العدد السابع for issuue

Page 1

‫سكت الرباب‬ ‫محمود عبدالعزيز‬ ‫ســكت الربــاب قبــال يقــول كلماتــو‬ ‫بــي شــوق يهمســا‬ ‫لمــا النغــم الــكان بدغــدغ فينــا‬ ‫احســاس واتنســى‬

‫مقاالت إشراق‬ ‫حلم الشاب السوداني‬ ‫داعش تعدمنا‬ ‫بالتكنولوجيا‬ ‫برا النص‬ ‫إىل النيل ال تسأل عن‬ ‫التعب‬ ‫دوتسوفسكي‬

‫سكت الرباب‬ ‫اخر القول‬ ‫احملقق فريد‬

‫النجم الربازيلي‬ ‫ريكاردو كاكا‬ ‫صاحب اإلجنازات و‬ ‫املوهبة‬

‫كانون تكشف عن كامريتني جديدتني‬ ‫تعلم لغه مع دوليمقو‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫إشراق العدد السادس‬

‫كلمة العدد‬

‫يتجــدد اللقــاء و يحلــو كلمــا أتينــا بمــا‬ ‫هــو جديــد ‪ ,‬ال دافــع إلجتهادنــا وال‬ ‫مبــرر لســهرنا إال نيــل رضــاء جمهورنــا و‬ ‫قرائنــا‬ ‫وهــا نحــن نتعهدكــم بــأن رســالتنا ســتظهرعلى أرض‬ ‫الواقــع فــي القريــب العاجــل‬ ‫و ســتغدوا أحالمنــا حقيقــة و تصبــح «إشــراق» هديــة‬ ‫نقدمهــا لوطننــا الغالــي‬ ‫ليستبشر بيجيل يضيئ المستقبل‬ ‫نتمنى أن ينال هذا العدد رضائكم ‪...‬‬ ‫و إلى لقاء يجمعنا في العدد القادم ‪...‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫حممد فخرالدين‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪2‬‬


‫مقاالت إشراق‬ ‫حلم الشاب السوداني‬ ‫داعش تعدمنا‬ ‫بالتكنولوجيا‬ ‫برا النص‬ ‫إىل النيل ال تسأل عن‬ ‫التعب‬ ‫دوتسوفسكي‬

‫تقرأون يف‬ ‫هذا العدد‬

‫حكايات إشراق‬

‫إشراق _ الرياضه‬

‫سكت الرباب‬ ‫اخر القول‬ ‫احملقق فريد‬

‫النجم الربازيلي‬ ‫ريكاردو كاكا‬ ‫صاحب اإلجنازات و‬ ‫املوهبة‬

‫تكنولوجيا إشراق‬ ‫كانون تكشف عن‬ ‫كامريتني جديدتني‬ ‫تعلم لغه مع دوليمقو‬ ‫‪ 3‬إشراق‬

‫أبداعات ادبيه‬ ‫رثاء حب‬ ‫األ مل‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫و مثــال آخــر الكاتبــة و الروائيــة الســودانية ليلــى‬

‫إلــى الشــاب الســوداني كانــت اإلجابــة (( أن أعمــل‬

‫أبــو العــا ‪:‬‬

‫فــي وظيفــة جيــدة وأمتلــك شــقة وســيارة وأتــزوج‬

‫فازت روايتها ‪: Minaret‬‬

‫)) تحســر مقــدم البرنامــج و قــال إن هــذه ليســت‬

‫بـــ «جائــزة كيــن لــأدب األفريقــي» بلنــدن‪ ،‬ورشــحت‬

‫أحــام فهــي حــق مــن حقــوق كل شــاب‬

‫أعمالهــا األخــرى لجوائــز رفيعــة‪ .‬ترجمــت روايــات‬

‫فهــا نحــن أيضــً نتحســر فهــي بالفعــل أمنيــة كل‬

‫ليلــى مــن اللغــة اإلنجليزيــة إلــى اثنتــي عشــرة لغــة‬

‫شــاب ســوداني !!‬

‫منهــا العربيــة و أذاعــت لهــا إذاعــة بــي بــي ســي‬

‫ف الســؤال هنــا هــل الدولــة التوفــر إحتياجــات‬

‫مجموعــة مــن القصــص القصيــرة و المســرحيات‪,‬‬

‫الشــباب ؟؟‬

‫و غيرهــم العديــد أمثــال ليلــى أبــو العــا و الدكتورة‬

‫مخرج ‪:‬‬

‫وداد المحبوب ‪...‬‬

‫تحدثــت عــن هــذه النقطــة مــن قبــل فأعجبنــي‬

‫فالشــاب الســوداني طمــوح يحتــاج إلــى تنميــة و‬

‫تعليــق مختتــم للحديــث عــن هــذا الموضــوع فــكان‬

‫تطويــر المعــارف و القــدرات الذاتيــة مــن الصفر حتى‬

‫‪:‬‬

‫يتــم تقديمهــا رســميًا للجميــع و يلقــى صاحــب‬

‫لقــد تمنيــت كل المنــى بعــد تخرجــي مــن المراحــل‬

‫الفكــرة تشــجيع و دعــم كبيــر حتــى تــرى فكرتــه‬

‫الدراســية الجامعيــة أن أرد و لــو بقليــل لوالدتــي‬

‫النــور ‪ .‬فــإذا أصبحــت كل اإلمكانيــات و المتطلبــات‬

‫العزيــزة أطــال اهلل فــي عمرهــا فمهمــا فعلــت فلــن‬

‫مهيــأة لــكان أمنيــة كل شــاب أمنيــة صعبــة لنــا و‬

‫أســتطيع رد و لــو جــزء بســيط‬

‫لكنهــا فــي متنــاول اليــد ‪.‬‬

‫فعــذرًا والدتــي كنــت أتمنــى تحقيــق أكثــر مــن مــا‬

‫و بالرجــوع إلــى موضــوع الحديــث فــي أحــد‬

‫تتمنيــه و لكــن أنــا فــي وطنــي كالغريــب ‪ .‬يــكاد‬

‫البرامــج العربيــة أعــد مقــدم البرنامــج حلقــة عــن‬

‫تحقيــق أمنيــة فيــه أكثــر مــن مســتحيل فالتمســي‬

‫طمــوح الشــاب العربــي ‪ ,‬فأجــرى اســتبيان مــع عــدد‬

‫لــي العــذر وأنــا علــى وعــدي و وعــد الحــر ديــن عليــه‬

‫ ‬

‫مــن الجنســيات فــكان لــكل واحــد منهــم أمنيــة و‬ ‫طمــوح مختلــف عــن اآلخــر ‪,‬عندمــا وجــه الســؤال‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪4‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫بين قوسين‬

‫حلــم الشــاب‬ ‫الســوداني‬

‫بقلم الكاتب‬

‫إسالم عمر احمد‬ ‫كل منــا لديــه أحــام يتمنــى تحقيقهــا بعضهــا مســتحيل و البعــض اآلخــر‬ ‫ ‬ ‫يســهل تحقيقــه ‪ ,‬و لكــن مــاذا إذا كانــت أحــام الشــاب الســوداني فــي متنــاول‬ ‫اليــد و لكــن يصعــب تحقيقهــا ؟! هــذا الســؤال قــد يصعــب االجابــة عنــه !!‬

‫قــال ويلــي جولــي فــي كتابــه بعنــوان «‬

‫فالشــاب الســوداني يمتلــك قــدرات و طاقــات خالقــة‬

‫تلزمــك دقيقــة واحــدة فقــط لتغيــر حياتــك « ‪ « ..‬إذا‬

‫قــادرة علــى تقديــم الكثيــر للمجتمــع المحلــي و‬

‫اســتطعت تكويــن الحلــم فــي ذهنــك وزرعــه فــي‬

‫توجــد نمــاذج مــن شــباب ســوداني حقــق إنجــازات‬

‫قلبــك ‪ ,‬و ال تــدع فرصــة لشــكوكك أن تخمــده ‪ ,‬فمــن‬

‫ضخمــة فــي عالــم األعمــال و غيــره و أســس شــركات‬

‫الممكــن أن يصبــح حلمــك حقيقــة «‬

‫كبيــرة بدأهــا مــن الصفــر ‪ ,‬فلــن نســتهين بقــدرات‬

‫فــي إســتبيان أجريتــه مــع بعــض الشــباب عــن‬

‫الشــاب الســوداني فقــط يحتــاج إلــى مــن يتبنــي‬

‫طموحهــم تشــابهت أمنياتهــم فــي نقــاط محــددة‬

‫أفكارهــم و تطويــر مهاراتهــم اإلبتكارية و اإلبداعية‬

‫و هــي (( التخــرج مــن ثــم الوظيفــة والــزواج وســيارة‬

‫و اإلنتقــال مــن نمطيــة الفكــر التقليــدي المحــدود ‪,‬‬

‫وبيــت أو شــقة ))‬

‫فيكفــي أن لدينــا علمــاء ســودانيون يعملــون فــي‬

‫قــد يســتغرب الشــباب العربــي مــن أمنيــات الشــاب‬

‫وكالــة ناســا للفضــاء مــن أمثالهــم دكتــورة (( وداد‬

‫الســوداني ‪ ,‬فأحالمهــم تنفيــذ مشــروع قــام‬

‫المحبــوب)) تفــردت باختــراع برنامــج لتنقيــة الصــور‬

‫بتصميمــه أو إختــراع أو أن يصبــح مؤلــف مشــهور‬

‫المأخــوذة مــن الفضــاء عــن طريــق إزاحــة الشــوائب‬

‫صاحــب كلمــات بليغــة يســتطيع بهــا الوصــول إلــى‬

‫البيئــة الفضائيــة و هــو اختــراع مســجل باســمها‪.‬‬

‫قلــوب القــراء ‪ ,‬أو شــهرة ينالهــا مــن فــن أو كــورة أو‬

‫تعمــل االن بروفســير فــى جامعة هامبتــون (‪Hampton‬‬

‫أيــً كان ‪.‬‬

‫‪( )Unit‬بفرجينيــا و وكالــة الفضــاء األمريكيــة (ناســا)‪.‬‬

‫ ‬

‫‪ 5‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫‪ ،‬لــم تكــن التكنولوجيــا مبنيــة علــى مبــدأ ســيء بــل نحــن مــن أعــاد بناءهــا بمبــادئ ســيئة ! قــد يكــون‬ ‫الواتســاب هــو أســرع وســيلة للتواصــل واآلن أصبــح ( الواتســاب ) هــو أســرع وســيلة لنقــل فضائــح و عــورات‬ ‫النــاس أصبــح الفيديــو الفاضــح يشــاهد أكثــر مــن مئــة مــرة و يرســل لــكل األصدقــاء المضافيــن بالقائمــة‬ ‫بينمــا رســالة تواصــل بيــوم الجمعــة ال تحظــى بربــع ذلــك اإلهتمــام ‪ .‬أمــا بالنســبة لموقــع التواصــل اإلجتماعــي‬ ‫الشــهير (بالفيــس بــوك) صمــم هــذا الموقــع لإلســتفادة التامــة منــه مــن جميــع الجوانــب و إنشــاء صفحــات‬ ‫تســاعد فــي التوســيع الفكــري و المعرفــي إال أننــا أصبحنــا نضيــع مئــات الســاعات فــي البحــث عــن عــورات‬ ‫النــاس و التســبب فــي إشــعال نــار الفتنــة بيــن األصدقــاء أو األهــل أو المعــارف ‪ ،‬إضافــة إلــى ذلــك لــم يكــن‬ ‫مبــدأ اإلتصــاالت هــو إضاعــة الوقــت و إنمــا كان المبــدأ ســهولة التواصــل و توفيــر الجانــب المــادي ‪ .‬و لكــن‬ ‫أصبحنــا اليــوم نفقــد وظائــف العمــل و نضيــع أوقــات عباداتنــا و إندثــر مــا يســمى قــراءة الكتــب و األســواء‬ ‫مــن كل ذلــك أن فقدنــا التواصــل المباشــر مــع األهــل و األقــارب ‪ ،‬فاليــوم نجتمــع فــي مــكان واحــد و كل‬ ‫منــا مشــغول بعالــم آخــر كل منــا يحمــل هاتفــه المحمــول و ال يوجــد شــخص يصغــي لحديــث شــخص آخــر‬ ‫‪ ،‬أصبحنــا اليــوم نســعى للوحــدة و الجلــوس وحيديــن إلضاعــة الوقــت فــي مواقــع التواصــل االجتماعــي و‬ ‫أصبحنــا نفقــد القريبيــن لهفــة للتواصــل مــع البعيديــن ‪ ،‬نفقــد مئــات الســاعات فــي شــيء ال يقــدم لنــا‬ ‫أنــت لــم تعدمينــا فقــط بــل‬ ‫إال الضــرر المترتــب علــى ديننــا و مبادئنــا و أخالقنــا ‪ ،،‬داعــش ( التكنولوجيــا) ِ‬ ‫أحرقتينــا و أحرقتــي جيلنــا القــادم بهــدم األخــاق و القيــم‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪6‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫داع��ش تعدمن��ا‬ ‫بالتكنولوجيا‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاله حافظ‬

‫داعــش تعدمنــا بالتكنولوجيــا ! إنتشــرت فــي األيــام األخيــرة ظاهــرة‬ ‫ ‬ ‫التنظيــم الدولــي بمختلــف البلــدان بمــا يســمى بتنظيــم داعــش يدعــون‬ ‫تطبيــق اإلســام واألخــاق المثلــى إال أنهــم يفعلــون عكــس ذلــك ‪ ,‬ليــس بســوء‬ ‫الفكــرة و إنمــا بســوء التطبيــق و فظاعــة المبــدأ ‪ ،‬مقالــي هــذا يتحــدث عــن أضرار‬ ‫التكنولوجيــا علــى مجتمعنــا وعلــى مبادئنــا و أخالقنــا ليــس بســوء فكرتهــا و‬ ‫إنمــا أصبحــت ســيئة بســوء أخالقنــا و ســوء إســتخدامها‪.‬‬ ‫نحــن و أخــص بذلــك نحــن المســلمين و‬

