العدد الحادي عشر issue

Page 1

‫أشعار إشراق‬

‫قصة ‪ ..‬وكالم‬ ‫إضرب بعصاك القلب‪...‬‬ ‫بتسربلك‬

‫مقاالت إشراق‬

‫شخصيات عظيمة‬

‫التعليم أم االقتصاد !!‬ ‫أرض امليع��اد ‪...‬‬ ‫التخل��ف احلض��اري ‪ ...‬التميي��ز العنص��ري‬ ‫الب��د مم��ا لي��س منه بد‬ ‫ف��وق رأس الطف��ل دبابة‬ ‫الطموح‬

‫مالك��وم إكس‬ ‫‪MALCOM X‬‬ ‫حكايات إشراق‬

‫عمر‪ ...‬والس��فر‪...‬‬ ‫لغ��ز اختف��اء الربوفيس��ور عاط��ي‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫مناهل فتحي حسن سامل‬ ‫أمرية الشعراء‬


‫مقاالت إشراق‬ ‫التعليم أم االقتصاد !!‬ ‫أرض امليع��اد ‪...‬‬ ‫التخل��ف احلض��اري ‪ ...‬التميي��ز العنص��ري‬ ‫الب��د مم��ا لي��س منه بد‬ ‫ف��وق رأس الطف��ل دبابة‬ ‫الطموح‬

‫صحة و غذاء‬

‫أشعار إشراق‬

‫ش��ائعات غذائية‬

‫قصة ‪ ..‬وكالم‬

‫حكايات إشراق‬

‫إضرب بعصاك القلب‪...‬‬

‫عمر‪ ...‬والس��فر‪...‬‬ ‫لغ��ز اختف��اء الربوفيس��ور عاط��ي‬

‫إبداعات أدبية‬

‫راب��ح ماجر‬

‫قصة ‪ ..‬وكالم‬ ‫‪2‬‬

‫بتسربلك‬ ‫إشراق الرياضة‬

‫حلظات قبل االختناق‬ ‫إشراق‬

‫تقرأون يف‬ ‫هذا العدد‬

‫‪#‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫مناهل فتحي حسن سالم‬

‫أميرة الشعراء‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫كلمة العدد‬

‫رئيس التحرير‬ ‫حممد فخرالدين‬

‫إشراق العدد احلادي عشر‬ ‫اللهم بلغنا رمضان‪ ،‬وأعنا عىل الصيام والقيام‪ ،‬وإحفظ جميع‬ ‫جوارحنا من الوقوع يف اآلثام‪ ،‬وإجعلنا ممن يصومه ويقيم لياليه‬ ‫إمياناً وإحتساباً‪ ،‬وأن ال يكون حظنا من الصيام الجوع والعطش‪،‬‬ ‫وال من القيام السهر والتعب‬ ‫نتمنى أن ينال هذا العدد إعجابكم ‪..‬‬ ‫و إىل لقاء يجمعنا يف العدد القادم ‪..‬‬ ‫إشراق‬

‫‪3‬‬


‫التعليــم أهم من االقتصاد‬ ‫(نحتــاج ثوره تعليمية َت ُجــب ما قبلها)‬ ‫فــي ســيناريو آخــر‪ ،‬أهــدرت الدولــة كل أموالهــا‬

‫تمتلــك الخبــرات واألمــوال وطبقــة تمتلــك نفــس الخبــرات‬

‫فــي ســبيل التعليــم‪ ،‬أفضــل المــدارس‪ ،‬أفضــل الجامعــات‪،‬‬

‫ومســتورة الحــال‪ .‬هــذا التقســيم يشــكل نــوع مــن الحقــد‬

‫واســتقطبت أفضــل الدكاتــرة والمحاضريــن لتعليــم‬

‫الطبقــي بيــن أبنــاء الوطــن‪ ،‬ويتســبب فــي انتشــار الفســاد‬

‫مواطنيهــا فــي شــتى المجــاالت والتخصصــات‪ .‬اســتنفذت‬

‫المالــي‪ ،‬والمحســوبية فــي التوظيــف نظــرًا لشــح الوظائــف‬

‫الدولــة كل مــا تملكــه فــي تأســيس المــدارس والجامعــات‬

‫وكثــرة المرشــحين‪.‬‬

‫ومعاهــد التدريــب المهنــي‪ ،‬لتخــرج شــباب متعلــم ذو‬

‫ ‬

‫خبــرات أغلبــه عاطــل عــن العمــل بســبب عــدم توفــر‬

‫تســهيل مســألة االســتثمار األجنبــي فــي الدولــة‪ ،‬إهــدار‬

‫وظائــف كافيــة لجميــع الخريجيــن ممــا أدى لهجــرة معظــم‬

‫كل األمــوال فــي دعــم المواطــن حتــى يســتطيع شــراء‬

‫الخبــرات‪.‬‬

‫األساســيات‪ .‬والمحصلــة النهائيــة شــعب مثقــف واعــي‬

‫ ‬

‫مهاجــرة بعــض الخبــرات تــؤدي إلــى نمــو اقتصــادي‬

‫الحــل الجــذري‪ ،‬فــرض ضرائــب علــى المغتربيــن‪،‬‬

‫متعلــم ذو مؤهــات عاليــة فــي دولــة شــبه فقيــرة‪.‬‬

‫موســمي‪ ،‬يقســم المجتمــع إلــى طبقتيــن‪ :‬طبقــة‬

‫دولة مثالية‬ ‫ ‬

‫تــوزع الدولــة المثاليــة ميزانياتهــا بنــاءًا علــى مــا تملكــه مــن مــوارد وتقســم نســب المنصرفــات‬ ‫بنــاءًا علــى خطــط خمســية وعشــرية مدروســة‪ .‬تصــرف الدولــة علــى التعليــم واالقتصــاد بشــكل‬ ‫متــوازن حتــى يتخــرج الطالــب مــن المرحلــة الجامعيــة ليحصــل علــى وظيفتــه مباشــرة‪ .‬تدعــم الدولــة‬ ‫كب ـ َر اســتثماراتهم لتُ َو ِّف ـ َر فــرص عمــل لخريجــي‬ ‫المثاليــة صغــار المســتثمرين حتــى يســتطيعوا الصمــود و َت ُ‬ ‫المســتقبل‪ .‬تضــع الدولــة قوانيــن ونظــم لتنظيــم االســتثمارات المحليــة واألجنبيــة كمــا تتابــع وزارة التعليــم‬ ‫متطلبــات ســوق العمــل بشــكل مســتمر لتوجــه الطــاب للمســار الصحيــح‪ .‬المســألة ليســت مــا األهــم ولكــن‬

‫كيــف نــوازن!؟ التعليــم واالقتصــاد‪ ،‬كالهمــا ال يقــل أهميــة عــن اآلخــر‪ ،‬فالتعليــم ال فائــدة منــه دون اقتصــاد واالقتصــاد‬ ‫لــن يقــوم بــدون تعليــم‪.‬‬ ‫((تزامن االقتصاد مع التعليم)) المرحلة المثلى من مراحل إدارة الدول‪.‬‬

‫إشراق‬

‫‪4‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫مقاالت إشراق‬

‫التعليم أم االقتصاد !!‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫بقلم الكاتب‬

‫صالح عبدالوهاب‬

‫كان ُيط َر ُح علينا هذا السؤال دومًا في صغرنا‪ :‬من األول البيضة أم الدجاجة ؟!‬

‫لــم تتوفــر لــدى أغلبنــا المعطيــات المناســبة لإلجابــة علــى هــذا الســؤال فــي تلــك‬ ‫ ‬ ‫المرحلــة مــن عمرنــا‪ .‬وهــا نحــن اآلن نتجــادل دومــً فــي مســألة األولويــات الحكوميــة‬ ‫بيــن التعليــم واالقتصــاد‪ ،‬أثــرت النقطــة فــي األيــام الســابقة مــن خــال وســائل التواصــل‬ ‫االجتماعــي وكانــت ردود األفعــال متباينــة بيــن مؤيــد ألولويــة االقتصــاد ومســاند ألولويــة‬ ‫التعليــم‪.‬‬

‫االقتصــاد أهــم مــن التعليم (كيــف يتعلم وهو جائع)‬ ‫فــي هــذه الدولــة كرســت الحكومــة كل جهدهــا‬

