مجلة زهرة البارون عدد 63

Page 1

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫‪63‬‬

‫‪2018‬‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫البارون األخري‬ ‫حممود صالح الدين‬

‫‪1‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬

‫جملة زهرة البارون‬ ‫رئيس التحرير‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫البارون األخير‬

‫املوصل‬

‫محمود صالح الدين‬ ‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬ ‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬ ‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬ ‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫د‪ .‬احمد ميسر‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬ ‫د‪ .‬سناء عبد هللا عزيز الطائي‬ ‫د‪ .‬فارس تركي‬ ‫المحررون‬ ‫احمد محمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫هادية قصبة فرحات ‪/‬الجزائر‬ ‫شريف العرفاوي ‪/‬تونس‬ ‫رواء خلف السوداني ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬ ‫عبد الرسول الكعبي ‪ /‬عراق‬ ‫ليلى جواد ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫املحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫اخبار مهرجان أبو تمام ‪ /‬أبو حمو ‪7.................................................................................‬‬ ‫صاحب القداسة ‪ /‬د‪ .‬عبد السالم الجبوري ‪8...............................................................‬‬ ‫عبق املعنى واملغزى في القصيدة ‪ /‬نوميديا جروفي ‪9......................................................‬‬ ‫ً‬ ‫وداعا الصحفي إسماعيل الجياللي ‪ /‬فتحي عيادة ‪17.....................................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫وضاع شادي ‪ /‬د‪ .‬احمد جار هللا ياسين ‪18.....................................................................‬‬ ‫مصطلحات عراقية ‪ /‬حسام الطحان ‪20........................................................................‬‬

‫شعر‬ ‫اغتيالك ‪ /‬طالل الدالي ‪21...............................................................................................‬‬ ‫شمس وقمر ‪ /‬تركي سعد العاقل ‪22...............................................................................‬‬ ‫تنويعات على أوتار الخيبة ‪ /‬وليدة محمد عنتابي ‪23....................................................‬‬ ‫دبابيس ‪ /‬احمد املالكي ‪25..............................................................................................‬‬ ‫تلك الشوارع الحزينة ‪ /‬سامية البحري ‪29....................................................................‬‬ ‫البقايا ‪ /‬محمد علي عاشور ‪31......................................................................................‬‬ ‫اسميتها قاتلة ‪ /‬شذى االقحوان املعلم ‪34...................................................................‬‬

‫‪3‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫اسوار عالية ‪ /‬عادل املعموري ‪36...................................................................................‬‬

‫عالم املرأة‬ ‫كلمات انثى ‪ /‬زهرة محمد ‪40...........................................................................................‬‬ ‫انها الحياة ‪ /‬رسل الساعدي ‪41.....................................................................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫سجارتي بدأت الحديث ‪45...............................................................................................‬‬ ‫مشروع قلم ‪ /‬زهراء مصطفى ‪46...................................................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫متى هذا الوعد ‪ /‬قاسم الغراوي ‪48..............................................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫نكتب تارخيا للحياة بعقل‬

‫الفيلسوف وقلب شاعر وعني‬ ‫الفنان‬

‫بقلم رئيس التحرير‬ ‫البارون األخير الشاعر محمود صالح الدين‬ ‫لسنا مجرد أقالم انما نكتب التاريخ بلغة االدب ‪ ،‬الفكرة موصلية األصل ولدت‬ ‫بين ما كنا نتبادل الحديث مع الدكتور احمد ميسر السنجري عن مشروع ثقافي‬ ‫متكامل وكانت فكرة بناء مؤسسة نشريه تضم كل اكثر من نشاط نشري‬ ‫ومرت األيام وكان الفترة المظلمة لداعش وقد كان حالنا مثل االلف من اهل‬ ‫الموصل التهجير ومضينا الى درب مجهول من بغداد الى القاهرة حيث‬ ‫التقيت وقتها عدد من األساتذة في جامعة القاهرة وكان للفكر وقع طيب عليهم‬

‫‪5‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وتم اتخاذ القرار منا والسيدة زهرة محمد ‪ /‬الجزائر ببناء هذا الصرح الثقافية‬ ‫الموصلي الرصين وقد تم اإلصدار األول سنة ‪ 2015‬في القاهرة ثم انتقلت‬ ‫ورشة العمل الى العاصمة بغداد بعد ذلك حيث اتخذت مسار رسمي في العمل‬ ‫اإلعالمي من خالل دعم بعض األساتذة في جامعة بغداد ومنهم األستاذ‬ ‫المهندس مهند الحرباوي واالخ األستاذ ايمن البدري من خالل الدعم المعنوي‬ ‫الستمرار المجلة حيث كان العدد األول يحتوي على السيرة الذاتية لمؤسسة‬ ‫المشروع الشاعر البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين وستمرت المجلة في‬ ‫اصدار االعداد على شكل ‪ bdf‬وهذه ميزة تتفرد بها مجلة زهرة البارون‬ ‫عن سواها وهي مجلة أسبوعية ثقافية أدبية فنية عامة تجمع كل مواضيع‬ ‫االدب والثقافة والفن على المستوى المحلي والعالمي وهناك شخصيات‬ ‫ساهمت بدور كبير في تتطوير العمل وعلى راس تلك األسماء األستاذ‬ ‫الدكتور إبراهيم العالف الذي ساهم على حد كبير في إرساء دعام المجلة‬ ‫ووضعها على المسار الصحيح ولقد كان في رواق المجلة أقالم رصينة وهي‬ ‫معنا منذ اإلصدارات األولى وهم كل من د‪ .‬احمد جارهللا و د‪ .‬عبد الستار‬ ‫البدراني و د‪ .‬أحالم غانم من سوريا واألساتذة كل من حسام الطحان وفتحي‬ ‫عيادة من الجزائر ونرجس عمران من سوريا وشاعر البنفسج احمد عيسى‬ ‫من مصر والشاعرة لمياء العلوي من تونس وبعد فترة انضم عدد كبير من‬ ‫أصحاب االقالم الرصينة من كل انحاء العالم وتصدر المجلة باللغتين العربية‬ ‫والفرنسية وقد صدر من المجلة لغاية كتابة هذا المقال عدد (‪ )62‬وتتضمن‬ ‫المجلة أبواب عديدة منها ‪/‬قراءات‪ ...‬ويكون فيها النشر لقراءات والدراسات‬ ‫عن الشخصيات والمواضيع والمقاالت األدبية ‪ /‬أدب ساخر ‪ ...‬وتتضمن‬ ‫مجموعة من مقاالت االدب الساخر ذات الطابع االدبي ‪ /‬الشعر الفصيح‬ ‫والشعبي ‪ /‬وعالم المرأة ‪ /‬واالزياء ‪ /‬والرسم الكاريكاتير للفنان العراقي‬ ‫المبدع ناصر إبراهيم ‪ /‬واقالم شابة ‪ ....‬التي تستقطب كل المواهب الشابة‬ ‫وتتبناها ووضعها على المسار الصحيح ‪ /‬ومسك الختام الذي كان في بداية‬ ‫كان فيها مواضيع للكاتب المبدع حاتم الطلياني ثم انتقل االمر فيها لإلعالمي‬ ‫المبدع قاسم الغراوي اما عن اهداف هذا الصرح هو تهذيب القلم وتطويعه‬ ‫لبناء مجتمع محب للثقافة بعدما انعدم هذا النوع من المشاريع الثقافية التي تبنا‬ ‫على قواعد علمية ثابتة وهنا نتمنى للجميع طيب االماني في دعم المشروع‬ ‫الثقافية الذي نطمح منه لنقول للعالم اجمع ان الموصل لم والن تموت ولو‬ ‫أرادوا هذا ‪..‬‬

