العدد العاشر

Page 1

‫اعات أدبية‬

‫إبد‬

‫حديث القلب‬ ‫حزن مبتور‬ ‫حبيب مشتاق‬ ‫في حربي معك‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫م‪.‬محمد أحمد‬ ‫عبدالعال‬

‫‪SAP‬‬

‫م‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬

‫ح‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬

‫مجتمعنا‬ ‫المسكوت عنه‬ ‫مابين اإليمان و اإللحاد‬ ‫زول درويش‬ ‫مشاعر جميلة بداخلنا‪..‬‬ ‫رسائل من أحالم يائس‬ ‫شخصيات عظيمة‬

‫آخر القول‬ ‫الود شيــــــطان‬ ‫المحقق فريد‬ ‫سقوط القمر‬ ‫الحلقة األخيرة‬

‫غاندي‬

‫إشراق الرياضة‬

‫كالسيكو السودان‬ ‫هالل ‪ VS‬مريخ‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫م‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫اق‬ ‫مجتمعنا‬ ‫المسكوت عنه‬ ‫مابين اإليمان و اإللحاد‬ ‫زول درويش‬ ‫مشاعر جميلة بداخلنا‪..‬‬ ‫رسائل من أحالم يائس‬ ‫شخصيات عظيمة‬

‫غاندي‬

‫ح‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫اق‬ ‫آخر القول‬ ‫الود شيــــــطان‬ ‫المحقــق فريــد ســقوط‬ ‫القمــر‬ ‫الحلقة األخيرة‬

‫إشراق الرياضة‬

‫كالسيكو السودان‬ ‫هالل ‪ VS‬مريخ‬ ‫إشراق ‪2‬‬

‫تقرأون يف‬ ‫هذا العدد‬ ‫اعات أدبية‬

‫إبد‬

‫حديث القلب‬ ‫حزن مبتور‬

‫شعار إشراق‬

‫أ‬

‫حبيب مشتاق‬ ‫في حربي معك‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫م‪.‬محمد‬ ‫أحمد عبدالعال‬

‫‪SAP‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫إشراق العدد العاشر‬

‫كلمة العدد‬

‫رئيس التحرير‬ ‫حممد فخرالدين‬ ‫كانــت أمســية الثالــث و العشــرين مــن أبريــل ليلــة ال تنســى لنــا فريــق عمــل مجلــة إشــراق ‪ .‬فقــد كان اللقــاء‬ ‫األول بيننــا و بيــن كل مــن كان محبــً و داعمــً لنــا ‪ .‬و الظهــور الفعلــي لمجلتنــا علــى أرض الوطــن ‪ ،‬و قــد زيــن‬ ‫الحفــل حضــور عــدد مــن القامــات اإلعالميــة و الصحفيــة ‪ .‬كانــت كلمــات الشــاعرة «إيمــان متــوكل» جــواز ســفر‬ ‫لعالــم رســمته حروفهــا و حكــت تفاصيلــه ‪ .‬تجولــت بنــا علــى أرصفتــه و لــم نعــد منــه إال علــى أصــوت تصفيــق‬ ‫كل مــن أحــب تلــك المعالــم‪ .‬و كان الشــاعر الجميــل «الهــادي النجومــي» هــو اآلخــر يحمــل مفاتيــح دنيــا الالوعي‬ ‫‪ .‬فقــد أحــب الــكل قصائــده التــي تزينــت بثــوب البســاطة فــي مفرداتهــا‪ .‬وقــد أحيــا الحفــل و أطــرب مســامع‬ ‫الحضــور و تنقــل بصوتــه الرنــان فــي ســالم األنغــام و الطــرب األصيــل الفنــان الشــاب «أحمــد الريــح» ‪ .‬و أيضــً‬ ‫شــريف الفحيــل صاحــب الصــوت الفريــد و ذو اإلســم الالمــع و الــذي يذكــر عندمــا يتحدثــون عــن الفنانيــن ذوي‬ ‫القاعــدة الجماهريــة العريضــة و التــي شــكلها فــي ســن مبكــر بســبب حضــورة و أدائــة الملفــت‪.‬‬ ‫و اختتــم الحفــل فنــان علــى خطــى قامــة و صاحــب صــوت كانســياب النــاي و هــو الفنــان «حســين حمــد» الــذي‬ ‫كل‬ ‫اختــار رائعــة الشــاعر «ســعد الديــن إبراهيــم» و تغنــى بقصيــدة « العزيــزة» فــي ختــام كلماتــي أود شــكر ٍ‬ ‫مــن «راديــو الرابعــة « و علــى رأســهم اإلعالميــة «لينــا زيــن العابديــن» و الرائعيــن «أحمــد البشــرى» «يونــس» الذيــن‬ ‫كانــوا موجهــً و داعمــً لنــا و أيضــً خيــر مثــال فــي تقديمهــم اإلحترافــي ألمســية إشــراق الشــعرية ‪،‬‬ ‫و مركز الفيصل الثقافي الذي كان الراعي األول لألمسية الشعرية ‪،‬‬ ‫و «ألترا ميديا « بحضور المخرج الرائع «علي عاطف و «مازن فخرالدين»‬ ‫و جريدة «المجهر» التي مثلها الصحفي المرموق «محمد قندول» ‪.‬‬ ‫و جريدة «أول النهار» و التي حضر منها المحامي و الكاتب القامة «أسعد العباسي»‪،‬‬ ‫و قناة «الشروق» الفضائية و اإلعالمي الشاب «علي القاسم» و اإلعالمية «د‪.‬إسالم مرغني»‬ ‫و أيضًا قناة «أنغام» الفضائية‪،‬‬ ‫كمــا أريــد أن أشــكر كل أعضــاء المكتــب التنفيــذي لمجلــة إشــراق فــي الســودان و الذيــن كانــوا خيــر ممثــل لــكل‬ ‫أفــراد المجلــة المتواجديــن فــي مختلــف بقــاع العالــم‬ ‫نتمنى أن ينال هذ العدد إعجابكم ‪..‬‬ ‫و إلى لقاء يجمعنا في العدد القادم ‪..‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 3‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫مجتمعنا‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عبــداهلل أحمد عبداهلل‬ ‫بعيــدًا عــن النظريــات ((الســوبرمانية)) فإننــا نســعى إليجــاد أكثــر الســبل نجاعــة لحــل‬ ‫مشــكلة المجتمــع الســوداني التــي تعرضنــا لهــا ســابقًا‪ ،‬ولكــي نكــون عملييــن يتوجــب‬ ‫أن تبــدأ ثمــرة التغييــر‪-‬ال أقــول مــن داخــل كل مواطــن ســوداني‪ ،‬فهــذا غيــر منطقــي‬ ‫وبعيــد المنــال‪ -‬بــل مــن داخــل ثلــة محــدودة مــن األفــراد واللذيــن يطلــق عليهــم‬ ‫مصطلــح (الكتلــة الحرجــة)‪ ،‬وعددهــم يقــارب ‪ %2‬مــن عمــوم المجتمــع‪ ،‬فــإذا كان عــدد‬ ‫ســكان الســودان حوالــي ‪ 30‬مليــون نســمة‪ ،‬فإننــا نحتــاج إلــى ‪ 600‬ألــف مواطــن ومواطنــة‬ ‫يحملــون لــواء نهضــة هــذا المجتمــع‪ .‬ولكــن كيــف؟‬ ‫إن هــؤالء ال ‪ 600,000‬مواطــن ومواطنــة تبنــوا قضيــة‬

‫واحــد منهــم أن يدعــم مشــروعًا او يؤســس مشــروعًا‬

‫نهضــة الوطــن كل فــي موقعــه فالمــدرس والطالــب‬

‫يكــون ذلــك هــو مســاهمته األساســية فــي نهضــة‬

‫والرئيــس والمــرؤوس والمهنــي والتقنــي والمهنــدس‬

‫وطنــه ومجتمعــه‪ ،‬إذا حــدث ذلــك كــم نتوقــع أن يكــون‬

‫والتاجــر والموظــف جميعهــم إمــا أن‬

‫مــردود تلكــم المشــروعات خــال عقديــن مــن الزمــن‪.‬‬

‫يكونــوا أبــاء أو أبنــاء‪ ،‬أصدقــاء‬

‫مــع العلــم أن مســار النهضــة هــو إمــا أن يكــون مســار‬

‫أو إخوانــً‪ ،‬أه ـ ً‬ ‫ا أو‬

‫تراكــم حيــث يضــع كل مواطــن بذرتــه أو أن يكــون‬

‫والطبيب‬

‫جيرانًا‪،‬‬

‫مســار احتشــاد حيــث تتالقــى مجهــودات الحكومــة‬

‫رجا ً‬ ‫ال‬

‫مــع مجهــودات الشــعب مولــدة نهضــة أســرع وبجهــد‬

‫ونساء‬ ‫ً‬ ‫قرر‬

‫أقــل‪.‬‬ ‫«ابحــث عــن صوتــك وألهــم اآلخريــن كــي يعثــروا علــى‬

‫كل‬

‫أصواتهــم» اســتيفن كوفــي‪ ،‬لــذا حضــرت لــك ‪-‬عزيــزي‬ ‫القــارئ‪ -‬مجموعــة مــن المشــروعات التــي راقــت لــي‬ ‫شــخصيًا وقــد ال تــروق لــك‪ ،‬مــن هــذه المشــروعات‪:‬‬ ‫• ‬

‫أن تؤســس مجموعــة طوعيــة تســد نقصــً‬

‫حقيقيــً (تمــس قضايــا فكريــة أو حقوقيــة أو توعويــة أو‬ ‫تنمويــة‪ )...‬علــى أن تهتم ببنــاء األجيال القادمــة باإلضافة‬

‫إشراق ‪4‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫للعمــل كعربــة إســعاف‪ ،‬أي مجموعــه تهتــم بالواقــع وتبنــي‬

‫الســودان بعيــدًا عــن المصلحــة الشــخصية‬

‫للمســتقبل‪ .‬ويــا حبــذا لــو توفــرت جهــة مركزيــة توجــه‬

‫والحزبيــة المحضــة فالوطــن هــو األســاس‪.‬‬

‫الجمعيــات التطوعيــة للتخصــص فــي مجــال معيــن مــع‬

‫وإال فــا نحتــاج لحــزب سياســي جديــد فقــد‬

‫توزيعهــم بصــورة معينــة تمنــع التضــارب والتكــرار‪.‬‬

‫أصبحــت قائمــة أحزابنــا السياســية ممتلئــه لحد‬

‫أن تتبنــى مشــروعًا ربحيــً يــدر عليــك مــا ً‬ ‫ال وللمجتمــع‬

‫الذهــول (‪90‬حزبــ ُا) مقارنــة بالواليــات المتحــدة‬

‫منفعــة اجتماعيــة (مستشــفى مميــز أو مدرســة مميــزة‬

‫صاحبــة الحزبيــن أو كوريــا الجنوبيــة صاحبــه‬

‫أو مركــز أبحــاث‪ )...‬أقلهــا توظيــف مجموعــة مــن الشــباب‬

‫الخمــس أحــزاب ويتطلــع سادســهم للخــروج مــن قشــرته! ‪.‬‬

‫العاطــل وتصــل إلــى دعــم اقتصــاد البــاد ولــو بزيــادة حجــم‬

‫• ‬

‫تبنــي أخالقيــات تمليــك المعرفــة المهمــة لمــن‬

‫الصــادرات‪.‬‬

‫هــم بحاجــه لهــا‪ ،‬بصــورة واضحــة تغــذي الجيــل الجديــد‬

‫• ‬

‫• ‬

‫أن تتبنــى عمــ ً‬ ‫ا تعليميــً ينشــئ مجموعــة أشــخاص‬

‫وتدعــم تراكــم المجتمــع ليصــل‬

‫أكثــر وعيــً وبيــن أيديهــم أدوات فكريــة وماديــة تعينهــم‬

‫للحظــة الــذروة‪ ،‬وذلــك إمــا‬

‫علــى مطبــات الحيــاة المتعــددة‪.‬‬

‫بتأليــف كتــاب أو قنــاة‬

‫• ‬

‫أن تتحصــل علــى أعلــى الشــهادات األكاديميــة‬

‫فــي اليوتيــوب عــن‬

‫والدخــول فــي منافســات عالميــة تجلــب للبــاد مزيــد مــن‬

‫طريــق‬

‫الفــرص وتحســن ســمعته وتزيــد مســتوى ثقــة المواطــن‬

‫قصيــرة‪ ،‬أو حتــى‬

‫الســوداني بنفســه‪ ،‬فمــا أحوجنــا لمثــل هــذه القــدوات‪.‬‬

‫صفحــة علــى‬

‫• ‬

‫أن يؤســس الفــرد حــزب سياســي يحمــل مواصفــات‬

‫أفــام‬

‫(الفيسبوك)‪.‬‬

‫الحــزب السياســي الحديــث‪ ،‬يحمــل رؤيــة لحــل مشــاكل‬

‫مــع أهميــة‬

‫أن يكــون المحتــوى دســم وموضوعــي ألبعــد درجــة‪ ،‬فقــد‬

‫أي كائــن حــي‬

‫تلقينــا كميــة مــن الخواطــر والقصــص الكوميديــة ‪-‬التــي ال‬

‫ليتنفــس الحيــاة‬

‫تقــدم وال تؤخــر‪ -‬مــا يكفــي لســد وهــج الشــمس! ‪.‬‬ ‫• ‬

‫أنــت وعائلتــك‪ ،‬قــد تكــون هــي أعظــم رســالة للمــرء‬

‫ويعيشــها‬

‫علــى‬

‫حقيقتهــا فكمــا قيــل‬

‫فــي حياتــه‪ ،‬فقبــل أن تتــزوج تعلــم تمامــً كيفيــة طــرق‬

‫فــي كتــاب أفــراح الــروح‪« :‬أن‬

‫التربيــة الحديثــة‪ .‬وإذا قــدر لــك الــزواج فلتراقــب اهلل فــي أهلك‬

‫اإلنســان إذا عــاش لنفســه عــاش‬

‫وولــدك فــا تقتــل فيهــم اإلبــداع وحريــة التفكيــر ولتغــرس‬

‫حيــاة قصيــرة محــدودة ضيقــة تبــدأ عنــد‬

‫فيهــم حــب الحيــاة والعطــاء فإنهــا قــد تكــون مــن أعظــم‬

‫والدتــه وتنتهــي بوفاتــه‪ ،‬ولكنــه إذا عــاش لغيــره عــاش حيــاة‬

‫القيــم اإلنســانية التــي يجــب غرســها فــي النــشء‪ .‬فمــا أســوأ‬

‫طويلــة عميقــة تمتــد مــن بدايــة اإلنســانية وتســتمر حتــى‬

‫أن يكــون اإلنســان مفــرغ مــن روح الحيــاة‪.‬‬

‫تنتهــي الحيــاة مــن علــى األرض»‪.‬‬

‫الفــرد الواحــد مــن أفــراد الكتلــة الحرجــة يكــون بمثابــة القائد‬

‫فلنضــع ألنفســنا خطــط عطــاء أيــً كان وضعنــا االجتماعــي‪،‬‬

‫لمجموعــة مــن األفــراد المتصليــن بــه‪ ،‬فــرب إنســان واحــد‬

‫فــإن العطــاء قيمــة اجتماعيــة متجــددة تبــدأ مــن الشــخص‬

‫تصنــع فيــه خيــرًا يعــود عليــك بالســعادة والطمأنينــة مــا‬

‫المعطــى لتســتمر مــن اآلخــذ‪ ،‬الــذي بــدوره يتحــول إلــى‬

‫ال تجــده فــي أي مــن اللــذات األخــرى‪ ،‬فكمــا يقــول المنشــد‬

‫معطــى فــي ظــروف أخــرى لشــخص مختلــف‪ ،‬وهكــذا‬

‫حمــود الخضــر‪« :‬مــن ســقى الغيــر يــذق طعــم الــرواء» فعمــل‬

‫دواليــك‪ ،‬تســتمر الحيــاة باســتمرار العطــاء والمحصلــة األخيــرة‬

‫الخيــر أو المســؤولية االجتماعيــة أو العمــل الطوعــي كلهــا‬

‫نهضــة اإلنســانية جمعــاء‪.‬‬

‫مســميات لمفهــوم واحــد وهــو العطــاء الــذي يحتاجــه‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 5‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫مقاالت إشراق‬

