Canada and Arab 35 july مجلة كندا والعرب العدد 35

Page 1

‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫فيروس كورونا‪:‬‬ ‫كيف تغيرت شخصيتنا بسبب‬ ‫صفحة ‪ 6-9‬إجراءات اإلغالق؟‬

‫‪ 153‬افتراضيا‬ ‫الـ‪153‬‬ ‫كندا تحتفل بعيدها الوطني الـ‬

‫صفحة ‪10‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪1‬‬

‫‪Magazi ne Canadien M ensu el en Langue A r abe/ Monthly C anadian Ma gazi ne i n A rab i c‬‬

‫‪ July. 2020‬العدد ‪35‬‬

‫توزع‬ ‫مجانا‬

‫‪M a g a z in e C a nadien Mensuel en Langue A r ab‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪2‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫جملة‬

‫كندا والعرب‬ ‫صوت اجلالية العربية‬ ‫يف كندا‬ ‫شهرية باللغة العربية‬ ‫تصدر عن التلفزيون‬ ‫العربي الكندي توزع‬ ‫جمانا‬

‫هيئة التحرير‬ ‫املدير العام ورئيس التحرير‬ ‫د‪ .‬درويش امحد‬ ‫املدير التقين‬ ‫حممود اجلليل‬

‫كندا والعرب‬ ‫العر�‬ ‫كندا والعرب مجلة شهرية عربية كندية تصدر عن مؤسسة التلفزيون ب ي‬ ‫ال� تهم الجالية العربية‪ ،‬وموجهة لكل أ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫الرس‬ ‫الكندي‪ ،‬تع� أساسا بالمواضيع ي‬ ‫العربية‪ ،‬تقدم مواضيع متنوعة إخبارية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية وفنية‬ ‫وتركز عىل أ‬ ‫الحداث الجديدة وتحاول تقديمها بأجود حلة لتتألق ي ز‬ ‫وتتم� ف ي� عالم‬ ‫العر�‬ ‫إ‬ ‫العالم الكندي ب ي‬

‫الدعاية واالعالن‬ ‫ايهاب اجلليل‬

‫مدير مكتب اوتاوا‬ ‫د‪ .‬ممدوح ناصر‬

‫التوزيع‬ ‫‪CATV‬‬

‫التلفزيون العربي الكندي‬

‫‪CANADIANARABTV‬‬

‫‪@CATVMEDIA‬‬ ‫‪(514) 546 6107‬‬ ‫‪WWW.CATVMEDIA.CA‬‬ ‫‪INFO@CATVMEDIA.CA‬‬ ‫حقوق النشر حمفوظة ©‬

‫‪CATV‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪3‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫الغش واالحتيال في مجال الهجرة إلى كندا‬ ‫ّ‬ ‫كنــدا بلــد الهجــرة واللجــوء‪ ،‬تفتــح‬ ‫كل أنحــاء‬ ‫أبوابهــا للمهاجريــن مــن ّ‬ ‫ا لعا لــم ‪.‬‬ ‫وفــي حيــن يســعى الكثيــرون لتحقيــق‬ ‫الشــرعية‪،‬‬ ‫حلــم الهجــرة بالطــرق‬ ‫ّ‬ ‫الغــش‬ ‫ّ‬ ‫يلجــأ البعــض إلــى أســاليب‬ ‫واالحتيــال لتحقيــق غايتهــم‪.‬‬

‫وقــال وزيــر الهجــرة الكنــدي ماريــو‬ ‫إن علينــا البقــاء‬ ‫منديتشــينو “ ّ‬ ‫متيقظيــن لتجنّ ــب االحتيــال فــي مجــال‬ ‫ّ‬ ‫الهجــرة”‪.‬‬ ‫مقدمــي طلبــات الهجــرة‬ ‫ودعــا‬ ‫ّ‬ ‫إلــى مراجعــة موقــع وزارة الهجــرة‬ ‫اإللكترونــي‪ ،‬فضــا عــن حســابها‬ ‫علــى وســائل التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫لمعرفــة أنــواع االحتيــال الشــائعة فــي‬ ‫مجــال الهجــرة والتبليــغ عنهــا‪.‬‬ ‫الغــش واالحتيــال‬ ‫ّ‬ ‫وفــي تقريــر حــول‬ ‫فــي مجــال الهجــرة شــهادات طالبــي‬ ‫هجــرة وقعــوا فــي حبــال المحتاليــن‪،‬‬ ‫ودفعــوا آالف الــدوالرات عبــر مواقــع‬ ‫تــروج للهجــرة إلــى‬ ‫إلكترونيــة جذّ ابــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكنديــة‬ ‫وتلقــت الحكومــة‬ ‫ّ‬ ‫كنــدا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مئــات الشــكاوى بهــذا المعنــى‪.‬‬ ‫ـدو التقريــر رابطــا بيــن هــذه‬ ‫ووجــد معـ ّ‬ ‫مقرهمــا‬ ‫يقــع‬ ‫وشــركتين‬ ‫المواقــع‬ ‫ّ‬ ‫ـروج‬ ‫فــي إســرائيل‪ ،‬و مراكــز اتّ صــال تـ ّ‬ ‫للهجــرة‪.‬‬ ‫وتــروي سـ ّـيدة فرنسـ ّـية محنتهــا بعــد‬ ‫أن عثــرت علــى الموقــع اإللكترونــي‬ ‫‪ ،itscanadatime‬الــذي يعــرض علــى‬ ‫طالــب الهجــرة التخطيــط لوصولــه إلــى‬ ‫كنــدا لقــاء بضعــة آالف مــن اليــورو‪.‬‬ ‫وتلقــت آن دونغــي بعــد أن تركــت‬ ‫ّ‬ ‫كيفيــة االتّ صــال بهــا‪،‬‬ ‫حــول‬ ‫التفاصيــل‬ ‫ّ‬ ‫اتّ صــاال مــن مستشــار فــي الموقــع‪،‬‬ ‫للخطــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أقنعهــا بحججــه وطريقــة عرضــه‬

‫ـردد فــي دفــع مبلــغ ‪ 5‬آالف‬ ‫لدرجــة لــم تتـ ّ‬ ‫يــورو علــى مراحــل‪ ،‬أي مــا يعــادل نحــوا‬ ‫مــن ‪ 7600‬دوالر كنــدي‪.‬‬ ‫“لقــد باعونــي الحلــم‪ .‬وكنــت حســب‬ ‫مؤهلــة للمجــيء إلــى كنــدا‪.‬‬ ‫قولهــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يوفــرون لــي‬ ‫ّ‬ ‫وقالــوا إنّ هــم ســوف‬ ‫التأشــيرة والمســكن والعمــل‬ ‫شــخصية و‬ ‫وأعطــت دونغــي معلومــات‬ ‫ّ‬ ‫المصرفيــة وصــورا عــن‬ ‫رقــم بطاقتهــا‬ ‫ّ‬ ‫الشــهادات الحاصلــة عليهــا‪ ،‬ولكنّ ــه بــدأت‬ ‫تشــك فــي األمــر عندمــا طــال الجــواب‬ ‫ّ‬ ‫علــى طلبهــا كمــا قالــت‪.‬‬ ‫و وجــدت بعــد البحــث علــى اإلنترنــت‪،‬‬ ‫قصصــا عديــدة شــبيهة بمــا حــدث لهــا‪،‬‬ ‫وقــررت رفــع شــكوى إلــى الشــرطة‬ ‫ّ‬ ‫الفرنسـ ّـية‪ ،‬و إطــاع المصــرف علــى مــا‬ ‫حصــل‪.‬‬

‫اإلقامــة الدائمــة لقــاء مبلــغ كبيــر مــن‬ ‫المــال‪ ،‬و تبــدأ المعاملــة بتقييــم يجريــه‬ ‫الموقــع لقــاء ‪ 600‬يــورو‪.‬‬ ‫وتختلــف كلفــة الهجــرة إلــى كنــدا مــن‬ ‫موقــع إلــى آخــر‪ ،‬وتتــراوح مــا بيــن ‪5‬‬ ‫آالف و ‪ 7‬آالف يــورو‪ ،‬وفــق الخدمــات‬ ‫يقدمهــا لطالــب الهجــرة‪ ،‬مــن‬ ‫التــي‬ ‫ّ‬ ‫مســكن وعمــل وتأشــيرة‪.‬‬ ‫ويشـ�ير موقـ�ع �‪canadavisaser‬‬ ‫أن القــرار األخيــر هــو‬ ‫‪ vices‬إلــى ّ‬ ‫الكنديــة‪ ،‬ولكنّ ــه يؤكّ ــد‬ ‫بيــد الحكومــة‬ ‫ّ‬ ‫لطالــب الهجــرة أنّ ــه يضمــن لــه متابعــة‬ ‫طلبــه مــن قبــل ســلطات الهجــرة وأنّ ــه‬ ‫“ســيتم إبرازهــا مــن خــال خدماتنــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لتكــون لديــك أفضــل فرصــة للحصــول‬ ‫علــى الخدمــة المطلوبــة” كمــا يمكــن‬ ‫مطالعتــه علــى الموقــع المذكــور‪.‬‬ ‫بشــدة‬ ‫الكنديــة‬ ‫وتنفــي وزارة الهجــرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعلومــات الــواردة علــى هــذه‬ ‫المواقــع‪.‬‬

‫كل هــذه المواقــع للهجــرة إلــى‬ ‫وتــروج ّ‬ ‫ّ‬ ‫كنــدا‪ ،‬وتســتهدف مســتخدمي الموقــع‬ ‫مــن خــال إعالنــات علــى شــبكات‬ ‫ويحــل أحــد هــذه‬ ‫ّ‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪.‬‬ ‫اإللكترونيــة‬ ‫المواقــع بيــن المواقــع‬ ‫ّ‬ ‫شــعبية فــي العالــم فــي مجــال‬ ‫األكثــر‬ ‫ّ‬ ‫الهجــرة‪.‬‬ ‫وتســتهدف بعــض هــذه المواقــع‬ ‫بالفرنســية فــي فرنســا‬ ‫المتحدثيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متحدثيــن‬ ‫اآلخــر‬ ‫وبعضهــا‬ ‫وبلجيــكا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العربيــة‪،‬‬ ‫اإليطاليــة أو‬ ‫باإلنكليزيــة أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتتعهــد بتســهيل طريــق الوصــول إلــى‬ ‫ّ‬ ‫كنـ�دا‪ ،‬ومـ�ن بينهـ�ا موقـ�ع �‪canadianvi‬‬ ‫‪.saexpert‬‬

‫“ال يتمتّ ــع الممثّ لــون فــي مجــال‬ ‫المواطنــة والهجــرة بامتيــاز الوصــول‬ ‫إلــى برامــج وزارة الهجــرة والخدمــات‬ ‫تقدمهــا‪ ،‬وال يمكنهــم أن‬ ‫التــي‬ ‫ّ‬ ‫يضمنــوا ألحــد إصــدار تأشــيرة أو رخصــة‬ ‫أو الحصــول علــى الجنسـ ّـية”‪ :‬نانســي‬ ‫المتحدثــة باســم وزارة الهجــرة‬ ‫كارون‬ ‫ّ‬ ‫واللجــوء والمواطنــة‪.‬‬ ‫ال ضــرورة للّ جــوء إلــى هــذه المواقــع‬ ‫حســب الحكومــة‪:‬‬

‫وقــدم هــذه المواقــع مجموعــة مــن‬ ‫ّ‬ ‫العــروض‪ ،‬مــن بينهــا مثــا توفيــر تأشــيرة‬

‫المتحدثــة‬ ‫وتقــول نانســي كارون‬ ‫ّ‬ ‫ردا على استفسار‬ ‫باسم وزارة الهجرة ّ‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪4‬‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫الكنديــة تتعامــل بالكثيــر‬ ‫إن الحكومــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كل أنــواع االحتيــال‬ ‫الجــد مــع ّ‬ ‫مــن‬ ‫ّ‬ ‫ويعتبــر‬ ‫ّ‬ ‫والغــش فــي مجــال الهجــرة‪ُ .‬‬ ‫تمثيــل شــخص وإســداء النصائــح لــه‬ ‫فــي مســائل الهجــرة جريمــة بموجــب‬ ‫الكنديــة‪ّ ،‬إل فــي حــال كونــه‬ ‫القوانيــن‬ ‫ّ‬ ‫نظاميــا أو محاميــا أو كاتــب‬ ‫ـارا‬ ‫مستشـ‬ ‫ّ‬ ‫عــدل‪.‬‬ ‫أن طالــب الهجــرة ال يحتــاج‬ ‫وتضيــف‬ ‫ّ‬ ‫لممثّ ــل‪ ،‬لتجنّ ــب وقــوع بعــض طالبــي‬ ‫الغــش واالحتيــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ضحيــة‬ ‫الهجــرة‬ ‫ّ‬ ‫وتجنّ ــب الحصــول علــى اســتمارات‬ ‫غيــر دقيقــة أو باليــة‪.‬‬ ‫شــكاوى وتحقيقــات عديــدة حــول‬ ‫الغــش واالحتيــال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫خــاالت‬ ‫الغــش مــن‬ ‫ّ‬ ‫وتلقــى مركــز مكافحــة‬ ‫ّ‬ ‫ـش‪،‬‬ ‫طالبــي هجــرة وقعــوا ضحايــا الغـ ّ‬ ‫تــروج‬ ‫‪ 179‬شــكوى بشــأن مواقــع‬ ‫ّ‬ ‫للهجــرة إلــى كنــدا مــن خــال حمــات‬ ‫تســويق مضلّ لــة‪.‬‬ ‫الحدوديــة‬ ‫تلقــت وكالــة الخدمــات‬ ‫كمــا ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ 450‬شــكوى ومعلومــات منــذ العــام‬ ‫متورطــة فــي‬ ‫منظمــات‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2019‬حــول‬ ‫ّ‬ ‫غــش فــي مجــال الهجــرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عمليــات‬ ‫ّ‬ ‫وأفــادت جوديــت غادبــوا ســان ســير‬ ‫ـم فتــح‬ ‫المتحدثــة باســم الوكالــة ‪ ،‬أنّ ــه تـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحقيــق بشــأن البعــض مــن الشــكاوى‪،‬‬ ‫إضافيــة حــول‬ ‫دون أن تعطــي تفاصيــل‬ ‫ّ‬ ‫األمــر‪.‬‬ ‫ويشــير التقريــر إلــى وجــود شــركتين‬ ‫اإللكترونيــة التــي‬ ‫وراء هــذه المواقــع‬ ‫ّ‬ ‫الغــش‬ ‫ّ‬ ‫كشــف عنهــا مركــز مكافحــة‬ ‫الكنــدي‪.‬‬ ‫مقرهمــا فــي‬ ‫و الشــركتان اللتــان يقــع‬ ‫ّ‬ ‫إســرائيل همــا كاليســتو‪ -‬ذي انترنــت‬ ‫بالنيــت و ميمــو غلوبــال‪.‬‬ ‫وتبــث كاليســتو إعالنــات تبحــث فيهــا‬ ‫ّ‬ ‫الفرنســية أو‬ ‫ثــون‬ ‫يتحد‬ ‫بائعيــن‬ ‫عــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنكليزيــة‪ ،‬وتعطــي عــاوات لمــن‬ ‫ّ‬ ‫يرغــب فــي العمــل فــي “مكتــب فاخــر‬ ‫فــي عســقالن فــي إســرائيل” ‪ ،‬وتصــف‬

‫عالميــا فــي مجــال‬ ‫نفســها بأنّ هــا رائــدة‬ ‫ّ‬ ‫الهجــرة إلــى كنــدا حســب التقريــر ‪.‬‬ ‫و الشــركتان همــا وراء العديــد مــن‬ ‫المروجــة للهجرة‪،‬‬ ‫اإللكترونيــة‬ ‫المواقــع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منصــة‬ ‫علــى‬ ‫صفحاتهــا‬ ‫تــدار‬ ‫التــي‬ ‫ّ‬ ‫فيســبوك للتواصــل االجتماعــي‬ ‫مــن إســرائيل‪ ،‬ولديهــا مالييــن‬ ‫ا لمســتخد مين ‪.‬‬ ‫وتمــت‬ ‫وتبـ ّ‬ ‫ـث إعالنــات بلغــات عديــدة‪ّ ،‬‬ ‫مشــاهدة أحــد اإلعالنــات أكثــر مــن‬ ‫مــرة فــي فرنســا‪ ،‬وبلغــت‬ ‫مليــون‬ ‫ّ‬ ‫كلفــة اإلعــان حســب فيســبوك مــا‬ ‫بيــن ‪ 10‬آالف إلــى ‪ 15‬ألــف دوالر‬ ‫أميركــي‪.‬‬ ‫الفرنســية آن دونغــون إنّ هــا‬ ‫وقالــت‬ ‫ّ‬ ‫تخلّ ــت عــن حلــم الهجــرة إلــى كنــدا‪،‬‬ ‫الغــش‬ ‫ّ‬ ‫وقــال آخــرون مــن ضحايــا‬ ‫مــن الذيــن أدلــوا بشــهاداتهم إنّ هــم‬ ‫اختــاروا تقديــم طلــب الهجــرة عبــر‬ ‫الطــرق المشــروعة‪.‬‬

‫لجنة الهجرة‬ ‫واللجوء في كندا‬ ‫تستأنف جلساتها‬ ‫في سبتمبر‬ ‫أعلنت لجنة الهجرة واللجوء في‬ ‫كندا أنها تخطط الستئناف جلسات‬ ‫اعتبارا من‬ ‫"وجها لوجه"‬ ‫االستماع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ 14‬سبتمبر أيلول المقبل‪.‬‬ ‫وإلى غاية اليوم‪ ،‬تواصل اللجنة‬ ‫استخدام تقنية التواصل بالفيديو‬ ‫كوسيلة رئيسية لمراجعة قرارات‬ ‫ملفات‬ ‫ّ‬ ‫االحتجاز والتحقيقات في‬ ‫طالبي اللجوء المعتقلين‪ ،‬وذلك‬ ‫بسبب القيود التي فرضتها أزمة‬ ‫جائحة كورونا على نقل المعتقلين‬ ‫والدخول إلى مراكز االحتجاز‪.‬‬ ‫وأكدت اللجنة أيضا أنها ستواصل‬ ‫مراجعة إجراءاتها لعقد جلسات‬ ‫االستماع هذه على أساس‬ ‫منتظم وستجري التعديالت حسب‬ ‫الضرورة‪.‬‬ ‫ومع استئناف جلسات االستماع‬

‫الشخصية‪ ،‬تلتزم اللجنة باتخاذ التدابير‬ ‫الالزمة لحماية صحة وسالمة جميع‬ ‫المشاركين ‪ ،‬ال سيما من خالل تنفيذ‬ ‫استبيان عن الحالة الصحية‪.‬‬ ‫"اتخذنا تدابير متعلقة بالتباعد الجسدي‬ ‫وغيرها من اإلجراءات األمنية في جميع‬ ‫المواقع التي تشغلها لجنة الهجرة‬ ‫واللجوء في كندا‏ حيث تُ عقد جلسات‬ ‫وسنطبق مرونة فيما يتعلق‬ ‫االستماع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫باألطراف التي تطلب المشاركة في‬ ‫جلسات االستماع الخاصة بها عن طريق‬ ‫التواصل عن بعد أو عبر الفيديو بسبب‬ ‫المخاوف الصحية‪ ،".‬غريغ كيبلينغ‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس قسم الهجرة في لجنة الهجرة‬ ‫وتحسبا الستئناف‬ ‫واللجوء في كندا‏‬ ‫ً‬ ‫بدءا من‬ ‫‪،‬‬ ‫الشخصية‬ ‫االستماع‬ ‫جلسات‬ ‫ً‬

‫العالناتكم‬ ‫‪514-546-6107‬‬ ‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪5‬‬

‫‪ 14‬سبتمبر أيلول ‪ُ ،2020‬يطلب من‬ ‫األطراف االمتثال لجميع المواعيد‬ ‫المتاحة على موقع اللجنة على‬ ‫اإلنترنت‪.‬‬ ‫ولإلشارة‪ ،‬ففي كل عام‪ ،‬يتم إعادة‬ ‫توطين حوالي ‪ 60.000‬الجئ فروا‬ ‫من الحرب واالضطهاد في بلدان‬ ‫وفقا للمنظمة المستقلة‬ ‫ً‬ ‫آمنة‪،‬‬ ‫«الجئون دوليون»‪.‬‬ ‫ويمثل هذا العدد نسبة ضئيلة من‬ ‫الـ‪ 26‬مليون الجئ عبر العالم‪.‬‬ ‫ووفقا لهذه المنظمة‪ ،‬من المتوقع‬ ‫ً‬ ‫أن تستضيف كنداحوالي ‪30.000‬‬ ‫الجئ هذا العام‪ ،‬كما فعلت في‬ ‫عام ‪ 2015‬عندما استقبلت الجئين‬ ‫حاليا رائدة العالم‬ ‫سوريين‪ .‬وهي‬ ‫ً‬ ‫في إعادة التوطين‪.‬‏‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫فيروس كورونا‪:‬‬

‫كيف تغيرت شخصيتنا بسبب إجراءات اإلغالق؟‬

‫أربــك الوبــاء النمــط المعتــاد لحيــاة‬ ‫البشــر بشــدة‪ ،‬وهــو مــا قــد يقــود‬ ‫بمــرور الوقــت إلــى بلــورة أفــكار‬ ‫جديــدة‪ ،‬حــول ماهيــة مــا يجــدر بنــا‬ ‫اعتبــاره طبيعيــا أو معتــادا‬ ‫لــم يكــن مــا جــرى خــال فتــرة‬ ‫اإلغــاق الناجمــة عــن تفشــي‬ ‫وبــاء كورونــا واحــدا بالنســبة‬ ‫للجميــع‪ .‬فلــكل منّ ــا تجربتــه فــي‬ ‫هــذا الصــدد‪ .‬فالبعــض اضطــروا‬ ‫للحيــاة بمفردهــم فــي عزلــة‬ ‫ـم‬ ‫كاملــة لشــهور متصلــة‪ ،‬فيمــا ُأ ْرغِ ـ َ‬ ‫آخــرون علــى الحيــاة ألســابيع مــع‬ ‫شــريك حيــاة‪ ،‬لــم تعــد تربطهــم بــه‬ ‫أي عاطفــة‪.‬‬ ‫كمــا أن هنــاك مــن رأى فــي شــهور‬ ‫العزلــة‪ ،‬تجربــة إيجابيــة وفرصــة‬ ‫ُمرحبــا بهــا لإلبطــاء قليــا مــن‬ ‫إيقــاع الحيــاة وممارســة أنشــطة‬ ‫مثــل المشــي‪ ،‬أو لنيــل قســط مــن‬ ‫االســترخاء مــع شــخص يحبــه‪ ،‬أو‬ ‫لالســتمتاع بالوقــت علــى أفضــل‬ ‫وجــه ممكــن مــع أطفالــه‪.‬‬ ‫وبغــض النظــر عــن الشــكل الــذي‬ ‫اتخذتــه الحيــاة فــي فتــرة اإلغــاق‪،‬‬ ‫فــإن ثمــة وجهــا لهــا يبــدو أن البشــر‬