‫‪6‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫"اخبار مهرجان ابو متام"‬ ‫مهرجان ابي متام يبعث يف‬ ‫املوصل من جديد‬ ‫متابعة ابو حمو‬ ‫انطلقت مساء الجمعة ‪ 13‬نيسان ‪ 2018‬في الموصل اعمال مهرجان ابي‬ ‫تمام الخامس للشعر العربي ‪:‬دورة الشاعر محمود المحروق تحت شعار‬ ‫(مهرجان ابي تمام اشراقة الحرف وربيع السالم برعاية االستاذ اسامة عبد‬ ‫العزيز النجيفي نائب رئيس الجمهورية ويستمر المهرجان الى يوم ‪ 16‬نيسان‬ ‫من الشهر الجاري ‪ .‬ويذكر ان المهرجان االول لللشاعر ابي تمام عقد في‬ ‫الموصل سنة ‪ 1971‬وقد تشكلت لجنة عليا الدارة المهرجان مؤلفة من‬ ‫االساتذة عبد المنعم االمير رئيس اتحاد ادباء وكتاب نينوى ووعد العمري‬ ‫وعلي محمود وبيات مرعي والدكتور حميد عبد الوهاب فضال عن لجان‬ ‫تنظيمية واعالمية ولجنة لالستقبال ‪.‬‬ ‫وقد حضر المهرجان نخبة من شعراء واكاديميون وادباء وكتاب العراق كما‬ ‫حضر النحات االستاذ نداء كاظم الذي صمم ونفذ تمثال ابي تمام الذي دمره‬ ‫داعش سنة ‪. 2014‬ومن الحضور ادباء وصحفيون عرب منهم الصحفية‬ ‫المصرية في جريدة (المصري اليوم ) االستاذة غادة محمد شريف ‪.‬‬ ‫وتلقى في المهرجان قصائد لشعراء معروفون منهم الشاعر الدكتور وليد‬ ‫الصراف والشاعر حارث معد والشاعر علي شبيب ورد ‪.‬وسنوافيكم بتفاصيل‬ ‫انعقاد الجلسات وابرز ما القي من قصائد ومداخالت في عدد ىخر من مجلتنا‬ ‫(زهرة البارون ) ……………‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫صاحب القداسة؟‬ ‫د‪ .‬عبدالسالم الجبوري‬ ‫من الصعوبة بمكان أن نتصور مجتمعا بدون سلطة حاكمة تُنظّم طريقة عيشهُ‬ ‫و َعملهُ ضمن إطار الدولة وهو ما يعني توفر الحد األدنى من مقومات العيش‬ ‫المتمثلة بالحرية والمساوات والعدل ؟وان إسناد الحكم لشخص ما يتطلب‬ ‫طريقة معينة يتم من خاللها تولية الحكم وهو ما ُعرف في النظام اإلسالمي‬ ‫بمفهوم البيعة عن طريق أهل الحل والعقد وهي صورة من صور الحرية‬ ‫السياسية التي تقابل اليوم التمثيل النيابي البرلماني الممثل للشعب‪.‬وعلى هذا‬ ‫األساس أصبح طَرفي العقد (الحاكم والشعب) ملزمين بإحترام عقد اإلتفاق‬ ‫الذي على أساسها تَش ّكلت النظرية السياسية التي تَح ُكم البلد والتي من شأنها‬ ‫توفر ُمتطلبات العيش الرغيد للشعب كما أسلفنا؟‬ ‫السؤال هو‪:‬‬ ‫هل التزم طرفي العقد وعلى َمر العصور بشروط العقد ؟ أم ح ّو َل الحاكم نفسهُ‬ ‫الى قُرآنا اليمكن َم ّسهُ حتى ال ُمطهرون وأصبح صاحب القداسة ُمجرد سيفا‬ ‫َمسلوال اليجتمع بغمده ولَو للتشاور معهُ وخط أحمر اليمكن تجاوزهُ‪ .‬أم أن‬ ‫أصحاب الحل والعقد هم أنفُسهم غير قادرين على تصحيح المسار ال ُمتعثّر‬ ‫الخاطئ الذي تَ َم رسمهُ بأيديهم ألدارة الحكم مع صاحب القداسة‪...‬وقد تكون‬ ‫النظرية السياسية برُمتها بحاجة الى تفكيك وإعادة تركيب من جديد وفق‬ ‫منظور جديد يتالئم مع طبيعة المرحلة الجديدة بعيدا عن نظرية المؤامرة التي‬ ‫تتحكم بكل أطراف العملية السياسية‪....‬‬

‫‪8‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عمق املعىن و املغزى يف قصائد‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر‬ ‫"نعمه جابر عوض"‬ ‫نوميديا ج ّروفي‬ ‫الشاعر "نعمه جابر عوض" من مواليد‬ ‫‪ ،1953‬ابن السماوة العريقة بأدبائها‬ ‫و شعرائها و فنّانيها‪ ،‬هو شاعر و فنّان‬ ‫له ع ّدة كتابات شعريّة متن ّوعة‪ ،‬بين‬ ‫العمودي و الح ّر بنوعيه الشعبي‬ ‫و العربي بالفصحى‪.‬‬ ‫يميل بكتاباته إلى مدرسة السياب الشعريّة‪ ،‬عاصر العديد من شعراء جيله‬ ‫و م ّمن سبقوه في هذا المجال مثل‪ :‬األديب الراحل عبد الحسين‬ ‫السماوي‪ ،‬الشاعر صاحب الزعيري‪ ،‬و من أصدقائه المقرّبين ‪ :‬الشاعر سعد‬ ‫سباهي‪ ،‬الشاعر إياد أحمد هاشم‪ ،‬الشاعر رعد حميد محمد صالح‪ ،‬هاشم جعاز‬ ‫و آخرون‪.‬‬ ‫له ديوان (المحطات المهجورة)‪ ،‬كما مثّل في مجموعة من المسرحيّات‪:‬‬ ‫(مسرحية أعيان ذاك ال ّزمان) للمخرج الراحل عبد األمير‬ ‫السماوي‪( ،‬مسرحية الدربونه)‪( ،‬مسرحية رحلة حنظلة بين الحلم و اليقظة)‬ ‫للكاتب السوري عبد هللا ونوس‪ ،‬كما نُشرت قصائده في ع ّدة صحف عراقية‬ ‫كالوركاء و الجمهورية و غيرها‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ُ‬ ‫اخترت قصيدتين رائعتين ‪( :‬مالءة) و (صاالت للبيع)‪.‬‬ ‫و قيد دراستي هما‬ ‫•‬

‫في قصيدة (مالءة)‪:‬‬

‫الشاعر "نعمه جابر عوض" كمن يُح ّدث المالءة و يبثّها شكواه و ألمه‬ ‫و ك ّل ما يعتريه من مشاعر في أعماقه العميقة‪.‬‬ ‫المالءة هنا بمثابة شخص عزيز عليه يبثّه اعترافه و حزنه العميق‬ ‫و غربته‪.‬‬ ‫إنّه كمن يبحث عن مرفأ جديد لقصّة جديدة لقصيدة جديدة تحكي اغترابه في‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫و رحت يا مالءتي‬ ‫أبحث عن موانيء جديدة‬ ‫و شاطئ تناثرت رماله‬ ‫و لؤلؤا و أحرفا لقصّة‬ ‫جديدة‬ ‫أكتبها قصيدة‬ ‫و لوحة‪ ..‬و ريشة‪ ..‬و لون‬ ‫أرسمها أضمها لقلبي‬ ‫هديّة يلفّها الحنين‬ ‫ألمسي الحزين‬ ‫لغرفتي‬ ‫لقصّة اغترابي و السنين‬ ‫لحفلة الوداع و األنين‬ ‫ث ّم ينتقل بنا و هو يُح ّدث المالءة إلى الحبيبة و صاحبة النّبض و اإللهام األ ّول‪،‬‬ ‫فبأدبه و إبداعه و سحر خياله الواسع وصف عينيها بتلك الصّورة التي مازالت‬

‫‪10‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫محفورة في ذاكرته رغم مرور األعوام و ما حملته من هموم و لوعة و حزن‬ ‫في قوله‪:‬‬ ‫فأين يا مالءتي‬ ‫خرائطي التي مشيت؟‬ ‫قصائدي التي كتبت‬ ‫و قلبي الند ّ‬ ‫ي أوهنه جنونه‬ ‫و اين يا مالءتي‬ ‫تغيرين مثلما عيونها‬ ‫تغيّرت و حملت سنينها‬ ‫همومها‪ ..‬الثقال‬ ‫أتذكرين يا مالءتي‬ ‫ما خطّ في المقال‬ ‫بعدها بصيغة أدبيّة شاعريّة سافر بنا الشاعر بحلّه و ترحاله و تلك المواسم‬ ‫الكثيرة في الغربة و ما عاشه و عايشه في أماكن مختلفة لكن هي وحدها‬ ‫و هي الوحيدة التي‬ ‫مالءته من رافقته و حملت أحزانه و دموعه و أنينه‬ ‫تض ّمه ك ّل ليلة و ّ‬ ‫و مشاعر ال متناهية ال تتغيّر‬ ‫تحن عليه بإحساس عميق‬ ‫أبدا و لم تتغيّر منذ سنين طويلة في قوله‪:‬‬ ‫و ُ‬ ‫كنت يا مالءتي مسافرا‬ ‫أجوب في مواسم‬ ‫أنت و لم يحن لها أوان‬ ‫أطبع األثر في أماكن‬ ‫يعثر الزمان‬ ‫أخاف‪ ..‬و أروي حكاية‬

‫‪11‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫تر ّملت‬ ‫و ارتجلت بكاءها‬ ‫سألتها‬ ‫أجابني‪ ..‬أنينها‬ ‫و حاجب تغمز لي‬ ‫و شفة مبتسمة‬ ‫أحبها‪ّ ..‬‬ ‫أجن في جنونها‬ ‫هللا يا مالءتي‬ ‫سادية الشعور و المشاعر‬

‫في قصيدة (صاالت للبيع)‪:‬‬ ‫يقول الثّائر و المناضل الخالد جيفارا‪:‬‬ ‫" ال تعشقي يساريا‪ ،‬سينساك‬ ‫و يُف ّكر بالع ّمال و الكادحين‪ ..‬سيُح ّدثك في ليالي الرومانسيّة عن األرض‬ ‫و الخبز و السّالم "‪.‬‬ ‫و ما أرروع عشق اليسار و النضال‪ ،‬وحده الحبّ الحقيقي بك ّل ما تعنيه الكلمة‪.‬‬ ‫هذا ما حاول أن يوصّله لنا ال ّشاعر جابر نعمة عوض عن الخبز‬ ‫و القرطاس الثائر و الصّارخ في وجه الظّلم في قوله‪:‬‬ ‫تعالي‬ ‫نشتري صالة‬ ‫و جمهورا و شعرا‬ ‫قيل في مأتم‬