‫هر‬ ‫ت أنعنض‬ ‫سوكدوانا‬ ‫المس‬ ‫التحرش‬

‫بقلم الكاتب‬

‫إسالم عمر أحمد‬ ‫ ‬

‫(كثيــرًا مــا نســمع عــن فتيــات يتحدثــن عــن تحربتهــن مــع التحــرش مــن مــدرس‬

‫مثـ ً‬ ‫ـات حرجــة وأثنــاء انفــراده بهــن‪ ،‬طريقــة غيــر‬ ‫ا أثنــاء امتحــان‪ ،‬موظــف أو غيــره فــي أوقـ ٍ‬ ‫الئقــة ال تشــبه درجاتهــم العلميــة وال مســتواهم األكاديمــي أو وضعهــم االجتماعــي‪.‬‬ ‫فتجــد الفتــاة نفســها أمــام أحــد الخياريــن أحالهمــا أمــر مــن اآلخــر‪ ،‬إمــا تحقيــق رغبتــه‬ ‫وإشــباعها أو أن يلحــق بهــا الضــرر بطريقــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة‪ .‬فمــا ذنــب هــؤالء‬ ‫الفتيــات؟ ومــا هــو دور المجتمــع؟ وهــل هنــاك قانــون يعاقــب المتحــرش؟‬

‫ ‬

‫فــي الواقــع ال أحــب أن أعتــرف بالتحــرش كظاهــرة‬

‫بــه وال نــراه‪ ،‬نقــرأ عنــه فــي صحــف الحــوادث حيــث أنــه لــم‬

‫فــي مجتمعنــا‪ ،‬لــذا اســمحوا لــي بــأن أقــول عــادةٌ دخيلــة‬

‫يكــن لــه أي وجــود مســبق فــي أرض الواقــع فلــم يكــن‬

‫علــى المجتمــع الســوداني‪ .‬انتشــرت مؤخــرًا بكثــرة حتــى‬

‫هنــاك مؤشــرات لمثــل هــذه العــادات الدخيلــة‪ ،‬فمجتمعنا‬

‫أن أصبحــت هاجســً نفســيًا ومعنويــً تمــر بــه كل فتــاة تم‬

‫الســوداني البســيط مجتمــع محافــظ‪ .‬تعترينــي حالــة مــن‬

‫التحــرش بهــا‪ .‬فالتحــرش فعــل غيــر أخالقــي كنــا نســمع‬

‫التســاؤل حيــال هــذا األمــر‪ .‬مــا هو موقف الفتــاة إذا تحرش‬ ‫بهــا مديرهــا فــي العمــل أو أســتاذها فــي أي مرحلــة مــن‬ ‫مراحــل التعليــم أو صاحــب فضــل كبيــر كانــت تظنــه‬ ‫ظهــرًا تســتند عليــه فــي الحصــول علــى وظيفــة أو خدمة‬ ‫مــا‪ .‬الســؤال هنــا هــل تســتجيب وتتماشــى الفتــاة مــع مــا‬ ‫يحــدث لهــا مــن مضايقــات كــي ال تفقــد وظيفتهــا ؟!! أم‬ ‫ترفــض‪ ،‬تمســكًا بعاداتهــا وتقاليدهــا ؟! ومــاذا لوكانــت‬ ‫هــذه الفتــاة هــي العائــل الوحيــد ألســرتها ؟! وهــل إذا‬ ‫اســتجابت باإليجــاب لضمــان نجاحهــا فــي مــادة أو كــي ال‬ ‫تفقــد وظيفتهــا التــي تجنــي منهــا القليــل مــن األمــوال‬

‫إشراق ‪6‬‬

‫وهــي بمثابــة لقمــة عيــش‪ .‬فمــن هــو المــام ؟! ومــن‬ ‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫الجانــي ؟! ومــن الضحيــة؟ الفتــاة نفســها علــى درايــة تامــة‬

‫بعــض الفتيــات اليجــدن مــن يقــف إلــى جانبهــن‬

‫إذا اســتجابت وتماشــت لمــرة واحــدة فقــط‪ ،‬قطعــً ســتتكرر‬

‫دفاعــً عنهــن حــال حــدوث تحــرش لفظــي أو‬

‫الشــناعة مــرارًا وتكــرارًا إذا هــي اآلن بيــن خيارين‪ ،‬إما أن تشــبع‬

‫جســدي بــل يكتفــي البعــض بالمشــاهدة‬

‫رغباتــه وإمــا أن تخســر مــا تخســره‪ .‬بالحديــث عــن الحلــول‬

‫صمتــً‪ .‬األدهــى فــي األمــر أن هــذه الســلوكيات‬

‫وللحــد مــن تلــك الظاهــرة‪ ،‬الفتــاة هــي التــي تســتطيع الحــد‬

‫ــو ُل‬ ‫(التحــرش) أحيانــا تكــون مــن أشــخاص ُي َع ِّ‬

‫مــن مثــل هــذه العــادات والتخلــص منهــا تمامــً‪ ،‬فـــ مهمــا‬

‫عليهــم المجتمــع‬ ‫بعــض‬

‫كانــت الضوائــق المعيشــية والماديــة وصعوبــة الحصــول‬

‫مثــل‬

‫علــى وظيفــة وغيــره مــن العوائــق‪ ،‬فـــ علــى الفتــاة أن تضــع‬

‫أساتذة ‬

‫كرامتهــا فــوق كل شــيء وتأبــى نفســها أن يمســها غريــب‬ ‫فيمــس معهــا أيضــً والدتهــا وإخوتهــا الصغــار بطريقــة غيــر‬ ‫مباشــرة جــراء مبلــغ هزيــل مــن المــال…‬ ‫(فالحــرة تمــوت جوعــً وال تــأكل مــن ثديهــا) فهــي‬

‫ ‬

‫دعــوة للفتيــات للتخلــص مــن كتمــان مثــل هــذه األمــور وفتــح‬ ‫البــاب للفضفضــة والبــوح بهــا بأريحيــة مــن قبــل المجتمــع‬ ‫للتخلــص مــن (ظاهــرة التحــرش) دون عــودة‪ .‬أيضــً من بعض‬ ‫األمــور المســتجدة التــي تحــدث فــي الشــارع العــام‪ .‬أحيانــً‬

‫الجامعــات ومــدراء الشــركات أولئــك الذيــن يظنــون أن‬

‫مناصبهــم ومؤهالتهــم العلميــة هــذه بريئــة منهــم بــراءة‬

‫قــوت (بنــات النــاس) بأيديهــم‪ ،‬وهــم أصحــاب الســلطة والجاه‪.‬‬

‫الذئــب مــن دم ابــن يعقــوب‪ .‬فــي إحــدى الجامعــات (األحفــاد)‬

‫وإن لــم تخضــع الفتــاة لرغباتهــم ماتــت جوعــً! فقــد تجــرد‬

‫أقيــم كرنفــال‪ ،‬رســالته ناشــدت المجتمــع للتضامــن مــع‬

‫البعــض مــن شــيء مــن اإلنســانية‪ .‬يظهــرون أمامنــا بثيــاب‬

‫حقــوق المــرأة‪ ،‬تشــكلت الفعاليــة فــي أداء رقصــة‬

‫أنيقــة‪ ،‬منظــر جــذاب وكاريزمــا خاصــة‪،‬‬

‫جماعيــة للفتيــات عبــرن بهــا عــن بعــض حقوقهــن‬

‫ ‬

‫الشــيء الــذي يجبــرك علــى احتــرام‬ ‫كيانهم‪.‬‬ ‫لكن‬

‫المهضومــة وللدفــاع عــن أنفســهن مــن عــادات‬ ‫مثــل التحــرش ليكــون صوتهــن عاليــً مســموع‪.‬‬ ‫فتضامنــوا معهــن لدحــر ظاهــرة التحــرش‬ ‫فدعونــا ننضــم ألصواتهــم حتــى تتالشــى هــذه‬ ‫العــادة الموضــوع لمــس شــيء داخــل وجدانــي‪.‬‬ ‫يتطلــب التكاتــف والتوحــد لكــي نســمو بهــن‬ ‫لمجتمــع راقــي مثالــي خــال مــن العنــف‪ ،‬فالمــرأة‬ ‫هــي نصــف المجتمــع‪ .‬ومــن أتحــدث عنهــن هــم‬ ‫أمهاتنــا وأخواتنــا‪ ،‬التحيــة للمــرأة الســودانية‪.‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 7‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫مان و اإللحاد‬

‫بين اإلي‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫أحمد اكامل‬ ‫هــل نعيــش فــي عالــم يغلــب عليــه المتدينيــن ام غيــر المتدينيــن ام الملحديــن ؟‬

‫ ‬

‫‪ ....‬ســؤال ســألته مؤسســة زا باليــز االعالميــة االمريكيــة فــي لــوس انجلــوس لتقــوم ببحــث‬ ‫ميدانــي واحصائيــة عــن اعــداد المؤمنيــن وغيــر المؤمنيــن فــي كثيــر مــن الــدول ‪ .....‬الدراســة‬ ‫اشــتملت علــي عينــات مــن ‪ 57‬دولــة وفيهــا ‪ 9‬دول مســلمة هــي المملكــة العربية الســعودية‬ ‫والعــراق وفلســطين وافغانســتان وباكســتان وماليزيــا وتركيــا وتونــس ولبنــان ‪ ...‬وتقــوم‬ ‫الدراســة باخــذ عينــة مكونــة مــن الــف شــخص مــن كل البلــدان الخاضعــة للدراســة وتطــرح له‬ ‫ســؤال واحــد هــل تعتبــر نفســك متديــن (بغــض النظــر عــن ماهــو دينــك) ‪ .....‬وتكــون االجابــة‬ ‫امــا ب ‪ /‬أ‪ -‬انــا اعتبــر نفســي متدينــا ‪ ،‬ب‪ -‬انــا ال اعتبــر نفســي متدينــا ‪ ،‬ج‪ -‬انــا ملحــد ‪.....‬‬

‫وبنظــرة ســريعة لقائمــة الــدول االكثــر تدينــا فانــه‬

‫نيجيريــا ب‪ 93%‬ثــم ارمينينــا وفيجــي ب‪ 92%‬وخامســا مقدونيــا‬

‫اليوجــد وجــود للــدول االســامية ال‪ 9‬فــي الخمســة االوائــل ‪.....‬‬

‫ب‪ 90%‬اجابو االجابة االولي ‪ .....‬اول الدول االســامية أتي ســابعا‬

‫حيث تأتي اوال غانا بنسبة ‪ 96%‬من مواطينها اعتبرو نفسهم‬

‫وهــو العــراق بنســبة ‪ 88%‬اجابــو بانهــم يعتبــرون نفســهم‬

‫ ‬

‫مؤمنين‬ ‫تليها‬

‫متدينيــن ثــم باكســتان وافغانســتان فــي المركزيــن الثانــي‬ ‫عشــر والثالــث عشــر علــي الترتيــب بنســب ‪ 84%‬و‪... 83%‬‬ ‫لتحــل بعدهــم ماليزيــا فــي المركــز الســابع عشــر بنســبة‬ ‫‪ .... 81%‬وفــي المركــز ال‪ 23‬اتــت تونــس بنســبة ‪ .... 75%‬وفــي‬ ‫المركــز ال‪ 23‬مشــترك كانــت المفاجــأة بوجــود ارض االســام‬ ‫االولــي المملكــة العربيــة الســعودية بنســبة ‪ 75%‬مــن‬ ‫مواطينهــا ممــن طــرح عليهــم الســؤال اعتبــرو انفســهم‬ ‫متدينييــن ‪ .....‬اتــي بعــد ذلــك فــي المركزيــن ‪ 31‬و‪ 32‬لبنــان‬ ‫وفلســطين بنســب ‪ 65%‬و‪ 64%‬علــي الترتيــب ‪ ....‬وفــي مؤخــرة‬ ‫الــدول االســامية اتــت تركيــا فــي المركــز ال‪ 54‬مــن اصــل ‪57‬‬

‫إشراق ‪8‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫بوجــود ‪ % 23‬فقــط مــن االتــراك مــن يظنــون بانهــم متدينييــن ‪.....‬‬

‫صفــر‪ %‬مــن مواطنيهــم الخاضعيــن لالختبــار ينتهــج‬

‫المركــز االخيــر فــي قائمــة الــدول المتدينــة كان للصيــن بنســبة‬

‫االلحــاد او يتبعــه ‪ ....‬حــل ايضــا فــي المركــز االخيــر‬

‫‪ 14%‬فقــط مــن الصينييــن يعتبــرون انفســهم متدينييــن‬

‫مشــترك غانــا وفيتنــام واذريبجــان لعــدم وجــود اي‬

‫فــي نظــرة للقائمــة االخــري للــدول االكثــر الحــادا كانــت‬

‫ملحــد مــن العينــات المأخــوذة مــن تلــك الــدول البتــة‬

‫الصــدارة للصيــن بوجــود ‪ 47%‬ممــن شــملتهم الدراســة اجابتهــم‬

‫ ‬

‫مــن ناحيــة تقســيم دينيــات ‪ ....‬فاصحــاب‬

‫بانهــم ملحديــن واليؤمنــون بوجــود الــه ‪ ،‬وجائــت فــي المركــز‬

‫الديانــة البوذيــة هــم االعلــي اجابــة بانهــم اشــخاص‬

‫الثانــي اليابــان ب‪ 31%‬وثالثــا جمهوريــة التشــيك ب‪ 30%‬وفرنســا‬

‫متدينــون ب‪ 97%‬منهــم اجــاب بانــه يعتبــر نفســه شــخص متديــن‬

‫رابعــا ب‪ 29%‬وخامســا علــي البعــد اتــت كوريــا الجنوبيــة مــع المانيــا‬

‫تليهــا الهندوســية ب‪ 82%‬ثــم ثالثــا المســيحية بمتوســط ‪81%‬‬

‫ب‪ 15%‬فقــط لــكل منهمــا ‪ ....‬وبالنظــر لترتيــب الــدول االســامية‬

‫ورابعــا االســام ب‪ 74%‬ممــن اعتبــرو انهــم اشــخاص متدينييــن‬

‫فــي قائمــة االلحــاد يأتــي مواطنــو المملكــة العربيــة الســعودية‬

‫وخامســا اليهوديــة ب‪ 38%‬فقــط ‪.....‬‬

‫ ‬

‫مــن ناحيــة اكاديميــة فاالشــخاص الذيــن لــم يصلــو‬

‫فــي اعلــي الــدول االســامية الحــادا فــي المركــز ال‪ 23‬بنســبة‬

‫ ‬

‫‪ 6%‬ممــن تعرضــو للســؤال اجابــو بعــدم اعتقــاد بوجــود الــه مــن‬

‫لمســتوي المدرســة الثانويــة اجــاب ‪ 68%‬بانهــم اشــخاص‬

‫االســاس ‪ .....‬تأتــي بعدهــا فلســطين فــي المركــز ‪ 28‬ب‪ 4%‬مــن‬

‫متدينــون مــع وجــود ‪ 7%‬اجــاب بانــه ملحــد ‪ ،‬امــا االشــخاص الذيــن‬

‫مواطينهــا اجابــو بانهــم ملحديــن ‪ ....‬واحتلــت باكســتان ولبنــان‬

‫اكملــو دراســتهم الثانويــة لكــن لــم يدخلــو مســتوي التعليــم‬

‫وتركيــا المركــز ‪ 37‬مشــترك ب‪ .... 2%‬فيمــا جائــت فــي مؤخــرة‬

‫الجامعــي اجــاب ‪ 61%‬انهــم اشــخاص متدينييــن و‪ 10%‬ملحديــن ‪....‬‬

‫القائمــة كل مــن ماليزيــا والعــراق وتونــس وافغانســتان بوجــود‬

‫امــا االشــخاص الحاصليــن علــي شــهادة جامعيــة فمــا فــوق اجــاب‬

‫‪ 52%‬بانهــم متدينييــن باالضافــة ل‪ 19%‬ملحديــن ‪....‬‬ ‫ومــن ناحيــة الجنــس فالفــارق طفيــف بيــن الجنســين ف‪ 60%‬مــن مجمــل الذكــور فــي الدراســة يعتبرون انفســهم متدينييــن و‪ 12%‬ملحدين‬ ‫بينمــا االنــاث تقــل النســبة ب‪ 57%‬المتدينــات وتزيــد ب ‪ 14%‬الملحدات ‪....‬‬ ‫ ‬