‫قــد اشــتركوا فيــه جميعــا‪ ،‬وهــو أنهــا‬ ‫مثلــت عرقلــة مفاجئــة للترتيبــات‬ ‫المعتــادة لمعيشــتنا ولروتيــن حياتنــا‬ ‫اليوميــة‪ ،‬علــى نحــو ال يحــدث عــادة‪.‬‬ ‫فهــل ســيترك هــذا الوقــت غيــر‬ ‫المألــوف تأثيراتــه علــى شــخصياتنا‬ ‫فــي العمــق‪ ،‬ال علــى الســطح‬ ‫فحســب؟ وهــل نشــعر اآلن‪ ،‬ونحــن‬ ‫نعــود تدريجيــا لممارســة حياتنــا فــي‬ ‫عالــم مختلــف قليــا‪ ،‬بــأن شــخصياتنا‬ ‫تغيــرت بعــض الشــيء؟ وإذا كان‬ ‫ذلــك قــد حــدث؛ كيــف ســتتكيف‬ ‫شــخصياتنا الجديــدة مــع الوضــع‬ ‫الناجــم عــن اســتئناف التعامــل مــع‬ ‫اآلخريــن والســفر إلــى الخــارج مثــا؟‬ ‫لعــل مــن الواجــب علينــا أن نشــير‬ ‫أوال إلــى أن مفهــوم الشــخصية‪،‬‬ ‫كمــا حــدده علمــاء النفــس‪ ،‬قــد تغيــر‬ ‫بعــض الشــيء قبــل عقــود‪ .‬فلفتــرة‬ ‫طويلــة‪ ،‬اعتبــر العلمــاء أن شــخصية‬ ‫اإلنســان ‪ -‬التــي تتمثــل فــي‬ ‫مجموعــة مــن العــادات والســلوكيات‬ ‫والعواطــف واألفــكار التــي تُ شــكِّ ل‬ ‫الهويــة الفريــدة لــه ‪ -‬تبقــى راســخة‬ ‫بــا تغييــر‪ ،‬علــى األقــل بعــد أن‬ ‫يتجــاوز المــرء مرحلــة البلــوغ المبكــر‪.‬‬ ‫لكــن الدراســات التــي ُأجريــت علــى‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪6‬‬

‫مــدى العقــود القليلــة الماضيــة‪،‬‬ ‫قــادت إلــى بلــورة إجمــاع بيــن‬ ‫العلمــاء‪ ،‬مفــاده بــأن الثبــات‬ ‫النســبي للخصــال الشــخصية‪،‬‬ ‫ال يعنــي أنهــا تبقــى دون تغييــر‬ ‫طــوال الوقــت‪ ،‬إذ أنهــا تواصــل‬ ‫التطــور باســتمرار طيلــة حيــاة‬ ‫المــرء‪ ،‬وتتفاعــل كذلــك مــع مــا‬ ‫تشــهده حياتــه مــن أحــداث مهمــة‪.‬‬ ‫بعبــارة أخــرى‪ ،‬يمكــن القــول نظريــا‬ ‫إن ثمــة احتمــاال – ولــو كان ضئيــا‬ ‫– بــأن هنــاك منّ ــا مــن تغيــرت‬ ‫شــخصياتهم بفعــل فتــرة اإلغــاق‪.‬‬ ‫علــى أي حــال‪ ،‬تشــير األدلــة‬ ‫المســتقاة ممــا يرويــه النــاس‬ ‫عــن تلــك الفتــرة‪ ،‬إلــى صحــة هــذا‬ ‫االفتــراض علــى مــا يبــدو‪ .‬فبرغــم‬ ‫إدراكــي أننــي كنــت أكثــر حظــا مــن‬ ‫كثيريــن غيــري‪ ،‬فيمــا يتعلق بطبيعة‬ ‫تجربتــي مــع وبــاء كورونــا وتبعاتــه‬ ‫حتــى اآلن‪ ،‬فإننــي أعلــم كذلــك‪،‬‬ ‫أننــي شــعرت خــال فتــرة اإلغــاق‪،‬‬ ‫بتغيــرات مــن قبيــل الشــعور بقــدر‬ ‫أقــل مــن التوتــر‪ ،‬بحكــم أننــي لــم‬ ‫أكــن مضطــرا خاللهــا‪ ،‬لالنهمــاك‬ ‫فــي الســعي إلنجــاز الكثيــر مــن‬ ‫المهــام فــي وقــت قصيــر‪ ،‬مثلمــا‬ ‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫يحــدث عــادة‪.‬‬ ‫كمــا أننــي أصبحــت خــال تلــك‬ ‫الفتــرة‪ ،‬أكثــر انطوائيــة وانعــزاال‬ ‫عــن اآلخريــن‪ .‬ويتفــق أصدقائــي‬ ‫– وهــم كذلــك ممــن لــم يتأثــروا‬ ‫بشــدة بالوبــاء ومــا ترتــب عليــه –‬ ‫علــى أنهــم أصبحــوا مختلفيــن عمــا‬ ‫كانــوا عليــه مــن قبــل‪ ،‬إذ أصبحــوا‬ ‫أكثــر ولعــا بالتأمــل ربمــا‪ ،‬وأقــل رغبة‬ ‫فــي الوقــت ذاتــه فــي االختــاط‬ ‫باآلخريــن‪.‬‬ ‫ولعلنــا هنــا بحاجــة للتعــرف علــى‬ ‫رأي ميرجــام ســتيغر‪ ،‬الباحثــة فــي‬ ‫علــم النفــس بجامعــة برانديــس‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬والتــي تعكــف علــى‬

‫شــخصياتنا بمــرور الوقــت”‪.‬‬ ‫وعلــى الرغــم مــن أن الكثيــر مــن‬ ‫الخبــراء الذيــن تواصلــت معهــم‪،‬‬ ‫رجحــوا أن يكــون الوبــاء ومــا صاحبــه‬ ‫مــن تدابيــر إغــاق‪ ،‬قــد أديــا إلــى‬ ‫تغييــر فــي شــخصياتنا بقــدر محــدود‬ ‫علــى األقــل‪ ،‬فإنهــم أشــاروا فــي‬ ‫الوقــت نفســه إلــى أنــه مــن العســير‬ ‫للغايــة‪ ،‬أن نحــدد مــدى التغيــر الــذي‬ ‫لحــق بنــا فــي هــذا الصــدد‪ ،‬أو نعــرف‬ ‫يقينــا الطــرق التــي حــدث بهــا‪.‬‬ ‫ومــن بيــن أســباب ذلــك؛ االفتقــار‬ ‫إلــى مــا ُيعــرف بـــ “البيانــات‬ ‫الطوليــة”‪ ،‬التــي تُ ســتمد مــن‬ ‫إجــراء دراســات علــى مــدار ســنوات‬

‫تطويــر تطبيــق إلكترونــي يســاعد‬ ‫النــاس علــى تغييــر صفاتهــم‬ ‫وخصالهــم عمــدا‪ ،‬إذ تقــول‪“ :‬مــن‬ ‫المرجــح أن تكــون هــذه الفتــرة ذات‬ ‫الســمات غيــر المســبوقة‪ ،‬قــد‬ ‫شــكلّ ت طبيعــة شــخصيات البشــر‬ ‫بدرجــة مــا‪ ،‬فــي ضــوء أنهــم ُأجبــروا‬ ‫علــى أن يتركــوا خاللهــا روتينهــم‬ ‫اليومــي المعتــاد والمريــح”‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ربمــا تكــون‬ ‫الشــهور الطويلــة التــي غيرنــا فيهــا‬ ‫عاداتنــا ونمــط حياتنــا خــال تطبيــق‬ ‫تدابيــر اإلغــاق‪ ،‬قــد أحدثــت تغيــرات‬ ‫فــي ســلوكياتنا‪ ،‬ستســتمر لوقــت‬ ‫طويــل‪ ،‬حتــى بعــد أن تنتهــي‬ ‫أزمــة الوبــاء الحالــي‪ .‬وتقــول‬ ‫ويبــك بليــدورن‪ ،‬مــن مختبــر تغييــر‬ ‫الشــخصية بجامعــة كاليفورنيــا–‬ ‫دافيــز‪ ،‬إن الوضــع الراهــن “ربمــا‬ ‫يــؤدي إلــى ظهــور معاييــر جديــدة‪،‬‬ ‫قــد تُ شــكِّ ل علــى أساســها‬

‫متعاقبــة للتعــرف علــى تأثيــر عوامــل‬ ‫ومتغيــرات بعينهــا علــى المبحوثيــن‬ ‫أنفســهم‪ .‬كمــا يعــود ذلــك أيضا‪ ،‬إلى‬ ‫أن تجــارب النــاس مــع اإلغــاق‪ ،‬كانــت‬ ‫شــديدة االختــاف عــن بعضهــا بعضــا‪،‬‬ ‫وأنهــا تأثــرت بصفاتهــم وخصالهــم‪،‬‬ ‫فــي فتــرة مــا قبــل الوبــاء‪.‬‬ ‫وتقــول روديــكا داميــان‪ ،‬الباحثــة فــي‬ ‫مختبــر النجــاح وتطويــر الشــخصية‬ ‫بجامعــة هيوســتن األمريكيــة‪ ،‬إنهــا ال‬ ‫تعتقــد أنــه ســيكون هنــاك تأثيــر عــام‬ ‫علــى شــخصيات البشــر تُ خلّ فــه فتــرة‬ ‫اإلغــاق‪ ،‬أو بعبــارة أخــرى؛ “اتجــاه‬ ‫غالــب‪ُ ،‬يظهــره غالبيــة النــاس” فــي‬ ‫هــذا الصــدد‪.‬‬ ‫األوليــة وجهــة‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البيان‬ ‫وتعــزز بعــض‬ ‫ّ‬ ‫النظــر هــذه‪ ،‬مثــل مــا خَ لُ صــت إليــه‬ ‫دراســة لــم تُ نشــر بعد‪ ،‬قادتهــا أنجلينا‬ ‫ســوتين‪ ،‬خبيــرة علــم النفــس فــي‬ ‫ـتيت‪ ،‬واســتقصت‬ ‫جامعــة فلوريــدا سـ َ‬ ‫مــن خاللهــا مــا إذا كانــت هنــاك‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪7‬‬

‫مؤشــرات تفيــد بحــدوث تغيــرات‬ ‫فــي الشــخصية‪ ،‬خــال المراحــل‬ ‫المبكــرة للغايــة مــن تفشــي الوبــاء‬ ‫فــي الواليــات المتحــدة‪ ،‬أم ال‪.‬‬ ‫فقــد أظهــرت الدراســة‪ ،‬أنــه لــم‬ ‫تبــد علــى اإلطــاق أي “تغيــرات‬ ‫ُ‬ ‫مــن مســتوى متوســط”‪ ،‬علــى‬ ‫غالبيــة صفــات أفــراد العينــة التــي‬ ‫شــملتها ‪.‬‬ ‫كمــا كشــفت عــن أن مســتوى‬ ‫“العصابيــة”‪ ،‬وهــي إحــدى أهــم‬ ‫خمــس صفــات شــخصية فــي‬ ‫دراســات علــم النفــس‪ ،‬قــد تراجــع‬ ‫بشــكل طفيــف‪ ،‬لــدى مــن لــم‬ ‫يعيشــوا فــي عزلــة خــال الفتــرة‬ ‫التاليــة لتفشــي الوبــاء‪ ،‬وذلــك‬ ‫خالفــا لتوقعــات البعــض فــي هــذا‬ ‫الشــأن‪.‬‬ ‫فــي الســياق ذاتــه‪ ،‬كشــفت شــركة‬ ‫معنيــة بإجــراء اختبــارات علــى‬ ‫أولية‬ ‫الشــخصية‪ ،‬النقاب عن بيانات‬ ‫ّ‬ ‫ُج ِم َعــت فــي الواليــات المتحــدة‪،‬‬ ‫وأشــارت إلــى أن نتائــج االختبــارات‬ ‫لــم تتغيــر فــي المتوســط‪ ،‬خــال‬ ‫األســابيع األولــى مــن فتــرة‬ ‫اإلغــاق‪ ،‬وصــوال إلــى مطلــع شــهر‬ ‫مايو‪/‬أيــار‪.‬‬ ‫لكــن بالرغــم مــن أن هــذه البيانــات‪،‬‬ ‫تفيــد بأننــا ربمــا لــم نكتســب‬ ‫“شــخصية جماعيــة” متقاربــة‬ ‫الســمات بســبب فتــرة اإلغــاق؛‬ ‫علــى األقــل خــال مراحلهــا‬ ‫المبكــرة‪ ،‬فهنــاك دراســات ســابقة‬ ‫يمكننــا االســتفادة مــن نتائجهــا‬ ‫الســتنتاج جوانــب الشــخصية‪ ،‬التــي‬ ‫يمكــن أن تكــون قــد تغيــرت لــدى‬ ‫البعــض منّ ــا‪ ،‬بســبب تدابيــر الحجــر‬ ‫الصحــي‪.‬‬ ‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬ربمــا يكــون‬ ‫اإلغــاق قــد أذكــى بشــكل كبيــر‬ ‫ظاهــرة تعــرف بـــ “تأثيــر مايــكل‬ ‫أنجلــو”‪ .‬وتتعلــق هــذه الظاهــرة‬ ‫بالطريقــة التــي ُيرجــح أن تتطور بها‬ ‫شــخصياتنا‪ ،‬لتصبــح علــى الشــاكلة‬ ‫التــي نصبــو ألن نكــون عليهــا‪ ،‬حــال‬ ‫انخراطنــا فــي عالقــة عاطفيــة‪ ،‬مــع‬ ‫شــريك يدعمنــا ويشــجعنا علــى أن‬ ‫نتصــرف باألســلوب الذي يتماشــى‬ ‫مــع طموحاتنــا‪ .‬ويمكــن أن يشــبه‬ ‫دور الشــريك العاطفــي هنــا‪ ،‬مــا‬ ‫يفعلــه النحــات الــذي يعمــل بجــد‬ ‫ودأب‪ ،‬لكــي تظهــر منحوتاتــه فــي‬ ‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫أفضــل صــورة‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬تشــير الباحثــة‬ ‫بليــدورن إلــى أن فتــرة اإلغــاق‬ ‫ربمــا تكــون قــد أتاحــت الفرصــة‬ ‫لمــن هــم منخرطــون فــي عالقــات‬ ‫عاطفيــة‪ ،‬لالقتــراب بشــكل أكبــر‬ ‫مــن شــركائهم‪ ،‬وتعميــق الروابــط‬ ‫القائمــة بينهــم‪ ،‬فضــا عــن‬ ‫تمكينهــم مــن تأمــل طبيعــة الحيــاة‬ ‫التــي يعيشــونها‪ ،‬والنظــر فــي‬ ‫أولوياتهــا‪.‬‬ ‫وتقــول فــي هــذا الشــأن‪“ :‬ربمــا‬ ‫ــرس‬ ‫يــؤدي هــذا الوقــت الــذي كُ ِ‬ ‫للتأمــل والتفكيــر‪ ،‬إلــى زيــادة‬ ‫`وضــوح مفهــوم الــذات` لــدى‬ ‫النــاس‪ ،‬إلــى درجــة يســتطيعون‬ ‫فيهــا بلــورة مفاهيــم ومعتقــدات‬ ‫أنفســهم‬ ‫عــن‬ ‫متماســكة‪،‬‬ ‫وأهدافهــم فــي الحيــاة”‪.‬‬ ‫وبالنســبة لألشــخاص الذيــن‬ ‫ينعمــون بشــركاء حيــاة داعميــن‬ ‫لهــم‪ ،‬فربمــا تكــون فتــرة اإلغــاق‬ ‫المطولــة هــذه‪ ،‬قــد أتاحــت لهــم‬ ‫فرصــة ُمرحبــا بهــا بشــدة‪ ،‬لتطويــر‬ ‫شــخصياتهم بشــكل إيجابــي‪ .‬فــي‬ ‫المقابــل‪ ،‬مــن المؤكــد أن تكــون‬ ‫فتــرة اإلغــاق قــد عــادت بالســلب‬ ‫علــى شــخصيات مــن َعلِ قــوا خاللهــا‬ ‫ بيــن أربعــة جــدران ولعــدة شــهور‬‫– مــع شــركاء عالقــات عاطفيــة‬ ‫تعيســة‪ ،‬أو مــن تعرضــوا فــي تلــك‬ ‫الفتــرة إلزعــاج ومضايقــة مــن جانــب‬ ‫أطفالهــم‪.‬‬ ‫وهنــا تقــول بليــدورن‪“ :‬هنــاك‬ ‫بعــض األدلــة التــي تفيــد‪ ،‬بــأن كــون‬ ‫المــرء طرفــا فــي زيجــة تعيســة‪،‬‬ ‫يرتبــط بتراجــع الشــعور بالســعادة‬ ‫واالعتــداد بالنفــس”‪ ،‬وذلــك‬ ‫بمعــزل عــن فتــرة اإلغــاق فــي حــد‬ ‫ذاتهــا‪.‬‬ ‫وتقــول ريبيــكا شــاينر‪ ،‬الطبيبــة‬ ‫النفســية فــي جامعــة كولغيــت‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬إن هــذه المشــكلة‬ ‫تحديــدا‪ ،‬ربمــا تفســر الســبب وراء‬ ‫تســجيل البعــض درجــات أعلــى فــي‬ ‫اختبــارات الكشــف عــن وجــود صفــة‬ ‫العصابيــة لديهــم‪ ،‬نظــرا ألن هــذه‬ ‫الخصلــة ترتبــط بالميــل لإلحســاس‬ ‫بـــ “مشــاعر ســلبية‪ ،‬مثــل القلــق‬ ‫والضعــف والحــزن وحــدة الطبــاع”‪.‬‬ ‫وتضيــف شــاينر بالقــول‪“ :‬مــن‬ ‫يعانــون مــن درجــة عاليــة مــن‬

‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫العصابيــة‪ ،‬يكونــون كذلــك عرضــة‬ ‫ألن يســببوا مزيــدا مــن الضغــوط‬ ‫ألنفســهم‪ ،‬ســواء مــن خــال‬ ‫االنخــراط فــي صراعــات مــع اآلخريــن‪،‬‬ ‫أو عبــر تجنــب مواقــف‪ ،‬يجــدون أنهــا‬ ‫تتضمــن تهديــدات لهــم”‪.‬‬ ‫لكــن مــاذا عمــن تُ ِركــوا بمفردهــم‬ ‫تمامــا خــال فتــرة اإلغــاق؟ ربمــا‬ ‫ســيكون بوســعنا هنــا توقــع أن‬ ‫ُيخلّ ــف ذلــك تأثيــرا ســلبيا علــى‬ ‫صفــات شــخصياتهم‪ ،‬إذا كنــت هــذه‬ ‫العزلــة االنفراديــة القســرية قــد‬ ‫جعلتهــم يشــعرون بوحــدة شــديدة‪،‬‬ ‫وذلــك اســتنادا إلــى نتائــج دراســات‬ ‫ســابقة ُأجريــت بشــأن العالقــة‬

‫النتائــج فــي ضــوء “مــا تعلمنــاه مــن‬ ‫دراســاتنا الســابقة بشــأن تأثيــرات‬ ‫الحيــاة فــي عزلــة‪ ..‬مــن أن ذلــك‬ ‫قــد يمنحنــا فضــاء إيجابيــا‪ ،‬يســمح‬ ‫لنــا بإعــادة تنشــيط عقولنــا‪ ،‬ال‬ ‫باســتنزافها”‪.‬‬ ‫وتتعــزز هــذه الرؤيــة علــى مــا يبــدو‪،‬‬ ‫أوليــة أخــرى‪ ،‬خَ لُ َصــت‬ ‫بفعــل نتائــج‬ ‫ّ‬ ‫إليهــا دراســة أجراهــا باحثــون مــن‬ ‫جامعــة كولومبيــا البريطانيــة فــي‬ ‫كنــدا‪ ،‬حــول مــدى قــوة الترابــط‬ ‫االجتماعــي خــال فتــرة اإلغــاق‪.‬‬ ‫فقــد أشــارت تلــك الدراســة إلــى‬ ‫أن ذلــك خلّ ــف تأثيــرات ســلبية‬ ‫محــدودة‪ .‬وقــد يعــود ذلــك‬

‫بيــن الوحــدة والخصــال الشــخصية‬ ‫لإلنســان‪ .‬ويتجســد هــذا التأثيــر فــي‬ ‫زيــادة مســتوى العصابيــة وتراجــع‬ ‫قــدر االنبســاطية فــي الشــخصية‪.‬‬ ‫رغــم ذلــك‪ ،‬ترســم البيانــات‬ ‫المتوافــرة حتــى اآلن عــن تأثيــرات‬ ‫فتــرة اإلغــاق‪ ،‬صــورة تُ بــرز قــدرة‬ ‫البشــر علــى التكيــف مــع الظــروف‬ ‫ا لمعا كســة ‪.‬‬ ‫ويكفــي للداللــة علــى ذلــك‪،‬‬ ‫اإلشــارة إلــى دراســة ُأجريــت فــي‬ ‫المملكــة المتحــدة بشــأن العالقــة‬ ‫بيــن الوحــدة والشــعور باالكتئــاب‪،‬‬ ‫وشــملت ‪ 800‬شــخص عاشــوا فــي‬ ‫عزلــة خــال األســابيع األولــى مــن‬ ‫فتــرة اإلغــاق العــام‪ .‬إذ لــم تكشــف‬ ‫نتائــج هــذه الدراســة‪ ،‬عــن وجــود أي‬ ‫تأثيــرات ســلبية لتلــك العزلــة علــى‬ ‫ا لشــخصية ‪.‬‬ ‫وأشــار القائمــون علــى الدراســة إلى‬ ‫أنــه ربمــا يكــون بمقدورنــا فهــم هــذه‬

