العدد السادس for issue

Page 1

‫‪59‬‬

‫مجتمعنا الزك��رى إلس��تقالل‬ ‫قصه وطن‬ ‫الس��ودان‬ ‫موقع نقاش‬ ‫(المولد النبوي)‬

‫اكثر ‪ 500‬شخصيه عربيه‬ ‫مؤثره‬ ‫د‪.‬حممد عثمان البلوله‬

‫‪2002 CAFU‬‬

‫اخر القول‬ ‫صقوط‬

‫« ساعة إزاعه»‬

‫القمر « احملقق فر يد»‬

‫يال إش ��حن‬ ‫ك ��ن عيين‬

‫‪BE MY EYES‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق العدد السادس‬ ‫كلمة العدد‬

‫عبــر األســفير ترســل مجلــة إشــراق‬ ‫التهانــي الحــارة بمناســبة قــدوم العــام‬ ‫الجديــد و المولــد النبــوي الشــريف و عيــد رئيس التحرير‬ ‫حممد فخرالدين‬ ‫إســتقالل وطننــا الغالــي‪.‬‬ ‫كمــا أنهــا نهنئكــم و تهنــئ نفســها‬ ‫بمناســبة مــرور عــام منــذ أولــى إصــدارات‬ ‫المجلــة ‪ ,‬لقــد كان عامــا حافــا جــدا و مليــئ بالتحديــات و لكــن‬ ‫عزيمــة فريــق كان أقــوى لكــي نســتمر كمــا أننــا لــن ننســى‬ ‫فضــل كل المعجبيــن و المتابعيــن لهــذا العمــل المتواضــع و‬ ‫تشــجيعهم لنــا لكــي نصــل لمبتغانــا و لتصــل رســالتنا لــكل‬ ‫أبنــاء الســودان‬ ‫نتمنى أن ينال العدد إعجابكم ‪..‬‬ ‫و إلى لقاء يجمعنا في العدد القدم ‪...‬‬ ‫إشراق ‪2‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫مقاالت إشراق‬ ‫مجتمعنا‬ ‫قصه وطن‬ ‫موقع نقاش‬

‫ت‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ن‬

‫يف‬ ‫ه‬

‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫د‬

‫د‬

‫(المولد النبوي)‬

‫د‪.‬محمد عثمان‬

‫البلوله يستاهل‪LIKE‬‬

‫حكايات إشراق‬ ‫اخر القول‬ ‫صقوط‬

‫« ساعة إزاعه»‬

‫القمر « المحقق فر يد»‬

‫تكنولوجيا إشراق‬

‫إشراق _ الرياضه‬ ‫النجم البرازيلي و‬ ‫حامل لقب كأس‬ ‫العالم ‪2002‬‬

‫‪CAFU‬‬

‫يال إش ��حن‬ ‫ك ��ن عيين‬

‫‪BE MY EYES‬‬ ‫‪ 3‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫كيــان اكبــر يضــم عــدد مــن القبائــل ومنهــا تــم‬

‫المغلــق والتــي تشــكل شــبكة‬

‫تفويــض جــزء مــن الســلطات فــي جهــاز مركــزي‬

‫العالقــات بيــن النــاس‪ ،‬المعنــى‬

‫يدعــى الســلطه الحاكمــه وفيهــا تــم تشــكيل‬

‫العــادي للمجتمــع يشــير إلــى‬

‫الجهــاز القضائــي والتشــريعي والتنفيــذي مــع بقــاء‬

‫مجموعــة مــن النــاس تعيــش‬

‫جانــب التفويــض مــن قبــل االفــراد لهــذا الكيــان‬

‫ّ‬ ‫منظــم وضمن‬ ‫ســوية في شــكل‬

‫الموحــد فهنــاك قابليــه للعــزل واالحــال ‪ .‬هــذه‬

‫جماعــة منظمــة‪ .‬والمجتمعــات أســاس ترتكــز عليــه‬

‫النظريــه تعطــي شــرح مبســط للعقــد االجتماعــي‬

‫دراســة علــوم االجتماعيــات‪ .‬وهــو مجموعــة مــن‬

‫وعالقــه الفــرد بالمجتمــع وســنتناول دور الفــرد فــي‬

‫األفــراد تعيــش فــي موقــع معيــن تتربــط فيمــا‬

‫المجتمــع فــي احــد االعــداد القادمــه بــاذن اهلل ‪.‬‬

‫بينهــا بعالقــات ثقافيــة واجتماعيــة‪ ،‬يســعى كل‬

‫مــن الجديــر بالذكــر ان الدولــه ماهــي اال اللفــظ‬

‫واحــد منهــم لتحقيــق المصالــح واالحتياجــات‪.‬‬

‫المــرادف للشــعب والســلطه السياســيه وبالطبــع‬

‫وإلــى حــد مــا هــو متعــاون ‪ ،‬فمــن الممكــن أن ُيتيــح‬

‫فــان المحــرك الحقيقــي للدولــه هــو االغلبيــه التــي‬

‫المجتمــع ألعضائــه االســتفادة بطــرق قــد ال تكــون‬

‫تختلــف عــن مســمى (المســتضعفين فــي االرض)‬

‫ممكنــة علــى مســتوى األفــراد ‪ ،‬و كال الفوائــد ســواء‬

‫الــى اوالءك االفــراد الذيــن يملكــون مصيرهــم‬

‫منهــا االجتماعيــة و الفرديــة قــد تكــون مميــزة وفــي‬

‫ويشــعرون بدافــع االنتمــاء والغيــره الــى موطنهــم‬

‫بعــض الحــاالت قــد تمتــد لتغطــي جــزءًا كبيــرًا مــن‬

‫المعني(الشــعب) ‪.‬‬

‫المجتمــع‪.‬‬

‫ومن هنا فيستحسن ان نقف في هذه المحطه !‬

‫بناء المجتمعات!‬

‫ماهي الدوله ؟‬

‫نعلــم جميعنــا عــن الطريــق االول لنهضــه اي دولــه‬

‫الدولــه هــي تلــك الشــخصيه االعتباريــه التــي تفــرض‬

‫هــو ذلــك االنســان الــذي يعيــش فــي حدودهــا‬

‫ســيادتها علــى ارض ذات خصائــص جغرافيــه‬

‫ويســتغل اراضيهــا ‪,‬هــذا االنســان بــكل مــا يحملــه‬

‫وتاريخيــه وثقافيــه مشــتركه الفــراد داخــل حدودهــا‬

‫مــن فكــر ومعتقــد وثقافــه هــو وهــو فقــط ذلــك‬

‫(مواطنــي الدوله)والدولــه فعليــا تجســد االراده‬

‫القلــب النابــض والعقــل المفكــر للدولــه لــذا‬

‫العقالنيــه العامــه لهؤالء المواطنيــن الذين ينتمون‬

‫فاالهتمــام بذلــك الركــن االساســي يعــد اولــى‬

‫اليهــا (الحلــم الوطني)ويســتمدون قوتهــم مــن‬

‫مراحــل النهضــه ‪.‬فبنــاء المجتمعــات يبــدا ببنــاء‬

‫هــذا االنتمــاء كمــان ان دولتــه تســتمد قوتهــا منــه‬

‫الفــرد الواعــي المــدرك لواقعــه ‪,‬انســان الواجــب‬

‫اذا التــزم بحقوقــه وواجباتــه تجاههــا ‪.‬‬

‫(الغيــر منمــط ولديــه احســاس عميــق بالوقــت‬

‫ماهو المجتمع؟‬

‫ويتميــز باالبــداع وايجــاد الحلــول وصناعــه الفــرص )‬

‫مجموعــة مــن النــاس التــي تشــكل النظــام نصــف‬

‫ومــن هنــا ســتبدأ الرحلــه‬

‫إشراق ‪4‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عبــداهلل أحمد عبداهلل‬

‫جمتمعنا‬

‫هنــاك العديــد مــن التســاؤالت التــي تســتحق االجابــه وذلــك عندمــا نطــرح قضيــه المجتمــع علــى‬ ‫الطاولــه وخصوصــا عنــد اســتدعائنا لملــف مجتمعنــا الســوداني الــذي تعقــدت مالمحــه وكادت‬ ‫ان تختلــط مــع ســمه التنــوع التــي تميزنــا بصــوره واضحــه عــن العديــد مــن المجتمعــات االقليميــه‬ ‫والعالميــه علــى حــد ســواء ‪.‬فهــل نحــن ذلــك المجتمــع المنســجم الــذي يعــرف حقوقــه وواجباتــه‬ ‫‪,‬هــل كلنــا _كســودانيين_ نعيــش لحمايــه اهــداف مشــتركه بيننــا ؟ او بمعنــى اخــر هــل لدينــا هويــه‬ ‫واضحــه تميزنــا نســعى لتشــكيلها كــي نحصــد ثمارهــا علــى الصعيــد السياســي واالقتصــادي‬ ‫والصعيــد االجتماعــي بطبيعــه الحــال ؟ مــا دور العــادات الســودانيه فــي التاثيــر علــى نهضــه المجتمع‬ ‫الســوداني ! واخيــرا مــا هــو دور الفــرد الســوداني فــي وســط هــذه المنظومــه المجتمعيــه هــل هــو‬ ‫تفاعــل ايجابــي ام ســلبي ؟‬ ‫بــادئ ذي بــدء اود مناقشــه نظريــات نشــوء‬

‫اجــل الكيــان الجديــد ومــع تقــدم العمــر وزيــاده‬

‫المجتمعــات حيــث لمــع فــي هــذا الجانــب ثالثــه‬

‫التعقيــدات بقــدوم االطفــال تنــازل الوالديــن عــن‬

‫المفكريــن تومــاس هوبــز (‪ 1679 – 1588‬م ) و‬

‫بعــض حريتهمــا (ســلطتهما)لصالح االبنــاء كمــا‬

‫لــوك تلميــذ هوبــز والثالــث وهــو االشــهر جــان‬

‫تنــازل االبنــاء عــن بعــض حريتهــم (ســلطتهم)‬

‫جــاك روســو (‪ 28‬يونيــو ‪ ،1712‬جنيــف ‪ 2 -‬يوليــو‬

‫فكونــو مــا يســمى باالســره ‪ .‬هــذه االســره اتســعت‬

‫‪ ،1778‬إيرمينونفيــل) الــذي اســهم بكتابــه العقــد‬

‫بعــد تــزاوج االبنــاء مــن االســر االخــرى فتنــازل‬

‫االجتماعــي فــي توجيــه مســار الثــوره الفرنســيه‬

‫الجيــل االول عــن بعــض حرياتــه بصــوره مــا للجيــل‬

‫والتاثيــر علــى الوضــع السياســي الجديــد ‪ .‬أمــا‬

‫الجديــد وكذلــك فعــل الجيــل الجديــد ‪ .‬ومــع اتســاع‬

‫بالنســبة لمضمــون العقــد فقــد ذهــب روســو الــي‬

‫االســر تكونــت العشــيره وتــم تفويــض جــزء مــن‬

‫ان األفــراد قــد تنازلــوا بمقتضــى هــذا العقــد عــن‬

‫الصالحيــات ومــع اتســاع دائــره العشــيره تكونــت‬

‫جميــع حقوقهــم دون تحفــظ لصالــح المجمــوع‪.‬‬

‫القبيلــه وتــم تفويــض بعــد الســلطات الــى رئيــس‬

‫فهنــاك نظريــه تقــول ان الفــرد كان يملــك كل‬

‫القبيلــه ليقــوم بالســعي فــي شــؤون القبيلــه‬

‫حريتــه وبالضــروره ســلطاته ولكنــه فــي ظــل‬

‫وحمايتهــا ‪,‬وعقــد التحالفــات مــع القبائــل االخــرى‬

‫تعقيــدات الحيــاه انضــم الــى كيــان الزوجيــه فتنــازل‬

‫‪,‬ومــع ازديــاد عــدد القبائــل وتزايــد حجــم التعقيــدات‬

‫الزوجيــن عــن بعــض حريتهمــا (ســلطتهما) مــن‬

‫الملقــاه علــى كاهــل القبيلــه المفــرده تــم تشــكيل‬

‫‪ 5‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫خطــط اللــورد كرومــر لدولــة ذات أســس ومقومــات وقــال «حســن اإلدارة وزيــادة عــدد‬ ‫الســكان وتطويــر المواصــات وتوفيــر الميــاه وزراعــة القطــن ووفــرة الوقــود الرخيــص»‬ ‫وأضــاف الســير ريجنالــد وينغيــت «إنشــاء نظــام مبســط للتعليــم»‬

‫الخطوط العامة إلدارة السودان إصدارة اللورد هوراشيو هربرت كتشنر‪:‬‬

‫• ‬

‫إزالــة حكــم المهديــة يتيــح لنــا الفرصــة إلقامــة نظــام إداري‬ ‫متوافــق مــع متطلبــات الســودان‪.‬‬ ‫• القوانيــن واللوائــح الضروريــة للحكــم ســتصدر تباعــا حســب‬ ‫الحوجــة ولكــن الهــدف ليــس تدبيــج القوانيــن واألطــر بقــدر مــا‬ ‫هــو الحكــم الرشــيد للبــاد‪.‬‬

