Alharmal (42) 15 06 2016 العدد 42 من مجلة الحرمل

Page 1

‫‪1‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 42‬حزيــران ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫حممد احلاج صاحل‪..‬‬ ‫يستش��رف املس��تقبل يف قص��ة «الس��جادة املذخ��ورة» مؤك��داً أن��ه وإن‬ ‫كان ق��در الس��وريني التهج�ير املس��تمر‪ّ ،‬إل أن جذورهم عميق��ة يف األرض‪.‬‬ ‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 42‬حزيــران ‪2016‬‬

‫‪Her Daim Özgürlük‬‬

‫‪sayı 42‬‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫احلريــ��ة دائمــــ��ًا‬

‫ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني‬

‫رمضان‪ ..‬صوموا عن قتل السوريني‬ ‫‪Kültür - Siyasi - 15 günde bir‬‬

‫‪Alharmal Dergisi‬‬

‫ب��راءة اخ�تراع لل��روس والنظ��ام‪ :‬اخلراطي��م املتفج��رة بع��د الربامي��ل املتفج��رة‬ ‫الطريان الروسي يرتكب جمازر جديدة يف حلب وإدلب‬ ‫ذرور احلرمل‬ ‫اهل�لال الش��يعي إىل أي��ن‪...‬؟!‬ ‫بسام البليبل‬

‫الحرمل ـ خاص‬ ‫مــا زالــت معركــة حلــب الشــغل الشــاغل لقــوات‬ ‫النظــام‪ ،‬املدعومــة بإســناد جــوي رويس‪ ،‬ومبشــاركة‬ ‫فعليــة مــن قــوات الحــرس الثــوري اإليراين‪ ،‬وامليلشــيات‬ ‫اللبنانيــة والعراقيــة واألفغانيــة‪ ،‬وســط ترديــد شــعارات‬ ‫إيرانيــة بقــرب االنتهــاء مــن معركــة حلــب‪ ،‬ولــو كلفهــا‬ ‫حيــاة مئــة ألــف جنــدي إيــراين‪ ،‬ومواصلــة الطــران‬ ‫الــرويس باســتهداف املناطــق الخارجــة عــن ســيطرة‬ ‫النظــام‪ ،‬واعتبــار كل الفصائــل املقاتلــة هنــاك منتميــة‬ ‫للفصائــل اإلرهابيــة‪.‬‬ ‫ويف هــذا الســياق تابــع الطــران الســوري والطــران‬ ‫الــرويس قصفــه ألحيــاء حلــب بالصواريــخ الفراغيــة‪،‬‬ ‫والرباميــل والخراطيــم املتفجــرة‪ ،‬وارتكابــه العديــد مــن‬

‫املجــازر املروعــة‪ ،‬آخرهــا مجــزرة جديــدة يف مدينــة‬ ‫حلــب راح ضحيتهــا يف حصيلــة أوليــة مثانيــة شــهداء‬ ‫بينهــم أطفــال ونســاء‪ ،‬وعـرات الجرحــى‪ ،‬مــن بينهــم‬ ‫الناشــط اإلعالمــي «هــادي العبــد اللــه»‪ ،‬وذلــك إثــر‬ ‫اســتهداف طائ ـرات النظــام الحربيــة األبنيــة الســكنية‬ ‫يف منطقــة «جــر الحــج»‪.‬‬ ‫كــا استشــهد ســتة مدنيــن جـراء قصــف جــوي مامثل‬ ‫طــال أحيــاء «الفــردوس وصــاح الديــن والصالحــن‬ ‫والســكري»‪ ،‬فيــا واصــل الطــران الــرويس بالتعــاون‬ ‫مــع طائــرات النظــام الحربيــة يف اســتهداف عــدد‬ ‫كبــر مــن أحيــاء مدينــة حلــب‪ ،‬ارتقــى عــى إثرهــا‬ ‫العديــد مــن الشــهداء‪ ،‬إضافــة لعــرات الجرحــى‬ ‫مــن املدنيــن‪ ،‬وتهديــم األبنيــة الســكنية واملســاجد‬

‫تنــج مــن قصفهــم األســواق‬ ‫واملــدارس واملشــايف‪ ،‬ومل ُ‬ ‫الشــعبية واألفــران املزدحمــة باملدنيــن العــزل‪.‬‬ ‫ويف الوقــت الــذي تشــهد مدينــة حلــب تصعيــدا ً يف‬ ‫عمليــات القصــف املتواصــل‪ ،‬مــا زالــت االشــتباكات‬ ‫بــن قــوات جيــش الفتــح وفصائــل الثــوار مــن جهــة‪،‬‬ ‫والنظــام وامليلشــيات املتحالفــة معــه مــن جهــة أخــرى‬ ‫يف معظــم قطاعــات ريــف حلــب الجنــويب‪ ،‬فيام تشــهد‬ ‫معــارك تحريــر منبــج هــدوءا ً نســبياً‪ ،‬كــا تشــهد مدينة‬ ‫إدلــب وريفهــا العديــد مــن املجــازر الوحشــية التــي‬ ‫يرتكبهــا طـران النظــام والطـران الــرويس‪ ،‬يف أول أيــام‬ ‫شــهر رمضــان املبــارك‪ ،‬وراح ضحيتهــا أكــر مــن مئــة‬ ‫شــهيد وع ـرات الجرحــى‪ ،‬وطالــت معظــم الغــارات‬ ‫األحيــاء الشــعبية واألســواق املزدحمــة باملدنيــن‪.‬‬