‫األخالقيــة أوالً مراعــاة إلــى أن مــكارم األخــاق كانــت‬

‫العــرب نســعى دائمــً إلســتخدام الحــد الســيء لكل‬

‫مــن شــيم العــرب و وصــى بهــا الحبيــب المصطفــى‬

‫ســاح ذو حديــن بتطبيــق كل الســبل اإلجراميــة و‬

‫فــي رســالته التــي جــاء حاملهــا مــن إلــه ال إلــه إال هــو‬

‫كل الســبل الفاســدة و أدعــم كالمــي بهــذا المثــل‬

‫أمــا فــي مجتمعنــا هــذا نــادرًا مــن يســعى لتعلــم‬

‫فــي بــاد الغــرب عندمــا يدخــل الطالــب الجامعــي أي‬

‫المفيــد و إنمــا نبحــث عــن شــخص يجيــد برمجــة‬

‫مجــال كمجــاالت اإلتصــاالت أو برمجــة الحاســوب يتــم‬

‫الحاســب لتهكيــر حســابات البنــوك أو خطــوط‬

‫أخــذ القســم منــه بعــدم إضــرار أي شــخص و عــدم‬

‫الطيــران أو أي نــوع بشــتى أنواعهــا ‪ ،‬ال يكتفــي‬

‫تقديــم الجرائــم التــي يترتــب عليهــا ضــرر المجتمــع‬

‫بالمعرفــة الخاصــة و إنمــا يبحــث عــن المزيــد مــن‬

‫أو ضــرر أي فــرد ينتمــي‬

‫أجــل الضــرر ‪ .‬أمــا إذا ألقينــا نظــرة عامــة علــى‬

‫لهــذا المجتمــع و‬

‫اســتخدام العــرب للتكنولوجيــا فبــكل أســف‬

‫تحــدث‬

‫يقــف قلمــي حزينــً عــن وصــف مــا يجــول بخاطــري‬

‫نهضــة عالميــة‬

‫و تبكــي عيونــي عــن اإلنحطــاط األخالقــي الــذي‬

‫و‬

‫إقتصاديــة‬

‫ال يشــبه شــيمنا و ال تفاصيــل ديننــا و علــى هــذا‬

‫بســبب‬

‫النهضــة‬

‫المبــدأ لقبــت هــذه األخــاق الفاســدة باســم داعــش‬

‫ ‬

‫بذلــك‬

‫‪ 7‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫يجتمــع الســياح بشــقيهم فــي حشــود و تجمعــات ال تخــرج عــن كونهــا طربيــة فقــط ‪ ،‬لكــن يظــل ســؤاالً‬ ‫مطــروح هــل جنــت الخرطــوم عائــدًا ماديــً أو ماليــً مــن هــذه المهرجانــات الســياحية ‪ ،‬أي هــل كان العائــد‬ ‫مكافئــً للمنصرفــات ‪ ..‬؟‬ ‫ال معنى لتجمعات و حشود للطرب و التراقص فقط ‪.‬‬ ‫ال معنــى لهــذه الســياحة فــي ظــل تدهــور البنيــات التحتيــة لهــذه المــدن و التخلــف الحضــاري والمعمــاري‬ ‫بجانــب البيئــي‪.‬‬ ‫الســياحة فــي األســاس مظهــر جــاذب قبــل أن تكــون مناشــط و مهرجانــات ‪ .‬مــاذا لــو اتجهــت الخرطــوم ‪-‬‬ ‫كمثــال ‪ -‬ألفــكار جديــدة متناســبة مــع الطبيعــة الجغرافيــة و الثقافيــة لهــا ؟ ‪.‬‬ ‫ ‬

‫مــاذا لــو اجتهــدت لتكــون مدينــة تســويقية للمنتجــات المحليــة و معرضــً لمنتجات الــدول المجاورة ؟‬

‫مســتفيدة مــن موقعهــا الجغرافــي و مــا لهــا مــن تداخــل و تمــازج ألعــراق ســودانية مختلفــة تؤهلهــا لتكــون‬ ‫مركــزًا اقتصاديــً للســودان و للــدول األفريقيــة و العربيــة بجانــب االســتفادة مــن مســاحة أرض المعــارض ببري‬ ‫الضخمــة و توجيههــا فــي خدمــة االقتصــاد الوطنــي و التنميــة ‪ ،‬مســتنفرة اإلمكانيــات الماديــة و البشــرية‬ ‫فــي عمليــة التطويــر البيئــي لمدنهــا ‪ ،‬مســتفيدة مــن طاقــات الشــباب العاطــل بإمكانياتهــم و خبراتهــم‬ ‫البســيطة فــي مشــروع التطويــر العمرانــي و البيئــي و الثقافــي كذلــك‪ .‬و مــن ثــم جعلــت مــن أســواقها‬ ‫المحليــة أســواقًا عالميــة علــى المــدى البعيــد أال تمتلــك المقومــات لتكــون كذلــك ؟‬ ‫الســياحة تتطلــب اإلبــداع و الجــراءة فــي طــرح األفــكار و تقبلهــا أيــً كانــت ‪ ،‬و مــن ثــم مناقشــتها و تنقيحهــا‬ ‫لتصبــح مشــروعًا قوميــً و مصــدرًا ماليــا يمكــن االعتمــاد عليــه ‪ ،‬اختزالهــا فــي‬ ‫الطــرب و التراقــص ال يجــدي و مــن ثــم يجعلهــا عائقــً للتطويــر النقــد‬ ‫ال يعنــي اإلعتــراض و ال يعنــي التقليــل مــن شــأن القائميــن علــى‬ ‫الســياحة فــي الســودان و الخرطــوم تحديــدًا ‪ ،‬لكــن ننتقــد‬ ‫مــن أجــل األفضــل ‪.‬‬ ‫و يبقى الحلم دومًا بأن البد يوم باكر يبقى خير ‪.‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪8‬‬


‫برا النص‬ ‫احلاجة إىل اإلبتكار‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫احمــد المجتبى حاتم‬

‫مدينــة بورتســودان و التــي تقــع فــي واليــة البحــر األحمــر ؛ مــن المــدن الســودانية التــي صــدح‬ ‫إســمها عاليــً فــي األونــة األخيــرة مرتبطــً بالســياحة و المناشــط المختلفــة المصاحبــة لهــا‪.‬‬ ‫و لعــل مــن أبــرز المناشــط ‪ ،‬مهرجــان البحــر األحمــر للســياحة و التســوق أو كمــا يحلــو للبعــض‬ ‫تســميته « ايتانينــا « و هــي كنيــة مســتمدة مــن الثقافــة البجاويــة و تعنــي الترحــاب و ال ِب ْ‬ ‫شــر‬ ‫بالضيــف أو القــادم للمنطقــة ‪ .‬إســتمرارية « ايتانينــا « صاحــب الثامــن أعــوام ‪ ،‬دليــل علــى نجــاح‬ ‫الفكــرة و إستحســان الســياح لهــا بشــقيهم الدولــي و المحلــي‪.‬‬ ‫يعــود ذلــك النجــاح لطبيعــة المدينــة و مــا‬

‫مجــددًا فــي مــكان آخــر يتطلب نقل البيئة نفســها‪.‬‬

‫تتمتــع بــه مــن جغرافيــا و إرث ثقافــي و حضــاري‬

‫فبورتســودان ليســت نهــر النيــل و ليســت البــركل‬

‫يجعلهــا محطــة لتمــازج الثقافــات الســودانية‬

‫و ال الخرطــوم كذلــك ففكــرة نقــل « ايتانينــا «‬

‫ا لمختلفــة ‪.‬‬

‫بنفــس الصــورة غيــر مجديــة‪.‬‬

‫كذلــك إهتمــام المســؤولين بجانــب التطويــر‬

‫ثــم لمــاذا تنقــل الفكــرة « المهرجــان « لمــدن أخــرى‬

‫العمرانــي و الحضــاري ممــا أنعكــس علــى مظهــر‬

‫أليســت هنالــك أفــكار جديــدة تجــذب الســياح لهــذه‬

‫الواليــة و مدنهــا المختلفــة لتجنــي ثمرتــه المدينــة‬

‫المــدن ؟؟‬

‫الســياحية بجــدارة ‪ ،‬ناقلــة بذلــك المشــروع إنســانها‬

‫رغــم محاولــة نهــر النيــل فــي تطويــر الفكــرة و‬

‫لمصــاف التحضــر البشــري‪.‬‬

‫إدخــال بعــض الثقافــات المحليــة بالمنطقــة إال‬

‫مؤخــرًا بــدأت بعــض الواليــات و المــدن الســودانية‬

‫أنهــا لــم تنجــح فــي اإلســتمرار ألن المصــدر للفكــرة‬

‫إستنســاخ فكــرة « ايتانينــا « و نقلهــا ‪ ،‬لــم يحالــف‬

‫إستنســاخ اليتانينــا ‪.‬‬

‫ ‬

‫الحــظ هــذه المحــاوالت ‪ ،‬ليــس لقصــور فــي اإلعــداد‬ ‫أو التنفيــذ فحســب ‪ ،‬لكــن محاولــة إنتــاج الفكــرة‬

‫‪ 9‬إشراق‬

‫ ‬

‫و اآلن الخرطــوم العاصمــة الســودانية تعيــد‬ ‫الفكــرة مجــددًا دون تلقيــح إصطناعــي حتــى! ‪ ،‬ربمــا‬


‫مجلة إشراق‬ ‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬ ‫يحتفــظ بعظمــة األشــواق (رغــم بعــدي برســل ســامي يحكــي شــوقي وكل إحترامــي)‬ ‫و مــع كل هــذه النســمات التــي تخفــف األوجــاع و تمدنــا و لــو بالقليــل مــن مســكنات الصبــر‬ ‫؛ يظــل الوصــول هــو الــدواء الشــافي ‪ .‬و الوقــوف علــى عتبــات المــكان و ملــئ النفــس حــد‬ ‫اإلشــباع مــن ذاتــه التــي نشــتاقها فــي الغربــة فــا شــيء يضاهــي عظمــة الوصــول و الرجــوع‬ ‫إلــى ربــوع الوطــن العزيــز‬ ‫(عــد بــي إلــي النيــل ال تســأل عــن التعــب ‪ ..‬الشــوق طــي ضلوعــي ليــس باللعــب ‪ ..‬لــي فــي الديار‬ ‫ديــار كلمــا طرفــت عينــي يــرف ضياهــا فــي دجــي هــدب وذكريــات أحبائــي إذا خطــرت أحــس‬ ‫بالمــوج فــوق البحــر يلعــق بــي)‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪10‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عمــار عبدالمنعم‬

‫شاب يف الغربه‬

‫إلى النيل ال تسأل‬ ‫عن التعب‬

‫لعــل (ســيف الديــن الدســوقي) عندمــا خــط هــذه الكلمــات كان يؤمــن تمامــً بأن‬ ‫ ‬ ‫النيــل و الوطــن و الغربــة مثلــث شــوق متســاوي (األوجــاع) لبلد واحــد ‪ .‬كان حال ســاكنه‬ ‫فــي يــوم مضــي عندمــا ينــوي أحدهــم طــي شــبابه و يعتــزم الرحيــل ؛ يفتــرش حقائبــه‬ ‫األرض ‪ ،‬و يحمــل بداخلهــا مــا تيســر مــن هــواء و نســمات من النيــل لعلها تأنس وحشــته‬ ‫عندمــا تشــتد عليــه بــرودة الغربــة ‪ .‬و عندمــا تنفــذ البــد مــن رمــز للوصــول يطــرق أبــواب‬ ‫مــن نشــتاق ليبعثــوا أيضــً مــا تيســر مجــددًا‬ ‫فكانــت الرســائل أقــرب الوســائل‬ ‫ ‬ ‫لوصــول األشــواق لذلــك ردد (الدســوقي) قائ ً‬ ‫ال‬ ‫‪( :‬مافــي حتــى رســالة واحــدة بيهــا أتصبــر‬ ‫شــوية !!‬ ‫لوعــد بيناتنــا إنــك كل يــوم تكتــب إليــا‬ ‫هــل يجــوز والغربــة حــارة بالخطــاب تبخــل‬ ‫عليــا !!) ورغــم رحيــل الزمــن الجميــل وآدب‬ ‫رســائله وشــكل الخطــاب وطغيــان الهالــة‬ ‫التكنولوجيــة ؛ فــإن الرســائل ال تــزال تحتفــظ‬ ‫بنفــس الحــروف ‪ ،‬مــع إختــاف إحســاس‬

‫‪ 11‬إشراق‬

‫الوصــول ‪.‬‬ ‫فأثبــت فرضيتهــا (الصــادق اليــاس) عندمــا‬ ‫جعــل مــن (الجــواب) رمــزًا لهــذا الوصــول‬ ‫عندمــا ردد قائــ ً‬ ‫ا (يــا راحــل بعيــد يــا ســايب‬ ‫األحبــاب كان طــاري المعــزة أطرانــا لــو بجــواب )‬ ‫ولكــن حتــى هــذه الرســائل ربمــا يعيــق‬ ‫وصــول إحساســها بعــض (األوجــاع)‬ ‫فجغرافيــة المــكان وإن كانــت حاضــرة فربمــا‬ ‫الزمــان يشــاطرها نفــس المســافات والبعــاد‬ ‫و لكــن يظــل الوجــدان يرســل التحايــا و‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫وم َها ُنــون» و كتــب عــدة قصــص فــي مجلــة كان يصدرهــا أخــوه ميخائيــل دوستويفســكي‬ ‫«م َذ ُّلــون ُ‬ ‫روايــة ُ‬

‫حتــى وفــاة أخيــه فــي ‪1865‬م ‪ ....‬يعتبــر مــن مؤسســي مذهــب الوجوديــة الفلســفي الــذي يميــل للتفكيــر‬ ‫وجــه أو إلــى قــوة خارجيــة‬ ‫الحــر و يؤكــد علــى حريــة اإلنســان و أن اإلنســان صاحــب قــراره و ال يحتــاج إلــى ُم ِ‬ ‫عليــا للتأثيــر علــى أفعالــه‪ .‬بعــد وفــاة أخيــه أدمــن القمــار وأصبــح دومــً بحاجــة للمــال لكــي يدفــع مــا عليــه‬ ‫و أصبــح مديونــً للعديــد مــن محــات النشــر و الطباعــة ‪ ،‬إلتقــى فيمــا بعــد بكاتبــة اختــزال اســمها آنــا‬ ‫ســنيتكينا واتفــق معهــا علــى أن تقــوم بتســيير أمــوره الماليــة حتــى ينتهــي مــن أســطورته «الجريمــة‬ ‫والعقــاب» و قــد كان ‪ ،‬روايــة الجريمــة و العقــاب تعتبــر مرحلــة مفصليــة فــي حيــاة‬ ‫دوستويفســكي حيــث نقلتــه مــن مســتوي عامــة الكتــاب إلــى صفــوة الكتــاب‬ ‫إن لــم يكــن أفضلهــم و ليــس علــى مســتوى روســيا فحســب بــل علــى‬ ‫مســتوى أوربــا ككل ‪ ،‬و حققــت لــه هــذه الروايــة دخ ـ ً‬ ‫ا لــم يحققــه مــن بيــع‬ ‫كل مــا ســبقها مــن روايــات ‪ ،‬الحقــً تــزوج فيــودور مــن آنــا ســنيتكينا‬ ‫وانتقــا إلــى مدينــة ســتاريا روزا فــي نوفغــورد غــرب روســيا حيــث قضــى‬ ‫آخــر ســنين حياتــه فــي إبــداع مفــرط حيــث تعتبــر هــذه المرحلــة هــي‬ ‫مرحلــة مثمــرة فــي نتاجــه األدبــي حيــث كتــب (الشــياطين) و (المراهــق)‬ ‫و (اإلخــوة كارامــازوف) ‪ ...‬عــرف دوستويفســكي بغوصــه فــي دواخــل‬ ‫النفــس البشــرية و صــراع شــخصياته الداخليــة و قضيــة الخيــر و الشــر‬ ‫و دوافــع اإلنســان نحــو الجريمــة و تمــرد اإلنســان علــى أخالقــه و مبادئــه‪.‬‬ ‫توفــي فيــودور فــي فبرايــر مــن ‪1881‬م فــي ســانت بطرســبورغ و شــيعه‬ ‫ثالثــون ألفــً فــي كنيســة الكســندر نيفســكي و قــد نعــاه الفيلســوف‬ ‫األلمانــي نيتشــه بقولــه إن دوستويفســكي كان ســيكولوجيًا وحيــدًا و جديرًا‬ ‫بالتعلــم منــه كأعظــم كتــاب روســيا‪.‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪12‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫فيودور ميخايلوفيتش‬ ‫دوستويفسكي‬ ‫بقلم الكاتب‬