‫مــن أجــل ثباتهــا كانــت هــذه النهضــة االقتصاديــة‪ .‬ناهيــك‬

‫واســتنفرت كل مــا تملكــه فــي نهضــة اقتصاديــة ضخمــة‬

‫عــن األمــوال التــي تتحــرك بشــكل قانونــي وغيــر قانونــي‬

‫تمتــد فــي جميــع المجــاالت الصناعيــة‪ ،‬الزراعيــة‪ ،‬والتجاريــة‪.‬‬

‫ب منهــا الخبــراء إلدارة‬ ‫إلــى الــدول األخــرى التــي اســتُ ْق ِط َ‬

‫أسســت الدولــة مجموعــة مــن شــركات المســاهمة العامــة‬

‫الشــركات‪ .‬تقتــرح الدولــة التخلــي عــن األجانــب أو تقليــص‬

‫وغيرهــا مــن المؤسســات الحكوميــة التــي تؤثــر بشــكل‬

‫أعدادهم واســتبدالهم بكادر وطني‪ ،‬لألســف ال تســتطيع‬

‫مباشــر فــي مؤشــرات االقتصــاد الوطنــي‪ ،‬مــن البديهــي‬

‫الدولــة إيجــاد الــكادر المؤهــل لقيــادة رؤوس األمــوال إال مــا‬

‫جــدًا أن يقلــص هــذا المجهــود المقــدر مــن الحكومــة عــدد‬

‫نــدر‪.‬‬

‫ ‬

‫وكحــل جــذري تقــرر الدولــة إرســال مجموعــة مــن‬

‫العاطليــن عــن العمــل ويوفــر الكثيــر مــن فــرص العمــل‪.‬‬

‫ ‬

‫نظــرًا إلهمــال الدولــة للتعليــم اضطــرت هــذه الشــركات‬

‫المتميزيــن علميــً الســتكمال دراســتهم فــي دول تمتلــك‬

‫الضخمــة الســتقطاب ذوي الخبــرة مــن خــارج الدولــة‪ ،‬وبقــي‬

‫نظــام تعليمــي أكثــر تطــور ومــن ثــم العــودة الســتالم دفــة‬

‫أبنــاء البلــد فــي الوظائــف متدنيــة الرواتــب‪ .‬ســتحاول‬

‫القيــادة فــي تلــك الشــركات التــي مــا زالــت تهــدر األمــوال‬

‫الدولــة بــكل مــا تســتطيع رفــع مســتوى الحــد األدنــى مــن‬

‫بســبب عــدم وجــود كادر مؤهــل بمســتوى تعليمــي‬

‫الرواتــب لترضــي مواطنيهــا وهــذا يشــكل ضغــط علــى‬

‫يعتمــد عليــه‪ .‬باختصــار دولــة ذات اقتصــاد قــوي يعتمــد‬

‫ميزانيــات الشــركات ويهــز معــدالت صافــي األربــاح والتــي‬

‫علــى عمالــة أجنبيــة ومواطنيــن عاطليــن عــن العمــل‪.‬‬ ‫إشراق‬

‫‪5‬‬


‫وكفــاءة وفعاليــة الكــوادر الطبيــة ومــدى‬

‫وانعكاســات ذلــك على ســلوكياتهم‪.‬‬

‫فعاليــة الوقايــة ومعــدالت انتشــار األمــراض‬

‫فلــو بحثنــا عــن اإلحصائيــات الخاصــة بهــذه القضايــا نجد أن‬

‫وتأثيرهــا علــى ســير الحيــاة‪ ،‬ومــدى وجــود رؤيــة‬

‫وضعنــا كمجتمــع ســوداني متأخــر جــدًا حســب المقاييــس‬

‫واضحــة وتخطيــط متكامــل وهكــذا ‪ )...‬وكذلــك اللحمــة‬

‫العالميــة‪ ،‬وكل هــذا يظهــر بوضــوح فــي مؤشــرات‬

‫والتماســك الوطنــي ووضــع اإلنســان وكرامتــه وأمنــه‬

‫الســعادة للمواطــن الســوداني ومــا يترتــب علــى ذلــك‬

‫ونــدرس قضايــا الشــباب والرياضــة والمــرأة والطفــل‬

‫مــن قلــة كفــاءه وفعاليــة المجتمــع الســوداني ككل فــي‬

‫والمخــدرات‪ ،‬وأوضــاع ديموغرافيــا الســكان والتخطيــط‬

‫كافــة األصعــدة‪ ،‬واألدهــى واألمــر أن المجتمــع هــو العمــود‬

‫الحضــري والضمــان االجتماعــي وأوضــاع الســكان نفســيًا‬

‫الفقــري للدولــة ووضــع المجتمــع يؤثــر بصــورة مباشــرة‬

‫ووجدانيــً وروحانيــً‪ ،‬ودور األســرة فــي تنشــئة الجيــل‬

‫علــى الوضــع السياســي واالقتصــادي والعلمــي والتقنــي‬

‫الجديــد ومــدى اســتقرارها وســعادتها‪.‬‬

‫والعالقــات الخارجيــة وكافــه نواحــي الحيــاة العامــة‪.‬‬

‫ومــن جانــب آخــر نبحــث في أوضــاع الثقافة الخاصــة باحترام‬

‫فــإذا ســاءت األوضــاع أو حافظنــا علــى وضعنــا الســيء هــل‬

‫الوقــت والتقيــد بالنظــام وعقليــه التخطيــط وروح التغيير‬

‫نتوقــع إال مزيــد مــن ضغوطــات خارجيــة وحــروب أهليــة‬

‫والهوية ومدى تفشــي العنصرية والمحســوبية والفســاد‬

‫ومجاعــات وتمــدد فــي الفســاد وكبــت للحريــات وتــردي فــي‬

‫األوضــاع الصحيــة والتعليميــة وضعــف سياســي وفردانيــة‬

‫كل طاقاتهــم إلــى مشــاهدة التلفــاز وكــرة القــدم‬

‫اتخــاذ القــرارات وزيــادة فــي أســعار الــدوالر وضعــف فــي‬

‫وانشــغاله بالحــب والمغازلــة وقتــل األوقــات بالســلبية‬

‫الجنيــه الســوداني واضطــراب فــي األســعار وقــذارة فــي‬

‫ودخــول الحيــاة كمــن لــم يدخــل‪ .‬فهــذه لعمــرك حيــاة‬

‫الشــوارع وهجــرة الكــوادر الســودانية والتضييــق عليهــم‬

‫غير مقبولة ال شرعًا وال عرفًا وال منطقًا‪.‬‬

‫فــي الخــارج وضيــاع ســمعة الســوداني خارجيــً مــا يــؤدي‬

‫فــوا أســفى علــى قدواتنــا المناضليــن الذيــن ســطروا‬

‫إلــى اضطهــاد وتقليــل فــي المرتبــات وإلحــاق التهــم‬

‫أجمــل صفحــات الفعــل واألقــوال وجعلــوا مــن حياتهــم‬

‫بهــم‪ .‬وقــد بــدأت هــذه الظواهــر المريعــة بالحــدوث فعليــً‬

‫قضيــة بحــث عــن الــذات دعمتهــا ســنن اهلل الكونيــة‪،‬‬

‫ونخشــى أن يصــل حالنــا كحــال ســوريا والصومــال وســائر‬

‫فأمــا الباطــل فيذهــب هبــاء وأمــا الحــق فيمكــث‬

‫الــدول المنكوبــة‪.‬‬

‫فــي أرشــيف اإلنســانية ليضــيء كمشــعل‬

‫فهــذا واقــع ينبــئ بنتائــج غيــر محمــودة فــي المســتقبل‬

‫يحتاجــه إنســان آخــر فــي مــكان مــا تحــت ظــروف‬

‫القريــب والبعيــد‪ ،‬ويحتــم علينــا أن نطلــق ممكناتنــا‬

‫مــا‪ ،‬عندهــا يكــون المنتــج شــعلة أخــرى بإضــاءة‬

‫ونفــرغ الوســع لتحقيــق تغييــر مجتمعــي شــامل فليــس‬

‫مختلفــة وشــكل جديــد وهكــذا دواليــك‪.‬‬

‫لهــذا الوطــن الجريــح غيــر شــبابه‪ ،‬فمــاذا لــو وجــه شــبابه‬

‫أال لبيك اللهم نهضة‪.‬‬

‫إشراق‬

‫‪6‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫مجتمعنا‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫مقاالت إشراق‬

‫الب��د مم��ا لي��س منه بد‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عبــداهلل أحمد عبداهلل‬

‫تطرقنــا فــي العــدد الفائــت إلــى عــدة أنــواع مــن المشــروعات التــي تعــود بالنفــع‬ ‫ ‬ ‫علــى مجتمعنــا الســوداني‪ ،‬وذكرنــا أن النهضــة تقــوم دائمــً علــى أكتــاف ثلــة معينــه مــن‬ ‫األفــراد يطلــق عليهــم مصطلــح (الكتلــة الحرجــة)‪ ،‬هــؤالء الذيــن يعــول عليهــم المجتمــع‬ ‫فــي خلــق حالــه الحــراك المجتمعــي الــذي يتبنــاه الجميــع ليقــودوا مركبهــم المقــدس‬ ‫إلــى شــواطئ الرفــاه والعيــش الرغيــد‪.‬‬

‫ ‬

‫اإلحاطــة بــكل أفــراد المجتمــع‪ ،‬إال أن هنــاك مؤشــرات‬

‫األصــل فــي تبنــي أي فكــرة أن يســتصحب اإلنســان‬

‫معــه الجانــب المنطقــي والتحليلــي ثــم إذا اطمئــن لــه‬

‫عامــة وظواهــر اجتماعيــة يمكــن ضبطهــا ودراســة‬

‫يتبعــه بالســند العاطفــي (اإليمــان‪ ،‬الحمــاس للفكــرة‪)... ،‬‬

‫أســبابها ونتائجهــا وآثارهــا علــى المحيــط الــذي‬

‫وعندهــا يســيران فــي مســارين متوازييــن‪.‬‬

‫يعيــش فيــه المجتمــع تحــت الدراســة‪.‬‬

‫ ‬

‫دراســة المجتمــع اإلنســاني عمومــً ال تخضــع‬

‫ ‬

‫فعندمــا نريــد دراســة مجتمعنــا الســوداني‬

‫لقوانيــن ثابتــه كمــا الفيزيــاء والكيميــاء‪ ،‬فكمــا أن لــكل‬

‫بطبيعــة الحــال فإننــا نبحــث فــي مجــاالت متعــددة‪ ،‬علــى‬

‫شــيء فــي الطبيعــة قانــون يفســره فبالمقابــل يصعــب‬

‫ســبيل المثــال نبحــث فــي قضايــا التعليــم (وتشــمل‬

‫غايــة الصعوبــة أن تفســر الســلوك اإلنســاني وفهمــه‬

‫عــدد المــدارس والجامعــات ومراكــز األبحــاث ودورهــا فــي‬

‫بصــورة مطلقــة‪ ،‬فأنــت ‪-‬عزيــزي القــارئ‪ -‬يصعــب عليــك‬

‫إعــداد الكــوادر المؤهلــة حســب احتياجــات الدولــة‪ ،‬وكميــة‬

‫أن تفهــم ذاتــك بــكل أبعادهــا النفســية والذهنيــة‬

‫الكــوادر المؤهلــة ومــدى انتشــارهم في كافة المؤسســات‬

‫واالجتماعيــة والروحانيــة‪ ،‬ناهيــك أن تفهــم أخــوك اإلنســان‬

‫التعليميــة ودورهــم فــي اتخــاذ القــرار‪ ،‬وطــرق التعليــم‬

‫الــذي تربــى فــي ظــروف مختلفــة وفــق مرجعيــات مختلفــة‬

‫ومــدى مواكبتهــا لمتطلبــات العصــر وغيرهــا) والصحــة‬

‫ومواقــف متباينــة‪ ،‬وبالتالــي فمــن الصعوبــة كذلــك‬

‫(عــدد المستشــفيات والمراكــز الصحيــة وتوزيعهــا وكمية‬ ‫إشراق‬

‫‪7‬‬


‫للتفرقــة العنصريــة أو التفــوق العنصــري هــو مذهــب خاطــئ علميــً ومشــجوب أدبيــً وظالــم وخطــرًا اجتماعيــً‪.‬‬ ‫المظهــر أيضــً ليــس بمقيــاس لمعرفــة درجــة تعلــم أو ثقافــة الشــخص وأذكــر هنــا مقولــة ســقراط الشــهيرة‪( :‬وقــف‬

‫ ‬

‫رجــل وســيم المظهــر أنيــق الهنــدام أمــام ســقراط يتباهــى بلباســه ويفاخــر بمظهــره فقــال لــه ســقراط تكلــم حتــى أراك)‪.‬‬ ‫فالرســالة هنــا تكمــن فــي أنــه يجــب علينــا النظــر إلــى بعضنــا بعضــً علــى أننــا متســاوون فــي الحقــوق والواجبــات‪ ،‬وبأننــا‬ ‫جنــس بشــري واحــد يســعى إلعمــار األرض‪ ،‬فليــس هنــاك فــرق بيــن لــون أو جنــس‪ ،‬فنحــن نولــد أحــرارًا وال ينبغــي التمييــز‬ ‫بيــن البشــر‪ ،‬وهنــاك اتفاقــات دوليــة للقضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز العنصــري‪.‬‬ ‫إذًا لنجعــل رســالتنا ســامية شــعارها (شــعب واحــد ‪ ...‬وطــن واحــد) لنتماســك وتتشــابك أيدينــا مــع بعضهــا البعــض نحــو‬ ‫مجتمــع متعايــش ســلميًا مــع بعضــه حتــى تعــم المحبــة والوئــام واأللفــة بيــن أبنــاء الشــعب الســوداني لمجتمــع أكثــر وعيــً‬ ‫وتحضــرًا خالــي مــن الكراهيــة‪ ،‬ودحــرًا لعــادات مثــل التمييــز العنصــري ومــا شــابه ذلــك‪.‬‬

‫إشراق‬

‫‪8‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫مقاالت إشراق‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫التخل��ف احلض��اري ‪ ...‬التميي��ز العنص��ري‬

‫بقلم الكاتب‬

‫إسالم عمر أحمد‬

‫العنصريــة والتمييــز العنصــري عرفــت منــذ ســابق األزمــان وكانــت جذورهــا متأصلــة‬ ‫ ‬ ‫منــذ خلــق اإلنســان علــى األرض‪ ،‬وبــدأت منــذ تجــارة الرقيــق التــي كانــت تمــارس بحــق‬ ‫األفارقــة الســود ولكــن لــم تنتشــر كثيــرًا ألن الديــن اإلســامي نهــى عنهــا‪ ،‬أيضــً قولــه‬ ‫صلــى اهلل عليــه وســلم (ال فــرق بيــن عربــي أو أعجمــي إال بالتقــوى)‪.‬‬ ‫فهــي ســلوكيات ومعتقــدات خاطئــة تعلــي مــن‬

‫تهميشــية ممــا تتمثــل فــي (التظلم‪ ،‬المضايقة‪ ،‬وإشــعاره‬

‫شــأن فئــة مــن البشــر وتعطيهــا الحــق فــي التحكــم‬

‫بعــدم الرغبــة فــي وجــوده بينهــم وهــذا مايترتــب عليــه‬

‫بفئــة أخــرى وقــد تســلب حقوقهــا كافــة ‪ ...‬ونتجــت‬

‫هاجســً نفســيًا وصعوبــة فــي التعامــل بيــن الفئــات‬

‫نتيجــة إلــى أســباب عديــده منهــا الجانــب االقتصــادي‬

‫المختلفــة)‪ .‬التهميــش والنظــرة الدونيــة أيضــً لهــا دور‬

‫كالشــعور بالحرمــان المــادي والفقــر ممــا قــد يولــد الحقــد‬

‫كبيــر فــي التمييــز العنصــري‪.‬‬

‫ ‬

‫لــدى المهمشــين أفــرادًا ومناطــق ‪ ...‬وهنــاك أســباب‬

‫ ‬

‫أخــرى عديــدة مثــل القوميــة‪ ،‬اللغــة‪ ،‬الثقافــة‪ ،‬العــادات‬

‫والتفاهــم والســلم والصداقــة بيــن الشــعوب وهــي إن‬

‫والمعتقــدات وغيــره‪.‬‬

‫دلــت تــدل علــى أن المجتمــع يعيــش فــي وضــع متخلــف‬

‫ ‬

‫(لــون البشــرة) لعــب دورًا أساســيًا فــي األســباب‬

‫التــي أدت للتعنصــر (التفرقــة اللونيــة)‪ ،‬أيضــً توجــد هنــاك‬ ‫فئــات تميــل ألبنــاء جنســها وتعامــل األخــرى بنظــرة دونيــة‬

‫فالعنصريــة غــدت خطــرًا يهدد العالقات اإلنســانية‬

‫حضاريــً‪ ،‬وطنيــً‪ ،‬وسياســيًا ممــا يترتــب عليــه تهديــد‬ ‫لمســتقبل وأمــن البــاد‪.‬‬ ‫ ‬