‫( اي نسب في النص غير مذكورة دي كلها اجابو بانهم مؤمنين لكن اليعتبرون انفسهم متدينيين او لم يجب)‪.....‬‬

‫ ‬

‫فــي المجمــل وبجمــع للــكل فــان ‪ 59%‬مــن كل المشــاركين فــي الدراســة اعتبــر نفســه متدينــا ‪ ...‬و‪ 23%‬مــن المشــاركين مؤمــن‬

‫لكنــه غيــر متديــن ‪ ...‬و‪ 13%‬مــن كل المشــاركين هــو اجمالــي الملحديــن ‪ .....‬و‪ 5%‬مــن المشــاركين لــم يحــدد اجابــة معينــة ‪....‬‬ ‫ ‬

‫الدراســة قــد ال تكــون دقيقــة بنســبة ‪ 100%‬النهــا دراســة بمبــدأ اخــذ عينــات مــن كل الشــعوب وبالرغــم مــن كبــر الحجــم العينــة‬

‫(الــف شــخص) واحتماليــة انهــا ال تمثــل غالبيــة الشــعب وارد كقــول بعــض منتقديهــا ‪ ....‬اال انهــا قــد تكــون جــرس انــذار لبعــض الــدول‬ ‫االســامية لتعديــل توجهاتهــا وطرقهــا التعليميــة الدينيــة خصوصــا انــه مــن الغريــب ان تكــون نســبة االلحــاد فــي المملكــة العربيــة‬ ‫الســعودية اعلــي مــن الواليــات المتحــدة االمريكيــة نفســها ‪ ....‬فهــذا ليــس خيــاال لكنــه واقــع اجابــات مواطنــي تلــك الــدول ومســتوي‬ ‫التزامهــم الدينــي الشــخصي حيــث ســألو عنــه ‪....‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 9‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫زول درويش‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد طارق‬ ‫عندمــا تكــون مشــتاقًا للكتابــة ولكــن ال تجــد مــا تكتبــه تحــاول بــكل شــدة أن‬ ‫تخــرج ســطرين مــن عقلــك ولكــن ال تســتطيع‪.‬‬ ‫فتستســلم وتذهــب ألقــرب (ســت شــاي) وتجلــس فــي انتظــار كــوب القهــوة‬ ‫المركــز‪ .‬تجلــس وتتأمــل الطريــق أمامــك‪.‬‬ ‫تتجول بنظرك حول وجوه المارة‪.‬‬ ‫تلك الوجوه الضاحكة‬ ‫وتلك الوجوه العابسة ‪,‬‬ ‫تلــك الوجــوه التــي أكل عليهــا الدهــر‬ ‫والزمــان‪ ,‬وتلــك الوجــوه النضــرة التــي أينعت‬ ‫وفرهــدت قبــل أيــام‪.‬‬

‫ترتشــف مــن ذلــك الكــوب الــذي وضــع أمامــك تتلــذذ طعــم‬

‫فــي إنــاء !!‬

‫القهــوة وتتحســس تفاصيــل مكونــات هــذا الكــوب فــي‬ ‫خيالــك‪.‬‬

‫تضــع ذلــك الكــوب و تعــزل نفســك بعيــدًا عــن الضجــة‬

‫كيــف تحولــت حبــات البــن إلــى مخلــوط ســحري يقــود‬

‫وصخــب الحيــاة ‪..‬‬

‫الجميــع إلــى عالــم آخــر مــن الهــدوء واالســترخاء !!‬

‫يحل الصمت‬

‫كيــف امتزجــت بحبــات الســكر التــي تعطيــك طعــم اللــذة‬

‫تضربك نسمات الهواء‬

‫والجمــال !!‬

‫وتجد نفسك ترتفع من أعلى األرض‪.‬‬

‫كيف ذابوا في مكون أساسي من مكونات الحياة !!‬

‫ترى الوجود بعين طائر‬

‫وكيــف تمكــن المــاء مــن جمــع هذيــن الفصليــن مــن‬

‫تقوم بفك طالسم المدينة‬

‫المشــاعر المجتمعــة فــي شــكلك حبــات وخلطهــم معــً‬

‫تلك األزقة الضيقة‬

‫إشراق ‪10‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫تــرى‬

‫األحبــة‬

‫مجتمعيــن‬ ‫أزواج أزواج‬ ‫ك ً‬ ‫ال يعبر عن حبه وهواه‬ ‫عن عشقه وهناه‬ ‫يضعون النقاط على األحرف‬ ‫يرسمون خطة حياتهم الزوجية‬ ‫ال يكترثون بواقع معاق‬ ‫وال يعلمون بما يخبئه لهم القدر‪..‬‬

‫وتلك‬ ‫الشوارع‬

‫تــرى كلــب يحفــر فــي األرض وهــو يلهــث ويواصــل الحفــر‬

‫ا لمتســخة‬

‫عســى ولعــل أن يســتخرج عظــم يلعقــه ويعتنــي بــه ‪..‬‬

‫والباحات الخلفية‬ ‫ترى حركة السير‬

‫ترى قط يبحث في حاويات القمامة‬

‫تناغم خطوات األشخاص‬ ‫اختالط الشاحنات السيارات والدراجات ‪..‬‬

‫عــن فضــات طعــام ليأخــذه لكــي يطعــم أطفالــه ويجلــس‬

‫حولهــم يراقبهــم وهــم يكبــرون ‪..‬‬

‫تــرى جمــوع غفيــرة تتحــرك نحــو المســاجد بصــدد أداء إحــدى‬

‫تــرى طفــل صغيــر يتنقــل بيــن نوافــذ الســيارات يحمــل فــي‬

‫الصلــوات الخمــس‪ ..‬حينهــا يتوحــد الــكل ويتســاوى الجميــع‬

‫يــده الصغيــرة قطعــة قمــاش مهترئــة ينظــف بهــا الزجــاج‬

‫مــن رئيــس إلــى فقيــر مــن مديــر إلــى موظــف‪ .‬يصطــف الجميع‬

‫قــرش يجمعــه ليوفــر بــه وجبــة طعــام !!‬ ‫مقابــل‬ ‫ٍ‬

‫فــي صفــوف متســاوية‪ .‬وعنــد آخر رشــفة تهبط مجــددًا وتنظر‬ ‫لهاتفــك وتتصفــح المواقــع وتتابــع األخبــار عســى ولعــل أن‬

‫تــرى ســيارة إســعاف منطلقــة تتخطــى مســرعة بقيــة‬

‫تجــد شــيء يلهمــك لكتابــة أحــرف تفــرغ بهــا‬

‫الســيارات تحمــل فــي جوفهــا روح تشــبثت وتعلقــت مــا بيــن‬

‫ذلــك الشــوق فــا تجــد وتضــع الكــوب‬

‫المــوت والحيــاة !!‬

‫فارغــً وترجــع مــن حيــث أتيــت‪. .‬‬

‫تــرى شــرطيًا‬

‫يركــض مســرعًا خلــف لــص قــد خطــف‬ ‫حقيبــة يــد مــن ســيدة عجــوز وهــو‬ ‫يلبــي لهــا النــداء !!‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫محمد طارق | زول درويش‬ ‫‪https://m.facebook.com‬‬ ‫‪Zolderwish‬‬

‫‪ 11‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫مشاعر جميلة بداخلنا‬ ‫محكوم عليها باإلعدام!‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هالة حافظ‬ ‫عندمــا خلقنــا اهلل تعالــى (زعمــوا أن المالئكــة ســالت آدم‪ :‬هــل تحبهــا؟ قــال‪:‬‬ ‫ ‬ ‫نعــم‪ ،‬وســألو حــواء‪ :‬هــل تحبينــه؟ قالــت‪ :‬ال‪ ،‬وفــي قلبهــا أضعــاف مــا فــي قلبــه‬ ‫مــن الحــب‪ .‬وفــي أســاطير العامــة لمــا هبطــا إلــى األرض ظــل ادم يبحــث فــي‬ ‫النهــار وينــام الليــل وظلــت حــواء تبحــث عنــه الليــل والنهــار‪ ،‬وحينمــا التقيــا قــال‬ ‫لهــا‪ :‬انــه كان يبحــث عنهــا طيلــة النهــار‪ ،‬فأجابــت أنهــا لــم تبحــث عنــه قــط ** مــن‬ ‫مقــال الدكتــور ســلمان العــودة هــل تحبهــا**)‬ ‫وعلــى هــذا المبــدأ اســتمرت ســالة ابــن آدم‬

‫البحــث عــن شــريكة حياتــك وعندمــا أصبحــت مســنًا‬

‫بعــدم إظهــار المشــاعر الجميلة لألطــراف األخرى‪ .‬خلق‬

‫كان الحــب هــو حــب أبنائــك وأحفــادك‪ ،‬هــي مراحــل‬

‫ابــن آدم وهــو يحمــل جوهــر مكنــون بداخلــه اســمه‬

‫طبيعيــة يمــر بهــا كل إنســان ولــد علــى وجــه األرض ‪..‬‬

‫القلــب يحمــل كل المعانــي الجميلــة مــن شــتى أنــواع‬

‫ ‬

‫إنمــا نتناولــه فــي محــور النقــاش هــو كيــف‬

‫الحــب كحــب اآللهــة وحــب الــذات حــب األبويــن وحــب‬

‫نعبــر عــن هــذا الحــب وعن هذه المشــاعر‪ ،‬لمــاذا دائمًا‬

‫الحبيــب ‪...‬‬

‫نســعى لكــي نخفــي هــذه المشــاعر‪ ،‬لمــاذا يكــون‬

‫ ‬

‫أجمــل إحســاس قــد يشــعر بــه اإلنســان‬

‫ ‬

‫دائمــً التعبيــر عــن الحــب هــو أصعب شــيء‬

‫عندمــا تتحــرك بداخلــه مشــاعر الحــب مشــاعر‬

‫نســتطيع فعلــه‪ ،‬نســعى‬

‫تشــعره بالســعادة يبتســم وال يعــرف مــا هــو الســبب‬

‫لعــدم إظهــار المشــاعر‬

‫‪ ,‬يضحــك ويســأل نفســه مــا ســبب هــذه الســعادة‬

‫لكــي‬

‫كلهــا تنــدرج تحــت مســمى الحــب ‪ ,‬عندمــا كنــت‬

‫باإلهانــة أو االســتحقار‬

‫صغيــرًا كان الحــب بالنســبة لــك هــو األم واألب‬

‫نقــف‬

‫لنتحــدث‬

‫وعندمــا أصبحــت شــابًا كان الحــب بالنســبة لــك هــو‬

‫والقلــب يحمــل مالييــن‬

‫إشراق ‪12‬‬

‫ال‬

‫نشــعر‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫الكلمــات وال نســتطيع بــان ننطــق بكلمــة واحــدة‪ ،‬قــد‬

‫أجمــل الزهــور الفواحــة‪ .‬أشــياء نفتقدهــا فــي‬

‫تمــر علينــا ســنوات كثيــرة وال نتجــرأ بــأن ننطــق كلمــة أنــا‬

‫حياتنــا وفــي عاداتنــا وفــي مجتمعنــا وكبرنــا‬

‫أحبــك يــا أمــي أو أنــت غاليــة علــى قلبــي يــا ســت الــكل‪،‬‬

‫علــى أنــه عيــب علينــا إظهارهــا حتــى ألقــرب‬

‫أحيانــً يكــون لدينــا أصدقــاء ال تحلــو الدنيــا بدونهــم وال‬

‫النــاس لــك وهــي أمــك! الظلــم هــو أن تظلم‬

‫نبتســم إال بمشــاركتهم ومــع هــذا كلــه ال نظهــر لهــم‬

‫نفســك ومــن حولــك بعــدم اســتمتاعكم‬

‫هــذه المشــاعر الجميلــة التــي تحملهــا قلوبنــا لهــم‪،‬‬

‫بــكل اللحظــات الجميلــة التــي تحلــو بــكل مشــاعر الحــب‪،‬‬

‫نجــد الشــخص المناســب الــذي نتمنــى‬

‫اتصــل بوالديــك وأظهــر لهــم كل الحــب حسســهم‬ ‫بأنهــم أعظــم شــيء امتلكتــه فــي‬

‫أن نكمــل معــه مســيرة الحيــاة وال نــرى‬ ‫شــخص أروع منــه ومــع ذلــك نحتفــظ‬

‫حياتــك‪.‬‬

‫بــكل صغيــرة وكبيــرة اتجــاه هــذه‬

‫ ابحــث عــن صديقــك القديــم الــذي‬

‫المشــاعر الجياشــة خوفــً مــن تقليــل‬

‫وقــف بجانبــك وســاندك فــي كل‬ ‫عثراتــك واشــكره علــى المعــروف‬

‫قيمتنــا اتجــاه الطــرف اآلخــر‪ .‬ولــو نعلــم أن‬

‫وأخبــره أنــك ال تــزال تحمــل لــه أجمــل الذكريــات‬

‫كلمــات بســيطة وأفعــال صغيــرة قــد توصــل‬ ‫كل هــذه المعانــي الجميلــة وتنبــت مــن الشــوك‬

‫بالنســبة لــك‪ ،‬لــو كنــت تمتلــك شــريك الحيــاة فحافــظ‬

‫عليــه مــن كل النواحــي احتويــه بالحــب الكامــل وال تــدع الحــزن يمــس قلبــه يومــً أخبــره بــأن الحــب معــه أجمــل مــن كنــوز‬ ‫الدنيــا كلهــا‪ ،‬وإن كنــت ال تمتلــك شــريك الحيــاة فواصــل مســيرة البحــث عــن نصفــك اآلخــر والبــد مــن أن تلتقــي بــه يومــً‬ ‫فــإن وجدتــه ال تفــوت الفرصــة فــي إهدائــه تذكــرة مقعــد بجانبــك إلكمــال باقــي العمــر معــك‪ ،‬فــإن وجــدت مــن هــو بجانبــه‬ ‫فتأكــد أنــه لــم يكــن نصفــك اآلخــر فأكمــل مســيرتك وســتجد مــن‬ ‫ ‬

