Alharmal (46) 15 08 2016 العدد 46 من مجلة الحرمل

Page 1

‫‪1‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫السوريون يف باريس‬

‫تركيا تنتصر‬

‫يعتصمون يف ساحة نافورة األبرياء‬ ‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪Her Daim Özgürlük‬‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫احلريــ��ة دائمــــ��ًا‬

‫‪sayı 46‬‬

‫ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني‬

‫‪Kültür - Siyasi - 15 günde bir‬‬

‫القاذفــات الروســية تفتــك بمدينــة الرقة وعشــرات‬ ‫الشــهداء والجرحــى بــن صفــوف املدنيــن العــزّل‬

‫أكثر من ‪ 35‬ش��خصًا ضحايا التفجري االنتحاري يف معرب أطمة احلدودي‬

‫تبادل لألدوار ومنبج ما بني التحرير والتدمري‬

‫طــران النظــام يرتكــب مجــزرة يف دير الزور‬

‫‪3‬‬

‫‪Halil Özcan‬‬

‫أوزجان يلتقي اإلعالميني يف أورفا‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫عيىس الشيخ حسن‬ ‫سيدي الرئيس هوالند‬

‫د‪ .‬مساح هدايا‬ ‫بني ّ‬ ‫التشوّه واالستقامة‬

‫معبد احلسون‬ ‫دواع��ش الث��ورة‪ ..‬واحتياط��ي‬ ‫الث��ورة املض��ادة‬

‫إبراهيم العلوش‬

‫‪11‬‬

‫‪11 9‬‬

‫غسان املفلح‬

‫أخالقنا واخالقهم‪!..‬‬

‫‪8‬‬

‫مهريه بن زرارة‬ ‫وال حي��س باجلمرة إال م��ن اكتوى‬ ‫بنارها‪!..‬‬

‫‪8‬‬

‫الس��وري يُصل��ب م��ن جدي��د‬

‫عبد العظيم إمساعيل‬

‫ُ‬ ‫البقرة ا َ‬ ‫حلُل ُ‬ ‫وب‬

‫‪Alharmal Dergisi‬‬

‫ذرور احلرمل‬ ‫الرق��ة الضحي��ة املؤجل��ة‪..‬‬ ‫والفص��ل يف حلب!‬

‫بسام البليبل‬ ‫عمليــات التحالــف املخادعــة‪ ،‬التــي تســعى إىل اســتدامة النــزاع‬ ‫واملعــارك يف ســوريا‪ ،‬مــن خــال احتــواء داعــش بعمليــات قتاليــة غــر‬ ‫حاســمة‪ ،‬واإلبقــاء عليهــا أطــول فــرة ممكنــة‪ ،‬مــع الســاح بنفــوذ إيراين‬ ‫مذهبــي‪ ،‬وتواجــد عســكري كــردي قــوي رهــن الطلــب‪ ،‬تعاضدهــا‪،‬‬ ‫وتتكامــل مــع أهدافهــا‪ ،‬عمليــات جويــة وأرضيــة روســية‪ ،‬تتــذرع بــذات‬ ‫الهــدف‪ ،‬لحاميــة النظــام‪ ،‬واإلبقــاء عليــه أطــول فــرة ممكنــة أيض ـاً‪.‬‬ ‫كل ذلــك ســيجعل مــن الرقــة‪ ،‬الضحيــة املؤجلــة‪ ،‬واملســتنزفة ببــطء‪ ،‬إىل‬ ‫حــن تحقيــق األهــداف املرســومة‪ ،‬وتصفيــة كل الحســابات والرهانــات‬ ‫الخسيســة عــى أرضهــا الطاهــرة‪.‬‬ ‫ولكــن قــد ال تكــون املخرجــات السياســية تتناســب مــع مــا يُعتقــد أنهــا‬ ‫مدخــات ذكيــة للقــوى الكــرى دامئـاً‪ ،‬لذلــك فــإ ّن روســيا التــي اعتقدت‬ ‫لوهلــة أنهــا حســمت أمــر حلــب‪ ،‬وأ ّن حصــار أحيائهــا الرشقيــة قــد‬ ‫أصبــح حقيقــة واقعــة‪ ،‬إثــر ســيطرة النظــام‪ ،‬بفعــل غطائهــا الجــوي‪،‬‬ ‫عــى طريــق الكاســتيلو‪ ،‬مل يكــن ســوى وهــم رسعــان مــا بددتــه معركــة‬ ‫كــر الحصــار عــن حلــب‪ ،‬التــي تحولــت يف لحظــة محوريــة‪ ،‬إىل حصــار‬ ‫لقــوات النظــام وميليشــياته داخــل حلــب‪ ،‬واملســتمرة يف معركــة تحريــر‬ ‫حلــب‪ ،‬التــي ســتضع جميــع القــوى عــى األرض الســورية أمــام خيــارات‬ ‫جديــدة‪.‬‬ ‫ورغــم أ ّن روســيا ترفــض االعـراف بهــذه الهزميــة‪ ،‬وتــر عــى االســتمرار‬ ‫بعمليــات القصــف الجــوي العشــوائية‪ ،‬وترفــض وقــف العمليــات‬ ‫العدائيــة‪ ،‬إال أنهــا ومــن خــال ترصيحــات خارجيتهــا‪ ،‬ولقاءاتهــا‬ ‫األخــرة مــع تركيــا‪ ،‬ال شــك أنهــا تــدرس حلــوالً أخــرى غــر عســكرية‪.‬‬ ‫ورغــم أن أمريــكا‪ ،‬حتــى اللحظــة‪ ،‬مطمئنــة إىل أ ّن سياســتها يف عــدم‬ ‫الســاح بالحســم العســكري‪ ،‬ال ت ـزال االس ـراتيجية األكــر ثبات ـاً عــى‬ ‫األرض الســورية منــذ ســت ســنوات‪ّ ،‬إل أنّهــا مل تقربهــا مــن أهدافهــا‬ ‫االس ـراتيجية كث ـرا ً‪ ،‬وألحقــت بســمعة سياســتها الخارجيــة الكثــر مــن‬ ‫الــرر‪.‬‬ ‫فهــل ســتعيد روســيا وأمريــكا النظــر يف تفاهامتهــا الرسيّــة‪ ،‬ومواقفهــا‬ ‫العدوانيــة ضــد الشــعب الســوري وثورتــه العادلــة‪ ،‬أم سيكشــفان عــن‬ ‫وجهيهــا األكــر قبحــاً يف ٍ‬ ‫تحــد ســاف ٍر للمجتمــع الــدويل‪ ،‬وأخالقياتــه‬ ‫اآلفلــة‪ ،‬وللمنظــات الدوليــة‪ ،‬وسياســاتها الفاشــلة‪ ،‬وللكيانــات العربيــة‪،‬‬ ‫وصمتهــا املريــب؟!‬


‫‪2‬‬

‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫حلب وريف دمشق ومحص األكثر دماراً يف سوريا‬ ‫انهيار االقتصاد السوري هو األسوأ عامليًا‬ ‫تشــر التقاريــر والبيانــات الصــادرة عــن‬ ‫البنــك الــدويل أن أكــر املحافظــات الســورية‬ ‫دمــارا ً هــي حمــص وريــف دمشــق وحلــب‪،‬‬ ‫حتــى تاريخــه‪ ،‬فيــا تشــهد ســوريا أكــر انهيــار‬ ‫القتصادهــا‪ ،‬وصــف بأنــه أســوأ مــن انهيــار‬ ‫اقتصــاد أملانيــا بعــد الحــرب العامليــة الثانيــة‪،‬‬ ‫حيــث انخفــض الناتــج املحــي اإلجــايل يف‬ ‫ســوريا مــن حــوايل ‪ 64‬مليــون دوالر يف عــام‬ ‫‪ 2010‬إىل مــا يقــدر بنحــو ‪ 14‬مليــار دوالر يف‬ ‫عــام ‪.2015‬‬ ‫وأدت ســنوات الحــرب الخمــس يف ســورية إىل‬ ‫تدمــر ثالثــة أربــاع االقتصــاد‪ ،‬وهــذه النســبة‬ ‫تضعهــا يف مرتبــة بــن واحــدة مــن االنهيــارات‬ ‫االقتصاديــة األكــر حــدة عــى اإلطــاق يف‬ ‫تاريخنــا املعــارص‪ ،‬متجــاوزة االنخفــاض‬ ‫االقتصــادي الــكاريث ألملانيــا واليابــان بعــد‬

‫هزميتهــا يف الحــرب العامليــة الثانيــة‪ ،‬وفقــا‬ ‫لتحليــل مــن االقتصاديــن يف البنــك الربيطــاين‬ ‫رويــال بنــك أوف ســكوتالند‪.‬‬ ‫ووفــق مــا رصح بــه محللــو صنــدوق النقــد‬ ‫الــدويل أن عمليــة إعــادة البنــاء لســوريا مــا‬

‫بعــد الــراع ســتبدأ يف العــام ‪ ،2018‬إذا‬ ‫افرتضنــا ذلــك‪ ،‬وأن االقتصــاد ســيحقق نســبة‬ ‫منــو مبعــدل ‪ 4,5%‬ســنوياً‪ ،‬فــإن عــودة الناتــج‬ ‫املحــي الحقيقــي إىل مســتويات مــا قبــل‬ ‫الحــرب سيســتغرق الســوريون نحــو ‪ 20‬عام ـاً‪.‬‬

‫أكث��ر م��ن ‪ 35‬ش��خصًا ضحاي��ا التفج�ير‬ ‫االنتح��اري يف مع�بر أطم��ة احل��دودي‬

‫الحرمل ‪ -‬خاص‬ ‫أكــر مــن خمســة وثالثــن شــخصاً ضحايــا التفجــر االنتحــاري‪ ،‬الــذي نفــذه انتحــاري يف‬ ‫معــر أطمــة اإلنســاين عــى الحــدود الســورية الرتكيــة‪ ،‬وتبنــى تنظيــم الدولــة اإلســامية داعــش‬ ‫العمليــة االنتحاريــة‪ ،‬التــي نفذهــا أحــد انغامســيها يف حافلــة بالقــرب مــن مدخــل معســكر أطمــة‬ ‫لالجئــن الســوريني‪ .‬وه ـ ّز االنفجــار مدينــة َالريحانيــة عــى الجانــب الــريك‪ ،‬فيــا أكــد ناشــطون‬ ‫نقــل معظــم املصابــن إىل املشــايف القريبــة يف األرايض الســورية‪ ،‬بينــا تــم نقــل الحــاالت الحرجــة‬ ‫إىل األرايض الرتكيــة‪.‬‬ ‫وقالــت وكالــة أعــاق التابعــة لتنظيــم داعــش إن مقات ـاً مــن الدولــة اإلســامية فجــر حزامــه‬ ‫الناســف وســط تجمــع لعنــارص الجيــش الحــر يف معــر أطمــة بريــف إدلــب‪ ،‬وأوقــع نحــو ‪50‬‬ ‫قتي ـاً‪.‬‬ ‫وأشــارت األنبــاء الــواردة مــن موقــع التفجــر أن معظــم الضحايــا مــن الفصائــل الثوريــة التابعــة‬ ‫للجيــش الحــر‪ ،‬وهــي فيلــق الشــام وصقــور الجبــل ولــواء الحمــزة‪ ،‬املتواجــدة بالقــرب مــن املعــر‪،‬‬ ‫وأكــد ناشــطون أن موقــع التفجــر كان يضــم حشــودا ً لفصائــل الثــوار تتهيــأ للذهــاب إىل جبهــات‬ ‫القتــال يف ريــف حلــب الشــايل‪ ،‬ومســاندة الثــوار يف مدينــة حلــب‪ ،‬بينــا أوضحــت الفصائــل‬ ‫الثوريــة أن معظــم الفصائــل املتواجــدة هنــاك تعمــل يف املجــال اإلغــايث واإلنســاين‪.‬‬ ‫ودان االئتــاف الوطنــي لقــوى الثــورة واملعارضــة الســورية التفجــر اإلرهــايب الــذي اســتهدف معــر‬ ‫أطمــة الحــدودي مــع تركيــا‪ ،‬متهـاً نظــام األســد وحلفــاءه بالوقــوف وراء التفجــر‪.‬‬ ‫وجــاء يف البيــان أن الهجــوم اإلرهــايب يــأيت ردا ً عــى االنتصــارات العظيمــة التــي يحققهــا الثــوار يف‬ ‫حلــب‪ ،‬موضحـاً إن اإلرهابيــن ارتكبــوا جرميــة بشــعة وذلــك يف الوقــت الــذي يخــوض فيــه الجيــش‬ ‫الســوري الحــر وفصائــل املقاومــة الســورية معــارك بطوليــة يف حلــب لدحــر مرتزقــة األســد وحــزب‬ ‫اللــه والحــرس الثــوري اإليـراين وميليشــياته‪.‬‬ ‫وأضــاف البيــان أن اإلرهــاب اســتهدف تجمعـاً مدنيـاً وعاملــن يف املعـ ّـر والدفــاع املــدين وخدمــات‬ ‫اإلغاثــة‪ ،‬وهــو مــا يؤكــد صلــة هــؤالء املجرمــن بالنظــام وحلفائــه وتبــادل األدوار بينهــم يف قتــل‬ ‫الســوريني بشــتى الطــرق والوســائل‪.‬‬

‫ملخص التطورات األخرية يف مدينة داريا‬ ‫بتاريــخ ‪ 2016/2/27‬دخلــت مدينــة‬ ‫داريــا يف حالــة مــن الهــدوء بعــد أن تــم‬ ‫اإلعــان عــن بــدء العمــل باتفــاق وقــف‬ ‫األعــال العدائيــة‪ ،‬واســتمر هــذا الوضــع‬ ‫مــدة ســبعني يومــاً تقريبــاً تخللهــا عــدد‬ ‫كبــر مــن الخروقــات مــن قبــل قــوات‬ ‫النظــام تســببت بارتقــاء عــدد مــن الشــهداء‬ ‫وإصابــة آخريــن‪.‬‬ ‫أعقــب تلــك الفــرة انهيــار مفاجــئ التفــاق‬ ‫وقــف األعــال العدائيــة يف مدينــة داريــا‪،‬‬ ‫وذلــك بتاريــخ ‪ ،2016/5/14‬بعــد أن بــدأت‬ ‫قــوات النظــام وامليليشــيات املســاندة لهــا‬ ‫حملــة عســكرية كبــرة ال تــزال مســتمرة‬ ‫حتــى اليــوم‪ ،‬حيــث تســتهدف هــذه الحملة‬ ‫كافــة املناطــق التــي تصلــح للزراعــة‪،‬‬ ‫وتضييــق الحصــار املســتمر عــى املدينــة‬ ‫منــذ أربعــة ســنوات تقريبـاً‪ ،‬تزامنــت هــذه‬ ‫الحملــة بقصــف عنيــف بالرباميــل املتفجــرة‬ ‫اســتهدفت كافــة األرايض الزراعيــة واألحيــاء‬ ‫الســكنية يف املدينــة‪.‬‬ ‫اســتخدمت قــوات النظــام وامليليشــيات‬ ‫املســاندة لهــا قــوة عســكرية كبــرة‬ ‫تضمنــت عــددا ً كب ـرا ً مــن عنــارص املشــاة‬

‫ورغــم كل الظــروف الصعبــة التــي يعيشــها‬ ‫أبطــال الجيــش الحــر يف املدينــة يف مواجهــة‬ ‫القــوة العســكرية وآلــة التدمــر التــي‬ ‫ميتلكهــا النظــام وحلفــاؤه‪ ،‬إال أنهــم مــا زالــوا‬ ‫يبذلــون الغــايل والثمــن يف مواجهــة هــذه‬ ‫القــوة‪ ،‬ويكبدونهــم خســائر فادحــة تحــت‬ ‫وابــل مــن القذائــف والصواريــخ والرباميــل‬ ‫املتفجــرة‪.‬‬ ‫وقــد تعرضــت املدينــة بعــد انهيــار اتفــاق‬ ‫وقــف األعــال العدائيــة للقصف بـــ(‪)1643‬‬ ‫برميــل متفجــر و(‪ )22‬برميــل متفجــر يحوي‬ ‫مــادة النابــامل الحارقــة و(‪ )697‬صــاروخ‬ ‫أرض‪-‬أرض وآالف القذائــف املدفعيــة‬ ‫والصاروخيــة‪.‬‬ ‫وعــددا ً مــن الدبابــات وكاســحات األلغــام‬ ‫املصفحــة‪ ،‬كــا اســتخدمت تقنيــات‬ ‫جديــدة لالســتطالع تســتخدم ألول مــرة‬ ‫وبــإرشاف ضبــاط وخـراء روس‪ ،‬متكنــت من‬ ‫خاللهــا قــوات النظــام الربيــة وامليليشــيات‬ ‫املســاندة لهــا مدعومــة بالقصــف العنيــف‬ ‫والعشــوايئ مــن املدفعيــة املتمركــزة يف‬

‫محيــط املدينــة ومنصــات إطــاق صواريــخ‬ ‫أرض‪-‬أرض والطائــرات الحربيــة واملروحيــة‬ ‫مــن التقــدم واالســتيالء عــى عــدة نقــاط‬ ‫كان الثــوار يتمركــزون فيهــا ســابقاً‪ ،‬مــا أدى‬ ‫إىل خــروج كافــة األرايض الزراعيــة عــن‬ ‫الخدمــة وخســارتها واحــراق عــدد مــن‬ ‫املحاصيــل اإلسـراتيجية واســتهداف األهــايل‬

‫بالقناصــات‪ ،‬فيــا متكــن الثــوار يف مدينــة‬ ‫داريــا خــال تلــك املواجهــات مــن تدمــر‬ ‫دبابتــن بشــكل كامــل وإحــراق ثــاث‬ ‫كاســحات مصفحــة لأللغــام‪ ،‬كــا متكنــوا‬ ‫مــن قتــل ‪ ١٥٠‬عنــر تقريبـاً لقــوات النظام‬ ‫وإســقاط طائــريت اســتطالع وإعطــاب حــوايل‬ ‫عــر آليــات ثقيلــة‪.‬‬


‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫أوزجان يلتقي اإلعالميني يف أورفا‬

‫الحرمل ـ خاص‬

‫أكــد الســيد خليــل أوزجــان عضــو الربملــان‬ ‫الــريك عــن حــزب العدالــة والتنميــة يف‬ ‫مدينــة أورفــا أن ثوابــت تركيــا ال تتغــر حيال‬ ‫األزمــة يف ســوريا‪ ،‬وهــي وقــف إطــاق النــار‪،‬‬ ‫وإدخــال املســاعدات اإلنســانية إىل املناطــق‬ ‫واملــدن الســورية‪ ،‬والبــدء بالحــل الســيايس‬ ‫وفــق ق ـرارات مجلــس األمــن الــدويل‪ ،‬دون‬ ‫أن يكــون هنــاك أي دور ســيايس لألســد يف‬ ‫املرحلــة االنتقاليــة‪.‬‬ ‫جــاء ذلــك خــال املؤمتــر الصحفــي الــذي‬ ‫عقــده يف بيــت املعلمــن يف مدينــة شــانيل‬ ‫أورفــا‪ ،‬وحــره العديــد مــن مراســي‬ ‫وكاالت األنبــاء املحليــة والعامليــة‪ ،‬واألقنيــة‬ ‫التلفزيونيــة الرتكيــة‪ ،‬ومراســلو الصحــف‬ ‫واملجــات العربيــة والرتكيــة‪.‬‬ ‫وشــكر الســيد أوزجــان رجــال الصحافــة‬ ‫واإلعــام لوقوفهــم ضــد االنقــاب الفاشــل‪،‬‬ ‫وانحيازهــم للشــعب‪ ،‬الــذي اختــار الحريــة‬ ‫والدميقراطيــة بديــاً عــن حكــم العســكر‪،‬‬ ‫مؤكــدا ً عــى دور اإلعــام يف بــث الصــورة‬

‫الحقيقيــة لوقائــع وأحــداث االنقــاب‪ ،‬يف‬ ‫إشــارة واضحــة للــدور اإليجــايب الــذي لعبــه‬ ‫اإلعــام يف نــزول الشــعب إىل الشــارع بطلــب‬ ‫مــن الرئيــس الــريك رجــب طيــب أردوغــان‪،‬‬ ‫والحكومــة الرتكيــة‪ ،‬وتصديهــم للمحاولــة‬ ‫االنقالبيــة التــي أرادت أن تبعــث الخــراب‬ ‫والدمــار يف تركيــا‪.‬‬ ‫وأشــار أوزجــان يف حديثــه إىل الصحفيــن‬ ‫إىل رضورة محاكمــة الخونــة الذيــن شــاركوا‬ ‫يف العمليــة االنقالبيــة‪ ،‬مؤكــدا ً أن عــدم‬ ‫محاســبتهم واالقتصــاص منهــم‪ ،‬ســتكون أول‬ ‫إهانــة لدمــاء الشــهداء مــن الشــعب الــريك‪.‬‬ ‫وأوضــح العضــو الربملــاين أن جامعــة فتــح‬ ‫اللــه غــوالن االنقالبيــة اســتثمرت مشــاعر‬ ‫وأحاســيس الشــعب الــريك ملــدة أربعــن‬ ‫عامــاً‪ ،‬إال أن ســاعة الحســم كانــت يف‬ ‫الخامــس عــر مــن متــوز وأعلنــت نهايــة‬ ‫الخونــة إىل األبــد‪.‬‬ ‫ويف ترصيــح خــاص للحرمــل‪ ،‬أشــاد الســيد‬ ‫أوزجــان مبوقــف وســائل اإلعــام والصحــف‬

‫الرتكيــة املعارضــة الشــاجبة لالنقــاب‪،‬‬ ‫وكذلــك موقــف الصحــف الســورية‬ ‫املعارضــة الصــادرة يف تركيــا‪ ،‬ووقوفهــا مــع‬ ‫إرادة الشــعب الــريك‪ ،‬فيــا اســتنكر موقــف‬ ‫بعــض وكالت األنبــاء والقنــوات التلفزيونيــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬التــي مل تكــن منصفــة ومهنيــة يف‬ ‫نقــل وتغطيــة وقائــع االنقــاب الفاشــل‪.‬‬

‫طريان النظام يرتكب مجزرة يف دير الزور‬ ‫دير الزور ـ عامر الهويدي‬ ‫ارتكــب طـران النظــام الحــريب مجــزرة‬ ‫مروعــة باســتهدافه مخبــز النــور يف حــي‬ ‫العــال وســط مدينــة ديــر الــزور‪ ،‬ارتقــى‬ ‫عــى إثرهــا عــرة شــهداء والعديــد مــن‬ ‫الجرحــى بحــاالت حرجــة نقلــوا إىل املشــايف‬ ‫امليدانيــة‪ ،‬واســتهدف الطـران الحــريب قــرى‬ ‫البغيليــة وعيــاش والخريطــة يف الريــف‬ ‫الغــريب بثــاث غــارات‪ ،‬ومل تــرد أي أنبــاء‬ ‫عــن إصابــات يف صفــوف املدنيــن حتــى‬ ‫اللحظــة بهــذه املناطــق‪.‬‬ ‫وشــنت مقاتــات حربيــة تابعــة للنظــام‬ ‫غــارات جويــة عــى جبــل الــردة ومحيــط‬ ‫مطــار ديــر الــزور العســكري‪ ،‬وســط قصف‬ ‫صاروخــي مــن قــوات النظــام عــى أطـراف‬ ‫قريــة الجفــرة القريبــة مــن بوابــة املطــار‬ ‫العســكري‪.‬‬ ‫وأشــارت األنبــاء الــواردة مــن ناشــطني‪ ،‬أن‬ ‫طفلــة استشــهدت جــراء قصــف قــوات‬ ‫األســد لبلــدة مظلــوم يف ريــف ديــر الــزور‬ ‫الرشقــي مــن املدفعيــة املتمركــز يف مطــار‬ ‫ديــر الــزور العســكري‪.‬‬ ‫وتجــددت غــارات الطــران الحــريب مــرة‬

‫ثانيــة مســتهدفة أغلــب األحيــاء املحــررة‪،‬‬ ‫والخاضعــة لســيطرة تنظيــم داعــش‪ ،‬وتركــز‬ ‫القصــف عــى أحيــاء الجبيلــة والحويقــة‪،‬‬ ‫وأنبــاء مؤكــدة عــن وقــوع ضحايــا يف‬ ‫صفــوف املدنيــن العــزل‪ ،‬يف حــن دارت‬ ‫اشــتباكات بــن تنظيــم داعــش وقــوات‬ ‫النظــام عــى أطــراف حــي الحويقــة‪،‬‬ ‫بالتزامــن مــع قصــف متبــادل بــن قــوات‬ ‫النظــام وتنظيــم داعــش‪ ،‬وبــدوره قــام‬ ‫تنظيــم داعــش بقصــف حيــي الجــورة‬ ‫والقصــور الخاضعــن لســيطرة النظــام‬ ‫بقذائــف الهــاون موقعـاً عـرات الجرحــى‬ ‫بــن املدنيــن‪.‬‬

