عن طريق اعادة‬ ‫االستخدام المناسب ما أمكن‪.‬‬

‫اما التجديد فيعني تجديد البنى التحتية والخدمات‬ ‫واعادة تاهيلها بالشكل والمستوى الذي يضمن اداء‬ ‫الخدمات وشبكات الحركة والنقل‪ ،‬كما تشمل ايضا‬ ‫المعالجات الداخلية للمباني لتوفير الراحة واالمان‬ ‫لشاغليها‪.‬‬

‫على الرغم من ان مدينة بغداد القديمة تزخر بالكثير من‬ ‫األحداث والشواخص ذات القيمة المعمارية والثقافية‬ ‫والتاريخية التي ال يمكن ان تفقد بريقها‪ ،‬اال انه يالحظ‬ ‫غياب هذه الشواهد اليوم عن المشهد الحضري للمدينة‬ ‫والذي يجب ان ال يستمر كونه يشكل جزءا هاما من‬ ‫ذاكرة المدينة ويعزز هويتها الحضرية‪.‬‬ ‫إن إعادة إحياء مركز المدينة التاريخي ينبغي ان يبنى‬ ‫على مبدأ اعادة ما يمكن إعادته من شواخص أتت عليها‬ ‫موجات التحديث او اإلهمال من خالل اعادة تشكيل‬ ‫الرموز التاريخية للمدينة وربطها من جديد عن طريق‬ ‫اعادة الذاكرة والكشف ما أمكن عن جذور المدينة‬ ‫القديمة وامجادها من ناحية‪ ،‬وإعادة تشكيل وربط‬ ‫النسيج العمراني للمدينة من ناحية اخرى‪ ،‬ستشكل تحديا‬ ‫من اجل إحياء المدينة وإنقاذها من ما آلت إليه قبل ان‬ ‫يحل الحاضر محل الماضي‪.‬‬ ‫فالذاكرة القريبة ال تزال تحتفظ بذكرى باب الشرقي وباب‬ ‫المعظم وطوب ابو خزامة وال تزال تتغنى بنهر دجلة‬ ‫وشرائعه والبهجة التي كان عليها شارع الرشيد والكثير‬ ‫من الذكريات الجميلة التي ال تمحى‪.‬‬ ‫إعادة تشكيل تاريخ بغداد اليوم ستؤدي الى رسم صورة‬ ‫مركز بغداد المستقبل ابالشكل لذي يليق بالمدينة‬ ‫واصحابها ويحيي ذكرى تاريخها المجيد‪.‬‬

‫االستدامة تعني خلق بيئة صحية وحيوية واقتصاد‬ ‫متين حيث يعيش الناس برفاهية وامان من خالل‬ ‫تفضيل االنسان على اآللة وزيادة المناطق الخضراء‬ ‫وتفعيل سياسات االستدامة البيئية‪.‬‬

‫‪309‬‬


‫أ‬

‫ان المبادئ التي ستؤسس عليها سياسات عملية اإلحياء تتركز على خمسة‬ ‫محاور اساسية تتمرل في جعل منطقة مركز بغداد القديمة منطقة نموذجية‬ ‫صالحة للقرن الحادي والعشرين وتتماشى مع مفاهيم اعالن االلفية االتي اقرتها‬ ‫االمم المتحدة عالوة على متطلبات إحياء المنطقة التاريخية نفسها‪.‬‬

‫اأولوية للرتاث‬ ‫وابلتأكيد وابلنظر للوضع احلايل‬ ‫للمباين الرتاثية فسيشلك احلفاظ‬ ‫عىل املباين الرتاثية املتبقية أولوية‬ ‫قصوى من خالل س ياسات‬ ‫احلفاظ اليت سرتكز عىل انقاذ‬ ‫املباين املهرتئة وصيانة املباين‬ ‫الاخرى ومن مث حتديد‬ ‫اس تعامالهتا مضن خطة متاكمةل من‬ ‫اجل دجمها يف املنظومة احلرضية‬ ‫وضامن اس تدامهتا‬

‫هذه المبادئ ستؤدي الى نقلة نوعية للمنطقة التي تعاني من سيطرة‬ ‫المركبات والتلوث ومشاكل التحديث واالندثار عالوة على افتقارها الى‬ ‫االستدامة من خالل تفضيل االنسان على اآللة وزيادة المناطق الخضراء وتفعيل‬ ‫سياسات االستدامة البيئية‪.‬‬ ‫كما ستشكلل سياسات الحفاظ واعادة الذاكرة صمام االمان لمنع اندثار‬ ‫البيئة الحضرية والتراث الرقافي والعمراني للمنطقة‪.‬‬

‫املبادئ التوجهيية‬ ‫املبادئئ التوجهيية امخلسة للرؤية تضع خدمة الانسان واحملافظة عىل البيئة واحلفاظ من‬ ‫اولوايهتا الاسرتاتيجية‬

‫‪308‬‬


‫‪2‬‬

‫مركز‬ ‫‪)21‬‬ ‫(بغداد‬ ‫حضاري تاريخي ويضم شواخص‬ ‫وجوامع ومراقد ومزارات بعضها‬ ‫يعود إلى العصر العباسي‪ ،‬وكما يضم‬ ‫نسيجا حضريا متشابكا ضاربا في القدم‬ ‫مما يجعلها مركزا حضاريا عالميا‪.‬‬ ‫سيتم ابراز هذه المعالم باعتبارها‬ ‫رمزا من رموز المدينة‪ ،‬مما سيعكس‬ ‫الجانب الحضاري للمدينة واسهاماتها‬ ‫في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ويعمل على‬ ‫رفع مستوى الوعي الحضاري‬ ‫للمجتمع المدني وانتمائه للمدينة‪.‬‬ ‫وتعد هذه المنطقة جزءا من‬ ‫التراث العالمي‪ ،‬وستعمل سياسات‬ ‫الحفاظ على المنطقة وضمان استدامتها‬ ‫وصيانة تراثها الحضري بكافة انواعه‬ ‫المادي وغير المادي لضمان ديمومتها‬ ‫ونقلها من جيل إلى جيل‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫(بغداد ‪ )21‬يعد المحرك الرئيسي‬ ‫القتصاد المدينة والذي يقوم بخلق‬ ‫وتوفير فرص عمل جديدة في مختلف‬ ‫المجاالت‪.‬‬ ‫إن الفرص التي سيوفرها في‬ ‫المجاالت السياحية والثقافية والترفيهية‬ ‫والتسويقية ‪ ،‬ضمن بنى تحتيه ممتازة‬ ‫وبيئة نظيفة مستقرة وإدارة جيدة‪،‬‬ ‫ستجذب العديد من المستثمرين‬ ‫واألعمال‬ ‫المصالح‬ ‫واصحاب‬ ‫وأصحاب المهن والحرف والبنوك‬ ‫والمؤسسات الفندقية والترفيهية‬ ‫لالستثمار والعمل في المنطقة‪،‬‬ ‫وسيساهم ارتفاع قيمة العقارات فيها‬ ‫في إسناد األسواق المالية وزيادة‬ ‫االستثمار العقاري في مركز المدينة‪.‬‬ ‫يوفر (بغداد ‪ )21‬االماكن لتوسع‬ ‫المناطق الحرفية والتجارية الستيعاب‬ ‫االمكانات‬ ‫الطاقات الشابة ذات‬ ‫االبداعية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫سيأخذ (بغداد ‪ )21‬مكانته ايضا‬ ‫كمركز ومقصد للفنون والثقافة‪ ،‬حيث‬ ‫سيكون المكان الرئيسي لتجمع الفنانين‬ ‫واقامة المعارض الفنية والمسرحية‪،‬‬ ‫وستضم المنطقة العديد من المراكز‬ ‫الفنية والمتاحف‪.‬‬ ‫ستتوفر في المنطقة تسهيالت‬ ‫وخدمات تدعم ما يقدمه مركز المدينة‬ ‫من فعاليات وفنية في المسارح ودور‬ ‫العرض المختلفة التي سيتم احياؤها من‬ ‫جديد تدعمها انواع الفعاليات التسويقية‬ ‫والترفيهية المناسبة‪.‬‬ ‫في (بغداد‪ )21‬تحيط باالسواق‬ ‫التاريخية وتتخللها الفعاليات الثقافية‬ ‫المختلفة طوال العام حيث تتوسع هذه‬ ‫القاعدة لتقدم العديد من الخيارات‬ ‫المتنوعة للمقيمين والزوار‪.‬‬