‫اإلعــان الدولــي ضــد العنصريــة َي ْع َت ِبــر أي مذهــب‬ ‫إشراق‬

‫‪9‬‬


‫إشراق‬

‫‪10‬‬

‫وبيعهــم فــي أنحــاء أوربــا ليبــدأ االنتشــار اليهــودي‬

‫وعديــد مــن المعالــم اإلســامية فيهــا وســبب‬

‫فــي أوربــا أو مــا يســمى عهــد الشــتات ‪ ...‬بعــد أن‬

‫االهتمــام األساســي بالقــدس كان أن مكــة‬

‫تحولــت االمبراطوريــة الرومانيــة للديــن المســيحي‬

‫القبلــة األولــى كانــت فــي أيــدي أعــداء بنــو أميــة‬

‫أصبــح غالبيــة ســكان أورشــليم مــن المســيحيين وبــدأ‬

‫‪ ...‬ليلــي ذلــك بنــو العبــاس وفــي أواخــر عهدهــم‬

‫التحــول للشــكل المســيحي لفلســطين ‪ ...‬إضافــة العتبارهــا‬

‫حصلــت الحمــات الصليبيــة والحمــات المضــادة لهــا ‪...‬‬

‫أرض ميــاد الســيد المســيح فهــي أرض مقدســة وتحتــوي‬

‫التــي اســتمرت مــن ‪ 1099‬إلــى ‪ 1291‬م ‪ ...‬انتهــت تلــك الفتــرات‬

‫عديــد األحــداث فــي التاريــخ المســيحي ‪ ...‬بعــد ظهــور اإلســام‬

‫بنصــر صــاح الديــن األيوبــي علــى الصليبييــن فــي ‪ 1291‬م ‪...‬‬

‫وفــي ســنة ‪ 637‬م اســتولى المســلمون علــى فلســطين ‪...‬‬

‫الفتــرات الصليبيــة كانــت األســوأ مــن ناحيــة التســامح الدينــي‬

‫والقــدس أيضــً تعتبــر مدينــة مقدســة فــي التــراث اإلســامي‬

‫فلــم يرحــم المســلمين وال اليهــود وال ينجــو إال المســيحيين‬

‫كأول القبلتيــن إضافــة لحادثــة اإلســراء والمعــراج ‪ ...‬فــي العهــد‬

‫والعنــف وحتــى قتــل العــزل واألطفــال كان عاديــً فــي تلــك‬

‫اإلســامي تعايشــت األديــان الثالثــة اليهوديــة والمســيحية‬

‫الحمــات ‪ ...‬ســقطت الدولــة العباســية علــى يــد التتــار الذيــن‬

‫واإلســام بســام لفتــرة مــن الزمــن ‪ ...‬اهتــم الحــكام األوائــل‬

‫ســقطوا بدورهــم علــى يــد المماليــك فــي معركــة عيــن جالــوت‬

‫مــن بنــو أميــة بالقــدس وأعمروهــا وبنــوا مســجد الصخــرة‬

‫وأصبحــت فلســطين تابعــة لحكــم المماليــك مــا بيــن ‪ 1260‬إلــى‬

‫‪ 1537‬م ‪ ...‬مــا بعــد ‪ 1517‬م بــدأ الحكــم العثمانــي لفلســطين‬

‫العظمــى بإعطــاء وعــد بلفــور فــي‪ 1917‬م وتقســيم فلســطين‬

‫‪ ...‬وكانــت تحــت رعايــة مباشــرة مــن الســلطان العثمانــي‬

‫وإعطــاء اليهــود جــزء مــن أراضيهــا ‪ ...‬فرفــض العــرب التقســيم‬

‫‪ ...‬لــم يتبقــي الكثيــر مــن اليهــود فــي فلســطين فــي تلــك‬

‫وثــاروا وهاجــوا وأبــو أن ينصاعــوا ‪ ...‬فــي الفتــرة مــا بيــن ‪1917‬‬

‫الفتــرة ألســباب الحــروب المتكــررة فــي المنطقــة ‪ ...‬وأصبحــت‬

‫إلــى ‪ 1948‬م كانــت الهجــرة الكبــرى لليهــود مــن حــول العالــم‬

‫الغالبيــة العظمــى مــن اليهــود يعيشــون فــي أوربــا فــي‬

‫ألرض إســرائيل ‪ ...‬وبالرغــم مــن كثــرة الحــروب والهجمــات‬

‫عصــور العثمانييــن ‪ ...‬بحلــول أواخــر القــرن الـــ ‪ 19‬أصبــح الوجــود‬

‫إال أن اليهــود لــم يتراجعــوا ‪ ...‬وبالرغــم مــن توصيــات األمــم‬

‫اليهــود فــي أوربــا غيــر مرغــوب فيــه لكثــرة عددهــم إضافــة‬

‫المتحــدة بحــل التقســيم إلــى دولتيــن أو اللجــوء إلــى حــل‬

‫الســتيالئهم علــى التجــارة وتحكمهــم فــي االقتصــاد فأصبحــوا‬

‫فيدرالــي للدولــة إال أن الرفــض العربــي كان حاضــرًا وبشــدة ‪...‬‬

‫يتعرضــون لالضطهــاد ‪ ...‬فقــررت الجماعــات اليهوديــة إنشــاء‬

‫بعــد ‪ 1948‬م أصبحــت إســرائيل أمــرًا واقعــً واحتلــت مســاحات‬

‫العديــد مــن الحــركات الداعيــة لعودتهــم لوطنهــم إســرائيل‬

‫تفــوق مــا حــدده لهــا التقســيم البريطانــي وحدثــت بينهــا‬

‫‪ ...‬تقبلــت عديــد مــن الحكومــات األوربيــة الدعــوة بصــدر رحــب إذ‬

‫وبيــن جيرانهــا العــرب كثيــر مــن الحــروب حتــى هــذه اللحظــة‬

‫أنهــا ســتخلصهم مــن الوجــود اليهــودي علــى أرضهــم وبــدأ‬

‫‪ ...‬األغــرب أن حــل التقســيم إلــى دولتيــن الــذي رفضــه العــرب‬

‫البحــث لهــم عــن وطــن ‪ ...‬بعــد وضــع بريطانيــا يدهــا علــى‬

‫ســابقًا ‪ ...‬يســعون إليــه اآلن ولكــن لألســف ترفــض إســرائيل أن‬

‫مصــر ومــا جاورهــا تحــت االنتــداب البريطانــي طالــب اليهــود‬

‫توافــق علــى حــل كان منتهــى أملهــا أن يقبــل بــه العــرب قبــل‬

‫بحقهــم فــي أرض األجــداد وأرض الميعــاد ‪ ...‬وقامــت بريطانيــا‬

‫‪ 67‬عامــً !!‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫مقاالت إشراق‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫أرض امليع��اد ‪...‬‬

‫بقلم الكاتب‬

‫أحمد كامل‬

‫منطقــة (فلسطين‪/‬إســرائيل) مــن أكثــر مناطــق النــزاع فــي العالــم منــذ آالف‬ ‫ ‬ ‫الســنين ألســباب دينيــة وتاريخيــة عديــدة ‪ ...‬بنظــرة تاريخيــة نجــد أن الوجــود البشــري فــي‬ ‫تلــك المنطقــة كان منــذ ‪ 600‬ألــف ســنة قبــل الميــاد ‪ ...‬وجــدت أدوات نحاســية وحجريــة‬ ‫فــي مدينــة حيفــا ترجــع لـــ ‪ 10‬ألــف ســنة قبــل الميــاد ممــا يعدهــا أقــدم مدينــة فــي تاريــخ‬ ‫البشــرية علــى اإلطــاق ‪ ...‬وصــل الكنعانيــون أبنــاء ســام مــن شــبه الجزيــرة العربيــة مــا بيــن‬ ‫‪ 2500 – 3000‬ق‪.‬م ‪ ...‬بعدهــا بـــ ‪ 1250‬عــام فــي ‪ 1250‬قبــل الميــاد قــاد يوشــع بــن نــون اليهــود‬ ‫إلــى االســتيالء علــى فلســطين بعــد ‪ 40‬عامــً مــن التيــه وبعــد مــوت نبــي اهلل موســي ‪...‬‬ ‫اليهــود كان لديهــم العديــد مــن الخالفــات حتــى بيــن‬

‫فلســطين ‪ ...‬فــي ‪ 586‬ق‪.‬م بعــد محاولــة فاشــلة مــن اليهــود‬

‫أنفســهم فلــم يتوحــدوا تحــت ملــك واحــد بعــد يوشــع بــن‬

‫لالنقــاب علــى حكــم البابلييــن فــي إســرائيل ليقــوم الملــك‬

‫نــون إال فــي حكــم داؤود عليــه الســام ‪ ...‬الــذي وحــد بيــوت‬

‫البابلــي الشــهير نبوخــذ نصــر بالهجــوم علــى بنــو إســرائيل‬

‫بنــي إســرائيل وجعلهــا مملكــة واحــدة وعاصمتهــا القــدس‬

‫ويدمــر أســوار القــدس ويســلب اليهــود كل مقدســاتهم‬

‫‪ ...‬دامــت إســرائيل موحــدة تحــت حكــم ابنــه ســليمان كذلــك‬

‫وممتلكاتهــم ويأخــذ مــا بقــي مــن اليهــود كأســرى وكانــوا‬

‫‪ ....‬إال أنهــا بعــد ســليمان فــي ‪ 928‬ق‪.‬م انقســمت لدولتيــن‬

‫قرابــة األربعيــن ألفــً إلــى بابــل ‪ ...‬ليختفــي اليهــود تمامــً مــن‬

‫بعــد رفــض رحبعــام ابــن ســليمان تخفيــف األحــكام التــي‬

‫فلســطين ‪ ...‬عــاش اليهــود فــي بابــل فــي األســر خمســون‬

‫أتــى بهــا والــده ‪ ...‬فأصبحــت مملكــة إســرائيل فــي الشــمال‬

‫عامــً لينقذهــم مــن ذلــك ســقوط بابــل بأيــدي الفــرس ‪...‬‬

‫ومملكــة يهــوذا فــي الجنــوب ‪ ...‬وحكــم ابــن ســليمان مملكــة‬

‫ليســمح الفــرس لليهــود بالعــودة ألورشــليم ‪ ...‬بالرغــم مــن‬

‫الجنــوب يهــوذا التــي لــم يبايعــه فيهــا مــن أســباط وقبائــل‬

‫رفــض العديــد العــودة إال أن بعضهــم عــاد ليحكــم باســم‬

‫بنــو إســرائيل إال ســبطا يهــوذا وبنياميــن ‪ ...‬بينمــا ظلــت‬

‫الفــرس وتصبــح يهــوذا واليــة مــن واليــات الفــرس ‪ ...‬انتقلــت‬

‫األســباط العشــرة فــي المملكــة الشــمالية األكثــر ثــراءًا واألكبــر‬

‫فلســطين بعدهــا لتصبــح تحــت واليــة اإلســكندر األكبــر ثــم‬

‫حجمــً ‪ ...‬ســقطت المملكتــان فــي عــام ‪ 740‬ق‪.‬م بعــد غــزو‬

‫اليونانيــون ثــم الرومــان ‪ ...‬غــزا الرومــان فلســطين ســنة ‪63‬‬

‫اآلشــوريين لفلســطين لكــن حكمهــم لــم يــدم طويـ ً‬ ‫ا النقــاب‬

‫ق‪.‬م ‪ ...‬وكانــوا يســتعملون والة ممــن يختــارون مــن اليهــود‬

‫البابلييــن عليهــم مــن الداخــل ‪ ...‬ليــرث البابليــون الحكــم فــي‬

‫‪ ...‬إال أن ثــورات اليهــود المتكــررة أجبــرت الرومــان علــى قتلهــم‬

‫ ‬

‫إشراق‬

‫‪11‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫ف��وق رأس الطف��ل دبابة‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫لينا السماني‬

‫ـس كال ّرعــد بل‬ ‫ـش‬ ‫ ‬ ‫ِ‬ ‫تزحــف كوحـ ٍ‬ ‫ـدم و لسـ ِ‬ ‫ـم ليـ َ‬ ‫كاســر ب ّيــت نيــة التدميــر‪ ،‬تتقـ ّ‬ ‫َ‬ ‫ـيرها هزيـ ٌ‬ ‫هــو َ‬ ‫رأســه قاحلـ ً‬ ‫الطفــل ُ‬ ‫ـم المــوت‪ ،‬تمضــي و تج َتــر أحــام ّ‬ ‫ـة‬ ‫لتبيدهــا‪ ،‬فتغــدو ُ‬ ‫أبشــع‪ ،‬هزيـ ُ‬ ‫ـل أو خيــر‬ ‫مــن كل أمـ ٍ‬ ‫ ‬

‫ـاء قلبــه فوضــى تُديرهــا األهواء‪،‬‬ ‫إلــى برمجـ ٍـة جديــدة تُحيــل صفـ َ‬

‫الوهلــة األولــى مدفعهــا نحــو‬ ‫لقــد صوبــت ُمنــذ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ـي و‬ ‫ـيكبر هــذا الصبـ ّ‬ ‫الشــمس فغطــى دخانهــا كل ال ّنــور‪ ،‬سـ ُ‬

‫ـاه علــى َ‬ ‫ـام‬ ‫الشــرر و ال ّنــار‪ ،‬بداخ ِلــه بـ‬ ‫ُ‬ ‫قــد اعتــادت عينـ ُ‬ ‫ـركان انتقـ ٍ‬

‫ ‬

‫عندمــا تسـ ُ‬ ‫ـقط قنبلــة بيــن يديــه‪ ،‬ليلقيهــا علــى مــن‬ ‫ســيفور‬ ‫َ‬

‫فــي األرض تدمي ـ ًرا‪ ،‬ألننــا لــم نهيــئ لهــم بيئــة ســليمة مليئــة‬

‫واقــف أمامــه و إن كَ انــت وا ِلدتــه التــي عــادت ُمســرعةً بعــد‬ ‫هــو ِ‬

‫يتربصــون بعــورات ال ّنــاس لتســويقها‬ ‫بالحــب و ال ّرحمــة‪ ،‬الذيــن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫ـب ينبــض شــو ًقا لرؤيــة طفلهــا خليفــةً‬ ‫أن أعــدت لــه‬ ‫طعامــا بقلـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬

‫البصــر ال ُيطلــق دون أن ُيقــاد و‬ ‫للعالَــم‪ ،‬لــم ُيعلمهــم أحــد أن‬ ‫َ‬

‫معمــ ًرا لهــذه األرض بالخيــر‪.‬‬ ‫و‬ ‫ّ‬

‫ُيــروض‪ ،‬و لــم يعلمهــم أحــد أن امتالكنــا للعينيــن ال ُيخولنــا‬

‫نحــن مســؤولون عــن أطفا ِلنــا حين يكبــرون و يعيثون‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الولوج‬ ‫تتمكن مــن‬ ‫لكنهــا و بالقليــل الــذي تعرفــه‪ ،‬لــم‬ ‫ِ‬

‫للنظــر إلــى كل شــيء‪ ،‬و آخــرون يســلبون ال ّنــاس حقوقهــم‬

‫بالعنــف‪ ،‬و هــذا‬ ‫ـان ُ‬ ‫إلــى عقلــه و مخيلتــه‪ِ ،‬لتــرى كــم ُهمــا مليئتـ ِ‬

‫كبــروا علــى األنانيــة و أكلــوا مــن ريعهــا‪،‬‬ ‫بــاألذى و االعتــداء‪ِ ،‬‬

‫شــطر يولــي إليــه‬ ‫طبيعــي لمــن يــرى ألويــة الحــرب فــي كل‬ ‫ٍ‬

‫إن أصحــاب البصمــات الســوداء‪ ،‬كانــوا فــي الماضــي‪ ،‬أطفــاال‬

‫ـوة التربيــة‪،‬‬ ‫األلعــاب‪ ،‬فــي قسـ ِ‬ ‫وجهــه‪ ،‬فــي الرســوم المتحركــة و َ‬

‫لــم ُيــد َرك مــا يجــول فــي عقو ِلهــم الصغيــرة‪ ،‬و لــم تُحلــل‬

‫فــي الجفــاء العاطفــي‪ ،‬فــي انشــغال األهــل‪ ،‬و فــي الوحــدة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ينشأ طفل ال يجيد الشكر‪ ،‬و ال يدري كيف يقول‪ :‬أحبك‪.‬‬

‫نمــت‪ ،‬ليتحولــوا بعدهــا‬ ‫تصرفاتهــم َ‬ ‫العفويــة‪ ،‬حتــى تطــورت و َ‬ ‫إلــى ُمالحقيــن مــن أجهــزة األمــن‪ ،‬و مطلوبيــن إلــى العدالــة‪ ،‬و‬

