Alharmal (33) 01 02 2016 الع

Page 1

‫‪1‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫ميشيل كيلو‪ :‬مؤسسة اإلئتالف‬ ‫ليست مؤسسة عمل وطني‪8 ..‬‬ ‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪Her Daim Özgürlük‬‬

‫‪sayı 33‬‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫رج��ل دي��ن ترك��ي يصل��ي عل��ى الجئ�ين‬ ‫احلريــ��ة دائمــــ��ًا س��وريني غرق��ى دفن��وا كأرق��ام دون مش��يّعني‬

‫ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني‬

‫‪Kültür - Siyasi - 15 günde bir‬‬

‫‪Alharmal Dergisi‬‬

‫طــران املحتــل الروســي يرتكب جرائــم إبادة جماعيــة يف الرقة‬ ‫ذرور احلرمل‬ ‫سياسة األقنعة املكشوفة‪!..‬‬ ‫بسام البليبل‬

‫املعارض��ة تذه��ب إىل جني��ف والنظ��ام الس��وري‬ ‫ُيط��ر الغوط��ة بالربامي��ل والغ��ازات الس��امة‬

‫‪4‬‬

‫وزيــر الصحــة يف الحكومــة الســورية املؤقتــة‪:‬‬ ‫وفيــات االنتانــات التنفســية تحمــل اشــتباه انفلونــزا الخنازيــر‬ ‫الحرمل ‪ -‬خاص‬ ‫حــاالت الوفــاة الناجمــة عــن إنتانــات تنفســية عليــا‪،‬‬ ‫أكــد الدكتــور محمــد وجيــه جمعــة وزيــر ووقعــت يف املناطــق املحــررة تحمــل اشــتباه اإلصابة‬ ‫الصحــة يف الحكومــة الســورية املؤقتــة أن جميــع مبــرض انفلونــزا الخنازيــر‪ .‬جــاء ذلــك يف الترصيــح‬ ‫الخــاص الــذي أدىل بــه لصحيفــة الحرمــل‪ ،‬مش ـرا ً‬ ‫إىل أنــه مل يتــم تأكيــد التشــخيص مخربيــاً‪،‬‬ ‫والــوزارة بانتظــار نتائــج التحليــل املخــري‪.‬‬ ‫وأوضــح جمعــة أنــه مــن املعتــاد يف موســم‬ ‫الشــتاء كــرة اإلنتانــات التنفســية‬ ‫العليــا‪ ،‬وهــي غالبـاً فريوســية الســبب‪،‬‬ ‫وأن هنــاك حــاالت تتظاهــر بأعــراض‬ ‫حــادة وشــديدة‪ ،‬البعــض منهــا يحتــاج‬ ‫إىل عنايــة مشــددة‪ ،‬فيــا البعــض منهــا‬ ‫أصبــح يف ذمــة اللــه‪.‬‬

‫وقــال وزيــر الصحــة‪ :‬اســتطعنا توثيــق ‪ 24‬حالــة‬ ‫وفــاة ناجمــة عــن اإلنفلونــزا‪ 14 ،‬منهــا يف حلــب‬ ‫وإدلــب‪ ،‬و‪ 10‬وفيــات يف الرقــة وتــل أبيــض‪ ،‬وجميــع‬ ‫هــذه الحــاالت يشــتبه أنهــا انفلونــزا الخنازيــر‪،‬‬ ‫ويصــل عــدد الحــاالت التــي تشــكو مــن إنتانــات‬ ‫تنفســية عليــا يف املناطــق املحــررة التــي تراجــع‬ ‫املشــايف إىل أكــر مــن ‪ 750‬حالــة أســبوعياً‪ ،‬مؤكــدا ً‬ ‫أن تدبــر الحــاالت الشــديدة الخطــورة يف هــذه‬ ‫املناطــق متواضــع جــدا ً‪ ،‬حيــث يحتــاج أكرثهــا‬ ‫إىل مراكــز عنايــة مشــددة‪ ،‬وقــد تكفــل بقصفهــا‬ ‫الطــران الــرويس‪ ،‬وقبلــه طــران النظــام‪ ،‬حيــث‬ ‫أخــرج معظــم املشــايف عــن الخدمــة‪.‬‬ ‫ويف نهايــة ترصيحــه أكــد وزيــر الصحــة عــى رضورة‬ ‫الوقايــة التــي تعتــر عامـاً أساســياً يف التعامــل مــع‬ ‫هــذه الحالــة‪ ،‬ضمــن مقولــة‪ :‬درهــم وقايــة خــر مــن‬ ‫قنطــار عــاج‪.‬‬ ‫يذكــر أن عــددا ً مــن األطبــاء الرقاويــن شــخصوا‬ ‫هــذه الحــاالت عــى أنهــا إنفلونــزا الخنازيــر‬ ‫‪H1N1‬‬ ‫حســب املعلومــات الــواردة مــن مدينــة‬ ‫الرقــة‪ ،‬والتــي تبــن أعــراض املــرض‬ ‫ومنعكســاته‪.‬‬

‫مخطــط إطالــة أمــد األزمــة الســوريّة لعــدة عقــود‪ ،‬واســتدامة التوتــر‬ ‫والفــوىض يف املنطقــة العربيــة‪ ،‬اعرتضتــه مشــكلة ســيل الهجــرة إىل أوربــا‪،‬‬ ‫وانتشــار ومتــدد اإلرهــاب خــارج حــدوده املفرتضــة‪ ،‬وبــوادر االنهيــار‬ ‫االقتصــادي الــرويس جــ ّراء عمليــة عســكرية طويلــة األمــد‪ ،‬باهظــة‬ ‫التكاليــف‪ ،‬وقلــق دوائــر األمــن القومــي واالســتخباري األمريــي مــن‬ ‫تداعــي الهيبــة األمريكيــة أمــام تنامــي الــدور الــرويس املنفلــت مــن‬ ‫عقالــه‪ ،‬الــذي يهــدد بعــودة الحــرب البــاردة‪ ،‬ورمبــا بحــرب عامليــة ثالثــة‪.‬‬ ‫يضــاف إىل كل ذلــك خطــر االنهيــارات السياســية يف دول عربيــة أخــرى‪،‬‬ ‫قــد تخــرج عــن الســيطرة‪ ،‬وتهــدد األمــن والســلم الدوليــن‪ ،‬ومــا صاحــب‬ ‫ذلــك مــن فضائــح اإلبــادة الجامعيــة‪ ،‬والجرائــم ضــد اإلنســانية‪ ،‬التــي‬ ‫يرتكبهــا النظــام والط ـران الــرويس‪ ،‬والتــي صــار الســكوت عنهــا فضيحــة‬ ‫ال ميكــن مداراتهــا‪ ،‬ع ـ ّرت عجــز املؤسســات الدوليــة‪ ،‬ووصمــت الســنوات‬ ‫األوىل مــن القــرن الواحــد والعرشيــن‪ ،‬بســنوات الســقوط اإلنســاين‪.‬‬ ‫وتأسيســاً عــى مــا ســبق صــار ال بــد مــن إيجــاد الحلــول السياســية‬ ‫العاجلــة لألزمــة الســورية‪ ،‬دون مراعــاة لحقــوق الشــعب الســوري‬ ‫وتضحياتــه‪ ،‬ودون االهتــام _كــا يعتقــد البعــض_ مبصــر بشــار األســد‬ ‫ومســتقبله‪ ،‬وإمنــا اإلبقــاء عليــه كنظــام أمثــل لتحقيــق املصالــح األمريكيــة‪،‬‬ ‫إىل حــن إيجــاد البديــل املناســب للمرحلــة القادمــة‪ ،‬وفــق خطــة التســوية‬ ‫السياســية املعـ ّدة مســبقاً‪ ،‬ومــا تســمح بــه مــن حصــص لالعبــن اآلخريــن‪.‬‬ ‫لذلــك كان ال بــد لجنيــف‪ 3‬أن ينعقــد‪ ،‬وهــذا مــا حصــل قبــل أن تعطــي‬ ‫الهيئــة العليــا للتفــاوض موافقتهــا للحضــور‪ ،‬حيــث صــارت الضغــوط‬ ‫والترصيحــات السياســية‪ ،‬نوعــاً مــن اللعــب عــى املكشــوف‪.‬‬ ‫فروســيا التــي تتبجــح بــأن أعاملهــا العســكرية عــى األرض‪ ،‬هــي مــن‬ ‫هيــأت للحــل الســيايس‪ ،‬كانــت قــد هــددت عــى لســان الفــروف أن‬ ‫املعارضــة التــي ترفــض املشــاركة يف الحــل الســيايس‪ ،‬وقبــول انضــام‬ ‫أزالمهــا إىل املفاوضــات ال بــد أن تخــر‪.‬‬ ‫وبريطانيــا وأمريــكا قــد هددتــا بســحب دعمهــا للمعارضــة الســورية يف‬ ‫حــال قــررت عــدم املشــاركة يف محادثــات جنيــف‪.‬‬ ‫فيــا و ّجهــت الريــاض آخــر الرســائل الرصيحــة التــي تتســاوق مــع لنــدن‬ ‫وواشــنطن وموســكو‪ ،‬عــى لســان املعلمــي ســفريها يف األمــم املتحــدة‪،‬‬ ‫رصح بــأن حــل األزمــة الســورية لــن يكــون إال سياســياً‪ ،‬ضاربــاً‬ ‫الــذي ّ‬ ‫بعــرض الحائــط ترصيحــات الجبــر‪ ،‬حــول الحــل العســكري يف حــال فشــل‬ ‫الحــل الســيايس‪ ،‬بــل أن الجبــر نفســه هــو مــن أعطــى اإليعــاز لوفــد‬ ‫املعارضــة يف الريــاض للذهــاب إىل جنيــف‪.‬‬ ‫إن التعويــل عــى معارضــة الريــاض‪ ،‬والدعــم العــريب‪ ،‬وال ســيام الخليجــي‪،‬‬ ‫ملواجهــة املخطــط الغــريب الهــادف إىل إنهــاء الثــورة الســورية‪ ،‬إمنــا هــو‬ ‫نــوع مــن مخادعــة النفــس‪ ،‬وإنــكار الواقــع للتــاؤم مــع هــول املأســاة‬ ‫وتقبلهــا‪.‬‬ ‫فاملعارضــة الســورية بوضعهــا الراهــن ليســت أكــر مــن بيــادق ال متلــك‬ ‫اإلرادة‪ ،‬واألنظمــة العربيــة‪ ،‬وال ســيام امللكيــة‪ ،‬ليســت أكرث من دول هشّ ــة‪،‬‬ ‫تعتقــد أنهــا تحصــن نفســها مــن عواصــف الربيــع العــريب‪ ،‬باالســتخذاء‬ ‫للغــرب‪ ،‬وبالسياســة التعويضيــة التــي تعنــي رشاء والء الشــعب برشــوته‬ ‫بالتعويضــات املاديــة‪ ،‬وفــرص الرفاهيــة املتاحــة‪.‬‬ ‫وإذا مل تســتطع هــذه األنظمــة مــن تحصــن نفســها بإصالحــات سياســية‬ ‫جذريــة‪ ،‬والتضحيــة برفاهيتهــا _إذا اقتــى األمــر_ لصالــح االنتصــار‬ ‫للكرامــة والســيادة‪ ،‬وللثــورة الســورية التــي يفــرض أنهــا كانــت تحمــل‬ ‫تباشــر عــر عــريب جديــد‪ ،‬فإنهــا ســتواجه مصريهــا عاج ـاً غــر آجــل‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫الطريان الروســي يرتكب مجازر وحشــية يف الرقة‬ ‫الحرمل ‪ -‬خاص‬

‫مل يتوقف الطريان الرويس عن قصف‬ ‫مدينة الرقة وريفها عىل مدار األسبوعني‬ ‫الفائتني‪ ،‬وارتكب مجازر وحشية‪ ،‬أفظعها‬ ‫ما حصل يف الثاين والعرشين من الشهر‬ ‫الجاري‪ ،‬حيث نفذ بقصفه املتوايل بأكرث‬ ‫من ‪ 20‬غارة جوية عىل أحياء مدينة الرقة‬ ‫اآلمنة وراح ضحيتها أكرث من ‪ 45‬شهيداً‬ ‫وعرشات الجرحى من املدنيني‪ ،‬بالتزامن‬ ‫مع أنباء تؤكد تفيش مرض انفلونزا‬ ‫الخنازير يف عدد من مناطق املحافظة‪،‬‬ ‫وسط تضييق أمني من قبل داعش عىل‬ ‫املدنيني العزل‪ ،‬ومنعهم من السفر أو‬ ‫النزوح‪ ،‬واستمرارهم باتخاذ أهايل الرقة‬ ‫دروعاً برشية تتلقى املوت يومياً من‬ ‫طائرات النظام والطريان الرويس‪ ،‬وطريان‬ ‫التحالف الدويل‪.‬‬ ‫يف اليــوم الســادس عــر مــن شــهر كانــون‬ ‫الثــاين نفــذ الطــران الــرويس نحــو عــر‬ ‫غــارات اســتهدف وســط مدينــة الرقــة‪ ،‬وأوقــع‬ ‫أكــر مــن ‪ 20‬شــهيدا ً مــن املدنيــن العــزل‪،‬‬ ‫واســتهدف مواقــع شــارع املنصــور ومحيــط‬ ‫حديقــة الرشــيد‪ ،‬ومجمــع الدرويــش ومشــفى‬ ‫املواســاة واملشــفى الوطنــي‪ ،‬ومحيــط دوار‬ ‫الســاعة‪ ،‬ومنطقــة األمــايس‪ ،‬كل ذلــك جــاء يف‬ ‫الوقــت الــذي دعــا فيــه مجلــس األمــن للبــدء‬ ‫باملفاوضــات بــن النظــام واملعارضــة‪ ،‬ومــا زال‬

‫أنبــاء عــن وقــوع إصابــات بأنفلونــزا الخنازيــر‬ ‫الط ـران الــرويس املجــرم يتابــع قتــل املدنيــن‪،‬‬ ‫والنظــام املجــرم يتابــع قتــل املدنيــن األبريــاء‬ ‫واعتقــال املواطنــن مــن الشــوارع‪.‬‬ ‫املجــزرة الثانيــة املروعــة حدثــت يف اليــوم‬ ‫الثــاين والعرشيــن مــن الشــهر الجــاري‪ ،‬وارتقــى‬ ‫عــى إثرهــا أكــر مــن ‪ 45‬شــهيدا ً‪ ،‬وعــرات‬ ‫الجرحــى‪ ،‬حيــث نفــذ الطــران الــرويس أكــر‬ ‫مــن عرشيــن غــارة عــى وســط مدينــة الرقــة‪،‬‬ ‫مســتهدفاً حديقــة الرشــيد‪ ،‬مشــفى الســام‪،‬‬ ‫حــي الثكنــة‪ ،‬شــارع املنصــور‪ ،‬ومحيــط مشــفى‬ ‫الســام‪ ،‬محيــط البانورامــا ـ معســكر الطالئــع‪،‬‬ ‫رشكــة الكهربــاء‪ ،‬واســتهداف منــزل بالقــرب‬ ‫مــن املبنــى‪ ،‬مؤسســة امليــاه‪ ،‬شــارع ســيف‬ ‫الدولــة‪ ،‬منطقــة األمــايس‪ ،‬ومحيــط مبنــى‬

‫الهجــرة والجــوازات (اســتهداف منــازل املدنيــن‬ ‫املحيطــة مببنــى الجــوازات)‪ ،‬حــي املشــلب‬ ‫بالقــرب مــن جامــع الحليســات‪ ،‬وحــارة البــدو‪.‬‬ ‫الغــارات التــي نفذهــا الطــران الــرويس‪،‬‬ ‫دمــرت ع ـرات البيــوت‪ ،‬واملحــات التجاريــة‬ ‫واملكاتــب‪ ،‬نتيجــة اســتخدام قــوة تدمرييــة‬ ‫هائلــة‪ ،‬مل يشــهدها أهــايل الرقــة مــن قبــل‪،‬‬ ‫وأدت الستشــهاد عائــات بالكامــل‪ ،‬عائلــة‬ ‫هنــداوي الجمعــة يف حــي املشــلب‪ ،‬وعائلــة‬ ‫عجــان الحديــد يف شــارع ســيف الدولــة‪،‬‬ ‫وعائلــة الدخيــل بالقــرب مــن األمــايس‪.‬‬ ‫الطــران الــرويس تابــع مسلســل غاراتــه‬ ‫املتواصــل عــى مدينــة الرقــة‪ ،‬وكان آخرهــا‬ ‫الغــارات الجويــة عــى مدينــة معــدان‪،‬‬ ‫وتركــزت عــى محيــط محطــة الــرف الصحــي‪،‬‬ ‫وصوامــع الحبــوب وأدت الستشــهاد أربعــة‬ ‫مدنيــن‪ ،‬إضافــة الســتهداف قريتــي البورمضــان‬ ‫والســويدة‪ ،‬حيــث استشــهد خمســة مدنيــن‬ ‫مــن أهــايل قريــة البورمضــان‪ ،‬ووقــوع العديــد‬ ‫مــن اإلصابــات بــن املدنيــن العــزل‪.‬‬ ‫مــا زالــت األنبــاء الــواردة مــن محافظــة‬ ‫الرقــة تؤكــد تفــي مــرض أنفلون ـزا الخنازيــر‪،‬‬ ‫وحــدوث عــدد مــن الوفيــات يف مدينــة تــل‬ ‫أبيــض والعــي باجليــة ومدينــة الرقــة وقريــة‬ ‫الدهمــوش جنــوب الرقــة‪ ،‬وأكــدت مصــادر‬ ‫طبيــة مــن مدينــة شــانيل أورفــا أن اإلصابــات‬

‫حســب األعــراض الــواردة وتشــخيص األطبــاء‬ ‫الرقاويــن املتواجديــن هنــا أن اإلصابــات هــي‬ ‫أقــرب مــا تكــون ألنفلونــزا الخنازيــر‪ ،‬وســط‬ ‫غيــاب شــبه كامــل للعنايــة الطبيــة‪ ،‬نتيجــة‬ ‫خــروج أغلــب املشــايف عــن الخدمــة‪ ،‬ونــدرة‬ ‫الــدواء‪ ،‬وهجــرة ونــزوح معظــم أطبــاء الرقــة‬ ‫إىل خارجهــا‪.‬‬ ‫ويف الثالثــن مــن الشــهر الجــاري ألقــى ط ـران‬ ‫مجهــول الهويــة مناشــر عــى مدينــة الرقــة‪،‬‬ ‫تشــر إىل أن التنظيــم يقطــع االنرتنــت عــى‬ ‫املدنيــن ويبــث لهــم األكاذيــب‪ ،‬بعــد أن‬ ‫قطــع االنرتنــت عــى املدينــة‪ ،‬حيــث ال يتوفــر‬ ‫يف املدينــة ســوى بعــض مقاهــي االنرتنــت‬ ‫التــي تخضــع ملراقبــة التنظيــم‪ ،‬وأيضــاً عــر‬ ‫الشاشــات املرئيــة املوزعــة يف املدينــة‪ ،‬وعــر‬ ‫نقاطــه اإلعالميــة يف املدينــة التــي يبــث مــن‬ ‫خاللهــا إصداراتــه ومعاركــه وبطــوالت التنظيــم‬ ‫التــي يركــز عليهــا مــن أجــل كســب املدنيــن‬ ‫وجعلهــم يف موقــف اإلســام املحــارب أمــام‬ ‫النــاس‪.‬‬ ‫أمــا عــن الحالــة االقتصاديــة‪ ،‬فــا زال أهــل‬ ‫الرقــة يعانــون مــن الحصــار املضاعــف مــن‬ ‫جميــع الجهــات‪ ،‬وســط غــاء املعيشــة‬ ‫ونــدرة ســبل العيــش‪ ،‬وانعــدام فــرص العمــل‪،‬‬ ‫وانحســار دورهــا الزراعــي‪ ،‬نتيجــة توقــف‬ ‫معظــم املرشوعــات الزراعيــة عــن العمــل‪،‬‬

‫ووصــل ســعر كيلــو الخبــز إىل ‪ 130‬لــرة‬ ‫ســورية‪ ،‬والفــروج ‪ 1100‬لــرة‪ ،‬واللحــم ‪2500‬‬ ‫لــرة‪ ،‬والبيضــة الواحــدة ‪ 35‬لــرة‪ ،‬فيــا‬ ‫تجــاوزت أســعار الخضــار الفاكهــة املعقــول‬ ‫حيــث وصــل ســعر كيلــو البنــدورة ‪ 250‬لــرة‪،‬‬ ‫والكوســا ‪ 1300‬لــرة‪ ،‬والســلق ‪ 150‬لــرة‪،‬‬ ‫والتفــاح ‪ 300‬لــرة‪ ،‬والربتقــال ‪ 150‬لــرة‪ ،‬واملــوز‬ ‫‪ 500‬لــرة‪ ،‬بينــا وصــل ســعر كيلــو الشــاي إىل‬ ‫‪ 2200‬لــرة‪ ،‬والســكر ‪ 300‬لــرة‪ ،‬والــرز ‪450‬‬ ‫لــرة‪ ،‬فيــا وصــل ســعر ليــر املــازوت إىل ‪200‬‬ ‫لــرة‪ ،‬والبنزيــن ‪ 600‬لــرة‪.‬‬ ‫أهــل الرقــة يعيشــون املــوت يف كل يــوم‪،‬‬ ‫وينتظــرون الفــرج القريــب‪ ،‬وهــم بــن مطرقــة‬ ‫داعــش التــي تض ّيــق الخنــاق عليهــم ومتنعهــم‬ ‫مــن الحركــة‪ ،‬وســندان القصــف اليومــي‬ ‫املتواصــل‪ ،‬وســط تعتيــم إعالمــي وصمــت دويل‬ ‫أمــام هــذه الجرائــم الوحشــية التــي ترتبــص‬ ‫بهــم يوميــاً‪ ،‬فهــل ســتأيت مفاوضــات جنيــف‬ ‫القادمــة ببصيــص أمــل يعيــد األمــل للرقاويــن‪.‬‬

‫مصــادر مقربــة مــن النظــام الســوري‪ :‬مقتــل ‪ 109‬جنــود روس منــذ انطــاق‬ ‫العمليات العســكرية الروســية يف ســوريا‬ ‫وكالة األناضول‬ ‫كشــفت مصــادر مقربــة مــن النظــام‬ ‫الســوري‪ ،‬أن ‪ 109‬عســكريني روس قُتلــوا يف‬ ‫االشــتباكات الجاريــة يف ســوريا‪ ،‬منــذ مشــاركة‬ ‫روســيا بعملياتهــا الجويــة يف ســوريا يــوم ‪30‬‬ ‫أيلــول‪ /‬ســبتمرب ‪ 2015‬لدعــم نظــام األســد‪.‬‬ ‫ووفقــاً ملعلومــات حصــل عليهــا مراســل‬ ‫األناضــول مــن مصــادر مقربــة مــن النظــام‬ ‫الســوري‪ ،‬فــإن مئــات مــن الجنــود الــروس‬ ‫يشــاركون يف إدارة العمليــات العســكرية‬ ‫الربيــة عــى خــط الجبهــة بــن قــوات النظــام‬ ‫واملعارضــة الســورية‪ ،‬وأن وحــدات خاصــة‬ ‫روســية تُشــارك بالقتــال يف بعــض املناطــق‪.‬‬ ‫وأضافــت املصــادر أن العســاكر الــروس‬ ‫ينتــرون يف قريــة “جوريــن” – التــي تعــد‬ ‫عقــدة مواصــات بــن إدلــب وحــاة والالذقيــة‬ ‫– و”تلــة صلنفــة” وبلــديت ربيعــة وســلمى‬ ‫بريــف الالذقيــة‪ ،‬إضافــة إىل وجــود فــرق فنيــة‬ ‫للطائــرات والصواريــخ‪ ،‬يف العاصمــة دمشــق‪،‬‬ ‫ومــدن حــاة‪ ،‬وحمــص‪ ،‬والحســكة‪.‬‬ ‫وأشــارت املصــادر أن روســيا تنــر وحــدات‬

‫دعــم يف محافظــة الحســكة بشــال رشقــي‬ ‫البــاد‪ ،‬والقريبــة مــن الحــدود الرتكيــة‪ ،‬مــن‬ ‫أجــل أعــال توســيع مطــار القامشــي الــدويل‪،‬‬ ‫فيــا كانــت لجــان التنســيق املحليــة أعلنــت يف‬ ‫‪ 19‬كانــون الثــاين‪ /‬ينايــر الجــاري‪ ،‬أن موســكو‬ ‫نــرت ‪ 100‬جنــدي رويس يف املنطقــة‪.‬‬ ‫وأوضحــت املصــادر أن قســا مــن العســاكر‬ ‫الــروس القتــى ســقطوا يف خطــوط املواجهــة‪،‬‬ ‫ويف عمليــات شــاركت فيهــا الوحــدات الخاصــة‪،‬‬ ‫وأن القســم اآلخــر قتلــوا نتيجــة إســقاط‬ ‫مروحيــات كانــت تنقــل جنــودا ً مــن الوحــدات‬ ‫الخاصــة‪.‬‬ ‫الغارات الروسية مل تأت بنتائج‬ ‫ورغــم الغــارات الكثيفــة التــي تنفذهــا‬ ‫املقاتــات الروســية عــى مواقــع املعارضــة‬ ‫الســورية‪ ،‬إال أن فصائــل املعارضــة ال تــزال‬ ‫تحافــظ عــى الكثــر مــن مواقعهــا يف مواجهــة‬ ‫قــوات النظــام‪.‬‬ ‫ووفق ـاً لتقريــر مركــز أبحــاث “‪– ”IHS Jane‬‬ ‫مركــزه العاصمــة الربيطانيــة لنــدن – الصــادر يف‬ ‫‪ 11‬كانــون الثــاين‪ /‬ينايــر الجــاري‪ ،‬فــإن قــوات‬

‫جندي رويس يف أحد النقاط العسكرية التابعة مليليشيات االسد‬

‫نظــام األســد حققــت تقدمـاً بنســبة ‪ 1.3%‬مــن‬ ‫األرايض رغــم الغــارات الروســية املســتمرة منــذ‬ ‫أربعــة أشــهر‪ ،‬وتعــد منطقــة جبــل الرتكــان‬ ‫بريــف الالذقيــة مــن أبــرز املناطــق التــي‬ ‫تقدمــت فيهــا قــوات النظــام‪.‬‬ ‫وذكــر املركــز أنــه رغــم الخســائر التــي تكبدتهــا‬ ‫املعارضــة يف جنــوب حلــب‪ ،‬فأنهــا ال تــزال‬ ‫تُســيطر عــى نصــف أرايض املحافظــة‪ ،‬وأن‬

‫قــوات النظــام مل تتمكــن مــن تحقيــق تقــدم‬ ‫يف شــال املدينــة‪ ،‬وأن قــوات املعارضــة ال تـزال‬ ‫تحافــظ عــى كامــل محافظــة إدلــب تقريبــاً‪،‬‬ ‫بعدمــا اســتعادتها مــن قــوات األســد العــام‬ ‫املــايض‪.‬‬ ‫ولفــت املركــز أن قــوات النظــام مل تتمكــن‬ ‫مــن تحقيــق تقــدم أيضـاً يف محافظتــي حــاة‪،‬‬ ‫وحمــص‪ ،‬وأن املعارضــة ال ت ـزال تســيطر عــى‬

‫منطقــة الغوطــة الرشقيــة رغــم الغــارات‬ ‫املكثفــة‪.‬‬ ‫وأضــاف املركــز أن املعارضــة متكنــت منــذ‬ ‫بــدء الغــارات الجويــة الروســية‪ ،‬مــن فــرض‬ ‫الســيطرة عــى بعــض النقــاط املهمــة‪ ،‬مثــل‬ ‫قريتــي عطشــان‪ ،‬وكفــر نبــودة‪ ،‬وبلــدة مــورك‬ ‫االس ـراتيجية بريــف حــاة‪ ،‬بعــد دحــر قــوات‬ ‫النظــام‪.‬‬


‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫‪3‬‬

‫العبــوات الناســفة واالغتيــاالت السياســية‪ ..‬مــن املســتفيد مــن تفجريهــا؟؟‬ ‫ابراهيم اسماعيل‬ ‫يف كل يــوم نســمع عــن تفجــر عبــو ٍة‬ ‫ناســفة يف طريــق مــا أو تفجــر ســيارة تابعــة‬ ‫لقــادة أحــد الفصائــل أو تفجــ ٌر يف مســجد‬ ‫أو ســوق يغــص باملدنيــن يف كافــة املناطــق‬ ‫املحــررة يف ريــف إدلــب‪ ،‬وعــى وجــه‬ ‫الخصــوص رساقــب وأريحــا ومعــرة النعــان‪..‬‬ ‫ومــن املالحــظ يف املناطــق املحــررة حديثــاً‬ ‫كــرة االغتيــاالت التــي اســتهدفت قــاد ًة‬ ‫يف أحــرار الشــام‪ ،‬وقــادة يف جبهــة النــرة‪،‬‬ ‫كان آخرهــم أمــر جبهــة النــرة يف مدينــة‬ ‫«أريحــا» أبــو عتيــق والــذي أُطلــق عليــه‬ ‫النــار مــن مســافة قريبــة عــى مدخــل منزله‪.‬‬ ‫عــزت حركــة أحــرار الشــام اإلســامية‬ ‫التفجــرات اىل عنــارص تابعــن لتنظيــم‬ ‫«داعــش» وقامــت بتجهيــز عــدة حمــات‬ ‫العتقــال بعــض مــن املتورطــن يف تفجــرات‬ ‫مدينــة ادلــب ومرديخورساقــب كانــت آخــر‬ ‫الحمــات يف الريــف الرشقــي ملعــرة النعــان‬ ‫بالقــرب مــن «ســنجار»‪.‬‬ ‫«أبــو بكــر» قائــد لــواء جنــد الســنة يف بلــدة‬ ‫جرجنــاز كان عــى رأس عمليــة العتقــال‬

‫عنــارص يتبعــون يف والئهــم لتنظيــم داعــش‪،‬‬ ‫وكانــوا مــن بــن املتورطــن يف عمليــة اغتيــال‬ ‫أحــد قــادة األحــرار‪ ،‬والــذي يدعــى عبــد‬ ‫القــادر الضبعــان «أبــو متيــم»‪.‬‬ ‫أخربنــا أبــو بكــر عــن العمليــة املنفــذة يف‬ ‫حديثــه الخــاص‪:‬‬ ‫«بعــد الحصــول عــى معلومــات أكيــدة‬ ‫عــن وجــود خاليــا تتبــع لتنظيــم داعــش‪،‬‬ ‫قمنــا بإعــداد حملــة شــملت قريتــن يف‬ ‫املنطقــة الرشقيــة اســتطعنا خاللهــا القبــض‬ ‫عــى مثانيــة معتديــن‪ ،‬حيــث تــم تســليمهم‬ ‫للقضــاء مــن أجــل تنفيــذ الحكــم الرشعــي‬ ‫بحقهــم»‪.‬‬ ‫الطريــق الرئيــي والــذي ميــر مبدينــة رساقب‬ ‫كان مــن أكــر الطــرق التــي تعرضــت لــزرع‬ ‫عبــوات ناســفة عــى طــريف الطريــق‪ ،‬والتــي‬ ‫أودت بحيــاة العديــد مــن املقاتلــن واملدنيني‪،‬‬ ‫كان آخرهــم أربعــة شــهداء‪ ،‬بينهــم طفلــن‬ ‫كانــوا يســتقلون ســيارة إســعاف باتجــاه‬ ‫املشــايف الحدوديــة لتلقــي العــاج‪.‬‬ ‫«معــد باريــش» ناشــط يف الدفــاع املــدين‬ ‫مــن مدينــة رساقــب يقــول‪« :‬توالــت حــاالت‬ ‫التفجــر عــى هــذا الطريــق دون معرفــة‬

