1
الســنة الثانيــة /العــدد 01 / 47أيلــول 2016
www.alharmal.com
د .سماح هدايا.. تأمــل يف تجربــة عملــي يف الحكومــة الســورية املؤ ّقتــة الســنة الثانيــة /العــدد 01 / 47أيلــول 2016
Her Daim Özgürlük
حصاد الحرمل يف سنتني ملف العدد القادم
W W W . A L H A R M A L . C O M
احلريــ��ة دائمــــ��ًا
sayı 47
ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني
تصميم سليمان الزير Kültür - Siyasi - 15 günde bir
Alharmal Dergisi
داريــا لــم تســقط وإنمــا الضمــر اإلنســاني!..
ذرور احلرمل
مــن زهــور غيــاث مطــر إىل الســاح ..حكايــة صمــود
من استالب الوعي إىل استعادة الوعي!.. بسام البليبل
أبطــال الجيــش الحــر يعيــدون مرتزقــة العــراق وإيــران جثثـاً هامدة! اندحــار داعــش مــن جرابلس بعد منبــج ..واألهالي يعــودون إىل بيوتهم
6
حممد صاحل العويد
قراءة ومراجعات
7
د .مساح هدايا بني ّ التشوّه واالستقامة
2
7
ملى األتاسي
غسان املفلح البوركيين
8
دارايا وأوباما والفرجة!..
5
يف يــوم مجــزرة الكيمــاوي بغوطــة دمشــق :تداعيــات إطــاق عمليــة درع الفــرات علــى محافظــة الرقة
الســوريون يف باريس يعتصمون أمام متحف اإلنســان
مقتــل العدنانــي الشــخص الثانــي يف تنظيــم داعــش قــرب مدينــة حلب
لقــد دأب الغــرب عــى تخريــب منظومــة الوعــي العــريب ،املنهكــة أساس ـاً بفعــل االحتــاالت الطويلــة ،وبدائلهاالداخليــة الحقاً ،أعنــي النظــم الديكتاتورية، وانتهــا ًء بأيديولوجيــات غــر ناضجــة حينـاً ،وتعصبيــة أحيانـاً أخــرى ،ســاهمت يف تخديــر وعينــا ،وإحــداث رشوخ عميقــة فيــه. إضافــة إىل مــا عمــل عليــه الغــرب بــإرصار ودون كلــل ،مــن هجومـ ٍ ـات ممنهجــة، واخرت ٍ اقــات مدروســة ،لتحطيــم قيمنــا ،والتشــكيك مببادئنــا ،ومتزيــق هويتنــا، ومبــادى وهويــات غــر محــددة ،أكــر اســتعدادا ً لالستســام لصالــح قيــم ْ للمؤثــرات الخارجيــة ،وقبــول امل ُعطــى القيمــي والفكــري والســلويك الجديــد، الوافــد مــن الغــرب ،دون مقاومــة ومتحيــص. حتــى صــار إحساســنا بعــدم الثقــة ،إن مل يكــن بالهزميــة ،جــزءا ً أساســياً مــن مكوننــا النفــي ،و ُمتَقبِــاً طيّعــاً ملقــوالت مــن مثــل« :الــرق رشق والغــرب غــرب ،ولــن يلتقيــا أبــدا ً» ،رغــم مــا فيهــا مــن اســتعالء حضــاري ،ومتايــز عنــري. وصــارت مقولــة أن املســلمني متطرفــون دينيــاً ،وأن اإلســام ديــن معــا ٍد للدميقراطيــة ،وثقافــة خطــرة تهــدد القيــم واملصالــح الغربيــة ،جــزءا ً مــن االعتقــاد الغــريب الراســخ ،وتهمــة أغرقتنــا باملســؤولية ،والشــعور بالذنــب، ودفعــت الكثرييــن منــا إىل التنصــل منهــا بالتنكــر للديــن ،وتبنــي العلامنيــة، كصــك للــراءة ،ومدخــاً لتغيــر النمــط العقائــدي والثقــايف والقيمــي يف املجتمعــات العربيــة والســنية ،يســمح بالتغلغــل اإليــراين الشــيعي ،ويضمــن حركــة مخابراتيــة عامليــة أكــر حريــة. وصــار الحديــث عــن االنتســاب العــرويب ،والدولــة