‫احمد كامل‬

‫‪FYODOR‬‬ ‫‪DOSTOYEVSKY‬‬

‫يعتبــر دوستويفســكي مــع ليــو تولســتوي أشــهر الكتــاب الــروس العالمييــن علــى‬ ‫اإلطــاق بأعمالــه الرائعــة والخصبــة العاكســة لألوضــاع المجتمعيــة ‪ ...‬وكتاباتــه تمثــل‬ ‫إرث حضــاري للبشــرية ككل و ليــس روســيا فقــط‪ ،‬و مصــدر لإللهــام والفكــر المعاصــر‬ ‫كروايــة الجريمــة والعقــاب – وروايــة اإلخــوة كارمــازوف‪ ،‬ومعظــم رواياتــه تتضمــن‬ ‫تحليــ ً‬ ‫ا دقيقــً للنفــس البشــرية و تقــدم تحليــل للحالــة النفســية والروحيــة لروســيا‬ ‫فــي ذلــك الوقــت‪.‬‬

‫ولــد فيــودور فــي موســكو ‪1821‬م و هــو االبــن‬

‫وحكــم‬ ‫ــل الشــرطة ُ‬ ‫فيــودور و مــن معــه مــن ِق َب ِ‬

‫حــي مــن‬ ‫الثانــي ألب يعمــل طبيبــً عســكريًا فــي‬ ‫ٍ‬

‫عليــه باإلعــدام فــي ‪1849‬م و لكــن فــي آخــر لحظــة‬

‫أســوء أحيــاء موســكو حيث كان يحــوي الحي مقبرة‬

‫ـدر مرســوم قيصــري‬ ‫و هــو علــى منصــة اإلعــدام َيصـ ُ‬

‫للمجرميــن ومحميــة للمجانيــن و دار ايتــام لألطفــال‬

‫بالعفــو عنهــم وإرســالهم لســيبيريا للعمــل بــدالً‬

‫الم َت َخ َّلــى عنهــم مــن قبــل أهاليهــم ‪ ،‬ومنــذ صبــاه‬ ‫ُ‬

‫مــن ذلــك و ظلــت ذكــرى حبــل المشــنقة فــوق رأســه‬

‫ــر َف متمــردًا وأديبــً ‪ ،‬تخــرج مــن كليــة الهندســة‬ ‫ُع ِ‬ ‫فــي بطرســبورغ لكنــه لــم يلتحــق بالوظيفــة‬

‫كذكــرى مخيفــة فــوق رأســه ألعــوام وقــد وصــف هــذا‬ ‫المشــهد فــي روايتــه األَ ْب َلــه‪.‬‬

‫إلحساســه بأنــه أديــب أكثــر وتعــرف فــي تلــك الفتــرة‬

‫ ‬

‫حكــم األعمــال الشــاقة فــي ســيبيريا كان‬

‫علــى الناقــد فيســاريون بيلنســكي الــذي شــجع‬

‫عــذاب أمــر بالنســبة لــه و حكــى تفاصيلــه فــي‬

‫كتاباتــه وأخــرج فــي تلــك الفتــرة عديــد مــن الكتــب‬

‫كتابــه «ذكريــات فــي منــزل األمــوات» يحكــي فيهــا‬

‫والروايــات جلبــت لــه اهتمــام الطبقــات المثقفــة مــن‬

‫مرضــه الصــرع ومعاناتــه القاســية فــي ســيبيريا ثــم‬

‫الم َعــارض ميخايئيــل‬ ‫المجتمــع وتعــرف بعدهــا علــى ُ‬

‫الخدمــة فــي الجيــش االمبراطــوري حتــي ‪1859‬م‬

‫بيتراشيفســكي الــذي كان لديــه جماعــة ســرية‬ ‫لقــي القبــض علــى‬ ‫تدعــو إلــى تغييــر المجتمــع ‪ُ ،‬أ ِ‬

‫بأوصــاف قاســية‪ ،‬انتقــل بعــد ذلــك إلــى نمــط أكثــر‬

‫ ‬

‫‪ 13‬إشراق‬

‫عمقــً فــي تحليــل الحيــاة االجتماعيــة الروســية فــي‬


‫مجلة إشراق‬ ‫ ‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫الفنــان الراحــل المقيــم محمــود واحــد مــن انجــح الفنانيــن فــي الســودان وهــو اب لبنــت وولديــن‪ ،‬ولــد‬ ‫محمــود عبــد العزيــز فــي الســادس عشــر مــن أكتوبــر ســنة ‪1967‬م بالخرطــوم ونشــأ وترعــرع فــي حــي المــزاد‬ ‫العريــق فــي الخرطــوم بحــري فــي أســرة بســيطة ‪،‬لفــت األنظــار اليــه بســرعة بديهيــه وحفطــه للعبــارات التــي‬

‫ييســمعها وهــو مــا زال أبــن الثــاث ســنوات‪.‬‬ ‫لطالمــا رســم الراحــل البســمة علــى شــفاهنا ولطالمــا أدخــل الفرحــة إلــى قلوبنــا وأعطانــا قــوة مــن األمــل‬ ‫والتفــاؤل‪ ..‬و حببنــا فــي الطــرب الســوداني األصيــل‪ ..‬فــي عــام ‪ 1994‬كانــت البدايــه النتــاج االلبومــات اول‬ ‫انتــاج باســم خلــي بالــك احتــوى علــى خمســة أعمــال خاصــة وهــي خلــى بالــك كلمــات يــس أميــر وألحــان‬ ‫عمــر صــاح‪ ,‬مســافتك كلمــات عــز الديــن هاللــى وألحــان الموصلــى لمــا ردتــك كلمــات مدنــى النخلــى وألحــان‬ ‫وتوزيــع موســيقى ميرغنــى الزيــن وأغنيــة قربــك بفرحنــي وأغنيــة كلمــا ســألت عليــك وهــي أغنيــة واحــدة‬

‫سكت الرباب‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪14‬‬


‫حكايات إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫سكت الرباب‬ ‫محمود عبدالعزيز‬

‫ســامي أمين الشريف‬ ‫محمــود عبدالعزيــز محمــد علــي بــن عــون (الحــوت) (الجــان) والــده كنــزي و والدتــه‬ ‫مــن شــندي المتمــه جدتــه نفيســه بنــت البــاز ولــد بمنــزل جــده محمــد الطاهــر ‪,‬خالــه‬ ‫المرحــوم الطاهــر محمــد الطاهــر مخــرج اعالمــي وايضــا الفنــان المســرحي اميــن‬ ‫محمــد الطاهــر المســرحي القديــر ‪,‬اول مشــاركه ابداعيــه كانــت فــي برنامــج جنــه‬ ‫االطفــال فكانــت بدايــه وانطالقــه وارهاصــات لفنــان قــدم نفســه بــكل شــجاعه‬ ‫للمجتمــع الفنــي الثقافــي صــدح وتغنــي بــاول انطالقه لصوتــه باغاني مصطفي ســيد‬ ‫احمــد ونجــم الديــن الفاضــل وحمــد الريــح فابــدع فيهــا بــكل المعانــي تــزوج محمــود‬ ‫عــدة مــرات ولــه عــدد مــن االبنــاء كان اشــهرهم التوئــم حاتــم وحنيــن محمــود عبــد‬ ‫العزيــز وذالــك لظهورهــم الدائــم معــه فــي العديــد مــن الحفــات ‪.‬‬

‫‪ 15‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫لــم يكــن فنانــً بــل كان مادحــً مميــزًا‪ ..‬وكانــت آخــر أعمالــه مــدح المصطفــى صلــى اهلل عليــه وســلم وكان‬ ‫ينتقــي مفــردات المديــح ببراعــة و يتذوقهــا حتــى إنــه ليعــدك بحالوتهــا‪ ..‬رغمــً عنــك‪ ..‬حيــث ســاهم بــأدوار‬ ‫كثيــرة فــي ذلك‪..‬فحمــود عبــد العزيــز مظهــرًا مــن أهــم مظاهــر النشــاط الثقافــي المرتبــط تمامــً بجمهــوره‬ ‫ومحبيــه‪ ..‬ونجــده دائمــً يبــدع فــي عملــه الــذي يناضــل بملكاتــه‬ ‫المختلفــة التــي تؤهلــه إلنجــاز عمــل متفــرد‪ ..‬وألنــه النافــذة المفتوحــة المط ّلــة علــى عالمنــا الداخلــي‪..‬‬ ‫والمشــرفة علــى عالمنــا الخارجــي‪ ..‬منهــا يتنفــس محبيــه بفنــه المتجــدد دائمــً وبســماع صوتــه الــذي يختــل‬ ‫التــوازن الوجدانــي‪..‬‬ ‫والغنــاء عنــد محمــود مــن أهــم األشــياء التــي يع ّبــر بهــا بصــدق ومشــاعر جياشــة ‪ ..‬فيعكــس صــورة‬

‫ ‬

‫كليــة لوجــوده فــي زمــن مــا‪ ..‬وفــي مــكان مــا‪ ..‬فــي قالــب فلكلــوري مميــز ‪ ..‬ترتبــط فيــه العناصــر واالوركســترا‬ ‫بعالقــات متوافقــة‪ ..‬ومتزنــة‪ ..‬تعكــس قدرتــه علــى اإلبــداع وصلتــه بمــا حولــه‪ ..‬انســانيه محمــود التــي ســبقت‬ ‫شــخصيته كانــت ســببا لنضوجــه حيــث تــروي احــدي بائعــات الشــاي انهــا كانــت تحتــاج للمبلــغ مــن المــال‬ ‫الجــراء عمليــه عيــون لوالدتهــا وزهبــت للجيــران وبــدات تتحــدث عــن احتياجهــا للمبلــغ ومــا كان مــن الراحــل‬ ‫محمــود اال ونهــض مــن مكانــه وبــكل هــدوء وضــع مبلــغ مــن المــال فــي يدهــا فهــو قامــه وجدانيــه بارحــه‬ ‫جــدا فــي مســاعده االخريــن وغيــور علــي االســام للدرجــه التوجــس الوجدانــي ‪...‬وايضــا مــع موقــف المدينــه‬ ‫المنــوره حيــث كان مــع بعثــه كبيــره جــدا لتصــور فيديــو كليــب فــي مديــح المصطفــي صلــي اهلل عليــه‬ ‫وســلم حينمــا همــت البعثــه فــي زيــاره قبــر المصطفــي لــم يقــم معهــم كان يهــم ليــزور الرســول صلــي اهلل‬ ‫عليــه وســلم وحــده فحيمنــا وجــدوه هنــاك قبلهــم كان يجهــش بالبــكاء الشــديد وكأن ان ال يريــد احــدا ان‬ ‫يــراه ارادهــا خالصــه لوجــه اهلل تعالــي انهــا واحــده مــن الحــاالت الروحيــه للراحــل محمــود عبدالعزيــز توفــى‬ ‫فــي الخميــس ‪ 17‬ينايــر مــن عــام ‪2013‬م عــن عمــر يناهــز ‪ 45‬عامــا بعــد صــراع مــع المــرض‪ ،‬فــي رحلــة عالجيــة‬ ‫إلــى العاصمــة االردنيــه عمــان‪ ،‬والجديــر بالذكــر أن تاريــخ ‪ 17‬ينايــر نفســه مــن العــام ‪ 1996‬شــهد وفــاة الفنــان‬ ‫مصطفــي ســيد احمــد وهــذا األمــر يوحــد جمهورهمــا إذ يعتبــرا مــن أكثــر محبوبــي الشــباب حضــورًا وتاثيــرًا‪.‬‬ ‫فــي المجتجمــع الســوداني عامــه والشــباب خاصــه‬ ‫ ‬

‫فقــد رحــل وخلــف تراثــً باذخــً وإســتطاع تشــكيل الوجــدان الســوداني وهــو بالطبــع (اســطورة جيــل)‬ ‫غنــى فأبــدع وأشــجى لنــا جميعــً ولإلنســانية جمعــاء وصــار ملهــم الشــباب الذيــن تعلقــوا بــه وهــي صــورة‬ ‫مشــابهة تمامــً لمــا كان عليــه المطــرب العالمــي (مايــكل جاكســون) وكالهمــا نســيج وحــده فــي عالــم‬ ‫الطــرب الشــفيف ‪ ..‬نســئل اهلل لــه الرحمــه والمغفــره ولجميــع موتــي المســلمين‬ ‫ســكت الربــاب قبــال يقــول كلماتــو بــي شــوق يهمســا‪ ..‬لمــا النغــم الــكان بدغــدغ فينــا احســاس واتنســى‪..‬‬ ‫علمنــا أشــواق العصافيــر للمغــارب والمســا‪ ..‬ســكت الربــاب يــا حليلــو عــاد‪ ..‬حســو الحنيــن الما بقــول همس‬ ‫الشــفايف والعيــون‪ ..‬لغــة األصابــع‪ ..‬الرعشــة ســاعة يلمســا‪ ..‬فقــدت ليالــي الشــوق النجيــم‪ ..‬ز ّيــن صفاهــا‬ ‫وآنســا‪ ..‬أحبابنــا كيــف‪ ..‬ســائلين عليــك‪ ..‬قالــوا الربابــة يــا نــاس قســت‪ ..‬خالنــا لــي نــار القســى‪ ..‬وا خوفــي مــن‬ ‫طــول الطريــق‪ ..‬امشــيهو كيــف بيــن المغــارب و المســا‪ ..‬ســكت الربــاب‬ ‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪16‬‬