‫شــبح الحصــار يلقــي بظاللــه‬ ‫علــى منطقــة ســهل الحولــة‬

‫مهند البكور‬ ‫تعيــش منطقــة ســهل الحولــة بريــف‬ ‫حمــص الشــايل حصــارا ً خانقـاً منــذ أكــر مــن‬ ‫عامــن ونصــف العــام‪ ،‬حيــث أن الطبيعــة‬ ‫الجغرافيــة للمنطقــة جعلتهــا يف خــارصة‬ ‫جبــال الالذقيــة‪ ،‬وهــي محاطــة بـــ ‪ 40‬حاج ـزا ً‬ ‫وقريــة مواليــة تفصلهــا عــن قــرى ومــدن ريــف‬ ‫حمــص الشــايل‪.‬‬ ‫يتــم إدخــال املــواد الغذائيــة بأســعار مرتفعــة‬ ‫وكميــات خفيفــة تــكاد ال تغطــي متطلبــات‬ ‫األهــايل البالــغ عددهــم نحــو ‪ 70‬آلــف نســمة‪،‬‬ ‫وتدخــل املــواد الغذائيــة إىل املنطقــة عــر‬ ‫معابــر تســيطر عليهــا قــوات النظــام بعــد دفــع‬ ‫مبالــغ ضخمــة لحواجــز النظــام التــي تحــارص‬ ‫ريــف حمــص الشــايل بشــكل كامــل‪ ،‬وبعــد‬ ‫رشاء املــواد الغذائيــة املطلوبــة يتــم نقلهــا إىل‬ ‫املنطقــة عــر طريــق تـرايب ضيــق ميــر مبحــاذاة‬ ‫املناطــق املواليــة ســمي فيــا بعــد «طريــق‬ ‫املــوت»‪ ،‬وذلــك بســبب ارتقــاء عــرات‬ ‫الشــهداء عليــه أثنــاء محاولتهــم إدخــال املــواد‬ ‫الغذائيــة إىل الحولــة املحــارصة‪.‬‬ ‫ومنــذ أســبوعني وقليــل أطلقــت قــوات النظــام‬ ‫مدعومــ ًة بقــوات روســية‪ ،‬حملــة عســكرية‬ ‫يهــدف مــن خاللهــا إغــاق منافــذ الريــف‬ ‫الشــايل بشــكل كامــل‪ ،‬وفــرض سياســة الحصار‬ ‫والجــوع عــى أهــايل الريــف الحمــي عــر‬ ‫ســيطرته عــى قــرى يف قريــة «جنــان» ومحيطها‬ ‫دون أن ننــى إغالقــه لـــطريق تريمعلــة وتــل‬ ‫عمــري يف املعــارك التــي دارت منتصــف شــهر‬ ‫ترشيــن الثــاين مــن العــام املــايض‪.‬‬ ‫ازداد الحصــار عــى املنطقــة بشــكل كبــر‬

‫كـــحال معظــم مناطــق ريــف حمــص الشــايل‪،‬‬ ‫وارتفعــت األســعار بنســبة تجــاوزت األربعني يف‬ ‫املئــة‪ ،‬ومنــذ عــدة أيــام أطلــق النظــام معركــة‬ ‫باتجــاه قــرى «ديــر الفرديــس وحربنفســه» يف‬ ‫ريــف حــاه الجنــويب املتاخــم لريــف حمــص‬ ‫الشــايل أدت إىل قطــع آخــر رشيــان حيــاة‬ ‫ملنطقــة الحولــة‪ ،‬حيــث كان يتــم إدخــال بعــض‬ ‫املــواد الغذائيــة والوقــود‪.‬‬ ‫نــزوح أكــر مــن مثانيــة آالف نســمة معظمهــم‬ ‫مــن النســاء واألطفــال مــن قريتــي حربنفســه‬ ‫وديــر الفرديــس وصلــوا إىل منطقــة الحولــة‬ ‫لتــزداد معانــاة املنطقــة املحــارصة‪ ،‬ويــزداد‬ ‫معهــا معانــاة النازحــن الفاريــن مــن املــوت‬ ‫وآلــة القتــل التــي ال تتوقــف‪ ،‬وهنــا بــدأت أزمة‬ ‫الخبــز‪ ،‬حيــث يبلــغ ســعر كيلــو الخبــز الواحــد‬ ‫‪ 350‬ل‪.‬س‪ ،‬وبكميــات قليلــة ال تكفــي األهــايل‬ ‫رافــق ذلــك شــح بالوقــود‪ ،‬حيــث تجــاوز ســعر‬ ‫ليــر الديــزل «‪ 450‬ل‪.‬س»‪ ،‬وانقطــاع الحطــب‬ ‫الــذي تســتخدمه األغلبيــة الســاحقة مــن‬ ‫األهــايل للتدفئــة‪ ،‬وإن وجــد فلــن يتــم الحصــول‬ ‫عليــه بســعر يصــل إىل «الســتني ألف ـاً» للطــن‬ ‫الواحــد‪.‬‬ ‫املنظــات والهيئــات اإلغاثيــة واإلنســانية يف‬ ‫املنطقــة مل تســتطع تقديــم اإلغاثــة الكافيــة‬ ‫لنحــو مثانيــة آالف نســمة ممــن هجــروا مــن‬ ‫منازلهــم‪ ،‬وهنــاك حاجــة كبــرة لــكل يشء‬ ‫كـ»املحروقــات‪ ،‬واملــواد الغذائيــة‪ ،‬وحليــب‬ ‫األطفــال‪ ،‬والخبــز»‪ ،‬والــكل يف منطقــة الحولــة‬ ‫يتملكهــم العجــز بانتظــار أن تحيــا ضامئــر‬ ‫العــرب واملنظــات الدوليــة التــي يبــدو أنهــا‬ ‫ماتــت‪ ،‬ومل يعــد لهــم وجــود بعــد اليــوم‪.‬‬

‫منفــذ عمليــات الــزرع أو املفجــر وملــن يتبــع‬ ‫يف عملــه‪ ،‬ومــا هــي اإلفــادة التــي يجنيهــا من‬ ‫قتــل املدنيــن الــذي يعــرون هــذا الطريــق»‪.‬‬ ‫يف مدينــة أريحــا ومدينــة إدلــب كــرت‬ ‫االغتيــاالت التــي اســتهدفت قــادات وعنــارص‬ ‫يف جيــش الفتــح وأحــرار الشــام وجبهــة‬ ‫النــرة وغريهــم أيضــاً يف جبــل الزاويــة‬ ‫ومنطقــة جــر الشــغور‪ ،‬يف عمــل يعتقــد‬ ‫بأنــه منظــم أو يتبــع يف أوامــره لقيــادة‬ ‫تنظيــم الدولــة‪ ،‬وخصوص ـاً بعــد االعرتافــات‬ ‫التــي أدىل بهــا أحــد الناجــن مــن عمليــة‬ ‫انتحاريــة يف مدينــة حــارم العــام الفائــت‪،‬‬ ‫والتــي أودت بحيــاة أمــر يف جبهــة النــرة‬ ‫ٍ‬ ‫وبعــض مــن أفــراد عائلتــه‪.‬‬

‫ال يعتــر التنظيــم املتهــم األول فقــط يف‬ ‫هــذه العمليــات بــل إن النظــام لــه يـ ٌد كبــرة‬ ‫يف أكــر عمليــات التفجــر واالغتيــال عــن‬ ‫طريــق وضــع جواســيس يف املناطــق املحــررة‬ ‫أو ضعــاف النفــوس ممــن بقــوا يف املناطــق‬ ‫املحــررة حديثــاً‪ ،‬والــذي كانــوا عــى وفــاق‬ ‫تــام مــع النظــام خــال تواجــده يف ديارهــم‬ ‫يف الســنوات الســابقة للتحريــر‪.‬‬ ‫اســتطاع النظــام تنفيــذ عــدة تفجــرات يف‬ ‫محافظــة إدلــب عــن طريــق إرســال ســيارات‬ ‫مفخخــة‪ ،‬وركنهــا يف مناطــق‪ ،‬كاألســواق‬ ‫الشــعبية أو املقــار العســكرية كالتــي قــام‬ ‫بهــا يف ســلقني وحــارم واعــرف بهــا عــى‬ ‫صفحاتــه الرســمية عــى مواقــع التواصــل‬

‫االجتامعــي‪.‬‬ ‫«عبــد اللــه» مقاتــل يف صفوف جبهــة النرصة‬ ‫يقــول‪« :‬نحــن يف جبهــة النــرة نعمــل عــى‬ ‫مالحقــة الخاليــا النامئــة لتنظيــم داعــش‪ ،‬كــا‬ ‫نقــوم بالعمــل عــى تأمــن الطرقــات والقــرى‬ ‫بالتعــاون مــع األهــايل يف حــال ورود أنبــاء‬ ‫عــن وجــود ســيارات متفجــرة تنــوي دخــول‬ ‫أحــد املناطــق»‪.‬‬ ‫يف بدايــة الشــهر الحــايل أعدمــت الجهــات‬ ‫األمنيــة يف مدينــة إدلــب عــددا ً مــن‬ ‫ٍ‬ ‫تفجــرات حصلــت داخــل‬ ‫املتورطــن يف‬ ‫املدينــة راح عــى إثرهــا مدنيــن بينهــم نســا ٌء‬ ‫وأطفــال حيــث اعــرف املتهمــون بأعاملهــم‬ ‫وارتباطهــم مــع تنظيــم داعــش‪.‬‬ ‫تســتمر حــاالت التفجــر والعبــوات الناســفة‬ ‫يف كل املناطــق املحــررة مــن محافظــة إدلب‪،‬‬ ‫والتــي تعتــر بعيــد ًة كل البعــد عــن أماكــن‬ ‫تواجــد التنظيــم‪ ،‬وأماكــن تواجــد النظــام إال‬ ‫أن الخاليــا النامئــة وضعــاف النفــوس التابعــن‬ ‫للطرفــن مل يكفهــم كل القتــل الــذي ينفــذه‬ ‫ســاح الجــو الــرويس ليزيــدوا األعــداد بربودة‬ ‫قاتلــة ونفـ ٍ‬ ‫ـس مجرم ـ ٍة ال تنفــك تعيــد األمــر‬ ‫مـرارا ً وتكـرارا ً‪..‬‬

‫بلد الخبز بال خبز‪..‬‬

‫حمص تحت النار والحصار‬

‫عبد الكريم خشفة‬

‫الصــورة تعبرييــة ‪ -‬توضــح جانــب مــن حمــص املحــارصة‬

‫‪ 200‬لــرة‪ ،‬ولحــم الغنــم ‪ 2500‬لــرة‪ ،‬والــرز‬ ‫املــري ‪ 450‬لــرة‪ ،‬والربغــل ‪ 225‬لــرة‪،‬‬ ‫والربتقــال ‪ 175‬لــرة‪ ،‬فيــا وصــل ســعر‬ ‫ليــر املــازوت إىل ‪ 475‬لــرة‪ ،‬والبنزيــن‬ ‫‪ 450‬لــرة‪ ،‬كــا وصــل ســعر كيــس الســكر‬ ‫‪ 14500‬وهــو غــر متوفــر يف كثــر مــن‬ ‫األحيــان‪ ،‬وعلبــة الســمن زنــة ‪ 4‬كــغ ‪3400‬‬ ‫لــرة‪ ،‬والطحــن غــر متوفــر‪.‬‬ ‫كل ذلــك تزامــن مــع نــدرة يف الســيولة‬ ‫املاليــة لــدى رشيحــة كبــرة مــن املواطنــن‬ ‫املهجريــن والنازحــن مــن أبنــاء الريــف‬ ‫وخارجــه‪ ،‬وعــى قــول املثــل الشــعبي‪:‬‬ ‫«الكيلــو بلــرة ومــا يف لــرة»‬

‫يف جولــة ميدانيــة يف مدينتــي تلبيســة‬ ‫والرســن‪ ،‬قمنــا بها مؤخـرا ً‪ ،‬ورصدنــا خاللها‬ ‫أوضــاع النــاس‪ ،‬وكيــف يحصلــون عــى‬ ‫قوتهــم اليومــي‪ ،‬وكيــف يتجــاوزون محنــة‬ ‫الحصــار الــذي يفرضــه النظــام عــى ريــف‬ ‫حمــص الشــايل‪.‬‬ ‫أســعار املــواد والســلع تجــاوزت املعقــول‪،‬‬ ‫وأصبــح قــوت النــاس مبنــأى عنهــم نتيجــة‬ ‫الفقــر والحاجــة ونــدرة العمــل‪ ،‬وغيــاب‬ ‫املنظــات اإلغاثيــة‪ ،‬واملســاعدات التــي‬ ‫تقدمهــا الحكومــة الســورية املؤقتــة‬ ‫لســكان املناطــق املحــررة‪ ،‬وســجلّت‬ ‫أســعار املــواد ارتفاعــاً غــر مســبوق‪ ،‬حرب رغيف اخلبز داخل محص‬ ‫فوصــل ســعر كيلــو الخبــز إىل ‪ 300‬لــرة‪ ،‬أصبــح رغيــف الخبــز الشــغل الشــاغل‬ ‫والجبنــة البلــدي ‪ 900‬لــرة‪ ،‬واللــن البقــري للعوائــل املنكوبــة يف حمــص التــي هجــرت‬

‫داخــل الحصــار‪ ،‬وحســب طبيعــة هــذا‬ ‫املنطقــة يف الريــف‪ ،‬فإنــه يوجــد القمــح‪،‬‬ ‫ولكــن بكميــة قليلــة لعــدم وجــود منفــذ‬ ‫تدخــل منــه املــواد األوليــة لصناعــة الخبــز‪،‬‬ ‫وبتــايل بــدأت العوائــل تعتمــد الطريقــة‬ ‫البدائيــة يف صناعــة الخبــز (التنــور)‪ ،‬ولكــن‬ ‫ال يكفــي ليــوم واحــد وتكلفتــه كبــرة جدا ً‪.‬‬ ‫ناهيــك عــن احتــكار مــادة الطحــن التــي‬ ‫توجــد لــدى تجــار الــدم‪ ،‬ومــن حــن إىل‬ ‫آخــر يقــوم التجــار بطــرح مــادة الطحــن‬ ‫يف األســواق بأســعار باهظــة ال يقــوى‬ ‫اإلنســان الضعيــف عــى رشائهــا‪ ،‬وهنــاك‬ ‫مــن يتعامــل مــع الشــبيحة‪ ،‬ويقــوم‬ ‫ب ـراء الطريــق الحتــكار املــواد األساســية‪،‬‬ ‫والســؤال ألصحــاب العقــول وأصحــاب‬ ‫الضمــر الحــي‪ :‬إىل متــى؟!‬


‫‪4‬‬

‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫تصعيــد عســكري لقــوات النظــام تركيــا تنشــئ قاعــدة بيانــات لتوظيــف األكاديميــن‬ ‫والطــران الروســي يقصــف املدنيــن السوريني‬ ‫املصدر‪ :‬وكالة األناضول‬

‫الحرمل ـ خاص‬ ‫يف الوقــت الــذي تذهــب فيــه قــوى‬ ‫املعارضــة الســورية‪ ،‬ممثلــة باللجنــة العليــا‬ ‫للتفــاوض إىل جنيــف إلجـراء عمليــات التفاوض‬ ‫حــول حــل األزمــة الســورية سياســياً‪ ،‬كثّــف‬ ‫الطــران الســوري‪ ،‬وطــران املحتــل الــرويس‬ ‫مــن طلعاتــه الجويــة‪ ،‬ونفــذ عــددا ً كبــرا ً‬ ‫مــن الغــارات الجويــة‪ ،‬مســتهدفاً مناطــق‬ ‫ريــف دمشــق بالصواريــخ الفراغيــة والرباميــل‬ ‫املتفجــرة‪ ،‬وأحــى الناشــطون أكــر مــن ‪55‬‬ ‫برمي ـاً متفج ـرا ً ســقطت فــوق رؤوس املدنيــن‬ ‫يف الغوطــة‪ ،‬كــا اســتخدم الغــازات الســامة يف‬ ‫قصفــه عــى مناطــق جوبــر وريــف إدلــب‪.‬‬

‫كــا حاولــت قــوات النظــام مدعومــة‬ ‫بامليليشــيات الشــيعية وبإســناد جــوي التقــدم‬ ‫عــى أط ـراف مدينــة حلــب‪ ،‬ويف الوقــت ذاتــه‬ ‫قــام الط ـران الــرويس باســتهداف بلــدة مــارع‬ ‫يف ريــف حلــب الشــايل‪ ،‬املحــارصة مــن‬ ‫داعــش‪ ،‬بالتزامــن مــع اشــتباكات عنيفــة عــى‬ ‫جبهــة باشــكوي‪.‬‬ ‫النظــام الســوري يريــد أن يكســب الوقــت‪،‬‬ ‫ويذهــب إىل املفاوضــات‪ ،‬وهــو يحمــل‬ ‫للعــامل رســالة مفادهــا أنــه يدخــل للتفــاوض‬ ‫وهــو منتــر عــى القــوى العســكرية ممثلــة‬ ‫بالجيــش الحــر‪ ،‬وبأنــه النظــام األمثــل ملحاربــة‬ ‫اإلرهــاب‪.‬‬

‫أعلــن كبــر املستشــارين واملســؤول عــن‬ ‫الهجــرة واملســاعدات اإلنســانية يف رئاســة‬ ‫الــوزراء الرتكيــة‪“ ،‬محمــد مرتــى يتيــش”‪،‬‬ ‫أن تركيــا ستنشــئ قاعــدة بيانــات لألكادمييــن‬ ‫الســوريني‪ ،‬لإلســهام يف توظيفهــم‪.‬‬ ‫وقــال يتيــش يف ترصيحــات بعــد اجتــاع‬ ‫لألكادمييــن الســوريني‪ ،‬نظّمتــه مستشــاريته‬ ‫اليــوم الخميــس يف أنقــرة‪ ،‬إن القاعــدة ســيتم‬ ‫إنشــاؤها بالتعــاون مــع هيئــة التعليــم العــايل‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬عــر موقــع إلكــروين‪ ،‬باللغــات‬ ‫العربيــة والرتكيــة واإلنجليزيــة‪ ،‬يتيــح‬ ‫لألكادمييــن الســوريني املقيمــن يف أي مــكان‬ ‫يف العــامل‪ ،‬إدخــال بيانتهــم فيــه‪ ،‬اعتبــارا ً مــن‬ ‫العــارش مــن فربايــر‪ /‬شــباط املقبــل‪.‬‬ ‫وأوضــح يتيــش أنــه ســتتم مشــاركة بيانــات‬ ‫األكادمييــن مــع الجامعــات الرتكيــة‪ ،‬لــي‬ ‫تتم ّكــن مــن التواصــل معهــم‪ ،‬يف حــال وجــود‬ ‫شــواغر مناســبة لديهــا‪.‬‬

‫وأضــاف يتيــش‪ ،‬أن قــرارا ات ُّخــذ خــال‬ ‫االجتــاع‪ ،‬بتشــكيل لجنــة للتعامــل مــع‬ ‫املوضــوع‪ ،‬تضــم ‪ 5‬أكادمييــن ســوريني‪،‬‬ ‫وممثلــن عــن هيئــة التعليــم العــايل‬ ‫والجامعــات الرتكيــة‪.‬‬ ‫وأفــاد يتيــش أنــه يف إطــار التحضــرات‬ ‫لالجتــاع‪ ،‬متكّنــوا مــن خــال منظــات‬ ‫املجتمــع املــدين‪ ،‬مــن الوصــول إىل ‪550‬‬

‫أكادمييـاً ســوريّاً‪ ،‬يقيمــون يف ‪ 25‬واليــة تركيــة‪،‬‬ ‫وقامــوا حتــى اآلن بتوظيــف ‪ 315‬منهــم يف‬ ‫الجامعــات الرتكيــة‪.‬‬ ‫حــر االجتــاع نائــب رئيــس هيئــة البحــوث‬ ‫العلميــة والتكنولوجيــة الرتكيــة “توبيتــاك”‪،‬‬ ‫عبــد اللــه جاويــش أوغلــو‪ ،‬وعمــداء جامعــات‬ ‫تركيــة‪ ،‬وممثلــون عــن هيئــة التعليــم العــايل‪،‬‬ ‫و‪ 35‬أكادميي ـاً ســوريا‪.‬‬

‫أردوغــان‪ :‬لــن نســمح لروســيا بإقامــة قاعــدة عســكرية علــى حــدود تركيــا‬ ‫أنقرة‪ -‬وكاالت‬ ‫حــذر الرئيــس الــريك رجب طيــب أردوغان‪،‬‬ ‫مــن ادعــاءات حــول إرســال روســيا جنــودا ً إىل‬ ‫مدينــة القامشــي يف محافظــة الحســكة شــال‬ ‫رشقــي ســوريا‪.‬‬ ‫وأكــد أردوغــان قائــا‪« :‬إن تركيــا لــن تســمح‬ ‫ملثــل هــذا التموضــع‪ ،‬انطالقــاً مــن املنطقــة‬ ‫املمتــدة مــن حــدود الع ـراق الشــالية وصــوالً‬ ‫إىل شــواطئ البحــر األبيــض املتوســط»‪.‬‬ ‫وأشــار يف حديثــه إىل أن تركيــا تنســق مــع‬ ‫قــوات التحالــف الــدويل ملحاربــة تنظيــم‬ ‫الدولــة يف هــذا الصــدد‪.‬‬ ‫وتابــع‪« :‬تردنــا شــائعات مفادهــا أن روســيا‬ ‫لديهــا ‪ 100‬جنــدي‪ ،‬وســنتباحث مــع نائــب‬ ‫الرئيــس األمريــي جــو بايــدن حــول هــذا‬ ‫املوضــوع بالتفصيــل‪ ،‬وهــذه العمليــة تضــم‬ ‫أيض ـاً قطــر وأملانيــا وفرنســا وبريطانيــا‪ ،‬ونحــن‬ ‫ال نســمح أبــدا ً بإقامــة مثــل هــذا الــيء يف‬ ‫شــال ســوريا»‪.‬‬ ‫وأوضــح أردوغــان أن حساســية أنقــرة معروفــة‬ ‫وتتواصــل يف املنطقــة‪ ،‬كــا أن هنالــك‬

‫معلومــات تفيــد بوجــود ‪ 100‬جنــدي رويس يف‬ ‫القامشــي بالوقــت الراهــن‬ ‫وأفــاد الرئيــس الــريك‪ ،‬أن تركيــا أكــدت لقــوات‬ ‫التحالــف أن تنظيــات «يب كا كا»‪ ،‬و»وحــدات‬ ‫حاميــة الشــعب» الكرديــة‪ ،‬و»حــزب االتحــاد‬ ‫الدميقراطــي» الكــردي الســوري‪( .‬ذراع يب كا كا‬ ‫يف ســوريا)‪ ،‬و»داعــش»‪ ،‬ال تختلــف عــن بعضهــا‬ ‫البعــض‪ ،‬وأن بــاده تتخــذ املوقــف نفســه‬ ‫ضدهــم‪.‬‬ ‫وأضــاف أردوغــان‪ ،‬أنــه ســيبحث هــذه القضايــا‬ ‫بــكل وضــوح مــع نائــب الرئيــس األمريــي جــو‬ ‫بايــدن‪ ،‬الــذي يــزور تركيــا حاليــا‪ ،‬مشــرا إىل‬ ‫أنــه بحــث تلــك القضايــا مــع نظــره األمريــي‪،‬‬ ‫بــاراك أوبامــا‪ ،‬الثالثــاء املــايض‪ ،‬هاتفيــا بشــكل‬ ‫مختــر‬ ‫وأوضــح أردوغــان‪ ،‬أن التحالــف يضــم دوال‬ ‫مثــل فرنســا‪ ،‬وبريطانيــا‪ ،‬وأملانيــا‪ ،‬واململكــة‬ ‫العربيــة الســعودية‪ ،‬وقطــر‪ ،‬إىل جانــب الواليات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬وقــال‪« :‬أمتنــى أن تتخــذ هــذه‬ ‫لغــرب نهــر الفــرات شــايل ســوريا‪ ،‬اعتــر مشــددا عــى أن بــاده مل ولــن تســمح بعبــور‬ ‫الــدول مواقــف مشــركة‪ ،‬للحيلولــة دون هــذا «نحــن لــن نســمح بذلــك»‪.‬‬ ‫التموضــع الخاطــئ يف شــال ســوريا»‪ ،‬مؤكــدا‪ :‬وحــول عبــور «حــزب االتحــاد الدميقراطــي» أردوغــان أن تلــك االدعــاءات مجــرد شــائعات‪« ،‬االتحــاد الدميقراطــي» إىل غــريب الفــرات‪.‬‬

‫الرئيس أردوغان يستقبل وفدًا من الصحفيني السوريني يف قصر “يلدز”‬ ‫ترك برس‬ ‫اســتقبل الرئيــس الــريك‪ ،‬رجــب طيــب‬ ‫أردوغــان‪ ،‬يــوم الجمعــة ‪،2016/1/22‬‬ ‫وف ـ ًدا مــن الصحفيــن الســوريني يف قــر‬ ‫يلــدز‪ ،‬مبدينــة إســطنبول‪.‬‬ ‫ونقلــت وكالــة األناضــول الرتكيــة لألنبــاء‬ ‫عــن مصــادر يف رئاســة الجمهوريــة الرتكيــة‪،‬‬ ‫أن «أردوغــان ألقــى خــال اجتامعــه‬ ‫بالصحفيــن الســوريني كلمــة ل ّخــص فيهــا‬ ‫الدعــم الــذي قدمتــه بــاده تجــاه املأســاة‬ ‫التــي تعيشــها ســوريا»‪.‬‬ ‫وأضافــت املصــادر أن الصحفيــن‬ ‫الســوريني أعربــوا يف حديثهــم مــع الرئيــس‬ ‫الــريك‪ ،‬عــن شــكرهم لرتكيــا ملســاعدتها‬ ‫الشــعب الســوري يف محنتــه التــي ميــر‬ ‫بهــا‪ ،‬وأخــروه عــن الصعوبــات واملشــاكل‬ ‫التــي يعانــون منهــا كصحفيــن يف املناطــق‬ ‫الحدوديــة الســورية بشــكل خــاص‪.‬‬

‫ولفــت الرئيــس أردوغــان يف كلمتــه‪ ،‬إىل‬ ‫أن «املأســاة التــي تشــهدها ســوريا‪ ،‬تؤثــر‬ ‫عــى املنطقــة برمتهــا‪ ،‬بــل عــى العــامل‬ ‫كلــه»‪ ،‬مبينــا ً أن التنظيــات اإلرهابيــة‬ ‫التــي تتغــذى مــن أزمــة املنطقــة‪ ،‬تشــكل‬ ‫خطـرا ً كبــرا ً أيضـا ً إىل جانــب الظلــم الــذي‬

‫يطبقــه النظــام الســوري تجــاه الشــعب‪.‬‬ ‫وأشــار أردوغــان إىل اســتضافة تركيــا‬ ‫لنحــو ‪ 2.5‬مليــون ســوري يف أراضيهــا‪،‬‬ ‫مؤكــدا ً أن الشــعب الــريك يبــذل الجهــود‬ ‫ليكــون مبثابــة األنصــار تجــاه إخوانــه‬ ‫الســوريني الذيــن ميثلــون دور املهاجريــن‬

‫اليــوم‪.‬‬ ‫وذكــر الصحافيون الســوريون الحارضون‬ ‫أن مــا متــت مناقشــته مــع الرئيــس الــريك‬ ‫أردوغــان‪ ،‬كان بــكل رصاحــة ومبــارشة‬ ‫ووضــوح‪ ،‬وكان منصــب عــى تحديــات‬ ‫العمــل الصحفــي الســوري يف تركيــا‪.‬‬ ‫وكل ما يتضمنه من‪:‬‬ ‫ الدخــول والخــروج إىل ســوريا بطريقــة‬‫نظاميــة ومــن غــر الرعــب الحاصــل جـراء‬ ‫إغــاق الحــدود مــن الجانــب الــريك‪،‬‬ ‫وخصوصـا ً مبــا يصاحبــه ذلك مــن انتهاكات‬ ‫مــن قبــل «بعــض» الجندرمــا الرتكيــة ضــد‬ ‫الســوريني عموم ـا ً‪ ،‬والصحفيــن منهــم‪.‬‬ ‫ منــح تراخيــص للصحفيــن وللمؤسســات‬‫الصحفيــة‪ ،‬للعمــل عــى تغطيــة قضايــا‬ ‫بلدهــم بغطــاء قانــوين‪ ،‬يف تركيــا‪.‬‬ ‫ العمــل عــى ايجــاد لجنــة «إعالميــة»‬‫مشــكلة مــن الجانــب الــريك والجانــب‬ ‫الســوري‪ ،‬للتنســيق حــول مختلــف‬

‫القـرارات التــي تهــم الســوريني ســواء مــن‬ ‫حيــث موقــف الحكومــة الرتكيــة حــول مــا‬ ‫يــدور يف ســوريا‪ ،‬أو قراراتهــا التــي تخــص‬ ‫الســوريني يف تركيــا‪ ،‬وأيضــا للتنســيق حــول‬ ‫تحديــات العمــل الصحفــي‪.‬‬ ‫ الطلــب مــن الرئيــس أن يخصــص مؤمتـرا ً‬‫صحفيــا ً دوريــا ً‪ ،‬لســؤاله عــن موقــف‬ ‫الحكومــة الرتكيــة مــن القضيــة الســورية‪.‬‬ ‫ونوقشت العديد من املسائل األخرى‪.‬‬ ‫لألمانــة مــا تــم نقاشــه كان بــكل رصاحــة‬ ‫مــن كل الزمــاء املتواجديــن‪ ،‬وكان األهــم‬ ‫أن الرئيــس كان مســتمعا ً ومهت ـاً ووعــد‬ ‫خــرا ً لحــل هــذه املشــاكل‪ ،‬وركــز عــى‬ ‫وقوفــه أمــام الشــعب الســوري‪ ،‬بوجــه كل‬ ‫مــا يواجهــه‪.‬‬ ‫وبعــد االجتــاع كانــت‪ ،‬جلســة وديــة‬ ‫تخللهــا التقــاط الصــور التذكاريــة‪ ،‬وتبــادل‬ ‫الهدايــا‪ ،‬وكانــت هديــة الرئيــس الــريك‬ ‫مشــكورا كتــاب «رؤيــة للســام العاملــي»‬


‫حرمل الصحافة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫تظاهــرة لفــك الحصــار عــن املدنيــن يف ديــر الــزور‬

