العدد الثالث والعشرين

Page 1

‫اﻷفﺘﺘاﺣيﺔ‬ ‫ا هندس مروان الفاعوري‬

‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺔ‬ ‫ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻼﺑﻲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪﺍﻹﻟﻪ ﻣﻴﻘﺎﺗﻲ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ‬ ‫اللهــم أن أحمــدك حمــدا كثـرا وأثنــي عليــك ثنــاء كبـرا يامــن أســدى نعــا ال تحــﴡ‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ‬ ‫ووفــق بفضلــه عــى حســن العمــل‪ ،‬وأفــوض أمــري إليــك فقــد عجــزت عــن القيــام‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻭﻱ‬ ‫بشــكرك والثنــاء عليــك مبــا أعطيــت مــن ِخــول‪ ،‬وأســألك اللهــم بكــرم ذاتــك أن تصــيل‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﻼﻳﻘﺔ‬

‫رمضان شهر التوﺑة والرﺣﻤة‬

‫وتســلم وتبــارك عــى ســيدنا محمــد نبيــك املرســل‪ ،‬وعــى آلــه وأصحابــه الذيــن فــازوا‬ ‫بحســن التصديــق فاجتهــدوا بأحســن العمــل‪ ،‬وأن تُشــ ِّوق قلوبنــا إليــك وأن متدنــا‬ ‫ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬ ‫بنــور منــك موصــل إليــك قبــل انقضــاء األجــل‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋﻮﺭﻱ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ قــال تعــاىل‪ « :‬وماخلقــت الجــن واإلنــس إال ليعبــدون‪ ،‬مــا أريــد منهــم مــن رزق ومــا‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ‬ ‫أريــد أن يطعمــون» حــددت اآليتــان الســابقتان مــن ســورة الذاريــات املقصــد مــن‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ‬ ‫خلــق الثقلــن – الجــن واإلنــس‪ -‬وحرصتــه يف العبــادة‪ ،‬وإذا اجتمــع النفــي واالســتثناء‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﻳﻞ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﺩﺍﻭﺩ يف الجملــة؛ فــإن ذلــك يفيــد الحــرص‪ .‬وإذا نظرنــا إىل أصــول العبــادات يف اإلســام‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻮﺳﻲ‬ ‫لوجدناهــا خمســة أصــول هــي‪ :‬الشــهادة‪ ،‬والصــاة‪ ،‬والصيــام‪ ،‬والــزكاة‪ ،‬والحــج‪ .‬فهــل‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺷﺪﺓ‬ ‫العبــادة التــي خُلقنــا ألجلهــا محصــورة يف هــذه األصــول الخمســة؟ والجــواب ال‪.‬‬ ‫إن مفهــوم العبــادة يف اإلســام واســع يشــمل كل الطاعــات وأعــال الــر واملعــروف‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ‬ ‫بــل حتــى االمتنــاع عــن املعــايص وكل أنــواع الر يدخــل يف بــاب العبــادة؛ ألن العبادة‬ ‫ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ‬ ‫ــايت َون ُ​ُس ِ‬ ‫ــي‬ ‫تعنــي العبوديــة للــه والخضــوع ألحكامــه‪ ،‬قــال تعــاىل‪ُ « :‬ق ْ‬ ‫ــل إِنَّ َص ِ‬ ‫ـاي َو َمـ َـا ِيت لِلَّ ـ ِه َر ِّب ال َعالَ ِم ـ َن» فــكل عمــل صالــح نفعلــه وكل منكــر نتجنبــه‬ ‫َو َم ْح َيـ َ‬ ‫ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻭﺍﺧﺮﺍﺝ‬ ‫وكل موقــف نبيــل نلتــزم بــه؛ يدخــل يف بــاب العبــادة للــه‪ ،‬مــادام موافقــا ملقاصــد‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻤﺮﻱ‬ ‫الــرع وكان خالصــا لوجــه اللــه الكريــم‪ .‬روى مســلم يف صحيحــه عــن أيب ذر‪ :‬أن ناســا‬ ‫مــن أصحــاب النبــي صــى اللــه عليــه وســلم قالــوا للنبــي صــى اللــه عليــه وســلم‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻻﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ‪ -‬يارســول اللــه‪ :‬ذهــب أهــل الدُّ ثُــور باأل ُجــور‪ ،‬يصلــون كانصــيل‪ ،‬ويصومــون كانصــوم‪،‬‬ ‫ويتصدقــون بفضــول أموالهــم‪ ،‬قــال‪« :‬أوليــس قــد جعــل اللــه لكــم ماتصدقــون‪ :‬إن‬ ‫ﻋﻤﺎﻥ‬ ‫بــكل تســبيحة صدقــة‪ ،‬وكل تكبــرة صدقــة‪ ،‬وكل تحميــدة صدقــة‪ ،‬وكل تهليلــة صدقــة‪،‬‬ ‫ﺗﻠﻔﻮﻥ ‪+962-6-5356329‬‬ ‫ﻓﺎﻛﺲ‪+962-6-5356349 :‬‬ ‫وأمرباملعــروف صدقــة‪ ،‬ونهــي عــن منكــر صدقــة‪ ،‬ويف بضــع أحدكــم صدقــة»‪ .‬قالــوا‬ ‫ﺹ‪.‬ﺏ ‪ 1249 :‬ﻋﻤﺎﻥ ‪ 11941‬ﺍﻻﺭﺩﻥ يارســول اللــه أيــايت أحدنــا شــهوته ويكــون لــه فيهــا أجــر؟ قــال‪« :‬أرأيتــم لــو وضعهــا‬


‫يف حــرام أكان عليــه فيهــا وزر؟ فكذلــك‬ ‫إذا وضعهــا يف الحــال كان لــه أجــر» ‪.‬‬ ‫فأبــواب الخــر كثــرة أمــام املســلم كل‬ ‫ـر لــه‪ .‬ويف حديــث‬ ‫حســب طاقتــه ومايُـ ِّ‬ ‫آخــر عــن ســعيد بــن أيب بــردة‪ ،‬عــن أبيــه‪،‬‬ ‫عــن جــده‪ ،‬عــن النبــي صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم قــال‪« :‬عــى كل مســلم صدقــة»‬ ‫قيــل أرأيــت إن مل يجــد؟ قــال‪« :‬يعتمــل‬ ‫بيديــه فينفــع نفســه ويتصــدق» قــال‪:‬‬ ‫قيــل‪ :‬أرأيــت إن مل يســتطع؟ قــال‪:‬‬ ‫«يعــن ذا الحاجــة امللهــوف» قــال‪ :‬قيــل‬ ‫لــه‪ :‬أرأيــت إن مل يســتطع؟ قــال‪« :‬يأمــر‬ ‫باملعــروف أو الخــر» قــال‪ :‬أرأيــت إن مل‬ ‫يفعــل؟ قــال‪« :‬ميســك عــن الــر فإنهــا‬ ‫صدقــة» رواه مســلم‪ .‬فليــس هنالــك‬ ‫عــذر ألحــد عــن الصدقــة فــكل يتصــدق‬ ‫مبــا يســتطيع ولعــل الجميــع يســتطيعون‬ ‫أن يكفــوا أذاهــم عــن النــاس وهــو لهــم‬ ‫صدقــة‪.‬‬ ‫لقــد جعــل اللــه ســبحانه وتعــاىل‬ ‫العبــادات متنوعــة؛ ألنــه يعــرف أن‬ ‫اإلنســان ملــول ومتقلــب امل ـزاج؛ ولذلــك‬ ‫نـ َّوع لــه يف العبــادة حتــى الميَــل؛ فجــاءت‬ ‫الشــهادة عبــادة عقديــة‪ ،‬والصــاة عبــادة‬ ‫عمليــة‪ ،‬والــزكاة عبــادة ماليــة‪ ،‬والحــج‬ ‫عبــادة ماليــة ســياحية‪ ،‬والصــوم عبــادة‬ ‫إمتناعيــة‪ ،‬وهكذا‪...‬الــخ‪.‬‬ ‫إن للعبــادات يف اإلســام مقاصــد نــص‬ ‫عليهــا القــرآن الكريــم ‪ ،‬فقــال عــن‬ ‫الصــا َة‬ ‫الصــاة‪َ « :‬وأَ ِق ِ‬ ‫الصــا َة إِنَّ َّ‬ ‫ــم َّ‬ ‫ــن ال َف ْحشَ ــا ِء َوالْ ُمنكَــرِ» وقــال‬ ‫تَ ْن َهــى َع ِ‬ ‫ِــم‬ ‫عــن الــزكاة‪ « :‬خُــ ْذ ِمــ ْن أَ ْم َوالِه ْ‬ ‫ــم َوتُ َزكِّيهِــم ِب َهــا» وقــال‬ ‫َصدَ َقــ ًة تُطَ ِّه ُر ُه ْ‬ ‫ــات‬ ‫ــج أَشْ ــ ُه ٌر َّم ْعلُو َم ٌ‬ ‫عــن الحــج‪ « :‬الْ َح ُّ‬ ‫ـج َف ـاَ َر َفـ َ‬ ‫ـث َوالَ‬ ‫َف َمــن َف ـ َر َض ِفي ِه ـ َّن ال َحـ َّ‬ ‫ف ُ​ُسـ َ‬ ‫ـج « وقــال عــن‬ ‫ـوق َوالَ جِ ــدَ َال ِف ال َحـ ِّ‬

‫ــب‬ ‫الصــوم‪َ « :‬يــا أَ ُّي َهــا الَّ ِذيــ َن آ َم ُنــوا كُ ِت َ‬ ‫ـب َعـ َـى الَّ ِذي ـ َن‬ ‫ـم ِّ‬ ‫َعلَ ْيكُـ ُ‬ ‫الص َيــا ُم كَـ َـا كُ ِتـ َ‬ ‫ـم تَ َّت ُقــونَ »‪ .‬فالعبــادات‬ ‫ـم لَ َعلَّكُـ ْ‬ ‫ِمــن َق ْبلِكُـ ْ‬ ‫وســائل تَ َع ُّبــد وتَ َق ـ ُّرب إىل اللــه ســبحانه‬ ‫وتعــاىل ويف نفــس الوقــت وســائل إلصــاح‬ ‫النفــس وتحقيــق الصــاح اإلجتامعــي‪،‬‬ ‫فــإذا اســتحرض املســلم مقاصدهــا وحــرص‬ ‫عــى تحقيقهــا بلــغ املقصــد مــن خلقــه‪،‬‬ ‫وإن أهمــل مقاصدهــا وفــرط يف غاياتهــا؛‬ ‫عــاش يف الضنــك والشــقاء‪.‬‬ ‫لقــد أظلنــا شــهر رمضــان وهــو موســم‬ ‫للطاعــات ولكثــر مــن أبــواب الخــر‬ ‫قــال تعــاىل‪« :‬شَ ـ ْه ُر َر َمضَ ــانَ الَّ ـ ِذي أُن ـز َِل‬ ‫ـاس َوبَ ِّي َنـ ٍ‬ ‫ـات ِّم ـ َن‬ ‫ِفي ـ ِه ال ُق ـ ْرآنُ ُهــدً ى لِّل َّنـ ِ‬ ‫ُــم‬ ‫ال ُهــدَ ى َوالْ ُف ْر َقــانِ َف َمــن شَ ــهِدَ ِمنك ُ‬ ‫الشَّ ــ ْه َر َفلْ َي ُص ْمــهُ َو َمــن كَانَ َمرِيضــاً أَ ْو‬ ‫ـام أُ َخ ـ َر ُيرِيــدُ‬ ‫َعـ َـى َس ـ َف ٍر َف ِعــدَّ ٌة ِّم ـ ْن أَ َّيـ ٍ‬ ‫ـر‬ ‫ـر َوالَ يُرِيــدُ ِبكُـ ُ‬ ‫اللَّــهُ ِبكُـ ُ‬ ‫ـم ال ُعـ ْ َ‬ ‫ـم ال ُيـ ْ َ‬ ‫ـروا اللَّــهَ َعـ َـى َمــا‬ ‫َولِ ُتكْ ِملُــوا ال ِعــدَّ َة َولِ ُتكَـ ِّ ُ‬ ‫ُــم تَشْ ــكُ ُرونَ (‪َ )185‬وإِ َذا‬ ‫ُــم َولَ َعلَّك ْ‬ ‫هَدَ اك ْ‬ ‫ـب‬ ‫ـب أُجِ يـ ُ‬ ‫َسـأَلَكَ ِع َبــا ِدي َع ِّنــي َف ـإِ ِّن َقرِيـ ٌ‬ ‫َد ْعــ َو َة الــدَّ اعِ إِ َذا َد َعــانِ َفلْ َي ْســ َتجِ ي ُبوا ِل‬ ‫َولْ ُي ْؤ ِم ُنــوا ِب لَ َعلَّ ُهــم يَ ْرشُ ــدُ ون» ففــي‬ ‫هاتــن اآليتــن ذكراللــه جملــة مــن أنــواع‬ ‫الطاعــات منهــا‪ :‬هدايــة القــرآن‪ ،‬والصــوم‬ ‫‪ ،‬واليــر ‪ ،‬والتكبــر ‪ ،‬والشــكر‪ ،‬والدعــاء‪،‬‬ ‫وإذا تأملنــا يف نفحــات شــهر رمضــان‬ ‫لوجدناهــا كثــرة خــص اللــه بهــا الشــهر‬ ‫الكريــم فعلينــا أن نع َيهــا ونتعــرض لهــا‪:‬‬ ‫النفحــة األوىل‪ :‬رمضــان موســم لغفــران‬ ‫الذنــوب‪ ،‬وتطهــر النفــوس‪ ،‬وتنقيــة‬ ‫القلــوب مــن األم ـراض الحالقــة للديــن‪،‬‬ ‫فلنجعــل مــن رمضــان فرصــة لتجديــد‬ ‫التوبــة مــن املعــايص‪ ،‬واالقــاع عــن‬ ‫اآلثــام واملخالفــات الرشعيــة‪ ،‬خاصــة‬ ‫وأنــه شــهر تُضَ َّيـ ُـق فيــه أبــواب املعــايص‬

‫مبحــارصة منافذهــا‪ ،‬قــال صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم‪« :‬إذا جــاء رمضــان ُف ِت َحــت أبــواب‬ ‫وص ِّفــدَ ت‬ ‫الجنــة و ُغلِّ َقــت أبــواب النــار‪ُ ،‬‬ ‫الشــياطني» علينــا أن نجعــل صيامنــا‬ ‫حارقــا لذنوبنــا‪ ،‬وماحيـاً لســيئاتنا‪ ،‬ومزيـاً‬ ‫آلثامنــا‪.‬‬ ‫النفحــة الثانيــة‪ :‬الصــوم وســيلة لكــر‬ ‫ســلطان العــادة‪ ،‬وتغيــر الســلوك قــال‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم‪...« :‬فــإذا كان‬ ‫يــوم صــوم أحدكــم ‪ ،‬فــا ير َفــث يومئــذ‬ ‫واليســخَب فــإن ســا َّبه أحــد أوقاتلــه‬ ‫فليقــل‪ :‬إين امــرؤ صائــم‪ »..‬إن الصــوم‬ ‫يقــوي العزميــة‪ ،‬ويــروض النفــوس عــى‬ ‫الصــر‪ ،‬فلنجعلــه موســا لتغيــر العــادات‬ ‫الســالبة يف حياتنا‪.‬ولنجعــل قدوتنــا رســول‬ ‫اللــه صــى اللــه عليــه وســلم الــذي مدحه‬ ‫ربــه بقولــه‪« :‬وإنــك لعــى خلــق عظيــم»‬ ‫النفحــة الثالثــة‪ :‬شــهر رمضــان شــهر‬ ‫القــرآن‪ ،‬قــال تعــاىل‪« :‬شــهر رمضــان الــذي‬ ‫أنــزل فيــه القــرآن هــدى للنــاس وبينــات‬ ‫مــن الهــدى والفرقــان» فهنالــك رس يف‬ ‫ارتبــاط القــرآن بشــهر الصيــام‪ ،‬ولذلــك‬ ‫نجــد كثــرا مــن املســلمني يحرصــون‬ ‫عــى تــاوة القــرآن يف رمضــان‪ ،‬ويــؤدون‬ ‫صــاة القيــام بجــزء مــن القــرآن كل يــوم‪،‬‬ ‫والواقــع أن املؤمــن وهــو صائــم أكــر‬ ‫اســتعدادا للعيــش مــع القــرآن؛ تــاوة‪،‬‬ ‫ومراجعــة‪ ،‬وتدبــرا؛ ألن خــواء البطــن‬ ‫يســاعد عــى ســمو الــروح وتقويــة ملكــة‬ ‫التفكــر‪ ،‬يقــول الحكيــم‪:‬‬ ‫ياخــادم الجســم كــم تشــقى لخدمتــه‬ ‫أتطلــب الربــح مــا فيــه خ ـران أقبــل‬ ‫عــى النفــس واســتكمل فضائلهــا فأنــت‬ ‫بالنفــس ال بالجســم إنســان‪.‬‬ ‫النفحــة الرابعــة‪ :‬رمضــان موســم ُمح ِّفــز‬ ‫عــى اإلحســاس بــأمل الحرمــان‪ ،‬وبالتــايل‬


‫يقــوي عاطفــة اإلهتــام باملحتاجــن‪،‬‬ ‫ومواســاتهم وبــذل الخــر لهــم‪ ،‬كان‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم أجــود النــاس‬ ‫وكان أجــود مايكــون يف رمضــان‪« ،‬فمــن‬ ‫كان لــه فضــل ظهــر فلْ َي ُعــد بــه عــى مــن‬ ‫الظهــر لــه‪ ،‬ومــن كان لــه فضــل مــال‬ ‫فليعــد بــه عــى مــن المــال لــه‪ ،‬ومــن كان‬ ‫لــه فضــل زاد فليعــد بــه عــى مــن الزاد‬ ‫لــه‪ »،‬كــا ذكــر ذلــك املصطفــى صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم‪ ،‬قــال الصحابــة رضــوان‬ ‫اللــه عليهــم‪ :‬فجعــل يعــدد أنــواع الفضــل‬ ‫حتــى ظننــا أنــه الحــق ألحــد منــا يف‬ ‫فضــل‪ .‬فــا تحرمــوا أنفســكم مــن التــز ُّود‬ ‫باالنفــاق يف هــذا الشــهر الكريــم وتذكروا‬ ‫يومــا الينفــع فيــه مــال والبنــون إال مــن‬ ‫أىت اللــه بقلــب ســليم‪.‬‬ ‫النفحــة الخامســة‪ :‬شــهر رمضــان شــهر‬ ‫التواصــل وتجديــد العالقــات االجتامعيــة‪،‬‬ ‫فلنجعلــه موســا لصلــة األرحــام‪،‬‬ ‫والتواصــل مــع األصدقــاء واألحبــاب‪،‬‬ ‫فاملحبــة يف اللــه خــر زاد للمؤمــن قــال‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم‪« :‬التدخلــوا الجنة‬ ‫حتــى تؤمنــوا والتؤمنــوا حتــى تحابــوا أال‬ ‫أدلكــم عــى يشء إذا فعلتمــوه تحاببتــم؟‬ ‫أفشــوا الســام بينكــم» ففــي الحديــث‬ ‫القــديس «إن اللــه عــز وجــل يقــول‬ ‫يــوم القيامــة‪ :‬ياابــن آدم‪..‬مرضــت فلــم‬ ‫تعــدين!! قــال يــارب ‪ ..‬كيــف أعــودك‬ ‫وأنــت رب العاملــن؟ قــال‪ :‬أمــا علمــت‬ ‫أن عبــدي فالنــا مــرض فلــم تعــده؟ أمــا‬ ‫علمــت أنــك لوعدتــه لوجدتنــي عنــده؟‬ ‫ياابــن آدم اســتطعمتك فلــم تطعمنــي؟‬ ‫قــال يــارب‪ ..‬كيــف أطعمــك وأنــت‬ ‫رب العاملــن؟ قــال‪ :‬اســتطعمك عبــدي‬ ‫فــان فلــم تطعمــه‪ ،‬أمــا علمــت أنــك‬ ‫لــو أطعمتــه لوجــدت ذلــك عنــدي؟‬

‫ياابــن آدم‪ ..‬استســقيتك فلــم تســقني؟‬ ‫قــال يــارب‪ ...‬كيــف أســقيك وأنــت رب‬ ‫العاملــن؟ قــال‪ :‬استســقاك عبــدي فــان‬ ‫فلــم تســقه‪ .‬أمــا إنــك لــو ســقيته لوجدت‬ ‫ذلــك عنــدي»‪ .‬رواه مســلم‪.‬‬ ‫النفحــة السادســة‪ :‬رمضــان موســم لشــكر‬ ‫النعمــة‪ ،‬إن الصــوم ينبهنــا للنعــم التــي‬ ‫تحيــط بنــا ونحــن غافلــون عنهــا‪ ،‬فنعمــة‬ ‫الخلــق‪ ،‬ونعمــة الصحــة‪ ،‬ونعمــة الــرزق‪،‬‬ ‫ونعمــة العقــل‪ ،‬وغريهــا مــن النعــم التــي‬ ‫تتزاحــم علينــا دون أن نــؤدي شــكرها‬ ‫يقــول اإلمــام املهــدي مناجيــا ربــه‪« :‬إذ‬ ‫أنــت الــذي أنعمــت علينــا بإخراجنــا‬ ‫مــن العــدم‪ ،‬فخلقتنــا يف أحســن تقويــم‬ ‫وخصصتنــا مبــا ال نقــدر عــى عــدِّ ه مــن‬ ‫التكريــم‪ ،‬وأريتنــا يف أنفســنا مااليقــدر‬ ‫عليــه غــرك‪ ،‬مــا يــدل عــى انفــرادك‪،‬‬ ‫والشــوق إليــك‪ ،‬وجعلــت لنــا مــن بــن‬ ‫أيدينــا ومــن خلفنــا ومــن فوقنــا ومــن‬ ‫تحتنــا نِ َعـاً اليحيــط بهــا فكرنــا‪ ،‬ودللتنــا‬ ‫إىل حــب ذاتــك التــي احتــوت عــى جميع‬ ‫الخ ـرات‪ ،‬وعرفتنــا بآياتــك ماخفــي مــن‬ ‫األنــوار‪ ،‬فكانــت ظاهــرة ألويل األلبــاب‬ ‫واألخيــار ‪ ،‬والتخفــى عظمتــك باســتيالئك‬ ‫عــى كل يشء مــع الرحمــة الظاهــرة‬ ‫الكاملــة إال عــى خفــاش ينكــر ظهــور‬ ‫ضــوء النهــار» فنســأل اللــه أن اليجعلنــا‬ ‫مــن الخفافيــش الذيــن ينكــرون نعــم‬ ‫اللــه عليهــم ‪.‬‬ ‫النفحــة الســابعة‪ :‬اإلكثــار مــن الدعــاء‪،‬‬ ‫فبعــد أن تحــدث املــوىل ســبحانه وتعــاىل‬ ‫عــن أحــكام الصيــام أعقبهــا بقولــه‪« :‬وإذا‬ ‫ســألك عبــادي عنــي فــإين قريــب أجيــب‬ ‫دعــوة الــداع إذا دعــان فليســتجيبوا يل‬ ‫وليؤمنــوا يب لعلهــم يرشــدون» إن اإلكثــار‬ ‫مــن الذكــر والدعــاء مطلــوب مــن املؤمــن‬

‫يف كل األحــوال‪ ،‬وفضــل الذكــر ورد يف‬ ‫أحاديــث صحيحــة منهــا مــارواه مســلم‬ ‫عــن أيب هريــرة ريض اللــه عنــه عــن‬ ‫النبــي صــى اللــه عليــه وســلم‪ ،‬قــال‪« :‬إن‬ ‫للــه تبــارك وتعــاىل مالئكـ ًة ســيارة فُضُ ـاً‪،‬‬ ‫يتبعــون مجالــس الذكــر‪ ،‬فــإذا وجــدوا‬ ‫مجلســا فيــه ذكــر قعــدوا معهــم وحــف‬ ‫بعضهــم بعضــا بأجنحتهــم‪ ،‬حتــى ميلــؤوا‬ ‫مابينهــم وبــن الســاء الدنيــا‪ ،‬فــإذا‬ ‫وص ِعــدوا إىل الســاء‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫تفرقــوا عرجــوا َ‬ ‫فيســألهم اللــه عــز وجــل وهــو أعلــم‬ ‫بهــم‪ :‬مــن أيــن جئتــم؟ فيقولــون‪ :‬جئنــا‬ ‫مــن عنــد عبــاد لــك يف األرض‪ ،‬يســبحونك‬ ‫ويكربونــك ويهللونــك ويحمدونــك‬ ‫ويســألونك‪ ،‬قــال ومــاذا يســألوين؟ قالــوا‬ ‫يســألونك جنتــك‪ ،‬قــال‪ :‬وهــل رأوا‬ ‫جنتــي؟ قالــوا‪ :‬ال أي رب!قــال‪ :‬فكيــف لــو‬ ‫رأوا جنتــي؟ قالــوا‪ :‬ويســتجريونك‪ ،‬قــال‪:‬‬ ‫ومــم يســتجريونني؟ قالــوا‪ :‬مــن نــارك‬ ‫يــارب! قــال‪ :‬وهــل رأوا نــاري؟ قالــوا‪:‬‬ ‫ال‪ .‬قــال‪ :‬فكيــف لــو رأوا نــاري؟ قالــوا‪:‬‬ ‫ويســتغفرونك‪ ،‬قــال‪ :‬فيقــول‪ :‬قــد غفــرت‬ ‫لهــم‪ ،‬فأعطيتهــم ماســألوا‪ ،‬وأجرتهــم مــا‬ ‫اســتجاروا‪ ،‬قــال‪ :‬فيقولــون ياربنــا فيهــم‬ ‫فــان عبــد خطــاء‪ ،‬إمنــا َمــ َّر فجلــس‬ ‫معهــم‪ ،‬قــال‪ :‬فيقــول‪ :‬ولــه غفــرت‪ ،‬هــم‬ ‫القــوم اليشــقى بهــم جليســهم»‪.‬‬ ‫قــال صــى اللــه عليــه وســلم‪ « :‬ثالثــة‬ ‫التــرد دعوتهــم‪ :‬الصائــم حتــى يفطــر‪،‬‬ ‫واإلمــام العــادل‪ ،‬ودعــوة املظلــوم‪ »..‬رواه‬ ‫الطــراين ‪.‬‬ ‫أحبــايب يف اللــه وهنالــك نفحــات كثــرة‬ ‫تعلمونهــا يف هــذا الشــهر الكريــم‬ ‫فلنتعــرض لهــذه النفحــات الربانيــة حتــى‬ ‫يكــون صومنــا محققــا ملقاصــده ومقبــوال‬ ‫عنــد عــام الغيــوب‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫المحتويات‬

‫المؤتمر العالمي للوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫بين نهج اإلعمار ونهج الدمار‬

‫في تاريخية الخطاب اإلسالمي‬

‫ثقافة االستبداد فينظر كيف تعملون‬ ‫جون لوك ورسالة التسامح‪ ..‬فحص وتحليل‬ ‫تجليات مفهوم الوسطية لدى بعض الحركات إسالمية‬ ‫منهج اإلسالم في البناء والدعوة والحركة‬

‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬

‫لقاء العدد‬

‫الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ هي مشروع إسالمي وطني‪ .‬مدني مرزاق‬

‫مقاالت‬

‫المواطن‪...‬وعمليات التغريب‬ ‫رمضان والمرأة لمسلمة‬

‫‪34‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬

‫ركن األسرة المسلمة‬ ‫المرأة في اإلسالم‬

‫‪46‬‬

‫االسرة المسلمة واغتنام الشهر الفضيل‬

‫‪48‬‬


‫واحة الوسطية‬ ‫أعالم الوسطية الدكتور طه جابر العلواني رحمه اهلل‬

‫بيانات المنتدى‬

‫حصار الفلوجة‬

‫بيان حول القمة اإلسالمية في اسطنبول‬ ‫حلب وحلقت العنف واالجرام‬

‫‪52‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬

‫نشاطات‬ ‫نشاطات المنتدى العالمي للوسطية‬ ‫نشاطات قطاع المرأة‬ ‫نشاطات الفروع‬

‫‪64‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪68‬‬

‫المسابقة الرمضانية‬ ‫نتائج المسابقة القرآنية السنوية الخامسة‬

‫‪82‬‬

‫الركن الطبي‬ ‫شهر رمضان ومرضى داء السكر‬

‫‪82‬‬

‫مسابقة العدد‬ ‫مسابقة العدد‬

‫‪86‬‬

‫‪5‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪6‬‬

‫المؤتمر العالمي للوسطية‬

‫مؤتمر بين نهج اإلعمار ونهج الدمار‬ ‫خطوة في اتجاه نحر اإلرهاب‬ ‫اوالً‪ :‬مقدمة‪:‬‬

‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية‬ ‫يف العاصمــة االردنيــة خــال الفرتة‬ ‫مــن ‪ 2016 /4/10-9‬مؤمتـرا ً دوليـاً‬ ‫تجــت شــعار « بــن نهــج اإلعــار‬ ‫ونهــج الدمــار»‪ ،‬ويعــد املؤمتــر‬ ‫اطالقــة جديــة باتجــاه حوكمــة‬ ‫قــوى الــر والظــام التــي تشــوه‬ ‫ســمعة الديــن االســامي الحنيف‪.‬‬

‫يف إطــار رســالة املنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية الهادفــة اىل الســعي للتجديــد‬ ‫يف حيــاة األمــة وإعــادة صياغــة مرشوعهــا‬ ‫اإلســامي النهضــوي مــن خــال امتــاك‬ ‫وســائل عمليــة وواقعيــة تجديديــة يف‬ ‫انتــاج خطــاب اســامي مســتنري يهــدف‬ ‫اىل تعميــم الفهــم الســليم لإلســام وقيمه‬ ‫وترشيعاتــه مــن خالل اســتخدام الوســائل‬ ‫الســلمية املرشوعــة ومنهــا عقــد النــدوات‬ ‫واملؤمتــرات للتأثــر والتواصــل مــع‬ ‫الجمهــور وأصحــاب الق ـرار وذوي التأثــر‬ ‫والقادريــن عــى توجيــه الــرأي العــام‬ ‫بالحكمــة واملوعظــة الحســنة جــاء‬ ‫انعقاد هذا امللتقى الفكري الكبري‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬املشهد العام لظروف عقد املؤمتر‪:‬‬

‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية يف‬

‫عــان مؤمتــره الــدويل «بــن نهــج اإلعــار‬ ‫ونهــج الدمــار « خــال الفــرة مــن‬ ‫‪ 2016/4/10-9‬والعــامل العــريب واإلســامي‬ ‫ميــر بحالــة رشذمــة غــر مســبوقة يف‬ ‫الســياق التاريخــي مــن فــوىض فكريــة‬ ‫وآفــات عرصيــة مــن طائفيــة وعنرصيــة‬ ‫ومذهبيــة وكراهيــة وحــروب وعنــف‬ ‫مجتمعــي وحــروب أهليــة وبالوكالــة‬ ‫آالف القتــى والجرحــى واملهاجريــن‬ ‫والنازحــن داخــل االوطــان وفقــدان‬ ‫البوصلــة الراشــدة لحالــة القتــل ورائحــة‬ ‫الــدم والبــارود التــي تزكــم االنــوف يف كل‬ ‫مــكان ويف قــارات العــامل‪.‬‬ ‫أمــام هــذا املشــهد غــر الحضــاري وغــر‬ ‫اإلنســاين نهــد املنتــدى العاملــي للوســطية‬ ‫ليوجــه رصخــة يف ضمــر العــامل اىل‬ ‫ايقــاف هــذه «اآلفــات الضــارة» مبصــر‬


‫األمــة وأوطانهــا مــن خــال اســتنهاض‬ ‫طاقــة العلــاء واملفكريــن للقيــام‬ ‫مبســؤولياتهم الدينيــة واألخالقيــة تجــاه‬ ‫االمــة ومــن اجــل إعــادة املقــدس اىل‬ ‫مكانــه الصحيــح بعــد ان حاولــت بعــض‬ ‫الجامعــات والــدول واالفــراد اختطــاف‬ ‫هــذا الديــن العظيــم وتوجيــه بوصلتــه‬ ‫نحوالدمــار والدمــاء‪ ،‬امــام هــذا املشــهد‬ ‫الدامــي للنفــوس والقلــوب جــاء انعقــاد‬ ‫هــذا امللتقــى الفكــري الكبــر بــن «نهــج‬ ‫اإلعــار ونهــج الدمــار» يــؤذن يف النــاس‬ ‫بــأن اإلســام ديــن اإلعــار وديــن البنــاء‬ ‫وديــن الرحمــة وديــن الحوار «هوأنشــأكم‬ ‫مــن االرض واســتعمركم فيهــا»‬ ‫«وإن هــذا رصاطــي مســتقيام فاتبعــوه‬ ‫وال تتبعــوا الســبل فتفــرق بكــم عــن‬ ‫ســبيله ذلــك وصاكــم بــه لعلكــم تتقــون»‬ ‫«ادع اىل ســبيل ربــك بالحكمــة واملوعظــة‬ ‫الحســنة وجادلهــم بالتــي هــي احســن»‬

‫ثالثاً‪ :‬اهداف املؤمتر‪:‬‬

‫(‪ )1‬إبــراز املنهــج الحقيقــي لإلســام‬ ‫العظيــم الــذي يدعــواىل إعــار الكــون‬ ‫وبنــاء النفــس اإلنســانية بإيجابيــة يف‬ ‫كافــة مظاهــر الحيــاة فيهــا‪.‬‬ ‫(‪ )2‬تصويــب املفاهيــم الخاطئــة حــول‬ ‫حقيقــة اإلســام والعمــل عــى تفنيدهــا‬ ‫وبيــان عظمــة اإلســام وأنــه ديــن رحمــة‬ ‫وتعــاون وســام‪.‬‬

‫اإلســامية‪.‬‬ ‫‪ .9‬منهــج القــرآن والســنة النبويــة يف‬ ‫التعدديــة والحــوار‪.‬‬ ‫‪ .10‬دور املفكريــن والكتــاب يف تعزيــز‬ ‫منظومــة القيــم اإلنســانية‪.‬‬ ‫‪ .11‬اإلعتــدال والوســطية ودورهــا يف‬ ‫تعزيــز ثقافــة الســلم واملصالحــة الوطنية‪.‬‬ ‫‪ .12‬التحديــات التــي تواجــه وحــدة األمــة‬ ‫(العنــف الطائفــي‪ ،‬خطــاب الكراهيــة‪،‬‬ ‫توظيــف التطــرف الســيايس‪.‬‬

‫(‪ )3‬ابــراز التحديــات التــي تواجــه‬ ‫وحــدة األمــة (العنــف الطائفــي‪ ،‬خطــاب‬ ‫الكراهيــة‪ ،‬وتوظيــف التطــرف الســيايس)‪.‬‬ ‫(‪ )4‬اب ـراز دور نهــج الوســطية واإلعتــدال‬ ‫يف تعزيــز حالــة اإلســتقرار واألمــن‬ ‫لألوطــان واإلنســان‪.‬‬ ‫(‪ )5‬بيــان خطــورة التيــارات الهدامــة‬ ‫التــي تســتخدم العنــف وتشــيع الدمــار‬ ‫والذعــر يف حيــاة اإلنســان واملجتمــع‬ ‫واإلنســانية وأثــر ذلــك عــى تأخــر وتــرة‬ ‫التنميــة والبنــاء‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬أوراق العمل‪:‬‬ ‫‪ .1‬املفاهيــم واملصطلحــات ذات الصلــة‬ ‫رابعاً‪ :‬محاور املؤمتر وأوراق العمل‪:‬‬ ‫‪ .1‬دور العلامء يف ترسيخ قيم اإلعتدال‪( .‬الدولــة الدينيــة‪ ،‬الدولــة املدنيــة‪ ،‬واليــة‬ ‫‪ .2‬دور مؤسســات املجتمــع املــدين يف الفقيه‪،‬الحاكميــة‪ ،‬دار الحــرب‪ ،‬دار‬ ‫الحــد مــن ظاهــرة التطــرف واإلرهــاب الســام‪ ،‬الجهــاد)‬ ‫‪ .3‬توظيــف املؤسســة اإلعالميــة (مــريئ‪ .2 ،‬مســتقبلنا بــن طــريف الوحشــية‬ ‫مســموع‪ ،‬مكتــوب‪ ،‬الكــروين) يف الحــد واملدنيــة‬ ‫مــن التعصــب املذهبــي واإلختــاف ‪ .3‬مــا وراء اإلعــار والدمــار مــن علــل‬ ‫الطائفــي‪.‬‬ ‫عميقــة‬ ‫‪ .4‬دور األرسة يف تنشــئة جيــل يؤمــن ‪ .4‬منهــج القــرآن والســرة النبويــة يف بنــاء‬ ‫بالقيــم اإلنســانية املشــركة‪.‬‬ ‫اإلنســان الصالــح والجامعــة املؤمنة‬ ‫‪ .5‬التحــوالت داخــل الحــركات اإلســامية ‪ .5‬توظيــف الحــوار والتعدديــة يف‬ ‫مــن ثقافــة العنــف اىل ثقافــة الســلم‪.‬‬ ‫مواجهــة املتطرفــن ودعــاة العنــف‬ ‫‪ .6‬منهــج اإلســام يف البنــاء والدعــوة ‪ .6‬املرجعيــة الدينيــة بــن التقديــس‬ ‫والحركــة‪.‬‬ ‫والتهميــش( املراجعــات املطلوبــة)‬ ‫‪ .7‬املرجعيــة الدينيــة بــن التهميــش ‪ .7‬دور تيــار الوســطية يف تعزيــز قيــم‬ ‫والتقديــس‬ ‫البنــاء واإلعــار دراســة تاريخيــة‬ ‫‪ .8‬الوســطية واإلعتــدال خيــار األمــة ‪ .8‬دور األرسة يف بنــاء ثقافــة املبــادرة‬ ‫اإليجابيــة واإلعــار‬ ‫‪ .9‬دور املؤسســات الدينيــة واملجامــع‬ ‫الفقهيــة يف تعميــق منهــج اإلعــار‬ ‫ومواجهــة ظواهــر العنــف‬ ‫‪ .10‬دور اإلعــام واملحطــات الفضائيــة‬ ‫ومواقــع التواصــل يف اإلســتقرار والتنميــة‬ ‫والتصــدي لحمــات التطــرف والعنــف‬

‫‪7‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪8‬‬

‫المؤتمر العالمي للوسطية‬ ‫محمــد طاهــر حكيــم‪ ،‬الشــيخ مشــهود‬ ‫جربيــل رمضــان‪ ،‬ســعادة الدكتــور‬ ‫عبــد املحمــود أبــو‪ ،‬معــايل‪ ،‬معــايل‬ ‫الدكتــور عــاد الفالوجــي‪ ،‬محمــد زاهــد‬ ‫جول‪،‬األســتاذ شــوقي القــايض‪ ،‬د‪ .‬محمــد‬ ‫عبــدو‪.‬‬ ‫ومــن الداخــل‪ :‬دولــة الدكتــور‬ ‫عبدالــرؤوف الروابــدة‪ ،‬الدكتــور عبــد‬ ‫الســام العبــادي‪ ،‬فضيلــة مفتــي اململكــة‬ ‫عبدالكريــم الخصاونــه‪ ،‬الدكتــور اخليــف‬ ‫الطراونــة‪ ،‬معــايل منــذر حداديــن‪.‬‬ ‫‪ .2‬مــن املنظــات والحــركات ومراكــز‬ ‫الدراســات والجامعــات‪:‬‬ ‫حــركات ومراكــز دراســات وجامعــات‬ ‫ومنظــات إقليميــة وإســامية منظمــة‬

‫‪ .11‬دور املؤسســات التعليميــة والشــبابية‬ ‫واألهليــة يف نبــذ العنــف والتعصــب‬ ‫‪ .12‬دور الكُتــاب واملفكريــن يف زرع قيــم‬ ‫الوحــدة والتصــدي للفــن (النظريــات‬ ‫الثقافيــة واإلجتامعيــة والعلميــة ودورهــا‬ ‫يف تشــكل الــرؤى)‬ ‫‪ .13‬املكــون املســيحي يف املجتمــع‬ ‫املرشقــي ودوره يف اإلســتقرار والبنــاء‬ ‫‪ .14‬حقيقــة الوحــدة واالنتــاء اىل األمــة‪:‬‬ ‫التأصيــل الرشعــي والحقيقــة الفطريــة‬ ‫والــرورة اإلجتامعيــة وعالقــة االنتــاء‬ ‫بالعمــران البــري‬ ‫‪ .15‬التحديــات التــي تواجــه وحــدة‬ ‫األمــة‪ /‬العنــف‪ ،‬خطــاب الكراهيــة‪ ،‬هــدر‬ ‫الطاقــات‪ ،‬التقســيم‪ ،‬توظيــف التطــرف‬ ‫‪ .16‬دور ثقافــة اإلعتــدال يف تعزيــز ثقافــة‬ ‫الســلم واملصالحــات الوطنية‬ ‫‪ .17‬التحــوالت داخــل الحــركات اإلســامية‬ ‫مــن العنفيــة اىل الســلمية ( اإلنتقــال مــن‬ ‫خطــاب الدعــوة اىل خطــاب الدولــة)‬ ‫التعــاون‪ ،‬جامعــة الزيتونــة التونســية‪،‬‬ ‫‪ .18‬صحيفة نجاة األمة‬ ‫حركــة مجتمــع الســلم الجزائــر‪ ،‬حركــة‬ ‫‪ .19‬واقع األمة من املشكلة إىل الحل‬ ‫النهضــة التونســية والجامعــة اإلســامية‬ ‫سادساً‪ :‬املشاركون يف املؤمتر‪:‬‬ ‫العامليــة باكســتان حــزب العدالــة‬ ‫‪ .1‬األفراد من الخارج‪:‬‬ ‫ســاحة اإلمــام الصــادق املهــدي‪ ،‬ســعادة والتنميــة الــريك‪ ،‬منتــدى املفكريــن‬ ‫الدكتــور محمــد حامــد األحمري‪،‬ســعادة املســلمني‪ ،‬جمعيــة علــاء الجزائــر‪ ،‬أمــن‬ ‫الدكتــور محمــد حبــش‪ ،‬ســاحةعيل فضل مجمــع الفقــه اإلســامي‪ ،‬مديــر املركــز‬ ‫الله‪،‬ســعادة الدكتــور محمــد طاليب‪،‬معــايل النيجــري للبحــوث وحركــة التوحيــد‬ ‫الدكتــور ابوجــرة الســلطاين‪ ،‬ســعادة واإلصــاح‪ ،‬اإلتحــاد العاملــي لعلــاء‬ ‫الدكتورمــدين مــزراق‪ ،‬ســعادة الدكتــور املســلمني‪.‬‬ ‫نــر الديــن حزام‪،‬ســعادة النائــب ياســن مــن داخــل األردن الشــخصيات السياســية‬ ‫اقطــاي‪ ،‬د‪ .‬محمــد املحجري‪،‬الشــيخ عبــد والربملانيــة ومنظــات املجتمــع املــدين‬ ‫والحــركات النســوية واإلعالميــن‪ ،‬ومراكــز‬ ‫الفتــاح مــورو‪ ،‬عبدالجليــل ســامل‪ ،‬ســعادة الشــباب والجامعــات‪ ،‬والطلبــة العــرب‬ ‫الدكتــور منــر التليــي‪ ،‬ســعادة االســتاذ واملســلمني واألجانــب الدارســن يف‬ ‫كــال بــن يونــس‪ ،‬ابويعــرب املرزوقــي‪ ،‬الجامعــات واملعاهــد األردنيــة وأعضــاء‬ ‫شــروان الشــمرياين‪ ،‬ســعادة الدكتــور الســلك الدبلومــايس العــريب واإلســامي‬ ‫محمــد طاهــر منصوري‪،‬ســعادة الدكتــور ورجــال الديــن املســيحي والعلــاء‬ ‫محمــد ضيــاء الحــق‪ ،‬ســعادة الدكتــور املســلمني مــن األردن‪.‬‬

‫‪ .3‬من الدول‪:‬‬ ‫(الســودان الســعودية ســوريا لبنــان‬ ‫املغــرب الجزائــر تركيــا اليمــن تونــس‬ ‫كردســتان باكســتان نيجرييــا فلســطني‬ ‫موريتانيــا إضافــة اىل االردن)‬

‫سابعاً‪ :‬املشاركون‪:‬‬

‫شــارك يف املؤمتــر أفــراد مــن مختلــف‬ ‫األعــار ومــن الجنســن إضافــة اىل‬ ‫ممثلــن عــن احــزاب وتيــارات سياســية‬ ‫واجتامعيــة واكادمييــة وثقافيــة إضافــة اىل‬ ‫رجــال دولــة وفكــر ممــن لهــم اهتاممــات‬ ‫بالشــان العــام وســاهموا يف إثـراء املشــهد‬ ‫باالســئلة واملناقشــات املفيــدة ذات‬ ‫الصلــة باملوضوعــات املطروحــة مــن‬ ‫قبــل العلــاء واملفكريــن واملتحدثــن يف‬

‫بين نهج اإلعمار‬ ‫املؤمتــر‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬مميزات هذا املؤمتر‪:‬‬

‫متيــز هــذا املؤمتــر عــن غــره مــن‬ ‫املؤمتــرات مبــا يــي‪:‬‬ ‫‪ .1‬كان اختيــار عنــوان املؤمتــر بــن «نهــج‬ ‫االعــار ونهــج الدمــار» عدســة مصــور‬ ‫للمشــهد الحــايل لالمــة وبهــذه الكلــات‬ ‫القليلــة جســد واقــع وحــال العــامل العــريب‬ ‫واإلســامي بأفضــل الصــور ونــال إعجــاب‬ ‫الجميــع‪.‬‬ ‫‪ .2‬أضــاف املؤمتــر إضافــة نوعيــة وجديدة‬ ‫للمشــهد مــن خــال حســن اختيــار‬ ‫املتحدثــن وحســن اختيــاره للموضوعــات‬ ‫والعناويــن إضافــة اىل املناقشــات‬ ‫الحضاريــة التــي دارت خــال الجلســات‪،‬‬ ‫كذلــك أجــاب املؤمتــر عــى تســاؤالت‬ ‫حساســة تــؤرق عــدداً كب ـراً مــن النــاس‬ ‫تــدور يف خلدهــم وبحاجــة اىل متنفــس‬


‫لبثهــا وعــرى وكشــف زيــف الحــركات‬ ‫املشــبوهة مثــل داعــش وأخواتهــا‬ ‫(الخــوارج)‪.‬‬ ‫‪ .3‬وفــر املؤمتــر منصــة ومنــر حــر وصحي‬ ‫للشــباب للحــوار مــع العلــاء واملفكريــن‬ ‫وطــرح مــا يجــول بخواطرهــم دون‬ ‫خــوف وبأســلوب منظــم منضبــط حيــث‬ ‫حــر عــدد كبــر منهــم‪.‬‬ ‫‪ .4‬إبــرز املؤمتــر تشــوق الشــباب اىل‬ ‫اإلســتامع اىل مفكريــن وعلــاء يقدمــون‬ ‫خطابـاً إســامياً يتالئــم مــع واقــع العــر‬ ‫ومتطلبــات الحــارض ويشــفي صدورهــم‬ ‫مــن خــال اإلجابــات العلميــة واملنطقيــة‪.‬‬ ‫‪ .5‬جــاء املؤمتــر كمرشــد للشــباب‬ ‫الســتخدام العقــل واملنطــق والبحــث‬ ‫العلمــي يف حــال الرغبــة يف الحصــول عــى‬ ‫املعلومــات وليــس اإلكتفــاء بالتلقــن‪.‬‬ ‫‪ .6‬طــرح املؤمتــر قضايــا جريئــة مل‬

‫الغايــة مــن وجودهــم هوإعــار االرض‬ ‫والتعــاون والتعــارف والرتاحــم ووزع‬ ‫عــى كافــة املؤسســات العامليــة وأصحــاب • الشيخ عبدالفتاح مورو‬ ‫القــرار‪.‬‬ ‫• الشيخ مدين مزراق‬ ‫‪ .10‬عــزز املؤمتــر دور منظــات‬ ‫املجتمــع املــدين بقدرتهــا عــى حشــد • محمد طاليب‬ ‫النــاس ويف نفــس الوقــت قدرتهــا عــى • عبدالجليل سامل‬ ‫تغيــر املفاهيــم الخاطئــة نحواالفضــل • محمد طاهر منصوري‬ ‫واالصــوب‪.‬‬ ‫• اإلمام الصادق املهدي‬ ‫‪ .11‬شــاركت العديــد مــن الجامعــات مــن‬ ‫• الدكتور محمد املحجري‬ ‫خــال طالبهــا‪.‬‬ ‫‪ .12‬لوحــظ أن هنــاك غيابــاً رســمياً • الدكتور محمد حبش‬ ‫كام ـاً عــن املؤمتــر فلــم يحــره الــوزراء‬ ‫(عريف الحفل)‬ ‫واألعيــان والنــواب وكان هــذا معيــار • سامحة عيل فضل الله‬ ‫نجــاح كبــر للمؤمتــر‪.‬‬ ‫‪ .13‬تــم عمــل نشــاطات جانبيــة خــارج • الدكتور ياسني اقطاي‬ ‫‪ .18‬كانــت مالحظــات الحضــور يف‬ ‫املؤمتــر مثــل‪:‬‬ ‫االســتبانة أن املؤمتــر اســتطاع تغيــر‬ ‫• ندوة لطلبة الجامعة االردنية‬ ‫الكثــر مــن املفاهيــم الفكريــة عــن‬ ‫االســام‬

‫ونهج الدمار‬

‫تعالجهــا أوتتطــرق اليهــا املؤمتــرات‬ ‫الســابقة مثاللحديــث يف موضــوع قداســة‬ ‫املــايض وال ـراث (الخالفــة)‪ ،‬والفــرق بــن‬ ‫مامرســات الجامعــات اإلســامية واملنهــج‬ ‫النبــوي‪.‬‬ ‫‪ .7‬وفــر املؤمتر لكافــة التيــارات والحركات‬ ‫االســامية فرصــة الحضــور واملشــاركة يف‬ ‫املناقشــات بحريــة تامــة (حــزب التحريــر‪،‬‬ ‫الصوفيــون‪ ،‬زمــزم‪ ،‬اإلخوان‪،‬الحكــاء‬ ‫املســتقلني‪ ،‬وتيــارات علامنيــة وشــخصيات‬ ‫معارضــة)‪ ،‬مــا يؤكــد ان املنتــدى منــر‬ ‫جامــع لــكل مكونــات واطيــاف املجتمــع‪.‬‬ ‫‪ .8‬حظــي املؤمتــر بتغطيــة اعالميــة يف‬ ‫كافــة وســائل االعــام املحليــة والعربيــة‪.‬‬ ‫‪ .9‬أصــدر املؤمتــر يف نهايــة اللقــاء بيــان‬ ‫فيــه نــداء للبرشيــة عامــة للعمــل معــاً‬ ‫مــن اجــل إعــار االرض وبنــاء القيــم‬ ‫مــن مبــدأ ان البــر هــم عيــال اللــه وان‬

‫• محــارضة حرضهــا عــدد كبري يف مؤسســة‬ ‫عبــد الحميد شــومان‬ ‫• محارضة لشباب مجدون‬ ‫• لقاءات مع واعظات من فلسطني‬ ‫• لقــاءات عــى ابــرز االذاعــات (حيــاة‪،‬‬ ‫التلفزيــون االردين‪ ،‬الحقيقــة‪ ،‬إذاعــة‬ ‫حســنى‪ ،‬إذاعــة القــرآن الكريــم)‪.‬‬ ‫‪ .14‬مل نحتــج أن نطلــب ايــة مســاعدة‬ ‫مــن أي جهــة رســمية ومل نحصــل عــى اي‬ ‫دعــم مــايل مــن اي جهــة خاصــة أوعامــة‪.‬‬ ‫‪ .15‬تــم عقــد املؤمتــر بكــوادر املنتــدى‬ ‫وجهــود األعضــاء فيــه‪.‬‬ ‫‪ .16‬يقــدر عــدد الحضــور يف اليــوم االول‬ ‫حــوايل (‪ )700‬شــخص واليــوم الثــاين‬ ‫حــوايل (‪ )500‬شــخص‪.‬‬ ‫‪ .17‬اهــم الشــخصيات التــي حظيــت‬ ‫بشــعبية كبــرة‪:‬‬

‫وخالصة القول‬ ‫ميكــن ان نقــول بــأن املؤمتــر‬ ‫ســاهم يف انتــاج افــكار ومعــارف‬ ‫يف جومــن الحريــة والدميوقراطيــة‬ ‫والتشــاركية املجتمعيــة‪ ،‬حيــث وفــر‬ ‫املنتــدى العاملــي للوســطية للجميــع‬ ‫(الشــباب والرجــال والنســاء والنخب‬ ‫الساســية والفكريــة) منصــة فكريــة‬ ‫ثقافيــة توعويــة للحــوار بــكل حريــة‬ ‫واريحيــة واقتــدار‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪10‬‬

‫المؤتمر العالمي للوسطية‬ ‫البيان الختامي ملؤمتر‬

‫بين نهج اإلعمار ونهج الدمار‬

‫أصــدر املؤمتــرون املشــاركون يف أعــال‬ ‫املؤمتــر الــدول الــذي نظمــه املنتــدى‬ ‫العاملــي للوســطية يف العاصمــة االردنيــة‬ ‫عــان والــذي عقــد للفــرة مــن ‪/4/10-9‬‬ ‫‪ 2016‬بيانــاً موجهــاً للعــامل مبناســبة‬ ‫اختتــام أعــال املؤمتــر‪ ،‬الــذي عقــد‬ ‫تحــت شــعار « بــن نهــج اإلعــار ونهــج‬ ‫الدمــار»‪ ،‬وفيــا يــيل نــص البيــان‪:‬‬ ‫بيان «الوسطية اإلسامية» إىل العامل‬ ‫ـاس إِنَّــا َخلَ ْق َناك ُْم‬ ‫قــال تعــاىل‪« :‬يَــا أَيُّ َهــا ال َّنـ ُ‬ ‫ُــم شُ ــ ُعو ًبا‬ ‫َــى َو َج َعلْ َناك ْ‬ ‫ِمــ ْن َذكَــ ٍر َوأُنْث ٰ‬ ‫ُــم ِع ْندَ اللَّــ ِه‬ ‫َو َق َبائِ َ‬ ‫ــل لِ َت َعا َرفُــوا ۚإِنَّ أَكْ َر َمك ْ‬ ‫ُــمۚ» ســورةالحجرات(‪)13‬‬ ‫أَتْقَاك ْ‬

‫ـم‬ ‫ـم أُ َّمـ ًة َوا ِحــدَ ًة َوأَنَــا َر ُّبكُـ ْ‬ ‫َ ِإنَّ َٰهـ ِذ ِه أُ َّم ُتكُـ ْ‬ ‫فَاعبــدون» ســورة االنبيــاء(‪)92‬‬ ‫« كلكــم آلدم وآدم مــن ت ـراب» حديــث‬ ‫رشيــف‬ ‫« الخلــق عيــال اللــه‪ ،‬أحبهــم اىل اللــه‬ ‫انفعهــم لعيالــه« حديــث رشيــف‬ ‫يا أخوتنا يف مشارق االرض ومغاربها‪..‬‬ ‫يــا أيهــا النــاس جميعــاً عــى اختــاف‬ ‫ألســنتهم وألوانهــم وأعراقهــم‪..‬‬ ‫إن للتوحيــد اإلســامي‪ ،‬كــا بينــه اللــه‬ ‫تعــاىل يف القــرآن الكريــم‪ ،‬وكــا أضــاء‬ ‫معانيــه رســولنا الكريــم محمــد‪ ،‬صلــوات‬

‫اللــه وســامه عليــه وعــى ســائر أنبيــاء‬ ‫األمــم والشــعوب وجهتــن إثنتــن‬ ‫إحداهــا إىل اإلميــان املســتبرص بوجــود‬ ‫خالــق مدبــر لهــذا الكــون‪ ،‬لــه مقاليــد‬ ‫الســاوات واالرض وهوبــكل شــيئ‬ ‫عليــم‪ ،‬وثانيتهــا اىل استشــعار وحــدة‬ ‫البريــة يف أصلهــا ويف رحمهــا الواحــدة‬ ‫واجبــة الوصــل ويف واقعهــا ويف مصرهــا‪.‬‬ ‫يف ضــوء ذلــك فإننــا ندعوأمتنــا وأمــم‬ ‫األرض جميعــاً إىل مــا يــيل‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬اعتبــار مقاصــد الريعــة االســامية‬ ‫الخمســة وهــي حفــظ الديــن والعقــل‬ ‫والنفــس واملــال والنســل مقاصــد عامــة‬


‫لشــعوب االرض كافــة تضمــن بتحقيقهــا‬ ‫الــروط املوضوعيــة لــكل ســام ممكــن‬ ‫بينهــا‪ ،‬وتهيــئ لعــامل يطمــﱧ أبنــاؤه‬ ‫فيــه اىل أن كرامتهــم محفوظــة االســباب‬ ‫وأن حيواتهــم وق َيمهــم موفــور ٌة غــر‬ ‫مهتضمــة‪ ،‬وانهــم يتقاســمون العيــش يف‬ ‫هــذه املعمــورة‪ ،‬بحمــد ربهــم‪ ،‬إخوان ـاً‪..‬‬ ‫ثاني ـاً‪ :‬اعتبــار االرض كلهــا جــرة واحــدة‬ ‫مرعيــة الحقــوق ال ينبغــي لجــا ٍر فيهــا ان‬ ‫يظلــم جــاراً وال ان يؤذيــه بقــول اوعمــل‪،‬‬ ‫وال أن يبيــت شــبعان منعـاً وجــاره جائع‬ ‫محــروم‪ ،‬كــا ال ينبغــي أن تكــون مثــة‬ ‫فــروق كبــرة يف املعيشــة بــن رشق معدم‬ ‫وغــرب متخــم‪ ،‬أوبــن ث ـراء بــاذخ وفقــر‬ ‫صــارخ تتقطــع الرحــم اإلنســانية بينهــا‪،‬‬ ‫بــل جــر ٌة طيبــة واحــدة وانســانية شــاملة‬ ‫متكاملــة األســباب‪.‬‬ ‫ثالثــاً‪ :‬التوافــق األممــي (العاملــي) عــى‬ ‫كلمــ ٍة ســواء وميثــاق جامــع وعهــد‬ ‫مســؤول بيننــا وبــن أخوتنــا يف البريــة‬

‫عــى اختــاف األديــان والحضــارات‬ ‫واملذاهــب‪ ،‬عــى نحــوال يكــون معــه‬ ‫تظــامل وال عبوديــة وال اســتعار وال‬ ‫عــدوان وال اســتغال‪ ،‬بــل تناصــف‬ ‫وحريــة وســام حقيقــي عــى غــر َد َخــل‬ ‫وســعي مشــرك يف عــارة‬ ‫وال ريبــة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫األرض ويف دفــع الشــقاء – مــا أمكــن –‬ ‫عــن أبنائهــا ويف جلــب ألــوان الســعادة‬ ‫إليهــم‪..‬‬ ‫رابعـاً‪ :‬التعــاون يف نــر العلــوم واملعــارف‬ ‫يف ارجــاء العــامل واىل أن تصــل معطيــات‬ ‫العلــم ومكاســبه اىل كل ركــن فيــه‪ ،‬واىل‬ ‫اعتبــار « التعــارف « عــى علــم وتفهــم‬ ‫غايــة مــن غايــات الخلــق الذيــن جعلهــم‬ ‫اللــه شــعوباً وقبائــل ليتعارفــوا إذ املــرء‬ ‫عدومــا يجهــل‪ ،‬واملعرفــة ســبيل املحبــة‬ ‫كــا يقــول األتقيــاء العارفــون‪.‬‬ ‫خامس ـاً‪ :‬تشــكيل هيئــة عامليــة للتضامــن‬ ‫مــع ضحايــا النكبــات والجوائــح‪ ،‬وذلــك‬ ‫تجســيداً لوحــدة األصــل والرحــم واالخوة‬

‫واملصــر املشــرك‪ ،‬يكــون لهــا مراكــز‬ ‫منتــرة يف شــتى أنحــاء االرض تبــارش‬ ‫مهاتهــا‪ ،‬وتخفــف عــن البريــة وياتهــا‪.‬‬ ‫سادسـاً‪ :‬الوقــف الفــوري ألســلحة الدمــار‬ ‫الشــامل‪ ،‬وأن نســتبدل بتــوازن الرعــب‬ ‫القائــم بــن قــوى األرض تــوازن العقــل‬ ‫واملرحمــة والعــدل واالنصــاف الــذي‬ ‫ينبغــي إقامتــه بــن أُممهــا وشــعوبها‪.‬‬ ‫إن مــا ندعواليه يف هذا « البيان االســامي‬ ‫« الــذي نطلقــه إىل النــاس كافــة مســتمد‬ ‫جملــة وتفصيــا مــن تعاليــم ديننــا‬ ‫الحنيــف‪ ،‬وهواقــرب اىل ان يكــون ميثاقـاً‬ ‫أممي ـاً يتوافــق عليــه العقــاء واملؤمنــون‬ ‫يف كوكبنــا الــذي توشــك الحاقــات أن‬ ‫تغمــر وجهــه بالظلم والظلــات‪ ،‬اواىل ان‬ ‫ونظام‬ ‫يكــون إيذانـاً بفجــر إنســان جديــد‬ ‫ٍ‬ ‫عاملــي غــر ذي ِعــوج يفيــئ اليــه البــر‬ ‫مطمئنــن‪ ،‬ويحيــون يف ظالــه كرمــاء‬ ‫أح ـراراً وأخــوة متحابــن‪.‬‬ ‫ذلــك مــا نتوخــاه مــن هــذا « البيــان‬ ‫االســامي « وعــى اللــه ان نجــد قلوب ـاً‬ ‫صاغيــة وبصائــر واعيــة‬ ‫وآخــر دعوانــا ان الحمــد للــه رب‬ ‫العاملــن‪..‬‬

‫‪11‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪12‬‬

‫ﹼ‬ ‫ﹰ‬ ‫اﺑتﺪاء من تﺤرير مفهوﻡ‬ ‫ﻻ ﹸﺑﺪ‬ ‫التاريخﻴة الﺬﻱ يﺤﻤلﻪ‬ ‫عنوان هﺬﻩ الﻤﺤاولة‪ ،‬ومن‬ ‫توسﻤﻪ يف داﺋرة ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫دﻻلﻴة تﺤقﻖ‬ ‫التوﻇﻴﻒ اﻷمﺜﻞ لﻪ‪.‬‬

‫ونحــن منلــك يف ضــوء اإلجابــة عــى عــدد‬ ‫محــدود مــن األســئلة‪ ،‬أن نتبـ ّـن مقصدنــا‬ ‫يف هــذه املســألة‪ ،‬وأن نكــون ظاهريــن‬ ‫عــى مجمــل جوانبهــا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫املخاطــب ؟ ومــن املخاطــب؟ ومــا‬ ‫فمــن‬ ‫الــروط املوضوعيــة التــي تكتنــف كاّ‬ ‫منهــا لحظــة الخطــاب؟ ومــا درجــة‬ ‫تــواؤم اســلوب الخطــاب مــع منطلقاتــه‬ ‫ومــع مقاصــده؟ ومــا الجوهــري الباقــي‬ ‫مــن ذلــك كلّــه إىل يومنــا هــذا؟ وكيــف‬ ‫ميكــن لنــا اإلفــادة منــه يف واقعنــا؟‪..‬‬ ‫ك َُّل أولئــك مداخــل لإلحاطــة بتاريخيــة‬ ‫الخطــاب اإلســامي‪ ،‬وهــي كفيلــة‪،‬‬

