الملحق الثقافي االفتتاحية
خرابيط الثقافة بطاقة بيضاء
أقنعة المقاهي األربع محمد السرغيني
دريئة العدد حوار شامل مع الشاعر المغربي محمد السرغيني ال أعيش شيخوخة بل طفولة حاورته سعيدة شريف سعيدة
خرابيط الثقافة
شهادات محمد السرغيني كما يراه الشعراء :رشيد المومني وعبد السالم الموساوي وعبد اللطيف الوراري
lالعدد l 82 :الخميس 21فبراير 5 2013
برج بابل ال تمش على ركبتيك ،لتعبر ً فالة ،نادماً! الشاعرة االمريكية ماري أوليفر ترجمة محمد عيد إبراهيم لكل أجل كتاب
نابكوف يحاضر عن تشيكوف ()1
رسالة برلين
نفيد كرماني :صوت اآلخر داخل الثقافة األلمانية رشيد بوطيب الحب إال للحبيب األول ما ّ الموكب الملكي فريدة العاطفي
دريئة العدد
هشام فهمي
Hicham_fahmi@hotmail.com
هل يستحق «زالتان ابراهيموفيتش» جائزة غونكور؟ عندما قرأت هذا السؤال الذي ط َرحته ،هذه األيام ،مجلة Les inrocksالفرنسية، قالت مع رأسي هذا اسم جديد في املشهد الثقافي الفرنسي يبدو قادما من أوروبا الشرقية وسأبحث عن أعماله ،بعد قراءتي للمقال أكتشف أنني جاهل ولم أسمع بقائد املنتخب السويدي لكرة القدم وهدّاف فريق «باري سان جيرمان» ،وهو يضيف مجدا آخر بإصدار سيرته الذاتية «أنا زالتان ابراهيموفيتش» التي ستغزو املكتبات ،ابتداء من هذا األسبوع ،وسيقضم كتاب األدب أظافرهم وهم يرونها تباع باآلالف. ال أتخيل كاتبا واحدا اليوم ،مهما بلغت نرجسيته وقيمة أعماله ،أن يقف أمام «زالتان» وهو يعطي درسا في فن كتابة السيرة الذاتية بدءا من العنوان ،حيث توضع «أنا» بجانب االسم ،بل فوقه ،معلنة أنها أهم منه ،فالسيرة الذاتية التي ال تصرخ «أنا» قد نشك في أن تكون سيرة شخص آخر. إضافة إلى االسم و«أناه» ينتصب «زالتان» في صورة الغالف لتأكيد حضوره بجسده الرياضي وذراعه اليمنى املوشومة ،لكن جملة صغيرة كتبت أسفل الغالف ستكسر راو اعتمد «كاتبا خفيا» املرآة »:قصتي التي رويتها لدافيد لوغركرانتز» ،مبعنى أنه مجرد ٍ كما يقولون ،فنقلت املجلة الفرنسية اخلبر بشكل ساخر ،واصفة الكتاب «بالرائعة األدبية غير املتوقعة» ،وأنها «سيرة ذاتية رديئة أخرى لالعب كرة قدم ّملاع ،»Bling-bling ولم تكتف بذلك فقط ،بل استشارت خبير اجلوائز األدبية ،الروائي فريديريك بيغبيدي الذي حسم في مصير الكاتب اجلديد بالتصريح« :يجب جعل «زالتان» بسرعة عضوا للجنة حتكيم جائزة غونكور .مع «برنار بيفو» و«أسولني» في الهجوم ،و«إدموند شارل رو» و«ريجيس دوبريه» في الوسط ،وفي دكة االحتياط «كلوديل» و«شاندرناغور» ،وفي جناحي الدفاع «الطاهر بن جلون» ،دون احلديث عن الهداف «بول كونسطون» ،أعتقد أن على غاليمار االحتفاظ باللقب ملواسم قادمة». عندما تتأمل موجة ك ّتاب السيرة الذاتية في الغرب ،من العبي كرة القدم الذين تقتنع أنهم يلعبون برؤوسهم بني أرجلهم ،إلى فناني «الراب» و«الهيب هوب» وهم يتبادلون طلقات نارية بابتسامات تختفي وراءه��ا أنياب المعة ،ثم سياسيني يسردون قصة تبييض ماضيهم ،تكتشف أن الكِ تاب ليس وسيلة للشهرة بل جلعلها أكثر ملعانا ،إنه يقنعك بأن كاتبه ليس تافها إلى هذه الدرجة ،وميكنه أن يؤلف جمال مفيدة