‫علــى األرجــح‪ ،‬إلــى أن الوســائل‬ ‫التكنولوجيــة الحديثــة‪ ،‬توفــر لنــا‬ ‫الكثيــر مــن الســبل‪ ،‬التــي تُ بقينــا‬ ‫علــى اتصــال ببعضنــا بعضــا‪ ،‬حتــى‬ ‫فــي وقــت نخضــع فيهــا لتدابيــر‬ ‫إغــاق‪.‬‬ ‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬تقــول ويبــك‬ ‫بليــدورن‪“ :‬لقــد بــات بإمــكان‬ ‫البشــر االختــاط االجتماعــي‬ ‫افتراضيــا‪ ،‬مــن خــال وســائل‬ ‫التواصــل االجتماعــي وتكنولوجيــا‬ ‫االتصــاالت‪ ،‬وغيــر ذلــك مــن‬ ‫التطــورات التقنيــة”‪ .‬وتســتطرد‬ ‫قائلــة‪“ :‬أتصــور أن يكــون أصحــاب‬ ‫الشــخصيات االنبســاطية‪ ،‬هــم‬ ‫األكثــر قــدرة علــى اغتنــام مثــل‬ ‫هــذه الفــرص”‪.‬‬ ‫وربمــا تجــدر اإلشــارة هنــا‪ ،‬إلــى أن‬ ‫أي شــخص كانــت لديــه فــي منزلــه‬ ‫مســاحة غيــر مســقوفة‪ ،‬ظــل‬ ‫بوســعه أن ينعــم – خــال اإلغالق –‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪8‬‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫بالهــواء النقــي وأشــعة الشــمس‪.‬‬ ‫كمــا أن األمــر لــم يخــل بالنســبة‬ ‫لألشــخاص اآلخريــن‪ ،‬مــن عوامــل‬ ‫خففــت عنهــم وطــأة تلــك الفتــرة‪،‬‬ ‫مثــل اشــتراكهم فــي خدمــات‬ ‫البــث الحــي بحســب الطلــب‪.‬‬ ‫وربمــا تســاعد تلــك العوامل‪ ،‬على‬ ‫تفســير األســباب‪ ،‬التــي جعلــت‬ ‫العزلــة التــي خضــع الكثيــرون لهــا‬ ‫خــال الشــهور القليلــة الماضيــة‪،‬‬ ‫ـض‬ ‫ال تســفر علــى مــا يبــدو عــن بعـ ٍ‬ ‫مــن التأثيــرات النفســية الســلبية‪،‬‬ ‫التــي رصدتهــا دراســات ســابقة‪،‬‬ ‫ُأجريــت علــى أشــخاص عاشــوا‬ ‫معزوليــن فــي بيئــات شــديدة‬ ‫القســوة والصرامــة‪ .‬فقــد أثبتــت‬ ‫بعــض هــذه الدراســات‪ ،‬وجــود‬ ‫صلــة مثــا بيــن قضــاء المــرء فترات‬ ‫مطولــة فــي مراكــز األبحــاث فــي‬ ‫القــارة القطبيــة الجنوبيــة أو فــي‬ ‫تجــارب محــاكاة الرحــات الفضائيــة‬ ‫التــي تقصــد كوكــب المريــخ‪ ،‬وبيــن‬ ‫معاناتــه مــن تأثيــرات ســلبية تقلــل‬ ‫مــن إحساســه بالراحــة والســعادة‪،‬‬ ‫بمــا يشــمل زيــادة خطــر إصابتــه‬ ‫باالكتئــاب‪.‬‬ ‫الجديــر بالذكــر‪ ،‬أن االتصــال بالعالم‬ ‫الخارجــي كان شــديد الصعوبــة‪،‬‬ ‫بالنســبة ألفــراد عينــات البحــث‬ ‫فــي الدراســات التــي تحدثنــا عنهــا‬ ‫فــي الســطور الســابقة‪ .‬كمــا‬ ‫كانــت الظــروف الســائدة فــي تلك‬ ‫الدراســات‪ ،‬تنطــوي علــى تحديــات‬ ‫لــم تكــن موجــودة خــال شــهور‬ ‫اإلغــاق‪ ،‬مثــل الظــام والبــرودة‬ ‫القارســة اللذيــن تشــهدهما‬ ‫الجنوبيــة‪،‬‬ ‫القطبيــة‬ ‫القــارة‬ ‫والقــرب الشــديد مــن أشــخاص‬ ‫غربــاء‪ ،‬فــي تجــارب محــاكاة الســفر‬ ‫إلــى المريــخ‪.‬‬ ‫علــى أي حــال‪ ،‬إذا كنــا نريــد‬ ‫الحصــول علــى فكــرة أوضــح حــول‬ ‫الكيفيــة‪ ،‬التــي ربمــا يكــون الوبــاء‬ ‫قــد غيــر شــخصياتنا مــن خاللهــا‪،‬‬ ‫ســيتعين علينــا االنتظــار للتعــرف‬ ‫علــى نتائــج الدراســات العلميــة‪،‬‬ ‫التــي ســتُ جرى علــى مــدى زمنــي‬ ‫طويــل فــي هــذا الصدد‪ .‬وتشــارك‬ ‫بليــدورن وداميــان فــي دراســة‬ ‫مــن هــذا القبيــل تُ جــرى حاليــا‪،‬‬ ‫وتتســم بضوابطهــا العلميــة‬ ‫الصارمــة‪ ،‬وتتنــاول التغيــرات التــي‬

‫تطــرأ علــى شــخصية اإلنســان‪ ،‬مــن‬ ‫خــال تعقــب صفاتــه وخصالــه ومــا‬ ‫يطــرأ عليهــا مــن تغييــرات‪ ،‬علــى مــدار‬ ‫ســنوات متعاقبــة‪.‬‬ ‫لكــن إذا اســتندنا إلــى المؤشــرات‬ ‫األوليــة المتوافــرة لدينــا اآلن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فســنجد أن جانــب العزلــة الــذي‬ ‫انطــوت عليــه فتــرة اإلغــاق‪ ،‬ربمــا‬ ‫لــم يــؤد فــي حــد ذاتــه‪ ،‬إلــى حــدوث‬ ‫تغييــرات عميقــة فــي شــخصياتنا‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ينبغــي علينــا اإلقــرار‬ ‫بأنــه كان للوبــاء جوانــب وتبعــات‬ ‫أخــرى‪ ،‬تتجــاوز مجــرد مســألة اإلغــاق‪.‬‬ ‫وتقــول الباحثــة روديــكا داميــان فــي‬ ‫هــذا اإلطــار‪ ،‬إنــه ربمــا كان لبعــض‬ ‫هــذه التبعــات‪ ،‬مثــل فقــدان النــاس‬ ‫لوظائفهــم أو إصابتهــم بالمــرض أو‬ ‫معاناتهــم مــن وفــاة أحــد أحبائهــم‬ ‫بســبب اإلصابــة بـــ (كوفيــد – ‪،)19‬‬ ‫ارتبــاط أكبــر بحــدوث تغيــرات فــي‬ ‫الشــخصية‪.‬‬ ‫وتوضــح داميــان قائلــة‪“ :‬هنــاك‬ ‫ارتبــاط بيــن فقــدان الوظائــف وتراجــع‬ ‫الشــعور بضــرورة التحلــي بضميــر‬ ‫حــي فــي التعامــل مــع األمــور‪ .‬كمــا‬ ‫تبيــن أن هنــاك صلــة بيــن اإلصابــة‬ ‫بالمــرض وزيــادة مســتوى العصابيــة‬ ‫وتدنــي مقــدار االنبســاطية فــي‬ ‫الشــخصية”‪ .‬لكــن الباحثــة اســتدركت‬ ‫بالقــول إنــه مــن الضــروري توخــي‬ ‫الحــذر‪ ،‬فــي اســتخالص نتائــج فــي‬ ‫هــذا الصــدد‪ ،‬فــي ضــوء أن تلــك‬ ‫المؤشــرات ســتظل مجــرد “تكهنــات‬ ‫مبنيــة علــى التفكيــر المتعمــق”‪،‬‬ ‫حتــى تتوافــر بيانــات أكثــر تؤكــد‬ ‫صحتهــا‪.‬‬ ‫لكــن إذا ســلمنا بأننــا تغيرنــا على نحو‬ ‫مــا بفعــل اإلغــاق‪ ،‬فــإن ذلــك يــؤدي‬ ‫إلــى أن يطــرح التخفيــف الحالــي‬ ‫لإلجــراءات التــي اتُ ِب َعــت فــي هــذا‬ ‫الصــدد‪ ،‬أســئلة منطقيــة مــن قبيــل‪:‬‬ ‫هــل ســيكون بوســعنا أن نعــود إلــى‬ ‫مــا كنــا عليــه فــي الســابق؟ وكيــف‬ ‫ســيحدث ذلــك؟ وهــل نريــد أن يحــدث‬ ‫مــن األصــل بالفعــل؟ بالنســبة لــي‬ ‫مثــا‪ ،‬صــرت بالقطــع أشــعر بنزعــة‬ ‫أقــل لالختــاط باآلخريــن‪ ،‬حتــى مــن‬ ‫علــى مســافة آمنــة‪.‬‬ ‫المســتخلصة‬ ‫الالفــت‪ ،‬أن النتائــج‬ ‫ُ‬ ‫مــن األدبيــات العلميــة المتعلقــة‬ ‫بالتغيــرات التــي تطــرأ عــادة علــى‬ ‫شــخصية البشــر نتيجــة تبــدل‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪9‬‬

‫الظــروف‪ ،‬تبــدو إيجابيــة‪ .‬إذ‬ ‫تشــير إلــى أن البشــر قــادرون‬ ‫علــى التكيــف‪ ،‬وأنهــم يتحلــون‬ ‫بضميــر حــي بشــكل أكبــر‪ ،‬عندمــا‬ ‫يضطلعــون بــأدوار تتطلــب بــذل‬ ‫الكثيــر مــن الجهــد‪ .‬وتفيــد تلــك‬ ‫الدراســات كذلــك‪ ،‬بــأن صفــات‬ ‫البشــر تصطبــغ بطابــع أكثــر‬ ‫إيجابيــة‪ ،‬بعدمــا ينفضــون أياديهــم‪،‬‬ ‫مــن العالقــات الشــائكة والســلبية‬ ‫التــي تربطهــم بمــن حولهــم‪.‬‬ ‫غيــر أن شــاينر تحــذر مــن أن‬ ‫شــخصا انطوائيــا مثلــي‪ ،‬ســيواجه‬ ‫صعوبــات‪ ،‬فــي أن يعــود ليتكيــف‬ ‫مــع طبيعــة الحيــاة‪ ،‬كمــا كانــت قبل‬ ‫الوبــاء‪ ،‬علــى األقــل فــي البدايــة‪.‬‬ ‫وتوضــح بالقــول‪“ :‬كان بوســع‬ ‫االنطوائييــن خــال فتــرة اإلغــاق‬ ‫تجنــب الضغــوط االجتماعيــة التــي‬ ‫يتعرضــون لهــا لالختــاط بمــن‬ ‫حولهــم‪ .‬وهــذا مــا قــد يجعــل‬ ‫اســتئنافهم للحيــاة على شــاكلتها‬ ‫المعتــادة‪ ،‬أمــرا عســيرا عليهــم”‪.‬‬ ‫وتنصــح الباحثــة بــأن يعمــد‬ ‫االنطوائيــون خــال عودتهــم‬ ‫تدريجيــا إلــى الحيــاة العاديــة إلــى‬ ‫أن “يقضــوا وقتهــم مــع األصدقــاء‬ ‫األكثــر قربــا إلــى قلوبهــم‪ ،‬ســواء‬ ‫عبــر لقــاءات ثنائيــة‪ ،‬أو مــن خــال‬ ‫تجمعــات تضــم عــددا محــدودا‬ ‫للغايــة مــن األشــخاص‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا يتوافــق بالتأكيــد مــع قاعــدة‬ ‫التباعــد االجتماعــي علــى أي‬ ‫حــال”‪.‬‬ ‫وتشــعر داميــان بالتفــاؤل إزاء مــا‬ ‫نتحلــى بــه مــن قــدرة جماعيــة‪،‬‬ ‫علــى التكيــف مــع طبيعــة الوضــع‬ ‫الناجــم عــن تواصــل رفــع إجــراءات‬ ‫اإلغــاق‪ .‬وتقــول‪“ :‬ال أعتقــد أن‬ ‫النــاس بحاجــة للشــعور بالقلــق إزاء‬ ‫مســألة تغيــر صفاتهــم وعودتهــم‬ ‫إلــى مــا كانــت عليــه قبــل فتــرة‬ ‫اإلغــاق‪ .‬أتوقــع أن يحــدث هــذا‬ ‫التغيــر لــدى غالبيــة النــاس‪ ،‬تدريجيا‬ ‫وبشــكل طبيعــي”‪.‬‬ ‫غيــر أن نصيحتهــا األساســية فــي‬ ‫هــذا الشــأن‪ ،‬تتمثــل فــي ضــرورة‬ ‫أال نتعجــل العــودة إلــى الطــرق‬ ‫القديمــة‪ ،‬التــي اعتدنــا أن نعيــش‬ ‫حياتنــا مــن خاللهــا قبــل تفشــي‬ ‫الوبــاء‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫الـ‪153‬‬ ‫‪153‬‬ ‫كندا تحتفل بعيدها الوطني الـ‬ ‫افتراضيا‬

‫احتفل الكنديون في األول من يوليو‬ ‫تموز بعيدهم الوطني‪ ،‬الـ‪ 153‬هذا‬ ‫العام‪.‬‬ ‫نوعا ما‬ ‫هادئة‬ ‫االحتفاالت‬ ‫ووكانت‬ ‫ً‬ ‫بسبب تدابير التباعد االجتماعي التي‬ ‫فرضتها أزمة جائحة كوفيد ‪.19‬‬ ‫ويتم تنظيم احتفال عيد ميالد كندا‬ ‫ّ‬ ‫العصرية التي تأسست في عام‬ ‫‪ ،1867‬عن بعد في العالم االفتراضي‬ ‫أو في عن طريق تسجيالت مسبقة ‪.‬‬ ‫وهذا هو الحال ايضا في مونتريال‬ ‫حيث ادى مغنيون من مقاطعة كيبيك‬ ‫مثل شارلوت كاردان وهوبر لونوار‬ ‫وباتريك واتسون ‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫مغنية اإلنويت الشعبية إليزابي من‬ ‫حفل أمام‬ ‫ّ‬ ‫قدموا‬ ‫بين الفنانين الذين ّ‬ ‫المدرجات الفارغة للملعب األولمبي‬ ‫وتم تسجيل الحفل‬ ‫في مونتريال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سب ًقا‪.‬‬ ‫م‬ ‫دقيقة‬ ‫‪60‬‬ ‫الذي يدوم‬ ‫ُ َ‬ ‫ويصف منظمو الحدث بأنه "تاريخي" ‪،‬‬ ‫وبأنه "العرض األول بدون جمهور على‬ ‫أرض الملعب األولمبي"‪.‬‬ ‫كما قامت مدينة تورنتو بنقل‬ ‫احتفاالتها بعيد كندا على اإلنترنت مع‬ ‫يوم كامل من االحتفاالت التي شملت‬ ‫مشاركة المغني غوردون اليتفوت‪.‬‬ ‫ويتمتع هذا المغني والمؤلّ ف وعازف‬ ‫الغيتار الكندي البالغ من العمر ‪81‬‬ ‫عاما بسمعة دولية في موسيقى‬ ‫ً‬ ‫الشعبية والروك الشعبي باإلضافة‬ ‫وغالبا ما‬ ‫إلى موسيقى الكونتري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ُيعتبر أعظم مؤلّ ف أغاني كندي‪.‬‬ ‫وقال رئيس الوزراء “جاستين ترودو ”‬ ‫بهذه المناسبة في يوم كندا ‪ ،‬نحتفل‬ ‫بالمكان المذهل الذي نسميه الوطن‬ ‫– واألشخاص الذين نتشارك معهم‪.‬‬ ‫سواء أكنت تشعل النار أو تلعب‬

‫بالخارج مع األطفال ‪ ،‬فهذه فرصة للتفكير‬ ‫في مكان وجودنا كبلد وأين نتجه‪.‬‬ ‫وأضاف “ترودو” في بيان بهذه المناسبة‬ ‫أن األشهر القليلة الماضية صعبة بالنسبة‬ ‫لجميع الكنديين ‪ ،‬ولكن خالل هذا الوباء‬ ‫‪ ،‬كنا هناك نساعد بعضنا البعض ‪،‬‬

‫والشركات الصغيرة موجودة لمجتمعاتهم‬ ‫وموظفيهم ‪ ،‬القوات المسلحة تستجيب‬ ‫للدعوة للمساعدة في حماية أضعفنا ‪،‬‬ ‫واألطباء والممرضات للحفاظ على صحة‬ ‫كنديا‪.‬‬ ‫أسرنا‪ .‬ألن هذا ما يعنيه أن تكون‬ ‫ً‬ ‫وقال “إن نجاح كندا هو بسبب شعبها‪.‬‬ ‫األشخاص الذين يسعون جاهدين لالرتقاء‬ ‫إلى قيمنا المشتركة للسالم والمساواة‬ ‫والرحمة ‪ ،‬ويعرفون أن التنوع هو قوتنا‪.‬‬ ‫“وتابع “ترودو” الناس الذين يعرفون ذلك‬ ‫بلدا أفضل‬ ‫معا ‪ ،‬يمكننا أن نبني ً‬ ‫‪ ،‬فقط ً‬ ‫‪ ،‬حيث يوجد لكل كبار مكان آمن للعيش‬ ‫فيه ‪ ،‬وحيث نقول ال للعنصرية والظلم‬ ‫والكراهية… البلد الذي نفهم فيه أن‬ ‫عملنا لضمان حصول الجميع على فرصة‬ ‫أبدا‪.‬‬ ‫متساوية وعادلة في النجاح ال ينتهي ً‬ ‫“ما يجعل كندا خاصة ليس اإليمان بأن‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪10‬‬

‫هذه هي أفضل دولة في العالم – إنها‬ ‫المعرفة التي يمكن أن نكونها ‪ ،‬وأننا‬ ‫سنواصل العمل لبناء ذلك البلد‪ .‬ألنه ال‬ ‫جدا ‪ ،‬إذا‬ ‫يوجد تحد نواجهه سيكون‬ ‫كبيرا ً‬ ‫ً‬ ‫معا‪.‬‬ ‫واجهناه ً‬ ‫ودعا “ترودو “جميع الكنديين لالنضمام‬ ‫إلى االحتفاالت االفتراضية لهذا العام‬ ‫ومحادثة ‪ CanadaDay#‬عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫اليوم ‪ ،‬قائال لنحتفل بالدولة التي‬ ‫وغدا ‪ ،‬نتطلع إلى المستقبل‬ ‫نتشاركها‬ ‫ً‬ ‫معا‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى غياب‬ ‫ونتقدم ً‬ ‫األلعاب النارية هذا العام من سماء‬ ‫هضبة البرلمان الكندي‪.‬‬ ‫عرضا‬ ‫و قدمت وزارة التراث الكندي ً‬ ‫لأللعاب النارية االفتراضية في الساعة‬ ‫مساء بتوقيت أوتاوا ‪ ،‬حيث يدعى‬ ‫‪10‬‬ ‫ً‬ ‫الكنديون لتوجيه أجهزتهم المحمولة أو‬ ‫لوحاتهم االلكترونية نحو السماء حيث‬ ‫يبدأ عرض األلعاب النارية ثالثية األبعاد‬ ‫لمدة ‪ 3‬دقائق‪.‬‬ ‫وتم بث االحتفاالت بعيد كندا الوطني‬ ‫في جميع أنحاء البالد على هيئة اإلذاعة‬ ‫الكندية بقسميها الفرنسي واالنكليزي‬ ‫(سي بي سي) بين الساعة الواحدة‬ ‫مساء (بتوقيت أوتاوا)‪.‬‬ ‫مساء و الثانية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واطلقت السهرة الخاصة في الساعة ‪8‬‬ ‫مساء على الشبكتين‪ .‬كما سيتم بث‬ ‫ً‬ ‫االحتفاالت على منصات وزارة التراث‬ ‫الكندي الرقمية‪.‬‬ ‫وخصص تلفزيون راديو كندا اإلنكليزي‬ ‫ّ‬ ‫خاصا يركز على موضوع‬ ‫برنامجا ً‬ ‫ً‬ ‫االحتفال بأولئك الذين هم على الخط‬ ‫األمامي في مواجهة جائحة كوفيد ‪19‬‬ ‫‪ -19‬وأولئك الذين هم في طليعة‬ ‫المظاهرات المناهضة للعنصرية السود‬ ‫والسكان األصليين‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫سلمى الخاني‬

‫أول مسلمة نائبة لحاكمة كندا العامة في ألبرتا‬ ‫ّ‬

‫ُع ِّينت السيدة “سلمى الخاني”‬ ‫نائبة للحاكم العام بإقليم (ألبرتا)‪،‬‬ ‫و يعتبر نواب الحاكم العام في‬ ‫كندا ممثلون للملكة في مناطق‬ ‫تعيينهم بموجب القانون الذي‬ ‫تمت المصادقة في عام ‪،1892‬‬ ‫وستخلُ ف “سلمى الخاني” في‬ ‫هذا المنصب “لويس ميتشل”‬ ‫النائب السابق‪ ،‬وبهذا التعيين‬ ‫تكون سلمى أول مسلمة تشغل‬ ‫هذا المنصب في كندا‪ ،‬ويمارس‬ ‫األشخاص الذين يشغلون هذا‬ ‫المنصب في كل مقاطعة العديد‬ ‫من المهام الرسمية‪ ،‬منها تمثيل‬ ‫الملكة إليزابيث الثانية في كندا‪،‬‬ ‫واإلشراف على أداء اليمين لرؤساء‬ ‫حكومات المقاطعات و حكوماتهم‪،‬‬ ‫كما أنهم يفتتحون دورات الجمعية‬ ‫التشريعية‪ ،‬ويعطون الموافقة‬ ‫الملكية على مشاريع القوانين‪،‬‬ ‫وهي الخطوة األخيرة قبل دخول‬ ‫حيز التطبيق‪.‬‬ ‫التشريعات ّ‬ ‫“سلمى الخاني” ناشطة جمعوية‬ ‫معروفة بدفاعها عن النساء‬ ‫والمهاجرين‪ ،‬وهي من دعاة توفير‬ ‫الرعاية الصحية والتعليم للجميع‪،‬‬ ‫وهي ابنة ألبوين الجئين من‬ ‫أوغندا‪ ،‬قامت السيدة “الخاني”‬ ‫بدعم العديد من المنظمات‬ ‫في منطقة “إدمونتون” منها‬ ‫مستشفى “لويس هول” للنساء‪،‬‬ ‫ومؤسسة “كيدز كوتاج” لحماية‬ ‫الطفولة ‪ ،‬ومؤسسة “اآلغا خان‬ ‫كندا” ومركز “جون همفري”‬

‫للسالم وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ستخلف سلمى الخاني من إدمونتون‬ ‫لويس ميتشل في منصب نائب حاكمة‬ ‫كندا العامة التاسع عشر في ألبرتا‪.‬‬ ‫وبهذا التعيين تكون أول مسلمة‬ ‫تشغل هذا المنصب في كندا‪.‬‬ ‫وقد اعترف جوستان ترودو‪ ،‬رئيس‬ ‫الحكومة‪ ،‬في رسالة التعيين بااللتزام‬ ‫المجتمعي للسيدة الخاني‪ ،‬ال سيما‬ ‫مع المهاجرين الجدد والشباب والنساء‪.‬‬ ‫ومن بين أمور أخرى ‪ ،‬تحدث رئيس‬ ‫الحكومة عن دورها كموجهة في‬ ‫برنامج لتوجيه الشباب في معهد "نور‬ ‫كويست" في ادمونتون للطالب‬ ‫الذين لغتهم الثانية هي االنكليزية‪.‬‬ ‫وسلمى الخاني من األعضاء‬ ‫المؤسسين لحركة "‪ 1000‬امرأة‪:‬‬ ‫مليون إمكانية" (‪Women: A 1000‬‬ ‫‪ )Million Possibilities‬في معهد‬ ‫"نور كويست"‪.‬‬ ‫وقامت السيدة الخاني بدعم العديد‬ ‫من المنظمات في منطقة إدمونتون‬ ‫مثل مستشفى لويس هول للنساء‬ ‫‪ ،‬ومؤسسة كيدز كوتاج ‪ ،‬ومؤسسة‬ ‫اآلغا خان كندا ومركز جون همفري‬ ‫للسالم وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫واستقرت سلمى الخاني وزوجها في‬ ‫إدمونتون عام ‪ 1977‬بعد الدراسة‬ ‫في جامعة مانشستر ببريطانيا بعد‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪11‬‬

‫مغادرتهما أوغندا ‪ ،‬حيث تم ترحيلهما‬ ‫عام ‪.1972‬‬ ‫وفي عام ‪ ، 2005‬حصلت على‬ ‫ميدالية مئوية ألبرتا( (�‪Alberta Cen‬‬ ‫‪ )tennial Medal‬إلنجازاتها البارزة‬ ‫في المقاطعة ‪ ،‬وفي عام ‪2012‬‬ ‫حازت على ميدالية يوبيل الملكة‬ ‫إلليزابيتث الثانية الماسي لعطاءاتها‬ ‫لكندا‪.‬‬ ‫وسلمى الخاني هي رابع امرأة‬ ‫تشغل هذا المنصب في ألبرتا‪.‬‬ ‫وسبقتها في المنصب لويس‬ ‫ميتشل والتي تقلّ دته في ‪12‬‬ ‫يونيو أيار ‪.2015‬‬ ‫وتدوم عهدة نائبي حاكم كندا العام‬ ‫خمس سنوات على األقل‪ .‬ويتم‬ ‫تعيينهم من قبل الحاكم العام لكندا‬ ‫بناء على توصية من رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫ويمارس األشخاص الذين يشغلون‬ ‫هذا المنصب في كل مقاطعة‬ ‫العديد من المهام الرسمية‪ .‬فهم‬ ‫يمثلون الملكة إليزابيث الثانية في‬ ‫كندا ويشرفون على آداء اليمين‬ ‫لرؤساء حكومات المقاطعات و‬ ‫حكوماتهم‪.‬‬ ‫كما أنهم يفتتحون دورات الجمعية‬ ‫التشريعية ويعطون الموافقة‬ ‫الملكية على مشاريع القوانين ‪،‬‬ ‫وهي الخطوة األخيرة قبل دخول‬ ‫حيز التطبيق‪.‬‬ ‫التشريعات ّ‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫فنان كطائر الفينيق لؤي كيالي‬