‫‪5‬‬

‫الحرملي‬ ‫أحالم مهاجرة‬ ‫عنتر دعيس‬

‫قــام تجمــع أبنــاء ديــر الــزور‪،‬‬ ‫والكتلــة الوطنيــة فــرع أورفــا‪ ،‬بالدعــوة‬ ‫إىل تظاهــرة لفــك الحصــار عــن‬ ‫املدنيــن يف ديــر الــزور‪ ،‬والكــف عــن‬ ‫اســتعامل الجــوع واملــرض والحاجــة‪،‬‬ ‫كأســلحة ضــد املدنيــن العــزل‪ ،‬فمنــذ‬ ‫منتصــف عــام ‪2014‬م يتــم حصــار‬ ‫مليــون مــدين يف ديــر الــزور‪ ،‬مــن‬ ‫قبــل النظــام وداعــش‪ ،‬حيــث يســتثمر‬ ‫الطرفــان املشــاركان بقتــل النــاس‪،‬‬ ‫ويبتــزون املدنيــن‪ ،‬ويربــح ضبــاط‬ ‫النظــام وعنــارصه املاليــن مــن وراء‬ ‫بيــع املــواد الغذائيــة بأســعار خياليــة‬ ‫ال يقــدر عليهــا معظــم املحارصيــن‪،‬‬ ‫حيــث ليــس للفقــر إال الجــوع والصــر‬ ‫أو املــوت‪.‬‬ ‫ابتــدأت التظاهــرة بالوقــوف دقيقــة‬ ‫صمــت عــى أرواح شــهداء الثــورة‬ ‫الســورية‪ ،‬وبعدهــا قــدم عريــف اللقــاء‬ ‫الشــاعر عبــود العثــان كلــات رثــاء‬ ‫لديــر الــزور ولســورية‪ ،‬وأكــد عــى‬ ‫وحــدة الــراب الســوري واملشــاعر‬ ‫الســورية‪ ،‬وأن الصمــت عــى الحصــار‬

‫دعــم لــه وهــو عــار كبــر؛ والضمــر‬ ‫النائــم خليــة إرهابيــة نامئــة!‬ ‫وأكــد الســيد خالــد الحويــج يف الكلمــة‬ ‫التــي ألقاهــا باســم تجمــع أبنــاء ديــر‬ ‫الــزور‪ ،‬أن الحصــار يتــم بتواطــؤ بــن‬ ‫قــوات النظــام وداعــش‪ ،‬وأن األجهــزة‬ ‫األمنيــة للنظــام تتقاســم األدوار يف‬ ‫نهــب النــاس وســلبهم‪ ،‬ومل تــرد قــوات‬ ‫النظــام عــى قــرارات مجلــس األمــن‬ ‫التــي أصدرهــا ضــد الحصــار والتجويــع‪،‬‬ ‫حيــث يقــود العميــدان محمــد خضور‪،‬‬ ‫وعصــام زهــر الديــن‪ ،‬هــذا الحصــار‪،‬‬ ‫وهــا مــن مجرمــي الحــرب الســورية‪.‬‬

‫كــا ألقــى الســيد محمــد الريــس‬ ‫كلمــة املكتــب القانــوين للتوثيــق‬ ‫بــن فيهــا أن مليــون‬ ‫واإلحصــاء ّ‬ ‫وثالمثائــة ألــف مــدين يعيشــون يف ديــر‬ ‫الــزور‪ ،‬وأن الحصــار اشــتد منــذ بدايــة‬ ‫عــام ‪2015‬م وتــم توثيــق مــوت ســبع‬ ‫وســبعني ضحيــة عــدا عــن املــرىض‪،‬‬ ‫وعــن انتشــار األوبئــة والجــرب لفقــدان‬ ‫مــواد التنظيــف‪ ،‬وكذلــك الغــاء‬ ‫الفاحــش الــذي تصــل فيــه األســعار‬ ‫إىل عــرة أضعافهــا‪ ،‬وقــد أدانــت‬ ‫املنظــات الدوليــة هــذا الحصــار الــذي‬ ‫بــدأه النظــام بشــكل رئيــي‪ ،‬ومــن ثــم‬

‫لحقــت بــه قــوات داعــش‪.‬‬ ‫وألقــت الشــاعرة ســمرية البــدران‬ ‫قصائــد عــن الفـرات والحنــن والغربــة‪،‬‬ ‫وهــي التــي عانــت مــن اعتقــال اثنــن‬ ‫مــن أبنائهــا لــدى النظــام ســابقاً‪،‬‬ ‫وكانــت كامــرأة ديريــة ومبدعــة‬ ‫جريئــة‪ ،‬وواثقــة مــن نفســها‪ ،‬وتقــف‬ ‫بــكل جوارحهــا مــع أبنــاء مدينتهــا‬ ‫وأبنــاء ســورية الحــرة‪.‬‬ ‫كانــت التظاهــرة تعب ـرا ً ثقافي ـاً وفني ـاً‪،‬‬ ‫عــن مدينــة ديــر الــزور حيــث أبــدع‬ ‫عــازف العــود عبيــدة عبــد الحميــد‬ ‫ســليامن‪ ،‬مبقطوعــات موســيقية‬ ‫عميقــة القــت تفاعــاً كبــرا ً مــع‬ ‫الجمهــور الــذي كان مشــدودا إىل‬ ‫ألحانــه وكلامتــه بــكل شــغف‪.‬‬ ‫يف نهايــة التظاهــرة ألقــى املهنــدس‬ ‫عزيــز حمــدان بيان ـاً ناشــد فيــه أبنــاء‬ ‫ديــر الــزور وأبنــاء املــدن الســورية‬ ‫األخــرى التضامــن مــع املحارصيــن‬ ‫والجوعــى واملحتاجــن‪ ،‬وناشــد األمــم‬ ‫املتحــدة فــك الحصــار عــن أهــل ديــر‬ ‫الــزور‪ ،‬وعــن كل املحارصين الســوريني‪.‬‬

‫يف الغوطــة الشــرقية التعبــر عن الرأي جريمة يحاســب‬ ‫عليها القضــاء املوحد‬ ‫إبراهيم اإلدلبي‬ ‫لعــل نســائم الحريــة التــي تنفّســها‬ ‫الشــعب الســوري منــذ عــام ‪2011‬‬ ‫كانــت أعاصــر ورياحــاً عاتيــة‪ ،‬ليــس‬ ‫فقــط عــى نظــام األســد الــذي حــارب‬ ‫وال زال الثــورة الســورية منــذ خمســة‬ ‫أعــوام‪ ،‬بــل عــى العديــد ممــن حملــوا‬ ‫الســاح تحــت غطــاء الثــورة أو ممــن‬ ‫وكّلــوا أنفســهم أوليــاء عــى الشــعب‬ ‫الســوري تحــت أســاء مختلفــة مــن‬ ‫هيئــات رشعيــة وقضائيــة متــارس‬ ‫ســلطتها عــى الضعفــاء واملدنيــن‬ ‫فقــط‪ ،‬وتغــض برصهــا عــن القــوي‪.‬‬ ‫يف الغوطــة الرشقيــة بريــف دمشــق‬ ‫أن تعــر عــن رأيــك‪ ،‬وتقــول مــا يجــول‬ ‫يف خاطــرك حتــى ولــو كان بشــكل‬ ‫فكاهــي‪ ،‬وعــى ســبيل املــزاح‪ ،‬كــا‬ ‫هــي عــادة الشــعب الســوري هــو‬ ‫جرميــة عظمــة يهــرول القضــاء العتقــال‬ ‫مــن نفّذهــا تحــت شــعارات دينيــة‬ ‫وأخالقيــة‪ ،‬وحفاظـاً عــى ســمعة الثورة‬

‫التــي مــن املفــرض أن تكــون ثــورة‬ ‫حريــة‪ ،‬ويكــون الطعــن األكــر لهــا أن‬ ‫تعتقــل ناشــطاً أو مدنيـاً فقــط لتعبــره‬ ‫عــن رأيــه‪.‬‬ ‫القــايض زيــاد حاتــم «أبــو كــال»‪،‬‬ ‫والــذي يشــغل منصــب النائــب العــام‬ ‫للقضــاء املوحــد يف الغوطــة الرشقيــة‬ ‫ـض مضجعــه‪ ،‬وهــز عرشــه القضــايئ‪،‬‬ ‫قـ ّ‬ ‫أن يــرى اســتطالع رأي نرشتــه وكالــة‬ ‫خطــوة اإلخباريــة يف وقــت ســابق‪،‬‬ ‫حمــل عنــوان «البغــدادي أم بشــار‪..‬‬ ‫الشــعب الســوري مــن يختــار»‪ ،‬معتـرا ً‬ ‫أن االســتطالع جــرم‪ ،‬وإبــداء الــرأي‬ ‫مصيبــة‪ ،‬يجــب أن يتفــرغ القضــاء‬ ‫ملحاســبة القامئــن عليهــا‪ ،‬وبنــا ًء عليــه‬ ‫أصــدر حكمــه باعتقــال الناشــط «عبــد‬ ‫املعــن ح ّمــص»‪ ،‬أحــد مراســي وكالــة‬ ‫خطــوة اإلخباريــة يف الغوطــة الرشقيــة‬ ‫ســابقاً‪ ،‬منــذ صبــاح االمــس الســبت‪،‬‬ ‫وذلــك بنــا ًء عــى عالقــات شــخصية‬ ‫تجمــع القــايض حاتــم مــع ب ـراء عبــد‬ ‫الرحمــن‪ ،‬أحــد إعالميــي الغوطــة‪،‬‬

‫والــذي نصــب نفســه وليّــا عــى كل‬ ‫مــن يحمــل كامــرا يف منطقتــه‪،‬‬ ‫بحكــم عالقاتــه مــع بعــض الفصائــل‬ ‫العســكرية‪ ،‬ومــع القضــاء الــذي يؤمــن‬ ‫لــه الغطــاء املناســب‪ ،‬يف مشــهد أشــبه‬ ‫مــا يكــون بأســاليب تعــ ّود عليهــا‬ ‫الشــعب الســوري يف عهــد حكــم‬ ‫األســد‪.‬‬ ‫الغوطــة الرشقيــة املحــارصة مــن قبــل‬ ‫نظــام األســد‪ ،‬والتــي يعــاين ســكانها‬ ‫الجــوع واملــوت يف كل يــوم‪ ،‬يزيــد مــن‬ ‫معاناتهــا انتهــاكات متارســها بعــض‬ ‫الفصائــل العســكرية فيهــا‪ ،‬وتســلط‬ ‫واســتبداد مــن القضــاء املوحــد‪ ،‬الــذي‬ ‫يبنــي أحكامــه بنــا ًء عــى عالقــات‬ ‫شــخصية‪ ،‬ويحــارب حريــة اإلعــام أكــر‬

‫مــن محاربــة الفاســدين مــن لصــوص‬ ‫وتجــار تحتكــر لقمــة عيــش أبنــاء‬ ‫الغوطــة‪ ،‬متناســياً أ ّن مــن ضحــى ألجــل‬ ‫الحريــة ســنوات عديــدة أمــام أعتــى‬ ‫أنظمــة القتــل‪ ،‬ال ميكنــه أن يقــف‬ ‫مكتــوف األيــدي أمــام قضــاء هزيــل‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر أن عبــد املعــن حمــص‬ ‫هــو ناشــط إعالمــي مــن أبنــاء بلــدة‬ ‫حموريــة يف الغوطــة الرشقيــة‪ ،‬وكان‬ ‫قــد عمــل مــع وكالــة خطــوة اإلخباريــة‬ ‫ألكــر مــن عــام ليســتقيل مــن عملــه‬ ‫يف الوكالــة األســبوع الفائــت تحــت‬ ‫ضغــوط وتهديــدات مــا يســمى‬ ‫رابطــة اإلعالميــن يف الغوطــة الرشقيــة‬ ‫التــي يرأســها املدعــو بــراء عبــد‬ ‫الرحمــن‪.‬‬

‫بــكل زمــان وكل مــكان عــرف اإلنســان الهجــرة والتهجــر بــكل‬ ‫أنواعــه‪ ،‬اإلنســان األول انتقــل إىل آســيا وأوروبــا قبل انفصــال القارات‪،‬‬ ‫ويف العصــور الحديثــة اكتشــف أمريــكا‪ ،‬وغريهــا مــن األرايض حتــى‬ ‫احتــل مســاحة األرض كاملــة‪ ،‬وكانــت هجرتــه اعتياديــة بحث ـاً عــن‬ ‫حيــاة أفضــل ومــوارد أكــر‪ ،‬أمــا التهجــر فقــد عرفــه اإلنســان أيضــا‬ ‫خوف ـاً أو بحث ـاً عــن مــكان يأمــن فيــه عــى حياتــه وأوالده‪ ،‬وهــذا‬ ‫النــوع غالبــاً مــا يهــدد حيــاة البــر نتيجــة لســيادة الحكومــات‬ ‫الدكتاتوريــة‪ ،‬والتــي يصبــح القتــل فيهــا والتغييــب بالســجن هدفهــا‬ ‫األول لــكل معارضيهــا‪ ،‬وقــد انتــرت يف عرصنــا الحديــث بــكل مــكان‪،‬‬ ‫لذلــك أنشــأ العــامل منظــات لحاميــة ورعايــة الالجئــن‪ ،‬تدعمهــا‬ ‫الــدول‪ ،‬ويــرف عليهــا أنــاس يســعون للخــر وخدمــة اآلخريــن‪،‬‬ ‫والهجــرة غــر الرشعيــة هــي وســيلتها األوىل‪.‬‬ ‫يهــرب النــاس مــن مســتقرهم عنــد إحساســهم بالخطــر‪ ،‬ويســعون‬ ‫لحاميــة أوالدهــم وأنفســهم بالبحــث عــن مــكان آمــن يف دول الجوار‪،‬‬ ‫ويحاولــون الوصــول إىل مناطــق تؤويهــم كبــر دون تحديــد الجنــس‬ ‫أو العــرق أو اللــون‪ .‬عندمــا تعســكرت الثــورة الســورية‪ ،‬وحمــل‬ ‫الشــعب الســاح‪ ،‬وبــدأت النــاس تختــار طريــق الكتائــب اإلســامية‬ ‫املســلحة التــي أصبــح هدفهــا األســايس إقامــة الدولــة اإلســامية بقــوة‬ ‫الســاح قــرر كثــر مــن الســوريني الهــروب ألنهــم عرفــوا بحدســهم‬ ‫وتجربتهــم أن هــذه حــرب بــن جمــوع تتقاتــل عــى الســلطة‪،‬‬ ‫واإلنســان ليــس يف وارد حســابات أحدهــم‪ ،‬وهــم وقــود هــذه الحــرب‬ ‫فاختــار البعــض منهــم دول الجــوار تركيــا األردن لبنــان‪ ،‬واختــار‬ ‫آخــرون أفريقيــا‪ ،‬مــر وليبيــا ودول املغــرب العــريب والســودان‪،‬‬ ‫والبعــض اتجــه إىل دول رشق آســيا‪ ،‬إندونيســيا‪ ،‬ســنغافورة‪ ،‬وماليزيــا‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن الــدول التــي تســمح بدخــول الســوريني إىل أراضيهــا‪..‬‬ ‫كثــر مــن الســوريني اختــار طريــق البحــر مــن نقــاط معينــة يف مــر‬ ‫وليبيــا وتونــس‪ ،‬ومــن نقــاط قريبــة إىل إيطاليــا أو مالطا ليعــروا البحر‬ ‫يف قــوارب صيــد متهالكــة‪ ،‬أكرثهــا قدميــة‪ ،‬وحموالتهــا زادت ضعف ـاً‬ ‫كامـاً عــن الحمولــة الحقيقيــة‪ ،‬وأكرثهــم غامــر ووصــل وبعضهــم مــا‬ ‫زال موجــودا جثــة يف أعــاق البحــر‪ ،‬وكلهــم نقلتهــم مافيــات هجــرة‪،‬‬ ‫جنــت ماليــن الــدوالرات مــن وراء التجــارة بــأرواح البــر‪ ،‬وبوقــت‬ ‫قيــايس رغــم محاربــة النظــام الــدويل يف أوروبــا لهــذه الهجــرة‪.‬‬ ‫اختــار كثــر مــن الســوريني الهــروب إىل تركيــا التــي ازدهــرت فيهــا‬ ‫هــذه التجــارة لتــدر مليــارات مــن الــدوالرات عــى بعــض رؤســاء‬ ‫العصابــات‪ ،‬وخــال فــرة قصــرة‪ ،‬ألن يف تركيــا حســابات أخــرى‬ ‫بالنســبة لالجئــن‪ ،‬لذلــك غامــر الســوريون مــع عائالتهــم لعبــور بحــر‬ ‫إيجــه‪ ،‬وعــن طريــق أكــر مــن نقطــة‪ ،‬إســطنبول‪ ،‬وجناقلعــة وازمــر‪،‬‬ ‫وانطاليــا‪ ،‬ويف بعــض هــذه املناطــق ال تبعــد الجــزر اليونانيــة عــن‬ ‫اليابســة ســوى ‪ 10‬كــم فقــط‪ ،‬لذلــك كانــت مســافة مثاليــة للعبــور‪،‬‬ ‫وال يتعــدى زمــن الوصــول إليهــا أكــر مــن ســاعتني يف بلــم يحمــل‬ ‫عــى ظهــره ضعــف حمولتــه‪ ،‬قــد تصــل يف بعــض األحيــان إىل ‪60‬‬ ‫شــخصاً‪ ،‬فيــا الحمولــة النظاميــة ال تتجــاوز ‪ 30‬شــخصاً‪ ،‬ورغــم كل‬ ‫املصاعــب غامــروا وعــروا ووصلــوا‪ ،‬ومنهــم مــن قذفتــه األمــواج إىل‬ ‫الشــاطئ ميتـاً‪ ،‬ومنهــم بقــي جثثاً يف أعــاق البحــر‪ ..‬أرقــام املفقودين‬ ‫تصــل إىل مئــة ألــف إنســان مــن الســوريني‪ ،‬ومــن جنســيات عربيــة‬ ‫وافريقيــة شــاركوا بعضهــم نفــس الحلــم وخــروا‪.‬‬ ‫يف تركيــا رغــم الرتحيــب الحكومــي‪ ،‬وحديــث املهاجريــن واألنصــار‪،‬‬ ‫ورغــم قــدرة الســوريني عــى التأقلــم والعمــل إال أنهــا دولــة اختــارت‬ ‫اســتضافة الســوريني بتســمية تعفيهــا مــن االلت ـزام بحقــوق اللجــوء‬ ‫املتعــارف عليهــا‪ ،‬واكتفــت بإقامــة مخيــات احتــوت نســبة ‪10%‬‬ ‫مــن الســوريني كفلتهــم بالحــد األدىن مالي ـاً وصحي ـاً وأمنيــا‪ ،‬وتركــت‬ ‫الباقــن بتأمــن صحــي فقــط‪ ،‬ومل تســ َع إىل احتــواء الالجئــن‪،‬‬ ‫ورعايتهــم‪ ،‬لذلــك تخبــط قرارهــا وسياســتها تجــاه األزمــة وتداعياتهــا‪،‬‬ ‫واختــار الســوريون لإلفــات نحــو دول اللجــوء يف أوروبــا الغربيــة‪،‬‬ ‫أملانيــا‪ ،‬والســويد‪ ،‬وفنلنــدا‪ ،‬والنمســا‪ ،‬وهولنــدا‪ ،‬وبلجيــكا‪ ،‬والدامنــرك‬ ‫وغريهــا مــن الــدول التــي متنــح ســكناً ومــاالً‪ ،‬وأخ ـرا ً فــرص عمــل‬ ‫وجنســية‪ ،‬وبذلــك يكــون انتقــال الالجــئ هنــاك نحــو األفضــل‪ ،‬وهــو‬ ‫هــدف الالجئــن األســايس وذويهــم‪ ،‬خالصــاً مــن جحيــم الحــرب‪،‬‬ ‫وجحيــم الجنســية التــي مل يســتفد منهــا الســوريون ســوى «الرزالــة»‬ ‫يف وطنهــم‪ ،‬والفقــر والحرمــان‪ ،‬يف مقابــل احتوائهــم يف أوروبــا‬ ‫وتعليــم أوالدهــم‪ ،‬وإمكانيــة منحهــم جنســية أخــرى يف دولــة تحــرم‬ ‫إنســانيتهم أوالً وأخــرا ً‪.‬‬ ‫مــن هنــا كانــت مغامــرة اللجــوء قــدرا ً جميـاً وحلـاً مستســاغاً لــدى‬ ‫كثرييــن‪ ،‬كلفهــم هــذا الحلــم حياتهــم‪ ،‬وهــد أحالمهــم‪..‬‬


‫‪6‬‬

‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫ديمقراطية الطغاة‪..‬‬ ‫يونس الطيطي‬ ‫صديقــي أبــو محمــود‪ ،‬التقــط خلســة‬ ‫لقطــة بهاتفــه الجــوال‪ ،‬لحاكــم عــريب‪ ،‬يعمــل‬ ‫جاهــداً مــن أجــل أن يــوازن بــن بقائــه كحاكم‬ ‫فــرد ذي ســلطة مطلقــة‪ ،‬مــن فــوق ســدة‬ ‫حكــم تعلــو رقــاب النــاس‪ ،‬وبــن حاجــة شــعبه‬ ‫للحريــة واالنعتــاق‪ ،‬اذعان ـاً للح ـراك الشــعبي‪،‬‬ ‫ومطالــب الشــارع الســيايس بــكل أطيافــه‪،‬‬ ‫مــن أجــل الكرامــة واملســاواة والدميقراطيــة‬ ‫والعدالــة االجتامعيــة والفصــل بــن الســلطات‪،‬‬ ‫وكــف التدخــل األمنــي يف جميــع مناحــي‬ ‫الربملــان ابتــدا ًء مــن الجامعــات‪ ،‬وليــس انتهــا ًء‬ ‫بالربملــان بشــقيه‪.‬‬ ‫دعــا الحاكــم الســلطوي إىل اجتــاع هــام‬ ‫ورضوري وعاجــل لكافــة أركان دولتــه‪ :‬رئيــس‬ ‫وزراء‪ ،‬ورئيســا مجلــي النــواب واألعيــان قــادة‬ ‫الجيــش الربيــة والبحريــة والجويــة‪ ،‬مــدراء‬ ‫املخاب ـرات واالســتخبارات واألمــن العــام بــكل‬ ‫فروعــه‪ ،‬مبــا فيهــا مكافحــة املخــدرات وحــرس‬ ‫الحــدود‪ ،‬وكبــار املستشــارين يف أمــور السياســة‬ ‫واالقتصــاد واألمــن والصحافــة والداخليــة‬ ‫والخارجيــة وشــؤون املغرتبــن والوافديــن‪،‬‬ ‫وكل مــن لــه صلــة باتخــاذ الق ـرارات املصرييــة‬ ‫املهمــة‪.‬‬ ‫دخــل الــكل يف قاعــة االجتــاع وأخــذوا‬ ‫أماكنهــم بانتظــار ترشيــف الحاكــم األوحــد‬ ‫األعــى‪ ،‬وبطانتــه املحظوظــة لــرؤس الجلســة‪،‬‬ ‫بينــا رأس كل واحــد منهــم يطــن كخليــة نحــل‬ ‫حــول مــا ســيكون عليــه االجتــاع وهــو جاهــز‬ ‫لتلقــي أوامــر حاكمــه لتنفيذهــا بحذافريهــا‬ ‫حســب رغبــة الحاكــم لينــال الرضــا ويحافــظ‬ ‫عــى منصبــه ومكتســباته املاديــة واملعنويــة‪،‬‬ ‫وهالتــه الشــخصية‪.‬‬ ‫دخــل الحاكــم وابتســامة عريضــة مرســومة عىل‬ ‫وجهــه‪ ،‬فنهــض الجميــع احرتامــاً واســتقبلوه‬ ‫بالتصفيــق والهتــاف‪ ،‬جلــس عــى املكتــب‬ ‫الفخــم املعــد لفخامتــه واســتل قلـاً ثم ســحب‬ ‫ورقــة‪ ،‬وأخــذ يكتــب مــن دون أن يتفــوه ببنــت‬ ‫شــفة‪.‬‬ ‫يف هــذه األثنــاء أخــذ املســؤولون مــن أركان‬ ‫الدولــة يفكــرون مــاذا يكتــب الحاكــم؟!‪ .‬ومــا‬ ‫هــي انعكاســات مــا يكتبــه الســيد الحاكــم‬ ‫عليهــم وعــى مســتقبلهم املهنــي‪.‬‬

‫محمد دركوشي‬ ‫تشــر أحــدث الترسيبــات أن عــدد القتــى‬ ‫مــن أبنــاء الطائفــة العلويــة جنــدا ً ومدنيــن‬ ‫(شــبيحة) يزيــد عــى ‪ 160‬ألفـاً‪ ،‬فــاذا مــا عرفنــا‬ ‫أن نســبة العلويــن يف ســورية بحســب تقريــر‬ ‫وزارة الخارجيــة األمريكيــة للحريــات الدينيــة‬ ‫‪ %10‬أي مبــا ال يتجــاوز املليونــن مــن عــدد‬ ‫الســكان‪ ،‬أدركنــا أن نســبة القتــى مرتفعــة ومــا‬ ‫زال االســتنزاف جاريــاً‪ ،‬فكيــف إذا عرفــت أن‬ ‫معظــم الهلكــة مــن الشــباب الذكــور ومــن‬ ‫الفئــات العمريــة (‪ ،)18-30‬تقاريــر مواليــة‬ ‫أشــارت إىل أن هنــاك قــرى فقــدت شــبابها‬ ‫بالكامــل‪ ،‬فأنــت ال تجــد فيهــا إال األطفــال‬ ‫اليتامــى والنســاء األرامــل والعجائــز‪.‬‬ ‫الســؤال الفاجعــة الــذي يفــرض نفســه‪ :‬مــا‬ ‫الــذي يدفــع الطائفــة العلويــة إىل هــذا‬ ‫االنتحــار الجامعــي؟ دعونــا نتســاءل معــاً يف‬ ‫محاولــة لتهجيــة اإلجابــة عــن هــذا الســؤال‬ ‫الخطــر‪:‬‬

‫ رئيس الوزراء‪:‬‬‫ال بــد أن الحاكــم ســيحملني مســؤولية تلــك‬ ‫األصــوات التــي بــدت تعلــو يف الدولــة‪ ،‬وتطالب‬ ‫بالدميقراطيــة‪ ،‬ومحاربــة الفســاد‪ .‬أعتقــد أننــي‬ ‫ســأكون ضحيــة هــذا االجتــاع‪.‬‬ ‫ رئيس جملس النواب‪:‬‬‫ال بــد أنــه القــرار الجــريء بحــل املجلــس‬ ‫والدعــوة النتخابــات حقيقيــة بدميقراطيــة‪،‬‬ ‫لذلــك لــن يكــون يل مــكان‪ ،‬وحتــاً ســأكون‬ ‫خــارج املعادلــة وخــارج الزمــن‪.‬‬ ‫ قائد اجليش‪:‬‬‫بــدأ يتحســس النياشــن التــي تغطــي صــدره‪،‬‬ ‫والنجــوم التــي تتــأأل عــى كتفــه فيــا يحــدق‬ ‫بيــد حاكمــه‪ ،‬ويل نعمتــه وهــو يكتــب ويتمتــم‬ ‫هــل مــن املمكــن أن يكــون قــراره بإعــان‬ ‫الحــرب حتــى يوشــح هــذه النياشــن والنجــوم‬ ‫بنــر عــى األعــداء؟‪.‬‬ ‫ مدير املخابرات‪:‬‬‫الحاكــم مبتســم إذا ً هــو ر ٍ‬ ‫اض عــن االج ـراءات‬ ‫التــي نقــوم بهــا يف محــارصة كل مــن يحــاول أن‬ ‫يرفــع صوتــه وهــو يعلــم جيــدا ً أننــا نســيطر‬ ‫عــى األمــور‪ ،‬ولــن يســمح أن يحــدث عندنــا مــا‬ ‫حــدث يف بعــض الــدول‪.‬‬ ‫ قائد الشرطة‪:‬‬‫ال بــد أن الحاكــم ســيوكل لنــا مهــات جديــدة‬ ‫مــن أجــل الحفــاظ عــى أمــن البلــد‪ ،‬وهــو‬ ‫يكتــب اآلن قـرارا ً يســمح لنــا بــأن نكــون أكــر‬ ‫حزم ـاً يف معالجــة الخارجــن عــى القانــون‪.‬‬ ‫– مديــر مكتــب الحاكــم املتأهــب لتــاوة‬ ‫القــرار يأمــل بــأن يكــون مــا يكتبــه الحاكــم‬ ‫قـرارا ً يُجلســه مــكان أحــد هــؤالء الذيــن طاملــا‬ ‫حــاول أن يــي بــأذن الحاكــم عليهــم‪.‬‬ ‫كل واحــد ممــن حــر االجتــاع حــاول تفســر‬ ‫تــرف الحاكــم مــن زاويــة اهتاممــه‪ ،‬بينــا‬ ‫الشــعب هــو الوحيــد الــذي كان غائبــاً عــن‬ ‫اهتــام الجميــع‪.‬‬ ‫افتتــح الحاكــم حديثــه‪ ،‬بالثنــاء عــى مــا‬ ‫حققــه قــادة أركان دولتــه مــن أمــن واســتقرار‬ ‫ورخــاء للشــعب بتوجيهاتــه الحكيمــة‪ .‬ثــم‬ ‫انفــض االجتــاع دون أن يعلــم أحــد مــاذا‬ ‫خــط الحاكــم عــى الورقــة‪ ،‬ســوى الشــعب‬ ‫الــذي مل يحــر االجتــاع‪ .‬أدرك مــا يف الورقــة‬ ‫عندمــا تأكــدت هواجســه‪ ،‬وتالشــت أحالمــه‬ ‫بدميقراطيــة حقيقيــة تحفــظ لــه كرامتــه‪.‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫الفشل املسبق للمفاوضات السورية‬ ‫بهنان يامين‬ ‫كان مــن املفــروض أن تبــارش املفاوضــات‬ ‫مــا بــن النظــام األســدي‪ ،‬مدعومــاً بإيــران‬ ‫وروســيا‪ ،‬وقــوى املعارضــة متمثلــة بهيئــة‬ ‫املفاوضــات‪ ،‬املنبثقــة عــن مؤمتــر الريــاض‪،‬‬ ‫الــذي شــارك فيــه مجموعــة كبــرة مــن قــوى‬ ‫املعارضــة‪ ،‬بتاريــخ الخامــس والعرشيــن مــن‬ ‫كانــون الثــاين‪ ،‬ولكنهــا مل تنعقــد بســبب وضــع‬ ‫الــروط والــروط املضــادة‪ .‬وضعــت هيئــة‬ ‫املفاوضــات رشط تنفيــذ الفقــرات ‪ 12‬و‪،13‬‬ ‫مــن مقــررات فيينــا‪ ،‬التــي تقــي بإطــاق‬ ‫رساح املســاجني السياســيني‪ ،‬ووقــف إطــاق‬ ‫النــار الكامــل‪ ،‬وأيضـاً فــك الحصــار عــن املــدن‬ ‫املحــارصة‪ ،‬والتــي غالبيتهــا محــارصة مــن‬ ‫قبــل النظــام الفــايش‪ ،‬وحلفائــه يف حــزب اللــه‬ ‫والحــرس الثــوري اإليــراين‪ ،‬وإيصــال املــواد‬ ‫األساســية لحيــاة اإلنســان‪ .‬كان هــذا املطلــب‬ ‫رضوريــاً وأساســياً إليجــاد ثقــة مشــركة‪.‬‬ ‫الســبب الثــاين للتأجيــل هــو رفض امل ُســتع ِمر‬ ‫الــرويس ممثــي قــوى املعارضــة‪ ،‬وأراد إيجــاد‬ ‫اخــراق يُفشــل مســبقاً املفاوضــات‪ ،‬وهــذا‬ ‫االخ ـراق¬ هــو بإدخــال أحصنــة طــروادة إىل‬ ‫وفــد املعارضــة‪ ،‬وهــذه األحصنــة هــي صالــح‬ ‫مســلم‪ ،‬هيثــم املنــاع (العــودات)‪ ،‬وقــدري‬ ‫جميــل‪ ،‬ولــؤي حســن ومنــى غانــم ورنــدة‬ ‫قســيس‪ ،‬الــخ مــن القــوى «املعارضــة» التــي‬ ‫شــكلها النظــام وامل ُســتع ِمر الــرويس‪ .‬هــذه‬ ‫األحصنــة الــرو‪ -‬روســية االســدية‪ ،‬وجودهــا‬ ‫وحــده يف املفاوضــات‪ ،‬كفيــل إىل تحويــل‬ ‫املفاوضــات إىل تهريــج‪ ،‬وال يحمــل أي جديــة‬ ‫مــن قبــل هــؤالء‪ ،‬ألنهــم باألصــل ليســوا‬ ‫معارضــن للنظــام‪ ،‬بــل للقــوى املعارضــة‪.‬‬ ‫ليــس هــذا فحســب‪ ،‬فالــروس غــر جديــن يف‬ ‫املفاوضــات‪ ،‬لــذا طرحــوا عوض ـاً عــن الســلطة‬ ‫االنتقاليــة كاملــة الصالحيــات‪« ،‬حكومــة وحدة‬ ‫وطنيــة»‪ ،‬وهــو بعيــد جــدا ً عــن مرجعيــة‬ ‫جنيــف واحــد‪ ،‬واملرفــوض كليــاً مــن معظــم‬ ‫قــوى املعارضــة‪ ،‬وتفشــيلهم للمفاوضــات‬ ‫ناجــم عــن اعتقادهــم بــأن الوقــت كفيــل‬ ‫بخلــط األوراق عــى األرض‪ ،‬وهــم يقامــرون أن‬ ‫يكــون لصالــح النظــام املســتبد‪ ،‬وكأن الرئيــس‬ ‫الــرويس يلعــب لعبــة الروليــت الروســية‪ ،‬ومــن‬ ‫يــدري عــى مــن ســيطلق رصاصــة الرحمــة‪.‬‬