حتى لو كتبها غيره، األهم اسمه على ظهر غالف ،ثم التوقيعات التي تنظم في أبهاء الفنادق بعد ذلك. نحن محظوظون في املغرب والعالم العربي ،ألن «زالتانيينا» لم يروا كتابا في حياتهم، وجواربهم لو التقطها أنف «جان باتيست غرونوي» بطل رواية «العطر» لبدأ يجمع أقدام هدّافي املستقبل ليحتفظ بها مبتحفه حتت األرض. ال حتتاج «الزالتانية» الثقافية باملغرب إلى العبني يؤلفون كتبا ،فلدينا ما يكفي من اإلص��دارت الكروية التي يخيل لك أن أصحابها «شتفوا» فعال على األدب بأقدامهم، وطلبوا عن ذلك رقم إيداع قانوني. من حق «زالتان» أو غيره أن يكتب؟ وملاذا سنفكر أصال في حرمان إنسان من حقه في أن يفرغ أحشاءه أمام قراء مفترضني؟ املقرف هو عندما يتحول ذلك إلى مساومة اجتماعية، يستعملها هؤالء لبيع الذات وتلفيفها ،واألخطر من ذلك ،أن يجحظ «زالتان» بعينيه في وجهك ويصرخ »:أنا األدب» ،فهو ال يخجل من نفسه وال من احمليط األدبي ،وال يفهم بأن الكتابة تكسير ليقينيات الذات ومساءلة دائمة لها واختبار لوجودها وفكرها ،وعندما نقرأ حوار اليوم مع شاعر كبير نستضيفه لهذا العدد ،وهو الشاعر محمد السرغيني، يدهشنا تواضع الرجل ،وتواريه ،وتع ّففه من فرض اسمه بالقوة ،كما تفعل جحافل اخلرابيط .ونتفاجأ لشاعر من هذا احلجم أن يصرح بخصوص جتربته الشعرية« :هي ليست واسعة االنتشار ،ألنني لم أكترث لنشر أعمالي وال التعريف بها ،ولو فعلت ذلك فرمبا الهتم الشباب بتجربتي» ،في حني تتلطخ الصحف واملجالت باخلرابيط التي ّ التبجح واالدعاء. تنظر ،صباح مساء ،لتجربتها الفريدة في ّ «حقلنا» الثقافي ينبت فيه الفجل والباذجنان والقرع ،واخلرابيط يحيطونه بالرعاية، يشبهون متاما «زالت���ان» وه��و يعلن عن أن��اه ،طارئون على األدب ،لكنهم حاضرون ومستعدون للقتل والتصفية ألجل ذلك ،وسلوكهم الثقافي حتول إلى منوذج للتعامل والترويج للذات ،حتى أن كثيرا من الكتاب احملترمني انس ّلوا من اجلوقة حفظا ملاء الوجه ،أو توقفوا عن الكتابة كمدا ،فأصبح احلديث عن مآل الثقافة املغربية وانحطاطها يغفل دور ميليشيات اخلرابيط في تعميق حفرة الدفن أكثر ،وال أحد يجرؤ على اجلهر مبا يجري. الكاتب اخلربوط ليس لديه مشروع ثقافي ،متهافت ومستعجل أن يرى كوارثه املكتوبة تلطخ الورق والشاشات ،ال يكفيه إرسالها عبر البريد بل يستعمل الهاتف وكل وسائل التحرش الثقافي بالنقاد والصحفيني ،ويطلب منهم بوقاحة أن يكتبوا عن إجنازاته العبقرية ،وقد تعثر عليه منظما ملؤمتر قصيدة النثر رغم أنه يكتب شعرا أفقيا ،تكفيه بطاقة العضوية في جمعية ثقافية وإصدار كتاب قام بتحنيطه بالبيت ،لكنه قد يجلس معك ملناقشة مصير الثقافة باملغرب ،فتكتشف أن أفكاره في غاية السطحية وأفقه محدود جدا ،وذلك يؤكد لك أنه ال يقرأ أبدا. املضحك أن نتحدث اليوم عن دور املثقف في احلراك العربي ،ونفتش في رأسه عن موقف، عن موقف للسيارات رمبا ،ألن خرابيط الثقافة بال قيم أو مبادئ ويقيسون ما يقترفونه مبا يحققونه كمصلحة خاصة ،قد تكون أتفه مما نتخيل .أمثلة اخلربطة الثقافية ال تع ّد وال حتصى ،وكلما أغمضنا عيوننا عنها ،ساهمنا في إخفاء معالم اجلرمية.