‫مــن جهــة ثانيــة أبلــغ تنظيــم داعــش‬ ‫العوائــل النازحــة لقــرى وأريــاف ديــر‬ ‫الــزور بــرورة إخــاء املــدارس القاطنــن‬ ‫فيهــا منوهــاً عــن نيتــه افتتــاح املــدارس‬ ‫بدايــة العــام الــدرايس الجديــد وفــق بــاغ‬ ‫التنظيــم‪.‬‬ ‫وبالعــودة ملناطــق ســيطرة النظــام‪ ،‬قامــت‬ ‫طائــرة شــحن بإلقــاء ‪ 26‬شــحنة مــن‬ ‫املــواد الغذائيــة املحملــة باملظــات‪ ،‬وقــام‬ ‫باســتالمها عنــارص قــوات النظــام باإلضافــة‬ ‫إىل مســاعدات عســكرية هبطــت مــن‬ ‫الطـران الــرويس بالقــرب مــن اللــواء ‪.137‬‬

‫‪3‬‬

‫منبج ما بني التحرير والتدمري‬

‫* قحطان الشرقي‬ ‫يف تطــور الفــت عــى صعيــد مناطــق‬ ‫ســيطرة تنظيــم داعــش‪ ،‬أعلنــت (قــوات‬ ‫ســوريا الدميوقراطيــة) املعروفــة اختصــارا ً‬ ‫بـ»قســد» عــن ســيطرتها الكاملــة عــى‬ ‫مدينــة منبــج أهــم معاقــل تنظيــم داعــش‬ ‫االسـراتيجية يف ريــف حلــب الرشقــي‪ ،‬وكانت‬ ‫قســد قــد بــدأت حملتهــا بهــدف الســيطرة‬ ‫عــى املدينــة قبــل ‪ 70‬يومــا انتهــت بشــكل‬ ‫غــر متوقــع‪ ،‬حيــث انســحب رتــل كبــر‬ ‫لعنــارص التنظيــم مــن املدينــة مســتخدمني‬ ‫املدنيــن كــدروع برشيــة‪ ،‬وتــم انســحابهم‬ ‫باتجــاه مدينــة جرابلــس شــال منبــج ‪ 35‬كــم‬ ‫ســقط خــال هــذه الحملــة أكــر مــن ‪500‬‬ ‫مــدين نتيجــة قصــف التحالــف واالشــتباكات‬ ‫بــن داعــش وقســد‪ ،‬حجــم الدمــار يف منبــج‬ ‫هائــل جــدا ً‪ ،‬حيــث اســتهدفت طائــرات‬ ‫التحالــف البنــى التحتيــة مــن مطاحــن‬ ‫وصوامــع ومــدارس ومنشــآت حكوميــة‬ ‫ٍ‬ ‫ومشــاف‪ ،‬وســقط العــرات مــن املدنيــن‬ ‫أثنــاء االشــتباكات داخــل املدينــة بســبب‬ ‫األلغــام التــي زرعهــا تنظيــم داعــش وعمليات‬ ‫القنــص املتبادلــة بــن الطرفــن‪.‬‬ ‫يعــاين املدنيــون مــن أحــوال معيشــية‬ ‫صعبــة جــدا ً بســبب نقــص املــواد الغذائيــة‬ ‫ومســتلزمات الرعايــة الطبيــة‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫التجــاوزات التــي ارتكبهــا عنــارص قســد‪،‬‬ ‫حيــث عمــدت يف اآلونــة األخــرة إىل تهجــر‬ ‫عـرات العائــات مــن قراهــا يف محيــط ســد‬

‫ترشيــن دون أي مــرر‪.‬‬ ‫دفعــت املدينــة وســكانها مثنـاً غاليـاً للتخلــص‬ ‫مــن تنظيــم داعــش الذي ســيطر عــى املدينة‬ ‫قبــل عامــن ونصــف‪ ،‬مدينــة مــن أكــر املــدن‬ ‫الســورية حيــث يقطنهــا مــا يقــارب نصــف‬ ‫مليــون نســمة يف الريــف واملدينــة ولجــأ‬ ‫إليهــا آالف الســوريني إبــان ســيطرة الجيــش‬ ‫الحــر عليهــا يف صيــف العــام ‪2012‬‬ ‫تــراود الســكان هواجــس كثــرة حــول مــا‬ ‫ســتؤول إليــه األوضــاع يف األيــام القادمــة‬ ‫بســبب التدمــر الكبــر الــذي حــل باملدينــة‬ ‫وبنيتهــا التحتيــة‪.‬‬ ‫تخلــص املدنيــون مــن حيــاة الخــوف والرعب‬ ‫الــذي تســبب بــه تنظيــم داعــش‪ ،‬لكــن يأمــل‬ ‫الســكان عــودة أبنــاء املدينــة إليهــا‪ ،‬وبشــكل‬ ‫خــاص الذيــن غادروهــا مرغمــن قبــل عامــن‬ ‫ونصــف بعــد ســيطرة تنظيــم داعــش عليهــا‪،‬‬ ‫ورغــم إعــان قســد الســيطرة عــى مدينــة‬ ‫منبــج إال أن أبنــاء املدينــة الذيــن هجــروا‬ ‫منهــا انقســموا عــى أنفســهم بســبب‬ ‫التطــورات األخــرة وســيطرة قــوات ســوريا‬ ‫الدميوقراطيــة عليهــا‪.‬‬ ‫تحتــاج املدينــة إىل تضافــر جهــود أبنائهــا‬ ‫مــن أجــل إعــار مــا هدمتــه الحــرب إال أن‬ ‫االنقســامات السياســية تبقــى العائــق األكــر‬ ‫أمــام األوضــاع التــي ســتؤول إليهــا املدينــة يف‬ ‫قــادم األيــام‪.‬‬ ‫* ناشط إعالمي وسياسي من مدينة منبج‬

‫بس��م اهلل الرمح��ن الرحيم‬

‫« َي��ا َأ َّي ُت َه��ا َّ‬ ‫�س ْالُ ْط َمِئ َّن� ُ‬ ‫ْجِعي‬ ‫الن ْف� ُ‬ ‫�ة ار ِ‬ ‫�ة َم ْر ِض َّي� ً‬ ‫اض َي� ً‬ ‫�ة َفا ْد ُخِلي ِف‬ ‫ِإ َل َرِبِّ��ك َر ِ‬ ‫ِع َب��اِدي َوا ْد ُخِلي َج َّنِت»‬ ‫أس��رة صحيف��ة احلرم��ل تش��ارك الزميل‬ ‫يوس��ف دعي��س‪ ،‬مدي��ر التحري��ر‪ ،‬واألخ‬ ‫عن�تر دعي��س أحزانه��م بوف��اة ش��قيقتهم‬ ‫املرحوم��ة «نوره دعي��س» أم عبيدة‪ ،‬غفر‬ ‫اهلل هل��ا وجع��ل مثواه��ا اجلن��ة‪ ،‬وأهل��م‬ ‫عائلته��ا وذويه��ا الصرب والس��لوان‪.‬‬

‫َّإن��ا هلل َّ‬ ‫وإنا إليه راجعون‬


‫‪4‬‬

‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫السوريون يف باريس يعتصمون يف ساحة نافورة األبرياء‬ ‫باريس‪ -‬الحرمل خاص‬ ‫قــام عــدد مــن الســوريني باالعتصــام يف‬ ‫ســاحة نافــورة األبريــاء‪ ،‬يف الدائــرة األوىل‬ ‫بباريــس‪ ،‬بــن الســاعة الثالثــة والســاعة‬ ‫الســابعة مســاء يــوم الســبت ‪2016/8/13‬م‪،‬‬ ‫وذلــك تنديــدا باالحتــاالت الروســية واإليرانيــة‬ ‫والداعشــية وغريهــا مــا جــره النظــام الســوري‬ ‫عــى الســوريني‪ ،‬وعــى البــاد الســورية‪ ،‬مــن‬ ‫تدمــر واحتــال وفتــح البــاد أمــام املجرمــن‬ ‫واملتطرفــن‪ ،‬يف محاولــة منــه لتصويــر قادتــه‬ ‫وشــبيحته كمحاربــن ضــد اإلرهــاب‪ ،‬وللتغــايض‬ ‫عــن جرائــم التعذيــب التــي كشــف عــن بعضها‬ ‫(القيــر) أمــام األمــم املتحــدة‪ ،‬وقــد قبلــت‬ ‫املحاكــم الفرنســية رفــع دعــوى عــى النظــام‬ ‫الســوري ومســؤوليه بارتــكاب جرائــم ضــد‬ ‫اإلنســانية بنــاء عــى األدلــة التــي أذهلــت‬ ‫العــامل يف صــور (القيــر) الــذي كان يعمــل‬ ‫مصــورا ً لــدى أجهــزة املخابــرات الســورية‪.‬‬ ‫تج ّمــع عــدد مــن الســوريني‪ ،‬والســوريات‪،‬‬ ‫مــع عوائلهــم رافعــن أعــام الثــورة وســط‬ ‫الســاحة طــوال أربــع ســاعات‪ ،‬وكانــت األوضــاع‬ ‫الســورية ومعانــاة األهــل يف الداخــل الســوري‬ ‫هــي املوضوعــات املتداولــة بــن املتحدثــن‪،‬‬ ‫باإلضافــة إىل موضــوع مامرســات النظــام‬ ‫والجرائــم الروســية واإليرانيــة ضــد الشــعب‬ ‫الســوري‪ ،‬وكان لهزميــة داعــش يف منبــج‬ ‫مســاحة مهمــة يف الحديــث‪ ،‬واستبشــار الخــر‬ ‫بتحريــر الرقــة وكل الجزيــرة الســورية مــن وباء‬ ‫املتطرفــن الدينيــن الرسطــاين‪ ،‬الــذي ه ّجــر‬ ‫النــاس‪ ،‬واســتفرد مبــن بقــي منهــم‪ ،‬يســومه‬ ‫مختلــف أنــواع االضطهــاد والقهــر‪ ،‬باجتهــادات‬ ‫دينيــة فاســدة تجعــل مــن الديــن اإلســامي‬ ‫أداة للظلــم واالضطهــاد‪ ،‬بــدالً مــن كونــه ديــن‬ ‫(الســام عليكــم ورحمــة اللــه وبركاتــه) وليــس‬ ‫ديــن الذبــح والتنكيــل والظلــم عليكــم‪.‬‬

‫وخــال االعتصــام تحدثــت الحرمــل مــع عــدد‬ ‫مــن الناشــطني منهــم الســيد منــر قلعجــي‬ ‫وســألته عــن الجهــة القامئــة بالنشــاط‪ ،‬فأكــد‬ ‫عملــه مع عــدد مــن الناشــطني إلحيــاء فعاليات‬ ‫تنســيقية باريــس‪ ،‬رغــم الخلــل اإلداري الــذي‬ ‫جعــل اســتفراد البعــض‪ ،‬واحتكارهــم حتــى‬ ‫لعناويــن الســوريني يف باريــس أداة لالبتــزاز‬ ‫والتالعــب‪ ،‬ولــدى ســؤال الســيد منــر عــن‬ ‫الــدور الــذي يقــوم بــه الســوريون القدامــى يف‬ ‫فرنســا تجــاه املهاجريــن الجــدد‪ ،‬قــال بأنهــم‬ ‫يحاولــون املســاعدة قــدر اإلمــكان ولكــن مثــة‬ ‫عقبــات كثــرة تعيــق مســاهامتهم‪.‬‬ ‫وتحدثــت الحرمــل إىل الناشــط نجــايت طيــارة‪،‬‬ ‫الــذي عـ ّـر عــن أملــه وتشــاؤمه مبــآل األوضــاع‬ ‫الســورية ومدينــة حمــص الصابــرة عــى القتــل‬ ‫والحصــار‪ ،‬وتحــدث عــن الناشــط عبــد اللــه‬ ‫الخليــل الــذي اختطفتــه داعــش وتســاءل عــن‬ ‫مصــره الــذي مــا يــزال مجهــوالً هــو وعــدد‬

‫الطريان الروسي يشن غارات متواصلة على ريف محص الشمالي‬

‫خروج مشفى تري معلة عن الخدمة‬

‫كبــر مــن الناشــطني الرقيــن الذيــن اختطفتهــم‬ ‫داعــش‪.‬‬ ‫وتحــدث الناشــط (محســن) عــن رحلــة‬ ‫لجوئــه مــن حلــب إىل فرنســا‪ ،‬وإىل ذكرياتــه‬ ‫يف الرقــة التــي كان يعمــل فيهــا يف مؤسســة‬ ‫حــوض الف ـرات‪ ،‬وذكــر الكثــر مــن مشــاهداته‬ ‫عــن تحالــف القــوى املتطرفــة لــدى األكــراد‪،‬‬ ‫ولــدى العــرب‪ ،‬وبشــكل خفــي وأحيان ـاً يكــون‬ ‫علنيـاً‪ ،‬حيــث يتــم اإلعـراب عنــه بشــكل غبــي‬ ‫وبــدايئ رغــم العــداوات املعلنــة لالســتهالك‬ ‫الجامهــري!‬ ‫وتحدثنــا إىل الناشــط خليــل الحــاج صالــح عــن‬ ‫هــذه الفعاليــة وســألناه كالجــئ جديــد عــن‬ ‫تفاعــل املهاجريــن القدامــى الســوريني مــع‬ ‫املهاجريــن الجــدد‪ ،‬فأكــد ضعــف املســاهمة‬ ‫بشــكل كبــر‪ ،‬بــل وجــود ســلبية يف كثــر مــن‬ ‫املواقــف مــن قبــل الســوريني املقيمــن يف‬ ‫باريــس‪ ،‬مفضلــن اســتمتاعهم بحياتهــم يف‬

‫الكبــرة يف بدايــات القــرن العرشيــن‪ ،‬وقدمــت‬ ‫لألرمــن الكثــر مــن االمتيــازات الحياتيــة‬ ‫والتجاريــة‪ ،‬يف حــن أن الالجئــن األرمــن يف‬ ‫باريــس مل يقولــوا حتــى كلمــة دعــم واحــدة‬ ‫بحــق مدينــة حلــب التــي اســتقبلت آباءهــم‬ ‫وأجدادهــم‪ ،‬عندمــا كانــوا يف حالــة كبــرة مــن‬ ‫الخطــر وانعــدام األمــن واملطــاردة‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل أن دولــة أرمينيــة مل تســتقبل املهاجريــن‬ ‫الســوريني‪ ،‬وهــي تؤيــد مجــازر النظــام يف‬ ‫حلــب‪ ،‬ويف كل ســورية بــكل أســف!‬ ‫يف قلــب باريــس‪ ،‬ويف الدائــرة األوىل تجمــع‬ ‫الســوريون‪ ،‬ونــددوا بالقتلــة وباملجرمــن مــن‬ ‫الشــبيحة ومــن املتطرفــن الدينيــن‪ ،‬وتحدثــوا‬ ‫عــن أهاليهــم ومعاناتهــم‪ ،‬وعــن مأســاة ســورية‬ ‫التــي طــال أمدهــا‪ ،‬وعذبــت الشــعب الســوري‬ ‫ورشدت أعــدادا ً كبــرة منــه‪ ،‬بســبب نظــام‬ ‫القتــل والتشــبيح الــذي يعمــل بــدأب عــى‬ ‫فرنســا‪ ،‬دون أي اهتــام باملهاجريــن الســوريني تدمــر ســورية أو أن تخضــع لحكــم االســتبداد‬ ‫الجــدد‪ .‬ويذكــر بــأن املهاجريــن الجــدد بحاجــة األبــدي!‬ ‫إىل خــرة هــؤالء الســوريني يف الحيــاة والتعامــل‬ ‫ويصــل األمــر إىل عــدم معرفــة الكثــر مــن‬ ‫املهاجريــن الجــدد حتــى أوليــات اســتخدام‬ ‫وســائط النقــل الداخــي‪ ،‬باإلضافــة إىل عــدم‬ ‫معرفتهــم عــن أســاليب التعامــل والحيــاة يف‬ ‫فرنســا‪ ،‬مــا يوقعهــم بالكثــر مــن الحــرج‬ ‫ويــؤدي بهــم إىل االنكفــاء والعزلــة‪ ،‬بــدالً مــن‬ ‫الفعاليــة وإعــادة التكيــف واالســتفادة مــن‬ ‫حياتهــم الجديــدة‪.‬‬ ‫ويذكــر بــأن جاليــة كبــرة مــن األرمــن موجــودة‬ ‫يف باريــس‪ ،‬وهــي جاليــة ذات نفــوذ وغنــى‬ ‫كبرييــن‪ ،‬حيــث نجحــت بتمريــر عــدد مــن‬ ‫القوانــن الدوليــة يف الربملــان الفرنــي‪ ،‬ومل‬ ‫تقــم بــأي يشء تجــاه مدينــة حلــب ودمارهــا‪،‬‬ ‫علــا بــأن مدينــة حلــب هــي أكــر مــدن‬ ‫العــامل اســتقباال ّللجئــن األرمــن بعــد مأســاتهم‬

‫سبل العيش‪ ..‬الدامناركية خطوة حنو األمل‬ ‫عنتر دعيس‬

‫حمص ‪ -‬خاص‬ ‫يــوم طويــل ودامٍ عاشــته محافــظ حمــص‪،‬‬ ‫خصوصـاً مدينــة تلبيســة يف ريــف حمــص‪ ،‬فقد‬ ‫بــدأ بعــد منتصــف ليلــة الجمعــة ‪2016/8/12‬‬ ‫بأربــع غــارات جويــة عــى تلبيســة والرســن‬ ‫وتــر معلــة‪ ،‬وأدت الغــارات الستشــهاد رجــل‬ ‫مســن يف تــر معلــة وإخـراج مشــفى تــر معلــة‬ ‫عــن الخدمــة بعــد اســتهدافه مــن الطــران‬ ‫الــرويس بشــكل مبــارش‪.‬‬ ‫وبعــد ظهــر يــوم الجمعــة نفــذ الطــران‬ ‫الحــريب مثــان غــارات جويــة عــى مــزارع‬ ‫تلبيســة الغربيــة وعــى بلــدة كيســن وال ـزارة‪،‬‬ ‫يف حــن تواصــل القصــف املدفعــي وبراجــات‬ ‫الصواريــخ مســا ًء عــى أحيــاء مدينــة تلبيســة‬ ‫كافــة‪ ،‬إضافــة لســقوط عــرات القذائــف‬ ‫والصواريــخ عــى املدينــة مــن ثالثــة محــاور‪،‬‬

‫من االرشيف‬

‫وقبــل منتصــف ليلــة الســبت شـ ّنت الطائـرات‬ ‫الحربيــة األســدية خمــس غــارات عــى املنطقــة‬ ‫بينهــا أربــع غــارات عــى تلبيســة بالصواريــخ‬ ‫الفراغيــة‪ ،‬كــا اســتهدفت الطائــرات نفســها‬ ‫كل ضــوء يتحــرك داخــل املدينــة بالرشاشــات‬ ‫الثقيلــة‪ ،‬خصوص ـاً ســيارات اإلســعاف والدفــاع‬ ‫املــدين التــي توجهــت إىل مــكان الغــارات‬ ‫إلنقــاذ وإســعاف املصابــن‪.‬‬ ‫وبعــد منتصــف ليــل الســبت وبتــام الســاعة‬ ‫الواحــدة ليــاً قامــت ميليشــيات النظــام‬ ‫الطائفيــة املتمركــزة يف قريــة النجمــة املواليــة‬ ‫باســتهداف املدينــة بصاروخــي أرض أرض‬ ‫(أســطوانات متفجــرة مــن العيــار الثقيــل)‪،‬‬ ‫وأدت هــذه الصواريــخ إلصابــة عــدد كبــر مــن‬ ‫املدنيــن بينهــم ســبعة أطفــال‪ ،‬استشــهد اثنــان‬ ‫منهــم‪ ،‬وامــرأة حالتهــا حرجــة‪.‬‬

‫مبدينــة أورفــه الرتكيــة‪ ،‬وليــس بعيــدا ً‬ ‫عــن مركزهــا يقــع مركــز ســبل العيــش‪ ،‬وهــو‬ ‫مركــز يشــبه إىل حــد مــا مراكــز املســاعدة‬ ‫االجتامعيــة لالجئــن الســوريني املنتــرة‬ ‫عــى امتــداد مــدن الرشيــط الحــدودي‪ ،‬وهــو‬ ‫مركــز دعــم لوجســتي ونفــي واجتامعــي‪،‬‬ ‫وأكــر مــن ذلــك عمليــايت متقــدم‪ ،‬العاملــون‬ ‫فيــه أغلبهــم مــن الســوريني‪ ،‬ويتميــز املركــز‬ ‫بنظافتــه وهدوئــه وكأن العاملــن فيــه‬ ‫يتحركــون يف خليــة دقيقــة تشــبه إىل حــد مــا‬ ‫خليــة نحــل تعمــل بانتظــام ودقــة‪ ،‬ويتنقلــون‬ ‫دون صخــب وضوضــاء‪ ،‬ويعملــون بصمــت‬ ‫وصــر مــن التاســعة صباح ـاً وحتــى الرابعــة‬ ‫ع ـرا ً وهــم بــن‬ ‫حواســيبهم وأوراقهــم يســجلون‪ ،‬ويدرســون‬ ‫طلبــات الالجئــن‪ ،‬ومتابعــة دوراتهــم وتأمــن املركــز يقيــم دورات مجانيــة لتعليــم اللغــة‬ ‫احتياجــات طالبهــم مــن أدوات‪.‬‬ ‫الرتكيــة ألكــر مــن مســتوى مــع تعليــم اللغــة‬ ‫اإلنكليزيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل دورات عــى برامــج‬ ‫عــى رأس هــؤالء ســيدة دامناركيــة بســيطة الحاســوب‪ ،‬اوتــوكاد وبرامــج تشــغيل وبرمجة‪،‬‬ ‫املظهــر‪ ،‬سلســة التعامــل‪ ،‬هادئــة ومأخــوذة وهــي دورات مجانيــة تقــام يف قاعــات املركــز‪،‬‬ ‫بعملهــا الخــري‪ ،‬تتقــن اإلنكليزيــة‪ ،‬ســألتها ويقــوم املركــز بدراســة برامــج دعــم خاصــة‬ ‫أن تعطينــا فكــرة عــن الجهــة الداعمــة‪ ،‬إن لألعــال الصغــرة‪ ،‬وهــي األعــال التــي‬ ‫كانــت شــخصية أو حكوميــة‪ ،‬وبرامــج املركــز تســتطيع األرسة تنفيذهــا يف منزلهــا‪ ،‬كالخياطة‬ ‫ونشــاطه‪ ،‬أو بعبــارة أدق طريقــة العمــل والتغليــف وصناعــات صغــرة غريهــا‪...‬‬ ‫لتعريــف الالجئــن باملركــز‪ ،‬لكنهــا اعتــذرت املركــز يقــدم خدماتــه مجانــاً مــع تقديــم‬ ‫بســبب تعليــات املركــز الرئيــي‪ ،‬واخــرت أن أدوات مــن كتــب ودفاتــر وأقــام مجانـاً أيضـاً‬ ‫اكتــب عــن املركــز للتعريــف بــه فقــط‪.‬‬ ‫مــع تســهيالت أخــرى‪ ،‬وهــذا املنشــور ليــس‬

‫للدعايــة بقــدر مــا هــو تعريــف باملركــز‪ ،‬لــي‬ ‫تكــون خدماتــه مبتنــاول الســوريني‪.‬‬ ‫هواتف باملركز‪:‬‬ ‫‪05380506222‬‬ ‫‪05393936145‬‬ ‫والعنــوان‪ :‬دوار عابــدة تجــاه طريــق رصيــن‪..‬‬ ‫الجــر املعــدين األول‪ ،‬نزلــة البيــم عــى‬ ‫اليمــن‪ ،‬مئــة مــر للوصــول إىل املركــز‪.‬‬


‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫القاذف��ات الروس��ية تفت��ك مبدين��ة الرق��ة وعش��رات الش��هداء‬ ‫واجلرح��ى ب�ين صف��وف املدني�ين الع��زل‬

‫‪5‬‬

‫الحرملي‬ ‫أعباء السوريني اإلضافية‪!..‬‬

‫برسم‬ ‫احلكوم��ة الرتكية‬

‫الحرمل ‪ -‬خاص‬ ‫أكــر مــن ‪ 27‬شــهيدا ً‪ ،‬الحصيلــة شــبه النهائيــة‬ ‫لضحايــا قصــف الطـران الــرويس عــى مدينــة الرقــة يف‬ ‫الحــادي عــر مــن آب الجــاري‪ ،‬بينهــم أطفــال ونســاء‪،‬‬ ‫وع ـرات الجرحــى‪ ،‬وســط أنبــاء عــن تــردي األوضــاع‬ ‫الصحيــة‪ ،‬ونــدرة يف األدويــة واملســتلزمات الطبيــة‪،‬‬ ‫وهــو مــا يشــر إىل ارتفــاع أعــداد الضحايــا نتيجــة عــدم‬ ‫توفــر الرعايــة الصحيــة الالزمــة‪ ،‬كــا أدى القصــف‬ ‫لقطــع ميــاه الــرب عــن مدينــة الرقــة بالكامــل ملــدة‬ ‫تجــاوزت العــر ســاعات‪.‬‬ ‫ونــرت وزارة الدفــاع الروســية بيان ـاً أكــدت فيــه‪ ،‬أن‬ ‫الطـران الــرويس الــذي نفــذ الغــارات الجويــة وقصــف‬