‫زخــرف الفــن بنبــل الحــزن‪ ،‬كان من أول‬ ‫الفنانيــن التشــكيليين الذيــن رســموا‬ ‫الحــاالت اإلنســانية بــكل أشــكالها‪،‬‬ ‫تنوعــت لوحاتــه مــا بيــن الدفــاع عــن‬ ‫القضايــا الكبيــرة وبيــن العنايــة بأصغــر‬ ‫األحــداث التــي تمــر بحيــاة البشــر‪،‬‬ ‫فأدلــج التشــكيل‪ ،‬وطــرح االزدواجيــة‬ ‫فــي رســوماته‪ ،‬وجعــل مــن اللوحــة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خطابيــا ومــرآة للواقــع‬ ‫منبــرا‬ ‫االجتماعــي بــكل أطيافــه‪ ،‬ليكــون فنــه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وعاكســا لهــا‪.‬‬ ‫ابنــا للحيــاة‬ ‫ولــد لــؤي كيالــي الفنــان التشــكيلي‬ ‫الســوري فــي ‪ 20‬كانــون الثانــي‬ ‫عــام ‪ 1934‬فــي حلــب الشــهباء‬ ‫مدينــة األصالــة والثقافــة‪ .‬ترعــرع‬ ‫ً‬ ‫بيتــا‬ ‫فــي أســرة عريقــة ملكــت‬ ‫ً‬ ‫جميــا فــي أحــد األحيــاء‬ ‫عربيــا‬ ‫ً‬ ‫القديمــة (وراء الجامــع الكبيــر)‪،‬‬ ‫وهنــاك لعــب فــي حضــن‬ ‫شــجيرات الفــل والياســمين‪،‬‬ ‫وتحــت عريشــة العنــب المتدلــي‬ ‫منهــا شــتى ألــوان العناقيــد‪.‬‬ ‫فــي ظــل كل هــذا كان االبــن المدلــل‬ ‫الوحيــد بيــن أخواتــه الثــاث‪ ،‬فعــاش‬ ‫طفولــة ســعيدة ومتكاملــة مــن‬ ‫الحــب واالحتضــان‪ ،‬األمــر الــذي كان‬ ‫لــه الفضــل بتشــكيل لــؤي الفنــان‬ ‫المرهــف اإلحساس‪.‬شــغفه فــي‬ ‫الفــن بــدأ منــذ ســن صغيــرة‪ ،‬فــكان‬ ‫أول مواعيــده مــع الريشــة واأللــوان‬ ‫بعمــر الحاديــة عشــرة‪ ،‬وأبــدع أول‬ ‫بورتريــه لوالــده حســين كيالــي بعمــر‬ ‫الثامنــة‪ ،‬باســتخدام الطبشــور علــى‬ ‫لــوح المدرســة‪.‬‬

‫عندمــا أتــم الثامنــة عشــرة مــن العمــر‬ ‫عمــل علــى أول معــرض له في مدرســته‬ ‫التجهيــز بحلــب‪ ،‬وبعــد أن أنهــى الدراســة‬ ‫الثانويــة أحــب أن يــدرس الحقــوق‬ ‫فانتقــل إلــى دمشــق ليلتحــق بجامعتهــا‬ ‫عــام ‪ .1952‬رغــم هــذا لــم يهجــر حبــه‬ ‫الكبيــر للرســم‪ ،‬واشــترك فــي معــرض‬ ‫فــي كليــة الفنــون ليفــوز فيــه بالجائــزة‬

‫ً‬ ‫قــرارا‬ ‫الثانيــة‪ ،‬وألســباب غامضــة أتخــذ‬ ‫مصيريـ ًـا بتــرك كليــة الحقــوق في الســنة‬ ‫ليتوظــف‬ ‫ّ‬ ‫نفســها والعــودة إلــى حلــب‬ ‫ً‬ ‫كاتبــا فــي المعتمديــة العســكرية‪.‬‬ ‫بعدهــا بأربع ســنوات عــام ‪ 1956‬أوفدته‬ ‫وزارة المعــارف الســورية إثــر فــوزه‬ ‫بمســابقة فيهــا للدراســة فــي أكاديميــة‬ ‫الفنــون الجميلــة فــي رومــا‪ ،‬ولشــدة‬ ‫تأثــره بجمــال وغنــى الفــن والطبيعــة‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪12‬‬

‫وبشــقيقه الروحــي األول مايــكل‬ ‫أنجلــو تفــوق وازدهــرت موهبتــه‪،‬‬ ‫فشــارك فــي معــارض ومســابقات‬ ‫شــتى فــي عــدة مــدن إيطاليــة‪ ،‬وحصل‬ ‫علــى الجائــزة األولــى فــي مســابقة‬ ‫(سيســيليا)‪ ،‬كمــا نــال عــدة جوائــز خــال‬ ‫معارضــه هنــاك كالميداليــة الذهبيــة‬ ‫(رافينــا)‪.‬‬ ‫لألجانــب فــي مســابقة‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد أن أغنــت عظمــة رومــا إبداعــه عاد‬ ‫ـا باإلنجــازات لخدمــة بلــده ســوريا‪،‬‬ ‫محمـ ً‬ ‫ليرســم فيهــا أحالمــه‪ ،‬فالتحــق بالــكادر‬ ‫التدريســي فــي المعهــد العالــي‬ ‫للفنــون الجميلــة فــي دمشــق‪.‬‬ ‫صــور فــي لوحاتــه القضيــة‬ ‫ّ‬ ‫الفلســطينية إلــى جانــب رســمه‬ ‫لكثيــر مــن المهــن والحــرف‬ ‫علــى بســاطتها والتــي عايشــت‬ ‫عوالــم مختلفــة‪ ،‬فــكان لــكل‬ ‫لوحــة حكايــة‪ ،‬منهــا حكايــات‬ ‫بائعــي الجــوارب واليانصيــب‪،‬‬ ‫الخبازييــن‪ ،‬الصياديــن والعازفيــن‪،‬‬ ‫إلــى جانــب لوحــات لنســاء بســيطات‬ ‫وأخريــات أرســتقراطيات‪.‬‬ ‫وعقــب حــدوث النكســة عــام ‪1967‬‬ ‫بــدأت دوامــة االكتئــاب تعصــف بروحــه‬ ‫لتنعكــس بكثــرة رســمه بالفحــم‬ ‫ألشــكال الصرخــات التــي خرجــت مــن‬ ‫ســواد الحــزن فــي قلبــه لتعتــم بيــاض‬ ‫لوحاتــه‪ ،‬فرســم للقضيــة الفلســطينية‬ ‫أحــد أشــهر أعمالــه‪ ،‬أســماه (ثــم‬ ‫مــاذا؟)‪ ،‬عبــر فيهــا عــن هــول مأســاة‬ ‫الالجئيــن الفلســطينيين‪ ،‬وركــز علــى‬ ‫نظــرات النســاء واألطفــال المليئــة‬ ‫بالرعــب نحــو المســتقبل المجهــول‪.‬‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫رســم فــي هــذه الحقبــة الفنيــة مــن‬ ‫حياتــه عشــرات اللوحــات التــي عرضهــا‬ ‫فــي معــرض أســماه (فــي ســبيل‬ ‫القضيــة)‪ ،‬فلعــب دور المحامــي الــذي‬ ‫ً‬ ‫يومــا لكــن بريشــته‬ ‫تمنــى أن يكونــه‬ ‫وليــس بثــوب المحكمــة‪ ،‬األمــر الــذي‬ ‫القــى الكثيــر مــن الهجــوم مــن‬ ‫الناقديــن والحاقديــن علــى نجاحــه‪،‬‬ ‫وألن النقــد كان أكبــر أشــباحه عــاد‬ ‫للغــرق فــي أمــواج الكآبة‪ ،‬ومــزق أغلب‬ ‫لوحاتــه وقتهــا‪ ،‬فكانــت هــي األضاحــي‬ ‫آلالمــه‪ ،‬علــى إثــر هــذه الحادثــة اعتكــف‬ ‫فــي منزلــه المتواضــع فــي دمشــق‬ ‫وعانــق وحدتــه‪ ،‬فلــم يكــن لحــب المــرأة‬ ‫التــي كانــت ســتؤنس عزلتــه وتدعمــه‬ ‫مــكان إلــى جانــب الفــن فــي قلبــه‪،‬‬ ‫فحبــه لــه كان الســبب األول واألخيــر‬ ‫لعزوفــه عــن الــزواج واختيــاره الفــن‬ ‫ً‬ ‫رفيقــا لحياتــه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وحيــدا‬ ‫لكــن محبيــه لــم يتركــوه‬ ‫وأقنعــوه بتلقــي العــاج النفســي‪،‬‬ ‫فســافر إلــى لبنــان وعالجــه الطبيــب‬ ‫الســوري عــاء الديــن الدروبــي فــي‬ ‫مستشــفى الجامعــة األمريكيــة فــي‬ ‫بيــروت‪ .‬ولشــدة امتنــان لــؤي كيالــي‬ ‫لمعروفــه معــه عــرض فــي منزلــه‬ ‫لوحــات معرضــه الثامــن ممــا أدى‬ ‫إلــى تحســن حالتــه النفســية وإقبالــه‬ ‫علــى الحيــاة مــن جديــد‪ ،‬ولكــن مــا‬ ‫لبــث كابــوس الكآبــة أن عــاد إليــه‬ ‫بقــوة عارمــة هــذه المــرة جــراء وفــاة‬ ‫والــده حســين الكيالــي‪ ،‬أول شــخصيه‬ ‫رســمها فــي حياتــه‪ ،‬مــا دفــع بــه‬ ‫للعــودة إلــى مدينــة طفولتــه حلــب‬ ‫لعلــه يأخــذ القــوة مــن زهــو وهيبــة‬ ‫قلعتهــا ورصانــة قدودهــا‪.‬‬ ‫عــام ‪ 1976‬عرضــت ‪ 42‬لوحــة مــن‬ ‫لوحاتــه إلــى جانــب شــقيقه الروحــي‬ ‫الثانــي ورفيــق دربــه فــي الفــن (فاتــح‬

‫ا لمــد ر س )‬ ‫فــي معــرض‬ ‫ا لثقا فــة‬ ‫ا لعر بيــة‬ ‫نظمتْ ــه‬ ‫الــذي ّ‬ ‫( مؤ سســة‬ ‫ا أل و بلــف )‬ ‫فــي مدينــة‬ ‫مو نتر يــا ل‬ ‫بكنــد ا ‪.‬‬ ‫أ عما لــه‬ ‫زينــت جــدران‬ ‫ا لمتا حــف‬ ‫ا لو طنيــة‬ ‫ا لســو ر ية ‪،‬‬ ‫ففــي دمشــق‬ ‫زهــت لوحــة‬ ‫لــه‬ ‫ضخمــة‬ ‫بعنــوان (مــن‬ ‫وحــي أرواد)‪،‬‬ ‫وفــي حلــب‬ ‫تألقــت لوحتــه‬ ‫(مــن الريــف)‪.‬‬ ‫ضــه‬ ‫معر‬ ‫الحــادي عشــر‬

‫كان فــي صالــة الشــعب للفنــون الجميلة‬ ‫قــدم فيــه ‪ 45‬لوحــة‬ ‫بدمشــق‪ ،‬حيــث‬ ‫ّ‬ ‫بيعــت كلهــا قبــل افتتــاح المعــرض‪.‬‬ ‫بعدهــا ســافر إلــى العاصمــة األردنيــة‬ ‫عمــان بصحبــة لوحاتــه لعرضهــا فــي‬ ‫(غاليــري عاليــة)‪ ،‬ولكــن المعــرض لــم‬ ‫ُي َقــم لخطــأ حــدث فــي اإلجــراءات‪ ،‬فــكان‬ ‫ـرا كبيـ ً‬ ‫لهــذا الحــادث تأثيـ ً‬ ‫ـرا فــي نفســيته‪.‬‬ ‫علــى إثرهــا عــام ‪ 1978‬عــزم علــى‬ ‫الهجــرة إلــى إيطاليــا‪ ،‬فبــاع بيتــه وكل مــا‬ ‫يملــك‪ ،‬وغــادر البــاد فــي شــتاء بــارد‪،‬‬ ‫وهــو يحلــم بــأن يــزاول الرســم فــي روما‬ ‫فــي منــاخ فنــي دافــئ وحنــون‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪13‬‬

‫بعــد شــهر واحــد‪ ،‬فــي شــباط؛ عــاد‬ ‫ـا الخيبــة علــى عكــس‬ ‫إلــى حلــب حامـ ً‬ ‫عودتــه األولــى مــن إيطاليــا فــي‬ ‫شــبابه‪ ،‬واعتــزل النــاس ولــم يصبــره‬ ‫علــى معاناتــه غيــر تعاطــي الحبــوب‬ ‫المهدئــة ورمــي أعقــاب ســجائره‬ ‫ّ‬ ‫الحائــرة‪.‬‬ ‫إلــى أن وجــد هــدوءه األخيــر فــي نيران‬ ‫أشــعلتها ســيجارته فاندلعــت خفيــة‬ ‫فــي فراشــه والتهمــت حزنــه‪ ،‬فرحــه‪،‬‬ ‫كبريــاءه وكل مــا تبقــى مــن أحالمــه‪،‬‬ ‫فتغلــب لهيبهــا علــى انكســاراته‬ ‫وأراحتــه بســام أبــدي أســتحقه هــذا‬ ‫الفنــان الــذي لــم ينــوي إال نشــر حبــه‬ ‫عبــر فنــه لمحبيــه‪.‬‬ ‫ليأتــي القــدر بعــد واحــد وأربعيــن عامـ ًـا‬ ‫إلنصافــه وإعادتــه كطائــر فينيقــي‬ ‫متحــدٍ للنكــران لينتقــل مــن مضيــق‬ ‫النســيان إلــى منصــة ذاكــرة التاريــخ‬ ‫اإلنســاني‪ ،‬فكرمتــه الكثيــر مــن‬ ‫المنابــر الثقافيــة بعــد أن احتفــل‬ ‫بذكــرى ميــاده الخامــس والثمانــون‬ ‫فــي ‪ 20‬كانــون الثانــي ‪ 2019‬أضخــم‬ ‫محــرك للبحث فــي العالــم (‪،)Google‬‬ ‫ليذكرنــا أن رســالة الفنــان المبــدع‬ ‫ليــس لهــا نهايــة وال تفنــى مــع فنــاء‬ ‫الجســد‪ ،‬وبــأن لــؤي كيالــي ســيبقي‬ ‫فــي مــد وجــزر مــع متاهــات الخلــود‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫العالم االفتراضي والواقع‬ ‫رينيت سعيد‪ /‬مونرتيال‬

‫لسنين ‪ ...‬اعتدنا‬ ‫جميعا على مصدر‬ ‫واحد للخبر‪ ...‬مصدر‬ ‫موثوق‪ ،‬معتمد‪ ،‬نقرأه‬ ‫في الجرائد ونشاهده‬ ‫في التلفاز ونسمعه‬ ‫في الراديو‪ ...‬كان‬ ‫لجميع الناس المصدر‬ ‫ذاته ‪ ...‬يثقون به‬ ‫ويعتمدونه ‪...‬‬ ‫الثقة التي امتلكها‬ ‫الناس اتجاه األخبار‬ ‫التي تصلهم لم‬ ‫تتغير‪ ،‬وأما الذي تغير‬ ‫فهو مصدر الخبر بحد‬ ‫ذاته‪...‬‬ ‫مع مرور السنين وتطور التكنولوجيا‪،‬‬ ‫وظهور وسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬ ‫أصبح كأل منا قادرا على أن يكون الخبر‪،‬‬ ‫أو ناقل الخبر‪ ،‬أو مخترع الخبر بحد ذاته ‪...‬‬ ‫ما من رقيب ‪ ...‬أفكارنا ‪ ،‬وجهات نظرنا‪،‬‬ ‫وقناعاتنا اتجاه كل ما نراه أو نسمعه أو‬ ‫نعيشه أصبحت سريعة الوصول لجميع‬ ‫البشر بمختلف أعمارهم وقناعاتهم حول‬ ‫العالم‪...‬‬ ‫وأما الثقة التي هي األساس في تلقي‬ ‫األخبار فأصبحت تعتمد على عوامل‬ ‫مختلفة تماما‪ ،‬تأتي ثقة الناس بأحد‬ ‫مصادر األخبار من شهرة الشخص الذي‬ ‫اخترع الخبر وعدد متابعينه‪ ،‬كل ما زاد‬ ‫عدد متابعينك كلما وصلت لعدد أكبر من‬ ‫الناس وكلما ازداد تاثيرك فيهم‪ ...‬لنصل‬ ‫إلى العنصر األهم في كل ما يجري حولنا‬ ‫‪ ...‬وهو التأثر ‪...‬‬ ‫التأثر ‪ ...‬إلى أي مدى يمكن لشخص من‬ ‫هذا الكوكب أن يؤثر فينا‪ ،‬في قناعات‬ ‫أوالدنا‪ ،‬في وجهات نظرنا‪ ،‬وكل ما آمنا‬ ‫به على مر الزمان ‪...‬‬ ‫التأثير الذي يلعبه كل من يملك‬ ‫جماهيرية على مواقع التواصل‬ ‫االحتماعي‪ ،‬قد يكون األساس في بناء‬ ‫المستقبل‪ ،‬وهنا تكمن المشكلة‪ ،‬ف‬ ‫مستقبل جيل بأكمله بأيدي ما يدعون‬ ‫أنفسهم ب‬ ‫‪Influencers, Bloggers or youtuber‬‬ ‫ولألسف‪ ،‬ليس هناك من يقيم أداء‬ ‫هؤالء أو توجهاتهم‪ ،‬أو األفكار التي‬ ‫ينشرونها‪ ،‬بل بإمكانهم أن ينشروا ما‬ ‫يشاؤون وقت ما يشاؤون‪ ،‬بينما يغرق‬ ‫جيل كامل بما يشاهدونه من أفكار‬ ‫مجنونة‪ ،‬وتصرفات غريبة‪ ،‬حيث قد‬ ‫يحقق أي سلوك منحرف جماهيرية عالية‬ ‫ويحطم أرقاما في نسبة المشاهدة‪،‬‬ ‫نسبة المشاهدة التي باتت المقياس‬

‫األول للتقييم في كل ما يحدث دون األخذ‬ ‫بعين االعتبار إن كان الحدث ذو قيمة أو‬ ‫بدون أي قيمة‪.‬‬ ‫‪ logan paul‬أحد المشاهير في العالم‬ ‫االفتراضي ‪ ،‬صاحب االفكار والتحديات‬ ‫الخطيره والذي يخترق كافة قواعد السالمة‬ ‫ليحصل على أعلى عدد من المتابعين وقد‬ ‫وصل عدد متابعيه إلى ‪. 20000000‬‬ ‫‪ ،Jake paul‬مؤثر آخر من مشاهير العالم‬ ‫االفتراضي‪ ،‬أقنع شريحه كبيرة من‬ ‫المراهقين بانه قام بزرع كاميرا في يده‪،‬‬ ‫وانه انقذ فتاة من السجن عن طريق الحيلة‪،‬‬ ‫ويحظى اآلخر بشعبيه تزيد عن ‪19000000‬‬ ‫متابع ‪.‬‬ ‫أمام مهارة هؤالء وتأثيرهم على‬ ‫المراهقين‪ ،‬نقف كأهل ومربين عاجزين عن‬ ‫إقناع أبنائنا أن كل ما يروه مجرد تقنيات‬ ‫عالية بالتصوير‪ ،‬بعيدة كل البعد عن‬ ‫الواقع‪...‬‬ ‫أما العالم االفتراضي فال ينتهي عند‬ ‫هؤالء‪ ،‬بل يبدأ بهم ليمتد ويصبح وسيلة‬ ‫للبيع‪ ،‬للتسويق ولشيء يفوق ذلك دهاء‪،‬‬ ‫حيث اصبح وسيلة للنصب واالحتيال‪ ...‬فكم‬ ‫من شخص تعرض لالحتيال خصيصا بعد‬ ‫انتشار األزمات في العالم العربي وتعلق‬ ‫الجميع بقشة للنجاة‪...‬وكانت المواقع‬ ‫االلكترونية هي المالذ بما تعرضه من‬ ‫معلومات عن الهجرة بغض النظر عن مدى‬ ‫مصداقيتها ‪ ...‬وغض النظر عن طريقتها‬ ‫سواء شرعية او غير شرعية ‪...‬عدا عن‬ ‫المبالغ الكبيرة التي سلبت من الراغبين‬ ‫بالهرب من الحروب ليجدوا أنفسهم ضحايا‬ ‫لعمليات احتيال فاق عددها وطرقها ما‬ ‫يمكن للعقل أن يتخيله‪...‬عدا عن المواقع‬ ‫التي أنشأت لغايات أكثر وحشية كتجارة‬ ‫األعضاء ‪ ...‬ليبقى السؤال " أين الرقيب‬ ‫وهل من قادر على محاسبة هؤالء!" ‪.‬‬ ‫فيس بوك ‪ ،‬الموقع األكثر شعبية في‬ ‫العالم‪ ،‬تجاوز عدد مستخدميه ‪ 2.3‬مليار‬ ‫مستخدم لعام ‪ ،2018‬وأصبح المنبر األهم‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪14‬‬

‫لكل من يرغب‬ ‫بإيصال رأي‪ ،‬كلمة‪،‬‬ ‫أو حتى تغيير‬ ‫الرأي العالمي‬ ‫بما يخص قضية‬ ‫ما مهما كانت‬ ‫القضية شائكة‪،‬‬ ‫وببساطة يمكن‬ ‫محو أدمغة الناس‬ ‫وجرهم للوقوف‬ ‫بموقف ما اتجاه‬ ‫قضية ما من خالل‬ ‫ما يتم بثه على‬ ‫هذه الشبكة ‪...‬‬ ‫وكمثال على ذلك‬ ‫الدراسات الغير مستندة إلى أبحاث‬ ‫علمية أو مراجع والتي تنتشر بكثرة على‬ ‫هذا الموقع‪ ،‬وتوهم الناس بمصداقيتها‬ ‫كالعالج الطبيعي والتداوي باألعشاب‬ ‫وغيرها من المقاالت التي ال تستند إلى‬ ‫أي مرجع علمي‪ ،‬ليقع ضحية تصديقها‬ ‫كل من يبحث عن عالج ويلجأ لها بدال‬ ‫من اللجوء إلى الطب الحقيقي المثبت‬ ‫علميا والمطبق على مستوى عالمي‬ ‫منذ األزل ‪ ،‬عدا عن مواقع التنحيف‬ ‫والتخسيس وشد الجسم بطرق مخالفة‬ ‫للمنطق ‪...‬‬ ‫كل ذلك وأكثر‪ ...‬فمن منا لم يقع ضحية‬ ‫تصديق خبر ك " عشرات القتلى في‬ ‫تفجير في المنطقة الفالنية" أو "‬ ‫عاصفة شديدة التاثير تصل البالد صباح‬ ‫الغد" لنقوم بنشر الخبر لألصدقاء‬ ‫ونسارع لشراء الحاجيات من البقالة قبل‬ ‫وصول العاصفة التي ننتظر وصولها‬ ‫أياما دون أن تأتي ‪ ...‬لنعلم بعدها أننا‬ ‫كنا ضحايا عاصفة أشد قوة وهي عاصفة‬ ‫الكذب والتضليل االعالمي التي باتت‬ ‫تسيطر بنا وتحركنا كما تريد وحيثما‬ ‫تريد‪...‬‬ ‫في ظل الحياة التي تتغير بسرعة على‬ ‫هذا الكوكب‪ ،‬في ظل التكنولوجيا التي‬ ‫سبقتنا بمرحل‪ ،‬في ظل جهلنا أمامها‬ ‫و ذهولنا أمام اطالع أوالدنا وادمانهم‬ ‫عليها ‪ ،‬يبقى السؤال ‪...‬‬ ‫أين ستكمن مخاوفنا مع األيام‪ ،‬وأي نوع‬ ‫من التوعية يجب اعتمادها لحماية هذا‬ ‫الجيل من فوضى التكونولوجيا‪ ،‬وهل‬ ‫ينبغي تحديد ساعات استعمالهم لها أم‬ ‫نترك لهم حرية اكتشاف كل ما هو في‬ ‫تسارع على هذا الكوكب ‪...‬‬ ‫مجهوال في‬ ‫الجواب‬ ‫تكثر األسئلة ويبقى‬ ‫ً‬ ‫ظل غياب لدور الحكومات في إيجاد حل‬ ‫لهذه المشكلة التي تفاقمت حتى أصبح‬ ‫من الصعب السيطرة عليها‪...‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪15‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫بعيدًا عن الزحام !!‬