‫النهايــات كلمــات يحــى فضــل اهلل وألحــان وتوزيــع موســيقى بهــاء الديــن هــاش فــي عــام‬ ‫‪ 1995‬أصــدرت لــه شــركة حصــاد البــوم ســكت الربــاب الــذي ســجل فــي العاصمــة الروســية‬ ‫بمشــاركة فرقــة روســية والتــي أشــادت بصــوت محمــود والتــي أكــدت أنــه صــوت نــادر فــي‬ ‫العالــم وانــه يمتلــك حنجــرة مثــل االلــة يمكــن أنــت تنتقــل ألي درجــة صوتيــة بــكل ســهولة‬ ‫واحتــوى علــى ســتة أعمــال مــن بينهــا أربعــة أعمــال خاصــة وعمليــن مســموعين وهــي‬ ‫بســال عليــك كلمــات معاويــة الشــوش ‪,‬ســكت الربــاب كلمــات عمــاد الديــن إبراهيــم‪ ،‬عشــان نغنــى وشــذى‬ ‫االيــام كلمــات وجــدى كامــل وكل االلحــان هــي الحــان الفاتــح حســين والمســموعتين حبيبــي فاكــرك معايــا‬ ‫كلمــات حســن الربيــو والحــان محمــد أحمــد عــوض خلــي العيــش حــر ام كلمــات صالــح عبــد الســديد وتوريــع‬ ‫موســيقي الفاتــح حســين ولقــد كان قمــة فــي األداء وتوالــت االلبومــات ســيب عنــادك ‪ ,‬ومــن ثــم جــواب للبلــد‬ ‫‪ ,‬وعمــري اشــهرها البــوم ســكت الربــاب ‪ ،‬نــور العيــون ‪ ،‬ماتشــيلي هــم ‪ ،‬برتــاح ليــك ‪ ،‬شــايل جــراح ‪ ،‬ســاب‬ ‫البلــد ‪ ،‬اكتبــي لــي ‪ ،‬الحنيــن ‪ ،‬خــوف الوجــع ‪ ،‬والعديــد مــن االلبومــات االخــرى حيــث أصــدر الراحــل المقبــم‬ ‫محمــود عبدالعزبــز ‪ 35‬ألبومــً غنائيــً وهــو مــا زال مصنفــً فــي فئــة الشــباب‪ ،‬ضــرب بهــا رقمــً قياســيًا بــل‬ ‫ظــل األكثــر جــرأة فــي مواجهــة قاعدتــه العريضــة بحفالتــه الجماهيريــة التــي نافــس اإلقبــال عليهــا مباريــات‬ ‫القمــة فــي قــوة الحضــور والمتابعــه ‪ .‬والحقيقــة التــي ال يعلمهــا الكثيــر مــن عشــاق الفنــان محمــود عبــد‬

‫العزيــز بأنــه خريــج مدرســة االســتاز الهــادى حامــد ( ود الجبــل )حيــث تاثــر الراحــل باســلوب الهــادي حامــد‬ ‫الفريــد فــى االداء وااللحــان الجديــدة التــي كســرت رتابــة االغنيــة الســودانية حيــث اســتطاع محمــود بموهبته‬ ‫وصوتــه الفريــد مــن عمــل االضافــة الالزمــة حيــث ظــل يــردد اغانيــة لفتــرة طويلــة مــن الزمــن حتــي اعتقــد‬ ‫الكثيريــن انهــا ملــك لمحمــود عبــد العزيــز مــن االغنيــات التــي رددهــا محمــود المدينــه افتقدتــك ‪ ,‬صونــى‬ ‫ليــك ‪ ,‬ســرحتى ‪ ,‬قالــو لــى ســرو ‪ ,‬لــو شــفتى كيــف ‪ ,‬مــع الســراب ‪ ,‬لــو تعــرف معنــى االشــواق ‪ ,‬عقبــال لــى بــان‪,‬‬ ‫والبنفســج فــى ربيعــو‬ ‫لقــد كان محمــود علــى غيــر العــادة فــي شــخصين‪ ..‬الشــخصية المألوفــة شــخصية الفــن واإلبــداع‬

‫ ‬

‫وهــي شــخصية متواضعــة مرحــه‪ ..‬نجــد البســمة فــي ثغــره علــي مــر الزمــان فمحمــود ال يبحــث إال عــن رضــاء‬ ‫جمهــوره ومعجبيــه‪ ..‬بــل كان فنانــً فــي إنســان وإنســان فــي نرجســه ‪ ..‬فلــم يمنعــه مركــزه الغنائــي مــن‬ ‫تعاملــه اإلجتماعــي مــع كل مــن حولــه‪ ..‬فتجــده تــارة بيــن جمهــوره االنســان المتواضــع‪ ..‬وتــارة تجــده بيــن‬ ‫أفــراد الشــعب‪ ..‬يــؤدي األداء الوطنــي الجميــل‪ ..‬ويبــذل الغالــي والرخيــص فــي ســبيل إســعادهم‪ ..‬فكانــت‬ ‫األخــاق الطيبــة هــي مــا تربــى عليهــا محمــود وهــذا مــن أعظــم الصفــات‪ ..‬فــكان فع ـ ً‬ ‫ا يســتحق مــن لقبــه‬ ‫(الربــاب) لقــد ظــل محمــود فنانــً يــؤدي رســالته بانســانية عاليــة‪ ..‬وذوق رفيــع وســاهم فــي رفــع مســتوى‬ ‫األغنيــة الســودانية إلــى أعلــى المســتويات‪ ..‬فإنعكــس ذلــك حبــً وإجــاالً‪ ..‬وتعظيمــً لمحمــود االنســان‬ ‫والصــوت الشــجي الــذي ال يتكــرر فــي ســاحة االبــداع الســوداني‪ ..‬بــل فــي تاريــخ الموســيقي عامــة‪ ..‬فمحمــود‬

‫‪ 17‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫ ‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫تأفــف قلي ـ ً‬ ‫ا ثــم أخــرج مــن جيبــه كارت مكتــوب عليــه « باللغــه االنجليزيــه رصــه طويلــه كــده فيهــا‬

‫كل بياناتــه» إتضــح مــن خاللــه أن إســمه «مصطفــى» يعمــل مهنــدس فــي شــركة انشــاءات ترجــع ملكيتهــا‬ ‫لــه‪ ،‬خــرج مصطفــى مغــادرًا علــى أمــل أن يعــود غــدًا إلكمــال عملــه و بعدهــا ســقطت ســماح علــى أقــرب‬ ‫كرســي قائلــة ‪«:‬غايتــو بمــووووت لــو الــود ده طلــع معــرس وبعديــن ديــل الرجــال وال بــاش مــش المقطعيــن‬ ‫البعرفهــم ديــل ‪ ،،،‬ســجم خشــمن صاحباتــي العرســن مســتعجالن وشــفقانات ودقسسسســن ماشــافن‬ ‫العــز دة»‬ ‫قــررت ســماح أن تصطــاد مصطفــى و تســتدرجه حتــى صالــون بيتهــم ليقابــل والدهــا ‪ ..‬طــوال الليــل كانــت‬ ‫ســماح ترســم فــي خطــط إليقاعــه‪ ،‬لــم تنــم ليلتهــا أفاقــت باكــرًا ‪ ..‬إختــارت مالبســها بدقــة وضعــت لمســات‬ ‫مــن المكيــاج و عطــرت مالبســها ثــم خرجــت إلــى عملهــا ‪ ،،‬و بمجــرد وصولهــا إتصلــت علــى مصطفــى مــن‬ ‫هاتــف الشــركة لتخبــره بموعــده اليــوم مــع مديــر شــركتها‪ .‬أجابهــا بأنــه ســيصل بعــد قليــل ‪ .‬و فعـ ً‬ ‫ا لــم تمــر‬ ‫ســاعة إال و قــد كان مصطفــى أمــام مكتــب المديــر ‪ ..‬لــم يبــدر منــه أي اهتمــام لســماح دخــل لمقابلــة المديــر‬ ‫و خــرج مغــادرًا بعــد إنتهائــه‪ .‬تذمــرت ســماح مــن عــدم إهتمامــة و لعنــت حظهــا لكنهــا لــم تستســلم ‪،،‬‬ ‫مــن الجانــب اآلخــر كان مصطفــى منتبهــً «لخفــة ولفــة» ســماح و كان هــذا يرضــي غــروره ‪ ..‬مــرت األيــام و‬ ‫ســماح تفكــر و تدبــر إلصطيــاد عريــس الغفلــة و أخيــرًا وجــدت ضالتهــا ‪ ،،،‬إتصلــت عليــه لتســألة إذا كان لــه‬ ‫طلــب عنــد مديرهــا ألنــه ســيغادر البــاد قريبــً و لــن يعــود إال بعــد شــهر مــع العلــم أنهــا‬ ‫اتصلــت مــن هاتفهــا الخــاص ‪.‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪18‬‬


‫حكايات إشراق‬

‫آخر القول‬ ‫دهب صيني‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هيفــاء عبدالقيوم األمين‬ ‫« يــارب تتــوب علينــا مــن الشــقاوة دي فترتــا وتعبــت أنــا مــن الغســيل والنظافــة‬ ‫ ‬ ‫متييييــن اتخــارج مــن البيــت » ده‪ ...‬وصلــة « الهرجــي» اليوميــة التــي تقولهــا ســماح عندمــا‬ ‫تتكاســل عــن األعمــال المنزليــة اليوميــة ‪ ..‬تتذمــر دائمــً كثيــرة الــكالم ‪ ...‬كل يــوم تنــدب‬ ‫حظهــا فــي تأخــر زوج المســتقبل المنتظــر ‪ .‬ســماح اإلبنــة الوســطى ألســرة متوســطة‬ ‫الدخــل و التــي تقطــن أحيــاء العاصمــة «الخرطوميــه» حيــث ترجــع جذورهــا إلــى إحــدى‬ ‫قــرى شــمال الســودان الحبيــب‬

‫تخرجــت مــن جامعــة عريقــة و تعمــل فــي شــركة إســتثمار براتــب يكفــي متطلباتهــا‪ ،،‬ســماح يتقــدم‬

‫ ‬

‫لهــا كل فتــرة «عريــس» لكنهــا كانــت ترفــض بســبب تطلعاتهــا الكبيــرة ‪ ،،،‬كانــت تحلــم بمنــزل « حــدادي‬ ‫مــدادي» و ســيارة مــن ذوات الدفــع الرباعــي هــذا غيــر الســفر و الســياحة و المصوغــات الذهبيــة ‪ ،،،‬أحالمهــا‬ ‫هــذه كانــت ســبب رفضهــا الدائــم لعرســان كثــر ‪ ،،‬تزوجــن جميــع رفقاتهــا و أصبحــن أمهــات ‪ ،،‬بينهــا و بيــن‬ ‫نفســها كانــت تتحســر علــى حظهــا و لكنهــا تتظاهــر بأنهــا غيــر مباليــة و تبــرر لنفســها قائلــة « بــورة‬ ‫مضموووونــه و ال عــرس مجهجهــه»‬ ‫تمــر األيــام علــى رتابتهــا و ال شــيء يتغيــر فــي حيــاة ســماح غيــر الضجــر والملــل ‪ .‬و فــي يــوم عــادي فــي‬

‫ ‬

‫حياتهــا ذهبــت فــي تكاســل إلــى عملهــا و أثنــاء دوامهــا جــاء شــاب ثالثينــي العمــر فــي أبهــى أناقتــه تفــوح‬ ‫منــه رائحــة عطــر تــدل علــى شــياكته يحمــل فــي يــده مفتــاح ســيارة و هاتــف و فــي يــده األخــرى بعــض األوراق‬ ‫و هاتــف آخــر ‪ ،،،‬رمقتــه ســماح بنظــرة ســريعة تفحصيــة قبــل أن يصــل إليهــا و فــي داخلهــا تقــول ‪ »..‬أمانــه‬ ‫مــا حــواء وااالــده نضافــة واناقــه عجييييييبــه يــاااارب يكــون ســنغل» جــاء إليهــا مخاطبــً‪ :‬لــو ســمحتي عايــز‬ ‫أقابــل مديــر الشــركة عنــدي كــم حاجــة كــده مســتعجله أجابتــه ‪ :‬المديــر ده الليلــه مــا بجــي عنــدو شــغل بــره‬ ‫‪ ..‬خلــي رقمــك و اســمك عنــد الســكرتارية وح نرجــع ليــك بكــرة إن شــاء اهلل‬

‫‪ 19‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫ ‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫جــاء يــوم الغــد وأثنــاء خــروج ســماح مــن البيــت نادتهــا أمهــا لتوصيهــا قائلــه ‪ «:‬ابقــي عشــرة علــى‬

‫دهيباتــي ديــل واختــاري لــي التقيييــل وظبطــي روحــك ســممممح ماتتراوشــي لــي ســامعه»‪ ...‬أومــأت‬ ‫ســماح براســها إيجابــً علــى كالم أمهــا و خرجــت مســرعة ‪ ،،،‬تقابــا عنــد المــكان المحــدد و دخــا الصائــغ‬ ‫إلختيــار الذهــب و قــام بتبديــل غوايــش أم العــروس كمــا طلبــت هنــا و خرجــا و إبتســامة الرضــا تعلــو وجــه‬ ‫ســماح ‪ ،،‬دعاهــا لتنــاول الغــداء فــي أحــد المطاعــم بعــد فتــرة انتبهــت ســماح لنســيانها لحقيبــة يديهــا فــي‬ ‫الســيارة‪ ،،،‬طمأنهــا بــأن الســيارة مغلقــة و طلــب منهــا عــدم القلــق ‪ ،،،‬أنهيــا جلســتهما و ودعهــا بعــد أن‬ ‫أوصلهــا للمنــزل‪ ...‬دخلــت ألمهــا مبشــرة و عرضــت عليهــا الذهــب فرحــت أمهــا لمــا رأت أعجبتهــا غويشــاتها‬ ‫الجديــدة و مصوغــات إبنتهــا لــم تنــم األم و ابنتهــا تلــك الليلــة مــن الفــرح بذلــك العريــس الــذي بــه فتحــت‬ ‫أبــواب القــدر‬ ‫« ووووووووووووووب علــي والرمــاد والســواد علــي»‪ ...‬أفاقــت ســماح علــى صيــاح أمهــا جاءتها صائحة‬

‫ ‬

‫‪ «:‬الدهــب ده صينــي ياغبيانــه أمــس الواطــه ضــام ماشــفتو ســمح ‪ ،،،‬قومــي علــى حليلــك يــا ســجمانه‬ ‫يارمدانــه ده شــنو ده‪ ...‬يــا أمــي صينــي كيــف وأنــا شــفتو إشــتراه قدامــي مــن الصائــغ ودفــع فيــه قــروش ‪....‬‬ ‫أرح هســه نمشــي للصائــغ وحيأكــد ليــك كالمــي ده»‪ ،،‬ذهبتــا ســويًا للصائــغ ليؤكــد لهــا صحــة كالم إبنتهــا‬ ‫بأنــه فعـ ً‬ ‫ا قــد باعهــا ذهبــً أصليــً ‪ ،،،‬و عندمــا عرضتــا عليــه الذهــب أكــد أنــه نفــس الــذي باعــه و لكنــه صينــي‬ ‫و غيــر حقيقــي ‪ «،،،‬ســريييييييع اضربــي لــي مصطفــي يابــت الليلــه بكتلــو الحرامــي ســرقنا يــا ســماح»‬ ‫تتصــل ويأتيهــا الــرد غيــر المعتــاد الرقــم الــذي طلبتــه مغلــق‪ ...‬ذهبــت ســماح إلــى موقــع الشــركة طلــع‬ ‫موقــع وهمــي رقــم العربيــة طلــع حــق عربيــة مــن مكتــب إيجــار مصطفــى تبعثــر فــي الهــواء و إختفــى و مــا‬ ‫هــو إال لــص محتــرف و لكــن كيــف و متــى إســتطاع تبديــل الذهــب‬ ‫األصلــي بذهــب صينــي شــبيه لــه‪ ....‬حــدث ذلــك‬ ‫عندمــا نســيت ســماح حقيبتهــا في الســيارة‬ ‫‪ ،،‬إتصــل بشــريكه و قــام بفعــل الــازم ‪...‬‬ ‫أم ســماح اآلن « تهضــرب وتكــورك‬ ‫جيبــوا لــي دهبــي» مصطفــي‬ ‫اآلن إســمه أحمــد يبحــث عــن‬ ‫ضحيــة جديــدة أمــا ســماح ‪...‬‬ ‫‪«:‬مــا العــرس ده خلييييتــو‬ ‫واهلل كان جانــي ســيد لبــن وال‬ ‫ود ســفير ماعايــزة اعــرس‬ ‫اهلل يجازيــك يــا مصطفــى بــورت‬ ‫البــت »‬ ‫قالوا ‪ :‬ما كل شيء يلمع ذهب‪.‬‬ ‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪20‬‬