‫أســبقية فشــل املفاوضــات تتمثــل‪ ،‬باإلضافــة‬ ‫إىل املوقــف الــرويس‪ ،‬عــدم جديــة النظــام يف‬ ‫دخــول املفاوضــات مــع قــوى املعارضــة‪ ،‬مــن‬ ‫خــال وفــده املشــكل مــن موظفــي الخارجيــة‪،‬‬ ‫أي ِم َمــن ال صالحيــة لهــم التخــاذ قــرارات‪،‬‬ ‫ويــرأس الوفــد بشــار الجعفــري‪ ،‬الــذي اشــتهر‬ ‫عنــه عــدم الجديــة والتهريــج‪ ،‬وذلــك خــال‬ ‫مؤمتـرات موســكو بــن معارضة ال تحمــل متثيالً‬ ‫صحيحــاً‪ ،‬باســتثناء بعــض الشــخصيات التــي‬ ‫اشــتهرت بوطنيتهــا‪ ،‬ومــا بــن وفــد النظــام غــر‬ ‫الجــدي‪ .‬ورفــض النظــام ألي حكومــة انتقاليــة‪،‬‬ ‫وإرصاره عــى شــعار «محاربــة اإلرهــاب» هــو‬ ‫خــروج عــن كل بنــود ق ـرارات جنيــف واحــد‬ ‫واثنــن‪ ،‬وقـرارات فيينــا‪ ،‬وهــو بالطبــع مرفــوض‬ ‫مــن قبــل قــوى املعارضــة‪.‬‬ ‫اســتطاعت بعــض القــوى املســاندة للنظــام‬ ‫أن تخلــق نوعــاً مــن عــدم الثقــة‪ ،‬مــا بــن‬ ‫هيئــة املفاوضــات العليــا‪ ،‬ومــا بــن الراعــي‬ ‫األمريــي‪ ،‬مــا اضطــر هــذا األخــر‪ ،‬وعــن‬ ‫طريــق الســفري مايــكل راتنــي‪ ،‬أن يبــدد هــذه‬ ‫الشــكوك‪ ،‬مبقابلتــه رئيــس الهيئــة الدكتــور‬ ‫ريــاض حجــاب‪ ،‬وإصــدار بيــان توضيحــي‬ ‫يؤكــد عــى املوقــف األمريــي املســاند لقــوى‬ ‫املعارضــة‪.‬‬ ‫بالطبــع‪ ،‬وخــال كل هــذه الفــرة كثــف‬ ‫امل ُســتع ِمر الــرويس‪ ،‬طلعاتــه الجويــة‪ ،‬التــي جل‬ ‫مــا تســتهدفه هــو املدنيــن‪ ،‬ومل تعــد تنطــي‬ ‫عــى أحــد قصــة اســتهدافه لقــوى اإلرهــاب‬ ‫املتمثــل بداعــش‪ ،‬فالــروس يســتهدفون قــوى‬ ‫املعارضــة‪ ،‬وحاضنتهــا الشــعبية املتمثلــة‬ ‫مبدنيــي املــدن والقــرى الســورية‪.‬‬ ‫الفشــل املســبق لهــذه املفاوضــات‪ ،‬هــو‬ ‫فشــل ذريــع لدميســتورا‪ ،‬وفشــله هــذا كونــه‬

‫ال يعــرف حقيقــة تــوزع القــوى عــى األرض‬ ‫الســورية‪ ،‬فهــو يأخــذ مــا يقولــه لــه الــروس‬ ‫واإليرانيــون والنظــام‪ ،‬مــن هنــا يــأيت تخبطــه‪،‬‬ ‫وهنــاك العديــد مــن القــوى الدميوقراطيــة‬ ‫املعارضــة الســورية‪ ،‬أهمــل هــذا الوســيط‬ ‫االتصــال بهــا‪ ،‬الوســيط الســابق األخــر‬ ‫اإلبراهيمــي‪ ،‬رغــم معرفتــه بطيعــة النظــام‬ ‫األســدي‪ ،‬ورغــم معرفتــه املطلقــة والكاملــة‬ ‫بالقــوى السياســية الســورية‪ ،‬املعارضــة منهــا‬ ‫واملؤيــدة‪ ،‬فشــل يف تحقيــق أي تقــدم يذكــر‪،‬‬ ‫فكيــف ســينجح دميســتورا يف املفاوضــات‪،‬‬ ‫وهــو ال يعــرف وال ميكنــه أن يعــرف‪ ،‬منطيــة‬ ‫تفكــر النظــام الفاشــية املســتبدة‪ ،‬ومــن‬ ‫هنــا عليــه االلتحــاق بكــويف عنــان واألخــر‬ ‫اإلبراهيمــي أي االســتقالة‪.‬‬ ‫منــذ أن تشــكلت الهيئــة العليــا للمفاوضــات‪،‬‬ ‫كان مــن املفــروض عليهــا أن تشــكل هيئــة‬ ‫إعالميــة لتضــع خطــة إعالميــة‪ ،‬واملبــارشة‬ ‫بتنفيذهــا مــن أجــل نقــل صــورة حقيقيــة‬ ‫ملوقــف الهيئــة‪ ،‬الــذي يــرح تصــور الهيئــة‬ ‫للمفاوضــات‪ ،‬وعوضــاً عــن ذلــك كــرة‬ ‫الترصيحــات املتخبطــة‪ ،‬التــي ال تســتند عــى‬ ‫اإلعــام الحديــث‪ ،‬مــا مل يوصــل إىل أي وضــوح‬ ‫يف الرؤيــة‪.‬‬ ‫يراهــن النظــام وحليفــه الــرويس عــى‬ ‫االنتصــارات العســكرية‪ ،‬التــي فشــلوا حتــى‬ ‫اآلن بتحقيقهــا‪ ،‬فمــن هنــا هــم يريــدون‬ ‫تفشــيل هــذه املفاوضــات‪ ،‬والتــي لــن تقــود‬ ‫إال إىل الفشــل‪ ،‬بســبب عــدم مصداقيــة النظــام‬ ‫يف تفاوضــه‪ ،‬وإرصاره عــى أن تبقــى األمــور‬ ‫كــا كانــت قبــل ‪ 15‬آذار ‪ ،2011‬وهــذا غــر‬ ‫ممكــن‪ ،‬مهــا حاولــوا أن يكســبوا عــى األرض‪،‬‬ ‫ألن التاريــخ يســر إىل األمــام ال إىل الــوراء‪.‬‬

‫الطائفة العلوية واالنتحار الجماعي‬

‫ هــل اكتشــف العلويــون فجــأة أن الســنة‬‫مجرمــون إرهابيــون يســتحيل العيــش معهــم؟‬ ‫فتعالــت بعــض األصــوات مطالبــة بحمــص‬ ‫خاليــة مــن الســنة مثــاً‪ ،‬بعــد قــرون مــن‬ ‫التعايــش الســلمي املشــرك؟‬ ‫ هــل اســتيقظت النزعــة الطائفيــة عنــد القــوم‬‫بغتــة فــأرادوا الثــأر للحســن وآلــه مــن بنــي‬ ‫أميــة؟ ومــن يعــرف العلويــن يــدرك أنهــم أقــل‬ ‫الطوائــف التزام ـاً باألع ـراف الدينيــة وآخرهــم‬ ‫اهتامم ـاً بالعصبيــة التاريخيــة‪.‬‬

‫ هــل فطنــوا اآلن أنهــم وطنيــون أكــر مــن‬‫فئــات الشــعب األخــرى‪ ،‬ويخشــون عىل ســورية‬ ‫الوطــن مــن التقســيم مــا دفعهــم ملشــاركة‬ ‫النظــام جرامئــه بحــق الثائريــن وأهليهــم؟‬ ‫لكــن تاريخهــم يقــول إنهــم أصحــاب نزعــة‬ ‫انفصاليــة‪ ،‬طالبــوا الفرنســيني بعــدم الرحيــل‬ ‫عــن ســورية إال بعــد إقامــة دويلــة علويــة يف‬ ‫الســاحل الســوري‪.‬‬ ‫ هــل اكتشــفوا أنهــم مقاومــون دون الســوريني‬‫فوقفــوا يف خنــدق الرئيــس املقــاوم الســاعي‬

‫لتحريــر الجــوالن وفلســطني ورمبــا األندلــس؟‬ ‫لكــن مســرتهم النضاليــة تفنــد هــذا االدعــاء‬ ‫فقــد حكمــوا البلــد ألربعــن عام ـاً ونيــف‪ ،‬ومل‬ ‫يطلقــوا رصاصــة لتحريــر الجــوالن أو حتــى‬ ‫محاولــة التفكــر بذلــك‪.‬‬ ‫ أم أنهــم فئــة مغلوبــة مســلوبة امتطتهــا‬‫العلويــة السياســية املتمثلــة بــآل األســد الذيــن‬ ‫مارســوا عليهــا التجهيــل طــوال عقــود فأنتجــوا‬ ‫منهــا منــاذج برشيــة مفرغــة مــن أي محتــوى‬ ‫أخالقــي أو دينــي ومرتعــة باالمتيــازات الخاصة‪،‬‬ ‫وهــي اليــوم أداتهــم الحــادة يف قتــل الســوريني‪.‬‬ ‫ أم أنــه تســلط إيـران الفارســية عليهــم باســم‬‫القرابــة يف املذهــب‪ ،‬فأغرقتهــم بــدم الشــعب‬ ‫الســوري حتــى الركــب‪ ،‬وقطعــت عليهــم‬ ‫طريــق املصالحــة مــع رشكائهــم يف الوطــن يف‬ ‫معركــة ال ناقــة لهــم فيهــا وال جمــل‪.‬‬ ‫يبقــى الســؤال الــذي ينبغــي أن يطرحــه عامــة‬ ‫العلويــن عــى خاصتهــم قبل أن يفــوت الفوت‪:‬‬

‫مــاذا لــو انتــرت الثــورة وحكــم الثــوار؟ مــاذا‬ ‫لــو فكّــروا باالنتقــام؟ بعــد الفظائــع التــي‬ ‫ارتكبــت بحقهــم وحــق أوالدهــم مــن تقتيــل‬ ‫وتنكيــل وترشيــد وتهديــد‪.‬‬ ‫هــل ســيؤثر العلويــون االنتحــار عــى املــوت‬ ‫قت ـاً بيــد الثــوار‪ ،‬فيعمــدون إىل قتــل األطفــال‬ ‫أوالً ثــم الزوجــات ثــم يقتــل الواحــد منهــم‬ ‫اآلخــر‪ ،‬وقبــل كل يشء يتلفــون نقودهــم‬ ‫وبيوتهــم بالنــران حتــى يخفــق الثــوار يف‬ ‫اإلمســاك بأجســادهم أو االســتيالء عــى‬ ‫أموالهــم مــا ســيدخل عــى قلوبهــم الحــزن‪.‬‬ ‫عــى أيــة حــال نتمنــى أال نــرى بشــار األســد‬ ‫يتفحــص جثــث املــوىت ليتأكــد أن جميــع‬ ‫العلويــن قــد ماتــوا‪ ،‬فيــرم النــار يف قــر‬ ‫املهاجريــن‪ ،‬ثــم يطلــق رصاصة الفضة يف رأســه‪،‬‬ ‫وينتحــر فيكــون آخــر املنتحريــن‪ ،‬مــا نأملــه‬ ‫حقــاً أن ينحــره عقــاء الطائفــة ولــو سياســياً‬ ‫وأخالقيــاً وعســكرياً ليوفــروا حيــاة املاليــن‪.‬‬


‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫نقطة أول السطر‬

‫سوراقيا داعش‬

‫مــن ســوريا الكــرى إىل ســوريا الصغــرى‬ ‫يوخنا أوديشو دبرزانا‬

‫حــال دون تداولهــا وتســويقها جامهرييــاً‪ ،‬فجــاءت‬ ‫بدايــة‪ :‬داعــش كتعريــف أضحــت بغنــى عنــه الدولــة اإلســامية يف العــراق والشــام لتســتبدل‬ ‫فهــي اختصــار لدولــة اإلســام يف العــراق والشــام‪« ،‬ســوراقيا» العلامنيــة بداعــش التقيــة الســائرة عــى‬ ‫تنظيــم يتبنــى األفــكار الســلفية الجهاديــة الهادفــة نهــج الســنة والخالفــة والســلف الصالــح‪.‬‬ ‫إىل إعــادة الخالفــة اإلســامية وتطبيــق الرشيعــة‬ ‫اإلســامية‪.‬‬ ‫سوريا الصغرى‬ ‫ســوراقيا كذلــك هــو اختصــار لدولــة ســوريا والعـراق‪ ،‬قــد يتبــادر إىل ذهــن القــارئ أن املقصــود بســوريا‬ ‫اســتمده الرعيــل األول والثــاين مــن منظــري الحــزب الصغــرى دولــة علويــة ممتــدة عــى طــول الســاحل‬ ‫القومــي الســوري االجتامعــي‪ ،‬الدكتــور كــال الطويل الســوري‪ ،‬إمنــا ال‪ ،‬فالعلويــون رفضــوا (دولــة العلويني)‬ ‫( مثــاالً) بنــا ًء عــى أفــكار مؤســس الحــزب وزعيمــه القزمــة التــي أسســها الفرنســيون‪ ،‬واســتمرت شــكلياً‬ ‫(أنطــون ســعادة) القامئــة عــى أن ســوريا وطــن منــذ عــام ‪ 1936‬وحاربوهــا كــا حــارب بقيــة‬ ‫للســوريني‪ ،‬والســوريني أمــة تامــة‪ ،‬والوطــن الســوري الســوريني فكــرة الدويــات املطروحــة آنــذاك‪ ،‬وإن‬ ‫حســب النظريــة يشــمل املنطقــة التــي تضــم حاليـاً‪ :‬كانــت املحاربــة ‪ 1923‬يف أغلبهــا ضمن الـراع الخفي‬ ‫ســوريا ولبنــان واألردن وفلســطني والعـراق والكويــت القائــم بــن الــدول العظمــى آنــذاك‪ ،‬وأقصــد فرنســا‬ ‫وقســم مــن شــال صحـراء الســعودية وشــبه جزيــرة وبريطانيــا (لــكل بيادقــه)‪ ،‬السياســة الفرنســية كانــت‬ ‫ســيناء وجزيــرة قــرص‪ ،‬وهــذا الحيــز الجغـرايف كنــي قامئــة عــى مبــدأ فــرق تســد‪ ،‬أمــا اإلنكليزيــة عــى‬ ‫بالهــال الخصيــب‪ ،‬واعتــرت جزيــرة قــرص نجمتــه‪ ،‬مبــدأ وحــد تســد‪ .‬وتبنــي فكــرة القوميــن الســوريني‬ ‫أمــا يف كامليــة األمــة أي (الســوريون أمــة تامــة) جــاءت بعــد فشــل مــروع تنصيــب امللــك فيصــل‬ ‫فإلميانهــم بوحــدة الشــعب الســوري املتولــدة مــن ملــكاً عــى ســوريا والعـراق‪ ،‬ونتيجــة فشــل املرشوعني‬ ‫تاريــخ طويــل يرجــع إىل مــا قبــل الزمــن التاريخــي كانــت فكــرة تأســيس الجامعــة العربيــة‪ ،‬وخاتــم تلــك‬ ‫الجــي‪ ،‬وقــد تبنــى الحــزب العلامنيــة نظامـاً سياســياً املشــاريع البعــث والنارصيــة‪ .‬هنــا يحــرين مقــال‬ ‫واجتامعي ـاً مؤمن ـاً بفصــل الديــن عــن الدولــة‪.‬‬ ‫لكاتــب عــريب قديــر بعيــد تقلد بشــار األســد الســلطة‬ ‫فــرة ربيــع دمشــق‪ ،‬وقبــل أن يكــون (هنــاك ربيع ـاً‬ ‫عربيـاً) أن ســوريا هــي يف حاميــة بريطانيــا (السياســة‬ ‫األصطدام واملصطلح البديل‬ ‫مــن البدهــي أن يتنــاىف هــذا املبــدأ مــع مبــدأ األمريكيــة وريثــة لإلنكليزيــة)‪ ،‬وال عجــب أن ميــر‬ ‫القوميــات القائــم عــى الخصوصيــة‪ ،‬وبالتــايل يكــون بوتــن بلنــدن قبــل أن يعــرج إىل إرسائيــل‪ ،‬ولــو أن‬ ‫قيــام دولــة إرسائيــل انتهــاكاً للمبــدأ‪ ،‬ويقابــل ليــس إرسائيــل اآلن معنيــة أكــر مــن غريهــا فلقــد ســقط‬ ‫بالرفــض املطلــق فحســب‪ ،‬بــل بالعــداء املطلــق‪ ،‬حلــم شــمعون برييــس حاليــاً بالــرق األوســط‬ ‫لذلــك صنــف كتنظيــم يف خانــة املعاديــن للســامية الجديــد القائــم عــى الســام كخيــار إرسائيــي أول‪،‬‬ ‫العتبــاره الـراع مــع اليهوديــة رصاع وجــود‪ .‬وعدائــه الــذي يشــكل تحدي ـاً للــدول العظمــى‪ ،‬أمــا الخيــار‬ ‫لليهوديــة يــري كذلــك عــى باقــي القوميــات الثــاين واملقبــول إرسائيلي ـاً وللــدول العظمــى‪ ،‬هــو يف‬ ‫األخــرى كاآلشــوريني واألكــراد املتطلعــن لنيــل تغيــر الجغرافيــة السياســية للمنطقــة برمتهــا لتكــون‬ ‫الحــد األدىن مــن الحقــوق‪ ،‬هنــا تلتقــي الفكــرة الســيادة إلرسائيــل‪ ،‬لكنهــا ســتبقى يف رصاع دائــم مــع‬ ‫مــع الطروحــات العروبيــة كالبعــث والنارصيــة مــع املحيــط‪ ،‬أمــا ســوريا الصغــرى حســب رؤيــة أغلــب‬ ‫االختــاف يف املفاهيــم والنهــج وتعاديهــا يف الوقــت البحاثــة واملحللــن األكادمييــن ســتمتد مــن دمشــق‬ ‫إىل الالذقيــة مــرورا ً بحمــص‪ ،‬ورمبــا ســينجح النظــام‬ ‫ذاتــه لتناقضهــا ومبــادئ العروبيــن‪.‬‬ ‫إن اصطــاح (ســوراقيا) تــم تداولــه يف حقــب ثــاث‪ :‬يف ضــم الســويداء ودرعــا‪ ،‬ضامنــاً حاضنــة شــعبية‬ ‫األوىل أيــام العــر الذهبــي للتنظيــم‪ ،‬يف البدايــات مواليــة ممــن اتفقــت وارتبطــت مصالحهــم مــع‬ ‫كــا أســلفنا‪ ،‬وكان مبفهــوم واضــح ال غلــط فيــه‪ ،‬حيث النظــام كمكافــأة متبادلــة مــن الطرفــن ســتكون‬ ‫املقصــود الهــال الخصيــب‪ ،‬والثانيــة حــن حملــت يف دولــة متعــددة األديــان واملذهــب واإلثنيــات قامئــة‬ ‫بدايــة الثامنينيــات التســمية مجلــة صــادرة مــن لندن عــى عقــد اجتامعــي قوامــه وحــدة املصلحــة‪،‬‬ ‫لصاحبهــا (غســان زكريــا)‪ ،‬يقــال إنــه كان مــن أعضــاء فمــن املســتحيل تطبيــق الحــل الشيشــاين روســياً يف‬ ‫الحــزب‪ ،‬ورســالتها كانــت الدعــوة لوحــدة ســورية ســوريا‪ ،‬وموســكو مســتوعبة للــدرس األفغــاين فلــن‬ ‫عراقيــة‪ ،‬ومل تبخــل مبغاالتهــا يف اإلطـراء عــى النظــام تغامــر وســتكتفي بســوريا القزمــة (املفيــدة ضامنــة‬ ‫الســوري‪ ،‬وتبجيــل الرئيــس‪ ،‬حــال باقــي الصحــف حضورهــا ومصالحهــا يف املنطقــة)‪.‬‬ ‫الســورية‪ ،‬وكأنهــا يف بعــض افتتاحياتهــا صــادرة مــن داعش‬ ‫دار البعــث أو مــن مطابــع ترشيــن‪ ،‬وبعضهــم تبنــى لنكــن منصفــن ولنتســاءل مبــاذا يختلــف الخليفــة‬ ‫اختــزال ســوريا الكــرى بدولتــن وذلــك محابــاة عــن الــويل الفقيــه؟ أهــي بــن االجتهــاد والتأويــل؟‬ ‫إلرسائيــل‪ ،‬والرتاجــع عــن بعــض الثوابــت‪ ،‬أي ترويضـاً أم بــن زواج املتعــة أو زواج املســيار؟ أم هــي بــن‬ ‫لنظريــة (ســعادة)‪ ،‬وذلــك ينــدرج يف الحقبــة الثالثــة فتــاوى إرضــاع الكبــر ومفاخــذة الرضيعــة؟ ال ليــس‬ ‫التــي جــاءت بعــد ســقوط بغــداد‪ ،‬فاستســاغها يف كل هــذا‪ ،‬كالهــا مقبــوالن طاملــا يعيداننــا ألــف‬ ‫بعثيــون عراقيــون أضحــوا موالــن لســوريا بالتناغــم ســنة إىل الخلــف‪ ،‬لكــن لنعــد ولننعــش ذاكرتنــا‬ ‫مــع بعــض القوميــن االجتامعيــن الســوريني املدركــن قليـاً‪ ،‬الخمينيــة كانــت خطـرا ً عامليـاً‪ ،‬ثــورة مرفوضــة‬ ‫لخطــورة معــاداة اليهوديــة‪ ،‬لكــن تســارع األحــداث يف بداياتهــا‪ ،‬واليــوم يجالســونها ويفاوضونهــا‬

‫‪7‬‬

‫الكاشف الفاضح‬ ‫تذهب املعارضة إىل جنيف‬ ‫أو ال تذهب؟‬

‫طارق عبد الغفور‬

‫ويســاومونها عــى مــروع عاملــي نــووي خطــر‪،‬‬ ‫والــدول املعنيــة ســتجتمع قريبــاً يف باكســتان‬ ‫إليجــاد الصيغــة املثــى يف مفاوضــة الطالبــان‪،‬‬ ‫وغــدا ً ســيفاوضون داعــش‪ ،‬وإن قــد بــدأت فعليــاً‪،‬‬ ‫فــا االتفــاق األخــر بــن النظــام وداعــش بالســاح‬ ‫للجرحــى مــن ملقاتليــه وعائالتهــم بالخــروج مــن‬ ‫دمشــق عــى مســمع ومــرأى روســيا وإيــران إال‬ ‫دليــل قاطــع الشــك باليقــن‪ ،‬رمبــا ســتكون هنــاك‬ ‫دولــة إســامية (مروضــة) يف وســط ســوريا وقســم‬ ‫مــن العـراق ومقاتــي داعــش األجانــب ســرحلون إىل‬ ‫البحريــن أو الهنــد أو الســعودية ورمبــا إىل تركيــا إىل‬ ‫دول مثخنــة باألحقــاد الدينيــة واألثنيــة‪ ،‬ويحــرين‬ ‫قــول الباحــث والصحفــي الالمــع تومــاس فريدمــان‪:‬‬ ‫إن كل دولــة رشق أوســطية هــي مــروع حــرب‬ ‫أهليــة وقــد يســقط هــذان االحتــاالن أي ســوريا‬ ‫الصغــرى‪ ،‬وداعــش يف حالــة التدخــل العســكري‬ ‫األردين واملــري ورمبــا الــريك مبوافقــة إرسائيليــة‬ ‫األكــراد والشــال الســوري املنطقــة األكــر قلقــاً‪،‬‬ ‫واألكــر جهــاً مبصريهــا تــرى هــل ســوريا املفيــدة‬ ‫ســتضمها والرشيــط الحــدودي املمتــد مــن الالذقيــة‬ ‫إىل ديريــك؟ أن ذلــك يتطلــب عمليــة إخــاء للرتكــان‬ ‫والعــرب الســنة يف املنطقــة املمتــدة مــن جبــل‬ ‫الرتكــان إىل جبــال عفريــن‪ ،‬والثمــن ســيكون أضعافـاً‬ ‫مضاعفــة مــن الويــات‪ ،‬أم أن منطقــة الجزيــرة‬ ‫ســربط بالشــال العراقــي‪ ،‬ودولــة إقليــم كردســتان؟‬ ‫يف كل األحــوال الجزيــرة الســورية تعيــش اآلن حالــة‬ ‫حــروب مؤجلــة‪.‬‬ ‫الجنــاح الســوري ‪ PYD‬أولهــا حرب ـاً كرديــة كرديــة‪،‬‬ ‫وحربـاً عربيــة كرديــة‪ ،‬وحربـاً عربيــة عربيــة‪ .‬ال يعني‬ ‫اســقاط صفــة اإلرهــاب عنــه ليــس بتأثــر تــريك كــا‬ ‫يعتقــد البعــض وإمنــا لكونــه تنظيـاً ماركســياً ‪PKK‬‬ ‫ليتبنــى العنــف وســيلة لتحقيــق غايتــه وأمريــكا‬ ‫كرائــدة للنظــام الرأســايل مســتعدة للمصالحــة‬ ‫مــع تيــارات إســامية‪ ،‬لكــن مــن املســتحيل القبــول‬ ‫مبفاوضــة أصحــاب العقائــد املاركســية‪.‬‬

‫مسك اخلتام‬

‫قــد يكــون لبعضهــم رغبــة وأمــاين ومصالــح يف رؤيــة‬ ‫ســوريا مقســمة إال نحــن الرسيــان اآلشــوريني‪ ،‬فحالنــا‬ ‫حــال أم الوليــد املتنــازع عليــه يف قصــة ســليامن‬ ‫الحكيــم نحــن وغالبيــة الســوريني األصــاء ســنبيك‬ ‫وطننــاً رائعــاً ســنبيك الحلــم حلمنــا بســوريا وطنــاً‬ ‫للجميــع دعامئــه العــدل واملســاواة وســقفه الحريــة‪.‬‬

‫مالحظة أخرية‬

‫إىل مســيحيي ســوريا بشــكل عــام والرسيــان‬ ‫اآلشــوريني بشــكل خــاص الراقصــن عــى أنغــام‬ ‫النظــام‪ ،‬وأخــص كذلــك بعــض مــن الكهنــة لــو‬ ‫كان لدينــا أي اعتبــار عنــد نظــام األســد‪ ،‬وكذلــك‬ ‫لــدى روســيا‪ ،‬لســاوموا عــى خــروج آالف املقاتلــن‬ ‫(الدواعــش) مــع عائالتهــم ضمــن االتفــاق األخــر‬ ‫مقابــل إطــاق رساح األرسى الرسيــان اآلشــوريني أبنــاء‬ ‫الخابــور والقريتــن‪.‬‬