‫‪12‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫و حبّ عاش في ماض‬ ‫له وشم و خبز ‪ ..‬لونه من دم‬ ‫و ّ‬ ‫رف قد حوى كتبا‬ ‫فما قرأت‪ ..‬فحرف لغاتها ُمبهم‬ ‫و في قول الشاعر‪:‬‬ ‫تعالي‬ ‫عندنا صالة‬ ‫لك أنت‬ ‫و فيها منبر حجري ‪ ..‬و أوراق‬ ‫و قيتار ‪ ..‬يُدندن نوتة الصّمت‬ ‫و كرسي ‪ ..‬بزاوية ‪ ..‬يمازح‬ ‫ك ّل ما قلت‬ ‫عن الحبّ‬ ‫عن ال ّدنيا‬ ‫عن النّاس‬ ‫و عن هوس‪ ،‬و خمر دونما كأس‬ ‫فال تبكين في خجل‬ ‫فمل الشيب في رأسي‬ ‫تذ ّكرت قول جيفارا حين قال‪:‬‬ ‫" من يقتلك ليس من يُطلق عليك رصاصة‪ ،‬بل من يقتل أحالمك"‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ففي هذه الشذرة الرائعة جعل الشاعر المنبر حجري‪ ،‬نوتة الصّمت‪ ،‬هوس‪،‬‬ ‫خمر دون كأس‪ ،‬بكاء في خجل‪ ..‬إنّها تعابير مجازية بخيال أدبي واسع‪ ،‬لكنّها‬ ‫ترمي في بُعدها للكثير لو حاولنا التّع ّمق أكثر و الغوص في المعنى الحقيق ّي‪.‬‬ ‫فموسيقى بنوتة الصّمت ال وجد لها أصال لكنّه ربّما يقصد كبت المشاعر‬ ‫المخفيّة التي ال يمكن اإلفصاح عنها فتبقى دفينة القلب كالنّاي الذي يشدو‬ ‫للبائسين و السّعداء و كالهما ّ‬ ‫يظن أنّه له رفيقا يُعبّر عن خلجات إحساسه‪.‬‬ ‫فموسيقى الصّمت هي موسيقى الحزن‪ ،‬موسيقى األلم‪ ،‬موسيقى اللّون األسود‬ ‫دون قوس قزح و ألوان البهجة‪.‬‬ ‫و عن خمر دونما كأس هو سكر دون ُشرب‪ ،‬خمر يأتي من العقل و كثرة‬ ‫التّفكير و الهموم الكثيرة التي يحملها المرء في أعماقه العميقة منذ دهر حتّى‬ ‫شاب الرأس قبل األوان فكبر الجسد و فاق ُعمره بكثير‪.‬‬ ‫و في قوله‪:‬‬ ‫تعالي‬ ‫و اجلسي قربي‬ ‫سأروي قصّة الحبّ‬ ‫فأنت منذ أزمنة‬ ‫تق ّمصت حكاياتي‬ ‫و ُكنت أ ّول امرأة‬ ‫تُزيّف بداياتي‬ ‫و صرت آخر امرأة‬ ‫تُبعثر في وريقاتي‬ ‫لتأتي ثالث امرأة‬

‫‪14‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫تهرول بضع أشبار‬ ‫لتنقص في مسافاتي‬ ‫فأمت ّد على الرّمل‬ ‫فأمسك في يدي عودا‬ ‫فأكتب ما تريدين‬ ‫و أمسح ما تريدين‬ ‫فأنهض دونما ظلّي‬ ‫ّ‬ ‫ألن اللّيل يطويني مع اللّيل‬ ‫عاد ال ّشاعر هنا بال ّزمن للوراء فعاد بالتأريخ حيث ال ّزمن الجميل حيث الحبّ‬ ‫و رواية‬ ‫و الرومانسيّة‪ ،‬حيث الحبيبة األولى و أ ّول نبض عرفه حينها‪،‬‬ ‫قصّة حبّه لكنّها باتت ماضي بعيد ال يُمكن العودة إليه و هي تعيش في أوراق‬ ‫طواها ال ّزمان في صفحات مألها الغبار ألنّها ماضي و الصفحة المطوية‬ ‫لألبد حيث ال عودة لها‪.‬‬ ‫هي ماضي ال عالقة لها بمستقبله الذي يعيشه و ال يمكنه الوصل أو اللقاء بها‬ ‫ّ‬ ‫ألن هذا مستحيل‪.‬‬ ‫فذلك الحبّ األول بالنسبة له اآلن بات مزيّفا و حبّ شباب و مراهقة عاشها‬ ‫حينها ألنّه بعدها عرف الحبّ الحقيقي و شعر به من خلجاته األولى التي‬ ‫حرّكت مشاعره ليُصبح حبّه للحبيبة الجديدة وحده الخالد و األزل ّي و األولى‬ ‫ذكرى من ذكريات الماضي البعيد يخطر على باله أحيانا فيتذ ّكر جمال تلك‬ ‫الحقبة الزمنية لكن دون مشاعر لها فقط ذكرى‪.‬‬ ‫و عن اللّيل و الحبيبة يقول محمود درويش‪:‬‬ ‫" السّاعة اآلن‪ ..‬أنا إالّ أنت"‪.‬‬ ‫وحدها من تملك تلك النبضات كما عقربا السّاعة اللّذين ال ينفصالن أبدا‬ ‫و لألبد‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫في األخير‪:‬‬ ‫أنحني للقامة األدبية الشاعر المبدع المتألق و المسرحي و الفنّان "نعمه جابر‬ ‫عوض" المعروف بالشاعر "نعمه السماوي" و ما ق ّدمه لنا في القصيدتين‬ ‫الرائعتين من حزن و حبّ من ألم و سعادة من ماضي و مستقبل و واقع‬ ‫معاش من زمننا و ما يحدث في العراق من مآسي يصوغها بإبداعه بطريقة‬ ‫كتاباته ج ّد راقية تحمل في طيّاتها مغزى من واقعنا المعاش بك ّل كلماتها‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫وداعا الصحفي إمساعيلي اجلياليل‬ ‫عانى يف صمت و عاش اإلهمال و التجاهل‬ ‫فتحي عيادة‬ ‫أضحت سنة مؤكدة أن يعيش الصحفي في الجزائر حياة التعب وتختتم‬ ‫بالتهميش والالمباالة‪ ،‬ومن بينهم الصحفي إبن والية النعامة إسماعيلي‬ ‫الجياللي مراسل جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية‪ ،‬الذي أفنى حياته وصحته‬ ‫ووقته في سبيل الصحافة والقلم والخبر حتى ذاب في سبيلها ليصل إلى فراش‬ ‫الموت في حالة حرجة بمستشفى محمد قادري بعاصمة الوالية النعامة و‬ ‫يغادر الحياة‪.‬‬ ‫الصحفي اسماعيلي الجياللي (‪71‬سنة) الذي لم يجد كنفا يحضنه ويتكفل‬ ‫بحالته‪ ،‬سوى سرير في احدى غرف المستشفى فال سلطات محلية تكفلت به‬ ‫وال أسرة إعالمية وافته حقه عدا بعض الزيارات لرفقائه والدعاء له‪ ،‬هكذا‬ ‫هي حياة الصحفي في الجزائر إما أن تقتل موهبته بسبب الظروف وإما أن‬ ‫تستنزف حياته للعطاء اإلعالمي حتى يصل لحد العجز الصحفي ليأتي‬ ‫التهميش ويفعل فعلته‪.‬‬ ‫ألم يكن يستحق الصحفي التكفل بعالجه من طرف المعنيين؟‬ ‫على هذا الدرب سار الكثيرون و يسيرون ومن قبل أمثلة كثيرة‪ ،‬فعلى قمة‬ ‫الهرم أنت تنظر لقاعدتها وتوفيها حقها في دنى الحقوق إن لم تكن كلها‪ ،‬حقا‬ ‫يا بلدي لم تمت فيك الصحافة فحسب بل يحتضر ويموت فيك وهو يتنفس كل‬ ‫صحفي‪.‬‬ ‫لإلشارة فقط الصحفي إسماعيلي الجياللي عمل مراسال لجريدة الوطن الناطقة‬ ‫بالفرنسية بوالية النعامة منذ سنة ‪ 2000‬و عاش اإلهمال و النسيان في أشد‬ ‫و أصعب الفترات و هو الذي قدم الكثير لإلعالم و كان صديقا للقلم طيلة‬ ‫سنوات خادما و وفيا لمهنة المتاعب‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫وضاع شادي‬ ‫احمد جارهللا ياسين‬

‫صناعة جيل مثقف مدنيا اليمكن ان تكتمل مادامت اغلب المدارس تركز‬ ‫كثيرا من اهتمامها على المواد العلمية وتهمش موادا اخرى لها صلة بالذوق‬ ‫والنشاط مثل الفنية والرياضة فضال عن الغاء كثير من المدارس فكرة المكتبة‬ ‫المدرسية التي تلعب دورا كبيرا في الثقافة الخارجية للتالميذ وتحفزهم على‬ ‫المطالعة…‬