‫التمــرد و‬ ‫لكنــه مشــ ّبع بوســائل اإليــذاء و مذاهــب‬ ‫َ‬

‫َحاضريــن فــي ُدعــاء كل مــن ُيــردد‪ :‬حســبي اهلل و نعــم الوكيل‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫االنتقــام‪ ،‬ســتتحول كل مبادئــه و فطرتــه التــي خُ لــق عليهــا‪،‬‬ ‫إشراق‬

‫‪12‬‬

‫المص ِلحــة إلــى مشــروع إفســاد‪.‬‬ ‫و مهمتــه ُ‬


‫مجلة إشراق‬

‫م‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫حة‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫إ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ية‬

‫إشراق‬

‫‪13‬‬


‫إشراق‬

‫‪14‬‬

‫حــادث‪. .‬‬

‫وقبلها كنا سايقين العجالت النفسنا فيها ‪..‬‬

‫وانــا حاكــون شــرطي عشــان اي حرامــي اقبضــو ويعــرف‬

‫البت الكانت شــايله عروســه ‪،‬هســه أم أو اخت‪،‬‬

‫انــو الســرقه حــرام ‪..‬‬

‫وبــدل العرايــس بتهتــم باخوانهــا الصغــار او‬

‫انا حاكون طيار عشان اطييير فوق‪..‬‬

‫اوالدها‪..‬‬

‫انا حاكون دكتور عشان مافي واحد يمرض‪..‬‬

‫انا مهندس‬

‫انــا حاكــون مهنــدس عشــان مافــي واحــد يســكن فــي‬

‫وانت دكتور‬

‫الشــارع‪..‬‬

‫و اختك معلمة‬

‫انــا حاكــون أســتاذ عشــان اي واحــد يتعلــم ويكــون شــاطر‬

‫واخوي طيار‬

‫‪..‬‬

‫وصحبو مدير‬

‫دي كانت اجوبتنا ونحن صغااار‬

‫وغيرو‪..‬‬

‫أحالمنا ونحن صغار‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫والطمــوح الجوانــا خالهــا تتحــق ‪ ..‬نمســك نفســنا هســه‬

‫حلمنا و وصلنا‬

‫ونراجــع شــريط أحالمنــا ونحــن صغــار حنلقــى اننــا حققنــا‬

‫بس لسه سقف طموحاتنا أكبر‬

‫الحاجــات دي و لــو مــا كلهــا جــزء كبيــر منهــا مــن غيــر مــا‬

‫و لسه الزمن قدامنا‬

‫نوعــى او نــدرك‪. .‬‬

‫و القادم احلى‪.‬‬

‫اآلن شايلين التلفون الكنا بنتخيلو ونحن صغار‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫سايقين العربية الكنا بنتخيلها‪..‬‬

‫محمد طارق | زول درويش‪.‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫مقاالت إشراق‬

‫الطموح‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد طارق‬ ‫منذ أن خلق اهلل سبحانه وتعالى اإلنسان‬

‫الموبايــل حــق عمــو او ابوهــو او خالــو و يمــاو فليــن و‬

‫خلــق جواهــو حاجــات كتيــرة مــن ضمنهــا الطمــوح ‪ ...‬مــن‬

‫يلصقــو و يكــون شــايلو زي الموبايــل الحقيقــي و يتخيــل‬

‫فتحنــا ونحــن صغــار لحــدي يومنــا هــذا ‪ ...‬فــي حاجــة جوانــا‬

‫انــو بتكلــم مــع اوالد حلتــو ‪...‬‬ ‫الواحــد كان بكــون شــايل غطــاء الجــردل و ماســكو‬

‫اســمها الطمــوح ‪...‬‬

‫‪ -‬‬

‫الحلم باألفضل‬

‫زي دركســون العربيــة وتلقاهــو الفــي بيــو البيــت والشــارع‬

‫ومستقبل واعد‬

‫و يقلــد صــوت العربيــه‪...‬‬ ‫الواحــد يطلــع لســتك العربيــة الخربــان و يعملــو‬

‫وأجمل ‪...‬‬

‫‪ -‬‬

‫فــي حاجــات بســيطة كنــا بنعملهــا دون ادارك و بنحلــم‬

‫ترتــار و يدردقــو بيــدو ويجــري وراهــو مبســوط كانــو ســايق‬

‫إنهــا تصبــح حقيقــة وبعــد مضــي ســنين بنجــد نفســنا‬

‫عجلــة زي العنــد ود فــان المغتــرب‪...‬‬

‫حققناهــا مــن غيــر مــا نحــس ‪...‬‬

‫‪ -‬‬

‫مث ً‬ ‫ال زي‪:‬‬

‫وتلبســهم هــدوم و مــرات تكشــف عليهــا نظــام دكتــورة‬

‫‪ -‬‬

‫وقــت كنــا صغــار وعرفنــا فــي حاجــه اســمها تلفــون‬

‫كنــا بنجيــب كاســات الزبــادي الفاضيــه ونقدهــا مــن تحــت‬

‫البــت تلقاهــا شــايله عروســات صغــار وتهتــم بيهــا‬

‫ومــرات تنــادي االصغــر منهــا وتعمــل فيها أســتاذه وترســم‬ ‫علــي ســبورة بيتهــم الصغيــرة‪...‬‬

‫ونربــط كاســين بحبــل رفيــع واي واحــد يمســك كاســه‬

‫‪ -‬‬

‫ويختهــا فــي اضانــو ويتكلــم مــع رفيقــو كانــو تلفــون‬

‫يســألونا لمــن تكبــر دايــر تكــون شــنو ؟!‬

‫حقيقــي ‪.‬‬

‫و بنرد بكل عفويه ‪..‬‬

‫‪ -‬‬

‫وقــت طلعــت الموبايــات الواحــد كان بشــيل كفــر‬

‫أول مــن نبــدا نفتــح ونتكلــم ونعــرف الدنيــا ‪ ،‬اهلنــا‬

‫انــا ح اكــون بوليــس حركــة عشــان مافــي واحــد يعمــل‬ ‫إشراق‬

‫‪15‬‬


‫علــى يــد البيــض المتعصبيــن‪ ،‬بــدأت أحــوال‬

‫يقــول «إن حســن المعاملــة ال تعنــي شــيئًا مــا دام الرجــل‬

‫األســرة تتــردى بســرعة ماديــً ومعنويــً وباتــوا‬

‫ـي كمــا ينظــر لنفســه وعندمــا تتوغــل‬ ‫األبيــض لــن ينظــر إلـ ّ‬

‫يعيشــون علــى المســاعدات مــن البيــض ومــع‬

‫فــي أعمــاق نفســه تجــد أنــه مــا زال مقتنعــً‬

‫توالــي تلــك الظــروف عانــت والدتهــم مــن صدمــة نفســية‬

‫بأنــه أفضــل منــي»‬

‫إثرهــا أدخلــت إلــى مستشــفى األمــراض العقليــة وقضــت‬ ‫فيهــا نصــف حياتهــا فتجــرع هــو وإخوتــه مــرارة فقــد األم‬

‫واصــل «مالكــوم» مرحلتــه الثانويــة وهــو‬

‫واألب معــً‪ ،‬وفــي العــام ‪ 1939‬م انفصــل مالكــوم عــن‬ ‫أشــقائه ُ‬ ‫وأرســل كل منهــم إلــى عائلــة لتبنيــه‪.‬‬

‫يقضــي فتــرة عقوبتــه داخــل ســجن اإلصــاح‬

‫وكان‬

‫ذكيــً نابغــً يتفــوق علــى جميــع أقرانــه وكان يجيــد فــن‬ ‫الخطابــة واإلقنــاع ممــا جعــل أســاتذته يســعون لتثبيطــه‬ ‫وتحطيمــه معنويــً وعندمــا تخــرج مــن الثانويــة كان يطمــح‬

‫تــردت أخــاق «مالكــوم» فتــم طــرده مــن المدرســة وعــاش‬ ‫حيــاة التســكع والتطفــل فصــار ســارقًا ُ‬ ‫وأودع فــي ســجن‬

‫أن يصبــح محاميــً غيــر أنــه لــم يكمــل تعليمــه حيــث تــرك‬

‫األحــداث حيــث أكمــل تعليمــه الثانــوي وهــو فــي الســجن‬

‫الدراســة بعــد أن أخبــره أحــد المدرســين أن حلمــه إلــى‬

‫وكان وقتهــا شــابًا يافعــً قــوي البنيــة وكانــت نظــرات‬

‫كليــة الحقــوق بعيــد كل البعــد عــن الواقــع لكونــه زنجيــً‬

‫إنســان كمــا البيــض‪ ،‬وكان‬ ‫البيــض التــي تشــعره بأنــه‬ ‫ٌ‬

‫واقتــرح عليــه أن يعمــل نجــارًا‪ ،‬كانــت كلمــات األســتاذ ذات‬

‫بعــض هــؤالء يعاملونــه معاملــة حســنة غيــر أن ذلــك لــم‬

‫مــرارة وقــوة علــى وجــدان شــاب طمــوح مثلــه وكانــت مــن‬

‫يكــن كافيــً للقضــاء علــى بــذور العنصريــة والكراهيــة فــي‬

‫هنــا نقطــة التحــول الحقيقيــة فــي حياتــه فتــرك دراســته‬

‫نفســه فلــم ينســى أن العنصريــة هــي الســبب فــي هــدم‬

‫وامتهــن األعمــال المهينــة ألنــه صاحــب البشــرة الداكنــة‪.‬‬

‫حياتــه وضيــاع أســرته ومقتــل والــده وأعمامــه األربعــة وكان‬

‫إشراق‬

‫‪16‬‬

‫فــي العــام ‪ 1941‬م ســافر «مالكــوم» إلــى مدينــة «بوســطن»‬

‫أحــد الســجون‪.‬‬

‫فعمــل نــادالً فــي مطعــم ثــم عامــل فــي قطــار إلــى ماســح‬

‫وكــم «مالكــوم» بعشــر ســنوات داخــل‬ ‫فــي العــام ‪ 1946‬م ُح ِ‬

‫أحذيــة فــي المراقــص فأصبــح راقصــً مشــهورًا ُيشــار إليــه‬

‫ســجن «تشــارلز تــاون» وكان عنيــدًا جــدًا ممــا تســبب فــي أن‬

‫بالبنــان‪ ،‬اســتهوته حيــاة المجــون فشــرب الخمــر ودفــن‬

‫ُيحبــس حبســً انفراديــً ومــن هنــا بــدأت رحلــة التغيير حيث‬

‫الســجائر وكانــت المقامــرة هــي وســيلته لكســب المــال ثــم‬

‫تعلــم أن يكــون ذا إرادة وعزيمــة قويتيــن اســتطاع مــن‬

‫ســرقة المنــازل والســيارات وتعاطــي المخــدرات واإلتجــار بهــا‬

‫خاللهمــا التخلــي عــن كثيــر مــن عاداتــه الســيئة‪ ،‬بعــد أن‬

‫وكل هــذا ولــم يبلــغ الواحــدة والعشــرين مــن عمــره بعــد‬

‫قضــى عامــه األول تأثــر جــدًا بأحــد الســجناء ُيدعــى «بيمبــي»‬

‫حتــى وقــع هــو ورفاقــه فــي قبضــة الشــرطة وزُج بهــم فــي‬

‫الــذي كان يتكلــم عــن الديــن والعــدل‪ ،‬وفــي العــام ‪ 1948‬م‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫شخصيات عظيمة‬

‫مالك��وم إكس‬ ‫‪MALCOM X‬‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫نســيبة صالح الماحي‬ ‫ ‬

‫هــو «مالكــوم ليتــل» المولــود فــي مدينــة «أوماهــا» بواليــة «نبراســكا» فــي التاســع‬

‫عشــر مــن مايــو للعــام ‪ 1925‬م وهــو أمريكــي مــن أصــل أفريقــي و ُيعــرف أيضًا باســم «الحاج‬ ‫مالــك الشــباز» والــده «إيــرل ليتيــل» ووالدتــه هــي «لويــز ليتيــل» وكانــا مــن أتبــاع «ماركــوس‬ ‫غارفــي» األمريكــي الــذي كان يدعــو الزنــوج إلــى مســار انفصالي واالعتــراف بالهويــة الزنجية‬ ‫كذلــك أصبــح رمــزًا لــدى الراســتافرية فــي «جامايــكا»‪ ،‬أمــا أبــوه فــكان قسيســً معمدانيــً‬ ‫فــي إحــدى الكنائــس البروتســتانتية وكان أيضــً ناشــطًا سياســيًا فــي الجمعيــة العالميــة‬ ‫لتقــدم الزنــوج والتــي كانــت أكبــر منظمة للســود آن ذاك حيــث كان الزنجــي الناجح وقتها‬ ‫هــو ماســح األحذيــة أو البــواب‪.‬‬ ‫كان والــد «مالكــوم» حريصــً علــى اصطحــاب ابنــه معــه‬

‫علــى يــد جماعــة عنصريــة مــن البيــض إذ قامــوا بضربــه‬

‫إلــى الكنيســة وكذلــك كان يحضــر مــع أبيــه اجتماعاتــه‬

‫ومــن ثــم وضعــه علــى طريــق حافلــة كهربائيــة دهســته‬

‫السياســية فــي الجمعيــة التــي كانــت تكثــر فيهــا‬

‫وفــارق الحيــاة وتــم اتهامــه باالنتحــار فكانــت أول الصدمــات‬

‫الشــعارات المعاديــة للبيــض فــكان األب يختــم االجتماعــات‬

‫التــي واجهتــه خــال حياتــه حيــث ترملــت والدتــه وفــي‬

‫بقولــه‪« :‬إلــى األمــام أيهــا الجنــس الجبــار بوســعك أن تحقق‬

‫الرابعــة والثالثيــن مــن عمرهــا وتعــول ثمانيــة أطفــال‪،‬‬

‫المعجــزات»‬

‫فتــرك بعــض األبنــاء دراســتهم وعملــت األم خادمــة فــي‬ ‫بعــض بيــوت البيــض ولكنهــا كانــت تُطــرد ألســباب‬