‫• ‬

‫يجــب إرســاء األطــر القانونيــة تدريجيــً والتأكــد مــن االلتــزام‬

‫التــام بهــا فــي جميــع أنحــاء البــاد والتــزام العــدل مــع االبتعــاد عــن‬ ‫كل مــا يمكــن أخــذه كداللــة علــى ضعــف الحكومــة‪.‬‬ ‫• ‬

‫مهمتنــا األولــى هــي كســب ثقــة المواطنيــن وتنميــة‬

‫ثرواتهــم واالرتقــاء بهــم‪.‬‬ ‫• ‬

‫يجب مراعاة المشاعر الدينية واحترام اإلسالم‪.‬‬

‫• يعــاد بنــاء المســاجد فــي كل مــدن البــاد وال يســمح ببنــاء القبــاب‬ ‫أو الزوايــا أو التكايــا والمســاجد الصغيــرة منعــا الســتخدامها فــي نشــر‬ ‫التعصــب وتعالــج طلبــات بنائهــا علــى المســتوى المركــزي‪.‬‬ ‫• الــرق غيــر معتــرف بــه‪ ،‬إال أننــا لــن نتدخــل مــا دام‬ ‫األرقــاء يــؤدون خدماتهــم طوعــا لســادتهم‪،‬‬ ‫وســنتدخل بحــزم عنــد إســاءة معاملــة‬ ‫األرقــاء مــن قبــل الســادة‪.‬‬ ‫تعليمــات الجنــرال هنتــر للمآميــر‬ ‫«نصــً كمــا وردت» بمديريــة دنقــا‪:‬‬ ‫• ‬

‫إن وظيفتــك الجديــدة هــي‬

‫وظيفــة‬ ‫• ‬ ‫عادلــة‬

‫هامــة‬

‫ومســئولة‪.‬‬

‫تذكــر أنــك تمثــل حكومــة‬ ‫ورحيمــة‬

‫فعليــك‬

‫ان‬

‫تكــون مثــاالً للعــدل يســعى إليــه‬ ‫المواطنــون لرفــع الظلــم عنهــم‪.‬‬ ‫• ‬

‫يجــب ان تعمــل بــكل مــا‬

‫فــي وســعك لتكســب ثقــة واحتــرام‬ ‫ا لمو ا طنيــن ‪.‬‬ ‫• ‬

‫إشراق ‪6‬‬

‫تذكــر أن المواطنيــن قــد‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫صالــح عبد الوهاب صالح‬

‫قصة وطن‬

‫بعيــدًا عــن األرقــام التاريخيــة يســتعرض قصــة وطــن منعطفــات مهمــة جــدًا مــرت بهــا مســاحة‬ ‫المليــون ميــل مربــع ذات الموقــع الجغرافــي المتميــز والتضاريــس التــي انفــردت بهــا تلــك المنطقــة‪،‬‬ ‫كمــا تميــزت أيضــً بإطاللــة جميلــة علــى البحــر األحمــر وازداد النيليــن شــرفًا بعــد اقترانهمــا فيمــا‬ ‫ي بالعاصمــة المثلثــة ليواصــل مســيرته نحــو الشــمال‪ ،‬منســابًا فــوق الذهــب مــرورًا بحضــارات‬ ‫سـ ّـم َ‬ ‫وعصــور كانــت تســود فيهــا الهيمنــة والســيادة علــى ُجـ َّ‬ ‫ـل المنطقــة الشــمال أفريقيــة مــن قبــل ملــك‬ ‫مملكــة كــوش‪ ،‬الفرعــون األســود‪ ،‬طهراقــا ابــن بعنخــي‪.‬‬ ‫بعــد تلــك الفتــرة وبعــد مــرور األزمنــة ُح ِكــم‬ ‫الســودان تحــت إمــرة النظــام التركــي وذلــك‬ ‫عقــب الحــرب التــي كســبها محمــد علــي باشــا‬ ‫والــي مصــر‪ .‬بنــاءًا علــى مــا شــهدته فتــرة الحكــم‬ ‫المصــري التركــي مــن فســاد ظهــرت الثــورة‬ ‫المهديــة والتــي انهــارت فيمــا بعــد بســبب تخبط‬ ‫عبــد اهلل التعايشــي الــذي خلــف المهــدي‪« .‬حــاول‬ ‫غــزو مصــر ‪-‬مصــر البريطانية‪-‬فــي ذلــك الوقــت»‬ ‫حدث يجب أن نتفكر فيه ســويًا‪ ،‬الخالف اإلنجليزي‬ ‫الفرنســي‪ .‬أرســلت الحكومــة البريطانيــة إنــذارًا‬ ‫تحــذر فيــه القــوات الفرنســية مــن التقــدم نحــو‬ ‫الســودان‪ .‬يوجــد حاليــً مــا يســمى بمتالزمــة‬ ‫فاشــودة في السياســة الخارجة الفرنســية‪ ،‬تقدم‬ ‫القائــد مارشــان الفرنســي بقواتــه الســنغالية‬ ‫وســيطرة علــى فاشــودة جنــوب الســودان‪ ،‬فــي‬ ‫ذات الوقــت وصــل الجيــش اإلنجليــزي المصــري‬ ‫مــن الشــمال‪ .‬وبعــد نقاشــات دوليــة عريضــة‬ ‫واتفاقيــات بيــن الدولتيــن قــررت فرنســا التخلــي‬

‫عــن كل جــزء فــي الســودان و «مراعــاة لمشــاعر‬ ‫الجيــش الفرنســي» تــم تغيــر اســم فاشــودة إلــى‬ ‫كــدوك‪.‬‬ ‫فرضــت الدولــة اإلنجليزيــة المصريــة ســيطرتها‬ ‫علــى الســودان وســمي بالســودان اإلنجليــزي‬ ‫المصــري‪ ،‬أرســيت أركان الدولــة الحديثــة فــي‬ ‫تلــك الفتــرة كمــا أنهــا كانــت الســبب فــي الحــرب‬ ‫األهليــة األطــول فــي العالــم بيــن شــمال وجنــوب‬ ‫الســودان‪ .‬بعــد العديــد مــن المحــاوالت مــن‬ ‫الحــركات المهديــة إلســقاط الحكــم والثــورة‬ ‫المصريــة الفاشــلة قــرر الخديــوي االهتمــام بمصــر‬ ‫والتخلــي عــن لقــب «ملــك مصــر والســودان»‬ ‫ليصبــح «ملــك مصــر» مــن تلــك اللحظــة بــدأت‬ ‫تظهــر مالمــح الســودان تكونــت قــوة دفــاع‬ ‫الســودان وانســحبت القــوات المصريــة وكان‬ ‫الوجــود المصــري فــي الســودان مجــرد قطعــة‬ ‫قمــاش ترفــرف مــع نســمات الريــح‪.‬‬

‫‪ 7‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق ‪8‬‬


‫‪15/1/2015‬‬

‫العدد السادس‬

‫أصــل‬ ‫تخلصــوا حديثــً مــن اضطهــاد نظــام طــاغ وظالــم َّ‬

‫اعتمــده اإلنجليــز فــي حكــم الســودان وإدارة مــوارده‬

‫فيهــم شــعور الخــوف‪ .‬وعليــه يجــب أن تشــعر األهالــي‬

‫ومصروفاتــه‪ ،‬كان الصمــغ العربــي‪ ،‬ريــش النعــام‪ ،‬العــاج‪،‬‬

‫ببــزوغ عهــد جديــد مــن العــدل والمعاملــة الكريمة وفي‬

‫المطــاط الهنــدي والمحصــوالت الزراعيــة مــن أهــم‬

‫نفــس الوقــت يجــب أن تتعامــل مــع الجرائــم والمجرميــن‬

‫الصــادرات الســودانية التــي ارتقــت مــن ‪ 500,000‬جنيــه‬

‫بحــزم وقــوة يجعلهــا مــن ذكريــات أيــام المهديــة‪.‬‬

‫إســترليني حتــى وصلــت ‪ 7,500,000‬جنيــه إســترليني‪.‬‬

‫• ‬

‫ســيحاول األهالــي رشــوتك! يجــب أن تــرد الرشــوه‬

‫فاقــت إيــرادات الســودان مصروفاتــه فــي إحــدى الســنين‬

‫بصــورة حاســمة وقطعيــة‪ .‬وأن يفهــم األهالــي أن‬

‫دون أن تشــمل اإليــرادات عائــدات الجمــارك الســودانية‬

‫الرشــوه لــن تجلــب عليهــم ســوى العقوبــات‪ .‬ال يجــب أن‬

‫ودفعــت الحكومــة الســودانية مبلــغ ‪ 5,414,525‬جنيــه‬

‫يؤخــذ أي شــيء مــن األهالــي دون دفــع مقابلــه‪.‬‬

‫إســترليني للحكومــة المصريــة كقيمــة للمنصرفــات‬

‫• ‬

‫إذا ثبــت أنــك أو أي مــن موظفيــك قــد أخــذ أي‬

‫خــال فتــرة االحتــال «رســوم احتــال»‪.‬‬

‫«بقشــيش» مــن المواطنيــن فســوف يتــم فصلــك‬

‫بعــد تنحــي الملــك فــاروق عــن العــرش خاضــت مصــر‬

‫وتقديمــك لمحاكمــة عســكرية‪.‬‬

‫وبريطانيــا مفاوضــات نتــج عنهــا طــرح اســتفتاء حــق‬

‫• ‬

‫عليــك أن تشــجع التوســع فــي الزراعــة فــي‬

‫تقريــر المصيــر للســودان الــذي تــاه العديــد مــن األحــداث‬ ‫أهمهــا إعــان البرلمــان الســودان كدولــة مســتقلة‬

‫منطقتــك ‪.‬‬ ‫• ‬

‫عليك أن تحارب إساءة معاملة النساء‪.‬‬

‫وإعالنهــا رســميًا بتاريــخ األول مــن ينايــر فــي السادســة‬

‫• ‬

‫يمكنــك معاقبــة المســتحقين بمــا ال يتجــاوز‬

‫والخمســون بعــد التســعمائة واأللــف‪.‬‬

‫يومــً واحــدًا فــي الحبــس‪ .‬لعقوبــات أكبــر يجــب عليــك‬ ‫إحالــة األمــر ألقــرب ســلطة عســكرية‪.‬‬ ‫• ‬

‫يمكنــك رفــع أي إشــكال ألقــرب قائــد عســكري‬

‫لمنطقتــك ويجــب عليــك العمــل بتوجيهاتــه‪.‬‬

‫الســودان منطقــة مميــزة تســببت للفرنســيين‬ ‫بمتالزمــة‬

‫فاشــودة‬

‫السودان دولة متحضرة إداريًا مستقرة أمنيًا‬ ‫الســودان لديــه كفــاءات وأبنــاء يمكنهــم تحمــل‬

‫بعــد اســتقرار النظــام فــي الســودان قــررت الســلطة‬

‫ا لمســؤ و لية‬

‫الحاكمــة تمكيــن أبنــاء البلــد مــن الســلطة وقــررت دعــم‬

‫السودان دولة غنية بالخيرات‬

‫شــيوخ القبائــل وأرســت عليهــم مســؤوليات منهــا‬

‫السودان دولة بال ديون‬

‫االهتمــام بالمنشــئات المحليــة والطــرق‪ .‬الخطوة كان‬

‫السودان دولة مستقلة !!!‬

‫الهــدف منهــا تقليــل العــبء علــى الموظفيــن‬

‫عام و أنت بخير يا وطني‪...‬‬ ‫كل ٍ‬

‫اإلنجليــز وترشــيد المنصرفــات الحكوميــة‬ ‫وزيــادة‬

‫الفعاليــة‪.‬‬

‫كانــت‬

‫المصروفــات‬

‫الحكوميــة اإلنجليزيــة تمويـ ً‬ ‫ا مــن الحكومــة‬ ‫المصريــة‪ .‬بعــد التخطيــط الســليم لــذي‬

‫‪ 9‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫بدعــة منكــرة ‪ ....‬فــكل مالــم ُيخالــف الشــرع ال خــاف عليــه ‪ ....‬لــوال ذلــك العتبرنــا العلــوم‬ ‫الحديثــة والتكنولوجيــا وكل مايــرد مــن الغــرب وكل مــا إختلــف مــن حياتنــا الحالــي عــن‬ ‫حياتهــم الســابقة محــض بــدع ‪...‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫مناســبة المولــد مناســبة إجتماعيــة‬ ‫دينيــة ‪ .....‬تقــوي روابــط المجتمــع‬ ‫ِّ‬ ‫تجمــع‬ ‫بنبيــه‬ ‫وتذكرهــم بــه وهــي ُّ‬ ‫للذكــر وتبعــث اإلبتهــاج والســرور‬ ‫الــي عشــرات المالييــن مــن‬ ‫المســلمين حــول العالــم ومبعث‬ ‫فخــر وإعتــزاز لــكل مســلم حــول‬ ‫العالــم بميــاد رســول الخلــق‬ ‫وســيدهم ‪ ....‬أمــا هــؤالء الرويبضــة‬ ‫المعتوهيــن فــا تشــغلو أنفســكم‬ ‫ٌّ‬ ‫بهــم فـ ُ‬ ‫وكل يــدري‬ ‫ـك ٌّل يحاســب بمــا يفعــل‬ ‫مقــام نبيــه فــي نفســه ‪...‬‬ ‫***********‬ ‫أغر عليه للنبوة خاتم ‪ ----‬من اهلل مشهود يلوح ويشهد‬ ‫وضم اإلله أسم النبي الي إسمه ‪ ----‬إذ قال في الخمس المؤذن أشهد‬ ‫ّ‬ ‫محمد‬ ‫محمود ‪ ،‬وهذا‬ ‫ليج َّله ‪ ----‬فذو العرش‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وشق له من إسمه ُ‬

