السنة األولى /العدد الرابع والعشرون 15 /أيلول 2015
www.alharmal.com
www.alharmal.com الســنة األولــى /العــدد الرابــع والعشــرون 15 /أيلــول 2015
AL harmal
1
احلريــ��ة دائمــــاً
Her Daim Özgürlük
sayı 24
ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني
Kültür - Siyasi - 15 günde bir
Alharmal Dergisi
إفتتاحية العدد اهلجرة من االستبداد إىل احلرية ماجد رشيد العويد
هجرة السوريني ..مآساة العصر
أزمة ضخ اهلموم واملآسي عوضًا عن ضخ املياه
درع��ا مه��د الث��ورة ..ترت��وي م��ن اآلب��ار الزراعي��ة دون مراقب��ة صحية املفك��ر القل��ق «« »2تعقيبًا عل��ى حوار املفكر الس��وري د .طيب تيزيين»
حن��ن حباج��ة إىل اإلم��ام الف ّع��ال ..ال الق��وّال من أين يأتي النظام بغاز الكلور..؟!
حقائق عن استخدام غاز الكلور ضد املدنيني
ال نبالــغ إذا قلنــا إن كثــرا ً مــن الــروح يتخلــل رحلــة هــؤالء املهاجريــن باملاليــن ،وإنهــا يف جانــب مــن جوانبهــا هجــرة مــن الــرك إىل اإلميــان بلغــة ذات طابــع دينــي تاريخــي .ميكننــا القــول كذلــك إن االســتبداد الحــايل ســاهم يف إعــادة إنتــاج الحــركات الســفلية املتطرفــة املتحدثــة باســم الديــن ،والتــي تعتــر اســتمرارا ً لحــركات مثــل الخــوارج أذاقــت النــاس يف زمنهــا مــا تذيقهــم إيــاه حــركات التطــرف اليــوم ،ويف الهيئــة الطائفيــة الرثــة ،مــن ويــات ومــآس. مكمــن الخطــورة هنــا إنتــاج نــوع مــن املصــل القاتــل لتطلعــات الحريــة وحقــوق اإلنســان .رأينــا هــذا يف الع ـراق واليمــن ،ون ـراه يف صــورة شــديدة القتامــة يف ســورية .مثــة أمــر تجــدر اإلشــارة إليــه ،فاالســتبداد يف هيئتــه العربيــة ميكــن وصفــه أيض ـا ً ليــس باملتوحــش فحســب ،وإمنــا هــو اســتبداد عفــن ال يبنــي دوالً، وليــس بعــض ه ّمــه منازعــة الــدول القويــة والعريقــة يف إنتاجهــا للحريــة وحقــوق اإلنســان كــا كان الحــال مــع ســتالني عــى ســبيل املثــال .هــو بكلمــة :اســتبداد يبنــي مجــد فــرد متســلط ميثلــه متثــال مف ـ ّرغ ،وعنــد أول احتجــاج يتســاقط مــا ظنــه املجــرم بنــا ًء غــر قابــل للهــدم. مــن هنــا ميكــن القــول أيضـا ً عــن الهجــرة إنهــا هجــرة مــن التمكــن الطائفــي إىل رحــاب إنســانية مطلقــة تحقــق للمهاجــر برشيتــه وإنســانيته ويعيــش رفاهيتــه ضمــن املتوفــر ،وهــي كذلــك خــاص تــام لــه مــن منطــق العبــادة امللــوث إىل إمكانيــة االختيــار الحــر يف أن يعبــد أو ال يعبــد ،وبالتأكيــد ســوف يعيــش حريتــه التامــة وإدراكــه التــام يف أن مــن كان يحكمــه مجــرد فــرد مجــرم أحمــق مجنــون ،وأن الطاعــة التــي بذلهــا لــه كانــت بفعــل خوفــه العميــق الــذي ســيتحرر منــه أيض ـا ً. يف الهجــرة مثــة جوانــب أخــرى لــن نغفلهــا مــن مثــل اكتشــاف العــامل املتمــدن والتعــرف عليــه ،وعــى نــوع الحيــاة القامئــة بــن ظهرانيــه ،واملســاهمة الحقــا ً يف بنائــه ،واالندمــاج فيــه وإنتــاج نســل يفيــد مــع األيــام البلــد الطــارد والبلــد املســتقبل. يف الهجــرة أكــر مــن الخــوف مــن الحــرب ،وإن كانــت الحــرب الســبب الرئيــي لهــا ،ولكنهــا تغــدو هدفــا ً يخــرج الكامــن يف النفــس إىل العلــن ،وأمــا الهــدف فتلــك األرض الثابتــة التــي تخلصــت مــن أمــراض الحــرب بأشــكالها كلهــا مبــا فيهــا ذلــك الشــكل القــذر مــن الحــرب الطائفيــة ،هنــا ميكــن تلبيــة الرغبــات املرتاكمــة عنــد املهاجــر ،وخصوص ـا ً الســوري يف حيــاة مســتقرة. ويبقــى الســؤال هــل مــن خــوف عــى البــاد الطــاردة التــي تخــر أبناءهــا؟ ولعــي أجيــب أنــه ال خــوف فتاريــخ العــامل كان ومــا زال وســيبقى قامئـا ً ،وفيــه هــذا الرحيــل املســتمر ،وتكــون الحــرب ،فقــط ،أحــد أســبابه، باتجــاه خلــق اإلنســان الســوي الــذي ي ـراد لــه ،ومنــه أن يحكــم العــامل عــى نحــو عــادل. هــذا هــو حــال األفــكار واملشــاعر واألحاســيس ،وهــذا هــو حــال اإلنســان املنتــج لهــا.