‫وتناقلــت صفحــات الناشــطني صــور الضحايــا والدمــار‬ ‫الــذي أحدثتــه الغــارات الروســية‪ ،‬وســط غيــاب تــام‬ ‫إلدانــة القصــف الــرويس وإجرامــه املتواصــل مــن‬ ‫االئتــاف الوطنــي لقــوى الثــورة واملعارضــة الســورية‪،‬‬ ‫والحكومــة املؤقتــة‪ ،‬وصمــت اإلعــام العــريب والغــريب‬ ‫عــا يحــدث يف مدينــة الرقــة مــن جرائــم وحشــية‬ ‫ّ‬ ‫يرتكبهــا طــران النظــام والطــران الــرويس‪ ،‬ويــأيت‬ ‫القصــف الــذي طــال مدينــة الرقــة ومدينتــي حلــب‬ ‫وإدلــب عــى خلفيــة قيــام الثــوار بكــر الحصــار عــن‬ ‫مدينــة حلــب‪ ،‬وبــث الناشــطون هاشــتاغات خاصــة‬ ‫مبدينــة الرقــة‪ ،‬حملــت عبــارات التنديــد باإلجــرام‬ ‫الــرويس بحــق املدنيــن العــزل‪ ،‬فيــا احتلــت صــورة‬

‫بإغــاق جميــع مقاهــي االنرتنــت يف مدينــة ‫‏الطبق ـة‬‪،‬‬ ‫ورفــع أســعار فواتــر امليــاه والكهربــاء والهاتــف يف‬ ‫مدينــة ‫‏الرقــة‬ إىل ســتة آالف لــرة ســورية عــن كل‬ ‫دورة‪ ،‬كــا قــام التنظيــم باالســتيالء عــى عــدد كبــر‬ ‫مــن منــازل املدنيــن الفارغــة يف مدينــة الرقــة‪ ،‬عــى‬ ‫خلفيــة قــدوم عنــارص التنظيــم مــن مدينــة منبــج‪‬‬.‬‬ ‫وســط هــذه اإلجـراءات املشــددة‪ ،‬قــام تنظيــم داعــش‬ ‫أيضــاً بنــر عــدد مــن الحواجــز يف أغلــب أحيــاء‬ ‫وشــوارع مدينــة الرقــة الرئيســة‪ .‬فيــا قــام نظــام‬ ‫األســد بفصــل موظفــي الدوائــر الحكوميــة يف مدينــة‬ ‫الرقــة‪ ،‬بحجــة عــدم التحاقهــم بعملهــم يف مناطــق‬ ‫ســيطرة النظــام‪ ،‬ومــن املتوقــع أن يشــمل قـرار الفصــل‬

‫مدينــة الرقــة واملناطــق املحيطــة بهــا هــو من طـراز يت‬ ‫يــو‪ -22‬أم ‪ 3‬وهــي قاذفــات تحمــل أطنانـاً مــن القنابل‪،‬‬ ‫التــي تحــدث دمــارا ً شــامالً يف أماكــن ســقوطها‪.‬‬ ‫الغــارات املنفــذة مل تقتــر عــى أحيــاء مدينــة الرقــة‬ ‫اآلهلــة بالســكان املدنيــن‪ ،‬بــل امتــدت لتشــمل‬ ‫محيــط ووســط مقــر الفرقــة ‪ 17‬شــال الرقــة‪،‬‬ ‫ومصفــاة العكــريش النفطيــة رشق الرقــة‪ ،‬بالتزامــن‬ ‫مــع تحليــق مكثــف للطـران الحــريب يف ســاء مدينــة‬ ‫‏الطبقــة‪ ‬،‬وســاع دوي انفجــارات مــن الجهــة الجنوبيــة‬ ‫للمدينــة‪.‬‬

‫الطبيــب محمــد املحمــد‪ ،‬الــذي أصيــب بشــظية‬ ‫نتيجــة إحــدى الغــارات‪ ،‬صفحــات الناشــطني الثوريــن‪،‬‬ ‫والطبيــب املحمــد أحــد أشــهر جراحــي مدينــة الرقــة‪،‬‬ ‫الــذي آثــر البقــاء يف املدينــة ملعالجــة الجرحــى‬ ‫واملصابــن‪.‬‬ ‫وشــهدت مدينــة الرقــة يف األيــام التاليــة تحليقـاً مكثفـاً‬ ‫لطـران االســتطالع والطـران الحــريب‪ ،‬وســط ورود أنباء‬ ‫عــن قصــف القــرى والبلــدات الشــالية يف املحافظــة‪،‬‬ ‫ووســط حالــة الهلــع والرتقــب التــي يعيشــها أبنــاء‬ ‫الرقــة‪ ،‬وردت أنبــاء مؤكــدة عــن قيــام تنظيــم‏داع ـش‬‬

‫نحــو خمســن ألف ـاً مــن املوظفــن‪ ،‬ســيكون مصريهــم‬ ‫إمــا االلتحــاق بصفــوف داعــش‪ ،‬أو النــزوح مــن الرقــة‬ ‫للبحــث عــن ســبل عيــش جديــدة‪ ،‬أو املــوت جوع ـاً‪.‬‬ ‫ويف خطــوة مثــرة للجــدل‪ ،‬ويف محاولــة يائســة مــن‬ ‫التنظيــم إلثبــات أنــه قــوي ومتامســك‪ ،‬قــام تنظيــم‬ ‫داعــش بإصــدار هويــات شــخصية مؤقتــة للمدنيــن‬ ‫يف مدينــة الرقــة‪ ،‬وقيــام الرشطــة العســكرية التابعــة‬ ‫لتنظيــم داعــش يف مدينــة الرقــة باســتدعاء كافــة‬ ‫األشــخاص الذيــن خضعــوا لــدورة عســكرية لــدى‬ ‫التنظيــم لــي يتــم الــزج بهــم يف املعــارك القادمــة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫ســجل االرتفــاع املفاجــئ مؤخ ـرا ً لفواتــر الكهربــاء يف مدينــة‬ ‫شــانيل أورفــا واملــدن والبلــدات التابعــة لهــا معانــاة جديــدة‬ ‫للســوريني‪ ،‬زادتهــم عبئــاً عــى أعبــاء تنــوء بهــا كواهلهــم‬ ‫ســابقاً‪ ،‬وحســب مــا وردنــا مــن عــدد كبــر مــن الســوريني أن‬ ‫الفواتــر الخاصــة بالســوريني تفــوق أضعافــاً مضاعفــة عــن‬ ‫نظرائهــم األت ـراك‪.‬‬ ‫ويف ظــل غيــاب عامــل اللغــة‪ ،‬وانعــدام فــرص التفاهــم‬ ‫مــع الجبــاة‪ ،‬ترتاكــم الفواتــر‪ ،‬وتــزداد الفوائــد املرتتبــة عــى‬ ‫التأخــر‪ ،‬يضــاف إليهــا إضافــات ال يعــرف الســوري كيــف‬ ‫حصلــت‪ ،‬فمثــاً أضــاف أحــد الجبــاة مبلغــاً وقــدره ‪1500‬‬ ‫لــرة تركيــة‪ ،‬وهــي حســب تعبــر الــريك «أســي»‪ ،‬ويتســاءل‬ ‫صاحــب الفاتــورة‪ ،‬هــل هــي فاتــورة قدميــة‪ ،‬يف حــن يؤكــد لــه‬ ‫أحــد جــواره مــن عــرب تركيــا‪ ،‬بــأن هــذا املبلــغ هــو غرامــة‬ ‫نتيجــة اللعــب بعــداد الكهربــاء‪ ،‬بينــا يؤكــد صاحبنــا أن ال‬ ‫أحــدا ً مــن أهــل بيتــه م ـ ّد يــده عــى الســاعة‪ ،‬وهــو إمــا أن‬ ‫يدفــع صاغــرا ً‪ ،‬أو يتــم قطــع التيــار الكهربــايئ عــن منزلــه‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫معانــاة الســوريني‪ ،‬ال تنتهــي عنــد الزيــادة يف فواتــر الكهربــاء‬ ‫واملــاء والغــاز‪ ،‬بــل متتــد لتشــمل أصحــاب الســيارات‪ ،‬الذيــن‬ ‫يراجعــون الدوائــر املختصــة لتجديــد تســجيل ســيارتهم‪ ،‬فهــم‬ ‫يدفعــون مــا قيمتــه ضعــف مــا يدفعــه املواطــن الــريك خــال‬ ‫تســجيل ســيارته‪ ،‬وعــى قلّــة أصحــاب الســيارات الخاصــة‪،‬‬ ‫فهــي تشــكل ظاهــرة بحاجــة أن نعــرف محدداتهــا‪ ،‬وملــاذا ال‬ ‫يدفــع الســوري مــا يدفعــه نظــره الــريك؟!‬ ‫(‪)3‬‬ ‫شــهدت مدينــة أورفــا يف اآلونــة األخــرة إغــاق معظــم املراكــز‬ ‫الطبيــة والصيدالنيــة‪ ،‬التــي تختــص بعــاج الســوريني‪ ،‬يف حــن‬ ‫مل يتســاءل املســؤولون يف الواليــة‪ :‬ملــاذا يراجــع الســوريون‬ ‫هــذه املراكــز وال يذهبــون إىل املشــايف العامــة الرتكيــة‪ ،‬التــي‬ ‫تقــدم لهــم العــاج مجان ـاً؟!‬ ‫بالطبــع يذهــب الســوري إىل املراكــز الصحيــة الســورية‪ ،‬ألنــه‬ ‫ال يحتــاج إىل لغــة‪ ،‬وال يحتــاج إىل مرتجــم‪ ،‬يعــر عــن آالمــه‬ ‫وأوجاعــه‪ ،‬رغــم أنــه يدفــع قيمــة املعاينــة والــدواء‪ ،‬وهــي‬ ‫تزيــد مــن أعبائــه املاليــة‪.‬‬ ‫الحرملي‬


‫‪6‬‬

‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫سيدي الرئيس أوالند‬ ‫عيسى الشيخ حسن‬ ‫بونجــور‪ ،‬أو بونســوار‪ ،‬أو بــون ميــدي‪،‬‬ ‫أدب‬ ‫هــذا مــا عرفتــه مــن أدب الحيــاة وأنــا ّ‬ ‫عــى درب الثالثــة عــرة‪ ،‬عــى يــد املــد ّرس‬ ‫الزاهــد دخيــل أويس‪.‬‬ ‫ومــن أيامهــا ك ّنــا محســوبني عــى فرنســا‪،‬‬ ‫بشــكلٍ أو بآخــر‪ ،‬ألنّنــا أوالد الفالحــن البســطاء‬ ‫الــذي ال واســطة لهــم متكّــن أوالدهــم مــن‬ ‫تعلــم اإلنكليزيــة‪ .‬كان األســتاذ دخيــل يجتهــد‬ ‫أن يعلّمنــا الحــروف الصوتيــة الصعبــة التــي‬ ‫عــاىن مــن تعلّمهــا برجوازيّــو باريــس‪ ،‬ونبالؤهــا‬ ‫الجــدد‪.‬‬ ‫س ّيدي الرئيس؛‬ ‫أحــب فيكتــور هيغــو‪،‬‬ ‫أنــا أحــب فرنســا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫روســو وفولتــر‬ ‫ومــراي ماتيــو‪ ،‬وجــان جــاك ّ‬ ‫والــروايئ (األزعــر) بلــزاك‪ ،‬والكئيــب البــر‬ ‫وأحــب غافــروش وكوزيــت وجــان‬ ‫كامــو‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فالجــان وأتذكــر دامئ ـاً شــكل مــدام تيناردييــه‬ ‫حــن يقــرأ لنــا املــدرس العبقــري محمــد بشــر‬ ‫صالــح‪ ،‬الــذي يبــي حــن يتحــدث عــن فانتــن‬ ‫املــرأة التــي ح ّولهــا ظلــم باريــس إىل عاهــرة‪.‬‬ ‫أحــب فريقهــا الذهبــي‬ ‫أنــا أحــب فرنســا؛‬ ‫ّ‬ ‫أيــام بالتينــي وجرييــس‪ ،‬ونســخته التاليــة التــي‬ ‫فــازت بــكأس العــامل بفضــل (زيداننــا) شــيخ‬ ‫الشــباب‪ ،‬أنــا أحــب فرنســا جريــدة اإليكيــب‬ ‫التــي حاولنــا قراءتهــا ونحــن صغــار ومل ننجــح‪،‬‬ ‫وقصصنــا صــور الرياضــة‪ ،‬وعلقناهــا عــى‬ ‫الجــدران‪،‬‬ ‫أحــب فرنســا الصعلــوك رامبــو‪ ،‬ومركبــه‬ ‫الســكران‪ ،‬أحــب فرنســا ريجيــس دوبريــه‬ ‫وديباجتــه البارعــة التــي ليــس يل إال أن أدهــش‬ ‫يف ثناياهــا‪ ،‬أحــب فرنســا مطبــخ الفكــر الجديــد‬ ‫مــن وجوديــة جــان بــول ســارتر‪ ،‬إىل بنيويــة‬ ‫سوســيري وروالن بــارت صاحــب مــوت املؤلــف‪،‬‬

‫أحــب (الطاعــون) وأكــره (الذبــاب)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أحــب طــواف فرنســا‪ ،‬وفوالرهــا األصفــر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وراءهــا الباريســية‪ ،‬ونهــر ســينها‪ ،‬وحيّهــا‬ ‫الالتينــي‪ ،‬وجامعتهــا الســوربون‪ ،‬وشــوارعها‬ ‫يف (أديــب طــه حســن) وروعتهــا يف دهشــة‬ ‫الطنطــاوي‪ ،‬وعــزة نفــس شــعرائها يف روايــة‬ ‫ســرانو دي بريجــراك‪.‬‬ ‫أنــا مل أزر باريــس‪ ،‬قــال يل دخيــل أويس يوم ـاً‪:‬‬ ‫إذا بقيــت عــى هــذا املســتوى حتــى الصــف‬ ‫العــارش سأرســلك إىل فرنســا‪ ،‬مل أزرهــا ألين‬ ‫طالــب كســول‪ ،‬ومل أزرهــا فيــا بعــد ألن‬ ‫الســياحة ليســت ألمثالنــا‪ ،‬ومل أزرهــا الجئــاً‪،‬‬ ‫وألن‬ ‫رئتــي‪ّ ،‬‬ ‫أل ّن متاحــاً مــن الهــواء مــازال يف‬ ‫ّ‬ ‫اخــرت منفــاي قبــل فصــل الربيــع العــريب‪.‬‬ ‫س ّيدي الرئيس؛‬

‫كان يف و ّدي أن أخــرك أخبــارا ً طيبــة عــن‬ ‫ديــواين الخامــس‪ ،‬وحفيــدي الثامــن‪ ،‬وذكريــايت‬ ‫وقصــة شَ ــعر م ـراي‬ ‫عــن الطبشــور الفرنــي‪ّ ،‬‬ ‫ماتيــو‪ ،‬وبعــض العبــارات التــي ظلّــت يف البــال‬ ‫مــن مرسحيــة الربجــوازي النبيــل ملوليــر‪،‬‬ ‫واملمثلــن البارعــن آالن ديلــون وكاتريــن‬ ‫دينــوف‪ ،‬عــن اإلتيكيــت الفرنــي‪ ،‬ومدرســة مــا‬ ‫بعــد الحداثــة‪.‬‬ ‫كنــت ســأقول لــك إ ّن حفيــدي (إبراهيــم) يف‬ ‫الرقّــة‪ ،‬وقــد ولــد منــذ عــرة أيّــام‪ ،‬وليــس لــه‬ ‫عالقــة بســائق الشــاحنة يف نيــس؛ فــا تص ـ ّدق‬ ‫واضعــي األهــداف أن إبراهيــم إرهــايب‪ ،‬كنــت‬ ‫ســأقول لــك إين حتــى اآلن مل أره‪ ،‬طلبــت‬ ‫الصــورة مـرارا ً مــن أهلــه‪ ،‬يقولــون إن الكهربــاء‬ ‫مقطوعــة دامئــاً يف تلــك القريــة البعيــدة‪،‬‬

‫ســامحني؛ فلــن أذكــر لــك اســم القريــة حتــى‬ ‫ال يصطادهــا طيــاروك‪ ،‬كنــت ســأقول لــك‪ :‬أهــل‬ ‫الرقّــة طيّبــون‪ ،‬ومل يعرفــوا اإلرهــاب وال التديّــن‬ ‫الحــا ّد يف حياتهــم‪ ،‬وأنّهــم يبكــون يــا سـيّدي إذا‬ ‫ســمعوا منشــدا ً يغ ّنــي «املول ّيــا»‪ .‬كان يجــب أن‬ ‫تســمع املول ّيــا ســيدي الرئيــس‪ ،‬لتعــرف أن مثــة‬ ‫الحــب‬ ‫باريســيني يف الــرق‪ ،‬يدينــون بديــن‬ ‫ّ‬ ‫والف ـ ّن‪ ،‬وأ ّن الرقّــة أســرة لعبــة كبــرة‪ ،‬خــاض‬ ‫فيهــا الجميــع‪.‬‬ ‫كل هــذا‪ ،‬ولكــ ّن قصــف‬ ‫كنــت ســأقول لــك ّ‬ ‫طياريــك لهــذه القريــة (قريــة التوخــار) بحجــة‬ ‫الداعــي‬ ‫دعوشــة أهلهــا‪ ،‬فاجأتنــي بهــذا‬ ‫ّ‬ ‫الصغــر إســاعيل‪ ،‬إســاعيل ابــن (البطــة‬ ‫شــقي‪،‬‬ ‫الســوداء) يــا ســيدي‪ ،‬أنــا أعــرف أنــه‬ ‫ّ‬ ‫أقصــد مــن مالمحــه وجســده املتعــايف‪ ،‬ولكــن‬

‫هــل يعقــل أنــه مــن أرســل ســائق الشــاحنة إىل‬ ‫ربــا قــال لكــم مــن قــال إن‬ ‫نيــس؟ أنتــم أدرى‪ّ .‬‬ ‫إســاعيل هــو مــن حمــل ســاطورا ً‪ ،‬أو ارتــدى‬ ‫حزام ـاً ناســفاً‪ ،‬ولكــن أال تــرى أن هــذا الطفــل‬ ‫يقــر‬ ‫بحالقــة (البانــي) مل ّ‬ ‫يقــص شــعره‪ ،‬ومل ّ‬ ‫ثوبــه‪ ،‬ومل يضــع طاقيــة عــى رأســه؟‬ ‫وربــا ال أجــد مــن ســيرتجمها‬ ‫أنــا أكتــب لــك‪ّ ،‬‬ ‫لــك‪ ،‬فبؤســاء هيغــو تناســلوا فينــا يــا ســيدي‪،‬‬ ‫كل قريــة‪ ،‬مثــة‬ ‫كل حــارة ويف ّ‬ ‫كل مدينــة ويف ّ‬ ‫يف ّ‬ ‫جــان فالجــان ومثــة مســيو تيناردييــه ومثــة‬ ‫ٍ‬ ‫بيــت يــا ســيدي‬ ‫كل‬ ‫الرشطــي جافــر‪ ،‬ويف ّ‬ ‫(طاعــون) ومثــة (ذبــاب)‪ /‬ومث ّــة هــواة كــرة‬ ‫يهربــون مــن الواقــع بتشــجيع الفــرق التــي‬ ‫لعبــت يف يــورو ‪ ،2016‬وصفّقــت لالعبكــم رقــم‬ ‫‪ ،7‬وحزنــت لخســارتكم اللقــب‪ ،‬كــا حزنــت‬ ‫لضحاياكــم يف حادثــة نيــس‪.‬‬ ‫يــا سـ ّيدي أكتــب لكــم؛ ألقــول لــك نحــن لســنا‬ ‫إرهابيّــن‪ ،‬وال طاقــة لنــا بالهجــرة التــي يجــب‬ ‫أن نســر عــى رصاطهــا املســتقيم الضيّــق فيقــع‬ ‫مــن يقــع‪ ،‬ويغــرق مــن يغــرق‪ ،‬حتــى يصــل‬ ‫املغامــرون إىل ج ّنتكــم املوعــودة‪.‬‬ ‫نحــن يــا ســيدي لســنا إرهاب ّيــن‪ ،‬لســنا قتلــة‪،‬‬ ‫وأنتــم أدرى بلعبــة داعــش وماعــش‪ ،‬نحــن‬ ‫أغنيــة تلــك األرض البائســة‪ ،‬نغ ّنــي لليــل‬ ‫الصحــراء املول ّيــا‪ ،‬ثــم نبــي‪.‬‬ ‫قدميـاً كان إســاعيل وإســحاق ابنــي إبراهيــم‪،‬‬ ‫وإســاعيلنا هــذا‪ ،‬هــذا الــذي يتم ـ ّدد مبتس ـاً‬ ‫ـش ليــس إالّ ذاك الـــ (إســاعيل)‬ ‫اب هـ ّ‬ ‫عــى تـر ٍ‬ ‫يف صحـراء الرعــب‪ ،‬يــرخ مــن العطــش‪ ،‬وأ ّمــه‬ ‫املحــارصة تبحــث لــه عــن جرعــة خــاص‪ ،‬يف‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫هــذا الـراب األممـ ّ‬ ‫ثم أال ترى أنها ليست معه؟‬

‫وهذا نصها بالفرنسية‬ ‫‪Nom : Sheikh Hassan Prénom : Issa Adresse : A l’attention de Monsieur le Président de la République Palais de l›Elysée 55, rue du faubourg Saint-honoré 75008 Paris Le 232016/07/ Cher Monsieur le Président‬‬ ‫‪de la République Française François Hollande‬‬ ‫‪peuple de Nice. Ne croiriez pas ceux‬‬ ‫‪qui disent que Ibrahim est terroriste.‬‬ ‫‪Malheureusement, que je ne l›avais pas‬‬ ‫‪vu jusqu›à maintenant. J›ai demandé‬‬ ‫‪son image plusieurs fois de ses parents‬‬ ‫‪mais hélas, ils me disaient toujours que‬‬ ‫‪l›électricité était coupée dans ce village‬‬ ‫‪lointain. Excusez-moi, je ne vous dirai‬‬ ‫‪le nom du village de crainte que vos‬‬ ‫‪chasseurs ne le bombarde. Je vous‬‬ ‫‪aurais dit que les habitants d›ar-Raqqa‬‬ ‫‪sont bons ainsi qu›ils n›ont pas connu‬‬ ‫‪le terrorisme ou la religion extrémiste‬‬ ‫‪dans leur vie et qu›ils pleurent, monsieur‬‬ ‫‪le président, en écoutant le chanteur de‬‬ ‫‪«la Mouleilla». Vous devriez, monsieur‬‬ ‫»‪le président, écouter «la mouleilla‬‬ ‫‪pour connaitre qu›il y a, à l›Orient,‬‬ ‫‪des parisiens qui obéissent la religion‬‬ ‫‪de l›amour et de l›art, et que ar-Raqqa‬‬ ‫‪est l›esclave d›un grand jeu auquel tout‬‬ ‫‪le monde ont participé. Je vous aurais‬‬ ‫‪dit tout ça, si le bombardement de vos‬‬ ‫‪chasseurs contre ce village nommé‬‬ ‫)‪( Tokhar), sous prétexte de (daecha‬‬ ‫‪l›extrémité de ses‬‬

‫‪en français plus tard. Je n’ai même pas‬‬ ‫‪pu visiter Paris comme touriste, parce‬‬ ‫‪que le tourisme n›est pas possible pour‬‬ ‫‪les gens sous-classés comme nous. Je‬‬ ‫‪n’y était pas comme réfugié pendant‬‬ ‫‪cette crise car j›avais encore une sous‬‬‫‪espace assez grand dans les poumons‬‬ ‫‪pour pouvoir respirer, ainsi que j›avais‬‬ ‫‪déjà choisi mon exil avant l›arrivé‬‬ ‫‪du « Printemps Arabe ». Monsieur‬‬ ‫‪le président, J›aimerais vous dire de‬‬ ‫‪bonnes nouvelles sur ma cinquième‬‬ ‫‪œuvre poétique, sur mon huitième‬‬ ‫‪petit-fils, sur mes mémoires des craies‬‬ ‫‪françaises, sur l›histoire de la poésie que‬‬ ‫‪Muraille Mathieu chantait, sur quelques‬‬ ‫‪expressions littéraires restées dans ma‬‬ ‫‪mémoire de la pièce «Le Bourgeois‬‬ ‫‪gentilhomme» de Molière, sur les‬‬ ‫‪acteurs doués Alain Delon et Catherine‬‬ ‫‪Deneuve qui ont joué plusieurs rôles‬‬ ‫‪sur le Savoir-Vivre et l’Étiquette à la‬‬ ‫‪Française et sur les modes de nouvelles‬‬ ‫‪modernités. Je voulais vous dire que‬‬ ‫‪mon petit-fils (Ibrahim), qui est né‬‬ ‫‪depuis dix jours à « Al Raqa » en Syrie,‬‬ ‫‪n›a aucun rapport avec le chauffeur‬‬ ‫‪de camion qui a attaqué les innocents‬‬