‫وهــي كــا مؤيدوهــا منقســمة حــول هــذا األمــر‪ ،‬وهــو يذكّرنــا‬ ‫بالجــدل نفســه الــذي ثــار قبــل الذهــاب إىل جنيــف‪ ،2‬وللذهــاب كــا‬ ‫لعدمــه إيجابياتــه وســلبياته‪ ،‬والناظــر إىل املشــهد مــن بعيــد يخفــى‬ ‫عليــه الكثــر مــا ال يخفــى عــى املنغمــس فيــه‪ ،‬لكنــه قــد يــرى أيضـاً‬ ‫مــا قــد ال ي ـراه األخــر‪.‬‬ ‫ومؤمتــر جنيــف هــذا ليــس كســابقه جنيــف‪ ،2‬عــى الرغــم مــن أن‬ ‫املــررات التــي يســوقها الداعــون إىل الذهــاب إليــه هــي نفســها التــي‬ ‫ســيقت للذهــاب إىل ســابقه‪ ،‬وأهمهــا أنــه ال يجــب أن تضيّــع املعارضــة‬ ‫«الفرصــة التاريخيــة» التــي متكنهــا مــن بســط وجهــة نظرهــا يف مــا‬ ‫يجــري يف ســورية‪ ،‬وكأن وجهــة النظــر هــذه ليســت معروفــة للقــايص‬ ‫والــداين مــن ذوي الشــأن‪.‬‬ ‫وقد صدق من قال‪ :‬إن جنيف‪ 3‬هو الكاشف الفاضح‪.‬‬ ‫كشــف عــى املــأ اآلن الوجــه القبيــح لــإدارة األمريكيــة الــذي طاملــا‬ ‫أرشنــا إليــه يف مقــاالت ســابقة‪ ،‬وهــو أن هــذه اإلدارة عــدوة للشــعب‬ ‫الســوري وللثــورة الســورية‪ ،‬وأنهــا مل تكــن يوم ـاً معــه‪ ،‬وأنهــا كاذبــة يف‬ ‫ادعاءاتهــا‪ ،‬بعــدم الرغبــة يف التــورط يف الشــأن الســوري‪ ،‬وأنهــا أوكلــت‬ ‫مهمــة القضــاء عــى الثــورة إىل «الــدب الــرويس»‪ ،‬الــذي ريض مبــا أنــه‬ ‫«دب غبــي» بالقيــام بهــذه املهمــة القــذرة‪ ،‬مهــا كان املقابــل الــذي‬ ‫ٌ‬ ‫ســيحصل عليــه‪ ،‬وقــد اعــرف مؤخـرا ً عــى لســان الفــروف بــأن مهمتــه‬ ‫التــي جــاء بطائراتــه مــن أجلهــا‪ ،‬هــي إنقــاذ األســد مــن الســقوط‪ ،‬وهــو‬ ‫مطلــب إرسائيــي بــات معروف ـاً‪ ،‬وبــات مطلب ـاً أمريكي ـاً‪ ،‬طرحــه كــري‬ ‫بصفاقــة ال يُحســد عليهــا‪ ،‬يف اجتامعــه التهديــدي مــع لجنــة املفاوضــات‬ ‫العليــا يف الريــاض مؤخــرا ً‪ ،‬عندمــا أكــد عــى أن لألســد أن يرتشــح يف‬ ‫االنتخابــات املقبلــة‪ ،‬وهــو الــذي فقــد رشعيتــه‪ ،‬والــذي يُعتــر بقــاؤه يف‬ ‫الســلطة إهانــة للســوريني بحســب ترصيحاتــه هــو نفســه‪ ،‬التــي مل ميـ ِ‬ ‫ـض‬ ‫عليهــا وقــت يــرر نســيانها‪ .‬تهديداتــه تلــك مل يُفلــح بيــان املبعــوث‬ ‫الخــاص إىل ســورية مايــكل راتنــي يف تلطيفهــا أو تجميلهــا‪.‬‬ ‫وهــو الكاشــف الفاضــح ملوقــف املجتمــع الــدويل‪ ،‬الــذي متثلــه األمــم‬ ‫املتحــدة بشــخص مبعوثهــا دميســتورا‪ ،‬الــذي جــاء خطابــه املوجــه إىل‬ ‫الشــعب الســوري‪ ،‬عشــية املوعــد امل ُفــرض النعقــاد املؤمتــر‪ ،‬غايــة يف‬ ‫الكــذب والنفــاق ومثـرا ً لالشــمئزاز‪ ،‬فهــو «الخفيــف الــدم» يطلــب مــن‬ ‫الشــعب الســوري أن يقــول‪ :‬كفــى قت ـاً!‬ ‫وماذا كان يفعل الشعب السوري يا سيد دميستورا؟‬ ‫وأيــة «كفــى» أكــر بالغ ـ ًة مــن نصــف مليــون قتيــل‪ ،‬ومليــوين جريــح‬ ‫ومعــاق وســجني ومفقــود‪ ،‬ونصــف شــعب نــازح ومه ّجــر ميــوت بــردا ً‬ ‫وجوع ـاً؟؟‬ ‫وتبلــغ خفــة دم دميســتورا حــدا ً ال يُطــار لــه عــى جنــاح‪ ،‬وال يُســعى‬ ‫يثــق باألمــم‬ ‫عــى قــدم عندمــا يطلــب مــن الشــعب الســوري أن َ‬ ‫املتحــدة‪ ،‬وبأنهــا لــن تتخــى عنــه‪ ،‬والشــواهد عــى ذلــك أكــر مــن أن‬ ‫تُعـ ّد‪ ،‬فمــن مضايــا إىل داريــا إىل املعضميــة‪ ،‬إىل الرباميــل إىل الجــوع إىل‬ ‫التغيــر الدميغـرايف عــى أســس طائفيــة‪ ،‬برعايتهــا إىل التعذيــب والقتــل‬ ‫يف الســجون والتــي تتســبب كلهــا يف القلــق الدائــم للســيد بــان يك مــون‪،‬‬ ‫الــذي ننصحــه بقـراءة الكتــاب الشــهري «دع القلــق وابــدأ الحيــاة»‪ ،‬ومــع‬ ‫ذلــك فإننــا نعلــن ثقتنــا بــك يــا ســيد دميســتورا فأرِنــا مــاذا ســتفعل‪.‬‬ ‫وأثنــاء كتابــة هــذه الســطور جــاء أن املعارضــة قــررت الذهــاب إىل‬ ‫جنيــف بعــد تلقيهــا ضامنــات مــن كــري بتطبيــق القــرار ‪2254‬‬ ‫أريــد أن أقــول إننــي ال أثــق بكــري وال بإدارتــه حتــى وإن وضــع‬ ‫ضامناتــه يف رســالة خطيــة‪ ،‬ولكــن املالحظــة الرسيعــة تبـ ّـن أن موقف ـاً‬ ‫مــن املعارضــة فيــه القليــل مــن الصالبــة ألقــى حجـرا ً يف مــاء التعاطــي‬ ‫األمريــي مــع «األزمــة» الســورية‪.‬‬ ‫املعارضــة حتــى اآلن يف موقــف الضعيــف‪ ،‬ولكــن هــذا الضعــف ال يجــب‬ ‫أن يكــون قــدرا ً نستســلم لــه‪ ،‬فمــن الضعــف قــد تجــئ قــو ٌة مــا‪ ،‬تدفــع‬ ‫نحــو موقــف يخلــق اســتعصا ًء يدفــع اإلدارة األمريكيــة إىل التفكــر‬ ‫بوســيلة للخــروج منــه‪ ،‬وال ميكــن أن يكــون ذلــك إال بتغيــر املعادلــة‬ ‫باتجــا ٍه يخــدم تطلعــات الشــعب الســوري‪.‬‬ ‫وعــى ذلــك فــإن عــى املعارضــة أالّ تنــام يف عســل تطمينــات كــري‪،‬‬ ‫فقــد قالــت العــرب قدمي ـاً‪« :‬ســوء الظــن فطنــة»‪ .‬وهــي ال تذهــب إىل‬ ‫جنيــف لكشــف موقــف النظــام‪ ،‬فموقفــه مكشــوف‪ ،‬بــل هــي تذهــب‬ ‫لتحقيــق مــا ثــار الشــعب مــن أجلــه‪ :‬تغيــر النظــام وتفكيــك أجهزتــه‬ ‫األمنيــة واســتعادة الحريــة والكرامــة‪ .‬وعليهــا أن تضــع يف حســاباتها أنــه‬ ‫إذا مل تصــل املفاوضــات إىل ذلــك فــإن ورقــة االنســحاب مــن جنيــف‬ ‫يجــب أن تبقــى دامئ ـاً يف اليــد‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫ميشيل كيلو يتحدث بصراحة‪..‬؟!‬ ‫احلل السياسي إنهاء للثورة باعتبارها إرهابًا‪!..‬‬ ‫ح��ول واق��ع الث��ورة الس��ورية‪ ،‬أو الث��ورة الواقعة‪ ،‬كم��ا حيلو له أن يس��ميها‬ ‫يف ظروفه��ا الراهن��ة‪ ،‬واحلل السياس��ي لألزمة الس��ورية‪ ،‬ومؤمتر جنيف‪،3‬‬ ‫وتنامي النزع��ة الكردية االنفصالية‪ ،‬وإخفاق��ات االئتالف الوطين‪ ،‬واحلل‬ ‫العس��كري الروسي‪ ،‬واإلرادة األمريكية بكس��ر العامل العربي‪ ،‬وتفاصيل‬ ‫أخ��رى‪ ..‬حت��دث بها األس��تاذ ميش��يل كيلو بصراح��ة جارحة تس��اوق األمل‬ ‫الس��وري‪ ،‬ومبعلوم��ات يدل��ي به��ا ألول م��رة إىل صحيفة احلرم��ل يف زيارته‬ ‫مؤخ��راً ملقرها يف ش��انلي أورفا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬بسام البليبل ‪ -‬يوسف دعيس‬ ‫* حن��ن عل��ى مش��ارف جني��ف‪ 3‬كي��ف‬ ‫تنظ��ر إىل احل��ل السياس��ي؟‬ ‫** الحــل الســيايس هــو إنهــاء الثــورة باعتبارهــا‬ ‫إرهاب ـاً‪ ،‬وبالتــايل هــو حــل أمنــي رصف‪ ،‬وهــذا‬ ‫فــرض علينــا شــكالً مــن الحــل‪ ،‬القســم األكــر‬ ‫منــه يســتعني بالعمــل العســكري‪ ،‬شــكل‬ ‫الحــل الســيايس ســيتعني بالعمــل العســكري‪،‬‬ ‫وبعالقــات الــدول مــع النظــام‪ ،‬فــإذا مل ينجــح‬ ‫حــل‬ ‫العمــل العســكري لــن يكــون هنــاك ٌ‬ ‫ـيايس‪ ،‬يعنــي إذا أردنــا الذهــاب إىل النظــام‪،‬‬ ‫سـ ٌ‬ ‫وألقينــا أســلحتنا‪ ،‬وقلنــا لــه جئناك مستســلمني‪،‬‬ ‫ونريــد أن نعمــل معكــم مشــاركة سياســية‪،‬‬ ‫ســيقول لــك‪ :‬اللــه يســلمك‪ .‬قــف إىل الحائــط‬ ‫لــي أرديــك قتي ـاً‪ .‬يف مثــل هــذه الحالــة أنــا‬ ‫ـيايس يف‬ ‫أعتقــد أنــه لــن يكــون هنــاك حـ ٌـل سـ ٌ‬ ‫ســوريا‪ ،‬الحــل الســيايس يعنــي هزميتنــا‪ ،‬هــو‬ ‫الحــل العســكري املنتــر للنظــام‪.‬‬ ‫نحــن مــن جهتنــا ال نســتطيع أن نعقــد مــع‬ ‫النظــام ح ـاً سياســياً‪ ،‬ألنــه باختصــار ال يقبــل‬ ‫بالحــل الســيايس‪ ،‬ونحــن ليــس لدينــا القــدرة‪،‬‬ ‫بســبب العالقــة بــن العســكري والســيايس‪ ،‬أن‬ ‫نفــرض عــى العســكري الحــل الــذي نريــده‪،‬‬ ‫نحــن لســنا كمنظمــة التحريــر الفلســطينية‬ ‫فيهــا شــخصية جبــارة ونافــذة لهــا تأثــر عــى‬ ‫األرض مثــل شــخصية يــارس عرفــات‪ ،‬عندمــا‬ ‫ذهــب إىل أوســلو للمفاوضــات‪ ،‬كل العســكر‬ ‫ايــدوه وســاندوه‪ ،‬أمــا إن ذهبنــا إىل املفاوضــات‬ ‫مبنطــوق قــرار مجلــس األمــن ‪ 2254‬ســيخرج‬ ‫ـخص مــن كل جهــة يطالــب باســتباحة‬ ‫عليــك شـ ٌ‬ ‫دمــك‪ ،‬أنــا ال أتصــور أننا مهــددون بحل ســيايس‬ ‫استســامي‪ ،‬ألن النظــام ال يريــد ذلــك‪ ،‬خصوصـاً‬ ‫أنــه يدعــي أمــام القــوى الدوليــة بأنه ســيمنحنا‬ ‫حصــة مــن الحكــم‪ .‬عالقاتنــا عــى األرض مــع‬ ‫العســكر ال تعنــي شــيئاً‪ ،‬وال نســتطيع أن نفــرض‬ ‫شــيئاً‪ ،‬نحــن تابعــون للعســكر‪ ،‬الســيايس تابــع‬ ‫للعســكري‪ ،‬والســيايس ليــس مســتقالً عــن‬ ‫العســكري‪ ،‬بينــا العســكري إن شــاء يســتطيع‬ ‫أن يكــون مســتقالً عــن الســيايس‪ ،‬خصوصــاً‬ ‫أن أكــر القــوى العســكرية عمــدت لتشــكيل‬ ‫مكاتــب سياســية خاصــة بهــا‪ ،‬وعندهــم وجهــة‬ ‫نظــر فيــا يتعلــق بالحــرب والســام‪ .‬خصوصية‬ ‫الوضــع الســوري تجعــل مــن الصعــب علينــا أن‬ ‫ننــال حـاً سياســياً‪ ،‬وال أن ننفــرد بحــل تنــازيل‪،‬‬ ‫هــو بالتأكيــد ســيكون هزميــة سياســية أمــام‬ ‫النظــام‪ ،‬وســتكون بالدرجــة األوىل هزميــة‬ ‫عســكرية للجيــش الحــر‪.‬‬

‫عدم القبول باحلل السياسي الروسي‬ ‫يعين الذهاب إىل احلل العسكري‬ ‫* إذاً املفاوض��ات السياس��ية اآلن ه��ي‬ ‫إخ��راج للح��ل العس��كري ال��ذي تعمل عليه‬ ‫الق��وى عل��ى األرض كروس��يا وإي��ران‬ ‫الداعم��ة واملس��اندة للنظ��ام؟‬ ‫** روســيا يف الحقيقــة لديهــا حــان تعمــل‬ ‫عليهــا يف ســوريا‪ ،‬حــل ســيايس يقــول‪،‬‬ ‫حكومــة وحــدة وطنيــة يشــكلها بشــار األســد‪،‬‬ ‫وانتخابــات نيابيــة ورئاســية يشــارك فيهــا بشــار‬

‫األســد‪ ،‬هــذا الحــل الســيايس يفرضــه الــروس‬ ‫اآلن بكــر التــوازن العســكري عــى األرض‪،‬‬ ‫وعــدم القبــول بــه يعنــي الذهــاب إىل الحــل‬ ‫العســكري وهــو النمــط الثــاين‪.‬‬ ‫خيــاران تعمــل عليهــا روســيا وهــي جــادة‬ ‫فيهــا قامئــان عــى كــر التــوازن العســكري‪،‬‬ ‫بإمكانــك أن تعتربهــا مســعاها للحــل‬ ‫الســيايس‪ ،‬جــزء مــن املســعى للحــل الســيايس‬ ‫الــذي ســيذهب إىل الــايشء يف حــال مل ينجحــوا‬ ‫يف إقناعنــا أو اجبارنــا أو ارغامنــا للذهــاب إىل‬ ‫النظــام‪ ،‬واملطالبــة بــوزارة أو وزارتــن أو نائبــن‬ ‫أو ثالثــة بالربملــان‪.‬‬

‫إيران باقية لسبب اسرتاتيجي له‬ ‫عالقة بالصراعات الدولية‬ ‫* أي��ن اي��ران أم��ام ه��ذا االس��تحقاق ال��ذي‬ ‫تفرض��ه روس��يا؟ وه��ل تراج��ع ال��دور‬ ‫اإليران��ي عل��ى حس��اب ال��دور الروس��ي؟‬ ‫** أنــا بتقديــري الشــخيص أختلــف مــع‬ ‫الكثرييــن حــول الــدور اإليــراين يف ســوريا‪،‬‬ ‫دخلــت روســيا‪ ،‬خرجــت إيـران‪ ،‬دخلــت روســيا‬ ‫اي ـران أصبحــت القــوة األوىل يف ســوريا‪ ،‬إي ـران‬ ‫باقيــة لســبب اســراتيجي كبــر لــه عالقــة‬ ‫بالرصاعــات الدوليــة أهمهــا عــى االطــاق أن‬ ‫الواليــات املتحــدة األمريكيــة تريــد مــن روســيا‬ ‫أن تأخــذ عــى عاتقهــا الحــل يف ســوريا مقابــل‬ ‫أن تــرك لهــا الورقــة اإليرانيــة‪ ،‬فــإذا أرادت‬ ‫روســيا أن تخــرج الورقــة اإليرانيــة مــن ســوريا‬ ‫اســتقوت إيـران عــى روســيا بالورقــة األمريكية‪،‬‬ ‫وأنــا اعتقــد أن هــذا لــن ُي ّكــن روســيا مــن أن‬ ‫تضغــط عــى إيــران إىل الحــد الــذي يدفعهــا‬ ‫إىل الخــروج مــن ســوريا كــا يقــال اآلن‬ ‫ويجــري الحديــث عنــه‪ ،‬بــأن إيــران ســتخرج‬ ‫مــن ســوريا‪ ،‬وهــذا ليــس صحيحـاً‪ ،‬إيـران اليــوم‬ ‫بعــد دخــول روســيا أصبحــت يف الوســط بــن‬ ‫الــروس واألمريــكان‪ ،‬وهــذا قـ ّوى مركــز الدولــة‪،‬‬ ‫ومركزهــا بال ـراع‪ ،‬لكــن رمبــا تراجــع مركزهــا‬ ‫باللعبــة الدوليــة نتيجــة دخــول الــروس‪ ،‬وهــي‬ ‫تلعــب بورقــة روســيا ضــد أمريــكا وبالعكــس‪،‬‬ ‫وأعتقــد أن الــروس مدركــون متامـاً لهــذا الــدور‬ ‫وهــذه املســألة‪ ،‬ولــن يطمحــوا إلخ ـراج إي ـران‬ ‫مــن ســوريا ألســباب كثــرة أهمهــا أن العالقــة‬ ‫بــن إيــران وســوريا هــي عالقــة مذهبيــة‬ ‫وأيديولوجيــة أكــر منهــا سياســية‪ ،‬فاإليرانيــون‬ ‫ال يقــدرون عــى الخــروج مــن ســوريا ألســباب‬ ‫لهــا عالقــة ببنيــة نظامهــم‪ ،‬إي ـران إن خرجــت‬ ‫مــن ســوريا فســتخرج بالقــوة‪ ،‬ولــن تخــرج‬ ‫بتفاهــم ســيايس مــع الــروس أو مــع غريهــم وال‬ ‫مــع الســوريني‪.‬‬ ‫أنــا طلــب منــي اإليرانيــون الذهــاب إىل إيـران‬ ‫بزيــارة‪ ،‬وكانــت القصــة رسيــة متامــاً‪ ،‬وهــذه‬ ‫أول مــرة أتكلــم عنهــا‪ ،‬طلبــت مــن الشــخص‬ ‫الوســيط أن يجيــب عــى أســئلة أريــد أن‬ ‫أطرحهــا عليهــم قبــل أن أقــرر الذهــاب إىل‬ ‫طهــران‪ ،‬ســألت عــن بشــار األســد فقالــوا يل‬ ‫نحــن لســنا مهتمــن ببشــار األســد‪ ،‬الســؤال‬ ‫الثــاين مــاذا تريــدون ومــا هــو منــط العالقــة‬

‫مــع الدولــة الســورية املســتقبلية؟ فأجابــوا‬ ‫نريــد عالقــات دامئــة مــع الجيــش واألمــن‪،‬‬ ‫الــذي يريــده اإليرانيــون واضــح‪ ،‬يريــدون أن‬ ‫تظــل الدولــة الســورية مرتبطــة بهــم‪ ،‬الدولــة‬ ‫العميقــة مرتبطــة دامئــاً‪ ،‬وألعوبــة بيدهــم‪،‬‬ ‫وهــي ضمــن منظومــة االخــراق اإليــراين‬ ‫األمنــي للمنطقــة‪ ،‬ســورية أهميتهــا نابعــة‬ ‫مــن الربــاط األيديولوجــي بــن نظامــن‪ ،‬واحــد‬ ‫أقلــوي عــى مســتوى العــامل اإلســامي والعــريب‬ ‫والثــاين أقلــوي عــى املســتوى العاملــي‪ ،‬وبينهــا‬ ‫روابــط أيديولوجيــة‪ ،‬أنــت أمــام رئيــس إي ـراين‬ ‫مقــدس ورئيــس ســوري مقــدس‪ ،‬حافــظ األســد‬ ‫كان يســمى باملقــدس يف األوســاط األمنيــة‬ ‫وأيضــاً بشــار األســد يســمى باملقــدس‪.‬‬ ‫يف يــوم مــن األيــام كان الشــاعر ممــدوح‬ ‫عــدوان يســهر عنــد محمــود كامــل (ســكرتري‬ ‫تحريــر جريــدة البعــث) وبعــد انقضــاء‬ ‫الســهرة أراد توصيــل عــدوان إىل بيتــه‪ ،‬وكان‬ ‫ذلــك إبــان حــوادث اإلخــوان املســلمني يف‬ ‫الثامنينــات وبعــد قطعهــم أوتوســراد املــزة‬ ‫وبالقــرب مــن جامــع الروضــة أشــارت إليهــم‬ ‫ســيارة األمــن للتوقــف‪ ،‬ويبــدو أنهــم مل يروهــا‬ ‫وعنــد توقفهــم صــاح عليهــم الضابــط (انزلــوا‬ ‫لــك عرصــات)‪ ،‬وقــام بــرب محمــود كامــل‪،‬‬ ‫وبعــد أن ع ّرفــا بنفســيهام قــال الضابــط (لــك‬ ‫يارفــاق ارشنالكــن وماوقفتــو مليــح ماقوســناكن‬ ‫مابتعرفــو أنــو املقــدس بــدو ميــر بهالوقــت)‪.‬‬ ‫إيــران تعتــر بشــار األســد جــزءا ً مــن جهــاز‬ ‫دينــي مقــدس‪ ،‬إي ـران لــن تخــرج مــن ســوريا‬ ‫بقــرار م ّنــا بــل مبقابــل أن نقــدم لهــا نفــس‬ ‫الوظيفــة يف ســوريا املســتقبل‪.‬‬

‫أمريكا انتزعت برنامج إيران النووي‬ ‫بدم السوريني ال بدماء جنودها‬ ‫هنــاك ســبب آخــر باعتقــادي وهــو ســبب‬ ‫اســراتيجي لــه عالقــة مــاذا تريــد أمريــكا؟‬ ‫أمريــكا أخــذت مــن إي ـران _بــدم الســوريني_‬ ‫برنامجهــا النــووي وليــس بــدم جيشــها‪ ،‬نحــن‬ ‫قدمنــا الــدم الــذي كان مــن املفــرض أن‬ ‫تقدمــه أمريــكا بــدم جيشــها النت ـزاع برنامــج‬ ‫إيــران النــووي‪ ،‬ولهــذا طالــت قصتنــا ولعبــوا‬ ‫فيهــا كل هــذا اللعــب‪ ،‬وتحكمــوا فيهــا‪،‬‬ ‫ورســموا لهــا خطوطـاً حمـراء‪ ،‬ومل يرتكــوا مجــاالً‬ ‫ألحــد للتدخــل فيهــا خــارج اإلرادة األمريكيــة‪،‬‬ ‫ومكــن أمريــكا بــأن تقــول إلي ـران إن مل يكــن‬ ‫لديكــم برنامجـاً نوويـاً فــا الداعــي المتالككــم‬ ‫صواريــخ تصــل إىل ‪ 4000‬أو ‪ 5000‬كــم‪ ،‬ثــم‬ ‫ســيكون إليـران دور مختلــف يف العــامل العــريب‬ ‫بعــد أن يســتكمل تدمــره‪ ،‬ومــن ثــم دخــول‬ ‫الخليــج يف حــرب اليمــن‪ ،‬وخــروج مــر بعــد‬ ‫تدمريهــا‪ ،‬وباعتقــادي متــى ســيكتمل هــذا‬ ‫األمــر ســيكون هنــاك تنســيق اســراتيجي‬ ‫إيــراين إرسائيــي ضــد العــرب‪ ،‬وبــإرشاف‬ ‫الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬أمريــكا ال تريــد‬ ‫إخــراج إيــران مــن املجــال العــريب‪.‬‬ ‫* إذاً ه��ذا ه��و اهل��دف احلقيق��ي‪ ،‬أمري��كا‬ ‫تس��تطيع الوص��ول إىل ه��ذا املوض��وع دون‬

‫احلاج��ة إىل دم��اء الس��وريني لتعق��د ه��ذا‬ ‫االتف��اق‪ ،‬أمري��كا بقوته��ا كافي��ة‪ ،‬لك��ن‬ ‫خمططه��ا لتفكي��ك املنطق��ة وإع��ادة‬ ‫تركيبه��ا عل��ى أس��س ديني��ة وطائفي��ة‬ ‫وعرقي��ة كان هدفه��ا‪ ،‬إضاف��ة إلبق��اء‬ ‫صراع التخوم بني السنة والشيعة قائماً؟‬ ‫** صحيــح وأضيــف عليــه عامــاً آخــر‪ ،‬هــو‬ ‫إدخــال املنطقــة يف منــط مــن الرصاعــات‬ ‫تأخذهــا إىل حالــة مــن الفــوىض طويلــة األمــد‪،‬‬ ‫وليــس فقــط تخومــاً طائفيــة‪ ،‬بــل تحديدهــا‬ ‫وتفعيلهــا وتحريكهــا‪ ،‬وإبقائهــا مشــتعلة لفــرة‬ ‫طويلــة‪.‬‬ ‫والســبب يعــود بنــا إىل اســراتيجية أمريــكا‪،‬‬ ‫عندمــا دخلــت أفغانســتان‪ ،‬ثــم دخلــت‬ ‫إىل العــراق‪ ،‬وواجهــت إرهــاب القاعــدة يف‬ ‫أفغانســتان والعـراق‪ ،‬يف الحقيقــة هــي مل تواجه‬ ‫القاعــدة يف أفغانســتان‪ ،‬بــل واجهــت طالبــان‪،‬‬ ‫طالبــان بالنســبة ألمريــكا دولــة إســامية‪،‬‬ ‫وليســت قاعــدة‪ ،‬أو نظــام قاعــدة‪ ،‬بــل نظــام‬ ‫دولــة‪ ،‬أمريــكا تعتقــد أن اهتاممهــا الرئيــي‬ ‫ســيكون منصبــاً عــى داخلهــا وليــس عــى‬ ‫عملياتهــا الخارجيــة‪ ،‬وطالبــان فعليــاً مل تقــم‬ ‫بأيــة عمليــة خارجيــة‪ ،‬وبهــذا املعنــى بإمكاننــا‬ ‫التفاهــم معهــم‪ ،‬وبهــذا املعنــى كانــت تريــد‬ ‫التعامــل مــع «داعــش»‪ ،‬ويعيــدوا تكــرار‬ ‫تجربــة تفاوضهــم مــع طالبــان‪ ،‬إن متحــورت‬ ‫داعــش عــى داخلهــا‪ ،‬أو دفعهــا لتغيــر خططها‬ ‫واإلبقــاء عــى برامجهــا الداخليــة املتعلقــة‬ ‫بشــؤونها الداخليــة واالهتــام برعاياهــا‪،‬‬ ‫وبهــذا املعنــى تكــون قــد انرصفــت عــن‬ ‫االهتــام بالخــارج‪ ،‬وبهــذا نســتطيع التفــاوض‬ ‫معهــا‪ ،‬كدولــة إرهابيــة‪ ،‬وليــس كتنظيــم إرهــايب‬ ‫عابــر للقــارات‪ ،‬ودعونــا نشــجعها عــى الرتكيــز‬ ‫الداخــي‪ ،‬لكــن الــذي حصــل خرجــت داعــش‬ ‫إىل الخــارج‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك قــررت أمريــكا‬ ‫وحلفاؤهــا تدمريهــا‪.‬‬ ‫اليــوم أمريــكا ذاقــت األمريــن مــن القاعــدة‬ ‫يف العــراق وأفغانســتان‪ ،‬لذلــك قــرروا أن ال‬ ‫يدخلــوا يف رصاع مــع العــامل اإلســامي‪ ،‬ألنــه‬ ‫رصاع ال نهايــة لــه‪ ،‬املســلمون أكــر مــن مليــار‬ ‫ونصــف‪ ،‬وهــم ينظــرون إليهــم عــى أنهــم‬ ‫متعصبــون ومتشــددون‪ ،‬واإلســام علّمهــم أن‬ ‫بإمكانهــم القتــال حفاظــاً عــى دينهــم دون‬ ‫الرجــوع إىل حــزب أو تنظيــم أو مرجعيــة‪،‬‬ ‫األمريــكان يعرفــون مــن التاريــخ أن املســلمني‬ ‫يقاتلــون للدفــاع عــن دينهــم‪ ،‬وأن عــرة‬ ‫مشــايخ بإمكانهــم التحريــض عــى أي مجتمــع‬ ‫يرتكــب أيــة حامقــة تجاههــم‪ ،‬لذلــك قــرروا أن‬ ‫يســحبوا أيديهــم مــن هــذا الــراع‪ ،‬وجعلــه‬ ‫رصاعـاً بــن الشــيعي والســني‪ ،‬وأن يدفعــوه إىل‬ ‫حــدوده القصــوى باعتبــاره رصاعـاً بــن طرفــن‪،‬‬ ‫وليدعوهــم يأكلــوا بعضهــم‪ ،‬وهــم األمريــكان‬ ‫ميســكون بأطــراف اللعبــة‪ ،‬وبهــذا املعنــى‬ ‫ليــس لهــم مصلحــة بــزوال داعــش‪ ،‬ألنهــا يف‬ ‫مواجهــة حــزب اللــه الشــيعي‪ ،‬هــي التنظيــم‬ ‫الســني املثــايل لخــوض الحــرب يف هــذا الـراع‬ ‫مــع الشــيعة‪ ،‬مثلــا حــزب اللــه هــو التنظيــم‬

‫اإليــراين املثــايل لخــوض الــراع ضــد الســنة‪،‬‬ ‫مثلــا تبــن ذلــك يف ســوريا‪ ،‬األمريــكان لديهــم‬ ‫سياســة واســعة ومتناقضــة‪ ،‬لكــن يف النهايــة‬ ‫خيارهــم االسـراتيجي الكبــر‪ ،‬وهــو مــا تحدثــوا‬ ‫بــه بعــد انهيــار االتحــاد الســوفيتي بأنهــم‬ ‫مقبلــون عــى رصاع مــع العــامل اإلســامي‪،‬‬ ‫وكلكــم تتذكــرون كتــاب رصاع الحضــارات‬ ‫لهينتغتــون‪ ،‬أحــد االســراتيجيني األمريــكان‬ ‫وضــع ســيناريو ثنــايئ االحتــاالت‪ ،‬األول أن‬ ‫يكــون هنــاك رصاع بــن الشــال والجنــوب‪،‬‬ ‫ويف هــذه الحالــة يكــون املســلمون بقيــادة‬ ‫العــرب قاعــدة الجنــوب‪ ،‬ويك ال يكونــوا قاعــدة‬ ‫الجنــوب‪ ،‬يجــب أن نكســبهم أو نكرسهــم‪،‬‬ ‫أو أن ال ـراع ســيكون بــن حضــارة مســيحية‬ ‫ويهوديــة ذات ديناميــات فرديــة عاليــة ضــد‬ ‫حضــارة شــنتوية بوذيــة ذات ديناميــات‬ ‫اجتامعيــة عاليــة‪ ،‬ويف هــذه الحالــة ســيكون‬ ‫املجتمــع الوســيط بينهــا هــو العــامل اإلســامي‬ ‫بقيــادة العــرب‪ ،‬وأيضــاً علينــا أن نكســبهم أو‬ ‫نكرسهــم‪.‬‬