‫‪311‬‬


‫‪1‬‬

‫‪21‬‬

‫تصلح االهداف الثمانية التالية ألن‬ ‫تكون األساس لتوضيح "الشكل‬ ‫المستقبلي لمركز المدينة التاريخي"‬ ‫الذي سيطلق عليه ابتداء من هذا‬ ‫الفصل (بغداد ‪ )21‬حيث سيتم تفصيل‬ ‫مفاهيم التطوير وكذلك تحديد‬ ‫السياسات التي ينبغي اتباعها من اجل‬ ‫تحقيق هذه الرؤية‪.‬‬ ‫هذه األهداف تم وضعها بناء على‬ ‫المبادئ التوجيهية ومجموعة القيم‬ ‫التي تم وضعها بناء على اجتهادات‬ ‫المؤلف ومعرفته بالمدينة وتمنياته‬ ‫لمستقبلها والذي ال اظن انه يختلف‬ ‫بمجمله عن تمنيات وطموح المواطن‬ ‫البغدادي ‪.‬‬ ‫توضح هذه األهداف كيف سيبدو شكل‬ ‫وعمل (بغداد ‪:)21‬‬

‫‪310‬‬

‫(بغداد ‪ )21‬تكوين حضري‬ ‫جذاب مريح ومستدام يسهل التنقل‬ ‫والتجول فيه عن طريق وسائل النقل‬ ‫المختلفة ويضم فعاليات حيوية‬ ‫ومتنوعة‪.‬‬ ‫يوفر (بغداد ‪ )21‬السكن‬ ‫والعمل والخدمات للناس على‬ ‫وأعمالهم‬ ‫مشاربهم‬ ‫مختلف‬ ‫ومستوياتهم المادية والثقافية في‬ ‫منطقة تضم عالوة على المراكز‬ ‫التجارية والثقافية والحدائق‪ ،‬السكن‬ ‫والمرافق الخدمية االخرى‪.‬‬ ‫المحالت السكنية والحرفية التي‬ ‫تم احياؤها تمثل الطابع العمراني‬ ‫والحضري البغدادي وهي قريبة من‬ ‫نقاط المواصالت واألسواق ومراكز‬ ‫العمل وتم تزويدها بأفضل البنى‬ ‫التحتية والخدمات المستدامة‪ ،‬كما‬ ‫سيضمن وجود المناطق السكنية‬ ‫حيوية المنطقة طوال اليوم‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫(بغداد ‪ )21‬يعني تصميما جيدا‬ ‫ومستداما تترابط فيه عناصر‬ ‫الشارع والفضاءات المفتوحة من‬ ‫حيث تصميم المباني والمواد‬ ‫اإلنشائية إلى إدارة مياه األمطار‬ ‫وإعادة التدوير‪ ،‬كما تتناسق مع‬ ‫الفعاليات الحضرية المتنوعة‪،‬‬ ‫والتي تتراوح من الترفيه حتى‬ ‫عمليات الشراء والتبضع‪.‬‬ ‫سيعكس التصميم الحضري‬ ‫االلتزام الكبير بطابع المدينة‬ ‫التراثي العمراني والحضري من‬ ‫خالل المحافظة على النسيج‬ ‫العمراني والطابع المعماري وحتى‬ ‫ادق تفاصيل الريازة بما يثري‬ ‫ويعزز عملية الحفاظ على المدينة‬ ‫التاريخي‪.‬‬ ‫(بغداد ‪ )21‬سيكون متميزا‬ ‫باستعمال افضل المواد والتقنيات‬ ‫العصرية المستدامة المغلفة بالطابع‬ ‫البغدادي االصيل‪.‬‬

‫سيحقق مجموع هذه االهداف الغاية المنشودة من‬ ‫إحياء مركز المدينة التاريخي في تطوير مركز المدينة‬ ‫القديمة واحيائه ليعود قلب مدينة بغداد ومركزا تراثيا‬ ‫متميزا محميا‪.‬‬ ‫كيف يمكن العمل على تحقيقها وما هي المنهجية‬ ‫التي توصلنا الى تحقيق الغاية؟‬ ‫ان تحقيق الغاية يتم من خالل رؤية مبنية على‬ ‫االبعاد الثالثة المكونة للمحيط الحضري والمتكونة من‬ ‫المحاور الرئيسية الثالثة التي تشكل من التاثيرات‬ ‫المورفولوجية والتاثيرات الوظيفية والبعد التاريخي‬ ‫واالعتماد على التكامل فيما بينهما‪.‬‬ ‫وبصورة مختصرة وتوضيحا لهذه االيديولوجية‬ ‫فان عملية إعادة إحياء مركز المدينة ستعتمد للوصول‬ ‫الى االهداف على المحاور التالية‪:‬‬ ‫المكان‬ ‫بما يعني إعادة تشكيل الفضاء الحضري من طرق‬ ‫وأحياء وفضاءات مفتوحة من اجل تعزيز العالقات بينها‬ ‫وخلق بيئة حضرية مترابطة ومتجانسة‬ ‫الوظيفة‬ ‫اي تعزيز الوظائف الحضرية الضرورية القتصاد‬ ‫المدينة وتنظيم الفعاليات الحضرية من اجل إعادة‬ ‫التوازن لكامل المنطقة وضمان استدامتها‪.‬‬ ‫الزمان‬ ‫وتعني االعتماد على انعاش ذاكرة المدينة لكي‬ ‫تؤدي دورها في تعزيز االنتماء المديني من جهة‬ ‫والمساعدة في تكامل عملية اإلحياء المكاني والوظيفي‬ ‫للمنطقة‪.‬‬

‫‪313‬‬


‫‪5‬‬

‫يوفر (بغداد ‪ )21‬عروضا‬ ‫مميزة لتشكيلة واسعة من انواع تجارة‬ ‫التجزئة والضيافة والخدمات التي‬ ‫تكمل وتدعم كل الفعاليات في‬ ‫المركز‪ ،‬كمحالت بيع التجزئة‬ ‫والبقاالت والمطاعم والمقاهي‬ ‫وغيرها من الفعاليات التي تقدم‬ ‫المتطلبات اليومية للعاملين والمقيمين‬ ‫والزوار‪ ،‬بما يجعل مركز المدينة‬ ‫مكانا حيويا نشطا‪ .‬باالضافة الى ذلك‬ ‫توجد منافذ مقننة (مكاتب ومعارض)‬ ‫لتجارة الجملة‪ .‬بموجب التخطيط‬ ‫الجديد‪.‬‬ ‫كما يوفر (بغداد ‪ )21‬االماكن‬ ‫لتوسع المناطق الحرفية والتجارية‬ ‫الستيعاب الطاقات الشابة ذات‬ ‫االمكانات االبداعية‪.‬‬ ‫سيساعد التركيز على التقاليد‬ ‫والعادات البغدادية على أن يكون هذا‬ ‫المركز بغداديا بامتياز وأن يكون له‬ ‫طعم خاص في ما يقدمه لهم‪.‬‬