‫‪18‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫لو كان الطيار الذي القى القنبلة الذرية على هيروشيما قد قرا ديوان شعر‬ ‫واحد او كتابا قصصيا او رواية او زار معرضا للرسم او لعب كرة مع‬ ‫االطفال لتردد في ضغط زر القنبلة ‪..‬ثم احجم عن فعل تلك الجريمة ‪..‬‬ ‫التعلم من دون ثقافة فنية وذوقية وجمالية ورياضية يبقى جافا آليا واليصنع‬ ‫في النهاية سوى افراد آليين فيهم كثير من الطبع القاسي ‪..‬‬ ‫فطبيب االسنان الذي اليبتسم امام طفل مريض ويمازحه قليال قبل معالجة‬ ‫اسنانه ‪..‬من دون شك لم يقرا شعر نزار قباني ‪..‬ولم يقلب يوما البوم لوحات‬ ‫لكلود مونيه ‪..‬ويمنع اطفاله من ادخال الكرة الى البيت ‪..‬بل اليعرف قصة‬ ‫سندريال ‪..‬وال ساندي بيل ‪..‬وال توم سوير ‪..‬‬ ‫واالداري الذي يستقبلك بوجه فريد شوقي ‪..‬واخالق محمود المليجي ‪(..‬في‬ ‫االفالم طبعا) ال تتوقع منه ان ينجز لك امرا ‪..‬بسهولة ويسر ‪..‬مادام لم يقدم‬ ‫في يوم ما وردة للحبيبة ‪..‬‬ ‫ولم يصغ لصوت فيروز وهي تنادي‪ :‬وضاع شادي ‪..‬‬ ‫والشك انه كان يدوس النمل في طفولته ‪..‬ويقطع اجنحة الفراشات ‪..‬ولم يزر‬ ‫مكتبته المدرسية مرة واحدة… وزار الحانوت مئات المرات ‪..‬‬ ‫من هنا ادعو الى حملة تثقيفية العادة احياء دور المكتبات المدرسية في كل‬ ‫مدرسة ومتوسطة واعدادية ‪..‬والعمل على تعيين خريجي قسم المكتبات فيها‬ ‫الدارتها بشكل منظم ومتخصص ‪....‬فاول كلمة وجهت لتغيير حال البشرية‬ ‫كلها كانت ‪ :‬اقرأ‪.‬‬ ‫ولكي نتغير علينا ان نقرأ منذ الطفولة … ليس المناهج المقررة فحسب بل‬ ‫كتب المطالعة الخارجية في مكتبات البيوت والمدارس‪..‬‬ ‫حتى ال يضيع شادي ثانية ‪..‬‬

‫‪19‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مصطلحات عراقية‬ ‫حسام الطحان‬ ‫ الحوبة ‪ :‬كلمة تدل على المظلومية ‪ ،‬فعندما‬‫يصاب احد ما بضربة او حادثة او اي‬ ‫مصيبة اخرى يقولون ‪ :‬هذه حوبة فالن‬ ‫واول من استخدم هذا المصطلح هو انسان‬ ‫النياندرتال ثم احياه العراقيون فيما بعد في‬ ‫القرن الحادي والعشرين ‪.‬‬ ‫ الجوبة ‪ :‬ربما دل المصطلح على المرأة قليلة االدب والحياء ‪ ،‬فعندما تكون‬‫المرأة سليطة اللسان يقولون لها ‪ :‬وهللا انتي اكبر جوبة ‪ ،‬وتوجد في قلب‬ ‫الموصل منطقة شعبية تعرف بهذا االسم وقد خرجت منها شخصيات بارزة‬ ‫جدا مثل معتز جوبة وفراس ملكية وريان عضلة ومحمود قالش ‪.‬‬ ‫ العوبة ‪ :‬مصطلح مرادف لمصطلح الجوبة تقريبا ‪ ،‬ويعني المرأة الجريئة‬‫معدومة االخالق والحياء وطويلة اللسان وبيئية االلفاظ وقبيحة الوجه ‪ ،‬وابرز‬ ‫شخصيات هذا المصطلح النائبة عن دولة القانون في البرلمان العراقي عالية‬ ‫نصيف ‪.‬‬ ‫ الطوبة ‪ :‬مصطلح عراقي بحت مئة بالمئة ( مثل لحم الخروف ) وهو‬‫ببساطة يعني الكرة ‪ ،‬ولم نجد اصال لهذا المصطلح في الحضارات الفينيقية‬ ‫واالغريقية والبعشيقية ‪ ،‬وتوجد اغنية خالدة في التاريخ غناها شخص مجهول‬ ‫الهوية في سبعينيات القرن الماضي او ما يعرف بجيل الطيبين ( جيل‬ ‫الفطارة ) وتقول االغنية ‪ :‬الطوبة برجلك ‪ ،،‬العبها ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫اغتيالك‬ ‫طالل الدالي‬ ‫سوريا‬ ‫حاولوا‬ ‫باإلرهاب‬ ‫اغتيالك‬ ‫وتشويه‬ ‫بدر‬ ‫عروبتي‬ ‫وحسن‬ ‫جمالك‬ ‫جسدك‬

‫حاولوا‬

‫المعطر‬

‫تقطيع‬

‫وكسر‬ ‫عظامك‬ ‫فهنيئ‬ ‫لك يا‬ ‫وطني‬ ‫صمودك‬ ‫وانتصارك‬

‫‪21‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مشس وقمر‬ ‫**********‬ ‫تركي سعد العاقل‬ ‫هل يستوي الحسن‬ ‫وهل تستوي الصور‬ ‫وهل الشمس‪00‬‬ ‫بنورها‪00‬‬ ‫الشمس كالقمر‬ ‫هذه بحرارة‪00‬‬ ‫وذاك بال حرارة‬ ‫وأليهما تسترق‪00‬‬

‫على اللوح ما أريد‬

‫وتشبع العين نظر‬

‫أنا باإليمائة‪00‬‬

‫أنا لم أرسم‪00‬‬

‫أسقط حبة المطر‬ ‫وبلمسة الحنان‪00‬‬ ‫أمتع روحي يابشر‬ ‫فكن بلسما‪00‬‬ ‫كن ترياقا وكن ثمر‬ ‫وكن كيفما كنت‪00‬‬ ‫المهم التكن كدر‬

‫‪22‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫تنويعات على أوتار اخليبة‬ ‫وليدة محمد عنتابي‬ ‫ورأيت وجهك فوق سور النار‬ ‫يمتشق النخيل ‪....‬‬ ‫فجرا تصبّاه الحسين‬ ‫بوردة سالت على خ ّد األصيل‬ ‫ُ‬ ‫الخسوف‬ ‫قمرا يراوده‬ ‫فيعتلي متن األفول‪.‬‬ ‫طفال تهرّبه النخاسةُ‬ ‫في تالفيف الوصاية‬

‫حينما السّم ارتجاع في الجياد ‪.‬‬

‫والسرير صحائف ودم يسيل‬

‫بغداد يا جرح الفؤاد ‪..‬‬

‫الوقت يبزغ من شغاف القلب‬

‫أو تنهضين من الرماد ؟؟‬ ‫َ‬

‫ألوانا لدنيا من رماد ‪.‬‬

‫أو تكسرين الظل‬ ‫َ‬

‫‪..‬السبق للفرسان في زمن يداور‬ ‫ذيلهُ‬

‫تمتشقين عشق السيف ‪،‬‬

‫في سورة الح ّمى وهلوسة السفاد‪...‬‬

‫يلظى قلبك القدس ّي بالنيران‬

‫‪...‬ال سيف يومض بانفجارات‬ ‫التحدي‬

‫من واد لواد ‪........‬؟؟؟‬ ‫والنخل يطرح فوق صدرك‬ ‫ما نأى من غابر الصبر وزا َد‬ ‫على المزاد‪.‬‬ ‫باسم الذي يأتي وال يأتي ‪..‬‬ ‫على ّ‬ ‫كف الغضب ‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫لهب غوى في غابة الش َغب‬ ‫الحطب ‪...‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫من ظلمة الثوب الذي‬ ‫لبسوه من أسف عليك ‪....‬‬

‫ش ّدي الزناد ‪..‬‬ ‫‪.‬بغداد ال يجدي الحداد‬

‫عودي كما في سالف‬ ‫المجد استر ّدي‬

‫فإذا المواويل استبيحت ‪...‬‬

‫ما تسرّب من يديك ‪.‬‬

‫واألنين النّاي ناء ‪...‬‬

‫عودي الوصيّةَ‪..‬‬

‫بغداد ج ّزي ما تلبّد فيك‪...‬‬

‫فوق عرش العز‬

‫من خطب الدعاة‬

‫َ‬ ‫إرث أمجاد إليك‬ ‫ر ّدي‬

‫ومن صفاقات الرُّ غاء ‪....‬‬ ‫هيا انهضي‬

‫‪24‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫دبابيس‬ ‫احمد المالكي‬ ‫‪-1‬‬ ‫َعينَاي تُؤل ُمني ‪،‬‬ ‫هَكذا أَخب َرتهُ َذ َ‬ ‫ات صبـــــــاح‬ ‫فَقَبلَهَا ثَ َالث قبل‬ ‫س في أُذنهَا ‪ ،‬كاذبَة أَنت‬ ‫َوهَ َم َ‬ ‫فَتَبَس َمت ‪ ،‬وتهيأت للقُبلَة الراب َعـــــــة ‪.‬‬ ‫( دلع )‬ ‫‪-2‬‬ ‫َال تُ َك ّذبها‬ ‫ك ‪ ،‬بَقَايَا رئَتَيها‬ ‫َوإن اد َعت أَن الهَ َوا َء الذي يَ ُمرُّ ب َ‬ ‫تَعلَ ُم َجيّدا ؛‬ ‫ك النهر‬ ‫الوحي َدةَ عن َد َما يَخذلُ َ‬ ‫أَن نَشي َجهَا َزعنفَتُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫( وله )‬ ‫‪-3‬‬ ‫ُكل َما َجا َع أَ َح ُدهُم ‪،‬‬ ‫ارتَ َس َمت في فَمه تَم َرة ‪.‬‬ ‫( أَم )‬