‫إشراق ‪10‬‬


‫‪15/1/2015‬‬

‫العدد السادس‬

‫مقاالت إشراق‬

‫بقلم الكاتب‬

‫احمد كامل‬

‫املول��د النب��وي الش��ريف ‪....‬‬ ‫موض��ع نق��اش‬

‫ـيدنا محمد بــن عبد اهلل‬ ‫إحتفلنــا فــي مطلــع العــام الميــادي الجديــد بميــاد اشــرف الخلــق وأج َّلهم سـ ُ‬ ‫صلــي اهلل عليــه وســلم ‪ ....‬وأإلحتفــال بالمولــد نفســه موضــع جــدل عميــق بيــن طوائــف المســلمين‬ ‫عامــة؛ بيــن جــواز االحتفــال او عدمــه بفرضيــة أنــه بدعــة ‪ ....‬وكل بدعــة ضاللــة الــخ ‪ .....‬مســتندين علــي‬ ‫افعــال الســلف (بغــض النظــر عــن صالحــه او ضاللــه) ‪ ...‬مانعيــن انفســهم مــن التفكيــر والرجــوع‬ ‫الــي األدلــة والبراهيــن والعقــل والمنطــق للحكــم علــي موضــع النقــاش ‪ ....‬بإســلوب تفكيــر حجــري‬ ‫ورجعــي يعــارض نظريــة أن االســام ديــن صالــح لــكل مــكان وزمــان فارضيــن عقليــة القــرون االولــي‬ ‫التــي ال تــؤدي إال لخنــق الديــن وتراجعــه وحصــره ليــس اال ‪ ،‬خصوصــا مــع تقــدم الزمــان والعقليــات‬ ‫الحاليــة ‪....‬‬ ‫وهنالــك عشــرات الدالئــل لألســباب‬ ‫الداعيــة لالحتفــال بالمولــد وســنذكر‬ ‫بعضهــا ‪....‬‬ ‫اولهــا ‪ :‬مولــد اعظــم‬ ‫الخلــق ‪ ...‬وفيــه تعبيــر‬ ‫عــن الفرح والســرو يوم‬ ‫أضائــت الدنيــا وهــو‬ ‫يــوم عظيــم وإحــدي‬ ‫دالئــل ذلــك مــاورد فــي‬ ‫صحيــح البخــاري ‪ ...‬أن أبــو لهــب‬ ‫يخفــف عنــه العــذاب كل يــوم‬ ‫اثنيــن بســبب عتقــه لجاريــة‬ ‫أخبرتــه بميــاد ابــن اخيــه ‪....‬‬ ‫ثانيهــا ‪ :‬مــن القــران (‬ ‫ومــا أرســلناك اال رحمــة‬ ‫للعالميــن) ‪( ....‬قــل بفضــل‬

‫اهلل وبرحمتــه فبلذلــك فليفرحــو) ‪ ......‬ســبب‬ ‫للفرحــة كذلــك‬ ‫ثالثهــا ‪ :‬يبعــث علــي المطلــوب شــرعا فــي قولــه‬ ‫( إن اهلل ومالئكتــه يصلــون علــي النبــي ياأيهــا‬ ‫الذيــن امنــو صلــو عليــه وســلمو تســليما) ‪...‬‬ ‫حســن استحســنه‬ ‫رابعهــا ‪ :‬أن المولــد امــر‬ ‫ٌ‬ ‫المســلمون فــي معظــم بقــاع االرض ‪ ...‬ففــي‬ ‫حديــث إلبــن مســعود ( مــاراه المســلمون حســنا‬ ‫فهــو عنــد اهلل حســن‪)... ،‬‬ ‫خامســها ‪ :‬ليســت كل بدعــة محرمــة ‪،‬ولــو كان‬ ‫ذلــك لحــرم جمــع االحاديــث فــي البخــاري وحــرم‬ ‫تغييــر عمــر لحــد الخمــر مــن ‪ 40‬الــي ‪ 80‬جلــدة‬ ‫‪ .....‬فإنمــا البدعــة هــي مااحــدث وخالــف ‪ ....‬وامــا‬ ‫مااحــدث مــن الخيــر ولــم ُيخالــف فهــو محمــود‬ ‫علــي قــول الشــافعي‬ ‫سادســها ‪ :‬ليــس كل مالــم يفعلــه الســلف هــو‬

‫‪ 11‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫الشــماراتيه حالــت دون‬ ‫كتمانهــا للســر ولــو ال‬ ‫تدخــل األجاويــد وبعض‬ ‫عقــاء الحــي لفقــد حــاج‬ ‫حســن زوجتــه الــي االبــد‬ ‫‪..‬‬ ‫وفــي ســاعة اإلذاعــه‬ ‫تجمعــت‬

‫المعتــاده‬

‫نســوة الحــى لشــرب‬ ‫القهــوة‬

‫فــي‬

‫بيــت‬

‫إحســان وعلــى غيــر‬ ‫العــاده كانــت بينهــن‬ ‫إمــرأة ثالثينيــة العمــر‬ ‫ذات جمــال وتقاســيم‬ ‫وجــه يبهــر الجميــع‪ .‬لــم‬ ‫تهتــم بهــا نعمــات فــي‬ ‫البدايــه وبعــد أن فرغــت مــن ســيرة النــاس وجمــع االخبــار توجهــت الــي «الضيفــه المجهولــه» كــي تحصــد‬ ‫عنهــا بعــض الشــئ « إنتــي منــو ياختــي شــكلك عــروس جديــــــــــــــده « اجابتهــا بأنهــا وافــده مــن حــي أخــر‬ ‫وتزوجــت قبــل شــهر واســتأجرت البيــت الــذي يقابــل المســجد فــي الشــارع االخــر‪ ،،،‬ثــم اردفــت‪ »:‬مــرت عثمــان‬ ‫ســيد الــدكان المعــرس المــره الشــنافه ديــك ‪ « ،،،‬هنــا وقــع الخبــر علــى نعمــات كالصاعقــه حيــث لــم تســال‬ ‫مــرة اخــري مــن شــئ ولكنهــا انهالــت « بالشبشــب» عليهــا قايله‪ »:‬ينشــف ريقــك‪ ،،‬ويكتر ضيقــك‪ ،،‬الليله واااا‬ ‫ســوادك يانعمــات « بعــد جهــد جهيــد قامــت نســاء الحــي بفــض االشــتباك وحينهــا لملمــت نعمــات بقايــا‬ ‫ثوبهــا وأطلقــت رجليهــا للريــح صــوب عثمــان وهــي «تهــرج وتكــورك» «الليلــه بجيــب خبــرك‪ ،،‬وبخفــي‬ ‫وأعدمــك النّفــس ياعثمــان أنــا تعــرس فوقي»‪..‬هجمــت علــى عثمــان بوابــل مــن الشــتائم وهــو‬ ‫أثــرك‪،،‬‬ ‫ِّ‬ ‫اليــدري بمــا يصير‪،،‬ولــم تهــدأ لكنهــا بــدات بالتمــادي بالســب ونعــت عثمــان بأســوأ الصفــات فمــا كاان عليــه‬ ‫لمــا قــال لهــا‪ »:‬مــا مصدقــه إنــي ماعرســت اهــا‬ ‫اال ان يحلــف صادقــا لينفــي هــذه التهمــه لكنهــا لــم تســتمع ّ‬ ‫علــي بالطــاق وطــاق تالتــه بكــره دي أعقــد وأجيبهــا ليــك هنــا تســكن معــاك ‪ « ،،،‬بعــد هــذا ســقطت نعمــات‬ ‫إثــر صدمــه ُسـ ّ‬ ‫ـكر‪ ،،‬وبعــد كــم يــوم انتشــر الخبــر فــي» الحلــه» وقــررت نســوة الحــي زيــاره نعمــات ومواســاتها‬ ‫فيمــا حــدث خاصــه وأن عثمــان قــرر أن يتــزوج الجمعــه القــادم‪ ،،،‬وبعــد الســام والونســه قالــت لهــا احســان‬ ‫‪»:‬البــت الكانــت معانــا يــوم داك دي مــرة أخــوي وأنــا قلــت ليهــا قولــي كــده عشــان حركتــك الزمــاااان معــاي ‪،،،‬‬ ‫يــا خمــي وصــري وضوقــي وجعــي واريـــــــــتك بعــد ده تخلــي شــماراتك دي» نعمــات االن فــي إحــدى الســجون‬ ‫بعــد ان اعتــدت بالضــرب علــى إحســان التــي هــى االخــرى بإحــدي المستشــفيات‪ .‬آخــر القــول‪ ..‬ســيبو النــاس‬ ‫فــي حالهــا‪.....‬‬

‫إشراق ‪12‬‬


‫‪15/1/2015‬‬

‫العدد السادس‬

‫حكايات إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هيفــاء عبدالقيوم األمين‬

‫أخر القول‬

‫ساعه اذاعه‬

‫حــاج عثمــان رجــل خمســيني العمــر تقاعــد عــن العمــل وقــام بفتــح «دكان» صغيــر فــي زاويــة منزلــه فــي أحــد‬ ‫االحيــاء‪ ،،‬كان هــذا « الــدكان» متنفــس ووجهــة رجــال الحــي خصوصــا عندما تغيب الشــمس يأتي كل منهم‬ ‫بهمــه ويحكــي ويفضفــض مــع حــاج عثمــان الــذي ٌعــرف عنــه ســعة البــال وتقديم النصــح وكتم االســرار‪ ..‬لكن‬ ‫ِّ‬ ‫كانــت لــدى حــاج عثمــان زوجــه عرفــت بيــن الجميــع بنبــش األســرار وحبهــا لألخبــار إعتــادت يوميــا عنــد تجمــع‬ ‫رجــال الحــي مــع زوجهــا أن ترمــي بمســامعها وتســترق بعــض أخبــار البيــوت والجيــران‪ .‬عنــد الســاعه الحاديــة‬ ‫عشــر يغلــق حــاج عثمــان الــدكان ويدخــل منزلــه ليجــد نعمــات شــمارات فــي انتظــاره باالســئله المعتــاده «‬ ‫فــي شــنو جديــد فــي الحلــه‪ ،،‬الرجــال ديــل كانــو بقولــو ليــك فــي شــنو؟؟؟!!»» وكان جوابــه دائمــا « اســتغفر‬ ‫اهلل يــا وليــه دايــره بــي اخبــار النــاس شــنو‬ ‫مالــك بيهــم يــاخ خافــي اهلل‪ »،،‬تــرد نعمــات‬ ‫فــي غضــب « بــس عليــك‪ ...‬أصلــك مابتبــرد‬ ‫لــي بطنــي دي‪ ...‬أحيييــي أنــا منــك»‬ ‫عنــد الصبــاح تتوجــه نعمــات شــمارت‬ ‫بوجبــه دســمه لنســاء الحــي حتــي تفــرغ‬ ‫ماســمعته مــن أخبــار مســاء أمــس‪ .‬قبــل‬ ‫عــام مضــى كانــت نعمــات ســببًا فــي‬ ‫طــاق جارتهــا إحســان مــن زوجهــا حســن‬ ‫بعــد أن قامــت بنقــل اســرار خاصــه كانــت‬ ‫قــد فضفضــت بهــا إحســان لهــا بعــد‬ ‫ان وثقــت فيهــا ولكــن غريــزة نعمــات‬

‫‪ 13‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫سقوط القمر‬ ‫فريد يا ااا فريد ‪..‬‬

