Alharmal (38) 15 04 2016 العدد 38 من مجلة الحرمل

Page 1

‫‪1‬‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 38‬نيســان ‪2016‬‬

‫‪www.alharmal.com‬‬

‫ملف العدد‪..‬‬

‫مستقبـــ��ل الـرقـــ��ة‬

‫الســنة الثانيــة ‪ /‬العــدد ‪ 15 / 38‬نيســان ‪2016‬‬

‫‪WWW.ALHARMAL.COM‬‬

‫‪sayı 38‬‬

‫احلريــ��ة دائمــــ��ًا‬

‫‪Her Daim Özgürlük‬‬

‫ثقافية ـ ـ سياسية ـ ـ نصف شهرية ـ ـ مستقلة ـ ـ تصدر عن مؤسسة توتول اإلعالمية بالتعاون مع منظمة بيت الرقة لكل السوريني‬

‫الرقة حت��ت النار‬ ‫‪Kültür - Siyasi - 15 günde bir‬‬

‫‪Alharmal Dergisi‬‬

‫الرق��ة القابع��ة حت��ت القصف خارج املس��ار السياس��ي‪ ..‬مدين� ٌ‬ ‫�ة من��ذورة للخراب‬ ‫ذرور احلرمل‬ ‫العامل أكرب من اخلمس��ة‬ ‫الدائمني‪!..‬‬ ‫بسام البليبل‬

‫الحرمل ‪ -‬خاص‬ ‫يتنــاوب طــران النظــام والطــران الــرويس وطــران‬ ‫التحالــف الــدويل اســتهداف مدينــة الرقــة الواقعــة خــارج‬ ‫نطــاق الهدنــة‪ ،‬ووقــف العمليــات العدائيــة‪ ،‬دون اعتبــار‬ ‫للقوانــن الدوليــة الناظمــة لتحييــد املدنيــن عــن النزاعــات‬ ‫املســلحة‪ ،‬وتأثــر العمليــات العســكرية وجرائــم الحــرب‪،‬‬ ‫ويطــال يف قصفــه التجمعــات املدنيــة املزدحمــة يف‬ ‫وســط املدينــة وأطرافهــا دون أن يحــرك املجتمــع الــدويل‬ ‫مبنظامتــه اإلنســانية أي ســاكنٍ لتشــميل املدنيــن بقوانــن‬ ‫الحاميــة الدوليــة‪.‬‬

‫وقــد توقــف الناشــطون يف الرقــة عــن إحصــاء كافــة أســاء‬ ‫الشــهداء والجرحــى مــن املدنيــن نتيجــة لعنــف الرضبــات‬ ‫وقــوة الصواريــخ املســتعملة التــي متــزق األجســاد‪،‬‬ ‫وتجعلهــا أشــاء مقطعــة عصيــة عــى التوثيــق‪ ،‬ويف‬ ‫العمليــات الحربيــة األخــرة عــى الرقــة يتــداول عنــارص‬ ‫داعــش عــى حســاباتهم خ ـرا ً عــن قــرب إصــدار «شــفاء‬ ‫الصــدور‪ »2‬يف إشــارة إىل الفيديــو الــذي أصــدره التنظيــم‬ ‫عــن الطيــار األردين معــاذ الكساســبة العــام املــايض‪ ،‬وذلــك‬ ‫عــى خلفيــة زعمهــم إســقاط طائــرة ســعودية تابعــة‬ ‫للتحالــف الــدويل يف محيــط بلــدة املنصــورة غــرب الرقــة‪.‬‬

‫هــل ســتبقى الرقــة عرضــة للقصــف الهمجــي للتحالــف‬ ‫وغــره‪ ،‬وهــل مــن املعقــول أن مــن يدعــي محاربــة‬ ‫اإلرهــاب ضحايــاه أغلبهــم مــن املدنيــن العــزل‪ ،‬وأنــه يف‬ ‫معركتــه يف الرقــة كمــن يصــارع الفيــل يف معـ ٍ‬ ‫ـرض للخــزف؟‬ ‫وهــل مــن املعقــول أن أعضــاء االئتــاف والحكومــة‬ ‫الســورية ال يعرفــون عــن الرقــة إال مــا يــرد عــر وســائل‬ ‫اإلعــام‪ ،‬أو مــا يتداولــه النــاس من إشــاعات‪ ،‬ويف جلســاتهم‬ ‫الخاصــة‪ ،‬يتناولــون أقــوال تؤكــد مــوت أهــل الرقــة عــى‬ ‫أنهــم مــن الدواعــش؟ فيــا تغيــب الرقــة وأهلهــا عــن‬ ‫مــرح املفاوضــات السياســية يف جنيــف وملحقاتهــا‪.‬‬