‫‪312‬‬

‫‪6‬‬

‫يتميز (بغداد ‪ )21‬بنظام مترابط‬ ‫من الساحات والميادين والمناطق‬ ‫المفتوحة والمرافق الترفيهية التي‬ ‫تعكس طريقة حياة صحية ونشيطه‪،‬‬ ‫وترتبط كل منها باالخرى بواسطة‬ ‫مسارات ومماشي وفضاءات‬ ‫مفتوحة تتصل بدورها بالعناصر‬ ‫الحضرية الرئيسية في المنطقة‪ ،‬كما‬ ‫ان تصميمها مدمج ومتناسق مع بقية‬ ‫انظمة المرور والبنى التحتية في‬ ‫المنطقة وما جاورها‪ .‬وتمثل الواجهة‬ ‫النهرية مكانا حيويا يؤكد ارتباط‬ ‫النهر بالمدينة ومنطقة ترفيهية‬ ‫يحتفي فيها المواطنون بالنهر على‬ ‫مدار العام‪. .‬‬ ‫يعكس (بغداد ‪ )21‬وجود‬ ‫إحساس والتزام تجاه االنسان والبيئة‬ ‫حيث البنى التحتية صممت من اجل‬ ‫تعزيز المسؤولية المجتمعية وتقليل‬ ‫االعتماد على الطاقة غير المتجددة‬ ‫واعتماد وسائل إعادة التدوير من‬ ‫اجل االستدامة البيئية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫يعد (بغداد ‪ )21‬غرفة المعيشة‬ ‫الحضرية لسكان المدينة ومقصدهم‬ ‫اليومي للعمل والترفيه والتبضع‬ ‫واللقاء‪ .‬وسيجد ابناء المدينة‬ ‫وزوارها انفسهم في بيئة صديقة‬ ‫تتوفر فيها المستلزمات والخدمات‬ ‫التسويقية والترفيهية المتمثلة في‬ ‫الحدائق والمقاهي والمطاعم‬ ‫المنتشرة التي تضمن لهم قضاء يوم‬ ‫حافل وسعيد‪.‬‬ ‫تسهيالت ومستلزمات المشاة‬ ‫وتوفر مواقف السيارات وانظمة‬ ‫النقل العام كالحافالت والترام‬ ‫المترو والقطار المعلق وكذلك‬ ‫مركبات النقل النهري ستجعل‬ ‫الوصول الى المنطقة والتنقل‬ ‫ضمنها سهال ومريحا‪.‬‬ ‫(بغداد ‪ )21‬سيعطي اهل‬ ‫المدينة الشعور بالفخر واالنتماء‬ ‫وتجعل زوارها ينعمون بالراحة من‬ ‫خالل التمتع بتاريخها المجيد‬ ‫وحاضرها الزاهر‪.‬‬


‫العناصر احملركة‬

‫يتمحور التكامل الشكلي المورفولوجي للمنطقة حول العالقة ما بين شارع الرشيد المناطق‬ ‫البينية بين هذين العنصرين الرئيسيين وما يحيط بهما من نسيج حضري ففي الوقت الذي حل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه شارع الرشيد كبديل لنهر دجلة خالل قرن من الزمن فان تبادل المصالح والعالقة الوثيقة‬ ‫بين العنصرين الرئيسيين في مركز بغداد التاريخي المعاصر يحتم الترابط الوثيق بينهما‬ ‫كما سيشكل ربط الساحات والمناطق الرئيسية المرتبطة بشارع الرشيد ونهر دجلة الشكل‬ ‫الجديد المترابط لمركز المدينة ويعزز المسارات القديمة من اجل إعادة وتثبيت شخصية‬ ‫المكان‬

‫ضفة نهر دجلة‬ ‫الساحات والمناطق المفتوحة‬ ‫شارع الرشيد ‪ ،‬االسواق‬ ‫المحالت السكنية واالزقة‬

‫العناصر احملركة‬

‫تمثل اإلمكانيات التي يختزنها مركز المدينة القديم خزينا قيما من الفعاليات والوظائف التي‬ ‫يمكن استغاللها لتحفيز المركز والتي ينبغي تحقيق التوازن الحضري المطلوب من خالل‬ ‫إعادة توزيعها‬ ‫بما يتناسب وما تتطلبه تلك الفعاليات من مساحات وخدمات آخذين في االعتبار اندماجها‬ ‫مع الفعاليات االخرى من خالل مواقعها التاريخية وارتباطها بذاكرة المدينة التاريخية‬ ‫اذ تمثل هذه الفعاليات القوى الديناميكية والتكاملية التي تؤمن استدامة المنطقة اقتصاديا‬

‫ال يمكن تطوير وتحديث مركز مدينة بغداد من دون ان يكون تاريخها حاضرا في كل زاوية‬ ‫من زواياها ‪ ،‬اذ ان عبق التاريخ وأحداثه وشخوصه وشواخصه لمدينة مثل بغداد تشكل‬ ‫محورا ً أساسيا إلعادة إحياء مركزها الموغل في القدم‬ ‫فعالوة على عملية الحفاظ االساسية فان تجسيد تراث المدينة العريق وإعادة ذاكرتها القريبة‬ ‫والبعيدة ستشكل حافزا لتعزيز شخصية المدينة وشكلها الجديد القديم كما ستشكل إعادة تجسيد‬ ‫تاريخ المدينة احد العناصر المهمة في توحيد سكان المدينة ومدعاة لفخرهم واعتزاز هم‬ ‫بتراثهم وتاريخهم‬

‫التاريخ ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬الثقافة‬ ‫العبادة ‪ ،‬السياحة ‪ ،‬الصناعة‬ ‫التسوق ‪ ،‬التعليم ‪ ،‬السكن ‪،‬‬ ‫الترفيه‬

‫الماضي ‪ ،‬التاريخ‬ ‫التراث ‪ ،‬ذاكرة المدينة‬ ‫المستقبل‬ ‫االستدامة‬

‫‪315‬‬


‫‪21‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫يعنى المنطق المورفولوجي (الشكلي)‬ ‫بالعناصر الثابتة من النسيج الحضري‬ ‫والتي تكون الهيكل االساسي لتكوين‬ ‫المدينة وما ينتج عنها من ترابط‬ ‫عضوي ناتج من تاثيرات وظيفية‬ ‫تشكل شكل المدينة وكيفية عملها‬ ‫وسبل الحركة فيها‬

‫المدينة هي مركز للحياة اليومية‬ ‫وتبادل البضاعة والخدمات للمناطق‬ ‫المحيطة‪ .‬ان الهيكل الوظيفي‬ ‫والمكاني محدد من خالل قرارات‬ ‫التصميم للمدينة اضافة الى‬ ‫خصوصية التجارة المحلية‬ ‫وديناميكيتها المستمرة‬

‫ان التأثيرات المحددة لتطوير المنطقة تتكون من ثالثة‬ ‫محاور رئيسية هي‪:‬‬ ‫التإثيرات المورفولوجية (المكانية) والتأثيرات‬ ‫الوظيفية والبعد التاريخي ‪ ،‬والتي تشكل بمجمل‬ ‫تفاعالتها وترابط عناصرها ‪ ،‬القوى المؤثرة على‬ ‫المنطقة وتطورها‬ ‫وتعتمد تصورات إعادة اإلحياء على التكامل ما بين‬ ‫هذه العناصر الثالثة‬

‫‪314‬‬

‫يعد الزمن حالة الوصل بين الفكر‬ ‫والواقع‪ ،‬بين الحاضر والماضي ‪،‬‬ ‫وبين الحاضر والمستقبل‪ .‬ان ادراك‬ ‫المكان المرتبط باحداث الماضي‬ ‫سيشكل في المستقبل صورة الحاضر‬ ‫وتشكل الذاكرة همزة الوصل ما بين‬ ‫الماضي والحاضر والمستقبل‬