‫ولكــن عندمــا بلــغ «مالكــوم» ســن السادســة قتــل والــده‬

‫عنصريــة‪ ،‬بعدهــا فقــد أربعــة مــن أعمامــه جــراء العنصريــة‬ ‫إشراق‬

‫‪17‬‬


‫حملــت اســم «منظمــة اتحــاد األفارقــة األمريكييــن» بعدهــا‬

‫تبرئــة «اإليجــا محمــد» مــن تهمــة التحريــض علــى اغتيــال‬

‫قامــت منظمــة «أمة اإلســام» بإعطاء أوامرهــا بقتل مالكوم‬

‫الداعيــة‪.‬‬

‫وفــي الرابــع عشــر مــن فبرايــر للعــام ‪ 1965‬م قامــت مجموعــة‬ ‫بإضــرام النــار فــي بيتــه إال أن المشــيئة اإللهيــة كتبــت لــه‬ ‫ولعائلتــه النجــاة مــن النيــران وفــي الحــادي والعشــرين مــن‬

‫هــذه هــي رحلــة التغييــر التــي ســلكها الداعيــة «مالــك‬

‫نفــس الشــهر صعــد «مالكــوم» إلــى المنصــة فــي قاعــة‬

‫الشــباز» وتلــك هــي الخطــى التــي خطاهــا حتــى أصبــح‬

‫مؤتمــرات بمدينــة نيويــورك ليلقــي محاضــرة يدعــو فيهــا‬

‫أعظــم الدعــاة لــم تكــن الطريــق ســهلة ُمع ّبــدة ولكــن‬

‫إلــى اإلســام وخــال المحاضــرة نشــبت مشــاجرة مفتعلــة‬

‫كانــت العزيمــة واإلصــرار علــى التغييــر أقــوى مــن كل‬

‫فــي الصــف التاســع بيــن اثنيــن مــن الحضــور وبينمــا التفــت‬

‫العقبــات‪ ،‬رحــم اهلل الداعيــة «الحــاج مالــك الشــباز» واســكنه‬

‫الحضــور للمشــاجرة اقتــرب رجــل مــن المنصــة وأطلــق النــار‬

‫فســيح جناتــه‪.‬‬

‫علــى «مالكــوم» وأصابــه فــي صــدره ثم تقدم رجــان أمطروه‬ ‫بوابــل مــن الرصــاص أردوه قتيـ ً‬ ‫ا أصيــب وقتهــا بســتة عشــر‬

‫لقــد ُعرضــت حياتــه خــال فيلــم ُأنتــج فــي العــام ‪ 1992‬م‬

‫رصاصــة ليلقــى مصرعــه علــى الفــور وتــم القبــض علــى‬

‫وكتــب هــو ســيرته الذاتيــة قبــل وفاتــه فكانــت مرجعــً‬

‫الجنــاة الذيــن أنكــروا انتمائهــم إلــى «أمــة اإلســام» لتتــم‬

‫تاريخيــً لــكل مــن ُيريــد معرفــة حياتــه عــن كثــب‪.‬‬

‫إشراق‬

‫‪18‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫انتقــل مالكــوم إلــى ســجن «كونكــورد» حيــث كتــب إليــه‬

‫أســلم «مالكــوم» علــى أفــكار «أمــة اإلســام» ولكنــه اتجــه‬

‫أخــوه «فيلبيــرت» أنهــم اعتنقــوا دينــً جديــدًا يليــق بالرجــل‬

‫للقــراءة الشــديدة فقــرأ تاريــخ الرجــل األســود وتعلــم‬

‫األســود واســمه اإلســام ونصحــه أن ال يــأكل لحــم الخنزيــر‬

‫الالتينيــة وحفــظ المعاجــم فــكان يقــرأ خمســة عشــر ســاعة‬

‫وال ُيدخــن فســمع «مالكــوم» لنصــح أخيــه وقــد علــم أن‬

‫خــال اليــوم وقــرأ علــم الوراثــة للنمســاوي «منــدل» وتأثــر‬

‫جميــع إخوتــه اعتنقــوا اإلســام علــى يــد «اإليجــا محمــد»‬

‫بكالمــه وقــرأ عــن الهنــود الحمــر والعبيــد فغيــرت القــراءة‬

‫فتحســنت أخالقــه وســمت شــخصيته وأصبــح ُيشــارك فــي‬

‫مجــرى حياتــه وصقلت شــخصيته وأكســبته خبــرة مخاطبة‬

‫الخطــب والمناظــرات ويدعــو لإلســام‪ ،‬وقتهــا قــام «اإليجــا‬

‫الجماهيــر والجــدال‪ ،‬وعندمــا خــرج مــن الســجن فــي العــام‬

‫محمــد» بادعــاء النبــوة ومؤسســً جماعــة أطلــق عليها «أمة‬

‫‪ 1952‬م كانــت أفــكاره تتفــق مــع «اإليجــا محمــد» فراســله‬

‫اإلســام» فــي أميــركا حيــث كانــت مبنيــة باألســاس علــى‬

‫وتأثــر بأفــكاره ثــم انضــم رســميًا لجماعــة «أمــة اإلســام»‬

‫الجنــس األســود معتبــرًا أن البيــض مــا هــم إال شــياطين‬

‫وتــدرج ليصبــح فــي فتــرة وجيــزة جــدًا متقلــدًا لمنصــب‬

‫تحكــم األرض وأن الشــيطان أبيــض والمــاك أســود فكانــت‬

‫المتحــدث الرســمي للحركــة‪ ،‬ثــم أصبــح مســاعدًا إلمــام أحــد‬

‫أيضــً لديــه مفاهيــم مغلوطــة ومبنيــة علــى العنصريــة‬

‫ّ‬ ‫وتنقــل للعمــل فــي عــدة مســاجد فــي مــدن‬ ‫المســاجد‬

‫وأبعــد مــا يكــون عــن أخــاق الديــن اإلســامي‪.‬‬

‫أمريكيــة مختلفــة‪ ،‬وفــي العــام ‪ 1959‬م ذهــب «مالكــوم»‬ ‫فــي رحلــة طويلــة إلــى مصــر والســعودية وإيــران وســوريا‬

‫وغانــا والتقــى الرئيــس «جمــال عبــد الناصــر» وبعــد عودتــه‬

‫والســود وأصحــاب العيــون الملونــة وهــم يرتــدون ذات‬

‫َغ ّيــر اســمه مــن «مالكــوم ليتــل» إلــى «مالكــوم إكــس»‬

‫الــرداء ويــؤدون نفــس الشــعائر بــا تفرقــة وتعــرف بعدهــا‬

‫ســر االســم الــذي اختــاره بقولــه‪« :‬إن ‪ X‬ترمــز لمــا كنــت‬ ‫و َف ّ‬

‫علــى الديــن الصحيــح القويــم فتخلــص مــن عنصريتــه ضــد‬

‫عليــه ومــا قــد أصبحــت وفــي الرياضيــات هــي المجهــول‬

‫البيــض وعــاد إلــى أمريــكا وأعلــن براءتــه مــن مبــادئ حركــة‬

‫وغيــر معلــوم األصــل»‪.‬‬

‫«أمــة اإلســام» العنصريــة وشــكل جماعــة جديــد ســماها‬ ‫«أهــل الســنة» وبــدأ يدعــو للديــن اإلســامي الحــق وبنفــس‬

‫ازدادت شــهرة «مالكــوم» كمــا زاد عــدد معتنقــي اإلســام‬

‫الحمــاس المعهــود عنــه وبعدهــا اشــتعلت الفتنــة بينــه‬

‫علــى طريقــة جماعــة «أمــة اإلســام» إلــى أن قــرر ذهابــه‬

‫وبيــن «اإليجــا محمــد» لقــد كان خــروج «مالكــوم» مــن جماعــة‬

‫لتأديــة فريضــة الحــج فــي العــام ‪ 1964‬م وعندمــا ســافر إلــى‬

‫«أمــة اإلســام» بمثابــة والدة ثانيــة لــه عقــب التــي كانــت فــي‬

‫مكــة التقــى بعــدد مــن الشــخصيات اإلســامية البــارزة منها‬

‫الســجن فقــد انقشــعت الغشــاوة عــن عينيــه وبــدأ يبصــر‬

‫«الدكتــور عبــد الرحمــن عــزام» ونتيجــة لهــذه الرحلــة غيــر‬

‫الديــن علــى حقيقتــه‪.‬‬

‫اســمه إلــى «الحــاج مالــك الشــباز» ورأى فــي أســبوعين مــا لــم‬ ‫يــره فــي تســعة وثالثيــن عامــً فــكان مذهــوالً مــن كل هؤالء‬

‫أصبــح مالكــوم مــن أعظــم الدعــاة إلــى اإلســام فــي أمريــكا‬

‫المســلمين بكافــه أجناســهم وألوانهــم فــرأى البيــض‬

‫وفــي العالــم وأســس منظمــة «المســجد اإلســامي» وأخــرى‬ ‫إشراق‬

‫‪19‬‬


‫الثــاث أمتــار ‪ ...‬ضــاق صــدره واحتــدم وجهــه بالدمــاء ولكنــه‬

‫يا عمر ياخ ما تقول كده انعل إبليس وقوم أرح‪...‬‬

‫قــرر التماســك وصبــر نفســه بــأن عــزاءه فــي عملــه الــذي بــه‬

‫غــادر عمــر مقــر عملــه ولــم تســمح لــه رجولتــه أن يغســل‬

‫ســيتمكن الهــرب مــن هــذا الســكن‪ ...‬لــم ينــم عمــر أبــدًا ‪...‬‬

‫األطبــاق فــي إحــدى الفنــادق ‪ ...‬تنقــل عمــر فــي عــدد مــن‬

‫جــاء الصبــاح ‪ ...‬توجــه عمــر برفقــة صديقــه أحمــد إلــى مقــر‬

‫الوظائــف ولكنــه لــم تعجبــه أيــا منهــا ‪ ...‬أكمــل عمــر شــهر‬

‫العمــل‪.‬‬

‫كامــل علــى هــذا الحــال ‪ ...‬وقــرر العــودة أدراجــه إلــى الوطــن‬ ‫قرر أن يزرع أرضه ويعيش بين ناسه‪.‬‬

‫يــا عمــر يــاخ مالــك ‪ ...‬عاوزنــي كنــت أشــغلك مديــر يعنــي‬

‫أخير لي أشق الواطه واقرع الزراعة من البهدله لي‪..‬‬

‫كان لقيــت شــغل اســمح مــن ده أنــا كنــت بقعــد هنــا‬

‫شاي أمي وريحه المطره ورش الزرع اخييييير لي‪...‬‬

‫ماكنــت اشــتغلت لــي روحــي ‪ ...‬قــوم يــاخ وخلــي البتعمــل‬

‫عيون زولتي وضحكتها وونسة الخزين اخييييير لي‬

‫فيــه ده وأرح نشــوف شــغلنا‪...‬‬

‫غربة شنو وزل شنو بلدي اخييييير لي‪..‬‬

‫شغلنا؟! وين شغلنا!!!‬

‫بهذه الكلمات فارق عمر الغربة إلى األبد‪...‬‬

‫هســه عليــك اهلل مــا بتخجــل بتدورنــي اغســل لــي عــده زي‬ ‫النســوان؟! حــرم لــو بدونــي مالييــن مــا بغســل ملعقــة‪...‬‬

‫آخر القول‪...‬‬

‫عايز أهلي في الحله يقولو علي شنو‪...‬‬

‫اللوب بلدنا وال تفاح غيرنا‬

‫إشراق‬

‫‪20‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫حكايات إشراق‬

‫عمر‪ ...‬والس��فر‪...‬‬

‫آخر القول‪...‬‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هيفــاء عبدالقيوم األمين‬ ‫يــا ولــدي شــن الزمتهــا الغربــة أقعــد قبلــك هنــا وســط أخوانــك وأمســك طوريتــك‬ ‫ ‬ ‫وشــق الواطــه دي وأزرع‪...‬‬ ‫يــا حــاج عليــك اهلل زراعــة شــنو أنــا هســه قريــت للجامعــة عشــان تجــي تقــول لــي أزرع‪...‬‬ ‫البلــد أنــا مــارق منهــا بــس‪...‬‬ ‫هــذا مــا دار بيــن عمــر ووالــده حــاج محمــد حيــث حــاول األخير‬

‫الدمــوع والدعــوات وأمنيــات حبيبــة القلــب بــأن يعــود فــي‬

‫أن يــردع ابنــه ويجعلــه يتراجــع عــن قــرار االغتــراب ولكنــه لــم‬

‫أقــرب وقــت ‪ ...‬فــارق عمــر قريتــه مودعــً خلفــه رائحــة تــراب‬

‫ينجــح ‪ ...‬حــزم عمــر حقائبــه وغــدًا ســيتوجه إلــى «الخرطــوم»‬

‫بلــده وبســاطة العيــش فيهــا وجلســات العصــاري مــع‬

‫ومنهــا إلــى بــاد الغربــة ‪ ...‬ذيــع الخبــر فــي القريــة وجــاء‬

‫األصحــاب ونعمــة األســرة وحنيــن األحبــه ‪ ...‬يتأمــل فــي‬

‫الجميــع ليــودع عمــر ‪ ...‬نســاء ورجــال شــيب وشــباب‪.‬‬

‫حاضــره وحياتــه المســتقبلية الجديــدة وكيــف ســيكون‬ ‫مــن أصحــاب المــال والريــال‪ ...‬حطــت الطائــرة رحالهــا ونــزل‬

‫عــاد لكــن يــا عمــر بختــك بتــدور تركــب الطيــارة وتفــزع مــن‬

‫منهــا عمــر وبعــد أن أكمــل إجراءاتــه كان صديقــه فــي‬

‫حلتنــا دي ‪ ...‬يــا زول هــا واهلل قالــو الطيــارة دي ســمحة‬

‫انتظــاره الصطحابــه ‪ ...‬وبعــد الســام والمطايبــة أخــذه‬

‫وســاااااقطة مــن الســقط إال تشــيلك بطانيــه ‪ ...‬دحيــن يــا‬

‫إلــى المنــزل ‪ ...‬رســم عمــر فــي مخيلتــه حلــم جميــل وحيــاة‬

‫عمــر هســه كان وقعــت بــك شــن بتســوي ‪ ...‬تكــون رحــت‬

‫أجمــل بهرتــه نظافــة المدينــة وبنيانهــا ‪ ...‬أعجبــه تنظيــم‬

‫فطيــس بــس‪.‬‬

‫أناســها ‪ ...‬فســرح قليــ ً‬ ‫ا وفكــر فــي محبوبتــه ‪ ...‬وناجاهــا‬ ‫بأنــه ســيعود قريبــً إذ كان هــذا هــو الحــال‪ ...‬دخــل عمــر‬