‫في تارﻳﺨيﺔ الﺨطاب اإلﺳﻼمي‬

‫فيــا نزعــم‪ ،‬بإضــاءة معاملــه وبيــان‬ ‫اس ـراتيجياته وتوكيــد صابتــه أومبدئيتــه‬ ‫وتجليــة» رفقــه ومرونتــه يف آن‪...‬‬ ‫إنّ يف مباحــث التفســر ومــا أنجــز فيــه‬ ‫مــن مئــات األســفار‪ ،‬وال ســيا املتعلــق‬ ‫بأســباب النــزول‪ ،‬ويف مباحــث فقــه‬ ‫الســنة ومــا اشــتملت عليــه مــن رضوب‬ ‫ُّ‬ ‫اســتخاص األحــكام‪ ،‬ويف أخبــار الــدول‬ ‫وتراجــم الخلفــاء والعلــاء وأصحــاب‬ ‫املقــاالت‪ ،‬ومــا احتملــه ذلــك كلــه مــن‬ ‫ألــوان الخطــاب ألدلّــة متظاهــرة عــى‬ ‫اشــتباك الخطــاب بالواقــع‪ ،‬وعــى تشـكّله‬ ‫مبقتضــاه‪ ،‬وإنّ لنــا أن ننظــر إىل الخطــاب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬منــذ أوائــل البعثــة الريفــة‬ ‫إىل لحظتنــا هــذه يف إطــار مــزدوج مــن‬ ‫حديــث املصطفــى عليــه صلــوات اللــه‬ ‫ــرت أن أخاطــب النــاس‬ ‫وســامه‪ « :‬أ ِم ُ‬ ‫عــى قــدر عقولهــم» ومــن القاعــدة‬ ‫الباغيــة التــي تؤكــد أهميــة مطابقــة‬ ‫الــكام ملقتــى الحــال»‪ ،‬إذ بهــا معــاً‬ ‫تر ّجــح كفايــة الخطــاب‪ ،‬وإمــكان أن‬ ‫يحقــق غاياتــه‪.‬‬

‫إن مــا ال ريــب فيــه أن مخاطبــة النــاس‬ ‫عــى قــدر عقولهــم إمنّ ــا تكــون عــى‬ ‫وجههــا الصحيــح حــن يطّلــع املخاطــب‬ ‫عــى مــوارد ومصــادر هــذه العقــول‪،‬‬ ‫وعــى منابتهــا ومــا أخــرج شــطأها وآزره‬ ‫مــن ذلــك‪ ،‬وإن بنــا أن نتأمــل رســائل‬ ‫رســولنا الكريــم إىل ملــوك األرض‪ ،‬ومــا‬ ‫توافــر فيهــا مــن درايــة بأقــدار العقــول‪.‬‬ ‫وأن نــرى إىل مــا كان مــن أ ّول وزيــر‬ ‫اعــام اســامي – وهوجعفــر بــن أيب‬ ‫طالــب ريض اللــه عنــه(*)‪ .‬حــن بســط‬ ‫يف موجــز بليــغ مــن الخطــاب حقائــق‬ ‫الديــن الجديــد للنجــايش ملــك الحبشــة‪،‬‬ ‫ـم إىل مــا‬ ‫وبــأي رفـ ٍ‬ ‫ـق وأنــا ٍة كان ذلــك‪ ،‬ثـ ّ‬ ‫كان مــن ربعــي بــن عامــر يف فســطاط‬ ‫الفــرس حــن جهــر بامله ّمــة املقدســة‬ ‫والخطــاب األعــى‪ :‬جئنــا لنخرجكــم مــن‬ ‫عبوديــة العبــاد إىل عبوديــة رب العبــاد‪،‬‬ ‫ومــن جــور األديــان إىل عــدل اإلســام‪..‬‬ ‫وإن مــا تفـ ّرد بــه رســول اللــه صــى اللــه‬ ‫عليــه وســلم‪ ،‬ورمبــا كان ذلــك واحــدة‬ ‫مــن معجزاتــه أنــه كان يخاطــب القبائــل‬


‫بلغاتهــم عــى مــا بينهــا مــن اختــاف‪،‬‬ ‫وأنــه كان يبســط حقائــق اإلســام‬ ‫لألعــرايب مبــا يرســله يف األرض مؤمنــاً‪ ،‬يف‬ ‫الوقــت الــذي يتنــزل فيــه عــى لســانه‬ ‫مــن الحكمــة مــا يحــا ُر له كبــار الفالســفة‬ ‫واملفكريــن‪.‬‬ ‫ولعــل مــا عرفــه العــرب املســلمون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لــدى انســياحهم يف األمصــار مــن ألــوان‬ ‫املخاطبــات لشــعوب مختلفــة األلســنة‬ ‫ثــم مــا كان مــن‬ ‫والعقائــد واآلداب ّ‬ ‫اختــاف املســلمني أنفســهم وانشــعاب‬ ‫مذاهبهــم‪ ،‬أن يكــون قــد أمدّ هــم بعــد‬ ‫كتابهــم وســنة نبيهــم مبناهــج يف النظــر‬ ‫وطرائــق يف املناظــرة جعلتهــم ســادة‬ ‫األرض يف قـ ّوة الحجــاج ومتانــة الخطــاب‪،‬‬ ‫وأن يكــون فيهــم أمثــال الجوينــي‬ ‫صاحــب « الكافيــة يف الجــدل» والغ ـزايل‬ ‫صاحــب «املنتخــل يف الجــدل» واآلمــدي‬ ‫صاحــب «أبــكار اإلفطــار» وغريهــم كثــر‪،‬‬ ‫وأن مــن آثــار ذلــك يف األندلــس أن يحظر‬ ‫آبــاء الكنيســة‪ ،‬أيــام محاكــم التفنيــش‬ ‫البغيضــة عــى أحــد مــن رجاالتهــا أن‬ ‫يحــاور موريســك ّيا حتــى ولــوكان حـ ّـاراً‬ ‫ينقــل املــاء‪ ،‬ذلــك أنّ ســويّة الخطــاب‬ ‫عنــده مــا تنــوء بــه عقــول أولئــك اآلبــاء‪،‬‬ ‫وان مــا تحــدر إليــه مــن حضــارة «إقــرأ»‬ ‫و» انظــروا» أطــول باع ـاً مــن أن تحيــط‬ ‫بــه جهالــة تلــك العقــول املظلمــة‪ ،‬األمــر‬ ‫الــذي جعــل «جوســتاف لوبــون» يتمنــى‬ ‫لــوان رايــة محمــد صــى اللــه عليه وســلم‬ ‫رفرفــت عــى أوروبــا كلهــا وان لوغمرهــا‬ ‫نــور اإلســام‪.‬‬ ‫الخطــاب‪ ،‬أي خطــاب‪ ،‬موجهــاً‬ ‫وملــا كان‬ ‫ُ‬ ‫إىل بنيــة نفســية وعقليــة صاغهــا التاريــخ‬ ‫والبيئــة يف آن‪ ،‬فــإن أول واجبــات‬

‫املشــتغلني بالخطــاب أن يقــرأوا هــذه‬ ‫البيئــة قــراءة مســتوفية مســتوثِق ًة‪ ،‬وان‬ ‫يصوغــوا يف ضــوء ذلــك خطابهــم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وإنّ يف كل بيئــة عقائــد وأعرافـاً‬ ‫ومقوالت‬ ‫وأدبيــات وواقعــاً إنســانياً مختلِــف‬ ‫األنصبــة مــن الســعادة أوالشــقاء‪ .‬فمــن‬ ‫أراد أن يكــون مســموع الخطــاب‪ ،‬فــإن‬ ‫عليــه أن يراعــي ذلــك كلــه‪ .‬وأن يفيــد‬ ‫مــن تجــارب األُ ّمــة يف ذلــك‪ .‬ولقــد‬ ‫يكــون مــن تحصيــل الحاصــل هنــا أن‬ ‫أمــس الحاجــة إىل‬ ‫نقــول إننــا اليــوم يف‬ ‫ّ‬ ‫تجديــد علــم الــكالم‪ ،‬ومباحــث مقارنــة‬ ‫األديــان والثقافــات‪ ،‬وإن مــا نُالحظــه‬ ‫آســفني أننــا قلّــا نعــر يف أوســاطنا‬ ‫الثقافيــة عــى قامــات مامثلــة للجوينــي‬ ‫والغــزايل والبــروين وابــن خلــدون‪ ،‬وأن‬ ‫مناهجنــا التعليم ّيــة قــارصة عــن ان‬ ‫تخـ ّرج مثــل هــؤالء األفــذاذ‪ ،‬ولــوال رجــال‬ ‫يف حجــم ابــن عاشــور ومالــك بــن نبــي‬ ‫وطــه عبدالرحمــن‪ ،‬وعــدد قليــل آخــر يف‬ ‫املــرق العــريب لقلنــا عــى األ ّمــة ال َع َفــا ُء‪،‬‬ ‫ولط ّوحنــا أيدينــا استيئاســاً مــن انعــدام‬ ‫صنــاع الخطــاب الجديريــن بتاريــخ هــذه‬ ‫األ ّمــة الحضــاري‪..‬‬ ‫وإذا كان واضحــاً لقــارئ هــذه الورقــة‬ ‫نفصــل‪ ،‬ونومــئ وال‬ ‫أننــا نجمــل وال ّ‬ ‫نتقـ ّرى‪ ،‬ونشــر وال نتحـ ّرى‪ ،‬فــإن بنــا اآلن‬ ‫ان ننعطــف إىل أُمنــوذج مــن الخطــاب‬ ‫اإلســامي كتــب يف مرحلــة مظلمــة‬ ‫مــن تاريخنــا واشــتمل عــى التعليــم‬ ‫النبــوي الرشيــف مبخاطبــة النــاس عــى‬ ‫قــدر عقولهــم‪ ،‬وعــى مقتــى القاعــدة‬ ‫البالغيــة مبطابقــة الــكالم ملقتــى الحــال‪،‬‬ ‫وتلــك هــي «الرســالة القربصيــة» لشــيخ‬ ‫اإلســام ابــن تيميــة الــذي كان أرســلها إىل‬

‫« رساجــواس» ملــك قــرص‪ ،‬بادئ ـاً إياهــا‬ ‫بقولــه‪« :‬بســم اللــه الرحمــن الرحيــم‪ ،‬من‬ ‫أحمــد بــن تيميــ َة إىل رسجــواس عظيــم‬ ‫أهــل ِملتــه ومــن تحــوط بــه عنايتــه‬ ‫القسيســن‬ ‫مــن رؤســا ِء الديــن و ُعظــاء ّ‬ ‫والرهبــان واألُمــراء والك ّتــاب واتباعهــم‪.‬‬ ‫كانــت قــرص – يف اللحظــة التاريخيــة‬ ‫القربصيــة – قلعــ ًة مــن قــاع‬ ‫للرســالة‬ ‫ّ‬ ‫الصليبيــن‪ُ ،‬مف ّتحــ َة األبــواب ملغامــري‬ ‫الفرنجــة وش ـ ّذاذ آفاقهــم‪ ،‬وكانــت تُشَ ـ ُّن‬ ‫منهــا الغــارات عــى شــواطئ الشــام‬ ‫طــوال القــرن الرابــع عــر والخامــس‬ ‫عــر للميــاد (‪ ،)1‬وكان مــن نتائــج‬ ‫إحداهــا أن أُ ِس عــدد مــن املســلمني‬ ‫بأيــدي القبارصــة‪ ،‬وأن تعرضــوا أللــوان‬ ‫مــن التعذيــب‪ ،‬األمــر الــذي دفــع شــيخ‬ ‫اإلســام إىل توجيــه خطــاب إىل ملــك‬ ‫قــرص نــراه مثــاالً لتاريخيــة الخطــاب‬ ‫اإلســامي مــن جهــة‪ ،‬وصــورة مــن عبقرية‬ ‫ابــن تيميــة وقدرتــه عــى صياغــة رســالة‬ ‫متعــددة الــدالالت مــن جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫يقول شيخ اإلسالم يف مستهل رسالته‪:‬‬

‫« أمــا بعــد‪ ،‬فإنّــا نحمــد اليكــم اللــه‬ ‫الــذي ال إلــه إالّ هوإلــهُ إبراهيــم‬ ‫وآل عمــران‪ ،‬ونســأله أن يصــي‬ ‫عــى عبــاده املصطفــن وأنبيائــه‬ ‫ـص بصالتــه وســامه‬ ‫املرســلني‪ ،‬ويخـ ُّ‬ ‫أويل العــزم الذيــن هــم ســادة‬ ‫الخلــق وقــادة األُمــم‪ ،‬الذيــن خ ُّصوا‬ ‫بأخــذ امليثــاق‪ ،‬وهــم نــوح وابراهيم‬ ‫ومــوىس وعيــى ومحمــد»‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪14‬‬

‫كــا يقــول يف هــذا اإلســتهالل الــذي‬ ‫نــرى فيــه ظــاالً مــن معنــى اآليــة‬ ‫الكرميــة مــن ســورة األنبيــاء(‪« : )2‬‬ ‫وإن هــذه أمتكــم أ ّمــ ًة واحــدة وأنــا‬ ‫ربكــم فاعبــدون» ‪« :‬كــا نســأله أن‬ ‫ـص برشائــف صالتــه وســامه خاتــم‬ ‫يخـ ّ‬ ‫املرســلني وخطيبهــم إذا وفــدوا عــى‬ ‫ربّهــم‪ ،‬وإمامهــم إذا اجتمعــوا‪ ،‬شــفيع‬ ‫نبــي الرحمــة‬ ‫الخالئــق يــوم القيامــة‪ّ ،‬‬ ‫وبنــي امللحمــة‪ ،‬الجامــع محاســن‬ ‫بــر بــه عبــدُ اللــه‬ ‫األنبيــاء‪ ،‬الــذي ّ‬ ‫وروحــه وكلمتــه التــي ألقاهــا إىل‬ ‫الصدّ يقــة الطاهــرة البتــول التــي مل‬ ‫ّ‬ ‫ــر قــط‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ميســها بَ َ ٌ‬ ‫مريــم ابنــة عمران‪.‬ذلــك مســيح الهدى‬ ‫عيــى بــن مريــم‪ ،‬الوجيــهُ يف الدنيــا‬ ‫واآلخــرة‪ ،‬املق ـ ّر ُب عنــد اللــه‪ ،‬املنعــوت‬ ‫بنعــت الجــال والرحمــة»‪.‬‬ ‫ونحــن نــرى شــيخ اإلســام‪ ،‬بعــد أن‬ ‫تفيــأ معنــى «األ ّمــة الواحــدة»‪ ،‬مبــا‬ ‫هــي إطــا ٌر جامــع ألتبــاع رســل اللــه‬ ‫الك ـرام‪ ،‬يؤكــد القيمــة العليــا واملكانــة‬ ‫املثــى اللتــن يتبوأهــا ســيدنا املســيح‬ ‫عليــه الســام وأ ّمــه املصطفــاة يف‬ ‫اإلســام‪.‬‬ ‫وعــى أن ابــن تيميــة مبــا هوعــامل‬ ‫وداعيــة ميــي بعــد ذلــك يف ألــوان‬ ‫مــن املقارنــة بــن العقائــد والرشائــع‬ ‫يف اليهوديــة والنرصانيــة واإلســام‪،‬‬ ‫تســتغرق قريبــاً مــن نصــف حجــم‬

‫الرســالة‪ ،‬إالّ أنّــه يعــود إىل منطــق‬ ‫اإلســتهالل الســابق فيقــول‪ « :‬ونحــن‬ ‫قــوم نحــب الخــر لــكل أحــد‪ ،‬ونحــب‬ ‫أن يجمــع اللــه لكــم خــر الدنيــا‬ ‫واآلخــرة‪ ،‬فــإن أعظــم مــا ُعبــدَ اللــه‬ ‫بــه نصيحــة خلقــه‪ ،‬وبذلــك بعــث اللــه‬ ‫األنبيــاء واملرســلني‪ ،‬وال نصيحــة أعظــم‬ ‫مــن النصيحــة فيــا بــن العبــد وبــن‬ ‫ر ّبــه‪ ،‬فإنّــه ال ُبــد للعبــد مــن لقــاء الله‪،‬‬ ‫يحاســب عبــده‪ ،‬كــا‬ ‫وال بُــدّ أن اللــه‬ ‫ُ‬ ‫قــال اللــه تعــاىل‪ « :‬فلنســأل ّن الذيــن‬ ‫أّرســل إليهــم ولنســأل ّن املرســلني»(‪.)3‬‬ ‫وبعــد أن يذكّــر ابــن تيميــة رسجــواس‬ ‫ملــك قــرص بوصايــا املســيح‪ ،‬ومــن‬ ‫َق ْبلَــه ومــن َب ْعــدَ ُه مــن املرســلني‪ ،‬ومبــا‬ ‫تأمــر بــه مــن عبــادة اللــه والتجــ ّرد‬ ‫للــدار األخــرة‪ُ ،‬يعلمــهُ أنّــه قــد كان‬ ‫خطــر لــه أن يجــيء إىل قــرص «‬ ‫ملصالــح يف الديــن والدنيــا»‪.‬‬ ‫ـم نـراه يشــر إىل موقفــه مــن األرسى‬ ‫ثـ ّ‬ ‫النصــارى الذيــن أخذهــم التتــار مــن‬ ‫القــدس‪ ،‬إذ أراد قــازان ملــك التتــار‬ ‫اطــاق أرسى املســلمني واســتبقاءهم‬ ‫فقــال لــه شــيخ اإلســام ‪:‬‬ ‫« بــل جميــع مــن معــك مــن اليهــود‬ ‫أهــل ذ ّمتنــا‪،‬‬ ‫والنصــارى الذيــن هــم ُ‬ ‫فإنّــا نفكّهــم‪ ،‬وال نَــدَع أســراً‪ ،‬ال مــن‬ ‫أهــل امللّــة وال مــن أهــل الذمــة»‪.‬‬ ‫ثــم‪ ،‬وبعــد أن يذكــر وقائــع بعينهــا‬ ‫ّ‬ ‫تتعلــق بالنصــارى مــن ســرة النبــي‬

‫عليــه الصــاة والســام‪ ،‬كاملباهلــة‬ ‫مــع وفــد نجــران وكرســالته عليــه‬ ‫صلــوات اللــه وســامه إىل قيــر ملــك‬ ‫الــروم‪ ،‬وكهجــرة املســلمني األوائــل إىل‬ ‫الحبشــة بعــد اشــتداد وطــأة الكفّــار‬ ‫عليهــم‪ ،‬ينتهــي إىل القــول بــأن ســرة‬ ‫النبــي صــى اللــه عليــه وســلم « كانت‪:‬‬ ‫أنّ مــن آمــن باللــه وكتبــه ورســله مــن‬ ‫النصــارى صــار مــن أُمتــه‪ ،‬لــه مــا لهــم‪،‬‬ ‫وعليــه مــا عليهــم‪ ،‬وكان لــه أج ـران ‪:‬‬ ‫أجـ ٌر عــى إميانــه باملســيح‪ ،‬وأجـ ّر عــى‬ ‫إميانــه مبحمــد»(‪.)4‬‬ ‫ومــع مــا يف هــذه الرســالة مــن إلتــاس‬ ‫أســباب التفاهــم مــع ملــك قــرص‪،‬‬ ‫قصــداً إىل أن يرفــق مبــن عنــده مــن‬ ‫ْ‬ ‫أهــل القــرآن‪ ،‬وإىل أن ميتنــع مــن‬ ‫تغيــر ديــن واحــد منهــم‪ ،‬فهويؤكــد يف‬ ‫تضاعيفهــا أن‬

‫« هــذا الديــن (اإلســام) يف‬ ‫إقبــال وتجديــد» وأنــه «‬ ‫ناصــح للملــك وأصحابــه»‬ ‫ٌ‬ ‫وأنّ «ك ُّل مــن أســلف إىل‬ ‫املســلمني خــراً ومــال‬ ‫إليهــم‪ ،‬كانــت عاقبتــه‬ ‫معهــم حســنة بحســب مــا‬ ‫فعلــه مــن الخــر»‪.‬‬


‫كان صاحــب هــذا الخطــاب ‪/‬‬ ‫الرســالة مزيجـاً مــن الفقيــه والكاّمــي‬ ‫والفيلســوف ورجــل اإلصــاح والســيايس وهــوإىل‬ ‫ذلــك أحــد مجــددي اإلســام الــذي يأتــون عــى مفــارق‬ ‫القــرون وكان املخاطــب ملــكاً نرصانيــاً مملّــكاً يف قلعــة للفرنجــة‬ ‫ـك أرسى‬ ‫تناجــز املســلمن وتقتــل منهــم وتــأرس‪ ..‬وكان مقصــد الخطــاب فـ ّ‬ ‫املســلمن أوتخفيــف عذاباتهــم‪.‬‬ ‫وتاريخيــة هــذا الخطــاب باديــة للمتوســم‪ ،‬عــى الرغــم مــن تو ّفــره عــى‬ ‫قواعــد اإلســام وحقائقــه ومــن اشــتاله ضمني ـاً عــى يقــن مكــن بإقبــال‬ ‫هــذا الديــن وتجــدّ ده وخلــود رســالته‪..‬‬ ‫ولقــد ذهــب ابــن تيميــة رحمــه اللــه بعيــداً يف عبارتــه التــي يصــف بهــا‬ ‫املســيح عليــه الســام بأنــه عبداللــه وروحــه وكلمتــه ألقاهــا إىل مريــم‪ ،‬إذ‬ ‫الفــرق بــن «روحــه» كــا جــاء يف الرســالة وبــن « وروح منــه» كــا جــاء يف‬ ‫كتــاب اللــه كبــر‪ ،‬وميكــن ق ـراءة «وروح منــه» يف ســياق واحــد مــع قولــه‬ ‫تعــاىل يف ســيدنا آدم‪« :‬ونفخنــا فيــه مــن روحنــا» وذلــك مــا يســتحيل يف‬ ‫عبــارة ابــن تيميــة غفــر اللــه لــه‪ ،‬وهــي مســألة تحتــاج بحث ـاً قامئ ـاً بذاتــه‪.‬‬ ‫ومهــا يكــن األمــر فقد كانــت الرســالة القرصية خطاباً سياســياً «دبلوماســياً» املراجع‪:‬‬ ‫مشــتبكاً برطــي الزمــان واملــكان‪ ،‬ولكنهــا كانــت يف الوقــت نفســه خطاب ـاً‬ ‫‪ .1‬قﱪص والحروب الﺼليبية‪ ،‬سعيد عاشور‪ ،‬مكتبة‬ ‫اســامياً واضــح املامــح نضرهــا كأمنــا انبعــث لتـ ّوه مــن زمــن الوحــي‪ ،‬ولعـ ّ‬ ‫ـل النهﻀة املﴫية ‪ 1957‬م‬ ‫ذلــك أن يوجهنــا إىل رؤيــة للزمــان تتداخــل فيهــا آنــاؤه وال تتــواىل‪ ،‬ويســتدير ‪ .2‬األنبياء‪ ،‬آية )‪(92‬‬ ‫‪ .3‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية رقم )‪.(6‬‬ ‫كاســتدارته يــوم تنـ ّزل الذكــر الحكيــم عــى نبـ ّ‬ ‫ـي الرحمــة‪ .‬ولعلّــه أن يوجهنــا ‪ .4‬الرسالة القﱪصية‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بﺮﻴوت‪،1987،‬‬ ‫كذلــك إىل أن نجهــر بهــذه الرؤيــة‪ ،‬غــر ه ّيابــن وال وجلــن‪ ،‬كــا يجهــر ص)‪ ،(47‬عناية عبدالله دمج‬ ‫)*( لﺼاحب هذه الكلمة بحﺚ مقدم إىل مؤمتر أدباء‬ ‫الغربيــون – ميشــيل فوكــويف نظــام الخطــاب مث ـاً – بــأن خطابهــم ممتــد العرب املنعقد يف الجزائر عام ‪ 1984‬بعنوان ثقافتنا‬ ‫القومية واألمنوذج األمﺮﻴيي فيه تفﺼيل لسفارة جعفر‬ ‫منــذ مــا قبــل طاليــس إىل مــا بعــد سوســر‪.‬‬ ‫الطيار يف الحبشة‪.‬‬ ‫لتوسم املتوسمن‪.‬‬ ‫كام نرشّ حه ّ‬ ‫(وبالله وحده التوفيق)‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪16‬‬

‫ﺛﻘافﺔ اﻻﺳﺘﺒداﺩ‬

‫فيﻨﻈر ﻛيﻒ تﻌمﻠوﻥ‬ ‫االســتبداد واالســتعباد مــن كــرى‬ ‫املشــاكل االنســانية عــر جميــع‬ ‫مراحــل تاريخهــا‪ ،‬إن مل نقــل إنهــا‬ ‫معضلتهــم األوىل يف حياتهــم‪ .‬وهــي‬ ‫ال ترتبــط بجيــل أوزمــن أومــكان‪.‬‬ ‫بــل تنموعنــد الغفلــة وترعــرع يف كل‬ ‫حضــارة‪ ،‬وزمــان‪.‬‬ ‫ومــن مقاصــد رســالة األنبيــاء األوىل‬ ‫التــي اشــركت فيهــا جميــع امللــل‪،‬‬ ‫محاربــة االســتبداد‪ ،‬والوقــوف يف مرض‬ ‫االســتعباد‪ .‬فكلهــم عليهــم الصــاة مــن‬ ‫ريب والســام‪ ،‬كان شــعارهم الخالــد‪ :‬ال‬ ‫إلــه إال اللــه‪.‬‬ ‫أي ال استبداد ألحد عى أحد‪.‬‬ ‫وال اســتعباد ملخلــوق كيفــا كان‬ ‫مقامــه ورتبتــه‪ ،‬ومهــا علــت جالتــه‬ ‫أونزلــت يف النــاس مكانتــه‪.‬‬ ‫وباالســتقراء التــام لآليــات القرآنيــة‪،‬‬ ‫أن هــذه غايــة ومقصــد كل نبــي‪،‬‬ ‫ومطلــوب كل رســول‪.‬‬ ‫فهــل متــت رســول أونبــي مل يكــن‬ ‫مطلوبــه فيمــن بعثــه اللــه تعــاىل‬ ‫إليهــم‪ :‬اعبــدوا اللــه مــا لكــم مــن إلــه‬ ‫غــره‪.‬‬ ‫ويف بواكــر االســام وعهــد البريــة‬ ‫بهــذا الديــن الخالــد‪ ،‬لخــص ربعــي‬ ‫بــن عامــر املقصــد األعظــم للرســالة‬ ‫املحمديــة‪ .‬فقــال فيــا صــح القــول‬ ‫عنــه‪ »:‬نحــن قــوم ابتعثنــا اللــه تعــاىل‬ ‫لنخــرج مــن شــاء مــن عبــادة العبــاد‬

‫إىل عبــادة رب العبــاد‪ ،‬ومــن ضيــق الدنيــا‬ ‫إىل ســعة الدنيــا واآلخــرة‪ ،‬ومــن جــور‬ ‫األديــان إىل عــدل اإلســام»‪.‬‬ ‫معاناة املصلحن مع االستبداد‪:‬‬ ‫وإذا أجلــت النظــر يف الحــركات االصاحية‬ ‫عنــد املســلمن أوعنــد غرهــم‪ ،‬فإنــك‬ ‫واجــد مــن العقبــات التــي قــرروا أن‬ ‫ينهضــوا بأعبائهــا‪ ،‬مقاومتهــم لاســتبداد‪،‬‬ ‫وبحثهــم عــن حريــة النــاس وإنســانيتهم‪.‬‬ ‫ومــن املؤلفــات العظيمــة يف بابنــا‪:‬‬ ‫* طبائــع االســتبداد ومصــارع االســتعباد‪:‬‬ ‫عبــد الرحــان الكواكبــي‪.‬‬ ‫* أقــوم املســالك يف معرفــة أحــوال‬ ‫املالــك‪ :‬خــر الديــن التونــي‪.‬‬ ‫* جــذور االســتبداد ـ قــراءة يف أدب‬ ‫قديــم‪ :‬د‪ .‬عبــد الغفــار مــكاوي‪.‬‬ ‫* الطاغية‪ :‬د‪ .‬إمام عبد الفتاح إمام‪.‬‬ ‫* الدكتاتورية‪ :‬موريس ديفرجيه‪.‬‬ ‫* املحنــة العربيــة‪ :‬الدولــة ضــد األمــة‪ :‬د‪.‬‬ ‫برهــان غليــون‪.‬‬ ‫وميكننــا أن نضيــف إىل هــذه املؤلفــات‬ ‫مــا كتبــه أمئــة االســام عــن الحريــة‪،‬‬ ‫ومنهــم مقاصــدي الزيتونــة الطاهــر بــن‬ ‫عاشــور؛ ومقاصــدي القرويــن العامــة‬ ‫عــال الفــايس رحمهــا اللــه تعــاىل‪.‬‬ ‫االستبداد ثقافة سامة‪:‬‬ ‫االســتبداد ثقافــة لهــا صــور وتجليــات‪،‬‬ ‫واملــرض واحــد‪ ،‬والــداء العضــال القاتــل‬ ‫مشــركة ســمومه‪.‬‬


‫تكــون هــذه الثقافــة يف األرسة‪ ،‬حيــث‬ ‫اســتبداد األب بزوجــه‪ ،‬أوبأبنائــه‪ .‬وتكــون‬ ‫يف العمــل حيــث اســتعباد رب العمــل‬ ‫العــال عنــده‪ .‬وتكــون يف العاقــات‬ ‫االجتاعيــة بــن النــاس بعضهــم مــع‬ ‫بعــض‪ .‬وتكــون يف الحكــم حيــث اســتبداد‬ ‫الراعــي برعيتــه‪.‬‬ ‫وهــذا األخــر هوالــذي تركــز عليــه‬ ‫األضــواء‪ ،‬ويلتفــت إليــه‪ ،‬ويظاهــر النــاس‬ ‫ويتوحــدون ضــده‪.‬‬ ‫النفس االنسانية وجذور االستبداد‪:‬‬ ‫وتحمــل النفــس االنســانية اســتعداد قويــا‬ ‫وجامحــا لــي تتســلط عــى اآلخريــن‬ ‫وتســتعبدهم وتســتبد بهــم‪.‬‬ ‫وانظــر عندمــا اكتــوى قــوم بنــار اســتبداد‬ ‫الفرعــون‪ ،‬وبــدأوا يجــأرون إىل اللــه تعــاىل‬ ‫أن يرفــع عنهــم مــا أصابهــم ومــا ابتلــوا‬ ‫بــه‪ ،‬كيــف أن اللــه عــز وجــل نبههــم‬ ‫إىل نفوســهم ومــا تحملــه مــن جينــات‬ ‫االســتبداد‪ .‬وكيــف ميكــن أن يهلــك اللــه‬ ‫تعــاىل الفرعــون‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك تأخــذون‬ ‫أنتــم مكانــه يف الفرعنــة واالســتبداد‪ .‬إذ‬ ‫شــهوة االســتعاء والســيطرة والعلوكامنــة‬ ‫يف النفــس االنســانية‪ ،‬تنتظــر فرصتهــا‬ ‫للظهــور‪.‬‬ ‫قــال تعــاىل وهوأصــدق القائلــن‪َ »:‬قالُــوا‬ ‫أُو ِذي َنــا ِمــ ْن َق ْبــلِ أَنْ تَأْتِ َي َنــا َو ِمــ ْن َب ْعــ ِد‬ ‫َمــا جِ ْئ َت َنــا َق َ‬ ‫ُــم أَنْ ُي ْهلِــكَ‬ ‫ــى َر ُّبك ْ‬ ‫ــال َع َ‬ ‫ُــم َويَ ْســ َت ْخلِ َفك ُْم ِيف ْاألَ ْر ِض َف َي ْنظُــ َر‬ ‫عَدُ َّوك ْ‬ ‫ــف تَ ْع َملُونَ »(األعــراف‪.)129:‬‬ ‫كَ ْي َ‬ ‫فأكدت اآلية عى الحقائق اآلتية‪:‬‬ ‫* إن االســتبداد إذاية للكرامة اإلنســانية‪»:‬‬ ‫َقالُــوا أُو ِذي َنا»‪.‬‬ ‫* إن املســتبد عدوللبــر‪ »:‬أَنْ يُ ْهلِــكَ‬ ‫ُــم »‪.‬‬ ‫عَدُ َّوك ْ‬ ‫* وأن املســتبد واالســتبداد حياتــه قصــرة‪،‬‬ ‫ـم»‪.‬‬ ‫ومهلكــه وشــيك‪ »:‬أَنْ يُ ْهلِــكَ عَدُ َّوكُـ ْ‬ ‫* وأكــدت اآليــة مــا هوأعظــم مــن ذلــك‪،‬‬ ‫وهــوأن مــا طلبــوا رفعــه مــن األذى‪ ،‬قــد‬ ‫أخــذ بأبصارهــم وبصائرهــم عــز وجــل‬ ‫ــف‬ ‫إىل النظــر يف أنفســهم» َف َي ْنظُــ َر كَ ْي َ‬ ‫تَ ْع َملُــونَ »‪.‬‬

‫إنهــا حكايــة إعــادة إنتــاج اإلذايــة‬ ‫واالســتبداد‪ .‬وهــي التــي يجــب أن‬ ‫تعملــوا مــن أجلهــا‪ ،‬وأن تحصنــوا جيلكــم‬ ‫واألجيــال القادمــة بحصانــات منيعــة‬ ‫مــن أن تعــود حياتــه مــن جديــد إليــه‪،‬‬ ‫فيتغــول فيكــم وبينكــم‪.‬‬ ‫ـف تَ ْع َملُــون»‪ :‬هل ســتعملون‬ ‫« َف َي ْنظُـ َر َك ْيـ َ‬ ‫بعــد هــاك االســتبداد عــى وفــق الرشــد‬ ‫والســداد‪ ،‬أم تأخــذون مكانــه‪ ،‬وتســلكون‬ ‫الطريــق التــي ســلكها قبلكــم‪ ،‬وتترصفــون‬ ‫كــا تــرصف ســلفكم الــيء؟؟‬ ‫وكذلــك كان‪ ،‬فقــد مــات فرعــون مــرص‪،‬‬ ‫ومــع ذلــك مل ينقطــع نســله منــذ األزمنــة‬ ‫الغابــرة‪ ،‬ألن األمــم التــي اســتضعفت‬ ‫وكانــت تنــوح وتبــي‪ ،‬مل تنظــر لنفســها‬ ‫كيــف ســتعمل إذا هلــك عدوهــا‪ .‬وكأنهــا‬ ‫كان تربــص بأخــذ مكانــه‪ ،‬ال برســالة‬ ‫القضــاء عليــه ديانــة وحســبة‪.‬‬ ‫ثقافة االستبداد والتسعات األربع‪:‬‬ ‫إذا حلقــت بعيــدا تجــد أن هــذه الثقافــة‬ ‫التــي أشــاعها حــكام مســتبدون يف العــامل‬ ‫االســامي قــد أُرشبنــا إياهــا‪ ،‬ورضعنــا‬ ‫مــن ثديهــا‪ ،‬ومل نفكــر يف التخلــص منهــا‬ ‫واالنفطــام عنهــا‪.‬‬ ‫صفاقة بلقاء‪:‬‬ ‫يف كل االســتحقاقات االنتخابيــة‬ ‫الســابقة يف العــامل العــريب واإلســامي‬ ‫كانــت التســعات األربــع محــط تنــذر‬ ‫وســخرية وتنكيــت عاملــي‪ .‬يف كل تلكــم‬ ‫االستشــارات كانــت وزارات الداخليــة‬ ‫العربيــة تخــرج عــى شــعوبها لتؤكــد لهم‬ ‫مــن غــر حيــاء أن القائلــن نعــم تجــاوزت‬ ‫نســبتهم‪.٪99٫99:‬‬ ‫نســبة مل يحصــل عليهــا رب العــزة يف عاه‬ ‫مــن خلقــه‪ .‬حتــى قــال أصــدق القائلن‪:‬‬

‫يف آيــات عديــدة تتضمــن عــدم حيــازة‬ ‫الــذات اإللهيــة اإلجــاع عليهــا‪ ،‬بــل وال‬ ‫النصــف مــن رضــا البريــة‪ ،‬بــل أقــل مــن‬ ‫ذلــك كلــه‪ ،‬اختــاروا بنســبة عاليــة عــدم‬ ‫اإلميــان بخالقهــم‪.‬‬ ‫ثــم إن بعــض البــر امتطــى صهــوة‬ ‫الكــذب‪ ،‬زاعــا حصولــه عــى نســبة مل‬ ‫يحصــل عليهــا رب العــزة يف عــاه مــع‬ ‫خلقــه‪.‬‬ ‫وإنــه لعجــب ممــن يرفــون عــى‬ ‫أنفســهم‪ ،‬يريــدون امتطــاء مــن ســبقهم‬ ‫مــن الخراصــن‪.‬‬ ‫التغير ال يحتاج إىل التسعات األربع‪:‬‬ ‫ال يحتــاج إنجــاح املطالــب إىل إظهــار‬ ‫اإلجــاع الــكاذب‪ ،‬والــذي هوأضحوكــة‬ ‫يف العــامل كلــه‪ .‬فإنهــم يعرفــون مــن‬ ‫خــال مؤسســات الرصــد وعلــاء‬ ‫االجتــاع والنفــس واملخاب ـرات‪ ..‬وغرهــا‬ ‫مــن املؤسســات العلميــة أن التغيــر‬ ‫واملطالــب ال تنهــض بهــا إال فئــة صغــرة‬ ‫يف كل األمــم‪.‬‬ ‫ولهــذا الســبب قــال اإلمــام أحمــد‪ »:‬مــن‬ ‫ادعــى اإلجــاع فقــد كــذب»‪ .‬وقــال صــى‬ ‫َاإل ِبــلِ‬ ‫ـاس ك ْ ِ‬ ‫اللــه عليــه وســلم‪ »:‬إِمنَّ َــا ال َّنـ ُ‬ ‫ال ِْائَـ ِة‪ ،‬ال تَـكَا ُد تَجِ ــدُ ِفي َهــا َرا ِحلَ ًة»( ُم َّت َفـ ٌـق‬ ‫َعلَ ْيــه)‪.‬‬ ‫فالرواحــل إمنــا هــم بنســبة‪ ٪1‬أوأقــل كــا‬ ‫ذكــر املصطفــى صــى اللــه عليــه وســلم‪.‬‬ ‫والتغيــر وتحقيــق املطالــب واملشــاريع ال‬ ‫يحصــل ب‪ ٪99٫99‬أوب‪ ٪100‬أبــدا‪ ،‬أبــدا‪.‬‬ ‫وحتــى تعــرف هــذا جيــدا‪ ،‬متعــن يف‬ ‫الحقائــق التاليــة مــن خــال ‪:‬‬ ‫نســبة املشــاركن يف الثــورات التــي عرفهــا‬ ‫العــامل‪:‬‬

‫اس َال َيشْ كُ ُرونَ »(البقرة‪.)243:‬‬ ‫* « َولَ ِك َّن أَك َ َْر ال َّن ِ‬ ‫ـر َم ـ ْن ِيف ْاألَ ْر ِض يُ ِضلُّــوكَ َع ـ ْن الدولة‬ ‫* « َوإِنْ ت ُِطـ ْـع أَكْـ َ َ‬ ‫الثورة الفرنسية‬ ‫َس ـبِيلِ اللَّ ِه»(األنعــام‪.)116:‬‬ ‫* « َولَ ِك َّن أَك َ َْر ال َّن ِاس َال يُ ْؤ ِم ُنونَ »(هود‪ .)17:‬الثورة البلشفية‬

‫ــت الثورة اإليرانية‬ ‫ــاس َولَو َح َر ْص َ‬ ‫ْــر ال َّن ِ‬ ‫* « َو َمــا َأك َ ُ‬ ‫الثورة املرصية‬ ‫مبِ ُ ْؤ ِم ِن َن » ( يو ســف ‪. )1 0 3 :‬‬ ‫الثورة السورية‬

‫نسبة املشاركة‬ ‫‪ ٪1‬من الشعب‬ ‫‪ ٪7‬من الشعب‬ ‫‪ ٪10‬من الشعب‬ ‫‪ ٪18‬من الشعب‬ ‫‪ ٪20‬من الشعب‬

‫‪17‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪18‬‬

‫فالحاجــة إىل األعــداد وتضخيمهــا ضــد‬ ‫الطبيعــة البريــة والتاريخيــة‪ ،‬وإن‬ ‫األقليــة هــي التــي تصنــع األحــداث وتغر‬ ‫املجــرى‪ .‬فــا تجعلــوا العــامل يضحــك عــى‬ ‫مــن أخــذ مشــعل الــداء مــن الحــكام‪،‬‬ ‫وريض بتســلمه‪ ،‬وهواليــوم يصيــح مدعيــا‬ ‫محاربتــه‪.‬‬ ‫كيف نعرف املستبد واالستبداد؟‬ ‫لذلــك إذا رأيــت ُم ْن ِكـرا لاســتبداد‪ ،‬فانظــر‬ ‫إىل أعالــه وترصفاتــه‪ ،‬هــل هومــن طينــة‬ ‫مــن يؤمنــون بالعــدل لهــم ولآلخريــن‪،‬‬ ‫وممــن يقولــون بــه ويعملــون لــه‬ ‫ويقفــون عنــده‪ .‬أم هومــن طينــة مــن‬ ‫يتكلــم بالــكام وال يعمــل مبعتقــده‬ ‫أومبنطــوق لســانه إال إذا تعلــق بــه‪.‬‬ ‫إذا أردت أن متيــز بــن املســتبد وغــره‪،‬‬ ‫وتتبــن مــن ينكــر االســتبداد قناعــة‬ ‫وإميانــا‪ .‬وبــن مــن ينكــره تذم ـرا لحظيــا‬ ‫لخويصــة نفســه فقــط‪.‬‬ ‫فتبن الفرق ساعتئذ‪.‬‬ ‫وإذا أردت أن تعرفــه جيــدا‪ ،‬فانظــر‬ ‫إىل ترصفــه مــع زوجتــه‪ ،‬ومــع أبنائــه‪،‬‬ ‫وأصدقائــه‪ ،‬ومحيــط عملــه‪ .‬أنظــر‬ ‫ترصفاتــه يف الــراء والــرضاء‪ ،‬ثــم‬ ‫قــارن واكتشــف‪ ،‬هــل كان يتذمــر مــن‬ ‫االســتبداد ألنــه اكتــوى بــه‪ ،‬ومل يبــال إذا‬ ‫اكتــوى اآلخــرون‪ .‬فاعلــم ســاعتها أنــه‬ ‫مــروع اســتبداد كامــن‪ ،‬وإن تذمــر‬ ‫اليــوم‪ ،‬فهوخليــة اســتبدادية نامئــة‪.‬‬ ‫وإن مــن جهتــي وتجــاريب قــد رأيــت‬

‫أقوامــا يتحدثــون عــن املعــان والقيــم‬ ‫والحــق والعــدل إذا كانــوا يف صــف‬ ‫الطالبــن لهــا‪ .‬فــإن تحــول املــكان‪ ،‬وكانــوا‬ ‫مؤمتنــن عــى أداء هــذه املعــان ألقــوا‬ ‫بهــا يف مهــب كل ريــح‪.‬‬ ‫النصارى وحسم داء االستبداد‪:‬‬ ‫أمــا النصــارى فقــد حســموا مشــكلتهم‬ ‫مــع االســتبداد‪ ،‬وأوجــدوا ألنفســهم دواء‬ ‫قضــوا بــه عليــه‪ ،‬وحصنــوا جاعتهــم مــن‬ ‫رشه‪ ،‬ووفــروا ألنفســهم مناخــا راشــدا‪،‬‬ ‫ومتنعــوا بالحســنة الجميلــة‪.‬‬ ‫وقــد أشــاد بهــم الحديــث الريــف‬ ‫الصحيــح الثابــت إشــادة بالغــة يف هــذا‬ ‫املقــام‪ .‬وال زلنــا نحــن نتعــر يف خيبــات‬ ‫أذيــال مصــارع االســتعباد‪ .‬ففــي صحيــح‬ ‫مســلم‪َ »:‬ق َ‬ ‫يش‪ِ ،‬ع ْنــدَ‬ ‫ــال الْ ُم ْســ َت ْو ِر ُد الْقُــ َر ِ ُّ‬ ‫ــاص‪َ :‬ســ ِم ْع ُت َر ُس َ‬ ‫ــن الْ َع ِ‬ ‫ــول اللــ ِه‬ ‫َع ْمرِوبْ ِ‬ ‫َصـ َّـى اللــهُ َعلَ ْي ـ ِه َو َس ـل َ​َّم‪َ ،‬ي ُقـ ُ‬ ‫ـول‪« :‬تَ ُقــو ُم‬ ‫ـاس» َف َقـ َ‬ ‫ـر ال َّنـ ِ‬ ‫ـال لَــهُ‬ ‫الســا َع ُة َوال ـ ُّرو ُم أَكْـ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ــال‪ :‬أَ ُق ُ‬ ‫ُــول‪َ ،‬ق َ‬ ‫ــرص َمــا تَق ُ‬ ‫ــول‬ ‫َع ْمــ ٌرو‪ :‬أَ ْب ِ ْ‬ ‫َمــا َس ـ ِم ْع ُت ِم ـ ْن َر ُســولِ الل ـ ِه َصـ َّـى اللــهُ‬ ‫َعلَ ْيــ ِه َو َســل َ​َّم‪َ ،‬ق َ‬ ‫ْــت َذلِــكَ ‪،‬‬ ‫َــﱧ ُقل َ‬ ‫ــال‪ :‬ل ِ ْ‬ ‫ِــم لَ ِخ َص ً‬ ‫َــم‬ ‫ــم َألَ ْحل ُ‬ ‫ــاال أَ ْربَ ًعــا‪ :‬إِنَّ ُه ْ‬ ‫إِنَّ ِفيه ْ‬ ‫ــم إِفَا َقــ ًة‬ ‫ال َّن ِ‬ ‫رس ُع ُه ْ‬ ‫ــاس ِع ْنــدَ ِف ْت َنــ ٍة‪َ ،‬وأَ ْ َ‬ ‫بَ ْعــدَ ُم ِصي َب ـ ٍة‪َ ،‬وأَ ْوشَ ـكُ ُه ْم كَ ـ َّر ًة بَ ْعــدَ َف ـ َّر ٍة‬ ‫يــم َوضَ ِع ٍ‬ ‫يــف‪،‬‬ ‫ــم لِ ِم ْســ ِك ٍن َو َي ِت ٍ‬ ‫َر ُه ْ‬ ‫َوخ ْ ُ‬ ‫ــم‬ ‫َوخَا ِم َســ ٌة َح َســ َن ٌة َج ِميلَــ ٌة‪َ :‬وأَ ْم َن ُع ُه ْ‬ ‫ِم ـ ْن ظُلْـ ِـم الْ ُمل ِ‬ ‫ـاب تَ ُقــو ُم‬ ‫ُوك»(مســلم‪َ :‬بـ ُ‬ ‫ــاس‪ ،‬حديــث‬ ‫ْــر ال َّن ِ‬ ‫الســا َع ُة َوالــ ُّرو ُم أَك َ ُ‬ ‫َّ‬

‫رقــم ‪.)2898‬‬ ‫إنكار االستبداد رشيعة‪:‬‬ ‫هــذه الثقافــة االســتبدادية يف الحــرص‬ ‫عــى اإلجــاع أوادعائــه أوالعمــل وإن‬ ‫بالقهــر مــن أجلــه فســا ٌد يجــب أن نرفضه‬ ‫يف كل وقــت وزمــان‪.‬‬ ‫ألن فكــر االســتبداد ال يريــد مــن النــاس‬ ‫إال يكونــوا نســخا مكــرورة للــرأي الــذي‬ ‫قــرره املســتبد‪ ،‬بــل يريــد مــن النــاس‬ ‫أن ال يقولــوا وال يفكــروا إال يف قــول‬ ‫ورأي واحــد‪ ،‬فــا يخالفــوا أويبــدوا رأيــا‬ ‫معاكســا‪.‬‬ ‫فكــ ُر الفرعــون رمــز االســتبداد‪ ،‬هــو‪»:‬‬ ‫ـم إِالَّ‬ ‫ـم إِ َّال َمــا أَ َرى َو َمــا أَ ْه ِديكُـ ْ‬ ‫َمــا أُرِيكُـ ْ‬ ‫َســب َِيل ال َّرشَ ــا ِد»(غافر‪.)29:‬‬ ‫الفرعون يقول‪ :‬ليس لكم رأي إال رأيي‪،‬‬ ‫ـم إِال َس ـب َِيل‬ ‫رأيــي هوالرشــد‪َ »:‬و َما أَ ْه ِديكُـ ْ‬ ‫ال َّرشَ ــا ِد»‪،‬‬ ‫ورأيكم هوالغي‪ ،‬فتجنبوه‪.‬‬ ‫ومخالفة رأيي تستوجب العقوبة‪.‬‬ ‫وإذا امتلكنــا الشــجاعة إلنــكار اســتبداد‬ ‫الكبــار‪ ،‬وهــذا عمــل مــرور‪ .‬فإنــه يجــب‬ ‫أن ال نجــن عــن إنــكار اســتبداد الصغــار‪.‬‬ ‫ألن االنحـراف ملــة واحــدة يجــب إنــكاره‬ ‫مــن أي معــن صــدر‪.‬‬ ‫فــإذا تعاركنــا مــع أســد مســتبد‪ ،‬فــا‬ ‫نغفــل عــن شــبل مثلــه يف االســتبداد‪،‬‬ ‫فقــد يأخــذ غــدا مكانــه‪.‬‬ ‫وإذا رأيــت مســتبدا صغــرا‪ ،‬فاحــذر أن‬ ‫يصــر يومــا كب ـرا‪.‬‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪19‬‬

‫جون لوك ورسالة التسامح‪ ..‬فحص وتحليل‬ ‫مــن الواﺿــﺢ والﺜابــﺖ ﺃﻥ رﺳــالﺔ لــوﻙ تﻨﺘمــي‬ ‫ﺇلــﻰ مجــاﻝ الﺘﺴــامﺢ الدﻳﻨــي‪ ،‬وتﺘﺼــﻞ مــن ناﺣيــﺔ‬ ‫الموﺿــوﻉ بﻨطــاﻕ الدﻳــن المﺴــيحي‪ ،‬وتﺘحــدﺩ‬ ‫ﺃﻃروﺣﺘهــا بﺼــورة رﺋيﺴــﺔ فــي ﺿــرورة الﻔﺼــﻞ‬ ‫الﺘــاﻡ بين مؤﺳﺴــﺔ الﺴــﻠطﺔ الدنيوﻳﺔ ومؤﺳﺴــﺔ‬ ‫الﻜﻨيﺴــﺔ الدﻳﻨيــﺔ‪ ،‬والﻜﺸــﻒ عــن ﺣــدوﺩ ﺳــﻠطﺔ‬ ‫الحاﻛــﻢ المدنــي مــن ﺟهــﺔ‪ ،‬وﺣــدوﺩ ﺳــﻠطاﻥ‬ ‫الﻜﻨيﺴــﺔ مــن ﺟهــﺔ ﺃخــرﻯ‪.‬‬ ‫يف ســنة ‪1689‬م نــر الفيلســوف‬ ‫اإلنجليــزي جــون لــوك (‪1704-1632‬م)‬ ‫باللغــة الاتينيــة كتابــه الوجيــز (رســالة‬ ‫يف التســامح)‪ ،‬صــدر يف مدينــة خــودا‬ ‫الهولنديــة مبتابعــة وإرشاف مــن صديقــه‬ ‫فيليــب فــان ملــروش (‪1712-1633‬م)‪،‬‬ ‫وكان يف األصــل عبــارة عــن إجابــة‬ ‫موســعة لســؤال منــه وجهــه إىل صديقــه‬ ‫لــوك‪ ،‬يطلــب فيــه رأيــه حــول التســامح‬ ‫املتبــادل بــن املســيحين‪.‬‬ ‫ســلم لــوك الرســالة إىل صديقــه ملــروش‬ ‫وعــاد إىل موطنــه‪ ،‬وبطلــب منــه صــدرت‬ ‫الرســالة يف كتــاب مــن دون أن تحمــل‬ ‫اســمه‪ ،‬وعرفــت الرســالة ومل يعــرف‬ ‫صاحبهــا‪ ،‬وظلــت عــى هــذا الحــال إىل مــا‬ ‫قبــل وفــاة لــوك بشــهر واحــد‪ ،‬حــن رصح‬

‫بهــذا األمــر يف حاشــية وصيتــه حســب‬ ‫روايــة الدكتــور عبدالرحمــن بــدوي‪.‬‬ ‫بعــد عودتــه إىل إنجلــرا‪ ،‬علــم لــوك أن‬ ‫نســخة مــن الرســالة وصلــت إىل التاجــر‬ ‫اإلنجليــزي وليــم بوبــل وأنــه بصــدد‬ ‫ترجمتهــا إىل اإلنجليزيــة ونرهــا‪ ،‬مــع‬ ‫ذلــك اتخــذ لــوك موقــف الصمــت‪،‬‬ ‫وفضــل عــدم التدخــل حتــى ال ينكشــف‬ ‫أمــره‪.‬‬ ‫وترجمــت الرســالة وصــدرت يف كتــاب‬ ‫باإلنجليزيــة ســنة ‪1689‬م‪ ،‬ومل يــدون‬ ‫عليــه اســم املرجــم‪ ،‬وبعــد أن لقيــت‬ ‫الرســالة رواجــا‪ ،‬وقيــل أنهــا نفــدت خــال‬ ‫شــهور قليلــة‪ ،‬وصــدرت يف طبعــة ثانيــة‬ ‫ســنة ‪1690‬م‪.‬‬ ‫ومــا إن عرفت الرســالة يف املجال األورويب‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪20‬‬

‫حتــى تتابعــت ترجاتهــا‪ ،‬فقــد ترجمــت‬ ‫إىل الفرنســية واألملانيــة واإليطاليــة‬ ‫والهولنديــة‪ ،‬وتأخــرت ترجمتهــا إىل‬ ‫العربيــة لســنة ‪1987‬م‪ ،‬أنجزهــا الدكتــور‬ ‫عبدالرحمــن بــدوي‪ ،‬وقــام برجمتهــا عــن‬ ‫األصــل الاتينــي وراجعهــا عــى الرجمتــن‬ ‫اإلنجليزيــة والفرنســية‪ ،‬وضمنهــا مقدمــة‬ ‫موســعة وصفهــا باملســتفيضة‪ ،‬وهــي‬ ‫تعــادل حجــم الرســالة‪ ،‬إىل جانــب‬ ‫تعليقــات عــى املــن يف الهامــش‪.‬‬ ‫وبهــذا الجهــد يكــون الدكتــور بــدوي قــد‬ ‫قــدم إســهاما مهــا يف التعريــف بهــذه‬ ‫الرســالة هواألبــرز يف املجــال العــريب‪ ،‬ويف‬ ‫دعــم وتدعيــم موقــف التســامح عنــد‬ ‫لــوك‪ ،‬وبــات اســمه حــارضا يف كل حديــث‬ ‫يتعلــق بهــذه الرســالة يف املجــال العــريب‬ ‫املعــارص‪.‬‬ ‫ويف ســنة ‪1997‬م صــدرت ترجمــة ثانيــة‬ ‫للرســالة‪ ،‬أنجزتهــا الباحثــة املرصيــة‬ ‫الدكتــورة منــى أبوســنة‪ ،‬راجعهــا وقــدم‬ ‫لهــا الدكتــور مـراد وهبــة‪ ،‬صــدرت ضمــن‬ ‫املــروع القومــي للرجمــة يف مــرص‪.‬‬ ‫مــن الواضــح والثابــت أن رســالة لــوك‬ ‫تنتمــي إىل مجــال التســامح الدينــي‪،‬‬ ‫وتتصــل مــن ناحيــة املوضــوع بنطــاق‬ ‫الديــن املســيحي‪ ،‬وتتحــدد أطروحتهــا‬ ‫بصــورة رئيســة يف رضورة الفصــل‬ ‫التــام بــن مؤسســة الســلطة الدنيويــة‬ ‫ومؤسســة الكنيســة الدينيــة‪ ،‬والكشــف‬ ‫عــن حــدود ســلطة الحاكــم املــدن مــن‬ ‫جهــة‪ ،‬وحــدود ســلطان الكنيســة مــن‬ ‫جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫وعــن هــذه األطروحــة يــرى لــوك أن‬ ‫الدولــة هــي جاعــة مــن النــاس‪ ،‬تكونــت‬

‫لغــرض وحيــد هواملحافظــة عــى خراتهــم‬ ‫املدنيــة وتنميتهــا‪ ،‬وأنهــا مقصــورة عــى‬ ‫رعايــة شــؤون هــذه الدنيــا‪ ،‬وال ينبغــي‬ ‫بــأي حــال مــن األحــوال أن متتــد إىل نجــاة‬ ‫النفــوس‪ ،‬ومتــس أي يشء يتعلــق بالحيــاة‬ ‫اآلخــرة‪.‬‬ ‫أمــا الكنيســة فهــي يف نظــر لــوك‪،‬‬ ‫جاعــة حــرة مؤلفــة مــن أنــاس اجتمعــوا‬ ‫بإرادتهــم لعبــاده اللــه علنــا‪ ،‬عــى‬ ‫النحوالــذي يرونــه مقبــوال عنــده‪ ،‬ويكــون‬ ‫كفيــا بتحصيلهــم للنجــاة‪ ،‬ويجــب أن‬ ‫تنحــرص كل قوانــن الكنيســة داخــل‬ ‫هــذه الحــدود‪ ،‬ويف هــذه الجاعــة ال‬ ‫ميكــن فعــل يشء يتعلــق بامتــاك خـرات‬ ‫مدنيــة‪ ،‬وال يجــوز اســتخدام القــوة هنــا‬ ‫ألي ســبب كان‪ ،‬لكــون أن القــوة هــي‬ ‫كلهــا مــن اختصــاص الحاكــم املــدن‪.‬‬ ‫وعــن الحــدود الفاصلــة بــن هاتــن‬ ‫الجاعتــن أواملؤسســتن‪ ،‬يــرى لــوك‬ ‫وبنــوع مــن القطــع والجــزم والتشــدد أن‬ ‫هــذه الحــدود عــى كا الجانبــن ثابتة وال‬ ‫ميكــن تغيرهــا‪ ،‬ومــن يخلــط بــن هاتــن‬ ‫الجاعتــن املختلفتــن كل االختــاف يف‬ ‫األصــل والغايــة والجوهــر‪ ،‬إمنــا يخلــط‬ ‫بــن الســاء واألرض‪ ،‬بــن أمريــن هــا يف‬ ‫غايــة البعــد والتضــاد‪.‬‬ ‫وعنــد النظــر يف هــذه الرســالة فحصــا‬ ‫وتبــرصا‪ ،‬ميكــن اإلشــارة إىل املامــح‬ ‫والعنــارص واملاحظــات اآلتيــة‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬إن مــن عنــارص أهميــة هذه الرســالة‬ ‫أنهــا حملــت يف عنوانها تســمية التســامح‪،‬‬ ‫وتفــردت بهــذه التســمية‪ ،‬وجــاءت‬ ‫ولفتــت االنتبــاه إىل هــذا املفهــوم‪،‬‬ ‫وجعلتــه يف دائــرة الضــوء‪ ،‬وصنعــت لــه‬

‫ذاكــرة‪ ،‬وحفــرت لــه تاريخــا‪ ،‬وكونــت‬ ‫لــه إرثــا‪ ،‬وشــكلت لــه وجــودا‪ ،‬وســجلت‬ ‫لــه أث ـرا ظــل باقيــا وممتــدا وعاب ـرا بــن‬ ‫األمكنــة واألزمنــة‪.‬‬ ‫كــا أن هــذه الرســالة مثلت نصــا مها يف‬ ‫موضوعــه‪ ،‬وســدت فراغــا حيويــا‪ ،‬وبــات‬ ‫مــن املمكــن القــول إن الفكــر األورويب‬ ‫الحديــث أنتــج نصــا يف التســامح‪ ،‬ميكــن‬ ‫الرجــوع لــه‪ ،‬واالســتناد إليــه‪ ،‬واالنطــاق‬ ‫منــه‪ ،‬والبنــاء والراكــم عليــه‪ ،‬نصــا أصبــح‬ ‫يــؤرخ لــه يف تاريــخ تطــور الفكــر األورويب‬ ‫الحديــث‪.‬‬ ‫وتأكــدت هــذه املاحظــة وتجلــت يف‬ ‫االهتــام املبكــر بهــذه الرســالة‪ ،‬التــي‬ ‫تتابعــت ترجاتهــا باللغــات األوروبيــة‬ ‫املختلفــة‪ ،‬وأول مــا اســتوقف االنتبــاه‬ ‫فيهــا هوعنوانهــا‪ ،‬الــذي جــاء ومثــل يف‬ ‫وقتــه مطلبــا ملحــا‪ ،‬وعــر عــن حاجــة‬ ‫رضوريــة‪ ،‬شــعر بهــا وتلمســها الواعــون‬ ‫واملتنــورون األوربيــون يف ذلــك العــرص‪،‬‬ ‫ســواء املنتمــن إىل العلــم الدينــي‬ ‫أواملنتمــن إىل العلــم املــدن‪.‬‬ ‫وأظــن أن هــذه الرســالة لوحملــت عنوانــا‬ ‫آخــر غــر عنــوان التســامح‪ ،‬لــكان حظهــا‬ ‫مــن االهتــام أقــل‪ ،‬وملــا لفتــت االنتبــاه‬ ‫يف وقتهــا ومــا بعــد وقتهــا‪ ،‬ألن األعــال‬ ‫تعــرف بأســائها‪ ،‬وأول مــا يســتوقف‬ ‫االنتبــاه فيهــا هوأســاؤها‪ ،‬والتســامح‬ ‫كان اســا يســتوقف االنتبــاه كثــرا يف‬ ‫عــرصه‪ ،‬ومــا زال يســتوقف االنتبــاه حتــى‬ ‫يف عرصنــا الراهــن‪ ،‬فهوالــذي قادنــا لهــذه‬ ‫الرســالة‪ ،‬وجعلنــا نجــدد االهتــام بهــا‬ ‫بعــد مــا يزيــد عــى ثاثــة قــرون‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ :‬يف هــذه الرســالة قــدم لــوك رؤيــة‬


