Alharmal (34) 15 02 2016 العدد 34 من مجلة الحرمل

Page 1

‫‪1‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 34‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫األم��م املتحدة ختش��ى عل��ى مئ��ات اآلالف إذا ُحوصرت حلب‬ ‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 34‬شــباط ‪2016‬‬

‫‪Her Daim Özgürlük‬‬

‫‪sayı 34‬‬

‫حلب اليوم‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫احلريــ��ة دائمــــ��ًا‬

‫ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني‬

‫‪Kültür - Siyasi - 15 günde bir‬‬

‫‪Alharmal Dergisi‬‬

‫هــل تطــرق منــاورات رعد الشــمال العســكرية مســامع الدب الروســي‬ ‫ذرور احلرمل‬ ‫الخطــة بــاء وإعــادة‬ ‫خلــط األوراق!‬ ‫بسام البليبل‬

‫آثار الرببرية الروسية واألسدية املجرمة‬ ‫على دار الثقافة يف الرقة‬

‫‪ % 11،5‬مــن الســوريني قتلــى وجرحــى‬ ‫وأكثر من ‪ % 85‬تحت خط الفقر‬ ‫الحرمل ـ وكاالت‬ ‫أشــار تقريــر صــادر عــن املركز الســوري لبحوث‬ ‫السياســات إىل أن ‪ 11،5%‬مــن الســوريني قتلــوا أو‬ ‫جرحــوا خــال الســنوات الخمــس املاضيــة‪ ،‬و‪45%‬‬ ‫إمــا نزحــوا داخليـاً أو لجــأوا إىل خــارج البــاد‪ ،‬أمــا‬ ‫نســبة الفقــر العــام يف ســوريا فبلغــت ‪ ،85%‬يف‬ ‫حــن يعيــش ‪ 69،3%‬مــن الســكان يف فقــر شــديد‪،‬‬ ‫و‪ 35%‬يف فقــر مدقــع غــر قادريــن عــى تأمــن‬

‫الحــد األدىن مــن احتياجاتهــم الغذائيــة األساســية‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إىل أن الخســائر البرشيــة هــي‬ ‫األكــر كارثيــة عــى املجتمــع الســوري‪ ،‬الــذي‬ ‫يشــهد تراجعـاً اقتصاديـاً كبــرا ً يف املجــاالت كافــة‪،‬‬ ‫ففــي قطــاع الزراعــة عــى ســبيل املثــال‪ ،‬شــهدا‬ ‫تراجعــاً خطــرا ً‪ ،‬نتيجــة خــروج أرايض كبــرة‬ ‫عــن إنتــاج املــواد األساســية كالقمــح والشــعري‬ ‫والقطــن والشــوندر الســكري والــذرة الصفــراء‪،‬‬

‫بســبب توقــف مرشوعــات الــري الحكوميــة‬ ‫والخاصــة عــن الــري‪ ،‬وهــو مــا ينــذر بكارثــة‬ ‫عــى الصعيــد اإلنســاين‪ ،‬إضافــة لنقــص هائــل يف‬ ‫أعــداد الــروة الحيوانيــة‪ ،‬التــي تعتمــد بشــكل‬ ‫أســايس عــى مخلفــات اإلنتــاج الزراعــي‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يهــدد ســوريا بتدهــور اإلنتــاج الحيــواين‪ ،‬بســبب‬ ‫عمليــات التهريــب املنظــم للــروة الحيوانيــة إىل‬ ‫دول الجــوار‪ ،‬إضافــة للذبــح الجائــر‪.‬‬