317


‫‪21‬‬ ‫يهدف إعادة التشكيل المكاني الى خلق بيئة حضرية متجانسة ومترابطة عن‬ ‫طريق استحداث بعض الفضاءات الحضرية وتغيير نمط استخدام بعض الفضاءات‬ ‫االخرى‪ ،‬ومن ثم العمل على ربطها الواحدة باالخرى‪ ،‬مما يتيح للمشاة التنقل ما بين‬ ‫هذه الفضاءات المتعددة الفعاليات والوظائف‬ ‫ضفة نهر دجلة‬ ‫سيؤدي تطوير ضفة النهر وربطها بشارع الرشيد واالسواق والساحات من‬ ‫جهة وتعزيز المماشي على ضفة النهر وخلق منظومة النقل النهري من جهة اخرى‬ ‫الى توفير استعماالت جديدة لالراضي في منطقة سياحية ترفيهية ذات جاذبية كبيرة‪.‬‬ ‫الساحات اوالمناطق المفتوحة‬ ‫ربط الساحات الرئيسية بعضها ببعض سيعمل على تكوين شبكة متكاملة من‬ ‫مسارات المشاة وزيادة خياراتهم ضمن مساحات مفتوحة خضراء‪ ،‬مما سيخلق‬ ‫مناطق جديدة للتجمع واللقاء والت وما لذلك من تاثيرات اجتماعية وبيئية‪.‬‬ ‫شارع الرشيد‬ ‫من الناحية الوظيفية سيؤدي تخفيف الضغط على اسواق الجملة وتنظيمها الى‬ ‫استعادة شارع الرشيد لموقعه واهميته بعد خلوه من الفعاليات الطارئة والى توفير‬ ‫مساحات اضافية يمكن استغاللها في الفعاليات المختلفة لتنشيط الشارع‪.‬‬ ‫منظومة االسواق‬

‫ساحات ومناطق مفتوحة‬ ‫مناطق ذات جاذبية س ياحية‬ ‫ممر مشاة رئييس‬ ‫منطقة ذات جاذبية طبيعية‬ ‫مسارات اترخيية‬ ‫مناطق ذات جاذبية تسويقية‬ ‫مناطق جذب وربط‬ ‫رشايع ومناطق وصول‬

‫‪316‬‬

‫بعد تخفيف ضغط اسواق الجملة سيتم العمل على تاكيد استعادة االسواق‬ ‫التاريخية لموقعها واهميتها من خالل إعادة تنظيم االسواق في المنطقة وتقوية وإعادة‬ ‫ارتباطها ببعضها البعض من جهة وبضفة النهر وشارع الرشيد من جهة اخرى‪.‬‬ ‫األحياء واألزقة‬ ‫ربط دجلة بالمدينة وربط النهر بشارع الرشيد سيحيي المناطق الفاصلة بينهما‬ ‫االمر الذي سيتيح استعماالت جديدة لالرض تستغل للفعاليات التجارية والترفيهية‪.‬‬ ‫المناطق المبتورة‬ ‫من المهم إعادة النسيج الحضري المتقطع والمبتور في بعض المناطق من اجل‬ ‫إعادة ربط الفعاليات التاريخية والحضرية للمنطقة‪.‬‬


319


‫‪21‬‬ ‫تهدف إعادة التوازن الوظيفيي الى تنشيط المنطقة من اجل ضمان‬ ‫استدامتها االقتصادية‪ ،‬وذلك بتحفيز المناطق الهشة والضعيفة عن طريق‬ ‫استحداث بعض الفعاليات او تغيير نمط استخدام الفضاءات االخرى والتركيز‬ ‫على االستخدامات المتعددة الفعاليات ‪.‬‬ ‫منظومة األسواق‬ ‫تخفيف ضغط اسواق الجملة سيؤدي بالنتيجة الى إعادة تنظيم االسواق‬ ‫في المنطقة لتحقيق عدة اهداف احدها إعادة التوازن من جهة واالخر يتعلق‬ ‫بضرورة إعادة وتعزيز الحرف اليدوية والفولكلورية التي تعاني من التراجع‬ ‫وخطر االندثار‪.‬‬ ‫مناطق األطراف‬ ‫يعتبر تنشيط المناطق الهشة والضعيفة وتعزيز النشاطات المالئمة خاصة‬ ‫في االطراف ( باب المعظم وباب الشرقي) احد الوسائل الهامة لتحقيق التوازن‬ ‫في المنطقة المعنية‪.‬‬ ‫المسارات واألزقة‬ ‫سيؤدي تطوير ضفة النهر وربطها بشارع الرشيد واالسواق والساحات‬ ‫وتعزيز النقل النهري الى تنشيط هذه االزقة ورفدها بعناصر تؤدي الى‬ ‫استدامتها ‪.‬‬ ‫المناطق الخالية‬ ‫العمل على ايجاد الحلول والفعاليات المناسبة والتي تتالءم مع المحيط‬ ‫الحضري للمنطقة المعنية لتحفيز المنطقة‪.‬‬ ‫منطقة اسواق مكتظة‬ ‫مناطق هشة‬ ‫طرق وازقة‬ ‫منطقة ضفة الهنر‬ ‫مناطق خالية‬ ‫منطقة اختناق‬

‫‪318‬‬

‫األحياء المهجورة‬ ‫إعادة الحياة الى األحياء السكنية المهجورة والخربة سيؤدي بالتالي الى‬ ‫االرتقاء بالمنطقة وجعلها منطقة حيوية مستدامة‪.‬‬ ‫مناطق االختناقات‬ ‫وبالتاكيد فان إعادة التوازن تعنى بفك االختناقات سواء العمرانية منها او‬ ‫الوظيفية من اجل تحسين المشهد الحضري وتسهيل الحركة ضمن المناطق‬ ‫المختلفة‪.‬‬


321


‫‪21‬‬ ‫مخزون المدينة من التاريخ‬

‫الرتاث‬ ‫الرتاث هو شلك ثقايف ممتزي‬ ‫يعكس اخلصائص البرشية معيقة‬ ‫اجلذور ويتناقل من جيل اىل‬ ‫آخر ‪ ،‬ويصمد عرب فرتة زمنية‬ ‫متفاوتة نوع ًيا وممتزية بيئيًا ‪ ،‬تظهر‬ ‫عليه التغريات الثقافية ادلاخلية‬ ‫والعادية ولكنه حيتفظ دامئًا بوحدة‬ ‫آساس يةمس مترة‬

‫تضم المدينة القديمة اثارا ومعالم معمارية عديدة مثلت عصورا امتدت‬ ‫لقرون‪ ،‬وكانت شاهدا على فترات مختلفة مرت عليها وتركت بصماتها‬ ‫على تلك الجدران والمنحوتات والمسكوكات وغيرها‪،‬‬ ‫إحياء وإعادة الذاكرة المادية‬ ‫وهي المباني األثرية وبقايا المدن التاريخية والمعالم المعمارية‬ ‫والشواخص واالسواق واألحياء والتحصينات والمنشآت المائية‬ ‫والزراعية ونحوها‪.‬‬ ‫‪ ‬الحفاظ على الطابع العمراني وابراز المعالم‬ ‫التاريخية والمعمارية ذات القيمة‬ ‫‪ ‬إعادة بناء الشواخص المندثرة والتي ال تزال‬ ‫ذكراها ماثلة في الذاكرة‬ ‫‪ ‬إعادة استخدام االبنية التراثية االستخدام االمثل‬ ‫لتحفيز اقتصادياتها والمحافظة عليها‬ ‫إحياء وإعادة الذاكرة المنقولة‬

‫مباين تراثية‬ ‫مباين دينية‬ ‫جتس يد شواخص‬ ‫اعادة جتس يد معمل رئييس‬ ‫مرقد ديين‬