‫” ما وراء كواليس السوشيال ميديا !“‬ ‫رشا سالم‬

‫أصبحــت السوشــيال ميديــا‬ ‫مقتحمــة منازلنــا ولــم يعــد‬ ‫هنــاك مفــر منهــا ‪ ،،‬كثيــر ِمنَّ ــا‬ ‫يســتخدمها بشــكل جنونــي‬ ‫ومرضــي ‪ ،،‬وال يســتطيع‬ ‫العيــش بدونهــا !!!!‬ ‫فــكل شــخص يملــك حســاب‬ ‫خــاص علــى الفيــس بــوك‬ ‫أو اإلنســجرام أو تويتــر ‪،،‬‬ ‫ً‬ ‫معــا و يتــم تصفــح‬ ‫أو كلهــم‬ ‫هــذه الصفحــات بالســاعات‬ ‫ً‬ ‫أن البعــض‬ ‫يوميــا ‪ ،،‬فــا أنكــر ّ‬ ‫يســتخدم هــذه الصفحــات فــي‬ ‫عملــه و يســتخدمها بشــكل‬ ‫طبيعــي ‪،‬وآخريــن يســتخدموها‬ ‫لإلســتفادة وأخــذ معلومــات‬ ‫مهمــة فــي حياتهــم وآخريــن‬ ‫هائلــة‬ ‫وســيلة‬ ‫يجدونهــا‬ ‫للتواصــل وتقريــب المســافات‬ ‫‪ ،‬و لكــن لألســف الكثيــر‬ ‫يســتخدمها بشــكل ســئ و‬ ‫ســلبي !!‬ ‫فأصبحنــا نــرى أشــخاص مزيفــة‬ ‫ليســت حقيقيــة ‪ ،‬يســتعرضون‬ ‫أنهــم ســعداء بعــرض صورهــم‬

‫مــع أحبائهــم وبأفخــم المالبــس‬ ‫‪ ،‬يذهبــون ألماكــن إللتقــاط‬ ‫الصــور فيهــا لمجــرد نشــرها‬ ‫وليــس لإلســتمتاع بالمــكان ذاتــه‬ ‫‪ ،‬ويســافرون إلــى بلــدان كثيــرة‬ ‫وتصويــر كل مــكان و مشــاركته‬ ‫مــع األصدقــاء عالفيــس بــوك أو‬ ‫اإلنســتجرام ‪ ،‬بــل ينشــرون صــور‬ ‫مــن داخــل حياتهــم الشــخصية و‬ ‫مــع رفقائهــم إلظهــار أنهــم فــي‬ ‫قمــة الســعادة و ربمــا ال يكونــوا‬ ‫كذلــك !!!!‬ ‫المثالية الكاذبة !!!‬ ‫تــرى حياتهــم مــن الخــارج وال‬ ‫تعــرف مــا بداخلهــا !! ممــا يتســبب‬ ‫ذلــك فــي ظهــور غيــرة و حقــد‬ ‫مــن المشــاهدين و المتابعيــن‬ ‫مــن خلــف شاشــات المحمــول ‪،‬‬ ‫بــل و ينقمــون علــى حياتهــم و‬ ‫يقارنوهــا بحياة المســتعرضين ‪....‬‬ ‫و مــن ناحيــة أخرى و من الســلبيات‬ ‫التــي ُف ِرضــت علينــا المبالغــة فــي‬ ‫نشــر صــور الحــوادث و الجرائــم‬ ‫حتــى أصيــب البعــض باإلكتئــاب‬ ‫وأصبــح األمــر للبعــض األخــر أمــر‬ ‫إعتيادي ‪ ،‬و يمكنهم رؤية المناظر‬ ‫البشــعة و المؤذيــة للعيــن و هــم‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪16‬‬

‫يتناولــون وجباتهــم!!!‬ ‫و مــن جانــب آخــر لســلبيات‬ ‫السوشــيال ميديــا الفضائــح‬ ‫نشــر و تنتشــر بشــكل‬ ‫التــي تُ َ‬ ‫ســريع دون التحقــق مــن‬ ‫صحتهــا ‪. . . .‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا إنتشــار صفحــات نشــر‬ ‫و‬ ‫المشــاكل الشــخصية و تــرك‬ ‫المتابعيــن عــرض حلــول لهــا‬ ‫ممــا يتســبب ذلــك و لألســف‬ ‫فــي مشــاكل كبيــرة و تدميــر‬ ‫عائــات‪...‬‬ ‫فــا أعــرف متــى ســنغير هــذه‬ ‫الســلبيات و نعالجهــا أو حتــى‬ ‫نقلــل منهــا ؟ و متــى سنســيطر‬ ‫علــى الســاعات اليوميــة التــي‬ ‫ضيعهــا فــي اإلســتعراض و‬ ‫نُ‬ ‫ُ‬ ‫متابعــة اآلخريــن وتصديــق أي‬ ‫خبــر دون التأكــد منــه و عــرض‬ ‫المشــاكل الشــخصية علــى‬ ‫المــأ و األخــذ بنصيحــة أشــخاص‬ ‫غيــر متخصصيــن ‪ ...‬فيجــب‬ ‫قليــا و مراجعــة‬ ‫علينــا التوقــف‬ ‫ً‬ ‫قليــا‬ ‫أنفســنا !! و اإلســتراحة‬ ‫ً‬ ‫مــن هــذه الشاشــات المزيفــة و‬ ‫اإلســتمتاع بالحيــاة الواقعيــة‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫خاطرة أدبية‬ ‫بن شارف امال‬

‫كم ـ ـ ــا تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءون‬

‫كما تشاءون الن في مغيب النور يرقص الظالم في سردابه‬ ‫كما تشاءون الن ذاك الظالم ال يدوم‬ ‫كما تشاءون ألنكم على الكراسي قاعدون و في المحافل‬ ‫و األعراس تتسامرون و القصور تسكنون‬ ‫كما تشاءون ألنكم في نعيم الحياة تتقلبون‬ ‫كما تشاءون ألنكم هنا و اليوم انتم األعلون‬ ‫كما تشاءون ألننا على األرض جالسون‬ ‫و لكتاب اهلل و الحياة و لمالكم دارسون‬ ‫كما تشاءون ألننا في األكواخ نائمون‬ ‫و في كنف اهلل محفوظون‬ ‫كما تشاءون ألننا في شقاء الحياة معذبون‬ ‫كما تشاءون ألننا هنا و اليوم نحن االسفلون‬ ‫كما تشاءون الن في مغيب النور يرقص الظالم في سردابه‬ ‫كما تشاءون الن ذاك الظالم ال يدوم‬ ‫كما تشاءون ألنكم انتم أهل الديار الحاكمون ‪ ،‬اآلمرون‪ ،‬و الناهون‬ ‫كما تشاءون ألننا نحن الغرباء‪ ،‬المطيعون‪ ،‬الراحلون‬ ‫كما تشاءون الن األقدار تضحك تارة من تمرد أطفالها الضعفاء‬ ‫الذين يدعون القوة‬ ‫كما تشاءون ألنها بكت عليهم تارة أخرى حين يمارسون‬ ‫عليها تلك القوة و رفعت الغد عن جبينهم لتقرا النهاية‬ ‫كما تشاءون ألنكم ال تعرفون و لكنكم قادرون‬ ‫كما تشاءون ألننا نعرف و لكننا عاجزون‬ ‫كما تشاءون ألنكم العضال الفتا ك المنتشر‬ ‫كما تشاءون ألننا الدواء الضائع المستتر‬ ‫كما تشاءون الن في مغيب النور يرقص الظالم في سردابه‬ ‫كما تشاءون الن ذاك الظالم ال يدوم‬ ‫كما تشاءون ألنكم ال تعون لغة األقالم و ال تفقهون حكم القراطيس‬ ‫كما تشاءون ألننا أرباب األقالم و من سن حكم القراطيس‬ ‫كما تشاءون ألنكم اليوم تجعلوننا من و ما تشاءون ثم منا تضحكون‬ ‫نعم اليوم انتم الضاحكون‬ ‫كما تشاءون ألننا هنا و اليوم صورة البهلوان البهلول‬ ‫نعم اليوم نحن الباكون‬ ‫كما تشاءون يا أبناء الحبور األجوف‬ ‫كما تشاءون فنحن أبناء الكآبة العميقة‬ ‫و ما الحبور و الكآبة إال توأم أنجبتها األقدار‬ ‫كما تشاءون تمزقون أجسادنا ‪ ،‬تعذبون أرواحنا‬ ‫و تسرقون أحالمنا و أمانينا‬ ‫كما تشاءون ألنكم لن تحدوا أرواحنا الخالدة‬ ‫بأشجانها و كابتها‬ ‫كما تشاءون أرجوزة سرمدية أرتلها منذ األزل العتيق إلى األبد الطويل ‪ ،‬بل تعويذة ستجودها األجيال على جناح‬ ‫الزمن‬ ‫في فضاء اليوم البعيد ‪....‬من عهد عهيد‬ ‫كما تشــــــــــــاءون و مــــــــا تشــــــــــــــــاءون إال ظـــــــل مشيئـــــــــة اللــــــــــــــــــــــــــــه‬ ‫ربنــــــــــــــــــــــا و ربـــــــــــــــــــــــكم‬ ‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪17‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫طريق اللجوء إلى كندا ‪...‬‬ ‫قصة عائلة فلسطينية من لبنان‬

‫سوزان سليامن – كندا‬ ‫ال مهــرب للفلســطيني مــن اللجــوء‪،‬‬ ‫طالمــا لــم يعــد إلــى أرضــه األصليــة‬ ‫فــي فلســطين المحتلــة عــام ‪1948‬‬ ‫بعــد‪.‬‬ ‫اللجــوء رافــق الفلســطيني منــذ‬ ‫والدتــه فــي الشــتات‪ ،‬وأجبــره‬ ‫ً‬ ‫بعيــدا عــن قريتــه أو مدينتــه‬ ‫البقــاء‬ ‫األم فــي فلســطين فــي حالــة‬ ‫عــدم اســتقرار‪ ،‬إن لــم نقــل حالــة‬ ‫ظلــم أو اضطهــاد‪ ،‬ويظــل اللجــوء‬ ‫الفلســطيني فــي لبنــان غيــر‬ ‫مشــابه ألي لجــوء فلســطيني آخــر‪.‬‬ ‫وتــرى الغالبيــة العظمــى مــن‬ ‫الالجئيــن الفلســطينيين فــي لبنــان‬ ‫أن الحــل الوحيــد متمثــل بالهجــرة‬ ‫إلــى أي دولــة تحفــظ لهــم حقوقهــم‬ ‫اإلنســانية‪ ،‬إلــى حيــن عودتهــم‬ ‫لفلســطين ‪.‬‬ ‫وفــي ظــل غيــاب أي دور واضــح‬ ‫لمنظمــة التحريــر الفلســطينية‪،‬‬ ‫المفتــرض أنهــا تمثــل الكيــان‬ ‫السياســي لهــؤالء الالجئيــن‬

‫الفلســطينين ‪-‬الذيــن تناقــص عددهــم‬ ‫فــي العاميــن الماضييــن‪ -‬يــزرح مئــات‬ ‫آالف الفلســطينيين فــي لبنــان تحــت‬ ‫وطــأة الفقــر الــذي ارتفعــت نســبته‬ ‫بقــوة لتتجــاوز ‪ 70‬بالمائــة‪ ،‬فيمــا البطالــة‬ ‫تفتــك بمــا تبقــى لهــم مــن أمــل للعيــش‬ ‫فــي هــذا البلــد الــذي يعانــي أيضـ ًـا أزمته‬ ‫االقتصاديــة‪.‬‬ ‫غيــر أن مالمــح األزمــة تظهــر بوضــوح‬ ‫أكبــر علــى الالجــئ الفلســطينيي ألنهــا‬ ‫الحقــة لمجموعــة قوانيــن وقــرارات‬ ‫حكوميــة حــدت مــن قــدرة الفلســطينيين‬ ‫علــى العيــش بشــكل صحــي‪.‬‬ ‫لجــوء عائلــة حجــازي إلــى كنــدا‪ ...‬عبــر‬ ‫بوابــة “العــم ســام”‬ ‫بعــد موجــة اللجــوء الصامــت وانتشــار‬ ‫مكاتــب الســفريات والسماســرة‬ ‫فــي لبنــان لتســهيل تأشــيرات ســفر‬ ‫للفلســطينيين إلــى دول أوروبيــة‪ ،‬ومــا‬ ‫تبــع هــذه الموجــة مــن جــدل واتهامــات‪،‬‬ ‫وجــد بعــض الالجئيــن الفلســطينيين‬ ‫ً‬ ‫طريقــا آخــر للهجــرة غيــر‬ ‫فــي لبنــان‬ ‫الشــرعية‪ ،‬ولكــن هــذه المــرة إلــى كنــدا‬ ‫عبــر المــرور عبــر المــرور ببــاد “العــم‬ ‫ســام”‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪18‬‬

‫هــي ليســت بالطريــق الســهل‪ ،‬كمــا‬ ‫يظــن البعــض‪ ،‬فعائلــة حجــازي المكونــة‬ ‫مــن ثالثــة أفــراد قــررت الحصــول علــى‬ ‫تأشــيرة ســفر أمريكيــة بعــد أن ضــاق‬ ‫بهــا الحــال فــي لبنــان‪ ،‬خاصــة مــع‬ ‫تصاعــد االنتفاضــة الشــعبية المطالبــة‬ ‫بتحســين أوضــاع البــاد‪.‬‬ ‫ليــس بإمــكان أي شــخص أن يحصــل‬ ‫علــى تأشــيرة دخــول إلــى الواليــات‬ ‫المتحــدة‪ ،‬إذ يجــب أن تثبــت فــي‬ ‫القنصليــة أن اللجــوء أو البقــاء فــي‬ ‫أمريــكا غيــر وارد فــي تفكيــرك‪ ،‬وعلــى‬ ‫األغلــب هــذا يحتــاج الكثيــر مــن المــال‬ ‫والضمانــات الماديــة‪.‬‬ ‫يقــول رب العائلــة التــي وصلــت‬ ‫ً‬ ‫مؤخــرا‪“ ،‬أن الحــل الوحيــد كان‬ ‫كنــدا‬ ‫بالدخــول إلــى األراضــي األمريكيــة‬ ‫بتأشــيرة ســياحية”‪ ،‬وهــذه تحتــاج‬ ‫ً‬ ‫كثيــرا‪ ،‬نســبة تتجــاوز ‪ 90%‬مــن‬ ‫مــاال‬ ‫ً‬ ‫الفلســطينيين فــي لبنــان ال تمتلكــه‪،‬‬ ‫لتبــدأ بعدهــا رحلــة اللجــوء التــي لــم‬ ‫تكــن بالســهولة المتوقعــة إلــى كنــدا‪.‬‬ ‫نعــم هــي ليســت كرحلــة قــارب‬ ‫المــوت‪ ،‬ولكنهــا رحلة تحمــل المضمون‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬ ‫نفســه‪ ،‬أي “المجهــول”‪ ،‬يأمــل كل مــن‬ ‫يختارهــا أن تصــل بــه إلــى بــر األمــان‪.‬‬ ‫رب العائلــة الــذي لــم يرغــب بالكشــف‬ ‫عــن اســمه يؤكــد “الحــدود األمريكيــة‬ ‫الكنديــة غيــر الشــرعية مفتوحــة أمــام‬ ‫الجميــع مــن عــدة واليــات ومــدن‬ ‫أمريكيــة‪ ،‬ولكــن البحــث عنهــا ليــس‬ ‫بالســهل‪ ،‬والوصــول إليهــا يعــد‬ ‫األصعــب واألطــول”‪.‬‬ ‫رحلــة لجــوء العائلــة‪ ،‬اســتغرقت ‪7‬‬ ‫ســاعات ســفر بالحافلــة‪ ،‬باتجــاه الحــدود‬ ‫األمريكيــة – الكنديــة‪.‬‬ ‫يصــف الــزوج والزوجــة مشــاعرهما‬ ‫وهمــا يســعيان إلــى اللجــوء الــذي‬ ‫ســميانه “لجــوء بطعــم اإلنســانية”‪،‬‬ ‫بالمشــاعر المركبــة الممزوجــة بالخــوف‬ ‫واألمــل‪ ،‬فتوقعــات الفشــل كانــت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إحباطــا‪،‬‬ ‫دائمــا لهمــا‪ ،‬ليــس‬ ‫مرافقــة‬ ‫بــل ألنهــا رحلــة غيــر واضحــة المعالــم‪،‬‬ ‫محفوفــة بالمخاطــر‪ ،‬والســيما مــع‬ ‫وجــود احتمــال كبيــر بإعادتهــم إلــى‬ ‫لبنــان وحرمانهــم مــن دخــول الواليــات‬ ‫المتحــدة لســنوات عــدة فــي حــال‬ ‫كُ شــف المخطــط‪ ،‬إال أن العائلــة أيقنــت‬ ‫أن هــذه هــي الفرصــة الوحيــدة التــي‬ ‫تملكهــا للنجــاة بمــا تبقــى لهــا مــن‬ ‫حيــاة‪.‬‬ ‫آخر محطة‪ ..‬بداية لجوء جديد‬ ‫توقفــت الحافلــة عنــد وجهتهــا األخيــرة‪،‬‬ ‫وتوقفــت معهــا كل األفــكار وزادت‬ ‫نبضــات القلــوب وعــم الصمــت‬ ‫والنظــرات بيــن أفــراد العائلــة‪ ،‬ومــا إن‬ ‫اقتربــوا مــن النــزول مــن الحافلــة علــت‬ ‫أصــوات تــردد وتقــول‪“ :‬إلــى الحــدود‬ ‫إلــى الحــدود”‪...‬‬ ‫فهــؤالء هــم أصحــاب ســيارات األجــرة‬ ‫الذيــن اتخــذوا مــن هــذه المنطقــة‬ ‫ـا مربحـ ًـا لهــم‪ ،‬الســيما مــع ازديــاد‬ ‫عمـ ً‬ ‫عــدد الالجئيــن مــن مختلــف الجنســيات‬ ‫الهاربيــن مــن جحيــم بلدانهــم‪.‬‬ ‫تذكــرة رحلــة المحطــات هــذه للوصــول‬ ‫إلــى مــا يصفونــه بـ”طــوق النجــاة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومعنويــا‬ ‫نفســيا‬ ‫المرجــو” مكلفــة‬ ‫ً‬ ‫وماديــا‪ ،‬وإذا مــا اجتــزت المحطــة‬ ‫األخيــرة‪ ،‬دخلــت حكايــة اللجــوء الثانــي‬ ‫يقــول رب العائلــة “بفضــل مــن اللــه‪،‬‬ ‫تمكننــا مــن عبــور الحــدود‪ ،‬ورغــم‬ ‫الفــرح إال أنهــا كانــت صدمــة لنــا‪،‬‬ ‫اســتقبلتنا الشــرطة الكنديــة بترحيــب‪،‬‬ ‫لــم توضــع لنــا أصفــاد عندمــا احتجزنــا‪،‬‬ ‫وتــم التعامــل معهنــا بإنســانية‪ ،‬لــم‬ ‫نعتــد عليهــا فــي البــاد العربيــة‪ ،‬ولــم‬ ‫نكــن نتوقعهــا‪ ،‬فنحــن ندخــل بالدهــم‬ ‫بشــكل غيــر شــرعي”‪.‬‬ ‫اللجــوء فــي كنــدا يختلــف عــن اللجــوء‬ ‫إلــى دول أوروبــا بشــكل عــام‪ ،‬وربمــا‬

‫مــا اعتدنــا ســماعه ورصــده فــي وســائل‬ ‫اإلعــام ووســائل التواصــل االجتماعــي‪،‬‬ ‫مــن أخبــار ترحيــب الحكومــة الكنديــة‬ ‫بشــكل دائــم بالمهاجريــن والالجئيــن‬ ‫بغــض النظــر عــن طريــق دخولهــم إلــى‬ ‫أراضيهــا‪ ،‬ال يجافــي الحقيقــة‪ ،‬بــل فيــه‬ ‫ً‬ ‫نوعــا مــا‪.‬‬ ‫شــيء مــن الدقــة‬ ‫فهــذه الدولــة بمســاحة جغرافية واســعة‬ ‫وعــدد قليــل مــن المواطنيــن‪ ،‬باتــت‬ ‫بحاجــة إلــى أيــدي عاملــة‪ ،‬ومــوارد بشــرية‬ ‫تســاعد فــي النهــوض التنمــوي‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى ذلــك صراحــة وزيــر الهجــرة‬ ‫الكنــدي أحمــد حســين فــي تقريــره‬ ‫الســنوي لبرلمــان بــاده مطلــع العــام‬ ‫الحالــي بالقول‪”:‬مــع ارتفــاع معــدالت‬ ‫األعمــار وانخفــاض معــدالت الخصوبــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هامــا فــي ضمــان‬ ‫دورا‬ ‫تلعــب الهجــرة‬ ‫اســتمرار نمــو ســكان كنــدا وقوتهــا‬ ‫العاملــة‪ ،‬ومســتويات الهجــرة المتزايــدة‪،‬‬ ‫الســيما فــي الطبقــة االقتصاديــة‪،‬‬ ‫ستســاعدنا فــي الحفــاظ علــى قــوة‬ ‫العمــل لدينــا ودعــم النمــو االقتصــادي‬ ‫وتحفيــز االبتــكار”‪.‬‬ ‫وقــال ممثــل مفوضيــة شــؤون الالجئيــن‬ ‫فــي كنــدا جــون نيكــوالس بــوز‪ ،‬فــي‬ ‫حديــث ألخبــار األمــم المتحدة‪ ،‬فــي بداية‬ ‫العــام الجــاري‪ ،‬إن بــاده ستســتقبل‬ ‫ً‬ ‫الجئــا مــن‬ ‫فــي ‪ ،2019‬أحــد عشــر ألــف‬ ‫أنحــاء مختلفــة مــن العالــم‪.‬‬ ‫لــم تصــدر إحصائيــات حديثــة مــن‬ ‫مؤسســات فلســطينيية حــول أعــداد‬ ‫الفلســطينيين الموجوديــن فــي كنــدا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫حديثــا‬ ‫أو أولئــك الذيــن وصلــوا البــاد‬ ‫كالجئيــن‪ ،‬ولكــن عددهــم ليــس بالكبيــر‬ ‫مقارنــة مــع غيرهــم مــن الجنســيات‪.‬‬ ‫يؤكــد وزيــر الهجــرة الكنــدي أن بــاده‬ ‫ستســتقبل نحــو ‪ 370‬ألــف مهاجــر فــي‬ ‫عــام ‪ 2021‬فقــط‪ ،‬وأن ‪ 48%‬ســيتم‬ ‫اســتقبالهم لســد النقــص الــذي يعانــي‬ ‫منــه ســوق العمــل‪.‬‬ ‫ولكــن هــذه التصريحات المثيــرة للتفاؤل‬ ‫حــا‬ ‫بالنســبة ألشــخاص‪ ،‬ال يجــدون‬ ‫ً‬ ‫إلعــادة ترتيــب حيواتهــم ســوى اللجــوء‪،‬‬ ‫ال تعنــي أن األرض ســتكون مفروشــة‬ ‫لالجئيــن بالــورود فــور وصلوهــم إلــى‬ ‫كنــدا‪ ،‬حيــث إن معامــات اللجــوء طويلــة‬ ‫المــدى وقــد ال يتــم الموافقــة علــى‬ ‫طلــب لجوئــك‪ ،‬إن لــم تقنــع المعنييــن‬ ‫فــي الحكومــة بوضــع إنســاني معيــن‪،‬‬ ‫أو قــدرة علــى التطويــر فــي مجتمعــك‬ ‫الجديــد‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪19‬‬