‫ال جميـ ً‬ ‫يناســبك ويليــق بإكمــال نصفــك اآلخــر‪ ،‬ابنــي مســتقب ً‬ ‫ا ألبنائــك تجدهــم يعشــقون التــراب الــذي تمشــي‬

‫وجــه لهــم مشــاعر الحــب وازرع فيهــم حبــك بنفســك‬ ‫عليــه‪ ،‬كــن أنــت مصــدر الحــب والحنــان لهــم يكونــوا لــك جنــة األرض ِّ‬ ‫‪ ..‬حــب ذاتــك اعتنــي بهــا أوهــب لهــا كل شــيء جميــل أوهــب لهــا الســعادة اســتمتع بــكل ثوانــي حياتــك تحــرر مــن‬ ‫القيــود ومــن األلــم ومــن الذكريــات الحزينــة أســعد نفســك بأبســط األشــياء‪ .‬عيــش الحــب مــن كل النواحــي وال تســعى‬ ‫إلعــدام هــذه المشــاعر وإظهارهــا بعــد فــوات األوان‪ .‬كأن تبكــي يــوم ســفر زميلــك الــذي ســوف يســافر وقــد ال تجمعــك‬ ‫بــه األيــام مــرة ثانيــة‪ ،‬أو كان تقبــل جبيــن صديقــك وتعتــرف لــه بحبــك بعــد وفاتــه ورحليــه مــن الدنيــا‪ ،‬أو تتمنــى عــودة‬ ‫والديــك وإخبارهــم بحبــك لهــم‪ ،‬أو إخبــار مــن كنــت تظنــه شــريك حياتــك بحبــك بعــد زواجــه‪ .‬حافظــوا علــى كل شــخص‬ ‫حمــل لكــم الحــب وأحبكــم بــكل مشــاعره وســعى دائمــً فــي ســعادتكم وفرحكــم‪ ،‬حافظــوا علــى مشــاعر النــاس وال‬ ‫تجعلوهــا أرخــص مــن تــراب األرض اجعلوهــا مثــل األلمــاس تشــعروا بقيمتهــا وروعتهــا‪ .‬عيــش اللحظــة واســتمتع بالحب‬ ‫قبــل فــوات األوان‪ .‬هــي مشــاعر جميلــة بداخلنــا نحــن مــن حكــم عليهــا باإلعــدام!‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 13‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫ائس‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫الم ي‬ ‫ن أح‬

‫ئل م‬

‫رسا‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫لينا السماني‬ ‫مــا مــن طريــق للفــرار منــي‪ ،‬فعــدد الليالــي التــي ســهرتها معــك‪ ،‬و قــد كنــت‬ ‫ترســم مالمحــي علــى ســقف الغرفــة فــي شــوق إلــي و أنــا داخلــك‪ ،‬و فــي رجفــة‬ ‫فــرح و فخــر اعترتــك قبــل أوانهــا‪ ،‬و أوانهــا كان حيــن أصبــح واقعــا‪ ،‬ذلــك العــدد‬ ‫المهيــب مــن الليالــي و األيــام‪ ،‬يشــكل عمــرا‪ ،‬و عمــر طويــل أيضــا‪ ،‬اآلن تحــاول‬ ‫نســياني!‬ ‫صدقنــي لــن تســتطيع‪ ،‬أنــا أحالمــك‪ ،‬أنــا رغباتــك‪ ،‬أنــا‬

‫أزيلــه‪ ،‬ســأخرج إلــى الحديقــة‪ ،‬و أستنشــق هــواء الســماء‪ ،‬و أشــرب‬

‫وعدتــك إن حققتنــي ســأجعل حياتــك جنــة مــن فــرح‪ ،‬و ســتكون‬

‫راض و قــوي « ثــم أستنشــق‬ ‫مــاءا عذبــا‪ ،‬ثــم أقــول ‪ « :‬الحمــد هلل‪ ،‬أنــا ٍ‬

‫عظمتــك علــى كل لســان‪ ،‬و ســيرتك فــوق كل القمــم‪ ،‬و أنــت‬

‫بعمــق‪ ،‬و أشــرب مــن جديــد‪ ».‬و بالفعــل‪ ،‬فــي كل مــرة تفعــل هــذا‪،‬‬

‫وعدتنــي بعــدم التخلــي عنــي‪ ،‬و هــا أنــت اآلن‪ ،‬تــذرع خطــاك األرض‪،‬‬

‫كنــت تعــود أكثــر قــوة‪ ،‬و أعلــى همــة و حماســا‪.‬‬

‫ ‬

‫و لكــن‪ ،‬إلــى الخلــف‪.‬‬

‫الكــون قــد اشــتاق لــك‪ ،‬اشــتاق لمســاعدتك و الوقــوف‬

‫ ‬

‫عزيــزي‪ ،‬مــاذا جــرى لــك؟ لــم تشــك فــي نفســك؟ إنــك‬

‫بجانبــك‪ ،‬افتقــد شــخصك المكافــح‪ ،‬و مجهــودك الخــارق‪ ،‬فــي‬

‫ـت حقيقــة‪ ،‬و كانــت مســألة وقــت فقــط‬ ‫عندمــا حلمــت بــي‪ ،‬أصبحـ ُ‬

‫عمارتــه و اصالحــه‪ ،‬مــا رأيــك؟ بيــدي كــوب مــن المــاء العــذب‪ ،‬و هــواء‬

‫لتصــل إلــي‪ ،‬أنــا انتظرتــك كثيــرا و لكنــك تأخــرت‪ ،‬كنــت ســأهديك‬

‫الســماء عليــل اليــوم‪ ،‬هــل تــود الخــروج ؟ معــي؟‬

‫إطــارا خشــبيا لتضــع فيــه شــهادة الدكتــوراة‪ ،‬و بدلــة أنيقــة تليــق‬

‫فـــدوى صــوت قــوي مــأ الســماء األولــى‪ ،‬بإيمــان وصــل إلــى الســماء‬

‫باألوســمة التــي ســتنالها‪ ،‬و مســودة مليئــة بــاألوراق المبهجــة‪ ،‬و‬

‫راض و قــوي «‬ ‫الســابعة‪ ،‬قائــا ‪ « :‬الحمــد هلل ‪ ،‬أنــا ٍ‬

‫ ‬

‫قــد كُ تــب علــى رأس صفحاتهــا ( إنجــاز اليــوم )‪ ،‬هــل ســتصبح كل‬

‫ ‬

‫هــذه الهدايــا بــا فائــدة؟‬

‫الفخــر المنتظــر‪ ،‬و خرجــت أحالمــه إلــى الواقــع‪ ،‬ليكتبــا معــا‪ ،‬رســائل‬

‫ ‬

‫كتبــت فــي مذكراتــك أن «الحيــاة‬ ‫هــل تذكــر؟ عندمــا‬ ‫َ‬

‫ثــم بعــد أن عبــر طريــق النجــاح‪ ،‬اعترتــه الفرحــة المرجــوة‪ ،‬و‬

‫ضــج باليائســين‪ ،‬يرشــدونهم بهــا إلــى هــواء‬ ‫مثــل هــذه‪ ،‬لعالــم‬ ‫ّ‬

‫ليســت لطيفــة‪ ،‬و لــن تمنحــك مــا تريــد بســهولة‪ ،‬ألنهــا تبحــث عــن‬

‫الســماء‪ ،‬و حيــث‬

‫المســتحقين فقــط‪ ،‬األكفــاء‪ ،‬الذيــن يجيــدون التصــرف فــي أصعــب‬

‫المــاء العــذب‪.‬‬

‫المواقــف‪ ،‬و ألنهــم لــن يولــدوا مــن بطــون أمهاتهم بهــذه الصفات‪،‬‬ ‫عليهــا أن تعلمهــم بنفســها‪ ،‬و تضــع امتحاناتهــم‪ ،‬و ماألفضــل‬ ‫مــن التحديــات و المشــكالت لتصنــع هــؤالء المســتحقين ؟! « و مــن‬ ‫يــدري‪ ،‬قــد يكــون يأســك هــذا أحــد اختباراتهــا القاســية‪ ،‬و إنــك قــد‬ ‫قلــت أيضــا‪ »:‬أنــا أشــعر بالخــوف و القلــق‪ ،‬و لكننــي أعلــم تمامــا كيف‬

‫إشراق ‪14‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫شخصيات عظيمه‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫نســيبة صالح الماحي‬ ‫ ‬

‫هــو ذلــك الزعيــم الهنــدي المؤثــر جــدًا فــي تاريــخ الهنــد بأكملهــا الرجــل البســيط المتواضــع‬

‫الــذي يدعــو إلــى الســام والحــب فــي كل مــكان والــذي كان يعمــل مــن أجــل الحصــول علــى تلــك‬ ‫الحقــوق المســتلبة تحــت إمــرة العنصريــة واإلثنيــة ‪ ...‬ذلــك الرجــل الــذي أســتطاع ان يدحــر االنجليــز‬ ‫بجبروتهــم وقوتهــم مــن أجــل تحقيــق المســاواة بيــن النــاس بعيــدًا عــن ألوانهــم وســحناتهم‬ ‫وأعراقهــم فتوصــل إلــى مبتغــاه وكان لــه القــدح المعلــى فــي الحــد مــن العنصريــة واالســتعباد‬ ‫اللــذان عانــى منهمــا الهنــود فــي تلــك الحقبــة‪..‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫المهاتمــا غانــدي هــو الهنــدي موهنــداس‬

‫العنصريــة تُحــرم عليــه ذلــك فقــام أحــد البيــض بالتبيلــغ‬

‫كرمشــاند غانــدي المولــود فــي الثانــي مــن اكتوبــر للعــام‬

‫عنــه وأيضــً كان ال يرتــاد صواليــن الحالقــة إذ كان البيــض‬

‫‪ 1869‬بمدينــة بوربنــدر ‪ -‬غوجــارت بالهنــد البريطانيــة مــن‬

‫ال يحلقــون اال للبيــض ُ‬ ‫فطــرد منهــا ذات مــرة ومنهــا إعتــاد‬

‫عائلــة محافظــة ولهــا بــاع طويــل فــي العمــل السياســي‬

‫علــى تهذيــب شــعره بنفســه وتقبــل الفكــرة برحابــة‬

‫حيــث شــغل جــده ومــن بعــده والــده منصــب رئيــس وزراء‬

‫صــدر وأعتبــر إنهــا فرصــة حتــى يتعلــم كيــف يفعــل ذلــك‬

‫إمــارة بوربنــدر ‪،‬تــزوج فــي الثالثــة عشــر مــن عمــره وفقــً‬

‫بنفســه وايضــً بالرغــم مــن أنــه قــد دفــع قيمــة تذكــرة‬

‫للتقاليــد الهنديــة وأنجــب أربعــة أوالد ‪.‬‬

‫إحــدى العربــات وكان يرتــدي مالبــس ثمينــة إال أنــه ُطــرد‬

‫ســافر غانــدي إلــى بريطانيــا فــي العــام ‪1882‬‬ ‫لدراســة القانــون بلنــدن ثــم ســافر وعائلتــه إلــى جنــوب‬

‫بالقــوة مــن عربــة الدرجــة األولــى وتعــددت المواقــف التــي‬ ‫ال تَمِ ــت لإلنســانية بصلــة‪.‬‬

‫إفريقيــا فــي العــام ‪ 1893‬وعمــل محاميــً هنــاك حيــث‬ ‫عاصــر العنصريــة فــي عهــد كان البيــض هــم مــن‬

‫ ‬

‫شــعوره بــاإلذالل والمهانــة مــن خــال تلــك الحيــاة‬

‫يســيطرون علــى جنــوب افريقيــا فكان ُيعامــل بإضطهاد‬

‫التــي عاشــها فــي جنــوب أفريقيــا دفعــه إلــى النضــال‬

‫كونــه هنــدي بغيــض كمــا يرونــه وكان فــي بــادئ األمــر‬

‫مــن أجــل حقــوق الهنــود المضطهديــن داخــل تلــك‬

‫غيــر ُمــدرك لقوانيــن العنصريــة آن ذاك فــكان يســتقل‬

‫البــاد ولكــن كانــت تكمــن الصعوبــة فــي كيفيــة‬

‫الدراجــة أثنــاء تنقلــه ولــم يكــن علــى علــم بــأن قوانيــن‬

‫التخلــص مــن هــذا اإلســتعباد فدافــع غانــدي عــن‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 15‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫العمــال المســتضعفين مــن الهنــود والجاليــات‬ ‫األخــرى وتــدرب علــى اإلســعافات االوليــة لمســاعدة‬ ‫البســطاء وكان ُينفــق مــن ُمدخراتــه الخاصــة علــى‬ ‫االغــراض اإلنســانية العامــة وتخلــى عــن موكليــه‬ ‫األغنيــاء‪ .‬رفــض غانــدي مبــدأ العنــف فــي محاربــة‬ ‫العنصريــة فبــدأ كفاحــه الســلمي بتحريــر آالف‬ ‫العرائــض وتوجيههــا إلــى الســلطة البيضــاء فــي‬ ‫جنــوب أفريقيــا وأســس المؤتمــر الهنــدي فــي‬ ‫الناتــال وأســس صحيفــة الــرأي الهنــدي التــي تُطبــع‬ ‫باإلنجليزيــة وثــاث لغــات هنديــة وســعى ســعيًا‬ ‫حثيثــً خــال العشــرين عــام التــي قضاهــا فــي‬ ‫جنــوب أفريقيــا لحــل مشــاكل الهنــود والجاليــات‬

‫أبــرز السياســيين والزعيــم الروحــي للهنــد مــن خــال‬

‫فعــال فــي تحريــر‬ ‫ُمنتهكــة الحقــوق وكان لــه دور ّ‬

‫مبادراتــه فــي التغييــر عــن طريــق سياســة الــا عنــف‬

‫الهنــود المتواجديــن بجنــوب افريقيــا مــن قبضــة‬

‫فــكان يدعــو للســام أينمــا حــل وأرتحــل وكان مؤمنــً‬

‫العنصريــة‪.‬‬

‫بــأن حــب الخيــر هــو الدافــع الــذي يقــوده للتغييــر‬ ‫فتولــى أمــر المســتضعفين فــي هنــاك وقــام‬

‫فــي العــام ‪ 1915‬عــاد غانــدي إلــى الهنــد‬

‫بتنظيــم إحتجاجــات مــن قبــل الفالحيــن والمزارعيــن‬

‫ ‬

‫ليواصــل مــا بــدأه مــن درء العنصريــة وكفاحــه‬

‫والعمــال فــي المناطــق الحضريــة ضــد الضرائــب‬

‫الســلمي وفــي غضــون ســنوات قليلــة مــن العمــل‬

‫المفرطــة والتمييــز فــي المعاملــة‪.‬‬

‫الوطنــي اصبــح الزعيــم األكثــر شــعبية فكــ ّرس‬ ‫جهــوده علــى النضــال ضــد الظلــم االجتماعــي مــن‬