‫هــذا مــا اســتطاع الخزيــن قولــه لـــ عمــر الــذي كان بــدوره‬

‫المنــزل وهنــا كانــت صدمتــه ‪ ...‬حيــث كان مجموعــة مــن‬

‫ودع عمــر آلــه وذويــه وســط‬ ‫يضحــك علــى كالم الخزيــن ‪َّ ...‬‬

‫أســ َّره وال تتعــدى مســاحتها‬ ‫الغــرف كل غرفــة بهــا ســت ِ‬ ‫إشراق‬

‫‪21‬‬


‫إشراق‬

‫‪22‬‬

‫ابتســمت لــه وقــد رمقتــه بنظــرة شــفقة‪ :‬أجــل‪،‬‬

‫ضحــك عدنــان وضــرب عبــد اهلل فــي رأســه ضربــة خفيفــة‪:‬‬

‫قمــة فــي الروعــة بــل األجمــل مــن هــذا هــو‬

‫يــا عبــد اهلل كفــاك اســتعباطًا‪ ،‬منــذ متــى وحجــم الشــمس‬

‫قدرتــك العجيبــة علــى حفــظ كل كلمــة قالهــا‬

‫يتغيــر؟‬

‫العــم حســين ونطقهــا بشــكل صحيــح علــى الرغــم مــن‬

‫أدنى عبد اهلل رأسه ناظرًا إلى الحي تم تابع حديثه‪:‬‬

‫صغر ســنك يا عبد اهلل‪ ،‬ابتســم عبد اهلل ابتســامة عريضة‬

‫لــو تصــدق مــا وقــع علــى ناظــري اآلن يــا عدنــان ‪ ...‬إنهــا‬

‫أضفــت هالــة مــن النــور علــى وجهــه الطيــب ثــم اســتطرد‬

‫قطــة الخالــة "زهــرة" تغــازل قطــة "ســعد" المزعــج‪ ،‬وهــا هــو‬

‫قائ ـ ً‬ ‫ا‪ :‬ومــا عليــك إال أن تنتظــر المزيــد مــن المفاجــآت‪.‬‬

‫(ياســر) يســير عائــدًا مــن رياضتــه اليوميــة يتصبــب عرقــً‬

‫وقفــت متأمـ ً‬ ‫ا تحــركات عبــد اهلل مــن ركــن إلــى ركــن أثنــاء‬

‫ـادي عليــه كــم هــو رياضــي هــذا الشــاب !!‪ ،‬إنــه‬ ‫واإلرهــاق بـ ٌ‬

‫شــرائي جرائــد الصبــاح مــن المكتبــة المالصقــة للــدكان‬

‫يلتفــت إلــى (عائشــة) التــي خرجــت لتوهــا مــن المنــزل‬

‫الــذي يعمــل فيــه عبــد اهلل بالقــرب مــن منزلــي والتــي تنــم‬ ‫عــن ســعادة عارمــة اتخــذت مــن روح عبــد اهلل ملجـ ًـأ‪ ،‬قــدم‬

‫متابعــً تحركاتهــا ولكــن ال انتبــه (صارخــً) ‪ ...‬هــل تــدري يــا‬ ‫عدنــان اصطــدم (ياســر) بعمــود كان أمامــه‪.‬‬

‫بعدهــا فطــور الصبــاح اليومــي لصديقــه عدنــان الــذي‬

‫رد عدنان ضاحكًا‪ :‬يبدو أنه هو األعمى وليس أنا‪.‬‬

‫يعانــي مــن فقــدان البصرحيــث كان جالســً علــى كرســي‬

‫تابــع عبــد اهلل مبتســمًا‪ :‬آه وهــل تعلــم مــن رأيــت اآلن إنهــا‬

‫بالقــرب مــن مدخــل الــدكان‪ ،‬ضمــه إليــه وجعــل رأســه‬

‫شــادية تلــك الفتــاة الحســناء التــي حدثتــك عنهــا وهــا‬

‫ا زرقــة الســماء قائـ ً‬ ‫مالصقــً لــرأس عدنــان رافعــً إيــاه متأمـ ً‬ ‫ا‪:‬‬

‫هــي تلــوح لــك‪ ،‬هيــا أســرع ارفــع يــدك ورد لهــا التحيــة‪.‬‬

‫هــل تعلــم يــا عدنــان أن الســماء صافيــة ليســت كالبارحــة‬

‫رفــع عدنــان يــده ملوحــً مبتســمًا بلهفــة كأنمــا ردت إليــه‬

‫فقــد كانــت ملبــدة بالغيــوم‪ ،‬وحجــم الشــمس مــازال كمــا‬

‫روحــه مــن جديــد‪ ،‬ضحــك عبــد اهلل ثــم انصــرف لتنظيــف‬

‫هــو (قالهــا ســاخرًا)‪.‬‬

‫األرضيــة الخارجيــة للــدكان مدندنــً ببعــض األغنيــات‬

‫وملوحــً لبعــض المــارة مناديــً لهــم بأســمائهم المحببــة‬

‫واهلل يــا عدنــان إنــه عطــر والــدي وجدتــه موضوعــً علــى‬

‫ليلقــي عليهــم تحيــة الصبــاح‪ ،‬كــم هــي طاهــرة روح ذلــك‬

‫إحــدى رفــوف خزانتــي‪ ،‬فقــررت وضــع قطــرات منــه ليذكرنــي‬

‫الفتــى يؤنــس وحــدة عدنــان ويشــركه فــي الحيــاة كبقيــة‬

‫بــه‪ ،‬لقــد اشــتقت إليــه حقــً‪.‬‬

‫النــاس‪ ،‬حتــى شــادية كانــت بالفعــل قــد مــرت لكنهــا لــم‬

‫رحمــة اهلل عليــه يــا ســيد فريــد‪ ،‬ولكــن ألصدقــك القــول‪،‬‬

‫تلــوح لعدنــان بــل أوهمــه عبــد اهلل بذلــك ليعــزز روح الحيــاة‬

‫والــدك أفضــل منــك فــي اختيارالعطــور‪ ،‬صحيــح يــا ســيد‬

‫واألمــل فــي نفســه فلــه مكانــة خاصــة فــي قلــب عبــد اهلل‪،‬‬

‫فريــد قــال لــي عبــد اهلل أن فوكــس ســافر‪ ،‬لمــاذا؟‬

‫ـزء ال يتجــزأ مــن اآلخــر‪.‬‬ ‫فــكل منهمــا جـ ٌ‬

‫ســافر البارحــة لحضــور حفــل زواج شــقيقته ولكنــه لــن‬

‫اقتربت من عدنان ثم قبلت رأسه‪.‬‬

‫يغيــب كثيــرًا‪.‬‬

‫صباح الخير يا عدنان‪.‬‬

‫ســألني عدنــان رافعــً حاجبيــه بابتســامة ماكــرة‪ :‬ومــاذا‬

‫رد علــي عدنــان ممســكًا بكــم قميصــي قائـ ً‬ ‫ا‪ :‬صبــاح النــور‬

‫عنــك يــا ســيد فريــد متــى ســيكون هــذا اليــوم المنتظــر؟‬

‫يــا عــم فريــد‪ ،‬لقــد غيــرت نــوع عطــرك‪ ،‬عرفــت هــذا مــن‬

‫ابتســمت مداعبــً شــعر عدنــان ثــم قلــت‪ :‬عندمــا يحيــن‬

‫رائحتــك‪ ،‬هــل أنــت ذاهــب لتقابــل شــخص مــا؟‬

‫الوقــت المناســب‪ ،‬واآلن علــي الذهــاب إلــى العمــل‪ ،‬أراك‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫حكايات إشراق‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫لغ��ز اختف��اء الربوفيس��ور عاط��ي‬

‫احللق��ة األوىل‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاجر عبداهلل مســاعد‬

‫جلســنا حــول العــم حســين فــي حلقــة دائريــة متعطشــين لســماع قصصــه الشــيقة‬ ‫أمــام دكانــه‪ ،‬وبــدأ قصتــه علــى لســان شــيخ حكيــم قائــ ً‬ ‫ا‪:‬‬ ‫وســط النــار الموقــدة‪ ،‬فــي ظلمــة الليــل الحالكــة‪ ،‬عــا صوتــه قاصــً والغلمــان حولــه‬ ‫كالذئــاب العطشــى لقصــة جديــدة‪ ،‬بدأهــا باســم اهلل الواحــد األحــد‪ ،‬أبــدأ قصتــي بذلــك‬ ‫الولــد الــذي لــم يعــرف طريقــا للكــذب‪ ،‬يعبــر الجبــال والبحــار باحثــً عــن المــدد‪ ،‬فالعلــم‬ ‫يــا أبنائــي هــو الســند‪،‬‬ ‫فــي عالــم أصبــح الجاهــل فيــه ورقــة خاســرة‪ ،‬هذا مــا تعلمه‬