‫معتدلــة ومتوازنــة وبعيــدة عــن التحيــز‬ ‫الدينــي والســيايس‪ ،‬فلــم يظهــر أنــه كان‬ ‫متحي ـزا ملؤسســة الســلطة عــى حســاب‬ ‫مؤسســة الكنيســة‪ ،‬أوأنــه كان متحيــزا‬ ‫ملؤسســة الكنســية عــى حســاب مؤسســة‬ ‫الســلطة‪ ،‬وإمنــا كان متحيــزا ملؤسســة‬ ‫الســلطة ومدافعــا عنهــا يف مجالهــا‬ ‫الدنيــوي‪ ،‬وضمــن نطــاق صاحياتهــا‬ ‫وحدودهــا يف تنميــة الخــرات املدنيــة‪،‬‬ ‫وحســب القوانــن املرعــة لهــا‪ ،‬ومتحيـزا‬ ‫كذلــك ملؤسســة الكنيســة ومدافعــا عنهــا‬ ‫يف مجالهــا الروحــي‪ ،‬وضمــن نطــاق‬ ‫صاحياتهــا وحدودهــا يف تحصيــل النجــاة‪،‬‬ ‫وحســب القوانــن املرعــة لهــا‪.‬‬ ‫وال شــك أن الخلفيــة الفلســفية واملجــال‬ ‫الفلســفي الــذي ينتمــي لــه لــوك ويعــرف‬ ‫بــه‪ ،‬قــد أســهم يف اعتــدال هــذه الرؤيــة‬ ‫ويف توازنهــا‪ ،‬وحتــى يف بلورتهــا وتنضيجها‪،‬‬ ‫وتجليتهــا باملســتوى الــذي ظهــرت عليــه‪.‬‬ ‫فقــد حــاول لــوك يف هــذه الرســالة‬ ‫أن يقــدم رؤيــة حــول قضيــة معقــدة‬ ‫وحساســة وخطــرة تتصــل باملجالــن‬ ‫الدينــي والســيايس‪ ،‬رؤيــة جــاءت بعيــدا‬ ‫عــن فكــرة املصلحــة ال مــن جهة مؤسســة‬ ‫الســلطة وال مــن جهة مؤسســة الكنيســة‪،‬‬ ‫ويتأكــد هــذا املوقــف مــن عــدم كتابــة‬ ‫اســمه عــى الرســالة حتــى ال يعــرف بهــا‪،‬‬ ‫وال تعــرف بــه‪ ،‬وتكتــم عــى هــذا األمــر‬ ‫مــا يقــارب عقــدا ونصــف العقــد‪ ،‬ومل‬ ‫يفصــح عنــه إال مــع اقــراب أجلــه‪.‬‬ ‫وأظــن أن هــذا االعتــدال والتــوازن يف‬ ‫الرؤيــة‪ ،‬مــن العوامــل التــي أســهمت يف‬ ‫رواج هــذه الرســالة ومتابعتهــا يف عرصهــا‬ ‫ومــا بعــده‪ ،‬والعنايــة بنرهــا وترجمتهــا‪،‬‬

‫واإلحتفــاء بهــا باللغــات األوروبيــة‬ ‫املختلفــة‪.‬‬ ‫وهــذا مــا يحــدث عــادة مــع الــرؤى‬ ‫واألفــكار التــي تتســم باالعتــدال‬ ‫والتــوازن‪ ،‬فهــي أقــدر مــن غرهــا عــى‬ ‫البقــاء يف التاريــخ كــا يرهــن التاريــخ‬ ‫نفســه‪.‬‬ ‫ثالثــا‪ :‬ظهــر لــوك يف هــذه الرســالة ملتزمــا‬ ‫باإلميــان الدينــي‪ ،‬ومدافعــا عــن التجربــة‬ ‫الدينيــة‪ ،‬ومتمســكا بالتعاليــم األخاقيــة‪،‬‬ ‫كــا لوأنــه مفكــر دينــي وينتمــي إىل‬ ‫الفكــر الدينــي‪ ،‬أمــا الرســالة فهــي أقــرب‬ ‫إىل مجــال الفكــر الدينــي‪ ،‬أوأنهــا تقــف‬ ‫عــى تخومــه‪ ،‬وال تتفــارق معــه أوتعانــده‬ ‫وتخاصمــه‪.‬‬ ‫ومــن أوضــح تجليــات هــذه الحالــة‪،‬‬ ‫موقــف لــوك مــن عــدم التســامح مــع‬ ‫امللحديــن ومنكــري وجــود اللــه‪ ،‬املوقــف‬ ‫الــذي رشحــه بقولــه‪( :‬ال يجــوز أبــدا‬ ‫التســامح مــع مــن ينكــرون وجــود اللــه‪،‬‬ ‫ذلــك أن الوعــود واملواثيــق واألقســام‬ ‫التــي هــي روابــط املجتمــع اإلنســان‪ ،‬ال‬ ‫حرمــة لهــا وال اعتبــار عنــد امللحــد‪ ،‬ألن‬ ‫اســتبعاد اللــه حتــى لــوكان بالفكــر فإنــه‬ ‫يحــل كل يشء‪ ،‬وفضــا عــن ذلــك فــإن‬ ‫مــن باإلحــاده يقــوض ويحطــم كل ديــن‪،‬‬ ‫ال ميكنــه باســم الديــن أن يطالــب بحــق‬ ‫التســامح معــه)(‪.)1‬‬ ‫هــذا املوقــف توقــف عنــده وناقشــه‬ ‫معظــم الذيــن نظــروا ودرســوا آراء لــوك‬ ‫تجــاه الديــن واإلميــان الدينــي‪ ،‬وتجــاه‬ ‫التســامح والتســامح الدينــي‪.‬‬ ‫وحــن تتبــع الدكتــور عبدالرحمــن بــدوي‬ ‫املاحظــات املســجلة عــى رســالة لــوك‪،‬‬

‫أشــار يف خامتــة تقدميــه إىل ماحظتــن‬ ‫ال غــر‪ ،‬املاحظــة األوىل تعلقــت بهــذا‬ ‫املوقــف مــن لــوك تجــاه عــدم التســامح‬ ‫مــع امللحديــن‪ ،‬وترتــب عليــه اعتبــار‬ ‫البعــض أن التســامح الــذي يدعوإليــه‬ ‫لــوك هوتســامح قــارص ومحــدود‪.‬‬ ‫ومــن جهتــه رأى الدكتــور بــدوي أن تريــر‬ ‫لــوك يف عــدم التســامح مــع امللحديــن‪،‬‬ ‫لكــون أن مــن ال يؤمــن باللــه ال عهــد‬ ‫لــه‪ ،‬وال يوثــق بــه‪ ،‬هــذه الحجــة يف‬ ‫نظــر بــدوي ال دليــل عليهــا‪ ،‬فليــس مــن‬ ‫الــرضوري أن يكــون مــن ينكــر وجــود إله‬ ‫ينكــر كذلــك الوعــود والعقــود والقســم‬ ‫وحســن النيــة(‪.)2‬‬ ‫ومــا لفــت االنتبــاه إىل هــذا التعلــق‬ ‫بالجانــب الدينــي يف رســالة لــوك‪ ،‬كــون‬ ‫أن لــوك فيلســوف ويف عــداد الفاســفة‬ ‫الكبــار يف تاريــخ الفلســفة األوروبيــة‬ ‫الحديثــة‪ ،‬وحــن تحــدث الباحــث‬ ‫األمريــي وليــم كيل رايــت (‪-1877‬‬ ‫‪1956‬م) يف كتابــه (تاريــخ الفلســفة‬ ‫الحديثــة) الصــادر ســنة ‪1941‬م‪ ،‬عــن‬ ‫موجــز ســرته متهيــدا للحديــث عــن‬ ‫أفــكاره‪ ،‬ختــم كامــه بالقــول‪ :‬وعــرف‬ ‫لــوك بوجــه عــام بأنــه فيلســوف العــرص‬ ‫العظيــم(‪.)3‬‬ ‫رابعــا‪ :‬إن األطروحــة التــي دعــا إليهــا‬ ‫لــوك يف الفصــل التــام بــن املؤسســة‬ ‫املدنيــة املتمثلــة يف الســلطة ومجالهــا‬ ‫الدنيــوي‪ ،‬وبــن املؤسســة الدينيــة‬ ‫املتمثلــة يف الكنيســة ومجالهــا الروحــي‪،‬‬ ‫هــذه األطروحــة هــي التــي حصلــت‬ ‫وتحققــت يف العــامل األورويب‪ ،‬وأســهمت‬ ‫يف إنقــاذ الدولــة األوروبيــة الحديثــة‪،‬‬

‫‪21‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪22‬‬

‫وأخرجتهــا مــن محنــة الفــن والحــروب‬ ‫الدينيــة‪ ،‬كــا أســهمت كذلــك يف إنقــاذ‬ ‫مؤسســة الكنيســة‪ ،‬وأعــادت التــوازن‬ ‫الدينــي والســيايس يف العالقــة بــن‬ ‫الســلطة والكنيســة‪.‬‬ ‫هــذه األطروحــة اتخــذت مــن التســامح‬ ‫حكمــة وفضيلــة‪ ،‬مبــدأ وأساســا‪ ،‬وجهــة‬ ‫ومســارا‪ ،‬بقصــد تعطيــل ومنــع اســتعامل‬ ‫القــوة واإلكــراه يف فــرض اآلراء عــى‬ ‫النــاس‪ ،‬ويف العالقــات بــن الجامعــات‬ ‫الدينيــة املتعــددة‪ ،‬وهكــذا يف العالقــات‬ ‫بــن الجامعــات الدينيــة والجامعــات‬ ‫املدنيــة‪ ،‬ودعــت يف مقابــل ذلــك إلضافــة‬ ‫قاعــدة العدالــة يف التعامــل مــع اآلخريــن‬ ‫املختلفــن إىل جانــب العمــل باإلحســان‬ ‫واملحبــة‪.‬‬ ‫ومــن هــذه الجهــة‪ ،‬تكــون هــذه‬ ‫األطروحــة قــد حققــت نجاحــا يذكــر لهــا‬ ‫ويســجل يف هــذا الشــأن‪ ،‬وباتــت تعــرف‬ ‫بــه ومتتــاز‪ ،‬مــا جعــل هــذه األطروحــة‬ ‫تصبــح يف دائــرة التذكــر‪ ،‬النجــاح الــذي‬ ‫دعــم مفهــوم التســامح‪ ،‬ودفــع بــه إىل‬ ‫الواجهــة‪.‬‬ ‫خامســا‪ :‬حــر لــوك خطــاب التســامح‬ ‫يف املجــال الدينــي‪ ،‬وتحــدد يف نطــاق‬ ‫التســامح الدينــي املســيحي‪ ،‬وعرفــت‬ ‫رســالته بهــذه الصفــة‪ ،‬وانحــرت بهــذا‬ ‫املوضــوع وتحــددت بــه‪ ،‬وأفصــح لــوك‬ ‫عــن هــذا األمــر يف مفتتــح رســالته‪ ،‬ومنــذ‬ ‫الســطر األول بقولــه‪( :‬ســألتني أيهــا‬ ‫الرجــل النبيــل ‪-‬يقصــد صديقــه فليــب‬ ‫فــان ملــروش‪ -‬عــن رأيــي يف التســامح‬ ‫املتبــادل بــن املســيحيني‪ ،‬وإين أجيــب‬

‫بإيجــاز أن هــذا فيــا يبــدويل هواملعيــار‬ ‫األعــى للكنيســة الحقــة)(‪.)4‬‬ ‫هــذا الحــر والتحديــد تكشــف بســهولة‬ ‫عنــد كل مــن نظــر يف هــذه الرســالة‬ ‫ودرســها وبحــث فيهــا‪ ،‬وأصبــح أمــرا‬ ‫موضــع اتفــاق بــن الكتــاب والباحثــن‪،‬‬ ‫أوروبيــن وغــر أوروبيــن‪ ،‬ال يجادلــون‬ ‫عليــه وال يختلفــون‪.‬‬ ‫ومــن هــذه الجهــة‪ ،‬انتقــص الدكتــور‬ ‫كــال عبداللطيــف مــن هــذه الرســالة‬ ‫يف كتابــه الوجيــز (العــرب والحداثــة‬ ‫السياســية) الصــادر ســنة ‪1997‬م‪ ،‬إذ‬ ‫رأى أن هــذه الرســالة بهــذا اللحــاظ‬ ‫قــد اتصفــت باملحدوديــة‪ ،‬معتــرا أنهــا‬ ‫تصلــح أن تشــكل مقدمــة أوليــة يف‬ ‫ســياق بلــورة مفهــوم التســامح‪ ،‬ويــرى‬ ‫أن هــذه املحدوديــة قــد تجــوزت الحقــا‬ ‫بتوســيع داللــة املفهــوم يف أدبيــات‬ ‫فلســفة األنــوار‪ ،‬وتقلصــت معهــا الشــحنة‬ ‫الدالليــة الدينيــة للمفهــوم كــا تجلــت‬ ‫يف رســالة لــوك‪ ،‬لحســاب داللــة أخالقيــة‬ ‫ميتافيزيقيــة أوســع(‪.)5‬‬ ‫وكان واضحــا ومفهومــا ملــاذا اعتنــى لــوك‬ ‫وركــز عــى قضيــة التســامح الدينــي‪،‬‬ ‫باعتبارهــا القضيــة التــي مثلــت يف عــره‬ ‫أخطــر معضلــة واجهــت املجتمعــات‬ ‫األوروبيــة‪ ،‬إذ شــهدت حروبــا داميــة‬ ‫وعنيفــة وصفــت بالحــروب الدينيــة‪،‬‬ ‫كحــرب الثالثــن عامــا التــي عارصهــا لــوك‬ ‫وحصلــت بــن الكاثوليــك والبورتســتانت‬ ‫يف أملانيــا خــال الفــرة املمتــدة مــا بــن‬ ‫(‪.)1648-1618‬‬ ‫لهــذا فــإن لــوك كان محقــا حــن اعتنــى‬

‫وركــز عــى قضيــة التســامح الدينــي‪،‬‬ ‫لكــن الــذي مل يكــن مفهومــا هــوأن لــوك‬ ‫مل يوضــح ملــاذا هــذا الحــر والرتكيــز‬ ‫عــى التســامح الدينــي؟ وملــاذا مل يتطــرق‬ ‫أويقــرب ال مــن قريــب وال مــن بعيــد‬ ‫مــن األقســام األخــرى للتســامح؟‬ ‫فهــل يف نظــر لــوك أن التســامح ينحــر‬ ‫ويتحــدد يف املجــال الدينــي فحســب!‬ ‫أم أن التســامح يف نظــره ليــس إال نوعــا‬ ‫واحــدا يتحــدد يف التســامح الدينــي‪،‬‬ ‫وليــس هنــاك أنــواع أخــرى وال أقســام‬ ‫متعــددة!‬ ‫يف حــن أن الدكتــور عبدالرحمــن‬ ‫بــدوي أول مــا لفــت االنتبــاه إليــه يف‬ ‫مقدمتــه لرســالة لــوك‪ ،‬ومنــذ الســطر‬ ‫األول هواإلشــارة إىل أنــواع التســامح‪،‬‬ ‫فقــد افتتــح مقدمتــه بالقــول‪ :‬التســامح‬ ‫أنــواع‪ ،‬فمنــه دينــي‪ ،‬ومنــه ســيايس‪،‬‬ ‫ومنــه اجتامعــي‪ ،‬ومنــه أخالقــي وغــر‬ ‫ذلــك‪ ،‬لكــن الــذي يعنيــه هوالــكالم عــن‬ ‫التســامح الدينــي ألنــه موضــوع رســالة‬ ‫لــوك‪.‬‬ ‫بــدوي الــذي تنبــه لهــذا األمــر‪ ،‬مــع ذلــك‬ ‫مل يســاءل لــوك أويســجل عليــه ملــاذا‬ ‫أغفــل وأهمــل وبصــورة مطلقــة الحديــث‬ ‫عــن األقســام األخــرى للتســامح‪ ،‬وال‬ ‫حتــى مجــرد اإلشــارة إليهــا‪ ،‬وكان مــن‬ ‫األوىل لبــدوي أن يثــر النقــاش حــول‬ ‫هــذه املالحظــة‪ ،‬ويقــدم تفس ـرا ممكنــا‬ ‫لهــا‪ ،‬أويطــرح نقــدا عليهــا‪.‬‬ ‫ولــوكان لــوك مــن طبقــة رجــال الديــن‬ ‫وينتمــي إىل مؤسســة الكنيســة‪ ،‬وكتــب‬ ‫مــا كتــب يف رســالته‪ ،‬ألصبــح مفهومــا‬


‫ملــاذا حصــل الحــرص والركيــز عــى‬ ‫التســامح الدينــي مــن دون االلتفــات‬ ‫إىل األقســام األخــرى! لكــن لــوك يعــد‬ ‫مــن طبقــة رجــال الفاســفة ومــن كبــار‬ ‫هــذه الطبقــة يف عــرصه‪ ،‬وهــذا مــا أثــار‬ ‫االنتبــاه إىل هــذه املاحظــة‪ ،‬وضاعــف‬ ‫مــن التأكيــد عليهــا‪.‬‬ ‫سادســا‪ :‬عرفنــا أن موضــوع الرســالة يتصل‬ ‫باملجــال الدينــي املســيحي‪ ،‬ويتعلــق‬ ‫مبفهــوم التســامح الدينــي‪ ،‬والســؤال‬ ‫مــاذا عــن اإلســام واملوقــف منــه بوصفــه‬ ‫دينــا عامليــا وقــد عــرف عنــه احتكاكــه‬ ‫املتواصــل ولقــرون عــدة مــع املســيحية‬ ‫يف مجتمعاتــه ويف مجتمعاتهــا؟‬ ‫هــذا ســؤال جــاد ويف غايــة األهميــة‪،‬‬ ‫وينبغــي طرحــه وإثــارة النقــاش حولــه‪،‬‬ ‫وأظنــه مل يطــرح مــن قبــل‪ ،‬فهــل حــرض‬ ‫اإلســام يف رســالة لــوك أم كان غائبــا‪ ،‬وإذا‬ ‫كان حــارضا فــا هــي صورتــه ومتثاتــه؟‬ ‫هــذه املاحظــة كنــت قــد تنبهــت لهــا‬ ‫حــن طالعــت الرســالة‪ ،‬وبقيــت متتبعــا‬ ‫لهــا‪ ،‬قاصــدا تكويــن املعرفــة بهــا‪،‬‬ ‫ووضعهــا يف دائــرة الفحــص والتحليــل‪.‬‬ ‫وبعــد الفحــص والتدقيــق وجــدت بعــض‬ ‫اإلشــارات‪،‬‬

‫وميكــن تحديــد مامحهــا‬ ‫وصفــا وتوصيفــا‪ ،‬حســب‬ ‫الرجمــة العربيــة التــي‬ ‫أنجزهــا الدكتــور بــدوي‬ ‫عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬ ‫وردت كلمــة «مســلم» وتكــررت‬ ‫أربعــة مــرات‪ ،‬ثــاث مــرات مــن دون‬ ‫ال التعريــف‪ ،‬ومــرة واحــدة مــع ال‬ ‫التعريــف‪ ،‬ووردت كلمــة «اإلســام» مــرة‬ ‫واحــدة فقــط‪ ،‬ووردت كلمــة «القــرآن»‬ ‫مــرة واحــدة كذلــك يف نهايــة الرســالة‪.‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫وردت كلمتــان لهــا عاقــة بعــامل‬ ‫االجتــاع اإلســامي‪ ،‬هــا‪ :‬كلمــة‬ ‫«الســلطان العثــان»‪ ،‬وكلمــة «الــريك»‬ ‫بصيغــة املفــرد‪ ،‬وكلمــة «األتـراك» بصيغــة‬ ‫الجمــع‪ .‬يف إشــارة إىل أن صــورة املســلم‬ ‫كــا وردت يف الرســالة قــد تحــددت مــن‬ ‫ناحيتــي املثــال واالجتــاع يف املســلم‬ ‫الــريك عــى عهــد الدولــة العثانيــة‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫يف حالتــن وردت كلمــة «مســلم»‬ ‫وجــاءت عطفــا ومتصلــة بكلمتــي «وثنــي‬ ‫ويهــودي»‪ ،‬وهــا‪ :‬يف الحالــة األوىل وردت‬ ‫عــى هــذا النحــو‪( :‬ومــاذا إن بــدا ألمــر‬ ‫وثنــي أومســلم أن الديــن املســيحي‬ ‫باطــل وإهانــة للــه؟ أفــا يحــق لــه إذن‬ ‫مبقتــى هــذه الحجــة أن يســتأصل‬ ‫املســيحين بنفــس الطريقــة؟)(‪.)6‬‬ ‫ويف الحالــة الثانيــة وردت بهــذا النحو‪( :‬ال‬ ‫يجــوز اســتبعاد وثنــي أومســلم أويهــودي‬ ‫مــن الدولــة بســبب دينــه‪ ،‬إن اإلنجيــل ال‬ ‫يأمــر بــيء كهــذا)(‪.)7‬‬ ‫رابعا‪:‬‬ ‫إن الخطــاب يف جميــع هــذه الحــاالت‬ ‫التــي وردت فيهــا كلــات «مســلم‪،‬‬ ‫املســلم‪ ،‬اإلســام‪ ،‬الــريك‪ ،‬األتــراك» كان‬

‫موجهــا حــرصا وتحديــدا إىل الجاعــة‬ ‫املســيحية‪ ،‬فالخطــاب عنهــا ولهــا‪ ،‬ومل‬ ‫يكــن موجهــا أبــدا إىل اإلنســان املســلم‬ ‫أوالجاعــة املســلمة‪ ،‬أوإىل الطــرف اآلخــر‬ ‫املختلــف‪.‬‬ ‫وحاصــل الــكام يف هــذه املاحظــة‪ ،‬أن‬ ‫يف خطــاب الرســالة وردت إشــارات لهــا‬ ‫عاقــة بعــامل اإلســام‪ ،‬لكنهــا إشــارات‬ ‫جــاءت عابــرة ومحــدودة‪ ،‬وخلــت مــن‬ ‫الــكام والبيــان‪ ،‬وال تقــدم صــورة عــن‬ ‫عــامل اإلســام‪ ،‬وال تكشــف عــن رؤيــة‬ ‫لــوك تجــاه عــامل اإلســام‪.‬‬

‫الهوامﺶ‬ ‫‪1‬ـ جون لوك‪ ،‬رسالة يف التسامﺢ‪ ،‬ترجمة‪:‬‬ ‫عبدالرحمن بدوي‪ ،‬بغداد‪ :‬مركز دراسات‬ ‫فلسفة الدين‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪114‬‬ ‫‪2‬ـ جون لوك‪ ،‬املﺼدر نفسه‪ ،‬ص‪60‬‬ ‫‪3‬ـ وليم كﲇ رايت‪ ،‬تاريﺦ الفلسفة‬ ‫الحديثة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمود سيد أحمد‪،‬‬ ‫القاهرة‪ :‬املجلس األعى للثقافة‪2005 ،‬م‪،‬‬ ‫ص‪157‬‬ ‫‪4‬ـ جون لوك‪ ،‬رسالة يف التسامﺢ‪ ،‬ص‪65‬‬ ‫‪5‬ـ كال عبداللطيف‪ ،‬العرب والحداثة‬ ‫السياسية‪ ،‬بﺮﻴوت‪ :‬دار الطليعة‪ ،‬ص‪37‬‬ ‫‪6‬ـ جون لوك‪ ،‬رسالة يف التسامﺢ‪ ،‬ص ‪102‬‬ ‫‪7‬ـ جون لوك‪ ،‬رسالة يف التسامﺢ‪ ،‬ص‪120‬‬

‫‪23‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪24‬‬

‫يف مبدأ املواطنة‬

‫مــا هــو املوقــف مــن أتبــاع الديانــات األخــرى يف حــال وصــول اإلســامين إىل‬ ‫الســلطة؟ هــل هــم أهــل ذمــة؟ أم هــم مواطنــون كاملــوا املواطنــة‪ ،‬رشكاء يف بنــاء‬ ‫الوطــن واألمــة؟‬ ‫مــن أجــل بيــان هــذا األمــر ال بــد مــن الرجــوع إىل أول دســتور مكتــوب يف اإلســام‪،‬‬ ‫عقــده صــى اللــه عليــه وســلم يف أوائــل العهــد املــدن وهــو وثيقــة املدينــة‪:‬‬ ‫تجليات مفهوم الوسطية لدى بعﺾ الحركات اإلسامية)‪(2-2‬‬ ‫بســم اللــه الرحمــن الرحيــم ‪ ،‬هــذا كتــاب مــن محمــد النبــي «رســول اللــه» بــن املؤمنــن‬ ‫واملســلمن مــن قريــش وأهــل يــرب ومــن تبعهــم فلحــق بهــم وجاهــد معهــم أنهــم أمــة‬ ‫واحــدة مــن دون النــاس …‪] .‬ثــم تعــدد الوثيقــة قبائــل املســلمن وعشــائرهم وتصــل إىل‬ ‫اليهــود[ وأنــه مــن تبعنــا مــن اليهــود فــإن لــه النــرص واألســوة‪ .‬غــر مظلومــن وال متنــارص‬ ‫عليهــم ‪ ....‬وأنــه ال يجــر مــرك مــاالً لقريــش وال نفس ـاً وال يحــول دونــه عــى مؤمــن‬ ‫‪ ....‬وأنكــم مهــا اختلفتــم فيــه مــن يشء فــإن مــرده إىل اللــه وإىل محمــد‪ ،‬وأن اليهــود‬ ‫ينفقــون مــع املؤمنــن مــا دامــوا محاربــن‪ ،‬وأن يهــود بنــي عــوف أمــة مــع املؤمنــن‪،‬‬ ‫لليهــود دينهــم وللمســلمن دينهــم‪ ،‬مواليهــم وأنفســهم إال مــن ظلــم وأثــم‪ ،‬فاتــه ال يوتــغ‬ ‫إال نفســه وأهــل بيتــه ]ثــم تعــدد الوثيقــة بطــون اليهــود[ وأن لهــم مــا ليهــود بنــي عــوف‪.‬‬ ‫]ثــم تذكــر[ وأنــه مــا كان بــن أهــل هــذه الصحيفــة مــن َحــدَ ٍث‪ِ ،‬‬ ‫أوشــجا ٍر يُخــاف فســاده‪،‬‬ ‫فــإن مــرده إىل اللــه وإىل محمــد رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم وأن اللــه عــى اتقــى‬ ‫مــا يف هــذه الصحيفــة وأبــره‪ ،‬وأنــه ال تُجــار قريــش وال مــن نرصهــا‪ ،‬وأن بينهــم النــرص‬ ‫عــى مــن َد َهــم يــرب) (‪.)10‬‬ ‫تجعــل هــذه الوثيقــة غــر املســلمن املقيمــن يف الدولــة مواطنــن فيهــا‪ ،‬لهــم مثــل مــا‬ ‫للمســلمن وعليهــم مثــل مــا عليهــم‪ ،‬طاملــا أنهــم داخلــون ضمــن النظــام العــام للدولــة‪،‬‬ ‫وقــد جــاءت التوجيهــات النبويــة الكرميــة –مــع هــذه الوثيقــة– لتعطــي التصــور الشــمول‬ ‫ملوقــع غــر املســلمن يف الدولــة‪« :‬مــن آذى ذميـاً فقــد آذان‪ ،‬ومــن آذان فقــد آذى اللــه»‪.‬‬ ‫« مــن آذى ذميـاً فأنــا خصمــه‪ ،‬ومــن كنــت خصمــه خصمتــه يــوم القيامــة»‪.‬‬ ‫وعهــد النبــي صــى اللــه عليــه وســلم مــع أهــل نجــران جديــر بالتدبــر إذ جــاء فيــه‬ ‫«ولنجـران وحاشــيتها جــوار اللــه وذمــة محمــد النبــي رســول اللــه عــى أموالهــم وأنفســهم‬ ‫وأرضهــم وملتهــم وغائبهــم وشــاهدهم‪ ....‬وال يطــأ أرضهــم جيــش‪ ،‬ومــن ســأل منهــم‬ ‫ـف غــر ظاملــن وال مظلومــن‪.)11(»...‬‬ ‫حقهــم فبينهــم ال َن َصـ ُ‬ ‫أمــا الذمــة فهــي يف االصطــاح الفقهــي «عقــد مؤبــد يتضمــن إق ـرار غــر املســلمن عــى‬ ‫دينهــم‪ ،‬ومتتعهــم بأمــان الجاعــة اإلســامية وضانهــا بــرط بذلهــم الجزيــة وقبولهــم‬ ‫أحــكام دار اإلســام يف غــر شــؤونهم الدينيــة «(‪.)12‬‬


‫كــا أن الجزيــة وكــا يذكــر د‪ .‬محمــد ســليم‬ ‫العــوا‪« :‬بــدل عــن اشـراك غــر املســلمن يف‬ ‫الدفــاع عــن دار اإلســام‪ ،‬لذلــك أســقطها‬ ‫الصحابــة والتابعــون عمــن َقبِــل منهــم‬ ‫االشــراك يف الدفــاع عنهــا‪ ،‬فعــل ذلــك‬ ‫رساقــة بــن عمرومــع أهــل أرمينيــا ســنة‬ ‫‪ 22‬هـــ‪ ،‬وحبيــب بــن مســلمة الفهــري مــع‬ ‫أهــل أنطاكيــة‪ .)13(»....‬ويخلــص د‪ .‬العــوا‬ ‫إىل نتيجــة مؤداهــا «إن غــر املســلمن مــن‬ ‫املواطنــن الذيــن يــؤدون واجــب الجنديــة‪،‬‬ ‫ويســهمون يف حايــة دار اإلســام ال تجــب‬ ‫الجزيــة عليهــم»(‪.)14‬‬ ‫ويعــرض لهــذه الحقيقــة د‪ .‬عبــد العزيــز‬ ‫كامــل فيقــول «ثــم جــاءت مــع القــرن‬ ‫العريــن صيغــة جديــدة مــن الوجــود‬ ‫اإلســامي‪ ،‬كان مــن أهــم مــا متيــزت بــه‬ ‫–وبخاصــة يف القطــاع العــريب– اشــراك‬ ‫املواطنــن مســلمن ومســيحين يف الكفــاح‬ ‫الوطنــي مــن أجــل االســتقال»(‪.)15‬‬ ‫وهكــذا نــرى أن مفهــوم املواطنــة ينســحب‬ ‫ليشــمل كل مــن يشــرك يف الــوالء والنــرصة‬ ‫لنظــام األمــة العــام ويســاهم يف بنــاء‬ ‫املجتمــع وحايتــه‪ ،‬وتبقــى الخصوصيــات‬ ‫الدينيــة محرمــة للجميــع ومــن ِق َبــل‬ ‫الجميــع‪ .‬ويشــهد التاريــخ لنــا بهــذا‪ ،‬حيــث‬ ‫انــه قــد لفــت نظــر املؤرخــن األوروبيــن‬ ‫ظاهــرة النفــوذ الكبــر لغــر املســلمن يف‬ ‫جهــاز الحكــم اإلســامي وهــي ظاهــرة غــر‬ ‫مســبوقة يف أي حضــارة أخــرى‪ ،‬بقــول آدم‬ ‫متــز‪« :‬مــن األمــور التــي تعجــب لهــا كــرة‬ ‫عــدد العــال واملترصفــن غــر املســلمن‬ ‫يف الدولــة اإلســامية‪ ،‬فــكأن النصــارى‬ ‫هــم الذيــن يحكمــون املســلمن يف بــاد‬ ‫اإلســام»(‪.)16‬‬ ‫ويف تعليقــه عــى أوضــاع اليهــود يف األندلــس‬ ‫يقــول ســيمون دينــوه «ألول مــرة يتمكــن‬ ‫قســم مــن الشــعب اليهــودي مــن التمتــع‬ ‫بحريــة الفكــر»(‪.)17‬‬ ‫وبعــد هــذا االســتعراض ملوقــع غر املســلمن‬ ‫يف الدولــة اإلســامية‪ ...‬مــاذا تقــدم الحركات‬ ‫اإلســامية اليــوم يف هذا الشــأن؟‬

‫عنــد الحديــث عــن الوحــدة الوطنيــة‬ ‫ينــص حــزب الوســط اإلســامي يف مــرص‬ ‫«فمشــاركة األخــوة املســيحين يف الدفــاع‬ ‫عــن تـراب هــذا البلــد األمــن‪ ،‬يعنــي وطنـاً‬ ‫واحــداً‪ ،‬ومواطنــن مســلمن ومســيحين‪،‬‬ ‫يتمتعــون بحقــوق املواطنــة كاملــة‪،‬‬ ‫لهــم عــن الحقــوق املدنيــة والسياســية‬ ‫والقانونيــة‪ ....‬وعليهــم عــن االلتزامــات يف‬ ‫إطــار مــن املســاواة الكاملــة»(‪.)18‬‬ ‫أمــا حــزب العدالــة والتنمية املغــريب فيتبنى‬ ‫أن‪« :‬مجــال اشــتغال الحــزب هواملجــال‬ ‫الســيايس‪ ،‬واالنتــاء إليــه هوإنتاء ســيايس‬ ‫عــى أســاس املواطنــة‪ .‬وهومــا يجعلــه حزباً‬ ‫مفتوحــاً لجميــع املواطنــن‪ ،‬مــا دامــوا‬ ‫ملتزمــن بتوجهاتــه وبرامجــه السياســية‬ ‫وقوانينــه»(‪.)19‬‬ ‫ويقــف حــزب الوســط اإلســامي يف األردن‬ ‫نفــس املوقــف لينــص يف منطلقاتــه عــى‬ ‫مــا يــيل «يؤمــن الحــزب أن أبنــاء الوطــن‬ ‫لهــم نفــس الحقــوق وعليهــم نفــس‬ ‫الواجبــات‪ .‬وأن مــن حــق الجميــع تــول‬ ‫املواقــع املختلفــة حســب الكفــاءة‪ ،‬وأن‬ ‫بــاب العضويــة يف الحــزب مفتــوح لجميــع‬ ‫ابنــاء الوطــن الذيــن يؤمنــون مبنطلقاتــه‬ ‫ليكونــوا أعضــاء فاعلــن فيــه يســاهمون يف‬ ‫نشــاطاته وتحقيــق أهدافــه»(‪ .)20‬وينــص‬ ‫يف مرتكــزات خطابــه «إننــا يف ســعينا‬ ‫لتقديــم الرامــج اإلســامية للمجتمــع‬ ‫والنــاس‪ ،‬نلتقــي فيهــا مــع املســلم الــذي‬ ‫يــرى فيهــا الخــر لحياتــه وتحقيــق معــان‬ ‫تدينــه‪ ،‬ونلتقــي مــع غــر املســلم الــذي‬ ‫يقتنــع معنــا بصوابهــا ونجاعتهــا لحــل‬ ‫مشــاكل الحيــاة»(‪.)21‬‬ ‫هــذه املواقــف تشــكل مناخــاً إيجابيــاًّ يف‬ ‫ســبيل تعزيــز وحــدة العمــل الوطنــي‪،‬‬ ‫إال أنهــا بحاجــة إىل تعزيــز عمــيل ال نــرى‬ ‫آثــاره الواضحــة حتــى الســاعة‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العاملن‬

‫الهوامﺶ‬ ‫‪ -10‬مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخافة الراشدة‬ ‫ ط‪ 5‬ص‪ -59‬ص‪ 62‬محمد حميد الله‪.‬‬‫‪ -11‬كتاب الخراج ص ‪-78‬القاﴈ أبويوسف‪.‬‬ ‫‪ -12‬أحكام الذمين املستﺄمنن ص‪ -22‬عبد الكريم زيدان‪.‬‬ ‫‪ -13‬يف النظام السياﳼ للدولة اإلسامية ص‪ 256‬د‪ .‬محمد سليم‬ ‫العوا‪.‬‬ ‫‪ -14‬يف النظام السياﳼ للدولة اإلسامية ص‪ 257‬د‪ .‬محمد سليم‬ ‫العوا‪.‬‬ ‫‪ -15‬بحﺚ حقوق اإلنسان يف اإلسام يف كتاب معاملة غﺮﻴ‬ ‫املسلمن ج‪ 1‬ص‪ 90‬مؤسسة آل البيت – د‪ .‬عبد العزيز كامل‪.‬‬ ‫‪ -16‬الحﻀارة اإلسامية يف القرآن الرابع الهجري ج‪ 2‬ص‪.67‬‬ ‫‪ -17‬مجلة االزمنة الحديثة جان بول سارتر‪.‬‬ ‫‪ -18‬أوراق حزب الوسﻂ – تقديم د‪ .‬رفيق حبيب‪.‬‬ ‫‪ -19‬من محاﴐة للسيد سعد الدين العثاين‪ /‬امن عام حزب‬ ‫العدالة والتنمية املغريب بعنوان اإلسام السياﳼ وتحديات‬ ‫اإلصاح وتداول السلطة‪.‬‬ ‫‪ -20‬حزب الوسﻂ اإلسامي» فكرة ومنهاج» ص‪.30‬‬ ‫‪ -21‬حزب الوسﻂ اإلسامي «فكرة ومنهاج» ص ‪.15‬‬ ‫مراجع البحﺚ‬ ‫أوال‪ :‬الكتب‬ ‫ القرآن الكريم‪.‬‬‫ الحديﺚ النبوي الريف‪.‬‬‫ أحكام الذمين واملستﺄمنن – عبد الكريم زيدان‪.‬‬‫ أوراق حزب الوسﻂ – مﴫ ط‪ 1‬د‪ .‬رفيق حبيب‪.‬‬‫ اإلسام االحتجاجي يف تونس‪ -‬ورقة بحﺚ – مركز دراسات‬‫الوحدة العربية – د‪ .‬محمد عبد الباقي الهرماﳼ‪.‬‬ ‫ بينات الحل اإلسامي – مؤسسة الرسالة ط‪ – 1‬د‪ .‬يوسف‬‫القرضاوي‪.‬‬ ‫ حزب الوسﻂ اإلسامي « فكرة ومنهاج» ط‪ – 1‬عان – األردن‪.‬‬‫ الخراج – القاﴈ أبويوسف‪.‬‬‫ الدﻤﻳقراطية يف اإلسام – دار املعارف ‪ – 1971‬عباس محمود‬‫العقاد‪.‬‬ ‫ السياسة والحكم –دار الساقي ط‪– 1‬د‪ .‬حسن الرتايب‪.‬‬‫ الﺼحوة الدينية اإلسامية‪ -‬ورقة بحﺚ‪ /‬مركز دراسات الوحدة‬‫العربية‪ -‬د‪ .‬مﺼطف الفياﱄ‪.‬‬ ‫ يف النظام السياﳼ للدولة اإلسامية – دار الروق – ط‪– 1‬‬‫د‪.‬محمد سليم العوا‪.‬‬ ‫ مجموع الفتاوى – تقي الدين أحمد بن تيمية‪.‬‬‫ مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخافة الراشدة –‬‫دار النفائس ط‪ – 5‬محمد حميد الله‪.‬‬ ‫ معاملة غﺮﻴ املسلمن يف اإلسام‪ /‬بحﺚ حقوق اإلنسان يف‬‫اإلسام –مؤسسة آل البيت –د‪ .‬عبد العزيز كامل‪.‬‬ ‫ املستﺼفى من علم األصول – دار صادر بﺮﻴوت‪ -‬اإلمام الغزاﱄ‪.‬‬‫ من أجل نهﻀة شاملة « املنطلقات» حزب العدالة والتنمية‬‫–املغرب‪.‬‬ ‫ املوافقات –أبوإسحاق الشاطبي‪.‬‬‫ نحوالدستور اإلسامي – القاهرة املطبعة السلفية – أبواألعى‬‫املودودي‪.‬‬ ‫ نور اليقن يف سﺮﻴة سيد املرسلن – مؤسسة علوم القرآن ط‪-3‬‬‫الشيﺦ محمد الخﴬي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدوريات واملجات واملحاﴐات‬ ‫ جريدة الحياة ‪ – 1993 /1 /14‬اإلساميون والدﻤﻳقراطية –‬‫احمد بن يوسف‪.‬‬ ‫ محاﴐة سعد الدين العثاين‪ /‬اإلسام السياﳼ وتحديات‬‫اإلصاح وتداول السلطة‪ ،‬ألقيت خال مؤمتر األحزاب السياسية‬ ‫يف العامل العريب‪ /.‬الواقع الراهن وآفاق املستقبل يف عان ‪13 -12‬‬ ‫حزيران ‪.2004‬‬ ‫‪ -‬مجلة األزمنة الحديثة العدد ‪ – 252‬جان بول سارتر‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪26‬‬

‫منهج اإلسالم في‬

‫البناء والدعوة والحركة‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫املقدمة‬ ‫الحمــد للــه‪ ،‬والصــاة والســام عــى ســيدنا محمــد رســول اللــه‪ ،‬وعــى آلــه وصحبــه‬ ‫ومــن وااله‪ ،‬وبعــد‪:‬‬ ‫فمــا امتــاز بــه الديــن اإلســامي عــن بقيــة األديــان؛ أنــه اختــط لــه منهجــا واضحــا‪،‬‬ ‫وذلــك مــن أجــل بنــاء حيــاة متكاملــة متينــة األســس وقويــة البنيــان‪ ،‬وشــمل البنــاء‬ ‫جميــع أركان الحيــاة‪ ،‬وابتــدأ مــن تكويــن عقــل املســلم‪ ،‬وتوجيهــه الوجهــة الصحيحــة‬ ‫ونحــو الغايــة التــي أوجدهــا اللــه مــن أجلهــا‪ ،‬مــرورا بالجوانــب األخــرى التــي أوالهــا‬ ‫االســام اهتامــا كبـرا‪.‬‬ ‫وقــد امتــاز هــذا املنهــج باالعتــدال والتــوازن‪ ،‬ومحاربــة الغلــو والتطــرف يف جميــع‬ ‫صــوره وأشــكاله‪ ،‬فــكان البنــاء فيــه ويف جميــع جوانبــه مثــرة مــن مثـرات الدعــوة التــي‬ ‫قادهــا رجــال اإلســام يف كل زمــان ومــكان‪.‬‬ ‫ومــن أجــل بيــان منهــج اإلســام يف الدعــوة والبنــاء فقــد قمــت باختيــار املحــور‬ ‫املوســوم ( منهــج اإلســام يف البنــاء والدعــوة والحركــة)‪ ،‬وهــو مــن املحــاور املطروحــة‬ ‫يف املؤمتــر الــدول للمنتــدى العاملــي للوســطية‪ ،‬وتقدميــه كورقــة بحــث للمؤمتــر‬ ‫املنعقــد يف العاصمــة األردنيــة عــان بتاريــخ ‪2016/4/9‬م‪.‬‬ ‫وقــد تضمنــت ورقــة البحــث هــذه عــى مقدمــة وأربعــة مباحــث وخامتــة‪ ،‬وذلــك‬ ‫عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬التعريف باملصطلحات‪.‬‬ ‫املبحث الثان‪ :‬منهج اإلسام يف البناء والتنمية‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬منهج اإلسام يف الدعوة‪.‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬الحركات اإلسامية املعارصة ومنهجهها يف البناء والدعوة‬

‫( هيئة علاء املسلمن يف العراق أمنوذجا)‪.‬‬ ‫وختمت ورقة البحث هذه بخامتة ذكرت فيها أهم النتائج‪.‬‬ ‫وال بــد مــن بيــان أمــر مهــم‪ ،‬وهــو أن كل جزئيــة مــن هــذا املحــور‪ ،‬ال ميكــن أن تتجــزأ‬ ‫يف بحــث أو مقالــة أو كتــاب‪ ،‬ولكنــي ركــزت عــى األمــور التــي يجــب أن نســر عليهــا‬ ‫يف عرصنــا‪ ،‬مــن أجــل النهــوض بواقــع أمتنــا‪.‬‬ ‫والله أسأل أن يوفقنا ملا فيه خدمة اإلسام واملسلمن‪.‬‬ ‫وصى الله عى نبينا محمد وعى آله وأصحابه أجمعن‪.‬‬


‫املبحث األول‬ ‫التعريف باملصطلحات‬ ‫أوال‪ :‬املنهج‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعريف املنهج لغة‪:‬‬ ‫قــال ابــن فــارس‪(( :‬النــون والهــاء والجيــم‬ ‫أصــانِ متباينــان‪:‬األ َّول ال َّن ْهــج‪ ،‬الطّريــق‪.‬‬ ‫ونَ َهــج يل األ ْمـ َر‪ :‬أوضَ َحــه‪ .‬وهــو ُمســتقيم‬ ‫املِ ْنهــاج‪ .‬وامل َ ْنهــج‪ :‬الطَّريــق أيضــاً‪،‬‬ ‫والجمــع املناهــج))‪)1(.‬‬ ‫وقــد بــن ابــن منظــور أن معنــى منهــج‬ ‫ــن ِ‬ ‫ــج؛‪...‬‬ ‫هــو‪(( :‬بَ ِّ ٌ‬ ‫ــح‪َ ،‬و ُهــ َو ال َّن ْه ُ‬ ‫واض ٌ‬ ‫ــج‪ :‬كَ َن ْهــ ٍج‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وطُــ ُر ٌق نَ ْه َجــ ٌة‪،‬‬ ‫وســبيل َم ْن َه ٌ‬ ‫نهــاج‪:‬‬ ‫ــج‬ ‫ِ‬ ‫الطريــق‪ :‬وضَ ُحــه‪ .‬واملِ ُ‬ ‫و َم ْن َه ُ‬ ‫كا مل َ ْن َهــ ِج ‪.‬‬ ‫َو ِف ال َّت ْن ِزيلِ ‪)2(.‬‬ ‫واس ـ َتبانَ َو َصــا َر‬ ‫ـج الطريـ ُـق‪ :‬وضَ ـ َ‬ ‫وأَن َهـ َ‬ ‫ـح ْ‬ ‫نَ ْهج ـاً ِ‬ ‫ـاج‪ :‬الطريـ ُـق‬ ‫واضح ـاً بَ ِّين ـاً؛‪ ...‬واملِنهـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫واسـ َت ْن َه َج الطريـ ُـق‪َ :‬صــا َر نَ ْهجاً‪...‬‬ ‫الواضـ ُ‬ ‫ـح‪ْ .‬‬ ‫ـتقيم))‪)3(.‬‬ ‫ـج‪ :‬الطريـ ُـق املسـ ُ‬ ‫وال َّن ْهـ ُ‬ ‫ومــن خــال النظــر يف التعريفــات‬ ‫اللغويــة للمنهــج؛ فــإن معنــاه‪ :‬الطريــق‬ ‫البــن الواضــح املســتقيم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪.2‬تعريف املنهج اصطالحا‪:‬‬ ‫هــو(( جملــة القواعــد العامــة املصوغــة‬ ‫مــن أجــل الكشــف عــن الحقيقــة‬ ‫والربهنــة عليهــا يف فــرع مــن فــروع‬ ‫املعرفــة))‪)4(.‬‬ ‫وميكننــا القــول بــأن املنهــج هــو‪:‬‬ ‫مجموعــة األســس املوضوعــة وفــق‬ ‫خطــط مدروســة‪ ،‬توضــح مســار الفــرد‬ ‫أو املجتمــع أو األمــة لتحقيــق األهــداف‬ ‫املرجــوة منهــم‪.‬‬ ‫فقولنــا منهــج اإلســام أي‪ :‬تلــك األســس‬ ‫التــي وضعهــا اإلســام يف أي فــرع مــن‬ ‫فــروع الديــن‪ ،‬بينــة وواضحــة‪ ،‬وأمــر‬ ‫النــاس أن يســروا عليهــا دون إف ـراط أو‬ ‫تفريــط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البناء‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعريف البناء لغة‪:‬‬ ‫نــي‪ :‬نقيــض‬ ‫قــال ابــن منظــور‪ (( :‬وال َب ُ‬ ‫الهدم‪..‬والبنــاء‪ :‬امل ْبنــي‪ ...‬والب َّنــاء‪ :‬مدبــر‬ ‫البنيــان وصانعــه‪ .‬وقــد تكــون البنايــة يف‬ ‫الــرف))‪)5(.‬‬ ‫‪ .2‬تعريف البناء اصطالحا‪:‬‬ ‫بــن الطاهــر ابــن عاشــور أن معنــاه يف‬ ‫َــع ُســ ْمكُهُ َع َ‬ ‫ــى‬ ‫كالم العــرب‪َ (( :‬مــا ُي ْرف ُ‬ ‫ْالَ ْر ِض لِلْ ِو َقايَــ ِة َســ َوا ًء كَانَ ِمــ ْن َح َجــ ٍر أَ ْو‬ ‫ــم‪:‬‬ ‫ِمــ ْن أَ َد ٍم أَ ْو ِمــ ْن شَ ــ ْعرٍ‪َ ،‬و ِم ْنــهُ َق ْولُ ُه ْ‬ ‫بَ َنــى َعـ َـى ا ْم َرأَتِـ ِه إِ َذا تَـ َز َّو َج ِلَنَّ الْ ُم َتـ َز ِّو َج‬ ‫يَ ْج َعـ ُـل بَ ْي ًتــا يَ ْسـكُ ُن ِفيـ ِه َمـ َـع ا ْم َرأَتِـ ِه َو َقـ ِد‬ ‫اشْ ـ َت َه َر اطــاق الْبنــاء عــى الْق َّبــة َمـ ْن أَ َد ٍم‬ ‫َولِ َذلِــكَ َســ ُّموا ْالَ َد َم الَّــ ِذي تُ ْب َنــى ِم ْنــهُ‬ ‫َس َهــا))‪.‬‬ ‫ـاب َم ْب َنــا ًة ِب َف ْت ـحِ الْ ِميـ ِـم َوك ْ ِ‬ ‫الْ ِق َبـ ُ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫وميكننــا القــول بــأن البنــاء يــأيت مبعنــى‪:‬‬ ‫تطويــر الــيء املقصــود عــى غري مــا كان‬ ‫عليــه يف الســابق‪ ،‬فبنــاء األرض إعامرهــا‬ ‫وجعلهــا صالحــة للعيــش‪ ،‬وبنــاء العقــل‬ ‫تطويــره وجعلــه صالحــا للفكــر‪ ،‬وهكــذا‬ ‫يكــون الحــال يف جميــع املعــاين التــي‬ ‫تدخــل يف ســياق هــذا اللفــظ‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬الدعوة‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعريف الدعوة لغة‪:‬‬ ‫قــال ابــن منظــور‪(( :‬دعــا الرجــل دعــ ًوا‬ ‫ودعــاء‪ :‬نــاداه‪ ،‬واالســم الدعــوة‪ ،‬ودعــوت‬ ‫فالنًــا أي صحــت بــه‪ ،‬واســتدعيته ‪...‬‬ ‫وتداعــى القــوم‪ :‬دعــا بعضهــم بعضً ــا‬ ‫حتــى يجتمعــوا ‪ ..‬والدعــاة‪ :‬قــوم يدعــون‬ ‫هــدى أو ضاللــة‪ ،‬وأحدهــم داعٍ‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫ً‬ ‫ورجــل داعيــة إذا كان يدعــو النــاس‬ ‫إىل بدعــة أو ديــن‪ ،‬أدخلــت الهــاء فيــه‬ ‫للمبالغــة‪ .‬والنبــي ‪ ,‬داعــي اللــه ‪ ،‬وكذلــك‬ ‫املــؤذن))‪)7(.‬‬

‫‪ .2‬تعريف الدعوة اصطالحا‪:‬‬ ‫وأمــا تعريفهــا يف االصطــاح فقــد وردت‬ ‫فيهــا عــدة تعريفــات‪:‬‬ ‫فع َّرفهــا شــيخ اإلســام ابــن تيميــة رحمــه‬ ‫اللــه بأنهــا‪(( :‬الدعــوة إىل اللــه هــي‬ ‫الدعــوة إىل اإلميــان بــه‪ ،‬ومبــا جــاءت‬ ‫بــه رســله‪ ،‬بتصديقهــم فيــا أخــروا بــه‪،‬‬ ‫وطاعتهــم فيــا أمــروا‪ ،‬وذلــك يتضمــن‬ ‫الدعــوة إىل الشــهادتني‪ ،‬وإقــام الصــاة‪،‬‬ ‫وإيتــاء الــزكاة‪ ،‬وصــوم رمضــان‪ ،‬وحــج‬ ‫البيــت‪ ،‬والدعــوة إىل اإلميــان باللــه‬ ‫ومالئكتــه وكتبــه ورســله‪ ،‬والبعــث بعــد‬ ‫املــوت‪ ،‬واإلميــان بالقــدر خــره ورشه‪،‬‬ ‫والدعــوة إىل أن يع ُبــد ربــه كأنــه‬ ‫يــراه))‪ )8(.‬ويبــن الدكتــور أبــو بكــر‬ ‫زكــرى بــأن الدعــوة هــي‪(( :‬قيــام مــن‬ ‫لــه أهليــة النصــح والتوجيــه الســديد‬ ‫كل زمــان ومــكان‬ ‫مــن املســلمني يف ّ‬ ‫برتغيــب ال ّنــاس يف اإلســام اعتقــا ًدا‬ ‫ومنه ًجــا‪ ،‬وتحذيرهــم مــن غــره بطــرق‬ ‫مخصوصــة))‪)9(.‬‬ ‫وع ّرفهــا األســتاذ مح َّمــد الغــزايل بأنهــا‪:‬‬ ‫يضــم يف أطوائــه‬ ‫((برنامــج كامــل‬ ‫ّ‬ ‫جميــع املعــارف الَّتــي يحتــاج إليهــا‬ ‫ال ّنــاس ل ُيبــروا الغايــة مــن محياهــم‪،‬‬ ‫وليستكشــفوا معــامل الطريــق الَّتــي‬ ‫تجمعهــم راشــدين))‪)10( .‬‬ ‫ومــن خــال اإلنعــام يف مــا ذكرنــاه مــن‬ ‫تعريفــات العلــاء املتقدمــن واملتأخريــن‬ ‫للدعــوة‪ ،‬نجــد أنهــا متوافقــة مــن حيــث‬ ‫األســس الرئيســة املوضوعــة لهــا‪ ،‬بيــد أنها‬ ‫جــاءت بعبــارات وصــور مختلفــة‪ ،‬فمــن‬ ‫ينظــر يف تعريــف الشــيخ محمــد الغـزايل‬ ‫يســتنتج أنــه يُعطــي طابعــا حركيــا‪.‬‬ ‫ومهــا تعــددت التعاريــف يف معنــى‬ ‫الدعــوة‪ ،‬واختلفــت كيفيتهــا يف نظــر‬

‫‪27‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪28‬‬

‫املع ـ ِّرف؛ فإنهــا ســتعطي املفهــوم نفســه‬ ‫وهــو‪ :‬تبليــغ االســام إىل النــاس كافــة‪،‬‬ ‫وحثهــم عــى الدخــول بــه باألســاليب‬ ‫والوســائل الرشعيــة‪ ،‬وإلــزام الداعيــة‬ ‫نفســه مبــا أمــر بــه غــره‪ ،‬مــع مراعــاة‬ ‫أحــوال املدعــو وزمانــه ومكانــه‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬الحركة‪:‬‬ ‫هــي‪(( :‬مجموعــة التنظيــات املتعــددة‬ ‫املنتســبة إىل اإلســام‪ ،‬والتــي تعمــل‬ ‫يف ميــدان العمــل اإلســامي يف إطــار‬ ‫نظــرة شــمولية للحيــاة البرشيــة‪،‬‬ ‫وتجاهــد إلعــادة صياغتهــا لتنســجم مــع‬ ‫توجيهــات اإلســام‪ ،‬وتتطلــع إىل إحــداث‬ ‫النهضــة الشــاملة للشــعوب اإلســامية‪،‬‬ ‫منفــردة ومجتمعــة‪ ،‬مــن خــال هــذا‬ ‫املنظــور اإلســامي‪ ،‬وتحــاول التأثــر يف‬ ‫كل نواحــي حيــاة املجتمــع مــن أجــل‬ ‫إصالحهــا وإعــادة تشــكيلها وفــق املبــادئ‬ ‫اإلســامية))(‪)11‬‬ ‫وعرفهــا الغنــويش بأنهــا‪ (( :‬جملــة مــن‬ ‫النشــاط املنبعــث بدوافــع اإلســام‬ ‫لتحقيــق أهدافــه‪ ،‬وتحقيــق التجــدد‬ ‫املســتمر لــه مــن أجــل ضبــط الواقــع‬ ‫وتوجيهــه أبــدا))‪)12(.‬‬ ‫وعرفهــا يف موضــع آخــر بأنهــا‪(( :‬اإلتجــاه‬ ‫الــذي ينطلــق مــن مفهــوم اإلســام‬ ‫الشــامل مســتهدفا إقامــة املجتمــع‬ ‫املســلم والدولــة اإلســامية عــى أســاس‬ ‫ذلــك التصــور الشــامل))‪)13( .‬‬

‫املبحث الثاين‬ ‫منهج االسالم يف البناء والتنمية‬ ‫مــن األولويــات التــي حــرص عليهــا‬ ‫اإلســام‪ ،‬بنــاء حيــاة متكاملــة يف جميــع‬ ‫جزئياتهــا‪ ،‬لــي يتمتــع النــاس بحيــاة آمنة‬ ‫ومطمئنــة‪ ،‬ومل يســتنث مــن البنــاء شــيئا‪،‬‬

‫بــل كان منهجــا شــموليا‪ ،‬احتــوى عــى‬ ‫جميــع جوانــب الحيــاة االجتامعيــة منهــا‬ ‫والسياســية واالقتصاديــة‪ ،‬ووضــع لــكل‬ ‫منهــا أسســا وركائــز حتــى يُثبــت أركانهــا‬ ‫ويحفــظ بنيانهــا‪.‬‬ ‫واإلســام اهتــم بــادئ ذي بــدء ببنــاء‬ ‫الفــرد املســلم‪ ،‬كونــه النــواة التــي ســتثمر‬ ‫منهــا األرسة املســلمة واملجتمــع املســلم‪،‬‬ ‫ومــن األولويــات التــي قدمهــا يف بنــاء‬ ‫شــخصيته‪ ،‬تنميــة عقلــه عــى أســس‬ ‫العقيــدة التــي رشعهــا لــه؛ ذلــك ألن‬ ‫العقــل إذا بُنــي عــى قواعــد ســليمة؛ فإنه‬ ‫سيســر وفــق املنهــج الــذي ارتضــاه اللــه‬ ‫تعــاىل لــه‪ ،‬وســيكون مشــاركا يف إنجــاح‬ ‫التنميــة اإلســامية يف جوانبهــا املتبقيــة‪.‬‬ ‫وهــذا هــو مــا نشــأت عليــه الدعــوة‬ ‫اإلســامية يف بدايــة انطالقهــا‪ ،‬فقــد‬ ‫أعطــت اهتاممــا كبــرا يف بنــاء عقــل‬ ‫املســلم وتنميتــه عــى وفــق أســس‬ ‫العقيــدة اإلســامية‪ ،‬فالعهــد املــي مل‬ ‫يشــهد ترشيعــات بــل كان يركــز عــى‬ ‫كيفيــة ترســيخ العقيــدة يف نفــس املســلم‬ ‫وعقلــه‪ ،‬حتــى تحفظــه مــن االنــزالق‬ ‫والوقــوع يف الهاويــة‪.‬‬ ‫وقــد اهتــم القــرآن الكريــم والســنة‬ ‫النبويــة يف بنــاء العقــل مــن خــال كثــر‬ ‫مــن اآليــات واألحاديــث التــي وردت‬ ‫يف هــذا الجانــب‪ ،‬فالقــرآن الكريــم‬ ‫دعــا إلعــال العقــل وذلــك مــن خــال‬ ‫عرضــه للعديــد مــن الحــوارات واألســئلة‬ ‫واألمثــال وأســلوب القصــص‪ ،‬والتفكــر‬ ‫فيــا خلــق اللــه عــز وجــل‪ ،‬وبالنتيجــة‬ ‫فإنــه‪ (( :‬قــد تض َّمــن منه ًجــا واض ًحــا‬ ‫للربْهنــة العقليــة عــى أمــات مســائل‬ ‫العقيــدة‪ ،‬تلــك حقيقــة يؤكِّدهــا جمهــور‬ ‫علــاء املســلمني))‪)14(.‬‬ ‫ويف الوقــت الــذي كان الرســول صــى‬

‫اللــه عليــه وســلم يبنــي العقــول؛ فإنــه‬ ‫عليــه الصــاة والســام كان يحــارب الغلــو‬ ‫الــذي يــر وال ينفــع‪ ،‬ومــن ذلــك مــا‬ ‫رواه البخــاري عــن حميــد بــن أيب حميــد‬ ‫الطويــل أنــه ســمع أنــس بــن مالــك ريض‬ ‫اللــه عنــه يقــول‪ :‬جــاء ثالثــة رهــط إىل‬ ‫بيــوت أزواج النبــي صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم‪ ،‬يســألون عــن عبــادة النبــي صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم؛ فلــا أخــروا كأنهــم‬ ‫تقالوهــا فقالــوا‪ :‬وأيــن نحــن مــن النبــي‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم قــد غفــر لــه‬ ‫مــا تقــدم مــن ذنبــه ومــا تأخــر‪ ،‬قــال‬ ‫أحدهــم‪ :‬أمــا أنــا فــإين أصــي الليــل‬ ‫أبــدا‪ ،‬وقــال آخــر‪ :‬أنــا أصــوم الدهــر وال‬ ‫أفطــر‪ ،‬وقــال آخــر‪ :‬أنــا أعتــزل النســاء‬ ‫فــا أتــزوج أبــدا؛ فجــاء رســول اللــه صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم إليهــم فقــال ‪:‬أنتــم‬ ‫الذيــن قلتــم كــذا وكــذا أمــا واللــه إين‬ ‫ألخشــاكم للــه وأتقاكــم لــه‪ ،‬لكنــي أصــوم‬ ‫وأفطــر‪ ،‬وأصــي وأرقــد‪ ،‬وأتــزوج النســاء‬ ‫فمــن رغــب عــن ســنتي فليــس منــي))‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬ ‫فهــؤالء النفــر تصــوروا أن عبادتهــم أفضل‬ ‫مــن عبــادة الرســول صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم‪ ،‬لكنــه عليــه الصــاة والســام بــن‬ ‫لهــم حقيقــة أمرهــم وأنهــم مغالــون يف‬ ‫عبادتهــم‪ ،‬وأن غلوهــم هــذا ال يُعــد مــن‬ ‫هديــه صــى اللــه عليــه وســلم‪ ،‬ونهيــه‬ ‫لهــم عليــه الصــاة والســام عــن هــذه‬ ‫األفعــال مــع أنهــا عبــادة للــه تعــاىل هــو‬ ‫بحــد ذاتــه بنــاء لعقليتهــم وتوجيههــا‬ ‫نحــو الطريــق الصحيــح‪.‬‬ ‫ويف هذا الحديث دالئل مهمة ومنها‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن الديــن اإلســامي هــو ديــن تــوازن‬ ‫واعتــدال‪ ،‬فكــا أنــه ال يقبــل بالغلــو؛‬ ‫فإنــه كذلــك ال يقبــل بالتفريــط‪.‬‬ ‫‪ .2‬وجــوب بيــان الغلــو الــذي تفعلــه‬


‫بعــض الفــرق يف أي زمــان ومــكان‪،‬‬ ‫والتحذيــر منــه‪.‬‬ ‫‪ .3‬تقديــم النصــح مــن قبــل العلــاء‬ ‫للمغالــن‪ ،‬وبيــان حقيقــة مــا عليــه‬ ‫الديــن‪.‬‬ ‫ومــا تعيشــه أمتنــا اليــوم مــن غلــو بعــض‬ ‫الفــرق وتطرفهــا؛ إمنــا هــو نتيجــة لتعطيل‬ ‫العقليــة املســلمة التــي بناهــا رســول اللــه‬ ‫صــى اللــه عليــه وســلم‪ ،‬فكانــت النتيجــة‬ ‫أن تلــك العقــول مــا عــادت تفهــم‬ ‫نصــوص الكتــاب والســنة عــى الحقيقــة‬ ‫التــي وضعهــا اللــه ورســوله صــى اللــه‬ ‫عليــه وســلم‪ ،‬بــل عــى مــا يرونــه مالمئــا‬ ‫مــع غلوهــم‪.‬‬ ‫وعــاج هــذا الغلــو ال يحصــل إال بأمــور‬ ‫كثــرة مــن أهمهــا‪:‬‬ ‫‪ .1‬إبــراز دور العلــاء يف هــذا املجــال‪،‬‬ ‫وبيــان حقيقــة النصــوص التــي اعتمدهــا‬ ‫املغالــون يف منهجــم‪ ،‬واتخذوهــا حجــة‬ ‫لهــم‪.‬‬ ‫‪ .2‬بنــاء عقــول الشــباب عــى املنهجيــة‬ ‫التــي رســمها الرســول صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم لصحابتــه ريض اللــه عنهــم‪،‬‬ ‫وترســيخ العقيــدة الصحيحــة فيهــا‪ ،‬وبيان‬ ‫مــا عليــه أهــل الغلــو والتطــرف مــن‬ ‫جميــع املذاهــب‪.‬‬ ‫إن مجتمعنــا اليــوم بحاجــة إىل بنــاء‬ ‫عقائــدي وفكــري؛ ألنــه لــن ينجــح يف أي‬ ‫بنــاء آخــر مــا دام العقــل قــد انحــرف‬ ‫مســاره عــن االتجــاه الصحيــح‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬ ‫منهج اإلسالم يف الدعوة‬ ‫لقــد حظيــت الدعــوة يف اإلســام مبكانــة‬ ‫عاليــة‪ ،‬فوضــع لهــا منهجــا متكامــا‪،‬‬ ‫وأعطاهــا فضــاءا واســعا‪ ،‬فهــي ليســت ‪-‬‬