‫القرار األمريكي هو كسر العامل‬ ‫العربي‪ ،‬مثلما نرى اليوم‪.‬‬ ‫* أحده��م يق��ول أن أمري��كا تنظ��ر إىل‬ ‫الع��امل العرب��ي عل��ى أن��ه فائض من البش��ر‬ ‫وفائض من التدين‪ ،‬وليس لديها مانع أن‬ ‫تن��ال م��ن الفائضني؟‬ ‫** مــن دون شــك هــذا الــكالم صحيــح مئــة‬ ‫باملئــة‪ ،‬فائــض بــري ليــس لــه لــزوم‪ ،‬يســكن‬ ‫يف منطقــة اس ـراتيجية‪ ،‬هــي األهــم يف العــامل‪،‬‬ ‫ومــن األســباب التــي تدفــع أمريــكا للتخلــص‬ ‫منهــم‪ ،‬أنهــا تعــرف أن لديهــم خــرة واســعة يف‬ ‫بنــاء الــدول والحضــارات‪ .‬يف يــوم مــن األيــام‬ ‫قيــل لكيســنجر مــن رؤســاء تحريــر بعــض‬ ‫الصحــف األمريكيــة‪ :‬ملــاذا ال تعطــون أســلحة‬ ‫إلرسائيــل؟ فقــال‪ :‬األســلحة وحدهــا غــر كافيــة‬ ‫لبقــاء إرسائيــل أمــام أمــة لديهــا خــرة تاريخيــة‬ ‫طويلــة يف بنــاء الحضــارات والــدول‪ ،‬أمــة قادت‬ ‫العــامل خمســة قــرون ال ميــي معهــا الســاح‪،‬‬ ‫ال ميــي معهــا إال التفتيــت‪ ،‬تركيــب وإعــادة‬ ‫تركيــب‪ ،‬هــذه هــي االســراتيجية األمريكيــة‬ ‫الفاعلــة يف املنطقــة‪.‬‬ ‫عندمــا تحدثــت كونداليــزا رايــس حــول‬ ‫الفــوىض الخالقــة‪ ،‬رد عليهــا جامعتنــا نحــن‬ ‫لــن يحــدث عندنــا يشء‪ ،‬نحــن أنظمــة حصينــة‬ ‫ومكينــة‪ ،‬اليــوم النظــام الســوري هــو الــذي‬ ‫يقــود الفــوىض الخالقــة يف ســوريا‪ ،‬وعــى رأس‬ ‫هــذه الفــوىض أنــه دمــر ســوريا العتقــاده أن‬ ‫تدمــر ســوريا مصلحــة اس ـراتيجية إرسائيليــة‪،‬‬ ‫وأن إرسائيــل ســتبقيه يف الســلطة طاملــا هــو‬ ‫يدمــر ســوريا‪.‬‬ ‫فعليــاً فائــض بــري وفائــض ســيايس لديــه‬ ‫مــال ونفــط ولديــه هــذه الخاصيــة يف بنــاء‬ ‫الحضــارات‪ ،‬دعونــا ندمــره‪ ،‬الشــعب الســوري مل‬ ‫يكــن لــه أن يصمــد كل هــذه الســنوات لــوال‬ ‫هــذه الرتاكــات مــن الخــرة الحضاريــة‪.‬‬ ‫* إذاً نظري��ة كيس��نجر يف ح��رب املئ��ة‬


‫حرمل الفكر والسياسة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫‪9‬‬

‫اإلدارة الذاتية الكردية مشروع إنفصالي يقوم على تقسيم سوريا وتهشيمها‬ ‫يف أي يــوم بواجباتــه تجــاه الشــعب الســوري‪.‬‬

‫اإلئتالف ارتكب خطيئة استثنائية‬ ‫حبق الثورة السورية‬

‫عام بني الشيعة والسنة ليست بعيدة عن‬ ‫املنظ��ور األمريك��ي احلالي؟‬ ‫** أبــدا ً‪ ..‬ليســت بعيــدة عــى اإلطــاق‪ ،‬هــي‬ ‫روح الرؤيــة األمريكيــة‪ ،‬بــل هــي جوهــر‬ ‫السياســة األمريكيــة‪ .‬انظــر إىل الــذي جــرى يف‬ ‫ســوريا دون الخــروج عــن املوضــوع‪ ،‬وتدخــل‬ ‫الــدول اإلقليميــة يف الوضــع الداخــي يف ســوريا‬ ‫وامتداداتــه‪ ،‬لكــن يف النهايــة أمريــكا وبعــد كل‬ ‫الخطــوط الحم ـراء التــي وضعهــا اإلقليميــون‪،‬‬ ‫جعلتهــم يســحبون أيديهــم مــن إدارة الـراع‪،‬‬ ‫معلنــة بأنهــا مــن تقــرر دور اإلقليميــن‪ ،‬ورغــم‬ ‫التدخــل الــرويس‪ ،‬فالخيــار األخــر والورقــة‬ ‫األخــرة التــي تتحكــم يف الـراع هــي أمريــكا‪.‬‬ ‫* االعتم��اد عل��ى بع��ض الق��وى اإلثني��ة‬ ‫يف املنطق��ة وم��ا حققت��ه م��ن انتص��ارات‬ ‫ال س��يما األك��راد يدفعه��م طموحه��م‬ ‫لتش��كيل أك�بر م��ن إدارات ذاتي��ة أو حك��م‬ ‫ذات��ي‪ ،‬ه��ل م��ن املمك��ن أن يك��ون ه��ذا واقع��اً‬ ‫فعلي��اً؟‬ ‫** هــذا مــن املمكــن أن يكــون واقعــاً‪ ،‬أول‬ ‫يشء مــا يفعلــه البيــدا يف ســوريا هــو جــزء‬ ‫مــن مــروع إقليمــي‪ ،‬وليــس مرشوع ـاً ســورياً‬ ‫رصفــاً‪ ،‬مــا يتــم يف ســوريا هــو خيــار يشــارك‬ ‫فيــه أك ـراد مــن غــر األك ـراد الســوريني‪ ،‬قــادة‬ ‫البيــدا غــر ســوريني‪ ،‬األكــراد الســوريني اآلن‬ ‫يهربــون وينزحــون مــن مناطقهــم الخاضعــة‬ ‫لســيطرة البيــدا وحكمهــا‪ ،‬ع ـرات اآلالف بــل‬ ‫مئــات اآلالف مــن األكــراد نزحــوا ألن البيــدا‬ ‫تحكمهــم بيــد بعثيــة مــن حديــد‪ ،‬إذا ً أنــت‬ ‫أمــام مــروع لــه أبعــاد إقليميــة‪ ،‬يشــارك يف‬ ‫تأسيســه قــوى إقليميــة‪ ،‬ولــو كان املــروع‬ ‫ســورياً‪ ،‬لكانــوا أتــوا إلينــا وقالــوا‪ :‬نحــن نريــد‬ ‫أن نعمــل إدارة ذاتيــة أو موســعة ال مركزيــة‪،‬‬ ‫لقلنــا لهــم تعالــوا نتفاهــم عــى شــكل الدولــة‪،‬‬ ‫ونــرى الدولــة الدميقراطيــة مــاذا ســتعطي لــكل‬ ‫واحــد مــن حقــوق‪ ،‬ونتوافــق عــى العمــل كل‬ ‫يف مكانــه لبلــوغ هــذه الدولــة الدميقراطيــة‪،‬‬ ‫هــم مل يقولــوا ذلــك ونحــن مل نذهــب إليهــم‪،‬‬ ‫ألنهــم مل يقولــوا ذلــك بــكل رصاحــة‪.‬‬ ‫اإلدارة الذاتيــة املوســعة ليســت بحاجــة إىل‬ ‫جيــش وال دســتور وال جهــاز إدارة ســيايس‬ ‫وال حــدود‪ ،‬املــروع ليــس صحيح ـاً أنــه إدارة‬ ‫ذاتيــة‪ ،‬هــو مــروع انفصــايل بــكل مــا تعنيــه‬ ‫الكلمــة مــن معنــى‪ ،‬مــروع يقــوم عــى‬ ‫تقســيم ســوريا وتهشــيمها‪ ،‬ونحــن نشــارك فيــه‪.‬‬ ‫وكثـرا ً مــا يلفــت النظــر األشــخاص الذيــن كانوا‬ ‫ينتقــدون الثــورة‪ ،‬اآلن يعلنــون عــن أنفســهم‬ ‫أنهــم زعــاء ميليشــيات وبأنهــم يتحكمــون‬ ‫بـــ‪ ،16%‬مثــل أخونــا هيثــم منــاع‪ ،‬هــو جــزء‬ ‫مــن الذيــن لديهــم الـــ‪ ،16%‬وهــو أوالً وأخ ـرا ً‬ ‫مجــرد رقــم صغــر‪ ،‬يف الوقــت الــذي يقولــون‬ ‫لــه كــش‪ ،‬ســيكش فــورا ً‪.‬‬ ‫مــروع البيــدا مــروع شــديد الخطــورة عــى‬ ‫وحــدة ســوريا‪ ،‬مــرة ذهبــت إىل رأس العــن‪،‬‬ ‫وكان هنــاك مشــكلة خطــرة بــن الجيــش‬ ‫الحــر والبيــدا‪ ،‬قلــت أللــدار خليــل‪ :‬إذا كنتــم‬ ‫ال تريــدون أن يكــون مرشوعكــم خاص ـاً‪ ،‬ملــاذا‬ ‫ال نجلــس ونتفاهــم عــى مســتقبل ســوريا‪..‬‬ ‫الوقائــع عــى األرض تقــول أنكــم منعتــم‬ ‫الجيــش الحــر مــن دخــول املناطــق املحــررة‪،‬‬

‫وبــكل نظريــات حــروب العصابــات تُســتخدم‬ ‫املناطــق املحــررة لتجميــع واسـراحة املحاربــن‬ ‫وتدريبهــم‪ ،‬إال عندكــم‪ ،‬وأنتــم متنعــون الجيــش‬ ‫الحــر مــن دخولهــا بحجــة أنهــا مناطــق‬ ‫محــررة‪ ،‬يف حــرب العصابــات عــى أصولهــا‬ ‫يجــب أن يكــون هنــاك مناطــق محــررة يعيــد‬ ‫فيهــا الجيــش تنظيــم نفســه والراحــة والتســليح‬ ‫والتدريــب‪ ،‬لذلــك يجــب أن يدخلوهــا ألنهــا‬ ‫مناطــق محــررة‪ ،‬وليــس العكــس كــا تفعلــون‪.‬‬ ‫برأيــي أن املــروع انفصــايل‪ ،‬ويجــب أن نقطــع‬ ‫عليــه الطريــق‪ ،‬وندعوهــم هــم وبقيــة األكـراد‬ ‫الذيــن يف معظمهــم ليســوا مــع مــروع البيــدا‪،‬‬ ‫وتكــون هنــاك لغــة تفاهــم حــول مســتقبل‬ ‫ســوريا الجديــدة بعيــدا ً عــن أي شــكل انفصايل‪،‬‬ ‫أو يدعــو إىل تقســيم ســوريا‪.‬‬ ‫يف ســوريا مرشوعــن كرديــن‪ ،‬املــروع الوطنــي‬ ‫الدميقراطــي الكــردي‪ ،‬إخواننــا الذيــن ناضلــوا‬ ‫معنــا لســنوات طويلــة ضــد االســتبداد‪ ،‬والذيــن‬ ‫يريــدون حقوقهــم الدميقراطيــة والقوميــة‪ ،‬وأنــا‬ ‫شــخصياً ال أعتقــد أن هنــاك حقــوق قوميــة‬ ‫لهــم أو لغريهــم‪.‬‬ ‫الثــاين‪ ،‬املــروع الكردســتاين الــذي يدعــي‬ ‫أن هنــاك أرضــاً كردســتانية يف ســوريا‪ ،‬ولهــم‬ ‫الحقــوق يف بنــاء دولتهــم‪ ،‬وهــؤالء هــم‬ ‫جــل األكــراد ليســوا معهــم‪،‬‬ ‫البيــدا‪ ،‬الذيــن ّ‬ ‫وهــؤالء عــى مســتوى القــوى السياســية‬ ‫املناهضــة ملــروع البيــدا‪ ،‬يجــب التفاهــم‬ ‫معهــم وتفعيلهــم ألنهــم ليســوا مــع املــروع‬ ‫االنفصــايل‪ ،‬الكردســتانية ســتأخذهم إىل حــرب‬ ‫أهليــة مــع العــرب أو غريهــم‪ ،‬وأنــا عندمــا‬ ‫التقيــت ألــدار خليــل قلــت لــه‪ :‬إذا هزمنــا‬ ‫النظــام لــن يــرك لكــم املنطقــة‪ ،‬وإن هزمنــا‬ ‫النظــام لــن نرتككــم‪ ،‬ومــن األحســن أن تضعــوا‬ ‫أيديكــم بأيدينــا‪ ،‬وننتهــي مــن النظــام‪ ،‬وبعدهــا‬ ‫تأخــذون حقوقكــم كمواطنــن ســوريني‪ ،‬مبــا يف‬ ‫ذلــك حــق أن يكــون رئيــس الجمهوريــة كرديـاً‬ ‫أو رئيــس مجلــس الــوزراء أو مجلــس الشــعب‬ ‫ممــن يختارهــم الشــعب الســوري‪ .‬هكــذا‬ ‫تضيعــون حقوقكــم‪ ،‬وتضيعــون شــعبكم‪،‬‬ ‫وتلعبــون بدمائــه‪ ،‬مــن هنــا يجــب اإللحــاح‬ ‫عــى هــذا الخطــاب والتأكيــد عليــه‪ ،‬الشــعب‬ ‫الســوري لــن يســمح لكــم ال اليــوم وال غــدا ً وال‬ ‫بعــد ‪ 50‬عامـاً‪ ،‬ولــو تجتمــع كل يب كا كا العــامل‬ ‫لبنــاء كيــان مســتقل فهــذا غــر ممكــن أبــدا ً‪.‬‬ ‫* ه��ل تعتق��د أن االئت�لاف يق��وم بال��دور‬ ‫الواج��ب علي��ه جت��اه ه��ذه القضاي��ا؟‬ ‫** ال هــذه القضيــة وال غريهــا‪ ،‬االئتــاف ليــس‬ ‫مؤسســة عمــل وطنــي‪ ،‬وقــد تســتغرب هــذا‬ ‫الحكــم القــايس‪ ،‬االئتــاف لألســف الشــديد‪،‬‬ ‫وبســبب تركيبتــه وتبعيتــه للــدول العربيــة‬ ‫واإلقليميــة وافتقــاره إىل الخطــط السياســية‬ ‫واالســراتيجية‪ ،‬وأولوياتــه الخاطئــة التــي‬ ‫وضعهــا باتجــاه األمــل بتدخــل خارجــي‪ ،‬وكان‬ ‫حريــاً بــه املراهنــة عــى الداخــل ويكــون‬ ‫العامــل الخارجــي عامــاً مســاعدا ً‪ ،‬االئتــاف‬ ‫سياســته اليــوم تقــوم عــى املشــاركة يف إدارة‬ ‫األزمــة الســورية‪ ،‬بــل يف إدارة الثــورة الســورية‬ ‫باعتبارهــا أزمــة مســتعصية عــى الحــل‪ ،‬وليــس‬ ‫العمــل لخلــق رشوط لحــل هــذه األزمــة‬ ‫وإخـراج ســوريا مــن املأســاة‪ ،‬االئتــاف مل يقــم‬

‫* ه��ل تعتق��د أن االئت�لاف ارتكب خطيئة‬ ‫ك�برى إب��ان حتري��ر الرق��ة ‪ 2013‬عنم��ا‬ ‫مل يس��اهم يف الدخ��ول إىل ه��ذه املدين��ة‬ ‫احمل��ررة وجعله��ا منطلق��اً الس��تكمال‬ ‫اس��تحقاقات الث��ورة الس��ورية؟‬ ‫** ارتكــب خطيئــة اســتثنائية بحــق الثــورة‪،‬‬ ‫االئتــاف مل تكــن يف نظــره وظيفتــه هــذه‪ ،‬كان‬ ‫يجــب أن ينطلــق إىل هــذه املدينــة املحــررة‬ ‫وتحصينهــا ونــر رؤيتــه فيهــا واالنطــاق منهــا‬ ‫إىل مواقــع أخــرى‪ ،‬ونــر الســلطة البديلــة‪،‬‬ ‫هــذه القصــة وغريهــا مل تكــن يف ذهنــه أبــدا ً‪.‬‬ ‫مــن هــذه القصــص‪ ،‬جــاء مــرة اللــواء ســليم‬ ‫إدريــس إىل االئتــاف‪ ،‬وطلــب عــرة ماليــن‬ ‫دوالر لبنــاء وتدريــب عــرة آالف عنــر مــن‬ ‫الجيــش الحــر خــال شــهرين‪ ،‬وأنــا أيــدت هــذا‬ ‫الطلــب أمــام الهيئــة العامــة‪ ،‬وطالبتهــم باتخــاذ‬ ‫القـرار الــازم‪ ،‬وخــرج علينــا عــرة أو عرشيــن‬ ‫مــن أعضــاء االئتــاف‪ ،‬وهــم يــرددون‪« :‬ليــش‬ ‫جبهــة النــرة مــو جيــش وطنــي‪ ..‬وداعــش مــو‬ ‫جيــش وطنــي‪ ..‬وأحــرار الشــام شــو مــا هــي‬ ‫جيــش وطنــي‪ ..‬تريــدون أن تبنــوا صحــوات»‪.‬‬ ‫هــذا هــو االئتــاف‪.‬‬

‫القوى السورية املعتدلة واجليش احلر‬ ‫معرضة لإلنهيار‬ ‫* م��اذا تتوقع��ون م��ن املؤمت��ر املزم��ع عقده‬ ‫يف جنيف؟‬ ‫** لــن يخــرج منــه يشء‪ ،‬ســيخرج منــه خــاف‬ ‫شــديد بوجهــات النظــر مــن الطرفــن‪ ،‬املعارضة‬ ‫والنظــام‪ ،‬ألن الرهانــات مختلفة اختالفـاً جذرياً‪،‬‬ ‫وألن النظــام يأمــل بأنــه يحقــق أهدافــه نتيجــة‬ ‫التدخــل الــرويس‪ ،‬ويــرى نفســه أنــه يكســب‬ ‫عــى األرض‪ ،‬وبينــا يتحســن ميــزان القــوى‬ ‫لــن نحصــل عــى ‪ 10%‬مــن الــذي نطالــب بــه‪،‬‬ ‫وألنــه أيض ـاً ال يوجــد توافــق دويل عــى شــكل‬ ‫الحــل الســيايس‪ ،‬وإذا يف توافــق دويل حقيقــي‪،‬‬ ‫أنــا أعتقــد أن هنــاك قــوى عــى األرض‪ ،‬وقــوى‬ ‫ســورية كامنــة‪ ،‬لــن تقبــل أبــدا ً بالتوافــق‬ ‫الــدويل الــذي ســيفرض علينــا‪.‬‬ ‫باملناســبة جنيــف تقــول املحافظــة عــى‬ ‫مؤسســات الدولــة املوجــودة يف ســوريا‪،‬‬ ‫مؤسســات النظــام‪ ،‬وليســت مؤسســات الدولــة‪،‬‬ ‫ونحــن لســنا ملزمــن باملحافظــة عليهــا‪.‬‬ ‫القـرار ‪ 2254‬يقــول املحافظــة عــى املؤسســات‬ ‫الحكوميــة الرســمية‪ ،‬يعنــي عــى النظــام‪ ،‬بنــص‬ ‫القــرار واجبنــا املحافظــة عــى مؤسســات‬ ‫النظــام‪ ،‬يعنــي الحفــاظ عــى النظــام‪ ،‬مبعنــى‬ ‫كيــف لنــا القبــول مبــروع يف مقدمتــه‬ ‫أنــك تعمــل نظامــاً حــرا ً دميقراطيــاً‪ ،‬ويف‬ ‫بنــوده يريدونــك أن تحافــظ عــى النظــام‬ ‫الحــايل‪ ،‬أتصــور لــن يقبــل أحــد بهــذا الــيء‪،‬‬ ‫وسيجلســون جلســة أو جلســتني أو ثــاث‪،‬‬ ‫وبالنتيجــة أن هــذا الخــط الــذي يســمى‬ ‫باملعتــدل ســيفرط عقــده‪ ،‬كل الساســة‬ ‫والجيــش الحــر املعتــدل والذيــن ذهبــوا إىل‬ ‫الريــاض ومكوناتهــم معرضــة لالنهيــار‪.‬‬ ‫* تصري��ح وزي��ر اخلارجي��ة الس��عودي‬ ‫ال��ذي ج��اء في��ه إن مل يت��م احل��ل السياس��ي‬ ‫س��يتم عس��كرياً ه��ل يأت��ي ضم��ن ه��ذه‬ ‫الرؤي��ة؟‬ ‫** أعتقــد أن ترصيــح الخارجيــة الســعودية‬ ‫أقــرب إىل إعالنــات نوايــا مــن إعالنــات برامــج‪،‬‬ ‫ليســت لــدى الســعودية القــوة وال متلــك القـرار‬ ‫بفــرض شــكل الحــل يف ســوريا عــى املجتمــع‬ ‫الــدويل‪ ،‬يقــول لنــا القـرار ‪ 2254‬أنــه ال يريــد أن‬ ‫يفــرض ح ـاً بالقــوة‪ ،‬كــا نريــد نحــن‪ ،‬لذلــك‬ ‫فــرط القــوة الروســية تفــرض شــكل الحــل‬

‫الــذي يريدونــه‪ ،‬الــذي يريــد أن يوقــف الحــرب‬ ‫ويفــرض حــاً عــى النظــام‪ ،‬ال يــرك روســيا‬ ‫تــرح ومتــرح‪ ،‬وليــس لــه أفضــل العالقــات مــع‬ ‫روســيا‪ ،‬هــذا رضب مــن املحــال‪.‬‬ ‫* التح��دي األك�بر ال��ذي يواج��ه س��وريا‬ ‫اآلن ليس��ت أح�لام الدميقراطي��ة‪ ،‬إمن��ا‬ ‫كيف يس��تعيد الس��وري حياته وأمنه من‬ ‫النظ��ام الس��وري‪ ،‬كي��ف س��نوقف نزي��ف‬ ‫ال��دم اليوم��ي؟‬ ‫** أعتقــد أنــه تحـ ٍـد مهــم وكبــر جــدا ً‪ ،‬أعتقــد‬ ‫أنــه مــن أكــر الفظاعــات التــي واجهناهــا‪،‬‬ ‫ومل ينتبــه إليهــا أحــد هــي تدمــر مجتمعنــا‪،‬‬ ‫أهــم يشء حــدث يف ســوريا هــو تدمــر‬ ‫املجتمــع الســوري‪ ،‬هــو الواقعــة التاريخيــة‬ ‫الفريــدة بخطورتهــا يف التاريــخ‪ .‬إذا أردت أن‬ ‫تعمــل سياســة ال يكــون املجتمــع حاملهــا‬ ‫الرئيــي بعــد أن قمــت بتدمــره‪ ،‬أيــة حريــة‬ ‫ودميقراطيــة بغيــاب املجتمــع‪ ،‬النظــام عمــل‬ ‫عــى هــذا التدمــر منــذ البدايــة‪.‬‬ ‫أعتقــد أن أهــم مهمــة تواجــه الســوريني هــي‬ ‫تخطــي هــذه املرحلــة الصعبــة يف األربعــة‬ ‫أشــهر القادمــة‪ ،‬وإن تخطيناهــا بنجــاح ســيقتنع‬ ‫العــامل بأنــه ال يســتطيع أن يفــرض الحــل الــذي‬ ‫يريــده‪ ،‬وعندئــذ رمبــا هنــاك بــاب ســيفتح‪،‬‬ ‫يكــون قريب ـاً مــن جنيــف‪ ،‬وليــس مــن روســيا‬ ‫أو مــن القــرار ‪ 2254‬والعــامل ســيدرك أنــه ال‬ ‫يســتطيع أن يفــرض الحــل الــذي يريــده‪ ،‬املهــم‬ ‫مواجهــة هــذا التحــدي‪ ،‬والثبــات عــى األرض‪،‬‬ ‫ومقاتلــة النظــام بجديــة أكــر‪ ،‬وتعبئــة قوانــا‬ ‫بدعــم تــريك وســعودي‪.‬‬

‫«تري��دون اإلس�لام؟ س��يعطونكم‬ ‫الدي��ن مضاعف��ًا لك��ي يأخ��ذوا‬ ‫منك��م الدني��ا»‬

‫* ه��ل تعتق��د أن االضط��راب الدي�ني‬ ‫والعرق��ي واجليوسياس��ي يف الش��رق‬ ‫األوس��ط س��يكون حتدي��اً عاملي��اً ألع��وام‬ ‫طويل��ة؟‬ ‫** ســيكون هــو العنــر الرئيــس يف تدمــر‬ ‫الــذات الخاصــة‪ ،‬تدمــر املنطقــة وشــعوبها‪،‬‬ ‫املفكــر اليــاس مرقــص كان يقــول‪« :‬تريــدون‬ ‫اإلســام؟ ســيعطونكم الديــن مضاعفــاً لــي‬ ‫يأخــذوا منكــم الدنيــا»‪ .‬هــذا اإلســام املوجــود‬ ‫اليــوم الــذي اســمه داعــش وجبهــة النــرة‬ ‫والقاعــدة‪ ،‬هــو الديــن املضاعــف‪.‬‬ ‫الــذي حصــل يف ســوريا أنهــم أخــذوا كل يشء‪،‬‬ ‫الــروة والنفــط واملــال واملوقــع االس ـراتيجي‪،‬‬ ‫وتركــوا املنطقــة قاعـاً صفصفـاً‪ ،‬والــذي يرتكهــا‬ ‫هــو هــذا التطــرف الــذي جــاء مبقولــة أنــه‬ ‫يدافــع عــن اإلســام واملســلمني‪ ،‬وهــذه أكــر‬ ‫جرميــة بحــق اإلســام واملســلمني باملعنــى‬ ‫الســيايس والدينــي واألخالقــي‪.‬‬ ‫* الن��زف ال��ذي عان��ت من��ه س��وريا‪ ،‬امل��وت‬ ‫والتدمري واهلجرة والنزوح خالل مخس‬ ‫س��نوات‪ ،‬يط��رح س��ؤا ً‬ ‫ال‪ :‬كي��ف نس��تطيع‬ ‫أن جنع��ل الثورة الس��ورية س��بي ً‬ ‫ال للحياة‬ ‫وليس��ت س��بي ً‬ ‫ال للموت؟‬ ‫** أعتقــد أنــه بعــد دخــول الثــورة الســورية‬ ‫عــى خــط العســكرة‪ ،‬وأنــا كنــت دامئ ـاً ضــد‬ ‫العســكرة‪ ،‬املقصــود بالعســكرة خضــوع العقل‬ ‫والسياســة والرؤيــة السياســية للبندقيــة‪،‬‬ ‫وليــس العكــس‪ ،‬ملــا دخلنــا بالعســكرة خــرج‬

‫علينــا أمــراء الحــرب‪ ،‬والحــرب العبثيــة‪،‬‬ ‫وأصبــح االنطبــاع الســائد مــاذا يعمــل‬ ‫الســيايس؟ األولويــة للحــرب‪ ،‬لذلــك خرجــت‬ ‫نــداءات تطالــب الجميــع بخــوض غــار‬ ‫الحــرب‪ ،‬وأصبــح الحديــث يف السياســة خيانــة‪.‬‬ ‫علينــا أن نســتعيد األولويــات الصحيحــة التــي‬ ‫متكننــا مــن إنقــاذ وطننــا‪ ،‬وليــس الثــورة‪،‬‬ ‫وباعتبــار أن الوطــن مرتبــط ارتباطــاً وثيقــاً‬ ‫بالثــورة‪ ،‬فــإن اســتعادة الثــورة ســتمكننا مــن‬ ‫إنقــاذ وطننــا‪ ،‬وإلنقــاذ الوطــن يجــب املراهنــة‬ ‫عــى مواطنينــا‪ ،‬لــذا يجــب أن نقــدم لهــم‬ ‫الرؤيــة السياســية الصائبــة‪ ،‬وأن نعيــد هيكلــة‬ ‫العمــل القائــم برتتيباتــه الصحيحــة‪ ،‬وليــس‬ ‫أن نجعــل مــن العقــل والسياســة تابعــة‬ ‫للبندقيــة‪ ،‬التــي ليــس لهــا عقــل‪.‬‬ ‫بعدمــا ســحق النظــام املجتمــع املــدين بالقمع‪،‬‬ ‫ودمــر املجتمــع األهــي بالقنابــل والصواريــخ‬ ‫والدبابــات ظهــر علينــا املشــايخ والزعــران‬ ‫والزعــاء املحليــن‪ ،‬ودخلنــا بالحائــط‪ ،‬وأصبــح‬ ‫لدينــا تــر ٍد فظيــع بــن قيــادة عملــت ثــورة‪،‬‬ ‫وقيــادة تعمــل فــوىض ليــس لهــا حــدود‪،‬‬ ‫وانحــرت قضيتنــا بــن الخطــف والقتــل‬ ‫وقطــع الطريــق والحصــار‪ ،‬لكــن باملقابــل‬ ‫هنــاك اســتعداد كبــر لــدى املواطــن البســيط‬ ‫بالتضحيــة‪ ،‬ألنــه أدرك إن توقــف ســيبديه‬ ‫النظــام‪ ،‬واألحســن لــه أن يســتمر بالتضحيــة‬ ‫عــى أمــل الوصــول إىل الخــاص والحريــة‪.‬‬ ‫إعــادة النظــر بأولوياتنــا ليســت باملعنــى‬ ‫اللفظــي‪ ،‬إمنــا باملعنــى العمــي‪ ،‬وبإعــادة‬ ‫اصطفــاف النــاس حــول القضايــا الجوهريــة‬ ‫للثــورة‪ ،‬وليــس للفــوىض الســائدة‪ ،‬اآلن بهــذه‬ ‫التضحيــات مــن املمكــن إنقــاذ بلدنــا‪ ،‬وبغــر‬ ‫ذلــك ســنذهب لفــرة طويلــة مــن الفــوىض‬ ‫الدامئــة‪ ،‬وأنــت تعــرف أن إرسائيــل والخليــج‬ ‫ال يريــدون نظامــاً دميقراطيــاً يف ســوريا‪ ،‬وال‬ ‫يريــدون نظامـاً إســامياً بالشــكل الداعــي أو‬ ‫النــروي‪ ،‬وبالتــايل ليــس أمامهــم خيــار ســوى‬ ‫خيــار الفــوىض التــي نســاهم نحــن فيهــا‪،‬‬ ‫نتيجــة انعــدام الوعــي الســيايس والعســكرة‬ ‫التــي أخضعــت السياســة واملصالــح الوطنيــة‬ ‫لحســابات صغــرة لهــا عالقــة بالعنــف‬ ‫والقــوة‪ ،‬بــدالً مــن تحويلهــا إىل مقاومــة‬ ‫وفعــل مقــاوم‪.‬‬

‫خالد خوجة اليعترب نفسه سوريًا‬ ‫* ه��ذه الرؤي��ة حتت��اج إىل قي��ادات‬ ‫مس��تعدة للعم��ل عليه��ا‪ ،‬م��اذا عل��ى‬ ‫املعارض��ة الس��ورية أن تعم��ل؟‬ ‫** أظــن أن الذيــن لديهــم هــذه الرؤيــة‪،‬‬ ‫عليهــم أن يتولــوا قيــادة املعارضــة الســورية‪،‬‬ ‫ولســت أنــا‪ ،‬يف جيــل كامــل لديــه هــذه‬ ‫الرؤيــة‪ ،‬أمــا أن يتــوىل قيــادة املعارضــة‬ ‫الســورية أشــخاص كانــوا غائبــن عــن ســوريا‬ ‫أكــر مــن ‪ 25‬ســنة وال يعرفــون عنهــا شــيئاً‪،‬‬ ‫وليــس لديهــم أهليــة سياســية وال أي خــرة‬ ‫أو ثقافــة أو رؤيــة‪ ،‬فهنــا املشــكلة‪ .‬خالــد‬ ‫خوجــه يقــول ألعضــاء االئتــاف مــن الهيئــة‬ ‫السياســية‪« :‬أنــا أســتغرب‪ .‬أنتــم الســوريون‬ ‫كيــف تفكــرون»‪ .‬إذا كان مــن يقــود املعارضــة‬ ‫الســورية ال يعتــر نفســه ســورياً‪ ،‬فــإىل أيــن‬ ‫تريــد أن نصــل؟‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫حرمل الثقافة واملنوعات‬