‫حقوق إنسانية ال تلغي حق العودة‬ ‫معامــات اللجــوء تبــدأ منــذ أن تطــأ‬ ‫قدمــاك األراضــي الكنديــة‪ ،‬هي عملية‬ ‫طويلــة وتســتغرق وقتــا وجهـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬ولكــن‬ ‫فــي المقابــل أن تكــون الجئـ ًـا في كندا‬ ‫وحتــى قبــل الموافقــة علــى لجوئــك‪-‬‬‫يعنــي أن تتمتــع بكامــل حقوقــك وأن‬ ‫تقــوم بواجباتــك كأي مواطــن كنــدي‪،‬‬ ‫والفــارق الوحيــد بينهــم‪ ،‬هــو عــدم‬ ‫القــدرة علــى االنتخــاب أو الســفر خــارج‬ ‫البــاد لحيــن الموافقــة علــى اللجــوء‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫سياســيا‪.‬‬ ‫إنســانيا أو‬ ‫إن كان‬ ‫يحمــل أفــراد عائلــة حجــازي اليــوم‬ ‫بطاقــة “الجــئ يقيــم فــي كنــدا لحيــن‬ ‫دراســة ملفــه”‪ ،‬تتنعــم برعايــة حكومية‬ ‫تشــمل الطبابــة والتعليــم المجانــي‬ ‫والخدمــات االجتماعيــة المقدمــة مــن‬ ‫مختلــف الجهــات المدعومــة مــن دائــرة‬ ‫الهجــرة واللجــوء فــي كنــدا‪.‬‬ ‫وكمــا اإليجابيــات ســيكون هنــاك‬ ‫ســلبيات بالحــد المعقــول‪ ،‬خاصــة‬ ‫أن الوصــول إلــى بلــد جديــد يعنــي‬ ‫االنفتــاح علــى مجتمــع متنــوع‬ ‫والتأقلــم لحيــن إيجــاد االســتقرار‬ ‫وهــذا سيســتغرق وقتـ ًـا‪“ ،‬إال أن هــذه‬ ‫كلهــا عوائــق ال تذكــر أمــام مــا يعيشــه‬ ‫الالجئــون الفلســطينيون فــي لبنــان‪،‬‬ ‫مــن انعــدام لالستشــفاء الكامــل‪،‬‬ ‫وعــدم وجــود ضمــان اجتماعــي‪ ،‬وعــدم‬ ‫القــدرة علــى الحصــول علــى وظيفــة‬ ‫محترمــة‪ ،‬براتــب جيــد”‪ ،‬يقــول رب‬ ‫العائلــة‪.‬‬ ‫حــال عائلــة حجــازي‪ ،‬كحــال اآلالف مــن‬ ‫أبنــاء الشــعب الفلســطيني فــي‬ ‫الشــتات‪ ،‬فهــم لــم يختــاروا كنــدا وال‬ ‫لبنــان كوطــن بديــل عــن فلســطين‪،‬‬ ‫ولكــن هــذه المــرة اختــاروا وبملــئ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إنســانيا يضمــن‬ ‫لجــوءا‬ ‫إرادتهــم‬ ‫ً‬ ‫لهــم حيــاة كريمــة‪ ،‬وطريقــا معبــدة‬ ‫ومفتوحــة للقــدس‪ ،‬الحلــم الــذي قــد‬ ‫يتحقــق بالنســبة لهــم إذا مــا حصلــوا‬ ‫علــى الجنســية الكنديــة‪.‬‬ ‫ســتزول عنــه “لعنــة الجــئ” وســتفتح‬ ‫أمامهــم أبــواب مطــارات دول العالــم‪،‬‬ ‫ليزوروهــا ويحملــوا معهــم قضيتهــم‬ ‫الفلســطينية أينمــا ذهبــوا‪.‬‬ ‫ليــس كل الالجئيــن الفلســطينيين‬ ‫فــي لبنــان أو ســوريا‪ ،‬قادريــن علــى‬ ‫المضــي فــي الطريــق الــذي ســكلته‬ ‫عائلــة حجــازي‪ ،‬وليــس جميعهــم لديهــم‬ ‫الرغبــة فــي الهجــرة‪ ،‬حتــى فــي ظــل‬ ‫أوضــاع صعبــة يعيشــونها‪ ،‬لكنهــا تبقى‬ ‫حكايــة عائلــة فلســطينية مــن الجيــل‬ ‫الثالــث للنكبــة‪ ،‬وجــدت طريقهــا الــذي‬ ‫تــراه إلــى النــور‪ ،‬الــذي ســيقودها ولــو‬ ‫بعــد جيــل آخــر إلــى فلســطين‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫‪Informatique & Électronique‬‬

‫‪514 439-8188‬‬

‫‪889 boul Décarie, Saint-Laurent, QC H4L 3M2‬‬

‫شوف وجرب برنامج منوع بنكهة كوميدية مع‬ ‫االعالمي‬

‫مادو اشرف‬

‫جرب االكل‪ ,‬السيارة‪ ,‬الطيارة اي حاجة ‪......‬مع «شوف‬ ‫وجرب»‬ ‫القونا في الموسم الثاني قريبا‬

‫سنوياً‬

‫التلفزيون العربي الكندي‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪20‬‬


35 ‫كندا والعرب العدد‬

Poissonnerie - Restaurant

LIVRAISON

514 303 7927

Sailor’s-poissonnerie et fruits de mer

751 BOULEVARD DE LA COTE VERTU MONTREAL, VILLE SAINT-LAURENT

Lundi à Jeudi & Dimanche10 am–9 pm

Poissonneriesailors Vendredi et Samedi 10 am–10 pm

21

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫عمالقة الفن العربي‬

‫بقلم عال درباس‬

‫نصري شمس الدين‬

‫اعزائــي القــراء اســتهل مقالتــي هــذه بمباركــة صادقــة وقلبيــة بمناســبة حلــول الســنة‬ ‫الجديــدة مبتهلــة الــى اللــه عــز وجــل وداعيــة ان يجعــل هــذه الســنة ســنة خيــر وبركــة وســام‬ ‫للجميع‪.‬فناننــا هــذه المــرة إنســان مبــدع غنــى للطواحيــن‪ ،‬لعيــن المــي‪ ،‬للطيــر الــورد‪ ،‬لمختــار‬ ‫الضيعــة‪ ،‬غنــى عــن الدبكــة ال لبنــان يــة‪ ،‬غنــى للوطــن والطفــل والعائلــة‪.‬‬ ‫هــو صــادق اإلحســاس وعفــوي فــي أدائــه‪ ،‬تعـ ّـرف عليــه الجمهــور وهــو يغنــي بصوتــه الجبلــي‬ ‫إلــى جانــب الســيدة فيــروز ‪ ،‬والتــي شــكّ ل معهــا ثنائيـ ًـا نـ ً‬ ‫ـادرا فــي تاريــخ الفــن اللبنانــي‪.‬‬ ‫ُيعــد نصــري شــمس الديــن حجــر األســاس فــي أغنيــة الدبكــة اللبنانيــة ‪ ،‬إهتــدت األجيــال بــه‬ ‫فــي مــا بعــد‪.‬‬ ‫هــو مغنــي مســرحي لبنانــي‪ .‬تــرك مــا‬ ‫يقــارب الخمســمائة أغنيــة بيــن مــوال‬ ‫ودبــكات وأغنيــات عاطفيــة ووطنيــة‬ ‫وثنائيــات‪ .‬ظهــر نصــري شــمس الديــن‬ ‫فــي أغلــب مســرحيات األخويــن رحبانــي‬ ‫بــأدوار متعــددة و متنوعــة اشــتهر فيهــا‬ ‫بزيــه اللبنانــي األصلــي و بالطربــوش ‪،‬و‬ ‫لربمــا عانــى نصــري شــمس الديــن مــن‬ ‫الظلــم لحلولــه دائمــاً بالــدور الثانــي فــي‬ ‫المســرحيات بعــد الســيدة فيــروز‪ ,‬إال انــه‬ ‫تعملــق فــي بعضهــا بشــكل مدهــش لدرجــة‬ ‫انــه طغــى علــى بطلــه المســرحية فيــروز و‬ ‫بــدا ذلــك واضحــاً فــي مســرحية أيــام فخــر‬ ‫الديــن‪.‬‬ ‫وعندمــا قيــل فــي نهايــة الســبعينيات أن‬ ‫األخويــن رحبانــي لــم يعطيــاه االهتمــام‬ ‫ـتحقه‪ ،‬رد موضحــا‪“ :‬انهمــا‪ ،‬أحيانــا‪،‬‬ ‫الــذي يسـ ّ‬ ‫إلــي الــدور الــذي يناســبني‬ ‫ال يســندان‬ ‫ّ‬ ‫ويناســب تاريخــي الطويــل معهمــا‪ ،‬ومــع‬ ‫لمحبتــي بالمســرح‬ ‫ذلــك كنــت أرضــى‬ ‫ّ‬ ‫الغنائــي وبالســيدة فيــروز وبجمهــوري‪،‬‬ ‫وبالمســتوى الجميــل الــذي كان يــازم‬ ‫أعمالهمــا الفنيــة والمســرحية‪ .‬وكنــت أحــب‬ ‫أن تنجــح المســرحية قبــل أن أنجــح أنــا”‪.‬‬ ‫ولــد نصــري شــمس الديــن فــي الســابع‬ ‫والعشــرين مــن حزيــران ( يونيــو) عــام ‪1927‬‬ ‫فــي بلــدة الجــون اللبنانيــة لعائلــة تعــرف‬

‫بعائلــة المشــايخ‪.‬‬ ‫ورث جمــال الصــوت عــن والديــه اللذيــن كانــا‬ ‫يتمتعــان بصــوت جميــل وكان هــو األصغــر‬ ‫بيــن إخوتــه (‪ 3‬بنــات و‪ 6‬صبيــان)‪،‬‬ ‫كانــت والدةنصــري شــمس الدينتســتمع‬ ‫إليــه وهــو يدنــدن أغانــي الفنــان المصــري‬ ‫الراحــل كارم محمــود ‪ ،‬وكان لهــا دور كبيــر‬ ‫فــي صقــل موهبتــه‪ ،‬فإشــترت لــه عــوداً‬ ‫للمســاعدة فــي ذلــك‪.‬‬ ‫درس اإلبتدائيــة فــي جــون‪ ،‬وكان يغنــي‬ ‫لرفاقــه فــي المدرســة كمــا كان يحيــي‬ ‫أعــراس القريــة‪ ،‬ولُ ّقــب بعــد ذلــك بـ”مطــرب‬ ‫الضيعــة”‪.‬‬ ‫ثم درس المرحلة اإلعدادية في مدرسة‬ ‫المقاصد في صيدا‪،‬‬ ‫وفــي عــام ‪ 1943‬عندمــا كان فــي عمــر الـــ‬ ‫‪ 17‬عامــاً وقبــل إتمامــه دراســته الثانويــة‪،‬‬ ‫أصبــح مدرســاً للغــة العربيــة فــي مدرســة‬ ‫شــبعا – قضــاء حاصبيــا ثــم فــي صــور‪،‬‬ ‫وضبطــه مديــر الثانويــة فــي صــور يغنــي‬ ‫فخيــره بيــن الغنــاء‬ ‫لطالبــه فــي الصــف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتدريــس‪ ،‬وإختــار الغنــاء وإنتهــت مهنتــه‬ ‫فــي التدريــس‪ ،‬التــي إســتمرت ‪ 3‬ســنوات‪.‬‬ ‫بعــد ذلــك انتقــل إلــى مصــر ليعمــل فــي‬ ‫شــركة نحــاس فيلــم‪ ،‬ومــن ثــم قــرر الرحيــل‬ ‫نحــو بلجيــكا ليطــور مهاراتــه الموســيقية‪،‬‬ ‫ويتوســع فــي دراســة الموســيقى‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪22‬‬

‫عــاد نصــري شــمس الديــن الــى لبنــان‪،‬‬ ‫بعــد إتمامــه دراســته وحصولــه علــى‬ ‫دبلــوم فــي الموســيقى‪ ،‬لكنــه لــم‬ ‫يوفــق بالعمــل فــي هــذا المجــال‪ ،‬فعمــل‬ ‫ّ‬ ‫موظفــاً فــي مركــز البريــد ب بيــروت فــي‬ ‫نطــاق اإلتصــاالت الهاتفيــة‪.‬‬ ‫وفــي العــام ‪ 1952‬حــدث أمــر قلــب‬ ‫مســار حياتــه‪ ،‬وذلــك حيــن قــرأ إعالنــا فــي‬ ‫الصحــف اللبنانيــة حــول بحــث صحيفــة‬ ‫الشــرق األدنــى عــن المواهــب الفنيــة‪،‬‬ ‫فســارع فــي التقديــم‪ ،‬وكان فــي لجنــة‬ ‫التحكيــم األخويــن الرحبانــي باإلضافــة‬ ‫إلــى عــدد مــن الفنانيــن وتــم قبولــه‬ ‫ليعمــل ضمــن الفريــق الغنائــي فــي‬ ‫ســميت فــي مــا بعــد‬ ‫اإلذاعــة التــي‬ ‫ّ‬ ‫وأدى فيهــا‬ ‫الرســمية”‪،‬‬ ‫لبنــان‬ ‫بـ”إذاعــة‬ ‫ّ‬ ‫‪ 3‬إسكتشــات غنائيــة وهــي “مــزراب‬ ‫العيــن” و”حلــوة وأوتوموبيــل”‪ ،‬و”بــراد‬ ‫الجمعيــة”‪ ،‬وبعدهــا صــدرت أغنيتــه الخاصة‬ ‫األولــى “بحلفــك يــا طيــر بالفرقــة” مــن‬ ‫ألحــان فيلمــون وهبــي ‪.‬‬ ‫إنضــم لمســرح الرحابنــة‪ ،‬وأطلــق عليــه‬ ‫عاصــي ومنصــور إســم “نصــري شــمس‬ ‫الديــن”‪ ،‬وتكرســت عالقــة نصــري مــع‬ ‫الرحابنــة فــي مهرجــان األرز و مهرجانــات‬ ‫بعلبــك الدوليــة وعلى مســرح البيكاديلي‬ ‫فــي بيــروت‪ ،‬وأيضــاً فــي بيــت الديــن‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫وبنــت جبيــل‪ .‬وشــكّ ل مــع الســيدة فيــروز‬ ‫ثنائيــاً معروفــاً ‪ ،‬وفــي األعمــال التــي شــارك‬ ‫فيهــا كان لــه دور فــي نجاحهــا‪ .‬وال يمكــن‬ ‫أن نتخيــل الرحابنــة مــن دون نصــري شــمس‬ ‫الديــن‪ ،‬الــذي إشــتهر بصوتــه وطربوشــه‬ ‫وشــنبه‪ ،‬أو وهــو يغنــي “يــا مــارق علــى‬ ‫هدونــي‪ ،‬عينيهــا‬ ‫الطواحيــن”‪،‬‬ ‫و”هدونــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ســحروني يــا أم الفســتان الزهــري‪ ،‬بخبيكــي‬ ‫بعيونــي‪“ ،”...‬علــى عيــن المــي يــا ســمرا”‪،‬‬ ‫و”ملــوا مــن البيــارة مــاي”‪..‬‬ ‫وعندمــا ســألته مجلــة “الشــبكة” العــام‬ ‫‪ 1965‬ان كان ِملــكاً لهــذا الثنائــي‬ ‫االســتثنائي‪ ،‬أجــاب‪“ :‬مــع احترامــي لكافــة‬ ‫الزمــاء‪ ،‬أفخــر جــدا بالتعــاون مــع األخويــن‬ ‫رحبانــي‪ ،‬فقــد اســتطاعا أن يفهمانــي أكثــر‬ ‫مــن ســواهما‪ .‬ومنــذ عشــر ســنوات حتــى‬ ‫اآلن وأنــا أتعــاون معهمــا ومــع فيلمــون‬ ‫وهبــي‪ ،‬فــإذا بنتيجــة هــذا التعــاون مثمــرة‬ ‫أدى إلــى‬ ‫جــدا‪ ،‬وناجحــة‪ ،‬وهــذا النجــاح ّ‬ ‫االســتمرار‪ ،‬وال أعتبــر فــي القضيــة ملكيــة‪،‬‬ ‫بــل فيهــا تعــاون وإلــى أقصــى حــدود”‪.‬‬ ‫ظــل نصــري يعمــل‬ ‫ّ‬ ‫طــوال هــذه المســيرة‪،‬‬ ‫فــي تجــارة الزيــت والزيتــون التــي ورثهــا‬ ‫عــن أبيــه فــي قريتــه جــون‪ ،‬ونســج األخــوان‬ ‫رحبانــي لــه مــن وحــي هــذا العمــل أهزوجــة‬ ‫غناهــا فــي “نــاس مــن ورق” باتــت اليــوم‬ ‫اشــبة ببطاقــة تعريفيــة بــه‪“ :‬جــون‪ ،‬جــون‬ ‫بلــدي جــون‪ ،‬جــون بتعطيــك زيــت وزيتــون‪،‬‬ ‫اللــه عالزيــت والزيتــون‪ ،‬هاللــه هاللــه يــا‬ ‫جــون‪ ،‬بلــد الحبايــب هاللــه يــا جــون‪ ،‬وأنــا‬ ‫مســوكر نايــب‪ ،‬ربينــا بفياتــك‪ ،‬قطفنــا‬ ‫زيتوناتــك‪ ،‬وهلــق بــدي إترشــح وترشــيحي‬ ‫مضمــون”‪.‬‬ ‫كمــا ارتبــط بعالقــة صداقــة وطيــدة مــع‬ ‫فيلمــون وهبــي‪.‬‬ ‫مــن األعمــال التــي شــارك فيهــا مــع الرحابنة‪،‬‬ ‫“موســم العــز”‪“ ،‬جســر القمــر”‪“ ،‬دواليــب‬ ‫الهــوى”‪ “ ،‬بيــاع الخواتــم “‪“ ،‬ناطــورة‬ ‫المفاتيــح”‪“ ،‬هالــة والملــك”‪“ ،‬الشــخص”‪،‬‬ ‫“صــح النــوم”‪“ ،‬ميــس‬ ‫“يعيــش يعيــش”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الريــم”‪“ ،‬بتــرا”‪“ ،‬أيــام فخــر الديــن”‪،‬‬ ‫وغيرهــا‪ ،‬كمــا كان يرافــق الســيدة فيــروز‬ ‫فــي رحالتهــا الغنائيــة فــي أميــركا وأوروبــا‬ ‫والــدول العربيــة‪.‬‬ ‫وكان نصــري شــمس الديــن يظهــر فــي‬ ‫معظــم أعمالــه علــى المســرح‪ ،‬مرتديــاً‬

‫الشــروال ومعتمــراً الطربــوش‪ ،‬فحمــل‬ ‫هويــة األغنيــة الفلكلوريــة والشــعبية فــي‬ ‫الشــكل والمضمــون‪ .‬ولــم تقتصــر أعمالــه‬ ‫علــى المســرح‪ ،‬بــل شــارك فــي أفــام‬ ‫ســينمائية مــع الســيدة فيــروز فــي “بيــاع‬ ‫الخواتــم” و”بنــت الحــارس”‪ ،‬ومــع الراحلــة‬ ‫الشــحرورة صبــاح فــي “كواكــب وليالــي‬ ‫الشــرق”‪.‬‬ ‫وامتــدت فتــرة العمــل مــع األخويــن الرحباني‬ ‫وفيــروز مــن العــام ‪ 1961‬وحتــى العــام‬ ‫‪.1978‬‬ ‫وبعــد عملــه مــع المســرح الرحبانــي‪ ،‬إنصــرف‬ ‫نصــري شــمس الديــن الــى إطــاق األغانــي‬ ‫المنفــردة وطــرح ألبــوم “الطربــوش”‪،‬‬ ‫والــذي يتضمــن “ســامحنيا”‪“ ،‬دلوينــي”‪،‬‬ ‫“شــفتك مــرة”‪ ،‬الطربــوش” و”شــارقات‬ ‫المحيــا” مــن ألحــان ملحــم بــركات‪ ،‬بإســتثناء‬ ‫أغنيــة “غالــي يــا جنــوب” مــن ألحــان عمــاد‬ ‫شــمس الديــن‪ .‬وشــارك فــي تلحيــن بعــض‬ ‫لحــن‬ ‫أغانيــه مثــل “ليلــى دخــل عيونهــا”‪ ،‬كمــا ّ‬ ‫أغنيــة “بعرســك حبيــت غنيلــك قصيــدة”‪،‬‬ ‫مــن كلمــات مصطفــى محمــود ‪ ،‬والتــي‬ ‫غناهــا فــي عــرس إبنتــه “ألماســة”‪.‬‬ ‫وتعــاون نصــري شــمس الديــن مــع العديــد‬ ‫مــن الملحنيــن‪ ،‬ومنهــم حليــم الرومــي‪،‬‬ ‫فيلمــون وهبــي‪ ،‬زكــي ناصيــف‪ ،‬عفيــف‬ ‫رضــوان‪ ،‬وملحــم بــركات‪ .‬كمــا شــكّ ل فرقــة‬ ‫جــون للفلكلــور الشــعبي‪ ،‬التــي شــاركت‬ ‫فــي عــدة مهرجانــات فنيــة فــي لبنــان‬ ‫والعالــم‪.‬‬ ‫وقــد حصــل خــال مســيرته الفنيــة علــى‬ ‫الكثيــر مــن الميداليــات واألوســمة‪ ،‬منهــا‬ ‫وســام مــن جمعيــة فرنســية برتبــة فــارس‪،‬‬ ‫وســام اإلســتحقاق اللبنانــي‪ ،‬ميداليــة‬ ‫ذهبيــة مــن دولتــي الكويــت وليبيــا‪ ،‬مفتــاح‬ ‫مدينــة العــرب‪ ،‬ووســام العيــد الوطنــي‬ ‫البلجيكــي‪.‬‬