‫كــا يتصــور كثــر مــن الدعــاة يف وقتنــا‬ ‫الحــارض‪ -‬حركــة تلقائية عفويــة‪ ،‬وال مجرد‬ ‫وعــظ للنــاس‪ ،‬وتذكــر بفضائــل اإلســام‬ ‫وآدابــه فحســب‪ ،‬وإمنــا هــي كانــت منــذ‬ ‫نشــأتها حركــة علميــة وعمليــة‪ ،‬تتميــز يف‬ ‫مبادئهــا وأهدافهــا ومصادرهــا‪ ،‬وترتكــز‬ ‫عــى أســس وقواعــد مدروســة‪ ،‬وتنضبــط‬ ‫بضوابــط رشعيــة محــددة‪ ،‬فيختــار لهــا‬ ‫أقــوم املناهــج‪ ،‬وأحكــم األســاليب‪،‬‬ ‫وأفضــل الوســائل‪)16(.‬‬ ‫ومــن الواجــب بيانــه أن الدعــوة‬ ‫اإلســامية مل تســلك أســلوبا واحــدا أو‬ ‫وســيلة واحــدة‪ ،‬بــل هــي مواكبــة لجميــع‬ ‫الوســائل واألســاليب يف كل زمــان ومــكان‪،‬‬ ‫مــن أجــل ذلــك فــإن اإلســام ال ميانــع‬ ‫مــن إدخــال الوســائل الحديثــة يف ميــدان‬ ‫الدعــوة اإلســامية بحســب الضوابــط‬ ‫املوضوعــة لهــا‪.‬‬ ‫ومــع مــا وصــل إليــه العــر الحديــث‬ ‫مــن تطــور يف التقنيــات؛ فــإن الدعــوة‬ ‫اإلســامية اليــوم بحاجــة إىل اكتســاح‬ ‫هــذا امليــدان‪ ،‬والســبب يف ذلــك أن‬ ‫مواطــن الهــدم أصبحــت كثــرة فيــه‪ ،‬لــذا‬ ‫فــإن مــن الواجــب عــى علــاء الدعــوة‬ ‫يف عرصنــا الحــارض أن يكــون لهــم أثــر‬ ‫مميــز يف هــذا الجانــب‪ ،‬ومــع مــا نــراه‬ ‫اليــوم مــن كــرة املواقــع الدعويــة إال أنهــا‬ ‫ليســت باملســتوى املطلــوب‪.‬‬ ‫إن مجتمعنــا اإلســامي املعــارص بحاجــة‬ ‫إىل منظومــة دعويــة متكاملــة‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫النهــوض بالواقــع الدعــوي‪ ،‬وتتمثــل هــذه‬ ‫املنظومــة بإيجــاد الوســائل اآلتيــة‪:‬‬ ‫‪ .1‬األنرتنت‪.‬‬ ‫‪ .2‬الفضائيات‪.‬‬ ‫‪ .3‬اإلذاعة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الصحف واملجالت‪.‬‬ ‫وهنــاك وســائل أخــرى كاملطويــات‪،‬‬

‫واألرشطــة الســمعية واملرئيــة‪ ،‬بيــد أين‬ ‫رتبتهــا بحســب الوســيلة األكــر تأثـرا عىل‬ ‫املجتمــع‪ ،‬فاألنرتنــت يــأيت يف املقدمــة؛ ألن‬ ‫لــه تشــعبات كثــرة كصفحــات التواصــل‬ ‫االجتامعــي‪ ،‬فيمكــن مــن خاللــه تشــكيل‬ ‫مجموعــات دعويــة‪ ،‬تدخــل عــى تلــك‬ ‫الصفحــات مبختلــف مســمياتها‪ ،‬وميكــن‬ ‫االســتفادة منــه كذلــك يف إنشــاء مواقــع‬ ‫عــى اليوتيــوب‪ ،‬واملواقــع األخــرى‪.‬‬ ‫وال يخفــى عــى أحــد مــا للفضائيــات‬ ‫مــن دور كبــر يف التأثــر عــى النــاس‪،‬‬ ‫والفضائيــات اإلســامية املوجــودة اليــوم‬ ‫ال ميكنهــا ســد بــاب الهــدم الــذي تســلكه‬ ‫كثــر مــن الفضائيــات‪ ،‬وهنــاك مــن‬ ‫الفضائيــات اإلســامية مــن تحتــاج إىل‬ ‫إصــاح يف خطابهــا‪.‬‬ ‫ومــا يجــب االهتــام بــه يف هــذا‬ ‫الجانــب فضائيــات األطفــال التــي تعــرض‬ ‫أفــام الكارتــون؛ فاملالحــظ عــى كثــر‬ ‫منهــا أنهــا تحــاول بنــاء جيــل يــرىب عــى‬ ‫العنــف والكراهيــة واالقتتــال والتطــرف‪،‬‬ ‫ومــا يجــب التنبيــه عليــه أن هنــاك مــن‬ ‫أفــام الكارتــون مــا يجــب حذفــه مــن‬ ‫القنــوات التــي تدعــي املحافظــة عــى‬ ‫الهويــة اإلســامية؛ ألن فيهــا مــن اإللحــاد‬ ‫مــا اليعلمــه إال اللــه تعــاىل‪.‬‬ ‫ومــن البــوادر الجيــدة يف هــذا املجــال؛‬ ‫أن قســا مــن تلــك القنــوات أصبــح‬ ‫يهتــم باللغــة العربيــة‪ ،‬ويعــرض كارتونــا‬ ‫عــن التاريــخ اإلســامي‪ ،‬ويقــدم مــا هــو‬ ‫مفيــد للطفــل املســلم‪ ،‬بصــورة إســامية‬ ‫معتدلــة‪ ،‬لــذا فــإن مــن الواجــب عــى‬ ‫أصحــاب القــرار دعــم هــذه القنــوات‪،‬‬ ‫وإنشــاء قنــوات إســامية لألطفــال‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل تكويــن مجتمــع إســامي معتــدل؛‬ ‫ذلــك ألننــا إذا وضعنــا عقليــة الطفــل‬ ‫املســلم يف االتجــاه الصحيــح؛ وســلك‬

‫‪29‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪30‬‬

‫الطريــق الواضــح املعتــدل منــذ صغــره؛‬ ‫فإنــه ســيميض بقيــة مراحلــه عىل الســبيل‬ ‫الــذي تــرىب عليــه‪.‬‬ ‫إن املنهجيــة التــي رســمها اإلســام للدعوة‬ ‫اإلســامية منــذ بزوغهــا وإىل يومنــا هــذا‬ ‫مل تتغــر أسســها وال مرتكزاتهــا‪ ،‬لكنهــا‬ ‫راعــت مســألة تعدد الوســائل واألســاليب‬ ‫ضمــن الضوابــط الرشعيــة‪ ،‬وهــذا األمــر‬ ‫يعطينــا صــورة واضحــة عــى أن الدعــوة‬ ‫اإلســامية ترتكــز عــى أســس معتدلــة‬ ‫ومنهجيــة متوازنــة تتــاءم مــع كافــة‬ ‫املســتجدات‪ ،‬وأنهــا دعــوة ال تنحــر‬ ‫مبــكان أو زمــان‪ ،‬بــل هــي دعــوة الغايــة‬ ‫منهــا بــث كل مــا فيــه الســعادة والخــر‬ ‫يف نفــوس النــاس‪.‬‬ ‫ومــا دمنــا أننــا ب ّينــا منهــج اإلســام يف‬ ‫الدعــوة فــا بــد مــن بيــان أمــر مهــم‪،‬‬ ‫وهــو أن مــا ذكرنــاه مــن وســائل لتطويــر‬ ‫الدعــوة يف عرصنــا ال ميكــن أن يحــدث‬ ‫إال بوجــود الدعــم واملتابعــة مــن قبــل‬ ‫الــدول اإلســامية‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬ ‫الحــركات اإلســامية املعــارصة ومنهجهــا‬ ‫يف البنــاء والدعــوة‬ ‫(هيئــة علــاء املســلمني يف العــراق‬ ‫أمنوذجــا)‬ ‫مل تكــن الدعــوة اإلســامية منحــرة‬ ‫مبجموعــة معينــة‪ ،‬أو مبســمى معــن‪،‬‬ ‫وبعــد انتهــاء الخالفــة اإلســامية بســقوط‬ ‫الدولــة العثامنيــة‪ ،‬واالحتــاالت التــي‬ ‫ابتليــت بهــا أمتنــا‪ ،‬وكــرة األحــزاب‬ ‫الهدامــة‪ ،‬نشــأت حــركات إســامية كان‬ ‫هدفهــا الخــاص مــن االحتــال الصليبــي‬ ‫لألمــة‪ ،‬وإصــاح مــا خربتــه األحــزاب‬ ‫املتآمــرة معــه‪ ،‬وتوجيــه الشــباب املســلم‬ ‫باالتجــاه الصحيــح‪ ،‬وترســيخ العقيــدة‬ ‫الصحيحــة يف عقولهــم‪ ،‬ومل تكــن غايــة‬

‫تلــك الحــركات الطمــع يف املــال أو‬ ‫املناصــب‪ ،‬بــل كانــت غايتهــا إصــاح مــا‬ ‫أفســده أعــداء األمــة‪ ،‬وإعــادة الكرامة إىل‬ ‫األمــة بأكملهــا‪ ،‬وهــي يف الوقــت نفســه‬ ‫(( تؤمــن بشــمولية اإلســام لــكل نواحــي‬ ‫الحيــاة‪ ،‬وتتصــدى لقيــادة مات ـراه جهــدا‬ ‫الزمــا إلعــادة تأكيــد هــذه الشــمولية يف‬ ‫وجــه تراخــي املجتمــع وتقصــر القيادات‪،‬‬ ‫واملؤثــرات الســلبية‪ ،‬ومكايــد األعــداء‪،‬‬ ‫وهــي بهــذا تدعــي لنفســها دور القيــادة‬ ‫األخالقيــة للمجتمــع‪ ،‬متحديــة بذلــك‬ ‫القيــادات السياســية والدينيــة التقليديــة‬ ‫معــا))‪)16(.‬‬ ‫وبعــد احتــال العــراق يف ســنة ‪2003‬م‬ ‫نشــطت يف العــراق حركــة إســامية مل‬ ‫ـم العـراق عــى عاتقها فحســب‪،‬‬ ‫تحمــل هـ َّ‬ ‫ـم األمــة بأكملهــا‪ ،‬متثلــت‬ ‫بــل حملــت هـ َّ‬ ‫بهيئــة علــاء املســلمني‪ ،‬حيــث إنهــا‬ ‫اتبعــت املنهجيــة الحقيقيــة للحــركات‬ ‫اإلســامية‪ ،‬فــكان عنوانهــا البــارز‬ ‫التصــدي لالحتــال ومشــاريعه‪ ،‬واتســم‬ ‫منهجهــا بالشــمولية‪ ،‬فكانــت هيئــة‬ ‫رشعيــة وطنيــة علميــة دعويــة‪ ،‬واتضــح‬ ‫منهجهــا مــن خــال مواقفهــا وبياناتهــا‬ ‫الصــادرة عنهــا‪ ،‬ومــن خــال منظومــة‬ ‫اإلصــاح والتغيــر التــي وضعتهــا لبنــاء‬ ‫الحيــاة املثــى‪ ،‬والتــي حملــت يف طياتهــا‬ ‫الفقــرات اآلتيــة‪:‬‬ ‫‪ .1‬السياســة املثــى إلصــاح األوضــاع‬ ‫العامــة‪.‬‬ ‫‪ .2‬السياســة املثــى إليجــاد الحــركات‬ ‫السياســية الصحيحــة‪.‬‬ ‫‪ .3‬السياســة املثــى إلصــاح أوضــاع‬ ‫الســلطة والحكــم‪.‬‬ ‫‪ .4‬صــورة النظــام الســيايس يف اإلســام‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬ ‫وقــد تضمــت هــذه الفقــرات مــواد‬ ‫توضــح كيفيــة القيــام بــكل واحــدة منهــا‪.‬‬

‫ومــا نســتدل بــه عــى شــمول منهجيــة‬ ‫هيئــة علــاء املســلمني يف العــراق أنهــا‬ ‫اتســمت باملزايــا اآلتيــة‪:‬‬ ‫‪ .1‬انضــام رشائــح كثــرة مــن العراقيــن‬ ‫إليهــا كاألســاتذة واألطبــاء واملهندســن‬ ‫والحقوقيــن‪.‬‬ ‫‪ .2‬اتصفــت بالخطــاب املتــوازن واملعتدل‪،‬‬ ‫ومل توجــه خطابهــا إىل مكــون معــن‪ ،‬بــل‬ ‫إىل جميــع العراقيــن دون متييــز بــن‬ ‫مذهــب وآخــر‪.‬‬ ‫‪ .3‬تب ّنــت كثــرا مــن املشــاريع الوطنيــة‬ ‫التــي تُنقــذ العــراق مــن الدوامــة التــي‬ ‫يعيــش فيهــا‪ ،‬وآخرهــا مــروع ( الع ـراق‬ ‫الجامــع)( )‪ ،‬والــذي كان يهــدف إىل‬ ‫إخــراج العــراق مــن املســتنقع الــذي‬ ‫يعيشــه‪ ،‬وبنــاء وطــن تعيــش فيــه جميــع‬ ‫مكونــات العــراق مــن غــر متييــز بــن‬ ‫مذهــب وآخــر‪.‬‬ ‫‪ .4‬ويف الوقــت الــذي كانــت فيــه الهيئــة‬ ‫ترســم للعراقيــن درب الخــاص مــن‬ ‫االحتــال وأعوانــه؛ فإنهــا كانــت موجــودة‬ ‫وبكثافــة يف مياديــن الدعــوة‪ ،‬فكانــت‬ ‫تقيــم النــدوات والــدورات‪ ،‬وتقــوم عــى‬ ‫رعايــة األيتــام‪ ،‬ومســاعدة املحتاجــن‪،‬‬ ‫وإغاثــة امللهوفــن‪.‬‬ ‫إن املنهــج الــذي رســمته هيئــة علــاء‬ ‫املســلمني يف الع ـراق‪ ،‬كان منهجــا يهــدف‬ ‫إىل بنــاء عــراق آمــن ومســتقر يعيــش‬ ‫فيــه أبنــاؤه يف تآلــف وتعاطــف‪ ،‬بعيــدا‬ ‫عــن الطائفيــة التــي أدخلهــا أعــداؤه‬ ‫إليــه‪ ،‬ومــع مــا قدمتــه الهيئــة مــن منهــج‬ ‫إلصــاح البلــد إال أنهــا القــت مــن ظلــم‬ ‫نصبهــا‬ ‫االحتــال والحكومــات التــي ّ‬ ‫ماالقــت؛ ولكنهــا بقيــت ومــا زالــت‬ ‫صامــدة‪ ،‬وأصبحــت مثــاال للحــركات‬ ‫اإلســامية املعــارصة التــي ال تريــد‬ ‫بأفعالهــا وأقوالهــا إال مرضــاة ربهــا تبــارك‬ ‫وتعــاىل‪.‬‬


‫الخامتة‬ ‫مــن خــال مــا قدمنــاه يف هــذه الورقــة‬ ‫البحثيــة مــن موجــز عــن منهــج اإلســام‬ ‫يف البنــاء والدعــوة والحركــة؛ فــا بــدّ مــن‬ ‫ذكــر أهــم النتائــج التــي اســتخلصتها‪:‬‬ ‫‪ .1‬إن عبــارة‪ ( :‬منهــج االســام يف البنــاء‬ ‫والدعــوة والحركــة) متازمــة ال ينفــك‬ ‫بعضهــا عــن بعضهــا اآلخــر‪ ،‬فالبنــاء هــو‬ ‫مثــرة مــن مثــرات الدعــوة‪ ،‬والدعــوة ال‬ ‫تقــوم إال إذا تعهدتهــا جاعــة التزمــت‬ ‫بهــا‪ ،‬واتخذتهــا ســبيا مــن أجــل الرقــي‬ ‫باملجتمــع اإلســامي‪ ،‬والتقــدم بــه نحــو‬ ‫األمــام‪.‬‬ ‫‪ .2‬اتصــف منهــج اإلســام يف البنــاء‬ ‫والدعــوة بالشــمولية‪ ،‬وركــز يف جانــب‬ ‫البنــاء عــى بنــاء العقــل مــن أجــل‬ ‫أن ُيشــارك يف بنــاء الجوانــب األخــرى‪،‬‬ ‫وكذلــك فقــد امتــاز املنهــج الدعــوي بأنــه‬ ‫منهــج يراعــي مــا يحــدث مــن تطــور‬ ‫لألســاليب والوســائل‪ ،‬يف ضمــن ضوابــط‬ ‫رشعيــة‪ ،‬بحيــث إننــا باســتطاعتنا أن‬ ‫نســخر التقنيــات الحديثــة يف الجانــب‬ ‫الدعــوي بــكل وســائلها وأســاليبها‪ ،‬فمنهج‬ ‫الدعــوة ال يتعــارض مــع التطــور الحاصــل‬ ‫يف عرصنــا‪ ،‬بيــد أنــه ال بــد مــن مراعــاة‬ ‫الضوابــط الرعيــة يف هــذا الجانــب‪.‬‬ ‫‪ .3‬مــن خــال اإلمنــوذج الــذي ذكرنــاه‬ ‫عــن الحــركات اإلســامية املعــارصة‪ ،‬تبــن‬ ‫لنــا أن هيئــة علــاء املســلمن متثــل‬ ‫القــدوة الصالحــة يف عرصنــا‪ ،‬للحــركات‬ ‫اإلســامية‪ ،‬وأنهــا هيئــة رشعيــة وطنيــة‬ ‫علميــة دعويــة‪.‬‬ ‫والحمد لله رب العاملن‪.‬‬

‫املراجع‬ ‫‪ -1‬مقاييس اللغة‪ ،‬أبو الحسن أحمد بن‬ ‫فارس بن زكريا (ت‪395‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪:‬عبد‬ ‫السام محمد هارون‪،‬دار الفكر‪1399 ،‬هـ ‪-‬‬ ‫‪1979‬م‪( 289-288/5 :‬مادة نهج)‪.‬‬ ‫‪ -2‬سورة املائدة‪ :‬اآلية‪.48‬‬ ‫‪ -3‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬محمد‬ ‫بن مكرم بن منظور األفريقي‬ ‫املرصي (ت‪711‬هـ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫بروت‪.383/2:‬‬ ‫‪ -4‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬عبد الرحمن‬ ‫بدوي‪ ،‬ط‪ ،1977 ،3‬الكويت‪ ،‬وكالة‬ ‫املطبوعات‪:‬ص‪.5‬‬ ‫‪ -5‬لسان العرب ‪89/14‬‬ ‫‪ -6‬التحرير والتنوير‪ ،‬محمد الطاهر بن‬ ‫محمد بن محمد الطاهر بن عاشور‬ ‫التوني‪(،‬ت‪1393 :‬هـ)‪ ،‬الدار التونسية‬ ‫للنر – تونس‪1984 ،‬ﻩ‪.332/1 :‬‬ ‫‪ -7‬لسان العرب‪.259-258/14 ،‬‬ ‫‪ -8‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين احمد بن‬ ‫عبد الحليم املعروف بابن تيمية‪ ،‬تحقيق‬ ‫أنور الباز_عامر الجزار‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط‪:3‬‬ ‫‪.158-157/15‬‬ ‫‪ -9‬الدعوة إىل اإلسام‪ ،‬للدكتور أَيب بكر‬ ‫زكرى مكتبة دار العروبة‪ ،‬القاهرة‪ :‬ص‪.8:‬‬ ‫‪ -10‬مع الله دراسات يف الدعوة والدعاة‪،‬‬ ‫الشيخ محمد الغزال‪ ،‬نهضة مرص للطباعة‬ ‫والنر‪ ،‬ط‪200 ،6‬م‪ :‬ص‪.13:‬‬ ‫‪ -11‬الحركة اإلسامية رؤية مستقبلية‪ ،‬د‪.‬‬ ‫عبد الله النفي‪ ،‬مقال بعنوان‪ :‬نحو حركة‬ ‫إسامية علنية وسلمية د‪ .‬عبد الله أبو‬ ‫عزة‪ ،‬مكتبة آفاق‪ ،‬ط‪1433 ،1‬هـ ‪2012 -‬م‪:‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪ -12‬الحركة اإلسامية ومسألة التغير‪،‬‬ ‫الشيخ راشد الغنويش‪ ،‬املركز املغاريب‬ ‫للبحوث والرجمة‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪-‬‬ ‫‪2000‬م‪ :‬ص‪.11‬‬ ‫‪ -13‬املصدر نفسه‪:‬ص‪.119‬‬ ‫‪ -14‬مسائل العقيدة وداللتها بن الرهنة‬ ‫القرآن َّية واالستدالل الكامي‪ ،‬د‪.‬السيد‬ ‫رزق الحجر‪ ،‬دار الثقافة للتوزيع والنر‪،‬‬ ‫القاهرة‪1410 ،‬هـ ‪1990-‬م‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪ -15‬صحيح البخاري‪ ،‬دار ابن كثر‪،‬‬ ‫‪1414‬هـ ‪1993 -‬م‪.)4776( 1949/5 :‬‬ ‫‪ -16‬ينظر‪ :‬املدخل إىل علم الدعوة‪ ،‬محمد‬ ‫أبو الفتح البيانون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪1415‬هـ‪1995-‬م‪:‬ص‪.4‬‬ ‫‪ .‬الحركة اإلسامية رؤية مستقبلية‪ ،‬د‪ .‬عبد‬ ‫الله النفي‪ :‬ص‪.44‬‬ ‫‪ -17‬لاطاع عى نص منظومة االصاح‬ ‫والتغير يف موقع الهيئة نت‪www.iraq- :‬‬ ‫‪.amsi.net‬‬ ‫‪ .‬لاطاع عى نص مبادرة العراق الجامع‬ ‫يف موقع الهيئة نت‪:‬‬

‫املصادر‬ ‫‪ .1‬التحرير والتنوير‪ ،‬محمد الطاهر بن‬ ‫‪.‬‬ ‫محمد بن محمد الطاهر بن عاشور‬ ‫التوني‪(،‬ت‪1393 :‬هـ)‪ ،‬الدار التونسية‬ ‫للنر – تونس‪1984 ،‬ﻩ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحركة اإلسامية رؤية مستقبلية‪ ،‬د‪.‬‬ ‫عبد الله النفي‪ ،‬مقال بعنوان‪ :‬نحو حركة‬ ‫إسامية علنية وسلمية د‪ .‬عبد الله أبو‬ ‫عزة‪ ،‬مكتبة آفاق‪ ،‬ط‪1433 ،1‬هـ ‪2012 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .3‬الحركة اإلسامية ومسألة التغير‪ ،‬الشيخ‬ ‫راشد الغنويش‪ ،‬املركز املغاريب للبحوث‬ ‫والرجمة‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬ ‫‪ .4‬الدعوة إىل اإلسام‪ ،‬للدكتور أَيب بكر‬ ‫زكرى مكتبة دار العروبة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ .5‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬محمد‬ ‫بن مكرم بن منظور األفريقي املرصي‬ ‫(ت‪711‬هـ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪ ،2‬بروت‪.‬‬ ‫‪ .6‬مجموع الفتاوى‪ ،‬تقي الدين احمد بن‬ ‫عبد الحليم املعروف بابن تيمية‪ ،‬تحقيق‬ ‫أنور الباز_عامر الجزار‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط‪.3‬‬ ‫‪ .7‬املدخل إىل علم الدعوة‪ ،‬محمد أبو‬ ‫الفتح البيانون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪1415‬هـ‪1995-‬م‪.‬‬ ‫‪ .8‬مسائل العقيدة وداللتها بن الرهنة‬ ‫القرآن َّية واالستدالل الكامي‪ ،‬د‪.‬السيد‬ ‫رزق الحجر‪ ،‬دار الثقافة للتوزيع والنر‪،‬‬ ‫القاهرة‪1410 ،‬هـ ‪1990-‬م‪.‬‬ ‫‪ .9‬مع الله دراسات يف الدعوة والدعاة‪،‬‬ ‫الشيخ محمد الغزال‪ ،‬نهضة مرص للطباعة‬ ‫والنر‪ ،‬ط‪.6‬‬ ‫‪ .10‬مقاييس اللغة‪ ،‬أبو الحسن أحمد بن‬ ‫فارس بن زكريا (ت‪395‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪:‬عبد‬ ‫السام محمد هارون‪،‬دار الفكر‪1399 ،‬هـ‬ ‫ ‪.1979‬‬‫‪ .11‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬عبد الرحمن‬ ‫بدوي‪ ،‬وكالة املطبوعات‪ ،‬ط‪،1977 ،3‬‬ ‫الكويت‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪32‬‬


‫‪33‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪34‬‬

‫لقاء العدد‬

‫ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻫﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ‬ ‫ﺇﺳﻼﻣﻲ ﻭﻃﻨﻲ‬

‫حاوره‪ :‬قسم الحوارات يف مجلة الوسطية‬

‫أكــد االســتاذ مــدن مــرزاق زعيــم جيــش اإلنقــاذ اإلســامي الســابق يف الجزائــر أن الجبهــة اإلســامية‬ ‫الصادقــن‪ ،‬وهــي‬ ‫لإلنقــاذ هــي مــروع إســامي وطنــي‪ ،‬يحملــه يف العقــول والقلــوب‪ّ ،‬‬ ‫كل أبنــاء الجبهــة ّ‬ ‫قض ّيــة سياسـ ّية عادلــة‪ ،‬يُناضــل مــن أجلهــا ودفاعــا عنهــا‪ ،‬رجــال الجبهــة الثّابتــن‪ ،‬وهــي تجربــة إســام ّية‬ ‫فريــدة‪ ..‬جــاءت يف ظــرف اســتثنايئ‪.‬‬ ‫وأضــاف مــرزاق يف حديــث خــاص ملجلــة ( الوســطية) أن التهــم املوجهــة للحركــة هــي نفــس ال ّتهــم‬ ‫ال ّتــي و ّجهتهــا فرنســا االســتعاريّة‪ ،‬آلبآئنــا املجاهديــن عندمــا رفضــوا ال ـ ّذل والهــوان‪ ،‬وانتفضــوا ضــدّ‬ ‫الســاح دفاعــا عــن أنفســهم وأعراضهــم‪ ،‬وســعيا لتحريــر وطنهــم واســرجاع‬ ‫الظّلــم والطّغيــان‪ ،‬و َحملــوا ّ‬ ‫ســيادتهم‪ ..‬فكانــوا بال ّنســبة إليهــا خارجــن عــن القانــون مارقــن‪ ،‬وقطّــاع طــرق مجرمــن‪ ،‬وفاّقــة‬ ‫إرهاب ّيــن‪ ،‬وعــى هــذا األســاس وبهــذه ال ّذريعــة الكاذبــة‪ ،‬أباحــت لوحوشــها وزبان ّيتهــا‪ ،‬قتــل مليــون‬ ‫ونصــف املليــون مــن الشّ ــعب الجزائــري املســلم‪ ،‬أمــا ال ّتخريــب والحــرق وال ّتعذيــب‪ ،‬فحــدِّ ث وال َحــرج‪..‬‬ ‫والحديــث بالحديــث يذكــر‪ ،‬والق ـرارات واألحــداث بأمثالهــا تُعــرف وتُقــاس‪.‬‬


‫وفيا ييل نص الحوار‪:‬‬ ‫الوســطية‪ //‬جبهــة االنقــاذ أيــن هــي‬ ‫اليــوم ومــا هــي أهــم أهدافهــا ومــا‬ ‫هودورهــا اليــوم يف املشــهد الجزائــري؟‬ ‫مــرزاق‪ :‬بســم اللــه ال ّرحمــن ال ّرحيــم‪..‬‬ ‫الجبهــة اإلســامية لإلنقــاذ‪ ،‬هــي مــروع‬ ‫وقض ّيــة‪ ..‬هــي تجربــة وذكــرى‪ ..‬هــي‬ ‫أمــل وأمل‪ .‬هــي مــروع إســامي وطنــي‪،‬‬ ‫كل أبنــاء‬ ‫يحملــه يف العقــول والقلــوب‪ّ ،‬‬ ‫الصادقــن‪.‬‬ ‫الجبهــة ّ‬ ‫وهــي قض ّيــة سياســ ّية عادلــة‪ُ ،‬يناضــل‬ ‫مــن أجلهــا ودفاعــا عنهــا‪ ،‬رجــال الجبهــة‬ ‫الثّابتــن‪.‬‬ ‫وهــي تجربــة إســام ّية فريــدة‪ ..‬جــاءت‬ ‫يف ظــرف اســتثنايئ‪ ،‬كانــت األنظمــة‬ ‫األحاد ّيــة الشّ ــمولية‪ ،‬تســيطر فيــه‬ ‫ســيطرة كاملــة‪ ،‬عــى البلــدان العربيــة‬ ‫اإلســام ّية‪ ،‬وكانــت ال ّتيــارات املعارضــة‬ ‫بــكل أطيافهــا‪ ،‬قــد ي ِئســت مــن إمكان ّيــة‬ ‫حــدوث تغيــر‪ ،‬عــى املديــن القريــب‬ ‫واملتوســط‪ ..‬غــرأنّ الجبهــة فاجــأت‬ ‫الجميــع‪ ،‬ونزلــت باملــروع اإلســامي‬ ‫الســاحة السياســ ّية‪ ،‬ويف‬ ‫الوطنــي إىل ّ‬ ‫وقــت قيــايس‪ ،‬اســتطاعت أن تُقنــع عموم‬ ‫الرصيــح‬ ‫الشّ ــعب الجزائــري بطرحهــا ّ‬ ‫الصــادق‪ ..‬وألنهــا منــه وتعرفــه‪ ،‬راهنــت‬ ‫ّ‬ ‫عــى إميانــه ونخوتــه‪ ،‬وقــ ّررت ال ّذهــاب‬ ‫إىل االنتخابــات أل ّول مــرة‪ ،‬رغــم املخاطــر‬ ‫واملؤام ـرات وقلّــة ال ّتجربــة‪ ..‬وبينــا كان‬ ‫اإلخــوة يف ال ّتنظيــات اإلســام ّية األخــرى‬ ‫يــرون يف القـرار‪ ،‬انتحارا سياسـ ّيا و ُمغامرة‬ ‫محســوبة العواقــب وال ّتدا ِعيــات‪،‬‬ ‫غــر ُ‬ ‫كان ال ّتيــار العلــان يــرى يف ذلــك فرصــة‬ ‫ســانحة لل ّنظــام الحاكــم لتقزيــم ال ّتيــار‬

‫اإلســامي‪ ،‬وإظهــاره كأقل ّيــة قليلــة يف‬ ‫املجتمــع الجزائــري‪ ..‬إال أنّ الشّ ــعب‬ ‫املســلم‪ ،‬كان قــد اتّخــذ قــراره وحســم‬ ‫أمــره‪ ،‬فقلــب الطاولــة عــى الجميــع‪،‬‬ ‫وصــ ّوت باألغلب ّيــة الغالبــة‪ ،‬عــى رجــال‬ ‫الجبهــة اإلســام ّية لإلنقــاذ ومروعهــا‬ ‫اإلســامي‪ ..‬فــكان بعــد ذلــك ال ـ ّذي كان‪،‬‬ ‫وأصبحــت قض ّيــة الجبهــة وتجربتهــا‬ ‫الفت ّيــة‪ ،‬قض ّيــة عرب ّيــة وإســام ّية‪ ،‬داع‬ ‫ِصيتهــا يف جهــات العــامل األربــع‪.‬‬ ‫والجبهــة ذكــرى مؤثّــرة‪ ،‬التـزال عالقــة يف‬ ‫ذاكــرة ووجــدان‪ ،‬كل مــن عرفهــا وعــاش‬ ‫أيّامهــا وأحداثهــا‪.‬‬ ‫وهــي أمــل قــوي‪ ،‬يحدُ وأصحــاب الن ّيــات‬ ‫الصادقــة واملســاعي‬ ‫الحســنة واإلرادات ّ‬ ‫الحميــدة‪ ،‬للمســاهمة يف إصــاح شــؤون‬ ‫الدّ ولــة‪ ،‬وإنقــاذ الجزائــر مــن األزمــة‬ ‫الســلمي‬ ‫نهائ ّيــا‪ ،‬بالعمــل الســ ّيايس ّ‬ ‫كل الغيوريــن يف‬ ‫الهــادف‪ ،‬وال ّتعــاون مــع ّ‬ ‫ش ـ ّتى موا ِقعهــم‪ ،‬لحايــة البــاد والعبــاد‬ ‫مــن كل األخطــار التــي تتهدّ دهــا‪.‬‬ ‫وهــي أمل شــديد يــكاد يكــون قاتــا‪،‬‬ ‫تُغ ِّذيــه ذكريــات حزينــة‪ ،‬ومــآيس كبــرة‪،‬‬ ‫وجــراح عميقــة‪ ،‬تســ ّبب فيهــا مــرىض‬ ‫الســلطة‪ ،‬ملــا انقلبــوا عــى اخت ّيــار‬ ‫بجنــون ّ‬ ‫الشّ ــعب وأوقفــوا املســار االنتخــايب‪،‬‬ ‫ودفعــوا بالبــاد والعبــاد إىل مســتنقع‬ ‫الدّ مــاء والدّ مــوع والخــراب والدّ مــار‪،‬‬ ‫فت َحــا َرب أبنــاء الوطــن الواحــد‪ ،‬وقتــل‬ ‫بعضهــم بعضــا‪...‬‬ ‫والجبهــة اليــوم شــتات بــن الداخــل‬ ‫والخــارج‪ ،‬متثلهــا أربعــة هيئــات‪ ،‬أفرزتهــا‬ ‫املحنــة القاســية التــي مــرت بهــا‪ ،‬وهــي‬

‫‪ :‬القيــادة التاريخيــة‪ ..‬القيــادة التــي‬ ‫أفرزهــا مؤمتــر باتنــة‪ ..‬القيــادة التــي‬ ‫أفرزهــا الصــدام املســلح‪ ..‬وقــادة الجبهــة‬ ‫يف الخــارج‪ ،‬وقــد ســبق وأكدنــا هــذه‬ ‫الحقيقــة‪ ،‬يف لقــاء عقدنــاه ســنة ‪2001‬م‪،‬‬ ‫حــرضه ممثلــون رســميون‪ ،‬عــن الهيئــات‬ ‫القياديــة املذكــورة أعــاه‪ ،‬خرجنــا منــه‬ ‫مبوقــف إعــرايض‪ ،‬عــى تنظيــم مؤمتــر‬ ‫للجبهــة يف الخــارج‪ ،‬يف غيــاب الهيئــات‬ ‫القياديــة الحقيقيــة‪ ،‬وكتبنــا تبعــا لذلــك‬ ‫رســالة‪ ،‬حاولنــا إيصالهــا إىل الشــيخن يف‬ ‫الســجن‪ ،‬هــذا بعــض مــا جــاء فيهــا ‪ « :‬ال‬ ‫شــك أنّكــم تدركون قبــل غركــم‪ ،‬أنّ وضع‬ ‫الحســاس وخطــورة املرحلــة‪ ،‬ال‬ ‫البــاد ّ‬ ‫يســمحان بالعفويــة واالرتجــال‪ ،‬يف اتّخــاذ‬ ‫أي مبــادرة ســلبا أوإيجابــا‪،‬‬ ‫مواقــف مــن ّ‬ ‫قبــل الــدّ رس الدّ قيــق‪ ،‬واالستشــارة‬ ‫الصادقــة‪ ..‬وإنّ‬ ‫الواســعة‪ ،‬مــع االســتخارة ّ‬ ‫مؤمتــر الجبهــة املحتمــل‪ ،‬الــذي نســمع‬ ‫عنــه‪ ،‬ومل يؤخــذ رأينــا فيــه‪ ،‬فضــا عــى‬ ‫أنّ القامئــن عــى تنظيمــه‪ ،‬ال ميثلــون يف‬ ‫قيــادة الجبهــة شــيئا‪ ،‬فهــم مــن ّ‬ ‫تخــى‬ ‫عنهــا وشــ ّوه ســمعتها‪ ،‬وتنكّــر لهــا عــن‬ ‫قصــد تع ّمــده‪ ،‬أوخطــأ ُج ـ ّر إليــه‪ ..‬لكــن‬ ‫الــذي ال شــكّ فيــه‪ ،‬أنّهــم فعلــوا ذلــك‬ ‫والجبهــة أحــوج مــا تكــون لوفائهــم‪.‬‬ ‫وعليــه فــإنّ مســؤوليتنا ال ّتاريخيــة‪،‬‬ ‫أمــام ال ّتضحيــات الجســام التــي دفعهــا‬ ‫الصادقــون‪ ،‬تفــرض علينــا أن نحــدّ د‬ ‫ّ‬ ‫موقفنــا‪ ،‬مــن هــذا العمــل الــذي يف ـ ّرق‬ ‫الجبهــة وال يجمعهــا‪ ،‬ويضعفهــا وال‬ ‫يق ّويهــا‪ ،‬ويزيــد يف آالم أبنائهــا وال يض ّمــد‬ ‫جراحهــم‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪36‬‬

‫لقاء العدد‬

‫وح ّتــى ال نســمح بال ّتاعــب م ـ ّرة أخــرى‬ ‫مبصــر األ ّمــة وتطلّعاتهــا‪ ،‬فإنّنــا نطلــب‬ ‫الســاعن لتحقيــق هــذه الفكــرة أن‬ ‫مــن ّ‬ ‫ي ّتقــوا اللــه وال يعانــدوا‪ ،‬ويركــوا األمــر‬ ‫حــق‬ ‫ألهلــه‪ ،‬ويجمعــوا أمرهــم عــى ّ‬ ‫ويأتونــه ص ّفــا‪ ..‬وإال فإنّنــا مــن مثــل هــذا‬ ‫العمــل بــراء ولــه باملرصــاد‪.‬‬ ‫وألنّ أبنــاء الجبهــة اليــوم شــتات يف‬ ‫الدّ اخــل والخــارج‪ ،‬فــإنّ الهــروب إىل‬ ‫األمــام والقفــز عــى الحقائــق‪ ،‬والبــرص‬ ‫أعمــى‪ ،‬يوشــك أن ُيــردي بصاحبــه يف‬ ‫هاويــة ال قــرار لهــا‪.‬‬ ‫ـري ملــن يرنــو إىل الحـ ّـق‪ ،‬ويريــد البناء‬ ‫فحـ ّ‬ ‫ال الهــدم‪ ،‬أن يعمــل عــى تقويــة ال ّروابــط‬ ‫بــن الهيئــات الرســمية‪ ،‬التــي انتهــى إليها‬ ‫األمــر يف عــ ّز املحنــة‪ ،‬وحلكــة الفتنــة‪،‬‬ ‫الســجناء‪ ،‬وقيــادة‬ ‫واملتمثّلــة يف الشــيوخ ّ‬ ‫الجيــش اإلســامي لإلنقــاذ‪ ،‬والشّ ــيوخ‬ ‫املفــرج عنهــم‪ ،‬والهيئــة التنفيذيــة‬ ‫بالخــارج‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك إطــارات‬ ‫الحــق‪ ،‬ومل‬ ‫الجبهــة الذيــن ثبتــوا عــى‬ ‫ّ‬ ‫يولّــوا عــى أعقابهــم ينكصــون‪.‬‬ ‫إنّ تقويــة هــذه ال ّروابــط وتحصينهــا‬ ‫وترصيصهــا‪ ،‬لهواألســاس األمثــل يف‬ ‫ألي‬ ‫الوقــت ال ّراهــن‪ ،‬والقاعــدة األصلــب‪ّ ،‬‬ ‫ـب ســديد ورأي‬ ‫عمــل قويــم‪ ،‬ينشــده ذولـ ّ‬ ‫حصيــف «‪.‬‬ ‫الوســطية‪ //‬هنالــك مــن يقــول أنّ جبهــة‬ ‫االنقــاذ صــارت جــزءاً مــن املــايض مــا‬ ‫هوتعليقكــم؟‬

‫مــرزاق‪ :‬نعــم‪ ..‬الجبهــة جــزء مــن املــايض‪ ،‬الوســطية‪ :‬مــا هــي ال ّتهــم املو ّجهــة‬ ‫ألنّهــا صنعــت أحداثــا كبــرة ال تُنــى‪ ،‬إليكــم مــن الحكومــة الجزائر ّيــة؟‬ ‫وإن شــئت فقــل ‪ :‬بــل صنعــت ال ّتاريــخ‬ ‫وتركــت بصــات ال متُ حــى‪ ..‬الجبهــة أ ّيهــا مــرزاق‪ :‬هــي نفــس ال ّتهــم ال ّتــي و ّجهتهــا‬ ‫النــاس ح ّيــة يف قلــوب ال ّذيــن يؤمنــون بها فرنســا االســتعار ّية‪ ،‬آلبآئنــا املجاهديــن‬ ‫وهــم كُـ ُـر‪ ،‬وح ّيــة يف ذاكــرة ال ّذيــن تأثّــروا عندمــا رفضــوا ال ـ ّذل والهــوان‪ ،‬وانتفضــوا‬ ‫الســاح‬ ‫مبروعهــا وتجربتهــا وهــم أكــر‪ ،‬وهــي ضــدّ الظّلــم والطّغيــان‪ ،‬و َحملــوا ّ‬ ‫حــارضة يف حيــاة كل الجزائر ّيــن‪ ،‬ال ّذيــن دفاعــا عــن أنفســهم وأعراضهــم‪ ،‬وســعيا‬ ‫عاشــوا أحــداث الخامــس مــن أكتوبــر لتحريــر وطنهــم واســرجاع ســيادتهم‪..‬‬ ‫ســنة ‪1988‬م‪ ،‬إىل يــوم ال ّنــاس هــذا‪ ..‬فكانــوا بال ّنســبة إليهــا خارجــن عــن‬ ‫وبعيــدا عــن الغــرور وال ّتضليــل أقــول‪ ،‬القانــون مارقــن‪ ،‬وقطّــاع طــرق مجرمــن‪،‬‬ ‫وأنــا يف كامــل قــواي العقل ّيــة ‪ :‬لــوكان وفاّقــة إرهاب ّيــن‪ ،‬وعــى هــذا األســاس‬ ‫حــزب فرنســا‪ ،‬الــ ّذي يختبــئ ُم ّ‬ ‫تحصنــا‪ ،‬وبهــذه ال ّذريعــة الكاذبــة‪ ،‬أباحــت‬ ‫داخــل دواليــب الدّ ولــة الجزائر ّيــة‪ ،‬ميلــك لوحوشــها وزبان ّيتهــا‪ ،‬قتــل مليــون‬ ‫أدىن شــك بــأنّ الجبهــة قــد انتهــت‪ ،‬ونصــف املليــون مــن الشّ ــعب الجزائــري‬ ‫وأصبحــت مــن املــايض كــا يقولــون‪ ،‬مــا‬ ‫املســلم‪ ،‬أمــا ال ّتخريــب والحــرق‬ ‫الســلطة لحظــة واحــدة‪ ،‬يف فتــح‬ ‫تــر ّددت ّ‬ ‫وال ّتعذيــب‪ ،‬فحــدِّ ث وال َحــرج‪..‬‬ ‫املجــال الســ ّيايس‪ ،‬أمــام كل الجزائر ّيــن‬ ‫والحديــث بالحديــث يذكــر‪،‬‬ ‫ومعهــم رجــال الجبهــة‪ ..‬لك ّنهــم يعلمــون‬ ‫والقــرارات واألحــداث بأمثالهــا‬ ‫يقينــا‪،‬‬ ‫تُعــرف وتُقــاس‪.‬‬ ‫الوســطية‪ :‬كيــف هــي عاقتكم‬ ‫مــع حكومــة الجزائــر اليوم؟‬

‫أن عــودة الجبهــة يعني نهاية‬ ‫الكــذب وال ّتزويــر‪ ،‬ونهايــة مــرزاق ‪ :‬عاقتنــا مــع الحكومــة‪،‬‬ ‫ســيطرة األقل ّيــة ال ّتغريب ّيــة‪ ،‬هــي عاقــة الشّ ــعب املظلــوم‬ ‫ال ّتــي متثّــل «حــزب فرنســا املقهــور‪ ،‬ال ّذي ي ُتــوق إىل الحر ّية‬ ‫والســام‪ ،‬ويســعى لل ّتعلّــم‬ ‫«‪ ،‬عــى األغلب ّيــة الوطن ّيــة واألمــن ّ‬ ‫اإلســامية‪ ،‬ال ّتــي ترفــع شــعاروالتّقــدّ م واالزدهــار‪ ،‬مــع نظــام‬ ‫ّ‬ ‫العلــاء والشّ ــهداء « اإلســام ُمنغلِــق ُمســتبد‪ ،‬كغــره مــن‬ ‫األنظمــة العرب ّيــة وبلــدان العــامل‬ ‫ديننــا‪ ،‬والعرب ّيــة لغتنــا‪،‬‬ ‫الثالــث‪ ،‬مــازال يــرى هــذا الشّ ــعب‬ ‫والجزائــر وطننــا»‪.‬‬


‫اليحــق لــه أن يقــ ّرر‬ ‫قــارصا صغــرا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مصــره كــا يشــاء‪ ،‬ويختــار لق ّيادتــه‬ ‫مــن يريــد‪ ..‬وهــذه النظــرة للشــعوب‪،‬‬ ‫ليســت غريبــة‪ ،‬فالحقيقــة يجــب أن‬ ‫تقــال‪ ،‬إن الحــكام مــن طينــة شــعوبهم‪،‬‬ ‫وكــا نكــون يــوىل علينــا‪ ،‬ومتــى نغــر‬ ‫مابأنفســنا‪ ،‬تتغــر مجتمعاتنــا‪ ،‬فيتغــر‬ ‫والة أمورنــا‪ ،‬وعندهــا يغــر اللــه حــال‬ ‫أمتنــا‪ ،‬وهوعــى ذلــك قديــر وعــى غــره‬ ‫أقــدر‪ ..‬نســأل اللــه الصــاح والفــاح‪..‬‬ ‫مؤسســات الدّ ولــة‬ ‫أ ّمــا عالق ُتنــا ببعــض ّ‬ ‫يف الجزائــر‪ ،‬فهــي مقبولــة عــى العمــوم‪،‬‬ ‫خاصــة ق ّيــادة األجهــزة األمن ّيــة‪ ،‬ال ّتــي‬ ‫ّ‬ ‫اعتربهــا عالقــة ج ّيــدة إىل حــدّ الســاعة‪..‬‬ ‫ول ِعل ِمكــم فقــد بــادر رئيــس الجمهور ّيــة‬ ‫يف خطــوة جريئــة‪ ،‬هــدم بهــا جــدار املنــع‬ ‫واإلقصــاء‪ ،‬ودعانــا رســم ّيا إىل رئاســة‬ ‫الجمهور ّيــة‪ ،‬لل ُمشــاركة يف الحــوار حــول‬ ‫تعديــل الدّ ســتور‪ ،‬وتقديــم املُقرتحــات‬ ‫تــم ذلــك بعــون‬ ‫املطلوبــة‪ ،‬وقــد ّ‬ ‫اللــه وتوفيقــه‪ ،‬مبع ّيــة مئــة وخمســن‬ ‫شــخص ّية ُو ِّجهــت لهــا الدّ عــوة‪ ..‬ونســأل‬ ‫اللــه عــز وجــل نحــن أبنــاء الجبهــة‪ ،‬أن‬ ‫يرحــم ضعفنــا ويجمــع شَ ــملنا‪ ،‬ويســهل‬ ‫علينــا تنظيــم مؤمتــر جامــع‪ ،‬تفتــح فيــه‬ ‫ـكل ال ّذيــن حرمــوا ومنعــوا مــن‬ ‫األبــواب لـ ّ‬ ‫العمــل الس ـ ّيايس‪ ،‬بســبب وقــف املســار‬ ‫االنتخــايب يف الجزائــر ســنة ‪ 1991‬م‪ ،‬ومــا‬ ‫وقــع بعــد ذلــك مــن أحــداث أليمــة‪..‬‬ ‫ألنّنــا نعتقــد جازمــن‪ ،‬أنّ الجــرح لــن‬ ‫يندمــل‪ ،‬وأنّ بــاب األزمــة لــن يغلــق‪،‬‬ ‫يرتصــد‪ ،‬مــامل نك ِمــل‬ ‫وخطرهــا يبقــى قامئــا ّ‬

‫خطــوات املصالحــة الحقيق ّيــة‪ ،‬بتصف ّيــة‬ ‫تركــة ســنوات املحنــة‪ ،‬وفتــح املجــال‬ ‫الس ـ ّيايس أمــام كل الجزائر ّيــن‪ ،‬يف إطــار‬ ‫الدّ ســتور واحــرام القوانــن‪ ،‬وعندهــا‬ ‫فقــط‪ ،‬نكــون قــد أغلقنــا ملــف املأســاة‬ ‫يــر وأعــن‪.‬‬ ‫الوطن ّيــة نهائ ّيــا‪ ...‬اللّهــم ّ‬ ‫الوســطية‪ :‬مــا هــي أســباب حملِكــم‬ ‫للســاح يف عالقتكــم مــع الحكومــة؟ مــا‬ ‫ّ‬ ‫هــي الدّ وافــع ال ّتــي دفعتكــم لحمــل‬ ‫الســاح يف الجزائــر؟‬ ‫ّ‬ ‫مــرزاق‪ :‬لقــد ســبق يل وتكلّمــت عــن‬ ‫الدّ وافــع واألســباب واملُالبســات‪ ،‬ال ّتــي‬ ‫دفعتنــا إىل الفــرار مــن جحيــم ال ّنظــام‬ ‫الســاح دفاعا‬ ‫الحاكــم وظلمــه‪ ،‬ثـ ّ‬ ‫ـم حمــل ّ‬ ‫عــن أنفســنا وأعراضنــا‪ ،‬وكتبــت ُموضّ حــا‬ ‫و ُمب ّينــا ‪ « :‬أ ّيهــا ال ّنــاس‪ ..‬لقــد ِعشــنا مــع‬ ‫شــعبنا‪ ،‬أعــوام الدّ عــوة إىل اللــه صابريــن‬ ‫محتســبني‪ ،‬مل يكــن لنــا فيهــا مــن غايــة‬ ‫إال طاعــة اللــه ورضــاه‪ ،‬ووعــظ ال ّنــاس‬ ‫وإرشــادهم‪ ،‬وهدايتهــم إىل رصاط اللــه‬ ‫املســتقيم‪ ..‬فاتُّهِمنــا بالبطــان‪ ،‬و ُجررنــا‬ ‫الشطــة‬ ‫املــ ّرة بعــد املــ ّرة‪ ،‬إىل مخافــر ّ‬ ‫والــدّ رك ومكاتــب ال ّتحقيــق‪ ،‬ل ُيلقــى بنــا‬ ‫الســجون‪ ،‬ظُلــا و ُعدوانــا‪،‬‬ ‫يف غياهــب ّ‬ ‫بغــر ذنــب اقرتفنــاه‪ ،‬أو ُجــرم أتينــاه‪ ،‬إال‬ ‫أن َج َهرنــا بالحـ ّـق وقلنــا ر ّبنــا اللــه‪ ..‬ورغم‬ ‫الــ ّزور وال ُبهتــان والطُّغيــان‪ ..‬مل ن ُ‬ ‫َــر‪ ،‬ومل‬ ‫الســاح يف وجــه أحــد‪ ،‬رغــم أنّ‬ ‫نرفــع ّ‬ ‫القهــر قــد أفتــى‪ ،‬والجــور و َّقــع لــردع‬ ‫الغاصبــن املعتديــن‪.‬‬

‫وصبنــا‪،‬‬ ‫وبالصــر تج ّملنــا‪ ..‬فصربنــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واصطربنــا ‪ ..‬إىل أن أ ِذن اللــه وجــاء عهــد‬ ‫االنفتــاح والتعدّ ديــة‪ ،‬فاســتبرشنا خــرا‪،‬‬ ‫وصدّ قنــا ِكذبــة اللّعبــة الدّ ميقراطيــة‪،‬‬ ‫وانخرطنــا يف العمــل السـ ّيايس‪ ،‬واحتكمنــا‬ ‫إىل صناديــق االقـراع‪ُ ،‬منتهجــن األســاليب‬ ‫الســلم ّية‪ ،‬طمعــا يف تحقيــق الحلــم‬ ‫ّ‬ ‫املفقــود‪ ،‬وإقامــة الدّ ولــة اإلســام ّية‪..‬‬ ‫الدّ ولــة اإلســام ّية ال ّتــي مل تكــن تعنــي‬ ‫ألغلبنــا‪ ،‬غــر تجســيد املــروع املجتمعي‪،‬‬ ‫الـ ّذي ض ّحــى مــن أجلــه اآلبــاء واألجــداد‪،‬‬ ‫ولخّصــه شــعار ابــن باديــس الخالــد‪..‬‬ ‫اإلســام ديننــا‪ ..‬والعرب ّيــة لغتنــا‪ ..‬والجزائر‬ ‫وفصــل فيــه شــهداء ثورة‬ ‫وطننــا‪ ..‬وأكــدّ ه ّ‬ ‫نوفمــر املجيــدة‪ ،‬بحرصهــم وإرصارهــم‬ ‫عــى إقامــة دولــة جزائر ّيــة مســتقلة‬ ‫وذات ســ ّيادة‪ ،‬دميقراط ّيــة واجتامع ّيــة‪،‬‬ ‫ضمــن إطــار املبــادئ اإلســام ّية‪.‬‬ ‫ولقــد شــهدتم وشــهِد العــامل‪ ..‬كيــف‬ ‫صفــع الشّ ــعب الجزائــري املســلم السـ ّيد‪،‬‬ ‫ُدعــاة املســخ وال ّتغريــب وال ّتبع ّية لفرنســا‬ ‫االســتعامر ّية‪ ،‬وأشــهر البطاقــة الحمـراء يف‬ ‫وجوههــم‪ ..‬وكيــف وقــف إىل جانبنــا عــن‬ ‫طواع ّيــة ورىض‪ ،‬ونارصنــا و َق ِبــل املــروع‬ ‫ال ـ ّذي عرضنــاه عليــه‪ ،‬يف ثــاث محطّــات‬ ‫فاصلــة‪ ..‬البلد ّيــات‪ ..‬الواليــات‪ ..‬الربملــان‪..‬‬ ‫وبينــا ك ّنــا ننتظــر مــع شــعبنا اســتالم‬ ‫ـص عــى ذلــك الدّ ســتور‬ ‫الســلطة‪ ،‬كــا نـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفصلتــه قوانــن الجمهور ّيــة‪ ،‬وجدنــا‬ ‫ّ‬ ‫أنفســنا بــن عشــ ّية وض َحاهــا‪ ،‬وبقــ ّوة‬ ‫الحديــد وال ّنــار‪ ،‬خــارج اللّعبة السياسـ ّية‪..‬‬ ‫فــا برملــان‪ ..‬وال حكومــة‪ ..‬وال حــزب‪ ..‬وال‬

‫‪37‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪38‬‬

‫لقاء العدد‬

‫دار‪ ..‬وال دوار‪..‬‬ ‫وبقــ ّوة الحديــد وال ّنــار‪ ،‬وتواطــؤ الــدّ ول‬ ‫ال ُعظمــى‪ ،‬وتحــت شــعار حاميــة‬ ‫الدّ ميقراط ّيــة وال ّنظــام الجمهــوري‪،‬‬ ‫تر ّبعــت عــى ســدة الحكــم‪ ،‬األقل ّيــة‬ ‫القليلــة املنهزمــة يف االنتخابــات‪ ،‬لتتحكّــم‬ ‫يف رقــاب شــعب ال يريدهــا‪ ،‬وترهــن‬ ‫مصــر وطــن مبســاحة شــبه قــا ّرة‪ ،‬كان‬ ‫مرشّ ــحا ليتبــ ّوأ مكانــة رائــدة عــى‬ ‫املســتوى القــا ّري والعاملــي‪...‬‬ ‫وباالنقــاب عــى إرادة الشّ ــعب‪ ،‬وال ّتنكــر‬ ‫الصناديــق الشّ ــفافة‪ ،‬واالنتخابــات‬ ‫لنتائــج ّ‬ ‫التــي شــهدوا بعظمــة لســانهم أنّهــا‬ ‫ّ‬ ‫ح ـ ّرة ونزيهــة‪ ..‬انهــارت دولــة القانــون‪..‬‬ ‫وانقطــع حبــل الثّقــة بــن الحاكــم‬ ‫واملحكــوم‪ ،‬وع ّمــت الفــوىض‪ ،‬واختلــط‬ ‫الحــق‬ ‫الحابــل بال ّنابــل‪ ،‬واصطــدم‬ ‫ّ‬ ‫والســجون‬ ‫بالباطــل‪ ،‬و ُملِئــت املخافــر ّ‬ ‫واملحــارش‪ ..‬وكان طبيع ّيــا أن تطغَــى‬ ‫بعدهــا لغــة ال ّرصــاص والقنابــل‪ ..‬فــكان‬ ‫ال ّنهــب والحــرق وال ّتنكيــل‪ ..‬وكان املفقــود‬ ‫واملقتــول والقاتــل‪..‬‬ ‫وكغرينــا مــن أبنــاء الشّ ــعب املقهــور‬ ‫املحقــور‪ ،‬التحقنــا بالجبــال ُمك َرهــن‪،‬‬ ‫خييــن‪ ،‬دفاعــا عن أنفســنا‬ ‫ُمرغَمــن غــر ُم َّ‬ ‫وأعراضنــا‪ ،‬وعــى ضــوء مــا جــاء يف كتــاب‬ ‫ر ّبنــا وســ ّنة نب ّينــا ‪:‬‬ ‫ــم ظُلِ ُمــوا‬ ‫﴿ أُ ِذنَ لِلَّ ِذيــ َن ُيقَاتَلُــونَ ِبأَنَّ ُه ْ‬ ‫ـم لَ َق ِدي ـ ٌر * الَّ ِذي ـ َن‬ ‫َوإِنَّ اللَّــهَ َعـ َـى ن ْ ِ‬ ‫َص ِهـ ْ‬ ‫ــم ِبغ ْ ِ‬ ‫ــق إِلَّ أَنْ‬ ‫َــر َح ٍّ‬ ‫أُ ْخ ِر ُجــوا ِمــ ْن ِد َيا ِر ِه ْ‬ ‫ـاس‬ ‫َيقُولُــوا َر ُّب َنــا اللَّــهُ َولَـ ْو َل َد ْفـ ُـع اللَّـ ِه ال َّنـ َ‬ ‫ـم ِب َب ْعـ ٍ‬ ‫ـت َص َوا ِمـ ُـع َو ِب َيـ ٌـع‬ ‫ـض لَ ُهدِّ َمـ ْ‬ ‫َب ْعضَ ُهـ ْ‬

‫ــم‬ ‫َو َصلَــ َو ٌ‬ ‫ات َو َم َســاجِ دُ ُي ْذكَــ ُر ِفي َهــا ْاس ُ‬ ‫ـر ُه إِنَّ‬ ‫ـرنَّ اللَّــهُ َمـ ْن َي ْنـ ُ ُ‬ ‫اللَّـ ِه كَ ِثـ ًرا َولَ َي ْنـ ُ َ‬ ‫اللَّــهَ لَ َق ـو ٌِّي َعزِي ـ ٌز ﴾‪.‬‬ ‫ُــم َل‬ ‫وانتصــارا لشــعبنا ‪َ ﴿ :‬و َمــا لَك ْ‬ ‫تُقَاتِلُــونَ ِف َســبِيلِ اللَّــ ِه َوالْ ُم ْســ َتضْ َع ِف َني‬ ‫ِمــ َن ال ِّر َجــالِ َوال ِّن َســا ِء َوالْ ِولْــدَ انِ الَّ ِذيــ َن‬ ‫َيقُولُــونَ َر َّب َنــا أَ ْخ ِر ْج َنــا ِم ـ ْن َه ـ ِذ ِه الْ َق ْر َي ـ ِة‬ ‫ــم أَ ْهلُ َهــا َوا ْج َع ْ‬ ‫ــل لَ َنــا ِمــ ْن لَدُ نْــكَ‬ ‫الظَّالِ ِ‬ ‫َولِ ًّيــا َوا ْج َعـ ْـل لَ َنــا ِم ـ ْن لَدُ نْــكَ ن َِص ـ ًرا ﴾‪..‬‬ ‫وطاعــة لر ّبنــا ‪َ ﴿ :‬يــا أَ ُّي َهــا الَّ ِذيـ َن آَ َم ُنــوا‬ ‫ـم انْ ِف ـ ُروا ِف َس ـبِيلِ‬ ‫ـم إِ َذا ِقيـ َـل لَكُـ ُ‬ ‫َمــا لَكُـ ْ‬ ‫ـم بِالْ َح َيــا ِة‬ ‫ـم إِ َل ْالَ ْر ِض أَ َر ِضي ُتـ ْ‬ ‫اللَّ ـ ِه اثَّا َقلْ ُتـ ْ‬ ‫الدُّ نْ َيــا ِمــ َن ْ َ‬ ‫َــا َم َتــا ُع الْ َح َيــا ِة‬ ‫ال ِخــ َر ِة ف َ‬ ‫الدُّ نْ َيــا ِف ْ َ‬ ‫يــل ﴾‪..‬‬ ‫ال ِخــ َر ِة إِلَّ َقلِ ٌ‬ ‫الوســطية‪ :‬مــا هــي املعطيــات ال ّتــي‬ ‫جعلتكــم تُحجِ مــون عــن الخ ّيــار‬ ‫الســلمي؟‬ ‫العســكري وال ّذهــاب للخ ّيــار ّ‬ ‫مــرزاق‪ //‬إنّ الحــرب ال ّتــي أرضموهــا‪،‬‬ ‫ودفعونــا عــى إثرهــا قــرا إىل حمــل‬ ‫الســاح‪ ،‬مل تكــن مجـ ّرد نزهــة يف الجبــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أوتصويــر فلــم ســناميئ هوليــودي‪ ،‬كــا‬ ‫ُيــر ّوج بعــض القاعديــن املخلفــن‪..‬‬ ‫فقــد واجهنــا خاللهــا مصاعــب وعقبــات‬ ‫اعرتضــت ســبيلنا‪ ،‬وركبنــا مخاطــر وأهــواال‬ ‫هــدّ دت حياتنــا‪ ،‬وتح ّملنــا فتنــا هجمــت‬ ‫علينــا كقطــع اللّيــل املظلــم‪ ،‬ورغــم‬ ‫ذلــك كلّــه‪ ،‬حاولنــا جهدنــا‪ ،‬وحرصنــا مــا‬ ‫اســتطعنا عــى الوقــوف عنــد حــدود الله‪،‬‬ ‫والعمــل بهــدي رســول اللــه « انطلقــوا‬ ‫باســم اللــه‪ ،‬وباللــه‪ ،‬وعــى ملّــة رســول‬ ‫اللــه‪ ،‬وال تقتلــوا شــيخا فان ّيــا‪ ،‬وال طفــا‬