‫‪sportives et les collées sur murs après‬‬ ‫‪avoir échoués à le lire au cours de‬‬ ‫‪notre enfance. J›aime la France du‬‬ ‫‪vagabond Rimbaud et son bateau ivre.‬‬ ‫‪J›aime la France de Régis Debray et‬‬ ‫‪son génial style étonnant. J›aime la‬‬ ‫‪France, l›usine des nouvelles pensées‬‬ ‫‪de l›existentialisme de Jean-Paul Sartre‬‬ ‫‪à la structuralisme de Saussure et de‬‬ ‫‪Roland Parthes le créateur de «la mort‬‬ ‫‪de l›auteur». J›aime «Les Mouches» de‬‬ ‫‪Sartre et «La Peste» de Camus. J›aime‬‬ ‫‪faire le tour de France, son foulard‬‬ ‫‪jaune, son accent parisien, sa rivière La‬‬ ‫‪Seine, son Quartier Latin, son université‬‬ ‫‪La Sorbonne, ses rues dans les œuvres‬‬ ‫‪de Taha Hussein, sa majesté dans‬‬ ‫‪l’étonnement profond d›Al-Tahtawi et‬‬ ‫‪l›orgueil de ses poètes dans le roman‬‬ ‫‪«Cyrano de Bergerac». Moi, je n›ai‬‬ ‫‪pas encore visité Paris. Je me rappelle‬‬ ‫‪qu’un jour, mon enseignant Dakhil‬‬ ‫‪AOSSI m›avais dit : si tu continuerais‬‬ ‫‪faire aussi bien en français jusqu›à‬‬ ‫‪la classe de dixième, je t›enverrais‬‬ ‫‪en France pour continuer tes études,‬‬ ‫‪mais, malheureusement, je n’ai pas pu‬‬ ‫‪visiter Paris car je devenait paresseux‬‬

‫‪des classes riches de notre société‬‬ ‫‪syrienne. Notre enseignant Dakhil‬‬ ‫‪faisait tout de son mieux pour nous‬‬ ‫‪bien enseigner la bonne prononciation‬‬ ‫‪des voyelles du français que même‬‬ ‫‪les nouveaux bourgeois et nobles de‬‬ ‫‪Paris avaient une certaine difficulté à‬‬ ‫‪les apprendre. Monsieur le président,‬‬ ‫‪Moi, personnellement, j›aime la France,‬‬ ‫‪j›aime Victor Hugo, Mireille Mathieu,‬‬ ‫‪Jean Jacques Rousseau, Voltaire, le‬‬ ‫‪romancier (factieux) Balzac et le‬‬ ‫‪mélancolique Albert Camus. J›aime‬‬ ‫‪également Gavroche, Cosette et Jean‬‬ ‫‪Valjean. Et je me souviens toujours du‬‬ ‫‪caractère de madame Thénardier quand‬‬ ‫‪l›enseignant génial Mouhammed‬‬ ‫‪Bashir Saleh lisait Les misérables, il‬‬ ‫‪pleura quand il nous parlait de Fantine,‬‬ ‫‪Cette femme que l›injustice de Paris l›a‬‬ ‫‪transformée en une femme prostituée.‬‬ ‫‪Moi, j›aime la France, j›aime son équipe‬‬ ‫‪d›or de l›épique de Platini et de Giresse‬‬ ‫‪et son successeur celle qui a gagné la‬‬ ‫‪coupe du monde grâce à notre jeune‬‬ ‫‪joueur aimé Zinedine Zidane. J›aime‬‬ ‫»‪la France du journal «L›EQUIPE‬‬ ‫‪que nous en avons coupées les photos‬‬

‫‪Issa Sheikh Hassan Prénom‬‬ ‫‪Bonjour, bon après-midi ou bonsoir,‬‬ ‫‪c›est tout ce que j›avais appris du mode‬‬ ‫‪de la vie française que mon enseignant‬‬ ‫‪mystique de la langue française Dakhil‬‬ ‫‪AOSSI m’avais appris quant j’avais à‬‬ ‫‪peine treize ans. A ces jours - là, nous‬‬ ‫‪étions, d›une manière ou d›une autre,‬‬ ‫‪considérés affilié, en la faveur de la‬‬ ‫‪France. Puisque nous, les enfants des‬‬ ‫‪pauvres paysans (qui n’avaient aucune‬‬ ‫‪faveur ou privilège dans notre propre‬‬ ‫‪pays), nous étions obligés d›étudier‬‬ ‫‪la langue française comme une‬‬ ‫‪langue étrangère et non pas la langue‬‬ ‫‪anglaise qui était réservée aux enfants‬‬


‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫بني ّ‬ ‫التشوّه واالستقامة‬ ‫خارط��ة س��وريا اجلغراف ّي��ة‬ ‫السياس�� ّية متح ّرك��ة كزل��زال‪..‬‬ ‫ال��روس يفش��لون يف حتقي��ق‬ ‫مبتغاه��م ال��ذي أعلن��وا عن��ه وح��ددوا‬ ‫ل��ه زمن��اً قص�يراً‪ .‬ق��وى الث��ورة‬ ‫الس��وريّة العس��كريّة حت��رز تق ّدم��اً‬ ‫حساس��ة‪،‬‬ ‫ميداني��اً مهم��اً يف جبه��ات ّ‬ ‫وترتاج��ع يف جبه��ات أخ��رى‪ .‬أماكن‬ ‫تس��قط بي��د تنظيم��ات انفصالي��ة‬ ‫مدعوم��ة م��ن النظ��ام وغ��رف‬ ‫عس��كريّة دول ّي��ة‪ ،‬وأماك��ن جدي��دة‬ ‫تتحرر من سيطرة النظام‪ ..‬يف حني‬ ‫ختف��ق خارط��ة اخلط��اب السياس��ي‬ ‫واملعن��وي ل��دى أطي��اف واس��عة م��ن‬ ‫الس��وريني املناهض�ين لنظ��ام بش��ار‬ ‫اإلرهاب��ي‪ ،‬يف تقدي��م رؤي��ة منطقية‬ ‫منهجي��ة وأخالقي��ة مبدئ ّي��ة‪،‬‬ ‫متواكب��ة م��ع احل��دث والواق��ع‪ ،‬بع��د‬ ‫جت��ارب مخ��س س��نوات‪ ،‬س��واء يف‬ ‫التعاط��ي م��ع اإلجن��ازات اإلجياب ّي��ة‬ ‫يف املعرك��ة الس��وريّة‪ ،‬كال ّتحري��ر‪،‬‬ ‫أو يف ال ّتعام��ل م��ع اإلخفاق��ات‬ ‫واخلس��ائر ووي�لات احل��رب والن��زاع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتأخ��ر يف إدراك حقيق��ة املهم��ة‬ ‫الوطن ّي��ة الصارم��ة‪ ،‬اليت حتتم على‬ ‫الف��رد واجلماع��ة واجملتم��ع القي��ام‬ ‫مبس��ؤوليات والتزام��ات مصريي��ة‬ ‫أك�بر م��ن طموح��ات ش��خصية أو‬ ‫مجاعاتي��ة أو حزب ّي��ة أو عصبويّ��ة‪.‬‬ ‫صحيــح أن الحــرب التــي يخوضهــا نظــام‬ ‫بشــار وحلفــاؤه بدعــم دويل رشســة‪،‬‬ ‫وتنفّــذ اتفاقــات رسيّــة ومخططــاً‬ ‫عدوان ّيــاً تتضــح صورتــه يومــاً بعــد‬ ‫ـن‪ ،‬هنــاك حالــة مــن الضّ عــف‬ ‫يــوم‪ ،‬لكـ ْ‬ ‫منتــرة يف ذهن ّيــة الحــراك الســوري‬ ‫داخــل املعارضــة الســوريّة وخارجهــا‪ ،‬ال‬ ‫تقتــر عــى الخطــاب الســيايس وقادتــه‪،‬‬ ‫بــل تضــم أصواتــاً متن ّوعــة للســوريني‬ ‫املتشــابهني أخالقيــاً وسياســياً وفكريــاً‬ ‫واجتامعيــاً‪ ،‬واملختلفــن واملتباينــن‬ ‫واملتناقضــن‪ ،‬تتح ّمــل جــزءا ً مــن‬ ‫مســؤولية هــذه الحــرب‪.‬‬ ‫الحقيقــة أن يف املشــهد الســوري‬ ‫تناقضــات وإشــكال ّيات كثــرة ناجمــة‬ ‫عــن الرتاكــات التاريخيّــة االنهزاميّــة‬ ‫ملامرســات نظــام االســتبداد والفســاد‬ ‫والتمييــز الطائفــي واملناطقــي‪ ،‬الــذي‬ ‫أنتــج الخــوف والقهــر والنفــاق‬ ‫واالســرقاق‪ ،‬ونجــح يف تجميــد مفاهيــم‬ ‫االســتقامة؛ مــن إنصــاف وعــدل ونزاهــة‬ ‫وصــدق وأمانــة‪ ،‬واشــتغل‪ ،‬عوض ـاً عنهــا‪،‬‬ ‫مبنظومــة فســاد وتخلــف وقهــر‪ ،‬حتــى‬ ‫اســتفحلت األدواء االجتامعيّــة‪ ،‬وشـ ّوهت‬ ‫أداء األفــراد والجامعــات واملؤسســات‪،‬‬ ‫وأسســت ملفاهيــم الفرقــة واالنقســام‪.‬‬ ‫فليــس كل مــن هــرب مــن نظــام بشــار‪،‬‬ ‫أو داعــش‪ ،‬أو غريهــا‪ ،‬وعمــل يف صفــوف‬ ‫املعارضــة والثــورة‪ ،‬ميثّــل موقفــاً نبيــاً‬

‫‪7‬‬

‫قطوف فراتية‬

‫وراء السياسة‪!..‬‬ ‫د‪ .‬عبد القادر العلي‬

‫د‪ .‬سماح هدايا‬ ‫ويجســد إرادة شــجاعة‪،‬‬ ‫ورأيــاً ثوريــاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أو يحمــل فكــره الوفــاء ملغــزى وطنــي‬ ‫أو أخالقــي مناهــض للفســاد واالســتبداد‬ ‫والتبعيــة والعاملــة‪ .‬هنــاك خلــل وخلخلة‬ ‫يف الواقــع الســوري العــام‪ .‬والواضــح‬ ‫الجــي أنّ تضحيــات الشــعب الســوري‬ ‫وبطوالتــه يف مكافحــة العــدوان الــرس‬ ‫والطغيــان‪ ،‬أكــر بكثــر مــن تنظــر‬ ‫مثقفيــه وتخطيــط قادتــه وخطــاب‬ ‫إعالمــه‪.‬‬ ‫مل يكــن ســهال أن يتعــاىف الســوريون‬ ‫العاملــون يف الواقــع املحيــط بالثــورة‬ ‫واملعارضــة مــن آثــار الدمــار االجتامعــي‪،‬‬ ‫برسعــة ؛ ألنّ ذهن ّيــة املرحلــة الســابقة‬ ‫ترســخت يف العقــول واألداءات‪.‬‬ ‫ونتائجهــا ّ‬ ‫بالطبــع هنــاك النبــاء الذيــن يضحــون‬ ‫لكــن‪،‬‬ ‫ألجــل مبــادئ الثــورة واإلنســان‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫هنــاك الســفلة الذيــن يســتغلونها‪.‬‬ ‫ويســرون فيهــا أينــا تســر مكاســبهم‪..‬‬ ‫ومثلــا نشــأ‪ ،‬ســابقا‪ ،‬يف نظــام األســد‬ ‫طبقــة رجــال األعــال واملــال تعاونــت‬ ‫مــع النظــام وشــاركته أعاملهــا وتجارتهــا‬ ‫ومكاســبها‪ ،‬وسـ ّـرت ربحهــا مدعومــة بــه‪،‬‬ ‫وصــارت جــزءا ً مــن الفســاد واالســتغالل‬ ‫واالحتــكار‪ ،‬أخــذت تنشــأ الطبقــة‬ ‫املشــابهة لهــا مــن رجــال األعــال يف‬ ‫صفــوف املعارضــة الواســعة ومؤسســاتها‬ ‫ومنظامتهــا العاملــة يف الداخــل‬ ‫والخــارج‪ ،‬والتــي مل تتط ّهــر مــن بقايــا‬ ‫النظــام وعيــون عمالئــه وحملــة العقــل‬ ‫االنتفاعــي وذهنيــة الجاهلــن‪ ،‬متــارس‬ ‫الســلوك نفســه‪ ،‬وقــد تحمــل أيضــاً‬ ‫صبغــات أيديولوجيــة فوقيّــة‪ .‬وهــو مــا‬ ‫زاد يف املــأزق الوطنــي؛ فمــن اعتــاد أن‬ ‫يخــرب بيــت غــره ليحقــق مصلحتــه‪،‬‬ ‫ويكتــب يف اآلخريــن التقاريــر املؤذيــة‬ ‫التــي ترفــع مــن أســهمه عنــد أســياده‪،‬‬ ‫ويعــد لغــره األفخــاخ واملصائــد‪ ،‬ال يتواىن‬ ‫لكــن‬ ‫عــن تكــرار ذلــك يف ظــرف آخــر‪ّ .‬‬ ‫صوتــه لــن يحمــل ثــورة أو معارضــة‬ ‫وطنيّــة‪ ،‬حتــى لــو رصخ بأعــى األبــواق‬ ‫الثوريّــة‪ .‬ملســألة مســالة وقــت يكشــف‬ ‫الحقيقــة‪ ،‬وتجــارب تفضــح الكــذب‪.‬‬

‫السياســية والعســكرية‪ ،‬وموضــوع‬ ‫الــوالءات والعاملــة ألط ـراف ذات نفــوذ‬ ‫ســيايس موجــودة‪ ،‬وهــي التــي تســهم يف‬ ‫هــدر جهــود املقاومــة البطوليــة‪ ،‬التــي‬ ‫يقــوم بهــا الســوريون‪ .‬تجــار الحــروب‬ ‫موجــودون‪ .‬وســائل اإلعــام تغــص بهــذه‬ ‫األجهــزة‪ .‬واألح ـزاب‪ ،‬واملنظــات كذلــك‪.‬‬ ‫املعارضــات السياســية والعســكريّة‬ ‫مخرتقــة بهــؤالء وبأذرعــة اســتخبارات‬ ‫ـن إرادة الشــعب هــي الرقــم‬ ‫دوليــة‪ .‬لكـ ّ‬ ‫الصعــب الــذي ســيغري املعادلــة‪ ،‬ويقلــب‬ ‫الطاولــة عــى املشــاريع التخريبيّــة‪.‬‬

‫الحــرب يف ســوريا وعــى ســوريا‪،‬‬ ‫جــزء مــن قضيــة عامليــة‪ ،‬تتصــارع فيهــا‬ ‫القــوى الدوليّــة واألنظمــة واملنظومــات‬ ‫األيدولوج ّيــة‪ .‬فالنظــام العاملــي بقــواه‬ ‫املختلفــة يتحــارب يف ســوريا‪ .‬هــو‬ ‫ليــس دولــة واحــدة وال ديــن واحــد‬ ‫وال مذهــب واحــد‪ .‬وليــس بثابــت بــل‬ ‫متحــرك وفــق املصالــح‪ .‬هــو نظــام‬ ‫مــايل ناهــب بقــوى سياســية ودينيــة‬ ‫وقوميــة مختلفــة متحالفــة‪ ،‬يقاتــل‬ ‫للهيمنــة والنفــوذ والســيطرة عــى‬ ‫املــوارد والتحكّــم بالطاقــات‪ ،‬ميتــد‬ ‫عميقـاً يف املجتمعــات متجــاوزا ً أي نظــام‬ ‫ســيايس يع ّوقــه يف تحقيــق مصالحــه‬ ‫االقتصاديــة والسياســية‪ .‬هــذا النظــام‬ ‫العاملــي‪ ،‬ينتــج فكــرا ً ناهبــاً مهيمنــاً‪،‬‬ ‫يــوازي الفكــر الشــمويل الــذي أنتجتــه‬ ‫الحضــارة الغرب ّيــة يف النازيــة والشــيوعية‪،‬‬ ‫لكــن بتقنيــات حداثيــة‪ ،‬مســتفيدا ً مــن‬ ‫ظــروف العوملــة واالتصــاالت‪ ،‬ومغريــات‬ ‫الشــعارات الدميقراطيّــة وحقــوق‬ ‫اإلنســان‪ ،‬يخلــو مــن مفاهيــم اإلنصــاف‬ ‫والعــدل‪ ،‬ومقطــوع عن ســياق إنســانيته‪.‬‬ ‫ألنّــه يســتخدم أدوات الديــن والقوميــة‬ ‫بعنرصيــة‪ ،‬وبحســب مصالحــه لتفكيــك‬ ‫املجتمــع وإثــارة النزاعــات األهليــة‪.‬‬ ‫وال تقــع فريســة ســهلة لهــذا النظــام‪،‬‬ ‫إال الشــعوب التــي نخرتهــا أمــراض‬ ‫االســتبداد والفســاد‪ ،‬فتتســع والرصاعــات‬ ‫التــي تهــد يف كيــان األمــة‪.‬‬ ‫هــذا الواقــع شــديد الوضــوح يف ســوريا‬ ‫وعــى ثورتهــا‪ .‬فالنظــام اســتمر عىل مدى‬ ‫األجهزة القمعية متواجدة يف األجســام خمــس ســنوات ونصــف‪ ،‬عــى الرغــم‬

‫مــن أنــه مــارس جرائــم الحــرب وجرائــم‬ ‫ضــد اإلنســانية وه ّجــر املاليــن‪ ،‬واعتقــل‬ ‫وجــرح وقتــل املاليــن‪ ،‬وراح يهــ ّدد‬ ‫أمــن املنطقــة واســتقرارها‪ ،‬واســتجلب‬ ‫امليليشــيات الطائفيــة واملرتزقــة مــن‬ ‫كل العــامل‪ ،‬وفقــد كل رشعيــة أخالقيــة‬ ‫وسياســية‪ .‬اســتمر ألنّــه النمــوذج‬ ‫األمثــل لحاميــة مصالــح قــوى يف النظــام‬ ‫العاملــي االســتعامري‪ ،‬وألنــه مطلــوب‬ ‫حتــى انتهــاء مهمتــه يف إدارة الــراع‬ ‫وتأجيجــه لتقســيم ســوريا وتدمريهــا‪.‬‬ ‫ال شــك أن أطــراف املعارضــة الســورية‬ ‫لهــا أخطاؤهــا الكثــرة‪ ،‬وهــي منقســمة‬ ‫متصارعــة‪ ،‬وتعــاين مؤسســاتها مــن‬ ‫الفســاد والفــوىض؛ لكنهــا ال تتحمــل يف‬ ‫األســاس مســؤولية الحــرب عــى ســوريا‪.‬‬ ‫نظــام األســد الطائفــي الــذي مــارس‬ ‫العنــف واإلرهــاب يف الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫كــا ال تتحمــل وحدهــا مســؤولية حــرب‬ ‫قــوى دوليّــة‪ .‬صحيــح أن هنــاك حالــة‬ ‫اندســاس اســتخبارايت يســعى لتوجيــه‬ ‫أعــال املعارضــة؛ لكــن‪ ،‬هنــاك األهــم‬ ‫وهــو واقــع الح ـراك الســوري الشــعبي‪،‬‬ ‫وفيــه مــن يؤيــد نظــام بشــار‪ ،‬ومــن‬ ‫يهاجــم املعارضــة ملجــرد كونهــا معارضــة‬ ‫قبــل أن يهاجمهــا يف جــودة عملهــا‬ ‫وأصالــة مبادئهــا‪ .‬وهــو مــا يجعــل‬ ‫الحــراك مضطربــاً‪.‬‬ ‫النفــاق والخســة والتخــاذل مــن‬ ‫صفــات املجتمــع املنهــار‪ .‬وال ميكــن أن‬ ‫ينهــض املجتمــع‪ ،‬ويتغلــب عــى انهيــاره‬ ‫بجســم ضعيــف تفشّ ــت فيــه األمــراض‬ ‫الخبيثــة‪ .‬ال يقــوى أن يواجــه الحــرب‬ ‫الــروس والعــدوان الــرس‪ ،‬إال إذا ثــار‬ ‫عــى ضعفــه وأحيــا قوتــه بطاقــة جديــدة‬ ‫نظيفــة صالحــة للواقــع ذات كربيــاء‪.‬‬ ‫فصفــوف الشــعب واملعارضــة الرســمية‬ ‫وغــر الرســمية‪ ،‬السياســية‪ ،‬والعســكرية‪،‬‬ ‫واملدنيّــة والثقافيــة ســينقلب عليهــا‬ ‫التاريــخ ويهزمهــا رش هزميــة‪ ،‬إن مل‬ ‫تســتقم يف مســرها وفــق رابطــة األخــوة‬ ‫الوطنيــة وتكافــح ملتحمــة وجدان ّيــاً‪،‬‬ ‫ومنســجمة عقليّــاً مــن أجــل ســوريا‬ ‫كوطــن واحــد ودولــة واحــدة للشــعب‬ ‫الســوري‪..‬‬

‫كنــت ذاهب ـاً وإياهــا إىل منطقــة تقــع‬ ‫إىل الــرق مــن بــاب الفــرج لتوقيــع عقــد‬ ‫اآلجــار للبيــت الــذي اســتأجرته منهــا منــذ‬ ‫أيــام‪ ..‬يف الطريــق ســألتني مــن أي مدينــة‬ ‫أنــت؟‬ ‫قلــت لهــا‪ :‬مــن الرقــة‪ .‬كان ســؤالها فاتحــة‬ ‫الحديــث بيننــا لتســتمر األســئلة واألجوبــة‬ ‫حتــى اقرتبنــا مــن البنــاء الــذي نقصــده‪.‬‬ ‫قلــت لهــا ملــاذا ال يذهــب زوجــك معــي؟!‬ ‫قالت‪ :‬أنا مطلقة‪.‬‬ ‫قلــت‪ :‬وأنــا مطلــق‪ .‬ســبحان مــن جمعنــا‬ ‫مع ـاً‪ ،‬وشــاءت األقــدار أن تختارنــا مــن كل‬ ‫أهــل حلــب أنــا وأنــت؟!! يبــدو أن يف هــذا‬ ‫اللقــاء رس أو نصيــب‪!..‬‬ ‫بعــد التوقيــع عــى العقــد‪ ،‬خرجنــا معــاً‬ ‫مــن عنــد كاتــب العقــود‪ ،‬كنــت أتوقــع‬ ‫أن نعــود أدراجنــا إىل بــاب الفــرج مشــياً‬ ‫عــى األقــدام ليكتمــل تعارفنــا‪ ،‬كنــت‬ ‫أمــي أمامهــا‪ ،‬وهــي تقفــز مــن خلفــي‬ ‫كل درجتــن معــاً‪ ،‬كانــت رائحــة عطرهــا‬ ‫تقتحمنــي‪ ،‬شــعرت أنهــا تريــد غــر اتجــاه‪،‬‬ ‫قلــت لهــا‪ :‬مل نكمــل حديثنــا بعــد‪ ،‬قالــت‪:‬‬ ‫فاهمــة عليــك‪ ،‬راح أعمــل اســتخارة وراح‬ ‫أشــوف مــاك‪ ،‬وســيقول يل‪ :‬ترتكــن شــباب‬ ‫حلــب وتتزوجــن مــن شــاوي؟!!‬ ‫ســمعت ضحكــة مــن خلــف النقــاب‪،‬‬ ‫كانــت عيناهــا ســوداوين تنــان عــن دهــاء‬ ‫أوقعــت نفــي فيــه‪ ،‬ومل أكــن مهيــأً ألي‬ ‫جــواب حينهــا‪ .‬ومــا زالــت الخيبــة تنتابنــي‬ ‫كلــا تذكــرت حلــب‪.‬‬ ‫حمى الله حلب وأهلها‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫من داخل السرب‬