‫‪25‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫‪-4‬‬ ‫وب الب َالد‬ ‫أخ َذ مغزال ‪َ ،‬و َحا َو َل تَرقيع ثُقُ َ‬ ‫َر َج َع بياقة ُم َمزقَة ‪.‬‬ ‫( إخفَاق )‬ ‫‪-5‬‬ ‫لَ ُ‬ ‫ست َسيئا إلَى هذا ال َحد ‪،‬‬ ‫لَكن اد َعا َءاتهم ال ُمتَطَرفَة ُ‪َ ،‬ج َعلَتني ُمرتدا ‪.‬‬ ‫( تَصريح )‬ ‫‪-6‬‬ ‫يُفتَق ُد الظلُّ ‪،‬‬ ‫ُورة حبر ‪.‬‬ ‫عن َد َما يُغمسُ اإلصبَ ُع في قَار َ‬ ‫( انت َخاب )‬ ‫‪-7‬‬ ‫وضى ‪،‬‬ ‫َمفهُوم يُثي ُر َحساسيةَ الفَ َ‬ ‫في ُم ُدن ال َعالَم الثالث ‪.‬‬ ‫قراطية )‬ ‫( دي ُم َ‬ ‫‪-8‬‬ ‫حينَما استَباحُوا فَنه‬ ‫ورهُ به ُدوء ‪..‬‬ ‫استَقبَلتهُ األَرضُ َمس َرحا ‪َ ،‬كي يُ َمثّ َل َد َ‬

‫‪26‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫( كرار نوشي )‬ ‫‪-9‬‬ ‫ال ُمشكلَةُ لَي َست في الرايَة ‪،‬‬ ‫ضال ‪.‬‬ ‫فقط ‪َ ،‬من يَحملُهَا َ‬ ‫( قَنَا َعة )‬ ‫‪-10‬‬ ‫ُكل َما اشتَد بَر ُد الشتَاء ‪َ ،‬وتُ ُذك َرت َوليَدهَا‬ ‫أَش َعلَت َما تَبَقى لَهَا لتُ َدفئ بيت الرب ‪.‬‬ ‫( أَم )‬ ‫‪-11‬‬ ‫بَ َال َدةُ ال ُعقُول طَريق ُم َمه َدة ‪،‬‬ ‫ل َد َعا َرة األَديَان ‪.‬‬ ‫( َجهل )‬ ‫‪-12‬‬ ‫نَ َواف ُذ الحُرية‬ ‫ُمعت َمة ب َستَائر ال َعقَائد ‪.‬‬ ‫( اضطهَاد )‬

‫‪27‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫‪-13‬‬ ‫الحقيقية ‪،‬‬ ‫الثُّ َمالَةُ َ‬ ‫ين ‪.‬‬ ‫تَك ُم ُن في محاريب ال ُمتَ َدين َ‬ ‫( َواقع )‬ ‫‪-14‬‬ ‫ك قُبَالَةَ ظُهُور ُمن َحنيَة‬ ‫ال تغتر بنَفس َ‬ ‫فَظل نَملَة قُد يَ ُك ُ‬ ‫ون أَكبَ َر منك ‪.‬‬ ‫( نَصي َحة )‬ ‫‪-15‬‬ ‫ُكلُّ األَع َداد قَابلَة للقَ َس َمة ‪َ ،‬حتى الصفر‬ ‫عن َد َما يَتَ َعل ُ‬ ‫ق األَم ُر بال َموت ‪.‬‬ ‫( حك َمة )‬

‫‪28‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫تلك الشوارع احلزينة‬ ‫سامية البحري‬ ‫وحده الماء ال يغتسل مرتين‬ ‫أعبر تلك الشوارع الحزينة‪..‬‬ ‫أبحث عن معبر يمدني جسرا‬ ‫بيني وبيني‪..‬‬ ‫أفتح صندوقا في تلك الجمجمة الصغيرة‬ ‫ذاك الصندوق محظور‪...‬‬ ‫بركان يتفجر ‪...‬‬ ‫في لحظة مجنونة‪...‬‬ ‫أقلب كل االوراق الصفراء‪..‬‬ ‫مفتاح طاعن في الخراب‪..‬‬ ‫يمتطي بابا من القصدير‪..‬‬ ‫أزيزه يقتلع اآلذان‪..‬‬ ‫وحيدة ‪....‬‬ ‫يمتطيني وجهي في المرآة‬ ‫أعرني ما تبقى من الحزن‬ ‫على هذه األرض‬ ‫كي تستريح‪!!...‬‬ ‫أعرني ما تبقى من الدمع‬ ‫في العيون‪..‬‬

‫‪29‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫كي تنام‪!!!....‬‬ ‫أعلم أن السماء ال تمطر الفرح‬ ‫لكن تغسل أرواحنا‪..‬‬ ‫بنشوة الجنون‪..‬‬ ‫ال تبحث عن هللا هناك‪..‬‬ ‫في تلك الفتاوي ‪!!!....‬‬ ‫تلك التي تخيط العينين‪!!!..‬‬ ‫هللا فيك‪!!!...‬‬ ‫في تلك الخفقة التي تنام بجوار الرئة اليسرى‬ ‫أعلم أن ال أحد يكتب قصيدة اآلن‬ ‫عنك سواي‪!!!...‬‬ ‫وأن وجهي _يا أبي _ ال يصدق مرآتي‪..‬‬ ‫فكيف تصدق أنت ؟؟؟‬ ‫بعد أن التهمتني كل الفصول‪...‬‬ ‫أعلم _يا أبي _‪...‬‬ ‫أن ورودي قد أدمت يدي‪..‬‬ ‫وأن النعاس لحظة تشتهيها مقلي‪..‬‬ ‫وأنني‪....‬متعبة ‪...‬متعبة‪...‬‬ ‫حتى الهذيان‪....‬‬