‫‪320‬‬

‫والتي تمثل بنوعيها‪ ،‬اآلثار والقطع التاريخية المنقولة‪ ،‬وهي‬ ‫المنحوتات والمواد المنقوشة والمخطوطات والمسكوكات واألدوات‬ ‫الفخارية والخزفية والزجاجية والمنسوجات واألسلحة وأدوات الزينة ‪..‬‬ ‫والنوع االخر للموروثات الحرفية والصناعية والمعمارية األصلية التي‬ ‫توقف إنتاجها بالطرق التقليدية التي توارثها الناس لكونها شواهد تراث‬ ‫مميز يعكس الهوية المحلية التي تعبر عن الجودة والقيمة الفنية والجهد‬ ‫البشري‬ ‫يتم ابراز القيمة الفريدة لهذه الذاكرة عن طريق‪:‬‬ ‫‪ ‬ابراز التراث المميز الذي يعكس الهوية المحلية‬ ‫التي تعبر عن االصالة‬ ‫‪ ‬اقامة المعارض الدورية والمسابقات البراز‬ ‫الجودة والقيمة الفنية لالعمال التي قام بها االجداد‬ ‫‪ ‬دعم وتشجيع الجهد البشري لصناعة الحرف‬ ‫الفولكلورية والمعمارية واعادتها الى الحياة‬


323


‫‪21‬‬

‫تحوي المدينة في كل ركن من اركانها قصة وحكاية وتراثا اصيال ضاربا في‬ ‫القدم‪ .‬فحكايا الف ليلة وليلة وقصائد الشعراء ماثلة ما دامت تتغنى بهذه المدينة التي‬ ‫ضمت العلماء والشعراء من كل حدب وصوب‪.‬‬

‫حتفزي املناطق اقتصاداي‬

‫الذاكرة غير المادية‬

‫تثل املناس بات وعالعياد يف‬ ‫لك املدن مناس بات للتحفزي‬ ‫عالقتصادي‪.‬‬

‫‪ ‬التراث الفكري‬ ‫وقوامه ما قدمه السابقون من علماء وكتاب ومفكرين ومسؤولين سياسيين‬ ‫كانوا شهودًا على عصورهم ومبدعين من خاللها ويشمل‪:‬‬ ‫‪ ‬ما ورث عن السلف من العلوم والمعارف الدينية والفكرية‬ ‫والالهوتية‬ ‫‪ ‬العلوم والمعارف الطبيعية كعلوم األوائل في مجاالت‬ ‫العلوم المختلفة‬ ‫‪ ‬الفنون األدبية والقصص والفنون الزخرفية والخطية‬ ‫ونحوها‬ ‫‪ ‬التراث االجتماعي‬ ‫وهو تراث حياتي قوامه قواعد السلوك والعادات المجتمعية واألمثال والتقاليد‬ ‫ومنظومة القيم االجتماعية‪ ،‬والتي تشكل بناء خلقيًا متماس ًكا طويل الدوام ذا تاثير‬ ‫كبير على األفراد ويكون مقي ًما وراء الشعور والوعي في غالب األحيان ويشمل في‬ ‫المقام االول‪:‬‬ ‫‪ ‬الموروثات الشفهية كالحكايات واالساطير واألمثال‬ ‫واألزجال واللهجات الشعبية‬ ‫‪ ‬العادات والسجايا واألزياء وغيرها من التقاليد االجتماعية‬ ‫الموروثة‬ ‫‪ ‬الفنون الشعبية كالغناء والموسيقى والرقص واألهازيج‬ ‫وغيرها‬ ‫إحياء الذاكرة غير المادية‬ ‫يساعد ابراز التراث الفكري واالجتماعي على تعزيز االنتماء المديني من ناحية‬ ‫وتحفيز اقتصاديات المنطقة من ناحية اخرى‪ .‬ويتم ذلك عن طريق اقامة المهرجانات‬ ‫السنوية لالحتفاء باالحداث والمناسبات وكذلك اقامة حمالت الترويج والحمالت‬ ‫االعالمية المختلفة‪ ،‬ضمن جدول زمني محكم يوافق ما بين الزمان والمكان اي ما‬ ‫بين المناسبات ومتطلبات المناطق المختلفة للتحفيز‪.‬‬

‫‪322‬‬


‫ينبغي ان تكون هذه الخدمات ذات سمات اقتصادية وبيئية متقدمة وذات معايير عالية‬ ‫المستوى اخذين في االعتبار االحتياجات المستقبلية للمنطقة من هذه الخدمات وقابليتها للتغييرات‬ ‫المستقبلية المحتملة تبعا لتطورات التكنولوجيا‪.‬‬ ‫وتبعا لذلك فان استعمال الطاقة الشمسية المتجددة وتقليل هدر المياه ضمن مبدأ إعادة‬ ‫التدوير الذي يشمل معالجة المياه الثقيلة ومعالجة النفايات واالستفادة من مخلفاتها هي من اهم‬ ‫سمات نظام البنية التحتية الجديد للمنطقة‪.‬‬ ‫يشمل تجديد البنى التحتية والخدمات كافة المناطق الحضرية كما يشمل المباني التي ينبغي‬ ‫تجديد خدماتها واالرتقاء بها بموجب المعايير العصرية بضمنها انظمة الوقاية من الحريق‬ ‫والحماية من الفيضان‪.‬‬ ‫يمهد استعمال البنى التحتية الذكية لنظم اكثر ذكاء واكثر تكامال من اجل تشغيل اقتصاديات‬ ‫المدينة‪ ،‬من خالل رفع الكفاءة والتوفير والمساهمة في نجاح االستثمارات وتوفير الراحة واالمان‬ ‫للمواطن‪.‬‬

‫الرؤية ‪ ،‬التقدم التكنولويج ‪،‬‬ ‫وعالفضل‬ ‫ان التسارع التقين‬ ‫والتكنولويج يف جمال البىن‬ ‫التحتية واحلفاظ عىل البيئة‬ ‫قد يقدم حلوال افضل يف‬ ‫الس نوات القادمة ومن اجل‬ ‫عالجيال القادمة ينبغي العمل‬ ‫عىل تطبيق عالفضل يف‬ ‫مدينتنا اليت تس تحق‬ ‫عالحسن وعالحدث ‪ ،‬وليس‬ ‫عالرخص سعرآ‬

‫‪325‬‬


‫‪21‬‬ ‫تشكل البنى التحتية من خدمات وشبكات نقل وغيرها القاعدة االساسية التي يرتكز عليها التطوير‬ ‫واإلحياء الحضري‪ .‬اذ ينبغي رفع مستوى البنى التحتية في المنطقة الى المعايير المطلوبة بصورة تتوافق‬ ‫مع احتياج المجتمع الحالي والمستقبلي لكي تتمكن المباني والمنطقة وفعالياتها على حد سوء من اداء‬ ‫وظائفها بكفاءة وان تتوافق الخدمات التي تتوفر فيها مع التطورات‪.‬‬ ‫كما يشكل تطوير شبكات النقل وتوفير خدماتها بالشكل الذي يخدم ويحقق المبادئ واالهداف‬ ‫الموضوعة احد عوامل نجاح عملية اإلحياء‪.‬‬ ‫بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة‬

‫اعالن المم املتحدة عام ‪2006‬‬ ‫االتفاقات البيئية للمدن اخلرضاء‬ ‫يف املناطق احلرضية‬ ‫اعالن المم املتحدة للمدن‬ ‫اخلرضاء هو منرب التعاون ودعوة‬ ‫اىل العمل من آجل املدن يف‬ ‫خمتلف آحناء العامل اذ تعرتف بأن‬ ‫غالبية ساكن العامل يعيشون الن‬ ‫يف املدن اليت تس هتكل ‪ ٪75‬من‬ ‫موارد العامل الطبيعية مما ادى اىل‬ ‫خلق حتدايت بيئية ‪.‬‬ ‫اتفاقات البيئية احلرضية هذه‬ ‫حتتوي عىل بنود معل اليت تريس‬ ‫الساس ملعاجلة القضااي البيئية‬ ‫احلرضية العاملية فامي يتعلق بقضااي‬ ‫الطاقة وتقليل النفاايت ‪،‬‬ ‫والتصممي احلرضي ‪ ،‬والطبيعة يف‬ ‫املناطق احلرضية ‪ ،‬والنقل‬ ‫والصحة البيئية واملياه‪.‬‬