‫كل أطــراف النــزاع عــى األرض الســوريّة وصلــت إىل نقطــة‬ ‫الالعــودة‪ ،‬فالنظــام ال ميلــك اآلن قــرار االنســحاب مــن األزمــة‪ ،‬ألن‬ ‫مثــل هــذا الق ـرار مرتبــط مبصالــح طه ـران وموســكو اللتــن تدي ـران‬ ‫الـراع عــى األرض‪ ،‬كــا أن هــذا القـرار مرتبــط بســامة بشــار األســد‬ ‫واملقربــن منــه‪ ،‬وهــذه الســامة ال تكفلهــا إال الــدول التــي تدعمــه‬ ‫وتحــرص عــى اســتمراره‪ ،‬وهــي الوحيــدة الضامنــة أيضــاً لخروجــه‬ ‫اآلمــن وعــدم مالحقتــه أمــام املحاكــم الجنائيــة‪.‬‬ ‫أمــا املعارضــة السياســية والعســكرية فهــي أيضــاً مرتهنــة وجدانيــاً‬ ‫بحجــم التضحيــات الهائــل‪ ،‬والتطلعــات الســلطوية التــي تــرى أنهــا‬ ‫باتــت قريبــة‪ ،‬إضافــة إىل مخاطــر االنســحاب‪ ،‬التــي تهــدد باالســتئصال‬ ‫والتنكيــل‪ ،‬وكذلــك االرتهــان لقــرارات الــدول الداعمــة ومصالحهــا‬ ‫اإلقليميــة والدوليــة‪.‬‬ ‫أ ّمــا طه ـران فــإن مرشوعهــا الســيايس املذهبــي‪ ،‬الــذي ض ّحــت مــن‬ ‫أجلــه بالكثــر‪ ،‬يرتبــط مصــره مبصــر نظــام األســد‪ ،‬وكذلــك املصالــح‬ ‫الروســية التــي تســتمد مرشوعيتهــا‪ ،‬ومرتكزهــا القانــوين مــن اإلرصار‬ ‫الــرويس عــى رشعيــة نظــام األســد‪ ،‬واســتمراره يف الســلطة‪ ،‬والعمــل‬ ‫عــى انتقــال ســيايس يغـ ّـر األشــخاص وال يغـ ّـر النظــام‪.‬‬ ‫أمــا وقــد بــدأت مخاطــر هــذا الـراع تهــدد األمــن والســلم الدوليــن‪،‬‬ ‫وترهــق األطــراف املوجــودة عــى األرض ماديــاً وبرشيــاً‪ ،‬وت ُنــذر‬ ‫بانفجــارات إقليميــة ورمبــا دوليــة ال ميكــن تداركهــا‪ ،‬فقــد صــار لزامـاً‬ ‫عــى كل األط ـراف حســم هــذا الن ـزاع عســكرياً أو سياســياً‪.‬‬ ‫وحيــث أن موســكو قــد بالغــت يف فهمهــا لق ـراءة املوقــف األمريــي‪،‬‬ ‫وعــدم رغبــة أمريــكا االنخــراط املبــارش يف الــراع الســوري‪ ،‬فقــد‬ ‫أرادت اغتنــام الفرصــة‪ ،‬وحســم هــذا الـراع عســكرياً لصالــح النظــام‪،‬‬ ‫وإخضــاع الشــعب واملعارضــة الســورية بفعــل القــوة التدمرييــة‬ ‫الشــاملة لــإرادة الروســية‪ ،‬وهــذا مــا ال تســمح بــه أمريــكا‪ ،‬ألنهــا لــن‬ ‫تســمح بانتصــار حلــف ســوريا وإيـران وحــزب اللــه‪ ،..‬ومــا ينجــم عنــه‬ ‫مــن احتــاالت تهديــد إرسائيــل‪.‬‬ ‫كــا أنهــا لــن تســمح لروســيا بتجــاوز دورهــا املرســوم لهــا يف املنطقــة‪،‬‬ ‫والعــودة بالعــامل إىل القطبيــة الثنائيــة‪ ،‬والحــرب البــاردة‪ ،‬ومــا ُيكــن أن‬ ‫يغــري روســيا بأكــر مــن ذلــك‪ ،‬ويدفــع العــامل إىل حــرب عامليــة ثالثــة‪.‬‬ ‫كــا أن حلــف الناتــو الــذي مل يكــن يُعطــي لالتحــاد الســوفيتي هــذا‬ ‫الــدور إبــان وجــود حلــف وارســو‪ ،‬فكيــف ســيقبل بإعطــاء روســيا مــع‬ ‫حلفائهــا الصغــار هــذا الــدور اليــوم؟‪.‬‬ ‫وحيــث أن شــاعة اإلرهــاب التــي أُوجــدت باألســاس إلطالــة أمــد‬ ‫األزمــة الســورية‪ ،‬وإجهــاض الثــورة‪ ،‬وإتاحــة فــرص التدخــل‪ ،‬هــي‬ ‫حــارضة أيضــاً إليجــاد مــرر التدخــل مــن جديــد إلنهــاء األزمــة‬ ‫الســورية‪ ،‬وإعــادة ترتيــب املنطقــة وفــق املصالــح الدوليــة‪.‬‬ ‫تجــى بظهــور الخطــة بــاء‪ ،‬والتلويــح بالعمليــات الربيــة‬ ‫وهــذا مــا ّ‬ ‫عــى األرض الســورية‪ ،‬والــذي ســيعيد خلــط األوراق مــن جديــد‪،‬‬ ‫والكشــف عــن تراجعــات ومواقــف جديــدة‪.‬‬ ‫وعــى هيئــة التفــاوض العليــا اســتغالل هذا الوضــع الجديــد‪ ،‬والتصلب‬ ‫مبواقفهــا قــدر اإلمــكان‪ ،‬واللعــب عــى التناقضــات‪ ،‬واملخاطــر الدوليــة‬ ‫واإلقليميــة‪ ،‬لتحقيــق أكــر املكاســب عــى طاولــة املفاوضات‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.