‫هــذا الرجــل لقــد حقــق نجاحــات عظيمــة فــي مجــال‬

‫آه أعلــم هــذا الصــوت جيــدا‪ ..‬ومــن يكــون غيــره‬

‫المســرح‪.‬‬

‫‪ ..‬وهــل يعقــل أن يكــون يومــي طبيعيــً دون‬

‫أجــل أجــل‪ ..‬مثلــك تمامــا يــا فريــد فلــك ســمعة طيبــة‬

‫مقاطعــة( فوكــس )؟!‪.‬‬

‫داخــل وخــارج البــاد ونجاحاتــك يتداولهــا النــاس فــي‬

‫صديقي وعزيزي فريد ‪ ...‬آه كم تغمرني السعادة‪.‬‬

‫أحاديثهــم فــي كل مــكان ال ســيما لشــاب عبقــري‬

‫إن شــاء اهلل دائمــً ولكــن مــا هــو هــذا األمــر الــذي‬

‫فــي عمرالـــ‪..30‬إال أن الفــرق بينكمــا أن أيمــن يخصــص‬

‫يجعلــك ســعيدًا إلــى هــذا الحــد؟!‬

‫وقتــا للتســلية والرفاهيــة بعكســك أنــت تمامــً‬

‫فوكــس رافعــً ذراعيــه عاليــً إلــى الســماء كأنمــا‬

‫‪..‬لــذا هيــا قــل أنــك موافــق ‪..‬‬

‫يخاطبهــا وجســده ال يــكاد يتحمــل تلــك الســعادة‬

‫اســتفزتني كلمــات فوكــس األخيــرة وتنهــدت قائــا‬

‫‪ :‬أال تشــعر بمــا أشــعر يــا فريــد؟ ‪ ..‬أحــس وكأن الفــن‬

‫‪ :‬إيــه‪ ..‬أمــا أنــت فلديــك كل الوقــت للتســلية ‪ ،‬حســنًا‬

‫يســري فــي دمــي ‪..‬و لســاني ال ينطــق إال شــعرًا‪..‬‬

‫لنذهــب إن كان هــذا مــا تريــده‪ ..‬أمــري هلل ‪.‬‬

‫نظــرت إلــى فوكــس متعجبــا ‪ :‬فجــأة انقلبــت‬

‫قفــز فوكــس نحــوي وضمنــي بقــوة حتــى أحسســت‬

‫الموازيــن وأصبحــت شــاعرًا؟‪،‬فوكس يــا صديقــي‬

‫أنــي ســأختنق ‪ :‬كــم هــو جميــل اســتفزازك‪ ..‬أقصــد‬ ‫إقناعــك‪ ....‬إذن علــي الذهــاب حــاالً إللغــاء جميــع‬

‫أظــن فلــو كان كذلــك لعذرتــك وقلــت أنهــا (ضربــة‬

‫مواعــدي وتنســيق أمــوري‪ ،‬وبعدهــا ســآتي إلــى‬

‫شــمس )‪..‬‬

‫منزلــك فــي تمــام الســاعة الســابعة والنصــف‬

‫التفــت إلــي فوكــس وكأنمــا أســارير الفرحــة ترقــص‬

‫لنذهــب ســويا‪...‬‬

‫حولــه‪:‬ال يــا عزيــزي أنــا بكامــل قــواي العقليــة لكــن‬

‫ضحكــت كثيــرا عندمــا تابعــت خطــوات فوكــس‬

‫قــد جاءنــي خبرعظيــم وســيفرحك كثيــرًا ‪ ،‬هاتفنــي‬

‫المتراقصــة فرحــا متجهــً إلــى ســيارته ‪ ،‬ركبهــا ثــم‬

‫قبــل قليــل صديقنــا أيمــن وقــام بدعوتنــا لحضــور‬

‫اختفــى بلمــح البصــر ‪،‬ســمعت قهقهــات حاجــة‬

‫إفتتــاح أضخــم مســرحية لــه علــى اإلطــاق بعنــوان(‬

‫فاطمــة ثــم اســتطردتها قائلــة ‪ :‬واهلل يــا ولــدي‬

‫ســقوط القمــر) فــي مســرح أم درمــان القومــي الليلــة‬

‫صديقــك األجنبــي هــذا شــخص ظريــف جــدا ويعــزك‬

‫مســاء‪،‬وقد‬ ‫فــي تمــام الســاعة التاســعة والنصــف‬ ‫ً‬

‫معــزة شــديدة ‪ ،‬صداقتكمــا غريبــة ولكنهــا جميلــة‬

‫أصــر علــى مجيئنــا بشــدة ‪..‬‬

‫‪ ،‬أيــن تعرفــت عليــه ولمــاذا تــرك بــاد الغــرب الســاحرة‬

‫جميــل جــدا كــم يســعدني الســماع عــن أيمــن‬

‫بجمالهــا وجــاء إلــى هنــا ؟‬

‫بعــد هــذا الزمــن الطويــل‪ ،‬لقــد ســمعت عــن هــذه‬

‫عــاش فوكــس يــا حاجــة فاطمــة مــع أســرته فــي‬

‫المســرحية كثيرًا فهي تحكي عن قصة رومانســية‬

‫الســودان منــذ زمــن طويــل ‪, ،‬عندمــا قــررت أســرته‬

‫تاريخيــة‪ ،‬أرى أن أيمــن قــد نــال مــراده ووصــل إلــى‬

‫العــودة ‪ ،‬رفــض الذهــاب وبقــي فــي الســودان ‪ ،‬درس‬

‫القمــة كمــا كان يتطلــع ‪ . .‬كــم هــو مخلــص ودؤوب‬

‫القانــون فــي جامعــة الخرطــوم حيــث تعرفــت عليــه ‪،‬‬

‫هــل أنــت علــى مــا يــرام ؟! الجــو ليــس ســاخنًا كمــا‬

‫إشراق ‪14‬‬


‫‪15/1/2015‬‬

‫العدد السادس‬

‫حكايات إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاجر عبداهلل مســاعد‬

‫احملقق فريد‬ ‫و سقوط القمر‬

‫مــا أجمــل هــذه اللحظــات!! يــوم الخميــس الــذي ننتظــره بفــارغ الصبــر ‪ ،‬قهــوة ســاخنة‪ ،‬هــدوء تــام‪،‬‬ ‫صبــاح مشــرق ونســائم هــواء عليلــة تداعــب أطــراف جريدتــي وأنا متكئ على تلك الشــجرة في شــارع‬ ‫النيــل فــي مدينــة الخرطــوم أجلــس بقــرب الحاجــة فاطمــة ( ســت الشــاي) ‪ ،‬ســيدة فــي الخمســين مــن‬ ‫عمرهــا التــي تجرعــت كــؤوس المشــقة والعــذاب ‪ ،‬توفــي زوجهــا ليتركهــا وحيــدة مــع خمســة أبنــاء‬ ‫‪ ،‬عملــت كبائعــة شــاي لتعيــل أســرتها وتســاعد إبنهــا البكرالــذي يعيــل األســرة بــدوره بعملــه ســائق‬ ‫مركبــة عامــة( مواصــات) ‪ ،‬وجدتنــي األذن الصاغيــة لحكاويهــا الشــيقة التــي تســرح بــي إلــى عالــم‬ ‫يخلــو مــن همــوم الدنيــا وآالمهــا وتجلــي ذهنــي مــن مشــاغلي اليوميــة والقضايــا التــي ال تنتهــي‪،‬و‬ ‫أجــواء المكتــب والهواتــف التــي ال تنفــك عــن الرنين‪،‬حيــن ســمعت صــوت ســيارة متجهــة بالقــرب مــن‬ ‫مــكان جلوســي ‪،‬التفــت فوجــدت أنهــا ســيارته يحــاول ركنهــا بالقــرب مــن ســيارتي‪...‬‬ ‫فريد يا ااا فريد ‪..‬‬

‫‪ 15‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫للذهــاب وصليــت صــاة المغــرب ‪ ،‬وصــل فوكــس‬

‫ينتظــر وصولنــا قــرب البوابــة ‪.‬‬

‫فــي تمــام الســابعة والنصــف‪ ،‬رن جــرس المنــزل‬

‫ضمنــا إليــه بلهفــة المشــتاق‬ ‫قائــ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫فوكــس أنيقــً فــي مظهــره ‪ ،‬وقــف أمامــي كمــا‬

‫أصدقائــي األعــزاء كــم أنا ســعيد‬

‫يقــف الممثلــون ممســكًا بأطــراف بدلتــه واثقــا ثــم‬

‫لرؤيتكــم بعــد هــذه المــدة وإنــه‬

‫قــال ‪:‬‬

‫لشــرف كبيرلــي حضوركــم ‪..‬‬

‫واآلن مــا رأيــك يــا صديقــي ‪ ،‬أال أصلــح بــأن أكــون‬

‫طبطبت على ظهر أيمن قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬

‫(جيمــس بونــد) هــذه الليلــة ‪ ،‬فــا أظــن أن هنــاك‬

‫بــل هــو شــرف لنــا حضــور أعظــم إنجــاز لــك يــا‬

‫منافســً لــي فــي الوســامة و األناقــة ‪.‬‬

‫صديقــي وإســتغالل فرصــة رؤيتــك مجــددًا ‪.‬‬

‫نظرت إليه مشدوهًا بابتسامة عميقة قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬

‫أجــل هــذا صحيــح ‪ ،‬كــم اشــتقنا إلــى األيــام الخوالــي‬

‫صدقني ستسرق األضواء هذه الليلة‪.‬‬

‫وقصصــك الشــيقة ‪ ،‬يــا صديقــي علــى الرغــم مــن‬

‫شــكرا لــك يــا فريــد ‪ ..‬آه كبريائــي أنســاني أن أمــدح‬

‫هــذه الســنين إال أنــك مازلــت شــابًا لــم تتغيــر‪ ،‬قالهــا‬

‫تأنقــك ‪ ،‬يبــدو أن األســد قــد خــرج مــن عرينــه أخيــرًا‪،‬‬

‫فوكــس منتظــرًا نفــس اإلجابــة فــي قــرارة نفســه‬

‫أجــل هــذا هــو المظهــر المالئــم للمحقــق النابغــة‪.‬‬

‫فأنــا أعرفــه جيــدًا يحــب أن يمتــدح دائمــً‪.‬‬

‫حسنًا كفاك سخرية وهيا بنا ‪..‬‬

‫ضحك أيمن إلطراء فوكس ثم قال ‪:‬‬

‫إنطلقنــا إلــى المــكان الــذي ســتقام فيــه المســرحية‬

‫صدقنــي اشــتقت إليهــا كثيــرًا ‪ ،‬أمــا ســر شــبابي‬

‫وعنــد وصولنــا وقبيــل ترجلنــا وأنــا أكاد أغلــق بــاب‬

‫فالفضــل فــي هــذا يعــود إلــى زوجتــي العزيــزة‬

‫الســيارة اصطــدم بــي أحدهــم علــى عجلــة مــن‬

‫تقــوى التــي تســاندني دائمــً ‪ ،‬إنهــا ممثلــة قديــرة‬

‫أمــره فبادرنــي باإلعتــذار‪ ،‬كان المــكان مكتظــً جــدًا‬

‫وقــد تقابلنــا فــي إحــدى المســرحيات المشــتركة‬

‫بالــرواد والحشــود إمتــأت الســاحة وعلــت أصــوات‬

‫حيــث اجتمــع فيهــا عظمــاء الممثليــن ‪ ،‬أعجبــت‬

‫أبــواق الســيارات دون توقــف‪ ،‬كانــت الالفتــة معلقــة‬

‫بتمثيلهــا وطلبــت منهــا اإلنضمــام إلــى طاقــم‬

‫فــي أعلــى مبنــى المســرح مــن الخــارج وعنــوان‬

‫عملنــا فوافقــت ‪.‬‬

‫المســرحية (ســقوط القمر)غطــى ضــوءه ظلمــة‬ ‫الســاحة والمبانــي التــي تحيــط بالمســرح ‪ ،‬فعـ ً‬ ‫ا إنــه‬

‫نظــرت إليــه بدهشــة صاحبتهــا ســعادة لســماع‬ ‫هــذا الخبــر المفــرح ‪.‬‬

‫القمــر‪.‬‬

‫آه أجــل ســمعت عنهــا الكثيــرال اصــدق هــذا ‪ ،‬كــم‬

‫يبــدو أنهــا مســرحية ذات ســيط عالــي جــدا ‪..‬‬

‫أنــت محظــوظ وموفــق اإلختيــار يــا صديقــي تهانينــا‬

‫فوكــس أيــن هــي التذاكــر ؟‬

‫‪.‬‬

‫هاهي معي هيا بنا للدخول ؟‬

‫وجدهــا فوكــس فرصــة مناســبة للتعقيــب علــى مــا‬ ‫قلتــه قائـ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫فأســرعت ألفتــح البــاب ‪ُ ،‬دهشــت كثيــرا عنــد رؤيــة‬

‫إســتطعنا الدخــول بســام إلــى الداخــل بعــد‬ ‫معانــاة فاإلنتظــار كان طويـ ً‬ ‫ا وســط هــذه الحشــود‬

‫أجــل وقــد ظهــرت فــي أكثــر مــن مقابلــة تلفزيونيــة‬

‫ووســط الصفــوف الطويلــة أمــام البوابــة ومــن‬

‫وإذاعيــة‪ ،‬إنهــا ســيدة رفيعــة الــذوق وإنســانة‬

‫وســط الحشــود عــا صــوت بــدا لــي مألوفــا‪.‬‬

‫خلوقــة وذات علــم واســع ولهــا شــهرة فنيــة مقــدرة‬ ‫ٌ‬ ‫مثــل يحتــذى بــه حيــث قدمــت صــورة طيبــة‬ ‫إنهــا‬

‫التفتنــا فــإذا بــه صديقنــا أيمــن مســرع ُا إلينــا كان‬

‫للعالــم العربــي والغربــي عــن المــرأة الســودانية‬

‫فريد ‪ ،‬فوكس ‪ ،‬أصدقائي ‪...‬‬

‫إشراق ‪16‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫تخرجنــا منهــا ســويًا ومازلنــا نعمــل‬