‫ ‬

‫فــي العــام ‪ 1921‬تولــى قيــادة المؤتمــر الوطنــي‬

‫جهــة واإلســتعمار البريطانــي الــذي كانــت تعانــي‬

‫الهنــدي وســعى لتخفيــف حــدة الفقــر وزيــادة حقــوق‬

‫منــه الهنــد فــي ذلــك الوقــت مــن جهــة أخــرى فأصبــح‬

‫المــرأة ووضــع حــدًا للنبــذ الــذي يتمثــل فــي تقســيم‬ ‫الهنــدي إلــى طبقــات يصعــب هــدم‬ ‫المجتمــع‬ ‫ّ‬ ‫الجــدران العاليــة والســميكة بينهــا‪ ،‬كونهــا بنيــت‬ ‫ـم التقســيم‬ ‫مــن اســمنت وحديــد ونــار الديــن‪ ،‬فقــد تـ ّ‬ ‫إلــى أربــع طبقــات هــي البراهمــة‪ ،‬وهــي أعلــى طبقــة‪،‬‬ ‫وتضــم الكهنــة ورجــال الديــن الذيــن خلقــوا مــن رأس‬ ‫ـم طبقــة كاشــاتريا‬ ‫كبيــر اآللهــة براهمــا أو مــن فمــه‪ .‬ثـ ّ‬ ‫وتضــم الفرســان وقــادة الجيــش واألشــراف‪ ،‬وهــم‬ ‫‪،‬ثــم طبقــة الفايشــا وتضــم‬ ‫خلقــوا مــن يــدي اإللــه ّ‬ ‫التجــار والمزارعيــن وأصحــاب المهــن‪ ،‬وهــؤالء خلقــوا‬

‫إشراق ‪16‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫مــن فخــذي اإللــه براهمــا‪ .‬وأخيــرًا طبقــة الشــودرا وهــم‬

‫نســمة إلــى أن تغيــر الوضــع علــي يــد‬

‫المنبــوذون أصحــاب ومتوارثــو المهــن البســيطة وهــؤالء‬

‫المهاتمــا الــذي قــاد حــركات احتجاجيــة‬

‫هــم الســود الذيــن خلقــوا مــن قــدم اإللــه‪.‬‬

‫ضــد االســتبداد والظلــم االجتماعــي وضــد‬

‫هنــا بالضبــط نعثــر علــى إلــه التمييــز العنصــري الــذي‬

‫المســتعمر البريطانــي ونجحــت ثورتــه‬

‫كفــرت بــه ّ‬ ‫تطورهــا الحقوقــي‬ ‫كل البشــر ّية وأديانهــا فــي‬ ‫ّ‬

‫باالســتقالل وعقــب ذلــك فــي ســبتمبر مــن‬

‫واإلنســاني إال أنــه ظــل محافظــً علــى نوازعــه الشــريرة‬

‫العــام ‪ ،1932‬أعلــن “صيامــً حتــى المــوت” احتجاجــً علــى‬

‫وذلــك بجعــل كل طبقــة مــن هــذه الطبقــات مجتمعــً‬

‫مشــروع قانــون التمييــز فــي االنتخابــات ضــد المنبوذيــن‬

‫منفصـ ً‬ ‫ا عــن باقــي المجتمعــات أو الطبقــات‪ ،‬بــكل معنى‬

‫الهنــود‪ ،‬الذيــن كان ُيطلــق عليهــم وصــف “أبنــاء اهلل”‪،‬‬

‫الكلمــة‪،‬‬

‫ممــا دفــع بالزعمــاء السياســي ّين والديني ّيــن بعــد مضــي‬ ‫ّ‬ ‫حوالــي ‪ 21‬ســاعة مــن بــدء صيامــه‪ ،‬إلــى الرضــوخ ألفــكاره‬

‫حيــث ط ّبقــت سياســة الفصــل العنصــري والنبــذ‬

‫الديموقراطيــة وتكللــت جهــوده بالنجــاح وتــم إلغــاء‬

‫والكراهيــة علــى أعلــى مســتوياتها وحرمــان طبقــة‬

‫ذلــك المشــروع وزيــادة مقاعــد “المنبوذيــن” فــي البرلمــان‬

‫المنبوذيــن‪ ،‬المحرومــة مــن أبســط حقــوق المواطنــة‪،‬‬

‫والحــق فــي المســاواة ويشــمل المســاواة أمــام القانــون‬

‫الذيــن يبلــغ تعدادهــم حاليــً مــا يفــوق المائتــي مليــون‬

‫وحظــر التمييــز علــى أســاس الديــن أو العنصــر أو الطبقــة‬

‫ ‬

‫أو الجنــس أو محــل الميــاد و تكافــؤ الفــرص فــي شــؤون العمالــة العامــة و إلغــاء النبــذ األلقــاب ولــم يتــم تحديــد ديانــة‬ ‫رســمية للهنــد وبقيــت الهندوســية هــي الديانــة “الســائدة” فــي الهنــد‪ ،‬فهــي تُشـ ّ‬ ‫ـكل (‪ 80.5‬بالمئــة) مــن ســكانها‪.‬‬ ‫بينمــا بقيــة نســب الديانــات األخــرى هــي علــى هــذا النحــو اإلســام ‪ 13.4‬بالمئة‪ ،‬المســيح ّية ‪ 2.3‬بالمئة‪ ،‬الســيخ ‪ 1.8‬بالمئة‪،‬‬ ‫البوذيــة ‪ 0.76‬بالمئــة‪ ،‬الجاين ّيــة ‪ 0.40‬بالمئــة‪ .‬إضافــة إلــى أقليــات دينيــة أخــرى‪ ،‬وهــم اليهــود والزرادشــت ّيون والقاديانــون‬ ‫والبهائيــون وأكملهــا بأنــه تــم اإلعتــراف بثــاث وعشــرين لغــة هنديــة وقــد نظــم أشــهر مســيرة مــرت علــى تاريــخ‬ ‫الهنــد وهــي مســيرة الملــح والتــي كانــت مســافتها ‪ 400‬كيلومتــر إحتجاجــً علــى فــرض بريطانيــا ضريبــة علــى الملــح‪.‬‬ ‫ ‬

‫ُلقــب بالمهاتمــا أي الــروح العظيمــة نظــرًا لــدوره الــذي لــم يقــم بــه أحــد حتــى يومنــا هــذا مــن وقــف العنصريــة‬

‫وتحقيقــً للســام ويعتبــر تاريــخ ميــاده فــي الثانــي مــن أكتوبــر هــو عطلــة وطنيــة بدولــة الهنــد وعالميــً هــو اليــوم‬ ‫الدولــي لــا عنــف‪ .‬وفــي الثالثيــن مــن ينايــر للعــام ‪ 1948‬تــم إغتيــال المهاتمــا علــى يــد أحــد الهنــدوس المتعصبيــن‬ ‫ضــد األقليــة المســلمة والمدعــو ناثــورم جوتســي حيــث أطلــق عليــه ثــاث رصاصــات أردتــه قتيـ ً‬ ‫ا عــن عمــر يناهــز ‪ 78‬عــام‪.‬‬ ‫ومــن اشــهر مقــوالت المهاتمــا غانــدي * ســيتجاهلونك ثــم يحاربونــك ثــم يحاولــون قتلــك ثــم يفاوضونك ثــم يتراجعون‬ ‫وفــي النهايــة ســتنتصر * ‪.‬جحــت تلــك الثــورة التــي قادهــا فــي بتــر العنصريــة عــن المجتمــع وصنــع حيــاة مختلفــة لــكل‬ ‫تقبــل األخــر والحــب والســام ‪،‬بنــى جســورًا مــن التســامح بيــن النــاس ونبــذ‬ ‫هنــدي وســاهم فــي بنــاء دولــة قائمــة علــى ُ‬ ‫العرقيــة وأرتقــى بأفــكار أمــة وأصبــح أعظــم القائميــن علــى الحقــوق المجتمعيــة ‪،‬هكــذا يبقــى العظمــاء نعــم يرحلــون‬ ‫عنــا إال أن مــا قامــوا بــه هــو الــذي يمنحهــم الحــق فــي البقــاء والخلــود‪..‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 17‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫الود ‪ ،‬شيطان‬

‫حكايات إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هيفــاء عبدالقيوم األمين‬ ‫أســرة العــم إســماعيل أســرة بســيطة جــدًا فــي حياتهــا اليوميــة عكــس مــا تمتلــك مــن أمــوال‬

‫ ‬

‫تمامــً تتكــون مــن الحاجــة ســعاد وعــم إســماعيل وابنهــا محمــد مــن زوجهــا‬ ‫األول (يعنــي إســماعيل ده ببقــي ل محمــد زوج أمــه) ‪ ..‬الحاجــة ســعاد‬ ‫امــرأة فائقــة الجمــال توفــى عنهــا زوجهــا والــد محمــد وهــي فــي‬ ‫أوج شــبابها وقعــد تزوجــت بـــ حــاج إســماعيل بعــد عاميــن علــى‬ ‫رحيــل ( أبــو محمــد )‬

‫ ‬

‫بعــد أن علمــه أصــول‬

‫حــاج إســماعيل رجــل عصامــي اجتهــد كــي‬

‫يحقــق أحالمــه وقــد كان وحقــق كل مــا تمنــى تــزوج بـــ‬

‫العمــل وكيفيــة التعامــل فــي الســوق وعندمــا‬

‫ســعاد وعاهدهــا علــى تربيــة محمــد كأنــه ابنــه وقــد‬

‫تمكــن محمــد فــي العمــل وصــار لــه اســم بيــن التجــار‬

‫أوفــى وعــده ‪ ،،‬ظــل بجانبــه حتــى أكمــل دراســته‬

‫ومكانــه فــي عالــم التجــارة قــرر إســماعيل أن يرتــاح‬

‫خــارج الســودان وعــاد بعــد أن اشــتد ســاعده وقــوي‬

‫مــن عنــاء العمــل الــذي امتــد لســنين طويلــة وأن‬

‫فكــره وقــرر أن يقــف بجانــب عــم إســماعيل كــي يــرد‬

‫يســلم زمــام األمــور إلــى محمــد علــى أمــل بعــد أن‬

‫جــزء مــن معروفــه مــع العلــم أن ســعاد وإســماعيل‬

‫يكمــل ضيــاء الديــن تعليمــه يأتــي ويســاعده‪ .‬وقــد‬

‫لهــم مــن األبنــاء اثنيــن بنــت واســمها(ضحى) وابــن‬

‫كان ‪ ..‬تســلم محمــد كافــة أعمــال إســماعيل‪ ،‬وحقــق‬

‫اســمه (ضيــاء الديــن) همــا األخويــن غيــر األشــقاء لـــ‬

‫نجاحــً كبيــرًا‪ ،‬والحاجــة ســعاد والحــاج إســماعيل‬

‫محمــد‬

‫تملؤهــم الســعادة والرضــا فيمــا يحقــق محمــد‪ .‬أمــا‬ ‫محمــد فقــد كان ســعيدًا لمــا يحــدث‪.‬‬

‫ ‬

‫محمــد قــرر أن يــزاول العمــل مع عم إســماعيل‬

‫فقــام حــاج إســماعيل بفتــح شــركة صغيــرة لـــ محمــد‬

‫إشراق ‪18‬‬

‫ ‬

‫كان الشــيطان يســكن داخــل أفــكاره‬

‫ويحرضــه دومــً أن الــذي يقــوم بــه مــن اجتهــاد ال‬ ‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫يعــود لــه‪ ،،‬صــار محمــد يكلــم نفســه يوميــً‪« :‬ده شــنو‬

‫‪ ...‬كل هــذا والميــاه تنســاب مــن تحــت عــم‬

‫األنــا بعمــل فيــه ده ‪ ،،،‬الشــغل ده كلــووو برجــع لــي عــم‬

‫إســماعيل وهــو ال يــدري‪ ،،،‬إلــى أن جــاءه أحــد‬

‫إســماعيل وكان الــزول ده مــات أنــا دقســت ‪ ،،‬والشــغل‬

‫زمــاء الســوق القدامــى وأخبــره بمــا حــدث‬

‫ده حــق ضيــاء الديــن أخــوي وأنــا بكــون طلعــت مــن المواد‬

‫لــم يصــدق حيناهــا مــا يســمع وقــرر أن‬

‫ســاااااي عشــان كــده الااازم أعمــل لــي شــيء اســتفيد‬

‫يســتجمع قوتــه ويذهــب لـــ محمــد ويســأل‬

‫منــو بعديــن وادس لــي قرشــين تالتــه»‬

‫عــن مــا حــدث‪ ،،،‬حينهــا أكــد لــه محمــد مــا ســمع ‪ ،،‬لــم‬ ‫يتحمــل إســماعيل مــا حــدث ‪ ،،،‬وســقط مغشــيًا عليــه‬

‫ ‬

‫ونقــل إلحــدى المستشــفيات ولكنــه كان قــد فــارق‬

‫باتــت هــذه األفــكار تلــح علــى محمــد وقــرر‬

‫الحيــاه‪،،‬‬

‫تنفيذهــا ‪ ،،،‬أصبــح يغيــر حســابات الفواتيــر ويختلــس كل‬ ‫مــا يســتطيع أن تطالــه يــداه ‪،،‬‬ ‫لــم يعــد محمــد يهتــم بأعمــال حــاج إســماعيل‬

‫ ‬

‫ ‬

‫محمــد لــم يكــن متأثــرًا أبــدًا بــل كان يبــرر فعلتــه‬

‫فقــد قــام بإنشــاء مشــروعه الخــاص ‪ ،،،‬أصبحــت ســمعة‬

‫بأنــه مــن صنــع اســمًا للشــركة ‪ ،،،‬عــاد ضيــاء الديــن مــن‬

‫إســماعيل بيــن التجــار فــي الحضيــض ليــس هــذا‬

‫ســفره ‪-‬إذ كان يكمــل دراســته‪ -‬بعــد علمــه بمــا حــدث‬

‫وحســب بــل كان محمــد يســتلف باســم حــاج إســماعيل‬

‫أراد أن يحاســب أخيــه علــى مــا حــدث فمــا كان مــن محمــد‬

‫إال أن يــرد قائـ ً‬ ‫ا‪ »:‬كنــت ويــن انــت جــاي تتفاصــح هســه وقــت عامــل فيهــا راجــل مــا كان تجــي تشــتغل انــت ‪ ،،‬وبعديــن انت‬ ‫هســه جــاي عشــان ابــوك وال عشــان تضمــن قروشــك ‪ ،،‬هــاااا مافضــل ليــك قــرش امشــي شــوف ليــك شــغله اقضاهــا ‪« ،،‬‬ ‫خــرج ضيــاء الديــن غاضبــً وقــرر االنتقــام مــن أخيــه ولكنــه لــم يســتطع‪ ،‬أمــه ســعاد دائمــً كانــت تهــدئ مــن روعــه ‪ ،،‬قــرر‬ ‫ضيــاء الديــن الســفر ولكــن هــذه المــرة دون عــوده‪ .‬محمــد اآلن يعيــش أحلــى أيامــه بعــد مــوت عــم إســماعيل وســرقة‬ ‫مالــه‪.‬‬ ‫«اهلل يجازيك قتلت الراجل وطفشت الولد»‬ ‫آخر القول‪،،،‬‬ ‫يا ُم َر ِبي ِغ ْير َولَ َد ْك ‪ ،،‬يا َبا ِني ِفي ِغير ِم ْل َكك ‪،،،‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 19‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫المحقق فريد‬

‫حكايات إشراق‬

‫الحلقة الخامسة‬ ‫و األخيرة‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاجر عبداهلل مســاعد‬ ‫ ‬

‫هــذا الصــوت لــم يكــن صــوت أيمــن‪ ،‬كان صــوت شــخص آخــر دفــع الســيدة تقوى‬

‫للتوجــه إلــى الحديقــة الخلفيــة للبحــث عــن خاتمهــا‪ ،‬وعندمــا وصلــت إلــى أســفل‬ ‫الغصــن كمــا وصــف الرجــل‪ ،‬لــم تكــن تعلــم أنهــا وقعــت فــي الشــرك الــذي نصبــه‬ ‫لهــا‪ ،‬قــام المجــرم بربــط خيــط غيــر مشــدود علــى ذلــك الغصــن بطريقــة تشــبه حبــل‬ ‫المشــنقة بحيــث يلتــف حــول عنــق الســيدة تقــوى عنــد وصولهــا‪ ،‬وعندمــا‬ ‫الحظــت وجــود الخاتــم فــي األســفل انحنــت اللتقاطــه‪ ،‬وبذلــك شــد‬ ‫الخيــط ليــؤدي عملــه‬ ‫صرخــت الســيدة تقــوى مرتيــن ولــم يســمعها‬