‫حقــق نصــري شــمس الديــن شــهرة كبيــرة‬ ‫فــي كافــة أنحــاء الوطــن العربــي‪ ،‬وأقــام‬ ‫عــددا كبيــرا مــن الحفــات فــي عــدد مــن‬ ‫الــدول العربيــة‪ ،‬ونــال عــدد مــن الجوائــز‬ ‫والتكريمــات‪ ،‬وحظــي بشــهرة كبيــرة‪.‬‬ ‫يتميــز هــذا النجــم بصوتــه الجبلــي المميــز‪،‬‬ ‫ويعــد مــع الفنــان وديــع الصافــي مــن‬ ‫مؤسســي األغنيــة الجبليــة اللبنانيــة الحالية‪.‬‬ ‫تــزوج نصــري شــمس الديــن مــن يســرى‬ ‫الداعــوق‪ ،‬وأثمــر هــذا الــزوج عــن إنجــاب‬ ‫أوالده‪ ،‬مصطفــى‪ ،‬ألماســة ( توأمــان )مــي‪،‬‬ ‫ماهــر‪ ،‬ريمــا‪ ،‬وليــن( توأمــان)‬ ‫توفــي نصــري شــمس الديــن فــي ‪ 18‬آذار‪/‬‬ ‫مــارس عــام ‪ ،1983‬وهــو يغنــي على خشــبة‬ ‫مســرح نــادي “الشــرق” بدمشــق‪ ،‬بعــد أن‬ ‫أصيــب بنزيــف دماغــي حــاد عــن عمــر يناهــز‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪23‬‬

‫ســتة وخمســين عامــا قضاهــا بالتألــق‬ ‫واإلبــداع‪.‬‬ ‫هــوى العمــاق فــوق الخشــبة التــي‬ ‫طالمــا أحبهــا وأحبتــه‪ ،‬أمــام مئــات‬ ‫المعجبيــن‪ ،‬ونقــل علــى الفــور إلــى‬ ‫المستشــفى‪ ،‬لكنــه فــارق الحيــاة‪ .‬وقــد‬ ‫ـوال‬ ‫تــم نقلــه مــن ســوريا إلــى لبنــان‪ ،‬محمـ ً‬ ‫بتابــوت خشــبي‪ ،‬علــى ســطح ســيارة‬ ‫أجــرة الــى بلدتــه جــون‪ ،‬ولكــن يبقــى‬ ‫نصــري شــمس الديــن خالــداً فــي ذاكــرة‬ ‫قدمــه مــن أعمــال‬ ‫الفــن اللبنانــي‪ ،‬لمــا ّ‬ ‫رســخت فــي وجداننــا‪.‬‬ ‫بعــد وفاتــه حــاول ابــن عمــه‪ ،‬عــادل شــمس‬ ‫الديــن تأديــة أغانيــه فــي المناســبات مــن‬ ‫أجــل ديمومتهــا‪ ،‬بيــد أن هــو اآلخــر عاجلــه‬ ‫المــوت المفاجــئ عــام ‪ 2006‬قبــل أن‬ ‫يبلــغ الخمســين‪.‬‬ ‫وفــي تغطيــة خاصــة لموقــع “النشــرة”‬ ‫وضمــن حلقــة جديــدة مــن برنامــج “ فايــق‬ ‫يــا هــوا “ الــذي يبــث عبــر أثيــر إذاعــة “‬ ‫ســترايك “ علــى الموجتيــن ‪ 97.7‬و‪،97.3‬‬ ‫إســتضافت اإلعالميــة هــا المــر خــال‬ ‫فقــرة “باللبنانــي” مصطفــى شــمس‬ ‫الديــن نجــل الفنــان الراحــل نصــري شــمس‬ ‫الديــن ‪.‬‬ ‫الــذي كشــف أن فــي رصيــد والــده حوالــى‬ ‫‪ 1750‬أغنيــة‪ ،‬متأســفاً ألن هنــاك تقصيــراً‬ ‫بحقــه وبحــق أعمالــه‪.‬‬ ‫وخــال الحلقــة‪ ،‬لفــت شــمس الديــن إلــى‬ ‫أنهــم ‪ 6‬أوالد لنصــري‪“ ،‬كان أب حنــون‬ ‫ومحــب للعائلــة‪ ..‬كان كتيــر مهضــوم‬ ‫وعنــدو روح النكتــة‪ ،‬وشــخصيتو عالمســرح‬ ‫متــل شــخصيتو بالبيــت”‪.‬‬ ‫وعــن عالقتــه بوالــده‪ ،‬أشــار مصطفــى‬ ‫إلــى أن نصــري كان يســافر بإســتمرار‬ ‫وال يبقــى كثيــراً فــي المنــزل‪ ،‬لكنــه‬ ‫علّ مــه الثقــة بالنفــس وحــب الحيــاة‬ ‫والموســيقى والعاطفــة واإلحســاس‪.‬‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬أكــد شــمس الديــن أن‬ ‫كل أغــراض والــده مــا زالــت محفوظــة‬ ‫وقداحاتــو ودفاتــر الســواقة‬ ‫“مســابحه‬ ‫ّ‬ ‫وحتــى شــواربو التركيــب بعــدن عنــدي”‬ ‫يفــرط بهــا ‪.‬‬ ‫فهــي ال تقــدر بثمــن وال‬ ‫ّ‬ ‫وأعــرب مصطفــى عــن أســفه ألن والــده‬ ‫يكــرم مــن الدولــة اللبنانيــة‬ ‫الراحــل لــم‬ ‫ّ‬ ‫وال مــن اإلعــام والصحافــة “بيحكــوا عــن‬ ‫فيــروز ووديــع وصبــاح بــس مــا بيجيبــوا‬ ‫ســيرة نصــري”‪.‬‬ ‫فــي الختــام‪ ،‬ذكــر مصطفــى شــمس‬ ‫الديــن أنــه يفكــر بإنشــاء كونســرفاتوار‬ ‫لوالــده فــي جــون‪ ،‬لكــي تتربــى األجيــال‬ ‫القادمــة علــى أنغــام الفنــان الراحــل‪.‬‬ ‫أبرز أعماله‪:‬‬ ‫الليــل والقنديــل؛ ميــس الريــم؛ أيــام‬ ‫الحصــاد؛ جســر القمــر؛ صــح النــوم؛ لولــو؛‬ ‫موســم العــز؛ البعلبكيــة وعودة العســكر؛‬ ‫بيــاع الخواتــم؛ دواليــب الهــوا؛ أيــام فخــر‬ ‫الديــن؛ هالــة والملــك؛ الشــخص؛ جبــل‬ ‫الصــوان؛ يعيــش يعيــش؛ صــح النــوم؛‬ ‫نــاس مــن ورق؛ ناطــورة المفاتيــح؛ ســهرة‬ ‫حــب؛ المحطــة؛ بتــرا؛ بيــاع الخواتــم؛ ســفر‬ ‫برلــك‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫مــع ا البراج‬ ‫ا لحمــل‬

‫ا لثــور‬

‫تش��هد تغيريات كثرية هذا الش��هر‪ ،‬وتعديالت حتصل يف ش��ركة تعمل بها‪ ،‬هذا الش��هر يف الس��نة مميز بالنس��بة لك ألن كوكب مارس س��يدخل‬ ‫برجك‪.‬‬ ‫مهم��ا ج ًدا وسيش��كل إنطالقة جديدة يف حيات��ك‪ ،‬بعض القرارات س��تثري بلبلة‬ ‫�يكون‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫�هر‬ ‫�‬ ‫الش‬ ‫هذا‬ ‫معك‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫حيص‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�ق‪،‬‬ ‫�‬ ‫طري‬ ‫ترق‬ ‫�‬ ‫مف‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫عل‬ ‫أن��ت‬ ‫ً‬ ‫برتتيب��ات املؤسس��ة ال�تي تنتمي إليها‪.‬‬ ‫تشري األفالك إىل مسألة عائلية تستوجب اإلهتمام واملراجعة وترهق أعصابك‪ .‬كوكب مارس يف برجك جيعلك أكثر حيوية ونشاط دون أي‬ ‫شك‪ .‬عودة ساتورن يولد إحتكاكات بإتصاالتك وعالقاتك‪ ،‬ومريكور يف برج السرطان جيعل نقاشاتك معقدة‪.‬‬

‫يسجل هذا الشهر بداية جديدة ودورة جتددية يف حياتك‪ ،‬وإندفاعك يكون أقل هذا الشهر ومتيل إىل السلبية‪ .‬ساتورن يكف عن‬ ‫خماصمتك‪ ،‬وتعاود السيطرة على شؤونك احلياتية‪ ،‬وترتفع معنوياتك‪ .‬أعمالك تسري حنو بعض التقويم وتشعر بوالدة دورة جديدة‪،‬‬ ‫مهما ج ًدا‪ ،‬وتنفذ بعض األعمال بالوقت املناسب وتشهد على مسرية جديدة يف‬ ‫دعما ً‬ ‫واحلظ يرافق كل اخلطوات اليت تقوم بها‪ .‬يأتيك ً‬ ‫حياتك‪ .‬تضع نصب عينيك بعض األهداف اليت تسري حنوها بثبات‪ ،‬وتتبدل أوضاع بعض املؤسسات اليت تنتمي إليها‬

‫ا لجــو ز اء‬

‫هناك جناحات كبرية هذا الشهر‪ ،‬الكواكب يف برجك تكف عن الرتاجع‪ ،‬وهناك جتديد يف حياتك ومشاريع كثرية قد ترتاكم لكنك‬ ‫ستنجزها بنجاح‪.‬‬ ‫هذا الشهر ُتسك بكل مقومات اإلنتصارات وحتقق كل أحالمك‪ .‬مارس يف برج احلمل يفتح لك عد ًدا من األبواب اجلديدة لك‪ .‬هذا الشهر‬ ‫حيفزك للعمل بثقة عالية‪ ،‬وتشعر أن األمور أصبحت أفضل من السابق‪ .‬الكسوف يتحدث عن إستثمارات وعمليات مالية واعدة‪ ،‬تفكر‬ ‫مبشروع حضرت له ً‬ ‫طويل وحان وقت التنفيذ‪.‬‬

‫ا لســر طا ن‬

‫عنوان هذا الشهر‪ :‬اجلبهات تشتعل‪ ،‬وتدخل دورة فلكية من التحديات والعمل املرتاكم‪ .‬تلفت األنظار يف هذا الشهر‪ ،‬وتصر على‬ ‫مواصلة اجلهود لإلنتصار على كل السلبيات‪ ،‬وينصحك الفلك بالليونة واهلدوء والرتوي والصرب‪.‬‬ ‫من واجبك محاية كل املواقع واملكاسب دون تسلط‪ ،‬لذا خفف من اإلنفعال خاصة اذا واجهت بعض املشاكل‪ .‬اذا أردت القيام‬ ‫مببادرة فافعلها يف النصف الثاني من الشهر‪ ،‬هناك أمل جديد يف حياتك بد ًء من نصف الثاني من متوز‪ .‬تتخاصم مع إحدى اجلهات‬ ‫بسبب شؤون مالية‬

‫ا ال سد‬

‫ا لعــذ ر اء‬

‫خرب جيد ج ًدا مارس يصبح حليفك هذا الشهر وساتورن يكف عن ازعاجك‪.‬هذا الشهر يزيد من قدراتك الفكرية واجلسدية‪ ،‬وهناك‬ ‫تطور كبري كنت حتلم به‪ .‬مارس يبشرك جبديد‪ ،‬وساتورن يش ّكل حلول ملشكلة أو إلنهاء عالقة دقيقة بالعمل‪ .‬تتحلى جبديد وتتخلى عن كل‬ ‫ما يزعجك‪ ،‬ورمبا حتصل على مبلغ من املال‪ ،‬وتعرف ر ًحبا مفاج ًئا يف بعض األحيان‪.‬‬ ‫تقدم على نشاطات جتلب لك الرضا بالنفس‪ ،‬وتقدم على سفر أو تغري مكان إقامتك‪.‬‬

‫املناوشات ختف وتريتها هذا الشهر‪ ،‬تدخل فرتة فلكية أكثر إجيابية من السابق‪ ،‬وتنطلق حنو نشاطات مميزة حبفاوة ومحاسة كبرية وإقبال‪.‬‬ ‫تغيري بالسلوك أو العمل أو بطريقة التنظيم‪ ،‬تقوم مبساعي غري تقليدية‪ ،‬وتتوصل لنتائج سعيدة ج ًدا على أثر إتصاالت مع اخلارج أو مع‬ ‫بعض اجلهات الفاعلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ول زم��ن املواجه��ات العميق��ة والقل��ق‪ ،‬وتدخ��ل ش��ه ًرا م��ن اآلف��اق الواع��دة‪ ،‬وتك��ون اإلتص��االت مزده��رة عل��ى كل األصع��دة‪ ،‬تنته��ي م��ن‬ ‫اخلالف��ات املاضي��ة مبس��اعدة البع��ض‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪24‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫مــع ا البراج‬ ‫ا لميــز ا ن‬

‫تدخ��ل ش��ه ًرا صع ًب��ا وتتعام��ل مع��ه م��ع نزاع��ات كث�يرة ومعق��دة ج� ًدا‪ ،‬حاذر م��ن مأزق‪ ،‬الطوال��ع الفلكية قاس��ية ج ًدا وفيه��ا الكثري من‬ ‫اخلالف��ات العائلي��ة واملهنية‪.‬‬ ‫تش��عر أن األحداث تتخطاك هذا الش��هر‪ ،‬أنت قادر على ختطي الضيق واإلنزعاجات‪ ،‬وأن حتمي ممتلكاتك‪ .‬يؤخذ عليك التكرب يف حني تعيش‬ ‫بعض القلق وحتاول أن ختفيه بطريقة إس��تفزازية‪ ،‬وتواجهك أحداث مل تتوقعها‪ ،‬تعاني من مقرب يظهر لك العداء ويولد لك الضغوطات‪.‬‬ ‫الشؤون االجتماعية أفضل بكثري‪ ،‬تعقد صلة جديدة وعالقات مميزة‪.‬‬

‫ا لعقــر ب‬ ‫تط��رق أبوا ًب��ا جدي��دة وتق��وم بنش��اطات متنوع��ة‪ ،‬أن��ت حباجة للتغيري‪ .‬مارس حيثك على العمل ويعطيك النش��اط‪ ،‬تكتش��ف هدا الش��هر اجلديد‪،‬‬ ‫وتواجه كل من حياول عرقلتك‪ ،‬وتقرر أن تغري النمط أو تقفل الباب‪ .‬تبدي إس��تياء من بعض األمور أو من ش��خص منطه بطيء‪ ،‬وتعلن حالة‬ ‫الطوارىء‪ .‬هذا الش��هر جيعلك ً‬ ‫مقبل على حتديات ومنافس��ة وتتحرك لكس��ب التأييد‪ ،‬وميكن فتح األبواب املغلقة يف بعض األحيان‪.‬‬

‫ا لقــو س‬

‫ا لجــدي‬

‫ا لد لــو‬

‫ا لحــوت‬

‫تعاود الس��يطرة على األمور وتس��تعيد عافيتك‪ ،‬فرتة جيدة هذا الش��هر بعد فرتة من اإلرباكات والتعقيدات‪ ،‬تتكلل جهودك بالنجاح‪ ،‬وتتوصل‬ ‫إىل م��ا ترغ��ب به على الصعيدين املهين واملادي‪.‬‬ ‫الكواكب تنظم أوضاعك املالية وتتحرك بكل االجتاهات ملعاجلة كل شيء‪ ،‬يرتاح البال وتهدأ األحوال‪ .‬مارس يغمرك بكرمه وعطاءاته‪ ،‬ودخول‬ ‫مارس إىل احلمل يزودك حبيوية مضاعفة‪ ،‬و يغمرك مارس باجلرأة والشجاعة‪ .‬حتقق النجاحات الكبرية وروح املغامرة تتعزز‪.‬‬

‫رس��ائل الفلك قاس��ية هذا الش��هر وس��تعاني‪ ،‬مش��اريعك س�تراوح مكانها‪ ،‬وأوضاعك تصادف بعض املعوقات‪ .‬هناك تصعيد لبعض املس��ائل‬ ‫اليت ال تتوافق مع تطلعاتك‪ ،‬وتصطدم ببعض املراجع وتضطر إلعتماد الصرب‪ .‬حتذرك األفالك من بعض التصرفات النابية وتنصحك بالرتوي‪،‬‬ ‫الكواكب يف برجك حبالة تنافر‪ .‬مع عودة ساتور إىل برجك تضطر إىل إحداث بعض التصحيحات‪ ،‬وتعيد النظر ببعض اإلجراءات أو القناعات‪،‬‬ ‫ال تس��تخدم املواجهة بتحدي األخصام‪.‬‬

‫تزول كل اهلواجس وتعود لقواعدك س��امل‪ ،‬كوكب س��اتورن يرتك برجك يف أول الش��هر‪ .‬التفاؤل يس��يطر عليك وعلى أعصابك وإنفعاالتك أكثر‬ ‫م��ن الس��ابق‪ ،‬وكوك��ب مارس يف احلمل يزودك بطاق��ة مضاعفة لبلوغ األهداف‪.‬‬ ‫ختوض جماالت عدة يف العمل‪ ،‬وتتواصل مع بعض األطراف القادرة على مساعدتك‪ ،‬وقد تتحمل مسؤولية جديدة يف عملك أو مشروع مالي‪.‬‬ ‫يساعدك اإلصرار على كسب معاركك مهما كانت الصعوبات‪ ،‬وتبدو مستع ًدا لدفع النفقات ً‬ ‫أيضا‪ ،‬يف اجلو دراسة مليزانية ولتمويل‪ ،‬ألجل وضع‬ ‫األسس استعدا ًدا لإلنطالق‪.‬‬ ‫هذا الشهر عاصف بالتناقدات‪ ،‬ال شك أن األجواء العامة تؤثر عليك ج ًدا خاصة اذا كنت تعمل يف الشأن العام‪ .‬وجود كوكب مارس‬ ‫يف برج احلمل رمبا يثري أجواء من التنافر والعقد واملصاعب‪ ،‬وهذا الشهر ستكون حذ ًرا من كل شيء‪ .‬الكواكب تنصحك بعدم التورط بأي‬ ‫جمال أو التعبري عن نفسك يف بعض األوساط‪ ،‬احلذر ضروري‪ ،‬وال تعطي ثقة لبعض الناس وال تتحدث بصورة واضحة عن أفكارك‪ ،‬عند‬ ‫حترك بعض الكواكب إحفظ نفسك‪.‬‬ ‫التالقي الفلكي يف اجلدي يعين أجواء معقدة عامة‪ ،‬وإنقالبات يف األجواء‪ ،‬يدعمك كوكب ماركور الذي يلطف األجواء ويدعيك للتفاوض‪،‬‬ ‫وتكلفك بعض املراجع بالتواصل بني جهتني‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪25‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫مطبخنــا‬

‫األكل الصحي‬ ‫لجسم أكثر نشاطاً وحيوية‬ ‫األكل الصحــي ضــروري لصحــة‬ ‫الجســم وحيويتــه ونشــاطه‪،‬‬ ‫وهــو الــذي يعــزز مقاومتنــا‬ ‫لألمــراض‪ .‬إنــه مهــم لإلنســان‬ ‫فــي مختلــف المراحــل العمريــة‪،‬‬ ‫إذ يســاعد الطفــل الصغيــر‬ ‫علــى النمــو بشــكل صحيــح‪،‬‬ ‫ويســاعد اإلنســان البالــغ علــى‬ ‫ويمــد‬ ‫التمتــع بحيــاة صحيــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الكبــار فــي الســن بالطاقــة‬ ‫الضروريــة لمواجهــة التغيــرات‬ ‫الصحيــة التــي يتعرضــون لهــا‪.‬‬ ‫العناصــر الغذائيــة التــي يحتاجهــا‬ ‫اإلنســان تتــوزّ ع فــي مختلــف‬ ‫أنــواع األطعمــة‪ ،‬مثــل الحبــوب‬ ‫الغنيــة بالنشــويات والطاقــة‬ ‫ّ‬ ‫والبروتينــات وغيرهــا (كالقمــح‬ ‫واألرز والشــعير)‪ ،‬والخضــار‬ ‫والفواكــه الغنيــة بالفيتامينــات‬ ‫واألمــاح والمعــادن والحديــد‪،‬‬ ‫والحليــب ومشــتقاته الــذي‬ ‫ً‬ ‫يعتبــر مصـ ً‬ ‫مهما للكالســيوم‬ ‫ـدرا‬ ‫والفيتامينــات‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫اللّ حــوم والدهــون والحلويــات‪...‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪26‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫مطبخنــا‬ ‫حساء الفليفلة‬ ‫الحمراء املشوية‬ ‫الكمية تكفي ‪ 6‬أشخاص‬

‫ ‪ 3‬رؤوس فليفلة حمراء مشوية‬‫ومقشرة ومنظفة من البذور‪ ،‬ومن ثم‬ ‫مفرومة‬ ‫ عود كرفس مفروم‬‫ بصلة متوسطة مفرومة‬‫‪ -‬جزرتان مفرومتان‬

‫ ‪ 3‬رؤوس بندورة مقشرة‬‫ومفرومة‬ ‫ ‪ 3‬جزرات مقشرة ومفرومة‬‫ ‪ 6‬أكواب مرقة دجاج أو مرقة‬‫خضار‬ ‫ ربع كوب زيت زيتون‬‫ ملعقة طعام معجون بندورة‬‫ ملعقة صغيرة سكر‬‫ ربع ملعقة صغيرة بهار أسود‬‫ ملح‬‫التحضير‬ ‫يحمى زيت الزيتون في قدر كبيرة‬ ‫ويقلى البصل والكرفس والجزر‪.‬‬ ‫تضاف الفليفلة الحمراء والبندورة‬ ‫ويتابع القلي لبضع دقائق‪.‬‬ ‫يضاف بعدها الملح والفلفل‬ ‫والسكر ومعجون البندورة ومرقة‬ ‫الدجاج أو الخضار‪.‬‬ ‫يرش الملح حسب الحاجة‪ ،‬ثم‬ ‫تغطى القدر وتترك على النار‬ ‫ً‬ ‫جيدا‪.‬‬ ‫حتى تطرى كل محتوياتها‬ ‫يهرس الحساء في خالط الطعام‬ ‫ليصبح قشدي القوام‪ ،‬ثم يقدم‬ ‫ً‬ ‫ساخنا مع توست الخبز‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬يمكن إضافة نصف كوب‬ ‫من الكريما الطازجة إلى هذا‬ ‫الحساء حسب الذوق‪.‬‬

‫سلطة األنديف‬ ‫الكمية تكفي ‪ 4‬إلى ‪6‬‬ ‫أشخاص‬

‫الصلصة‬

‫ ملعقة طعام عسل‬‫ ملعقة طعام خل‬‫بلسمي‬ ‫ نصف كوب زيت نباتي‬‫ ملعقة صغيرة خردل‬‫‪ -‬رشة ملح‬

‫ ‪ 6‬حبات أنديف‬‫ ‪ 3‬برتقاالت‬‫ ‪ 12‬حبة بندورة كرزية‬‫صغيرة‬ ‫ نصف باقة صعتر طازج‬‫التحضير‬ ‫تغسل حبات األنديف وتجفف ثم تقطع إلى شرائح مالئمة‬ ‫للتقديم‪.‬‬ ‫تقشر البرتقاالت وتقطع ثم تفصص وتنزع القشرة عن‬ ‫الفصوص‪.‬‬ ‫تغسل حبات البندورة الكرزية وتجفف‪.‬‬ ‫تنظف أوراق الصعتر وتغسل ثم تجفف‪.‬‬ ‫يخلط األنديف مع فصوص البرتقال والبندورة الكرزية‬ ‫وأوراق الصعتر‪ .‬تسكب فوقها مكونات الصلصة بعد خلطها‬ ‫مع بعضها‪.‬‬ ‫تقدم السلطة على الفور‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬يجب غسل األنديف وتقطيعه مباشرة قبل‬ ‫مر المذاق ويتغير لونه‪.‬‬ ‫التقديم وإال يصبح ّ‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪27‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫عامل ‪ RH‬والحمل‬