‫أنــا أنــا مــن قبيلــة همــام‪ ،‬عبــس وجــه الكبيــر واحمــر بعــد‬

‫ذلــك الولــد‪ ،‬لكنــه فــي يــوم أثنــاء عبــوره الصحــراء أصابــه‬

‫رؤيتــه لألطبــاق‪ ،‬أنــت مــن همــام؟؟ والتهمــت كل الطعــام‪،‬‬

‫الجــوع‪ ،‬فالجــوع كافــر كمــا تعلمــون‪ ،‬واشــتد بــه حتــى‬

‫أال يكفــي مــا آلــت إليــه أرضنــا مــن إذالل‪ ،‬الويــل لــك يــا غــام‪،‬‬

‫استســلم لمــا يــراه في طريقــه‪ ،‬فما أن صادف خيمة حولها‬

‫أمســكوه يــا رجــال وألقــوا بــه فــي البئــر‪ ،‬علهــا تكــون عبــرة‬

‫أوانــي وصحــون‪ ،‬بهــا أصنــاف اللحــوم‪ ،‬ونارهــا موقــدة كمــا‬

‫لبنــي همــام‪ ،‬عندهــا صــرخ الغــام‪ ،‬ال ال مالــي ومــال همــام‬

‫هــي نارنــا‪ ،‬هــرول إليهــا ثــم التهــم مــا بهــا‪ ،‬وظــل يلتهــم‬

‫لســت ســوى غــام ضــل طريقــه فــي الصحــراء‪ ،‬فوجــدت‬

‫حتــى ســقطت قطــرة زيــت علــى ثوبــه‪ ،‬ولــم يــدرك حالــه إال‬

‫عندكــم الــزاد‪ ،‬لكــن الكــذب هــدام‪ ،‬هــا هــو يــودي بحياتــي‬

‫بعــد ســماع قهقهــات قادمــة‪ ،‬فخانتــه الدقيقــة والثانيــة‪،‬‬

‫وأنــا أقســم أنــي تائــب ذو نفــس لــوام‪ ،‬ولــم يصغــي لــه‬

‫ولــم يعــد لــه مفــر مــن فعلتــه الدنيئــة‪ ،‬فالتفــت فــإذا بقــوم‬

‫أحــد ســوى الزمــان‪ ،‬الــذي حكــى حكايتــه وهــا أنــا أحكيهــا‬

‫أشــبه بعــرب الصحــراء‪ ،‬انقطعــت ضحكاتهــم فــي دهشــة‪،‬‬

‫لكــم أيهــا الشــجعان‪ ،‬اجتنبــوا الكــذب فهــو هــدام كمــا‬

‫قــام كبيــر القــوم بالــكالم‪ ،‬مــن أنــت يــا غــام؟ تلعثــم‬

‫قــال الغــام‪.‬‬

‫الغــام فــي الــكالم وتســارعت نبضــات قلبــه بالخفقــان ‪...‬‬

‫واآلن ما رأيك يا عم فريد‪ ،‬أليست بالقصة الجميلة‪.‬‬ ‫إشراق‬

‫‪23‬‬


‫األطفــال عــادة عنــد الرضاعــة والتــي لــم‬

‫التعليــم وبــرر ســبب طلبــه برغبتــه فــي التغلــل فــي خضــم‬

‫يحظــى بهــا كل مــن عدنــان وعبــد اهلل‪.‬‬

‫الحيــاة والتعلــم منهــا وكشــف مجهولهــا فبذلــك يكــون‬

‫بــدأت قصتهمــا عندمــا تزامــن حضورهمــا‬

‫قــد عــرف ســبب معيشــه والهــدف الــذي عليــه رســمه ليبني‬

‫فــي اليــوم العاشــر مــن شــهر إبريــل فــي عمــر الخمســة‬

‫عليــه مســتقبله‪ ،‬قــراره هــذا كان مــن أفضــل القــرارات‬

‫أيــام‪ ،‬كان ذلــك فــي وقــت متأخــر مــن الليــل‪ ،‬تناوبــت‬

‫التــي اتخذهــا‪ ،‬لــه مــن الــذكاء مــا يفــوق المعقــول وعقــل‬

‫المشــاكل الصحيــة مســتهدفة أجســادهم الهزيلــة أودى‬

‫يســتوعب المزيــد والمزيــد ولــم يكــن يحــب التحــدث إال‬

‫بحالتهــا الصحيــة إلــى التدهــور‪ ،‬لكــن إرادة اهلل شــاءت‬

‫باللغــة العربيــة الفصحــى لشــدة إعجابــه بهــا وتأثــره بأدبهــا‬

‫أن تجعــل مــن حكايــة بقائهمــا علــى قيــد الحيــاة معجــزة‬

‫وتاريخهــا‪ ،‬وال يكتفــي بتثقيــف نفســه بــل يجعــل مــن‬

‫فــي التاريــخ‪ .‬تــرك ذلــك فــي قلبــي أثــرًا جعلنــي أســعى‬

‫عدنــان تلميــذًا لــه يثريــه بــكل مــا يتعلمــه‪ ،‬وعدنــان بــدوره‬

‫الحتضانهمــا ورعايتهمــا‪ ،‬فقــد تكفلــت بجميــع تكاليــف‬

‫الــذي يلقــب بالمعجــزة ألحقتــه بمــدارس خاصــة بحالتــه‬

‫معيشــتهم وتعليمهــم‪ ،‬أردت أن أراهمــا ينغمســان فــي‬

‫وســرعان مــا صعــق الجمييــع بذاكرتــه الفــوق خارقــة‪ ،‬فلــه‬

‫مجتمعنــا هــذا الــذي ولألســف ال يعيــر لهــذه الطبقــة مــن‬

‫قــدرة عجيبــة علــى حفــط كل مــا يقــال لــه وإعــادة صياغتــه‬

‫البشــر اهتمامــً كافيــً‪ ،‬واجهــا صعوبــة بالغــة فــي بــادئ‬

‫دون أي خطــأ‪ ،‬وخاصــة حفظــه للقــرآن الكريــم فــي أقــل مــن‬

‫األمــر ولكنهــم نجحــوا فــي التأقلــم فيــه‪ ،‬لكننــي تفاجــأت‬

‫شــهر‪ ،‬أليســوا بمعجــزة مــن معجــزات التاريــخ‪.‬‬

‫عندمــا علمــت رغبــة عبــد اهلل فــي العمــل مــع اســتمراره فــي‬

‫شــغف كل مــن عبــد اهلل وعدنــان باالســتماع إلــى قصــص‬

‫العــم حســين الــذي يقبــع دكانــه نهايــة فــي شــارع حينــا‪ ،‬شــيخ حكيــم ذو خبــرة واســعة وبصيــرة نافــذة‪ ،‬يشــيد الجميــع‬ ‫بقصصــه الشــيقة التــي يرويهــا أمــام دكانــه صغــارًا كانــوا أو كبــارًا‪ ،‬فــكل قصــة تحمــل فــي جعبتهــا حكمــة بالغــة األثــر‪،‬‬ ‫تهــذب النفــوس وتهــدي القلــوب الحائــرة إلــى طريــق الصــواب‪ ،‬ودعــت عبــد اهلل وعدنــان ثــم توجهــت إلــى المــكان الــذي أركــن‬ ‫فيــه ســيارتي أمــام المنــزل وركبتهــا متجهــا إلــى مكتبــي للبــدأ بأعمالــي اليوميــة المعتــادة‪.‬‬ ‫تابعوا البقية في الحلقة القادمة‪...‬‬ ‫إشراق‬

‫‪24‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫الحقــً أيهــا المشــاكس‪.‬‬

‫بــاهلل واالبتســامة ال تفــارق وجهــه‪ ،‬هــذا هــو حــال حينــا فــي‬

‫كان صباحــً مشــرقًا مفعمــً بــروح األلفــة والطمأنينــة عندمــا‬

‫أركويــت*‪ ،‬الــذي علــى الرغــم مــن العــروض الكثيــرة التــي‬

‫أعلــن أذان الفجــر مــن مســجدنا أن آن للشــمس أن تهدينــا‬

‫قدمــت لــي للســكن فــي مناطــق أخــرى أو الســفر خارجــً‪،‬‬

‫دفئــً متســل ً‬ ‫ال إلــى كل منــزل مخترقــً نوافــذه المنيعــة‬

‫فــإن حــب هــذا المــكان وحــب أهلــه قــد أســر روحــي ووطــد‬

‫ليداعــب الخــدود النائمــة‪ ،‬ويضفــي ســحرًا علــى صفحــات‬

‫معنــى الوطنيــة والــوالء فــي أعمــاق قلبــي‪.‬‬

‫القــرآن التــي تقلــب فتغــدو الكلمــات كأنمــا خطــت بمــدد‬

‫أمــا بالنســبة إلــى عبــد اهلل فهــو غــام فــي الثالثــة عشــر‬

‫مــن ذهــب‪ ،‬ال تخــدم اإلنســان فقــط بــل تتابــع تلــك األشــعة‬

‫مــن عمــره وبالمثــل عدنــان‪ ،‬تعرفــت عليمهــا فــي إحــدى‬

‫رحلتهــا منيــرة كل زاويــة مــن زوايــا الحــي الــذي أقطــن فيــه‬

‫زيارتــي المتواصلــة إلحــدى دور األيتــام لدراســة حالــة‬

‫فتهــدي النمــل إلــى طريقــه وتخــط للطيــور مســارها فــا‬

‫األطفــال والتحقيــق فــي قضاياهــم وحقوقهــم‪ ،‬كانــا فــي‬

‫يســع تلــك الزهــور واألشــجار أمــام البيــوت والطرقــات إال أن‬ ‫ً‬ ‫تهتــز لهــا خجــ ً‬ ‫مهيــأ الســتقبال أصحابــه‬ ‫ا‪ ،‬فيغــدو الحــي‬

‫ســن العاشــرة آنــذاك وصديقــان مقربــان مــن بعضهمــا‪،‬‬ ‫أصابتهمــا حمــى خطيــرة‪ ،‬أشــرفت علــى حالتهمــا وأســرعت‬

‫الطيبيــن منتظــرًا تباشــير خروجهــم مــن منازلهم لينطرب‬

‫فــي إرســالهما إلــى أفضــل المستشــفيات فــي الخرطــوم‪،‬‬

‫بتحايــا الصبــاح والدعــوات المبشــرة بيــوم جميــل وزيادة في‬

‫تحســنت حالهمــا بعــد ذلــك ولكــن كان البــد للقــدر أن يضــع‬

‫الــرزق‪ ،‬والقصــص التــي تــروى واحــد ًة تلــو األخــرى‪ ،‬ليســتعد‬

‫بصمتــه فقــد بصــم عدنــان بمــرض العمــى‪ ،‬وبالتأكيــد يرجــع‬

‫كل فــرد مــن أفــراده للذهــاب إلــى عملــه متــوك ً‬ ‫ال ومســتعينًا‬

‫الســبب فــي ذلــك إلــى نقــص المناعــة التــي يكتســبها‬

‫إشراق‬

‫‪25‬‬


‫بــدأت نظــم القصائــد عندمــا بلغــت التاســعة‬

‫الشــعراء" لتدافــع و تشــجع علــى حضــور المــرأة العربيــة‬

‫مــن العمــر و كان وجودهــا بيــن عائلــة جعلــت‬

‫فــي كل المجــات و أثبتــت أن المــرأة تســتحق أن تصــل‬

‫مــن المكتبــة األثــاث األكبــر فــي البيــت ســببا‬

‫الــى إمــارة الشــعر ‪.‬‬

‫لتصبــح إديبــة فــي ســن مبكــر‪.‬‬

‫تمكنــت مناهــل فتحــي مــن االســتحواذ علــى إعجــاب‬

‫اختيــرت مــن بيــن ‪ 20‬شــاعرا لتنافــس علــى لقــب " أميــرة‬

‫لجنــة التحكيــم و الجمهــور إلــى أن بلغــت المرحلــة‬

‫الشــعراء " فــي موســمه الســادس ‪ ,‬فــكان حضورهــا‬

‫النهائيــة و تحصلــت علــى المركــز الرابــع فــي ختــام تلــك‬

‫مشــرفا جــدا بــل كانــت خيــر ممثــل للســودان إلــى‬

‫المنافســات ‪.‬‬

‫جانــب الشــاعر خالــد بشــير ‪ ,‬و إســتطاعت أن تكــون أول‬

‫تــم تكريمهــا مــن قبــل الجاليــة الســودانية فــي دولــة‬

‫شــاعرة تتأهــل بقــرار لجنــة التحكيــم منــذ بــدء منافســات‬

‫اإلمــارات العربيــة المتحــدة شــكرا و إمتنانــا لهــا علــى‬

‫الموســم الســادس ‪.‬‬

‫تمثيلهــا المميــز لبلدهــا ‪.‬‬

‫إســتغلت التغطيــة اإلعالميــة الضخمــة لبرنامــج "أميــر‬

‫‪#‬‬

‫إشراق‬

‫‪26‬‬

‫يستاهل_‪like‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫يستاهل ‪LIKE‬‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫مناهل فتحي حسن سالم‬

‫أميرة الشعراء‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد فخرالدين‬

‫نشــأت فــي مدينــة كثيــرة العواصــف و التــي يعقبهــا الســكون فأصبحــت مثلهــا‬ ‫ ‬ ‫تتأرجــح بيــن الصخــب و الســكون فــي كتابــة قصائدهــا و كلماتهــا ‪.‬‬ ‫مناهــل فتحــي حســن ســالم إبنــت مدينــة عطبــرة أم لثالثــة أطفــال درســت‬ ‫ ‬ ‫المختبــرات الطبيــة و تحصلــت مؤخــرا علــى الدكتــوراة فــي إدارة األعمــال ‪.‬‬ ‫إشراق‬

‫‪27‬‬


‫هــذه المرحلــة العمريــة‪ .‬وال نخفــي عنكــم أهميــة‬

‫أول واحــدة كان أتســمم مــن زمــاااان!)‬

‫البيــض لألطفــال‪:‬‬

‫شــائعة خاطئــة‪ ،‬وليــس هنــاك أي دليــل علمــي أو طبــي أثبــت‬

‫ ‬

‫مصــدر ممتــاز للبروتيــن‪ ،‬الدهــون‪ ،‬فيتاميــن ‪A,‬‬

‫نتكلم عن الزنجبيل‪:‬‬

‫‪ ، ,D, B12‬الحديــد‪ ،‬الفوليــت و الكوليــن‬ ‫ ‬

‫ذلــك!‬

‫بروتيــن البيــض يعتبــر أفضــل ثانــي بروتيــن للطفــل‬

‫ ‬

‫الزنجبيــل يمنــع أعــراض دوار الحركــة أو دوار البحــر‬

‫(الغثيــان‬

‫بعــد حليــب األم‪.‬‬

‫والقــيء‬

‫والــدوار‬

‫والتعــرق)‪.‬‬

‫يخفــف أعــراض الحمــل أو مــا يعــرف ب ‪Hyperemesis‬‬

‫ ‬

‫سهل المضغ والبلع للطفل‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫طعمه مستساغ ومحبب للطفل‪.‬‬

‫‪ Gravidarum‬والــذي تعانــي منــه أغلب الســيدات فــي الفترة األولى‬

‫ ‬

‫اقتصادي‪.‬‬

‫مــن الحمــل‪ ،‬ويتمثــل فــي كثــرة التقيــؤ‪ ،‬وفــي أكثــر الحــاالت قــد‬

‫يجــب أن تنتبــه األم أثنــاء تحضيــر البيــض أن تســلق البيــض‬

‫يســتدعى التنويــم بالمستشــفى‪ ،‬وهــو آمــن للحامــل ويمكــن‬

‫جيــدًا‪ ،‬ويمكــن إضافــة القليــل مــن المــاء أو مــن حليــب الثــدي‬

‫اســتخدامه بمقــدار ملعقــة شــاي صغيــرة فــي كــوب مــاء ســاخن‪،‬‬

‫لهــرس البيــض‪.‬‬

‫وقــد أجريــت بحــوث ودراســات إكلينيكيــة بهــذا الخصــوص‬ ‫والتأكــد مــن فعاليــة الزنجبيــل‪.‬‬

‫الشــائعة ‪ :#3‬خليــط القرفــة والزنجبيــل يســبب التســمم! (ده أنــا‬

‫والروماتيــزم‬

‫(الرطوبــة)‬

‫بســبب‬

‫المــادة‬

‫الفعالــة‬ ‫ّ‬

‫ ‬

‫مضاد لسرطان المستقيم والقولون‪.‬‬

‫ ‬

‫يقوي مناعة الجسم‪.‬‬

‫ ‬

‫يحفز قتل الخاليا السرطانية في سرطان المبيض‪.‬‬

‫فــي‬

‫ ‬

‫مضــاد ألعــراض االلتهابــات مثــل آالم المفاصــل‬

‫الزنجبيــل‬

‫اســمها‬

‫أما القرفة‪:‬‬ ‫ ‬

‫مضاد لتجلط الدم‪.‬‬

‫ ‬

‫مضــاد للفطريــات (يمكــن اســتخدامها فــي حــاالت فطريــات ‪ Candidiasis‬التــي تســبب‬

‫االلتهابــات الفطريــة المهبليــة)‬ ‫ ‬

‫منظم لسكر الدم خصوصًا للمصابين بمرض السكري النوع الثاني‪.‬‬

‫ ‬

‫يقلــل مــن الدهــون الثالثية‪ ،‬الكوليســترول الســيء‪ ،‬والكوليســترول الكلــي ‪Triglycerides،‬‬

‫‪LDL Cholesterol، Total cholesterol‬‬ ‫ ‬

‫يحفز نشاط الدماغ‬

‫ ‬

‫ومصدر للكالسيوم واأللياف‪.‬‬

‫استمتعوا بكوب شاي القرفة والزنجبيل واحمدوا اهلل على نعمه وفضله ‪...‬‬ ‫إشراق‬

‫‪28‬‬

‫‪.Gengerols‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫ش��ائعات غذائية‬

‫صحة و غذاء‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫إسالم ميرغني‬

‫هنالــك الكثيــر مــن الشــائعات الغذائيــة المنتشــرة بيــن النــاس والتــي قــد تؤثــر فــي‬ ‫ ‬ ‫اختيــار األغذيــة (أو قــد تصــل حــد االمتنــاع) التــي يجــب تناولهــا‪ ،‬وبعــد طــرح ســؤال علــى‬ ‫موقــع التواصــل االجتماعــي (فيســبوك) للتعــرف علــى هــذه الشــائعات‪ ،‬توصلــت لـــ ‪10‬‬ ‫شــائعات أكثــر شــيوعًا‪ ،‬ولكــي تعــم الفائــدة‪ ،‬قــررت أن ألخصهــا وأدونهــا‪ ،‬واهلل مــن وراء‬ ‫القصــد‪...‬‬ ‫الشــائعة ‪ :#1‬تنــاول الســمك أو التونــا مــع الحليب‪ ،‬الجبن‪،‬‬ ‫المــوز أو البيــض يؤدي إلى التســمم!‬ ‫الشــائعة خاطئــة وغيــر صحيحــة! وليــس هنالــك أي دليــل‬