‫مل��ف التعذي��ب يف املعتق�لات الس��ورية برس��م جمل��س األم��ن‬ ‫الحرمل ـ خاص‬ ‫يف تحقيــق عنوانــه «ملفــات األســد»‪،‬‬ ‫عــرض الصحــايف األمريــي بــن تــوب يف‬ ‫مجلــة نيويوركــر الوثائــق بالغــة الرسيــة‬ ‫التــي تربــط نظــام بشــار األســد بالقتــل‬ ‫والتعذيــب الجامعــي‪ ،‬والتــي ميكــن‬ ‫بحســب املحققــن أنهــا تشــكل مــع‬ ‫الصــور التــي التقطهــا «القيــر»‪ ،‬أكــر‬

‫َهَل ْ‬ ‫��ك ش��الوا؟!‬

‫ملــف قضــايئ منــذ محاكــات نورنــرغ‬ ‫التــي تلــت الحــرب العامليــة الثانيــة‪.‬‬ ‫فيــا يقــود املحامــي األمريــي كريــس‬ ‫إنجلــز وحــدة جرائــم النظــام يف لجنــة‬ ‫العدالــة واملســاءلة الدوليــة‪ ،‬وهــي‬ ‫جهــة تحقيــق مســتقلة أسســت يف‬ ‫عــام ‪ 2012‬كــرد فعــل عــى الحــرب‬ ‫الســورية‪.‬‬

‫قــام العاملــون مــع لجنــة العدالــة يف‬ ‫الســنوات األربعــة املاضيــة بتهريــب‬ ‫أكــر مــن ‪ 600‬ألــف وثيقــة حكوميــة‬ ‫خــارج ســوريا‪ ،‬تربــط التعذيــب والقتــل‬ ‫املمنهــج لعـرات اآلالف من الســوريني‬ ‫بسياســة مكتوبــة‪ ،‬موافــق عليهــا مــن‬ ‫رأس النظــام «بشــار األســد»‪.‬‬ ‫هــذه القضيــة هــي أول تحقيــق‬

‫دويل حــول جرائــم حــرب‪ ،‬تقــوم بــه‬ ‫وكالــة مســتقلة‪ ،‬مثــل لجنــة العدالــة‬ ‫واملســاءلة الدوليــة‪ ،‬والتــي متولهــا‬ ‫حكومــات‪ ،‬ولكــن دون واليــة محكمــة‪.‬‬ ‫فيــا وحــده مجلــس األمــن القــادر‬ ‫عــى إحالــة األزمــة الســورية إىل‬ ‫املحكمــة الجنائيــة الدوليــة مبوجــب‬ ‫هــذه الوثائــق‪.‬‬