‫د‪ .‬محمد مصطفى أحمد‬

‫العامــل ريــزوس ‪ Rh factor‬هــو‬ ‫مســتضد موجــود فــي دمــاء القــرود‬ ‫مــن نــوع ‪ Macacus Rhesus‬اكتشــف‬ ‫وجــوده عــام ‪ 1940‬فــي دمــاء بعــض‬ ‫البشــر فســمي باســم القــردة التــي‬ ‫تحويــه (‪ )Rhesus‬ويرمــز لــه بالحرفيــن‬ ‫‪.Rh‬‬ ‫ولهذا العامل أنواع منها ‪ E‬و‪ C‬و‪D‬‬ ‫ـودا وتأثيـ ً‬ ‫وأكثرهــا وجـ ً‬ ‫ـرا هــو النــوع ‪D‬‬ ‫لذلــك حيــن يقــال المســتضد ريــزوس‬ ‫ً‬ ‫دائمــا المســتضد ‪.D‬‬ ‫يقصــد‬ ‫وكمــا تقســم دمــاء البشــر إلــى‬ ‫فئــات ضمــن مجموعــة الزمــر ‪ A‬و‪ B‬و‬ ‫‪ O‬كذلــك تقســم دماؤهــم فئتيــن‬ ‫حســب وجــود المســتضد ‪ Rh‬أو عــدم‬ ‫وجــوده‪ ،‬فيقــال عمــن يوجــد فــي‬ ‫دمهــم هــذا المســتضد إنهــم مــن‬ ‫زمــرة ‪ Rh‬إيجابــي (‪ )+Rh‬وهــم نحــو‬ ‫ـاال‪ ،‬ويقــال عمــن‬ ‫‪ 85%‬مــن البشــر إجمـ ً‬ ‫ال يوجــد فــي دمهــم هــذا المســتضد‬ ‫إنهــم مــن زمــرة ‪ Rh‬ســلبي (‪ Rh‬ـ)‬ ‫وهــم نحــو ‪ 15%‬مــن البشــر‪.‬‬ ‫ينتقــل العامــل ‪ Rh‬بالوراثــة مــن‬ ‫األبويــن إلــى األوالد‪ .‬فــإذا كان‬ ‫األبــوان ‪ +Rh‬كان كل أبنائهمــا‬ ‫مثلهمــا‪ ،‬أمــا إذا كان أحــد األبويــن‪+Rh‬‬ ‫والثانــي ‪ Rh‬ـ فــإن نصــف أوالدهمــا‬ ‫فقــط يكــون ‪ +Rh‬ويكــون النصــف‬

‫الثانــي ‪ Rh‬ـ ويكــون األوالد فــي الحالــة‬ ‫األولــى متماثلــي الزيجــوت وفــي الحالــة‬ ‫الثانيــة مختلفــي الزيجــوت‪.‬‬ ‫وكمــا أن الختــاف الزمــر الدمويــة مــن‬ ‫مجموعــة ‪ O B A‬شـ ً‬ ‫ـأنا فــي نقــل الــدم‬ ‫ً‬ ‫شــأنا فــي‬ ‫فــإن الختــاف الزمــر ‪Rh‬‬ ‫ذلــك‪ ،‬فــإذا نقــل دم ‪ +Rh‬إلــى شــخص ـ‬ ‫‪ Rh‬تكونــت فــي دم األخيــر ببــطء أضــداد‬ ‫‪( D‬راصــات) تجــول فــي دمــه‪ ،‬فــإذا نقلــت‬ ‫للشــخص نفســه كميــة جديــدة مــن دم‬ ‫‪ +Rh‬التصقــت األضــداد الموجــودة فــي‬ ‫مصــورة (بالزمــا) دمــه بكريــات حمــر دم‬ ‫ََّ‬ ‫فرصتهــا‬ ‫المعطــي التــي انتقلــت إليــه‬ ‫ثــم خربتهــا‪.‬‬ ‫مــن المعلــوم مــن جهــة أخــرى أن كميــة‬ ‫قليلــة مــن دم الجنيــن بمــا فيهــا الكريــات‬ ‫الحمــر تمــر إلــى دم الحامــل فــي أثنــاء‬ ‫الحمــل وأكثــر مــن ذلــك فــي أثنــاء‬ ‫الخــاص‪ ،‬وأن كميــة مــن دم الحامــل تمــر‬ ‫عبــر المشــيمة إلــى الــدورة الدمويــة‬ ‫الجنينيــة‪.‬‬ ‫تفســر هاتــان المعلومتــان (تــراص‬ ‫الكريــات الحمــر فــي الــدم ‪+Rh‬‬ ‫بالمســتضدات الموجــودة فــي الــدم ـ‬ ‫‪ ،Rh‬وانتقــال الــدم بين الجنيــن والحامل)‬ ‫شــأن اختــاف الزمــر ‪ Rh‬فــي الزوجيــن‬ ‫حيــن يكــون دم الــزوج ‪ +Rh‬ودم الزوجــة‬ ‫ـ ‪.Rh‬‬ ‫فــإذا حملــت الزوجــة وكان دم الجنيــن‬ ‫‪ +Rh‬فــإن دخــول بعــض كريــات دمــه‬ ‫الحمــر دم الوالــدة ســواء فــي أثنــاء‬ ‫الحمــل أم فــي أثنــاء الخــاص وهــو‬ ‫األكثــر يــؤدي بعــد فتــرة مــن الزمــن‬ ‫(تختلــف مــن حالــة إلــى أخــرى) إلــى‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪28‬‬

‫تولــد أضــداد تجــري فــي دمهــا‪ .‬فــإذا‬ ‫حملــت ثانيــة وكان دم الجنيــن ‪+Rh‬‬ ‫فــإن هــذه األضــداد الموجــودة فــي‬ ‫دم الحامــل تدخــل دم الجنيــن بطريــق‬ ‫المشــيمة وتلتصــق بكريــات دمــه‬ ‫الحمــر فترصهــا وتخربهــا ويــؤدي‬ ‫ذلــك إلــى إصابتــه بفقــر الــدم وإلــى‬ ‫ازديــاد (البيليروبيــن) باســتمرار وإلــى‬ ‫موتــه فــي أشــهر الحمــل المتوســطة‬ ‫غالبـ ًـا‪ ،‬وإن لــم يمــت فــي أثنــاء الحمــل‬ ‫أصيــب بعــد الــوالدة باليرقــان الــذي‬ ‫تختلــف شــدته بحســب درجــة االنحــال‬ ‫ويترافــق اليرقــان بفاقــة دم وضخامــة‬ ‫الكبــد والطحــال‪.‬‬ ‫وإذا كانــت كميــة البيليروبيــن كبيــرة‬ ‫أصابــت نــوى قاعــدة الدمــاغ وأدى ذلك‬ ‫إلــى ظهــور أعــراض عصبيــة مختلفــة‪.‬‬ ‫وفــي الحــاالت الوخيمــة يحــدث مــا‬ ‫يســمى الخــزب الجنينــي المشــيمي‬ ‫تكــون المشــيمة فيــه كبيــرة هشــة‬ ‫متوذمــة ويكــون الجنيــن مصابـ ًـا بوذمــة‬ ‫معممــة وحبــن شــديد وينتهــي األمــر‬ ‫بمــوت الوليــد بالزلــة التنفســية‪.‬‬ ‫وقــد توصــل المختصــون إلــى عمــل‬ ‫مصــورة تحــوي أضــداد ‪ Rh‬إذا حقنــت‬ ‫بعــد الــوالدة للوالــدة التــي يحــوي‬ ‫دمهــا الكريــات الحمــر الجنينيــة ذات‬ ‫‪ +Rh‬رصتهــا وخربتهــا مــن دون‬ ‫إيــذاء كريــات حمــر الوالــدة ذات ـ‬ ‫‪ ،Rh‬ثــم وجــدوا مــن األفضــل حقــن‬ ‫(الغاماغلوبوليــن) الحــاوي علــى كميــة‬ ‫كبيــرة مــن أضــداد العامــل ‪ Rh‬علــى أن‬ ‫يجــري الحقــن باكـ ً‬ ‫ـرا فــي األيــام الثالثــة‬ ‫األولــى بعــد الــوالدة‪ .‬وهكــذا ال‬

‫يتبع يف الصفحة التالية‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫تتولــد فــي دم الوالــدة أضــداد ‪،+Rh‬‬ ‫فــإذا حملــت ثانيــة نجــا الجنيــن مــن‬ ‫انحــال دمــه ولــو مـ ّـرت كميــة مــن دم‬ ‫الوالــدة إلــى دمــه عبــر المشــيمة ألن‬ ‫دم الوالــدة ال يحــوي األضــداد الحالــة‪.‬‬ ‫مما سبق يستخلص ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ حيــن يكــون دم الــزوج‪ + Rh‬ودم‬ ‫الزوجــة ـ‪ Rh‬ينجــو الحمــل األول دائمـ ًـا‬ ‫مــن اإلصابــة بانحــال الــدم ألن دم‬ ‫ً‬ ‫حاويا األضداد‬ ‫الزوجــة الحامل ال يكــون‬ ‫المؤديــة إلــى رص كريــات دم الجنيــن‬ ‫ً‬ ‫ســابقا دم‬ ‫(إال إذا كان قــد نقــل لهــا‬ ‫‪ +Rh‬لســبب مــا)‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ال تصــاب فــي الحمــول التاليــة إال‬ ‫األجنــة التــي يكــون دمهــا ‪.+Rh‬‬ ‫‪ 3‬ـ قــد تنجــو األجنــة حتــى إن كان‬ ‫دمهــا ‪ +Rh‬إذا كانــت كميــة األضــداد‬ ‫المكونــة فــي دم الحامــل قليلــة‬ ‫ال تكفــي لــرص كريــات دم الجنيــن‬ ‫الحمــر‪ ،‬فقــد تبيــن مــن التجــارب أن‬ ‫ســرعة تحســس النــاس لتوليــد أضــداد‬ ‫‪ Rh‬تختلــف اختالفـ ًـا كبيـ ً‬ ‫ـرا‪ ،‬وقــد يحتــاج‬ ‫األمــر إلــى دخــول كميــات كبيــرة‬ ‫لتكــون‬ ‫ومتتاليــة مــن المســتضدات‬ ‫ّ‬ ‫األضــداد‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ إن حقــن (الغاماغلوبوليــن) ضــد‬ ‫‪ D‬بعــد الــوالدة يقــي األجنــة فــي‬ ‫الحمــول القادمــة مــن اإلصابــة بانحالل‬

‫الــدم إذا كانــت زمــرة دمهــا ‪.+Rh‬‬ ‫خطة العمل‬ ‫‪ 1‬ـ الوقايــة‪ :‬تبــدأ الوقايــة منــذ الــزواج‬ ‫بمعرفــة ‪ Rh‬دم الزوجيــن‪ ،‬فــإن كانــت‬ ‫‪ Rh‬ســلبية فــي الــزوج فــا خطــر مــن‬ ‫حــدوث أي عــارض فــي األجنــة حتــى إن‬ ‫كانــت الزوجــة ‪ .+Rh‬أمــا إذا كان الــزوج‬ ‫‪ Rh+‬وحملــت الزوجــة وكان دمهــا ـ‪،Rh‬‬ ‫فينتظــر حتــى الــوالدة ويفحــص دم‬ ‫المولــود فــإن كان دمــه ‪ +Rh‬أعطيــت‬ ‫الوالــدة (الغاماغلوبوليــن) فــي مــدة‬ ‫ال تتعــدى اليــوم الثالــث بعــد الــوالدة‬ ‫وبمقــدار كافٍ يناســب درجــة التمنيــع‬ ‫المقــدرة‪ ،‬ويكــرر األمــر نفســه بعــد كل‬ ‫مولــود‪ +Rh‬وبعــد كل إجهــاض أو حمــل‬ ‫خــارج الرحــم إن حــدث‪ ،‬أمــا إذا كان دم‬ ‫المولــود األول ـ‪ Rh‬فــا يتخــذ أي إجــراء‬ ‫وينتظــر حتــى مجــيء مولــود‪ +Rh‬التبــاع‬ ‫الخطــة الســابقة بعــده‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ العــاج‪ :‬فــي حــاالت مــوت محصــول‬ ‫الحمــل داخــل الرحــم أو مــوت الولــدان‬ ‫بعــد والدتهــم مــع جهــل الزمــرة ‪ Rh‬فــي‬ ‫الزوجيــن تتبــع الخطــوات التاليــة‪:‬‬ ‫أ ـ االســتجواب الدقيــق عــن مــوت األجنــة‬ ‫أو الولــدان واألعــراض التــي بــدت عليهــا‪،‬‬ ‫وهــل فــي ســوابق المريضــة عمليــة‬ ‫نقــل دم لســبب مــا‪ ،‬ومــا زمــرة ‪ Rh‬فــي‬ ‫الــدم المنقــول إن أمكــن معرفــة ذلــك‪.‬‬ ‫ب ـ معرفــة ‪ Rh‬الوالــد و‪ Rh‬أوالده إن‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪29‬‬

‫كان لــه أوالد‪ ،‬و‪ Rh‬إخوتــه األشــقاء إن‬ ‫كان لــه إخــوة أشــقاء‪ ،‬وهــل فيهــم مــن‬ ‫زمرتــه ‪ Rh‬ـ لمعرفــة مــا إذا كان الوالــد‬ ‫متغايــر الزيجــوت أو متجانســه؛ ألن‬ ‫الوالــد إن كان متغايــر الزيجــوت فقــد‬ ‫يأتــي بعــض أوالده ‪ Rh‬ـ واآلخــرون‬ ‫‪.+Rh‬‬ ‫ج ـ يفتــش عــن وجــود الراصــات في دم‬ ‫الوالــدة فــي أثنــاء الحمــل باختبــار خاص‬ ‫يســمى اختبــار (كومــس) ‪Coombs‬‬ ‫‪ .test‬فــإن كان سـ ً‬ ‫ـلبيا دل علــى عــدم‬ ‫وجــود راصــات فــي دم الوالــدة وال‬ ‫ً‬ ‫إيجابيــا أي‬ ‫يتخــذ أي إجــراء‪ .‬أمــا إذا كان‬ ‫داال علــى وجــود الراصــات فالجنيــن‬ ‫ً‬ ‫مهــدد‪ ،‬ويجــب فــي حينهــا معايــرة‬ ‫الراصــات لمعرفــة مقدارهــا وذلــك‬ ‫بالتمديــد المتــدرج‪ ،‬فــإن كان مقدارهــا‬ ‫ضئيــا (ويعــد التمديــد ‪ 1/16‬الحــد‬ ‫ً‬ ‫األعلــى المقبــول للســامة) أمكــن‬ ‫االنتظــار والمراقبــة وإعــادة المعايــرة‬ ‫حتــى ارتفــاع المقــدار وعندهــا يجــب‬ ‫التداخــل حســب الظــروف‪ :‬فــإن‬ ‫بقيــت فــي الحــدود الضئيلــة أمكــن‬ ‫االنتظــار حتــى الــوالدة وتتخــذ فــي‬ ‫حينهــا التدابيــر الخاصــة بالمواليــد‪.‬‬ ‫أمــا إذا ارتفعــت الراصــات أي أصبحــت‬ ‫التفاعــات إيجابيــة بنســب تمديــد أكبــر‬ ‫ـا) فيجــب التداخــل‬ ‫(‪ 1/32‬أو ‪ 1/64‬مثـ ً‬ ‫حســب الظــروف ودرجــة ارتفــاع مقادير‬ ‫الراصــات إمــا بتحريــض المخــاض‬ ‫وإمــا بالقيصريــة إذا كان الحمــل فــي‬ ‫أواخــره‪ ،‬وإمــا بنقــل الــدم وإمــا بحقــن‬ ‫الكريــات الحمــر للجنيــن فــي داخــل‬ ‫الرحــم ـ بعمليــات دقيقــة تجــرى فــي‬ ‫مراكــز متخصصــة ـ إذا كان عمــر الحمــل‬ ‫ال يؤهلــه لتحمــل الحيــاة إذا أخــرج مــن‬ ‫الرحــم‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ العنايــة بالمولــود ‪ +Rh :‬حين والدة‬ ‫الوليــد ‪ +Rh‬يؤخــذ مــن وريــده الســري‬ ‫كميــة مــن الــدم تجــرى عليهــا الفحــوص‬ ‫التاليــة‪ :‬الزمــرة الدمويــة وعامــل ‪،Rh‬‬ ‫تفاعــل كومــس‪ ،‬وتعــداد الكريــات‬ ‫الحمر‪،‬وعيار الخضــاب و(الهماتوكريت)‪،‬‬ ‫وعيــار (البيليروبيــن)‪ .‬فــإن كان الوليــد‬ ‫ً‬ ‫مصابــا بفاقــة دم وجــب تبديــل دمــه‬ ‫بســرعة والعنايــة بجهــازي الــدوران‬ ‫والتنفــس‪ .‬ولعيــار البيليروبيــن شــأن‬ ‫كبيــر ألن ارتفــاع مقــداره أكثــر مــن‬ ‫‪20‬ملغ‪100/‬مــل يــؤدي إلــى حــدوث‬ ‫يرقــان نــووي فــي نــوى قاعــدة الدمــاغ‬ ‫ويــودي بحيــاة الوليــد‪ .‬تكــرر الفحــوص‬ ‫ً‬ ‫يوميــا ويراقــب التطــور‪ ،‬ويعــاد نقــل‬ ‫الــدم إن لــزم عــدة مــرات حتــى تحســن‬ ‫حالــة الوليــد الــذي يجــب مراقبتــه فتــرة‬ ‫طويلــة بعــد ذلــك‪.‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫استراحة كندا والعرب‬ ‫أ جمــل مــا قــا ل احمــد مطــر‬ ‫لــو ســقط الثقــب مــن اإل بــرة ‪ ،‬لــو هــو ت الحفــرة‬ ‫َ‬ ‫فــي حفــرة‪ ،‬لــو سـ ِـكر ت قنينــة خمــرة ‪ ،‬لــو‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫مــا ت ا لضحــك مــن الحســرة‪ ،‬لــو قــص الغيــم‬ ‫أ ظا فــر ه ‪ ،‬لــو أ نجبــت ا لنسـ ُـمة صخــر ة ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أبصــم‬ ‫فســأ ؤمن فــي صحــة هــذا‪ ،‬و أ ِقــر ‪ ،‬و ِ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫با لعشــر ة ؛ لكــن لــن أ ؤ مــن با لمـ ّـر ة أ ن بأ و طا نــي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أ و طا نــا ‪ ،‬و أ ن بحا كمهــا أ مــا أ ن يصبــح يو مــا ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إنســا نا ‪ ،‬أو أن بهــا أد نــى فــر ق مــا بيــن الكلمــة‬ ‫ّ‬ ‫والعــورة ‪ ،‬أو أن الشــعب بهــا حـ ّـر ‪ ،‬أو أن‬ ‫ّ‬ ‫ا لحر يــة ؛ حـ ّـر ة ‪.‬‬ ‫ضع ا ال رقا م يف ا ملكا ن ا ملنا سب ‪ ,‬بحيث ا ن كل عا مود ‪ ,‬صف ومر بع من ا ملر بعا ت ا لتسعة‬ ‫تحتوي عىل ا ال رقا م من وا حد ا ىل تسعة بد ون تكرا ر ‪.‬‬

‫ريتا عودة‬

‫ٌ‬ ‫امرأة أخرى‬ ‫أنا‬ ‫‪-------------------‬‬‫أنا امرأة‬ ‫تقرأ وتكتب‬ ‫ّ‬ ‫وتتذوق َ‬ ‫سفر الكلمة‬ ‫فوق آفاق اللغة الثائرة‬ ‫ٌ‬ ‫امرأة أخرى‬ ‫أنا‬ ‫جمبولة‬ ‫من طني األرض‬ ‫مولودة‬ ‫من براكني التعب‬ ‫ووجع األحالم‬ ‫التائهة‬ ‫قليب أنا‬ ‫ُ‬ ‫زورق كربياء‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تشتد العاصفة‬ ‫حني‬ ‫قليب أنا‬ ‫ندا ٌء متواصل‬ ‫للقلوب احلائرة‬ ‫ّ‬ ‫أيا شاعر النساء‬ ‫يف عصر الظلمة‬ ‫أمل تعلم بعد‬ ‫ّأني أنا‬ ‫أنا‬ ‫استثناء القاعدة‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪30‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫استراحة كندا والعرب‬ ‫كلمات متقاطعة‬

‫مريد الربغوثي‬

‫ال بأس‬ ‫‪------------------------------‬‬

‫َ‬ ‫ال َ‬ ‫راشنا‬ ‫بأس أن منوت يف ِف ِ‬ ‫على َ‬ ‫نظيفة‬ ‫م َّد ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وبني أصدقا ِئنا‬ ‫منوت َم َّرةً‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬ ‫بأس أن‬ ‫َ‬ ‫ون ْع َ‬ ‫ْ‬ ‫اليدين َف ْو َق َّ‬ ‫الص ْد ِر‬ ‫قد‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫حوب‬ ‫ليس فيهما سوى الش ِ‬ ‫ال ُخ َ‬ ‫دوش فيهما وال ُق ْ‬ ‫يود‬ ‫ال ً‬ ‫راية‬

‫َ َ‬ ‫احتجاج‪.‬‬ ‫وال َعريضة ِ‬ ‫بأس أن منوت م ً‬ ‫يتة بال ُغ ْ‬ ‫ال َ‬ ‫بار‬ ‫ِ‬ ‫وليس يف ُق ْمصا ِننا‬ ‫ُث ْ‬ ‫قوب‬ ‫ُ‬ ‫لوعنا‬ ‫وليس يف ض ِ‬ ‫أ ِد َّلة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َ‬ ‫واملخد ُة البيضا ُء‪،‬‬ ‫بأس أن منوت‬ ‫ُ‬ ‫الرصيف‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حتت خ ِّدنا‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ن ّب‪،‬‬ ‫وكفنا يف كف َمن ِ‬ ‫ُي ُ‬ ‫ِّ‬ ‫يطنا ُ‬ ‫واملمرضات‬ ‫الطبيب‬ ‫يأس‬ ‫ِ‬ ‫وما لنا سوى َر َ‬ ‫الوداع‬ ‫شاق ِة‬ ‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫باأليام‬ ‫عابئني‬ ‫غري ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الكون يف أحوا ِل ِه‬ ‫تاركني هذا‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫لعل «غ ْ َ‬ ‫ينا»‪...‬‬ ‫ُي َغ ِّي َ‬ ‫ونها‪.‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪31‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫اتحدى!! وقوي قلبك‬ ‫ّ‬

‫اطيب واكبر برغر في كندا‬

‫‪B12 BURGER‬‬

‫‪Kirkland and Laval‬‬ ‫‪(450) 688-0404‬‬

‫‪B12_Burgers‬‬

‫‪B12 Burgers‬‬

‫‪1738 Boulevard Curé-Labelle, Laval, QC H7T 1L2‬‬ ‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪32‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪33‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪34‬‬


‫كندا والعرب العدد ‪35‬‬

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬

‫‪35‬‬


35 ‫كندا والعرب العدد‬

Aïd Moubarak Eid Mubarak

Emmanuella Lambropoulos

Députée / MP Saint-Laurent Emmanuella.Lambropoulos@parl.gc.ca

emlambropoulos

514-335-6655

36

750, Marcel Laurin Bureau 102, Saint-Laurent, QC H4M 2M4

‫كندا والعرب مجلة عربية شهرية تصدر عن مؤسسة التلفزيون العريب الكندي‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.