‫‪324‬‬

‫حيث ان البنى االساسية للمدينة ككل هي في حالة سيئة‪ ،‬فان االفتراض االفضل هو في فصل‬ ‫منطقة مركز بغداد التاريخي عن شبكات البنى التحتية لمدينة بغداد‪ ،‬والبدء بأنشاء بنى تحتية ذكية جديدة‬ ‫مستدامة بموجب اسس صديقة ومحافظة للبيئة وستكون هذه التجربة مثاال يجري توسيعه واتباعه في‬ ‫باقي مناطق المدينة على المدى الطويل من أجل تحقيق األهداف الصحية لمدينة خضراء مستدامة‪.‬‬


‫البدائل الممكنة للنظام المروري‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬خط‬ ‫قطار معلق عىل ضفة الهنر‬

‫‪6‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬نفق‬ ‫مرور مركبات ابجتاهني‬ ‫عىل ضفة الهنر‬

‫‪5‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬طريق‬ ‫مرور مركبات ابجتاهني‬ ‫عىل ضفة الهنر‬

‫‪4‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬مرور‬ ‫مركبات ابجتاهني مقيد‬ ‫ابوقات حمددة او برتخيص‬

‫المخططات الثمانية المبينة على اليسار تمثل البدائل المحتملة‬ ‫للنظام المروري في المنطقة كما ويبين الجدول ادناه ان البديل االفضل‬ ‫هو بديل المشاة والنقل العام وهو المخطط رقم (‪ )7‬وهو البديل الذي‬ ‫يتالءم مع امكانات المنطقة الحضرية ويلبي االهداف المحددة إلحياء‬ ‫المنطقة‪.‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬طريق‬ ‫مرور مركبات ابجتاهني‬

‫‪1‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام ‪ +‬طريق‬ ‫مرور مركبات ابجتاه واحد‬

‫قد تختلف اآلراء حول نوعية حركة المرور المفترضة لخدمة‬ ‫المنطقة عموما وفي شارع الرشيد خصوصا لذا فمن المهم بدءا التعرف‬ ‫على البدائل واالمكانيات للنظام المروري ومدى مالئمتها لسعة‬ ‫الشوارع وطبيعة المنطقة من جهة وتطابقها مع اهداف إحياء المنطقة‬ ‫من جهة اخرى في محاولة للتعرف على الحل االفضل لخدمة مركز‬ ‫المدينة‪.‬‬

‫مشاة ‪ +‬نقل عام‬

‫‪7‬‬ ‫مشاة فقط‬

‫اسس التقيمي‬

‫مالمئ (‪)1+‬‬

‫ال اتثري (‪0‬‬

‫غري مالمئ (‪)1-‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪327‬‬


‫‪21‬‬

‫النقل واجملمتع‬ ‫علينا أن نتذكر أن النقل هو‬ ‫رحةل‪ ،‬والس يارة يه واسطة‬ ‫الرحةل ‪ ،‬الا ان تعزيز اجملمتع‬ ‫وخدمة الانسان يه الهدف‪.‬‬

‫هدف الرؤية المرورية هو ايجاد نظام النقل المالئم الذي يتوافق مع الهدف العام لتطوير‬ ‫المنطقة‪ ،‬الذي يرمي الى اعادة إحياء مركز المدينة القديم كجزء فعال وحيوي من مدينة بغداد‪،‬‬ ‫مع اعطاء االولوية للمشاة والحفاظ على البيئة الحضرية ضمن مبادئ اعالن االمم المتحدة‬ ‫للمدن الخضراء‪.‬‬ ‫ان هدف الرؤية هو خلق بيئة مستدامة وبشكل متحضر يعمل لجذب التجارة والسياحة ‪.‬‬ ‫سيتم ذلك عن طريق اعتبار شارع الرشيد عبارة عن (ترانزيت مول) بما يعني التركيز على‬ ‫توفير مسارات كافية ‪ ،‬آمنة ومريحة للمشاة مجهزة بكافة الخدمات وتقليص استخدام السيارات‬ ‫الخاصة الى الحد االدنى وتوسيع استخدام انماط عالية النوعية من النقل العام وتشجيع النقل‬ ‫النهري وإدماجه في النظام المروري الجديد‪ .‬و كذلك توفير مواقف سيارات بما يكفي الستيعاب‬ ‫الزخم المتوقع مع ضمان وضوح المداخل وسهولة الوصول الى المنطقة‪.‬‬

‫مبادئ الرؤية املرورية‬ ‫نظام مروري يضع خدمة الانسان يف املقام الاول‬

‫‪326‬‬


‫التدهور العمراين للمباين‬ ‫الرتاثية‬

‫ان التاثريات اخملتلفة للتطور العمراين‬ ‫احلديث و تغري الاحتياجات الانسانية‬ ‫اليوم تقتيض العمل عىل توفري الاساليب‬ ‫املناس بة اليقاف التجاوزات ومعاجلة‬ ‫التلف الناجت عن تدين الوعى ابمهية و‬ ‫ماكنة تكل املناطق الرتاثية‬

‫‪329‬‬


‫‪21‬‬

‫ان الحفاظ هو احد عناصر الرؤية‬ ‫االستراتيجية الشاملة إلحياء مركز المدينة‬ ‫القديم‪.‬‬ ‫ومن المهم معرفة اسباب تهرؤ المناطق‬ ‫التراثية واندثارها لنتمكن من ايجاد الوسائل‬ ‫الكفيلة بترميم هذه المناطق وحمايتها‪ ،‬اذ ان‬ ‫مجرد ترميم االجزاء التالفة مهما يكن واسعا‬ ‫و متكامال فهو غير كاف اال من خالل اتخاذ‬ ‫االجراءات لمعالجة االسباب المؤدية الى‬ ‫تهرؤ هذه المناطق لضمان استدامتها‬ ‫وحمايتها‪.‬‬ ‫فعالوة على ما سببه تواجد اسواق‬ ‫الجملة من اضرار طالت المناطق والمباني‬ ‫في هذه المنطقة ‪ ،‬تضافرت عوامل التطور‬ ‫العمراني بعد الطفرة االقتصادية في القرن‬ ‫الماضي وعوامل االهمال والزمن على مجمل‬ ‫اوضاع هذه المباني التراثية في المدينة القديمة‬ ‫في ظل ضعف الشعور بقيمة التراث‬ ‫الحضاري عموما والمعماري خصوصا‬ ‫لدى االنسان المعاصر ‪ ،‬وقد فاقم هذه‬ ‫االوضاع في العقود االخيرة انعدام الرقابة‬ ‫وضعف التشريعات واالنظمة التي تحمي‬ ‫الموروث العمراني والتي ان وجدت فانها‬ ‫تفتقد الى االدوات الالزمة لتطبيقها فكثرت‬ ‫التجاوزات وفقدنا الكثير من المباني ذات‬ ‫القيمة المعمارية والتراثية الفريدة الى االبد‪.‬‬ ‫وقد عزز هذا التدهور تعدد الملكيات‬ ‫العقارية للمبنى الواحد واختالف المرجعيات‬ ‫والجهات المسؤولة عن الحفاظ على هذا‬ ‫االرث الثمين‪.‬‬ ‫‪328‬‬


‫‪ ‬الحماية ‪ :‬اسلوب الحماية هذا يشمل المباني والنسيج العمراني وحماية‬ ‫الهيكل والبيئة االجتماعية واالقتصادية للسكان‪.‬‬ ‫‪ ‬الحفاظ ‪ :‬يمتد مفهوم الحفاظ ليشمل المحيط العمراني للمباني والمجموعات‬ ‫التاريخية والمنشأت ويشمل ايضا االستعماالت والحرف التي تمارس في‬ ‫المحيط العمراني او المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلحياء ‪ :‬وهي محاولة لالستمرار الحضاري بين الماضي والحاضر‬ ‫والمستقبل مع استرداد الشخصية المعمارية واالنشطة واالستعماالت‬ ‫التقليدية المفقودة وإحياء القيم التراثية للمجتمع‪.‬‬