‫صغـرا‪ ،‬وال امــرأة‪ ،‬وأصلحــوا وأحســنوا‪ ،‬إنّ‬ ‫يحــب املحســنني «‪.‬‬ ‫اللــه‬ ‫ّ‬ ‫الســر عــى نهج الحـ ّـق املبني‪،‬‬ ‫‪ ...‬وواصلنــا ّ‬ ‫شــهرا بعــد شــهر‪ ،‬وعامــا بعــد عــام‪ ،‬كان‬ ‫زادنــا خاللهــا تقوى اللــه‪ ،‬وعبادتنــا الق ّيام‬ ‫كل األحــوال‪ ،‬وكان‬ ‫والصيــام‪ ،‬وال ّذكــر عــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫جهادنــا أمـرا مبعــروف ونهيــا عــن منكــر‪،‬‬ ‫ـم فُوجِ ئنــا‬ ‫وردع ظــامل ونُــرة مظلــوم‪ ...‬ثـ ّ‬ ‫بجامعــة مــن املغالــن املنبثّــن‪ ،‬خرجــوا‬ ‫عــى األ ّمــة بفتــاوى ضالّــة ُمضلِّلــة‪،‬‬ ‫متــت‬ ‫وســلوكات ُمنحرِفــة‪ ،‬ومواقــف ال ّ‬ ‫إىل اإلســام بصلــة‪ ،‬تنكّــروا للمشــايخ‬ ‫والعلــاء‪ ،‬وفهمــوا خطــأً مقاصــد‬ ‫الفقهــاء‪ ،‬فاســتباحوا ح ُرمــات املســلمني‪،‬‬ ‫لــكل عدومرت ّبــص‬ ‫ّ‬ ‫وأباحوهــا بذلــك‬ ‫اليؤمــن بيــوم الحســاب‪ ،‬وعاثــوا يف األرض‬ ‫فســا ًدا‪ ،‬وتحالفــوا مــع أعــداء األ ّمــة مــن‬ ‫حيــث يعلمــون أواليعلمــون‪ ،‬ومالــوا‬ ‫عليهــا ميلــة واحــدة‪ ،‬يقتلــون ال ّنــاس‬ ‫ذبحــا وتفجــرا‪ ،‬ويأخــذون أموالهــم‬ ‫ســلبا ونهبــا‪ ،‬ويعتــدون عليهــم تعذيبــا‬ ‫وتنكيــا وترشيــدا‪ ..‬وكان علينــا لزامــا‪،‬‬ ‫الــكل مبفردنــا‪ ،‬فتوكلنــا عــى‬ ‫أن نواجــه ّ‬ ‫اللــه النبــايل مبــا يصيبنــا‪ ،‬حاميــة للشــعب‬ ‫ودفاعــا عــن أنفســنا وأعراضنــا‪ ..‬حتــى‬ ‫إذا رأينــا شــ ّحا ُمطاعــا‪ ،‬وهــوى ُم ّتبعــا‪،‬‬ ‫كل ذي رأي برأيــه‪ ،‬وتحــ ّول‬ ‫وإعجــاب ّ‬ ‫ال ّنهــي عــن املنكــر إىل منكــر أعظــم‪،‬‬ ‫والجهــاد إىل اعتــداء وانتهــاك للحرمــات‪،‬‬ ‫وأصبــح الخطــر يتهــدّ د الدّ يــن يف قداســته‬ ‫وحقيقتــه‪ ،‬والشّ ــعب يف وجــوده وعرضــه‬ ‫وكرامتــه‪ ،‬والوطــن يف اســتقالله ووحدتــه‬ ‫وس ـ ّيادته‪ ..‬حصلــت لدينــا قناعــة‪ ،‬تؤكّــد‬


‫بــأنّ االســتمرار يف هــذه ال ّطريــق‪ ،‬مــع فاتــورة الحــرب وال ّنـزال‪ ..‬كان ال ّتفــاوض‪..‬‬ ‫هــذه املعطيــات الجديــدة وتداع ّياتهــا‪ ،‬وكانــت ال ُهدنــة‪ ..‬وكان الوئــام‪ ..‬فــكان‬ ‫الســام‪.‬‬ ‫ســيقرب الجهــاد بأيــدي أبنائــه‪ ،‬ويقصــم ّ‬ ‫ظهــر الحركــة اإلســام ّية‪ ،‬ويش ـ ّوه صــورة‬ ‫اإلســام ملــدّ ة طويلــة‪ ..‬فــكان ال ّبــد لنــا الوســطية‪ :‬شــاركتم يف مؤمتــر منتــدى‬ ‫مــن تفكــر عميــق‪ ،‬واســتخارة صادقــة‪ ،‬الوســط ّية األخــر يف العاصمــة األردن ّيــة‬ ‫عــان‪ ،‬مــا هوتعليقكــم عــن املؤمتــر‬ ‫حــل‬ ‫واستشــارة جــا ّدة‪ُ ،‬بغيــة إيجــاد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينقــذ األ ّمــة‪ ،‬ويف ـ ّرق ال ّنــاس بعــده بــن وكيــف تــرون إســهاماته يف خدمــة قضايــا‬ ‫الحــق والباطــل‪ ،‬ومي ّيــزون الخبيــث األ ّمــة؟‬ ‫ّ‬ ‫مــن الطّيــب‪ ،‬ويضــع حــدا لألهــوال مــرزاق‪ :‬بعــد عــوديت مــن املؤمتــر‪ ،‬ســألني‬ ‫والكــوارث‪ ،‬ال ّتــي كادت أن تــأيت عــى بعــض اإلخــوة‪ ،‬عــن املنتــدى ومــن‬ ‫األخــر واليابــس‪ ...‬عنذئــذ لجأنــا إىل يــرف عــى إدارة شــؤونه‪ ،‬فكتبــت هــذه‬ ‫اللــه نســتخريه ونســتهديه ونســتعني بــه‪ ،‬الســطور ‪ « :‬مل أكــن أعــرف عــن املنتــدى‬ ‫فأمدنــا كرمــا منــه وتفضّ ــا‪ ،‬بالشّ ــجاعة العاملــي للوســط ّية‪ ،‬إالّ القليــل الــ ّذي‬ ‫الالّزمــة‪ ،‬والغــرة الكاملــة‪ ،‬فأعلنــا املوقف قرأتــه يف املوقــع اإللكــروين املتواضــع‪..‬‬ ‫الحــازم الحاســم‪ ،‬وصدعنــا بكلمــة وألنّ العــرب قالــت قدميــا « ليــس الخــر‬ ‫ي لزامــا‪ ،‬أن‬ ‫ّ‬ ‫الحــق ومل نخــف يف اللــه لومــة الئــم‪ ،‬كاملُعاينــة «‪ ،‬فقــد كان عــ ّ‬ ‫ووقفنــا يف وجــه القريــب قبــل البعيــد‪ ،‬انتظــر اليــوم املوعــود‪ ،‬واملؤمتــر املشــهود‪،‬‬ ‫لــكل والفرصــة الثّمينــة‪ ،‬ال ّتــي أتاحهــا لنــا‪ ،‬األخ‬ ‫والصديــق قبــل العــدّ و‪ ،‬وتصدّ ينــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫خائــن و ُمنحــرف وظــامل‪ ،‬وفتحنــا بابــا الكريــم والسـ ّيد الفاضــل‪ ،‬األســتاذ مــروان‬ ‫للفــرج كان ُمقفــا‪ِ ،‬‬ ‫وسنــا عــى طريــق الفاعــوري‪ ،‬أحســن اللــه إليــه وإىل جميــع‬ ‫الســلم واملصالحــة والوئــام‪ ،‬متوكّلــن عــى املُرشفــن عــى املنتــدى‪ ،‬تأط ـرا وتنظيــا‬ ‫ّ‬ ‫رب األنــام‪ ،‬الــذي قــال يف ُمحكَــم ورعايــة ومتوينــا‪ ..‬ألعــرف الحقيقــة مــن‬ ‫اللــه ّ‬ ‫ال ّتنزيــل وســورة األنفــال ﴿ َوإِنْ َج َن ُحــوا الخيــال‪ ،‬وأخبــار اليقظــة مــن أضغــاث األ‬ ‫ــح لَ َهــا َوتَــ َوك َّْل َع َ‬ ‫ومل‬ ‫ــى اللَّــ ِه حالم‪.‬‬ ‫لســل ِْم فَا ْج َن ْ‬ ‫لِ َّ‬ ‫حــل موعــد‬ ‫يــم * َوإِنْ ُيرِيــدُ وا يطــل بنــا اإلنتظــار‪ ،‬حتــى ّ‬ ‫يع الْ َعلِ ُ‬ ‫والســ ِم ُ‬ ‫إِنَّــهُ ُه َّ‬ ‫أَنْ َيخْدَ ُعــوكَ َفـإِنَّ َح ْسـ َبكَ اللَّــهُ ُهوالَّـ ِذي انعقــاد املؤمتــر‪ ،‬وانتقلــت إىل اململكــة‬ ‫ـن األردن ّيــة الشــقيقة‪ ،‬ال ّتــي فتحــت لنــا‬ ‫أَ َّيــدَكَ ِب َنـ ْ ِ‬ ‫ـر ِه َوبِالْ ُم ْؤ ِم ِن ـ َن * َوأَلَّـ َ‬ ‫ـف َبـ ْ َ‬ ‫ْــت َمــا ِف ْالَ ْر ِض َج ِمي ًعــا ذراعيهــا ترحيبــا واســتقباال‪ ،‬وليــس هــذا‬ ‫ِــم لَوأَنْ َفق َ‬ ‫ُقلُو ِبه ْ‬ ‫ـف بجديــد عليهــم‪ ،‬فقــد علــم النــاس‪ ،‬أنّ‬ ‫َمــا أَلَّ ْفـ َ‬ ‫ـم َولَ ِكـ َّن اللَّــهَ أَلَّـ َ‬ ‫ـت َبـ ْ َ‬ ‫ـن ُقلُو ِب ِهـ ْ‬ ‫ـم ﴾‪ ..‬وبفضــل الله الض ّيافــة عرب ّيــة وأنّ الكــرم عــريب‪..‬‬ ‫ـم إِنَّــهُ َعزِيـ ٌز َح ِكيـ ٌ‬ ‫َب ْي َن ُهـ ْ‬ ‫ثــم ِصــدق ال ّرجــال وال ّرجــال‪ ،‬ويف صبيحــة اليــوم األ ّول مــن أشــغال‬ ‫وتوفيقــه‪ّ ،‬‬ ‫تبــن يل الخيــط األبيــض مــن‬ ‫وصــر الشّ ــعب املكلــوم‪ ،‬الــ ّذي تح ّمــل املؤمتــر‪ّ ،‬‬

‫الخيــط األســود‪ ،‬وقامــت الح ّجــة دامغــة‪،‬‬ ‫الســاطع‪ ،‬والدّليــل القاطــع‪،‬‬ ‫بالربهــان ّ‬ ‫قــوال وعمــا‪ ..‬فقــد اجتمعــت كوكبــة‬ ‫مــن رجــال الدّ عــوة والفكــر واإلصــاح‪،‬‬ ‫جــاءوا مــن مختلــف البلــدان اإلســام ّية‪،‬‬ ‫ليتدارســوا قضايــا األ ّمــة وهمومهــا‪ ،‬يف‬ ‫جوأخــوي َمهيــب‪ ،‬وبأســلوب حــواري‬ ‫حضــاري‪ ،‬وطــرح علمــي ُممنهــج‪ ،‬ونــرة‬ ‫رصيحــة صادقــة‪ ..‬عندهــا قطعــت الشّ ــك‬ ‫باليقــن‪ ،‬وأدركــت أنّ املنتــدى العاملــي‬ ‫للوســط ّية‪ ،‬هوفضــاء واســع رحــب‪،‬‬ ‫للحــوار البنــاء‪ ،‬والفكــر الهــادف‪ ،‬والدّ عوة‬ ‫الصادقــة‪ ..‬وأكــر مــن هــذا‪ ،‬فهويفتــح‬ ‫الخييــن‬ ‫البــاب واســعا‪ ،‬أمــام كل‬ ‫ّ‬ ‫الغيوريــن مــن أبنــاء األ ّمــة‪ ،‬مهــا كانــت‬ ‫مدارســهم وانتامءاتهــم‪ ،‬بــرط واحــد‬ ‫ووحيــد‪ ،‬هواعتــاد املنهــج الوســطي‪،‬‬ ‫الــ ّذي وصــف بــه اللــه يف كتابــه‪ ،‬خــر‬ ‫أ ّمــة أُخرجــت لل ّنــاس‪..‬‬ ‫ـم أُ َّمـ ًة َو َسـطًا لِّ َتكُونُــوا‬ ‫﴿ َوكَ َٰذلِــكَ َج َعلْ َناكُـ ْ‬ ‫ــاس َو َيكُــونَ ال َّر ُس ُ‬ ‫شُ ــ َهدَ ا َء َع َ‬ ‫ــول‬ ‫ــى ال َّن ِ‬ ‫ُــم شَ ــهِيدً ا ﴾‪..‬‬ ‫َعلَ ْيك ْ‬ ‫الوســطية‪ :‬شــاركتم يف مؤمتــر عــن‬ ‫( املرجع ّيــة الدين ّيــة بــن ال ّتقديــس‬ ‫وال ّتهميــش‪ ،‬املراجعــات املطلوبــة)‬ ‫برأيكــم‪ ،‬مــا هــي املرجع ّيــة الحقيقيــة‬ ‫ألبنــاء األ ّمــة؟ ومــا هــي ســاتها؟‬ ‫مــرزاق‪ :‬ال يخفــى عــى املهت ّمــن بقضايــا‬ ‫األ ّمــة اإلســام ّية‪ ،‬أنّ املرجع ّيــة الدين ّيــة‪،‬‬ ‫قــد تعــدّ دت وتن ّوعــت‪ ،‬بتعــدّ د وت ّنــوع‬ ‫املذاهــب والفــرق اإلســام ّية‪ ،‬األمــر‬

‫‪39‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪40‬‬

‫لقاء العدد‬

‫الــذي أغــرق األ ّمــة يف رصاعــات داخل ّيــة‬ ‫ُمد ّمــرة‪ ،‬رصاعــات ذهبــت بوقــار العلامء‪،‬‬ ‫ونالــت مــن هيبــة الدّ عــاة والعقــاء‪،‬‬ ‫وشــكّكت يف أغلــب املصادروال ّنصــوص‪،‬‬ ‫وس ـفّهت كث ـرا مــن الفتــاوى واألحــكام‪،‬‬ ‫وجعلــت فئــة كبــرة مــن األجيــال‬ ‫املتأ ّخــرة‪ ،‬التهتــم كث ـرا مبــا وصــل إليهــا‬ ‫مــن الـ ّـراث اإلســامي الكبــر‪ ،‬بــل تنظــر‬ ‫إليــه بشــئ مــن ال ّريبــة والالّمبــاة‪ ..‬وأ ّمــا‬ ‫الفئــات األخــرى‪ ،‬فإ ّمــا تقدّ ســه وراثــة‬ ‫بســبب تنشــئتها األرسيّــة‪ ،‬أومت ّجــده‬ ‫متســكا بهويتهــا واحرتامــا لتاريخهــا‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وقلّــة قليلــة‪ ،‬أكرمهــا اللــه باإلميــان القــوي‬ ‫والفهــم الصحيــح والوعــي الكبــر‪ ،‬تحاول‬ ‫جاهــدة‪ ،‬أن تنهــض باأل ّمــة مــن جديــد‪،‬‬ ‫وتعمــل عــى ترجمــة حقيقــة اإلســام‪،‬‬ ‫كــا جــاء بــه مح ّمــد ّ‬ ‫صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم‪ ،‬أخالقــا وأقــواال وأفعــاال‪ ،‬يف حيــاة‬ ‫الفــرد واألرسة‪ ،‬واملجتمــع والدّ ولــة‪ ..‬لكــن‬ ‫الجــدل العقيــم‪ ،‬والخالفــات املُفتعلــة‪،‬‬ ‫والصاعــات الخاطئــة‪ ،‬تقــف حاجــزا‬ ‫ّ‬ ‫منيعــا وعقبــة كــؤودا‪ ،‬أمــام الجهــود‬ ‫املبذولــة‪ ،‬وال ّتضحيــات املقدّ مــة‪...‬‬ ‫إنّ ال ّتجــارب املرتاكمــة‪ ،‬ال ّتــي عاشــتها‬ ‫ومــ ّرت بهــا األ ّمــة اإلســام ّية‪ ،‬بأفراحهــا‬ ‫وأتراحهــا‪ ،‬ب ُحلوهــا و ُم ّرهــا‪ ،‬بانتصاراتهــا‬ ‫وهزامئهــا‪ ،‬تخاطبنــا باللّســان الفصيــح‬ ‫الصيــح قائلــة ‪ :‬أيّهــا املســلمون‪ ..‬يامــن‬ ‫ّ‬ ‫تؤمنــون بإلــه واحــد التُرشكــون بــه شــيئا‪،‬‬ ‫وتقــرؤون قرآنــا واحــدا اليأتيــه الباطــل‬ ‫مــن بــن يديــه وال مــن خلفــه‪ ،‬وت ّتبعــون‬ ‫رســوال واحــدا أجمــع األ ّولــون واآلخــرون‬

‫عــى أمانتــه وصدقــه‪ ،‬وتصلــون إىل ِقبلــة‬ ‫واحــدة‪ ،‬التختلفــون عليهــا‪ ،‬وتح ّجــون‬ ‫إىل بيــت واحــد‪ ،‬تجتمعــون فيــه بلبــاس‬ ‫واحــد‪ ،‬وتلهــج ألســنتكم بتلب ّيــة واحــدة‪،‬‬ ‫الفــرق بينكــم والفضــل إالّ بال ّتقــوى‪،‬‬ ‫ال ّرجــل واملــرأة‪ ،‬األبيــض واألســود‪،‬‬ ‫األورويب واإلفريقــي‪ ،‬األمريــي واآلســيوي‪،‬‬ ‫« فكلّكــم آلدم وآدم مــن ت ـراب «‪ ﴿ ،‬يَــا‬ ‫ـم ِمـ ْن َذكَـ ٍر َوأُنْث َٰى‬ ‫ـاس إِنَّــا َخلَ ْق َناكُـ ْ‬ ‫أَيُّ َهــا ال َّنـ ُ‬ ‫ـم شُ ـ ُعوبًا َو َق َبائِـ َـل لِ َت َعا َر ُفــوا ۚ إِنَّ‬ ‫َو َج َعلْ َناكُـ ْ‬ ‫ُــم ۚ إِنَّ اللَّــهَ‬ ‫ُــم ِع ْنــدَ اللَّــ ِه أَتْقَاك ْ‬ ‫أَكْ َر َمك ْ‬ ‫يــم َخبِــرٌ﴾‪..‬‬ ‫َعلِ ٌ‬ ‫أيّهــا املســلمون‪ ..‬لــن تنجحــوا ولــن تقــوم‬ ‫لكــم قامئــة‪ ،‬إال مبــا نجــح بــه مح ّمــد صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم وصحبــه‪ ،‬يف تبليــغ‬ ‫رســالة القــرآن‪ ،‬وإقامــة دولــة اإلســام‪..‬‬ ‫وحــدّ وا مصادركــم ولــويف حدّ هــا األدىن‪،‬‬ ‫واجت ِمعــوا عــى القواســم املشــركة بينكــم‬ ‫ولــويف عددهــا القليــل‪ ،‬وحــدّ دوا األهداف‬ ‫ال ّتــي تلّــم شــملَكم‪ ،‬وتو ّحــد جهودكــم‪،‬‬ ‫ولوكانــت هدفــا واحــدا وحيــدا‪ ..‬أيّهــا‬ ‫املســلمون‪ ..‬لــن تنجحــوا ولــن تقــوم لكــم‬ ‫قامئــة‪ ،‬إال مبــا نجــح بــه مح ّمــد صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم وصحبــه‪ ،‬يف تبليــغ‬ ‫رســالة القــرآن‪ ،‬وإقامــة دولــة اإلســام‪..‬‬ ‫وحــدّ وا مصادركــم ولــويف حدّ هــا األدىن‪،‬‬ ‫واجت ِمعــوا عــى القواســم املشــركة بينكــم‬ ‫ولــويف عددهــا القليــل‪ ،‬وحــدّ دوا األهداف‬ ‫ال ّتــي تلّــم شــملَكم‪ ،‬وتو ّحــد جهودكــم‪،‬‬ ‫ولوكانــت هدفــا واحــدا وحيــدا‪ ..‬أيّهــا‬ ‫املســلمون‪ ..‬لــن تنجحــوا ولــن تقــوم لكــم‬ ‫قامئــة‪ ،‬إال مبــا نجــح بــه مح ّمــد صــى اللــه‬

‫عليــه وســلم وصحبــه‪ ،‬يف تبليــغ رســالة‬ ‫القــرآن‪ ،‬وإقامــة دولــة اإلســام‪ ..‬وحــدّ وا‬ ‫مصادركــم ولــويف حدّ هــا األدىن‪ ،‬واجت ِمعــوا‬ ‫عــى القواســم املشــركة بينكــم ولــويف‬ ‫عددهــا القليــل‪ ،‬وحــدّ دوا األهــداف‬ ‫ال ّتــي تلّــم شــملَكم‪ ،‬وتو ّحــد جهودكــم‪،‬‬ ‫ولوكانــت هدفــا واحــدا وحيــدا‪..‬‬ ‫ولقــد ســبق يل أنــا العبــد الضعيــف‪،‬‬ ‫وطرحــت أســئلة ملحــة‪ ،‬يف هــذا الشّ ــأن‬ ‫وقلــت ‪ :‬عجبــا ألمرنــا نحــن املســلمني‪،‬‬ ‫كيــف نقبــل مبغالطــات كبــرة يف ديننــا‬ ‫وال نفعــل شــيئا لتصحيحهــا ؟ ملــاذا‬ ‫يســكت كبــار العلــاء‪ ،‬والتتحــ ّرك‬ ‫الجامعــات واملج ّمعــات العلم ّيــة منهــا‬ ‫والفقه ّيــة ؟ أيــن الكتــاب‪ ،‬أيــن الباحثــون‪،‬‬ ‫أيــن املحقّقــون ؟َّ‪ ...‬هــل يســتقيم يف‬ ‫رؤوس العقــاء مــن علامئنــا‪ ،‬عنــد أهــل‬ ‫الســنة والجامعــة مثــا‪ ،‬بــأن صحيــح‬ ‫ّ‬ ‫هوأصــح‬ ‫اإلمــام البخــاري رحمــه اللــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كتــاب بعــد كتــاب اللــه ؟ وهــم يعلمــون‬ ‫جميعــا‪ ،‬أنّ كتــاب زاد املســلم فيــا اتفــق‬ ‫عليــه البخــاري ومســلم‪ ،‬أصــح منــه‪،‬‬ ‫واملتفــق عليــه مــن الكتــب الســتة‪ ،‬أصــح‬ ‫منهــا‪ ..‬وهــل يعقــل أن يقــول الشّ ــيعة‬ ‫ـح بعــد كتــاب‬ ‫أنّ كتــاب الــكايف هواألصـ ّ‬ ‫اللــه ؟ وهــل يقبــل أن يقــول اإلباض ّيــة‬ ‫أنّ مســند ابــن الربيــع هوالكتــاب ال ّثــاين‬ ‫بعــد القــرآن ؟ و ِقــس عــى هــذا‪ ،‬وســتجد‬ ‫الصحيــح بعــد ال ّذكــر‬ ‫لـ ّ‬ ‫ـكل فرقــة كتابهــا ّ‬ ‫الحكيــم‪...‬‬ ‫إنّ عمل ّيــة توحيــد املصــادر وتحديدهــا‪،‬‬ ‫تســهل عمل ّيــة الفــرز وانتخــاب كبــار‬ ‫ّ‬


‫مذاهبهــم وفرقهــم‪ ،‬أويعجــزأن يقــوم‬ ‫بــدور الحكــم بينهــم عندمــا يختلفــون‪..‬‬ ‫هــذا وللموضــوع بق ّيــة‪ ،‬نــرح فيهــا‬ ‫ونفصــل‪ ،‬وندلــل فيهــا وناصــل‪ ..‬ســتأيت إن‬ ‫شــاء اللــه يف أوانهــا‪.‬‬

‫العلــاء ومعرفتهــم‪ ،‬واالثنــان معــا‪،‬‬ ‫ونعنــي مصــادر ال ّتلقــي وهيئــة كبــار‬ ‫ـكل‬ ‫العلــاء‪ ،‬ســيمثّلون املرجع ّيــة العليــا لـ ّ‬ ‫املســلمني‪ ،‬أينــا كانــوأ وحيثــا ُوجــدوا‪...‬‬ ‫واآلن تص ـ ّوروا معــي‪ ،‬مانســتطيع فعلــه‪،‬‬ ‫بوجــود هــذه الوســائل ال ّتقنيــة ال ّرقم ّيــة‪،‬‬ ‫أوالســاح‬ ‫كل الوســطية‪ :‬هــل القــ ّوة‬ ‫إذا وظفناهــا توظيفــا مثاليــا‪ ،‬يف جمــع ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصحيحــة‪ ،‬بعــد كتــاب اللــه ال ّذي هوالســبيل األمثــل ملعالجــة قضايــا األ ّمة؟‬ ‫الكتــب ّ‬ ‫أي تحريــف‪...‬‬ ‫حفظــه جـ ّـل وعــا مــن ّ‬ ‫ي القديــر‪ ،‬أراد‬ ‫سنتحصل عىل ما ييل ‪:‬‬ ‫بال ّتأكيد‬ ‫ّ‬ ‫مــرزاق‪ :‬لــوأن اللــه العــ ّ‬ ‫الســاح‪،‬‬ ‫أ– امل ّتفــق عليه من سـ ّنة الرســولﷺعند لهــذا الدّ يــن أن ينتــر بقــ ّوة ّ‬ ‫لــكان قــد اختــار لتبليــغ رســالته‪ ،‬مقاتــا‬ ‫كل املذاهب والفرق اإلســام ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب – امل ّتفــق عليــه مــن سـ ّنة الرســولﷺ متمرســا رشســا‪ ،‬وكلّفــه بتكويــن خاليــا‬ ‫عنــد أغلــب املذاهــب والفرق اإلســام ّية‪ .‬مــن املقاتلــن الشّ ــجعان‪ ،‬ثــم بنــاء جيــش‬ ‫ج – امل ّتفــق عليــه مــن سـ ّنة الرســولﷺ جــرار عرمــرم‪ ،‬يفعــل بــه مــا فعــل «‬ ‫ويحتــل‬ ‫ّ‬ ‫عنــد أكــر املذاهــب والفــرق اإلســام ّية‪ ،‬جنكيــز خــان «‪ ،‬يأخــذ األرايض‬ ‫األوطــان‪ ،‬ويَســبي الجــواري ويســلب‬ ‫الس ـ ّنة والشّ ــيعة‪.‬‬ ‫ثــم يــأيت امل ّتفــق عليــه مــن ســ ّنة األمــوال‪ ،‬وميلــك العــامل بإبــادة اإلنســان‪..‬‬ ‫د– ّ‬ ‫الســنة والجامعة‪ ،‬لكــن ال ّرحمــن ال ّرحيــم‪ ،‬كان يريــد هدايــة‬ ‫الرســولﷺ عنــد أهــل ّ‬ ‫ال ّنــاس وصالحهــم‪ ،‬ح ّتــى يعيشــوا يف‬ ‫وكذلــك بال ّنســبة لغريهــم‪.‬‬ ‫وهكــذا إىل أن نصــل إىل كتــاب اإلمــام أمــن وأمــان ومح ّبــة وســام‪ ..‬فتوجــه‬ ‫البخــاري رحمــه اللــه وأســكنه فســيح بنــوره إىل عقــول ال ّنــاس يضيئهــا‪ ،‬وبالذكــر‬ ‫إىل قلوبهــم يطمئنهــا‪ ،‬وبالتنزيــل إىل‬ ‫ج ّناتــه‪.‬‬ ‫الصــادق‬ ‫كــا نســتطيع أن نفعــل باملِثــل لكتــب أرواحهــم يقويهــا‪ ،‬واختــار لهــم ّ‬ ‫تفســر القــرآن‪ ،‬وأيضــا أ ّمهــات كتــب األمــن‪ ،‬وزينــه بخلُــق عظيــم‪ ،‬وأرســل‬ ‫نتحصــل عــى إليــه الـ ّروح األمــن‪ ،‬بكتــاب عــريب ُمبــن‪،‬‬ ‫الفقــه اإلســامي‪ ،‬إىل أن ّ‬ ‫مختلــف املصــادر ال ّتــي تجتمــع عليهــا قــال لــه يف أ ّول ســورة نزلــت ﴿ ا ْقــ َرأْ‬ ‫ِاسـ ِـم َربِّــكَ الَّـ ِذي َخلَـ َـق * َخلَـ َـق ْ ِ‬ ‫الن َْســانَ‬ ‫األ ّمــة حســب ّ‬ ‫التتيــب‪ ..‬وال أشــك أبــدا أنّ ب ْ‬ ‫ـق * ا ْق ـ َرأْ َو َربُّــكَ ْالَكْ ـ َر ُم * الَّ ـ ِذي‬ ‫َمج َمعــا علم ّيــا فقه ّيــا رشع ّيــا‪ ،‬عــى هــذا ِم ـ ْن َعلَـ ٍ‬ ‫َّــم ْ ِ‬ ‫َــم‬ ‫املســتوى‪ ،‬يضــم يف هيئتــه ّ‬ ‫َّــم بِالْ َقل ِ‬ ‫الن َْســانَ َمــا ل ْ‬ ‫َــم * َعل َ‬ ‫كل الطّوائــف َعل َ‬ ‫ـم ﴾‪ ..‬فــكان اإلســام رســالة الكلمــة‬ ‫مــن كبــار العلــاء‪ ،‬ويعتمــد عــى املصادر يَ ْعلَـ ْ‬ ‫امل ّتفــق عليهــا‪ ،‬يعجــز أن يكــون املوجــه والقلــم‪ ،‬وديــن العلــم واألخــاق‪ ،‬ودعــوة‬ ‫العــام‪ ،‬لــكل املســلمني عــى اختــاف الحـ ّـق والهدايــة‪ ..‬ثــم أيّــده اللــه بصحــب‬

‫بالســمع‬ ‫يعرفهــم ويعرفونــه‪ ،‬أمرهــم ّ‬ ‫والطّاعــة لله ورســوله‪ ،‬يف املنشــط واملكره‬ ‫وبالصــر عــى البــاء‬ ‫ويف العــر واليــر‪ّ ،‬‬ ‫وتح ّمــل األذى‪ ،‬فكانــوا كالجبــال الـ ّروايس‬ ‫يف صربهــم وإميانهــم‪ ،‬وخــال ثالثــة عــر‬ ‫ســنة كاملــة‪ ،‬مل يرفعــوا فيهــا ســاحا‬ ‫عــى أحــد‪ ،‬رغــم الطغيــان ومــن طغــى‪،‬‬ ‫والظّلــم ومــن ظلــم‪ ..‬ومــع ذلــك‪ ،‬أنــزل‬ ‫اللــه قرآنــا يُتــى إىل يــوم الق ّيامــة‪ ،‬يف حـ ّـق‬ ‫بعــض املشــتكني واملحتجــن منهــم ﴿ أَ ْم‬ ‫ـم‬ ‫َح ِس ـ ْب ُت ْم أَنْ تَدْ ُخلُــوا الْ َج َّن ـ َة َولَـ َّـا يَأْتِكُـ ْ‬ ‫ـم َم َّس ـ ْت ُه ُم‬ ‫َم َثـ ُـل الَّ ِذي ـ َن َخلَ ـ ْوا ِم ـ ْن َق ْبلِكُـ ْ‬ ‫الــرا ُء َو ُزلْ ِزلُــوا َح َّتــى يَق َ‬ ‫ُــول‬ ‫الْ َبأْ َســا ُء َو َّ َّ‬ ‫ال َّر ُسـ ُ‬ ‫ـر‬ ‫ـول َوالَّ ِذي ـ َن آ َم ُنــوا َم َعــهُ َم َتــى نَـ ْ ُ‬ ‫ِيــب ﴾‪ ..‬فمــن‬ ‫َــر اللَّــ ِه َقر ٌ‬ ‫اللَّــ ِه أَ َل إِنَّ ن ْ َ‬ ‫الســاح هوأحســن وســيلة‪،‬‬ ‫قــال إذا‪ ،‬أنّ ّ‬ ‫ملعالجــة قضايــا األ ّمــة ؟ بــل الحــق كل‬ ‫الحــق يف اإلســام‪ ،‬أن الســاح‪ ،‬هوآخــر‬ ‫وســيلة يلجــأ إليهــا‪ ،‬كالطّــاق الــذي‬ ‫ي الــذي‬ ‫هوأبغــض الحــال إىل اللــه‪ ،‬وال ـ ّ‬ ‫هوآخــر الــدواء للعــاج‪ ...‬هــذا واللــه‬ ‫أعــى وأعلــم‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪42‬‬

‫مقاالت‬

‫املواطن‪...‬وعمليات التغريب‬ ‫رص ت َحــوالت إجتا َعيــة‬ ‫يشَ ــهدُ ه ـ َذا الع ـ ُ‬ ‫وسياســية وتربَويــة نتيجــة لثورة‬ ‫وثقافَيــة‬ ‫َ‬ ‫تكنولوجيــا املعلومــات وأنفتــاح العــامل‬ ‫عــى بعضــة البعــض نظـ ًرا لتقــدم وســائل‬ ‫النقــل واألتصــاالت الســلكية والاســلكية‬ ‫واألقــار الصناعيــة واملحطــات الفضائيــة‬ ‫والشــبكات العنكبوتيــة «اإلنرنت»‪،‬والتــي‬ ‫أصبحــت يف متنــاول اليــد للصغــر‬ ‫والكبــر‪ ،‬وهــي توفــر الوقــت والجهــد‬ ‫عــى املســتفيد مــن خدماتهــا بــكل يــر‬ ‫وســهولة يف ظــل هــذا التطــور املشــهود‬ ‫والكــم الهائــل مــن املعلومــات املتدفقــة‬ ‫بدأنــا نشــاهد تنكــرا صبيانيــا وهجمــ ًة‬ ‫عدائيــة مــن قبــل البعــض تجــاه تراثنــا‬ ‫القومــي والحضــاري واإلنســان وتجــاه‬ ‫منظومــة القيــم واألخــاق التــي تربناها‬ ‫جيــا بعــد جيــل ويؤمــن بهــا الســواد‬ ‫األعظــم مــن أبنــاء األمــة العربيــة تهــدف‬ ‫هــذه الهجمــة الرســة يف أبعادهــا‬ ‫املتشــعبة إىل تغريــب املواطــن العــريب‬ ‫ِ‬ ‫مقومــات مصــدر‬ ‫داخــل وطنــه عــن‬ ‫إعت ـزازه ومبعــث قوتهوعنــوان أســتقاله‬ ‫وكريائــه وذلــك عــن طريــق دس الســم‬ ‫يف الدســم تــارة ويف التشــكيك مبــا يؤمــن‬ ‫بــه تــارة أخــرى وبإيقــاع الفتنــة بــن‬ ‫أبنــاء األمــة العربيــة الواحــدة حاملــة‬ ‫الرســالة وأصحــاب أول مــروع تنويــري‬ ‫ُقــدم للبريــة يف العصــور املظلمــة‬ ‫مــن تاريخهــا‪ ,‬وذلــك مــن خــال متزيــق‬ ‫منظومــة القيــم وزحزحــة مفاهيــم األمــة‬ ‫الواحــدة ليســهل بعــد ذلــك اقتاعهــا مــن‬ ‫جذورهــا واإلنقضــاض عليهــا ورشذمتهــا‬ ‫إىل أشــاء وأشــباه دول متاحكــة متفرقة‪.‬‬ ‫أمــام هــذا الواقــع األليــم املعــاش‪,‬‬ ‫البــد مــن صحــوة جديــدة يقودهــا‬ ‫حملــة الفكــر العــريب والعلــاء األجــاء‬ ‫املتنــورون وأصحــاب الضائــر الحيــة‬

‫للتصــدي لهــذه الهجمــة وذلــك عــن‬ ‫طريــق توعيــة األمــة بهــذه املخاطــر‬ ‫وبــث روح الوحــدة والعــزة والكريــاء‬ ‫واألنفــة مباضيهــا‪ ,‬املــيء وحارضهــا‬ ‫املــرق‪ ,‬ومســتقبلها الزاهــر‪ ,‬وهــذا‬ ‫يتطلــب أيضــاً مأسســة لعمليــة الربيــة‬ ‫الوطنيــة‪ ,‬تبــدأ مــن البيــت‪ ,‬وتنتقــل إىل‬ ‫املدرســة ثــم إىل الجامعــة بعدهــا إىل‬ ‫مواقــع العمــل‪ ,‬فالشــعوب بحاجــة بعــد‬ ‫لقمــة العيــش إىل الربيــة وهــذا مــا يجمع‬ ‫عليــه أهــل الصــن يف أمثالهــم القائلــة (‬ ‫بعــد لقمــة العيــش أول حاجــة للشــعوب‬ ‫هــي الربيــة)‪ .‬قــد تكــون جــذور الربيــة‬ ‫مــرة املــذاق‪ ,‬وشــاقة‪ ,‬ولكننــي أجــزم‬ ‫بــأن مثارهــا ســتكون حلــوة يف املســتقبل‬ ‫املأمــول‪ ,‬إن بعــض حاوتهــا الثبــات‬ ‫عــى املبــادئ والحيــاة الفضــى واإلعتـزاز‬ ‫باإلنجــاز العــريب وتحمــل املســؤولية بــكل‬ ‫ثقــة وإقتــدار‪ ,‬ألن رشف الدفــاع عــن‬ ‫هــذه املبــادئ والوطن ال ميكــن أن تحمله‬ ‫إال النفــوس الكبــرة‪ ,‬املؤمنــة‪ ,‬الواثقــة‬ ‫واملطمئنــة إىل تاريخهــا املجيــد وحضارتهــا‬ ‫العريقــة‪ .‬أننــا ورثــة رســالة خالــدة‪ ,‬وأبناء‬ ‫صحابــة أجــاء‪ ,‬فاضــت أرواحهــم الزكيــة‬ ‫وهــي تبــر اإلنســانية بالفجــر الجديــد‪,‬‬ ‫وتعمــل عــى مســافة الزمــن عــى نــر‬ ‫مبــادئ العــدل والخر والســام واملســاواة‬ ‫واألخــاق الفاضلــة‪.‬‬ ‫إن الوهــن الــذي أصابنــا يف هــذا العــرص‬ ‫هونتــاج قلــة يف جرعــات الربيــة الوطنيــة‬ ‫الجــادة لذلــك البــد مــن نفــض الغبــار عن‬ ‫كواهلنــا مــرة ثانيــة لنعــود كــا كنــا خــر‬ ‫أمــة أخرجــت للنــاس تأمــر باملعــروف‬ ‫وتنهــى عــن املنكــر‪ ،‬وكــم هوجميــل‬ ‫أن يحيــى اإلنســان وميــوت دفاعــا عــن‬ ‫وطنــه وقيمــه ورســالته فليــس مثــة مــكان‬ ‫أغــى وأســمى مــن هــذا الوطــن‪.‬‬


‫الوسطية‬

‫‪43‬‬

‫مقاالت‬


‫الوسطية‬

‫‪44‬‬

‫مقاالت‬

‫وهوشــهر الصيــام والصــر والقيــام وتــاوة‬ ‫القــرآن‪ ,‬شــهر تفتــح فيــه أبــواب الجنــات‬ ‫وتضاعــف فيــه الحســنات وتجــاب فيــه‬ ‫الدعــوات وترفــع فيــه الدرجــات وتغفــر‬ ‫فيــه الســيئات‪ ,‬قــال عليــه الصــاة‬ ‫والســام‪« :‬ثالثــة ال تــرد دعوتهــم‪ ,‬الصائــم‬ ‫حتــى يفطــر واإلمــام العــادل ودعــوة‬ ‫املظلــوم» رواه أحمــد‪.‬‬ ‫شــهر فيــه ليلــة خــر مــن ألــف شــهر‪,‬‬ ‫قــال تعــاىل‪« :‬ليــة القــدر خــر مــن ألــف‬ ‫شــهر» القــدر‪ ,3/‬وقــال عليــه الصــاة‬ ‫والســام‪« :‬إن هــذا الشــهر قــد حرضكــم‪,‬‬ ‫وفيــه ليلــة خــر مــن ألــف شــهر مــن‬ ‫ُحر َمهــا فقــد َح ـرِم الخــر كلــه‪ ,‬وال يُح ـ َرم‬ ‫خــره إال محــروم» ابــن ماجــة‪ .‬شــهر‬ ‫املبــادرة إىل التوبــة والعمــل الصالــح‬ ‫والتعــاون عــى الــر والتقــوى‪ ,‬فينبغــي‬ ‫لــكل مســلم املســارعة فيــه إىل الطاعــات‬ ‫وتــرك الســيئات كبــاراً وصغــاراً‪ ,‬رجــاالً‬ ‫ونســاءاً‪ ,‬إال أن للمــرأة فيــه خصوصيــة‪,‬‬ ‫فاملــرأة املؤمنــة الواعيــة الذكيــة هــي‬ ‫التــي تســتثمر أجــواء رمضــان يف تغيــر‬ ‫وتعديــل مســار حياتهــا وحيــاة أرستهــا‬ ‫واســتغالل جميــع أوقاتــه يف مرضــاة اللــه‬ ‫تعــاىل‪ ,‬ومــن رحمــة اللــه تعــاىل بالنســاء‬ ‫أنهــن مأجــورات يف كل أعاملهــن مــن‬ ‫رعايــة وتربيــة وغريهــا إذا أطعــن اللــه‬ ‫واحتســن األجــر عنــده‪ .‬يذكــر ابــن‬ ‫رجــب رحمــه اللــه تعــاىل أنــه كان يف‬ ‫مكــة امــرأة متعبــدة إذا أمســت قالــت‪:‬‬ ‫يانفــي الليلــة ليلتــك ال ليلــة لــك غريهــا‬ ‫فاجتهــدت‪ ,‬فــإذا أصبحــت قالــت‪ :‬يــا‬ ‫نفــس اليــوم يومــك ال يــوم لــك غــره‬ ‫فاجتهــدت‪.‬‬

‫ومــا يثــر األىس يف النفــس أن مــن‬ ‫النســاء مــن تهــدر الكثــر مــن أوقــات‬ ‫رمضــان يف أمــور ال تٌؤ َجــر عليهــا وال تعــود‬ ‫عليهــا بالثــواب أوالفائــدة‪ ,‬كالزيــارات‬ ‫الصباحيــة لتضييــع جــزء مــن النهــار‬ ‫أوإدمــان الهواتــف ومواقــع التواصــل‬ ‫االجتامعــي أومشــاهدة التلفــاز أوالنــوم‬ ‫وغريهــا‪.‬‬

‫وبعــض النســاء يضيعــن‬ ‫معظــم أوقاتهــن يف‬ ‫إعــداد الطعــام للصامئــن‬ ‫ٍ‬ ‫معتقــدات أن يف ذلــك‬ ‫ثوابــا عظيــا‬

‫ ومــع اإلقــرار بحصــول الثــواب – إال‬‫أنهــن يفوتــن عــى أنفســهن بركة ســاعات‬ ‫رمضــان خاصــة ســاعة الغــروب والســحر‬ ‫وأوقــات االســتجابة‪ ,‬وحتــى ال تضيــع‬ ‫هــذه األوقــات الثمينــة فــإن هنــاك عــدة‬ ‫أفــكار مقرتحــة ممكــن للمــرأة املســلمة‬ ‫االســتفادة منهــا لتضاعــف حســناتها‬ ‫ويُحســب رمضــان لهــا ال عليهــا ومنهــا‪:‬‬

‫ اســتثامر ســاعات املكــث يف إعــداد‬‫الطعــام (اإلفطــار والســحور) باســتحضار‬ ‫نيــة إفطــار وخدمــة الصامئــن اســتناداً‬ ‫ملــا روي عــن أنــس ريض اللــه عنــه‬ ‫قــال‪« :‬كنــا مــع النبــي صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم يف الســفرمنا الصائــم ومنــا‬ ‫املفطــر فنزلنــا يومـاً منــزالً حــاراً‪ ,‬فســقط‬ ‫الصـ َّوم‪ ,‬فقــام املفطــرون فرضبــوا األبنيــة‬ ‫ُ‬ ‫وســقوا الــركاب‪ ,‬فقــال النبــي صــى اللــه‬ ‫عليــه وســلم‪ :‬ذهــب املفطــرون اليــوم‬ ‫باألجــر» رواه مســلم‪ ,‬مــا يــدل عــى‬ ‫أن للقائــم عــى الصائــم أجــر عظيــم‪,‬‬ ‫فــا بالــك إذا كان هــذه القائــم صامئــاً‬ ‫أيض ـاً‪ ,‬كاملــرأة الصامئــة التــي تقــوم عــى‬ ‫زوجهــا وأوالدهــا وبيتهــا دون إرس ٍ‬ ‫اف‬ ‫أوتــرف اجتامعــي‪ ,‬وعليهــا اســتحضار نيــة‬ ‫الخدمــة طاعــة للــه تعــاىل لتكــون عبــادة‬ ‫تضــاف إىل الصيــام فيضاعــف أجرهــا‪.‬‬ ‫ أن تجتهــد باســتغالل ســاعات رمضــان‬‫بالغنيمــة البــاردة وهــي كــرة الذكــر‬ ‫والتســبيح والدعــاء وهــي تعمــل ســواء‬ ‫داخــل البيــت أوخارجــه فتجمــع بــن‬ ‫ال ُحسـ َنيني اســتحضار النيــة وكــرة الدعــاء‬


‫والذكــر‪ ,‬والبعــد عــن فضــول الــكالم‪.‬‬ ‫ رضورة عــدم اإلرساف يف إعــداد الطعــام‬‫والــراب والحلــوى واالكتفــاء بصنــف‬ ‫واحــد يوميـاً حفاظـاً عــى الصحــة وحرمة‬ ‫رمضــان والفــوز بحســنة االقتصــاد‪ .‬وميكن‬ ‫للمــرأة مســاعدة نفســها بإعــداد جــدول‬ ‫غــذايئ يومــي تراعــي فيــه الرتشــيد وعــدم‬ ‫التبذيــر‪ ,‬وإلبعــاد امللــل والروتــن عــن‬ ‫األرسة ميكــن تجديــد أصنــاف املأكــوالت‬ ‫بإضافــة نكهــات جديــدة للطعــام الزائــد‬ ‫وبذلــك تحفــظ الوقــت واملــال‪ ,‬فاملــرأة‬ ‫هــي املســؤولة األوىل عــن املنــزل‪ ,‬يقــول‬ ‫عليــه الصــاة والســام‪« :‬كلكــم راعٍ‬ ‫وكلكــم مسـ ٌ‬ ‫ـؤول عــن رعيتــه ‪ .....‬واملــرأة‬ ‫راعيــة يف بيــت زوجهــا وهــي مســؤولة‬ ‫عــن رعيتهــا» متفــق عليــه‪.‬‬ ‫ يف حالــة وجــود فائــض طعام يستحســن‬‫التصــدق بــه وعــدم مــأ الحاويــات‬ ‫بأصنــاف الطعــام الصالــح‪ ,‬فكــم مــن‬ ‫أرسة فقــرة ال تجــد قــوت يومهــا‪ ,‬وحبــذا‬ ‫لــوكان التصــدق يوميـاً لنــوال أجــر إفطــار‬ ‫الصائــم‪.‬‬ ‫ ميكــن للمــرأة أثنــاء العمــل املنــزيل‬‫االســتامع لتــاوة القــرآن الكريــم والحرص‬ ‫عــى متابعــة الربامــج الدينيــة الرمضانيــة‬ ‫فيــا يهــم املــرأة يف رمضــان‪.‬‬ ‫ املواظبــة عــى أداء الصلــوات يف أوقاتهــا‬‫وعــدم االنشــغال باألعــال املنزليــة عــى‬ ‫حســاب الصــاة‪ ,‬وكذلــك املواظبــة قــدر‬ ‫اإلمــكان عــى صــاة الرتاويــح (قيــام ليــل‬ ‫رمضــان) ســواء يف البيــت أواملســجد علـاً‬ ‫أن صــاة املــرأة يف املســجد للرتاويــح لهــا‬ ‫منافــع ال ميكــن تحصيلهــا يف املنــزل إذا‬ ‫التزمــت أوامــر الــرع وإال فالبيــت خـرٌ‬ ‫لهــا لقــول الرســول صــى اللــه عليىــه‬ ‫وســلم‪« :‬صــاة املــرأة يف بيتهــا أفضــل‬

‫مــن صالتهــا يف حجرتهــا ‪ ،‬وصالتهــا يف‬ ‫مخدعهــا أفضــل مــن صالتهــا يف بيتهــا»‬ ‫رواه أبــوداود‪ ,‬فالرتاويــح مــن الســنن‬ ‫التــي تعطــي شــهر رمضــان روحانيــة‬ ‫خاصــة‪ ,‬مــع التذكــر بحــث جميــع أفـراد‬ ‫أرستهــا عــى أداء الصلــوات فهــي الركــن‬ ‫األول قبــل الصيــام‪.‬‬ ‫ الحــرص عــى اإلكثــار مــن الصدقــات‬‫املفروضــة والتطوعيــة قــدر املســتطاع‬ ‫علــاً أن الصدقــة ال تقتــر عــى املــال‬ ‫وزكاتــه‪ ,‬فهــي جائــزة بــكل مــا ينتفــع‬ ‫بــه اإلنســان‪ ,‬فلهــا التصــدق مبــا لديهــا‬ ‫مــن مالبــس ال تســتخدمها أوأحذيــة‬ ‫أوأواين بعــد تنظيفهــا وإخراجهــا للفق ـراء‬ ‫أوالجمعيــات الخرييــة‪ ,‬ذلــك أن للصدقــة‬ ‫يف رمضــان أجريــن‪ ,‬أجــر الصدقــة وأجــر‬ ‫فضــل الزمــان الــذي أُخرجــت فيــه (فضــل‬ ‫شــهر رمضــان)‪.‬‬ ‫ املحافظــة عــى صــاة النوافــل‬‫كالضحــى وغريهــا واملواظبــة عــى تــاوة‬ ‫القــرآن الكريــم وتدبــره‪ ,‬ويف حالــة‬ ‫العــذر الرشعــي القيــام بالعبــادات التــي‬ ‫ال يشــرط لهــا الطهــارة مثــل الدعــاء‬ ‫والتســبيح واالســتغفار وخدمــة الصامئــن‬ ‫والقيــام بأعــال الــر وصلــة الرحــم التــي‬ ‫تتأكــد يف رمضــان‪ ,‬يقــول عليــه الصــاة‬ ‫والســام‪« :‬إذا مــرض العبــد أوســافر كتــب‬ ‫اللــه تعــاىل لــه مــن األجــر مثــل مــا كان‬ ‫يعمــل صحيحــاً مقيــاً» رواه البخــاري‪.‬‬ ‫ عــدم تأخــر رشاء مســتلزمات العيــد إىل‬‫آخــر شــهر رمضــان حتــى ال تضيــع بركــة‬ ‫اســتغالل العــر األواخــر منــه بالتســوق‬ ‫ومكابــدة زحــام هــذه األيــام‪ ,‬والحــرص‬ ‫عــى عــدم اإلرساف يف املشــريات وعــدم‬ ‫املبالغــة يف حلــوى العيــد ومــا تعــارف‬ ‫عليــه النــاس مــن الزينــة ســواء يف الشــهر‬

‫املبــارك أويف العيــد‪ ,‬مــع التأكيــد أن ال‬ ‫يشء مينــع مــن إظهــار الفــرح واالبتهــاج‬ ‫باملواســم الدينيــة الخـ ّـرة رشيطــة عــدم‬ ‫املبالغــة والوقــوع بالحــرام‪ ,‬فإظهــار‬ ‫ـي‬ ‫الفــرح جائــز أمــا املبالغــة فيــه فمنهـ ٌّ‬ ‫عنهــا‪.‬‬ ‫ عــى املــرأة أن تكــون حكيمــة ملتزمــة‬‫بتعاليــم دينهــا يف كل األوقــات واألزمــان‪,‬‬ ‫فقــوة األرسة مــن قــوة املــرأة امللتزمــة‬ ‫مبســؤولية أمانــة الرتبيــة والحفــاظ عــى‬ ‫األرسة دون إف ـراط أوتفريــط‪ ,‬وأن تكــون‬ ‫مصدرراحــة لزوجهــا لتأديــة فروضــه‬ ‫بطأمنينــة وعونــاً لــه عــى أداء رســالته‬ ‫وتحمــل مســؤوليته وحثــه عــى صلــة‬ ‫الرحــم يف هــذا الشــهر املبــارك‪ ,‬فتذكــره‬ ‫مــا نــي وتعينــه عــى مــا وعــى وأن‬ ‫تكــون مصــدر ســعادة لجميــع أفــراد‬ ‫أرستهــا‪ ,‬فــإن يف ذلــك ســعادتها يف الدنيــا‬ ‫واآلخــرة‪.‬‬ ‫ أن تتجنــب إضاعــة فضيلــة رمضــان‬‫مبتابعــة امللهيــات مــن الربامــج‬ ‫واملسلســات التلفزيونيــة‪ ,‬وهــذا ال‬ ‫مينــع التســلية الهادفــة مبتابعــة الربامــج‬ ‫الثقافيــة والدينيــة وانتقــاء الهــادف مــن‬ ‫املسلســات االجتامعيــة وعليهــا مراقبــة‬ ‫أفـراد األرسة عــن كثــب خاصــة املراهقــن‬ ‫يف مشــاهداتهم التلفزيونيــة ومواقــع‬ ‫االنرتنــت وتطبيقــات األلعــاب الهاتفيــة‪.‬‬ ‫ونصيحتــي للمــرأة أن تبــادر باألعــال‬ ‫الصالحــة وتســعى الســتغالل أوقــات‬ ‫وســاعات رمضــان كلهــا‪ ,‬فمــن مل تســتغل‬ ‫وقتهــا يف رمضــان لــن تســتغله أبــداً‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫الوسطية‬ ‫األسرة المسلمة‬ ‫ركندراسات‬

‫‪46‬‬

‫) المرﺃة‬ ‫غالبــاً مــا نجــد يف ظــل التشــابكات‬ ‫الفكريــة أن لــكل طــرف يف خصومــة‬ ‫مــا لــه نصيبــه مــن التهــم املشــارة إليــه‬ ‫ولعــل أبــرز املواضيــع التــي تطــرح عــى‬ ‫الطــاوالت املســتديرة موضــوع املــرأة‬ ‫وحرياتهــا وحقوقهــا يف اإلســام وقــد‬ ‫أثــرت كثــر مــن الشــبهات حــول تلــك‬ ‫املســألة‪ ،‬وألجــل الوقــوف عــى حقيقــة‬ ‫املدعــي والخــروج بكلمــة فصــل وســط‬ ‫فإننــا نحتــاج أن نعمــل مقارنــة بــن‬ ‫موقــف اإلســام مــن املــرأة وموقــف‬ ‫غــره منهــا فــإن األلــوان يظهــر متايزهــا‬ ‫عندمــا نضــع أحدهــا بجانــب اآلخــر‪.‬‬ ‫فلوأخذنــا نظــره عابــرة عــن موقف‬ ‫األفــكار غــر املســلمة عــن املــرأة‬ ‫لوجدنــا العجــب العجــاب‬ ‫ومــن غــر أن نســمي‬ ‫املذاهــب واألديــان‬ ‫فلســنا‬

‫يف صــدد املســميات‪ ،‬أذكــر جملــة مــن‬ ‫املواقــف الفكريــة ومــا قيــل عــن املــرأة‪...‬‬ ‫فبعضهــم يــرى أن أصــل املــرأة متــاع مــن‬ ‫أمتعــة الحيــاة املختلفــة‪ ،‬وبعضهــم يراهــا‬


‫ﻓي اإلسﻼﻡ (‬ ‫األصــل يف كل رش‪ .‬ومثلهــا بعضهــم املــرض واملــوت‬ ‫وذهبــت القبائــل العربيــة يف الجزيــرة العربيــة إىل‬ ‫أنهــا تــدور بــن العــار وبــن كونهــا وعــاء تســتفرغ‬ ‫بــه الشــهوات فهــي ســلعة تباع وتشــرى كأي ســلعة‬ ‫أخــرى واســتمرت هــذه النظــرة املاديــة حتــى يف‬ ‫عــرص اإلنفتــاح املعــارص فأصبحــت املــرأة ليســت‬ ‫ســوى جســد متجرد عــن أي أمــور حســية أومعنوية‬ ‫مــا تــرك آثــاراً ســلبية يف تلــك املجتمعــات لعــل‬ ‫الكثــر منهــا مل يــدرك بعــد‪...‬‬ ‫وسيأيت الكام عنها تبعاً‪.‬‬ ‫أمــا موقــف اإلســام للمــرأة فهــويف حقيقتــه عكــس‬ ‫مــا قــال وعكــس مــا روج لــه فمــن وقــت طويــل‬ ‫ونحــن نســمع الخطــب الرنانــة واملقــاالت الطويلــة‬ ‫أن اإلســام قــد اضطهــد املــرأة وســلبها حريتهــا‬ ‫وجعلهــا كأداة أوتوماتيكيــة تــؤدي واجبــات‬ ‫وإلتزامــات تجــاه الرجل يف بيتــه وأوالده‬ ‫ليــس إال‪.‬‬ ‫وعــى غـرار مــا ذكــر آنفـاً فســأذكر‬ ‫جملــة مــن الحقائــق حــول موقــف‬ ‫اإلســام تجــاه املــرأة‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن مــن أوائــل الســور القرآنية‬ ‫ســورة إســمها ســورة النساء‪.‬‬ ‫‪ -2‬والثانيــة ســورة مريــم وهــي‬ ‫أم عيــى (عليــه الســام)‪.‬‬ ‫‪ -3‬اهتــم القــرآن بتفصيــل‬ ‫أحــكام املــرأة وحقوقهــا‬

‫تفصيــاً دقيقــاً‪ ،‬ففصــل أحــكام مراثهــا ومقــدار‬ ‫حقهــا وجعــل لهــا مورديــن مــن الــرزق ثابتــن‬ ‫وهــا حقهــا يف الركــة ووجــوب اإلنفــاق عليهــا مــن‬ ‫قبــل وليهــا زوجــاً كان أوأبــاً أوإبنــاً أوســلطاناً‪.‬‬ ‫‪ -4‬فصــل أحــكام طهارتهــا مــن حيــض ونفــاس‬ ‫اهتامــاً منــه بجانبهــا الصحــي والوقــايئ وفصــل‬ ‫أحــكام زواجهــا ومهرهــا وأوجــب رضاهــا يف الــزواج‬ ‫وعالــج مشــاكلها الزوجيــة ووجههــا نحوحيــاة‬ ‫أرسيــة مثــى‪.‬‬ ‫‪ -5‬أتــاح لهــا حــق العمــل باملهنــة التــي تحســن‬ ‫صنعتهــا بــرط أن ال يــؤدي ذلــك إىل التجــاوز‬ ‫عــى شــخصها ورشفهــا واســتغال أنوثتهــا فرفيــدة‬ ‫األســلمية أول ممرضــة يف اإلســام‪.‬‬ ‫وجعــل عمــر بــن الخطــاب إمــرأة تســمى املاليــة‬ ‫مســؤولة عــن الســوق وشــاركت النســاء املســلات‬ ‫يف الدفــاع عــن املدينــة املنــورة يف غــزوة أحــد‬ ‫وهنــاك عــدد مــن النســاء العاملــات ال يحــﴡ مــن‬ ‫اللــوايت اشــتهرن بالعلــم وروايــة الحديــث والتفســر‬ ‫والفقــه واملناظــرات وســائر العلــوم األخــرى‪،‬‬ ‫فاإلســام عندمــا أعطــى للمــرأة حريتهــا يف كل هــذا‬ ‫فإنــه وضــع أمــام ذلــك كلــه رشط أن ال يتعــدى عى‬ ‫حريتهــا وشــخصيتها وكرامتهــا ألن الحفــاظ عــى‬ ‫شــخص ميثــل نصــف املجتمــع ويلــد لنــا النصــف‬ ‫اآلخــر جديــر بــكل هــذا اإلهتــام‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫ركن األسرة المسلمة‬

‫‪48‬‬

‫االرسة املسلمة واغتنام الشهر الفضيل‬ ‫يفــرح املســلمون بقــدوم الشــهر‬ ‫الكريــم‪ ،‬ألنــه مــن أعظــم نعــم اللــه‬ ‫تعــاىل عــى عبــاده املؤمنــن‪ ،‬فهوشــهر‬ ‫تتنــزل فيــه الرحــات‪ ،‬وتغفــر فيــه‬ ‫الذنــوب والســيئات‪ ،‬وتضاعــف فيــه‬ ‫األجــور والدرجــات‪ ،‬ويعتــق اللــه فيــه‬ ‫النبــي صــى‬ ‫عبــاده مــن النــران‪ ،‬قــال‬ ‫ّ‬ ‫َــل َر َمضَ ــانُ‬ ‫اللــه عليــه وســلّم‪« :‬إذا َدخ َ‬ ‫ـواب‬ ‫ـواب الج َّنــة‪َ ،‬و ُغلِّ َقـ ْ‬ ‫ُف ِّت َحـ ْ‬ ‫ـت أبـ ُ‬ ‫ـت أبـ ُ‬ ‫َج َه َّنــم‪َ ،‬و ُسل ِْســلَت»(متفق عليــه)‪.‬‬ ‫وللمــرأة املســلمة دور كبــر يف إعطــاء‬ ‫األيــام الرمضانيــة رونقـاً خاصـاً مل لها من‬ ‫مزايــا عــى صنــع التغيــر يف ارستهــا مــن‬ ‫خــال اإلرشاف والتنظيــم عــى اغتنــام‬ ‫فرصــة الشــهر الفضيــل للوصــول اىل‬ ‫املراتــب العليــا وتطهــر النفــس‪ ،‬فهــوال‬ ‫يتكــرر إال كل عــام‪ ..‬ومــن يــدري هــل‬ ‫ســندركه مــرة أخــرى؟ أم يكــون هــذا‬ ‫هواللقــاء األخــر الــذي ننعــم بــه؟ إنــه‬ ‫الشــهر الــذي قــال ربنــا عــز وجــل عنــه‪:‬‬ ‫}شَ ـ ْه ُر َر َمضَ ــانَ الَّـ ِذي أُنْـز َِل ِفيـ ِه الْ ُقـ ْرآنُ‬ ‫ــاس َوبَ ِّي َن ٍ‬ ‫ــات ِمــ َن الْ ُهــدَ ى‬ ‫ــدى لِل َّن ِ‬ ‫ُه ً‬ ‫ُــم الشَّ ــ ْه َر‬ ‫َوالْ ُف ْر َقــانِ َف َمــ ْن شَ ــهِدَ ِم ْنك ُ‬ ‫َفلْ َي ُص ْمــهُ َو َمـ ْن كَانَ َمرِيضً ــا أَو َعـ َـى َسـ َف ٍر‬ ‫ـم‬ ‫َف ِعــدَّ ٌة ِم ـ ْن أَيَّـ ٍ‬ ‫ـام أُ َخ ـ َر يُرِيــدُ اللَّــهُ ِبكُـ ُ‬ ‫ـر َولِ ُتكْ ِملُــوا‬ ‫ـر َوال يُرِيــدُ ِبكُـ ُ‬ ‫ـم الْ ُعـ ْ َ‬ ‫الْ ُيـ ْ َ‬