محمد السرغيني: ال أعيش شيخوخة بل طفولة سعيدة
محمد السرغيني كما يراه الشعراء:
رشيد املومني وعبد السالم املوساوي وعبد اللطيف الوراري
أقنعة املقاهي األربع
بطاقة بيضاء
محمد السرغيني
أربع مقاهي في مقهى «.»Lib ال أحت ّفظ أبد ًا في الشهادة عليهـنّ . تردّدت أسماؤهنّ في دفاتر التحمالت ّ وسج ّ الت التمليك وصكوك احملافظة الرسم ّية. ال أحت ّفظ ك ّلما واتتني فرصة سوابقهنّ . الكشف عن ِ (لسوابقهنّ شجرة أنساب وارفة) فيهن تنعقد الصفقات وتق ّرر التصف ّيات اجلسد ّية. ّ فيهنّ ُي ْعلِنُ مؤش ُر « »la Rouletteعن ربح رابح وخسارة خاسر. ّ عشهنّ الزجاجي صقيل ش ّفاف. ّ كراسيهن الوثيرة تأخذ وال تعطي. أربع آالت حاسبات/ص ّرافات. هسيس املاء وسمكات الزينة في القوارير. اس أمن أشدّاء يعيدون الصحو ح ّر ُ إلى رشده في ليل سكرته ال تكتفي بالكأس األولى. نادلون قهرمان ّيون رشيقون يسهرون على النظام وكظالل يرفلون في األبيض واألسود. أطلب من مقهى « »Libأن مت ّيز في روادها وزبائنها بني الذي يعزف ّ على األوتار اخلمسة جميعها إلثارة اللغط ،وبني الذي ِب َو َت ٍر الشجي اخل ّ الق في واحد يبذر ّ األنغام. أطلب من مقهى « »erolFأ ّال تتس ّبب عنصري بني «سارتر ّيني» في ميز ّ رواد معاصرين بالتب ّني وبني ّ وزبائنَ ومريدين باألصالة يتس ّللون خفي ًة دون أداء ثمن ما شربوه. أطلب من مقهى «les Deux »Magotsأ ّال تخ ّفض أسعار
مشروباتها بقصد استدراج أكبر الفكري عدد من محدودي الدخل ّ إلى غبطة احللم بعد فوات منتصف الليل. أطلب من مقهى « »Balimaأ ّال روادها وزبناءها من تختار ّ بني الذين ُس ّرحوا من اخلدمة العسكر ّية واحتفظوا بصدإ أوسمتهم على صدورهم فوق قمصانهم وحتت جالبيبهم. هي علوم التعاليم بصيغتها هي ّ ّ اليونان ّية في املقاهي األربع ال تزال. هو نفس اجلدل حول اجلوهر هو ّ ّ والذات في املقاهي األربع ال يزال. ال ضرورة للحصول على ترخيص الرواد في مقصورة جللوس ّ الزبائن، إ ّال إذا ّ مت إجالء بطليموس عن الفلك قسر ًا إلسكانه في ّ قبو»املشائ ّية احملدثة». « »Libمط ّلة على مفترق الطرق. « »Floreمط ّلة على منعرج أخدودي. ّ « »Les Deux Magotمج ّرد مغارة. كماشة. « »Balimaبني مخلبي ّ ْ فراغ عامر ّ يوطد العالقة بني املفت َرق واملنعرج واملغارة والكماشة .فراغ ي ّتقي باملظ ّلة ّ ح ّر الشمس ومطر الشتاء وزئير اخلريف( .عطلة الفراغ ربيع ّية) ينزل املاء من السماء محمو ًال في هودج .تنزل الشمس من املدار مسبوكة اخليوط .ينزل القمر من ّ متأخر ًا عن ميعادهّ . كل هذه املدار الفوضى وكراسي املقاهي األربع تنام بعني واحدة وبالعني الصاحية تتس ّقط األخبار. في « »biLجواسيس محتمون