‫ ‬

‫اســتدرجت ســماح عريســها المرتقــب صــارت يوميــً ترســل لــه رســائل تصبحــه و‬

‫تمســيه حتــى تعــود مصطفــى عليهــا ‪ ..‬قطعــت ســماح رســائلها لكــي يتصــل هــو عليهــا‬ ‫و فعـ ً‬ ‫ا قــد نجحــت خطتهــا ‪ ...‬أصبــح يتصــل عليهــا يوميــً يتســامرا ســويًا لمنتصــف الليــل‬ ‫و تحولــت اإلتصــاالت لمقابــات جــرت األمــور علــى عجــل تمامــً كمــا خططــت لهــا ســماح‬ ‫‪ ..‬أخيــرًا أعلــن مصطفــى حبــه لســماح طالبــً منهــا تحديــد موعــد مــع أبيهــا لكــي يتــم‬ ‫المــراد ‪ ،،،‬و قــد كان يــوم الجمعــة القــادم هــو الموعــد ‪ ..‬رتبــت ســماح البيــت دون ضجــر و أعــدت مســتلزمات‬ ‫الضيافــة ‪.‬قــد جــاء مصطفــى مســاءًا بعربتــه الفارهــة جلــس مــع أبيهــا و فــي ختــام الجلســة ودعــه علــى أمــل‬ ‫اللقــاء قريبــً مــع أفــراد أســرته ‪ ..‬فــي اليــوم التالــي تقابــا ســويًا و اتفقــا علــى كافــة تفاصيــل الخطوبــة و حــددا‬ ‫يــوم غــد لشــراء المصوغــات الذهبيــة الالزمــة طلــب منهــا أن تحضــر معهــا كل مــا تملــك مــن ذهــب ليقــوم‬ ‫بتغييــره لهــا ‪ ..‬ودعتــه والفرحــة ال تســعها رجعــت بيتهــا فــي غايــة الســعادة مخاطبــة أمهــا ‪ »:‬بكــرة ماشــه‬ ‫اشــتري دهــب الخطوبــه وكمــان عايــزة اغييــر ختمــي ديــل بــي واحــدات كبــااااار مصطفــى قــال لــي انتــي تامــري‬ ‫بــس ‪ »...‬هنــا طمعــت األم و أرادت أن ينالهــا مــن الحــب جانــب « اســمعيني يــا بتــي بكــره شــيلي لي غويشــاتي‬ ‫دي معــاك وشــوفي لــي واحــدات مانعــااااان والفــرق خلــي مصطفــى االدفعــو ‪ ،،،‬اديتــو بتــي يايمــه مــا يزيــد لــي‬ ‫دهيباتــي ديــل حبــة»‬

‫‪ 21‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫وعندمــا تفحصهــا جيــدًا حلــل ســبب وفاتهــا أنهــا تعرضــت الختنــاق ‪ ،‬كان ذلــك باديــً مــن إزرقــاق وجههــا ‪،‬‬ ‫لفتنــي الطبيــب إلــى خطــوط حمــراء خالطتهــا الزرقــة حــول عنــق الســيدة تقــوى‪ ،‬كان باديًا أن هــذه الخطوط‬ ‫أخفيــت ببــدرة بيضــاء ليســت كالتــي تســعملها الفتيــات ‪ ،‬ولــم توجــد أي آثــار للدماء‪،‬نظــرت إلــى ســاعة يــدي‬ ‫فوجدتهــا تشــير إلــى الثامنــة والنصــف طالبــت بأخــذ عينــة مــن المــاء إلــى المعمــل ليتــم تحليلهــا‪ ،‬وقفــت‬ ‫بعدهــا وقفتــي المعتــادة متمعنــً المــكان حولــي مخاطبــً نفســي ‪:‬راجيــك كتيــر الليلــة يــا فريــد ‪ ،‬هلل يحلنــا‬ ‫بــس ‪.‬‬ ‫بعــد إنتهائــه مــن تحقيقاتــه وقــف أمامــي فوكــس منتظــرًا أن أرفــع رأســي عــن دفتــري الــذي أدون فيــه ألخبــره‬ ‫بمــا أفكــر فيــه ‪ ،‬ســمعت قهقهــات مشــابهة لتلــك التــي ســمعناها فــي الصالــة ‪ ،‬التفــت كل مــن كان فــي‬ ‫المســرح ‪ ،‬فــإذا بــه الرجــل العجــوز مــرة أخــرى جالســً فــي أحــد الكراســي أمــام المســرح مراقبــً المشــهد الــذي‬ ‫أمامــه كمــن يشــاهد تمثيليــة أمامــه ‪ ،‬أحسســت أنــه ســينطق بشــيء غيــر عــادي كالمــرة الســابقة وأنــه‬ ‫ســيكون تحديــً آخــر لــي لــذا لــم أدري مــا الــذي دفعنــي اإلمســاك بقلمــي و االســتعداد لتدويــن مــا ســيقوله‬ ‫ربمــا كمــا يقولــون (الحاســة السادســة ) وخاصــة للمحققيــن أمثالنــا‪ ،‬وحصــل مــا توقعــت‪ ،‬نظــر فــي عينــي‬ ‫مباشــرة بنظرتــة الثاقبــة تلــك التــي تجعلنــي متســمرًا وكأنمــا هــو ســحر يلقــى علــي ثــم قــال ‪:‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪22‬‬


‫حكايات إشراق‬

‫سقوط القمر‪2‬‬ ‫الحلقه الثانيه‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاجر عبداهلل‬ ‫مساعد‬

‫هاتفــت مركــز الشــرطة إلحضــار طبيــب شــرعي و رجــال شــرطة و مباحــث و جميــع مــا‬ ‫يلزمنــا فــي هــذه القضيــة ‪ ،‬وأثنــاء ذلــك كان فوكــس يقــوم بإجــراء بعــض التحقيقــات‬ ‫مــع الحاضريــن داخــل المســرح وإخطــار جميــع القادميــن لحضــور المســرحية أنهــا قــد‬ ‫ألغيــت ‪ ،‬وبعــد ‪ 10‬دقائــق كان طاقمنــا حاضــرًا فــي مــكان الوفــاة ‪.‬‬

‫ ‬

‫كانــت ســاحة المســرح كبيــرة كاشــفة ال يغطيهــا ســقف لتضيــف ســحر الطبيعــة إلــى المــكان ‪،‬بــه‬ ‫مــا يقــارب ‪ 400‬مقعــد ‪ ،‬ســتائر المســرح مرفوعــة عنابيــة اللــون ال تســدل إال عنــد إقتــراب وقــت بــدء المســرحية‬ ‫‪ ،‬أمــا المســرح فــكان تصميمــه يعكــس صــورة البيــت الســوداني قديمــً ‪،‬علــى الجانــب األيمــن مــن حائــط‬ ‫المســرح لوحــة بهــا رســم باليــد عــن منظــر طبيعــي مــن أريــاف الســودان و يميــن اللوحــة بــاب يــؤدي إلــى‬ ‫الصالــة التــي كنــا بهــا ‪ ،‬وزعــت علــى أركان المســرح أوانــي فخاريــة كان الســودانيون قديمــً يســتعملونها‬ ‫للزينــة فــي بيوتهــم ‪ ،‬فــي الجانــب األيســر مــن الحائــط علقــت لوحــة بيضــاء و بجانبهــا وضعــت طاولــة مــن‬ ‫خشــب بهــا مزهريــة‪ ،‬اكتشــفت أيضــً بابــً آخــر فــي هــذا الجانــب يــؤدي إلــى حديقــة صغيــرة خــارج المســرح‬ ‫‪ ،‬أمــا فــي منتصــف المســرح و بالقــرب مــن جثــة الســيدة تقــوى وضعــوا طاولــة خشــبية بهــا كرســيان ‪،‬‬ ‫الغريــب فــي األمــر وجــود كأس مــاء مكســور بالقــرب مــن جثــة الضحيــة تفــوح منــه رائحــة قويــة بــه قطــرات‬ ‫مــن المــاء وبصمــات تــم التعــرف عليهــا بأنهــا بصمــات الضحيــة ‪ ،‬وصــل طاقمنــا فــي ذلــك الوقــت وبــدأ‬ ‫الجميــع أعمالهــم و حــدد الطبيــب الشــرعي زمــن الوفــاة كان فــي تمــام الســاعة الســابعة وعشــرون دقيقــة‬

‫‪ 23‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫أخبرني يا أيمن هل الحظت شيئًا غريبًا على زوجتك مؤخرًا ؟‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫كانــت تقــوى هادئــة ومبتســمة دائمــً ‪ ،‬منهمكــة فــي عملهــا ‪ ،‬وقــد كثفــت معظــم وقتهــا مؤخــرًا فــي إنجــاح‬ ‫هــذه المســرحية‪ ،‬لــم أرى فيهــا شــيئا يدفعنــي إلــى القلــق‪.‬‬ ‫وكيف هي عالقاتها االجتماعية ؟‬ ‫إنســانة محبوبــة جــدًا مــن الجميــع وال أعــداء لهــا ‪ ،‬إال أن صداقاتهــا محــدودة جــدًا فهــي ال تثــق بالنــاس‬ ‫بســهولة ‪ ،‬تحــب التعــرف علــى جميــع أنــواع الشــخصيات وتســتطيع التعامــل معهــا ‪.‬‬ ‫وكيف هي عالقتها مع هؤالء الممثلين ؟‬ ‫عالقــة طيبــة جــدًا ‪ ،‬فهــي عالقــة عمــل ال أكثــر ‪ ،‬قلمــا تــدور خالفــات بينهــا وبيــن البقيــة فــا نتناقــش إال فــي‬ ‫أمــور العمــل ‪.‬‬ ‫أه أجــل‪ ...‬أذكــر أننــي رأيتهــا تبكــي ولكــن عندمــا اقتربــت منهــا مســحت دموعهــا بســرعة وابتســمت كأنمــا‬ ‫شــيئا لــم يكــن وعندمــا ســألتها عــن ســبب بكائهــا قالــت بأنهــا تلقــت خبــر محــزن ولــم تطلعنــي علــى‬ ‫التفاصيــل بــل ســرعان مــا غيــرت الموضــوع وقالــت أنهــا ذاهبــة إلنجــاز أمــر مــا ‪.‬‬

‫في أي يوم كان هذا يا علي ؟‬ ‫في يوم اإلثنين على ما أذكر‪.‬‬ ‫هل لديك تعليق على هذا يا أيمن ؟‬ ‫فــي الحقيقــة أجــل أذكــر أننــي رأيتهــا علــى غيــر عادتهــا ذلك اليوم والحــزن كان باديًا على وجههــا ‪ ،‬أخبرتني‬ ‫أنهــا تلقــت أســوأ خبــر فــي حياتهــا وهــو خبــر وفــاة أعــز صديقة إلــى قلبها ‪.‬‬ ‫ممممم‪ ..‬هكذا إذًا ‪ ...‬حسنًا هل لدى البقية أي قول يود إضافته ؟‬ ‫أجــل ‪ ..‬أذكــر أن نقاشــً حــادًا دار بيــن الســيدة تقــوى و أيمــن صبــاح البارحــة تــردد فيــه اســم عمــر كثيــرًا ‪..‬‬ ‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪24‬‬


‫الجمهــور يهتــف بحــرارة ‪ ،‬نظــرت بعينيــن دامعــة معتليــة ذلــك المســرح تبادلــه النظــرات ‪،‬‬ ‫مــد يــده وانحنــى قائـ ً‬ ‫ا ‪ ،‬مــا بهــا عــروس بلــدي ‪ ،‬عاشــت رهينــة الحــزن ‪ ،‬تنظــر مــرارًا وتكــرارًا‬ ‫إلــى لوحــة بيضــاء ‪،‬وأطبــق الصمــت عليهــا ‪،‬ثــم دندنــت ‪ ،‬ويــا حــرب مــاذا فعلــت ِب ُم َت َّيمِ ــي‬ ‫اقتلعــت قلبــي ودفنتــه فــي الجــراح ‪ ،‬غــدوت دميــة فــي قيــد فراقــه وبالغنــاء تتواعــد‬ ‫األطيــاف ‪.‬‬ ‫صمــت الجميــع برهــة إلــى أن قــام الرجــل العجــوز مــن مكانــه يتــكأ بعكازتــه متوجهــا إلــى‬ ‫خــارج المســرح ‪ ،‬عندهــا التفــت إلــي فوكــس قائــا ‪:‬‬ ‫فريد ‪ ..‬ما هذا الذي كان يقوله العجوز؟‬ ‫ال أدري يــا فوكــس ‪ ..‬صدقنــي ال أدري ‪..‬جاوبتــه وأنــا فــي حيــرة مــن أمــري أفكــر فــي كل كلمــة نطــق بهــا‬ ‫الرجــل دونتهــا فــي دفتــري‪ ،‬لكنــي ســرعان مــا جمعــت أفــكاري وطلبــت مــن فوكــس احضــار جميــع مــن فــي‬ ‫المســرح للجلــوس فــي المقاعــد الســتجوابهم ‪ ،‬جلــس الجميــع كل ينظــر إلــى اآلخــر ال يصــدق مــا يــدور حولــه‬ ‫‪ ،‬خيــم جــو مــن الخــوف والتوتــر علــى الجميــع ودمــوع اآلنســة حســناء ال تنفــك عــن التوقــف ‪ ،‬أمــا أيمــن فحالــه‬ ‫يصعــب وصفهــا واضعــً يديــه علــى رأســه مســندًا ذراعيــه علــى قدميــه ‪ ،‬ال ينطــق بكلمــة كأنمــا شــل لســانه‪.‬‬ ‫حســنًا بمــا أن الجميــع هنــا البــد لــي مــن إخباركــم بأنــه علــي اســتجواب الجميــع فــي وفــاة اآلنســة تقــوى فهــذا‬ ‫إجــراء ضــروري كمــا تعلمــون ليســهل علينــا الوصــول إلــى لغــز هــذه القضيــة ‪ ،‬حســنا يــا فوكــس أرينــي مــا‬ ‫عنــدك ‪.‬‬ ‫ســألت عمــال الصيانــة و الديكــور و عمــال المطبــخ عــن أماكــن تواجدهــم مــن الســاعة الســابعة إلى الســابعة‬ ‫وعشــرون ‪ ،‬فأجابــوا أنهــم كانــوا قــد أنتهــوا مــن أعمالهــم قبــل ذلــك الوقــت و غــادروا ألداء صــاة المغــرب فــي‬ ‫تمــام الســاعة الســابعة وخمســة عشــر ‪ ،‬أمــا بقيــة الممثليــن فلــم يبارحــوا مكانهــم مــن الســاعة الســابعة‬ ‫حتــى وقتنــا هــذا إال ألداء الصــاة أيضــا ‪.‬‬ ‫نظر إلي أيمن محمر الوجه ‪ ،‬وقد خرج من صمته أخيرًا قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫فريــد يــا صديقــي ‪ ،‬ال جــدوى مــن البحــث فــي هــذه القضيــة ‪ ،‬مــا الفائــدة فــي ذلــك وقــد رحــل أعــز إنســان إلــى‬ ‫قلبــي ‪ ،‬أصبــح جســدي هامــدًا ال يقــوى علــى الحــراك ‪،‬كيــف لــي أن أســتمر فــي هــذه الحيــاة مــن غيرهــا ‪ ،‬كانــت‬ ‫هــي الحيــاة التــي أعيشــها ‪ ،‬حســبي اهلل ونعــم الوكيــل ‪..‬‬ ‫دنوت من أيمن محاوالً تطيب خاطره قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫اهلل يصبــرك يــا أيمــن ‪ ،‬هــذا هــو قضــاء اهلل وقــدره ‪ ،‬ولــن نســتطيع اإلحســاس بمــدى ألمــك يــا صديقــي مهمــا‬ ‫فعلنــا ‪،‬حقــا آســف لخســارتك ‪.‬‬ ‫حســنا مــا الــذي تظنــه يــا ســيد فريــد ‪ ،‬أهــي جريمــة قتــل‪ ،‬انتحــار أم مــاذا ؟ ســألني الســيد نجيــب بصــوت‬ ‫حــازم ‪..‬‬ ‫ال أســتطيع أن أؤكــد لــك يــا ســيد نجيــب ســبب الوفــاة ‪ ،‬فــكل مــا أراه حولــي حاليــً يدفعنــي إلــى االفتــراض‬ ‫ولكــن عليكــم جميعــً إطالعنــا علــى كل شــيء حتــى التفاصيــل و األمــور التــي تعتقــدون أن ال قيمــة لهــا‬ ‫قــد تســاعدنا فــي معرفــة ســبب وفــاة الضحيــة؟‪..‬‬