‫عذراً من تروتسكي‪.‬‬ ‫األخــاق هــي مجموعــة مــن القيــم موجهــة‬ ‫للســلوك البــري‪ .‬هــذا تعريــف مــدريس‬ ‫مبســط‪ .‬هــل القيــم هــذه محكومــة بفضــاء‬ ‫آخــر يجــب مناقشــته‪ ،‬أم أنهــا قــارة ال تحــول‬ ‫وال تــزول وليســت تاريخيــة؟ هنالــك مــا‬ ‫ميكننــا تســميته القيــم الفرديــة‪ .‬القيــم التــي‬ ‫تخــص ســلوك الفــرد اليومــي‪ ،‬يف منزلــه‪ ،‬مــع‬ ‫أصدقائــه‪ ،‬يف عملــه‪ ،‬يف كل مجــال منخــرط‬ ‫فيــه كفــرد‪ .‬هــذه القيــم الفرديــة مرشوطــة‬ ‫للرتبيــة البيتيــة‪ .‬لكــن الســؤال‪ :‬البيــت ذاتــه‬ ‫يف أي زمــن يعيــش‪ ،‬تحــت أيــة ظــروف؟ هــذه‬ ‫معضلــة تواجــه كل دارس لعالقــة األخــاق‬ ‫بالسياســة‪ .‬ملــا فيهــا مــن تباينــات وتناقضــات‪،‬‬ ‫رمبــا تصــل إىل االختــاف بــن بيــت وآخــر‪،‬‬ ‫وظــروف كل بيــت وآخــر‪ .‬رغــم املشــرك‬ ‫الزمــاين واملــكاين‪ .‬املعضلــة األهــم يف هــذه‬ ‫العالقــة املعقــدة بــن األخــاق والسياســة‪،‬‬ ‫والتــي تحــدث عنهــا معظــم الفالســفة منــذ‬ ‫أفالطــون مــرورا ً مبيكافيــي وكانــط وفالســفة‬ ‫عــر التنويــر‪ ،‬وانتهــاء بأنهــا إشــكالية كونيــة‬ ‫ال تــزال مطروحــة حتــى اللحظــة‪ .‬املعضلــة‬ ‫عندمــا نتحــدث يف هــذه العالقــة ضمــن‬ ‫مجتمعــات ودول‪ .‬كيــف ميكننــا دراســة أيــة‬ ‫عينــة؟ مثــال لنقــل األخــاق والسياســة يف‬ ‫فرنســا أو يف أمريــكا‪ .‬أو نحــاول مقاربــة‬ ‫األخــاق والسياســة يف بلــد تحكمــه ســلطات‬ ‫ديكتاتوريــة مجرمــة وفاشــلة وفاســدة‪ ،‬عــى‬ ‫كل الصعــد كالســلطة األســدية‪ .‬فصــل األخالق‬ ‫عــن السياســة كأيقونــة مكافيلليــة‪ .‬الحافــز‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫أخالقنا واخالقهم‪!..‬‬

‫األخالقــي للسياســة أليــة سياســة مــن املفــرض‬ ‫أن يكــون الحــق وفــق منطــوق ســبينوزا كونــه‬ ‫الحريــة يف أن يتــرف الشــخص وفقـاً للعقــل‪.‬‬ ‫اإلنســان كائــن أخالقــي حســب كانــط‪ ،‬فهــل‬ ‫هــو فعــاً كذلــك بخــاف ميكافيلــي؟ هــل‬ ‫يعنــي أن اإلنســان بوصفــه كائــن عاقــل أن‬ ‫يكــون أخالقي ـاً بالــرورة؟ مــن جهــة أخــرى‬ ‫ال ميكننــا التعــرض لعالقــة األخــاق بالسياســة‪،‬‬ ‫دون املــرور باملدرســة الرباغامتيــة األمريكيــة‪،‬‬ ‫كميكافيلليــة ملطفــة‪ ،‬لكنهــا تصبــح أكــر‬ ‫بشــاعة مــن امليكافيلليــة ذاتهــا‪ ،‬خــر مثــال‬ ‫اإلدارة الحاليــة وعالقتهــا باملقتلــة الســورية‪،‬‬ ‫وكعــادة هــذه الرباغامتيــة اعتبــار مقتــل‬ ‫مئــات األلــوف مــن األبريــاء رضر جانبــي‬ ‫‪ ،Collateral damage‬كانــت وال تـزال قــادرة‬ ‫عــى إيقــاف هــذه املقتلــة‪ .‬كيــف ميكــن‬ ‫تقييــم هــذا الســلوك الســيايس أخالقيــاً؟‪.‬‬ ‫علــاً أن هــذه اإلدارة هــي التــي أسســت‬ ‫بتدخلهــا املعــروف يف كل تفصيــل بســورية‪،‬‬ ‫لهــذه املقتلــة‪ .‬لــو مل تتدخــل ســابقاً أو يف زمــن‬ ‫الثــورة‪ ،‬ملــا طالبناهــا بــيء وملــا أدنّــا هــذا‬ ‫الســلوك الالأخالقــي‪.‬‬ ‫تقــول الباحثــة نجيــة بــن يوســف «فاألخــاق‬ ‫مســألة خصوصيــة تنطلــق مــن الفــرد‪،‬‬ ‫أمــا القيــم التــي تحــدد أخــاق مجموعــة‬ ‫‪ L’éthique d’un groupe‬فهــي جامعيــة‬ ‫‪ ،Collective‬األوىل مطلقــة وال تقبــل أي خرق‬ ‫أو انتهــاك‪ ،‬يف حــن تعــد األخــاق الجامعيــة‬ ‫نســبية ومتغــرة‪ .‬أمــا السياســة فهــي نظــام‬

‫مفــروض مــن الخــارج عــى مجمــوع األف ـراد‪.‬‬ ‫هــذا النظــام يعــد «خـرا مشــركا» للمجموعــة‬ ‫ورشطــاً لوجودهــا وحياتهــا الســلمية‪.‬‬ ‫والســلطة هــي أوالً وقبــل كل يشء حارســة‬ ‫األخــاق‪ ،‬ويف نفــس الوقــت ملزمــة باحــرام‬ ‫األخــاق الجامعيــة (أي املواقــف الجامعيــة‬ ‫للمجتمــع) واألخــاق الفرديــة‪ .‬فالسياســة لهــا‬ ‫بعــد جامعــي‪ ،‬تصــدر قواعــد اجتامعيــة وإن‬ ‫كانــت مرتكــزة عــى ضامئــر فرديــة‪ .‬والطابــع‬ ‫الجامعــي للسياســة يجعلهــا تكتســب فعاليــة‬ ‫اجتامعيــة ال ميكــن أن تكتســبها األخــاق‪ ،‬كون‬ ‫األخــاق نفســها ال ميكــن نقضهــا وال تحتمــل‬ ‫أيــة تســوية‪ .‬فإمــا أن نكــون أخالقيــن بصفــة‬ ‫مطلقــة وكاملــة أو ال نكــون نهائيــا»‪ .‬هــذه‬ ‫االطالقيــة يف الحكــم عــى الظاهــرة األخالقيــة‬ ‫يف أي مجتمــع‪ ،‬كأنهــا وصفــة عامــة‪ ،‬ال تصــح‬ ‫يف مجتمعــات ال تـزال تعــاين مــن وطــأة القيــم‬ ‫األهليــة بــكل مــا تحملــه مــن قيــم‪ ،‬مل تعــد‬ ‫تناســب تطــور الحيــاة املعــارصة‪ .‬إضافــة إىل‬ ‫مــا تعانيــه مجتمعاتنــا مــن قيــم الســلطة‬ ‫الفاشــية اإلجراميــة كاملجتمــع الســوري‪ .‬هــذه‬ ‫القيــم التــي متحــورت حــول مســألة واحــدة‬ ‫فقــط» األســد لألبــد مــن يحكــم البلــد» هــذا‬ ‫العنــوان الســيايس القيمــي يف رســائله ملواليــه‬ ‫ولغريهــم‪ ،‬كيــف ميكــن أن يشــتق منــه قيــم‬ ‫أخالقيــة تناســب تلــك اللحظــة املعــارصة؟‬ ‫هنــا ميكــن تســميتها أزمــة أخــاق عامــة‪ .‬ألن‬ ‫ديكتاتوريــة مجرمــة وفاســدة‪ ،‬ال ميكــن أال‬ ‫أن تنتــج أزمــة أخــاق عامــة ضمــن أزمــة‬

‫املجتمــع ككل‪ .‬بعــد خمســة عقــود مــن‬ ‫اإلجــرام والفســاد واالنحطــاط‪ ،‬كيــف ميكــن‬ ‫فصــل األخــاق العامــة والفرديــة يف ســورية‬ ‫عــن األســدية السياســية؟ عمومـاً هنالــك نظرة‬ ‫مثاليــة للسياســة عنــد بعــض الدارســن لهــا‪،‬‬ ‫مبــا أنهــا وصفــة خــر للمجتمــع‪ ،‬تقابلهــا نظــرة‬ ‫أكــر شــيوعاً أن السياســة قــذارة وقلــة أخــاق‬ ‫ومصالــح كلبيــة‪ .‬فكيــف ســتكون السياســة يف‬ ‫ســورية حارســة لألخــاق كــا تشــر الباحثــة‬ ‫بــن يوســف؟ هــل توجــد سياســة يف األســدية؟‬ ‫مصــادرة السياســة والحريــة يعنــي تنميــط‬ ‫األخــاق والقيــم‪ .‬مثــال‪ :‬املوالــون فعـاً وقــوالً‬ ‫يف ســورية‪ ،‬والذيــن يقتلــون أبنــاء وطنهــم‪،‬‬ ‫يعرفــون أن األســدية برمتهــا فاســدة ومجرمــة‪،‬‬ ‫وهــم يدافعــون عنهــا ويقتلــون ويُقتلــون مــن‬ ‫أجلهــا ألنهــا فاســدة سياســياً وأخالقياً‪ .‬خمســة‬ ‫عقــود كفيلــة لســلطة مــن هــذه الشــاكلة أن‬ ‫تــريب أجيــاالً عــى الفســاد والنهــب واإلجـرام‪.‬‬ ‫التســامح االنتــاء لوطــن عاشــوا يف كنفــه‬ ‫وبــن أهلــه‪ ،‬تعتــر بالعــرف األهــي قلــة‬ ‫أصــل‪ .‬مــن املفــرض أن تعتــر بالنســبة‬ ‫للمثقفــن خيانــة‪ .‬املحســوبية والتذلــل‬ ‫و»متســيح الجــوخ» بالعاميــة‪ ،‬ليــس فقــط مــن‬ ‫أجــل أن يحصــل عــى حقــه يف وظيفــة مــا أو‬ ‫غــر ذلــك‪ ،‬بــل أيضـاً مــن أجــل أن يطالــه مــن‬ ‫النهــب نصيــب‪ .‬مــن جهــة أخــرى كيــف إذا‬ ‫تجادلــت هــذه األمــور مــع تغذيــة طائفيــة‬ ‫للموالــن؟ عندمــا تصبــح األغــاين باللهجــة‬ ‫الســاحلية‪ ،‬تكتــب مــن أجــل قتــل اآلخــر مــن‬

‫غسان المفلح‬ ‫أجــل األســد‪ .‬هــذه األغــاين التــي عممــت عــى‬ ‫كل ســورية‪ ،‬بنفــس اللهجــة‪ .‬كل هــذا يجــري‬ ‫يف ظــل غيــاب دولــة القانــون‪ ،‬ال بــل يف ظــل‬ ‫غيــاب للدولــة‪ .‬الدولــة املعــارصة هــي التــي‬ ‫بقانونهــا الوضعــي املتوافــق عليــه جمعيــاً‪،‬‬ ‫تحمــي مــا ميكننــا تســميته باألخــاق العامــة‪.‬‬ ‫لكــن الدولــة محتلــة مــن قبــل ســلطة بــا‬ ‫أخــاق بعــرف الســوريني جميعــاً‪ ،‬معارضــة‬ ‫ومــواالة فكيــف ميكننــا الحديــث عــن‬ ‫أخالقهــم ككتلــة أســدية؟ غيــاب السياســة‬ ‫والدولــة بوصفهــا دولــة قانــون‪ ،‬فكيــف ميكــن‬ ‫حاميــة خــر املجتمــع وقيمــه وأخالقــه؟‬ ‫يف القســمني القادمــن ســأناقش مــا ميكننــا‬ ‫تســميته أخــاق زمــن الثــورة‪ ،‬واألخــاق عــن‬ ‫اإلســاميني‪.‬‬

‫دواعش الثورة‪ ..‬واحتياطي الثورة املضادة‬ ‫تنشر بالتزامن مع موقع الرقة بوست‬ ‫ دواعــش الثــورة‪..‬؟؟ َمــ ْه أيهــا الرجــل‪..‬‬‫اعقـ ْـل مــا تقــول‪ ،‬وهــل يوج ـ ُد يف ثورتنــا وبــن‬ ‫ظهرانينــا دواعــش‪.‬؟‬ ‫بــى‪ ..‬هــم ثــوار‪ ،‬وطالبــوا منــذ البدايــات‬ ‫بالحريــة‪ ،‬ومــا زالــت شــعارهم‪ ..‬وبعضهــم‬ ‫أصبحــوا ثــوارا ً بعــد أن حطــوا الرحــال يف بــر‬ ‫األمــان يف تركيــا‪ ..‬طبع ـاً (الحريــة) ال توصيــف‬ ‫لهــا وال تعريــف‪ ،‬هــي كلمــة جميلــة ولذيــذة‪..‬‬ ‫تنبــض يف القلــوب فتُ ِ‬ ‫حــدثُ اهتــزازات‬ ‫ُ‬ ‫وارتــدادات يف وســطها املســتغرق‪ ،‬ولهــا ســطوة‬ ‫مؤثــرة‪ ..‬كالشــعر والخمــر َس ـ َك َرا ً و َخ ـ َد َرا ً‪ ..‬لهــا‬ ‫قــدر ُة مــا تشــا ُء مــن الواطــات والكهرطيســيات‬ ‫عــى حفــ ِز مشــاع َر‪ ،‬و ُمبــا َدأَة جريئــة قــادرة‬ ‫عــى اإلخــاد واإلســكات‪ ..‬ومبــا أنهــا (حريــة)‬ ‫ليــس لهــا تعريــف‪ ،‬يجــب بالــرورة أن تكــون‬ ‫شــيئاً ال كينونــة لــه وال توصيــف‪ ،‬وبالتــايل؛ ال‬ ‫وجــود لــه إال يف الالمتناهــي وغــر املتامهــي‪..‬‬ ‫وميكــن اختــزال تلــك القــدرات واملواهــب‬ ‫ببعــض شــعارات املعارضــة املختلطــة كاألحــام‬ ‫والخرافــات املســلية غــر الضــارة‪.‬‬ ‫ال برنامــج عمــل لهــم منــذ البدايــة وال عمــل‪،‬‬ ‫(أي عمــلٍ باســتثناء الــكالم والــكالم)‪ ،‬وال فكــرة‬ ‫ُّ‬ ‫ِّــب ثوابــاً وعقابــاً‪..‬‬ ‫عــن املســتقبل‪ ،‬ال يش َء يُ َرت ُ‬ ‫يؤمنــون إميانـاً صوفيـاً عميقـاً للبعيــد الغريــب‪،‬‬ ‫ويحتقــرون بنفــس ذاك اليقــن اإللهامــي‬ ‫ـب‪ ..‬تحــت أبطهــم ويف تالفيــف‬ ‫ـب القريـ َ‬ ‫القريـ َ‬ ‫أدمغتهــم يحملــون تخلــف املــايض وبدائيتــه‬ ‫بافتخــار البــدايئ املتوحــد مــع ســجايا الطبيعــة‬ ‫الحيوانيــة‪ ..‬وجائــزة الرتضيــة املمنوحــة لهــم‬ ‫أو املنتظــرة دوم ـاً هــي شــعور بالنشــوة بعــد‬ ‫انفضــاض املعــارك اليوميــة‪ ،‬وألــق تحقــق‬

‫الــذات التــي مل تعــد تجــد نفســها‪ ،‬ال مــن‬ ‫خــال مجتمــع‪ ،‬وال فكــر وال تنظيــم‪ ..‬وال الحــد‬ ‫األدىن مــن املعنــى والوجــود أو االلتـزام بالفكرة‬ ‫واملبــدأ‪ ..‬هــذا التحقـ ُـق يُ ِ‬ ‫بلسـ ُم آالمـاً عميقــة يف‬ ‫النفــس‪ ،‬ويُ َســ ِّك ُن ـ كحبــة املنــوم ـ رص ٍ‬ ‫اعــات‬ ‫عنيفــة مــن أجــل البحــث عــن أيــة عالقــة‬ ‫بالوجــود املحيــط‪ ،‬أو الوســط الــذي تــم ُّ‬ ‫فــك‬ ‫االرتبــاط بــه‪ ..‬الشــلة هــي الوطــن والوطنيــة‪..‬‬ ‫والشــلة هــي دعامــة الثــورة املوثوقــة وضامنتها‬ ‫الوحيــدة (أو النوبــات املرضيــة العصابيــة التــي‬ ‫يحســبونها هــي الثــورة)‪ ،‬وبــدون تلــك العصابة‬ ‫ـ الشــلة‪ ،‬رمبــا ليســت الثــورة والوطــن غــر‬ ‫نفســه‬ ‫موجوديــن فحســب‪ ،‬بــل َّ‬ ‫لعــل العــاملَ َ‬ ‫كلُّــه مشـ ٌ‬ ‫ـكوك يف وجــوده وارتباطــه بالــذات أو‬ ‫ارتبــاط الــذات بــه‪.‬‬ ‫للــه َد ُّر مــن ال َد َّر لــه‪ ..‬مــا أضيــق الثــورة ومــا‬ ‫أوســع الفيســبوك‪ ..‬املواقــف يســهل تربيرهــا‪،‬‬ ‫فثمنهــا بعــض الــكالم‪ ..‬والكرامــة الشــخصية‬ ‫يســ ُه ُل‬ ‫العميقــة الناظمــة للســلوك معياريــة‪ْ ،‬‬ ‫التالعــب بهــا‪ ،‬فهــي ت ُشــبه طاولــة الزهــر يف‬ ‫ُ‬ ‫الصـ َد ِف الحســنة‪ ،‬وتنتهي‪،‬‬ ‫وجــوه‪ :‬تعتمــد عــى ُ‬ ‫أو ينتهــي الحديــثُ املتصـ ُـل بهــا بانتهــاء اللعبة‪،‬‬ ‫وهنــاك دامئــاً فرصــة متاحــة يف فســحة‬ ‫املســتقبل للربــح‪ ،‬ولــو ملــرة واحــدة‪ ،‬برضبــة‬ ‫حــظ‪ ..‬أمــا العــدو!‪..‬؟ ال عــد ٌو يف واقــع األمــر‬ ‫ســوى الفــراغ والضجــر والغبــاء وانحطــاط‬ ‫الثقافــة‪ ،‬و َد َر ٍك واطــئٍ يف فهــم الحيــاة التــي‬ ‫تحيــط مــن حولنــا‪ ،‬وخف ـ ٍة نشــطة يف التحلــل‬ ‫مــن أيــة مســؤولية‪ ،‬وحقـ ٍـد عميــق دفــن عــى‬ ‫كثــرٍ مــن األشــياء التــي يصعــب تســميتها أو‬ ‫مخيــف‬ ‫تحدي ُدهــا‪ ..‬هــذا الفــراغ واالنتظــار‬ ‫ٌ‬

‫دامئ ـاً‪ ،‬وهــو مدعــا ٌة للقلــق والوســاوس‪ ،‬كمــن‬ ‫يس ـ ُر يف غاب ـ ٍة موحشــة وهــو يرتجــف خوف ـاً‬ ‫مــن انقضـ ِ‬ ‫ـاض ضاري ـ ٍة مــن الضــواري‪ ..‬عليــك‬ ‫ـ والحـ ُ‬ ‫ـال كــذاك ـ أن تحمـ َـل شــيئاً مــا يف يــدك‬ ‫ـهش ومتأمــأ‪،‬‬ ‫يوهـ ُم دومـاً بأنــه ســاح‪ ،‬وأ ْن ت ُهشـ َ‬ ‫ال ال تخيــف تلــك الضــواري الــكارسة املفرتضــة‬ ‫واملتوقعــة‪ ،‬بــل لتبعــثَ شــيئاً مــن االطمئنــان‬ ‫يــري داخــل عــروق النفــس فيخد َعهــا‬ ‫ويقن َعهــا أنــك جاهــ ٌز‪ ،‬متهــي ٌء للمواجهــة‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫عــارف أيــن تســر وكيــف تواجــه عقبــات‬ ‫املســر ومفاجآتــه‪ ..‬هــذه املواجهــات الطارئــة‬ ‫ـب‬ ‫يف مصادفــات ذلــك الغــاب املعتــم ستُحسـ ُ‬ ‫لــك نشــاطاً ثوريـاً‪ ،‬ولــن يضيـ َع أج ُرهــا وثوابُهــا‬ ‫ال عنــد اللــه وال يف صحائــف الثــورة التــي تُرتَـ ُـل‬ ‫ترتيـاً يف املناســبات‪ ،‬بــل وال حتــى يف صحائــف‬ ‫الشــبيحة الجيديــن والشــبيحة الســيئني‪ ..‬خــداع‬ ‫النفــس يش ٌء رضوري لبقائهــا دامئــاً متحفــزة‪،‬‬ ‫وعــى أهبــة االســتعداد للمواجهــة‪ ..‬والشــلة‪/‬‬ ‫تنقــرض بعــد انقراضــاً تامــاً‪،‬‬ ‫العصابــة مل‬ ‫ْ‬ ‫بحمــد اللــه وفضلــه وكرمــه‪ ،‬كانقــراض إ َر َم‬ ‫ـح أنهــا تدهــورت وتــاىش‬ ‫ذات ال ِعــاد‪ ..‬صحيـ ٌ‬ ‫معظ ُمهــا وتفرقــت شــذر مــذر‪ ..‬أو (تفرقطــت‬ ‫وتطرشقــت) يف أقطــار األرض وجهاتهــا األربــع‪،‬‬ ‫أو األربعطعــش‪ ..‬بيــد أنهــا مازالــت موجــودة‪،‬‬ ‫أو مازالــت بقاياهــا الطحلبيــة موجــودة (والتــي‬ ‫تُشــب ُه العضايــات املنحــدرة مــن العــر‬ ‫الجيــورايس األول) وهــذا وحـ َده جي ٌد ومشــجع‪،‬‬ ‫وأكــر مــن ٍ‬ ‫كاف‪ ..‬خصوص ـاً أنــك لــن تحتا َجهــا‬ ‫لثــور ٍة مــا‪ ،‬يف مــكان مــا‪ ،‬يف زمــانٍ مــا‪ ،‬بعــد هــذا‬ ‫ـاج لصوتهــا ال ـ ّرداح املــداح‬ ‫اليــوم‪ ،‬بــل قــد تحتـ ُ‬ ‫الشــتام التمتــام‪ ،‬والــذي يــأيت مــن بعيـ ٍـد ُم َصفـرا ً‬

‫كصــدى األيــام‪ ..‬وخواتيــم العالقــة بالشــلة‬ ‫كحنــان األم عــى رضيعهــا الــذي تؤمــن أنــه‬ ‫بعــد أن يكـ َر ســيكون خـ َر الرجــال‪ ،‬وتشــجيع‬ ‫األب وحثــه االبــ َن عــى الرجولــة والصمــود‪،‬‬ ‫وعــدم االكــراث بالنتائــج كيفــا كانــت‪.‬‬ ‫ـتفيق امل ُ َخ ـ َّد ُر مــن بن ِج ـ ِه‪ ،‬ويتلمــس‬ ‫وكــا يسـ ُ‬ ‫مســاماتِه ليتأكــد بأنــه مل يفقــ ْد بعــ ُد ميــز َة‬ ‫يصبــح شــت ُم‬ ‫اإلحســاس باألشــياء واألعضــاء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫داعــش والنظــام شــيئاً رضوري ـاً لعبــور الغابــة‬ ‫املظلمــة املخيفــة‪ ،‬مثــل أذكار الصبــاح واملســاء‪،‬‬ ‫ـس وت َُصلبُ ُهــا وتعطيهــا دفعـاً جديدا ً‪،‬‬ ‫تح ِفـ ُز النفـ َ‬ ‫وأمـاً مديــدا ً باالســتمرار ومــررات البقــاء‪ ،‬ومــا‬ ‫تبقــى مــن وجــود مدم ـ ٍر يوشــك أن يتــاىش‪..‬‬ ‫ســبحان مــن خلــق الســاوات واألرض وجعــل‬ ‫الــكال َم مجانــاً‪ ،‬والشــتائ َم واملزاعــم ببــاش‬ ‫وبــدون دراهــم‪ ..‬ال بالعملــة الرتكيــة وال باليورو‬ ‫َــق عليهــا أو يُدفــ َع‬ ‫وال بالــدوالر‪ ..‬ولــن يُنف َ‬ ‫مث ـ ٌن لهــا مــن ِهبـ ِ‬ ‫ـات «السوســيال» و»الجــوب‬ ‫ســنرت»الكرمية‪ ،‬أدام اللــه علينــا‪ ،‬وفــوق‬ ‫رؤوســنا‪ ،‬األبويــن الجديديــن‪« :‬السوســيال»‬ ‫و ِه ِ‬ ‫بــات منظــات املجتمــع املــدين التــي‬ ‫تعطــي عطــا ًء غدقـاً كمــن ال يخــى مــن اللــه‬ ‫ـت أنــه هــو الــرزاق‬ ‫فق ـرا ً وإمالق ـاً‪ ،‬وقــد علمـ ْ‬ ‫الكريــم الــذي ال تفنــى خزائ ُنــه يف الســاوات‬ ‫ِ‬ ‫فارغــات‬ ‫واألرض‪ ..‬واألكرمــن الجديديــن‪ :‬رشا َء‬ ‫األيــام‪ ،‬وبيـعِ األوهــام باألوهــام‪ ،‬والكــذب عــى‬ ‫وكل ماهــو ٍ‬ ‫آت آت‪..‬‬ ‫الــذات‪ ،‬واللــه املوفــق‪ُّ ،‬‬ ‫ـص هــذه الثــورة‪،‬‬ ‫عطــا ًء غدقـاً كرميـاً حتــى تخلُـ َ‬ ‫الــروح إىل بارئهــا‪ ،‬ويُ َ‬ ‫ســدل الســتا ُر‬ ‫أو تصعــ َد‬ ‫ُ‬ ‫عــى العمــر الــذي مــى أوجاعــاً نفســية‬ ‫ُم َ ِّبحــة‪ ،‬و ُعقــدا ً مدمــرة‪ ،‬وقلقـاً ال تنتهــي آال ُمـ ُه‬