‫قبلــت رأس الحاجــة فاطمــة ثــم‬

‫يتعمــد فعــل هــذا ‪ ،‬ينقلنــي مــن‬

‫معــً حتــى اآلن ‪ ،‬واجهتــه صعوبــة‬

‫قلــت هامــً بالرحيــل ‪ :‬إن شــاء اهلل يــا‬

‫عالــم الحــزن إلــى عالــم آخــر أكثــر‬

‫فــي بــادئ األمــر عندمــا أراد العمــل‬

‫حاجــة فاطمــة ‪ ،‬يســمع منــك المولــى‬

‫فرحــً ‪ ،‬فلــن أنســى أبــدا أنــه قبــل‬

‫فــي قســم التحقيقــات لكونــه‬

‫عــز وجــل ‪ ،‬علــي الذهــاب اآلن وهــذه‬

‫ثالثــة أشــهر كيــف نقلني مــن حزني‬

‫أجنبيــً ‪ ،‬ولكــن بحكــم ســنينه التــي‬

‫مصاريــف لــك وألبنائــك ‪..‬‬

‫الشــديد عنــد وفــاة والــدي فقــد‬

‫عاشــها هنــا ورغبتــه العارمــة فــي‬

‫لــم تــدري حاجــة فاطمــة مــا تفعــل‬

‫أصبحــت وحيــدًا بعــد فراقــه ورحيــل‬

‫العمــل معنــا وافقــوا عليــه ‪.‬‬ ‫والحمــد هلل لكــم ســمعة طيبــة‬

‫ســوى البــكاء عندمــا مــددت لهــا‬ ‫يــدي حامــ ً‬ ‫ا النقــود ‪،‬دعــت بصــوت‬

‫الذكريــات الجميلــة معــه‪ ،‬فلــم يبقى‬ ‫لــي ســوى شــقيقتي نــور المتزوجــة‬

‫وصلــت إلــى خــارج البــاد ‪ ،‬عرفــت‬

‫متقطــع قائلــة ‪ :‬شــكرا ليــك يا ولدي‬

‫وتقطــن بمدينــة القضــارف* ولــم‬

‫هــذا كلــه مــن خــال الجرائــد واألخبــار‬

‫‪ ،‬أدعــو اهلل أن يفتــح لــك جميع ســبل‬

‫أســتطع رؤيتهــا ورؤيــة طفليهــا إال‬

‫يــا ولــدي ‪ ،‬قمتــم بحــل أصعــب‬

‫النجــاح ويســعدك كمــا تســعدنا ‪.‬‬

‫فــي إجازاتــي القليلــة خــال العــام ‪.‬‬

‫القضايــا وال تعرفــون المســتحيل ‪.‬‬

‫عــدت إلــى ســيارتي مبتســما أفكــر‬

‫عــدت بعدهــا إلــى منزلــي فــي‬

‫رفعــت الحاجــة فاطمــة يدهــا‬

‫فــي فوكــس وأول لحظــات لقائنــا‪،‬‬

‫أركويــت* وانغمســت كالعــادة فــي‬

‫للســماء داعيــة بصــوت األم الحانــي ‪:‬‬

‫كــم هــو رائــع هــذا الصديــق ‪،‬كلمــا‬

‫أعمالــي اليوميــة والقضايــا التــي‬

‫اللهــم وفقهــم ونجحهــم فــي‬

‫ضــاق علــي أمــرا يظهــر فجــأة‬

‫علــي قراءتهــا وإنجازهــا ‪ ،‬هممــت‬

‫مســيرتهم ‪.‬‬

‫لتســليتي ‪،‬صدقــا ال أدري إن كان‬

‫بعدهــا بارتــداء ثيابــي إســتعدادًا‬

‫‪ 17‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫أمــا هــذه فهــي الســيدة القديــرة عليــاء التــي‬

‫عرفنــا بهــا أيمــن مشــيرا بأنهــا‬

‫ســتقوم بــدور األم والســيد نجيــب ســيقوم بــدور‬

‫اآلنســة حســناء ‪ ،‬والتــي تمثــل‬

‫األب ‪.‬‬

‫دور خادمــة البطلــة فــي قصــر‬

‫كان كل مــن الســيدة عليــاء والســيد نجيــب مــن‬

‫الضابــط ‪.‬‬

‫الممثليــن الكبــار فــي الســن ولهــم تاريــخ عريــق‬

‫حســناء هــذان الشــابان همــا‬

‫فــي التمثيــل ‪ ،‬علــى الرغــم مــن مــر الســنين إال أن‬

‫صديقــاي المحقــق فريــد وزميلــه فوكــس‪.‬‬

‫الســيدة عليــاء ال تــزال محافظــة علــى رشــاقتها‬

‫آه‪،‬أهــا بكمــا ‪ ،‬تشــرفت بلقائكمــا وأعتــذر علــى مــا‬

‫وشــبابها بعكــس الســيد نجيــب الــذي كان‬

‫بــدر منــي قبــل قليــل فأنــا أعانــي مشــكلة مــع هــذا‬

‫ممتلــئ الجســد قصيــر القامــة و أصلــع ‪ ،‬أهلكــه‬

‫الــزي ممــا زاد مــن توتــري فــا بــد أن تكــون الثيــاب‬

‫تنــاوب األمــراض علــى جســده ومــع ذلــك يكــن‬

‫مريحــة حتــى يســتطيع الممثــل التمثيــل بارتيــاح‪،‬‬

‫للتمثيــل مكانــة خاصــة فــي قلبــه وتغمــره المتعــة‬

‫قالــت قولهــا هــذا ثــم التفتــت لتنظــر إلــى إنعــكاس‬

‫عنــد إعتالئــه خشــبة المســرح فهــو منزلهــم الثانــي‬

‫صورتهــا علــى المــرآة الصغيــرة التــي كانــت تحملهــا‬

‫كمــا يقولــون ‪.‬‬

‫فــي يدهــا دون أن تبــدي إهتمامــا ألي تعليــق يمكــن‬

‫دعنــي أعرفهــم بنفســي يــا أيمــن ‪ ،‬أنــا كمــال و‬

‫أن نعقبــه علــى كالمهــا‪.‬‬

‫أقــوم بــدور نائــب الضابــط االنجليــزي‪ ،‬مرحبــً بكــم ‪.‬‬

‫وجه فوكس حديثه لها بإنشراح قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬

‫التفــت إليــه مبتســما مســلمًا عليــه‪ ،‬فقــد ســمعت‬

‫ال عليــك يــا آنســة ‪ ،‬ال تخافــي ســتبلين حســنا إن‬

‫عنــه كثيــرًا هــذا الرجــل المغربــي وكــم هــو محبــوب‬

‫شــاء اهلل‪.‬‬

‫فــي المجــال الفنــي فهــو شــخص دؤوب فــي عملــه‬

‫ضحكــت فــي قــرارة نفســي مــن تصرفــات فوكــس ‪،‬‬

‫ولــه روح دعابــة عاليــة و إبتســامة ال تفــارق وجهــه ‪،‬‬

‫آه لــن يتغيــر هــذا الشــاب ‪..‬‬

‫رجــل فــي األربعيــن مــن عمــره نحيــل البــدن صاحــب‬

‫دوى صــوت ضحــكات عاليــة قاطعــت حديثنــا‬

‫بشــرة ســمراء ‪.‬‬

‫لتجــذب إنتباهنــا إليهــا محاوليــن معرفــة مصدرهــا‪.‬‬

‫وزعت نظراتي فيما بينهم مبتهجًا قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫ال وسه ً‬ ‫أه ً‬ ‫ال بكم‪ ،‬سررنا بلقائكم ‪.‬‬

‫أنتــم الممثلــون ‪ ..‬مصيركــم مجهــول ‪ ..‬تتبادلــون‬ ‫القهقهــات ‪ ..‬وآالمكــم مدفونــة فــي الصــدور‪....‬‬ ‫التفتنــا جميعــا لنعــرف مصــدر هــذا الصــوت فــإذا‬

‫كعادتــه فوكــس أحــب وضــع بصمتــه بإضفــاء جــو‬ ‫مــن الطمأنينــة قائ ـ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫بــه رجــل جالــس فــي ركــن مظلــم مــن أركان الصالــة‬

‫أهــا بكــم يبــدو عليكــم التوتــر ‪ ،‬فالمســرحية‬

‫ولــم أســتطع التعــرف علــى وجهــه كل مــا رأيتــه‬

‫ليســت عاديــة والحشــود التــي فــي الخــارج معتمــدة‬

‫كان جســد هزيــل متكئــا علــى الحائــط ممــددًا‬

‫عليكــم ‪ ،‬لكنــي واثــق مــن أنكــم ســتنجحون بــإذن‬

‫أحــد أقدامــه للخــارج مرتديــا حــذاء يبــدو عليــه‬

‫اهلل ‪.‬‬

‫القــدم وممســكا بعصــا بجانبــه ‪ ،‬ســألت أيمــن عــن‬

‫رفع أيمن يديه للسماء داعيًا ‪:‬‬

‫هويــة هــذا الشــخص فعلمــت أنــه كان مــن أشــهر‬

‫نرجو ذلك ‪.‬‬

‫الممثليــن الشــباب قديمــا يدعــى الســيد عثمــان‬

‫آه كــم هــذا الــزي لعيــن ال أســتطيع التحــرك بــه جيدًا‬

‫وقــد اعتلــى منصــة هــذا المســرح كثيــرا وقــد حــاز‬

‫أوووف‪ ،‬التفــت الجميــع ليعــرف المتكلــم ‪،‬كان صوت‬

‫علــى جوائــز كأفضــل ممثــل فــي الســودان وبلــدان‬

‫آنســة تقتــرب منهــم خارجــة مــن غرفــة األزياء‪.‬‬

‫عــدة‪ ،‬إعتلــى قمــم النجــاح ‪ ،‬إال أنــه عندمــا أعلنــت‬

‫إشراق ‪18‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫بزيهــا التقليــدي وتــراث بلدهــا فكمــا أذكــر طالبــت‬

‫وارتــداء مــا يناســب أدوارهــم ‪ ،‬وبجانبهــا ممــر يــؤدي‬

‫دول عديــدة حضــور الســيدة تقــوى إلــى بلدانهــا‬

‫إلــى المطبــخ ‪،‬وفــي نهايــة الصالــة البــاب الخلفــي‬

‫لعــرض مســرحياتها وخاصــة مســرحية ( ســت‬

‫للمســرح الــذي يدخــل منــه الممثلــون للصعود إلى‬

‫البنــات )التراثيــة التــي القــت رواجــً كبيــرًا فــي‬

‫المســرح‪ .‬علــت ســاعة ضخمــة فــي منتصــف حائــط‬

‫المغــرب ومصــر ولبنــان ‪ ،‬تهانينــا صديقــي فأنــت‬

‫مســاء ‪ ،‬أخذنــا أيمــن‬ ‫الصالــة مشــيرة إلــى الثامنــة‬ ‫ً‬

‫تســتحقها ألنكمــا صنــوان فــي النجــاح‪.‬‬ ‫شــكرًا جزيـ ً‬ ‫ا لكمــا وأتمنــى مــن كل قلبــي أن تدخــا‬

‫إلــى مجموعــة مــن الناس كانوا جالســون يحتســون‬ ‫الشــاي فــي ردهــة بالقــرب مــن غرفــة األزيــاء‪ ،‬كان‬

‫قفــص الزوجيــة قريبــً‪ ،‬هيــا بنــا إلــى داخــل الصالــة‬

‫طقــم الجلــوس الذيــن يجلســون عليــه مــن الجلــد‬

‫لتنعمــوا ببعــض الهــدوء وألعرفكــم بالبقيــة ‪،‬‬

‫الفاخــرا رمــادي اللــون وأنغــام صــوت الفنــان الراحــل‬

‫إنهــم يتدربــون فــي الداخــل فمــازال الوقــت مبكــرا‬

‫(نــادر خضــر) الصــادرة مــن جهــاز التســجيل أطربــت‬

‫علــى العــرض‪.‬‬

‫جميــع الحاضريــن حتــى نباتــات الزينــة والــورود التــي‬

‫أثنــاء مســيرنا حدثنــا أيمــن عــن مــا مــر بــه فــي‬

‫غطــت تلــك الردهــة ذات الجــدران البيضــاء و كأنمــا‬

‫مســرحياته الســابقة وعــن مســرحيته وقصتهــا‬

‫هــي مهيئــة إلســتقبال أحــد الملــوك ‪.‬‬

‫فقــد كانــت تحكــي عــن قصــة حــب عفيفــة بيــن‬

‫يــا شــباب أريــد أن أعرفكــم بفريــد المحقــق العظيــم‬

‫فتــاة ســودانية قرويــة لهــا مــن الجمــال مــا يســحر‬

‫وفوكــس مســاعده المخلــص ‪ ،‬أتذكــرون لقــد‬

‫األلبــاب و جنــدي فقيــر كانــت مخطوبــة لــه فــي زمــن‬

‫حدثتكــم عنهــم ؟؟‬

‫اإلســتعماراإلنجليزي للســودان ولكنــه إستشــهد‬

‫رد شخص من بين الجالسين قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬

‫عندمــا انضــم لثــورة اللــواء األبيــض* بعدهــا وقــع‬

‫كيــف أيعقــل أال نذكرهــم ؟ ولكنــك لــم تخبرنــا أنــك‬

‫ضابــط الجيــش اإلنجليــزي ضحيــة حبهــا حتــى‬

‫قمــت بدعوتهــم ‪ ،‬مرحبــً بكــم أدعــى عمــر ‪.‬‬ ‫قدمه لنا أيمن مشيرا إليه قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬

‫أرضهــا فقــام بقتــل جميــع أفــراد أســرتها ‪ ،‬وعــدت‬

‫هــذا هــو الممثــل عمــر الــذي ســيقوم بــدور الجنــدي‬

‫نفســها علــى اإلنتقــام منــه فســلمت نفســها‬

‫الفقيــر ‪ ،‬كان الســيد عمــر شــاب فــي الثالثيــن مــن‬

‫للقــدر فقبلــت الــزواج منــه ولكــن ســرعان مــا ثــأرت‬

‫عمــره أســمر اللــون طويــل القامــة‪ ،‬لــه طلــة بهيــة‬

‫ألهلهــا وخطيبهــا بتســميمها للضابــط وعندمــا‬

‫ووســامة عاليــة ‪ ،‬شــخصية بهــا نــوع مــن الخيــاء‬

‫علــم الجيــش اإلنجليــزي بمــا فعلتــه قامــوا بإعدامها‬

‫وتبختــر فــي المشــية ‪.‬‬

‫شــنقًا‪ ،‬وأخذنــا الحديــث حتــى وجدنــا أنفســنا أمــام‬

‫ثم تابع أيمن تعريفنا بالحاضرين ‪:‬‬

‫أعمــاه لكنهــا أحبــت وطنهــا ولــم تســتطع خيانــة‬

‫صالــة صغيــرة يســتريح فيهــا الممثلــون ويتدربــون‬

‫أمــا هــذا فهــو علــي الــذي يقــوم بتمثيــل دور‬

‫فيهــا أرضيتهــا مــن خشــب وغطــت األلــواح الكبيــرة‬

‫الضابــط االنجليــزي‪.‬‬

‫ألشــهر الرســامين الســودانيين جدرانها‪ ،‬كل لوحة‬

‫والمضحــك فــي األمــر أن الســيد علــي كان صاحــب‬

‫تحكــي قصــة معينــة وســتائر مخمليــة حمــراء اللون‬

‫بشــرة فاتحــة تميــل مالمحــه إلــى المالمــح العربيــة‬

‫علــى طــول ممــر الصالــة أضافــت إليهــا الرهبــة مــن‬

‫أكثــر مــن الســودانية متوســط القامــة قليــل‬

‫عظمــة المــكان وفخامتــه ‪ ،‬وغرفــة علــى يميــن‬

‫االمتــاء فــي األربعيــن مــن عمــره ‪ ،‬كان متغيبــً عــن‬

‫الصالــة بهــا أصنــاف األزيــاء القديمــة والحديثــة‬

‫البــاد لمــدة عــام كامــل لكــن الحنيــن إلــى المســرح‬

‫حيــث يقــوم الممثلــون بتبديــل ثيابهــم فيهــا‬

‫وأجوائــه أعــاده إليهــا مجــددًا‪.‬‬

‫‪ 19‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫أيمــن ؟!‪.‬‬

‫التــي رســمتها مشــقات الحيــاة‬

‫كان الحــزن والخــذالن باديــا فــي وجــه أيمــن لكــن كان‬

‫وأحزانهــا‪،‬‬

‫مــن واجبــه إعــادة الميــاه إلــى مجاريهــا والســيطرة‬ ‫علــى الوضــع قائـ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫وجســد‬

‫أبيــض طويــل وكثيــف وعينــان‬

‫أجــل بالتأكيــد فأنتــم أنــاس ذوي خبــرات عظيمــة‬

‫ســوداوان‬

‫ال يمكــن التعــرف‬

‫وســمعة فنيــة واســعة ويشــار لكــم بالبنــان ‪،‬‬

‫علــى مالمحــه إال عنــد التدقيــق فــي وجهــه‪ ،‬يمشــي‬

‫فــا تجعلــوا تلــك المشــاعر التــي فــي قلوبكــم‬

‫منحنيــا موطــأ الــرأس ثيابــه باليــة ومرقطــة ‪ ،‬كأنمــا‬

‫تفســد عليكــم مســيرة نجاحكــم وأنــا مــدرك أن‬

‫خــرج مــن أحــد الكهــوف إلــى عالمنــا هــذا ‪ ،‬توجــه‬

‫هــذه المشــاعر نابعــة مــن توتركــم ‪ ،‬لــذا اســترخوا‬

‫إلــى بــاب المســرح وعنــد وصولــه فتــح البــاب وقبــل‬

‫جميعكــم ولتتكاتــف أيدينــا ســويًا‪.‬‬

‫دخولــه التفــت إلينــا ووقعــت عينــاه فــي عينــاي ثــم‬

‫التفــت إلينــا أيمــن طالبــً منــا أن نجلــس فــي مــكان‬

‫قــال ‪:‬‬

‫بعيــد عــن هــذه الضجــة واعتــذر بشــدة عــن مــا‬

‫تعلموا التمثيل فأتقنوا صنعة الكذب‪.‬‬

‫حصــل قبــل قليــل‪ ،‬فمــا حصــل كان أشــبه ببــركان‬

‫هاهــو ذا يعــود بكلماتــه الغريبــة كأنهــا‬

‫انفجــر بعــد ركونــه فقــد علــت األصــوات وأخــرج كل‬

‫ألغاز‪،‬أحسســت فــي نظراتــه تحديــا وكأنمــا‬ ‫يخاطبنــي قائــ ً‬ ‫ا ‪:‬‬

‫مــا عســانا نفعــل ســوى تأييــد القــول بــأن هنــاك‬

‫إذا كنــت بذلــك الــذكاء الــذي يقــال عنــك فعليــك‬

‫العجيــب خلــف الكواليــس‪.‬‬

‫معرفــة مقصــدي مــن هــذه الكلمــات‪.‬‬

‫ســمعنا قهقهــات عاليــة ‪ ،‬صمــت الجميــع والتفتــوا‬

‫علــي الذهــاب إلحضــار زوجتــي فقــد طــال مكوثهــا‬ ‫فــي المســرح انتظرانــي هنــا ‪ ،‬ســأعود حــاالً‪.‬‬

‫الرجــل العجــوز قــام مــن مكانــه واتــكأ علــى عــكازه‬

‫لــم يطــل ذهــاب أيمــن إال بضــع دقائــق حتــى فتــح‬

‫‪،‬كان صاحــب وجــه شــاحب كثــرت فيــه التجاعيــد‬

‫البــاب والدمــوع فــي وجهــه وحالــه يرثــى لهــا ‪ ،‬صــرخ‬

‫شــخص مــا فــي نفســه فــي الوقــت الخطــأ ‪ ،‬لكــن‬

‫ليعرفــوا مصــدر الصــوت للمــرة الثانيــة ‪ ،‬فــإذا بــه‬

‫إشراق ‪20‬‬

‫ذو بشــرة بيضــاء‬ ‫هزيــل‬

‫‪،‬لــه‬

‫شــعر‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫الحــرب وســيطر المســتعمر علــى البــاد ســابقًا كان مــن الشــباب المتطوعيــن للجهــاد ليحــارب مــع غيــره‬ ‫مــن الشــباب المجنديــن ضــد العــدو ‪ ،‬وبعــد اإلنتصــار عــاد إلــى ديــاره لكــن لألســف كان قــد تعــرض لصدمــات‬ ‫جــن بســببها وأمســى التشــرد مصيــره فلــم يعــد يــدري مــن هــو و ال يعــي مــا يقولــه إال أنــه يقضــي معظــم‬ ‫وقتــه فــي زيــارة هــذا المســرح وال ينطــق إال شــعرًا وكيــف ال وقــد عــرف بذكائــه الحــاد ســابقًا وذاكرتــه الذهبيــة‬ ‫التــي تحفــظ بســرعة تفــوق أســرع آلــة حفــظ البيانات‪،‬عنــد زيارتــه للمســرح يعيــده الحنيــن إلــى ذكريــات األيــام‬ ‫الخوالــي ‪،‬وأعطــي كامــل الحريــة للتفســح فــي المســرح والمبيــت فيــه تقديــرًا لتاريخــه العظيــم فالمســرح‬ ‫موطنــه ‪ ،‬كــم آســى لحالــه‪ ...‬تســآلت بعدهــا عــن مــا يقصــده مــن هــذه الكلمــات التــي دنــدن بهــا قبــل قليــل‪،‬‬ ‫فــا ينطــق اإلنســان بهكــذا كلمــات إال مــن تعــرض لشــيء آالمــه‪.‬‬ ‫حاول أيمن صرف إنتباهنا عما رأيناه قبل قليل قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫صديقاي تفضال بالجلوس ‪..‬ماذا أحضر لكم شاي بحليب أم خاليًا منه ؟‪.‬‬ ‫ال بأس بشاي الحليب ‪ ،‬شكرا يا أيمن ‪.‬‬ ‫سألت أيمن وأنا في حيرة أنظر يمينًا وشماالً قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫ولكن يا أيمن أين هي زوجتك ؟!‬ ‫التفتت إلي علياء مبتسمة ثم بادرت باإلجابة قائلة ‪:‬‬ ‫إنهــا فــي الداخــل تتــدرب علــى خشــبة المســرح ‪،‬مســكينة هــذه الفتــاة ‪ ،‬لــم تعــرف طريقــً للراحــة مخلصــة‬ ‫فــي عملهــا ‪ ،‬تتــدرب علــى أدوارهــا ب إســتمرار دون توقــف ‪ ،‬حتــى نحــن ال نســتطيع مجاراتهــا كــم أفتخــر أن‬ ‫أؤدي دور والدتهــا‪.‬‬ ‫إحمـ َّر وجــه حســناء غيظــً واكتظــت عيناهــا لكنهــا حاولــت إخفائــه بالنظــر إلــى مرآتهــا الصغيــرة التــي كانــت‬ ‫تحملهــا والتــي لــم تتوقــف عــن النظــر خاللهــا ثــم قالــت ‪:‬‬ ‫أليس هذا ما يجب عليها فعله فهي صاحبة أهم دور في هذه المسرحية ‪.‬‬ ‫إندهشــت جــدًا لــردة فعــل اآلنســة حســناء أدركــت حينهــا أنهــا تكــن غيــرة شــديدة للســيدة تقــوى‪ ،‬التفــت‬ ‫إلــى فوكــس فتالقــت نظراتنــا تلتهــا إبتســامة ســاخرة ‪.‬‬ ‫ليس من الجيد أن تبدأي شجارًا في هذا الوقت يا حسناء‪.‬‬ ‫أهــا ‪...‬تقولــون هــذا الــكالم لتضعــوا علــي اللــوم إذا لــم تنجــح المســرحية ‪ ،‬أليــس هــذا مــا تقصــده يــا ســيد‬ ‫علــي‪.‬‬ ‫أجل ال تقوموا بلومنا إذا لم تنجح هذه المسرحية ‪ ،‬فالمسألة متعلقة برأي الجمهور وردة فعله ‪.‬‬ ‫كان مصــدر هــذا الصــوت المرتفــع هــو الســيد عمــر الــذي زاد مــن توتــر الجــو فلــم يكــن الوضــع يدعــو إلــى‬ ‫اإلطمئنــان ‪ ،‬ممــا زاد مــن حيرتــي فلــم أكــن أعلــم أن بينهــم خالفــات داخليــة ومشــاحنات ‪ ،‬فمــا يظهرونــه‬ ‫للنــاس عكــس ذلــك ‪.‬‬ ‫كان الســيد نجيــب جالســا علــى كرســيه مطأطــأ رأســه لــم يبالــي بمــا يجــري حولــه‪ ،‬وبمــا أنــه كان أكبرهــم‬ ‫ســنًا فــكان مــدركًا أن مايقومــون بــه ليــس ســوى مضيعــة للوقــت فلــم ينطــق بكلمــة واحــدة‪.‬‬ ‫أسرع السيد كمال لتهدئة الجو قائ ً‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫هيــا يــا جماعــة الوقــت مــن ذهــب مــا علينــا إال أن نحــاول تشــجيع بعضنــا ورفــع المعنويــات ‪ ،‬أليــس كذلــك يــا‬