بقانون املهنة. في « »Floreعقول تنصب الفخاخ للعواطف. في «»Les Deux Magots سراويل»اجلينز». هو ّيات في «ّ »Balima «دونكيشوت ّية» خف ّية. أعتذر للمقاهي األربع على عدم كشف مصادر أخباري. عيني التقطت أخباري من دمع ْ قتيل في الريعان. من ج ّثة غائبة ورمس في ج ّبانة متخ ّيلة. ّ وتأخر عنها من حياة سبقها موتها ميالدها أما تفسير احلادثة فتهميش ّ ومداولة سر ّية. قشر ولباب مرتبطان بس ّياسة بيزنط ّية باحثة عن حقيقة جنس املالئكة. ليكن في علمكنّ أ ّيتها املقاهي املتوأمات األربع! أ ّننا عثرنا على قبر هذا الرجل في قلوبنا. هو في دموعنا احلا ّرة على وعثر ّ هو ّية كان دائم البحث عنها. أ ّيها األقربون/األبعدون ال حاجة «كسارة بندق شيكسبير ّية» بكم إلى ّ ّ لفك غموض ووضوح ما حتت اللب! القشر وما فوق ّ أتوجه مبا قلته وأقوله إلى: ّ الشرطي املز ّيف. ّ إلى املغامر املولع باصط ّياد الفراشات إلى بصمات يتك ّتم الق ّفازان على سفالتهـا. إلى مستودع األسرار قبل وبعد رفع احلِ جر عنها. إلى الدم يسيل في عروق قتيـل
املهدي بنبركة
مصاب بفقر الدم. الفج إلى ص ّناع األحداث يبيعون ّ بسعر اليانع. إلى املتن ّبئني يطلقون اإلشاعات وينسبونها إلى لسان احلال. والرواد هناك «الباطرون» والنادل ّ ّ واحلل والزبائن واحلاالت العص ّية األمثل والكشف الدقيق والتحليل املخبري واالستنتاجات الذك ّية ّ واالفتراضات املتوازنة وزبدة الكالم ،وهناك التيه قبل وبعد شلل الفكر .رجل مهيب شهم أتى في الوقت احملدّد إلى مقهى «ليب» بنا ًء على موعد سابق ربطه بأطراف وردي. جماعي حللم يهمهم حتقيق ّ ّ ٌّ لم يرجع هذا الرجل املهيب الشهم إلى سريره بعد انتهاء االجتماع. ابتلعته السبل املختلفة كما ابتلعت باقي األطراف( .من سمات االختفاء َّ القسري أنّ بصماته مبهمة الداللة). ّ وشاية رسم ّية بصيغة محايدة
تساوى فيها النفي القاطع باإلثبات احملض. ج ّثة ربمّ ا ذابت في حامض «النيتريك» وقبر ربمّ ا اختفى في ج ّبانة ما. املتض ّرورن واجمون أمام حربائ ّية األحداث. يتنصلون من الفعل بلغة الفاعلون ّ االحتمال. ّ املؤشر على وال من يضع منهم السـري. خانة الرقم ّ هرم متخ ّيل ش ّيد فوق اجل ّثة التائهة في يوم جمعة األسبوعي. الترحم وهو يوم ّ ّ ّ في فصل ربيع وهو عيد املوت. في خلوة فردوس ّية حاملة وفيها الراحة األبد ّية. ّ ّ التذكر مسموح لها كل أنواع بتأجيل النسيان. ّ جاف متق ّلص باهت إ ّال ذاكرة ُج ْر ٍح اللون. (مما يؤخذ على هذه املقاهي األربع ّ مع « ،»biLإذ أ ّنها لم أ ّنها متضامنة ّ تشر ولو باألصابع حتت املعطف إلى موضع رأس الدفني ورجليه ولم تفصل زمن امل ّيت عن وقت املوت) َ كشف عن زيف «لعبة االستغماية» التي ب ّررتْ حروب التهدئة. أرشد شعوب العالم الثالث إلى اختيار إيديولوج ّية «احل ّياد اإليجابي». مهّ د «طريق الوحدة» إلى عبور الثوار وقد كانت مم ّر ًا ملد ّرعات ّ الغزاة. هزم أطماع دولتني استعمار ّيتني موضوعي :ذوبان اجلليد مبعادل ّ الوراثي. ّ ن ّقح دم «اخلاليا السالل ّية» من كر ّيات طفيل ّيات بني األحمر واألزرق لو ُنها.