‫ ‬

‫ويبــدو أنكــم لــم تالحظــوا غيابــه‬

‫أحــد ولــم يكــن بوســعها قطعــه فقــد كان مــن الخيــوط‬

‫فالجميــع كان يــؤدي صــاة المغــرب‬

‫البالســتيكية القويــة‪ ،‬عندمــا توقفــت الســيدة تقــوى عــن‬

‫ولكــن ســرعان مــا لحــق بكــم بعــد ذلــك‪ ،‬وبعــد االنتهــاء مــن‬

‫التنفــس أســرع المجــرم الــذي كان مراقبــً مــن بعــد مــن مخــزن‬

‫الصــاة عدتــم أدراجكــم إلــى الصالــة‪ ،‬كان جالســً معكــم وهــو‬

‫المطبــخ بفــك الخيــط ورميــه فــي البركــة ثــم حمــل الجثــة‬

‫الشــخص الــذي قــام بتشــغيل المســجل‪ ،‬هــل عرفتمــوه‪.‬‬

‫ووضعهــا علــى أرضيــة المســرح نســي أنــه قــد تــرك الخاتــم‬

‫أجابت حسناء مندهشة‪:‬‬

‫ملقــى فــي الحديقــة‪ ،‬قــام بمســح آثــار الخيــط مــن عنقهــا‬

‫كان ذلك السيد علي ‪ ،‬ماذا ‪ ..‬أتقصد أن علي ‪..‬‬

‫بالبــدرة التــي صنعــت منهــا اللوحــة البيضــاء المعلقــة فــي‬

‫أجل السيد علي هو القاتل يا سادة‪.‬‬

‫المســرح ثــم هــم بأخــذ كأس المــاء الــذي أحضــره العامــل‬

‫ ‬

‫ومــأه بمــاء البركــة وفرغــه مــن الــكأس مــرة أخــرى بــل وقــام‬

‫(‪ ..‬والســكون غطــى المــكان ‪...‬كأنمــا اختلطــت األلــوان فــي‬

‫بكســره فــوق تلــك الصخــور التــي تحيــط بالبركــة وحملهــا‬

‫لوحــة الرســام ‪ )..‬والعيــون كلهــا موجهــة إلــى علــي بينمــا‬

‫إلــى الداخــل بالقــرب مــن الجثــة كمــا رأيتمــوه يــا ســادة‪ ،‬كان‬

‫وقــف صاحبنــا متســمرًا عاجــزًا عــن الحركــة‪ ،‬اســتجمع قــواه‬

‫ذلــك مــا بيــن الســاعة الخامســة عشــرة والعشــرون دقيقــة‪،‬‬

‫بعدهــا وصــرخ بأعلــى صوتــه‪:‬‬

‫إشراق ‪20‬‬

‫لحظــة صمــت غطــت المــكان كمــا قــال الرجــل العجــوز‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫ال هــذا ظلــم‪ ،‬مــا الــذي تقولــه يــا ســيد فريــد‪ ،‬لــم أقــم بذلــك‪ ،‬إنــك‬

‫نســبة الكلــور فــي المــاء ولــم تقــم بإرجاعــه إلــى‬

‫علــى وشــك الوقــوع فــي أكبــر غلطــة فــي حياتــك‪ ،‬ال يصــح أن‬

‫مكانــه الصحيــح كمــا يفعــل أيمــن فقــد علمــت‬

‫تتهــم شــخصًا دون االســتدالل بدليــل قاطــع ‪...‬‬

‫مــن مصــادري أن أيمــن يضعــه فــي حافظــة بالقــرب‬

‫حســنا‪ ،‬إذا كان هــذا مــا تطلبــه فلــك ذلــك‪ ،‬قمنــا بالتحقيــق مــن‬

‫مــن البــاب‪ ،‬ألــم تــدرك أنــك غفلــت عــن شــيء واحــد‪،‬‬

‫صاحــب الرقــم يــا ســيد علــي الــذي قمــت باالتصــال منــه ويبــدو أنــك‬

‫حــدد الطبيــب الشــرعي زمــن الوفــاة فــي الســاعة‬

‫قــد أخطــأت االختيــار فصاحــب الرقــم كان أحــد عمــال المطبــخ الــذي‬

‫الســابعة وعشــرون دقيقــة وعنــد اكتشــافنا للجثــة‬

‫كان لســوء حظــك أبكمــً‪ ،‬فكيــف لــه إجــراء هــذه المكالمــة‪.‬‬

‫كانــت ســاعة يــدي تشــير إلــى الثامنــة والنصــف‪ ،‬أيعقــل أن تبقــى‬

‫يــا ســيد فريــد‪ ،‬يمكــن ألي شــخص آخــر التحــدث فــي الهاتــف بــدال‬

‫قطــرا ت المــاء علــى ســطح الزجــاج دون أن تتبخــر‪ ،‬هــل تعلــم يــا‬

‫عنــه ‪ ...‬هــذا غيــر مقنــع يــا ســيد‪.‬‬

‫ســيد علــي أننــي وجــدت آثــار دم علــى قطعــة زجــاج تابعــة للــكأس‬

‫ ‬

‫الــذي كســرته بالقــرب مــن البركــة‪ ،‬لــذا أطلــب منــك أن ترينــي كلتــا‬

‫حســنا‪ ،‬هنــاك شــيء آخــر‪ ،‬قمــت بتعبئــة الــكأس مــن‬

‫مــاء البركــة لتوهمنــا أن شــرب الضحيــة مــن مــاء بــه نســبة عاليــة‬

‫يديــك يــا ســيد علــي‪.‬‬

‫مــن الكلــور كان الســبب فــي وفاتهــا وذلــك بعــد أن قمــت بزيــادة‬

‫ ‬

‫سوى فعل ما أمرته به‪.‬‬

‫الصالــة عندمــا قمــت بتشــغيله يــا علــي‪ ،‬فمــا مصدرهــا برأيــك ؟؟‬

‫انظــروا ألــم أقــل لكــم‪ ،‬هــا هــو الجــرح الــذي تســببت بــه قطعــة‬

‫عندهــا ثــارت ثائــرة علــي ولــم يســتطع الصمــود أكثــر هــذا يكفــي‬

‫الزجــاج تلــك‪ ،‬كان الجــرح حديثــً فــي ســبابته اليمنــى‪.‬‬

‫يــا ســيد فريــد‪ ،‬أال تــرى أنهــا أوهــام وافتراضــات‪ ،‬إمــا أن تتوقــف أو أن‬

‫رد علي بكل ثقة قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬

‫أطالــب برفــع قضيــة فــي تصرفاتــك هــذه‪.‬‬

‫تــردد علــي فــي إظهــار يديــه إال أنــه لــم يعــد لديــه خيــار‬

‫سقوط القم‬ ‫حســنا ‪ ..‬أتممــت مهمتــك بنجــاح إال أنــك غفلــت عــن‬

‫ما زلت مصرًا يا سيد فريد أنك قمت باختيار الشخص الخطأ‪.‬‬

‫ ‬

‫ال بــأس مــازال لــدي المزيــد‪ ،‬انظــروا ‪ ..‬أخرجــت قطعــة القمــاش ثــم‬

‫أمــر واحــد‪ ،‬هــذا ‪ ..‬أخرجــت الشــريط المســجل الــذي أحضــره لــي‬

‫أكملــت حديثــي قائ ـ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫الشــرطي وعرضتــه عليهــم ‪ ..‬هنــا كانــت لحظــة الحقيقــة‪ ،‬عــرض‬

‫انظروا إلى هذه القطعة‪ ،‬أال تشبه قميص أحدكم ؟؟‬

‫الفيديــو تحــركات الســيد علــي فــي الحديقــة كاملــة‪.‬‬

‫أجابــت حســناء ملتفتــة إلــى علــي وقــد خــاب أملهــا فيــه‪ :‬أجــل ‪..‬‬

‫ ‬

‫إنهــا لنفــس الشــخص الــذي اتهمتــه‪.‬‬

‫بوجــود كاميــرات مراقبــة علــى المبنــى المجــاور للمســرح أثنــاء‬

‫التفت إلى علي ألجس نبضه فوجدته كالثلج في بروده‪.‬‬

‫الليــل‪ ،‬وصــادف أنهــا قامــت بتصويــرك وســرعان مــا قــام صاحــب‬

‫ليــس هــذا فحســب‪ ،‬بــل وجــدت آثــار البــدرة البيضــاء فــي مســجل‬

‫المبنــى بإرســال الشــريط إلينــا ‪ ..‬وكل هــذا يؤكــد مــا أعلنــت عنــه‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫حســنا يــا علــي‪ ،‬غبــت عــن الســودان لمدة ســنة ولــم تعلم‬

‫‪ 21‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫ســابقًا‪ ،‬واآلن هــل تريــد االعتــراف؟‬

‫يكــن لهــا ذنــب فــي أي مــن هــذا‪ ،‬أخلصــت فــي حبهــا للجميــع‬

‫ابتســم علــي ورفــع رأســه موجهــً نظراتــه إلــي والدمــوع‬

‫ولــم تســئ إلــى أحــد منكــم ‪ ...‬اهلل ال يســامحك يــا علــي‪.‬‬

‫أغرقــت عينــاه‪:‬‬

‫فريــد ‪..‬أحســنت يــا صديقــي‪ ،‬لقــد صدمتنــي‪ ،‬كيــف اســتطعت‬

‫حســنًا ‪ ..‬ال مفرمــن الكــذب‪ ،‬أجــل‪ ،‬أنــا مــن فعلهــا‪،‬‬

‫ ‬

‫التوصــل إلــى تلــك المعلومــات وتحليلهــا بهــذا الشــكل‪.‬‬

‫وكل ذلــك كان بســبب الغيــرة منــك يــا أيمــن‪ ،‬كــم عانيــت فــي‬

‫صدقنــي يــا فوكــس لــو ال ذلــك الرجــل العجــوز‪ ،‬لمــا اســتطعت‬

‫الحصــول علــى إثنيــن ‪ ...‬قلــب تقــوى وإخــراج المســرحية ولــم‬

‫حــل هــذه القضيــة‪.‬‬

‫أحظــى بــأي منهــا‪ ،‬كــم تعبــت مــن تعرضــي لإلهانــة والذلــة‪،‬‬

‫ما الذي فعله؟‬

‫ظننــت أننــي سأشــعر باالرتيــاح والقــوة بفعلتــي هــذه إال أننــي‬

‫ ‬

‫أحــس بفــراغ كبيــر ويــأس مــن الحيــاة‪ ،‬ألقيــت بحياتــي إلــى‬

‫إلــى المركــز والتوجــه بعــد ذلــك إلــى منــزل أيمــن لتأديــة‬

‫التهلكــة وجعلــت مــن جســدي آلــة مطيعــة لرغبــات نفســي‬

‫الواجــب‪.‬‬

‫الدنيئــة ‪ ...‬ال أعلــم إن كانــت التوبــة هلل خالصــي فقــد ضــاع زمــن‬

‫ال بــأس إذا ‪ ..‬أتعلــم ال أدري لمــاذا تــراءت لــي كلمــات الســيدة‬

‫التوبــة اآلن ‪..‬‬

‫تقــوى فــي مســرحيتها األخيــرة (أصحــاب القلــوب الطيبــة ال‬

‫صــرخ أيمــن فــي وجــه علــي وقــام بضربــه علــى وجهــه‬

‫ ‬

‫ســأخبرك الحقــا يــا فوكــس‪ ،‬أمــا اآلن فعلينــا العــودة‬

‫يعيشــون طويــ ً‬ ‫ا)‪ ،‬لقــد بــدأت باالقتنــاع بهــذه المقولــة‪.‬‬

‫بقــوة‪ ،‬لــم يحتمــل ســماع مــا قالــه علــي بــل رد عليــه باكيــً‪:‬‬

‫ال يــا فوكــس ‪..‬هــذه األمــور مقــدرة مــن الخالــق عــز وجــل‪ ،‬لــكل‬

‫لمــاذا حرمتنــي مــن زوجتــي‪ ،‬لمــاذا كل هــذه القســوة‪ ،‬لــم‬

‫شــخص نهايــة لمســيرته فــي هــذه الحيــاة وال يــدري أيــن‬

‫ومتــى‪ ،‬لــذا عليــه أن يبــادر دائمــً بفعــل الخيــر وتقديــم األفضــل لمــا فيــه مــن مصلحــة للنــاس‪ ،‬ولكــن هنــاك أمــر يحيرنــي‪.‬‬ ‫ما هو يا فريد؟‬ ‫أين اختفى الرجل العجوز؟؟‬ ‫أ ‬

‫خــذ علــي إلــى مركــز الشــرطة وصــدر الحكــم عليــه بالســجن المؤبــد فــي ســجن كوبــر‪ ،‬عــادت الحيــاة طبيعيــة لجميــع‬

‫الممثليــن وأعيــد افتتــاح مســرحية ســقوط القمــر ولكــن بروايــة مختلفــة هــذه المــرة‪ ،‬ولــم يســتطع صديقنــا أيمــن تحمــل البقــاء‬ ‫فــي الخرطــوم‪ ،‬لــذا قــام بالســفر خــارج البــاد باحثــً عــن بدايــة جديــدة‪ ،‬أمــا الســيد عثمــان (الرجــل العجــوز) اختفــى عــن الوجــود‬ ‫ولــم نجــد لــه أثــر‪ ،‬أردت رؤيتــه ألقــول لــه كلمــة واحــدة (شــكرًا)‪ ،‬نتجاهــل هــذا النــوع مــن اليشــر بإعتقادنــا أنهــم ال يفقهــون شــيئًا‬ ‫فــي هــذه الحيــاة فعقولهــم قــد غابــت عــن الواقــع الــذي تعيشــه لتعيــش فــي عالــم الجنــون‪ ،‬ولكــن أن يجنمــع الــذكاء مــع‬ ‫الجنــون‪ ،‬هــذا أمــر لــن يســعني فهمــه أبــدًا‪.‬‬

‫إشراق ‪22‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫م‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حة‬

‫إ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ية‬

‫‪ess‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪udan‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪,‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪tou‬‬ ‫‪ION‬‬ ‫‪Khar RODUCT‬‬ ‫‪OP‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪V‬‬ ‫‪Phon 39543‬‬ ‫‪036‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0024‬‬

‫مساحة إعالنية‬ ‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 23‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫‪#‬‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫م‪/‬‬ ‫م‬ ‫عبدال ح‬ ‫م‬ ‫عالد أ‬ ‫ح‬ ‫م‬

‫د‬

‫فــي مغامــرة إبداعيــة جديــدة‪ ،‬حمــل لنــا الفريــق الســوداني المشــارك فــي الجائــزة‬

‫ ‬

‫الدوليــة‪ ،‬مشــروعًا ابتكاريــً جديــدًا جــاء تحــت عنــوان «ســاب»‪ ،‬وهــو يعنــى االستشــعار الزراعــي‬ ‫عــن بعــد والزراعــة الدقيقــة‪ ،‬ويهــدف إلــى مجابهــة ظاهــرة التصحــر التــي تهــدد العديــد مــن‬ ‫األســر الســودانية والشــعوب فــي البيئــة الصحراويــة‪.‬‬