القوميــة ،التــي لهــا حساســية تجــاه التدخــل الخارجــي ،رمـزا ً لفكـ ٍر بائـ ٍـد ونكــويص ،يبعــث عــى التهكــم ،مــن خــال توصيفــات تســتجلب الهــزء مــن مثــل« :قومجيــون ،وأع ـراب» ،لضــان إحــال قيــم الحــدود املفتوحــة ،والعوملــة وواحديــة الحضــارة مكانهــا. وصــار الحديــث عــن أحقيــة حكــم األكرثيــة ،نوعــاً مــن الثقافــة الرجعيــة، والتعصــب اإلثنــي والدينــي ،وافتئات ـاً عــى حقــوق األقليــات ،يســتدعي نــرة الغــرب وتدخلــه ،لحاميــة هــذه املكونــات االجتامعيــة األقلويــة ،املهــددة بطغيــان محيطهــا األكــروي ،كجــزء مــن االســراتيجية األمريكيــة الجديــدة الحتــواء ثــورات الربيــع العــريب ،بتعزيــز ســطوة األقليــات ،ومتكينهــا يف أنظمــة اإلدارة والحكــم ،وتشــجيعها للمطالبــة بكيانــات مســتقلة ،كــا يف إدارات الحكــم الــذايت الكــوردي ،وشــيوع املطالبــة بالفيدراليــة عــى لســان الكــورد. وألن الغــرب يحتــاج إىل عــدو دائــم ،الســتمرار ســيطرته ،وتعزيــز قوتــه ،وتربيــر تدخلــه ،فقــد حــول الـراع بعــد انتهــاء الحــرب البــاردة ،مــن رصاع أيديولوجــي إىل رصاع حضــاري ،وألن مصلحتــه ترتكــز يف الــرق األوســط ،والوجــود العــريب الســني ،فقــد كان اإلســام حــارضا ً كعــدو جديــد ،واالنتقــال مــن املاركســة الشــمولية ،والشــيوعية الكافــرة ،إىل اإلســام املتوحــش ،واملعــادي للدميقراطيــة، الــذي تــم رســم صورتــه النمطيــة مســبقاً يف الذهــن الغــريب ،مــن خــال تقنيــات صناعــة اإلرهــاب الغربيــة ،التــي تــم تطويرهــا يف مراكزهــم االســتخبارية، وتصديرهــا إلينــا عــى أننــا املســؤولون عنهــا ،وعــن واجــب محاربتهــا يف عقــر أوطاننــا. وبذلــك تــم احتــواء ثــورات الربيــع العــريب ،وطموحاتنــا الدميقراطيــة ،بتحويلنــا إىل القبــول بالبدائــل التطهريــة ،وهــي: العلامنيــة التــي نتــرأ بهــا مــن تهمــة التعصــب الدينــي ،والعامليــة التــي نتــرأ بهــا مــن تهمــة االنغــاق القومــي ،ومتكــن األقليــات التــي نتــرأ بهــا مــن تهمــة التغلــب األكــروي ،والتعدديــة الفيدراليــة التــي نتــرأ بهــا مــن واحديــة الدولــة. حتــى صــارت هــذه املصطلحــات مقياسـاً للوعــي الثقــايف والســيايس واالجتامعــي واإلنســاين ،والحــل لألزمــة الســورية املســتعصية ،وفــض االشــتباك بــن الثــورة والنظــام الذيــي لإلمربياليــة الغربيــة املتجــددة. أمــام كل هــذا العصــف الذهنــي بالوعــي العــريب بشــكل عــام ،والســوري بشــكل خــاص ،صــار لزام ـاً علينــا أن نعيــد ترتيــب أولوياتنــا ،واســتعادة وعينــا املســتلب ،وإعــادة النظــر فيــا يتــم زرعــه يف أذهاننــا مــن مصطلحــات ،ويف زيــف تحالفاتنــا وصداقتنــا الخارجيــة ،والعــودة إىل إعــادة صياغــة بنائنــا العــريب املتهالــك ،وتعزيــز مــا هــو قائــم ومتامســك مــن ثوابتنــا وقيمنــا ،واملــي بعــزمٍ أكــر وعي ـاً يف وجــه التحديــات الوجوديــة التــي تعصــف بنــا.