‫سورية‬ ‫شعر عصام ح ّقي‬

‫ِ‬ ‫غبت عني‪ ،‬وتسكنني عيوين‬ ‫أجمل الدنيا وط ٌن يف العيون ِ‬ ‫حب‬ ‫يا بالدي‪ ،‬ويا خزان َة ٍّ‬ ‫يا فؤادا ً كعلبة التلوين ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيف‪ ،‬من كل ٍ‬ ‫‪،‬جميل‬ ‫ٌ‬ ‫طيف‬ ‫فيك ٌ‬ ‫وحنا ٌن كقلب أ ٍّم حنون ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت يا قارورة عط ِر صباحي‬ ‫ومسايئ‪ ،‬وزركشات السنني ِ‬ ‫يا شعاعاً لظلمة الده ِر يوماً‬ ‫لقصة التدوينِ‬ ‫و َرقيام ّ‬ ‫ِ‬ ‫وغريب‬ ‫ملتعب‬ ‫أنت حض ٌن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لتائهات السف ِني‬ ‫ومنا ٌر‬ ‫كم رسمنا أحالمنا يف رباها‬ ‫ورباها سوريّ ُة التكوين ِ‬ ‫الرحيق من شفتيها‬ ‫كم نهلنا‬ ‫َ‬ ‫وعلَلْنا من شهد ٍ‬ ‫غيث َهتون ِ‬ ‫ولثمنا التفاح َيف وجنتيها‬ ‫ولهونا يف ج ّن ٍة وعيون ِ‬ ‫كم لجأنا لدوحها من عنا ٍء‬ ‫وغفونا يف صدرها من حنني ِ‬ ‫ُ‬ ‫فانبثاق الضيا ِء قد كان فيها‬ ‫وانتثا ُر النرسينِ والزيزفون ِ‬ ‫وكنوز الجامل ِيف مقلتيها‬ ‫ورمو ُز العال ِء وش ُم الجبني ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخريف! يا لذبول ٍ‬ ‫يا لهذا‬ ‫قد دهاها بكيده املدفونِ !‬ ‫ورماها كقبض ٍة من هشيمٍ‬ ‫ط ّوحتها غرائ ُز املجنون ِ‬ ‫إمنا النا ُر واضطرا ُم الحنايا‬ ‫صنع ُة ِ‬ ‫الوغد أو رؤى امللعون ِ‬ ‫مثل زلزا ٍل عاث فيها فسادا‬ ‫َ‬ ‫ودمارا ً يف غابة الزيتون ِ‬ ‫فكأ ّن الربي َع صار رساباً‬ ‫َ‬ ‫الرشوق وه ُم الظنون ِ‬ ‫وكأ ّن‬ ‫أن ُه ُر ِ‬ ‫املجد ُس ِّجرت بدمانا‬ ‫فاضت بآه ٍة وأنني ِ‬ ‫ثم‬ ‫ْ‬ ‫نحن كنا بداية ً لطريقٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫الروح يف دروب اليقني ِ‬ ‫ُرخص َ‬ ‫نحن كنا شهاد ًة وكتاباً‬ ‫ِ‬ ‫واضح التبيني ِ‬ ‫َالحرف‪،‬‬ ‫ناصع‬ ‫َ‬ ‫حني ثرنا كالبحر بعد سكون ٍ‬ ‫ثور ُة البح ِر يف ثنايا السكون ِ‬ ‫األرض أننا قد دفعنا‬ ‫ِّ‬ ‫بشوا َ‬ ‫للغد اآليت من مثني الثمني ِ‬ ‫ِ‬ ‫فلتفاخ ْر ب ُول ِْدها من أباة ٍ‬ ‫ض ّمخوها بالدمِ والياسمني ِ‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫التشــكيلي الســوري علــي حســن بني ســحر اللــون ورشــاقة التكوين‬ ‫فهد الحسن‬ ‫ثراء التجربة لديه طبع أعامله بسمة شاعرية‬ ‫نادرة‪.‬‬ ‫اللون عند عيل حسني حياة تتدفق باألحاسيس‪.‬‬ ‫شخوص لوحاته مسكونة دوماً بعواملها الداخلية‬ ‫الغنية‪.‬‬ ‫إن الحديــث عــن التجربــة املتميــزة للفنــان‬ ‫التشــكييل الســوري عــي حســن هــو حديــث‬ ‫طويــل ومتشــعب‪ ،‬ويطــال جهــدا ً فنيــاً متألقــاً‬ ‫يتجــاوز ثالثــة عقــود منرصمــة‪ .‬اســتطاع فيهــا‬ ‫بجهــد دؤوب‪ ،‬وقــدرات فنيــة عميقــة أن يؤســس‬ ‫لذاتــه مكانــة رفيعــة املســتوى يف املشــهد‬ ‫التشــكييل الســوري املعــارص‪ ،‬ظــل فيهــا حــدايث‬ ‫النزعــة‪ ،‬شــديد اإلخــاص لتجربتــه التــي أرادهــا‬ ‫منفتحــة عــى التيــارات الفنيــة التــي اســتطاع‬ ‫بخــرة احرتافيــة عاليــة أن يتامهــى معهــا ضمــن‬ ‫إطــار الخصوصيــة الفرديــة لتجربتــه‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫زاد يف غناهــا وث ـراء عنارصهــا وأدواتهــا وتكنيــك‬ ‫إنجازهــا‪.‬‬ ‫ولعــل مــن امللفــت جــدا ً أن نلمــح يف أعــاق‬ ‫ّ‬ ‫تجربــة عــي حســن الباهــرة قدرتــه عــى مســك‬ ‫تالبيــب الخصوصيــة التــي ميزتــه رغــم غنــى‬ ‫وتنــوع العنــارص التــي تشــكل جســد اللوحــة‬ ‫لديــه‪ ،‬فهــو يجمــع عــددا ً كبـرا ً منهــا يف صياغاتــه‬ ‫التشــكيلية دون أن يســمح للرتابــة بالتغلغــل يف‬ ‫ثناياهــا‪ ،‬حتــى وإن تكــررت ذات العنــارص يف‬ ‫أعــال أخــرى‪.‬‬ ‫فاملــرأة التــي تتكــرر دامئــاً يف أعاملــه‪ ،‬ليســت‬ ‫هــي ذات املــرأة والعنــارص التزيينيــة التــي تحيط‬ ‫بعواملهــا تظــل دوم ـاً شــديدة ال ـراء‪ ،‬وتنســكب‬

‫عــى ســطح اللوحــة بــذكاء ملفــت‪ ،‬حيــث‬ ‫تحتــل أماكنهــا بدقــة‪ ،‬ويــأيت حضورهــا مكمــاً‬ ‫لعــوامل الشــخوص األساســية بتناغــم ينســجم‬ ‫بالنهايــة معهــا‪ ،‬ليشــكال ســوية روح ـاً متســامية‪،‬‬ ‫شــاعرية اللمســات والــرؤى الحاملــة التــي تضفــي‬ ‫عــى اللوحــة بهــا ًء خاصــاً يقــود املتلقــي إىل‬ ‫بوابــات الحلــم والتجليــات التــي صنعتهــا األنامــل‬ ‫االســتثنائية لفنــان ينســج عملــه بإتقــان عــال‪،‬‬ ‫ويصيغــه بدمجــه بذاتــه ومــا تحتويــه مــن مالمــح‬ ‫الحيــاة الغنيــة التــي اكتنزهــا عــي كعصــارة تــزود‬ ‫عواملــه دوم ـاً بــكل التفاصيــل التــي يصبــح لهــا‬ ‫دورا ً كبــرا ً يف بنــاء لوحــة حداثيــة تجمــع كل‬ ‫مقومــات اللوحــة التــي يــدوم تأثريهــا طويــاً‪،‬‬ ‫وتظــل حــارضة يف ذهــن املشــاهد‪.‬‬ ‫لقــد اســتطاع عــي حســن بهمــة عاليــة أن يصيــغ‬ ‫مالمــح تجربــة تشــكيلية خاصــة يشــار إليهــا‬ ‫بالبنــان‪ ،‬وســط مئــات التجــارب املحيطــة‪ ،‬وقــد‬ ‫حســم فيهــا مســألة بنــاء املالمــح العامــة لهــا‬ ‫بعيــدا ً عــن الــدوران يف فلــك التجــارب األخــرى‪،‬‬ ‫وباتــت حلولــه التشــكيلية ملــكاً لــه وتعــر عــن‬ ‫تجربتــه بــكل ثقــة واقتــدار‪.‬‬ ‫نــأيت إىل الســمة البــارزة يف تجربــة عــي حســن‪،‬‬ ‫وهــي اللــون‪ ،‬اللــون الــذي نســتطيع عــره أن‬ ‫نتلمــس مهــارات غــر عاديــة يوظفهــا يف أعاملــه‬ ‫بحذاقــة املحــرف الخبــر‪ ،‬الــذي يتقــن برباعــة‬ ‫غــر مألوفــة توزيــع الدرجــات اللونيــة عــى‬ ‫ســطح اللوحــة‪ ،‬مثــل مايســرو يجيــد التوزيــع‬ ‫الهارمــوين يف اللحــن املوســيقي‪ ،‬وهــو يف هــذا‬ ‫يتالعــب بالتونــات اللونيــة ومؤثراتهــا البرصيــة‬ ‫بطريقــة أقــرب إىل الســحر‪ ،‬ويــزود عنــارص‬

‫مل ِ‬ ‫يــأت مــن فــراغ‪ ،‬ومل يكــن وليــد صدفــة‬ ‫طارئــة‪ ،‬بــل متــرس بالخــرة الدؤوبــة‪ ،‬والرؤيــة‬ ‫العميقــة ملتطلبــات العمــل الفنــي‪ ،‬والوعــي‬ ‫الدائــم لوظيفــة الفــن وقدرتــه عــى اإلبهــار‬ ‫والتأثــر الخــاق يف الحيــاة‪ ،‬ورســم معــامل الجــال‬ ‫وتقدميهــا طازجــة يك ينهــل منهــا اإلنســان مــا‬ ‫يوائــم رغباتــه واحتياجاتــه‪.‬‬ ‫إن ســحر تجربــة عــي حســن يأخذنــا إىل مفاصــل‬ ‫اإلبــداع الحقيقــي الــذي يرتكــز عــى املوهبــة‬ ‫أوالً‪ ،‬ثــم عــى وعــي الــذات والحيــاة املحيطــة‪،‬‬ ‫واملقــدرة عــى هضــم مــا يعرتيهــا مــن حــوادث‬ ‫تؤســس لفــن راق جميــل يــدوم طوي ـاً طوي ـاً‪.‬‬

‫لوحاتــه باســتمرار ببــؤر ضوئيــة يتألــق فيهــا‬ ‫العنــر‪ ،‬وتتــأأل جنباتــه لتعكــس نورانيــة خاصــة‬ ‫مشــبعة بالتجليــات الروحيــة ومتتلــك القــدرة‬ ‫الفائقــة عــى رصــد أعــاق الشــخوص املســكونة‬ ‫مــرة بالحــزن الرفيــع‪ ،‬املكابــر‪ ،‬النبيــل‪ ،‬ومــرة‬ ‫بالفــرح الغامــر املتوثــب‪ ،‬ومــرات بالفجيعــة‬ ‫املــرة املتســامية‪ ،‬أمــا عنــارص الطبيعــة الصامتــة‬ ‫يف أعــال عــي حســن‪ ،‬فهــي مؤطــرة بوظيفــة‬ ‫تتامهــى وتــذوب يف عمــق مــا يحيــط بهــا وال‬ ‫تكتفــي بــأن يكــون لهــا دورا ً تزيينيــاً محــدود‬ ‫الفاعليــة والتأثــر‪ ،‬وهــذا التوظيــف الــذيك أىت‬ ‫بنتائــج باهــرة مــن زاويــة البنــاء التشــكييل‬ ‫املحكــم واملصــاغ بروحيــة طاغيــة أغنــت العمــل‬ ‫ورفعتــه إىل مصــاف التجــارب التشــكيلية البــارزة‪ - .‬الفن��ان التش��كيلي عل��ي حس�ين‪ ،‬موالي��د حل��ب‬ ‫إن تفــرد تجربــة عــي حســن عــر عــدة عقــود‪ / 1956 / ،‬ل��ه مع��ارض كث�يرة داخ��ل س��وريا‬ ‫وتجــدد رؤاه ومشــهديتها التــي ترتقــي باســتمرار وخارجه��ا‪ ،‬عض��و احت��اد التش��كيليني الس��وريني‬

‫الثقافة البصرية‪ ..‬الصورة وسطوتها‬ ‫مصطفى السليمان‬ ‫عــر الصــورة‪ ،‬ســمة تطلــق عــى‬ ‫عرصنــا الراهــن ملــا لهــا مــن تأثــر وقــوة عــى‬ ‫املجتمــع‪ ،‬وهــي أهــم أدوات عاملنــا املعــريف‬ ‫والثقــايف واالقتصــادي واإلعالمــي والســيايس‪،‬‬ ‫وهــي ليســت جديــدة إمنــا أعيــد االعتبــار لهــا‬ ‫لتتحــول مــن الهامــش إىل الحضــور الطاغــي‬ ‫املؤثــر والفاعــل يف تغيــر وجهــة النظــر‬ ‫وتحديــد مصداقيــة الحــدث‪.‬‬ ‫قوة الصورة‪:‬‬ ‫ البــر أهــم وأكرث حواس األنســان اســتخداماً‬‫يف اكتســاب املعرفة وترســيخ واملعلومات‬ ‫ قــوة الصــورة تنطلــق مــن مفهــوم ‪/‬التصديــق‬‫والتكذيب‪/‬‬ ‫ وهــي تخاطــب كل البــر كلغــة ال تحتــاج ‪/‬‬‫ـي أو متعلــم‪ /‬وهــي اللغــة األوســع انتشــارا ً‬ ‫أمـ ّ‬ ‫ وترتبــط بــيء ملمــوس ومحســوس ومحــدد‬‫ال تحتــاج إىل لغــة لتفرسهــا ‪-‬ســهلة التلقــي‪-‬‬ ‫ال تتطلــب كــا اللغــة إىل التأمــل وإشــغال‬ ‫الذهــن‪.‬‬ ‫ وهي تعطي الرسالة دفعة واحدة‬‫‪ -‬وكــا يقــال ليــس را ٍء كمــن ســمع‪ ،‬ويقــال‬

‫أيضــاً إن الصــورة تســاوي ألــف كلمــة‬ ‫ومــع التطــور التقنــي والتكنولوجــي أخــذت‬ ‫الصــورة أبعــادا ً أخــرى وأضيــف لهــا تأثــرات‬ ‫وتقنيــات رســخت أساســيات العمــل‪ ،‬وأصبحت‬ ‫الصــورة أكــر ســطوة وقــوة وتأثــر‪.‬‬ ‫يف الصــورة التلفزيونيــة أخــدت بعــدا ً جديــدا ً‬ ‫عــن الصــورة الثابتــة‪ ،‬فهــي صــورة حيــة‬ ‫متحركــة تتكلــم‪ ،‬وهــذا تأثــر إضــايف‪ ،‬وبســبب‬ ‫تكوينهــا التقنــي وإشــباعها باأللــوان واألصــوات‬ ‫واملؤثــرات أصبــح لهــا حضورهــا البــري‬ ‫والســمعي وتســيطر عليــه‬ ‫التلفزيــون تفــوق عــى وســائل االتصــال‬ ‫واإلعــام األخــرى بســبب قــوة الصــورة‬ ‫املتحركــة وســطوتها يف البيــت وجهــاز‬ ‫الكمبيوتــر والهاتــف النقــال‪ ،‬ومــا مــن وســيلة‬ ‫إعالميــة وإعالنيــة إال وكان للصــورة حضــورا ً‬ ‫ببهائهــا وألوانهــا الزاهيــة‪ ،‬جذابــة ومغريــة‬ ‫توحــي باالســرخاء والتعاطــف‪ ،‬ومتنــح املتعــة‬ ‫للمتلقــي‪ ،‬رسعتهــا خاطفــة‪ ،‬وبســبب رسعتهــا‪،‬‬ ‫وتعقبهــا الشــديد‪ ،‬ال يجــد الذهــن وقتــاً‬ ‫للتفكــر والتمعــن والتأمــل مــن أجــل هــذا‬

‫أصبحــت الصــورة الحيــة أكــر رســائل االتصــال‬ ‫إقناعــاً وقــدرة عــى التأثــر‪.‬‬ ‫الرســالة‪ :‬وللصــورة رســالة تؤديهــا فهــي ليســت‬ ‫للعبــث أو اللهــو‪ ،‬وهــي التــي تحــدد الخطــة‬ ‫التــي أنشــئت ألجلهــا‪ ،‬فهــي بــن مرســل‬ ‫ومســتقبل‪ ،‬وذات مضمــون اســتهاليك أو عميق‪،‬‬ ‫لهــا شــفرة يجــب حلهــا‪ ،‬ومضمــون يســتقر‬ ‫يف العقــل الباطــن للمتلقــي‪ ،‬وهــي هــدف‬ ‫يعكــس مــن قــام بإنتاجهــا وعرضهــا‪ ،‬فعمليــة‬ ‫اختيــار الصــورة تهــدف إىل إيصــال رســالة‬ ‫بعينهــا أو بــث معنــى محــدد‪ ،‬وقــد تكــون‬ ‫محاولــة لتشــويه الحقيقــة أو مواربتهــا فزاويــة‬ ‫الصــورة‪ ،‬دقتهــا‪ ،‬عمليــة املونتــاج التــي تخضــع‬ ‫لهــا‪ ،‬والســياق التــي تثبــت فيــه‪ ،‬والتعليــق‬ ‫الصــويت الــذي يصاحبهــا‪ ،‬أو املكتــوب‪ ،‬ولحظــة‬ ‫البــث املناســبة كلهــا تســاهم يف إحــداث تأثــر‬ ‫معــن‪ ،‬والصــورة ليســت محايــدة وال تقــول‬ ‫الحقيقــة دامئــاً‪ ،‬وتســتطيع أن تخفــي ذلــك‬ ‫أمــي‬ ‫التحيــز وتختلــف قراءتــه الصــورة بــن ّ‬ ‫عنــد قراءتهــا‪ ،‬ومتعلــم يحــاول ق ـراءة املعنــى‬ ‫الكامــن وراء الصــورة وليــس االكتفــاء باملتعــة‪،‬‬ ‫ومــن نتائــج ثقافــة الصــورة أصبحــت تتالعــب‬ ‫بالعقــول‪ ،‬وتأخــذ متابعهــا وتفصلــه عــن الواقــع‬ ‫الحقيقــي بحيــث ال يعــرف الواقــع إال بالصــور‬

‫املتتاليــة املســيطرة‪ ،‬واســتطاعت أن تهيمــن‬ ‫عــى العقــل‪ ،‬وتســيطر عــى املتلقــي اإليجــايب‬ ‫والســلبي الــذي تقتــر لذتــه عــى املتعــة‬ ‫البرصيــة‪ ،‬وأصبحــت تشــكل للمتلقــي تصوراتــه‬ ‫عــن الواقــع‪ ،‬ويف تكويــن شــخصيته بشــكل‬ ‫يفــوق خرباتــه الفعليــة واليوميــة‪.‬‬ ‫أدت صناعــة الصــورة إىل هيمنــة ثقافــة املظهــر‬ ‫والشــكل واإلبهــار واللمعــان عــى حســاب‬ ‫ثقافــة الجوهــر واملضمــون والقيمــة والعمــق‪،‬‬ ‫أصبحــت قــادرة عــل توجيــه ســلوك املتلقــي‬ ‫والتحكــم بذوقــه وعقلــه‪ ،‬وتحديــد مــاذا يــأكل‬ ‫ويــرب ويلبــس‪ ،‬أصبحــت الصــورة وصناعتهــا‬ ‫تقيــم معــادالً خيالي ـاً للواقــع وتســبق الواقــع‬ ‫ومتهــد لــه‪.‬‬ ‫يقــال أن (الصــور ال تكــذب)‪ ،‬ومــع ظهــور‬ ‫أدوات وتقنيــات اإلخــراج واملونتــاج‪ ،‬ومــع‬ ‫تطــور الحيــل التقنيــة والتكنولوجيــة واملؤثـرات‬ ‫البرصيــة والســمعية والرســوم الثالثيــة األبعــاد‬ ‫أصبــح يف اإلمــكان أن نقــول إن الصــورة ممكــن‬ ‫أن تكــذب‪ ،‬ومــع هــذه التقنيــات الهائلــة‪،‬‬ ‫وبــروز وســائل اإلعــام الجديــدة هنــاك فرصــة‬ ‫ســانحة وذهبيــة إلثبــات وجودهــا‪ ،‬وتدعيــم‬ ‫ذواتهــا مــن خــال معركــة الصــورة العامليــة‪،‬‬ ‫والتــي أصبحــت متاحــة للجميــع‪.‬‬


‫حرمل الثقافة واملنوعات‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫غريب الدار‬

‫الدار ال ترحل‬ ‫وقــال لنــا جــدي‪ :‬اســتعدوا لرنحــل‪،‬‬ ‫فلــم يعــد لنــا مقــام يف هــذه الديــار‪،‬‬ ‫وكنــا خائفــن نتلمــس رؤوســنا بعــد‬ ‫كل زوبعــة‪ ،‬وننــام بعــن واحــدة إن‬ ‫ّ‬ ‫ســكنت العاصفــة‪ ،‬واملضــارب شــحيحة‬ ‫الظــل‪ ،‬متقشــفة الحبــال‪ ،‬كانــت‬ ‫ّ‬ ‫البيــوت الداثــرة مثــار خــوف‪ ،‬فمنــذ‬ ‫تهدمت سكنتها العقارب‪ .‬‬ ‫*‬ ‫* *‬ ‫وقــال الج ـ ّد‪ :‬ال آبــاء لكــم‪ ،‬أنــا أبوكــم‪،‬‬ ‫اســمعوا واطيعــوا‪ ،‬هــذه البــاد‬ ‫ســتلبس الســواد ســنني عددا ً‪ ،‬وســيهلك‬ ‫ننــج بأنفســنا‪،‬‬ ‫خلــق كثــر‪ ،‬تعالــوا ُ‬ ‫كل عاصفــة‪ .‬ومثــة‬ ‫مثــة طوفــان بعــد ّ‬ ‫أمــل‪ .‬صلينــا خلــف ج ـ ّدي‪ ،‬أ ّم ّنــا وهــو‬ ‫يقنــت بنــا راجيـاً النجــاة ألحفــاده مــن‬ ‫العاصفة والطوفان‪ .‬‬ ‫* * *‬ ‫وقــال‪ :‬الذنــب ذنبــي‪ ،‬تركــت أوالدي‬ ‫يجربــون حظهــم يف الدنيــا‪ ،‬فعــاد‬ ‫منهــم مــن عــاد مريضــاً بالســفر‪،‬‬ ‫وبقــي منهــم مــن بقــي متعلّــاً‬ ‫بالريــح‪ ،‬الريــح تــأيت وتذهــب‪ ،‬والليــايل‬ ‫بقــدر األيــام‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫وقــال ال تنتظــروا أحــدا ً‪ ،‬ابنــوا بيوتكــم‬ ‫الجديــدة بحجــارة جديــدة‪ ،‬واتركــوا‬ ‫للعاصفــة دربـاً يك متـ ّر‪ ،‬وهـ ّزوا عصيّكم‬ ‫كل عصــا شــجرة خرضاء‪.‬‬ ‫للربيــع‪ ،‬ففــي ّ‬ ‫* * *‬

‫وقــال‪ :‬اقــرؤوا الحيــاة بحــب‪ ،‬فــإن‬ ‫مل تجــدوا فبحكمــة‪ ،‬فــإن مل تجــدوا‬ ‫فاتركــوا أوراقهــا إىل حــن‪ ،‬فــإن كانــت‬ ‫فــرب‬ ‫رصوهــا ألوالدكــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خــراء ف ّ‬ ‫حكمــ ٍة تنتظــر‪ ،‬وإن كانــت ذابلــة‬ ‫فربــا عــادت رطبــة‪.‬‬ ‫فاتركوهــا إىل حــن ّ‬ ‫* * *‬ ‫وقــال‪ :‬ال تقيمــوا طويـاً يف الخيــام‪ ،‬فــا‬ ‫حيــاة يف مــدر‪ ،‬وال ندامــة يف حجــر‪ ،‬كل‬ ‫البيــوت تتهــدم‪ ،‬وتنهــض‪ ،‬حــن تســكن‬ ‫العاصفــة ســنعرث عــى الــدار‪ ،‬الــدار ال‬ ‫ترحــل‪.‬‬ ‫* * *‬ ‫كان جــدي يطــوي رغيفــاً يف يــده‪،‬‬ ‫وأحفــاده يبحثــون يف هيــكل ســفينة‬ ‫عــن مركبــة صالحــة لتمــي عــى أرض‬ ‫تســيل عليهــا النــار‪ ،‬كان جــدي يبتســم‪،‬‬ ‫وكنــا نصنــع املركــب العجيــب‪ ،‬ونســأله‬ ‫ع ّمــن يركــب أ ّوالً‪ ،‬األبنــاء املــرىض‪،‬‬ ‫األحفــاد األشــقياء‪ ،‬األحفــاد الصالحــون‪،‬‬ ‫مــد ّرس اللغــة اإلنكليزيــة‪ ،‬بنــت عمــي‬ ‫التــي مل تــ َر أباهــا‪ ،‬قفــص الدجــاج‪،‬‬ ‫جــ ّديت‪ ،‬األطفــال الرضّ ــع‪ ،‬البقــرة‪،‬‬ ‫املسدســات الجديــدة‪ ،‬الســيف القديم‪،‬‬ ‫خابيــة املــاء‪ ،‬ع ّمتــي العرجــاء‪ ،‬عــ ّدة‬ ‫الشــاي والقهــوة‪ ،‬الس ـ ّجادة العجميّــة‪،‬‬ ‫الحــب والشــجر‪.‬‬ ‫بــذور‬ ‫ّ‬ ‫نتناقــش‪ ،‬وجــدي يطــوي الرغيــف‪،‬‬ ‫ويبتســم‪ ،‬مل تكــن جبهتــه غــر غيمــة‬ ‫ســمراء‪ ،‬وكان يبتســم‪ ،‬والرغيــف يف‬

‫ثقافة الفشل‬

‫يــده‪ ،‬ونحــن جائعــون‪ ،‬نتقــدم منــه‪،‬‬ ‫ونســأله‪ ،‬ومنـ ّد أيدينــا‪ ،‬وجـ ّدي هنــاك‪..‬‬ ‫هنــاك غيمــة ســمراء أمطــرت‪ ،‬هربــت‬ ‫مــن حضــن جــ ّدي‪ ،‬وأيدينــا املمتــدة‬ ‫عــادت مبتلّــة بالــدم‪.‬‬ ‫كانــت العاصفــة أقامــت فوقنــا زمن ـاً‪،‬‬ ‫تهــدم ســقف ع ّمــي الكبــر‪ ،‬وتداعــت‬ ‫جــدران الطــن‪ ،‬ظـ ّـل بيــت ع ّمــي الثــاين‬ ‫صامــدا ً‪ ،‬لكــن نــار املوقــد تناثــرت يف‬ ‫الليــل بفعــل الريــح و احــرق بيــت‬ ‫ع ّمــي مــع بيــوت أربعــة إخــوة آخرين‪،‬‬ ‫تشــاجر األعــام و األبنــاء يف مشــاجرة‬ ‫مديــدة مل يبــق فيهــا حجــر عــى حجــر‪.‬‬ ‫جــاؤوا بجـ ّدي مــن داره الكبــرة ليتدبّر‬ ‫أمــر مــن تبقــى مــن العائلــة‪ ،‬فغــر‬ ‫الذيــن قضــوا نحبهــم ‪ ،‬فثمــة الذئــاب‬ ‫التــي يف الربيــة كانــت تعــوي أيضـاً ‪ ،‬و‬ ‫الريــح كانــت تغ ّنــي لنــا يف الليــل‪ .‬جـ ّن‬ ‫نف ـ ٌر مــن العائلــة ‪ ،‬و مل نعــد يف غنــى‬ ‫عــن الج ـ ّد ‪ ،‬الــذي ق ـ ّرر يف النهايــة أن‬ ‫ينجــو بأحفــاده‪.‬‬ ‫يف صبيحــة اليــوم التــايل أيقظنــا ‪ ،‬بنــرة‬ ‫آمــرة طلــب منــا الذهــاب إىل أطــال‬ ‫بيوتنــا نلــ ّم قطــع عربتــه القدميــة‪،‬‬ ‫تجمعنــا خائفــن باحثــن‪ ،‬نقيــم حجـرا ً‬ ‫عــن حجــر‪ ،‬متربمــن ضجريــن‪ ،‬فكيــف‬ ‫يريــد منــا تركيــب العربــة يف بضعــة‬ ‫أيــام ‪ ،‬وســيدنا نــوح عليــه الســام‬ ‫صنــع الســفينة يف أعــوام؟ كانــت‬