‫حماولة اغتيال مدير مؤسس��ة عني على الوطن اإلعالمية يف أورفا الرتكية‬ ‫نجــا بأعجوبــة الناشــط اإلعالمــي أحمــد عبــد‬ ‫القــادر (أبــو محمــد)‪ ،‬مديــر مؤسســة عــن عــى‬ ‫الوطــن اإلعالميــة مــن محاولــة اغتيــال يــوم األحــد‬ ‫‪ 2016/6/12‬وقــد أصيــب عــى إثرهــا بطلــق نــاري مــن‬ ‫مســدس كاتــم للصــوت‪ ،‬وذلــك يف منطقــة الهاشــمية‬ ‫وســط مدينــة شــانيل أورفــا الرتكيــة‪ ،‬والذ الفاعلــون‬ ‫بالفــرار تاركــن خلفهــم دراجتهــم الناريــة‪.‬‬ ‫ويرقــد عبــد القــادر حاليــاً يف أحــد مشــايف مدينــة‬ ‫أضنــه الرتكيــة‪ ،‬وهــو يتعــاىف مــن اإلصابــة التــي تعــرض‬ ‫لهــا وأصابــت الفــك الســفيل مــن وجهــه‪ ،‬ومــا زالــت‬ ‫التحقيقــات جاريــة يف تقــي الفاعلــن‪ ،‬فيــا أوردت‬

‫بعــض الصفحــات عــن تبنــي تنظيــم «داعــش» ملحاولــة‬ ‫االغتيــال‪.‬‬ ‫يذكــر أن الناشــط أحمــد عبــد القــادر هــو شــقيق‬ ‫الشــهيد إبراهيــم عبــد القــادر أحــد مؤســي حملــة‬ ‫الرقــة تذبــح بصمــت‪ ،‬الــذي أغتيــل عــى أيــدي‬ ‫«داعــش» يف مدينــة أورفــا بتاريــخ ‪ 2015/10/30‬ذبحـاً‬ ‫مــع زميلــه الشــهيد فــارس حــادي‪.‬‬ ‫وتشــكل أحــداث االغتيــاالت املتواصلــة بحق الناشــطني‬ ‫الثوريــن واإلعالميــن ضغط ـاً متواص ـاً عــى أعاملهــم‬ ‫التــي تناهــض إجــرام النظــام وتغــول التنظيــات‬ ‫اإلرهابيــة بقتــل الســوريني األبريــاء‪.‬‬