‫سياسات تطوير ‪ :‬وتعنى بتطوير المنطقة من دون احداث تغييرات جوهرية‬ ‫‪ ‬التجديد ‪ :‬وهي المجهودات او المحاوالت التي تهدف الى تطوير البيئة‬ ‫العمرانية لتوفير المتطلبات الحالية والمستقبلية للحياة الحضرية التي تتالئم‬ ‫والفعاليات الموجودة والمستحدثة‪.‬‬ ‫‪ ‬اعادة التاهيل ‪ :‬وهو رفع مستوى المنطقة والخدمات الى المعايير المطلوبة‬ ‫لكي تؤدي المباني والمنطقة وظائفها بكفاءةعن طريق اعادة استخدامها‬ ‫لغرض توفير الحماية واالستدامة‪.‬‬ ‫‪ ‬التحسين ‪ :‬تهدف الزالة التجاوزات والمؤثرات والشوائب التي تؤدي الى‬ ‫تدهور المنطقة مع رفع مستوى الخدمات واضافة لمسات جمالية عن طريق‬ ‫استغالل االمكانات المتوفرة بالمنطقة‪.‬‬ ‫سياسات تغيير ‪ :‬اي التي تؤدي الى تغييرات جذرية في المناطق المتدهورة‬ ‫‪ ‬االزالة ‪ :‬للمناطق التي يتبين عدم جدوى استمراريتها فتتم ازالتها لتحقيق‬ ‫اصالح عمراني او بيئي او اقتصادي او اجتماعي‪.‬‬ ‫‪ ‬االحالل التدريجي‪ :‬وهو الصورة المعتدلة السلوب االزالة لتجنب سلبياتها‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والعمرانية اذ يتم اقامة المباني الحديثة بشكل‬ ‫يحافظ على طابع المنطقة‪.‬‬ ‫‪ ‬اعادة التعمير ‪ :‬يعاد تعمير المناطق التي وصلت الى مستوى كبير من‬ ‫التدهور الذي ال ينفع معه اي اصالح من خالل اقامة مشروعات استثمارية‬ ‫ذات مردود اقتصادي واجتماعي وعمراني‪.‬‬

‫التوازن والحماية‬ ‫اقامة التوازن ما بين متطلبات‬ ‫التنمية المستدامة من جهة‬ ‫والقدرة االستيعابية للمناطق‬ ‫التاريخية من جهة وحماية هذه‬ ‫المواقع والحفاظ عليها من جهة‬ ‫اخرى‬ ‫التنمية المستدامة‬ ‫ترشيد استخدام الموارد باستخدام‬ ‫وسائل تنمية مستدامة مع وضع‬ ‫االولوية لالستخدام المحافظ على‬ ‫سالمة تلك الموارد التي يعتمد‬ ‫عليها االنسان في معيشته‬ ‫االدندما مع المدينة‬ ‫إحياء دور المناطق الحفاظية‬ ‫ودمجها في منظومة التنمية‬ ‫الشاملة للمدينة‬ ‫المشاركة المجتمعية‬ ‫اشراك القطاعات الشعبية‬ ‫والمهنية المختلفة في مشروعات‬ ‫التنمية بالمنطقة‬

‫‪331‬‬


‫‪21‬‬

‫ان عدم شمولية الهدف من تجارب الحفاظ التي نفذت في الحقبة السابقة وعدم بلوغها للهدف‬ ‫الرئيسي وهو المجتمع بسبب اقتصار تجارب الحفاظ على الجوانب التشكيلية البصرية او العناصر‬ ‫البنائية المفردة من دون التعامل مع المحيط العمراني بهدف االرتقاء بالبيئة العمرانية ككل‪.‬‬

‫احلفاظ من اجل الاس تدامة‬ ‫ان معلية احلفاظ عىل املباين‬ ‫الرتاثية ال هتدف اىل ترمميها‬ ‫واصالهحا من اجل احلفاظ علهيا‬ ‫من الانداثر حفسب بل ينبغي ان‬ ‫تكون هذه العملية جزءا من‬ ‫معلية التطوير واالحياء للمنطقة‬ ‫كلك‪.‬‬ ‫فاملبىن الرتايث هو جزء من‬ ‫منظومة حرضية متاكمةل وجعل‬ ‫املبىن فاعال مضن هذه املنظومة‬ ‫من اجل اس تدامته اقتصاداي‬ ‫تشلك الضامن الاكيد لعدم هتروء‬ ‫بناه جمددا ‪.‬‬

‫التعامل مع المنطقة الحضرية‬ ‫في منطقة تاريخية متنوعة مثل مركز بغداد القديمة ينبغي معرفة اساليب الحفاظ بانواعها‬ ‫المختلفة من اجل تطوير المنطقة التاريخية بصورة تحترم القديم وتتوافق مع متطلبات واحتياجات‬ ‫السكان من اجل تحقيق االهداف المحددة‪.‬‬

‫تتعدد سياسات الحفاظ على االحياء الحضرية ذات االهمية التاريخية او المعمارية وتختلف‬ ‫طبقا لنوعية ومستوى التعامل فالسياسات تختلف في حالة التعامل مع مبنى ذو قيمة فنية عالية او‬ ‫مرتبط بشخصية تاريخية مع التعامل مع المناطق ذات الطراز المعماري المميز ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪330‬‬

‫الترميم ‪ :‬يتم مع الوحدات المعمارية المتهدمة والمهددة باالنهيار حيث يتم تدعيمها‬ ‫انشائيا وتعويض االشكال والتكوينات المهدمة منها‪.‬‬ ‫الحفاظ ‪ :‬وتشمل االجراءات التي تتخذ لمنع التلف وتآكل المبنى والحفاظ عليه‬ ‫سواء كان ذلك المبنى صغيرا او معلما تاريخيا‪.‬‬ ‫الصيانة ‪ :‬هي عملية ضرورية يقصد بها استمرارية الحفاظ على المبنى التاريخي‬ ‫ويمكن تحقيقها عن طريق اعادة استعمال المبنى وصيانته بصورة دورية مستمرة‪.‬‬ ‫اعادة االستعمال ‪ :‬تهيئة المبنى القديم العادة استخدامه سواء بنفس االستعمال‬ ‫االصلي او بوظيفة مستحدثة تتالءم مع احتياجات ومتطلبات المجتمع ليتكامل مع‬ ‫ما حوله‪.‬‬


333


‫‪21‬‬ ‫في منطقة تاريخية متنوعة مثل مركز بغداد القديمة ينبغي ان يتم التعامل معها بدمج االساليب‬ ‫الحفاظية من إحياء وتجديد وارتقاء وحفاظ لالستفادة من كل اسلوب على حدة‪ ،‬وتجنب سلبياته لتطوير‬ ‫المنطقة التاريخية بصورة تحترم القديم وتتوافق مع متطلبات واحتياجات السكان من اجل تحقيق‬ ‫اهداف تطوير وتنمية تلك المناطق‪.‬‬

‫حماوالت احلفاظ والتطوير يف القرن‬ ‫العرشين‬ ‫من مراجعة التغيريات احلرضية اليت‬ ‫شهدهتا املنطقة يف القرن العرشين ‪،‬‬ ‫يتبني ان اجلهات التنفيذية اتبعت‬ ‫س ياسات التغيري والازاةل يف اغلب‬ ‫الاحيان اضافة اىل بعض العمليات‬ ‫الفردية لرتممي املباين التارخيية ومل تتبع‬ ‫اي س ياسات تتعلق ابلتطوير‬ ‫واالحياء‪.‬‬ ‫وال تزال الس ياسات املتبعة تقترص يف‬ ‫احسن الاحوال عىل س ياسات‬ ‫االحياء الشلكي ا(احياء الواهجات‬ ‫والزخارف) وهو اسلوب سطحي‬ ‫ومظهري بعيد عن مضمون االحياء‬ ‫واهدافه‪.‬‬