‫معبد الحسون‬ ‫الباطنــة‪ ..‬والحمــ ُد للــه عــى نعمــة الحريــة‬ ‫والعدالــة واملســاواة‪ ..‬وأخــص منهــا املســاواة‬ ‫بالــذات؛ ألنهــا ســاوت بــن أعلمنــا وأفقهِنــا‬ ‫بحــا ِل الثــور ِة وحرا ِمهــا‪ ،‬وبــن أجحشــنا‬ ‫يف هــذه العلــوم‪ ..‬وإىل ٍ‬ ‫حــظ أوفــر وفرصــة‬ ‫ســعيدة يف ثــورة جديــدة‪ ،‬وحتــى يحـ ُن أوانُهــا‬ ‫نتمنــى لكــم دوا َم الصحــة والعافيــة‪ ،‬وزوال‬ ‫البــاء ودوام بــادة األحاســيس‪ ،‬والتــذايك يف‬ ‫الغبــاء‪ ،‬قبــل إنجــاز االتفاقــات ومصافحــة‬ ‫األعــداء‪ ..‬راســلونا عــى عنواننــا الجديــد يف‬ ‫املخيــم العتيــد‪ ..‬والكامــب القريــب البعيــد‪..‬‬ ‫واللــه يقــي مبــا يشــاء ومــا يريــد‪ ..‬وال يتس ـ ُع‬ ‫يل يف آخــر اآلخــر إال أن أرد َد َ‬ ‫قــول الجاهــي‬ ‫(الحــارث بــن َو ْعلــة الجرمــي)‪:‬‬ ‫ـيت‬ ‫قومــي‪ ..‬هـ ُم قتلــوا أُميـ َم أخــي * فـــإذا َرمــ ُ‬ ‫ـمي‬ ‫يصي ُبني سهــ ْ‬ ‫فلــن عفــوتُ ألعفــ َو ْن جلــاً * ولــ ْن ســطوتُ‬ ‫ِْ‬ ‫ألوهنــ ْن عظمــي‬


‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫ملاذا اآلن؟ وماذا بعد اآلن؟‬ ‫طارق عبد الغفور‬ ‫ال ميكــن التقليــل مــن أهميــة مــا حــدث‬ ‫ويحــدث اآلن يف حلــب‪ ،‬وســتكون لــه إذا مــا‬ ‫اســتمر زخمــه عــى الوتــرة التــي هــو عليهــا‬ ‫اآلن‪ ،‬أو حتــى إذا مــا فــرت وتــرة زخمــه‪ ،‬وإذا مــا‬ ‫تحقــق هدفــه الكبــر امل ُعلــن وهــو تحريــر حلــب‬ ‫بالكامــل أو مل يتحقــق‪ ،‬آثــاره عــى مجريــات‬ ‫األمــور بشــقيها العســكري والســيايس – والتــي‬ ‫نرجــو أن تكــون إيجابيــة ‪ -‬يف األزمــة الســورية‪.‬‬ ‫نقــول ذلــك يف معــرض طرحنــا لســؤال يجــب‬ ‫أن يُطــرح وهــو ملــاذا اآلن؟ وملــاذا مل يكــن ذلــك‬ ‫مــن قبــل؟ فحــن يُجمــع املحللــون السياســيون‬ ‫والقــادة واملحللــون العســكريون عــى أن الســبب‬ ‫يف نجــاح الثــوار بفـ ّـك الحصــار عــن حلــب هــو‬ ‫التنســيق العــايل بــن الفصائــل الــذي كاد يقــرب‬ ‫مــن الوحــدة التامــة بينهــا‪ ،‬فلــاذا اســتخدمت‬ ‫اآلن هــذه الفصائــل ســاح «الوحــدة» تجــاه‬ ‫النظــام وقواتــه «الرديفــة» وهــي العبــارة التــي‬ ‫يســتعملها إعــام النظــام لوصــف مرتزقــة‬ ‫امليليشــيات الشــيعية الطائفيــة التــي تســانده‬ ‫يف حربــه القــذرة ضــد الشــعب الســوري؟ وملــاذا‬ ‫مل تســتخدمه مــن قبــل؟ هــل مــن ســبب واحــد‬ ‫يســتطيع القامئــون عــى أمرهــا أن يقدمــوه‬ ‫ليزيلــوا بــه أســباباً كثــرة ‪ -‬بعضهــا مصيــب‬ ‫وبعضهــا ليــس كذلــك ‪ -‬تكمــن يف أذهــان‬ ‫الســوريني الذيــن ينظــرون إىل املشــهد الــكاريث يف‬ ‫بلدهــم‪ ،‬وال ميلكــون إال الحوقلــة‪.‬‬ ‫إرجــاع الســبب يف اســتخدامه اآلن إىل أن‬ ‫املعركــة األخــرة يف حلــب كانــت مصرييــة‬ ‫للمعارضــة كــا يقــول البعــض ليــس مقنعــاً‪،‬‬ ‫لقــد كانــت املعركــة مــع النظــام مصريي ـ ًة منــذ‬

‫يومهــا األول ومل تكــن املعركــة معــه يف حمــص وال‬ ‫القصــر وال الزبــداين وال يف أي مــكان آخــر بأقـ ّـل‬ ‫مصريي ـ ًة مــن املعركــة معــه يف حلــب‪ .‬فلــاذا مل‬ ‫يُســتخدم إالّ اآلن؟‬ ‫أســتطيع القــول وبــدون رغبــة يف‬ ‫«مامحكــة» القامئــن عــى الفصائــل‪ :‬إن هنــاك‬ ‫ســببني لعــدم اســتخدامه هــا األكــر أهميــة‪،‬‬ ‫ويف كليهــا مــن الخطــورة مــا فيــه‪ ،‬أولهــا هــو‬ ‫فهمهــم الخاطــئ لليافطــة «اإلســامية» التــي‬ ‫يضيفونهــا صفــ ًة لفصائلهــم‪ ،‬وهــو مــا كان لــه‬ ‫أثــره األكــر يف اقرتابهــا مــن بعضهــا يف قليــل مــن‬ ‫األحيــان ويف ابتعادهــا عــن بعضهــا يف الكثــر‬ ‫منهــا‪ ،‬ويف لحظــات مفصليــة‪ ،‬وجعلــت بعضهــا‬ ‫يُحجــم عــن قتــال داعــش باعتبــاره قتــاالً بــن‬ ‫املســلمني‪ ،‬واألمثلــة كثــرة للمتابــع‪ ،‬وال أريــد أن‬ ‫اسرتســل يف الحديــث عــن موقفهــا مــن فصائـ َـل‬ ‫أخــرى ال ترفــع اليافطــة‪.‬‬ ‫وثانيهــا هــو ارتهــان هــذه الفصائــل للقــوى‬ ‫الداعمــة عــى حســاب مصلحة الشــعب الســوري‬ ‫الــذي ُسقــت ثورتــه و ُوضعــت لهــا أجنـ ٍ‬ ‫ـدات ال‬ ‫ـت إىل شــعاراتها األوىل بصلــة‪.‬‬ ‫متـ ُّ‬ ‫وكــا قلــت قبــاً فــا ميكــن التقليــل مــن‬ ‫أهميــة مــا حــدث ويحــدث يف حلــب‪ ،‬ولكــن‬ ‫الســؤال ملــاذا اآلن يبــدو غــر ذي معنــى إذا مل‬ ‫تصــل معركــة حلــب بالفصائــل كلهــا إىل التو ّحــد‬ ‫ال إىل مجـ ّرد التنســيق‪ ،‬وهــو مــا مل يحــدث حتــى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫ومــاذا بعــد اآلن؟ النــر الــذي تحقــق كبــر‬ ‫ولكنــه مــا زال يف دائــرة الخطــر‪ ،‬وعــى الســاحة‬ ‫العســكرية‪ ،‬كل األطـراف تحشــد قواها اســتعدادا ً‬

‫للمراحــل القادمــة مــن معركــة حلــب‪ ،‬الثــوار‬ ‫يريــدون تحريرهــا بالكامــل – مــع التحفــظ عــى‬ ‫هــذا الهــدف ملخاطــره الكبــرة التــي يجــب أال‬ ‫تخفــى عــى الثــوار ‪ -‬والنظــام وحلفــاؤه يريــدون‬ ‫حصارهــا بالكامــل لتكــون الورقــة التــي يذهبــون‬ ‫بهــا إىل جنيــف القادمــة ليملــوا عــى الثــورة‬ ‫رشوط استســامها‪.‬‬ ‫وتشــهد الســاحة السياســية تحــركاً مكثفــاً‬ ‫عــى أعــى املســتويات يشــمل كل األطـراف التــي‬ ‫تُحــرك خيوط ـاً يف املشــكلة الســورية‪ .‬ومــا صــدر‬ ‫عــن هــذا التحــرك مــن ترصيحــات حتــى اآلن‬ ‫ليــس شــافياً‪ ،‬بــل إنــه يحمــل إشــارات متناقضــة‬ ‫تثــر األمــل كــا تثــر التوجــس‪.‬‬ ‫الــيء األكيــد أن فصائــل الثــوار عــى األرض‬ ‫هــي التــي سرتســم املشــهد‪ ،‬ولكــن إذا مل تــرمِ‬ ‫هــذه الفصائــل جانبــاً بذينــك الســببني اللذيــن‬ ‫ذكرناهــا آنفــاً وتعيــد التفكــر يف «ثوابتهــا»‬ ‫وهــو مــا ال مــؤرش عليــه حتــى اآلن بدليــل‬ ‫النقــاط الخمــس التــي وردت يف بيــان إعــادة‬ ‫تســمية جبهــة النــرة فإننــا نخــى أن تكــون‬ ‫معركــة حلــب كمعركــة كســب‪.‬‬ ‫رمبــا كان «رفــع الســقوف» مفيــدا ّ يف تأثــره‬ ‫النفــي‪ ،‬ولكــن األكــر فائــدة االلتفــات إىل مــا‬ ‫يغـ ّـر الواقــع عــى األرض وميــي بــه إىل مــا هــو‬ ‫أكــر مــن «الكــر والفــر»‪.‬‬ ‫نحــن نجتــاز موقفـاً تتعــر اآلراء فيــه وعــرة‬ ‫الــرأي تُــردي كــا قــال حافــظ إبراهيــم‪ .‬فلْتتــقِ‬ ‫الفصائـ ُـل الل ـ َه يف شــعبنا ولْتتخــذ مــن املواقــف‬ ‫مــا ينهــي بــه مأســاته ولْتضــ ْع مصلحتــه أوالً‪..‬‬ ‫وآخــر‪.‬‬

‫وال يحس بالجمرة إال من اكتوى بنارها‪!..‬‬ ‫مقولــة تنطبــق عــى املأســاة الســورية بامتيــاز؛‬ ‫تنطبــق عــى الشــعب؛ والشــارع املهــزوم؛ املواطــن‬ ‫الــذي يواجــه نكســة غربتــن؛ يكابــد دوامــة ال‬ ‫مثلهــا دوامــة؛ خبلــت عقــوالً؛ قتلــت قلوب ـاً؛ وكــم‬ ‫شــتتت مــن أحاســيس ومشــاعر‪.‬‬ ‫إنهــا دوامــة مــا قبــل القــرون الوســطى بامتيــاز؛ أو‬ ‫قــل أكــر حــدة ورشاســة منهــا‪ .‬محنــة شــعب بــكل‬ ‫أهوالهــا؛ جرعــات أمل وأوقــات عصيبــة؛ لحظــات‬ ‫فتــك وتعســف وتدمــر األنفــس قبــل العمــران‪..‬‬ ‫خطــف وتعذيــب؛ قصــف وانتهــاك حرمــات؛‬ ‫وترتفــع حصيلــة املــوىت يف الليــل ويف النهــار؛ يف‬ ‫الغــارات؛ يف عمــق البحــار واملحيطــات‪.‬‬ ‫آه يــا ســورية التاريــخ‪ ،‬األمجــاد واآلثــار‪ ،‬آه لكــم‬ ‫دمــر الرش أبنــاءك الفقـراء‪ ،‬وذبــح أطفالــك األبرياء؛‬ ‫كــم أســال عــرق وجــوه الرشفــاء وهــم يكابــدون‬ ‫الجــوع يف الشــارع الغريــب؛ يبيعــون مناديــل‬ ‫ورقيــة؛ وكتيبــات أدعيــة فقــط يك ال يتســولون؛ بــل‬ ‫يتوســلون الحيــاة أدب ـاً وذوق ـاً واحرتام ـاً‪!...‬‬ ‫أبــدا ً يخــذل مثــل هــذا اإلنســان؛ أبــدا ً؛ بعــن‬ ‫الحــذر رأيتــه يكابــد املعانــاة‪ ،‬وبالوقــار يتخطــى‬ ‫متعبــاً محــن الزمــان البائــس‪.‬‬ ‫لــو فهــم املختلفــون أن الســيايس رجــل اســتثناء؛ ال‬ ‫يهمــه إال التباهــي بعضــات غــر عضالتــه؛ تؤهلــه‬ ‫فقــط ليمــي القـرار؛ يتخيــل نفســه شــجاعاً يف عدم‬ ‫الرأفــة والتحايــل؛ مســتعدا ً للمراهنــة واملغالطــة‬ ‫والكــذب ألــوان‪...‬‬ ‫لــو فهمــوا أن الســيايس دغــايئ يفكــر يف حــارضه‬ ‫ومســتقبل نســله ال غــر؛ ال يحــب أن يكــون مــن‬ ‫عامــة النــاس؛ وأنتــم‪ ،‬ونحــن عامــة النــاس‪.‬‬

‫‪.....‬‬ ‫ال يشء يحمــي إخواننــا الســوريني مــن املــوت ســوى‬ ‫بعضهــم؛ والتفاتهــم حــول النخبــة املثقفــة املوثــوق‬ ‫بهــا؛ التــي تؤمــن بالحريــات؛ تحلــم بالوطــن عزيـزا ً‬ ‫مفــدى؛ الحــامل بســورية غــر املجــزأة‪ ،‬كاملــة‬ ‫بروحهــا وجســدها‪..‬‬ ‫لــو فهــم املتخالفــون خطــورة مــا يجــري تحــت‬ ‫رايــات خالفاتهــم الســوداء الســوداوية الواهيــة؛‬ ‫لقنعــوا أنــه ال طائفيــة؛ ال مذهبيــة؛ ال عروبيــة‪ ،‬ال‬ ‫يشء يســاوي معانــاة الشــعب الجريــح املرتامــي‬ ‫عــى أط ـراف املعمــورة يــن صمت ـاً بــا أمــل‪.‬‬ ‫ويتفــرج الغــرب كالــرق عــى املشــهد؛ مل ال‪،‬‬ ‫وهــم مــن خلقــوا اإلرهــاب‪ ،‬هــا هــم يطعمونــه‬ ‫ويراقبــون اســتقواء مــن ســموه «النظــام»‪،‬‬ ‫ويتابعــون اســتفحال ألســنة النــار إلضعــاف الثــورة‪،‬‬ ‫ودفنهــا حيــة يف رمــاد الهشــيم‪...‬‬ ‫ويتهاطــل الــكالم الفــارغ مــن محتــواه؛ وتتلــوه‬ ‫الشــعارات؛ يتشــدق املرشــد ويتملــق الفقيــه؛‬ ‫واملدنيــون يدفعــون الثمــن؛ يدفعــون مــاء الوجــه‬ ‫قبــل ملــح الــدم والدمــوع؛ يهربــون ميين ـاً يســارا ً؛‬ ‫يشــيدون مــأوى يف غــر أرضهــم بالطهــم كــرة‬ ‫الــروح والضلــوع‪ ،‬ينشــدون النجــاة بــا نجــاة‪..‬‬ ‫تطاردهــم أشــباح املــوت والســجان وكتائــب‬ ‫الظنــون والخــوف مــن املجهــول‪...‬‬ ‫فاشية ومفرتسون وبهم يضيق املسار‪...‬‬ ‫ويقتلــون القتيــل ويتوجــون املوكــب الجنائــزي؛‬ ‫يف املقدمــة وبقــوة الدفــع تتواجــد رؤوس الكبــار؛‬ ‫أمريــكا وآل صهيــون وخنازيــر الدمــار‪....‬‬ ‫خــوف وفــزع وعطــف مصطنــع؛ ويرتبــص‬

‫مهريه بن زرارة‬ ‫الجزائر‬ ‫بالضعــاف رش مخفــي يدعــم الظاهــر؛ وتســتمر‬ ‫األحــزان‪..‬‬ ‫لــو تتكاثــف أيــادي العــرب لصــد اإلرهــاب‪ ،‬لقــر‬ ‫أفيــون الشــعوب‪ ،‬حــان الوقــت لوضــع حــد ونهايــة‬ ‫مطــاف؛ وبعدهــا يحــن وقتهــا القــوى الرجعيــة‬ ‫التــي تعتــر محنــة معظــم الــدول العربيــة‪ ،‬محنــة‬ ‫جامعيــة ال تتفــرد بهــا الشــام‪.‬‬ ‫ومهــا تشــابكت األحــداث فليتحــد الشــعب‬ ‫ويحمــي مواطنيــه‪ ،‬ومهــا اختلــف األحــرار‬ ‫ســينترصون؛ ومهــا طالــت املحنــة رحــم الســام‬ ‫مــيء بالشــهداء األب ـرار‪ ،‬الذيــن يستشــهدون مــن‬ ‫أجــل الحيــاة ال مــن أجــل املــوت‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫نقطة أول السطر‬

‫خالص‬

‫أم‬

‫خالص‬ ‫فردي؟‬

‫محمد صبحي‬

‫كــم مــن البديهــي أن نقــول بــأن علــم املجتمعــات قــد أكّــد‬ ‫ـي بطبيعتــه‪ ،‬دلّلــت عــى‬ ‫حقيقــة مفادهــا أن اإلنســان كائـ ٌن اجتامعـ ٌّ‬ ‫ذلــك كل التجــارب التــي أوصلتــه إىل خالصــه الجامعــي عــر آثــا ٍر‬ ‫ملســناها يف تاريخيــة الدولــة بــكل أنواعهــا وأشــكالها‪.‬‬ ‫لكــن املالحــظ فيــا أىت عليــه املجتمــع الســوري حديث ـاً يف كل مــا‬ ‫اعـراه‪ ،‬أن هــذه الحقيقــة محــط ُّ خـ ٍ‬ ‫ـاف إذ مل يــدرك بوعيــه الســوري‬ ‫ماهيــة ذلــك الخــاص الجمعــي‪ ،‬وهــو مــا زال ينحــو ويتباعــد وميعــن‬ ‫يف االلتصــاق بســلوك مغايــر متام ـاً توحــي فحــواه املبــارشة بخـ ٍ‬ ‫ـاص‬ ‫ـردي ليــس إالّ‪.‬‬ ‫محــض فـ ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـري لفئات‬ ‫خــال عقــو ٍد خمسـة ماضيــة‪ ،‬مثّلــت حالــة الســكون القهـ ّ‬ ‫وجامعــات وأقــوام ســورية‪ ،‬عمــق املســتنقع الســوري‪ ،‬وحــال عــدم‬ ‫الجريــان يف مائــه تعفنـاً أودى مليـاً بقــوى املجتمــع الحيّــة‪ ،‬وســادت‬ ‫منط َّيــة القــر املطلــق اجتياحـاً للفكــر واملجتمــع والسياســة‪ ،‬وباتــت‬ ‫الحيــاة وئيــدة ثقيلــة عــى كل النــاس‪ ،‬شــملت يف قهرهــا حتــى مــن‬ ‫كان ينــارص تلــك الســلطة املطلقــة‪.‬‬ ‫تعرضــت حيــاة الســوريني يف جوهرهــا إىل عمليــة هائلــة مــن التحلــل‬ ‫واالنغــاق االجتامعــي‪ ،‬وأصبــح املجتمــع الســوري مشــوهاً بالقــدر‬ ‫الــذي ينــذر بالكارثــة‪ ،‬إذ مل تعــد حتــى األطــر التقليديــة واألهليــة‬ ‫لهــا مــن التأثــر مــا يجعلهــا تتمتــع بالجــدوى والفاعليــة‪ ،‬وســقطت‬ ‫رهانــات الســوري يف التغيــر الســلمي مــع أول معركـ ٍة لينحــاز تاليـاً‬ ‫إىل الخيــار الواهــم بالتغيــر اعتــادا ً عــى العنــف والعنــف املضــاد‪.‬‬ ‫كث ـرا مــا شــككت جموعنــا وجامهرينــا وحتــى النخــب م ّنــا أحيان ـاً‬ ‫بقــدرة الســوريني عــى فتــح طــريف املســتنقع الســوري أمــام قــوى‬ ‫وتيــارات ح ّيــة ميكــن أن تد ِّعــم حركــة التغيــر الســلمي فيــه وتبنيهــا‪،‬‬ ‫فبــدأت عمليــة العجــز تعـ ِّـر عــن نفســها باالنحيــاز شــيئاً فشــيئاً إىل‬ ‫العنــف‪ ،‬وإمعاننــا كلي ـاً بهــذا التوجــه‪ ،‬لكــن هــذا «امليكانزيــم» مل‬ ‫يأخــذ بالحســبان رغبــة دفينــة واســتعدادا ً لــدى الســلطة وأدواتهــا‬ ‫املســتحكمة ترقبـاً وانتظــارا ً لهــذه املفاعيــل العنفيــة‪ ،‬وأنهــا ارتقــاب‬ ‫مفيــد مــن وجهــة الفاعلــن يف إدارة األزمة الســورية‪ ،‬ولصالــح أغراض‬ ‫دعائيــة لفخــاخ العنــف وترويــج اإلرهــاب املعــومل كقضيــة أصبحــت‬ ‫مــن املحرمــات دولي ـاً‪ ،‬أجــاد اســتغاللها النظــام دون املعارضــة‪ ،‬وال‬ ‫زالــت األخــرة تتعــر يف فخاخهــا حتــى اآلن دون االســتفادة مــن‬ ‫األخطــاء املرتاكمــة‪.‬‬ ‫اســتبدلت شــعارات التغيــر الدميقراطــي بشــعارات أخــرى نتجــت‬ ‫عــن الواقــع الجديــد‪ ،‬وبدلــت شــعارات التغيــر شــكالً ومضمونــاً‬ ‫ـوري ذرعـاً مبــا قــد خــرج مطالبـاً ومــا مــأ الســاحات‬ ‫حتــى ضــاق السـ ّ‬ ‫منــاداة بــه‪ ،‬ومبــا واجــه ألجلــه الرصــاص بصــدر عــار ليكــون انتصــاره‬ ‫األكيــد عــى الظلــم والقهــر واالســتبداد املزمــن‪.‬‬ ‫إن خيبــة األمــل بصعوبــة التغيــر وانحســار مــروع الحاميــة‬ ‫والدفــاع عــن التغيــر الدميقراطــي أضعــف مــن الوســائل وأهــدر‬ ‫الكثــر مــن الغايــات نحــو التفتيــت والرشذمــة حتــى اصطبــغ واقــع‬ ‫التغيــر يف ســوريا بالفــوىض والتوحــش والظالميــة وطغيــان النزعــات‬ ‫الفرديــة والفئويــة‪ ،‬ومل تعــد رغبــة الخــاص مــن هــذا الواقــع جمعية‪،‬‬ ‫بــل مجــرد ســلوكية نكوص ّيــه نحــو حالــة مــن الخــاص الفــردي أكــر‬ ‫مــا اتصفــت وامتــازت بــه ســلوكيات مرحلــة االســتبداد التــي حكمت‬ ‫مصــر الســوريني طــوال حقبــة الحــزب األوحــد‪ ،‬والزعيــم األوحــد‪،‬‬ ‫فــا حــوار مــع اآلخــر وال وجــود ملســاحات مشــركة‪ ،‬وتفضيـاً لحالــة‬ ‫الخــاص الفــردي عــى الجامعــي يف التصــورات والحلــول‪.‬‬ ‫مــن الواضــح أنــه بالرغــم مــن ذلــك ال زال الســوري يتمســك بالتغيــر‬ ‫كشــعار وهــدف‪ ،‬يحــدوه أمــل بتجميــع الطاقــات مــن جديــد‬ ‫والعــودة إىل كفــاح ســلمي مديــد الوســائل واملرشوعيــة والهــدف‪،‬‬ ‫مــن خــال إطــار دولــة عرصيــة تكــرس القانــون والعــدل واملواطنــة‬ ‫الفاعلــة مبســاواة لــكل الســوريني عــى اختــاف طبقاتهــم وآمالهــم‬ ‫ومكوناتهــم‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫حرمل الثقافة‬