‫يقــول مهنــدس المشــروع‪« :‬تعالــج فكــرة‬

‫راشــد آل مكتــوم رئيــس مجلــس الــوزراء حاكــم دبــي‪،‬‬

‫المشــروع فــي مضمونهــا ظواهــر طبيعية مثــل التصحر‬

‫ومنصــور بــن زايــد آل نهيــان نائــب رئيــس مجلــس الــوزراء‬

‫الــذي تعانيــه شــعوب المناطــق الحــارة‪ ،‬مضيفــً أن الفكرة‬

‫وزيــر شــؤون الرئاســة‪ ،‬واللــذان وقفــا كثيــرًا عنــد مشــروع‬

‫جــاءت مــن معانــاة النــاس وتبلــورت الفكــرة فــي كيفيــة‬

‫الشــباب الســودانيين واســتمعا باهتمــام بالــغ مــن‬

‫إيجــاد وســائل تتصــدى لتلــك الظاهــرة وإدارة العمليــات‬

‫أعضــاء الفريــق والذيــن مثلهــم المهنــدس محمــد احمــد‬

‫الزراعيــة وفــق منظومــة دقيقــة متكاملــة‪».‬‬

‫عبــد العــال ‪ ،‬حيــث تمحــور المشــروع حــول نظــام ذكــي‬

‫ ‬

‫إنــه المهنــدس الشــاب محمــد أحمــد عبــد العــال‬

‫للزراعــة تســتخدم فيــه الطائــرات دون طيــار‪ ،‬يتضمــن‬

‫متخصــص فــي الحوســبة المتقدمــة وتقانــة الطائــرات‬

‫القــدرة علــى زرع البــذور وأخــد وجمــع العينــات للفحــص‬

‫مــن دون طيــار فــي فعاليــات (معــرض اإلمــارات الدولــي‬

‫المخبــري والتحليــل حيــث أن النظــام والــذي أطلقــوا‬

‫للطائــرات دون طيــار) والــذي يخصــص ألبــرز االبتكارات في‬

‫عليــه اســم «‪ »Smart Agriculture Payload‬يدعــم الزراعــة‬

‫اســتخدام الطائــرات دون طيــار فــي النواحــي اإلنســانية‬

‫الدقيقــة لتحقيــق أكبــر قــدر مــن اإلنتاجيــة بجانــب تقليــل‬

‫والخدميــة فــي مختلــف المجــاالت‪ ،‬ســعدنا جــدًا بالتواجــد‬

‫األثــر البيئــي وبالضــرورة التكلفــة‪.‬‬

‫ ‬

‫الســوداني المميــز مــن شــباب ســوداني طمــوح اســتطاع‬ ‫انتــزاع اإلشــادة مــن الجميــع بمــا فيهــم القيــادات اإلماراتية‬ ‫مــن أعلــى المســتويات ممثلــة فــي الشــيخ محمــد بــن‬

‫إشراق ‪24‬‬

‫ ‬

‫قــام فريــق العمــل بتصميــم حمولــة تقنيــة‬ ‫زراعيــة ذكيــة محمولــة جــوًا يتــم تركيبهــا علــى أنــواع‬ ‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫مختلفــة مــن الطائــرات مــن دون طيــار‬ ‫كمــا قــام الفريــق بتصميــم وتصنيــع‬ ‫طائــرة مــن دون طيــار هجينــة لألغــراض‬ ‫الزراعيــة لهــا قــدرات التحليــق باألجنحــة‬ ‫والتحويــم فــوق المحاصيــل الزراعيــة‬ ‫للزراعــة مــن الســماء وأخــذ العينــات‪.‬‬ ‫المشروع ومكوناته‪:‬‬ ‫نظــام «‪SAP» Smart Agricultural‬‬ ‫‪ Payload‬وهــو مخصــص للزراعــة اآلليــة‬ ‫مــن الســماء والتصويــر فــي النطــاق‬ ‫دون األشــعة تحــت الحمــراء لمعرفــة‬ ‫صحــة النبــات‬ ‫• ‬

‫نظام «‪»Smart Farmer‬‬

‫تحتضنهــا اإلمــارات لخدمــة اإلنســانية عربيــً وعالميــً‪ ،‬فخــور‬

‫• ‬

‫المــزارع اآللــي الذكــي المحمــول جــوًا لعمليــات الزراعــة‬

‫غايــة الفخــر بهــؤالء الشــباب الذيــن أكــدوا قــدرة الشــباب‬

‫وجمــع العينــات لألبحــاث الزراعيــة‬

‫الســوداني التامــة مســلحًا بالعلــم والمعرفــة متــى وجــد‬

‫طائــرة مــن دون طيــار مخصصــة هجينــة لألغــراض‬

‫الفرصــة‪ ،‬ومصــدر آخــر للفخــر تركيزهــم علــى (الزراعــة) التــي‬

‫الزراعيــة تحتــوي علــى قــدرات الطيــران الشــراعي مــع التحويــم‬

‫هــي محــور أي نهضــة مســتقبلية للســودان مرتقبــة والتــي‬

‫والهبــوط العمــودي فــوق المحاصيــل‪.‬‬

‫عانــت مــن اإلهمــال والتجنــي فــي هــذا العهــد‪ .‬مبــروك‬

‫• ‬

‫ ‬

‫وأكــد المهنــدس محمــد عبــد العــال رئيــس الفريــق‪،‬‬

‫أن صعوبــة الحصــول علــى الدعــم المــادي لــم تمنــع الفريــق‬

‫للســودان بكــذا أبنــاء‪ ،‬المســتقبل للســودان فــي وجودهــم‬ ‫واعــد‪.‬‬

‫الســوداني مــن المشــاركة فــي تلــك المبــادرة العالميــة التــي‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 25‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫السيكو السودان‬ ‫ك‬

‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ض‬ ‫ة‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد طارق‬

‫‪#‬هالل_مريخ‬ ‫كالسيكو السودان‬ ‫ديربي أمدرمان‬ ‫مباراة القمة‪..‬‬ ‫لون أحمر جاري‬ ‫لون أزرق جاري‬ ‫لــون أبيــض طايــر فــي الســما مــن مــكان‬ ‫لمــكان !!‬ ‫أصوات المشجعين‪..‬‬ ‫صلو عليه‬ ‫صلو عليه‬ ‫النبي صلو عليه !!‬ ‫حولية في المدرجات ‪..‬‬ ‫ألعــاب ناريــة واحتفــاالت مــا قبــل‬ ‫ا أل هــد ا ف ! !‬ ‫دخاخين تغطي األجواء‬ ‫وباغــات مويــه طايــرة فــي‬ ‫اتجــاه الملعــب ‪..‬‬ ‫ومشــجع يصيــح بمكبــر‬ ‫الصــوت وصوتــو رايــح !!‬ ‫الكاميــرات كل واحــده لديهــا‬ ‫إضــاءة علــى حــده‬

‫إشراق ‪26‬‬

‫طشاش !‬ ‫وجع عيون !‬ ‫وجع رقبه !‬ ‫نسبة اللعب في الهوا‬ ‫أكثر من نسبة اللعب في األرض !‬ ‫و لب لب لب صوت الكورة ‪..‬‬ ‫مذيع صوتو زي اإلسعاف !‬ ‫رميــة تمــاس مــن الناحيــة الشــمالية‬ ‫ا لجنو بيــة‬ ‫الدقيقة تلتين من المباراة‬ ‫إعــادة اللقطــات الخطيــرة فــي الشــوط‬ ‫الثانــي‬ ‫بكري المدينة خطاء لصالح الهالل‬ ‫كورة أرضية عرضية طويلة‬ ‫و خطييييييييــرة تمر بســام‬ ‫وختامه مســك‬ ‫كم كرسي طاير‬ ‫علي كم طوبه‬ ‫علــي كــم بمبــان معطــر‬ ‫للجــو ‪.‬‬ ‫محمد طارق | زول درويش‪.‬‬ ‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫تكنولوجيا إشراق‬

‫إن فكــرة اســتخدام الطاقــة‬ ‫الشمســية موجــودة منــذ‬ ‫القــدم‪ .‬ولكــن مــن أواخــر‬ ‫‪ 1970‬ظهــرت التكنولوجيا‬ ‫لجعــل ذلــك حقيقــة‬ ‫واقعــة‪ .‬إن العمليــة‬ ‫األساســية بســيطة‪ ،‬حيــث‬ ‫تركــز أدوات تجميــع األشــعة‬ ‫ضــوء الشــمس اآلتــي إليهــا‬ ‫وتحولهــا إلــى طاقــة‪ .‬ويمكــن‬ ‫فعــل هــذا بعــدة طــرق‪ ،‬ويعتمد‬ ‫اختيــار الطريقــة علــى إذا مــا كان‬ ‫الهــدف هــو إنتــاج الكهربــاء لمنطقــة‬ ‫مــا أو تدفئــة مــاء بركــة الســباحة‪ .‬إن‬ ‫أكبــر عقبــة للطاقــة الشمســية‬ ‫هــو تكلفــة التركيــب‪ .‬حيــث أن‬ ‫معــدات الطاقــة الشمســية تكلــف أكثــر‬ ‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫بكثيــر مــن معــدات الطاقــة التقليديــة‪.‬‬ ‫وتســتغرق ســنوات مــن االســتعمال كثيــرة‬ ‫للتســديد لهــذا االســتثمار‪ .‬ورغــم التكلفــة‬ ‫العاليــة‪ ،‬فــإن الطاقــة الشمســية طريقــة‬ ‫عمليــة لتزويــد المــدن بطاقــة إضافيــة‪ .‬أمــا‬ ‫فــي المناطــق الريفيــة‪ ،‬حيــث ترتفــع كلفــة‬ ‫تركيــب خطــوط الكهربــاء‪ ،‬تصبــح الطاقــة‬ ‫الشمســية أفضــل خيــار للكهربــاء‪.‬‬

‫‪ 27‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫لقلب‬

‫ديث ا‬

‫إبداعات أدبية‬

‫ح‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫أمال مختار وداعه‬ ‫كيــف لــك أن تطلــب منــي أن أنســي بهــذه الســهولة ‪ ...‬أال تعلــم أنــه حالمــا‬ ‫ ‬ ‫يــذوب جليــد القلــب وتلتهــب مشــاعره لــن يســتطيع شــيء إخمــاد نــاره ‪ ...‬أال تعلــم‬ ‫أنــه سيســتمر وســيحترق إلــى أن يصبــح رمــادًا ‪ ....‬رمــادًا لــن ترضــى ذراتــه أن تنثــر إال‬ ‫فــوق بقاعــك ‪ ...‬وأنــت تعلــم جيــدًا أن قطــرة واحــدة فقــط مــن ينبــوع حنانــك قــد‬ ‫تطفــئ حريقــي‪.‬‬ ‫هــل كنــت تعتقــد أننــي ســأمل وأنــا انتظــر‬

‫بمخيلتــي ثــم تعتلينــي همومــي ولكننــي دومــً‬

‫بالســاعات ‪ ...‬أال تعلــم أننــي أفضــل أن أتفــق مــع عقــود‬

‫أعــود للحظــة تلــك االبتســامة ‪ ...‬ثــم ابتســم أنــا أيضــً‬

‫مــن الزمــن ‪ ...‬أن أعانــق أبــراج الســاعات إلــى أن تتحطــم‬

‫ولحظتهــا كل همــوم الكــون تــزول ‪ ...‬أال تــرى كيــف‬

‫عظامــي ‪ ...‬ولــن أرضــخ لصفعــة رحيلــك ‪ ...‬أن أؤنــس‬

‫حضــورك طــاغ ‪ ...‬حتــى فــي مخيلتــي ‪ ...‬فمــاذا إن زيــن‬

‫ســاعات انتظــارك لوحــدي ‪ ...‬قــد أذهــب مشــيًا وأعــد‬

‫حضــورك حياتــي ‪ ....‬ألــم تكــن يومــً تريــد أن تجعلنــي‬

‫خطواتــي إلــى أن أصــل إلــى بــاب قلبــك ‪ ....‬قــد أســافر‬

‫أســعد فتــاة فــي الكــون؟‬

‫ ‬

‫عبــر الزمــن بحثــً عنــك ولــن أمــل ‪...‬‬ ‫ ‬

‫إلى أن ييأس االنتظار مني ولن أيأس منك‬

‫ ‬

‫هــل تعلــم بعــد أن تركتنــي هجرتنــي‬

‫صديقاتــي أيضــً ‪...‬كل منهــن احتجــت بانشــغالها‬

‫اقضــي ســاعات انتظــارك وأنــا أفكــر مــاذا تفعــل اآلن‬

‫‪ ....‬يبــدو أنهــن لــم يســتطعن تحمــل تكــرار حديثــي‬

‫‪ ....‬حتمــً ســيكون اســتيقظ ‪ ...‬أو أنــه يحتســي كــوب‬

‫عنــك ‪ ...‬وكــم أحتاجــك ‪ ....‬ال تقلــق حتمــً ســيعدن‬

‫قهوتــه فــي مكانــه المفضــل ‪ ...‬وتعلــو ابتســامته‬

‫معــك ‪ ....‬أنــت أخــدت حتــى رفيقاتــي ‪....‬‬

‫الســاحرة شــفتيه ‪ ....‬أحــاول قــدر اإلمــكان أن تتضــح‬

‫ال تســتغرب ‪ ...‬ألــم تأخــذ‬

‫مالمحــك فــي مخيلتــي وأنــت تبتســم ‪ ....‬أســرح‬

‫معــك كل دنيــاي عندمــا‬

‫إشراق ‪28‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫رحلــت ‪ ...‬أصبحــت وحيــدة ‪ ....‬وحــدي وقصاصــات ورق‬

‫عنــك هــي أجمــل األوقــات التــي أقضيهــا‬

‫وقلــم كان ملــكك ســرقته منــك خلســة ‪ ....‬خُ ِّيـ َ‬ ‫ـل لــي أنــه‬

‫فــي اليــوم ‪ ....‬ال تلمنــي ‪ ....‬مجــرد نقــش‬

‫حتــى الــورق أصبــح يعاتبنــي ‪ ...‬يأبــى أن يســمع حديــث‬

‫حــروف اســمك تشــعرني بالبهجــة ‪...‬‬

‫القلــب ‪ ...‬يــكاد يقــول لــي لقــد انتهــت صالحيتــك مــن‬

‫هــل أنــت علــى ما يــرام؟ أيمكنك أن تتواضع‬

‫أرض العاشــقين ‪ ....‬فــي لحظــة غضــب كــدت أغــرس‬

‫بنعم قاطعة؟ كاســتمرار انقطاع أنفاســي‬

‫القلــم فــي وريــدي ‪ ...‬أردتــه أن ينــزف إلــى أن تســبح‬

‫كلمــا أفكــر فيــك؟ أيمكنــك أن تتجــود علــي بــأن ترســل‬

‫قصاصــات الــورق ثــم تطفــو ‪ ...‬ربمــا تتحــرر روحــي ‪ ...‬ربمــا‬

‫القليــل مــن نســمات حضــورك ‪ ...‬أصبــح هاجــس غيابــك‬

‫تشــفى قليــا‪...‬‬

‫لألبــد يشــعرني باالختنــاق ‪ ....‬هــل يمكنــك أن تعيــد إلــي‬

‫ ‬

‫كيــف لــك أن تكــون الســبب الوحيــد لســعادتي‬ ‫‪ ...‬فحتــى فــي أعمــاق وحدتــي أجــد الســعادة بســببك ‪...‬‬

‫ ‬

‫جمالــي ‪ ....‬تكفينــي رســمة كحــل برؤيتــك‬ ‫كل مــن يعرفنــي يشــهد بذكائــي‪ ....‬كنــت‬