‫قصي��دة جدي��دة للش��اعر الدكت��ور إبراهي��م اجل��رادي‬

‫الربيــع فصــل دم باهــظ األثمــان‬

‫الدكت��ورة مساح هدايا‬

‫دي��ر ال��زور م��ن حص��ار اجل��وع إىل حص��ار القت��ل والتش��ريد‬

‫فيــا الجلســة الثالثــة مــن مؤمتــر جنيــف‪ 3‬عــى وشــك‬ ‫االنعقــاد‪ ،‬ملناقشــة هيئــة الحكــم االنتقــايل كاملــة الصالحيــات‬ ‫التنفيذيــة‪ ،‬والتــي تعنــي رحيــل نظــام األســد عــن الحكــم‪ ،‬مثــة‬ ‫نُــذر خطــرة توشــك أن تعصــف بالعمليــة السياســية‪ ،‬عــى‬ ‫رأســها التعبئــة العســكرية للنظــام وميليشــياته الطائفيــة التــي‬ ‫تهــدد باقتحــام حلــب بغطــاء جــوي رويس‪ ،‬وكذلــك اســتمرار‬ ‫عرقلــة النظــام لدخــول املســاعدات اإلنســانية إىل املناطــق‬ ‫املحــارصة‪ ،‬إضافــة الرتفــاع عــدد الخروقــات وجســامتها‪.‬‬ ‫وهــذا مــا دعــا أمريــكا إىل إعــادة التلويــح باللجــوء إىل الخطــة‬ ‫بــاء يف حــال فشــل العمليــة السياســية‪ ،‬والتــي تعنــي تزويــد‬ ‫الثــوار بأســلحة نوعيــة‪ ،‬ورمبــا غطــاء جــوي‪ ،‬مــن خــال تعــاون‬ ‫مشــرك أمريــي تــريك ســعودي‪.‬‬ ‫وعــى خلفيــة هــذا املشــهد مثــة تحــرك عــريب تــريك إســامي‬ ‫يبعــث برســائل إقليميــة ودوليــة شــديدة األهميــة‪ ،‬يجــب‬ ‫أن تؤخــذ عــى محمــل الجــد‪ ،‬عــى رأســها محاولــة اســتعادة‬ ‫مــر بقــوة إىل الســاحة السياســية اإلقليميــة والدوليــة‪ ،‬وإعــادة‬ ‫تطبيــع العالقــات بينهــا وبــن تركيــا مــن خــال مســا ٍع ســعودية‬ ‫حثيثــة‪ ،‬ودعــم ســيايس واقتصــادي كفيــل بإخــراج مــر مــن‬ ‫عزلتهــا وانزوائهــا الســيايس‪ ،‬إضافــة للقيــادة الســعودية لــدور‬ ‫عــريب إســامي تجـ ّـى مبنــاورات رعــد الشــال‪ ،‬ومــا تســعى إىل‬ ‫تحقيقــه يف قمــة املؤمتــر اإلســامي املنعقــد حاليـاً يف إســطنبول‬ ‫مــن تحجيــم للتدخــل اإليـراين يف الشــؤون العربيــة‪ ،‬هــذا املؤمتــر‬ ‫الــذي يلتئــم تحــت شــعار «الوحــدة والتضامــن من أجــل العدالة‬ ‫والســام»‪ ،‬يف إشــارة رصيحــة إىل أن املؤمتــر اإلســامي ينظــر إىل‬ ‫مفهــوم العدالــة والســام بقلــق‪ ،‬يف الوقــت الــذي يجــري فيــه‬ ‫تقويــض الســام‪ ،‬ومفهــوم األمــن الجامعــي مبنهجيــة‪ ،‬ويف غيــاب‬ ‫شــبه كامــل إلمكانيــة تحقيــق العدالــة عــر املؤسســات الدوليــة‪،‬‬ ‫بحيــث يغــدو مجلــس األمــن بتشــكيلته الحاليــة ال ميثــل إرادة‬ ‫املجتمــع الــدويل‪ ،‬ومل يعــد مــا يــرر اســتمراره عــى هــذا النحــو‬ ‫الــذي فرضــه االنتصــار يف الحــرب العامليــة الثانيــة‪ ،‬حيــث جــاء‬ ‫التعبــر عــن كل هــذه املضامــن‪ ،‬بالهجــوم الــذي شـ ّنه أردوغــان‬ ‫عــى الــدول الخمــس الكبــار‪ ،‬داعي ـاً إىل إعــادة هيكلــة مجلــس‬ ‫األمــن يف ضــوء الخريطــة الدينيــة والعرقيــة يف العــامل‪ ،‬مســتثريا ً‬ ‫مشــاعر املســلمني بالقــول‪« :‬الــدول الخمــس دامئــة العضويــة يف‬ ‫مجلــس األمــن الــدويل كلهــا مســيحية‪ ،‬وال توجــد بينهــا دولــة‬ ‫مســلمة واحــدة‪ ،‬وهــذا أمــر غــر عــادل»‪.‬‬ ‫لقــد ســبق للــدول اآلســيوية واألفريقيــة يف عــام ‪ 1955‬أن أعلنت‬ ‫رفضهــا لالســتقطاب الــرويس األمريــي‪ ،‬إبــان الحــرب البــاردة‪،‬‬ ‫وكافــة أشــكال الســيطرة األجنبيــة‪ ،‬والتمييــز العنــري عــر‬ ‫حركــة «عــدم االنحيــاز» التــي انبثقــت مــن مؤمتــر باندونــغ‪،‬‬ ‫الــذي رأى فيــه الزعيــم الهنــدي نهــرو أنــه يعــر عــن هويــة‬ ‫مســتقلة‪ ،‬ودور إيجــايب‪ ،‬وليــس موقفــاً ســلبياً إزاء التكتــات‪،‬‬ ‫وكان لزعــاء مثــل عبــد النــارص وتيتــو الــدور البــارز يف تغيــر‬ ‫قواعــد اللعبــة الدوليــة آنــذاك‪.‬‬ ‫فهــل تشــكل التحــركات العربيــة‪ ،‬وترصيحــات أردوغــان الرافضة‬ ‫ألن يــرك مصــر ‪ 196‬دولــة يف العــامل بــن شــفتي األعضــاء‬ ‫الدامئــن‪ ،‬عهــدا ً جديــدا ً يبــر بتغيــر القواعــد الدوليــة القامئــة‬ ‫عــى القــوة‪ ،‬وهــل ســيكون لعبــارة أردوغــان «العــامل أكــر مــن‬ ‫خمــس دول» مــا بعدهــا‪..‬؟!‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.