‫‪ 25‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪26‬‬


‫أليــس هــذا صحيــح يــا أيمــن ‪ ..‬رمقــت حســناء أيمــن بنظــرات حــادة كأنمــا تريــد بهــا لومــه فــي‬ ‫وفــاة الضحيــة‪.‬‬ ‫إحمــر وجــه أيمــن غيظــً مــن تصرفــات حســناء و مضايقاتهــا الدائمــة لــه فلــم يســتطع‬ ‫الصمــت هــذه المــرة وإنفجــر غضبــً بصــوت عــال ‪:‬‬ ‫يكفــي هــذا يــا حســناء مضايقاتــك أصبحــت ال تطــاق ‪ ،‬وليــس مــن شــأنك التدخــل فــي‬ ‫حياتنــا الشــخصية ‪ ،‬أال يكفــي مــا ســببته لزوجتــي المســكينة مــن أذى ‪ ،‬ألســت أنــت مــن كان الســبب‬ ‫فــي مرضهــا األخيــر و دخولهــا المشــفى ‪.‬‬ ‫ماذا ؟؟ ها ‪ ...‬هكذا إذًا ‪ ،‬تريد القول أنني السبب في كل ما جرى ‪..‬‬ ‫انتظروا لحظة ؟؟ يبدو أن هناك الكثير من المعلومات التي يجب عليكم إيضاحها ‪.‬‬ ‫فوكس ‪ ..‬أريد التحدث معك على انفراد ؟‬ ‫حسنا ‪ ..‬أنا قادم‪ ..‬ما األمر يا فريد ‪.‬‬ ‫أريــد منــك تقصــي الســبب الحقيقــي حــول بــكاء الضحيــة وجميــع المكالمــات التــي أجريــت فــي يــوم اإلثنيــن ‪،‬‬ ‫وأريــد منــك أيضــً معرفــة عنــوان المشــفى و تاريــخ دخولهــا لــه و الســبب ‪ ،‬و قــم بإرســال رجــال تحريــات إلــى ذلــك‬ ‫المشــفى لتحــري األمــر بعدهــا تابــع التحقيــق مــع البقيــة بينمــا أحقــق مــع أيمــن و أكمــل البحــث فــي هــذا المــكان‪.‬‬ ‫لك هذا يا فريد ‪ ..‬يا رجال انضموا إلي لحظة ‪.‬‬ ‫تركــت فوكــس مــع بقيــة الرجــال لينجــزوا مــا طلبتــه منهــم ثــم أخــذت أيمــن بعيــدًا عــن البقيــة حتــى يســتطيع‬ ‫التحــدث بحريــة أكبــر‪.‬‬ ‫صديقــي أيمــن أعلــم أنــه مــن الغيــر الئــق التدخــل فــي المســائل الشــخصية إال أنــه يجــب علينــا معرفــة كل التفاصيــل‬ ‫‪ ،‬فهــا أخبرتنــا عــن مــا جــرى بينكمــا أنــت والضحيــة ؟‬ ‫تنهد أيمن قلي ً‬ ‫ال ثم قال ‪:‬‬ ‫حســنًا يــا فريــد ‪ ..‬دار ذلــك النقــاش فــي يــوم الســبت عندمــا أخبــرت تقــوى أننــي أريــد أداء دور الجنــدي الفقيــر بــدالً‬ ‫مــن عمــر لكنهــا رأت أن عمــر أفضــل منــي فــي أداء ذلــك الــدور ‪ ،‬و لــم أســتطع تحمــل تلــك الفكــرة ‪.‬‬ ‫دعني أخمن ‪ ..‬كان ذلك بدافع الغيرة ‪..‬أليس هذا صحيح يا صديقي ؟‬ ‫أومأ أيمن برأسه إيجابًا ثم عقب على كالمه قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫أجــل يــا فريــد ‪ ،‬إنهــا قصــة قديمــة ‪ ،‬أراد عمــر الــزواج مــن تقــوى ولكنهــا لــم توافــق علــى طلبــه بــل اختارتنــي أنــا ‪ ،‬كان‬ ‫ذلــك صدمــة بالنســبة لعمــر ‪ ،‬و لكنــه كان طبيعيــً معنــا و لــم يظهــر أي نــوع مــن الكــره و البغــض‪ ،‬الحظــت بعدهــا‬ ‫فــي الفتــرة األخيــرة أنــه يحــاول التقــرب مــن زوجتــي ليثيــر غيرتــي و لألســف نجــح فــي ذلــك فأصبحــت عالقتــي بزوجتــي‬ ‫متوتــرة جــدًا و خاصــة بعــد أن أضاعــت خاتمــً قــد أهديتــه لهــا ‪ ،‬و لكــن ســرعان مــا عــادت الميــاه إلــى مجاريهــا‬ ‫عندمــا جعلتنــي تقــوى أفيــق مــن الوهــم الــذي كنــت أعيشــه ‪.‬‬ ‫هكذا إذًا ‪ ..‬ال بأس يا أيمن اذهب و استرح قلي ً‬ ‫ال فلقد عانيت ما يكفي ‪ ..‬وأنا سأكمل عملي‪.‬‬ ‫ما الذي سيكتشفه فريد ؟‬ ‫تابعونا في الحلقة القادمة‬

‫‪ 27‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫ليحقــق أعلــى معــدل للنمــو فــي أســواق المنطقــة ‪،‬‬ ‫دوالر أمريكــي‪ ،‬كمــا قــاد التحــول فــي حقيبــة الشــركة ُ‬ ‫بجانــب مســاهمته فــي أن تصبــح (بيبســي) أكبــر شــركة للمشــروبات والمنتجــات الغذائيــة فــي روســيا‪.‬‬ ‫ـس لشــركة بيبســي كــوال فــي أوروبــا ‪ ،‬وسيشــرف مــن خــال‬ ‫وفــي ســبتمبر ‪2012‬م ُعيــن الزيــن عبــد اهلل رئيـ ً‬ ‫منصبــه الجديــد علــى جهــود التصنيــف العالمــي للشــركة ضمــن فئــة المشــروبات واألغذيــة العالميــة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بجانــب عمليــات الشــركة عالميــً وخدمــات التســويق واســتراتيجيات‬ ‫التعــاون الدولــي‪ ،‬كمــا ســيقود فريــق الزيــن عبــد اهلل االبتــكارات‬ ‫وتعزيــز العالمــة التجاريــة لبيبســي مع تقليص هيــكل التكاليف‬ ‫الكليــة لهــذه الشــركة العالميــة ‪ ،‬ومجموعــة مــن المنتجــات‬ ‫التــي تشــمل ‪ 22‬عالمــة تجاريــة و‪ 22‬فرعــً و التــي تبلــغ مجمــل‬ ‫عائداتهــا نحــو بليــون دوالر ســنويًا ‪.‬‬ ‫وهــا هــي اآلن مواقــع األخبــار اإلقتصاديــة العالميــة تحتفــي بــه‬ ‫وهــو يعتلــي قمــة واحــدة مــن أعتــى الشــركات العالميــة التــي‬ ‫تــدر عليهــا منتجاتهــا صاحبــة العالمــات التجاريــة ذائعــة الصيــت و‬ ‫أعلــى معــدالت النمــو فــي األســواق العالميــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رجــل ســوداني ُيحلــق‬ ‫ويكفينــا فخــرًا بــأن نــرى‬ ‫عاليــً فــي ســماء الطــرف اآلخــر مــن العالــم ‪..‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪28‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫احمد ســعيد بشير‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫‪PepsiCo Inc.‬‬ ‫‪President‬‬

‫‪Zein Abdalla‬‬

‫أكثــر مايســعدنا ويحزننــا فــي نفــس الوقــت هــو ســماع اإلنجــازات التــي‬ ‫ ‬ ‫يحققهــا الســودانين فــي الخــارج ‪ ..‬مــن هــؤالء المبدعيــن الزيــن عبــد اهلل رئيــس‬ ‫شــركة بيبســي العالميــة ‪..‬‬ ‫وقــد شــغل عبــد اهلل‪،‬الــذي انضــم للشــركة فــي العــام ‪، 1995‬عــدة مواقــع‬ ‫ ‬ ‫كان آخرهــا منصــب المديــر التنفيــذي للشــركة فــي اوروبــا‪.‬‬ ‫وعبد اهلل يحمل بكالريوس بمرتبة الشرف في الهندسة الكهربائية من كلية امبريال في لندن‪.‬‬ ‫يشار الى ان الشركة لديها «‪ »22‬فرعًا تبلغ مجمل عائداتها نحو بليون دوالر سنويًا ‪...‬‬ ‫مــن مواليــد الســودان ويحمــل الجنســيتين الســودانية والبريطانيــة حصــل علــى بكالريــوس هندســة‬ ‫اإللكترونيــات بمرتبــة الشــرف مــن الكليــة الملكيــة بجامعــة لنــدن‪ ،‬وقبــل التحاقــه بشــركة ببيبســي عمــل‬ ‫الزيــن عبــد اهلل فــي شــركة (مــارس المتحــدة) ثالــث أكبــر منتــج أطعمــة فــي العالــم ‪ ،‬وإشــتهر منتجهــا مــن‬ ‫الشــيكوالتة بــذات االســم بجانــب عالماتهــا التجاريــة األخــرى (ســنيكرز‪ ،‬إم آنــد إمــز‪ ،‬جالكســي‪ ،‬وتويكــس)‪.‬‬ ‫كمــا تــرأس لعاميــن إتحــاد جمعيــات المشــروبات غيــر الكحوليــة فــي أوروبــا ‪.‬‬ ‫إنضــم الزيــن عبــد اهلل لشــركة بيبســي فــي عــام ‪1995‬م وعمــل فــي عــدد مــن المناصــب‬ ‫القياديــة العليــا خــال الفتــرة التــي قضاهــا مــع الشــركة‪ ،‬آخرهــا كان الرئيــس التنفيــذي‬ ‫للشــركة بأوروبــا وفــي تلــك الفتــرة التــي قــاد فيهــا الشــركة فــي أوروبــا حققــت‬ ‫بيبســي قفــزة علــى مســتوى نمــو اإليــرادات مــن (‪ )7‬مليــارات دوالر إلــى (‪ )14‬مليــار‬

‫‪ 29‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫مبهــر و ســتتذكرة جماهيــر الســامبا ‪,‬‬ ‫و بالفعــل قــدم كاكا مــع ناديــه البرازيلــي [ ســاو‬ ‫باولــو ] أداء أشــبه بالخيــال ‪.‬‬ ‫ليجعــل األنديــة اإليطاليــة واألســبانية واإلنجليزيــة‬ ‫وباقــي األنديــة األوروبيــة فــي ســباق شــرس‬ ‫للعصــول علــى جوهــرة‬ ‫‪.‬و أنتهــى األمــر بإنضمــام كاكا لنــادي ميــان االيطال‬ ‫الــذي تعاقــد معــه بقيمــة ‪ 8.5‬مالييــن دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫كان البعــض وخصوصــا الصحــف اإليطاليــة خائفــه‬ ‫جــدا أن تفشــل هــذه الصفقــة‬ ‫ولكــن كان رد إداري ميــان عليهــم هــو ‪ « :‬بــا ثرثــرة‬ ‫‪ .‬نحــن نراهــن بأنــه ســيكون األفضــل فــي العالــم‬ ‫بالمســتقبل «‪.‬‬ ‫و لــم يكــن هذاالتصريــح خاطئــا « فـــ الــذي قــام بــه‬ ‫ريــكاردو كاكا مــع الروســونيري منــذ قدومــه للفريق‬ ‫حتــى ذهابــه للفريــق الملكــي شــيئا ال يوصــف» ‪.‬‬ ‫كانــت أولــى مباريــات كاكا مــع الروســونيري فــي‬ ‫الــدوري اإليطالــي أمــام نــادي أنكونــا فــي المرحلــة‬ ‫عندمــا قــاد الروســونيري لـــ فــوز بـــ نتيجــة ‪ 0 - 2‬وكان‬ ‫واحــد مــن هــذان الهدافــان قــد قــام بـــ صنعــه كاكا‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫لعــب كاكا فــي موســمة األول فــي الــدوري اإليطالــي‬ ‫‪ 30‬مبــاراة ســجل منهــا ‪ 10‬أهــداف وفــي نفــس‬ ‫الموســم لعــب كاكا دوري أبطــال أوروبــا ‪ 10‬مباريــات‬ ‫وســجل منهــا ‪4‬‬ ‫وفــي موســمه الثانــي مــع ميــان لعــب كاكا فــي‬ ‫الــدوري اإليطالــي ‪ 36‬مبــاراة ســجل منهــا ‪ 7‬أهــداف‬ ‫وفــي نفــس الموســم لعــب كاكا دوري أبطــال‬ ‫أوروبــا ‪ 13‬مبــاراة وســجل هدفيــن وقــاد الروســونيري‬ ‫للنهائــي أمــام ليفربــول فــي أســطنبول ولكــن‬ ‫لـــسوء الحــظ ميــان خســر بالضربــات الترجيحيــة‬ ‫و حــاز علــى جائــزة أفضــل العــب أجنبــي فــي الــدوري‬ ‫اإليطالــي وأفضــل العــب خــط وســط فــي دوري‬ ‫أبطــال أوروبــا» وتــم تكريمــه تكريــم خــاص مــن قبــل‬ ‫األســطورة األرجنتينيــة دييغــو أرمنــدو مارادونا الذي‬ ‫قــال عنــه ‪ « :‬كاكا هــو الالعــب البرازيلــي الوحيد الذي‬ ‫يعجبنــي كثيــرًا ‪ ,‬وكاكا يســتحق أن يقــوم النــاس‬ ‫بـــمقارنته بــي ‪ ,‬ألنــه العــب يملــك الســحر والفــن‬ ‫الراقــي الــذي يجعلــه األفضــل فــي العالــم « ‪.‬‬ ‫[ ريــكاردو كاكا ‪ ..‬مــع البرازيــل أصبــح عنصــر هــام‬ ‫لــدى المدربيــن ]‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪30‬‬