‫‪30‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫البقايا‬ ‫قصة قصرية‬ ‫بقلم‬ ‫محمد على عاشور‬ ‫قال لها و هى ما زالت جالسة على سجادة‬ ‫الصالة تختم صالتها ‪ :‬سوف ننتقل غدا إلى‬ ‫منزلك الجديد يا أمى ‪.‬‬ ‫نظرت إليه مبتسمة ‪ ،‬و واصلت تسبيحها ثم‬ ‫رفعت يديها إلى السماء تدعو فى سرها ‪ ،‬ثم‬ ‫مسحت بيديها على وجهها حامدة هللا ‪ ،‬و قامت‬ ‫فى تؤدة و جلست بجوار ابنها و هى تبتسم دون أن تتكلم ‪.‬‬ ‫يا أمى لم ال تردين ؟‬ ‫قالت و مازالت االبتسامة ال تفارق وجهها ‪ :‬كيف اترك أباك و أمشى ‪.‬‬ ‫‪ :‬يا أمى أبى مات ‪.‬‬ ‫نظرت إليه و عيناها تدور فى المكان‪:‬‬ ‫هل تعلم كم عدد أحجار هذا البيت ؟! لقد حملت هذه االحجار على رأسى‬ ‫حجرا حجرا‪ ،‬أتعرف ماذا كان يفعل والدك فى كل مرة أحمل فيها الحجارة ؟‬ ‫كان يقبل رأسى قبل أن أحملها و بعد أن أضعها‪.‬‬ ‫صمتت و ماذالت عيناها تدور فى المكان و أخذت تشير بإصبعها و ال تتكلم‬ ‫‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ظل يتابع قسمات وجهها الهادئة و هى تدور بعينيها فى المكان و السعادة‬ ‫تخرج من وجهها ‪ :‬أتعرف كيف ادخلني أبوك البيت ؟! لقد حملنى على كتفه‬ ‫كطفل صغير و دار‪ .‬بى فى كل أرجاء البيت ‪ .‬أتعرف ؟ لقد ولدت انت فى‬ ‫هذه الغرفة ‪ ،‬و أخوك و أختك ولدا فى الغرفة الشتوية ‪ ،‬كنت أنت الكبير ‪،‬‬ ‫كان سعيدا بك ‪ ،‬لقد حملت فيك بعد أن انتقلنا هنا ‪ ،‬كنا أول الناس الذين يسكنون‬ ‫هنا ‪ ،‬و كنت أول طفل يولد هنا ‪ ،‬كان أبوك يحضر إليك الفاكهة و يدعك تأكل‬ ‫منها حتى تشبع ثم نأكل ما عبثت به و لم تأكله ‪ ،‬كان يحملك و يدور بك فى‬ ‫كل مكان ‪.‬‬ ‫يحاول قبض غيظه ‪ :‬يا أمى انتقلى معى و تعالى زورى البيت كلما شئت‪.‬‬ ‫ابتسمت ‪ :‬و اترك أباك و اخوتك و اتركك‪.‬‬ ‫‪ :‬يا أمى أنا معك و إخوتى أيضا‪.‬‬ ‫قالت له وهى تبتسم ‪ ،‬إن أباك معى و أنت و إخوتك أيضا ‪ ،‬هل تعتقد أنى‬ ‫ال أعلم أن أباك مات ‪ ،‬إنه معى دائما‪ ،‬لقد قبل رأسى بعدد أحجار البيت ‪ ،‬إن‬ ‫كل حجر منهم كان يساوى قبلة ‪ ،‬هل رأيت هذا الثمن من قبل ؟‬ ‫وقف فى هدوء و قبل يديها و رأسها و قال لها ‪ :‬إنى قادم غدا ألصحبك إلى‬ ‫بيتك الجديد ‪.‬‬ ‫و بدأ ينصرف ناحية الباب ‪.‬‬ ‫نادت عليه ‪ ،‬فعاد مسرعا و قد جلس عند رجليها ‪.‬‬ ‫‪ :‬سأريك شيئا لم تره من قبل‪. .‬‬ ‫قامت و اتجهت إلى خزانة مالبسها ‪ ،‬و أخرجت حقيبة يد صغيرة قديمة ‪ ،‬و‬ ‫قامت بفتحها ‪ ،‬ثم قال له ‪ :‬أنظر إلى هذه البقايا ‪ .....،‬هذا التراب قمت بجمعه‬ ‫من البيت بعد وفاة والدك ‪ ،‬هذا التراب فيه من قدم والدك ‪ ،....‬من األماكن‬ ‫التى كان يمشى فيها‪ ......‬و يجلس فيها ‪ ،.....‬و ينام فيها ‪ ،‬أنثرها على األرض‬ ‫كل مدة ‪ ،‬ثم اجمعها و أضعها فى الصرة ثم فى الحقيبة ‪...... ،‬هذا البيت ليس‬ ‫بيتا ‪ ....،‬أنه حياة ‪ ،‬عشتها معه و معكم ‪.‬‬ ‫نظر إليها و هو يبتسم ‪ :‬أمى سوف أتى غدا ألصحبك‪.‬‬ ‫نظرت إليه و هى تبتسم و لم تتكلم‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫فى اليوم الثانى جاء و دخل عليها و هى تصلى ‪ ،‬انتظر حتى أنهت صالتها‬ ‫‪ ،‬و قال لها ‪ :‬هيا يا أمى كى نذهب ‪.‬‬ ‫نظرت إليه وهى تبتسم ولم تتكلم ‪.‬‬ ‫أخذ يفتح خزانة مالبسها ‪ ،‬و يضعها فى حقيبة كبيرة و هى تتابعه و تبتسم‬ ‫وتنظر داخل الخزانة إلى الحقيبة التى بها البقايا‪.‬‬ ‫جمع كل المالبس ‪ ،‬تاركا حقيبة البقايا التى تعلقت عيناها بها ثم قال ‪ :‬سوف‬ ‫أذهب ألضع األشياء بالسيارة و أعود ألصحبك ‪.‬‬ ‫حمل الحقيبة و خرج ‪ ،‬و بعد قليل عاد ‪ ،‬و جدها عند الخزانة تحضن البقايا‬ ‫وجد عينها تنظر آلية دون حراك و البسمة ال تزال فى شفتيها ‪ ،‬ضمها إلى‬ ‫صدره بشدة و هو يقول‪ :‬سامحينى يا أمى ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫أمسيتها قاتلة ‪...‬قصة قصرية‬ ‫************‬ ‫شذى االقحوان المعلم‬ ‫ُ‬ ‫أردت عالما آخر أصيغ مفردات فصوله‬ ‫على مزاجي ‪ .‬أردت ضياء فريدا أحتفي به‬ ‫مع نجاحي في تذليل عقبات دروب خطوتها‬ ‫وحيدا رغما عني ‪.‬‬ ‫اسمي اآلن يلمع في أفق المشاهير كما النجوم‬ ‫ومن لقاء إلى حوار إلى متابعات ألخباري من اإلعالميين ‪.‬‬ ‫وفي كل مرة يتردد السؤال نفسه ‪:‬‬ ‫ لماذا أنت لست متزوجا حتى اآلن وأنت في العقد الرابع من العمر ‪ .‬كم أود‬‫اخبارهم أني ال أثق بأي امرأة ‪.‬‬ ‫صفحات النجاح والشهرة تضيء تقويم حياتي ومع هذا أشعر أني فاشل جدا‬ ‫منذ تركتني والدتي واختارت حياة أخرى وأنا أريد أن أثبت لها أني األقوى‬ ‫وابتعادها عني لن يؤثر أبدا ‪ .‬غير أني في الليالي الطويلة الباردة أشتاق‬ ‫حضنها ودفء حنانها المفقود وأنا أتلمس بعد كل هذه السنوات مكان أصابعها‬ ‫على وجهي وهي تصرخ ‪:‬‬ ‫ ال تنظر إلي هكذا ‪ ..‬اخفض عينيك ‪ . .‬كفى أيها اللعين ‪ ..‬أنت مثل والدك ‪..‬‬‫تبا لك وألبيك ولحظي التعيس ‪.‬‬ ‫في هذا اليوم الحادي والعشرون من آذار تم دعوة األمهات لالحتفال بتكريم‬ ‫المتفوقين والمبدعين ‪ .‬كادت الدموع تسقط من عيني حين سألني مدير‬ ‫االحتفال ‪:‬‬

‫‪34‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ أين والدتك ‪.‬‬‫وفي نفس اللحظة اقتربت مني المشرفة ‪ ،‬رفعت بيديها وجهي وبصوت خافت‬ ‫قالت ‪:‬‬ ‫ أين أمك ‪.‬‬‫ ماعندي أم ‪ ..‬أقصد أنها ليست في البيت ‪ ..‬أنا أعيش مع والدي ‪ ..‬أبي وأمي‬‫منفصالن ‪.‬‬ ‫قبلتني المشرفة على خدي حين تم تصنيف لوحاتي المرسومة كأجمل لوحات‬ ‫في المعرض وكرموني بميدالية ذهبية ‪ .‬وضعت المشرفة يديها على كتفي‬ ‫لتزيد رباطة جأشي وقالت ‪:‬‬ ‫ ما اسم أمك ‪.‬‬‫‪ -‬نسيت ‪ ..‬لكني أسميتها قاتلة ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫أســــــــوار عالــية‬ ‫قصة قصرية‬ ‫بقلم‬ ‫عادل المعموري‬ ‫في هدأة من ليل بهيم ‪ ،‬فوجئ بكسر قضبان‬ ‫نافذة زنزانته ‪ ،‬أصابته الدهشة ‪ ،‬تحطّ َم‬ ‫سكون الصمت على جدار العزلة ‪ ،‬أخذ يفرك‬ ‫عينيه الشاحبتين ويحد النظر صوب النافذة‬ ‫المحطّمة‪ ،‬ينهض واقفا ‪ ،‬يقترب منها بهدوء‬ ‫حذر ‪ ،‬يعاينها باستغراب ‪ ،‬فيما كانت أصابعه‬ ‫تمسان حديد ها بتؤدة ‪ ،‬تأ ّك َد له أن قواعدها‬ ‫مخلوعة من أماكنها في عمق الجدار ‪ ،‬روحه اليائسة أشعلها جمر الخالص‬ ‫‪ ،‬تصارعت في رأسه هواجس القلق والخوف والفرح اآلتي ‪ ،‬يحاول اآلن أن‬ ‫ير ّمم ماتبقّى من محطاته البعيدة الثاوية على رصيف االنتظار‪.‬‬ ‫النار تصهل في عينيه الذاويتين منذ أزمنة بعيدة ‪. ،‬ظله الممدود خلف‬ ‫الوهم تسرب إليه شعاع فجر جديد‪ .‬واتته الفرصة اآلن ‪ ،‬لن يتغابى عن أفكار‬ ‫العسس والسجانين إزاء نافذة كانت مقفلة طوال السنوات الماضية ‪..‬ال يرغب‬ ‫كسر ها ‪ ،‬كل ه ّمه أن ينفذ منها إلى خارج أسوار السجن‬ ‫البتة في معرفة من‬ ‫َ‬ ‫‪ .‬أحالمه المبعثرة سيلم شتاتها ‪،‬والدروب التي نسيها سيمشيها مهما كانت‬ ‫التضحيات‪.‬‬ ‫‪.‬لن يعبأ للريح لو استفاقت لتضرب وجوه أبواب الرجاء المعقودة ‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫_أيها الليل أال تنجلي‪ ،‬دع لي ك ّوة ألهرب منها قبل أن يداهمني الطوفان ‪،‬أنا‬ ‫أعرف أن الموت في كل الدروب مباح ‪.‬‬ ‫األوجاع التي كانت تصرخ في كل قطعة من جسده ‪..‬هدأت وتناست ضرب‬ ‫الهراوات ولسع السياط ‪،‬سيمضي الليلة ‪ ،‬وسيحطّم أسطورة الموت البطيء‪.‬‬ ‫و قف منتصبا على ساقيه المتعبتين ‪،‬لن يكون بعد هذه الليلة إلتهاب المفاصل‬ ‫الرثوي‪ ،‬وال سعال منتصف الليل‪ ،‬وال رئة مشروخة‪ ،‬تتس ّول الهواء المباح‬ ‫‪ ،‬كل ّما لطمت خياشيمه رائحة البول وعفونة المكان ‪،‬تستفيق مشاعره وتتوثب‬ ‫أعضاؤه‪ ،‬يشعر أنه يُبعث من جديد‪ ،‬وأن معاناته في الليالي الباردة آن لها ان‬ ‫تتوثب للقفز نحو دروب الرجاء ‪.‬‬ ‫‪.‬أط ّل بعنقه من النافذة‪ .‬الشيء يبعث على الريبة‪ .‬األضواء المنعكسة على‬ ‫األشجار الكثيفة تعانقها نسمات هواء لذيذ‪ ،‬كانت تحّرك المصابيح المعلقة‬ ‫ّض له أن يعبر‬ ‫بذؤابات األشجار السامقة‪ .‬ال يعلم أي طريق سيسلكه لو ُقي َ‬ ‫النافذة ‪،‬الروح المثقلة بالحزن طرحت ثمارها الُمرّة وابتسمت تشدو م ّوال‬ ‫الخالص ‪ .‬بات حلمه مشدودا بعبورها والقفز إلى األرض المفتوحة ‪ ،‬يخشى‬ ‫أن يبزغ الفجر وهو يغالب انفعاالته وتوجساته‪ .‬ارتقى الجدار وم ّد رأسه ليلقي‬ ‫نظرة أخيرة على الساحة الخضراء تحرّكت تحت كفه ورقة مطوية تحت‬ ‫َ‬ ‫وجدت النافذة‬ ‫درفة النافذة‪،‬تمعن بسطورها مستغربا‪ ،‬قرأ فيها (متى ما‬ ‫محطّمة ‪.‬أهرب حاالّ ‪..‬اهرب يمينا وال تلتفت إالّ وأنت خارج األسوار‪..‬النصر‬ ‫آتِ يا رفيقي )‬ ‫لم يستطع تمييز صاحب الخط ‪.‬لم يشغله التفكير بأمر الورقة ‪.‬هبط منها‬ ‫‪.‬سقط فو ق شجيرة صغيرة ‪،‬وال مست قدمه العشب المبلول ‪ ،‬تذ ّكر رفاقه في‬ ‫الزنازين األخرى ‪:‬‬ ‫_ يا ترى هل ُكسرت لهم النوافذ مثلي ‪..‬أم في األمر سر ال أعرفه ؟!‬ ‫أسرعََِ يجري مقوس الظهر‪ ،‬متحاشيا االرتطام بعوائق الطريق‪ .‬شرع‬ ‫يركض على غير هدى ‪،‬ال شيء يشغله غير معرفة السبيل ‪ ،‬إنه بالكاد‬ ‫يتذكره ‪ ،‬كان قد قطع مسافة ليست بالقليلة وهو يرقب السور العالي الذي‬ ‫بدا يبتعد عنه رويدا رويدا ‪ .‬خطواته لما تزل تقطع المدى وقلبه يخفق بين‬ ‫أضالعه ‪ ،‬ما كان في الحسبان أن تنطلق صفارة اإلنذار بهذه السرعة ‪ ،‬لتعلن‬