‫ـم‬ ‫ـروا اللَّــهَ َعـ َـى َمــا هَدَ اكُـ ْ‬ ‫الْ ِعــدَّ َة َولِ ُتكَـ ِّ ُ‬ ‫ُــم تَشْ ــكُ ُرونَ { ]البقــرة‪.[185 :‬‬ ‫َولَ َعلَّك ْ‬ ‫فلقــد كان الصحابــة يتطلعــون إليــه‪،‬‬ ‫قبــل أن يحــل بســتة أشــهر كاملــة‪،‬‬ ‫يدعــون اللــه عــز وجــل أن يبلغهــم‬ ‫رمضــان وليلــة القــدر التــي هــي خــر‬ ‫مــن ألــف شــهر والعبــادة فيهــا تتجــاوز‬


‫الثانــن عا ًمــا‪ ،‬غــر أن اإلســتعداد لهــذا‬ ‫الشــهر الفضيــل يختلــف مــن شــخص‬ ‫آلخــر‪ ،‬فالبعــض يبتهجــون ألنــه اتيحــت‬ ‫لهــم فرصــة إدراك هــذا الشــهر الكريــم‬ ‫الــذي هوشــهر التوبــة واملغفــرة والعتــق‬ ‫مــن النــار فيجهــزون أنفســهم ويعدونها‬ ‫للعبــادة والطاعــة والتــزود مــن الهــدى‬ ‫والتقــوى‪ ،‬فيــا آخــرون ال يــرون يف‬ ‫رمضــان إال شــهر تســلية وتكاســل عــن‬ ‫العمــل وأكل ورشب‪ ،‬ويضيعــوا فرصــة‬

‫رمبــا ال تأتيهــم مــرة أخــرى‪.‬‬ ‫ولــألرسة املســلمة الحريصــة عــى‬ ‫إغتنــام بركــة الشــهر الفضيــل بعــض‬ ‫النصائــح العمليــة التــي تســاعد األرسة‬ ‫عــى حســن اســتقبال شــهر الصيــام‪:‬‬ ‫ اســتحضار النيــة لــكل فــرد مــن أفـراد‬‫األرسة للخــروج بأقــﴡ زاد ممكــن‬ ‫مــن الشــهر الفضيــل‪ ،‬والتوبــة قبــل أن‬ ‫يحــل شــهر رمضــان‪ ،‬مــن كل الذنــوب‪،‬‬ ‫صغرهــا وكبرهــا‪ ،‬مــا كان منهــا يف حــق‬

‫اللــه‪ ،‬ومــا كان منهــا يف حــق العبــاد‪،‬‬ ‫ تهيئــة النفــس عــى التقوى ‪-‬كــا يقول‬‫األســتاذ ســيد قطــب ‪ -‬رحمــه اللــه‪ -‬هــي‬ ‫شــفافية يف الضمــر‪ ..‬تلــك الشــفافية‬ ‫التــي يستشــعرها الصائــم‪ ،‬فهــي ال ـزاد‬ ‫الــذي يتــزود بــه املســلم عــى الصيــام‬ ‫والقيــام وتزيــد مــن قدرتــه عــى التعبــد‬ ‫يف الشــهر الفضيــل‪ ،‬وتبعــده عــن الوهــن‬ ‫والضعــف الــذي يصيبــه مــن ضغوطــات‬ ‫الحيــاة الــذي أصبحــت جــزء ال يتجــزء‬ ‫مــن حياتنــا اليوميــة‪.‬‬ ‫ التســامح والتجــاوز عــن هفــوات‬‫اآلخريــن يعيــد للقلــوب مشــاعر املــودة‬ ‫الصافيــة‪ ،‬ومشــاعر الرحمــة‪ ،‬والتجــاوز‬ ‫عــن الزلــل‪ ،‬والتــاس العــذر بعــد العذر‬ ‫ملــن يشــاركنا الحيــاة‪.‬‬ ‫ اإلســتعداد البنــاء بــن أفــراد العائلــة‬‫إلدارة الوقــت واغتنامــه يف التعبــد‬ ‫وتــاوة القــرآن‪ ،‬وذلــك بوضــع برنامــج‬ ‫تعبــدي واقعــي لــكل عــرة أيــام حتــى‬ ‫نصــل ألقــﴡ درجــة يف العــر األواخــر‬ ‫مــن رمضــان‪ ..‬تلــك الليــال املباركــة التي‬ ‫نرقــب فيهــا ليلــة القدر‪.‬ليتحــول الشــهر‬ ‫الفضيــل إىل خــر وبركــة لــألرسة‪.‬‬ ‫ مراعــاة امليزانيــة املاليــة يف اإلســتعداد‬‫للشــهر الفضيــل‪ ،‬وعــدم تحميــل‬ ‫العائلــة فــوق طاقتهــا مــن األعبــاء‬ ‫املاليــة يف تقديــم الوجبــات الباهظــة‬ ‫التكاليــف للدعــوات الرمضانيــة عــى‬

‫‪49‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫ركن األسرة المسلمة‬

‫‪50‬‬

‫موائــد اإلفطــار‪ ،‬وللزوجــة الــدور الكبــر‬ ‫يف تنظيــم ميزانيــة الشــهر الفضيــل‪،‬‬ ‫وخاصــة أن بعــض التجــار يســتغلون‬ ‫الشــهر الفضيــل برفــع أســعار الســلع‬ ‫الرضوريــة التــي البــد منهــا هداهــم‬ ‫اللــه ولوأنهــم اســتغلوا هــذا الشــهر‬ ‫بالتســهيل عــى املســلمن لرزقهــم اللــه‬ ‫أضعــاف مــا يجنونــه مــن اإلســتغال‬ ‫البشــع إلخوانهــم املســلمن‪.‬‬ ‫ الشــعور مبعانــاة الفق ـراء واملحتاجــن‪،‬‬‫وأال تجعــل األرسة مــن شــهر رمضــان‬ ‫مأكلــة ومربــة‪ ،‬إذ أن كــرة الطعــام‬ ‫والــراب تقــي القلــب وتضعــف‬ ‫الجســم عــن القيــام بعبــادة الشــهر‬ ‫الفضيــل‪ ،‬وخاصــة واألمــة اإلســامية‬ ‫تعيــش يف ضنــك التــرد مــن بادهــا‬ ‫هربــا مــن ظلــم اإلنســان لإلنســان‪،‬‬ ‫فاملســلمن جســد واحــد وعــى كل‬ ‫مســلم الشــعور مــع أخيــه املســلم يف‬ ‫كافــة أرجــاء العــامل‪ ،‬وال ننــى شــكر‬ ‫اللــه عــى نعمــة األمــن واألمــان يف بلدنا‬ ‫الغــال العزيــز عــى قلوبنــا أدام اللــه‬ ‫قيادتــه الهاشــمية الرشــيدة الحريصــة‬ ‫عــى توفــر الحيــاة الســعيدة لشــعبها‬ ‫بقــدر اســتطاعتها‪.‬‬ ‫ عــى اصحــاب رؤوس األمــوال‬‫مــن أربــاب األرس التــي أكرمهــا اللــه‬ ‫بالــرزق الوافــر بإخــراج زكاة أموالهــم‬ ‫يف هــذا الشــهر الفضيــل ألن األجــر‬ ‫مضاعــف لهــم‪ ،‬والشــعور بغرهــم مــن‬

‫أخوانهــم املســلمن وإدخــال الــرور‬ ‫عــى قلوبهــم‪ ،‬واإلهتــام بأعــال الخــر‬ ‫الواســعة واملتنوعــة مــن مســابقات‬ ‫قرآنيــة ونشــاطات علميــة هادفــة‪،‬‬ ‫فاملنتــدى العاملــي للوســطية جــزى اللــه‬ ‫القامئــن عليــة بــإدارة املهنــدس مــروان‬ ‫الفاعــوري‪ ،‬ورئيســة القســم النســايئ يف‬ ‫املنتــدى الســيدة سوســن املومنــي عــى‬ ‫إقامــة املســابقة القرآنيــة الخامســة‬ ‫وتكريــم الفائزيــن مــن الحفظــة لكتــاب‬ ‫اللــه العزيــز يف الشــهر الفضيــل‪ ،‬أعــز‬ ‫اإلســام واملســلمن بــكل مــن لــه بــاع‬ ‫خــر بالنهــوض باإلســام‪ ،‬باإلضافــة إىل ما‬ ‫يقــوم بــه املنتــدى مــن مؤمتـرات علميــة‬ ‫هادفــة واســتضافة العلــاء األفاضــل‬ ‫بهــدف مناقشــة همــوم املســلمن‬ ‫ودحــض الشــبهات عــن ديــن اإلســام‬ ‫العظيــم وتوضيحــه بالصــورة الواضحــة‬ ‫املرقــة بأنــه ديــن أىت إلســعاد البريــة‬ ‫وليــس كــا يصــوره البعــض بأنــه‬ ‫اإلرهــاب بعينــه متناســن بــأن بعــض‬ ‫األف ـراد ممــن يحملــون مســمى اإلســام‬ ‫يشــوهون اإلســام بأفكارهــم املتطرفــة‬ ‫البعيــدة كل البعــد عــن اإلســام‬ ‫وســاحته وهــؤالء الميثلــون اإلســام‬ ‫فهــم ميثلــون أنفســهم فقــط‪.‬‬ ‫ عــى األرسة املســلمة بــذل الجهــد‬‫لربيــة أبناءهــا عــى اســس اميانيــة يف‬ ‫الشــهر الفضيــل‪ ،‬فــا يبقــى الوالــدان‬ ‫مشــغولن يف العبــادة وتــرك ابنائهــم‬

‫يجلســون أمــام التلفــاز والســهر عليــه‬ ‫حتــى ســاعات الفجر‪،‬فعليهــم إرشاك‬ ‫ابناءهــم يف العبــادات الرمضانيــة‪،‬‬ ‫واصطحابهــم إىل املســجد‪ ،‬وتخصيــص‬ ‫وق ًتــا ملدارســة آيــة أوحديــث‪ ،‬وإرشاكهم‬ ‫يف املســابقات الرمضانيــة‪.‬‬ ‫التعــاون بــن أعضــاء األرسة يف الخدمــة‬‫واملســاهمة يف أعبــاء ومســئوليات‬ ‫موائــد الشــهر الفضيــل‪ ،‬حتــى تســتطيع‬ ‫النســاء يف األرسة مــن مارســة العبــادات‬ ‫الرمضانيــة بنشــاط‪.‬‬ ‫«اللهــم بلغنــا رمضــان‪ ،‬وأعنــا عــى‬ ‫الصيــام والقيــام‪ ،‬وفــرج هموم املســلمن‬ ‫يف كل مــكان بركــة الشــهر الفضيــل»‬


‫‪51‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫أعالم الوسطية‬

‫‪52‬‬

‫الدكتور طه جابر العلواني‬

‫َ ّ‬ ‫ﺃﺯﻣﺔ ٌﺍﻷﻣ ٌﺔ‬ ‫ٌ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺃﺯﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺤﻀﺔ‬

‫ولــد الشــيخ طــه جابــر العلــوان يف العــام‬ ‫‪ ,1935‬يف مدينــة الفلوجــة‪ ,‬مبحافظــة‬ ‫األنبــار يف الع ـراق‪ ,‬وتل َّقــى فيهــا تعليمــه‬ ‫االبتــدايئ‪ ,‬والتحــق باملدرســة الدينيــة‬ ‫اآلصفيــة‪ ,‬التــي أنشــأها الشــيخ الهــام‬ ‫عبــد العزيــز ســامل الســام ّرايئ‪ ,‬وتخــ َّرج‬ ‫منهــا مــع كوكبــة مــن العلــاء‪ :‬ياســن‬ ‫الخطيــب‪ ,‬وخليــل الفيــاض‪ ,‬وعبــد‬ ‫ـعدي‪ ,‬وانتقــل لبغــداد ليكمــل‬ ‫امللــك السـ ّ‬ ‫تعليمــه عــى نخبــة مــن املشــايخ األعــام‪:‬‬

‫رحمه اهلل‬

‫أمجــد الزهــاوي‪ ,‬ومحمــد القزلجــي‪,‬‬ ‫وقاســم القيــي‪ ,‬ومفتــي العــراق فــؤاد‬ ‫اآللــويس‪ ,‬وأجيــز بالعلــوم الرعيــة‬ ‫عــام ‪ ,1953‬وانتقــل إىل الســليانية‬ ‫فــر ًة لانتفــاع مــن مشــايخها وعلومهــم‪,‬‬ ‫وعمــل إمام ـاً وخطيب ـاً ببغــداد‪ ,‬مبســجد‬ ‫حســيبة الباججــي‪.‬‬ ‫وانتقــل إىل مــرص ليكمــل يف األزهــر‬ ‫الريــف دراســته‪ :‬فحصــل ثانيــ ًة‬ ‫عــى الشــهادة الثانويــة‪ ,‬فالليســانس‬


‫ثــم الدكتــوراه‪.‬‬ ‫واملاجســتري َّ‬ ‫وســع مداركــه الفكريَّة‪ ,‬األحداث‬ ‫ومـ َّـا َّ‬ ‫الجســام‪ ,‬وتعــدُّ د التيــارات السياســية‪,‬‬ ‫يف العــراق ومــر‪ ,‬ومــا اكتســبه مــن‬ ‫خ ـرات العمــل أســتاذاً للفقــه يف الكل َّيــة‬ ‫العســكرية‪ ,‬وكليــة الدراســات اإلســامية‬ ‫وســعت‬ ‫ببغــداد‪ ,‬ونشــاطات دعويــة‪َّ ,‬‬ ‫آفــاق ثقافتــه‪.‬‬ ‫عمــل بعــد الدكتــوراه بجامعــة محمــد‬ ‫بــن ســعود بالريــاض لعــرة أعــوام‬ ‫اســتاذاً‪ ,‬ومستشــاراً ملؤسســات أخــرى‪,‬‬ ‫وانتقــل بعدهــا للواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة‪ ,‬ليشــارك يف تأســيس املعهــد‬ ‫اإلســامي‪ ,‬مــع كوكبــ ٍة‬ ‫العاملــي للفكــر‬ ‫ّ‬ ‫مــن األســاتذة األكادمي ّيــن‪ ,‬كالشــهيد‬ ‫إســاعيل الفاروقــي‪ ,‬وجــال الربزنجــي‪,‬‬ ‫وعبــد الحميــد أبوســليامن؛ بهــدف‬ ‫الدينــي‪ ,‬والــروع‬ ‫تجديــد الخطــاب‬ ‫ّ‬ ‫مبــروع «إســامية املعرفــة»‪ ,‬فــكان‬ ‫مؤسســا ملجلــس أمنــاء املعهــد‪،‬‬ ‫عضــوا‬ ‫ً‬ ‫وتــرأس املعهــد لألعــوام ‪.1996 -1988‬‬ ‫وللشــيخ العلــواين نشــاطات علميــة‬ ‫وفكريــة كثــرة‪ ،‬وهوعضــويف كثــر مــن‬ ‫املجامــع العلميــة الدوليــة‪ ،‬فــكان عض ـ ًوا‬ ‫مؤسســا لرابطــة العــامل اإلســامي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واملجمــع امللــي لبحــوث الحضــارة‬ ‫اإلســامية بــاألردن‪ ،‬ومجمــع الفقــه‬ ‫اإلســامي الــدويل بجــدة‪.‬‬ ‫وكان رئيســاً مؤسســاً ملجلــس الفقــه‬ ‫اإلســامي يف أمــركا الشــالية‪ ،‬ورئيــس‬ ‫التحريــر املؤســس ملجلــة «إســامية‬

‫املعرفــة»‪ ،‬والرئيــس املؤســس لجامعــة‬ ‫العلــوم اإلســامية واالجتامعيــة‬ ‫بفريجينيــا‪ ،‬لتكــون مجــاالً تطبيق َّيــاً‬ ‫ملرشوعــه‪ ,‬والــروع يف عمل َّيــة تجديــد‬ ‫الفكــر عمليـاً؛ وشــغل منصــب أول أســتاذ‬ ‫كــريس للربنامــج املشــرك يف الدراســات‬ ‫اإلســامية‪ ,‬الــذي تقدمــه عــر جامعــات‬ ‫أمريكيــة يف واشــنطن العاصمــة‪ ،‬وغــر‬ ‫ذلــك كثــر‪.‬‬ ‫تتأســس كتابــات الشــيخ العلــواين عــى‬ ‫عمــق الــراث‬ ‫منهج َّيــ ٍة ناقــد ٍة‪ ,‬بلغــت‬ ‫َ‬ ‫اإلســامي‪ ,‬بــل وبعــض آثــار الــراث‬ ‫اإلنســا ِّين كالغــر ّيب اليونــا ّين والرومــاين‬ ‫والدينــي كاليهــودي‪ ,‬ومل‬ ‫والحديــث‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫الواقــع‪ ,‬الــذي‬ ‫تغــادر جهــو ُده النقديَّــ ُة‬ ‫َ‬ ‫تعيشــه األ َّمـ ُة‪ ,‬باحثاً عــن أســباب أزماتها؛‬ ‫فبلــغ نتيجـ ًة تؤكِّــدُ أنَّ «أزمـ َة األ ّمــة أزمـ ٌة‬ ‫فكريَّـ ٌة محضـ ٌة»‪ ,‬وهــي محــاوالت فكريَّة‪,‬‬ ‫ميكــن وصفهــا «بالتفكيك ِّيــة»؛ لك َّنــه مل‬ ‫يلبــث أن وصــف لهــا العــاج الــاز َم‪ ,‬ملــا‬ ‫يخرجهــا مــن أزمتهــا‪ ,‬يف إطــار جهــوده‪,‬‬ ‫التــي ميكــن وصفهــا «بالرتكيب َّيــة»‪.‬‬ ‫أصل‬ ‫تلــك الجهــود التفكيكيــة والرتكيبيــة‪َّ ,‬‬ ‫لهــا العلواين‪-‬ومعــه زمــاؤه وتالمذتــه‪ -‬يف‬ ‫مشــوع «إســام َّية املعرفــة»‪ ,‬التــي ي ـراد‬ ‫منهــا تحديــد القواعــد األساســية‪ ,‬التــي‬ ‫تنبنــي عليهــا مبــادئ الديــن الحنيــف‪,‬‬ ‫لتكــون‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ضابطــاً منهج َّيــاً للمجــال املعــريفّ‬ ‫اإلســامي‪ ,‬يحفــظ اإلســام وجوهــره‪ ,‬يف‬ ‫ّ‬ ‫إطــار الدراســات الفكريــة‪ ,‬التــي تعتمــد‬

‫باإلســامي‪.‬‬ ‫التفكَّــر الجديــر بالوصــف‬ ‫ِّ‬ ‫ثانيـاً‪ :‬دليالً ومرشــداً‪ ,‬للتنشــئة اإلســام َّية‪,‬‬ ‫وبنــاء الشــخص َّية املســلمة‪ ,‬نفســ َّياً‬ ‫وعلم َّيــاً‪.‬‬ ‫الفكــري يف‬ ‫وبنــا ًء عــى نتائــج البحــث‬ ‫ّ‬ ‫مــروع إســام ّية املعرفــة‪ ,‬أكَّــد رضورة‬ ‫إعــادة تشــكيل العلــوم الحديثــة‪ ,‬وفقــاً‬ ‫لشــبكة املبــادئ األساســية اإلســامية‪,‬‬ ‫وتأسيسـاً عــى منظومــة اإلســام القيم َّيــة‪,‬‬ ‫مبختلــف مســتوياتها‪ :‬الكل َّيــة‪ ,‬والحاكمــة‪,‬‬ ‫واملولِّــدة؛ وبذلــك ميكــن اعــادة االعتبــار‬ ‫للرؤيــة اإلســامية‪ ,‬وجعلهــا منطلقــاً‬ ‫معرف َّيــاً‪ ,‬يرســم للعلــوم والدراســات‬ ‫مداخلهــا املنهاجيــة‪ ,‬وليحــدِّ د لهــا‬ ‫مجاالتهــا املعرفيــة‪ ,‬ويصــف أدواتهــا‪,‬‬ ‫فتســهم يف تصويــب واقــع األ َّمــة املــأزوم‪,‬‬ ‫ـاري‪.‬‬ ‫وبنــاء مســتقبلها مــن الشــهود الحضـ ّ‬ ‫وتتلخــص أبــرز املحــدِّ دات الفكريَّــة‪,‬‬ ‫للشــيخ طــه العلــوا ّين‪ ,‬يف‪:‬‬ ‫‪ .1‬الجمــع بــن القراءتــن‪ ,‬ق ـراءة الوحــي‬ ‫وق ـراءة الكــون‪ ,‬تأسيس ـاً عــى أم ـ ٍر اللــه‬ ‫تعــاىل اإلنســانَ بالقراءتــن‪ ,‬واكتشــاف‬ ‫منهجــي بــن‪ :‬الوحــي‪ ,‬والكــون‪,‬‬ ‫ناظــم‬ ‫ٍّ‬ ‫فكالهــا يوصــل إىل اآلخــر‪ ,‬يف إطــا ٍر‬ ‫ســنني‪ ,‬يحقِّــق الهــدى‬ ‫توافقــي‬ ‫تكامــيٍّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫اإلنســا ّين‪.‬‬ ‫‪ .2‬االنضبــاط باملرجع َّيــة القرآنيــة‪ ,‬فــا‬ ‫جــدوى مــن املحــاوالت الفكريــة لتفكيــك‬ ‫أزمــة األمــة فضـاً عــن تركيبهــا‪ ,‬مــا مل تُـ َن‬

‫‪53‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫أعالم الوسطية‬

‫‪54‬‬

‫ـدي القــرآن املجيــد؛ فهوالخطــاب‬ ‫عــى هـ َ‬ ‫العاملــي الوحيــد‪ ,‬املعــادل يف منهجيتــه‬ ‫ّ‬ ‫لحركــة الكــون وســننه‪.‬‬ ‫‪ .3‬تحديــد معــامل فقــه املراجعــات‪ ,‬وربــط‬ ‫آثــار الــراث الفقهــي بأصولــه وببيئتــه‪:‬‬ ‫الزمانيــة‪ ,‬واملكانيــة‪ ,‬ليكــون ارتبــاط‬ ‫املــايض بالحــارض وباملســتقبل موافقــاً‬ ‫العاملــي‪ ,‬ومــا يحقِّــق عامل َّي َتــه؛‬ ‫للمنهــج‬ ‫ّ‬ ‫فالفقــه املــوروث ال ُي َســلَّم بص َّحــة‬ ‫أحكامــه يف واقعنــا‪ ,‬دومنــا نقــد وتحليــل‪,‬‬ ‫يؤســس لهــا العقــل املنضبــط باملرجــع‪,‬‬ ‫ومبقاصــده‪.‬‬ ‫‪ .4‬العامل َّيــة‪ :‬وتنطلــق مــن إق ـرار التعــدُّ د‬ ‫سـ َّن ًة‪ ,‬واســتيعابه‪ ,‬يف دعــو ٍة تعــود بالنفــع‬ ‫لكافَّــ ِة أطرافهــا مــن النــاس‪ ,‬فالعامليــة‬ ‫عامــل دافــع إلخـراج النــاس مــن العبودية‬ ‫رب العبــاد‪.‬‬ ‫إىل الحريــة‪ ,‬بعبــادة ِّ‬ ‫تــرك الشــيخ طــه العلــواين آثــاراً كثــر ًة‪,‬‬ ‫لعـ َّـل أبرزها‪:‬‬ ‫‪.1‬املحصــول يف علــم أصــول الفقــه‪:‬‬ ‫وهودراســة وتحقيــق لكتــاب اإلمــام‬ ‫املفــر فخــر الديــن‬ ‫األصــويل الناظــر‬ ‫ِّ‬ ‫محمــد بــن عمــر بــن الحســن الــرازي‪,‬‬ ‫الــذي قــدَّ م فيــه‪ ,‬دراســات عديــدة‪,‬‬ ‫المــس منهجيــة اإلمــام‪ ,‬فــكان مبثابــة‬ ‫فهــم لشــخصية اإلمــام‪ ,‬ومنهجيتــه‪ ,‬التــي‬ ‫تالمــس آثــاره املتعــدِّ دة تخصصاتهــا‪.‬‬

‫‪.2‬نحوالتجديــد واالجتهــاد «مراجعــة يف واإلنســان‪ ,‬والكــون؛ وبيــان األبعــاد‬ ‫املنظومــة املعرفيــة اإلســامية‪ :‬الفقــه املفاهيميــة «للعلــم»‪« ,‬والقــراءة»‪ ,‬ومــا‬ ‫العاملــي‪.‬‬ ‫وأصولــه»‪ :‬ويدعوفيــه لتأســيس علــم ي ّتصــل بصفــات الخطــاب‬ ‫ِّ‬ ‫املراجعــات‪ ,‬بجعــل الــراث مــا َّد ًة‪,‬‬ ‫الكتشــاف منهج ّيــة‪ ,‬تالمــس صالح َّيتــه ‪.5‬مقدمــة يف إســامية املعرفــة‪ :‬محــض‬ ‫املســتم َّرة‪ ,‬يف إطــار مراجعــات الفقــه محاولــ ٍة‪ ,‬يتجــاوز فيهــا العقــل املســلم‪,‬‬ ‫وأصولــه‪ ,‬وعلــم املقاصــد‪ ,‬وعلــوم السـ ّنة‪ ,‬تجــاوز أزمــة األمــة‪ ,‬ليحقِّــق الجمــع‬ ‫وســواها؛ باالنضبــاط بهــدي القــرآن‪ ,‬بــن القراءتــن‪ ,‬ومــا يؤســس للمعرفــة‬ ‫املنهجيــة‪ ,‬يف إطــار اإلقـرار بوجــود وحــد ٍة‬ ‫ليكــون حاكــاً عليهــا‪.‬‬ ‫بنائيــة للقــرآن املجيــد‪ ,‬تؤســس ملعرفــة‬ ‫‪.3‬معــامل يف املنهــج القــرآين‪ :‬وميثــل إنســانية‪ ,‬وطبيعيــة‪ ,‬الرتباطيهــا بغايــات‬ ‫محاولــ ًة للتأســيس العلمــي املنهجــي‪ ,‬ومقاصــد ترتبــط بالبعــد الغيبــي‪.‬‬ ‫باعتــاد القــرآن مرجعــاً‪ ,‬وبجعــل‬ ‫خطــاب القــرآن مؤسســاً لبنــاء الثقافــة‪.6 ,‬الخصوصيــة والعامليــة يف الفكــر‬ ‫بــكل معاملهــا ومك ِّوناتهــا ومســتوياتها‪ ,‬اإلســامي املعــارص‪ :‬يعالــج مواضيــع‬ ‫ِّ‬ ‫وباالنضبــاط مبقتضيــات العالقــة بــن‪ :‬مهمــة‪ ,‬بكشــف املســافات القيميــة‪,‬‬ ‫الوحــي‪ ,‬والنبــ ّوة‪ ,‬والعقــل؛ وضبــط بعــد بيــان حقيقــة‪ :‬التعدديَّــة‪ ,‬والتنــوع‪,‬‬ ‫املســافات‪ ,‬التــي رســمها منهــج التوحيــد والخصوصيــة‪ ,‬والعامليــة‪ ,‬وثنائيــة األنــا‬ ‫يؤســس معــامل الرؤيــة الكونيــة واآلخريــن‪ ,‬بتفعيــل الرؤيــة الكليــة‬ ‫بينهــا؛ مبــا ِّ‬ ‫لــكل مــا املعرفيــة اإلســام ّية‪.‬‬ ‫اإلســامية املعرفيــة‪ ,‬املؤسســة ِّ‬ ‫يرســم معــامل الحضــارة‪.‬‬ ‫‪.7‬مقاصــد الرشيعــة‪ :‬يكشــف عــا ميكِّــن‬ ‫‪.4‬نحومنهجيــة معرفيــة قرآنيــة‪ :‬ميثِّــل مــن بنــاء فقــه‪ ,‬ينبنــي عــى مراعــاة‬ ‫جهــداً معرف َّيـاً‪ ,‬ملالمســة القواعــد األســاس األولويــات‪ ,‬وتأصيــل أســس مــن مقاصــد‬ ‫التــي يرســمها منهــج التوحيــد‪ ,‬بوضــع العقيــدة‪ ,‬ملقاصــد الرشيعــة‪ ,‬تســتلهم‬ ‫رشوط القــراءة التدبريــة‪ ,‬لالســتهداء مــن الخطــاب القــرآين والنبــوي‪ ,‬ومــا‬ ‫مبوجهــات القــرآن املعرفيــة بعــد معرفتها‪ ,‬تؤسســان لــه مــن معــامل الرؤيــة الكليــة‬ ‫ومالمســة معــامل املنهجيــة التوحيديــة‪ ,‬املعرفيــة اإلســامية‪ ,‬ومراعــاة مــا َّأســس‬ ‫وتحديــد دور العقــل املســلم يف نســجها‪ ,‬لــه املعنيــون بالدراســات املقاصديــة‪.‬‬ ‫باســتلهام قواعــد العالقــة بــن‪ :‬الغيــب‪,‬‬


‫‪.8‬إصــاح الفكــر اإلســامي‪ :‬وشــكَّل اإلســامية‪ ,‬وإن خالــف َمــ ْن انحــرت‬ ‫قــراء ًة‪ :‬لخصائــص الخطــاب اإلســامي‪ ,‬بــه أدواتــه‪ ,‬عــن إحــداث ق ـراء ٍة معرفيــة‬ ‫وأســباب األزمــة الفكريــة‪ ,‬والعقــل ميكــن وصفهــا باإلســامية‪.‬‬ ‫املــأزوم‪ ,‬ومعوقــات اإلصــاح‪ ,‬لتحديــد‬ ‫معــامل املــروع اإلصالحــي‪ ,‬الــذي يراعــي‪.11 :‬نحوإعــادة بنــاء علــوم األمــة‬ ‫املرجــع القــرآين املنشــئ‪ ,‬القــادر عــى االجتامعيــة والرشعيــة‪ :‬هومحاولــة لبنــاء‬ ‫تجديــد الفكــر‪ ,‬بتمكينــه مــن تبــ ُّوء منهجيــة‪ ,‬تصـ ِّوب مســارات العلــوم‪ ,‬التــي‬ ‫مكانتــه‪ ,‬يف حـ ِّـل أزمــات اإلنســانية‪ ,‬وتلبية تعنــى بهــا األمــة‪ ,‬نقليـ ًة كانــت أوعقليــة‪,‬‬ ‫حاجاتهــا‪ ,‬ومتكــن الفكــر مــن الحضــور» بتأسيســها عــى‪ :‬الرؤيــة الكليــة املعرفيــة‪,‬‬ ‫بالفاعل َّيــة‪ ,‬وليــس بالقولبــة فيــا كان مــن التــي يؤســس القــرآن املجيــد معاملَهــا‪,‬‬ ‫نتاجــات العقــل املســلم‪ ,‬وســدِّ أبــواب ويحــدِّ ُد ابعا َدهــا‪ ,‬مبــا يراعــي‪ :‬ثالثيــة‬ ‫الفقــه‪ ,‬وســلب العقــل مكانتــه‪ ,‬وال يف املقاصــد العليــا‪ :‬التوحيــد‪ ,‬التزكيــة‪,‬‬ ‫االســتالب مــن العقــل الغــريب‪ ,‬بالتســليم والعمــران‪ ,‬فيكــون القــرآن حاكــاً‬ ‫لنتاجاتــه‪ ,‬وعدِّ هــا نهائيــات‪ ,‬ال ميكــن ملســارات العلــم‪ ,‬ومرشــداً للعقــل يف‬ ‫رســمها‪ ,‬مبراعــاة جدليــة‪ :‬الوحــي والعقــل‪.‬‬ ‫تجاوزهــا‪.‬‬ ‫‪.9‬الجمــع بــن القراءتــن‪ :‬ويكــون الجمــع‬ ‫بــن‪ :‬قــراءة القــرآن‪ ,‬وقــراءة الكــون؛‬ ‫فثمــة أمــران بالقــراءة‪ :‬األوىل القــراءة‬ ‫للكتــاب باســم اللــه تعــاىل‪ ,‬والقــراءة‬ ‫وقصــة اإلبــداع‬ ‫الثانيــة قــراءة الخلــق‪َّ ,‬‬ ‫الربــاين وغاياتــه ومقاصــده منهــا‪:‬‬ ‫اســتهدا ًء للمرشــد‪ ,‬وفاعليــ ًة يف املجــال‪.‬‬ ‫‪.10‬ابــن تيميــة وإســامية املعرفــة‪:‬‬ ‫مبســط ًة لق ـراءة آثــار ابــن‬ ‫ويعــدُّ ق ـراءة َّ‬ ‫تيميــة‪ ,‬ومراعــاة عوامــل تكوينــه النفيس‪,‬‬ ‫واإلعــداد العلمــي لــه‪ ,‬مبراعــاة الظــروف‬ ‫املحيطــة بــه‪ ,‬والقضايــا التــي اســتدعت‬ ‫منــه قــراء ًة وحكــاً‪ ,‬يوافــق املرجع َّيــة‬

‫‪.12‬التوحيــد والتزكيــة والعمـران‪ :‬ويرســم‬ ‫مجــاالت الفاعل َّيــة التع ُّبد َّيــة لإلنســان‪,‬‬ ‫فــكل مــا يقــوم بــه اإلنســان خليفــ ُة‬ ‫ُّ‬ ‫األرض هــو‪ :‬عبــادة‪ ,‬أوتزكيــة‪ ,‬أوعم ـرانٌ ‪,‬‬ ‫ِّــل فاعل َّيــ ًة عباديــ ًة‪ ,‬مبراعــاة‬ ‫كلُّهــا متث ُ‬ ‫التوحيــد بوصفــه‪ :‬حقيقــ ًة‪ ,‬ومنهجــاً‪,‬‬ ‫وحرك ـ ًة‪ ,‬تنظمهــا الن َّي ـ ُة‪ ,‬يف إطــار االبتــاء‬ ‫يؤســس للفاعل َّيــة‬ ‫واملســؤولية‪ ,‬مبــا ِّ‬ ‫الحضاريَّــة‪ ,‬التــي‪ :‬مــن أ ّول ســاتها‪:‬‬ ‫خلــوص اإلميــان‪ ,‬ومتابعــ ِة املنهــج‪,‬‬ ‫ثــم تكــون‬ ‫وفاعليــة الحركــة‪ ,‬ومــن َّ‬ ‫أماراتهــا‪ :‬ســكينة النفــس‪ ,‬وأمـ ُن املجتمــع‬ ‫وصــاح البيئــة بَّــراً وبحــراً‪.‬‬ ‫اإلنســا ّين‪,‬‬ ‫ُ‬

‫‪.13‬أدب االختــاف يف اإلســام‪ :‬االختــاف‬ ‫يف أصلــه دا ٌء أصــاب األمــ َة ويصيبهــا‪ ,‬يف‬ ‫أمــور الديــن‪ ,‬ويف قضايــا الدنيــا‪ ,‬والضابط‬ ‫لالختــاف‪ ,‬والقــادر عــى إذابتــه‪ :‬القــرآن‪,‬‬ ‫مبــا فيــه مــن عوامــل الهــدى إىل الحـ ِّـق‪,‬‬ ‫وإىل الحــال التــي هــي أقــوم؛ ومل يحــرص‬ ‫اإلســام عــى أمــر بعــد توحيــد اللــه‬ ‫تعــاىل‪ ,‬بقــدر مــا عنــي بوحــدة األمــة‪,‬‬ ‫وحفــظ بيضتهــا‪ .‬أ َّمــا آداب االختــاف‬ ‫فهــي تقــوم عــى إحســان الظ ـ ِّن باآلخــر‪,‬‬ ‫وبإمكانيــة مــدِّ الجســور بالحــوار إليــه‪,‬‬ ‫وبــأنَّ حســاب املخطــئ ومصــره إىل‬ ‫اللــه تعــاىل‪ ,‬وهووحــده املعنــي بنصــب‬ ‫املوازيــن والحســاب‪ ,‬يــوم القيامــة‪.‬‬ ‫‪.14‬أبعــاد غائبــة عــن فكــر ومامرســات‬ ‫الحــركات اإلســامية املعــارصة‪ :‬ويعنــى‬ ‫بــرورة بنــاء الحــركات اإلســامية‬ ‫نفســها‪ ,‬عــى أبعــاد يحدّ دهــا القــرآن‬ ‫ـص تقديــم‬ ‫املجيــد والســنة املطهــرة‪ ,‬تخـ ُّ‬ ‫وتبــن صبغتــه‪ ,‬فــا بــدَّ أن‬ ‫اإلســام‪,‬‬ ‫ِّ‬ ‫تراعيهــا الحــركات اإلســامية يف‪ :‬صبغتهــا‪,‬‬ ‫ويف حركتهــا‪ ,‬ويف تقديــم اإلســام والدعــوة‬ ‫إليــه‪ ,‬ويف عالقاتهــا مــع الحــركات‪ ,‬التــي‬ ‫تصطبــغ بصبغــات أخــرى مخالفــة؛ مــا‬ ‫يعــن بالتــايل يف إحــداث فاعلي ـ ٍة‪ ,‬تخــدم‬ ‫اإلســام وال تشــ ّوهه‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫أعالم الوسطية‬

‫‪56‬‬

‫‪.15‬ال إكــراه يف الديــن «إشــكالية الــردة‬ ‫واملرتديــن مــن صــدر اإلســام إىل اليــوم‪:‬‬ ‫عالــج الكتــاب أمــراً يــأيت يف إطــار‬ ‫املراجعــات العمليــة‪ ,‬التــي يطبــق فيهــا‬ ‫الشــيخ طــه العلــواين‪ ,‬مــا سـطَّره يف إطــار‬ ‫رســم منهجيــة اإلصــاح الفكــري؛ فالكتاب‬ ‫يجيــب عــى تسـ ٍ‬ ‫ـاؤالت ها َّمــة‪ ,‬منهــا‪ :‬هــل‬ ‫رشع اللــه تعــاىل عقوبــ ًة دنيويــة حــدَّ اً‬ ‫يغــر اعتقــاده مــن البــر؟‬ ‫عــى َمــ ْن ِّ‬ ‫ـي عليــه الصــاة والســام‬ ‫وهــل قتــل النبـ ُّ‬ ‫بالــر َّد ِة مجــرد ًة عــن وجــود اســاب أخــرى‬ ‫للقتــل؟ وهــل قتــل املرتــدِّ حكــم أجمــع‬ ‫عليــه العلــاء؟ أم القتــل منــرف لغــر‬ ‫ذلــك؟ وقــد أثــار الكتــاب يف حينــه ض َّجـ ًة‬ ‫بــن العلــاء‪ ,‬لك َّنــه مــا لبــث أن تح ـ َّول‬ ‫إىل تجربـ ٍة جريئــة يف املراجعــات‪ ,‬أنصفهــا‬ ‫العلــاء‪ ,‬وعدُّ وهــا اقتحامـاً جريئاً‪ ,‬وســبقاً‬ ‫محمــوداً‪.‬‬ ‫‪.16‬الوحــدة البنائيــة للقــرآن املجيــد‪:‬‬ ‫ويــأيت يف إطــار سلســة مــن (الدراســات‬ ‫القرآنيــة) تســتهدف إعــادة تقديــم‬ ‫القــرآن إىل األمــة املســلمة‪ ,‬والبرشيــة‬ ‫كافــة؛ كتابــاً هاديــاً ومبــراً ونذيــراً‬ ‫ومخرجــا مــن الفــن ومنقــذاً مــن الضاللة‪,‬‬ ‫يف وقــت تكاثــر الخطــوب‪ ,‬وتداعــت فيــه‬ ‫األمــم عــى اإلســام واملســلمني‪ ،‬وبحثــاً‬ ‫عــن طريــق خــاص‪ ،‬وال طريــق لخــاص‬ ‫اإلنســانية إال هــذا القــرآن؛ الــذي ميثــل‬ ‫وحــد ًة بنائيــة‪ ,‬تؤكِّــد أنَّــه ال يأتيــه الباطل‬ ‫مــن بــن يديــه وال مــن خلفــه‪ ,‬وأنَّــه ال‬

‫يقبــل االختــاف فيــه‪ ,‬لوحــدة مصــدره‪ ,‬والكشــف عــن كنــوزه‪ ،‬ســائلني اللــه‬ ‫العــي القديــر أن ينفــع بهــا‪ ،‬ويجعــل‬ ‫ووحــدة مقاصــده‪.‬‬ ‫منهــا إحــدى وســائل تهيئــة ســبل الرشــد‬ ‫‪.17‬نحوموقــف قــرآين من النســخ‪ :‬معالجة لهــذه األمــة‪.‬‬ ‫جــادة وجريئــة‪ ،‬اشــتملت عــى منهجيــة‬ ‫يحتاجهــا املبتــدئ يف الدراســات القرآنيــة ‪.19‬ابــن رشــد الحفيــد‪ :‬حمــل ابــن رشــد‬ ‫هــم الشــيخ العلــواين‪ ,‬الــذي أمثــر‬ ‫والنقليــة‪ ،‬وال يســتغني عنهــا املنتهــي مثــل ِّ‬ ‫(وإن نفــع العلــم بدرايتــه ال بروايتــه‪ ،‬كتــاب أدب االختــاف يف اإلســام‪ ,‬ولكــن‬ ‫وأصــل الفســاد الــذي دخــل عــى بعــض مــن زاويــة أخــرى‪ ,‬الحــظ خاللها انشــغال‬ ‫العلــاء نجــم عــن تقليــد ســابقيهم مــن الفقهــاء يف عــره بالجزئيــات‪ ,‬دون‬ ‫املتقدمــن مــن غــر بحــث عــا صنفــوه‪ ،‬التفــات يذكــر إىل تقريــر األدلــة وبيــان‬ ‫وال طلــب للدليــل عــا ألفــوه‪ ،‬ومــن املــدارك الفقهيــة‪ ،‬وأن تقريــر جمهرتهــم‬ ‫ذلــك الــكالم يف (الناســخ واملنســوخ) فــإن ملســائل الفقــه شــابه الكثــر مــن التداخــل‬ ‫كثرييــن منهــم قــد أقدمــوا عــى القــول والخلــط‪ ،‬فــرأى بثاقــب نظــره أن تنــاول‬ ‫يف (الناســخ واملنســوخ) وأوردوا كثــرا الفقــه بتلــك الطريقــة عــزل الفقــه عــن‬ ‫مــن التخليــط والعجائــب والعظائــم‪ ,‬أصولــه ومصــادره‪ ،‬وأن العنايــة بتنــاول‬ ‫ــل ملكــة االجتهــاد‪ ،‬فقــرر أن‬ ‫التــي ينــزه القــرآن عنهــا كــا ذكــر ابــن الفقــه عطَّ َ‬ ‫الجــوزي وغــره‪ .‬وهــذه الدراســة قــد يكتــب بدايــة املجتهــد ونهايــة املقتصــد‬ ‫عملــت عــى حاميــة القــرآن الكريــم‪ ,‬مــن مبنهــج مغايــر هومنهــج الفيلســوف‬ ‫ذلــك التخليــط وتنزيهــه عــن كثــر مــا الفقيــه‪ ,‬للفــت أنظــار الفقهــاء إىل فلســفة‬ ‫قيــل يف هــذا الشــأن‪ ,‬بتحقيــق علمــي الفقــه‪ ,‬ليؤثــر يف أســاليب تعاملهــم مــع‬ ‫دقيــق قائــم عــى القــرآن الكريــم‪ ،‬ومــا الفقــه وأدلتــه‪ ,‬فركَّــز عــى أســباب‬ ‫دار حولــه مــن ثوابــت الســنة املطهــرة‪ ،‬االختــاف‪ ,‬منب ًهــا إىل زوايــا النظــر يف‬ ‫فلعلــه ينهــي الجــدال يف هــذه القضيــة األدلــة‪.‬‬ ‫الخطــرة‪ ,‬ويرشــد إىل ســبيل الهــدى فيهــا‪.‬‬ ‫‪.20‬أزمــة اإلنســانية ودور القــرآن يف‬ ‫‪.18‬لســان القــرآن ومســتقبل األمــة الخــاص منهــا‪ :‬فث َّمــ َة أزمــ ٍة إنســانية‪,‬‬ ‫القطــب‪ :‬ويــأيت يف إطــار سلســلة دراســات ويقــدِّ م لهــا الحـ َّـل األمثــل القــرآن املجيــد‪,‬‬ ‫قرآنيــة‪ ,‬تهــدف لألخــذ بأيــدي القارئني إىل مــا يؤكِّــد عامل َّيتــه‪ ,‬بنــا ًء عــى أقوم َّيتــه‪,‬‬ ‫ـي بهــا‬ ‫فهــم معانيــه وإدراك مقاصــده؛ للوصــول وأنَّــه كتــاب هــا ٍد لإلنســان َّية‪ ,‬معنـ ُّ‬ ‫إىل منهــج قويــم لحســن التعامــل معــه بقيمــه‪ ,‬وليــس هوحكــر عــى األمــة‪ ,‬وال‬


‫ينحــر بحاكميتــه وأحكامــه‪.‬‬ ‫‪.21‬العــراق الحديــث بــن الثوابــت‬ ‫واملتغــرات‪ ,‬ج‪ :1‬فهنــاك ثوابــت‬ ‫ومتغــرات يف الواقــع العراقــي الراهــن‪،‬‬ ‫أوأن زل ـزال االحتــال مل يبــق شــيئا ثابتــا‬ ‫ميكــن للعراقيــن كافــة أن يلتفــوا حولــه؟‬ ‫هــل ميكــن تحديــد هــذه الثوابــت‬ ‫ورصدهــا يف خضــم هــذه الفــوىض‬ ‫الفكريــة أوالسياســية والعســكرية‬ ‫واالجتامعيــة؟ خاصــة بعــد تلــك‬ ‫املحــاوالت الســابقة والراهنــة‪ ,‬لتزويــر‬ ‫تاريــخ العـراق والتالعــب بــه‪ ،‬واملحاوالت‬ ‫املســتمرة لتخريــب ذاكرتــه أم أن ذلــك‬ ‫أصبــح بعيــد املنــال؟ كيــف أعــاد القــرآن‬ ‫املجيــد إنتــاج تاريــخ البرشيــة والنبــوات‬ ‫والرســاالت التــي جاءتهــا؟ وتطهــره مــن‬ ‫وضعــه يف حالــة الصــدق‪ ،‬وتطهــره مــن‬ ‫ســائر عمليــات التزويــر كليــة كانــت‬ ‫أوجزئيــة؟ وهــل متكــن االســتفادة بهــذا‬ ‫املنهــج القــرآين يف إعــادة كتابــة تاريــخ‬ ‫الع ـراق وتنقيــة هــذا التاريــخ مــن ســائر‬ ‫ف‬ ‫مــا أضيــف إليــه أوحــذف منــه‪ ،‬أو ُح ـ ِّر َ‬ ‫فيــه؟‬

‫وهــل هنــاك أدلــة رشعيــة مــن‬ ‫لكتــاب والســنة‪ ,‬تحــث عــى اســتعامل‬ ‫مصطلحــي‪« :‬أهــل الســنة والجامعــة»‬ ‫و»الشــيعة»؟ حديــث افــراق األمــة‬ ‫املســلمة‪ ,‬وهالكهــا جميعــا إال الفرقــة‬ ‫الناجيــة‪ ,‬وأثــره يف فرقــة املســلمني؟‬ ‫وكيــف نشــأ حــزب البعــث؟ ومــا أفــكاره‬ ‫ومذهبيتــه وفلســفته؟ ومــا العالقــة بــن‬ ‫فلســفة «حــزب البعــث» يف العــراق‬ ‫وفلســفته يف ســوريا؟ مــن املســتفيد‬ ‫مــن عــزل الع ـراق عــن محيطــه العــريب‬ ‫واإلقليمــي؟ كيفيــة ســعي العــامل لتجــاوز‬ ‫النزاعــات املفرقــة‪ ،‬وكيــف نســتفيد مــن‬ ‫هــذه الــدروس‪ ،‬ومنــوذج لهــذه املســاعي‬ ‫«االتحــاد األورويب» املتعــدِّ د اللغــات‬ ‫واملصالــح واألديــان وبالرغــم مــن ذلــك‬ ‫متــت الوحــدة األوروبيــة؟ فهــل نأمــل يف‬ ‫وجــود وحــدة عربيــة؟!‬

‫«الحاكميــة اإللهيــة» خــال العقــود‬ ‫القليلــة املاضيــة جــرى تداولــه بأشــكال‬ ‫مختلفــة مــن مــدارس فكريــة متنوعــة‪،‬‬ ‫وبعضهــم تناولــه باعتبــاره واحــدا مــن‬ ‫أهــم مقاصــد الرشيعــة‪ ،‬وميكــن أن يعتــر‬ ‫أصــا يفــرع عليــه أحكامــا وفروعــا إىل‬ ‫غــر أنــواع التنــاول‪ ,‬التــي مل تــزد املفهــوم‬ ‫إال غموضــا‪ .‬ومــن املتعــذر أن يُلّــم مبفهوم‬ ‫الحاكميــة اإللهيــة دون التعرض إىل شــبكة‬ ‫املصطلحــات أواملفاهيــم الفرعيــة التــي‬ ‫يســتدعيها هــذا املفهــوم عنــد النظــر فيــه‬ ‫ومحاولــة تحليلــه‪ ،‬والتــي يعتمــد عليــه‬ ‫يف تركيبــه‪ ،‬وال بــد مــن توضيــح نفســه‬ ‫ضمنهــا‪ ،‬ومــن هــذه املفاهيــم مفهــوم‬ ‫الديــن‪ ،‬ومفهــوم العبــادة‪ ،‬ومفهــوم‬ ‫الحكــم مبعانيــه املختلفــة ســواء أكان‬ ‫رشعيــا أوترشيعيــا أوعرفيــا‪ ،‬ومفهــوم‬ ‫األلوهيــة والخلــق‪ ،‬والعبوديــة‪ ،‬والدنيــا‬ ‫واآلخــرة‪ ،‬والحــال والحــرام‪ ،‬واملطلــق‬ ‫والنســبي‪ ،‬والعــام والخــاص‪ ..‬وغــر ذلــك‬ ‫مــن أمــور تتعــذر اإلحاطــة بجوانــب‬ ‫املفاهيــم املختلفــة بــدون اإلملــام بهــا‬ ‫وتصنيفهــا‪.‬‬

‫‪.23‬يف فقــه األقليــات‪ :‬وهــي دراســة‬ ‫تخــص األقليــات‬ ‫تعنــى باألحــكام التــي‬ ‫ُّ‬ ‫املســلمة‪ ,‬يف البلــدان غــر املســلمة‪,‬‬ ‫ليحمــي وجودهــا‪ ,‬ويحفــظ كرامتهــا‪,‬‬ ‫ويصــون حقوقهــا‪ ,‬ويلبــي حاجاتهــا‪ ,‬وفقـاً‬ ‫ملقاصــد القــرآن املجيــد‪ ,‬ومبــا يف ِّعــل ‪.25‬التعدديــة أصــول ومراجعــات بــن‬ ‫‪.22‬العــراق الحديــث بــن الثوابــت دورهــم يف التوحيــد والتزكيــة والعم ـران‪ .‬االســتتباع واإلبــداع‪ :‬يــأيت يف إطــار‬ ‫اهتــام املعهــد العاملــي للفكــر اإلســامي‬ ‫واملتغــرات الجــزء الثاين‪:‬تنــاول أهــم‬ ‫لثوابــت واملتغــرات يف لوقــع لعراقــي ‪.24‬حاكميــة القــرآن‪ :‬يضــع مفهــوم لبحــث إشــكالية التعدديــة‪ :‬الحزبيــة‪,‬‬ ‫وكيفيــة تحديدهــا واالســتفادة منهــا‪ :‬فــا «الحاكميــة اإللهيــة» يف ســياق فهــم يشــر والطائفيــة‪ ,‬والعرقيــة يف العــامل العــريب‪،‬‬ ‫املـراد مبصطلــح «أهــل الســنة والجامعــة» إىل رضورة االهتــام بتأصيــل مفهــوم والتــي عقــدت حولهــا نــدوة يف واشــنطن‬ ‫وهــل يعــد نقيضــا مصطلــح «الشــيعة»؟ «حاكميــة القــرآن»‪ .‬ذلــك أن مفهــوم يف نوفمــر ‪ .1993‬والكتــاب هوالبحــث‬

‫‪57‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات الوسطية‬

‫‪58‬‬

‫الــذي افتتــح بــه د‪ .‬طــه جابــر العلــواين‬ ‫أعــال هــذه النــدوة‪ ,‬كورقــة عمــل تفتــح‬ ‫الطريــق أمــام الباحثــن واملفكريــن‪،‬‬ ‫وتضــع أمامهــم القضايــا املحوريــة ونقــاط‬ ‫االرتــكاز واالنطــاق نحومزيــد مــن الفهــم‬ ‫والتأصيــل لقضايــا التعدديــة يف العــامل‬ ‫العــريب‪ .‬ويتنــاول الكتــاب تفنيــد املقوالت‬ ‫التــي شــاعت يف البيئــات الغربيــة‬ ‫العلميــة والسياســية‪ ,‬التــي تنفــي الصلــة‬ ‫بــن اإلســام وبــن الحريــة والتعدديــة‪،‬‬ ‫وعالقــة هــذه املقــوالت بالرتاجــع‬ ‫الحضــاري العــريب‪ .‬ويوضــح أصــول‬ ‫التعدديــة يف القــرآن الكريــم‪ ،‬مؤكــدا أن‬ ‫التعدديــة كمفهــوم غــريب ميثــل جــزءاُ‬ ‫مــن منظومــة مفاهيميــة متكاملة نشــأت‬ ‫ومنــت داخــل النســق الفكــري الغــريب‬ ‫الليــرايل‪ ،‬ويف إطــار املرجعيــة املركزيــة‬ ‫الغربيــة املهيمنــة‪ ،‬ويطــرح الكتــاب‬ ‫مفهــوم التنوعيــة اإلســامية القامئــة عــى‬ ‫أن اللــه تعــاىل قــد خلــق الكــون متنوعــا‪.‬‬ ‫ويوضــح الكتــاب مــن املنظــور املعــريف‬ ‫واملنهجــي‪ ,‬كيــف يتــم ذلــك التعامــل مــع‬ ‫هــذا التنــوع الطبيعــي واإلنســاين يف إطــار‬ ‫رؤيــة موحــدة ومتجانســة‪.‬‬ ‫‪.26‬أصــول الفقــه منهــج بحــث ومعرفــة‪:‬‬ ‫محاولــة ميــرة مبســطة لتعريــف‬ ‫املتخصصــن بالعلــوم االجتامعيــة‬ ‫واإلنســانية مــن أولئــك الذيــن مل تتح لهم‬ ‫فرصــة دراســات أصوليــة متعمقــة بهــذا‬ ‫العلــم‪ ,‬كأهــم منهــج بحــث أبــرزه العقــل‬ ‫املســلم يف عصــور إبداعــه وازدهــاره‪.‬‬

‫وقــد رأى املعهــد أن يقــدم هــذا البحــث املجيــد‪.‬‬ ‫يف مســتهل سلســلته الجديــدة أبحــاث‬ ‫علميــة ليكــون مبتنــاول هــؤالء املثقفــن ‪.29‬نحوموقــف قــرآين مــن إشــكالية‬ ‫املحكــم واملتشــابه‪ :‬يطــرح الكتــاب‬ ‫وطــاب املعرفــة اإلســامية‪.‬‬ ‫مفهومــاً جديــداً للمحكــم واملتشــابه‪,‬‬ ‫‪.27‬خواطــر يف األزمــة الفكريــة واملــأزق يتأســس عــى نفــي ثنائيــة «الوضــوح‬ ‫الحضــاري لألمــة اإلســامية‪ :‬تجتــاز والغمــوض» يف القــرآن املجيــد‪ ,‬فالقــرآن‬ ‫مبــن لســواه‪ ,‬مصداقــاً‬ ‫األمــة‪ ,‬مرحلــة مــن العجــز وفقــدان‬ ‫بــن يف ذاتــه‪ٌ ِّ ,‬‬ ‫ِّ ٌ‬ ‫لــكل يشء»‪.‬‬ ‫التــوازن إزاء تراكــات تكاثفــت عــر لقولــه تعــاىل‪« :‬تبيانــاً ِّ‬ ‫األجيــال‪ .‬ويف محاولــة لفهــم مظاهــر‬ ‫هــذه األزمــة يقــدم الدكتــور طــه جابــر ‪.30‬إشــكالية الســنة‪ :‬يف إطــار محاولــة‬ ‫العلــواين خواطــره حولهــا‪ ،‬متتبعــا اكتشــاف موقــع الســنة املطهــرة الصحيحة‬ ‫محــاوالت اإلصــاح‪ ,‬يف املرحلــة التاريخيــة مــن القــرآن‪ ,‬ومــدى صالحيتهــا لالســتقالل‬ ‫الســابقة وأســباب فشــلها‪ ،‬وراصــدا لواقــع بالترشيــع أوالبيــان والتفصيــل‪.‬‬ ‫املســلمني اليــوم‪ ،‬ومظاهــر ازمتهــم وللشــيخ العلــواين كتــب أخــرى‪ ,‬منهــا‪:‬‬ ‫وكيفيــة الخــروج منهــا وحلهــا‪ ،‬ومؤكــدا تحقيــق كتــاب «النهــي عــن االســتعانة‬ ‫عــى رضورة املراجعــة الفكريــة وإصــاح واالســتنصار يف أمــور املســلمني بأهــل‬ ‫مناهــج الفكــر وبلــورة منهاجيــة جديــدة‪ ،‬الذمــة والكفــار» للعالمــة مصطفــى‬ ‫ومحــددا مــا يجــب ان تقــوم بــه قــوى الــوارداين‪« ,‬مشــكلتان وقـراءة فيهــا» مع‬ ‫التغيــر اإلســامي للخــروج مــن هــذه املستشــار طــارق البــري‪« ,‬إصــاح الفكر‬ ‫األزمــة والخطــوات العمليــة لذلــك‪ .‬اإلســامي‪ :‬مدخــل إىل نظــام الخطــاب يف‬ ‫الفكــر اإلســامي املعــارص»‪« ,‬خواطــر يف‬ ‫‪.28‬حــوار مــع القــرآن تجربــة ذاتيــة األزمــة الفكريــة واملــأزق الحضــاري لألمة‬ ‫ودعــوة للتدبــر‪ :‬ينطلــق الكتــاب مــن اإلســامية»‪« ,‬األزمــة الفكريــة ومناهــج‬ ‫اعتقــاد الشــيخ العلــواين‪ ,‬بــأنَّ الحــوار التغيــر‪ :‬اآلفــاق واملنطلقــات»‪« ,‬مدخــل‬ ‫ـري بالقــرآن االنطــاق إىل فقــه األقليــات»‪« ,‬نحومنهجيــة‬ ‫ســمة العــر‪ ,‬وحـ ٌّ‬ ‫إليــه يف حــوار‪ ,‬يتل َّمــس فيــه حــاً معرفيــة قرآنيــة‪ :‬محــاوالت بيــان قواعــد‬ ‫ملشــكالت األمــة‪ ,‬فالقــرآن ليــس كتابــاً املنهــج التوحيــدي للمعرفــة‪« ,‬أزمــة‬ ‫كباقــي الكتــب‪ ,‬فهويتحــدَّ ث إىل املســلم اإلنســانية ودور القــرآن الكريــم يف‬ ‫ويالمــس قلبــه وعقلــه‪ ,‬ويحــايك فطرتــه؛ الخــاص منهــا»‪« ،‬التعليــم الدينــي بــن‬ ‫فهــي دعــو ٌة مبن َّيــة عــى تجربــة عاشــها التجديــد والتجميــد»‪« ,‬نحوإعــادة بنــاء‬ ‫الشــيخ العلــواين مستأنسـاً بحــوار القــرآن علــوم األمــة االجتامعيــة والرشعيــة»‪,‬‬


‫«مفاهيــم محوريــة يف املنهــج واملنهجية»‪,‬‬ ‫«معــامل يف املنهــج القــرآين»‪« ,‬اإلمــام فخــر‬ ‫الديــن الــرازي ومصنفاتــه»‪« ,‬تفســر‬ ‫ســورة األنعــام»‪« ,‬االجتهــاد والتقليــد يف‬ ‫اإلســام»‪ ,‬وأخــرى قيــد الطبــع‪ ,‬أبرزهــا‪:‬‬ ‫مــا جــاء يف إطــار املنهــج التحلييل لتفســر‬ ‫ســور القرآنيــة‪ ,‬واكتشــافها موضوع َّيــاً‪.‬‬ ‫وافــاه األجــل يف ‪ 4‬مــارس ‪ ,2016‬خــال‬ ‫رحلــ ٍة عالج َّيــة‪ ,‬إىل الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة‪ ,‬ليدفــن فيهــا مبقــر ٍة اشـراها‪,‬‬ ‫ليدفــن فيهــا ذووالصلــة بــه؛ ســائلني اللــه‬ ‫أن يتق َّبلــه يف الصالحــن‪ ,‬وأن يجعــل مــا‬ ‫قدَّ مــه مــن خدمــ ٍة للديــن دامــت مــا‬ ‫يقــارب ســبعني عامــاً‪.‬‬ ‫كتــب رحمــه اللــه تعــاىل مقــاالً مميــزاً‬ ‫عــى موقعــه الشــخيص يصــف فيــه‬ ‫نفســه‪ ،‬وكان بعنــوان»‬

‫أنا مسلم‬

‫أحــارب الباطــل‪ ،‬وأنهــي عــن الفســاد‪،‬‬ ‫وأريــد اإلصــاح مــا اســتطعت‪ ،‬أبغــض‬ ‫الحــروب‪ ،‬وأعشــق الســام‪ ،‬أحــب الحياء‪،‬‬ ‫وأســعى لجعلهــا حيــاة طيبــة‪.‬‬ ‫أهــاب املــوت‪ ،‬لكننــي أؤمــن بأنَّــه جــر‬ ‫ألصــل إىل دار البقــاء‬ ‫َ‬ ‫البــد أن أمشــيه؛‬ ‫مــن دار الفنــاء‪،‬‬ ‫وأرجوحســن الخامتــة‪ ،‬واســتعيذ باللــه‬ ‫مــن ســوئها‪.‬‬ ‫أحــب الجنــة‪ ،‬وأبغــض النــار‪ ،‬أحــب‬ ‫األمــن‪ ،‬وأبغــض القلــق‪ ،‬وأكــره الكراهيــة‪،‬‬ ‫ولســت بفاحــش‪ ،‬وال بسـ َّباب‪ ،‬وال مبهلــك‪.‬‬ ‫ميتــد نســبي إىل آدم وحــواء؛ فــآدم أيب‪،‬‬ ‫وحــواء أمــي‪ ،‬وكل البــر أخــواين وأخوايت‪.‬‬ ‫ال أحقــر أحــدً ا منــه‪ ،‬ال أســلمه‪ ،‬وال‬ ‫أخذلــه‪ ،‬بــل أعمــل عــى هدايتــه‪ ،‬وإنــارة‬ ‫الطريــق بــن يديــه‪ ،‬واألخــذ بيديــه إىل‬ ‫الج َّنــة‪ ،‬والحيلولــة بينــه وبــن الســقوط‬ ‫يف النــار‪.‬‬