‫رياضه إشراق‬

‫‪n‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪z‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪d‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪Ri s Santo‬‬ ‫‪do‬‬

‫‪kaka‬‬

‫‪8‬‬

‫ولــد ريــكاردو أزيكســون دوس ســانتوس ليتــي والمعــروف بـــ [ كاكا ] فــي العاصمــة‬ ‫الفيدراليــة البرازيليــة الشــهيرة برازيليــا‬ ‫و ينتمي لعائلة تعتبر من أغنى العائالت في البرازيل‬ ‫إســم كاكا هــو اســم للتدليــل إلســم ريــكاردو فــي البرازيــل‪ ،‬وقــد كان أخــوه الصغيــر‬ ‫ديغــاو يواجــه صعوبــه فــي نطــق ريــكاردو‪ ،‬فأســماه كاكا‪ ،‬وهــو يعــرف فــي أوروبــا‬ ‫باســم «ريــكاردو كاكا»‪ ،‬ولقــب بالغــزال لســرعته وصعوبــة اخــذ الكــرة منــه‬ ‫كان مشــهور لــدى زمالئــه بالتطــور الســريع عندمــا‬ ‫يرغــب بتحقيــق أي شــيء‪,‬‬ ‫ظهــر كموهبــة برازيليــة قادمــة فــي عمــر مبكــر‬ ‫جــدًا فــي شــوارع وحدائــق البرازيــل ‪,‬‬ ‫إلــى أن شــاهدة أحــد خبــراء كــرة القــدم بالبرازيــل‬ ‫وأســتمتع بمســتواه و كان الســبب فــي إنضمامــة‬ ‫لنــادي ســاو باولــو عندمــا كان كاكا يبلــغ مــن العمــر‬ ‫‪ 18‬عامــً ‪,‬‬ ‫ولكــن لـــسوء حــظ كاكا تعــرض لـــ حــادث قــوي‬ ‫جــدًا وكشــفت التقاريــر الطبيــة بــأن هنالــك كســر‬ ‫فــي العمــود الفقــري و كان قريبــا جــدا بــأن يصــاب‬ ‫بشــلل فقــري ‪,‬‬ ‫فإبتعــد كاكا عــن كل شــيء مــن أجــل أن يعــود‬ ‫كمــا كان وإســتطاع مــن التحســن بشــكل ممتــاز‬

‫‪ 31‬إشراق‬

‫إلــى أن ســمح لــه األطباء بالعودة و ممارســة رياضتة‬ ‫األولــى وهي كــرة القدم‬ ‫و عنــد عودتــة أظهــر موهبــة أفضــل مــن‬ ‫الموهبــة التــي كان يمتلكهــا قبــل‬ ‫الحــادث وإســتطاع مــن كســب‬ ‫الثقــة واللعــب مــع نــادي ســاو‬ ‫باولــو فــي عــام ‪. 2001‬‬ ‫عندمــا عــاد كاكا مــن‬ ‫جديــد لنــادي ســاو باولــو‬ ‫بعدمــا غــاب عــن كــرة‬ ‫القــدم والحيــاة الجميلــة لموســمين‬ ‫بســبب عــدم قدرتــه علــى اللعــب‪,‬‬ ‫تعهــدت إدارة ســاو باولــو والصحــف‬ ‫البرازيليــة بــأن كاكا ســيكون لــه مســتقبل‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫رياضه إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪32‬‬


‫النجــم البرازيلــي المتميــز ريــكاردو كاكا أصبــح أحــد أهــم وأفضــل العناصــر فــي المنتخــب‬ ‫البرازيلــي بســبب مســتواه الثابــت دائمــا ووفائــه للعــب دائمــا بشــكل ممتــاز مــع المنتخــب‬ ‫الوطنــي ‪ ,‬كان ظهــور كاكا األول مــع المنتخــب البرازيلــي فــي ينايــر ‪ 2002‬عندمــا قــام‬ ‫فيليــب ســكوالري بإســتدعاءه للمنتخــب األول ‪ ,‬وقــد لعــب كاكا دورًا صغيــرًا فــي فــوز‬ ‫المنتخــب البرازيلــي بـــ بطولــة كأس العالــم ‪ 2002‬فــي كوريــا الجنوبيــة واليابــان ‪ ,‬وعندمــا‬ ‫كاكا نضــج مــع المنتخــب البرازيلــي وأثبــت بأنــه يســتحق اإلعتمــاد عليــه كـــاعب أساســي‬ ‫‪ ,‬قــاد ريــكاردو كاكا السيليســاو للفــوز بـــبطولة كأس القــارات فــي ألمانيــا عــام ‪ 2005‬عندمــا فــاز المنتخــب‬ ‫البرازيلــي علــى غريمــه التقليــدي المنتخــب األرجنتينــي فــي النهائــي بـــنتيجة ســاحقه و هــي ‪ 1 - 4‬وســجل‬ ‫كاكا هــدف واحــد وكان هــدف صاروخــي ومميــز‪ ,‬إســتطاع كاكا أخــذ فرصتــه أيضــا مــع المنتخــب البرازيلــي‬ ‫فــي تصفيــات أمريــكا الجنوبيــة المؤهلــة لـــ كأس العالــم ‪ 2006‬حيــث أي مبــاراة وســجل ‪ 6‬أهــداف‬ ‫‪ ,‬وفــي كأس العالــم ‪ 2006‬لــم يكــن نجــوم الســامبا أمثــال رونالدينهــو ورونالــدو فــي قمــة مســتواهم‬ ‫بإســتثناء كاكا الــذي كان األفضــل فــي السيليســاو فـــقد قادهــم للوصــول الــى الربــع النهائــي لـــيخرج‬ ‫المنتخــب البرازيلــي مــن البطولــة علــى يــد المنتخــب الفرنســي بهــدف نظيــف ‪.‬‬ ‫وبعــد هــذا المســتوى الــذي قدمــه كاكا فــي عــام ‪ 2007‬تتوجيــة مــع فريقــة ميــان بــدوري أبطــال أوروبــا‬ ‫إســتطاع كاكا أن ينحــت أســمه علــى الصخــر وان يضــع نفســه مــن أســاطير الكــره العالميــة أمثــال مارادونــا‬ ‫وبيليــه وزيكــو ورونالــدو وأيضــً رونالدينهــو حتــى أختــاره االتحــاد الدولــي لكــرة القدم(الفيفــا) أحســن العــب‬ ‫فــي العالــم لعــام ‪2007‬‬ ‫انقــل ريــكاردو كاكا عــام ‪ 2009‬إلــى ريــال مدريــد مقابــل مبلــغ ضخــم يبلــغ ‪65‬مليــون يــورو‪ ،‬وكان ذلــك بعــد‬ ‫عــروض كثيــرة وضخمــة عرضــت عليــه مــن قبــل أكبــر األنديــة مثــل نــادي تشيلســي لكــرة القــدم اإلنجليــزي‬ ‫ونــادي مانشســتر ســيتي اإلنجليــزي‪ ،‬لكنــه رفــض جميــع العــروض المقدمــة إليــه مفض ـ ً‬ ‫ا ريــال مدريــد علــى‬ ‫باقــي األنديــة‪ .‬وهــي رابــع أغلــى صفقــة فــي كــرة القــدم بعــد كريســتيانو رونالــدوو غاريــث بيل‪,‬زيــن الديــن‬ ‫زيــدان‬ ‫وقضــى مــع فريــق العاصمــة اإلســبانية مدريــد ‪ 4‬مواســم تخللهــا العديــد مــن اإلصابــات التــى حالــت عــن‬ ‫مشــاركتة بشــكل مســتمرو حصــد معهــم ‪ 3‬بطــوالت‬ ‫كأس ملك إسبانيا ‪2011‬و الدوري اإلسباني ‪ 12–2011‬و كأس السوبر اإلسباني ‪13-2012‬‬ ‫إنتقــل ريــكاردو كاكا إلــى ناديــه الســابق ميــان مــرة اخــرى فــي صيــف ‪ 2013‬وذلــك بصفقــة مجانيــة ‪ ,‬بعــد‬ ‫مواســم ليســت جيــدة مــع الريــال ‪ ,‬فذهــب إلــى ناديــه الســابق ويبــدو أن كاكا ال يتألــق إال مــع الميــان‪ .‬قــدم‬ ‫معهــم مواســم رائــع‬ ‫أراد كاكا خــوض تجربــة جديــدة فــي الــدوري األمريكــي فانضــم عــام ‪ 2014‬إلــى نــادي أورالنــد ســيتي و بعــد عــدة‬ ‫أشــهر إنتقــل كاكا إلــى ناديــة األول [ ســاو باولــو ] علــى ســبيل اإلعــارة‪.‬‬ ‫هــو عــاد بعدهــا ألــى الــدوري األمريكــي و ســجل هــدف فــي اول مشــاركة لــه مــع فريقــة أورالنــد ســيتي و مــازال‬ ‫يلعــب هنــاك حتــى األن ‪.‬‬

‫‪ 33‬إشراق‬

‫‪ 33‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫تعلم لغه جديده‬ ‫بطريق خمتلفه و‬ ‫سهله‬ ‫الموقــع يعــد مصــدرًا أساســيًا للمالييــن حــول العالــم لتطويــر مهاراتهــم‬ ‫اللغويــة فــي اللغــات األجنبيــة المختلفــة‪ ،‬لكــن الجميــل هــو توســيع الموقــع‬ ‫لخدماتــه لتشــمل تطبيقــات الهواتــف الذكيــة ليســهل على المتعلميــن عملية‬ ‫تعلمهــم للغــات األجنبيــة المختلفــة‪.‬‬ ‫يوفــر الموقــع عــدة لغــات يمكنك البــدء في تعلمها‬ ‫اآلن وهــي‪“ :‬اإلنجليزيــة‪ ،‬األســبانية‪ ،‬الفرنســية‪،‬‬ ‫األلمانيــة‪ ،‬البرتغاليــة‪ ،‬واإليطاليــة”‪ .‬كل مــا عليــك‬ ‫فعلــه هــو تســجيل حســاب جديــد فــي الموقــع‬ ‫أو التطبيــق ومــن ثــم التوجــه إلــى لوحــة التحكــم‬ ‫وإختيــار اللغــة والمســتوى الــذي ترغــب فــي البــدء‬ ‫منــه‪.‬‬ ‫ ‬

‫ويقــدم الموقــع طريقــة فريــدة فــي التعليــم‬

‫أشــبه باأللعــاب‪ ،‬حيــث تزيــد نقاطــك أو تقــل نظــرًا‬ ‫لصحــة أو خطــأ إجاباتــك فــي إختبــارات التطبيــق‬ ‫المختلفــة‪ ،‬ويوفــر التطبيــق فــي كل لغــة حزمــة‬ ‫هائلــة مــن الترجمــات ودروس اإلســتماع والكلمــات‬ ‫والقواعــد اللغويــة‪.‬‬

‫التطبيــق كان واحــدًا مــن بيــن أفضــل التطبيقــات‬ ‫فــي متجــر جوجــل بــاي لعــام ‪ .2013‬ويتميــز بواجهته‬ ‫السلســلة وطريقتــه البســيطة فــي التعليــم‪ ،‬مــع‬ ‫نظــام مميــز للتنقــل بيــن المســتويات المختلفــة‪،‬‬ ‫وننصحكــم بتجربتــه بشــده إذا أردتــم تعلــم المزيــد‬ ‫مــن اللغــات‪.‬‬ ‫التطبيــق مجانــي بالكامــل وال يتوفــر منــه نســخة‬ ‫مدفوعــة‪ ،‬ولــن تحتــاج إلــى دفــع أيــة أمــوال إضافيــة‬ ‫مــن داخــل التطبيــق كمــا هــو متعــارف عليــه بيــن‬ ‫هــذه النوعيــة مــن التطبيقــات‪ ،‬كمــا أنــك لــن‬ ‫تصــادف حتــى ظهــور إعالنــات أثنــاء إســتخدامك لــه!‬ ‫التطبيــق مجانــي بشــكل كامــل‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪34‬‬


‫تكنولوجيا إشراق‬

‫كانون تكشــف عــن كاميرتين‬ ‫جديدتيــن بمستشــعر بدقــة‬ ‫‪ 50.6‬ميجابكسل‬

‫ ‬

‫أزاحــت شــركة كانــون الســتار عــن طرازيــن جديديــن مــن فئــة الكاميــرات الرقميــة‬

‫ذات العدســة األحاديــة العاكســة‪ ،‬والتــي يرمــز لهــا باســم ‪ ،DSLR‬يتميــزا بأنهمــا يملــكان‬ ‫المستشــعر األعلــى دقــة فــي تلــك الفئــة‪.‬‬ ‫ ‬

‫وأوضحــت كانــون أن الطرازيــن ‪ 5DS EOS‬و‪ 5DS R EOS‬يملكان نفس المستشــعر‬

‫والــذي يتميــز بدقــة ‪ 50.6‬ميجابكســل‪ ،‬وينتمــي إلــى فئــة مستشــعرات اإلطــار الكامــل‬ ‫‪.Full-Frame Sensors‬‬ ‫ويتميــز كال اإلصدارايــن الجديديــن بنظــام تركيــز‬

‫بمناســبتها إللتقــاط المناظــر الطبيعــة والتصويــر‬

‫تلقائــي بدقــة ‪ 61‬نقطــة‪ ،‬ونظــام للحــد مــن االهتزازات‬

‫فــي األماكــن المفتوحــة الواســعة‪ ،‬حيــث تضــم نظام‬

‫فــي الصــور‪ ،‬إضافــة إلــى تميزهمــا بســرعة التقــاط‬

‫ترشــيح ثنائــي للضــوء مــن أجــل توفيــر صــور أكثــر‬

‫تبلــغ ‪ 5‬إطــارات فــي الثانيــة‪ ،‬وخيــار لقــص الصــور‬

‫وضوحــا‪ ،‬فيمــا تضــم الكاميــرا ‪ EOS 5DS‬نظــام‬

‫الملتقطــة لتوفيرهــا بدقــة ‪ 19‬ميجابكســل أو ‪30‬‬

‫أحــادي لترشــيح الضــوء‪.‬‬

‫ميجابكســل‪.‬‬ ‫وتعتــزم كانــون إطــاق الطرازيــن خــال شــهر يونيــو‬ ‫ويدعــم اإلصــداران ‪ EOS 5DS‬و‪EOS 5DS‬‬