والثاني األول للتخطيط الوقت ّ ّ للتطبيق والثالث لإلجناز. األول صفحة والثاني كتابة الوقت ّ والثالث ممارسة. ال مجال في األوقات الثالثة إلى سفسطائي. مديح ّ شراسة عاقلة داخل دائرتي اجلدل واحلوار وخارج أسئلة وأجوبة ال تس ّربان د ّقات القلب إلى باقي أعضاء اجلسد. (جسده الغائب ال يزال إلى اآلن يرعب قاتليه) ترحمت عليه ك ّلما ّ ته ّللت مسا ّم قلبي. أوتاره. ن ّياطه. موته جرس إنذار. ل ّلذي يقايض باسمه. ل ّلذي يتاجـر بسيرته ّ لكل من سدّد إليه طعن ًة وهو ّ موكل بحراسته. من اخللف ّ أتخ ّيل أنّ الوقت الثالث أصلح األوقات لال ّتكاء على كراسي املقاهي األربع. أتخ ّيل أن الوقت الثالث ال يتج ّزأ وال يطول وال يقصر وال يرتعش وال يسكن. أتخ ّيل أنّ الوقت الثالث منه استوحت املراثي الشعر ّية دموعها «امليلودرام ّية». ليس ألحد أن يقارن لغة تطير بلغة تقفز .الليل املقيم على حوافي املستنقعات مي ّيز مثلي لغة البوم عن لغة الضفادع .أنا وحدي من يهتدي إليك حيث أنت .حاجباك الك ّثان املقرونان هما في املوت
َك َحال ِِه َما في احلياة مص ّران على االحتفاظ بغضبك الناصع. أبحث عن الصوت الهادر وسواد الليل وضوء القناديل الواني وبصمات الريح على زجاج النوافذ والنرجسات القليالت املو ّزعات على أطراف احلديقة واملاء القدمي الطافي على حدود الساق ّية الكامنة الطري واألعياد التي وراء العشب ّ تقف احترام ًا ملوسم مضى وآلخر ومما يثلج صدري حتم ًا سيأتيّ . أنّ قبرك في هذا ك ّله قد عثر على الصمت املناسب ملدى راحتك األبد ّية في مأوى دون ح ّيز وباب ونوافذ ومشاجب. ّ فقط حرف واحد من كتاب مفـرد فيه خامتة نادرة من سطر واحد ومرآة بوجه دون ظهر أراك فيها ك ّلما ّمل ُ عت ما على صفحتها الزجاج ّية من الغبـار الكثيف املتراكم عليها طيلة سنوات التعتيم املديدة. وإذ أنتهي من التلميع أقول عن صورتك فيها بلسان Eugène Guillevic: Elle n’en voudra pas davantage Que recommencer le .monde .Hors de l’histoire Elle aura le corps .Qui totalisera les corps (cf. Guillevic. Du domaine Euclidiennes. Nfs. )Gallimard. p, 50