‫السياسات الشاملة لمعالجة االحياء التاريخية‬ ‫‪ ‬الحفاظ الشامل‪(Inclusive Conservation) :‬‬ ‫مفهوم الحفاظ يشمل المباني التاريخية وذات القيمة باالضافة الى المناطق واالحياءالتاريخية‬ ‫ككل بمبانيها وانشطتها وصناعاتها الحرفية وطابعها ونسيجها العمراني اضافة الى البيئة العمرانية‪.‬‬ ‫ويتضمن هذا االسلوب اعادة تاهيل المباني الى استعماالتها االصلية‪ ،‬او باستعماالت جديدة مالئمة مع‬ ‫الحفاظ على المناطق المحيطة بانشطتها ونسيجها والحياة االجتماعية فيها‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلحياء الشامل‪(Inclusive Revitalization) :‬‬ ‫سياسات اإلحياء للمناطق التاريخية والحديثة تعنى بإحياء القيم التراثية العريقة بهدف‬ ‫االستمرارية الحضارية بين الماضي والحاضر والمستقبل ‪ ،‬وال يشمل ذلك إحياء الشكل فقط وانما‬ ‫إحياء الوظيفة من خالل العمل على استمرارية العناصر الحضرية في خدمة المنطقة‪ ،‬حيث ان إحياء‬ ‫االنشطة الحرفية التراثية بالمناطق المحيطة لها اهمية اكبر من االهمية المعمارية والتاريخية فهي‬ ‫مصدر للدخل القومي والنشاط السياحي باالضافة الى استمراريتها في خدمة سكان المنطقة اقتصاديا‬ ‫واجتماعيا‪.‬‬ ‫‪ ‬االرتقاء‪)Upgrading ( :‬‬ ‫والهدف منه هو تحسين الوضع بالمنطقة الى االفضل اذ يتعرض للجوانب االجتماعية‬ ‫واالقتصادية والعمرانية على حد سواء من خالل المحافظة على الكتلة العمرانية باعتبارها ثروة قومية‬ ‫ذات قيمة اقتصادية والعمل على تنميتها وزيادة قيمتها العقارية‪ .‬ويتضمن هذا االسلوب اعمال ازالة‬ ‫وترميم واحالل تدريجي باالضافة الى الحماية والحفاظ والتجديد‪.‬‬ ‫الحفاظ الحضري واالستدامة‬ ‫التنمية المستدامة هي التنمية التي تحقق احتياجات مجتمع الحاضر من دون إضعاف قدرة‬ ‫االجيال القادمة على تحقيق احتياجاتهم عن طريق االستغالل االكثر كفاءة للموارد الطبيعية والتحول‬ ‫الى اقتصاد مرشد‪.‬‬ ‫واالستدامة في مجال الموارد التاريخية والحضارية تعني ضمان استمرارية المساهمة التي‬ ‫يقدمها التراث الحضاري من خالل االدارة المدروسة للتغيير والتي تتسم بالحساسية التاريخية وتتطلب‬ ‫عناية بالغة واهتماما من جميع اطراف الحفاظ للوصول الى االهداف المنشودة‪.‬‬

‫‪332‬‬


‫في ضوء المبادئ التي سبق ذكرها فإن الرؤية ترمي إلى إحياء مركز مدينة بغداد‬ ‫القديمة واالرتقاء به في إطار النظرة التوفيقية التي تضمن التوازن بين روحية التراث‬ ‫العمرادني وإستثمار كل معطيات الحداثة والعصر وجعله مركزا متعدد الفعاليات والوظائف‬ ‫يكون متنفسا الهلها ومكادنا للقاء واالحتفاء بمدينتهم والفخر بتراثها واالستمتاع بتاريخها‬ ‫وحاضرها ‪.‬‬ ‫سيكون مركزا يقدم لهم الرفاهية من خالل التمتع بالتسوق واللهو وقضاء االوقات‬ ‫ما بين تراثها الغني واسواقها المتنوعة واماكن الترفيه والتنزه واالستمتاع بالنهر من‬ ‫جهة وزيارة المراقد واماكن العبادة من جهة اخرى‪ .‬ويكون مصدر توحيد واعتزاز وفخر‬ ‫ورمزا لألمل والوحدة والتجديد ‪.‬‬ ‫سيعزز هذا المركز قطاعات السياحة والتطوير العقاري‪ ،‬ويعزز االستدامة‬ ‫االقتصادية‪ ،‬ويكون محفزا لتطوير وتنشيط الحركة االقتصادية للمدينة‪ ،‬كما ان ايجاد‬ ‫مساحات اضافية لالسواق وتنظيمها سيساعد على تنشيط المشاريع الصغيرة وبالتالي‬ ‫خلق فرص عمل ويكون حافزا لتحسين دنوعية الحياة وتوفير الخدمات‪.‬‬ ‫كما سيضمن التركيز على زيادة دنسبة الفضاءات العامة في المركز وأالرتقاء‬ ‫بالمستوى البيئي للمنطقة وخلق حالة من التوازن ما بين المساحات المبنية والمساحات‬ ‫الخضراء فيها‪.‬‬

‫‪335‬‬


‫ا‬

‫االحياء ومن مث الارتقاء‬ ‫ال بد للمنطقة من هنضة‬ ‫شامةل قريبة بعد ما‬ ‫وصلت الامور فهيا اىل‬ ‫حد هيدد هوية املدينة‬ ‫العريقة ابالنداثر واملوت‬ ‫البطئ بعد ان مصدت‬ ‫لقرون طويةل‬

‫يعتمد تطوير المنطقة وإعادة احيائها على وجود خطة شاملة‬ ‫متناسقة تعنى بالحفاظ والتجديد واإلحياء ‪.‬حيث يجب ان يشمل ذلك‬ ‫تجديد البنى التحتية وشبكات النقل في المنطقة وإعمار وتطوير‬ ‫المناطق العامة والتي تشكل الشوارع والخدمات والمناطق المفتوحة‬ ‫وإحياء المناطق التراثية والتاريخية سواء عن طريق التحفيز واعادة‬ ‫االستعمال او بإعادة الذاكرة المدينية اضافة الى الحفاظ على المباني‬ ‫التراثية وتحفيز اقتصادياتها مما سيؤدي الى تحسين المشهد‬ ‫الحضري والعمراني للمنطقة ككل‪.‬‬ ‫ان العملية عملية طموحة تتمحور حول اعادة بعث مركز‬ ‫المدينة وإحيائه ومن ثم االرتقاء به كما يجب ان يكون اسلوب‬ ‫التطوير متطلعا الى المستقبل وعارفا به ومعتزا بالماضي ومعرفا‬ ‫به‪.‬‬

‫ان عملية تجديد الشوارع والساحات ستؤدي الى اعادة ربط‬ ‫المسارات والعناصر الحضرية من جهة‪ ،‬كما ستؤدي الى خلق‬ ‫فضاءات عامة جديدة تكون ميدانا لاللتقاء االجتماعي ووسيلة للتالحم‬ ‫الوطني لمجتمع المدينة من جهة اخرى‪.‬‬ ‫ومن خالل الجودة العالية لهذه الفضاءات واالهمية الموضوعة‬ ‫لالماكن التراثية والتاريخية وإحياء ذاكرة المدينة سيتم غرس‬ ‫االعتزاز الوطني وتعزيز االنتماء بالمكان والهوية الوطنية‪.‬‬

‫‪334‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.