‫‪ 21‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫مســتنجدا بنــا ‪ ..‬الحقونــي فزوجتــي ال تتحــرك وليــس لهــا نبــض وهــي ممــدة علــى أرض‬ ‫المســرح أرجوكــم ســاعدوني وواصــل بــكاءه بطريقــة هســتيرية‪.‬‬ ‫صعقنــا جميعــً بمــا ســمعنا وهرولنــا مســرعين إلــى الداخــل فــإذا بجثــة الســيدة تقــوى‬ ‫ممــدة علــى األرض قســت نبضهــا فعلمــت حينهــا أنهــا قــد فارقــت الحيــاة ‪ ،‬التفــت إلــى أيمــن والعبــرة‬ ‫خنقتنــي وقــد اســتصعب علــي النطــق ‪ ،‬صعقــة وقعهــا قويــة علــى أيمــن وعلينــا ‪ ،‬اســتجمعت قــواي ثــم‬ ‫قلــت لــه متجنبــً مالقــاة عينــي بعينيــه ‪:‬‬ ‫أحسن اهلل عزاءكم يا أيمن ‪.‬‬ ‫ســقط أيمــن علــى األرض جاثيــً علــى ركبتيــه ‪ ،‬اتســعت حدقــة عينيــه ‪ ،‬تســارعت نبضــات‬ ‫قلبــه ‪ ،‬يتلفــت يمينــا وشــماال تائهــا فــي عالــم حزنــه عاجــزًا عــن انتشــال نفســه منــه ‪،‬‬ ‫وضــع يديــه علــى وجهــه باكيــً عاجــزًا عــن النظــر إلــى جثــة زوجتــه ‪.‬‬ ‫كان الجميــع فــي حالــة صدمــة لــم يســتوعب أحــدا المشــهد الــذي أمامــه وبــدأوا‬ ‫يتســاءلون عمــا يرونــه أمامهــم ‪ ،‬ســقطت اآلنســة حســناء بطولهــا علــى األرض‬ ‫باكيــة ثــم قامــت الســيدة عليــاء بحضنهــا لمواســاتها‪،‬وأنا بــدوري لــم أفهــم مــا يــدور‬ ‫حولــي فكيــف لــي مجــاراة مــا حــدث كأي قضيــة أخــرى فالســيدة تقــوى هــي زوجــة أعــز‬ ‫صديــق لنــا ‪ ،‬طالبــت الجميــع بعــدم االقتــراب مــن مــكان الجثــة حتــى ال يفســدوا أي دليــل قــد‬ ‫يقودنــا للوصــول إلــى ســبب الوفــاة ‪،‬عندهــا تحتــم علــي العــودة إلــى شــخصية فريــد المحقــق‬ ‫والبــدء بإجراءاتنــا المعتــادة ‪.‬‬

‫إشراق ‪22‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫‪ 23‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫‪500‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫أكثر‬

‫شخصيه عربيه موثره‬

‫االجتماعية واالنســانية ‪ ،،‬وفي‬ ‫مجــال العمــل الطوعــي‬ ‫هــو يقــوم بحملــة خيريــة‬ ‫للتوعيــة الصحيــة فــي‬ ‫جميــع مناطــق اإلمــارات‬ ‫العربيــة‬

‫المتحــدة‬

‫مــن خــال فحوصــات‬ ‫مجانيــة‬

‫للجميــع‬

‫‪،،‬‬

‫شــباب مــن شــباب بلــدي‬ ‫الطمــوح والناجــح وقــدوة‬ ‫حســنة تســتحق كل االشــادة‬ ‫والتقديــر‪.‬‬

‫إشراق ‪24‬‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬


‫العدد السادس‬

‫مقاالت إشراق‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫الدكتور محمد‬ ‫عثمان البلولة‬

‫الدكتــور محمــد عثمــان البلولــة ســوداني‬ ‫مقيــم باإلمــارات العربيــة المتحــدة وهــو مــن‬

‫بقلم الكاتب‬

‫احمد ســعيد بشير‬

‫أبــرز المخترعيــن الشــباب‪ .‬ولــد فــي ‪ 14‬ابريــل ‪1981‬‬ ‫بمدينــة أبوظبــي‪ .‬درس محمــد عثمان كل مراحله‬ ‫المدرســية فــي مدينــة ابوظبــي بدولــة اإلمــارات‬ ‫العربيــة المتحــدة ‪ .‬فــدرس المرحلــة االبتدائيــة فــي‬

‫وحصــل علــي • المركــز األول فــي مســابقة‬

‫حســان بــن ثابــت ‪ ,‬والمرحلــة اإلعداديــة‬ ‫مدرســة ّ‬

‫طموحــات شــباب فــي تلفزيــون الشــارقة عــام ‪2011‬‬

‫فــي مدرســة البخــاري ‪ .‬واتــم دراســته الثانويــة فــي‬

‫‪ ..‬الجائــزة األولــى فــي برنامــج طموحــات شــباب‬

‫مدرســة حمــزة بــن عبدالمطلــب ‪ .‬محمــد عثمــان‬

‫فــي تلفزيــون الشــارقة ‪ 25000 -‬درهــم مقدمــة‬

‫بلولــة مهنــدس معــدات طبيــة خريــج جامعــة‬

‫مــن مؤسســة رواد لدعــم المشــاريع الرياديــة‬

‫عجمــان للعلــوم والتكنولوجيــا وأســتاذ مســاعد‬

‫‪ ..‬الجائــزة االولــى فــي برنامــج طموحــات شــباب‬

‫فــي جامعــة عجمــان للعلــوم والتكنولوجيــا تــم‬

‫فــي تلفزيــون الشــارقة ‪ 15000 -‬درهــم مقدمــة‬

‫اختيــاره ضمــن قائمــة أكثــر (‪ )500‬شــخصية عربيــة‬

‫مــن تلفزيــون الشــارقة ‪ ..‬المركــز األول فــي فئــة‬

‫تأثيــ ًرا فــي العالــم لعــام (‪2012‬م) بعــد منافســة‬

‫أفضــل مشــروع فــي مســابقة تطويــر البرمجيــات‬

‫شرســة بيــن أكثــر مــن (‪ )1700‬شــخصية عربيــة وتــم‬

‫فــي جامعــة ولونغونــغ األســترالية عــام ‪• .. 2010‬‬

‫تقليصهــم إلــى (‪ )500‬شــخصية وضمــت القائمــة‬

‫أفضــل مشــروع فــي هندســة المعــدات الطبيــة‬

‫أربعــة شــخصيات ســودانية وهــم ليلــى أبــو العــا‬

‫فــي مســابقة يــوم المعــدات الطبيــة عــام ‪. 2008‬‬

‫فــي مجــال األدب والفنــون و إســماعيل أحمــد‬

‫كــرم مــن قبــل الســفير ‪ /‬أحمــد الصديــق عبــد‬

‫إســماعيل فــي مجــال الرياضــة و محمــد إبراهيــم‬

‫الحــي ‪ ,‬احتفــاالت الجاليــة الســودانية بعيــد‬

‫فــي مجــال المقــاوالت واالتصــاالت ومحمــد عثمــان‬

‫االســتقالل ‪ -56‬العيــن ‪.. 2012‬وتــم تكريمــه مــن‬

‫بلولــة فــي مجــال العلــوم وذلــك نتيجــة إختراعــه‬

‫القنصليــة الســودانية بدبــي و النادي الســوداني‬

‫لنظــام المراقبــة والتحكــم بمرضــى الســكر عــن‬

‫بدبــي ومــن نائــب رئيــس جامعــة عجمــان‬

‫بعــد‪ ،‬وحــاز بهــذا االختــراع علــى العديــد مــن‬

‫للعلــوم و التكنولوجيــا لإلنجــازات القيمــة لعــام‬

‫الجوائــز والتكريمــات منهــا جائــزة أرابيــان بيزنــس‬

‫‪ ،، 2011‬وكرمتــه دولــة االمــارات العربيــة المتحــدة‬

‫للعلــوم واالبتــكارات‪.‬‬

‫بتســمية شــارع باســمه نظيــر اختراعتــه وجهوده‬

‫‪ 25‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫وفــي كأس العالــم ‪ 2006‬فــي ألمانيــا‪ ،‬قــدم كافــو مســتوى‬ ‫متواضــع‪ ،‬وذلــك بســبب كبــر ســنه‪ ،‬ولــم يســتطع منتخــب‬ ‫البرازيــل تجــاوز الــدور الربــع نهائــي‪.‬‬ ‫و قــال كافــو بعــد المونديــال أنــه يتمنــى بــأن يشــارك‬ ‫فــي كأس العالــم ‪ 2010‬فــي جنــوب أفريقيــا‪ ،‬ولكــن بحلــول‬ ‫بطولــة كأس العالــم القادمــة ســيكون عمــر كافــو ‪ 40‬عامــً‪،‬‬ ‫ومــن الصعــب أن يختــاره أي مــدرب إلــى المنتخــب وهــو فــي‬ ‫ذلــك العمــر‪.‬‬ ‫ويعتبــر كافــو واحــدًا مــن أكثــر الالعبيــن البرازيليــن مشــاركة‬ ‫مــع منتخــب البرازيــل لكــرة القــدم‪ ،‬حيــث لعــب ‪ 140‬مبــاراة‬ ‫دوليــة‪ ،‬وســجل فيهــا ‪ 5‬أهــداف فقــط‪.‬‬ ‫وفــي عــام ‪ 2008‬لعــب كافــو المبــاراة األخيــرة لــه‬ ‫فــي مســيرته الكرويــة و التــي كانــت امــام‬ ‫ســامبدوريا فــي نهايــة الــدوري اإليطالــي‬ ‫وانتهــى اللقــاء بفــوز ميــان ‪ 1-4‬وقــد‬ ‫ســجل كافــو هدفــا فــي المبــاراة‪ .‬لتقــوم‬ ‫الجماهيــر بالتصفيــق لكافــو الــذي تألــق‬ ‫مــع ميــان خــال ‪ 5‬مواســم قضاهــا‬ ‫معهــم ‪.‬‬

‫إشراق ‪26‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫رياضه إشراق‬

‫‪a‬‬ ‫‪t‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪l‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪g‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪v‬‬ ‫‪E‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪c‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪r‬‬ ‫‪a‬‬ ‫‪M‬‬ ‫‪M de‬‬

‫‪CAFU‬‬ ‫‪2‬‬

‫بــدأ إبــن مدينــة ســاو باولــو مســيرته كالعــب كــرة قــدم مــع نــادي مدينتــه في ســنة ‪ ،1988‬وفــاز معهم‬ ‫فــي كأس الليبرتــادورس فــي ‪ 1992‬و‪ ،1993‬هــذة األنجــازات والمســتويات الرائعــة التــي قدمهــا جعــل‬ ‫منــه محــط أنظــار األنديــة األوروبيــة‪ .‬انتقــل كافــو إلــى نــادي ريــال سرقســطة اإلســباني ســنة ‪1995‬‬ ‫وحقــق معهــم كأس الكــؤوس األوروبيــة‪ ،‬ولكنــه فــي العــام الــذي تــاه عــاد إلــى البرازيــل وبالتحديــد‬ ‫إلــى نــادي بالميــراس‪.‬‬ ‫و فــي ســنة ‪ 1997‬أراد كافــو بــدأ تجربــة جديــدة فــي أوروبــا فإنتقــل إلــى نــادي رومــا اإليطالــي‪ ،‬وحقــق‬ ‫معهــم لقــب الــدوري اإليطالــي فــي ســنة ‪ ،2001‬وفــي ســنة ‪ 2003‬انتقــل كافــو إلــى نــادي إيــه ســي ميــان‪،‬‬ ‫بعــد منافســة شرســة مــع نــادي يوكوهامــا أف ســي مارينــوس اليابانــي‪ .‬و كان هــو النــادي الــذي‬ ‫أنهــى فيــه مســيرة الكرويــة ‪.‬‬ ‫أمــا عــن تمثيلــة مــع متخــب الســامبا فقــد بــدأ‬

‫بعــد أن أصيــب الالعــب جورجينيــو فــي الدقيقــة‬

‫كافــو اللعــب مــع منتخــب البرازيــل لكــرة القــدم فــي‬

‫‪ 22‬مــن زمــن المبــاراة‪ ،‬وقــد فــازت البرازيــل فــي تلــك‬

‫أوائــل التســعينات‪ ،‬و كان ضمــن الشــكلية التــي‬

‫البطولــة بــركالت الجــزاء الترجيحيــة‪.‬‬

‫لــكأس‬

‫كمــان انــه أحــد المتوجيــن بــكأس كوبــا أميــركا‬

‫العالــم ‪ 1994‬فــي‬

‫فــي ‪ 1997‬و‪ ،1999‬شــارك كافــو فــي كأس العالــم‬

‫الواليــات المتحــدة‬

‫‪ 1998‬فــي فرنســا‪ ،‬وخــاض المبــاراة النهائيــة أمــام‬

‫األمريكية‪،‬‬

‫المنتخــب المضيــف‪ ،‬التــي خســرها المنتخــب‬

‫أســتعيت‬

‫ولعــب فــي المبــاراة‬

‫البرازيــل خســرها بثالثــة أهــداف مقابــل ال شــيء‪،‬‬

‫أمــام‬

‫وفــي عــام ‪ 2002‬كان كافــو قائــدا للجيــل الذهبــي‬

‫النهائيــة‬

‫منتخب‬

‫لمنتخــب الســامبا الــذي اســتطاع الوصــول إلــى‬ ‫المبــاراة النهائيــة فــي كأس العالــم‪ ،‬حيــث‬ ‫إلتقــى بالمنتخــب األلمانــي و إنتهــت بفــوز‬

‫إيطاليا‬ ‫لكــرة القــدم‬

‫البرازيــل فــي تلــك المبــاراة بهدفيــن مقابــل ال‬ ‫شــيء ســجلهما رونالــدو‪.‬‬

‫‪ 27‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫أطلقــت شــركة ناشــئة تحمــل اســم “غلــوان” ‪Glwan‬‬