‫‪37‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫للجميع _ أن سجينا قد هرب _ كل الدروب أُغلقت والقناديل اليدوية أُسرجت‪.‬‬ ‫والشرطة على أهبة االستعداد لكل طارئ‪.‬‬ ‫الهراوات أخذت تتقاطر على جسده الهزيل‪ ،‬أعقاب البنادق سلخت فروة رأسه‬ ‫وأدمت عينيه ‪،‬‬ ‫لم يتبين مالمحهم‪،‬الدم النازل على عينيه أفقده الرؤيا ‪.‬لم يسمع غير همهمات‬ ‫وكلمات مبتورة ولهاث غاضب ‪.‬رائحة دمه مألت أجواء الزنزانة وسالت‬ ‫القطرات المستباحة فوق بالطها النتن ‪ ،‬رموه جثة بال حراك ‪،‬أنين ووجع‬ ‫ممض ‪ ،‬أعقاب البنادق رسمت خارطة كلسع السياط فوق جسده العاري‪.‬‬ ‫توقّف النوح عند الفجر وال ذت الظلمة في تالفيف أشجار السرو الخاتلة ‪،‬‬ ‫استفاق قليال ‪..‬اعتدل في جلسته بصعوبة ‪ ،‬كل عضوِ في جسده يتألم ‪،‬‬ ‫راودته أحداث الليلة الماضية ‪ ،‬حانت منه إلتفاته نحو النافذة ‪.‬لم تكن هناك‬ ‫نافذة البتة‪ .‬ثمة جدار مثقوب‪ ،‬مفتوح على أرض شاسعة ‪..‬ليس ثمة قضبان‬ ‫وال عسس وال سجّان ‪.‬‬ ‫ينهض من مكانه ‪،‬يسير نحو الجدار ‪،‬يتلمسه بأصابعه المتورمة ‪.‬يندفع من‬ ‫َ‬ ‫رحم الغرفة المظلمة ‪،‬تقوده قدماه نحو حديقة خضراء ال تحدها حدود‪ ،‬تغفو‬ ‫فو ق مروجها أزهار ملونة تمتد على مرمى البصر ‪ ،‬تج ّول بين األشجار‬ ‫الباسقة‪ ،‬رأى جداول الماء المنسابة بين األحراش والزهور الملونة ‪.‬طيور‬ ‫و نوارس تحلّق في السماء ‪،‬يجد نفسه خفيفا بسير بال آالم وال جراح ‪،‬يشعر‬ ‫أنه يعدو بال قدمين‪.‬‬ ‫عبر مسافات‬ ‫طوى انكساراته وراح يجري مبتسما‪ ،‬فاردا ذراعيه بانتشاء ‪َ .‬‬ ‫طويلة‪ ،‬يش ّده الوهج القادم من شعاع الشمس ‪.‬‬ ‫راح يضحك مبتهجا‪ ..‬تتعالى ضحكاته في الفضاء الفسيح ‪،‬يلتفت ليرى كم‬ ‫المسافة بينه وبين األسوار العالية التي تركها وراءه ‪،‬لم يجد أثرا لألسوار وال‬ ‫لتلك البنايات الشاحبة بلون الموت ‪ .‬واجهه نهر واسع يمتد أمامه بال جسور‬ ‫‪..‬خلع مالبسه وقفز في عمق الماء ليعبر إلى الضفة األخرى ‪ ،‬بعد قليل شع َر‬ ‫بالتعب وهو يجذف بذراعيه ‪،‬تالحقت أنفاسه ‪ ،‬أتعبه اللهاث أحسّ بيد قويه‬ ‫تدفع به نحو األعماق ‪ ،‬يد هائلة لحيوان أسطوري تضغط به نحو القاع وهو‬ ‫يحاول التخلص منها بال جدوى‪ ،‬ل ّما أوشك على اإلختناق ‪ّ ،‬‬ ‫عن له أن‬ ‫يصرخ‪ ،‬أحسّ بحذاء ثقيل يدوس على رأسه‪ ،‬يفتح عينه ليجد نفسه أمام‬

‫‪38‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫السجّان واقفا ينظر إليه ‪ ،‬يلتفت حواليه بذهول ‪ ..‬يجد نفسه يربض فوق بالط‬ ‫الزنزانة ‪.‬‬ ‫السجّان يدوس على رأسه باستخفاف مزمجرا‬

‫‪:‬‬

‫_ إجمع أشياءك حاال ‪ ..‬لقد ت ّم نقلك إلى زنزانة أخرى‪ ..‬النوم فيها ‪.‬‬ ‫_لماذا ؟!‬ ‫َ‬ ‫خالفت اللوائح والتعليمات ‪.‬‬ ‫_لقد‬ ‫_أنا لم أكسر القضبان ‪.‬‬ ‫_أال تعلم ‪ّ ....‬‬ ‫أن األحالم ممنوعة ؟!‬

‫‪39‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫كلمات أنثى‬ ‫زهرة محمد‬

‫أنتظر‬ ‫من حتب اصعب بكثري‬ ‫من فكرة اهلجران او ان‬ ‫تقرر يوم ما الصعود‬ ‫للقمر وانت مكبل‬ ‫اليدين‬ ‫‪40‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫انها احلياة‬ ‫رسل الساعدي‬ ‫سأحفر قبري داخل قلبك‬ ‫لتزوره كل يوم‬ ‫ف تسقيه قطرات دم ودمع لتحول دون جفاف تربته‬ ‫اترك التدخين‬ ‫تلك‬ ‫السجائر اللعينه تمزق رئتيك ف تتمزق جثتي‬ ‫اختناقك يجعل جسدي الفاني يعاني‬ ‫دفنت فيك لترعاني‬ ‫امال اتسلل داخل روحك ابني ماحطمه الفراق من مباني‬ ‫ظننت انك لن تنساني‬ ‫ولن تدخل قلبك غيري ‪ ،‬دخلت هي وخابت ظنوني‬ ‫احاول منعها‬ ‫أيتها هل للذكريات توافدي‬ ‫عسى‬ ‫أن يتذكر أنني هنا‬ ‫ال فائدة ‪ ،‬انها تطرق باب قلبه بشدة‬ ‫مفتونه ‪ ،‬واسعة العينين ممشوقة القوام سمراء‬ ‫وان يكن‬

‫‪41‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫كيف يغرم‬ ‫و أنا اقف خلف باب القلب على الجانب االيسر‬ ‫يبدو أنها الحياة‬ ‫وأنا أصبحت مجرد ذكرى‬

‫‪42‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫أزياء‬

‫‪43‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪44‬‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة زهرة البارون‬

‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫سجارتي بدأت باحلديث‬ ‫نعمه عبد الوهاب ‪ //‬العراق‬ ‫ومعزوفتي صاخبة بااللم‬ ‫وحبيبتي خرساء المشاعر‬ ‫والجميع يصفقون‬ ‫وانا سعيد‬ ‫الن فراقنا اعجب الجميع‪.‬‬ ‫ثم احتسي الخمر عند منتصف الليل‬ ‫حين تشرق شمس الشوق‬ ‫وليس ذنبي انني احتسي الخمر بل ذنبي انني اعشق امرأة هي الخمر ذاته‪.‬‬ ‫ومن دخان السجارة‬ ‫وخليط الدمع وندى كوب الخمر‬ ‫يرسم الحنين قوس قزح‬ ‫بالوان شريط النهاية‪.‬‬ ‫وترسو عيوني على صورتها‬ ‫فتحكم شفتيها بالسجن على عيوني‬ ‫واعشق سجنها وسجانها‬ ‫وحتى ساعاتي المسكوبة في كوب المباالتها‪.‬‬ ‫حبيبتي هي حبيبتي‬ ‫هي امرأة وكزت ذاكرتي فماتت جميع النساء بعيني‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مشروع قلم‬ ‫زهراء مصطفى‬