‫اســتعادة نفــوذ وهيمنــة اإلمرباطوريــة الكرسويــة عــى املنطقــة العربيــة‪،‬‬ ‫ليــس محــض حلــم إيـراين‪ ،‬أو ســوء ظــن عــريب بالنوايــا اإليرانيــة‪ ،‬فقــد بــدأت‬ ‫نزعــة االســتحواذ اإليرانيــة تأخــذ طريقهــا إىل التنفيــذ ابتــدا ًء مــن عــام‬ ‫‪1925‬م عندمــا ضمــت إليهــا (األحــواز) التابعــة للعــراق‪ ،‬والغنيــة بالنفــط‬ ‫والغــاز‪ ،‬والتــي لوالهــا لكانــت إي ـران أقــل ث ـرا ًء مــا هــي عليــه اآلن‪.‬‬ ‫ثــم تكرســت هــذه النزعــة بضــم الجــزر اإلماراتيــة الثــاث (طنــب الكــرى‪،‬‬ ‫وطنــب الصغــرى‪ ،‬وأبــو مــوىس) عــام ‪1971‬م والتــي تزخــر ببعــض الــروات‬ ‫الطبيعيــة‪ ،‬إضافــة لصالحيتهــا لالســتخدامات العســكرية‪ ،‬وإرشافهــا املهــم‬ ‫عــى مضيــق هرمــز‪.‬‬ ‫ومــن خــال ق ـراءة إي ـران الجيــدة للسياســة األمريكيــة‪ ،‬ومصالحهــا التــي ال‬ ‫تتعــارض مــع تحقيــق رغباتهــا التوســعية الجامحــة يف املنطقــة‪ ،‬إضافــة ملــا‬ ‫استشــعرته إيـران الحقـاً مــن دور مهــم لهــا يف تنفيذ مــروع الرشق األوســط‬ ‫الجديــد‪ ،‬وتفكيــك املنطقــة العربيــة‪ ،‬فقــد متــادت بنزعــة التوســع والســيطرة‪،‬‬ ‫وتوســلت إىل تحقيــق أهدافهــا‪ ،‬عــن طريــق اسـراتيجيتها املذهبيــة‪ ،‬لتشــكيل‬ ‫منظومــة الهــال الشــيعي يف املنطقــة‪ ،‬والتــي متــددت لتشــمل (إيــران‬ ‫وســورية واليمــن والعـراق ولبنــان)‪ ،‬فيــا عيونهــا عــى الخليــج ومــر‪ ،‬وقــد‬ ‫اعتمــدت أســلوباً خبيثـاً يقــوم عــى فكــرة إفـراغ هــذه الــدول مــن مقوماتهــا‬ ‫املؤسســاتية‪ ،‬وعــى رأســها مؤسســة الجيــش‪ ،‬وخلــق بدائــل ميلشــياوية‬ ‫جيــدة التســليح‪ ،‬تســيطر عــى الدولــة‪ ،‬وتحولهــا إىل إقليــم يفتقــر إىل مكــون‬ ‫الدولــة األســايس (امتــاك القــوة) التــي تســيطر بــه الدولــة‪ ،‬لتحقيــق أهدافهــا‬ ‫السياســية والقانونيــة وحاميــة نظامهــا الدســتوري‪ ،‬ومامرســة حقهــا عــى‬ ‫إقليمهــا‪.‬‬ ‫وهــذا مــا نــراه بصــورة واضحــة يف لبنــان‪ ،‬حيــث يتحكــم حــزب اللــه‬ ‫بالدولــة‪ ،‬ويعطــل مؤسســتي الرئاســة والربملــان فيهــا‪ ،‬ويســيطر عــى القضــاء‪،‬‬ ‫ويتحكــم بقـرار الســلم والحــرب‪ ،‬بحيــث تحــول لبنــان مــن دولــة إىل إقليــم‬ ‫اســمه لبنــان‪ ،‬يــدل عــى منطقــة جغرافيــة وليــس عــى دولــة‪.‬‬ ‫وهــذا مــا أرادتــه إي ـران أيض ـاً يف اليمــن‪ ،‬مــن خــال امليليشــيات الحوثيــة‪،‬‬ ‫ومــا يســود اآلن يف الع ـراق مــن خــال الكتائــب الشــيعية‪ ،‬غــر الخاضعــة‬ ‫لســلطة الدولــة‪ ،‬وإمنــا ملرجعياتهــا اإليرانيــة‪.‬‬ ‫ومــا يحــدث يف ســورية ال يخــرج عــن ســياق هــذا املخطــط‪ ،‬الــذي ال يبــدو‬ ‫أ ّن أمريــكا تعارضــه‪ ،‬بــل يتــم بــرىض أمريــي ومســاعدة روســية تعيــد إىل‬ ‫األذهــان دور روســيا يف اتفاقيــة ســايكس بيكــو‪ ،‬التــي أســفرت عــن تحديــد‬ ‫مناطــق نفــوذ كل مــن بريطانيــا وفرنســا وروســيا يف منطقــة الــرق األوســط‪،‬‬ ‫واقتســام منطقــة الهــال الخصيــب‪.‬‬ ‫وتعمــل اآلن روســيا مــن جديــد‪ ،‬عــى دعــم سياســة تقســيم املقســم وتجزئــة‬ ‫املجــزأ األمريكيــة‪ ،‬بــأدوات إيرانيــة وقــوة روســية‪.‬‬ ‫لذلــك عندمــا تقــول أمريــكا أنهــا تشــعر بخيبــة أمــل لعــدم اســتطاعتها‬ ‫تشــكيل جيــش وطنــي يف العــراق‪ ،‬وعندمــا تقبــل أن تشــارك يف عمليــات‬ ‫عســكرية ضــد داعــش‪ ،‬تحــت قيــادة قاســم ســليامين‪ ،‬نعــرف أنهــا كاذبــة‪،‬‬ ‫ألنهــا تريــد أن تــرئ نفســها مــن جرميــة العــر‪ ،‬يف مســاهمتها بإيجــاد أول‬ ‫كيــان شــيعي يف دولــة عربيــة‪.‬‬ ‫ولــن نلبــث أن نســمع غــدا ً أمريــكا وهــي تقــول أنهــا تشــعر بخيبــة أمــل‬ ‫عــى مــا آل إليــه حــال ســورية‪ ،‬التــي تســاهم اآلن يف تشــكيله‪ ،‬عــر تعزيــز‬ ‫الوجــود الشــيعي‪ ،‬ورعايــة الكيــان الكــردي املصطنــع يف الشــال الســوري‪،‬‬ ‫مــن خــال سياســة القيــادة مــن الخلــف‪.‬‬ ‫إن خطــر الطموحــات واملشــاريع اإليرانيــة‪ ،‬املدعومــة أمريكيــاً وروســياً يف‬ ‫املنطقــة العربيــة‪ ،‬ال يقــل عــن خطــر الكيــان الصهيــوين‪.‬‬ ‫وإننــا نحتــاج إىل رصخــة مامثلــة لرصخــة لقيــط بــن يعمــر اإليــادي يحــذر‬ ‫قومــه مــن الخطــر الفــاريس‪:‬‬ ‫ما يل أراكم نيــــاماً يف بلهني ٍة ‪ .....‬وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا‬ ‫قوموا قياماً عىل أمشاط أرجلكم ‪ ....‬ثم افزعوا قد ينال األمن من فزعا‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.