‫أحــب الكــون وأنتمــي إليــه‪ ،‬وأحــب‬ ‫كل جــراين فيــه‪ :‬مــن شــجر‪ ،‬أوحجــر‪،‬‬ ‫أونبــات‪ ،‬أوحيــوان‪ ،‬أوجبــال‪ ،‬أوبحــار‪.‬‬ ‫واللــه (جـ َّـل شــأنّه) منهــا خلقنــي وفيهــا‬ ‫يعيــدوين ومنهــا يخرجنــي تــارة أخــرى‪،‬‬ ‫فإليهــا أنتمــي‪ ،‬وبعمرانهــا أنــادي‪ ،‬وإعــاء‬ ‫الحــق فيهــا مطلبــي‪ ،‬وشــمولها بالســام‬ ‫واألمــان غايتــي‪ ،‬ومجاهــدة نفــي‬ ‫وغريي‪-‬ليعــم الســام ويســود األمــان‪-‬‬ ‫وســيلتي وغايتــي‪ ،‬فإليــه أدعووإليه مآب‪.‬‬ ‫الســام غايتــي‪ ،‬واألمــان مطلبــي‪،‬‬ ‫واإلرهــاب عــدوي‪ ،‬والــراع خصمــي‪،‬‬ ‫واألمــن والطأمنينــة مطلبــي‪.‬‬ ‫فهل عرفتني؟‬ ‫وهــل تعــرف يل عــى هــذه األرض نظ ـ ًرا‬ ‫أوشــبي ًها؟‬

‫ومام جاء فيه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أنــا مســلم‪ ،‬أُقــدِّ س‬ ‫العــدل‪ ،‬وأم ِّجــدُ‬ ‫الحر َّيــة‪ ،‬وأكــ ِّر ُم اإلنســانَ … وأرفــق‬ ‫القــوي بالــذي‬ ‫بالضعيــف‪ ،‬وأُ َذكِّــ ُر‬ ‫َّ‬ ‫هوأقــوى منــه‪.‬‬ ‫أنصــح األغنيــاء بــأنّ يــؤدوا حقــوق‬ ‫الفقــراء يف األمــوال‪ ،‬وأدعوالفقــراء أن‬ ‫يعرفــوا أن أغنيا َءهــم مســتخلَفون مبــال‬ ‫اللــه فيهــم‬ ‫أحــب الخــر‪ ،‬وأدعــوإىل الــ ّر‪ ،‬وأرفــض‬ ‫ر‪ ،‬وأرفــض العنــف‪ ،‬وأحــب الرفــق‪،‬‬ ‫الــ َّ‬ ‫ُ‬ ‫واتشــبث بالهــدى‪ ،‬وأصــون الحــق‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫بيانات المنتدى‬

‫‪60‬‬


‫بيان حول القمة اإلسالمية في اسطنبول‬ ‫الحمد لله رب العاملني والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني وآله وصحبه أجمعني وبعد‪.‬‬ ‫فقــد انتهــت قبــل أيــام يف مدينــة اســطنبول الرتكية أعــال منظمة التعــاون اإلســامي‪ ،‬وأصدرت‬ ‫املنظمــة بيانهــا الختامــي ملؤمترهــا يف الــدورة الثالثــة عــرة تحــت عنــوان «الوحــدة والتضامــن‬ ‫مــن أجــل العدالة والســام»‪.‬‬ ‫وبهــذه املناســبة الكرميــة نعلــن مباركتنــا وتأييدنــا ووقوفنــا وتضامننــا مــع مقــررات املنظمــة‬ ‫ومتمنــن ملعــايل األمــن العــام الحضــور املميــز والــدور الكبــر الــذي أعطــى املنظمــة مكانتهــا‬ ‫يف جمــع كلمــة املســلمني ومواجهــة مــا يتعــرض لــه العــامل اإلســامي مــن أذى وكيــد‪ ،‬ســائلني‬ ‫املــوىل عــز وجــل أن يوفــق القامئــن عــى املنظمــة ملــا فيــه خدمــة ديننــا وامتنــا اإلســامية‬ ‫والعربيــة‪ ،‬وآخــر دعوانــا أن الحمــد للــه رب العاملــن‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫بيانات المنتدى‬

‫‪62‬‬


‫‪63‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪64‬‬

‫نشاطات‬

‫نشاطات المنتدى العالمي للوسطية‬ ‫اجتماع دوري لمسؤولي الفروع‬

‫وفد من مركز الزهاوي‬ ‫للدراسات الفكرية من العراق‬ ‫يزور المنتدى‬

‫زار وفــد مــن‪ /‬مركــز الزهــاوي للدرســات الفكريــة مــن الســليامنية‪-‬‬ ‫العـراق الشــقيق املنتــدى العاملــي للوســطية يــوم الخميــس املوافــق‬ ‫‪ . 2016/5/12‬واطلــع الوفــد عــى النشــاطات الفكريــة والثقافيــة‬ ‫التــي يقــوم املنتــدى بهــا‪.‬‬ ‫ووأبــدى الوفــد الزائــر غعجابــه باالفــكار واالعــال التــي يقــوم‬ ‫بهــا املنتــدى مــن خــال نــر ثقافــة اإلعتــدال وتصويــب املفاهيــم‬ ‫الخاطئــة حــول اإلســام الحنيــف وكذلــك مــن خــال برامــج مكافحــة‬ ‫التطــرف والغلــو واإلرهــاب التــي يقــوم بهــا املنتــدى لتحصــن‬ ‫الشــباب مــن آفــات العــر‪ ،‬وكان يف اســتقبال الوفــد كل مــن‬ ‫الدكتــور زيــد احمــد املحيســن املنســق العــام للعالقــات الخارجيــة‬ ‫والتعــاون الــدويل والســيد عمــر الخرابشــة وحمــد اللــه النســور مــن‬ ‫دائــرة العالقــات العامــة ودائــرة املشــاريع‪.‬‬

‫عقــد يف مقــر املنتــدى العاملــي للوســطية اجتــاع ملناقشــة نشــاطات‬ ‫فــروع املنتــدى يف عمــوم البلــدان اإلســامية والعربيــة‪.‬‬ ‫ويف بدايــة اللقــاء ر ّحــب األمــن العــام للمنتــدى املهنــدس مــروان‬ ‫الفاعــوري بالضيــوف متمنيــاً لهــم النجــاح واملوفقيــة يف خدمــة‬ ‫دينهــم ووطنهــم‪.‬‬ ‫وأكــد الفاعــوري عــى قضيــة تفعيــل نشــاطات فــروع املنتــدى‬ ‫واإلهتــام بالجانــب اإلعالمــي بكافــة أشــكاله وبالــذات مواقــع‬ ‫التواصــل اإلجتامعــي‪.‬‬ ‫وبــن الفاعــوري أن نشــاطات املنتــدى ينبغــي أن تالمــس الواقــع‬ ‫ّ‬ ‫املجتمعــي يف البلــدان اإلســامية والعربيــة مــن أجــل إظهــار اهتــام‬ ‫املنتــدى بقضايــا األمــة املختلفــة‪.‬‬ ‫مــن جانبهــم عــرض ممثلــوا الفــروع بعــض نشــاطاتهم خــال الفــرة‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫وأكــدوا عــى قضيــة التفاعــل بــن املنتــدى وعمــوم الفعاليــات‬ ‫السياســية والثقافيــة يف بلدانهــم‪.‬‬ ‫ويف ختــام اإلجتــاع متنــى املهنــدس مــروان الفاعــوري عــى الحضــور‬ ‫رضورة تفعيــل نشــاطات املنتــدى مبــا يعــود بالخــر عــى البلــدان‬ ‫اإلســامية و العربيــة‪ ،‬ومبــا يعكــس تفاعــل املنتــدى مــع قضايــا األمــة‬ ‫املتنوعــة خدمــة لديننــا وبلداننــا اإلســامية و العربيــة‬


‫الفاعوري يلتقي نائب أمين عام حزب‬ ‫العدالة التركي‬

‫األمين العام المهندس مروان الفاعوري‬ ‫يقدم التهاني لرئيس الجامعة األردنية‬ ‫زار املهنــدس مــروان الفاعــوري األمــن العــام للمنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية ومعــايل الشــيخ عبدالرحيــم العكــور والدكتــور‬ ‫عبدالرحيــم معايعــة والدكتــور زيــد املحيســن يــوم الثالثــاء‬ ‫‪ 2016/4/26‬رئيــس الجامعــة األردنيــة األســتاذ الدكتــور عزمــي‬ ‫املحافظــة وقدمــوا لــه التهــاين مبناســبة تعيينــه رئيسـاً للجامعة‪.‬‬ ‫وتــم خــال اللقــاء بحــث ســبل تعزيــز العالقــات الثنائيــة بــن‬ ‫الجامعــة واملنتــدى يف املجــاالت الفكريــة والثقافيــة والتوعوية‪.‬‬

‫األمين العام للمنتدى يلتقي عميد كلية‬ ‫الشريعه بجامعه قطر الدكتور يوسف‬ ‫صديقي‬

‫إلتقــى املهنــدس مــروان الفاعــوري األمــن العــام للمنتــدى‬ ‫العاملــي للوســطية يــوم األربعــاء ‪ 2016/5/11‬باألســتاذ الدكتور‬ ‫يوســف محمــود الصديــق عميــد كليــة الرشيعــة والدراســات‬ ‫اإلســامية يف جامعــة قطــر‪ ،‬وجــرى خــال اللقــاء بحــث ســبل‬ ‫التعــاون مــا بــن الجامعــة واملنتــدى يف املجــاالت الفكريــة‬ ‫والثقافيــة‪ ،‬وحــر اللقــاء الدكتــور زيــد أحمــد املحيســن‬ ‫املنســق العــام للعالقــات الخارجيــة والتعــاون الــدويل‬

‫التقــى املهنــدس مــروان الفاعــوري أمــن عــام املنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية صبــاح اليــوم مبقــر املنتــدى يف العاصمــة عــان‬ ‫بســعادة األســتاذ ياســن أقطــاي نائــب أمــن عــام حــزب‬ ‫العدالــة الــريك‪.‬‬ ‫ويف بدايــة اللقــاء ر ّحــب املهنــدس الفاعــوري بضيفــه الكريــم‬ ‫متمني ـاً لــه ولرتكيــا اســتمرار التطويــر والنجــاح‪.‬‬ ‫وجــرى خــال اللقــاء مناقشــة مجمــل القضايــا الفاعلــة عــى‬ ‫الســاحتني اإلســامية والعربيــة‪.‬‬ ‫ومتــت مناقشــة الســبل العمليــة لتطويــر التعــاون املشــرك بــن‬ ‫املنتــدى وحــزب العدالــة‪.‬‬

‫مذكرة تفاهم بين المنتدى ومركز‬ ‫العدالة الفلسطيني‬ ‫جــرى يف مقــر املنتــدى العاملــي للوســطية حفــل توقيــع‬ ‫مذكــرة تفاهــم مشــرك بــن املنتــدى واملركــز العاملــي للعدالــة‬ ‫واإلنســانية الفلســطيني‪.‬‬ ‫ووقــع املذكــرة عــن املنتــدى األمــن العــام املهنــدس مــروان‬ ‫الفاعــوري‪ ،‬فيــا وقعهــا عــن مركــز العدالــة الفلســطيني معــايل‬ ‫الدكتــور عــي خشّ ــان رئيــس املركــز‪.‬‬ ‫وتــم اإلتفــاق عــى تحقيــق األهــداف املشــركة ونــر ثقافــة‬ ‫الوســطية واإلعتــدال والتســامح ونبــذ التطــرف واإلرهــاب‬ ‫وترســيخ قيــم الحــوار وقبــول اآلخــر وتعزيــز ثقافــة حقــوق‬ ‫اإلنســان والرتكيــز عــى الــدور الهــام للمــرأة والشــباب يف بنــاء‬ ‫املجتمــع وتعزيزهــا‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪66‬‬

‫نشاطات‬

‫وﻓود أكاديمية تزور المنتدى‬

‫ﻟﻘﺎﺀ ﻋﻤﻞ ﳲ ﻣﻘﺮ‬ ‫ﺍﳴﻨﺘﺪﻯ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ‬ ‫ﻓﺮﻉ ﻧﻴﺠﺮﻴﻳﺎ‬

‫زار املنتــدى العاملــي للوســطية يــوم الخميــس ‪ 2016/5/19‬كل مــن الدكتــور الخــرض محمــد عبــد الباقــي‬ ‫مديــر عــام املركــز النيجــري للدراســات العربيــة رئيــس فــرع املنتــدى يف نيجريــا والدكتــور عبدالحــي إيــرو‬ ‫الباحــث يف الجامعــة العامليــة االســامية يف إســام أبــاد‪.‬‬ ‫وجــرى خــال اللقــاء بحــث ســبل تعزيــز العاقــات الثقافيــة والفكريــة بــن الجانبــن واســتمع الضيفــن اىل‬ ‫ايجــاز عــن أعــال املنتــدى والرامــج التــي يقــوم بهــا يف محاربــة التطــرف واإلرهــاب وتحصــن الشــباب‬ ‫مــن ثقافــة التكفــر واالرهــاب‪ ،‬وقــد أعجــب الضيــوف باملســتوى الرفيــع الــذي وصــل اليــه املنتــدى‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺎﻋﻮﺭﻱ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﳲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ‬ ‫شــارك املهنــدس مــروان الفاعــوري األمــن العــام للمنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية يف أعــال مؤمتــر القمــة اإلســامي الــذي تعقــده منظمــة‬ ‫التعــاون اإلســامي يف اســطنبول ممثــاً عــن املنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية‪ ،‬وســيحرض املؤمتــر ملــوك ورؤســاء الــدول اإلســامية‬ ‫والعربيــة وممثلــن عــن املنظــات اإلســامية واإلقليميــة والدوليــة‪.‬‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﻣﻮﺭﻭ ﳲ ﻋﻤﺎﻥ‬ ‫زار الشــيخ عبــد الف ّتــاح مــورو املفكــر اإلســامي الكبــر وعضــو املجلــس التنفيــذي‬ ‫للمنتــدى العاملــي للوســطية عــان خــال الفــرة مــن ‪ 2016 /5 / 12-11‬والتقــى بعــدد‬ ‫مــن أعضــاء املنتــدى وخــال الزيــارة قــام بتســجيل مجموعــة مــن الحلقــات الفكريــة‬ ‫والثقافيــة والرمضانيــة لعــدد مــن املحطــات الفضائيــة واإلذاعيــة املحليــة مــن أجــل‬ ‫بثهــا خــال شــهر رمضــان الفضيــل ومــا يجــدر ذكــره بــأن املفكــر اإلســامي مــورو‬ ‫هــو محامــي و قــايض وأحــد القــادة التاريخيــن لحركــة النهضــة التونســية ويشــغل‬ ‫حاليــاً نائبــاً لرئيــس مجلــس النــواب التونــي ولــه رؤيــة حديثــة وخطــاب عــرصي‬ ‫معتــدل ولــه حضــور ويلقــى فكــرة القبــول مــن قبــل الشــباب ورجــال الفكــر واملثقفــن‬ ‫ويشــارك يف كافــة املؤمت ـرات التــي يعقدهــا املنتــدى العاملــي للوســطية يف عــان‪.‬‬


‫الوسطية‬ ‫نشاطات قطاع المرأة‬

‫‪67‬‬

‫اجتماع للجنة تحكيﻢ المسابقة القرآنية الخامسة في منتدى‬ ‫الوسطية للفكر والﺜقافة‬ ‫عقــد يف مقــر منتــدى الوســطية للفكــر والثقافــة اجتــاع‬ ‫ملناقشــة التحضــرات الازمــة ملســابقة القــرآن الكريــم‬ ‫التــي ســيعقدها املنتــدى يــوم األحــد القــادم املوافــق‬ ‫‪.2016/4/24‬‬ ‫ويف بدايــة اإلجتــاع أكــدت الســيدة سوســن املومنــي –‬ ‫رئيســة قطــاع املــرأة يف املنتــدى – عــى رضورة تحشــيد‬ ‫الجهــود الازمــة إلنجــاح املســابقة وخدمــة القــرآن الكريــم‪.‬‬ ‫يذكــر أن هــذا اإلجتــاع هــو اللقــاء الثــان ألعضــاء لجنــة‬ ‫التحكيــم للمســابقة القرآنيــة الســنوية الخامســة التــي‬ ‫تدخــل ضمــن فعاليــات منتــدى الوســطية للفكــر والثقافــة‬

‫بدﺀ المسابقة القرﺁنية الﺨامسة للقرﺁن‬ ‫الﻜريم ﻓي منتدى الوسطية‬ ‫بــدأت صبــاح اليــوم األحــد املوافــق ‪ 2016/4/24‬اختبــارات املســابقة القرآنيــة الســنوية‬ ‫الخامســة يف مقــر املنتــدى العاملــي للوســطية‪.‬‬ ‫وحــول املســابقة أكــد املهنــدس مــروان الفاعــوري أمــن عــام املنتــدى أن املســابقة تقــع‬ ‫ضمــن حــرص املنتــدى عــى رعايــة الشــباب وتقريــر هويتهــم الحضاريــة‪.‬‬ ‫وبــن الفاعــوري ان الغايــة الرئيســية هــي اكســاب الشــباب قيــم الحــق والعــدل‬ ‫وتوجيههــم اىل منهــج الوســطية فكـراً واعتقــاداً وســلوكاً واملســتمد مــن ديننــا اإلســامي‬ ‫الحنيــف‪.‬‬ ‫يُذكــر أن االختبــارات لهــذا اليــوم ســتكون للمســتوى االول واملقــرر فيــه حفــظ عــرة‬ ‫أجـزاء مــن القــرآن الكريــم ولجميــع الفئــات العمريــة ولــكا الجنســن (ذكــور وانــاث)‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر انــه تــم تشــكيل لجــان تحكيــم مؤهلــة وعــى درجــة عاليــة مــن‬ ‫الكفــاءة تعمــل ضمــن أســس واضحــة ودقيقــة لتحقيــق العــدل بــن جميــع املتســابقن‪.‬‬ ‫عل ـاً بــأن هــذه املســابقة هــي املســابقة الســنوية الخامســة ويقــدم فيهــا املنتــدى‬ ‫جوائــز ماليــة متنوعــة حســب مســتوى املشــاركن يف املســابقة‪.‬‬


‫الوسطية‬

‫‪68‬‬

‫نشاطات‬

‫االئمة موريتانيا‬

‫نشاطات الفروع‬

‫دورة تكوينية «دور الخطبة يف نرش الفكر الوسطي ومناهضة التطرف»‬

‫وفــق توجيهــات االمــن العــام للمنتــدى‬ ‫املهنــدس مــروان الفاعــوري األمــن العــام‬ ‫للمنتــدى العاملــي للوســطية ويف نطــاق‬ ‫اســراتيجية املنتــدى الراميــة إىل صناعــة‬ ‫الوســطية مــن خــال توظيــف الخطبــة‬ ‫يف تحريــك الخطــاب الوســطي وتوجيــه‬ ‫املفاهيــم وترتيــب األولويــات‪ ،‬وحيــث أن‬ ‫اإلمــام هــو املســؤول عــن توصيــل رســالة‬ ‫اإلســام صافيــة نقيــة‪ ،‬تطلــب األمــر‬ ‫تكويــن األمئــة عــى فنيــات الخطبــة‪،‬‬ ‫وتقنيــات التواصــل نظــم املنتــدى يف‬ ‫موريتانيــا دورة تكوينيــة «دور الخطبــة‬ ‫يف نــر الفكــر الوســطي ومناهضــة‬

‫التطــرف»‪.‬‬ ‫حفــل افتتــاح الــدورة شــارك بــه األســتاذ‬ ‫ســيد محمــد الصــواف مستشــار وزيــر‬ ‫الشــؤون اإلســامية والشــيخ محمــد‬ ‫األمــن امحــود رئيــس اإلتحــاد الوطنــي‬ ‫لألمئــة واألســتاذ بــن عمــر يل ممثــل‬ ‫املنتــدى والشــيخ هدايــة اللــه مصــدوم‬ ‫البخــاري‬ ‫• تــم تنظيــم الــدورة بالتعــاون مــع‬ ‫االتحــاد الوطنــي لألمئــة يف موريتانيــا يــوم‬ ‫الســبت‪ 2016/03/26‬يف فنــدق شــنقيط‬ ‫بــاس – انواكشــوط‪ -‬موريتانيــا‪.‬‬ ‫• املســتفيدون‪ :‬شــارك يف الــدورة ‪40‬‬

‫إمامــا خطيبــا للجمعــة‬ ‫• وكانت وقائع الدورة كام ييل‪:‬‬ ‫• الجلسة اإلفتتاحة‪:‬‬ ‫• تــاوة آيــات مــن الذكــر الحكيــم مــن‬ ‫طــرف الطيــب ابراهيــم أحــد كبــار القـراء‬ ‫يف موريتانيــا‬ ‫• كلمــة املنتــدى قدمهــا األســتاذ بــن‬ ‫عمــر يل ممثــل املنتــدى‪ ،‬عــرف فيهــا‬ ‫باملنتــدى إنشــاء وأهدافــا واس ـراتجيات‪،‬‬ ‫و وضــع الــدورة يف إطارهــا املوضوعــي‪،‬‬ ‫مبينــا أهميتهــا والنتائــج املتوخــاة منهــا‪،‬‬ ‫تلتهــا كلمــة رئيــس اآلتحــاد الوطنــي‬ ‫لألمئــة قــي موريتانيــا‪ ،‬مثّــن فيهــا التعــاون‬


‫مــع املنتــدى يف تنفيــذ األنشــطة املتعلقــة‬ ‫باألمئــة وأعطــى نصائــح قيمــة لألمئــة‬ ‫وحملّهــم مســؤوية نــر الوســطية‬ ‫ومحاربــة األفــكار املتطرفــة الهدامــة‪.‬‬ ‫• هــذا وقــد حــر الجلســة الســيد‬ ‫الشــيخ ســيبد محمــد ولــد الشــواف‬ ‫مستشــار وزيــر الشــؤون اإلســامية‬ ‫والتعليــم األصــى باإلضافــة إىل ضيــف‬ ‫كريــم مــن املدينــة املنــورة وهــو الشــيخ‬ ‫هدايــة اللــه مخــدوم البخــاري كان يف‬ ‫زيــارة ملوريتانيــا إلجـراء مســح لحاجيــات‬ ‫املســاجد واملحــارض يف البــاد ‪.‬‬ ‫• قــدم الســيد ســيد محمــد ولــد الشــواف‬ ‫مستشــار الوزيــر محــارضة بعنــوان دور‬ ‫اإلمــام الخطيــب يف املحاافظة عىل ســكينة‬ ‫املجتمــع‪ ،‬اســتطرد فيهــا مهــام االمــام‬ ‫ودوره يف اإلصــاح وتوجيــه املجتمــع نحــو‬ ‫اإلعتــدال والوســطية وبعــد مناقشــتها‬

‫الجزائر‬ ‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية فــرع‬ ‫الجزائــر نــدوة باملدينــة الســياحية بنــي‬ ‫عبــاس بواليــة بشــار تحــت عنــوان‬ ‫املجتمــع املــدين و دوره يف التنميــة‬ ‫االجتامعيــة حيــث عــرف ا‪ .‬إبراهيــم بــدر‬ ‫باملنتــدى العاملــي للوســطية و نشــاطاته‬ ‫عــر مختلــف الــدول عــر عاملنا االســامي‬ ‫‪ .‬كــا تنــاول يف مداخلتــه دور الجمعيــات‬ ‫يف العمــل املشــرك يف الفضــاءات املتاحــة‬ ‫لالســهام يف التنميــة املحليــة و االجتامعية‬ ‫للمجتمــع العبــايس‬

‫مناقشــة مســتفيضة توقفــت الجلســة‬ ‫الســراحة املشــاركني‪.‬‬ ‫• بعــد جلســة االســراحة قــدم األســتاذ‬ ‫بــن عمــريل مديــر الــدورة مجــاالت فنيــة‬ ‫يف ثــاث ورقــات هــي‪:‬‬ ‫• فنيــات صناعــة الخطبــة ‪ :‬تناولــت‪:‬‬ ‫مراحــل اإلعــداد‪ ،‬وبنــاء الخطبــة‪ ،‬وطريقة‬ ‫األلقــاء‪ ،‬وضامنــات الفاعليــة والتأثــر‪.‬‬ ‫• منــوذج خطبــة رســول اللــه صــى اللــه‬ ‫عليــه وســلم األوىل يف اإلســام‪ ،‬والــدروس‬ ‫الفنيــة والرتبويــة املســتفادة منهــا‪.‬‬ ‫• تقنيــات الخطبــة يف مجــال التواصــل‬ ‫لنــر الفكــر الوســطي‪ :‬مــن خــال‬ ‫عنــارصه األربعــة‪:‬‬ ‫• املرسل وهو املخطيب‬ ‫• املستقبل وهو الجمهور املستمع‬ ‫• الرســالة وهــي املحتــوى الوســطي‬ ‫الــذي تحملــه‬

‫• القنــاة‪ :‬وهــي الوســيلة التــي تنفــذ‬ ‫عربهــا الرســالة‬ ‫• ونوقشــت رشوط وضوابــط كل عنــر‬ ‫واملعوقــات املرتبطــة بــه بشــكل يجعــل‬ ‫الخطبــة تصــل إىل القلــوب بطؤيقــة‬ ‫تــؤدي إىل تعديــل املســلكيات نحــو‬ ‫االعتــداء والوســطية‪.‬‬ ‫• إلقــاء خطــب تطبيقيــة مــن قبــل بعــض‬ ‫املشــاركني أمــام زمالئهــم للنقــاش عــى‬ ‫ضــوء الفنيــات والتقنيــات املقدمــة يف‬ ‫الــدورة‬ ‫ويف نهايــة الــدورة عبــأ املشــاركون‬ ‫اســبيانات التقويــم‪ ،‬واقــرح بعضهــم‬ ‫طبــع أعــال الــدورة يف شــكل دليــل‬ ‫تكويــن الخطبــاء‪.‬‬

‫املجتمع املدين و دوره يف التنمية االجتامعية‬

‫‪69‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫الوسطية‬ ‫دراسات نشاطات‬

‫‪70‬‬

‫تونس‬

‫فــرع تونــس يقيــم نــدوة بعنــوان « كيــف‬ ‫نفــكك اإلرهــاب – املدخــل الرتبوي «‬ ‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية ‪ /‬فــرع‬ ‫تونــس بالتعــاون مــع الرابطــة التونســية‬ ‫لألدبــاء واملفكريــن نــدوة بعنــوان «‬ ‫كيــف نفــكك اإلرهــاب – املدخــل الرتبوي‬ ‫« يف العاصمــة تونــس يــوم الســبت‬ ‫‪.2016/4/2‬‬ ‫النــدوة اشــتملت عــى جلســتني‪ ،‬الجلســة‬ ‫األوىل تحــدث فيهــا عــدد مــن املشــاركني‬ ‫املفكريــن منهــم االســتاذ محمــد ابــو‬ ‫هــال رئيــس الرابطــة التونســية لالدبــاء‬ ‫واألســتاذ هشــام قريســة رئيــس جامعــة‬ ‫الزيتونــة واالســتاذ ســامي ابراهيــم‬

‫عضــو فريــق كيــف نفــكك اإلرهــاب‬ ‫مبركــز البحــوث والدراســات اإلقتصاديــة‬ ‫واإلجتامعيــة واألســتاذ حافــظ ســايس‬ ‫مــن كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‬ ‫بالقــروان‪.‬‬ ‫الجلســة الثانيــة شــارك فيهــا الشــاعر‬ ‫عبداللطيــف علــوي واألســتاذ الطاهــر‬ ‫العــارم منــدوب حاميــة الطفولــة بسوســة‬ ‫وتــم نقــاش عــام‪.‬‬ ‫وخــال الجلســتني تنــاول املشــاركون‬ ‫اإلرهــاب ومفهومــه وتأثــره عــى‬ ‫املؤسســة الرتبويــة واألطفــال واملــدارس‬ ‫والجامعــات وأســاليب نقبــه ومكافحتــه‬ ‫بأســلوب فكــري وعلمــي‪.‬‬ ‫وتوصــل املشــاركون اىل عــدة توصيــات‬ ‫وخالصــات ُقدمــت كخالصــة ملنظمــي‬ ‫النــدوة لتســاهم كمــؤرش يف عقــد نــدوات‬ ‫توضــح مخاطــر الفكــر املتطــرف يف فــرع‬ ‫املنتــدى – تونــس والعــامل اإلســامي‪.‬‬ ‫شــارك بالنــدوة مــن الحضــور أكــر مــن‬ ‫‪ 120‬شــخص مــن الجنســن وأقيمــت بعــد‬ ‫النــدوة وليمــة غــداء عــى رشفهــم‪.‬‬ ‫وكان رئيــس فــرع تونــس القــى‬ ‫كلمةترحيبيــة باملشــاركني يف بدايــة اللقــاء‬ ‫قــدم فيــه رشح ـاً عــن املنتــدى واهدافــه‬ ‫ونشــاطاته‪.‬‬

‫كيف نفكك‬

‫اإلرهاب‬


‫كردستان‬

‫العلماء والبحث عن الوسطية واالعتدال‬

‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية فــرع كوردســتان نــدوة فكريــة يــوم‬ ‫االثنــن ‪ ٢٠١٦-٥-٩‬حــره جمــع كبــر يف محافظــة حلبجــة تضمنــت‬ ‫فقرتــن الفقــرة االوىل تقديــم و تعريــف قصــر مــن طــرف شــروان‬ ‫الشــمرياين مديــر املنتــدى و الثانيــة محــارضة لالســتاذ الدكتــور محســن‬ ‫عبدالحميــد بعنــوان (العلــاء والبحــث عــن الوســطية واالعتــدال )‬ ‫أعقبتهــا أســئلة و نقاشــات مــن الحارضيــن ‪..‬‬

‫كردستان‬ ‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية ‪ -‬فــرع‬ ‫كوردســتان مؤمتـراَ علميـاً للخطبــاء والدعاة‬ ‫واهــل العلــم الرشعــي‪ ،‬يــوم االحــد املوافق‬ ‫‪ ، 2016-4-3‬يتضمــن اربــع كلــات ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬رضورة الوسطية ‪...‬‬ ‫‪ -2‬خطــورة التطــرف عــى املجتمــع‬ ‫د‪.‬محســن عبدالحميــد‬ ‫‪ -3‬دور العلــاء يف االعتــدال واالنفتــاح بــن‬ ‫االمــس واليوم‪،‬د‪.‬عثــان محمــد غريــب ‪..‬‬ ‫‪ -4‬الدعوة اىل الله يف ضؤ املنهج الوسطي‪،‬‬ ‫أ‪ .‬سامل الحاج‪..‬‬ ‫اســتمر املؤمتــر ثــاث الســاعات‪ ،‬ويــأيت يف‬ ‫اطــار نشــاطات املنتــدى إلســتصال التطرف‬ ‫الفكــري الدينــي يف املجتمــع وجعــل الرؤى‬ ‫واضحــة أمــام اهــل االختصــاص للتصــدى‬ ‫للجامعــات و االطــراف التــي تــيء اىل‬ ‫االســام وتشــوه صورتــه‪..‬‬

‫مؤتمراً علميا للخطباء والدعاة واهل العلم الشرعي‬

‫‪71‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫دراسات نشاطات‬ ‫الوسطية‬

‫‪72‬‬

‫باكستان‬ ‫تقـرير عن دورة دور الخطبة‬ ‫يف نرش الفكر الوسطي‬ ‫ومناهضة التطرف والغلو‬

‫عقــد املنتــدى العاملــي للوســطية فــرع‬ ‫باكســتان صبــاح اليوم األحــد ‪2016/4/ 3‬‬ ‫مبقــره بالعاصمــة الباكســتانية إســام آبــاد‬ ‫دورة بعنــوان «دور الخطبــة يف نــر‬ ‫الفكــر الوســطي ومناهضــة التطــرف‬ ‫والغلــو» وقــد أتــت هــذه الــدورة‬ ‫اســتكامال لسلســة دورات ونــدوات دأب‬ ‫املنتــدى العاملــي للوســطية عــى عقدهــا‬ ‫مــن أجــل محــارصة الفكــر املتطــرف‬ ‫الــذي يجــايف حقيقــة اإلســام ويحجــب‬ ‫عــن أعــن النــاس تلــك الســاحة التــي‬ ‫تــرك النبــي صــى اللــه عليــه وســلم‬ ‫النــاس عليهــا ويقدمــه لآلخريــن‬ ‫مس ـخًا مش ـ ّوها‪ ،‬وقــد اســتهدفت هــذه‬ ‫الــدورة خطبــاء املســاجد؛ إحــدى الفئــات‬ ‫املجتمعيــة التــي تلعــب دورا محوريــا يف‬ ‫التوعيــة عــر اإلرشــاد مــن خــال املنــر‬ ‫الــذي كان يف عهــد النبــي صــى اللــه عليه‬ ‫وســلم منــر للعلــم واملعرفــة والثقافــة‬ ‫والوعــظ واإلرشــاد‪.‬‬ ‫هــذا وقــد افتتــح الــدورة رئيــس فــرع‬ ‫املنتــدى األســتاذ الدكتــور محمــد طاهــر‬ ‫منصــوري مرحبــا باملشــاركني الذيــن بلــغ‬ ‫عددهــم ‪ 20‬خطي ًبــا ‪ ،‬تــم اختيارهــم‬

‫بعنايــة فائقــة؛ لتمثيلهــم ألهــم‬ ‫التجمعــات الســكانية يف باكســتان ‪ ،‬كــا‬ ‫كان املحــارضون مــن قــادة الفكــر والعلــم‬ ‫واملعرفــة يف املجتمــع الباكســتاين ‪ ،‬حيــث‬ ‫جــاء يف طليعتهــم األســتاذ الدكتــور محمد‬ ‫ُعبيــد اللــه خــان األســتاذ بكليــة الرشيعــة‬ ‫بالجامعــة اإلســامية و خطيــب مســجد‬ ‫النــور بــوزارة الخارجيــة الباكســتانية‪،‬‬ ‫واألســتاذ الدكتــور حبيــب الرحمــن ‪-‬‬ ‫خطيــب مســجد فصيــل ورئيــس قســم‬ ‫التدريــب بأكادمييــة الرشيعــة بالجامعــة‬ ‫اإلســامية ‪ ،‬واألســتاذ الدكتورمحمــد‬ ‫طاهــر منصــوري – رئيــس فــرع املنتــدى‬ ‫العاملــي للوســطية بباكســتان‪.‬‬ ‫وقــد حــاور املشــاركني يف الجلســة األوىل‬ ‫الدكتــور ُعبيــد اللــه خــان مســتفيدا‬ ‫مــن خرباتــه املرتاكمــة يف مجــال الدعــوة‬ ‫للســاحة واالعتــدال مب ّينــا للمشــاركني‬

‫مــا يجــب الرتكيــز عليــه عنــد توجيــه‬ ‫الخطــاب يف منابرنــا لتغــدوا منــارات‬ ‫تحصــن املجتمعــات اإلســامية مــن‬ ‫ّ‬ ‫موجــات الغلــو والتطــرف التــي اجتاحــت‬ ‫عــامل اليــوم مــن بــاب قولــه تعــاىل «‬ ‫يــن الَّ ِذيــ َن ظَلَ ُمــواْ‬ ‫َواتَّقُــواْ ِف ْت َنــ ًة الَّ ت ُِص َ َّ‬ ‫َاصــ ًة « األنفــال‪ ،22‬كــا ركّــز‬ ‫ُــم خ َّ‬ ‫ِمنك ْ‬ ‫ّ‬ ‫حــث املشــاركني‬ ‫يف محاوراتــه عــى‬ ‫لتخــر أفضــل أســاليب الخطــاب متــكأً‬ ‫ّ‬ ‫عــى قولــه تعــاىل « ا ْد ُع إِ َل َس ـبِيلِ َربِّــكَ‬ ‫ـم‬ ‫بِالْ ِحكْ َم ـ ِة َوالْ َم ْو ِعظَ ـ ِة الْ َح َس ـ َن ِة َو َجا ِدلْ ُهـ ْ‬ ‫ـم‬ ‫ـي أَ ْح َس ـ ُن إِنَّ َر َّبــكَ ُه ـ َو أَ ْعلَـ ُ‬ ‫بِالَّ ِتــي ِهـ َ‬ ‫َــم‬ ‫بِ َــ ْن ضَ َّ‬ ‫ــل َعــ ْن َســبِيلِ ِه َو ُهــ َو أَ ْعل ُ‬ ‫بِالْ ُم ْه َت ِدي َن»النحــل‪ 125‬كــا حثّهــم عــى‬ ‫االســتعانة بوســائل اإلقنــاع الحديثــة التــي‬ ‫تعتمــد عــى حســن املنطــق ومراعــاة‬ ‫واقــع حيــاة اليــوم حتــى يســتبني ســبيل‬ ‫الرشــاد ‪.‬‬ ‫ويف ختــام محاوراتــه أ ّمــل يف املشــاركني‬ ‫اتبــاع النهــج النبــوي الرشيــف يف التلطّف‬ ‫باملخاطبــن اســتجابة لوحــي اللــه « َف ُقــوال‬ ‫ـى «‬ ‫لَــهُ َق ـ ْوال لَّ ِّي ًنــا لَّ َعلَّــهُ َي َت َذكَّ ـ ُر أَ ْو َي ْخـ َ‬ ‫فاملخاطبــون مهــا تجــاوزوا يف املعــايص‬ ‫واآلثــام فهــم ليســوا أســوء مــن فرعــون‪،‬‬


‫والخطيــب لــن يبلــغ درجــة نبــي اللــه‬ ‫مــوىس عليــه الســام‪ ،‬فالرفــق الرفــق ‪.‬‬ ‫ويف الجلســة الثانيــة ركــز الدكتــور حبيــب‬ ‫الرحمــن عــى أولويــات الخطيــب التــي‬ ‫تتمثــل يف كونــه بلســا ملــا يُســتجد مــن‬ ‫أدواء مجتمعيــة عاجلــة متطرقــا للتطــرف‬ ‫الــذي يُعــدُّ األشــد قتامــة وظلمــة يف‬ ‫املجتمعــات املعــارصة داعيــا لالســتعانة‬ ‫بقاعــدة األمــر باملعــروف والنهــي عــن‬ ‫املنكــر بضوابطهــا الرشعيــة ‪ ،‬متطلعــا‬ ‫لوســطية تتمركــز يف كل حركــة وســكنة‬ ‫تتجســد يف فكــره‬ ‫للمســلم‪ ،‬بحيــث‬ ‫ّ‬

‫وعباداتــه ومعامالتــه وأخالقــه متخــذا‬ ‫مــن القــرآن الكريــم والســنة النبويــة‬ ‫نرباســا ومحرتمــا ألقــوال املجتهديــن رغــم‬ ‫تباينهــا ‪.‬‬ ‫وقــد تابــع األســتاذ الدكتور محمــد طاهر‬ ‫منصــوري أعــال هــذه الــدورة راجيــا أن‬ ‫تســهم يف نــر الفكــر الوســطي الــذي‬ ‫ُيعــدُّ ركنــا ال اســتغناء عنــه يف مجــال‬ ‫الدعــوة مــن أجــل إصــاح مجتمعاتنــا‬ ‫ليعــم فيهــا األمــن والســام كل ربوعهــا‪،‬‬ ‫كــا ختــم بكلمتــه الــدورة ليؤكــد‬ ‫للمشــاركني أهميــة محاربــة التطــرف‬

‫والغلــو الــذي يتخــذ مــن الديــن ُســلّام‬ ‫لتســميم الفكــر وإبعــاد املجتمعــات عــن‬ ‫هــدي اللــه ورســوله‪.‬‬ ‫كــا أرشف عــى اختتــام الــدورة بإهــداء‬ ‫دروع املنتــدى للمشــاركني تقديــرا‬ ‫لدورهــم وتشــجيعا لهــم لتبنــي هــذا‬ ‫املنهــج الــذي امتدحــه اللــه تعــاىل يف‬ ‫ـم‬ ‫كتابــه العزيــز بقولــه‪َ « :‬وكَ َذلِــكَ َج َعلْ َناكُـ ْ‬ ‫ـاس‬ ‫أُ َّم ـ ًة َو َس ـطًا لِّ َتكُونُــواْ شُ ـ َهدَ اء َعـ َـى ال َّنـ ِ‬ ‫َويَكُــونَ ال َّر ُسـ ُ‬ ‫ـم شَ ـهِيدً ا « البقــرة‬ ‫ـول َعلَ ْيكُـ ْ‬ ‫‪ ، 143‬كــا تــم إهــداء املشــاركني أهــم‬ ‫الكتــب التــي تعــزز دور املنهج الوســطي‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪74‬‬

‫نشاطات‬

‫نواكشوط ‪-‬موريتانيا‬

‫عقــد يــوم الســبت ‪ 2016/5/14‬يف العاصمــة املوريتانيــة نواكشــوط اعــال النــدوة‬ ‫الدوليــة بعنــوان « اثــر العنــف والرصاعــات املســلحة عــى املجتمعــات» والتــي نظمهــا‬ ‫املنتــدى العاملــي للوســطية بالتعــاون مــع املركــز املوريتــاين للبحــوث والدراســات‬ ‫االنســانية حيــث ناقــش املشــاركون فيهــا عــدداً مــن أوراق العمــل ‪.‬‬ ‫وقــد ألقــى يف ممثــل املنتــدى العاملــي للوســطية يف عــان الدكتــور مــازن هاشــم‬ ‫بالنيابــة عــن األمــن العــام للمنتــدى املهنــدس مــروان الفاعــوري افتتــاح النــدوة‬ ‫فعاليــات النــدوة كلمــة حيــث قــال فيهــا «أن للحــرب تأثــر غــر مبــارش عــى النســاء‬ ‫واألطفــال ألنهــا تقلــل إىل حــد كبــر مــن النمــو الطبيعــي لألطفــال نتيجــة إلغــاق‬ ‫املــدارس واملستشــفيات وتدمــر البنــي التحتيــة والقــدرات االقتصاديــة لألطــراف‬ ‫املتحاربــة إضافــة إىل فقــدان الثقــة واألمــان واالطمئنــان والثقــة بالنفــس نتيجــة‬ ‫للرعــب والخــوف الــذي يتعرضــون لــه يف زمــن الحــرب»‪.‬‬ ‫وأضــاف «أن مــا يثــر القلــق يف الوقــت الراهــن هــو انتشــار ظاهــرة مشــاركة األطفــال‬ ‫يف النزاعــات املســلحة حــول العــامل و ذلــك يف مخالفــة واضحــة و رصيحــة لقواعــد‬ ‫و مبــادئ القانــون الــدويل اإلنســاين» مش ـرا يف هــذا الصــدد إىل بــروز حالــة أخــرى‬ ‫يحتــاج فيهــا الطفــل للحاميــة بشــكل خــاص و «هــي االحتــال الحــريب كاالحتــال‬ ‫االرسائيــي لفلســطني ومــا يحــدث مــن اعتــداءات مــن جانــب قــوات االحتــال عــى‬ ‫املدنيــن مــا جعــل وضــع األطفــال يف األرايض املحتلــة بالــغ الخطــورة ليــس عــى‬ ‫حياتهــم فقــط بــل عــى حقوقهــم كاملــة»‪.‬‬ ‫كــا طالــب بــرورة «تحســن البنيــة القانونيــة والترشيعيــة املحليــة للــدول ووضعهــا‬ ‫موضــع التنفيــذ إليقــاف املامرســات الالأخالقيــة والالنســانية تجــاه املــرأة والطفــل»‬ ‫مشــددا عــى أهميــة «وجــود منظــات مجتمــع مــدين فاعلــة تعمــل عــى إيجــاد‬ ‫ثقافــة مجتمعيــة جديــدة تعمــل عــى تغيــر الصــورة النمطيــة الســلبية تجــاه املــرأة»‪.‬‬ ‫أفتتحــت الجلســة االوىل والتــي ترأســها الدكتــور محمد ســيد أحمد فال (بويــايت) رئيس‬

‫مركــز مبــدأ و الــذي أكــد «أن املنخرطــن‬ ‫يف العنــف ينطلقــون مــن تعــارض يف‬ ‫الــرؤى واالديولوجيــات واختــاف‬ ‫املصالــح ويشــكلون عائقــا أمــام التنميــة‬ ‫وهــو مــا يحتــم البحــث باســتمرار عــن‬ ‫حــل جــذري لهــذه الحــروب والرصاعــات‬ ‫املســلحة»‪.‬وتضمنت الجلســة ثالثــة أوراق‬ ‫عمــل قدمهــا كل مــن الدكتــور عبدالجليل‬ ‫ســامل مــن تونــس بعنوان»النزاعــات املــس‬ ‫لحة‪:‬مفهومها‪،‬دوافعها‪،‬مظاهرها‪،‬خطــورت‬ ‫هــا» ‪،‬والدكتــور أحمــد كايف مــن املغــرب‬ ‫وكانــت ورقتــه حول»العنــف واإلرهــاب‬ ‫وأثرهــا عــى األرسة» واختتمــت الجلســة‬ ‫األوىل بكلمــة الدكتــور البــكاي عبداملالــك‬ ‫مــن موريتانيــا حــول «الفرقــة والتجزئــة‬ ‫وأثرهــا يف نشــوء النزاعــات املســلحة»‬ ‫والجلســة الثانيــة ترأســها الشــيخ الطالــب‬ ‫أخيــار ولــد مامــن وتضمنــت عــدداً مــن‬ ‫أوراق العمــل وبــدأت بورقــة الدكتــور‬ ‫الحســن ولــد مــدو «دور وســائل اإلعــام‬ ‫يف النزاعــات» والــذي بــن أهميــة وســائل‬ ‫اإلعــام يف ظــل الظــروف الراهنيــة التــي‬ ‫تتعــرض لهــا أمتنــا العربيــة واإلســامية‬


‫مؤكــداً عــى أهميــة توعيــة ابناءنــا حــول‬ ‫خطــورة االرهــاب وكيفيــة تجنبــه‪.‬‬ ‫«دور املؤسســات الرتبويــة والدينيــة‬ ‫يف النزاعــات «هــي عنــوان الورقــة‬ ‫التــي قدمهــا الدكتــور أبــو بكــر أحمــد‬ ‫مــن موريتانيــا مبينــاً مــن خاللهــا ان‬ ‫املؤسســات الرتبويــة‬ ‫–املــدارس والجامعــات‪ -‬ومنابــر املســاجد‬

‫لهــا الــدور االســايس يف الحــد مــن‬ ‫النزاعــات وذلــك ألنهــا تخاطــب عقــول‬ ‫ابنائنــا بشــكل مبــارش‪.‬‬ ‫واختتمــت الجلســة بكلمــة الدكتــور‬ ‫بــن عمــريل والتــي كانــت بعنــوان»دور‬ ‫الوســطية االعتدال يف الحــد ن النزاعات»‪.‬‬ ‫وتحــدث يف الجلســة األخــرة كل مــن‬ ‫الدكتــورة أمــل الرفــوع مــن االردن‬

‫والدكتــور محمــد املهــدي والدكتــور‬ ‫املختــار داهــي مــن موريتانيــا‪.‬‬ ‫ويف الجلســة النقاشــية للنــدوة والتــي‬ ‫حرضهــا عــدد غفــر يتجــاوز ال ‪120‬‬ ‫شــخص مــن االعالميــن والشــخصيات‬ ‫االجتامعيــة املختلفــة أجــاب املحــارضون‬ ‫عــى االســئلة املطروحــة مــن قبــل‬ ‫الحضــور‪.‬‬

‫السلط‬ ‫يف بدايــة اللقــاء عــزف الســام امللــي وأي‬ ‫مــن الذكــر الحكيــم و ألقــى عميــد شــؤون‬ ‫الطلبــه الدكتــور نضــال العســييل كلمــة‬ ‫ترحيبيــة ‪.‬‬ ‫وقــال وزيــر االعــام االســبق الدكتــور نبيــل‬ ‫الرشيــف‪ ،‬الــذي قــال ان تطــورا جذريــا طــرأ‬ ‫عــى املفاهيم االساســية لالعالم يف الســنوات‬ ‫القليلــة املاضية‪».‬بعــد ان كان يعــرف بانــه‬ ‫رســالة ومرســل ومســتقبل‪ ،‬مشــرا إىل ان‬ ‫هــذا التعريــف مل يعــد صالحــا اليــوم الن‬ ‫الــذي كان يســتقبل اصبــح مرســا وغــادر‬ ‫موقــع انتظــار املعلومــة‪.‬‬ ‫وبــن ان التقنيــات الحديثــة بوجــود الشــبكة‬ ‫العنكبوتيــة (االنرتنــت) احدثــت نقلــة‬ ‫هائلــة يف املفاهيــم االعالميــة‪ ،‬وان مــا مييــز‬ ‫االعــام الحديــث هــي التفاعليــة واالنيــة‬ ‫والالجامهريــة‪ ،‬إذ يعــرف الفــرد مــا يحصــل‬ ‫يف العــامل مبــارشة‪ ،‬ومل يعــد هنــاك وســيلة‬ ‫واحــدة تخاطــب جامهــر اليصــال معلومــة‬ ‫لهــم‪ ،‬ويجــب علينــا ان نتعامــل مــع الواقــع‬ ‫االعالمــي الجديــد‪ ،‬وان تدخــل املؤسســات‬ ‫االعالميــة ضمــن وســائل التواصــل‪ ،‬ليكــون‬ ‫اتصالهــا مــع عــدد كبــر مــن املتابعــن‪،‬‬ ‫وتكــون تشــاركية ليكــون لهــا دور مؤثــر يف‬ ‫متتــن الجبهــة الداخليــة‪.‬‬ ‫وقــال وزيــر الرتبيــة والتعليــم الســابق‬ ‫الدكتــور محمــد الوحــش‪« ،‬ال شــك ان الخطر‬ ‫الخارجــي عــى اي امــة يكــون اضعــف‬ ‫مــن الخطــر الداخــي املتمثــل باالنقســام‬ ‫والتفرقــة وحتــى االرسة يف البيــت الواحــد‬ ‫يخــى عليهــا مــن الخــاف الداخــي»‪.‬‬

‫دور املؤسسات االعالمية والرتبوية يف متتني الجبهة الداخلية من التطرف‬ ‫واشــار إىل ان االشــاعات واالخبــار الكاذبــة‬ ‫غــر املســؤولة‪ ،‬هــي مــا تثــر البلبلــة بــن‬ ‫صفــوف املواطنــن لذلــك علينــا ان نســتقي‬ ‫املعلومــة مــن مصادرنــا الرســمية الصحيحــة‬ ‫التــي ال تظلــل املواطــن‪.‬‬ ‫وأكــد ان محافظتنــا عــى جبهتنــا الداخليــة‬ ‫متامســكة‪ ،‬ونــر الوعــي واالفــكار الوســطية‬ ‫يف مناهجنــا الدراســية ســواء يف املــدارس او‬ ‫الجامعــات‪ ،‬مــن خــال النــدوات التثقيفيــة‬ ‫والرتكيــز فيهــا عــى العنــر االهــم وهــم‬ ‫الشــباب‪ ،‬اضافــة اىل وســائلنا االعالميــة‬ ‫املعتمــدة واملســاجد التــي هــي رديــف‬ ‫قــوي لالعــام‪.‬‬ ‫وبــن رئيــس جامعــة عــان االهليــة الدكتــور‬ ‫صــادق حامــد‪ ،‬ان الجامعــات اخــذت عــى‬ ‫عاتقهــا الكثــر مــن القضايــا املهمــة التــي‬ ‫تهــم الشــباب بشــكل خــاص‪ ،‬اليصــال الوطن‬ ‫اىل القمــة‪ ،‬خاليــا مــن االفــكار املتطرفــة‬ ‫التــي تدعــو اىل العنــف والقتــل‪ ،‬مبينــا ان‬ ‫االردن هــو قلــب االمــة العربيــة ومــا فيهــا‬ ‫مــن واحــة امــن وطأمنينــة الخواننــا العــرب‪،‬‬ ‫وهــذا مل يكــن لــوال االلتفــاف حــول القيــادة‬ ‫والقيــادة حــول الشــعب‪ .‬وقــال االمــن العام‬

‫للمنتــدى العاملــي للوســطيه املهنــدس‬ ‫مــروان الفاعــوري‪ ،‬ان مــا مييــز هــذا البلــد‬ ‫هــو القيــادة الحكيمــة يف تعاطيهــا مــع‬ ‫لغــة الحــوار يف حــل الكثــر من املشــكالت‪،‬‬ ‫مطالبــا بتعميــم ونــر ثقافــة الحــوار عــى‬ ‫صعيــد الفــرد واالرسة‪ ،‬الننــا اذا رســخنا هذا‬ ‫املبــدأ يف الفــرد نكــون كســبنا بعــد فــرة‬ ‫مجتمعــا حواريــا ممتــدا‪ ،‬وهــذه االليــة ال‬ ‫ميكــن ان تكــون مــن غــر بــذل جهــد كبــر‬ ‫داخــل املؤسســات التعليميــة‪.‬‬ ‫وأدار اللقاء د‪ .‬هاين العابد مفتي البلقاء‬ ‫وكان احيــا عربيــات رئيــس املنتــدى يف‬ ‫بدايــة اللقــاء طلــب مــن الحضــور وقفــه‬ ‫وقـراءة ســورة الفاتحــه عــى ارواح شــهداء‬ ‫الوطــن وقــد شــكر جامعــة عــان االهليــه‬ ‫عــى مــد جســور التعــاون مــع مؤسســات‬ ‫املجتمــع املــدين يف الســلط ورحــب‬ ‫باملحارضيــن والضيــوف وأكــد عــى أهميــة‬ ‫عقــد مثــل هــذه اللقــاءات ملــا لهــا مــن‬ ‫أثــر كبــر يف توعيــة ابنــاء املجتمــع مــن‬ ‫االخطــار املحدقــه بــه‬

‫‪75‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪76‬‬

‫نشاطات‬

‫الجزائر‬ ‫الخطــاب الدينــي‬ ‫يف ظــل التحديات‬ ‫املعارصة‬

‫عقــد املنتــدى العاملــي‬ ‫للوســطية فــرع الجزائــر‬ ‫منتصــف نيســان ‪ /‬أبريــل‬ ‫املــايض‪ ،‬نــدوة «الخطــاب‬ ‫الدينــي يف ظــل التحديــات‬

‫املعارصة»حيــث متــر كل أمــة مــن األمــم بحــاالت‬ ‫مــن القــوة والضعــف‪ ،‬وتتــواىل عليهــا هجومــات‬ ‫األعــداء هجمــة تلــوى األخــرى‪ ،‬ســواء كانــت مادية‬ ‫أو معنويــة‪ ،‬و تتفــاوت آثارهــا حســب نوع الســاح‬ ‫املســتخدم وحســب حــال األمــة مــن قــوة أو‬ ‫ضعــف وحســب هــدف العــدو‪.‬‬ ‫وبعــد كل هجمــة يحــاول املســلمون أن يســتعيدوا‬ ‫قوتهــم ‪ .‬إمــا بــرد العــدوان أو مل الشــمل مــن‬ ‫جديــد‪ ،‬حتــى أيقــن العــدو الكافــر بــأن قــوة‬ ‫املســلمن تكمــن يف عقيدتهــم‪ ،‬ومــا يحملــوه مــن‬ ‫أفــكار ومفاهيــم ‪ .‬لذلــك أخــذ الغــرب يغــزو العــامل‬ ‫اإلســامي غــزواً علميــا وثقافي ـاَ وهــو مــا اصطلــح‬ ‫عليــه بالعوملــة الفكريــة والثقافيــة ‪ .‬وأتخــذ لذلــك‬ ‫الجمعيــات التبشــرية والثقافيــة باســم العلــم‬ ‫واإلنســانية‪ ،‬وأعــدت لذلــك برامــج ومخططــات‬ ‫عميقــة ومتواصلــة عــى املــدى البعيــد لغــرس‬ ‫أفــكار وقيــم جديــدة يف املســلمن ‪.‬‬ ‫فــكان لزامــا علينــا إعــادة النظــر يف بيــان حقيقــة‬ ‫الخطــاب الدينــي الدعــوي لتطويــره وتجديــده‪،‬‬ ‫وذلــك ببيــان حقيقــة الخطــاب الدينــي اإلســامي‬

‫وخصائصــه‪ ،‬ومحاولــة تحديــد‬ ‫املنطلقــات والخلفيــات الفكريــة‬ ‫والسياســية لهــذا الخطــاب‪ ،‬واألدوات‬ ‫املســتخدمة لتنفيــذه يف البــاد‬ ‫العربيــة واإلســامية‪ ،‬ومحاولــة‬ ‫إلقــاء الضــوء عــى الجهــود الغربيــة‬ ‫لتطويــر وتغيــر الخطــاب الدينــي‬ ‫اإلســامي وإخراجــه عــن مضمونــه‬ ‫الحقيقــي ‪.‬‬ ‫وســأحاول أن أركــز عــى مرحلــة‬ ‫التســعينيات يف الجزائــر وبدايــة مل‬ ‫الشــمل والنهضــة باملرجعيــة الدينيــة‬ ‫ثــم مــرورا مبــا يســمى الربيــع العــريب‬ ‫ومحاولــة غــرس معتقــدات وأفــكار‬ ‫جديــدة وبلورتهــا ( إســاميا ) حتــى‬ ‫تظهــر يف ثوبهــا اإلســامي‪ ،‬فينخــدع‬ ‫بهــا دعــاة النهضــة والعــودة إىل‬ ‫عــرص الســلف وتبيــن الزائــف منهــا‬ ‫والصحيــح ‪.‬‬ ‫وكمدخــل للكلمــة نعــرف معنــى‬ ‫الخطــاب فأقــول‪:‬‬ ‫الخطــاب لغـ ًة‪ :‬جــاء يف لســان العرب‬ ‫أن (الخطــاب هــو مراجعــة الــكام‪،‬‬ ‫وقــد خاطبــه بالــكام مخاطبــة‬ ‫وخطابــا‪ ...‬واملخاطبــة مفاعلــة مــن‬ ‫الخطــاب ‪.‬‬ ‫ووردت مــادة (خطــب) يف عــدة‬

‫مواضــع مــن القــرآن الكريــم‪ ،‬قــال تعــاىل‪:‬‬ ‫ــل‬ ‫﴿ َوشَ ــدَ ْدنَا ُملْكَــهُ َوآتَ ْي َنــا ُه الْ ِحكْ َمــ َة َوف َْص َ‬ ‫ــاب﴾ (ص‪ ،)20:‬وقــال جــل شــأنه‪﴿ :‬‬ ‫الْ ِخطَ ِ‬ ‫ـن الَّ ِذي ـ َن َميْشُ ــونَ َعـ َـى ْاألَ ْر ِض‬ ‫َو ِع َبــا ُد ال َّر ْح َمـ ِ‬ ‫ــم الْ َجا ِهلُــونَ َقالُــوا‬ ‫َه ْونــاً َوإِ َذا خَاطَ َب ُه ُ‬ ‫َس َ‬ ‫ــاماً﴾ (الفرقــان‪ ،)63:‬وقــال ســبحانه‬ ‫وتعــاىل‪َ ﴿ :‬و ْاص َنـعِ الْ ُفلْــكَ ِبأَ ْع ُي ِن َنــا َو َو ْح ِي َنا َوالَ‬ ‫تُخ ِ‬ ‫َاط ْب ِنــي ِيف الَّ ِذيـ َن ظَلَ ُمــواْ إِنَّ ُهــم ُّم ْغ َر ُقــونَ ﴾‬ ‫هــود‪37:‬‬ ‫تعريــف الخطــاب اصطاحــاً‪ :‬وعــرف بأنــه‬ ‫(كل نطــق أو كتابــة تحمــل وجهــة نظــر‬ ‫محــددة مــن املتكلــم أو الكاتــب‪ ،‬وتفــرض‬ ‫فيــه التأثــر عــى الســامع أو القــارئ‪ ،‬مــع‬ ‫األخــذ بعــن االعتبــار مجمــل الظــروف‬ ‫واملارســات التــي تــم فيهــا) مــن كتــاب‬ ‫«تأويــل الخطــاب الدينــي يف الفكــر الحــداﻲﺛ‬ ‫الجديــد» ألحمــد عبــد اللــه الطيــار‬ ‫ومفهــوم الخطــاب لــدى األصوليــن هــو‬ ‫معنــى الحكــم الرعــي (خطــاب الشــارع‬ ‫املتعلــق بأفعــال العبــاد باالقتضــاء أو‬ ‫بالوضــع أو التخيــر)‪ ،‬فنفهــم منهــا أن‬ ‫الخطــاب عمومــا هــو محاولــة تبليــغ مفهوم‬ ‫مــا‪ ،‬بلغــة يفهمهــا املتلقــي مــع مراعــاة‬ ‫املســتوى العلمــي والجغــرايف والتدينــي‬ ‫فأصــل الخطــاب الدينــي أن مصــدره‬ ‫الوحــي الــذي أنــزل عــى الرســل وبعــث‬ ‫بــه األنبيــاء عليهــم الصــاة والســام‪ ،‬إال أن‬


‫هــذا املصطلــح ( الخطــاب الدينــي ) خاصــة‬ ‫بعدمــا قــرن بكلمــة ( التجديــد ) ومــا‬ ‫صاحبهــا مــن خــاف األثريــن والتجديديــن‪،‬‬ ‫بــن مــن يــرون التمســك بنفــس الخطــاب‬ ‫وبــن مــن يــرون رضورة التجديــد‪ ،‬خاصــة‬ ‫بعــد مــا تحدثــت الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة عــن رضورة تجديــد الخطــاب‬ ‫الدينــي مبــا يناســب املنهــج الغــريب بعــد‬ ‫أحــداث الحــادي عــر مــن ســبتمرب ‪ ،‬فعلت‬ ‫كلمــة الطرفــن حتــى ظــن املســتمع واملتابــع‬ ‫أن األمــر عــى قســمني فقــط ال ثالــث لهــا‬ ‫وظــن الفريــق األول أنــه انتصــار لألصــول‬ ‫وظــن الفريــق الثــاين أنــه انتصــار للمقاصــد‪،‬‬ ‫وغفــل الطرفــان عــن وســطية األمــر وهــي‬ ‫األصــل يف اإلبقــاء عــى األصــول ومحاولــة‬ ‫تجديــد مناهــج التبليــغ ‪.‬‬ ‫و إذا أطلــق هــذا اللفــظ يف وقتنــا فإمنــا‬ ‫يعنــى بــه الخطــاب اإلســامي النرصافــه‬ ‫لــه يف اآلونــة األخــرة مــع أنــه يشــمل كل‬ ‫األديــان الســاوية‪.‬‬ ‫والتجديــد ســنة كونيــة وفريضــة دينيــة‬ ‫ورضورة مــن رضورات العــر التــي ال‬ ‫غنــى عنهــا‪ ،‬مصداقــا لقــول الرســول صــى‬ ‫اللــه عليــه وســلم‪« :‬إن اللــه يبعــث لهــذه‬ ‫األمــة عــى رأس كل مائــة ســنة مــن يجــدد‬ ‫لهــا دينهــا» رواه أبــوداود‪ ،‬فالــكل معنــي‬ ‫باإلبــداع والتجديــد يف تخصصــه‪ ،‬والخطــاب‬ ‫الدينــي لــه أهلــه وهــم الســادة العلــاء‬ ‫والفقهــاء‪.‬‬ ‫يقــول الدكتــور بــدران بلحســن ‪ :‬التجديــد‬ ‫قانــون مــن قوانــن االجتــاع االنســاين‪،‬‬ ‫وســنة ماضيــة يف األمــة‪ ،‬يتجــدد خطابهــا‬ ‫الدينــي ومامرســاتها الدينيــة‪ ،‬وتتجــدد كل‬ ‫احوالهــا‪ .‬ألن الثابــت هــو الديــن أم التديــن‬ ‫والخطــاب الدينــي واملامرســات الدينيــة‬ ‫فيط ـرا عليهــا املــرض والتخلــف واالنح ـراف‪،‬‬ ‫وتحتــاج إىل التجديــد لرتجــع غــى اصولهــا‬ ‫الرشعيــة‪ .‬ومــا حديــث (يبــع اللــه عــى‬ ‫رأس كل مائــة ســنة مــن يجــدد لهــذه األمــة‬