‫ ‬

‫فأمــل عودتــك إلــي يكفــي ألن تــزول غيمــة اليــأس مــن‬

‫وحــدي دومــً أجــد اإلجابــة لــكل األســئلة التــي حيــرت‬

‫فوقــي ‪...‬‬

‫الجميــع ‪ ...‬ولكــن هنــاك ســؤال واحــد لــم أســتطع إجابتــه‬

‫ســأخبرك ســرًا ‪ ...‬أصبحــت األوقــات التــي أكتــب‬

‫ولكــن كلمــا ســألت أحدهــم كان يجاوبــه عنــي بــدون‬

‫تــردد ‪ ....‬هــو لمــاذا تركتنــي هكــذا؟‬ ‫يقولــون أنــك أحببــت أخــرى ‪ ....‬أو تلهــو مــع أخريــات ‪ ....‬قالــوا كنــت مثــل الدميــة بيــن يديــك ‪ ....‬هــل يمكنــك أن تتواضع‬ ‫وتجيــب بنعــم قاطعــة؟ تقطــع الشــك مــن اليقين وتثبــت غبائي‬ ‫أيمكنك أن تجيب بال قاطعة؟ تقطع الشك من رحيلك األبدي؟‬ ‫ ‬

‫لمــاذا رحلــت خلســة هكــذا ‪ ....‬لــم تتــرك أي أثــر لــك ‪ ...‬كأنــك تحــاول أن تجعلنــي أنســاك بســهولة ‪ ...‬أخــدت‬ ‫ابتســامتك ‪ ...‬صــوت ضحكتــك العاليــة ‪ ...‬أخــدت شــعاع الشــمس الدافــئ ‪ ....‬نســمات البحــر ‪ ....‬أخــدت كل شــيء كان‬ ‫جميــل ‪ ....‬وتركــت لــي فقــط الحــزن والكــرب ‪ ...‬أتعلــم أن اليــوم يصــادف الذكــرى الســابعة لنســيانك ‪ ...‬مضــت ســبع‬ ‫ســنوات منــذ أن قــررت أن أقلــع عــن التفكيــر بــك وأن أنســاك ولكننــي كنــت أفشــل دومــً ‪ ...‬فأصبحــت أحتفــل بهــذه‬ ‫الذكــرى كل عــام ‪ ....‬رغــم أنــه فــي كل عــام كان يــزداد عــدد الذيــن شــاركوني ‪ ....‬زوجــي وابنــاي‪.‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 29‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫بتور‬

‫زن م‬

‫ح‬

‫إبداعات أدبية‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫نســيبة صالح الماحي‬

‫يا سيد السكات والقول‪..‬‬ ‫حبك سر نضار أيام‬ ‫بدونك ُبور‪..‬‬

‫مهما الدنيا بينا تجور‪...‬‬ ‫يمرق قلبي توب الهم‬ ‫عطنه ريد‬ ‫أَ ِ‬

‫نيل وجروف ‪...‬نخيل سامق‬

‫سله ز ّين‬ ‫أَ َغ ّ‬

‫أ ِرض خصبة‬ ‫وخير َم ُ‬ ‫وفور ‪...‬‬

‫وفي فرحك يكون َمشرور‪...‬‬

‫ُ‬ ‫ضــل ُمترامــي فينــي فــرح ومــا‬ ‫بينقــص‬ ‫ب يكبر ‪..‬‬ ‫وح ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُحزن مبتور ‪..‬‬ ‫وبيني وبين أماني ُكتار‬ ‫َع َقدت هواك ليا جسور‪..‬‬ ‫أعدي بك هموم الدنيا‬ ‫ّ‬

‫ب‬ ‫بالزمك ُح ّ‬ ‫ب‬ ‫وأقاسمك ُح ّ‬ ‫ال بمرض وال بيشيخ‬ ‫وال ح يصيبه مرة ُف ُتور ‪..‬‬ ‫أحبك حب‪..‬‬ ‫لــو أنثــره فــي صحــاري‬ ‫الكــون‬ ‫وأ ُرش مــن فوقــه خوفي‬

‫خاطر الحب يبقى معاك‬

‫عليك‬

‫دوام مجبور‪...‬‬

‫تبقى زهور‪..‬‬

‫بعيش جنبك‬ ‫إيدي ما بتفوت إيدك‬

‫إشراق ‪30‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫أ‬ ‫ش‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬

‫شتاق‬

‫بم‬

‫حبي‬

‫بقلم الشاعر‬

‫الهادي النجومي‬ ‫حبيب مشتاق يالقي حبيب‬

‫حبيب ال حبا ال مشتاق‬

‫حبيب ال حبا ال مشتـــاق‬

‫طيوفو بمرقن النجمة‬

‫وحبيب قد السهر عينيو‬

‫بحومو كواكب العشاق‬

‫وماضاق لقيا ‪ ..‬بس عارف‬

‫حبيب ضاق السالم كم يوم‬

‫البعااد حــــــــــــ ّراق‬

‫حبيب فرط صلوهو فراق‬

‫ومرسال يمشي من العين‬

‫وحبيب أدوهو نظرة عين‬

‫يوصل كوم من األشواق‬

‫وحبيب فوقو العشم ما حاق‬

‫ويرجع ال جواب يعجب‬

‫وحبيب كمل شهر وأسبوع‬

‫هو المسكين معلم دربو بالساساق ‪..‬‬ ‫يلم باقي الخيال منيــــــــــة‬

‫وحبيب ياخ ضيق األخالق‬

‫ويلم من باقي كلمات السالم غنية‬

‫وما ظنيت يكون بالعنية فطوهو‬

‫ويعد خطوات بعااااد جابن قريب ليهو‬

‫وال لما المراسيل خشية اإلمالق‬

‫ويعشم في اللقا وفي صغرة الدنيا‬

‫حبيبو والاا مسمي حبيب‬

‫ويقعد جوة ذاتو براو‬

‫وال عارف هو إسمو حبيب‬

‫ويكتــب فــي زقــاق الــروح ‪ ..‬فــراغ محجــوز‬

‫حبيب الحب ال مشتاق‬

‫بكــم منيــة‬

‫حبيب قاعد عوالمو براا‬

‫يسمي مكان حبيب مافيش‬

‫حبيب ‪ ..‬جوا الحلم عايش‬

‫حبيب ما عارف انو حبيب‬

‫وليهو أظن سنين ما فاق ‪..‬‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 31‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫شعار إشراق‬

‫أ‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫مطيعــه محمد أحمد‬

‫في حربي معك‬

‫النــار والنــار!!‬

‫سأســتل قلمــً وأغرســه فــي‬

‫سأدعوك إلى رقصة أخيرة‬

‫قلبــك ‪.‬‬

‫على خطوات الحروف‬

‫سيسيل الحبر منك‬

‫رقصة ألجلنا فقط‬

‫ويمأل أرجاء المكان‪.‬‬

‫رقصــة تطيــر بنــا إلــى أرض‬

‫سيكتب الجرح قصيدة‬

‫ا لميعــا د‬

‫فرجــل مثلــك يســتحق أن ُيقتــل‬

‫ال عــودة للــوراء حينهــا لتكتــب‬

‫علــى أرض المعركــة‬

‫صالحــً فتتــوب‬

‫و ُيصلب على أرض المعركة‪.‬‬

‫فنــاري ســتحيط بــك مــن كل‬

‫ويبعث على يدي‬

‫مــكا ن‬

‫في أرض المعركة‪.‬‬

‫فأنثي النار‬

‫في يوم قيامتنا معًا‬

‫التع ُد أبدًا بالجنة‬ ‫ِ‬

‫وحيــن تتقلــص الخيــارات بيــن‬ ‫إشراق ‪32‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫إ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫مواهب‬

‫مشاركة‬

‫نزار حسن محمد‬ ‫سر الليلة‬ ‫سـ ُ‬ ‫ســر الليــل عميـ ٌ‬ ‫ـك َخيـ َ‬ ‫ـط‬ ‫ ‬ ‫ـق ‪َ ....‬ي َتد َّلــى َّ‬ ‫اكــب ‪ُ ....‬أ ْم ِ‬ ‫ـاهر ‪ ....‬كَ ُخ ُيـ ٍ‬ ‫ـجتْ َها َع َن ِ‬ ‫ان َسـ ِ‬ ‫ـوء ِمــن َق َمـ ٍـر َح ْيـ َر ٍ‬ ‫سـ َ‬ ‫الضـ ُ‬ ‫ـوط َن َ‬ ‫ـد أَ ْنـ ِـزل ‪َ ....‬ي َتغَ ْلغَ ـ ُ‬ ‫الف ْكــرة‬ ‫ـل َفيـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫وح أو مــن َنافـ َ‬ ‫ـاما ِتي أَ ِلـ ُ‬ ‫ـج ِإلَيـ ِـه مــن َبـ ِ‬ ‫ـذة ِ‬ ‫أص َعـ ُ‬ ‫الضــوء َوأَ ْص َعــد ‪ْ ....‬‬ ‫ـاب الـ ُّـر ِ‬ ‫سـ َ‬ ‫ـض النُّ ــو ِر َم َ‬

‫ـكنُ ِني ‪ ....‬ال َّليـ ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫افــي ‪ ....‬أَ ْب َحـ ُ‬ ‫أَ ْب َحـ ُ‬ ‫ـات‬ ‫ـي ‪َ ....‬ق ْل ُبـ ُـه َن ْج َمـ ٌ‬ ‫ـل َو ِحيــد ‪َ ....‬‬ ‫ـل َ‬ ‫الخ ِ‬ ‫وغ ِريـ ٌ‬ ‫ـب َضا ِئــع ِفـ ّ‬ ‫ـث عــن ِســر َي ْ‬ ‫ـث عــن ِسـ ِّر ال َّل ْيـ ِ‬ ‫ظــة ‪ ....‬وال َّل ُ‬ ‫فنــي ُع ْمــ َره فــي لَ ْح َ‬ ‫ــم َه ِزئــً‬ ‫ُوم ُ‬ ‫بكــي أَم َت ْ‬ ‫ض َحــك؟ ِ‬ ‫اب َي ِ‬ ‫ــض َت ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ــه ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫صــرخ َي َت َّ‬ ‫وجــع أَم َي ْب ُ‬ ‫يــل َهــل َي ْ‬ ‫وش َ‬

‫السـ ْـج ُن أَم الســجان َت َّ‬ ‫ـح ِلــي َيــا لَيـ ُ‬ ‫رقــب َمــا‬ ‫الو َجــعُ َ‬ ‫ـاخر؟ ‪ ....‬ال َّل ْيــل ُح ْ‬ ‫ـت ِ‬ ‫ضـ ُ‬ ‫امــن أَم َشـ ِ‬ ‫الك ِ‬ ‫َسـ ِ‬ ‫ـاهد؟ ُبـ ْ‬ ‫ـل أَخْ ِبر ِنــي أَأَ ْنـ َ‬ ‫ـن َ‬ ‫ـك وأَ َنــا َيــا لَيــل ِم ْث ُلـ َ‬ ‫َحولَـ َ‬ ‫ـق أم إ ِّنــي أَ ْسـ ُ‬ ‫سـ ُ‬ ‫ـكنُ ِني َق َلـ ٌ‬ ‫ـق؟‬ ‫ـك ُن ِفــي َقلـ ِ‬ ‫ـك َي ْ‬ ‫ـب القَ َلـ ِ‬

‫مشاركة‬

‫هناء عبداهلل‬ ‫ ‬

‫قلــم حبــر أزرق ‪ ...‬قصاصــات ورق تحتــرق‪ ،‬دخــان يتصاعــد يضيــف إلــى ذلــك العالــم جرعــة مــن التوتــر ‪ ...‬إنــه‬ ‫عشــقي‪ ،‬أدمنتــه كغيــري ‪ ...‬غيــر أنــي ال أنــوي اإلقــاع عنــه‪ ،‬أذوب فيــه ويقتلنــي الشــجن ‪ ...‬مــن يخبــر األحبــة أنــي‬ ‫موجــع‪ ،‬أصطلــى بنــار أشــواقي‪ ،‬وحنيــن بيــن الجوانــح يحتــرق‪ ،‬واألفــراح قــد ولــت مواســمها‪ ،‬واألمــل ســابح فــي‬ ‫ظلمــات األفــق البعيــد ‪ ...‬ليلــي بــا قمــر‪ ،‬نجومــه تــوارت خلــف غيمــات االنتظــار‪ ،‬وســحب األســى تركــض خلــف األمــل‬ ‫الســابح ‪ ...‬وفــي ظلمــات النفــس تمــردت أشــعة قمــر آخــر‪ ،‬واسترســلت نغمــً يداعــب أوتــار التواصــل‪ ،‬رغــم تعاقــب‬ ‫الســنوات تســربلت إلــى الدواخــل بتداعيــات األمــل وثــوب التفــاؤل بغــد جميــل‪ ،‬والتطلــع إلــى وجــه مشــرق‪ ،‬وجــه‬ ‫كلمــا أمعنــت فيــه النظــر تجــدد جمالــه‪ ،‬وتبادلــت فيــه المواســم يتقطــر مــن خاللــه المطــر ليبلــل يبــاس الســنين‪،‬‬ ‫وتشــع البهجــة بألــوان قــوس قــزح‪ ،‬فأعــود ألقــف علــى رصيفهــا مجــددًا حلــم جميــل ‪ ...‬فــي وقــت قصيــر ‪ ...‬نســمة‬ ‫هجيــر ‪ ...‬لفحــت جســدي ‪ ...‬جردتنــي مــن إرادتــي فصــرت رهــن إشــارتها رحلــت وفــي الخاطــر تســاؤل غريــب أيــن‬ ‫غــاب القمــر ‪...‬؟!‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 33‬إشراق‬


‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫مجلة إشراق‬

Hussam Abbas Studios Photography and Graphics Designs, Editorial and Addvertising

2015/5/15 | ‫العدد العاشر‬

34 ‫إشراق‬


‫النية‬

‫حة إع‬

‫مسا‬

‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 35‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫الرسام‬

‫محمد اسماعيل‬

‫إشراق ‪36‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 37‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫جانب من أمسية مجلة إشراق الثقافية‬

‫إشراق ‪38‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 39‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شــر ا ق جيــل يضيــئ ا لمســتقبل‬

‫إشراق المواهب هي مساحة لعرض مواهبكم و‬ ‫إبداعاتكم و مشاركتها مع القراء و تنمية تلك المواهب‬ ‫شعر أو تصميم أو تصوير أو أي شكل من أشكال الفن‬ ‫واإلبداع‪ ......‬للراغبين في المشاركة إرسال مشاركاتهم‬ ‫عبر البريد اآلتي‪-:‬‬

‫‪ishraq.magazine@gmail.com‬‬ ‫أو إرسالها عبر صفحة الفيسبوك‬ ‫‪facebook.com/ishraqmagazine‬‬

‫إشراق ‪40‬‬

‫العدد العاشر | ‪2015/5/15‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫ كل الشكر لكل من أهدونا من وقتهم‬ ‫الثمين إلنجاح هذا العمل الذي نطمح أن يكون‬ ‫رسوال منا يستبشر به سوداننا الحبيب بجيل‬ ‫يضيئ المستقبل‬

‫فريق العمل‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫التصميم ‪:‬‬ ‫المراجعة اللغوية ‪:‬‬

‫محمد فخرالدين محمد‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫صالح عبدالوهاب صالح‬

‫‪Twitter: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪Instagram: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪facebook.com/ishraqmagazine‬‬ ‫إشراق جيل يضيئ المستقبل‬

‫‪ 41‬إشراق‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.