‫مفاتيــح مخصصــة لهــذه العمليــة‪.‬‬

‫تطبيقــا لنظــام التشــغيل أندرويــد الهــدف منــه‬

‫ويوفــر “يــا اشــحن” لمســتخدمي نظــام التشــغيل‬

‫مســاعدة النــاس فــي الوطــن العربــي علــى شــحن‬

‫أندرويــد القــدرة علــى تحويــل الرصيــد بــدون إدخــال‬

‫هواتفهــم بالرصيــد وتحويلــه واالستفســار عنــه‬

‫أيــة أكــواد و اختيــار أي شــخص مــن قائمــة األصدقــاء‬

‫بــدون الحاجــة إلدخــال الرمــوز * و ‪.#‬‬

‫دون حفــظ و تذكــر رقمــه‪ ،‬كمــا يوفــر االستفســار عــن‬

‫وقالــت الشــركة إن “تطبيــق يــا اشــحن – ‪Camera‬‬

‫الرصيــد وبضغطــه زر واحــدة‪.‬‬

‫‪ ”Recharge‬يســاعد فــي إعــادة شــحن وتحويــل‬

‫أمــا صفحــة الخدمــات‪ ،‬فتتيــح للمســتخدمين إضافــة‬

‫واالستفســار عــن رصيــد الهاتــف بــكل ســهولة‬

‫الخدمــات غيــر الموجــودة فــي التطبيــق وتدعمهــا‬

‫وســرعة دون االســتعانة بأكــواد ‪ USSD‬أو رســائل‬

‫شــركة االتصــاالت الخاصــة بالمســتخدم ســواء كانــت‬

‫الشــحن أو تحويــل الرصيــد أو االستفســار عــن‬

‫أكــواد أو رســائل قصيــرة ‪.SMS‬‬

‫الرصيــد‪.‬‬

‫الجديــر بالذكــر أن تطبيــق “يــا اشــحن” ال يدعــم‬

‫وأوضحــت “غلــوان” أن التطبيــق يقــوم بحفــظ رقــم‬

‫حاليــا إال األردن‪ ،‬والســعودية‪ ،‬ومصــر‪ ،‬والكويــت‪،‬‬

‫الهويــة وذلــك باســتخدام الكاميــرا‪ ،‬والصــوت‪،‬‬

‫وفلســطين‪ ،‬ولبنــان‪ ،‬واليمــن‪ ،‬اإلمــارات‪ ،‬وليبيــا‪.‬‬

‫والشــحن اليــدوي‪.‬‬

‫ووعــدت الشــركة بإضافــة جميــع الــدول العربيــة فــي‬

‫ويمتاز تطبيق “يال اشحن” بأنه يوفر للمستخدمين‬

‫تحديــث جديــد‪.‬‬

‫تطبيقــا مصغــرا ‪ Widget‬علــى شاشــة الهاتــف‬

‫ويمكــن لمســتخدمي اإلصــدار ‪ 2.3‬ومــا فــوق مــن‬

‫الرئيســية للمســاعدة فــي الوصــول إلــى خدمــات‬

‫نظــام التشــغيل أندرويــد تنزيــل تطبيــق “يــا‬

‫التطبيــق‪ ،‬كمــا يمتــاز بإمكانيــة الشــحن الســريع‬

‫اشــحن – ‪ ”Camera Recharge‬الــذي يأتــي بحجــم ‪12‬‬

‫باســتخدام كاميــرا التطبيــق‪ ،‬أو باســتخدام كاميــرا‬

‫ميجابايــت مــن متجــر جوجــل بــاي‪.‬‬

‫الجهــاز‪ ،‬أو باســتخدام صــورة مــن معــرض الصــور‪.‬‬

‫وتأسســت شــركة غلــوان عــام ‪ 2008‬برؤيــة عربيــة‬

‫ويتيــح التطبيــق إمكانيــة الشــحن الصوتــي‪ ،‬حيــث‬

‫وفريــق عمــل عربــي‪ ،‬وتختــص هــذه الشــركة فــي‬

‫يدعــم الشــحن الصوتــي أغلــب اللهجــات العربيــة‬

‫مجــال حلــول المواقــع اإللكترونيــة‪ ،‬وتطبيقــات‬

‫واللغــة اإلنجليزيــة فقــط‪ ،‬كمــا يتيــح إمكانيــة‬

‫الهواتــف الذكيــة‪ ،‬وخدمــات القيمــة المضافــة‬

‫الشــحن اليــدوي‪ ،‬وذلــك عــن طريــق توفيــر لوحــة‬

‫والتســويق اإللكترونــي‪.‬‬

‫إشراق ‪28‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫تكنولوجيا إشراق‬

‫‪BE MY EYES‬‬

‫يســعى تطبيــق جديــد غيــر هــادف للربــح‪،‬‬

‫موعــد انتهــاء صالحيــة الحليــب أو طلــب قــراءة‬

‫يحمــل اســم ُ‬ ‫ــن َعينــي” ‪ ،Be My Eyes‬لمســاعدة‬ ‫“ك ْ‬ ‫المكفوفيــن مــن خــال ربطهم بأشــخاص يمكن أن‬

‫العالمــات الطرقيــة فــي منطقــة غيــر مألوفــة‪.‬‬ ‫ويعمــل المتطــوع مــن خــال التطبيــق علــى تقديــم‬

‫يســاعدوهم فــي حياتهــم اليوميــة عبــر محادثــات‬

‫نعمــة البصــر التــي يملكهــا مــن خــال اســتخدام‬

‫مرئيــة مباشــرة‪.‬‬

‫كاميــرا هاتــف الشــخص األعمــى ليحدثــه عمــا يــراه‬ ‫عبــر مكالمــات مرئيــة مباشــرة‪.‬‬

‫وعنــد تنزيــل التطبيــق – المتوفــر حاليــا لهواتــف‬ ‫آيفــون – فإنــه يســأل المســتخدم عمــا إذا كان مــن‬

‫وابتكــر تطبيــق “كــن عينــي” الدانماركــي‪ ،‬هانــز‬

‫المبصريــن أو المكفوفيــن‪ ،‬وذلــك لمعرفــة مــا إذا‬

‫مورجــن فيبــرج‪ ،‬وهــو ضعيــف البصــر‪ ،‬ثــم اســتعان‬

‫كان يبحــث عــن المســاعدة أو يســعى لتقديــم‬

‫هانــز الــذي يعمــل حرفيــا بشــركة “روبــوكات”‬

‫المســاعدة‪.‬‬

‫لتحويــل التطبيــق إلــى واقــع‪.‬‬

‫وإذا قــام المســتخدم بالتســجيل كمتطــوع‪ ،‬يمكــن‬

‫ويمكــن لمســتخدمي اإلصــدار ‪ 7.0‬ومــا فــوق مــن‬

‫ســجل – عنــد الحاجــة – أن‬ ‫ألي شــخص أعمــى ُم‬ ‫ِّ‬ ‫يطلــب المســاعدة ليقــوم التطبيــق بالبحــث فــي‬

‫نظــام آي أو إس المشــغل ألجهــزة شــركة أبــل‬ ‫الذكيــة تنزيــل التطبيــق الــذي يأتــي بحجــم ‪36.3‬‬

‫الشــبكة عــن أي شــخص قــادر علــى المســاعدة‪.‬‬

‫ميجابايــت مــن متجــر آب ســتور‪.‬‬

‫وطلبــات المســاعدة يمكــن أن تكــون أي شــيء‪،‬‬ ‫مثــل أن يســأل الشــخص األعمــى المتطــوع عــن‬

‫‪ 29‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫حبيت نفسك اكتر لكن‪ ،،‬كان طبيعي اني قسيت‬ ‫واالدهى وامر انك دايما شايف نفسك ما اتخطيت‬ ‫وانك تجرح فيني وفاكر الريد بي وين ونسيت‬ ‫وانا كت شايالك في داخلي زيطفلة صغيرة مالها الخوف‬ ‫وكت قارياك كتاب مفتوح جواه كلمات تاصيلها حروف‬ ‫وكت بسلم يخفف وجعي ‪ ،،‬مستوطن في عمق الجوف‬ ‫وكنت النبض‪ ،،‬النطق‪ ،،‬السمع ‪ ،،،‬الشم والشوف‬ ‫ومابنسى ايام ماكت متغلغل فيني وانا ناجيتك‬ ‫ايام ماطرقت ابواب قلبي فتحت الباب واستنيتك‬ ‫ايام ماكنت تهدهد فيني وانا جد ‪ ،،‬جد حبيتك‬ ‫ويوم الحزن كان ببحث عنك يا ذات الروح انا تاويتك‬ ‫وانا مابنكر اني هويتك‪،،،‬‬ ‫بس‪،،،‬‬ ‫اليوم جبتك ‪ ،،‬ال وديتك‬ ‫النومتك ‪ ،،،‬الصحيتك‬ ‫السلمتك ‪ ،،‬ال رديتك‬ ‫انا ال كرهتك ‪ ،،،‬ال اتمنيتك‬ ‫ال اتزكرتك ‪ ،،،‬الني نسبتك‬ ‫ال عمرتك ‪ ،،‬ال حجيتك‬ ‫ال سامحتك‪ ،،،‬الني شكيتك‬ ‫ال جزأتك ‪ ،،،‬ال لميتك‬ ‫ال فرحتك ‪ ،،،‬ال بكيتك‬ ‫ال شردتك ‪ ،،‬الني اويتك‬ ‫ال نزلتك‪ ...‬ال عليتك‬ ‫ال ادمنتك ‪ ،،،‬الخليتك‬ ‫ال دخلتك جوه عروق الدم‪ ،،،‬الني ابيتك‬ ‫واعرف انو مهما تحب لي ذاتك ونفسك‬ ‫او تنكر لي روحك وحسك‬ ‫اني محال انا اسكن بيتك‪،،،‬‬ ‫إشراق ‪30‬‬


‫‪15/1/2015‬‬

‫العدد السادس‬

‫تكنولوجيا إشراق‬

‫ال عمرتك ال حجيتك‬ ‫هيفاء عبدالقيوم االمين دياب‬ ‫انا ادمنتك حد ماجنت فيني سحابة ريد الوجعه‬ ‫انا دملتك جرحي النازف حد ما كان الخوف والفجعه‬ ‫واستنيتك حت مانسيت ايه معني الرجعه‬ ‫صرت الدم الروح الكان والذكري‬ ‫صرت احالم لي زوال كايس لي يوم بكره‬ ‫وكنت حنين مغروس متأصل من الفطره‬ ‫كنت الذات وعشم امبارح ونص الفكره‬ ‫انا كلمتك عشان ماتجيني وانك ترضى‬ ‫مســحت الهــم العايــش فينــي زي الخشــب االكلتــو‬ ‫ارضــه‬ ‫نبعت حنين متفجر فيني زي طنبور ورقصة عرضه‬ ‫داويت بي هواك ياروح الروح آالف المرضى‬ ‫واوعــك تنســي انــي غريــق فــي حبــك‪ ..‬بــس مــا‬ ‫محتــاج لــي لــوح‬ ‫وانا ماني انسان شل طريقو لسفينة نوح‬ ‫وانا ماني جميل اتوه واطش واسرح وانوح‬ ‫وانا الني ايوب شان اتحمل بالصبر جروح‬ ‫وانا مابنكر في يوم حبيتك وانت اكيد كمان حبيت‬ ‫‪ 31‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق المواهب‬

‫مشاركه المصور احمد عمر‬ ‫التصويــر هــو لغــة وفــن وذكريــات تبقــى مــدى العمر ‪..‬‬ ‫حروفــه االحســاس و مفراداتهــا لقطــات تعبــر عــن حــزن‬ ‫و فــرح او ابتســامه جميلــه ‪ ..‬فهــو احســاس يعبــر عنــا‬ ‫ليحكــي قصــه بــكل تفاصيلهــا مهمــا كانــت لتبقــى‬ ‫دائمــا وابــدًا فــي خيالنــا ‪ ..‬احمــد عمــر‬

‫إشراق ‪32‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫إشراق الكوميديا‬

‫تصميم المبدع‬

‫عمــار عبد المنعم‬

‫‪ 33‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق المواهب هي مساحه لعرض مواهبكم و‬ ‫إبداعاتكم و مشاركتها مع القراء لتنمية تلك المواهب‬ ‫شعر أو تصميم أو تصوير أو أي شكل من أشكال الفن‬ ‫واإلبداع‪ ......‬للراغبين في المشاركه إرسال مشاركاتهم‬ ‫عبر البريد االتي‪-:‬‬

‫‪ishraag_malaysia@live.com‬‬ ‫‪ishraqmagazine@gmail.com‬‬ ‫أو مشاركتهتا معنا في صفحه الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/ishragmagazine‬‬

‫إشراق ‪34‬‬


‫العدد السادس‬

‫‪15/1/2015‬‬

‫شكر و تقدير‬

‫كل الشكر لكل من أهدونا من وقتهم الثمين إلنجاح هذا‬ ‫العمل الذي نطمح أن يكون رسوال منا نحن أبناء الجالية‬ ‫السودانية بدولة ماليزيا يستبشر به سوداننا الحبيب‬ ‫بجيل يضيئ المستقبل‬

‫فريق العمل‬ ‫رئيس المجلة‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫محمد فخرالدين محمد‬ ‫التصميم ‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫عمار عبدالمنعم‬ ‫المراجعة اللغوية و التدقيق االمالئي ‪:‬‬ ‫محمد جعفر دفع هللا‬

‫‪Twitter: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪Instagram: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪facebook.com/ishragmagazine‬‬ ‫‪ 35‬إشراق‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.