‫دينــا) مــا هــو ببعيــد عــن صنــاع وتســكيل‬ ‫الوعــي بالتجديــد‪ .‬والتجديــد يكــون وفــق‬ ‫اصــول الرشع والرؤيــة التوحيديــة االســامية‬ ‫الحضاريــة وليــس وفــق مــا متليــه امريــكا‬ ‫او غريهــا‪ ،‬وليــس وفــق مــن يــرى الجمــود‬ ‫عــى املامرســات الرتاثيــة التــي انتهــت‪ .‬ألن‬ ‫هــذا الديــن يحملــه الخلــف العــدول الذيــن‬ ‫ينفــون عنــه تأويــات الجاهلــن وتحريفــات‬ ‫الغاليــة وانتحــاالت املبطلــن‪.‬‬ ‫مصادر الخطاب الديني‬ ‫للخطــاب الدينــي مصــدران مصــدر تلقــي‬ ‫ومصــدر فهــم واســتيعاب فــاألول الوحــي‬ ‫والثــاين هــو اللســان العربيــة‬ ‫فالوحي مبصادره هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬القــرآن الكريــم‪ :‬وهــو كتــاب اللــه عــي‬ ‫ســيدنا محمــد صــى اللــه عليــه وآلــه وســلم‬ ‫‪ ،‬ونقــل إلينــا بــن دفتــي املصحــف باألحــرف‬ ‫الســبعة نقــا متوات ـرا‪ ،‬وهــو كالم اللــه عــز‬ ‫وجــل األصــل املقطــوع بــه عنــد جميــع‬ ‫املســلمني‪ ،‬وهــو املصــدر األول للترشيــع‪،‬‬ ‫قــال تعــاىل‪﴿ :‬إِنَّ َه ـ َذا الْ ُق ـ ْرآنَ ِي ْه ـ ِدي لِلَّ ِتــي‬ ‫ـر الْ ُم ْؤ ِم ِنـ َن الَّ ِذيـ َن َي ْع َملُونَ‬ ‫ـي أَ ْقـ َو ُم َو ُي َبـ ِّ ُ‬ ‫ِهـ َ‬ ‫الصالِ َحـ ِ‬ ‫ـم أَ ْجـراً كَ ِبـراً﴾ (اإلرساء‪.)9:‬‬ ‫ـات أَنَّ لَ ُهـ ْ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬الســنة النبويــة‪ :‬وهــي كل مــا جاءنــا عــن‬ ‫النبــي صــى اللــه عليــه وســلم مــن قــول أو‬ ‫فعــل أو تقريــر وهــي املصدر الثــاين للترشيع‬ ‫واالســتدالل بهــا كاالســتدالل بالقـران ‪ ،‬قــال‬ ‫ش ٍء َفـ ُر ُّدو ُه‬ ‫اللــه تعــاىل‪َ ﴿ :‬فـإِن تَ َنا َز ْع ُتـ ْ‬ ‫ـم ِف َ ْ‬ ‫ـم تُ ْؤ ِم ُنــونَ بِاللّ ـ ِه‬ ‫إِ َل اللّ ـ ِه َوال َّر ُســولِ إِن كُن ُتـ ْ‬ ‫ـر َوأَ ْح َس ـ ُن تَأْوِي ـاً﴾‬ ‫َوالْ َي ـ ْو ِم اآل ِخ ـ ِر َذلِــكَ َخـ ْ ٌ‬ ‫(النســاء‪ ،)59:‬ويكــون الــرد بعــد وفــاة‬ ‫الرســول بإتبــاع ســنته مــن بعــده‪ ،‬قــال‬ ‫ـم ال َّر ُسـ ُ‬ ‫ـول َف ُخ ـ ُذو ُه َو َمــا‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬و َمــا آتَاكُـ ُ‬ ‫ُــم َع ْنــهُ فَان َت ُهــوا َواتَّقُــوا اللَّــهَ إِنَّ اللَّــهَ‬ ‫نَ َهاك ْ‬ ‫ـاب﴾ (الحــر‪ ،)7:‬وعــن املقــداد‬ ‫شَ ـ ِديدُ الْ ِع َقـ ِ‬ ‫بــن معــد يكــرب عــن الرســول قــال‪( :‬إين‬ ‫أوتيــت الكتــاب ومــا يعدلــه‪ ،‬يوشــك شــبعان‬ ‫عــى أريكتــه أن يقــول‪ :‬بينــي وبينكــم هــذا‬ ‫الكتــاب فــا كان فيــه مــن حــال أحللنــاه‪،‬‬

‫ومــا كان فيــه مــن ح ـرام حرمنــاه‪ ،‬إال وانــه‬ ‫ليــس كذلــك) رواه ابــن حبــان ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلجــاع‪ :‬أمــا إجــاع الصحابــة ريض اللــه‬ ‫عنهــم حجــة باتفــاق ألنــه قامــت األدلــة‬ ‫القطعيــة عــى حجيتــه‪ ،‬وكــذا إجــاع علــاء‬ ‫كل عــر مــن بعدهــم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬القيــاس‪( :‬وهــو إثبــات مثــل حكــم‬ ‫معلــوم يف معلــوم آخــر الش ـراكهام يف علــة‬ ‫الحكــم عنــد املثبــت)أو هــو ( حمــل معلــوم‬ ‫عــى معلــوم الشــراكهام يف العلــة )‬ ‫فهــذه هــي املصــادر املتفــق عليهــا عنــد‬ ‫جمهــور العلــاء‪ ،‬وهــي مبجموعهــا تشــكل‬ ‫األســاس األول الــذي يقــوم عليــه الخطــاب‬ ‫اإلســامي‪ ،‬وهنــاك مصــادر أخــرى مختلــف‬ ‫عليهــا بــن العلــاء‪ ،‬مثــل املصالــح املرســلة‪،‬‬ ‫واالستحســان‪ ،‬وســد الذرائــع‪ ،‬ومذهــب‬ ‫الصحــايب‪ ،‬والعــرف وهــذه تبقــى جــزء مــن‬ ‫املصــادر ويختلــف يف حجيتهــا العلــاء ‪.‬‬ ‫‪ -5‬اللســان العــريب‪ :‬ومل أخصــص اللغــة‬ ‫العربيــة ألن القــرءان نــزل بلســان عــريب‬ ‫ولــو أن أكــره بلغــة قريــش‪ ،‬لذلــك تركــت‬ ‫اللســان يتحــدث بــدال مــن اللغــة‪ ،‬فالعربيــة‬ ‫هــي لغــة اإلســام واملرتجــم ألفــكاره و‬ ‫املبســط ألحكامــه‪ ،‬وهــي أســاس إعجــاز‬ ‫القــران‪ ،‬ونحــن متعبــدون بلفظــه‪ ،‬قــال‬ ‫اللــه تعــاىل‪ ﴿:‬إِنَّــا َج َعلْ َنــا ُه ُق ْرآنًــا َع َر ِب ًّيــا‬ ‫ـم تَ ْع ِقلُــونَ ﴾ (الزخــرف‪ ،)3:‬وهــي رشط‬ ‫لَّ َعلَّكُـ ْ‬ ‫أســايس مــن رشوط النظــر واالجتهــاد‪ ،‬ألن‬ ‫النصــوص الرشعيــة جــاءت مــن عنــد اللــه‬ ‫بلفظهــا‪ ،‬ولهــذا كان مــن الواجــب أن تكــون‬ ‫اللغــة العربيــة هــي التــي يقــوم عليهــا‬ ‫الخطــاب الدينــي‪ ،‬ويجــب مزجــه باللغــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬فاللــه ســبحانه وتعــاىل اختــار‬ ‫اللســان العــريب وعــاء للديــن ملــا فيــه مــن‬ ‫مزايــا وخصائــص متتــاز بهــا عــن األلســنة‬ ‫األخــرى‪ ،‬والقــرآن هــو معجــزة لرســولنا و‬ ‫دليــل عــى صــدق نبوتــه‪ ،‬وبالتــايل هــو دليل‬ ‫عــى صدق اإلســام‪ ،‬وإعجــازه ليــس مقصورا‬ ‫عــى العــرب دون غريهــم‪ ،‬بــل جــاء التحــدي‬

‫‪77‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬

‫‪78‬‬

‫نشاطات‬

‫للعاملــن جميعــا‪ ،‬قــال اللــه تعــاىل‪ُ ﴿:‬قــل‬ ‫ـﱧ ا ْج َت َم َعـ ِ‬ ‫ـس َوالْجِ ـ ُّن َعـ َـى أَن َيأْتُــواْ‬ ‫لَّـ ِ ِ‬ ‫ـت اإلِنـ ُ‬ ‫مبِ ِثْــلِ َهــ َذا الْقُــ ْرآنِ الَ يَأْتُــونَ مبِ ِ ْثلِــ ِه َولَــ ْو‬ ‫ــم لِ َب ْع ٍ‬ ‫ــض ظَهِــ ًرا﴾ (اإلرساء‪،)88:‬‬ ‫كَانَ َب ْعضُ ُه ْ‬ ‫ونحــن نعلــم يقينــا أن اإلعجــاز يف القــرآن‬ ‫يف كيفيــة صياغــة هــذا الفكــر الراقــي بهــذه‬ ‫اللغــة التــي ال يرقــى إىل صياغتهــا بــر‬ ‫مهــا بلــغ مــن الفصاحــة ‪.‬‬ ‫خصائص الخطاب الديني‬ ‫للخطــاب الدينــي خصائــص ومميـزات متيــزه‬ ‫عــن غــره كالخطــاب الســيايس مثــا ومنهــا‪:‬‬ ‫‪ -1‬أنــه خطــاب ضمــن رســالة عامليــة بعــث‬ ‫بهــا النبــي صلــة اللــه عليــه وســلم جــاءت‬

‫ـم َوالَّ ِذي ـ َن ِمــن‬ ‫ـم الَّ ـ ِذي َخلَ َقكُـ ْ‬ ‫ا ْع ُبــدُ واْ َربَّكُـ ُ‬ ‫ُــم تَ َّتقُــونَ ﴾ (البقــرة‪ ،)21:‬و‬ ‫ُــم لَ َعلَّك ْ‬ ‫َق ْبلِك ْ‬ ‫الســيايس‪ ،‬قــال اللــه تعــاىل‪َ ﴿:‬وأَنِ ا ْحكُــم‬ ‫ــم‬ ‫ِــع أَ ْه َواء ُه ْ‬ ‫َب ْي َن ُهــم مبِ َــآ أَنــ َز َل اللّــهُ َوالَ تَ َّتب ْ‬ ‫ـم أَن يَ ْف ِت ُنــوكَ َعــن بَ ْعـ ِ‬ ‫ـض َمــا أَنـ َز َل‬ ‫َوا ْح َذ ْر ُهـ ْ‬ ‫اللّــهُ إِلَ ْيــكَ ﴾ (املائــدة‪ ،)49:‬واالقتصــادي‪،‬‬ ‫قــال اللــه تعــاىل‪َ ﴿ :‬وأَ َحـ َّـل اللّــهُ الْ َب ْيـ َـع َو َحـ َّر َم‬ ‫ال ِّر َبــا﴾ (البقــرة‪ ،)275:‬واجتاعــي الــذي‬ ‫يعالــج مشــاكل األرسة واملجتمــع‪ ،‬قــال‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬ولْ َي ْســ َت ْع ِف ِ‬ ‫ف الَّ ِذيــ َن َال َيجِ ــدُ ونَ‬ ‫ــم اللَّــهُ ِمــن فَضْ لِــ ِه﴾‬ ‫نِكَا ًحــا َح َّتــى يُ ْغ ِن َي ُه ْ‬ ‫(النــور‪ ،)33:‬وقــال اللــه تعــاىل‪َ ﴿ :‬والَ تَ ْق َر ُبــواْ‬ ‫الــ ِّز َىن إِنَّــهُ كَانَ فَا ِحشَ ــ ًة َو َســاء َســبِياً﴾‬

‫جمــع النــاس عــى كلمــة واحــدة باختــاف‬ ‫أجناســهم وألوانهــم وألســنتهم‪ ،‬ليكونــوا‬ ‫أمــة واحــدة تربطهــم عقيــدة اإلســام‪،‬‬ ‫واعتــر الروابــط األخــرى مــن أمــر الجاهلية‪،‬‬ ‫قــال اللــه تعــاىل‪﴿ :‬إِمنَّ َــا الْ ُم ْؤ ِم ُنــونَ إِخْــ َو ٌة‬ ‫ـم‬ ‫َفأَ ْصلِ ُحــوا َبـ ْ َ‬ ‫ـم َواتَّ ُقــوا اللَّــهَ لَ َعلَّكُـ ْ‬ ‫ـن أَ َخ َو ْيكُـ ْ‬ ‫تُ ْر َح ُمــونَ ﴾ (الحجــرات‪ ،)10:‬وقــال اللــه‬ ‫ـم أُ َّمـ ًة َوا ِحــدَ ًة َوأَنَا‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬وإِنَّ َهـ ِذ ِه أُ َّم ُتكُـ ْ‬ ‫ُــم فَاتَّقُــونِ ﴾ (املؤمنــون‪ ،)52:‬فرابطــة‬ ‫َربُّك ْ‬ ‫العقيــدة ال تتقطــع باختــاف النســب‪،‬‬ ‫ورابطــة النســب تتقطــع باختــاف العقيــدة‪.‬‬ ‫مرتكزات الخطاب الديني‬ ‫يرتكــز الخطــاب الدينــي عــى أساســيات ال‬

‫تخاطــب البريــة بغــض النظــر عــن‬ ‫أعراقهــم وأجناســهم وألوانهــم واختــاف‬ ‫ألســنتهم‪ ،‬لــذا تجــد الخطــاب القــرءان‬ ‫يكــرر (يابنــي آدم) يف عــدة مواضــع و(يــا‬ ‫أيهــا النــاس) مــع تخصيــص آيــات للمؤمنــن‬ ‫واملســلمن‪ ،‬ويف مواضــع للنــاس كافــة‪ ،‬قــال‬ ‫ــاس‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬و َمــا أَ ْر َســلْ َناكَ إِ َّال كَافَّــ ًة لِل َّن ِ‬ ‫َب ِش ـراً َونَ ِذي ـراً﴾ (ســبأ‪ :‬مــن اآليــة‪ )28‬وقــال‬ ‫تعــاىل‪َ ﴿ :‬و َمــا أَ ْر َسـلْ َناكَ إِ َّال َر ْح َمـ ًة لِلْ َعالَ ِم َن﴾‬ ‫(األنبيــاء‪ .)107:‬وأحيانــا يوجــه للكفــار‬ ‫ــاس‬ ‫خاصــة يف قولــه تعــاىل‪﴿ :‬يَــا أَيُّ َهــا ال َّن ُ‬ ‫ـم َوالَّ ِذي ـ َن ِمــن‬ ‫ـم الَّ ـ ِذي َخلَ َقكُـ ْ‬ ‫ا ْع ُبــدُ واْ َر َّبكُـ ُ‬ ‫ُــم تَ َّتقُــونَ ﴾ (البقــرة‪.)21:‬‬ ‫ُــم لَ َعلَّك ْ‬ ‫َق ْبلِك ْ‬ ‫‪ -2‬أنــه خطــاب شــامل لــكل مناحــي الحيــاة‬ ‫العقديــة والتعبديــة واملعاماتيــة‪ ،‬خطــاب‬ ‫ـاس‬ ‫عقائــدي مثــل قولــه تعــال‪َ ﴿ :‬يــا أَ ُّي َهــا ال َّنـ ُ‬

‫(اإلرساء‪.)32:‬‬ ‫‪ -3‬يحقــق الســعادة الدنيويــة واألخرويــة‪:‬‬ ‫‪ -3‬قــال تعــاىل‪َ ﴿ :‬فإِ َّمــا يَأْتِ َي َّنكُــم ِّم ِّنــي‬ ‫اي ف َ‬ ‫ــل َو َال‬ ‫َــا َي ِض ُّ‬ ‫هُــدً ى َف َم ِ‬ ‫ــن اتَّ َب َ‬ ‫ــع هُــدَ َ‬ ‫يَشْ ــقَى َو َمــ ْن أَ ْعــ َر َض َعــن ِذكْــرِي فَــإِنَّ‬ ‫ــر ُه َيــ ْو َم الْ ِق َيا َمــ ِة‬ ‫لَــهُ َم ِعيشَ ــ ًة ضَ نــكًا َونَ ْح ُ ُ‬ ‫أَ ْع َمــى﴾ (طــه‪ ،)123،124:‬وقــال عــز وجــل‪:‬‬ ‫ُــم َو َع ِملُــوا‬ ‫﴿ َوعَــدَ اللَّــهُ الَّ ِذيــ َن آ َم ُنــوا ِمنك ْ‬ ‫الصالِ َح ِ‬ ‫َــا‬ ‫َّ‬ ‫ــات لَ َي ْســ َت ْخلِ َف َّن ُهم ِيف ْاألَ ْر ِض ك َ‬ ‫ـم‬ ‫ْاسـ َت ْخل َ‬ ‫ـم َولَ ُي َم ِّك َنـ َّن لَ ُهـ ْ‬ ‫َف الَّ ِذيـ َن ِمــن َق ْبلِ ِهـ ْ‬ ‫ـم َولَ ُي َبدِّ لَ َّن ُهــم ِّمــن‬ ‫ـم الَّ ـ ِذي ا ْرتَـ َ‬ ‫ـى لَ ُهـ ْ‬ ‫ِدي َن ُهـ ُ‬ ‫ركُــونَ‬ ‫ِــم أَ ْم ًنــا َي ْع ُبدُ ونَ ِنــي َال ُي ْ ِ‬ ‫َب ْعــ ِد َخ ْو ِفه ْ‬ ‫ـم‬ ‫ِيب شَ ـ ْي ًئا َو َمــن كَ َفـ َر بَ ْعــدَ َذلِــكَ َفأُ ْولَ ِئــكَ ُهـ ُ‬ ‫الْف ِ‬ ‫َاســقُونَ ﴾ (النــور‪. 55:‬‬ ‫‪ -4‬خطــاب نهضــوي تأثــري موحــد ‪ :‬أنــه‬ ‫خطــاب وحــدوي تأثــري‪ ،‬يقــوم عــى‬

‫ميكــن إلغــاء أي جــزء منهــا ألن التكامــل ال‬ ‫يصلــح إال بوجودهــا جميعــا وهــي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬امل ُ ِ‬ ‫خاطب‪ :‬وهو من يبلغ الرسالة‪.‬‬ ‫‪ -2‬املخاطــب‪ :‬وهــو املتلقــي الــذي تو ّجــه‬ ‫لــه الرســالة ويســتقبلها ويســتوعبها‪.‬‬ ‫‪ -3‬محتــوى الرســالة‪ :‬ومضمونهــا مــا يريــد‬ ‫املُرســل أن يوصلــه إىل اآلخريــن‪ ،‬وهــو‬ ‫اســاس الخطــاب الدينــي‬ ‫‪ -4‬وســيلة االتصــال‪ :‬فالخطــاب يكــون‬ ‫شــفويا أو مكتوبــا ‪ ،‬وقــد تســتغل وســائل‬ ‫اإلعــام املرئيــة أواملســوعة‪ ،‬أو حتــى‬ ‫الوســائل التكنولوجيــة الحديثــة كشــبكة‬ ‫اإلنرنــت اإللكرونيــة‪ ،‬أو املســاجد واملــدارس‬ ‫القرءانيــة والزوايــا وغرهــا مــن الوســائل ‪.‬‬ ‫فــإذا تكاملــت هاتــه الوســائل الشــك أنــه‬ ‫ســيكون للخطــاب تأثــر وفاعليــه يف املتلقــي‬


‫إذا تــم النظــر يف فحــوى الخطــاب الدينــي‬ ‫ورضورة تجديــده ليتــاىش مــع متطلّبــات‬ ‫التعصبــي والتطـ ّريف‬ ‫العــر ويناهــض الفكــر ّ‬ ‫الســائد يف وقتنــا‪ ،‬وبــدوره ميكنــه بعــد‬ ‫االســتيعاب أن يبلغــه لغــره ملــا وقــر يف‬ ‫قلبــه ‪.‬‬ ‫تحديات الخطاب الديني ومعوقاته‬ ‫‪ -1‬اإللحــاد‪ :‬أو الالديــن وهــو مــن أكــر‬ ‫التحديــات التــي تُوا َّجــه الخطــاب الدينــي‬ ‫خاصــة وأنهــا موجهــة للشــباب والنشــأ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وصــم الديــن بالتطــرف‪ :‬وزرع الخــاف‬ ‫العرقــي واملذهبــي والعقــدي بــن املخاطبــن‬ ‫بتهييــج مواطــن النــزاع وتضخيــم مواطــن‬ ‫الخــاف بغــرض نــر الفُرقــة والتشــتت‬ ‫والتمــزق‪.‬‬ ‫‪ -3‬غــرس فكــرة التخلــف والرجعيــة لــدى‬ ‫الشــباب وكأن مــن مل يصنــع صاروخــا نوويــا‬ ‫ال يعــد متقدمــا‪ ،‬حتــى ارتبــط الحديــث عــن‬ ‫التقــدم مرهونــا بامتــاك القنبلــة النوويــة‬ ‫وكأن الطاقــة النوويــة هــي مــدار العــامل مــع‬ ‫الطاقــة الشمســية أقــل منهــا تأثــرا وأكــر‬ ‫منهــا فائــدة ‪.‬‬ ‫والتعصــب بــن املســلمني‪:‬‬ ‫‪ -4‬أزمــة التشــدّ د‬ ‫ّ‬ ‫ال ميكــن للخطــاب الدينــي أن يرقــى يف‬ ‫منطقتنــا العربيــة إىل مســتوى تحصــن‬ ‫والتعصــب‬ ‫الشــعوب مــن أم ـراض التط ـ ّرف‬ ‫ّ‬ ‫الدينــي واملذهبــي املتعصــب‪ ،‬والتشــدّ د‬ ‫الفكــري‪ ،‬ورفــض اآلخــر‪ ،‬والشــحن الطائفــي‪،‬‬ ‫وتغذيــة الرصاعــات الداخليــة بــل هــي يف‬ ‫ازديــاد مســتمر بســبب التيــارات السياســية‬ ‫التــي تســتغل الديــن للخــاف وبهذا يســتمر‬ ‫وجودهــا ونفوذهــا ‪.‬‬ ‫آليات تطوير الخطاب الديني‬ ‫قــد تكــون مشــكلة الخطــاب الدينــي اليــوم‬ ‫يف الخلــل يف معادلــة الدعــوة والعمــل‬ ‫اإلســامي‪ ‌،‬والظــن أن اإلبقــاء عــى الوســائل‬ ‫القدميــة يف الدعــوة وإيصــال املفاهيــم هــو‬

‫املنهــج األمثــل ‪ ،‬والتوهــم بــأن الوســائل‬ ‫مــن الثوابــت واملقدســات التــي ال يجــوز‬ ‫تطويرهــا أو حتــى مراجعتهــا ودراســة‬ ‫جدواهــا‪ ‌،‬يف حــن لــو نظرنــا يف أســاليب‬ ‫الدعــوة يف زمــن النبــي صــى اللــه عليــه‬ ‫وســلم والقــرون املاضيــة نجدهــا قــد‬ ‫تجــددت بتجــدد األحــداث والثقافــات‬ ‫واألفــكار بســبب اإلطــاع يف ثقافــات‬ ‫اآلخريــن ‪ .‬فجمــع املصحــف وتدويــن الســنة‬ ‫وتأليــف الكتــب يف الحديــث واملختــرات‬ ‫يف الفقــه واألصــول واملنظومــات املتعــددة‬ ‫التخصصــات كلــه مــن أســاليب تجديــد‬ ‫الخطــاب مبــا يناســب العــر دون الخــروج‬ ‫عــن األصــول ودون تغيــر للثوابــت الحقيقية‬ ‫التــي ذكرناهــا يف بدايــة املحــارضة ‪.‬‬ ‫ونــأيت باختصــار شــديد عــى أهــم الوســائل‬ ‫التــي تســاعد عــى إنجــاح الخطــاب الدينــي‬ ‫‪ -1‬اختيــار الزمــان واملــكان املناســبني ‪ :‬ملــا‬ ‫لهــا مــن تأثــر واضــح يف توجيــه الخطــاب‪،‬‬ ‫وإن غفــل املخاطــب عــن هذيــن الجانبــن‬ ‫الهامــن ســوف يفشــل فشــاً ذريعــاً يف‬ ‫الوصــول إىل عقــول وقلــوب املخاطبــن‪،‬‬ ‫وســوف يكــون خاطبــه ســقيامً عقيـاً‪ ،‬ولنــا‬ ‫يف رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم‬ ‫القــدوة الحســنة يف تغيــر خطابــه بــن مكــة‬ ‫واملدينــة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مراعاة مقتىض حال املدعو ‪:‬‬ ‫لقــد كان الرســول صــي اللــه عليــه وســلم‬ ‫يتخــول النــاس باملوعظــة مخافــة الســامة‬ ‫ف َعـ ْن أَ ِب َوائِــلٍ َقـ َ‬ ‫ـال (( كَانَ َع ْبــدُ اللَّـ ِه يُ َذكِّـ ُر‬ ‫ـس‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫ـال لَــهُ َر ُجـ ٌـل‪َ :‬يــا‬ ‫ـاس ِف ك ُِّل َخ ِميـ ٍ‬ ‫ال َّنـ َ‬ ‫ـن لَ ـ َو ِد ْد ُت أَنَّــكَ َذكَّ ْرتَ َنــا ك َُّل‬ ‫أَبَــا َع ْب ـ ِد ال َّر ْح َمـ ِ‬ ‫َي ـ ْو ٍم‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـال ‪ :‬أَ َمــا إِنَّــهُ َيْ َن ُع ِنــي ِم ـ ْن َذلِــكَ أَ ِّن‬ ‫ـم بِالْ َم ْو ِعظَ ـ ِة‬ ‫ـم‪َ ،‬وإِ ِّن أَتَ َخ َّولُكُـ ْ‬ ‫أَكْ ـ َر ُه أَنْ أُ ِملَّكُـ ْ‬ ‫ِــي َص َّ‬ ‫ــى اللَّــهُ َعلَ ْيــ ِه َو َســل َ​َّم‬ ‫ك َ‬ ‫َــا كَانَ ال َّنب ُّ‬ ‫الســآ َم ِة َعلَ ْي َنــا ))‬ ‫يَ َت َخ َّولُ َنــا ِب َهــا َمخَا َف ـ َة َّ‬ ‫وكان يحــذر أصحابــه الذيــن يطيلــون يف‬

‫العبــادة حتــى تشــق عــى النــاس‪ ،‬مــن‬ ‫فتنتهــم عــن دينهــم (( ف َع ـ ْن َجا ِب ـ ٍر َقـ َ‬ ‫ـال‬ ‫ِــي َص َّ‬ ‫كَانَ ُم َعــا ٌذ ُي َص ِّ‬ ‫ــى اللَّــهُ‬ ‫ــي َم َ‬ ‫ــع ال َّنب ِّ‬ ‫ـم يَ ـأْ ِت َف َي ـ ُؤ ُّم َق ْو َمــهُ ف َ​َصـ َّـى‬ ‫َعلَ ْي ـ ِه َو َس ـل َ​َّم ثُـ َّ‬ ‫ِــي َص َّ‬ ‫ــى اللَّــهُ َعلَ ْيــ ِه َو َســل َ​َّم‬ ‫لَ ْيلَــ ًة َم َ‬ ‫ــع ال َّنب ِّ‬ ‫ــح‬ ‫ــم فَا ْف َت َت َ‬ ‫ــم أَ َت َق ْو َمــهُ َفأَ َّم ُه ْ‬ ‫الْ ِعشَ ــا َء‪ ،‬ثُ َّ‬ ‫ـم‬ ‫ب ُِســو َر ِة الْ َب َق ـ َر ِة فَانْ َح ـ َر َ‬ ‫ف َر ُجـ ٌـل ف َ​َس ـل َ​َّم‪ ،‬ثُـ َّ‬ ‫ْت‬ ‫ف ‪َ .‬فقَالُــوا لَــهُ ‪ :‬أَنَا َفق َ‬ ‫ـر َ‬ ‫َصـ َّـى َو ْحــدَ ُه َوانْـ َ َ‬ ‫ـن َر ُسـ َ‬ ‫َيــا ُفـ َـانُ ؟!‪َ .‬قـ َ‬ ‫ـول‬ ‫ـال ‪َ :‬ل َواللَّ ـ ِه‪َ ،‬و َلتِـ َ َّ‬ ‫ْبنَّــهُ ‪َ ،‬فـأَ َت‬ ‫اللَّـ ِه َصـ َّـى اللَّــهُ َعلَ ْيـ ِه َو َسـل َ​َّم ف َ​َلُخ ِ َ‬ ‫ـول اللَّـ ِه َصـ َّـى اللَّــهُ َعلَ ْيـ ِه َو َسـل َ​َّم َف َقـ َ‬ ‫َر ُسـ َ‬ ‫ـال ‪:‬‬ ‫يَــا َر ُسـ َ‬ ‫ـح نَ ْع َمـ ُـل‬ ‫ـاب نَ َو ِاضـ َ‬ ‫ـول اللَّـ ِه إِنَّــا أَ ْص َحـ ُ‬ ‫بِال َّن َهــارِ‪َ ،‬وإِنَّ ُم َعــا ًذا َصـ َّـى َم َعــكَ الْ ِعشَ ــا َء‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫ـح ب ُِســو َر ِة الْ َب َق ـ َر ِة ‪َ .‬فأَ ْق َبـ َـل َر ُسـ ُ‬ ‫ـول‬ ‫أَ َت فَا ْف َت َتـ َ‬ ‫ــى اللَّــهُ َعلَ ْيــ ِه َو َســل َ​َّم َع َ‬ ‫اللَّــ ِه َص َّ‬ ‫ــى ُم َعــا ٍذ‬ ‫َفق َ‬ ‫ْــت ا ْقــ َرأْ ِبكَــ َذا‬ ‫َــال يَــا ُم َعــا ُذ أَ َف َّتــانٌ أَن َ‬ ‫َوا ْق ـ َرأْ ِبكَ ـ َذا َقـ َ‬ ‫ـت لِ َع ْم ـرٍو‬ ‫ـال ‪ُ :‬س ـ ْف َيانُ َف ُقلْـ ُ‬ ‫ـر َحدَّ ثَ َنــا َع ـ ْن َجا ِب ـ ٍر أَنَّــهُ َقـ َ‬ ‫‪ :‬إِنَّ أَبَــا ال ُّزبَـ ْ ِ‬ ‫ـال‬ ‫ا ْق ـ َرأْ َوالشَّ ـ ْم ِس َوضُ َحا َهــا‪َ ،‬والضُّ َحــى َواللَّ ْيــلِ‬ ‫ـم َربِّــكَ ْالَ ْعـ َـى ‪َ .‬ف َقـ َ‬ ‫ـال‬ ‫إِ َذا يَ ْغـ َ‬ ‫ـى‪َ ،‬و َسـ ِّب ْح ْاسـ َ‬ ‫َع ْم ـ ٌرو‪ :‬نَ ْح ـ َو َه ـ َذا ))‪.‬‬ ‫وكان ســيدنا عــي ريض اللــه عنــه يــويص ((‬ ‫مبخاطب ـة‌ النــاس عــى قــدر عقولهــم ))‬ ‫‪ -3‬لغة الخطاب ‪ :‬للغــــة ‪:‬‬ ‫عامليــة الرســالة املحمديــة تقتــي عامليــة‬ ‫الخطــاب الدينــي وبذلــك يجــب عــى‬ ‫الداعيــة أن يعــرف العــامل بعقائــده‪،‬‬ ‫وثقافاتــه‪ ‌،‬وتاريخــه‪ ،‬وحــارضه‪ ،‬ومشــكالته‌‪،‬‬ ‫وتطلعاتــه‪ ‌،‬وفهــم الكيفيــات واآلليــات التــي‬ ‫يتــم مــن خاللهــا تشــكيل الــرأي العــام‪،‬‬ ‫ورشوط تغــره‪ ‌،‬والتأثــر عليــه‪ ،‬كأمــور ال بــد‬ ‫منهــا لتحديــد املداخــل الحقيقيــة للخطــاب‪،‬‬ ‫قــال تعــاىل (( ومــا أرســلنا مــن رســول إال‬ ‫بلســان قومــه ليبــن لهــم )) فاللغــة هــي‬ ‫املفتــاح األول والوســيلة البليغــة يف إيصــال‬ ‫املعــاين الســامية للديــن اإلســامي‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫المسابقة الرمضانية‬

‫‪80‬‬

‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﳴﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻡ‬ ‫‪١٤٣٧‬ﻫـ ‪٢٠١٦-‬ﻡ‬


‫أطلــق املركــز القــرآن يف منتــدى الوســطية للفكــر والثقافــة مســابقته‬ ‫القرآنيــة الرمضانيــة للعــام الخامــس عــى التــوال وبالتعــاون مــع وزارة‬ ‫الربيــة والتعليــم وقــد تقــدم للمنافســة (‪ )545‬متســابقاً مــن الجنســن‬ ‫ولكافــة األعــار ومــن مختلــف محافظــات اململكــة‪ ،‬وقــد كانــت‬ ‫لهــذا العــام عــى أربعــة مســتويات؛ وتــم تشــكيل لجــان تحكيــم مــن‬ ‫شــخصيات مؤهلــة وعــى مســتوى عــالٍ مــن الكفــاءة والخــرة يف هــذا‬ ‫املجــال إلختيــار الفائزيــن برئاســة الفاضلــة إميــان الصفــدي بتاريــخ‬ ‫‪ ، 2016/4/18‬وبعــد فحــص جميــع املتســابقن وفــق ضوابــط ومعايــر‬ ‫محــددة ودقيقــة؛ تــم عمــل تصفيــة نهائيــة للمؤهلــن‬ ‫منهم‪.‬‬ ‫عقدت اللجنة إجتاعاً بتاريخ ‪ 2016/4/30‬بحضور رئيسته‬ ‫ورئيسة لجان املرأة يف املنتدى السيدة سوسن املومني‬ ‫وذلك من أجل إقرار النتائج وكانت عى النحو التال‪:‬‬

‫فاز عن املستوى األول (عرة أجزاء)‪:‬‬

‫‪ .1‬شذى صالح أحمد الربابعة _ محافظة عجلون‪.‬‬ ‫‪ .2‬عامر حسن أحمد بواعنة _ محافظة إربد‪.‬‬ ‫‪ .3‬عائشة «محمد خر» أحمد الربجي _ عان‪.‬‬

‫فاز عن املستوى الثان (خمسة أجزاء)‪:‬‬

‫‪-1‬تسنيم حسن أحمد املناصر البيادر _مدرسة أم حبيبة‬ ‫الثانوية_عان‪.‬‬ ‫‪-2‬أساء محمد سامي الهنداوي _ السلط‪.‬‬ ‫‪-3‬بكر صديق حامد قرقش – مدرسة أكادميية الحفاظ_عان‪.‬‬

‫فاز عن املستوى الثالث (ثاثة أجزاء)‪:‬‬

‫‪-1‬هديل فريد طالب أبو نبوت_مدرسة سعيد عاء الدين _عان‪.‬‬ ‫‪-2‬ليــث ســعد الديــن محمــود ذيب_مدرســة اإلتحــاد الثانويــة للبنــن_‬ ‫عان‪.‬‬ ‫‪-3‬دميــا عبدالــرؤوف شــحادة شــاهن_مدارس امللــك عبداللــه الثــان‬ ‫للتميز_الزرقــاء‪.‬‬

‫فاز عن املستوى الرابع (جزء عم)‪:‬‬

‫‪-1‬هيا هاشم رفيق الوزير_ مدرسة نور الشياء األساسية_عان‪.‬‬ ‫‪-2‬سارة محمد «محمد رشاد» خاطر_ مدرسة الصفوة_ عان‪.‬‬ ‫‪-3‬لينا حمزة محمد ياسن_ مدرسة خديجة أم املؤمنن _الزرقاء‪.‬‬ ‫وسيتم تكريم الفائزين يف حفل خاص يقام من أجل ذلك‬ ‫يوم ‪ 15‬رمضان املوافق ‪.2016/6/20‬‬ ‫باإلضافة إىل توزيع جوائز ترضية للمتميزين الذين مل‬ ‫يحالفهم الحظ يف الفوز يف املراتب املقررة‪.‬‬ ‫*هذا وقد تم توزيع هدايا رمزية لجميع املشاركن‬ ‫الصغار يف املسابقة لتشجيعهم وتحفيزهم ملزيد من‬ ‫اإلهتام بالقرآن العظيم‪.‬‬


‫الوسطية‬ ‫الركن الطبي‬

‫‪82‬‬

‫شهر رمضان ومرىض داء السكر‬

‫شــهر رمضــان الــذي انــزل فيــه القــرآن‪ ,‬ذلــك‬ ‫الشــهر الفضيــل الــذي أوجــب اللــه تعــاىل‬ ‫فيــه عــى املســلمن الصيــام ‪.‬‬ ‫قــال اللــه تعــاىل‪ (:‬يــا أيهــا الذيــن امنــوا‬ ‫كتــب عليكــم الصيــام كــا كتــب عــى‬ ‫الذيــن مــن قبلكــم لعلكــم تتقــون)‬ ‫ميثــل هــذا الشــهر بعــض الخصوصيــة‬ ‫لــدى مــرىض داء الســكر‪ ,‬حيــث انــه مــن‬ ‫األحــداث الهامــة التــي تصيــب مــرىض داء‬ ‫الســكري بالقلــق والخــوف ويلــح عليهــم‬ ‫ذلــك الســؤال الهــام‪ ,‬هــل ميكننــي الصيــام‬ ‫دون مشــاكل صحيــة؟‬ ‫كــم هــي عديــدة نعــم اللــه علينــا‪ ,‬ومــن‬ ‫هــذه النعــم مقــدرة الجســم عــى املحافظــة‬ ‫قــدر االمــكان عــى ثبــات مســتوى ســكر‬ ‫الــدم بالرغــم مــن تفــاوت حــاالت الجســم‬ ‫وذلــك عــن طريــق تكامــل العديــد مــن‬ ‫الوظائــف الفســيولوجية والتــي يعتــر الكبــد‬ ‫املنســق األســايس لهــا‪ .‬ولكــن قــد يضطــرب‬ ‫مســتوى الســكر بالــدم يف أثنــاء شــهر‬ ‫رمضــان وذلــك لألســباب التاليــة‪:‬‬ ‫‪ )1‬تغر نظام وطبيعة األكل‬ ‫‪ )2‬تهــاون بعــض املــرىض يف تنــاول أدويتهــم‬ ‫حســب املواعيــد التــي حددهــا الطبيــب‬ ‫املعالــج‬

‫‪ )3‬عــدم االلتــزام بالجرعــات املوصوفــة‬ ‫للمريــض‬ ‫‪ )4‬التوقــف أوتغيــر العــاج املوصــوف‬ ‫وذلــك بحجــة تأثــر الصيــام عــى املريــض‬ ‫أواملريضــة ومقدرتــه عــى تحمــل العــاج‪.‬‬ ‫‪ )5‬عــدم مراعــاة الحــرص يف طبيعــة الطعــام‬ ‫الــذي يتــم تناولــه يف أثنــاء اإلفطــار‪.‬‬ ‫ولكــن مــن هــم املــرىض الذيــن يبــاح لهــم‬ ‫اإلفطــار يف أثنــاء الصيــام‪:‬‬ ‫تنقســم األســباب التــي تبيــح االفطــار ملرىض‬ ‫داء الســكري إىل أســباب رشعيــة غــر طبيــة‬ ‫مثــل نــزول دم الحيــض يف النســاء وأســباب‬ ‫طبيــة ميكــن اجالهــا يف االيت‪:‬‬ ‫‪ )1‬مــرىض داء الســكر املصابــون بالحــاض‬ ‫الكيتون للــدم (‪)Diabetic Keto-acidosis‬‬ ‫‪ )2‬مــرىض داء الســكر املصابــون بالســكر‬ ‫املتذبــذب (‪)Brittle DM‬‬ ‫‪ )3‬داء الســكر املصاحــب للحمــل والــذي ال‬ ‫تســتطيع معــه الحامــل الصيــام‬ ‫‪ )4‬مــرىض داء الســكر الذيــن يعانــون مــن‬ ‫أمــراض أخــرى تســتلزم املتابعــة الدقيقــة‬ ‫والعــاج يف أوقــات محــددة‪.‬‬ ‫‪ )5‬مــرىض داء الســكر املتقدمــون يف العمــر‬ ‫والذيــن يعانــون مــن تدهــور الحالــة‬ ‫الصحيــة وغــر القادريــن عــى الصيــام‪.‬‬

‫النظام الغذايئ يف رمضان‬ ‫يخطــئ الكثــر مــن مــرىض الســكر يف‬ ‫احتســابهم شــهر رمضــان عــذرا يبيــح تنــاول‬ ‫كل األطعمــة باختــاف أنواعهــا ‪ ,‬فقد ناحظ‬ ‫بعــض املــرىض يكــر مــن تنــاول الحلويــات‬ ‫والعصائــر املركــزة وغرهــا مــن األطعمــة‬ ‫ذات الســعرات الحراريــة املرتفعــة‪.‬‬ ‫ينصــح مــرىض داء الســكر خــال شــهر‬ ‫رمضــان باتبــاع اآليت‪:‬‬ ‫‪ )1‬االلتـزام بالنظــام الغــذايئ وعــدم التعديل‬ ‫فيــه إال بعــد استشــارة الطبيــب املعالج‪.‬‬ ‫‪ )2‬مراعــاة التنســيق بــن الجرعــات الدوائيــة‬ ‫وموعــد تناولهــا وطبيعــة الطعــام الــذي‬ ‫يتناولــه املريــض‪.‬‬ ‫‪ )3‬مراعــاة التناســق بــن الجرعــات الدوائيــة‬ ‫والنشــاط الحــريك للمريــض‪.‬‬ ‫النظام العاجي للمريض‬ ‫‪ )1‬مــرىض الســكر املعتمــدون عــى الحميــة‬ ‫الغذائيــة‪:‬‬ ‫أ) يتابــع املريــض أواملريضــة الحميــة‬ ‫الغذائيــة املتبعــة بالتنســيق مــع الطبيــب‬ ‫املعالــج‬ ‫ب) الحــرص عــى عــدم اإلكثــار مــن‬ ‫تنــاول املــواد الســكرية البســيطة رسيعــة‬ ‫االمتصــاص مــن الجهــاز الهضمــي والتــي‬ ‫تتوفــر بكــرة يف الحلويــات التــي تقــدم يف‬


‫رمضــان‬ ‫ت‌) تنســيق مواعــد تنــاول الوجبــات والبعــد‬ ‫عــن تنــاول الطعــام بصــورة مفتوحــة بعــد‬ ‫اإلفطــار‪.‬‬ ‫ث‌) ينبغــي الرتكيــز عــى أن رضر الطعــام‬ ‫قــد ال يرتبــط بكميــة الطعــام بــل يف اغلــب‬ ‫األحيــان بنوعيــة الطعــام ‪ .‬فاألطعمــة‬ ‫الســكرية والتــي تحتــوي أيضــا عــى الكثــر‬ ‫مــن الدهنيــات املشــبعة وعــى قلــة‬ ‫مقدارهــا فهــي ضــارة جــدا مثــل الهريســة‬ ‫والبقــاوة والفطائــر واملكــرات‪.‬‬ ‫ج‌) ينبغــي أن يحــرص مــرىض داء الســكر‬ ‫مــن النــوع األول املعتمــد عــى األنســولني‬ ‫عــى تنــاول وجبــة خفيفــة بــن الفطــور‬ ‫والســحور‪ .‬ميكــن لهــوالء املــرىض تنــاول تلــك‬ ‫الوجبــة قبــل الذهــاب لصــاة الرتاويــح‪.‬‬ ‫ح‌) ينبغــي عــى مــرىض داء الســكر الذيــن‬ ‫يعانــون مــن زيــادة الــوزن‪ ,‬االلتــزام‬ ‫بنظامهــم الغــذايئ وذلــك إلنقــاص وزنهــم‪.‬‬ ‫‪ )2‬مــرىض الســكر املعتمــدون عــى األدويــة‬ ‫الخافضــة للســكر‪:‬‬ ‫القاعــدة العامــة التــي ينبغــي اتباعهــا خــال‬ ‫شــهر رمضــان بالنســبة ملــرىض الســكري‬ ‫الذيــن يتناولــون االدويــة الخافضة للســكري‬ ‫هــي البعــد عــن تنــاول االدويــة طويلــة‬ ‫املفعــول واســتخدام االدويــة متوســطة‬

‫اوقصــرة املفعــول وذلــك لتجنــب حــدوث‬ ‫نوبــات انخفــاض الســكري‪.‬‬ ‫أ‌) يســمح ملــرىض الســكري الذيــن يتناولــون‬ ‫االدويــة الخافضــة للســكر بالصيــام مــا مل‬ ‫يكــن هنــاك مانــع طبــي أورشعــي‪.‬‬ ‫ب‌) ينصــح بتغــر األدويــة طويلــة‬ ‫املفعــول مثــل مجموعــة الجليبنكالميــد (‬ ‫‪ )Glibenclamide‬ومــن أمثلتهــا عقــار‬ ‫الداونيــل (‪ )Daonil‬باألدويــة األخــرى‬ ‫متوســطة املفعــول مثــل مجموعــة‬ ‫الجيلكالزايــد (‪ )Gliclazide‬ومــن أمثلتهــا‬ ‫عقــار الداميكــرون (‪ )Dimicron‬أواألدويــة‬ ‫قصــرة املــدى مثــل مجموعــة الجليبيذايــد‬ ‫(‪ )Glipizide‬ومــن أمثلتهــا عقــار‬ ‫املينيديــاب (‪.)Minidiab‬‬ ‫ت‌) ميكــن تنــاول مجموعــة املتفورمــن‬ ‫(‪ )Metformin‬ومــن أمثلتهــا عقــار‬ ‫الجلوكوفــاج (‪ ,)Glucophage‬حيــث‬ ‫ميكــن تنــاول تلــك املجموعــة بعــد‬ ‫اإلفطــار والســحور وذلــك وفــق إرشــادات‬ ‫الطبيــب اواالدويــة االخــرى مثــل مجموعــة‬ ‫الجليتــازون (‪ )Glitazone‬ومــن امثلتهــا‬ ‫عقــار االفنديــا (‪. )Avandia‬‬ ‫ث‌) ميكــن ملــرىض الســكر اســتخدام‬ ‫األدويــة الحديثــة ذات التأثــر قصــر‬ ‫املــدى ورسيعــة املفعــول مثــل مجموعــة‬

‫امليتاقلينايــد اوالريباقلينايــد (‪Metaglinide‬‬ ‫‪ )or Repaglinide‬ومــن امثلتهــا عقــار‬ ‫نوفونــورم(‪ )Novo Norm‬وعقار ســتارلكس‬ ‫(‪ )Starlix‬حيــث تعمــل هــذه املجموعــة يف‬ ‫خــال ‪ 10-5‬دقائــق مــن تناولهــا وتســتهدف‬ ‫ضبــط مســتوى الســكر بعــد تنــاول الطعــام‬ ‫ج‌) ميكــن ملــرىض الســكر أيضا تنــاول األدوية‬ ‫التــي متنــع امتصــاص الجلوكــوز مــن األمعــاء‬ ‫مثــل مجموعــة االكروبــوز(‪)Acrobose‬‬ ‫ومــن امثلتهــا عقار جلوكوبــاى (‪)Glucobay‬‬ ‫وإن كان لهــذه املجموعــة بعــض اآلثــار‬ ‫الجانبيــة التــي قــد تحــد مــن اســتخدامها‬ ‫مثــل اضط ـراب الجهــاز الهضمــي‪.‬‬ ‫ح‌) ميكــن للمريــض مناقشــة تفاصيــل‬ ‫برنامجــه الــدوايئ مــع الطبيــب املعالــج‬ ‫وذلــك وفــق حالــة املريــض أواملريضــة‪.‬‬ ‫‪ )3‬مــرىض داء الســكر املعتمــدون عــى‬ ‫األنســولني‪:‬‬ ‫متثــل هــذه الرشيحــة ‪ -‬مــرىض داء الســكري‪-‬‬ ‫الذيــن يحتاجــون نظــرة خاصــة عنــد‬ ‫مناقشــة نظامهــم الــدوايئ‪.‬‬ ‫أ‌) ينصــح باســتعامل نظــام الجرعتــن يف‬ ‫رمضــان‪ ,‬تأخــذ الجرعــة األوىل عنــد اإلفطــار‬ ‫والجرعــة الثانيــة عنــد الســحور‪ .‬يف حالــة‬ ‫صعوبــة هــذا النظــام ميكــن للمريــض تنــاول‬ ‫حقنــة االنســولني عنــد االفطــار وتنــاول‬

‫‪83‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫الركن الطبي‬

‫‪84‬‬

‫االدويــة الفمويــة عنــد الســحور ولكــن‬ ‫ينبغــي تقييــم هــذا النظــام مــن حيــث‬ ‫موافقتــه للمريــض وفعاليــة ضبــط مســتوى‬ ‫الســكري‪.‬‬ ‫ب) يســتخدم األنســولن قصــر املــدى‬ ‫(‪ ( )Regular insulin‬األنســولن الصــايف‪-‬‬ ‫العبــوة ذات الخــط األصفــر) إضافــة‬ ‫لألنســولن متوســط املــدى (‪Insulin‬‬ ‫‪ ( )NPH‬األنســولن املعكــر‪ -‬العبــوة ذات‬ ‫الخــط األخــرض) عنــد اإلفطــار‪.‬‬ ‫ت) يســتخدم األنســولن قصــر املــدى‬ ‫(‪ )Regular insulin‬يف الجرعــة الثانيــة‪,‬‬ ‫عنــد الســحور‬ ‫ث) ال يســتخدم األنســولن متوســط‬ ‫أوطويــل املــدى يف الجرعــة الثانيــة خوفــا‬ ‫مــن انخفــاض الســكر يف نهــار رمضــان‪.‬‬ ‫ج) ميكــن اســتخدام االنســولن ممتــد‬ ‫املــدى مثــل االغرالقــن (‪)Glaragine‬‬ ‫اوالديتمــر(‪ )Detemir‬حيــث متتــاز هــذه‬

‫النوعيــة بثبــات مســتوى االمتصــاص اضافــة‬ ‫اىل قلــة معــدل نوبــات انخفــاض الســكر‬ ‫بســبب هــذ النوعيــة مــن االنســولن‬ ‫ح) يجــب مراعــاة الجرعــات وتنســيق‬ ‫الجرعــة مــع النشــاط الحــريك‪.‬‬ ‫خ) رضورة املتابعة الدورية‬ ‫د) عنــد الشــعور بــأي مــن أعـراض انخفــاض‬ ‫الســكر ( الدوخــة‪ ,‬ارتعــاش األيــدي‪,‬‬ ‫تســارع رضبــات القلــب‪ ,‬التعــرق‪ ,‬تشــويش‬ ‫الرؤيــة‪ )....,‬ينبغــي مراجعــة اقــرب مركــز‬ ‫رعايــة أوليــة أوأي مــن أقســام الطــوارئ‬ ‫أوالطبيــب املعالــج‪ .‬يف حالــة زيــادة شــدة‬ ‫تلــك األع ـراض اوتهيــج املريــض واضط ـراب‬ ‫قدراتــه الذهنيــة ينبغــي الحــرص عــى‬ ‫تنــاول أوإعطــاء املريــض ســكريات ســهلة‬ ‫االمتصــاص مثــل الســكر الطبيعــي أوالعســل‬ ‫( ‪ 8-6‬ماعــق مــن الســكر مذابــة يف نصــف‬ ‫كــوب مــاء أوالحليــب تــرب بكميــات‬ ‫قليلــة وياحــظ تحســن األعـراض) أوالفاكهــة‬

‫الســكرية مثــل التمــور ونقــل املريــض ألقرب‬ ‫مركــز رعايــة أوليــة أواقــرب مستشــفى‪.‬‬ ‫ذ) توقيــت حقــن األنســولن‪ :‬تأخــذ الجرعــة‬ ‫األوىل مــن األنســولن للمــرىض الصامئــن‬ ‫بعــد أذان املغــرب وبعــد تحليــل الصيــام (‬ ‫ميكــن تنــاول كــوب مــن املــاء و‪ 3-2‬متــرة‬ ‫أونصــف كــوب مــن الشــوربة ) حيــث‬ ‫يفضــل أداء صــاة املغــرب ومــن ثــم البــدء‬ ‫بتنــاول طعــام اإلفطــار‪.‬‬ ‫تعطــى الحقنــة الثانيــة مــن األنســولن بــن‬ ‫الســاعة ‪ 2-1‬صباحــا‪ ,‬حيــث ميكــن للمريــض‬ ‫تنــاول أي مــن الســكريات يف حالة إحساســه‬ ‫بأعـراض انخفــاض الســكر‬ ‫وقبل دخول وقت الصيام‪.‬‬ ‫عنــد تنــاول االنســولن ينبغــي ان يحســب‬ ‫توقيــت الحقنــة بحيــث يدخــل وقــت اقــﴡ‬ ‫فعاليــة لانســولن قصــر املــدى املتنــاول‬ ‫ضمــن وقــت االفطــار‪.‬‬ ‫مع متنيايت للجميع بالصحة والعافية‬ ‫وتقبــل اللــه منــا ومنكــم صيــام الشــهر‬ ‫الفضيــل‬

‫جدول يوضح توقيت وتسلسل االحداث منذ رفع اذان المغرب وتعاطي حقنة األنسولين‬ ‫وحتى وقت السحور واالمساك‬


‫مصطفى السباعي يرثي نفسه‬ ‫مرثية رائعة للشاعر األديب مصطفى السباعي يرثي نفسه وهوعلى‬ ‫فراش الموت قالها ثم مات بعدها رحمه اهلل‬

‫أهاجــك الوجــد أم شــاقتك آثــار كانــت مغــاين نعــم األهــل والــدار؟!‬ ‫ومــا لقلبــك قــد ضجــت بــه النــار‬ ‫ومــا لعينــك تبــي حرقــة وأىس‬ ‫مل يبــق فيــه أحبــاء وســار‬ ‫عــى األحبــة تبــي أم عــى طلــل‬ ‫وهــل مــن الدهــر تبــي ســوء عرشتــه مل يــوف حقــاً ومل يهــدأ لــه ثــار‬ ‫هيهــات يــا صاحبــي آىس عــى زمــن ســاد العبيــد بــه واقتيــد أحــرار‬ ‫أويف اللذائــد واآلمــال تنهــار‬ ‫ــب يفارقنــي‬ ‫أوأذرف الدمــع يف ِح ِّ‬ ‫وال دعــاين إىل الفحشــاء فجــار‬ ‫فــا ســبتني قبــل اليــوم غانيــة‬ ‫أَ َمــت يف اللــه نفســاً ال تطاوعنــي يف املكرمــات لهــا يف الــر إرصار‬ ‫وال قادهــا يف الحكــم أبــرار‬ ‫وبعــت للــه دنيــا ال يســود بهــا حــق‬ ‫ُغ ْفــلٍ عــن الــر مل توقــد لهــم نــار‬ ‫وإمنــا جزعــي يف صبيــة درجــو‬ ‫للمكرمــات فــا ظلــم وال عــار‬ ‫قــد كنــت أرجوزمانــا أن أقودهــم‬ ‫يومــاً سيلبســه بــر وفجــار‬ ‫واليــوم ســارعت يف خطــوي إىل كفــن‬ ‫باللــه يــا صبيبتــي ال تهلكــوا جزعــاً عــى أبيكــم طريــق املــوت أقــدار‬ ‫تركتكــم يف حمــى الرحمــن يكلؤكــم مــن يحمــه اللــه ال توبقــه أوزار‬ ‫أمانــة عندكــم هــل يهمــل الجــار‬ ‫وأنتــم يــا أهيــل الحــي صبيتكــم‬ ‫وتنهــار حزنــاً حــن أنهــار‬ ‫أفــدي بنفــي أُمــاً ال يفارقهــا هــم‬ ‫فكيــف تســكن بعــد اليــوم مــن شــجن يــا لوعــة الثــكل مــا يف الــدار ديــار‬ ‫مــن صــادق الــود تحنــان وإيثــار‬ ‫وزوجــة منحتنــي كل مــا ملكــت‬ ‫فكــم يــؤرق بعــد العــز إدبــار‬ ‫عشــنا زمانــاً هنيئــاً مــن تواصلنــا‬ ‫أبــاً آلمالهــم روض وأزهــار‬ ‫وإخــوة جعلــوين بعــد فقــد أيب‬ ‫للنائبــات لنــا أنــس وأســار‬ ‫أســتودع اللــه صحبــاً كنــت أذخرهــم‬ ‫منــا صــاة وطاعــات وأذكار‬ ‫امللتقــى يف جنــان الخلــد إن قبلــت‬

‫‪85‬‬

‫الوسطية‬


‫الوسطية‬ ‫مسابقة العدد‬

‫‪86‬‬

‫تتضمن املسابقة عرشة أسئلة‪ ،‬يتطلب األمر اإلجابة عنها كاملة ملن أراد املشاركة‪ ،‬وترسل اإلجابات بعد تعبئتها يف املكان املخصص يف أسفل‬ ‫الصفحة‪ ،‬وإرسالها إىل عنوان املجلة (ص‪.‬ب‪ 1241:‬الرمز الربيدي ‪ 11941‬عامن‪-‬األردن) وذلك قبل تاريخ ‪.2016/2/1‬‬

‫يتم السحب عىل اإلجابات الفائزة بثالثة مستويات‪ ،‬حيث ُينح الفائز األول ‪ 150‬دوالراً‪ ،‬والفائز‬ ‫الثاين ‪ 100‬دوالراً‪ ،‬والفائز الثالث ‪ 50‬دوالراً‪.‬‬ ‫السؤال األول‪ :‬لقد فرض صيام شهر رمضان يف السنة‪:‬‬ ‫ب‪ -‬الثالثة من الهجرة‬ ‫أ‌‪ -‬الثانية من الهجرة‬

‫جـ‪ -‬الرابعة من الهجرة‬

‫د‪ -‬الخامسة من الهجرة‬

‫السؤال الثاين‪ :‬إن النبي الذي صام عن الطعام ثالثة أيام لريزقه الله ولد هوسيدنا ‪:‬‬ ‫د‪ -‬زكريا عليه السالم‬ ‫جــ ‪ -‬موىس عليه السالم‬ ‫أ‌‪ -‬عيىس عليه السالم ب‪ -‬محمد عليه السالم‬

‫مس‬

‫السؤال الثالث‪ :‬إن أول يوم من رمضان صامه املسلمون هويوم‪:‬‬ ‫ب‌‪ -‬اإلثنني (‪ )1‬رمضان ‪ 2‬هــ املوافق ‪ 27‬شباط ‪ 624‬م‬ ‫أ‌‪ -‬األحد (‪ )1‬رمضان ‪ 2‬هــ املوافق ‪ 26‬شباط ‪ 624‬م‬ ‫ت‌‪ -‬الثالثاء (‪ )1‬رمضان ‪ 2‬هــ املوافق ‪ 28‬شباط ‪ 624‬م ث‌‪ -‬األربعاء (‪ )1‬رمضان ‪ 2‬هــ املوافق ‪ 1‬آذار ‪ 624‬م‬ ‫السؤال الرابع‪ :‬السورة التي ختمت باسم اثنني من األنبياء هي ‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬العلق ب‪ -‬األعىل جــ‪ -‬الحجرات د‪ -‬البينة‬ ‫السؤال الخامس‪ :‬لقد ذكر لفظ الجاللة (الله) يف القرآن الكريم‪:‬‬ ‫أ‌‪ 2700 -‬مرة ب‪ 2750 -‬مرة جــ ‪ 2699 -‬مرة د‪ 2800 -‬مرة‬ ‫السؤال السادس‪ :‬الذي رتب سور القرآن الكريم كام هي يف املصحف الذي نقرأه اليوم هو‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬أبوبكر ريض الله عنه ب‪ -‬عمر بن الخطاب ريض الله عنه جــ ‪ -‬عثامن بن عفان ريض الله عنه د‪ -‬محمد رسول الله(صىل الله عليه‬ ‫وسلم)‬ ‫السؤال السابع‪ :‬صحايب اهت ّز له عرش الرحمن هو‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬سعد بن عبادة ب‪ -‬سعد بن معاذ جـ ‪ -‬الحارث بن الحارث‬

‫د‪ -‬الزبري بن العوام‬

‫السؤال الثامن‪ :‬صحابية قتلت سبع ًة من الكافرين يف ليلة زفافها هي‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬ميمونة بنت الحارث ب‪ -‬رفيدة بنت كعب األسلمية جـ‪ -‬أم حكيم بنت الحارث د‪ -‬أمامة بنت الحارث بن عوف‬ ‫السؤال التاسع‪ :‬صحايب قال عنه الرسول – صىل الله عليه وسلم‪ -‬إن الله أمرين أن أحبك هو‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬املقداد بن األسود ريض الله عنه ب‪ -‬املقداد بن عمروريض الله عنه جـ ‪ -‬عبادة بن الصامت ريض الله عنه‬ ‫السؤال العارش‪ :‬من خصائص شهر رمضان الكريم‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬نزول القرآن الكريم ب‪ -‬تضاعف فيه الحسنات جـ ‪ -‬تُصفد فيه مردة الشياطني د‪ -‬كل ما ذكر صحيح‬

‫د‪ -‬أبوبكر ريض الله عنه‬


‫سابقة رمضانية‬ ‫إجابات مسابقة العدد‬

‫رمز إجابة السؤال األول ) (‬ ‫رمز إجابة السؤال الثاين ) (‬ ‫رمز إجابة السؤال الثالﺚ ) (‬ ‫رمز إجابة السؤال الرابع ) (‬ ‫رمز إجابة السؤال الخامس) (‬

‫رمز إجابة السؤال السادس‬ ‫رمز إجابة السؤال السابع‬ ‫رمز إجابة السؤال الثامن‬ ‫رمز إجابة السؤال التاسع‬ ‫رمز إجابة السؤال العاﴍ‬

‫)(‬ ‫)(‬ ‫)(‬ ‫)(‬ ‫)(‬

‫معلومات املتسابق‬ ‫اسم املتسابق من أربعة مقاطع ‪.........................................‬‬ ‫رقم الهاتف مع رمز الدولة والبلد ‪......................................‬‬ ‫العنوان الﱪيدي ‪................................................................‬‬

‫‪87‬‬

‫الوسطية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.