‫إبراهيم العلوش‬ ‫عنــد تســليم رشكــة (نوكيــا) التــي اشــرتها (ميكروســوفت)‪ ،‬ألقــى‬ ‫مديرهــا خطابـاً يلخــص انحــدار الرشكــة‪ ،‬التــي أفلســت بعدمــا كانــت‬ ‫األوىل عــى مســتوى العــامل يف صناعــة املوبايــات‪:‬‬ ‫ مل نفعل شيئاً خاطئاً‪ ،‬ولكننا مل نستطع مواكبة التغريات!!‬‫ليتنــا منتلــك شــجاعة ووضــوح هــذا املديــر‪ ،‬وبالغــة كلامتــه التــي‬ ‫تداولتهــا وكاالت األنبــاء العامليــة‪ ،‬وتناولهــا املحللــون‪ ،‬واملعلقــون‪،‬‬ ‫وأربــاب األعــال واملشــاريع‪ ،‬باحــرام وخشــية‪.‬‬ ‫أمــا نحــن الســوريني‪ ،‬فقــد فجرنــا إحــدى أعظــم الثــورات يف تاريــخ‬ ‫املنطقــة‪ ،‬ولكننــا مل نواكــب التغـرات التــي أفرزتهــا الثــورة‪ ،‬وأفرزتهــا‬ ‫التدخــات الخارجيــة‪ ،‬وبقينــا نتشــى ونتطلّــب ونأمــر العــامل بإنقاذنــا‬ ‫مــن النظــام القاتــل‪ ،‬دون أن نفعــل الــيء الــكايف إلنقــاذ أنفســنا‪،‬‬ ‫وإنقــاد شــعبنا مــن وحشــية النظــام‪ ،‬وفاشــية التنظيــات التــي‬ ‫تســتغل الديــن‪ ،‬وتســتعمله مــررا ً للقتــل والتهجــر والتعذيــب!‬ ‫ورغــم كل الكــوارث التــي ا ُِصبنــا بهــا‪ ،‬لكننــا مــا نــزال متشــبثني‬ ‫بالقوالــب الذهنيــة التــي تكرســت يف عقولنــا عــر خمســن ســنة مــن‬ ‫االســتبداد والحكــم املخابــرايت الوحــي‪.‬‬ ‫فالقيــادي أو املســؤول عــن مــروع أو عــن مهمــة‪ ،‬متــورم ومتطلّــب‪،‬‬ ‫ويك ـ ّرر ميزاتــه الفنيــة والتعبويــة‪ ،‬ويؤمــن بنــدرة أمثالــه الذيــن ال‬ ‫يجــود بهــم الزمــان واألوان إال بعــد اق ـرانٍ بــن النجــوم والكواكــب‪،‬‬ ‫فهــو يعتقــد بأنــه فريــد عــره وأوانــه‪ ،‬وال تزحزحــه املقرتحــات‬ ‫واآلراء‪ ،‬وال النصائــح بالســاع للنــاس وللمالحظــات‪ ،‬فهــو عــى‬ ‫شــاكلة رئيــس العشــرة‪ ،‬أو أمــن الشــعبة الحزبيــة‪ ،‬أو رئيــس مفــرزة‬ ‫املخابـرات يف بلدتــه أو قريتــه التــي فـ ّر منهــا‪ ،‬ال يأتيــه الخطــأ ال مــن‬ ‫فوقــه وال مــن تحتــه‪.‬‬ ‫مبثــل هــؤالء القــادة وأعوانهــم واألجهــزة امللحقــة بهــم‪ ،‬ت ـ ّم خنــق‬ ‫ثــورة الشــعب الســوري‪ ،‬لتســتلمها الــدول اإلقليميــة وغــر اإلقليميــة‪،‬‬ ‫وليتفــرد النظــام بالبــاد‪ ،‬متفاخـرا ً بــأن الفشــل والتطــرف هــو البديــل‬ ‫األكيــد الســتبداده!‬ ‫متــى نســتجيب للمتغــرات املتســارعة‪ ،‬ولألمثــان الباهظــة التــي‬ ‫يدفعهــا النــاس كل يــوم‪ ،‬بــل كل ســاعة‪ ،‬متــى نخــرج مــن ذهنيــة‬ ‫االســتبداد واألنــا املتورمــة‪ ،‬التــي ال تكســب صاحبهــا إال الخيبــة‪ ،‬وال‬ ‫تثــر باملحيطــن بــه إال النفــور والفـرار مــن محيطــه املوبــوء بالفشــل!‬ ‫لقــد تشــكلت منظــات للمجتمــع املــدين يف كل البلــدات واملــدن‪،‬‬ ‫وفشــل معظمهــا‪ ،‬ليــس فقــط بســبب متــدد التيــار املتطــرف‪ ،‬وإمنــا‬ ‫فشــل أيضــاً بســبب االســتبداد الفــردي‪ ،‬والهيمنــة الفرديــة مــن‬ ‫قبــل القامئــن عــى املنظــات‪ ،‬واالرتهــان لعقليــة عنــر بــن شــداد‪،‬‬ ‫وعقليــة الناشــط الســوبرمان‪ ،‬املكتفــي بذاتــه أو مبصلحتــه‪ ،‬مســتثمرا ً‬ ‫شــهرته وقدراتــه‪ ،‬عــى حســاب دمــاء النــاس ومعاناتهــم‪ ،‬والدليــل‬ ‫عــى ذلــك أ ّن الكثــر مــن الناشــطني‪ ،‬عندمــا هاجــروا وبنــوا نفــس‬ ‫املؤسســات املدنيــة‪ ،‬وبنفــس العقليــة‪ ،‬فقــد فشــلوا أيض ـاً‪ ،‬ألن هــذا‬ ‫االســتئثار وهــذه األنانيــة‪ ،‬ال ميكــن أن يبنيــا منظمــة أو مؤسســة‬ ‫أو مطبوعــة يقبلهــا النــاس‪ ..‬فهــل تبنــى املؤسســات الدميقراطيــة‬ ‫بعقليــة االســتبداد؟‬ ‫نحتــاج يف أعاملنــا ويف مؤسســاتنا املدنيــة‪ ،‬ويف كل نواحــي نشــاطاتنا‪،‬‬ ‫إىل االنتقــال مــن ذهنيّــة األنانيــة‪ ،‬إىل عقليــة التشــاركية‪ ،‬وروح الفريق‬ ‫املتفاعــل واملتكافــئ‪ ،‬نحتــاج إىل قليــل مــن التواضــع‪ ،‬واالعــراف‬ ‫وإل ســننحدر‬ ‫باألخطــاء‪ ،‬وعــدم إخفائهــا تحــت الطاولــة أو تجاهلهــا‪ّ ..‬‬ ‫مــن فشــل إىل فشــل‪ ،‬ومــن تهجــر إىل ترشيــد‪ ،‬ومــن مســتبد إىل‬ ‫آخــر‪ ..‬وآخــر!!!‬

‫عيسى الشيخ حسن‬ ‫القطــع صدئــة متهالكــة‪ ،‬ولكــن مــا‬ ‫مــن حــل غــر هــذا‪ ،‬جـ ّدي حىك لنــا أ ّن‬ ‫جـ ّده كانــت لديــه عربــة عجيبــة تقــاد‬ ‫مــن غــر دابّــة‪ ،‬يضــع فيهــا مــاء أصفــر‬ ‫فتمــي برسعــة عجيبــة‪ ،‬كنــا نضحــك‬ ‫فــا بـ ّد أن ج ّدنــا بلــغ مــن الكــر عتيّاً ‪،‬‬ ‫وخلــط يف حكاياتــه بــن الجـ ّد واملـزاح‪.‬‬ ‫وصلنــا الليــل بالنهــار‪ ،‬خمســة مــن‬ ‫األحفــاد تعرضــوا للــدغ العقــارب‪،‬‬ ‫واحــد منهــم مــات‪ ،‬ونجــا اآلخــرون‪،‬‬ ‫ال وقــت للحــزن‪ ،‬جــدي يــرف علينــا‬ ‫ونحــن نركّــب أج ـزاء العربــة فنخطــئ‬ ‫ونصيــب‪ ،‬حتــى متثّلــت لنــا هيــكالً‬ ‫غريب ـاً كأنــه دابّــة ‪ ،‬بأرجــل مســتديرة‬ ‫مــن خشــب ويديــن مديدتــن قــال‬ ‫بغــل‬ ‫جــدي ‪ :‬كان عنــدي ٌ‬

‫«وطن» الوجع والقهر‬ ‫افتتاح معرض الفنانة السورية محاسن سبع العرب يف الشارقة‬ ‫الشارقة ‪ -‬الحرمل‬

‫افتتــح الدكتــور عمــر عبــد العزيــز‬ ‫رئيــس مجلــس إدارة النــادي العــريب‬ ‫يف دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪،‬‬ ‫معــرض الفنانــة التشــكيلية الســورية‬ ‫محاســن ســبع العــرب‪ ،‬الــذي حمــل‬ ‫عنــوان (وطــن)‪ ،‬وذلــك يف صالــة‬ ‫النــادي الثقــايف العــريب يف مدينــة‬ ‫الشــارقة‪ ،‬وبحضــور حشــد مــن النقــاد‬ ‫والفنانــن واملهتمــن بالشــأن الثقــايف‪.‬‬ ‫ضــم املعــرض تســعة عــر عمـاً فنيـاً‬ ‫يف مجــايل الرســم والنحــت‪ ،‬وتــدور‬ ‫الفكــرة األساســية ملعظــم األعــال يف‬

‫فلــك الوطــن بــكل فرحــه ومآســيه‬ ‫ووجعــه وآمالــه‪ ،‬وحاولــت الفنانــة أن‬ ‫تعــر عـ ّـا يف داخلهــا لوطــن مل تعــش‬ ‫فيــه‪ ،‬ومل تعرفــه عــن كثــب‪ ،‬إمنــا خلقته‬ ‫كــا تشــاء‪ ،‬وبالشــكل الــذي تحــب أن‬ ‫تــراه فيــه‪ ،‬فرســمته مــ ّرة بجدرانــه‬ ‫القدميــة املعتقــة‪ ،‬وحجارتــه الســوداء‪،‬‬ ‫ومــرة أخــرى اســتدعت مشــاهد قدميــة‬ ‫دمرتهــا الحــرب‪ ،‬وأعــادت صياغــة‬ ‫مفرداتــه مــن جديــد‪ ،‬لتكــون مبثابــة‬ ‫توثيــق ألمكنــة قــد تندثــر ومتحوهــا‬ ‫الذاكــرة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫الفنانــة محاســن رســمت الوطــن مــن متذوقــي الفــن ومحبيــه يف دولــة‬ ‫أيضــاً مبســاحة ســوداء تخــرج منهــا اإلمــارات‪.‬‬ ‫أف ـراح صغــرة ملونــة ثــم تتــاىش‪ ،‬ويف‬ ‫عمــل خــزيف الفــت حولــت الوطــن‬ ‫إىل إنســان يحــاول كــر كل مــا عــاه‬ ‫مــن ظلــم وقهــر ومــوت ليقــف مــرة‬ ‫أخــرى عــى قدميــه‪ ،‬وهــي تحــاول يف‬ ‫معظــم أعاملهــا أن متــزج بــن الشــعر‬ ‫والتشــكيل‪ ،‬وأن تخــرج الشــعر مــن‬ ‫كونــه حــر عــى ورق إىل فضــاء األعامل‬ ‫التشــكيلية ســواء أكانــت لوحــة أو‬ ‫عمـاً خزفيـاً‪ ،‬ألن التشــكيل فــن أممــي‬ ‫أكــر مــن الشــعر‪ ،‬فمــن الســهل قراءته‬ ‫مــن رشيحــة أكــر وأوســع مــن مختلف‬ ‫الجنســيات والثقافــات‪ ،‬وتنوعــت‬ ‫باقــي األعــال بــن الرمزيــة والواقعيــة‬ ‫والحروفيــات‪.‬‬ ‫تــى املعــرض جلســة حواريــة حــول‬ ‫األعــال املعروضــة أدارهــا الفنــان‬ ‫التشــكييل الفلســطيني أحمــد حيلــوز‪،‬‬ ‫واســتقبل املعــرض املتابعــن ملــدة‬ ‫أســبوع كامــل‪ ،‬وكان الحضــور الفتــاً‬

‫صحيفة احلرمل‪ :‬ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع بيت الرقة لكل السوريني‬

‫‪M‬‬

‫‪O‬‬

‫‪C‬‬

‫‪.‬‬

‫‪L‬‬

‫‪A‬‬

‫‪M‬‬

‫رئي��س جمل��س اإلدارة و رئي��س التحري��ر‪ :‬بس��ام البليب��ل ‪ /‬مدي��ر التحري��ر‪ :‬يوس��ف دعي��س للتواصل عرب فيس بوك‬ ‫‪ ALHARMAL : 15 günde bir Siyasi ve Kültürel Gazete‬للتواصل عرب تويرت‬ ‫‪ SAYI:33 YIL: 2016 )2) -‬للتواصل عرب الربيد اإللكرتوني‬

‫‪İMTİYAZ SAHİBİ: ŞÜKRÜ KIRBOĞA - EDİTÖR: BASSAM ALBULAIBL‬‬ ‫‪BASKI: İMAJ OFSET.Sırrın Mah.647 sok.no:33‬‬ ‫‪MOB: 00905316201958‬‬

‫‪R‬‬

‫‪A‬‬

‫‪H‬‬

‫‪L‬‬

‫‪A‬‬

‫‪.‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫‪W‬‬

‫‪Facebook.com/AlharmalJournal‬‬

‫‪Twitter.com/AlharmalJournal‬‬ ‫‪Alharmal.journal@gmail.com‬‬

‫‪Muzaffer kartal bahçelievler- hekŞmler apt no.3 ŞanliUrfa‬‬


‫‪12‬‬

‫حرمل الثقافة‬

‫زاويـة حـرة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫من أعمال الفنان التشكيلي السوري علي حسني‬

‫صفحة‪10 ..‬‬

‫اجلدار العازل‬

‫ت��اج ّ‬ ‫اجلني��ات جدي��د وف��اء ش��هاب الدي��ن‬

‫الحرمل ـ القاهرة ـ خاص‬ ‫صــدر حديثــاً عــن دار اكتــب للنــر‬ ‫والتوزيــع يف القاهــرة روايــة (تــاج الجنيــات)‬ ‫للكاتبــة الروائيــة وفــاء شــهاب الديــن‪ ،‬مديــر‬ ‫مركــز شــهرة للخدمــات اإلعالميــة‪.‬‬ ‫تقــع الروايــة يف ‪ 195‬صفحــة مــن القطــع‬ ‫املتوســط وهــي الروايــة الخامســة لوفــاء‬ ‫شــهاب الديــن‪ ،‬التــي تتســم كتاباتهــا بلغــة‬ ‫شــعرية مميــزة‪ ،‬وتلتــزم خط ـاً واقعي ـاً ممتزج ـاً‬ ‫برومانســية ناعمــة‪ ،‬صمــم الغــاف الفنــان‬ ‫أحمــد فــرج‪..‬‬ ‫يبــدأ الكتــاب بإهــداء عاصــف لشــخص مــا‬ ‫نعتتــه الكاتبــة بالخطيئــة التــي اختلقتهــا‬ ‫مخيلتهــا‪ ،‬وظــل العقــل يحــارب مــن أجــل‬ ‫غفرانهــا‪ ،‬ولكنــه مل يوفــق‪ ،‬ثــم تبــدأ أحــداث‬ ‫الروايــة عنــد وفــاة جــدة «نهــاد» الشــخصية‬ ‫املحوريــة يف الروايــة‪ ،‬وتنتقــل بنــا الســاردة‬ ‫إىل عــامل آخــر يختلــف عــن عــامل القاهــرة‬ ‫والحضــارة‪ ،‬حيــث تعيــش «نهــاد» حيــاة أخــرى‬ ‫بالتحديــد حيــاة جدتهــا بــكل مــا فيهــا مــن‬ ‫واقــع مغايــر‪ ،‬وتفكــر مختلــف‪ ،‬ثــم تعــود‬ ‫لتســتعيد حيــاة األســتاذة الجامعيــة لتصلنــا‬ ‫بواقعنــا املعــارص‪ ،‬ثــم تعــود دون ســابق إنــذار‬ ‫لحياتهــا الثانيــة التــي مل تكــن أكــر إمتاعـاً مــن‬ ‫حياتهــا الحاليــة‪ ،‬وتتأرجــح بــن حيــاة قدميــة‪،‬‬ ‫وحياتهــا العاديــة‪ ،‬والتــي يف مرحلــة متقدمــة‬ ‫أصبحــت تخلــط بينهــا‪ ،‬فتنــادي زوجهــا‬ ‫«نديــم» األســتاذ الجامعــي باســم «أحمــد»‬ ‫خطيبهــا‪ ،‬الــذى قتــل‪ ،‬ثــم يكتشــف القــارئ‬ ‫عــددا ً مــن األحــداث املتشــابهة يف الحياتــن إىل‬ ‫أن تتحــرر «نهــاد» متامــاً مــن األخــرى التــي‬ ‫تســكنها وتحولهــا إىل إنســانة ال تعرفهــا‪.‬‬ ‫وتتخــذ األحــداث وتــرة متســارعة ال يــكاد‬ ‫القــارئ يلتقــط أنفاســه حتــى يشــعر أن إحــدى‬

‫شــخصيات الروايــة قــد قــام باختطافــه‪ ،‬حيث‬ ‫يقــوم عــدد مــن الشــخصيات برســم األحداث‬ ‫التــي متتنــع نهــاد عــن ذكرهــا‪ ،‬فــرى ســامي‬ ‫شــقيقها يحــي أحــداث أرسيــة أنفــت نهــاد‬ ‫عــن الخــوض بهــا وقصــة حبهــا الخالــدة‬ ‫مــع الصحفــي جــواد والــذي وقفــت عوائــق‬ ‫أرسيــة دون إمتــام زواجهــا‪ ،‬ويلتقــط منــه‬ ‫والدهــا الخيــط ليكمــل‪ ،‬ثــم زوجهــا لنجــد‬ ‫أنفســنا تحــت تأثــر أحــداث حيــة تــدور بنــا‬ ‫لنتذكــر يف النهايــة أن نهــاد ككل أنثــى تطمــح‬ ‫للحــب والحيــاة الطيبــة‪ ،‬وأن كل مــا مــرت‬

‫بــه مــن أحــداث ال يعــدو عــن كونــه درس ـاً‬ ‫تتعلــم منــه كيــف تتســامح مــع مــن أســاء‬ ‫إليهــا بغــر قصــد‪.‬‬ ‫الكاتبــة وفــاء شــهاب الديــن لهــا أنشــطة‬ ‫كثــرة؛ حيــث كتبــت الكثــر مــن املقــاالت‬ ‫والقــراءات‪ ،‬وقدمــت مــن خــال الجرائــد‬ ‫واملواقــع اإللكرتونيــة واملجــات الكثــر مــن‬ ‫العــروض املميــزة إلصــدارات كتــاب ومبدعــن‬ ‫مــن خــال عملهــا كمستشــار إعالمــي‬ ‫للعديــد مــن دور النــر وللكتــاب املســتقلني‬ ‫ومديــرا ً ملركــز شــهرة اإلعالمــي‪.‬‬

‫دراس��ة‪ % 27 :‬من الشباب الس��وري «يؤمن بعودة احلراك السلمي»‬ ‫سامرت لألنباء‬ ‫طــرح الباحــث الســوري‪« ،‬مصطفــى حايــد»‬ ‫ســؤاالً عــى ‪ 129‬ناشــطاً وناشــطة ســوريني‬ ‫ينتمــون إىل ‪ 22‬مدينــة ســورية‪ ،‬مــن الفئــة‬ ‫العمريــة (‪ ،)38 – 18‬عــن مــدى ثقتهــم بعــودة‬ ‫الحــراك الســلمي بعــد «عســكرة» الثــورة‬ ‫الثوريــة بشــكل شــبه كامــل‪.‬‬ ‫جــاء ذلــك يف نــدوة اســتضافها البيــت الثقــايف‬ ‫الســوري يف اســطنبول «هامــش»‪ ،‬مســاء‬ ‫الســبت ‪ ،2016/1/30‬بعنــوان «الحــراك‬ ‫الســلمي الســوري» للباحــث الســوري مصطفى‬ ‫حايــد‪ ،‬يف صالــة دار نــر «بــاالم»‪،‬‬ ‫وجــاءت إجابــات الناشــطني موزعــة عــى‬

‫أربــع فئــات شــبه متســاوية‪ ،‬يف الفئــة األوىل‪،‬‬ ‫قــال (‪ )% 27‬مــن الناشــطني إن الح ـراك قــادر‬ ‫عــى اســتعادة زمــام املبــادرة؛ ويف الثانيــة‪ ،‬قــال‬ ‫(‪ )% 26‬مــن الناشــطني إن الح ـراك قــادر عــى‬ ‫اســتعادة زمــام املبــادرة‪ ،‬ولكــن بــروط معينة؛‬ ‫ويف الثالثــة‪ ،‬قــال (‪ )% 24‬منهــم إن الحـراك غــر‬ ‫قــادر عــى اســتعادة زمــام املبــادرة‪ .‬أمــا الفئــة‬ ‫الرابعــة فشــكلت نســبة ‪ % 23‬وكان جوابهــا «ال‬ ‫أدري»‪.‬‬ ‫والبحــث هــو جهــد ميــداين‪ ،‬وخالصــات بحثيــة‪،‬‬ ‫اعتمــد فيهــا منهجــاً اســتقرائياً‪ ،‬بنــاء عــى‬ ‫معطيــات وصفيــة اســتقاها مــن لقــاءات مــع‬ ‫‪ 129‬ناشــطاً وناشــطة ســلميني‪ 41‬ناشــطاً منهــم‬

‫فقــط يعيشــون خــارج ســوريا‪ ،‬خــال فــرة‬ ‫امتــدت ســتة أشــهر‪ ،‬وانتهــت بورشــة عمــل يف‬ ‫غــازي عينتــاب برتكيــا يف ‪ 29‬حزيــران ‪.2014‬‬ ‫وحــاول البحــث‪ ،‬حســب «حايــد»‪ ،‬توثيــق‬ ‫جوانــب الحــراك‪ ،‬ورصــد الــدروس املســتفادة‬ ‫منــه‪ ،‬ملخصــاً يف آخــره توصيــات النشــطاء‬ ‫وآرائهــم‪ ،‬كــا حــاول اســتقراء الحــراك يف‬ ‫املرحلــة الفائتــة‪ ،‬واســترشاف مراحلــه املقبلــة‪،‬‬ ‫إضافــة إىل توثيــق تجربــة الحــراك املــدين يف‬ ‫ســوريا وتعزيــزه‪ ،‬متجنب ـاً الق ـراءات التنظرييــة‪،‬‬ ‫ومســتندا ً بشــكل كامــل إىل تجــارب النشــطاء‬ ‫الفاعلــن وآرائهــم‪ ،‬والنقــاش معهــم حــول‬ ‫مســتقبل الحــراك‪.‬‬

‫فرضــت الحكومــة الرتكيــة فيــزا عــى‬ ‫الســوريني القادمــن إليهــا مــن دول العــامل يف‬ ‫اإلجــازات ليلتقــوا بأهاليهــم النازحــن مــن‬ ‫األرايض الســورية‪ ..‬ليســت املشــكلة يف فــرض‬ ‫الفيــزا عــى مالهــا مــن تأثــر يسء يطــال‬ ‫الســوريني واألت ـراك أيض ـاً الذيــن ســينخفض‬ ‫دخلهــم بانخفــاض أعــداد الســوريني‬ ‫«الســياح» الذيــن يســتأجرون بيوتــا أو‬ ‫يقيمــون يف الفنــادق ويرتــادون املطاعــم‪،‬‬ ‫باختصــار قــوة رشائيــة وعملــة ســيصبح‬ ‫تدفقهــا محــدودا ً إىل تركيــا‪ ..‬املضحــك يف‬ ‫األمــر أ ّن القـرار اســتثنى الســوريني القادمــن‬ ‫عــر املعابــر الحدوديــة الربيــة‪ ،‬وفــرض الفيـزا‬ ‫عــى القادمــن جــ ّوا ً أو بحــرا ً!‬ ‫هــل هنــاك معــر حــدودي بــري مفتــوح بــن‬ ‫ســوريا وتركيــا ليمــر منــه الســوريون مــن‬ ‫دون فيـزا؟ ومــاذا عــن الجــدار العــازل الــذي‬ ‫تبنيــه تركيــا للحــد مــن دخــول الالجئــن‬ ‫الســوريني إىل أراضيهــا؟‬ ‫بنــاء الجــدار العــازل عــى الحــدود الرتكيــة‬ ‫الســورية ليــس اخرتاعــاً تركيــاً تســتحق أن‬ ‫تأخــذ عليــه ب ـراءة االخ ـراع ســوى يف جزئيــة‬ ‫منــه وهــو حفــر الخنــدق وراءه‪ ،‬وحفــر‬ ‫الخنــدق فكــرة مســتوحاة مــن التاريــخ‬ ‫اإلســامي يف الحــروب‪ ،‬إذن هــذه الجزئيــة‬ ‫تخــص الحــرب‪ ..‬الجــدار الــذي تبنيــه تركيــا‬ ‫مــن أجــل منــع الالجئــن الســوريني مــن‬ ‫املــرور إىل أراضيهــا عــن طريــق املهربــن‬ ‫أو بشــكل فــردي مغامريــن بحياتهــم التــي‬ ‫يســتهني بهــا «الجندرمــة» عــى الحــدود فــا‬ ‫تكلــف أكــر مــن رصاصــة تطلقهــا يــد ثابتــة‬ ‫وروح ال مباليــة بحيــاة اآلخريــن‪.‬‬ ‫ورمبــا لتجنــب الحكومــة الرتكيــة جنودهــا‬ ‫وزر قتــل النفــس التــي حــ ّرم اللــه قتلهــا‬ ‫إالّ بالحــق‪ ،‬قامــت ببنــاء هــذا الجــدار‪،‬‬ ‫وبغــض النظــر عــن الخنــدق املرافــق‪ ،‬فــإ ّن‬ ‫بنــاء الجــدار العــازل فكــرة قامــت باألســاس‬ ‫للفصــل بــن معســكرين رشقــي وغــريب حــن‬ ‫قامــت أملانيــا ببنائــه بــن برلــن الرشقيــة‬ ‫والغربيــة‪.‬‬ ‫ومــع أ ّن الفكــرة بدائيــة وتــدل عــى عنرصيــة‬ ‫مــن يقومــون بهــا إالّ أنّهــا أخـ ُّـف وطــأة بكثــر‬ ‫مــن الفصــل بجــدار عنــري فكــري يقــوم‬ ‫عــى تهديــم بنــاء اإلنســان إلحــال بنــا ٍء غــره‬ ‫يكتســب صالبتــه مــن هشاشــة األخــاق‬ ‫وعمــق التطــرف‪.‬‬ ‫وبنــاء جــدار مــن حجــر هــو دليــل عــى‬ ‫ضعــف يف خلــق تــوازن أو فــرض فكــرة بقــوة‬ ‫املنطــق والحــق‪ .‬وأحيانـاً يلجــأ إليهــا صاحــب‬ ‫املنطــق والحــق حــن يكــون الطــرف اآلخــر‬ ‫غــر قابــل للتفاهــم!‬ ‫وهــي ســاح املتعنــت الــذي يريــد أن‬ ‫يغتصــب حــق اآلخريــن وهــو يــدرك متامــاً‬ ‫أنّــه ال يســتطيع إخضاعهــم كــا فعلــت‬ ‫إرسائيــل حــن بنــت الجــدار العــازل‪.‬‬ ‫فالعــزل لغــة هــو اإلقصــاء واإلبعــاد وهدفــه‬ ‫الترشيــد والتهميــش حــن يكــون نهــج‬ ‫الحكومــات ضـ ّد شــعوبها‪ ..‬ويختلــف يف وجــه‬ ‫واحــد عــن عــزل أصحــاب األم ـراض املعديــة‬ ‫يف الغايــة‪ ،‬أل ّن هــدف العــزل هنــا إنســاين‬ ‫بحــت‪ ،‬وهــو الحــد مــن انتشــار املــرض‪.‬‬ ‫والعــزل هــو ســاح ســلطة مغتصبــة للحكــم‬ ‫تريــد أن تقمــع شــعبها‪ ،‬ومتنعــه مــن الدفــاع‬ ‫عــن كرامتــه بطــرد محتــل يــؤذي مشــاعره‪،‬‬ ‫كــا حــدث يف مــر حــن بنــت الســلطات‬

‫ابتسام تريسي‬ ‫املرصيــة جــدارا ً عــازالً أمــام الســفارة‬ ‫اإلرسائيليــة يف القاهــرة ملنــع املتظاهريــن مــن‬ ‫مهاجمــة الســفارة وإنـزال علــم إرسائيــل بعد‬ ‫أن أنزلــه أحمــد الشــحات ألول مــرة وأعادتــه‬ ‫الســلطات إىل مكانــه بعــد ثــورة ينايــر ‪،2011‬‬ ‫لكــ ّن الســلطة املرصيــة مل تســتخدم ألواحــاً‬ ‫معدنيــة كــا فعلــت إرسائيــل بــل اكتفــت‬ ‫«مــن أجــل التوفــر يف التكلفــة» ببنائــه‬ ‫بكســارات املــوج‪،‬‬ ‫بحجــارة كبــرة أشــبه ّ‬ ‫ويبــدو أنهــم بعــد إنهائــه أعجبتهــم الفكــرة‬ ‫فأقامــوا جــدران مشــابهة يف شــارع محمــد‬ ‫محمــود‪ ،‬وشــارع منصــور وشــارع الشــيخ‬ ‫ريحــان وشــارع القــر العينــي‪ ،‬وهــذه املــرة‬ ‫لحاميــة وزارة الداخليــة!‬ ‫حكومــات تخــاف مــن تفكــر شــبابها‬ ‫الحــر فتبنــي جــدارا ً عــازالً يحميهــا منهــم‪،‬‬ ‫وحكومــات تخــاف مــن اختــاط فكريــن‬ ‫فتبنــي جــدارا ً عــازالً‪ ،‬وحكومــات تخــاف‬ ‫مــن أصحــاب األرض األصليــن فتبنــي جــدارا ً‬ ‫عــازالً‪ ..‬وحكومــات تخــى مــن نازحــن‬ ‫رشدهــم القصــف والقتــل يف بالدهــم‬ ‫ُعــ ّزل ّ‬ ‫فتبنــي جــدارا ً عــازالً ليموتــوا هنــاك يف العـراء‬ ‫برصــاص الجندرمــة أو يف الخنــدق أو عطش ـاً‬ ‫وجوعـاً أو عــى أيــدي الطياريــن املتعطشــن‬ ‫كل دول العــامل‪.‬‬ ‫لدمــاء الســوريني مــن ِّ‬ ‫وامللفــت للنظــر أن بنــاة الجــدران هــؤالء‬ ‫يســتندون عــى جــدران الدميقراطيــة‬ ‫ويتفيــؤون بظاللهــا فاإلرسائيليــون يعتــرون‬ ‫أنفســهم واحــة الدميقراطيــة يف الــرق‬ ‫األوســط وحكامهــا تفرزهــم صناديــق‬ ‫االنتخــاب متام ـاً كالحكومــة الرتكيــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫فعــل الســييس بعــد انقالبــه العســكري عــى‬ ‫الدميقراطيــة وادعائــه بواليــة دميقراطيــة‬ ‫فقــد خلــع بدلتــه العســكرية وارتــدى البدلــة‬ ‫املدنيــة‪ ،‬ومــا بــن جــدران الدميقراطيــة‬ ‫هــذه وجــدران الفصــل والعــزل ميــوت بــر‬ ‫وكل هــذا‬ ‫ويتــرد بــر ويجــوع بــر‪ُّ ،‬‬ ‫املــوت والتّــرد والجــوع مســكوتٌ عنــه‬ ‫إقليميــاً ودوليــاً‪ ،‬فليســت عــى درجــة مــن‬ ‫األهميــة حيــوات هــؤالء البــر‪ ،‬وليــس مهـاً‬ ‫أن يعيشــوا حيــاة ح ـ ّرة دميقراطيــة املهــم أن‬ ‫ينتخبــوا _إن أرادوا الحيــاة_ أولئــك الحــكام‬ ‫الذيــن تفرضهــم اإلرادة الدوليــة الخاضعــة‬ ‫بشــكل أو بآخــر إلرادة «إرسائيــل» املدلّلــة‪..‬‬ ‫هــم األداة التــي تبنــي الجــدران العازلــة‬ ‫لتمنــع الحيــاة عــن الشــعوب املســتضعفة‪..‬‬ ‫وأقــى أنــواع تلــك الجــدران العازلــة الجــدار‬ ‫املصنــوع مــن البــارود برعايــة نوبــل‪ ،‬والــذي‬ ‫ـكل الطغــاة‬ ‫اســتخدمه بشّ ــار األســد أســوة بـ ّ‬ ‫الذيــن ســبقوه يف عــزل الشــعب الســوري‬ ‫وراء جــدران هشــة وصغــرة وال تكلفــه‬ ‫شــيئاً بــل يبنيهــا البســطاء بأيديهــم‪ ..‬جــدران‬ ‫املقابــر الجامعيــة العازلــة عــن الحيــاة‪.‬‬

‫جمل��ة احلرم��ل تدع��و املؤسس��ات واألف��راد إىل دع��م اس��تمراريتها وإس��تقالهلا‪ ،‬م��ن خ�لال االش�تراك واإلع�لان فيه��ا‪ ،‬وذل��ك باإلتص��ال عل��ى هات��ف اجملل��ة رق��م‪ )05316201958( :‬أو مراجع��ة مقره��ا (أورف��ا ‪ -‬س��احة املدف��ع)‬

‫اآلراء اليت تنشر باجمللة تعرب عن رأي أصحابها‪ ،‬وال متثل بالضرورة رأي اجمللة‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 01 / 33‬شــباط ‪2016‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.