‫أريج الزيدي‬ ‫مل أكــن أعتقــد أن الكتابــة عــن األب‪،‬‬ ‫هــي نفســها الكتابــة عــن الوطــن!!‬ ‫فبعــض األوطــان ال تحتــاج ذاكرتهــا لكثــر‬ ‫نقــص عليهــا‬ ‫مــن األوجــاع‪ ،‬تكتفــي أن‬ ‫ّ‬ ‫حكايــة مرورنــا بهــا يومــاً مــا‪ ..‬نتحــدث‬ ‫عنهــا بتلقائيــة‪ ..‬بعفويــة‪ ..‬بــروح ينقصهــا‬ ‫االنتــاء‪ ،‬وقــد نتعلــق بأرصفتهــا‪ ،‬بشــجرة‬ ‫زيتــون كــرت عــى يــد فــاح تعرفنــا عليــه‬ ‫ذات صبــاح‪ ،‬ونســيناه!! ومثــة أوطــان يف‬ ‫حــرة أوراقهــا متتلــئ أرواحنــا بالحــب‪،‬‬ ‫كــا امتــأت مقابرهــا وشــوارعها وأرصفتهــا‬ ‫وبيوتهــا بــأرواح خجلــت مــن صومهــا‪،‬‬ ‫فأفطــرت عــى موائــد الرصــاص‪ ،‬أوطــان‬ ‫متــدد فيهــا شــهر العبــادة ليبقــى أبناؤهــا‬ ‫صامئــون عــن الفــرح‪ ،‬أوطــان تج ـ ّول املــوت‬ ‫يف شــوارعها‪ ،‬فأح ّبهــا لدرجــة الســهاد‪ ،‬أوطان‬ ‫اســتهلكت شــبابها‪ ،‬ودخلــت ســن اليــأس‪،‬‬ ‫أوطــان تنظــر بعــن الحســد إىل كرامــة‬ ‫مــوت أبنائهــا!! تلــك الكرامــة التــي أخفــت‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫األلم الذي صار اسمه أبي‬ ‫خذالنهــا!! أوطــان مل يعــد فيهــا املــوت مييــز‬ ‫بــن زواره‪ ،‬فاســتقبلهم جميعـاً‪ ،‬كــا يقتــي‬ ‫عدلــه املطلــق‪ ..‬وأنــا اآلن بحــرة أوراقــك‪..‬‬ ‫أشــيائك‪ ..‬يــدي التــي طاملــا شــابهت يــدك‬ ‫يف حريتهــا‪ ،‬متســك بقلــم الذكريــات‪ ..‬وأعــود‬ ‫لــذاك الحديــث الــذي أجبــت بــه عــن‬ ‫أســئلة طفولتنــا‪ ،‬نافي ـاً معرفتــك بيــوم عيــد‬ ‫ميــادك!! فــا زال فضــويل يرغــب مبعرفــة‬ ‫ذلــك اليــوم‪ ،‬إالّ أن حــريت‪ ،‬وتلــك الحــرة‬ ‫التــي تلبســتني أمــام عــدم معرفتــك‪ ،‬مل تعــد‬ ‫تؤرقنــي‪ ،‬فالوطــن الــذي مل يعــد مبقــدوره‬ ‫اســتذكار والئــم مــوت أبنائــه‪ ،‬ليــس مــن‬ ‫الــروري أن يســتذكر أعيــاد ميالدهــم‪،‬‬ ‫فهــو بالــكاد يذكّرهــم أنهــم أحيــاء‪ .‬مل‬ ‫تعلــن لنــا عــن يــوم عيــد ميــادك‪ ،‬ومل أكــن‬ ‫قــادرة بــذاك اليــوم الــذي أســموه عيــد‬ ‫األب‪ ،‬أن أجمــع مــا مــررت بــه مــن أعيــاد‬ ‫مجهولــة‪ ،‬وأهديــك كلامتهــا‪ ،‬وكلــايت التــي‬ ‫مل يبـ َـق لــدي ســواها‪ .‬أمــا الفــرح‪ ،‬وضحــكايت‬

‫الطفليــة التــي كانــت تُســمع مــن أول‬ ‫الحــارة‪ ،‬رصت بحاجــة إىل تدريــب طويــل‬ ‫الســتعادتها‪ ،‬وال أظــن أننــي أســتطيع ذلــك‪.‬‬ ‫معــذرة يــا أيب‪ ،‬فكلــايت يربكهــا حضــورك‬ ‫يف خاطــري‪ ،‬ذلــك الحضــور الــذي أنســاين‬ ‫عفويتــي‪ ،‬وطفولتــي املبعــرة التــي مل تعتــد‬ ‫الهــروب خج ـاً‪ ،‬وهــا أنــا اآلن أهــرب بحث ـاً‬ ‫عــن مــكان قــد أالمــس بعضـاً مــن أوجاعــك‬ ‫فيــه‪ ،‬فلــم أجــد إال الوطــن‪ ..‬ذلــك الوطــن‬ ‫الــذي تحــول إىل خيمــة ال تتجــاوز حدودهــا‬ ‫ـوري بنســخته املعــارصة‪،‬‬ ‫حــدود البــؤس السـ ّ‬ ‫اجتمعــت فيهــا أحــام األطفــال الوطنيــة‪،‬‬ ‫عــى مســودة ال أحــد يريــد أن يب ّيضهــا!!‬ ‫وخــوف يجعلهــم يف قلــب اإلحســاس بــرد‬ ‫كلامتهــا!!‬ ‫ســأحتفل بعيــدك الــذي مل تذكــره يومــاً‪،‬‬ ‫ســأحتفل بعيــدك املجهــول‪ ،‬ســأحتفل بــه‬ ‫اآلن‪ ،‬وســأحتفل بــه بعــد أن تعــود حــدود‬ ‫فراتنــا التــي انزاحــت‪ ،‬ومتــددت لتغمــر‬

‫من معزوفة الصمت‬ ‫جهــات املــوت‪ ،‬وتســقي األطفــال الذيــن‬ ‫فقــدوا أســاءهم تحــت األنقــاض‪ ،‬وشــبابنا‬ ‫الذيــن ليــس لديهــم وقتــاً ليذهبــوا إىل‬ ‫املقابــر‪ .‬مل يعــد «إكــرام امليــت دفنــه» يــا‬ ‫أيب!! فطرقــات الحريــة مل تكــن ســالكة‪ ،‬قبــل‬ ‫أن تعبدهــا رفــاة شــهداء الكرامــة‪ ،‬ومل يعــد‬ ‫لقــاء الف ـرات بدجلــة يشــكل شــط العــرب‪،‬‬ ‫لقــد رفــد الف ـرات نهــر دمنــا ليشــكل شــط‬ ‫الحريــة‪ ،‬وليذهــب العــرب إىل الجحيــم!!‬ ‫مل أدرك أن الكتابــة لــك‪ ..‬أو الكتابــة عنــك‪،‬‬ ‫ســتأخذين إىل كل تلــك التفاصيــل املوجعــة‪،‬‬ ‫فاعــذرين يــا أيب‪ ،‬مل أســتطع أن أملــس ذلــك‬ ‫اإلحســاس املتجــه إليــك‪ ،‬فقــد نــام إحســايس‬ ‫خج ـاً مــن كــرة املتوســدين عــى أرصفــة‬ ‫الحــزن يف بــادي!! ســبق وقلــت يل وأنــت‬ ‫متكــئ عــى وســادة أوجاعــك‪ ،‬أنــك ال تريــد‬ ‫أن تخــر حصتــك مــن الفــرح يب‪ ،‬وأنــا اآلن‬ ‫ال أريــد أن أخــر حصتــي مــن الحــزن عــى‬ ‫الرقــة‪.‬‬

‫نعاس القم ِر يف عينيك‪ ..‬حتى تسيل‬ ‫ذيب َ‬ ‫أُ ُ‬ ‫النجو ُم يف مسار ِ‬ ‫ات الشوق‪..‬‬ ‫وتبقى هنالك مدينتي‪..‬‬ ‫فوق َريْف الع ِني بغارِها املجدول عزا ً‬ ‫َ‬ ‫وأَلَ َقاً‪...‬‬

‫حوار مع الروائي والكاتب الصحفي رياض القاضي‬ ‫الروائي رياض القاضي‪ :‬بغداد ستعود مجيلة شاخمة بفضل أبنائها الغيارى وبكل طوائفهم‪.‬‬

‫كليلِ العناق‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫خيوط الندى‬ ‫وأنسج ابتهااليت من‬ ‫ُ‬ ‫عىل رمل البوادي بعد ِ‬ ‫قيظ النهار‪..‬‬

‫القاهرة ـ وفاء شهاب الدين‬

‫***‬

‫عــاش يف العــراق ‪ 24‬عامــاً‪ ،‬وكان يعمــل يف اإلعــام‬ ‫والتوجيــه الســيايس إىل أن صادفتــه مشــكلة الحريّة آنذاك‪،‬‬ ‫فتخــى عــن دورة معهــد الضبــاط العــايل ليــرك الع ـراق‬ ‫عــام ‪ 1999‬ويعيــش بعدهــا مغرتبــاً يف عــدد مــن دول‬ ‫العــامل‪ ،‬ويعلــن لجــوءه بعــد جهــد ومعانــاة يف بريطانيــا‪.‬‬ ‫مل ينقطــع فــرة تغربــه عــن كتابــة خواطــره البســيطة‬ ‫«كــا يصفهــا»‪ ،‬ومل يــردد عــن نرشهــا‪ ،‬وبتشــجيع ودعــم‬ ‫كبــر مــن دور النــر اإللكرتونيــة‪ ..‬ونــرت لــه مــا ال يقــل‬ ‫عــن ‪ 25‬كتابـاً أغلبهــا خواطــر وأشــعار وروايــات صدرت يف‬ ‫أنحــاء مختلفــة مــن العــامل العــريب واألوريب منهــا أمــازون‪..‬‬ ‫وعمــل صحفيــاً ومــن ثــم مديــرا ً للصحيفــة الرســمية‬ ‫الصــادرة مــن لنــدن ‪ iraqibbc.‬ومــع كادر صحفــي ال ميــل‬ ‫اســتطاع أن يثبــت وجــوده يف عــامل الروايــة والصحافــة‪.‬‬ ‫فض ّ��ل الكات��ب الروائ��ي أن يب��دأ حديث��ه ع��ن حبيبت��ه‬ ‫بغ��داد كم��ا وصفها حبس��رة العاش��ق فقال‪:‬‬ ‫بغــداد كانــت ســبب لوعتــي‪ ،‬وهــي مــن ألهمتنــي‬ ‫الكتابــة عــن همــوم وطنــي امل ُغتصــب‪ ..‬ولألســف بغــداد‬ ‫التــي كانــت مهــد الحضــارات‪ ،‬وبلــد الرشــيد أصبحــت‬ ‫اآلن تحتــوي عــى أفــا ٍع ســامة تطــارد املثقفــن‪ ..‬وهــذا‬ ‫املشــهد الثــاين الــذي يتكــرر أمامنــا بعــد ســقوط بغــداد‬ ‫األول يف عهــد العباســيني بيــد هوالكــو‪ ..‬ولكــن علينــا‬ ‫أن نتعلــم مــن املــايض‪ ..‬فكــا ســقطت بغــداد يف ذلــك‬ ‫الوقــت وعــادت قويــة بعــد ذلــك‪ ..‬كذلــك اليــوم يجــب‬ ‫أن ال نقطــع األمــل بــأن بغــداد ســتعود جميلــة وشــامخة‬ ‫بفضــل أبنائهــا الغيــارى‪ ،‬وبــكل طوائفهــم‪ ..‬فنحــن كلنــا‬ ‫عراقيــون بالدرجــة األوىل‪.‬‬ ‫ثم حتدث عن روايته «أحدب بغداد» قائال‪ً:‬‬ ‫أحــاول دامئــا التنــوع يف طريقــة الكتابــة‪ ..‬ولــو الحظــت‬ ‫يف كتبــي ســتجد بأننــي أختلــف يف طريقــة الــرد مــن‬ ‫كتــاب إىل آخــر‪ ..‬ألننــي أتخــذ مــن الكتابــة متعــة‪ ،‬وأحــب‬ ‫أن يســتمتع غــري مبــا أكتبــه‪« ..‬أحــدب بغــداد» ترشــحت‬ ‫للبوكــر‪ ،‬وكذلــك «الرصخــة» التــي صــدرت ‪..2016‬‬ ‫وبالرغــم مــن أن «أحــدب بغــداد» مل تفــز بالبوكــر إال أنهــا‬ ‫خطــوة إيجابيــة لــي أقــدم املزيــد‪ ،‬وأن أرى مديــح القـراء‬ ‫متــأ خانــة بريــدي االلكــروين‪.‬‬

‫متتطي كَ ِت َف الري ِح جامح ًة‬

‫يا رب َة السح ِر الهامئ ِة َ‬ ‫فوق الغامم‬ ‫يا عشتار يا لو َن الزمان‬ ‫أيّتها املثقل ُة بالخمر ِة املقدسة‬ ‫ِ‬ ‫قطاف الكرومِ وحدي‪..‬‬ ‫تعبت من‬ ‫ُ‬ ‫تنازيل واقرتيب‬ ‫ل َرت ْي ألوا َن شوقي ورائح َة عشقي‪..‬‬ ‫متلئني أروق َة حيايت‬ ‫تعبث َني بأنايت وصربي‬

‫وحتدث عن بقية مؤلفاته‪:‬‬ ‫أمــا بالنســبة للخواطــر التــي كتبتهــا حتــى قبــل وجــود‬ ‫الفيــس بــوك فإنهــا كانــت موجهــة لشــخص مــا‪ ..‬كتبتهــا‬ ‫فاحتفظــت بامللفــات إىل أن جــاء وقــت النــر اإللكــروين‬ ‫عندمــا صارحــت إحــدى دور النــر اإللكرتونيــة بــأن لــدي‬ ‫بعــض الخواطــر‪ ،‬ولكنــي غــر مقتنــع بنرشهــا‪ ..‬بالرغــم‬ ‫أننــي كنــت أعمــل يف اإلعــام والتوجيــه الســيايس يف زمــن‬ ‫التســعينات «مجلــة األمــن القومــي»‪ ..‬ولكننــي تفاجــأت‬ ‫مبديــر الــدار يشــجعني بــأن أنرشهــا ويف دار نــره‬ ‫بالتحديــد‪.‬‬ ‫ســكت قليـاً لــي يجيبنــي عــن ســؤايل لــه عــن صحيفتــه‬ ‫الرســمية ‪ IRAQIBBC‬ثــم قــال‪ :‬صحيفتــي الرســمية‬ ‫أتلــق أي دعــم كــا‬ ‫التــي أحبهــا‪ ،‬وأسســتها لوحــدي مل َ‬ ‫كان يُشــاع عنــي حينهــا‪ ،‬فبــدأت أول خطــوة مــن خطــوات‬ ‫األلــف ميــل‪.‬‬ ‫بدايــة عمــي يف اإلعــام ولألســف الشــديد كل املقربــن مل‬ ‫يــرق لهــم ذلــك‪ ..‬ألننــي أثنــاء فــرة دراســتي كنــت أعمــل‬ ‫يف املطاعــم لــي أجمــع مــروف كتــاب ألنــره‪ ،‬ولــي‬ ‫يتســنى يل إكــال دراســتي وســد احتياجــايت الدراســية‬

‫كلهــا والحياتيــة‪ ..‬ولكننــي تحديتهــم‪ ،‬وكنــت ســعيدا ً أن‬ ‫أرى الحــرات تكســو وجوههــم حتــى لدرجــة أنهــم‬ ‫باتــوا قلقــن يف أن أنــر كتاب ـاً يقــودين إىل عــامل الشــهرة‪،‬‬ ‫خصوصـاً بعــد أول لقــاء قصــر يل عــى البــي يب يس باللغــة‬ ‫ـعت يف نشــاطايت الصحيفــة‪ ،‬وعمــل‬ ‫االنكليزيــة‪ ،‬ثــم اتسـ ُ‬ ‫معــي خــرة الصحفيــن العــرب واألجانــب‪ ..‬والحمــد‬ ‫للــه فــاآلن نســر قُدمــاً إلكــال مســرتنا التــي نســعى‬ ‫لتحقيقهــا دوم ـاً‪.‬‬ ‫ثم تطرق اىل روايته القادمة «موالنا السيد» قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫موالنــا الســيد هــي روايــة تــروي قصــة رجــل ديــن‪ ،‬ومــا‬ ‫هــو برجــل ديــن‪ ،‬يصنعــه الفق ـراء بســبب نقــص العلــم‬ ‫يف قريتهــم‪ ،‬ثــم يتحالــف مــع الجــن لــي ميتلــك ســيادة‬ ‫مطلقــة عــى النــاس‪ ..‬األحــداث تــدور يف أيــام امللــك‬ ‫فيصــل األول «رحمــه اللــه»‪ ..‬حتــى يصعــد نجــم رجــل‬ ‫الديــن الــذي يُدعــى بالســيد ســامي وبالتخلــص مــن كل‬ ‫مــن يزاحمــه عــى الســلطة‪.‬‬ ‫موالنــا الســيد هــي باكــورة أعــايل لعــام ‪ 2017‬عــن دار‬ ‫الســاقي بلبنــان إن شــاء للــه‪.‬‬

‫اقص عىل حاف ِة األرجوانِ يف كأيس‬ ‫غيابُك ٌ‬ ‫ليل يرت ُ‬ ‫ِ‬ ‫العواصف‬ ‫كل‬ ‫ومساف ٌة تقتل َّ‬ ‫من خلف وشاحك الحريري‪.‬‬ ‫وفر ُاش عينيك مازال يزهر‬ ‫عرب فستانك الرشقي‪.‬‬ ‫اقرئيني عىل جدا ِر الغيمِ األزرق‬ ‫ودعيني أتناثر‬ ‫ِ‬ ‫كفيض لؤلؤ‬ ‫يزيّ ُن جديلتك السمراء‪..‬‬

‫شعر‪ :‬إيلينا السورية‬


‫حرمل الثقافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫غريب الدار‬

‫‪11‬‬

‫الس��وري ُيصلب م��ن جديد‬

‫إبراهيم العلوش‬ ‫صــورة الرجــل الــذي وقــف مصلوبــاً‪،‬‬ ‫عــى نفــس الصليــب الــذي ُصلــب عليــه‬ ‫ابنــه‪ ،‬يف مدينــة منبــج مــن ِقبــل داعــش‪،‬‬ ‫تعــر عــن عمــق املعانــاة‪،‬‬ ‫عالمــة رمزيّــة ّ‬ ‫واألمل الســوري الــذي ينبــع مــن كل اآلفــاق!‬ ‫صنــف مــن صنــوف العــذاب‪،‬‬ ‫يبــق‬ ‫ٌ‬ ‫مل َ‬ ‫مل يعانــه الســوري يف مأســاته الدمويــة‬ ‫النازفــة حتــى اليــوم‪ ،‬فالتهجــر والقصــف‬ ‫والتعذيــب‪ ،‬ومــوت األحبــة‪ ،‬والخضــوع‬ ‫ألوامــر الحواجــز املل ّونــة باألحمــر‪ ،‬وباألســود‬ ‫ومبختلــف األلــوان‪ ،‬والعــوز حتــى حــدود‬ ‫الجــوع‪ ،‬واملــرض واألمل حتــى حــدود املــوت‪،‬‬ ‫كل هــذه الصنــوف اجتمعــت عــى الســوري‬ ‫وهــي تحــاول إعــادة صلبــه‪ ،‬وانتـزاع إرادتــه‬ ‫التــي حلمــت بالحريــة وســعت إليهــا‪،‬‬ ‫فتناهبتــه األوجــاع التــي صــارت تهــدد‬ ‫حتــى وجــوده يف هــذه الحيــاة!‬ ‫بعــد خمســن ســنة مــن صلــب الســوري يف‬ ‫املسـرات البعثيــة‪ ،‬والتهليــل للقائــد الخالــد‪،‬‬ ‫والوقــوف أمــام فــروع املخابــرات بانتظــار‬ ‫دوره للتحقيــق‪ ،‬ومحــاوالت ارغامــه عــى‬ ‫التعــاون ك ُمخـ ِـر عــى أهلــه وجريانــه‪ ،‬ورمبــا‬ ‫حتــى عــى نفســه الضئيلــة‪ ،‬التــي ال تعــادل‬ ‫قشــة أمــام عظمــة القائــد الخالــد وابنــه‬

‫اإلنســانية عــن إغاثتهــم ولــو بلقمــة خبــز‪،‬‬ ‫أو بحبــة دواء‪ ،‬أو مبظلــة تحميهــم لســاعات‬ ‫مــن قصــف الطــران الــذي يحلّــق ليــل‬ ‫نهــار مســتهدفاً أرواحهــم‪ ،‬وأرواح أبنائهــم‪،‬‬ ‫وأســقف بيوتهــم‪ ،‬وأرصفــة شــوارعهم‪ ،‬التــي‬ ‫يعتربهــا النظــام بأنهــا مجــرد أمــاك ضائعــة‬ ‫مــن أمــاك القائــد الخالــد‪ ،‬ويريــد شــبيحته‬ ‫اســتعادتها ولــو كانــت محطَّمــة!‬

‫املعتــوه‪ ..‬هــا هــي داعــش تســرجع مــن‬ ‫التاريــخ عقوبــة الصلــب وتج ّربها بالســوري‪،‬‬ ‫مســتعيدة مأســاة املســيح ومســرجعة إيــاه‬ ‫كســوري يُصلــب مــن جديــد!‬ ‫وجــه األب املتــأمل وهــو يــرع يديــه عــى‬ ‫الصليــب الحديــدي‪ ،‬مــكان ابنــه الــذي‬ ‫علقتــه داعــش‪ ،‬فرجــة للنــاس‪ ،‬واشــباعاً‬

‫هــذه اللوحــة التمثيليــة التــي ت ُعيــد عمليــة‬ ‫الصلــب‪ ،‬تســتعيد روايــة نيكــوس كازانتـزايك‬ ‫(املســيح يُصلــب مــن جديــد) وتســتعيد‬ ‫لوحــة غويــا (لحظــة إعــدام الشــهيد)‪..‬‬ ‫ســتكون هــذه الصــورة مقدمــة وعنوانــاً‬ ‫لعــامل جديــد مــن الفنــون ومــن القوانــن‪،‬‬ ‫ومقدمــة إلرادة ســورية جديــدة تصنعهــا‬ ‫تعابــر األمل عــى وجــه هــذا األب‪ ،‬الــذي‬ ‫لشــغفها باملــوت والتعذيــب الــذي يســابق ُصلــب ابنــه قبــل أيــام عــى الصليــب‬ ‫غريــزة النظــام يف الوحشــية‪ ،‬ويف الحـ ّط مــن الداعــي‪ ،‬الــذي صنعتــه أجهــزة املخاب ـرات‬ ‫كرامــة الســوري‪ ،‬ســتكون لوحــة تعبرييــة العامليــة!‬ ‫آلالم الســوريني جميع ـاً‪ ..‬الســوريون الذيــن‬ ‫ميــرون عــى الحواجــز محنيــي الرقــاب كل لــن يحلمــوا مبــوت الســوري‪ ،‬ولن ينجــوا من‬ ‫يــوم‪ ،‬والســوريون املحــارصون يف املــدن صــدى هــذا األمل الســوري‪ ،‬الــذي ســيخنق‬ ‫التــي عجــزت األمــم املتحــدة‪ ،‬ومنظامتهــا أرواحهــم‪ ،‬ومــا تبقــى مــن ضامئرهــم‬

‫التالفــة‪ ،‬فاملســيح الســوري املصلــوب قبــل‬ ‫عرشيــن قــرن أو أكــر مل ميــت‪ ،‬وهــذا‬ ‫الســوري املصلــوب اليــوم لــن ميــوت‪ ،‬وآالمــه‬ ‫ســيرتدد صداهــا عــر قــرون طويلــة قادمــة‪..‬‬ ‫وســيكون هــذا األمل وقــودا ً لبنــاء مســتقبل‬ ‫جديــد‪ ،‬وذكــرى لعــذاب ســتقاوم عودتــه‬ ‫األجيــال الســوريّة القادمــة‪ ،‬وســيكون حمـاً‬ ‫ثقيـاً علينــا وعــى ضامئرنــا‪ ،‬إن تنكرنــا لهــذا‬ ‫األمل املتســع عــر ســورية‪ ،‬وعــر مهاجــر‬ ‫الســوريني‪ ،‬التــي توزعــت عــر املحيطــات‬ ‫والقــارات‪ ،‬وبســعة األرض بــكل تكويراتهــا‪،‬‬ ‫التــي تقاذفــت الســوريني بــا رحمــة!‬ ‫هــذا األمل تحــ ّول اليــوم إىل لعنــة تطــارد‬ ‫داعــش ومــن واالهــا‪ ..‬وســتطاردها إىل آخــر‬ ‫مخبــأ لهــا‪ ،‬ت ُحــاك فيــه املؤامــرات عــى‬ ‫الســوريني‪ ،‬وعــى النــاس جميعـاً‪ ،‬وســتطارد‬ ‫آخــر مجــرم مــن مجرميهــا‪ ،‬ولــو تخفّــى‬ ‫يف شــقوق األرض‪ ،‬وتنكّــر بــكل أحابيلــه‬ ‫املقيتــة‪ ..‬وهــا هــي منبــج اليــوم حــ ّرة‪،‬‬ ‫وخاليــة مــن حقدهــم ومــن إجرامهــم‪،‬‬ ‫وســتكون الرقــة حتــاً املدينــة الحــ ّرة‬ ‫القادمــة‪ ،‬وامل ُط َّهــرة مــن رجســهم‪ ،‬ومــن‬ ‫رجــس النظــام املجــرم!!‬