‫المقبــل‪ ،‬حيــث ســتتوافر الكاميــرا ‪EOS 5DS‬‬

‫‪ R‬كذلــك تســجيل الفيديــو بدقــة ‪،Full HD‬‬

‫بســعر يبــدأ مــن ‪ 3‬آالف جنيــة اســترليني‪ ،‬فيمــا‬

‫وبســرعات تتــراوح مــا بيــن ‪ 24‬و‪ 25‬و‪ 30‬و‪ 50‬و‪60‬‬

‫ســتباع الكاميــرا ‪ EOS 5DS R‬بســعر ‪ 3200‬جنيــة‬

‫إطــار فــي الثانيــة‪ ،‬ويضمــا شاشــة ‪ LCD‬بقيــاس ‪3.2‬‬

‫اســترليني‪.‬‬

‫بوصــة‪ ،‬ويتميــزا بهيــكل أشــبه بالخــاص بالكاميــرا‬ ‫‪ُ 5D Mark III‬ســمكه ال يتجــاوز ‪ 76.5‬ملــم‪.‬‬ ‫وتتميــز الكاميــرا ‪ EOS 5DS R‬عــن اإلصــدار األخــر‬

‫‪ 35‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫لينا السماني‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫األمل‬

‫إب‬ ‫داعات ادبيه‬

‫تباعــا‬ ‫ـاس يأتــي ً‬ ‫ـاء الحيــاة اآلخــر‪ ،‬الــذي َتشــربه قلوبنــا لتعيــش‪ ،‬البعــض يظنــه احسـ ٌ‬ ‫مــ ُ‬ ‫ـان أمــوا ً‬ ‫ـرف العيــش‪ ،‬حيــث يملــك االنسـ ُ‬ ‫ال ُتحييــه عمريــن مــن عمــره حتــى‬ ‫مــع َرغــد و تـ ِ‬ ‫ـعيدا ُ‬ ‫ُ‬ ‫ينظــر إلــى الحيــاة‬ ‫ـيكون سـ‬ ‫ـتهيه نفســه‪ ،‬بالطبــع سـ‬ ‫تنفــد‪ ،‬و أن يجــد كل مــا تشـ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫دون مطــر‪.‬‬ ‫ـوس الرحمــن حتــى مــن‬ ‫ِ‬ ‫بمنظــا ٍر ملــون يريــه ألــوان قـ ِ‬

‫النعمــة لالنســان‪ ،‬إنمــا األمــل يوجــد فــي‬ ‫و اســتدراج‬ ‫ِ‬

‫عهــم تعفـ ُ‬ ‫ـزكاة‬ ‫ـرك الـ‬ ‫ِ‬ ‫المســتحقين إلــى تـ ِ‬ ‫ـف هـ ِ‬ ‫يد َف ُ‬ ‫ـؤالء ُ‬ ‫ـض يأتــي و معـ ُـه‬ ‫ـت أبوا ِبهــم و الرحيــل‪ ،‬بــل إن البعـ َ‬ ‫تحـ َ‬ ‫جيـ ُ‬ ‫ـيء‬ ‫كل شـ ٍ‬ ‫ـل ُكل شــيء‪ِ ،‬‬ ‫المســتعد لنقـ ِ‬ ‫ـش االعــام ُ‬

‫يــدري مــن أيــن ســيأكل بعــد قليــل‪ ،‬باألحــرى ال يــدري‬

‫ـن بصلــة!‬ ‫يمـ ُ‬ ‫المتبرعيـ َ‬ ‫ـت لعظمـ ِـة ُ‬

‫ُ‬ ‫خديعــة الحيــاة‪،‬‬ ‫لكــن ال‪ ،‬هــذا ليــس األمــل‪ ،‬بــل هــذه‬ ‫قلــب الفقيــر المعــدم‪ ،‬الــذي ال يجــد قــوت يومــه‪ ،‬و ال‬ ‫ِ‬ ‫ـب األب الــذي‬ ‫إن كان ســيأكل أم ال‪ ،‬األمــل القا ِبــع فــي قلـ ِ‬

‫إن األمـ َ‬ ‫ـوي كفايــة ليبقــى ُمتماســكا شــامخً ا فــي‬ ‫ـل قـ ٌّ‬

‫يبكــي‪،‬‬ ‫ـون أطفا ِلــه‬ ‫دون أن ِ‬ ‫َ‬ ‫ينظــر إلــى الحرمــان فــي عيـ ِ‬ ‫ـون فيـ ِـه كمــا يعيـ ُ‬ ‫ألنــه يثـ ٌ‬ ‫ـش‬ ‫ـق أنــه ســيأتي يـ ٌ‬ ‫ـوم يعيشـ َ‬

‫يهــزه مــرو ُر‬ ‫ِ‬ ‫هــذه البيــوت وهــذه القلــوب‪ ،‬دون أن ُ‬ ‫الســنين و ُ‬ ‫ــم االحتياجــات و الديــون‪ .‬و ُكل هــذا‬ ‫تراك ِ‬ ‫ِ‬

‫النــاس‪.‬‬ ‫باألحيــاء الفقيــرة‬ ‫أثنــاء مروركــم‬ ‫يومــا‬ ‫ِ‬ ‫هــل فكرتــم ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يعيــش هــؤالء؟‬ ‫عدمــة كيــف‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬

‫الســعي‬ ‫اقتــرن بــاهلل و‬ ‫إذا و فقــط إذا‬ ‫َ‬ ‫بالعمــل و َ‬ ‫َ‬ ‫الخلــق الرفيــع‪ ,‬أنّــى‬ ‫االســتحقاق و‬ ‫و المحاولــة‪ .‬و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هــذه القــوى العظيمــة‪.‬‬ ‫الت أن تســتم َر مــع‬ ‫ِ‬ ‫للمشــك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يقــرأ البعــض جملتــي األخيــرة و يظنُ هــا خيــا ًلا‬ ‫قــد‬

‫ـام أم يتســولون؟ كــم مــر ًة‬ ‫يوكلــون عالجهــم إلــى اآليـ ِ‬

‫أعذرهــم‪،‬‬ ‫مــن المســتحيل‪ ،‬و لكنــي ُ‬ ‫جامحــا أو ضر ًبــا َ‬ ‫ً‬

‫ـون فــي اليــوم؟ مــاذا عــن أحالمهــم؟ بالطبــع هــي‬ ‫يبكـ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ينظــرون‬ ‫تتجــدد كل لحظــة‬ ‫ملحــة‬ ‫قويــة‬ ‫كثيــرة‪ .‬و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫بــت الحيــاةُ و تحدياتهــا عنّــا أن اهلل ُم ّ‬ ‫طلــع‬ ‫فقــد غ ّي ِ‬ ‫يأســنا‬ ‫علــى ُكل شــيء‪ ،‬علــى صبرنــا و تعنُ ِتنــا‪ ،‬علــى ِ‬ ‫ظلمنــا و ظلم َنــاه‪ .‬هــو مالـ ُ‬ ‫ـك كل‬ ‫و ركو ِننــا‪ ،‬علــى مــن‬ ‫َ‬

‫ـون ِبعطايــا الخ ّيريــن؟ إنهــا‬ ‫ـون أنهــم يفرحـ َ‬ ‫هــل تظنـ َ‬ ‫األحــوال‪ ،‬لكنهــا دائمــا مــا‬ ‫جميــع‬ ‫حقهــم فــي‬ ‫مــن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫حيــن نريــد‬ ‫نعملــه‬ ‫ــب أن‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫شــيء ‪َ ،‬دلنــا علــى مــا َي ِج ُ‬ ‫َ‬ ‫تبعــت ال بــد‬ ‫شــيئا‪ ،‬و مــا دامــت‬ ‫هنــاك قوانيــن‪ ،‬فــإن ُأ ِ‬

‫ـاس‬ ‫ـدث فــي‬ ‫ِ‬ ‫تُحـ ِ‬ ‫قلوبهــم ُجرحــا يلتهــب عنــد ُكل احسـ ٍ‬ ‫العــوز و هــم يتســلمونها‪.‬‬ ‫باألمــان مــن َ‬ ‫ِ‬

‫ـي‬ ‫مــن نتائــج ُمرضيــة بقــد ِر اتباعنــا‪ .‬و هــذه النتائــج هـ َ‬ ‫الوصـ ُ‬ ‫ـول بعينــه‪ .‬هــذا هــو األمــل‪ُ ،‬حســن الظــن بــاهلل‪،‬‬

‫ـاب المِ نــح ُمنتظريــن‬ ‫و ِبــكل قسـ ٍ‬ ‫ـوة ينظـ ُـر إليهــم أصحـ ُ‬

‫ـن‬ ‫إن أي شــك فيــه سـ‬ ‫ُ‬ ‫ـان و يقيـ ٍ‬ ‫ـيعود عليــك‪ ،‬و كل ايمـ ٍ‬ ‫ســيحققه لــك‪.‬‬ ‫َ‬

‫هــل يتعلمــون؟ هــل يتغــذون؟ مــاذا إن مرضــوا؟ هــل‬

‫فيهــا إلــى فقرهــم‪.‬‬

‫ْ‬ ‫عائهــم‪ ،‬و هــم فــي الواقــع ليســوا‬ ‫شــكرهم و ُد َ‬ ‫ُ‬ ‫ـف ال‬ ‫ـاء و لكنهــم يــؤَ دون واج ًبــا و أمـ ًرا‪ ،‬كيـ َ‬ ‫بكرمــاء نبـ َ‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪36‬‬


‫إبداعات ادبيه‬

‫ر‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫ء‬

‫ح‬ ‫ب‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫أمال مختار وداعه‬ ‫منــذ ان إلتقــت أعيننــا أحببتــه وخبأتــه بيــن طيــات قلبــي ‪ ...‬كان لــي كحبــات لؤلــؤ تناثــرت امامــى‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫في طريق مظلم وأنارت دربي‪ ...‬كان هو الحياة إلي ‪ ....‬بأيامها‪ ....‬بسعادتها‪....‬‬

‫وبعــد‬

‫أن‬

‫إفترقنــا خبأتــه أيضا‪...‬بيــن أمــواج المحيــط بيــن نســمات الهــواء‪ ...‬بعــد أن كان الســبب ألبتســامتي أصبــح أميــرا‬ ‫لمخيلتــي‪ ...‬غــارت عينــاي مــن قلبــي وتمنــت أن تــراه ايضــا‪ ...‬وحدهــا التــي أنجبتــه تســتطيع أن تنافــس حبــي‬ ‫لــه‪ ...‬كلمــا لمحــت صورتــي فــي المرآة‪....‬كنــت أراه‪....‬وأحادثــه‪ ...‬أســأله مارأيــك شــعري لقــد قصصتــه ‪ ...‬كمــا أنــت‬ ‫تحــب ‪....‬ألبــس فســتانى الوردي‪...‬الــذي أحببتــة أنــت‪ ...‬ربمــا ‪....‬نطقــت صورتــة فــي المــرآة‬ ‫بجــواب يخــذل خيبــات آمالــي‪...‬‬ ‫ربمــا إشــتاق لــي يومــا وأراد احيــاء ملحمــة حبنــا مجــددا‪ ....‬ربمــا مــازال يحبنــي ولكنــه‬ ‫خائف أن أخيب ظنه‪ ....‬‬ ‫ ‬

‫ربمــا ظــن اننــى مضيــت فــي طريقــي بعــد مــرور هــذه الســنوات‪...‬‬ ‫كــم هــو أحمق‪....‬عنــد لحظــة فراقنــا فــي مفتــرق الطريــق ذاك عندمــا أدار‬ ‫ظهــره لــي وتركنــي ‪ ...‬لــم أفعــل مثلــه ‪ ...‬كل الطــرق كانــت تــؤدى إليــه ‪...‬كل‬ ‫خطواتــى وعثراتــى كانــت لــه وحــده‪ ...‬لــم أمضــي فــي طريقي‪....‬مازلــت عنــد‬ ‫تلــك النقطــة واقفــة بــكل مــا أوتيــت مــن آمــال‪ ...‬أنتظــر عودتــه لــي ‪....‬‬

‫وألحضــان عشــقي‪ ...‬منتظــرة أن تخذلــه خطــاه فــي الســير وهــو‬ ‫يســير مبتعــدا‪. ...‬‬ ‫ ‬

‫أو ربمــا تصفــع خــده نســمات تجعلــه يلتفــت الــي ‪ ....‬ويرانــي‬

‫‪.....‬أنتظــره بــكل الحــب ‪ ....‬مــا الســر اللــذي ورائه‪.....‬كيــف إســتطاع أن‬ ‫يأســرني هكــذا ‪ ....‬لــم أســتطع كرهــه أو الحقــد عليــه‪...‬كل المشــاعر‬ ‫التــى تحتوينــى ‪ ....‬مســجلة بأســم العشــق‪ ....‬وقلبــي طريــح أمــام روحه‪....‬فهــل يعــود الــي‬ ‫ليكتــب توقيعــه!!‬

‫‪ 37‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫إشراق المواهب‬ ‫مشاركه المصور‬

‫حســام عباس إبراهيم‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪38‬‬


‫إشراق الكوميديا‬

‫تصميم المبدع‬

‫عمــار عبد المنعم‬

‫‪ 39‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد السابع | ‪15/2/2015‬‬

‫إشراق المواهب هي مساحه لعرض مواهبكم و‬ ‫إبداعاتكم و مشاركتها مع القراء و تنمية تلك المواهب‬ ‫شعر أو تصميم أو تصوير أو أي شكل من أشكال الفن‬ ‫واإلبداع‪ ......‬للراغبين في المشاركه إرسال مشاركاتهم‬ ‫عبر البريد اآلتي‪-:‬‬

‫‪ishraag_malaysia@live.com‬‬ ‫‪ishraqmagazine@gmail.com‬‬ ‫أو مشاركتهتا معنا في صفحه الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/ishragmagazine‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪40‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫كل الشكر لكل من أهدونا من وقتهم الثمين‬ ‫إلنجاح هذا العمل الذي نطمح أن يكون رسوال‬ ‫منا نحن أبناء الجالية السودانية بدولة ماليزيا يستبشر به‬ ‫سوداننا الحبيب بجيل يضيئ المستقبل‬

‫فريق العمل‬ ‫رئيس المجلة‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫محمد فخرالدين محمد‬ ‫التصميم ‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫عمار عبدالمنعم‬ ‫المراجعة اللغوية و التدقيق االمالئي ‪:‬‬ ‫صالح عبد الوهاب عبد العزيز‬

‫‪Twitter: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪Instagram: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪facebook.com/ishragmagazine‬‬ ‫‪ 41‬إشراق‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.