‫ُ‬ ‫لست من فئة الفتيات اللواتي يفسرن القوة بقص الشعر !! وال من تلك الفئة‬ ‫ُ‬ ‫ولست من ذوي االهتمام الممل‬ ‫العالقة بعالم الولع بمستحضرات التجميل ‪،‬‬ ‫بالكتب والروايات ‪ ،‬ال انبهر بكتاب لدوستويفسكي وانا احتسي فنجانا من‬ ‫القهوة واستمع لموسيقى فرنسية ‪ ،‬ال احبذ االستماع لصوت فيروز مع زقزقة‬ ‫العصافير صباحا ‪ ،‬ال تش ّدني المجوهرات الثمينة ‪ ،‬ال اُجن عند رؤيتي لشاب‬ ‫شعره كـ خصالت من ذهب ‪ ،‬يرتدي بنطال ممزق يُخيل لي وكأنه ورثه من‬ ‫جده الثالث ويُدخن سيجارته بكل تفاخر ليشد انتباه الفتيات نحوه ‪ ،‬ال احب‬ ‫االجتماعات العائلية التي ال تخلو من الغيبة والشتائم بعائلة اخرى او لنُقل‬ ‫بعوائل ال تعد وال تحصى ‪ ،‬لربما انا الفتاة الوحيدة التي تش ُّدها جلسة في شارع‬ ‫من شوارع بغداد القديمة تاكل ما يُسمى بـ (القيمر العراقي) مع قطعة خبز ال‬ ‫تستطيع اصابعها مالمستها من شدة الحرارة وتشرب كأسا من الشاي تشتريه‬

‫‪46‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫من بائع عجوز يقف في الشارع بعربته ال ُمحملة بألذ انواع الشاي وهو يبتسم‬ ‫للمارة بكل حب ‪ ،‬انجذب نحو خاتم بسيط ال يحتوي سوى كريستالة صغيرة‬ ‫ربما تُرى بالعين المجردة بصعوبة ‪ ،‬احب قراءة رواية وانا استمع لفلكلور‬ ‫عراقي او ربما استمع لحميد منصور ‪ ،‬يمكن ان اشرب كأسا من العصير‬ ‫وانا اقرا كتاب بتمعن بدال من احتسائي القهوة وانشغل بتصوير جلستي‬ ‫اللطيفة دون ادراك لـ ما اقرا ‪ ،‬اُذهل عند رؤيتي لرجل كالسيكي يشبه القيصر‬ ‫في هندامه ال احبّذ ان يكون لديه شعر عالي يصل عنان السماء او بنطال‬ ‫ممزق او قميص بلون احمر فاقع ‪ ،‬ال اريده ان يمسك سييجارته فقط ليثير‬ ‫اهتمام من حوله ‪ ،،‬احب شعري المنكوش الغير مصفف ‪ ،‬الذي يكون بشكل‬ ‫كعكة فوق راسي في كثير من االحيان وبيجامتي التي قد تكون بالية بالنسبة‬ ‫للكثير لكني افضّلها للراحة في المنزل ‪ ،‬ارتدي نظارتي السوداء الكبيرة تلك‬ ‫التي يلُمني الكثير الرتدائها باستمرار وينعتوني بالعجوز النها كما يقولون ال‬ ‫يرتديهل سوى العجزة ‪،،‬‬ ‫لربما اكون امرأة كالسيكية بحتة لكني ال احب ان يشاركني احد ممتلكاتي‬ ‫الشخصية او اجوائي الربيعية الخاصة فـ هذه انا ؛ كما يقلن فتيات جيلي "بنت‬ ‫انتيكا" او بعبارة اخرى "دقة قديمة" لكن ما يهمني هو انني جميلة هكذا‬ ‫بتميزي بتفردي حتى وان لم اعجب احدا فـ بال شك "شخصي يعجبني" ‪....‬‬

‫‪47‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫مىت هذا الوعد؟‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫اتفق العرب لعقد مؤتمر القمة في‬ ‫السعودية وسبقه بيوم اجتماع‬ ‫وزراء الخارجية العرب وتمت‬ ‫صياغة البيان الختامي وقراءته‬ ‫في ختام القمة والمتضمن ‪29‬‬ ‫فقرة بعد االنتهاء من الخطابات ‪.‬‬ ‫لم يكن بالشيء الجديد كل هذا‪،‬‬ ‫انما الجديد هو محاولة الرؤساء‬ ‫في هذه القمة ان يسوقوا لنا من خالل خطاباتهم وبياناتهم وطنيتهم واخالصهم‬ ‫لعروبتهم وشجاعتهم وحرصهم على امن البالد والعباد ووقوفهم مع االشقاء‬ ‫في بقية البلدان وخصوصآ القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫فكان االستهالل لفقرات البيان‪ :‬نؤكد ‪ ،‬نطالب ‪ ،‬ندين‪ ،‬نساند ‪ ،‬نشدد‪ .‬نلتزم ‪،‬‬ ‫نستذكر ‪ ،‬نقدر ‪ ،‬نعرب‪ .‬فهم يؤكدون لكنهم غير متاكدين وهم يطالبون‬ ‫واليوجد من يلبي تلك المطالب وكذلك يدينون بخطاباتهم دائمآ وهم اضعف‬ ‫خلق هللا ويلتزمون ولكنهم غير ملتزمين الغريب اليوجد نحذر او نرفض او‬ ‫سنضرب او نقاطع او نوقف او‪ .‬او‪ .‬حيث اليوجد تحدي حقيقي اوحل حقيقي‬ ‫الوضاع العرب البائسة والتوجد شعلة امل او وهج من نور لمستقبل العرب‬ ‫في ظل التحديات المصيرية والصراعات الدولية في عقر دارهم وانهيار‬ ‫البنى والمؤسسات والتشريد لشعوبهم والنزوح بسبب العمليات االرهابية‬ ‫والعسكرية على حد سواء‪ ،‬وصراعهم خارج حلبة التحدي مع العدو الحقيقي‬ ‫الذي ازدادت قوته وفعاليته وتجاوزاته وهم يمدون يدهم الى اعدائهم وقاتلي‬ ‫شعوبهم من االمريكان والصهاينة ويمنون النفس باالنتصار الوهمي على‬

‫‪48‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫عدوهم الوهمي من خالل خطبهم الرنانة وتحدياتهم الفارغة وتامرهم على‬ ‫االشقاء وحياكة الدسائس والمؤامرات ولم يكن اولها ضخ االموال لالرهاب‬ ‫في العراق وسوريا ولم تكن نهايتها صفقة القرن وتدمير اليمن‪.‬‬ ‫لم يمر العرب باسوأ من هذا التاريخ والقادم سيكون االسوأ ضعفين لهشاشة‬ ‫المواقف والتخاذل والذل والعبودية والتبعية المريكا الستجداء حماية عروشها‬ ‫مقابل مليارات الدوالرات لخوفهم الدائم من زوال السلطة والعرش بعد احداث‬ ‫الدمار الشامل لالرض العربية المحروقة في الربيع العربي والذي دفعت‬ ‫الشعوب الثمن غاليآ لتمسي في خريفها العربي‪ ،‬والعرب يزدادون تآمرآ على‬ ‫بعضهم البعض ويتراجعون الى الوراء خطوات كبيرة ليكونوا اجهل االمم‬ ‫واتعسها حياة وهدرا لكرامة االنسان وضياع امنه بعد تشريده‪.‬‬ ‫ويتمسك العرب بمبادرة السالم العربية التي طرحتها قمة بيروت في عام‬ ‫‪ 2002‬وانه من الخزي والعار ان يظل العرب متمسكين بما اقروه قبل ستة‬ ‫عشر عامآ دون جدوى ودون تفعيل لهذه المبادرة ولغيرها من المبادرات‬ ‫والقرارات‪.‬‬ ‫واختم بهذا النص فقرة واردة في البيان الختامي ليتيقن القاريء بان العرب‬ ‫يتفقون ولكنهم اليفعلون‪( .‬نؤكد على تعزيز العمل العربي المشترك المبني‬ ‫على منهجية واضحة واسس متينة تحمي امتنا من االخطار المحدقة بها‬ ‫وتصون االمن واالستقرار وتؤمن مستقبال مشرقآ واعدآ يحمل االمل لشعوبنا‬ ‫العربية‪ ).........‬متى هذا الوعد؟ ياامة ضحكة من جهلها االمم‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫عدد ‪63‬‬


‫مجلة حدودها العالم اجمع‬

‫مجلة زهرة البارون‬

‫ألرسال النصوص البريد االلكتروني‬ ‫مجلة زهرة البارون عدد ‪63‬‬ ‫‪Tzozo000@gmail.com‬‬ ‫موقع الويب للمجلة‬

‫‪50‬‬

‫‪https://magazineflowerbaron.wordpress.com‬‬

‫عدد ‪63‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.