‫البقرة َ‬ ‫ُ‬ ‫احل ُل ُ‬ ‫وب‬ ‫‪1‬‬ ‫لطاملــا انتظــر حــدوث نهايــة عملــه الوظيفي‬ ‫بحجــة بلوغــه الســن القانونيــة إلحالتــه إىل‬ ‫التقاعــد‪ ،‬بعــد أن أمــى أكــر مــن ثالثــة‬ ‫عقــود وهــو يتنقّــل بــن املــدارس واملــدن‬ ‫مد ّرس ـاً ملختلــف املراحــل‪ .‬وصــل اآلن قطــار‬ ‫رحلتــه الطويلــة إىل محطّتــه األخــرة‪ ،‬نــزل‬ ‫نفســه‪ِ ،‬‬ ‫بــكل مــا‬ ‫حاضنــاً ذكرياتِــ ِه ّ‬ ‫ُملَ ْملِــاً َ‬ ‫فيهــا مــن تعــب ومـرارة ومعانــاة يتخلّلها بني‬ ‫ـب املهن ِة‬ ‫حــن وآخــر أيــام ممتعــة ت ُنســيه تعـ َ‬ ‫ـات و ُمزعجـ ٍ‬ ‫ومــا يرافقهــا مــن ُمنغِّصـ ٍ‬ ‫ـات‪ .‬أخذ‬ ‫نفسـاً عميقـاً مالِئـاً رئتيــه ثــم ُمطْلِ َقـ ُه براحـ ٍة‬ ‫فاتِحــاً ذراعيــ ِه وكأنّــ ُه يســتع ّد الحتضــانِ‬ ‫غيــاب ُمــر ّددا ً‪ ،‬وكأنّــه‬ ‫حبيــب بعــ َد طــو ِل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يريــد أن يُسـ ِم َع ّ‬ ‫ـن حولــه‪ :‬لقــد ُعـدْتُ‬ ‫كل َمـ ْ‬ ‫مــن رحلتــي الطويلــة ســليامً معــا ًىف‪ ..‬أنــا‬ ‫هنــا‪ ..‬لقــد ُولِ ـ ْدت مــن جديــد‪..‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مينــح جســ َد ُه‬ ‫قــ ّرر بينــه وبــن نفســ ِه أن‬ ‫َ‬

‫ـي رو َحــه شــيئاً تفضحــه تعابــر الوجــه واآلهــات التــي‬ ‫بعضـاً مــن الراحــة‪ ،‬وأ ْن يعطـ َ‬ ‫ّــت بــن حــن وآخــر خــال الحديــث‬ ‫مــن الطأمنينــة‪ ،‬لــي يعيــ َد‬ ‫ترتيــب أور َاق تتفل ُ‬ ‫َ‬ ‫حياتِــه للمرحلــ ِة املقبلــ ِة‪ ،‬والتــي يعت ُربهــا بشــكل غــر مقصــود‪.‬‬ ‫كل‬ ‫ـن بــأ ّن ّ‬ ‫اآلن مــن أهـ ّم املراحــلِ ‪ ،‬فهــو مؤ ِمـ ٌ‬ ‫‪4‬‬ ‫مــا قــام بــه زرعـاً ع َملَـهُ‪ ،‬واآلن حــان موعـ ُد‬ ‫تتدحــرج الكلــات‪ ،‬ويبــدأ ســيل األمل‬ ‫ج ْنــي مثــا ِر مــا زرعَ‪.‬‬ ‫بالتدفّــق وال مجــال إليقافه ســوى باســتنزافه‬ ‫حتّــى يُفْــ َر َغ مــن محتــواه‪ ..‬ويبــدأ البــوح‬ ‫‪3‬‬ ‫ٍ‬ ‫بصــوت متهــ ّد ٍج وكأنّــه يخــرج مــن بــرٍ‬ ‫خــال فــرة النقاهــة التــي بــدأ يتمتّــع بهــا‪،‬‬ ‫عــادت بــه الذاكــرة إىل ســنوات خلــت‪ ،‬عميــقٍ ‪...‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عندمــا كان مبيــدان العمــل‪ ،‬ويلتقــي ببعــض‬ ‫ُ‬ ‫الزمــاء واملعــارف مــن كان لــه بــا ٌع أطـ َ‬ ‫تقــول؟! – كــا‬ ‫ُــوب‪ -..‬مــاذا‬ ‫ـول ‪-‬أنــا بقــر ٌة َحل ٌ‬ ‫منــه يف االغ ـراب‪ ،‬وخــال ســهر ِ‬ ‫كل عــام عندمــا نتو ّجــه‬ ‫عت‪ ...‬يف نهايــة ّ‬ ‫ات الصفــا ِء‪ ،‬س ـ ِم َ‬ ‫القلــب كــم كان يتأثــر مبــا يســمع‪ ،‬لبلدنــا لقضــاء اإلجــازة الصيف ّيــة يف ربــوع‬ ‫وبــو ِح‬ ‫ِ‬ ‫وهــو بــن الشــك واليقــن مـ ّـا يُقــال! لكنــه الوطــن بــن األهــل واألصدقــاء‪ ،‬ن ُْســتق َب ُل‬ ‫كان يلمــح األىس يف عيونهــم‪ ،‬وكلامت ُهــم بالحفــاوة وخاصــة عنــد توزيــع الهدايــا‪..‬‬ ‫ُمتّش ـ َح ٌة باللوعــة تقطــر أمل ـاً‪ ،‬وكأ ّن ُمح ّدثَــه ليــس هــذا هــو امل ُه ـ ُّم‪ ..‬الُمه ـ ُّم عندمــا أبــدأ‬ ‫يحــس باالختنــاق مــن فــرط التأث ّــر واألمل بــثّ ه ّمــي ألرسيت‪ ،‬وبأننــي تعبــت مــن‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ألق‬ ‫ـوديت‬ ‫ـ‬ ‫لع‬ ‫اآلن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الغرب‬ ‫ة‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كجم‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫يف‬ ‫ـوت‬ ‫املكبـ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫يحــاول اخفاءهــا بهــدوء ُمتكل ٍ‬ ‫َّــف‪ ،‬لكــن مــا بقــي مــن العمــر بينهــم‪ ،‬وخاصــ ًة وأن‬

‫كنــت أتوقّــع أن‬ ‫أحوالنــا باتــت حســنةً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫قابــل باالمتعــاض‬ ‫ــب بقــويل‪ ،‬ال أن يُ َ‬ ‫يُ َر َّح َ‬ ‫ـق بالشــكوى؟!‬ ‫وبالشــكوى! ال أدري مــن األحـ ّ‬ ‫ــت كــا يُ ُ‬ ‫قــال مبقتَــلٍ ‪ ..‬إذن عــوديت‬ ‫ِأصبْ ُ‬ ‫تعنــي انقطــاع ســيل املــال امل ُتدفّــق الــذي‬ ‫جعلهــم يعيشــون يف مســتوى حيــاة ال تقبــل‬ ‫كل هــذا عــى حســاب‬ ‫الرتاجــع‪ ،‬متناســن أ ّن ّ‬ ‫رصيــد حيــايت املتنا ِقــص‪ ،‬وشــبايب املرتاجــع‬ ‫أمــام زحــف الســنني‪..‬‬ ‫ويتواصــل نـ ُ‬ ‫ـر‬ ‫ـزف األ ِمل امل ُ ْختَـ َزنِ بعيــونٍ ت ْعتَـ ِ ُ‬ ‫دمع ـاً وبحديـ ٍ‬ ‫ـث تشــعر بــأ ّن صاحبــه عــى‬ ‫وشــك مفارقــة الحيــاة‪ ،‬وتنهــال الكلــات‬ ‫منــه مبــا هــو أقــرب إىل الحرشجــة منهــا‬ ‫للحديــث العــادي‪ ،‬وكأنــه أصبــح يف عالَــمٍ‬ ‫ـب‬ ‫آخ ـ َر‪ :‬أصبحــت غريب ـاً‪ ،‬وضيف ـاً غــر م َر ّحـ ٍ‬ ‫بــه لفــر ٍة طويلـ ٍة‪ ،‬البـ ّد مــن العــودة ومتابعة‬ ‫ضــخ األمــوال لتتواصــل الرفاهيــة والعيــش‬ ‫الرغيــد‪ ،‬وال يهــم كيف ّيــة توفّرهــا لهــم‪..‬‬

‫عبد العظيم إسماعيل‬ ‫ٍ‬ ‫ّــت املفــردات‪:‬‬ ‫ومبزيــد مــن ال ُح ْرقَــة تتفل ُ‬ ‫واحرستاه!‪..‬لقــد اختفــت صــورة األب‬ ‫وتالشــت يف ِخضـ ّم املطامــع والشــهوات! إذن‬ ‫يــا صديقــي‪ ،‬ال تســتغرب مــن قــويل‪« :‬أنــا‬ ‫وأي‬ ‫ـوب‪ُّ ،‬‬ ‫ـوب»‪ ..‬فعـاً أنــا بقــر ٌة َحلـ ٌ‬ ‫بقــر ٌة َحلُـ ٌ‬ ‫بقــر ٍة!!‬

‫صحيف��ة احلرم��ل‪ :‬ثقافي��ة ــ��ـ سياس��ية ــ��ـ نص��ف ش��هرية ــ��ـ تص��در ع��ن مؤسس��ة توت��ول اإلعالمي��ة بالتع��اون م��ع بي��ت الرق��ة ل��كل الس��وريني‬ ‫رئي��س جمل��س اإلدارة و رئي��س التحري��ر‪ :‬بس��ام البليب��ل ‪ /‬مدي��ر التحري��ر‪ :‬يوس��ف دعي��س‬

‫‪ALHARMAL : 15 günde bir Siyasi ve Kültürel Gazete‬‬

‫)‪SAYI: 46 YIL: 2016 )2.‬‬ ‫‪İMTİYAZ SAHİBİ: ŞÜKRÜ KIRBOĞA - EDİTÖR: BASSAM ALBULAIBL‬‬ ‫‪BASKI: İMAJ OFSET.Sırrın Mah.647 sok.no:33 MOB: 00905316201958‬‬

‫‪Muzaffer kartal bahçelievler- hekŞmler apt no.3 ŞanliUrfa‬‬

‫‪Alharmal.journal@gmail.com‬‬

‫‪Twitter.com/AlharmalJournal‬‬

‫‪Facebook.com/AlharmalJournal‬‬


‫‪12‬‬

‫حرمل الثقافة‬

‫زاويـة حـرة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫ال ثوابت يف السياسة‪!..‬‬

‫يوسف دعيس‬

‫أنا من وطن‬ ‫الحرمل ‪ -‬خاص‬

‫صــدر مؤخـرا ً للشــاعر يحيــى مــازم مجموعــة‬ ‫شــعرية عــن دار فضــاءات للنــر والتوزيــع‪،‬‬ ‫تتألــف مــن مثانيــة وعرشيــن نصــاً شــعرياً‬ ‫تتعلــق كلهــا بالوطــن الحبيــب‪ ،‬ويبــدأ مجموعتــه‬ ‫الشــعرية بقصيــدة تحــت عنــوان «إىل قلبــي‬ ‫اآلخــر»‪ ،‬يصــف البعــد عــن والدتــه‪ ،‬ويطلــب منهــا‬ ‫الدعــاء ليتوفــق يف مســرته‪ ،‬يقــول‪:‬‬ ‫«بالرغم من البعد صيل‬ ‫من أجل طريق صوايب‬ ‫من أجل حريق أشعله‬ ‫من أجل رماد أذريه‬ ‫من أجل ربيع يأيت من بعد النريان‬ ‫صيل من أجل حياة نرضاها‬

‫فدعاؤك يفتح كل األبواب العليا‬ ‫والله قريب‪ ..‬والله قريب»‬ ‫ويف قصيــدة «ســاعة رحيــل»‪ ،‬يصــف ســاعات‬ ‫وداعــه ألمــه ووطنــه مــررا ً لنفســه حالــة االغــراب‬ ‫عندمــا يقــول‪« :‬مــا عــدت أهتــم الســم املــكان‬ ‫وال يعنيني ظرف الزمان‬ ‫ما أرضاين يف غربتي‬ ‫أين رجعت إنسان»‬ ‫وتتــواىل املجموعــة الشــعرية بقصائــد متثــل‬ ‫واقــع املواطــن وحياتــه قبــل وأثنــاء الثــورة‪ ،‬ويف‬ ‫القصيــدة التــي حملــت عنــوان املجموعــة «أنــا‬ ‫مــن وطــن»‪ ،‬وتتألــف مــن ثالثــة عــر مقطع ـاً‪،‬‬

‫تعتــر كمشــاهد مرسحيــة لحالــة املواطــن أثنــاء‬ ‫حكــم البعــث‪ ،‬ويغــوص الشــاعر يف األحــداث‬ ‫الجليلــة التــي عــاىن منهــا املواطــن الســوري أثنــاء‬ ‫الثــورة مــن قتــل وترشيــد وهجــرة يف مجموعــة‬ ‫مقاطــع تحــت اســم «صــور مــن ســورية» نذكــر‬ ‫منهــا «العــدل»‪ ،‬ويقــول فيهــا‪:‬‬ ‫«املنجل ال مييز بني السنابل‬ ‫واملاء يروي عىل حب كل الخامئل‬ ‫هذا هو العدل‬ ‫فالرباميــل تــدك كل املنــازل» إضافــة إىل صــور‬ ‫(قذيفــة موجهــة‪ ،‬برميــل بعيــد‪ ،‬وينهــي الــرد‪،‬‬ ‫الجــوع‪ ،‬مهاجــر)‪ ،‬وقــد وصــف الــرد «مســخ‬ ‫ينشــط يف الليــل لــه ألــف ألــف ذراع»‪ ،‬ووصــف‬ ‫الجــوع «كافــر بأنيــاب يعــض الرباعــم الذابلــة»‪،‬‬ ‫ويكمــل الشــاعر بوصــف مــا آلــت إليــه األوضــاع‬ ‫يف ســورية مــن «نــازح إىل ســاحة الوغــى بقايــا‬ ‫وطــن وحلــب وبعــض املقطوعــات التــي تنبــذ‬ ‫الطائفيــة»‪ ،‬وينهــي املجموعــة بقصيــدة الغــول‪:‬‬ ‫«من يومها يا ساديت‬ ‫الغول يصول الغول يجول»‬ ‫وقــد صــدر للشــاعر مجموعــة شــعرية ثانيــة‬ ‫تحمــل اســم ســاعة رحيــل‪ .‬وروايــة ســاعات‬ ‫الشــيطان عــن دار الرصيــف لإلبداعــات الجديــدة‪.‬‬ ‫دمشــق‪ .‬ســيتم عرضهــا يف معــرض الشــارقة‬ ‫للكتــاب‪ ،‬وروايــة تحــت الطبــع باســم «العجــوز‬ ‫وحلــب»‪.‬‬

‫املصري للمطبوعات يصدر «علم التاريخ»‬ ‫نشأته وتطوره ووصفه بني العلوم األخرى ومناهج البحث فيه‬ ‫صــدر حديثــاً عــن املكتــب املــري للمطبوعــات‬ ‫كتــاب «علــم التاريــخ» للمؤلــف شــوقي الجمــل‪،‬‬ ‫حــاول الكاتــب يف هــذا الكتــاب الــذي يقدمــه للباحثــن‬ ‫يف مجــال التاريــخ أن يعالــج موضوعــن مرتابطــن‬ ‫ومتكاملــن يصعــب فصــل أحدهــا عــن اآلخــر‪:‬‬ ‫املوضــوع األول‪ :‬نشــأة علــم التاريــخ منــذ أن بــدأ عــى‬ ‫شــكل قصــص وروايــات‪ ،‬ثــم تطــور مــع تطــور املعرفــة‬ ‫اإلنســانية‪ .‬وقــد تعــرض الكاتــب لــدور العــرب يف هــذا‬ ‫املجــال والشــوط الــذي قطعــوه فيــه فخصــص فصــاً‬ ‫لذلــك‪.‬‬ ‫كذلــك تعــرض لوضــع علــم التاريــخ بــن العلــوم األخــرى‬ ‫واآلراء املختلفــة التــي أثــرت حــول هــذا املوضــوع‪.‬‬ ‫كــا أشــار للعلــوم األخــرى الوثيقــة الصلــة بعلــم‬

‫التاريــخ‪ ،‬ومبــا يجــب أن تتوفــر يف الباحــث التاريخــي‬ ‫مــن صفــات وممي ـزات ليــارس هــذا العمــل مبفهومــه‬ ‫الصحيــح الســليم‪.‬‬ ‫املوضــوع الثــاين‪ :‬يتعلــق باملنهــج الــذي يجــب أن يلتــزم‬ ‫بــه الباحــث يف هــذا امليــدان حيــث بــدأ الكتــاب مــع‬ ‫الباحــث منــذ اختيــاره ملوضــوع بحثــه‪ ،‬وحتــى تنســيق‬ ‫املــادة التاريخيــة متهيــدا ً لعرضهــا عــى هيئــة موضــوع‬ ‫متكامــل متجانــس ومرتابــط‪.‬‬ ‫وقــد اعتمــد الكاتــب يف كل ذلــك عــى القواعــد‬ ‫املتعــارف عليهــا‪ ،‬والتــي أصبحــت األســس الرئيســية‬ ‫التــي يقــوم عليهــا البحــث التاريخــي‪.‬‬ ‫كــا عــرض الكاتــب آراء وأفــكار العديــد مــن املؤرخــن‬ ‫الذيــن بــرزوا يف هــذا امليــدان واهتمــوا بهــذه الدراســة‪،‬‬ ‫دراســة منهــج البحــث التاريخــي‪.‬‬

‫أثــار التقــارب الــريك الــرويس مخــاوف لــدى الســوريني‪ ،‬وجملــة‬ ‫مــن التســاؤالت حــول مصريهــم‪ ،‬ولعـ ّـل الســؤال الــذي بــدأ يــردد‬ ‫صــداه حــول ثوابــت السياســة‪ ،‬وهــل هــذه الثوابــت مــن املمكــن‬ ‫أن تتحــول إىل مجــرد ورقــة ضغــط ومســاومة يحددهــا السياســيون‬ ‫وفــق مصالــح بالدهــم؟ وهــل ســيتحول الســوريون مبأســاتهم‬ ‫املتعاظمــة إىل ســلعة يتــم املســاومة عليهــا وفــق مــا تقتضيــه‬ ‫املصالــح العليــا لــدول اإلقليــم املتصارعــة عــى الســاحة الســورية‪،‬‬ ‫ووفــق مــا ترتئيــه أمريــكا التــي تديــر خطــوط الــراع‪ ،‬وتحــدد‬ ‫وظائــف املتنازعــن بعقليــة رجــل الكاوبــوي‪ ،‬الــذي يســتطيع أن‬ ‫ينهــي اللعبــة كــا يشــاء‪.‬‬ ‫األت ـراك بعــد أن خرجــوا مــن محنــة االنقــاب الفاشــل‪ ،‬مــا زالــوا‬ ‫يؤكــدون عــى ثوابــت سياســتهم تجــاه املســألة الســورية‪ ،‬والتــي‬ ‫حددهــا العضــو الربملــاين خليــل أوزجــان يف لقائــه الصحفــي يف‬ ‫مدينــة شــانيل أورفــا‪ ،‬والــذي جــاء عــى خلفيــة اللقــاء الــرويس‬ ‫الــريك‪ ،‬والزيــارات املتعاقبــة لسياســييها وبرملانيهــا للعواصــم‬ ‫الغربيــة‪ ،‬وهــي وقــف إطــاق النــار‪ ،‬وإدخــال املســاعدات‬ ‫اإلنســانية‪ ،‬والبــدء بالحــل الســيايس وفــق ق ـرارات مجلــس األمــن‪،‬‬ ‫دون أن يكــون لألســد أي حضــور يف املرحلــة االنتقاليــة‪.‬‬ ‫رغــم أن ترصيحــات النخــب الرتكيــة بحضورهــا القــوي مــا زالــت‬ ‫تصــب يف خانــة منــارصة الثــورة الســورية‪ ،‬فالترسيبــات التــي‬ ‫جــاءت عــى خلفيــة التقــارب الــرويس الــريك تقــول إن األســد‬ ‫ســيكون حــارضا ً يف املرحلــة االنتقاليــة مقابــل تخــي الــروس عــن‬ ‫امللــف الكــوردي‪ ،‬وهــو مــا ترافــق مــع أنبــاء إغــاق روســيا ملكاتــب‬ ‫البيــدا يف موســكو‪.‬‬ ‫أمــا عــى األرض‪ ،‬فالســوريون مــا زالــوا يدفعــون أمثانـاً باهظــة مــن‬ ‫الدمــاء والدمــار يف رصاع متجــدد‪ ،‬هــم الحلقــة األضعــف فيــه‪،‬‬ ‫وهــم الخــارس األول واألخــر‪ ،‬والوقائــع عــى األرض تؤكــد ذلــك‪،‬‬ ‫فالطــران الــرويس مــا زال يبــث املــوت والدمــار يف الرقــة وديــر‬ ‫الــزور وحلــب وإدلــب‪ ،‬مســتخدماً القاذفــات املتطــورة التــي تحمــل‬ ‫أطنانــاً مضاعفــة مــن القنابــل املحرمــة دوليــاً‪ ،‬ومــا زال طــران‬ ‫النظــام يــدك برباميلــه املتفجــرة معاقــل املدنيــن يف داريــا وحمــص‬ ‫وحــاة‪ ،‬مســتخدماً النابــامل الحــارق والغــازات املحرمــة دوليـاً‪ ،‬وكل‬ ‫ذلــك يشــر إىل أن الســوريني باتــوا ورقــة مصالــح تتجاذبهــا قــوى‬ ‫اإلقليــم والقــوى الكــرى‪.‬‬ ‫الســوريون مــا زالــوا غارقــن ومشــغولني يف تحديــد معــامل لبــاس‬ ‫الســت الداخــي‪ ،‬وهــل تــم رشاؤه مــن متاجــر لنــدن‪ ،‬أم مــن متاجر‬ ‫باريــس‪ ،‬وهــل جــاء عــى حســاب دم الســوريني األبريــاء؟ وهــل‬ ‫تســمية غــزوة حلــب رشعيــة أم غــر جائــزة؟ وهــل قتــل الطفــل‬ ‫الفلســطيني حــال أم حـرام؟ وهــل تحريــر مدينــة منبــج عــى يــد‬ ‫جيــش ســورية الدميقراطيــة جائــز رشعـاً؟ وهــل مشــهد الفتــاة التــي‬ ‫تحمــل الســيجارة جهــارا ً نهــارا ً يجســد تطلعــات الســوريني نحــو‬ ‫الحريــة؟‬ ‫وهــم مــا زالــوا قابعــن خلــف األزرق الصامــت‪ ،‬ينتظــرون نتائــج‬ ‫التقــارب الــريك الــرويس‪ ،‬والتقــارب الــريك اإليــراين‪ ،‬ويتطلعــون‬ ‫لتنفيــذ مقــررات مجلــس األمــن‪ ،‬وينتظــرون مــن جامعتهــم‬ ‫العربيــة موقفـاً منــارصا ً‪ ،‬وتغـرا ً جديــدا ً يف سياســة الــدول العربيــة‬ ‫أو الغربيــة‪ .‬يف الوقــت نفســه مــا زال القتلــة ميارســون لعبتهــم‬ ‫املســتمرة واملتصاعــدة يف قتــل املدنيــن العــزل‪ ،‬وتدمــر البــاد‬ ‫وتهجــر العبــاد‪ .‬وباعتقــادي إن ظلّــوا كذلــك فعىل ســورية الســام‪!..‬‬

‫جمل��ة احلرم��ل تدع��و املؤسس��ات واألف��راد إىل دع��م اس��تمراريتها وإس��تقالهلا‪ ،‬م��ن خ�لال االش�تراك واإلع�لان فيه��ا‪ ،‬وذل��ك باإلتص��ال عل��ى هات��ف اجملل��ة رق��م‪ )05316201958( :‬أو مراجع��ة مقره��ا (أورف��ا ‪ -‬س��احة املدف��ع)‬

‫اآلراء اليت تنشر باجمللة تعرب عن رأي أصحابها‪ ،‬وال متثل بالضرورة رأي اجمللة‬

‫‪W W W . A L H A R M A L . C O M‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 46‬آب ‪2016‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.