‫قــد يعتقــد أن مصدرهــا المعتقــد اليهــودي‪ ،‬إذ أنهــم يحرمــون‬ ‫تنــاول المنتجــات الحيوانيــة (أو األغذيــة ذات المصــدر الحيوانــي)‬ ‫مــع بعضهــا‪...‬‬

‫علمــي أو طبــي يثبــت حــدوث هــذا النــوع مــن التســمم‪.‬‬

‫الشــائعة ‪ :#2‬البيــض يصيــب األطفــال بالصمــم أو البكــم أو‬

‫هنالــك عــدة أســباب قــد تــؤدي لظهــور أعــراض فــي الجســم‬

‫تأخــر فــي الســمع!‬

‫(غيــر التســمم) بعــد تنــاول هــذه األغذيــة‪ ،‬أوالً أن األغذيــة‬ ‫التــي تــم اتهامهــا بالتســميم هــي أكثــر األغذيــة المثيــرة‬ ‫للحساســية الشــديدة فــي الجســم لــدى الكثيــر ممــن يعانــون‬

‫إشــاعة خاطئــة جــدًا وليــس هنــاك دليــل علمــي أو طبــي أثبــت‬ ‫ذلــك! وهــي منتشــرة فــي مناطــق عديــدة فــي الســودان‪...‬‬ ‫بــل بالعكــس‪ ،‬البيــض يعتبــر مــن األغذيــة المهمــة التــي يجــب‬

‫مــن الحساســية‪ ،‬وقــد تظهــر أعــراض الحساســية الشــديدة‬

‫أن يتناولهــا األطفــال‪ ،‬ووفقًا لـ ‪Health Canada Guidelines‬‬

‫فــي الجلــد أو فــي الجهــاز الهضمــي أو الجهــاز التنفســي‬

‫إن األغذيــة الغنيــة بعنصــر الحديــد مثــل البيــض‬

‫بعــد تنــاول هــذه األطعمــة فــي فتــرة زمنيــة مــن دقيقــة لعــدة‬

‫يمكــن أن تضــاف كجــزء ضــروري لغــذاء الطفــل بعــد‬

‫ســاعات‪ ،‬ثانيــً أن الســمك والحليــب مــن أكثــر األوســاط الغذائيــة‬

‫الـــ ‪ 6‬أشــهر األولــى مــن عمــر الطفــل‪ ،‬ويفضــل إطعــام الطفــل‬

‫التــي ينتشــر فيهــا الميكروبــات والفايروســات التــي قــد تصيــب‬

‫البيــض مــن عمــر ‪ 10-8‬أشــهر الحتمــال إصابتــه بالحساســية‬

‫الجهــاز الهضمــي بالتســمم‪ ،‬و ثالثــً والمهــم أن هــذه الشــائعة‬

‫تجــاه البيــض وألهميتــه فــي نمــو وتطــور جســم الطفــل فــي‬ ‫إشراق‬

‫‪29‬‬


‫أصبــح أحــد أهــم رمــوز النــادي‪.‬‬

‫مســيرته الكرويــة فــي نــادي قطــر القطــري‬

‫وأصبــح هــدف رابــح ماجــر هدفــً لعدســات‬

‫عــام ‪.1992‬‬

‫المصوريــن وكالم المحلليــن وصــار يضــرب بــه‬

‫لعــب رابــح مــع منتخــب الجزائــر ‪ 87‬مبــاراة‬ ‫ً‬ ‫هدفــً‪ ،‬وحصــد العديــد مــن األلقــاب‬ ‫ســجل ‪40‬‬

‫المثــل كلمــا ســجل أحــد الالعبيــن هدفــً بالكعــب‪.‬‬ ‫اســتحق رابــح أن يكــون أفضــل العــب جزائــري فــي ذلــك‬

‫منهــا جائــزة الكــرة الذهبيــة اإلفريقيــة ‪ ،1987‬كأس األمــم‬

‫العــام‪ ،‬ال بــل أفضــل العــب إفريقــي حســب مجلــة (فرانــس‬

‫األفريقيــة ‪ ،1990‬وكأس الكــؤوس األوروبيــة ‪ ،1987‬وبطولــة‬

‫فوتبــول)‪.‬‬

‫اإلنتركونتيننتــال لألنديــة ‪.1987‬‬

‫وفــي ســنة ‪ 1990‬اســتضافت الجزائر بطولــة األمم اإلفريقية‪،‬‬

‫ونــال كأس الســوبر األوروبيــة ‪ ،1987‬والــدوري البرتغالــي‬

‫وحققــت لقــب البطولــة‪ ،‬ونــال رابــح جائــزة أفضــل العــب فــي‬

‫مرتيــن ‪ ،1990 ،1986‬وكأس البرتغــال ‪ ،1991‬باإلضافــة إلــى‬

‫تلك النســخة‪.‬‬

‫كأس الســوبر البرتغالــي مرتيــن ‪ ،1991 ،1986‬وأفضــل العــب‬

‫بعــد بورتــو انتقــل ماجــر إلــى فالنســيا اإلســباني قبــل‬

‫جزائــري ‪1987‬‬

‫البطولــة موســم ‪ ،1988‬ونثــر إبداعاته فــي مالعب الماتادور‪،‬‬ ‫وكســب احتــرام الجمهــور اإلســباني‪ ،‬لكنــه مــا لبــث أن عــاد‬ ‫إلــى بورتــو بعــد موســم قصيــر مــع الخفافيــش‪ ،‬واختتــم‬

‫إشراق‬

‫‪30‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫إشراق الرياضة‬

‫راب��ح ماجر‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد فخرالدين‬ ‫أنجبــت الكــرة العربيــة أســماء كبيــرة علــى مــدى الســنوات الماضيــة‪ ،‬تألقــت فــي‬ ‫ ‬ ‫الدوريــات العربيــة واألوروبيــة‪ ،‬ومنهــم مــن أبــدع وأجــاد وحــاز المجــد مــن جميــع أطرافــه‪،‬‬ ‫عربيــً وقاريــً‪ ،‬وحتــى أوروبيــً‪.‬‬ ‫بــدأ رابــح مصطفــى ماجــر لعــب الكــرة فــي الجزائــر العاصمة في شــارع شــعبي كغيره‬ ‫ ‬ ‫مــن الالعبيــن الجزائرييــن‪ ،‬وكانــت بدايتــه الفعليــة عندمــا انتقــل إلــى نــادي مالحــة حســين‬ ‫ســاهم بشــكل كبيــر فــي تأهــل الجزائــر للمــرة األولــى‬

‫بعــد انقضــاء الموســم نــال جائــزة أفضــل العــب‬

‫فــي تاريخهــا إلــى كأس العالــم ‪ ،1982‬إذ فجــر الجزائريــون‬

‫أجنبــي فــي الــدوري عــام ‪ ،1986‬أمــا فــي ســنة‬

‫وقتهــا قنبلــة المونديــال وأنزلــوا الصاعقــة علــى المنتخــب‬

‫‪ 1987‬حقــق حلــم كل العــب يلعــب فــي‬

‫األلمانــي حينمــا هزمهــوه بهدفيــن مقابــل هــدف واحــد‬

‫أوروبــا‪ ،‬ودخــل التاريــخ مــن أوســع أبوابــه‬

‫كان هــو الســباق فــي التهديــف‪.‬‬

‫عندمــا قــاد فريقــه بورتــو إلــى منصــة‬

‫تهافتــت األنديــة األوروبيــة عليــه بعــد المســتوى الكبيــر‬

‫المجــد والفــوز بــكأس الكــؤوس األوروبيــة‪،‬‬

‫فــي مونديــال إســبانيا‪ ،‬فــكان نــادي راســينغ صاحــب الحــظ‬

‫وذلــك للمــرة األولــى فــي تاريــخ النــادي‪.‬‬

‫فــي الفــوز بخدمــات هــذا النجــم الجزائــري‪ ،‬إذ قــاد فريقــه‬

‫وبذلــك يكــون رابــح ماجــر الالعــب العربــي‬

‫للفــوز بــدوري الدرجــة الثانيــة بعدمــا ســجل ‪ 23‬هدفــً‪.‬‬

‫الوحيــد حتــى اآلن الــذي رفــع كأس دوري‬

‫انتقــل بعدهــا إلــى بورتــو البرتغالــي‪ ،‬ولعــب موســمًا ممتازًا‬

‫األبطــال األوروبيــة‪ ،‬وســجل هــذا اإلنجــاز الخالــد‬

‫معــه‪ ،‬وقــاده إلــى تحقيــق بطولــة الدوري‪.‬‬

‫بأحــرف مــن ذهــب فــي مســيرة الالعــب‪ ،‬إذ‬ ‫إشراق‬

‫‪31‬‬


‫إبداعات أدبية‬

‫حلظات قبل االختناق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫أمال مختار وداعه‬ ‫عندمــا تختنــق حنجرتــك بالــكالم و يأبــى أن يخــرج ‪ ...‬عندمــا يــكاد صــدرك ينفجــر مــن‬ ‫ ‬ ‫القيــود التــي تكبلــه ‪ ...‬عندمــا تســبح عينــاك داخــل بحــر مــن الدمــوع وبالرغــم مــن ذلــك‬ ‫شــفاهك تبتســم ‪...‬‬

‫عندمــا يتشــنج جســدك ويســتقبل صفعــة‬

‫شــيء يحــدث لــك هــو اآلن ‪ ...‬وهــو عجــزك عــن البــوح‬

‫تلــو األخــرى ‪ ...‬عندمــا تحــاول طمأنــة نفســك أنــك لــن‬

‫عــن معاناتــك ‪ ...‬وإحساســك بالظلــم ‪ ...‬واســتمراره‬

‫تشــعر بالصفعــة التاليــة ولكنهــا تأتيــك أشــد إيالمــً‬

‫عليــك وهــو أمــر ال محالــة ‪ ...‬عندهــا فقــط تذكــر أن‬

‫‪ ...‬عندمــا تراقــب عينــي جــادك وتأبــى أن ترمــش ‪...‬‬

‫كل شــيء مكتــوب لــك هــو مــن عنــد اهلل ‪ ...‬وكل‬

‫عندمــا تفشــل كل حواســك فــي الدفــاع عــن ذاتــك‬

‫معانــاة لهــا نهايــة وأن حــق المظلــوم أبــدًا لــن‬

‫ ‬

‫وعندمــا يفشــل لســانك فــي اســتنجادك‬

‫يضيــع! ‪ ...‬عندهــا فقــط الشــيء الوحيــد‬

‫‪ ...‬عندمــا يفشــل قلبــك فــي الحفــاظ‬

‫الــذي تســتطيع بــه الدفــاع عــن ذاتــك‬

‫علــى إيقــاع نبضــه وعندمــا تشــعر بــأن‬

‫هــو إيمانــك بــاهلل وأن العدالــة اإللهيــة‬

‫كل شــيء حولــك ينهــار علــى رأســك‬

‫ســتتحقق ‪ ...‬وبصبــرك فقــط ســتتحمل‬

‫وتعجــز يــداك عــن الحــراك ‪ ...‬عنــده هــذه‬

‫كل ألــم وســتقف مجــددًا علــى أقدامــك‬

‫اللحظــات و فوضــى مزيــج األحاســيس ‪...‬‬

‫رغــم أنــف جــادك‬

‫الشــعور الوحيــد الــذي تدركــه أن أســواء‬ ‫إشراق‬

‫‪32‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫أشعار إشراق‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫قصة ‪ ..‬وكالم‬

‫بقلم الشاعر‬

‫الهادي النجومي‬ ‫قصة ‪ ...‬وكالم‬ ‫سطرين ودفتر وكوم حبر‬ ‫ورقة وخمسطاشر قصيدة‬ ‫وشنطتين ‪...‬‬ ‫أقلب دفاتر الحيل‬ ‫أسند مكان العترة ‪ ...‬عود‬ ‫يعدل محل الميل‬ ‫أفرق محل الشولة شان‬ ‫أكتب حكاوي الليل‬ ‫سطر طرف واحد‬ ‫أفرش ستاير العتمة‬ ‫شان يلحق مبيتنا مقيل‬ ‫أسكت ‪...‬‬ ‫حسك وال بيملي المحلة سكون‬ ‫حرفك مشرتم ال هو قاف ال نون‬ ‫سمعك تقل قبل علي جوز العيون‬ ‫يمكن يفرزن شي ويردو‬ ‫يمكن أكون مجنون ‪...‬‬

‫صدق‬ ‫حلف قول المنافق ما بيحل‬ ‫وكب الرملة في نص البحر ما بحل‬ ‫متين القاك في نص الظلط‬ ‫زول قال نعالو وحل‬ ‫ومتين قالب الدرب وراني‬ ‫مرة وصل ؟؟‬ ‫تعرف ‪..‬‬ ‫غناوي الشترة فوق اضني‬ ‫بعد الطق ‪ ...‬تقول طق طق‬ ‫وباقي العبرة خانق صوتي‬ ‫ما قادر أقول الحق‬ ‫سموم في أم قرة واهلل‬ ‫بس متين الحق‬ ‫شموس في الضلمة‬ ‫شان الليل علي فرح العمر محق ‪...‬‬ ‫أخير أمشي ‪...‬‬ ‫إشراق‬

‫‪33‬‬


‫بتسربلك‬

‫أشعار إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫نســيبة صالح الماحي‬

‫* بتسربلك *‬ ‫بتسربلك توب للصالة‬ ‫وخشوع وغار‪...‬‬ ‫كهف ومصالية وعبادة‬ ‫وضي وقار‪..‬‬ ‫حلقــات ذكــر ‪ ..‬دويــش‬ ‫و حضــر ة‬ ‫دفوف وطار‪..‬‬ ‫بتنفسك‪..‬‬ ‫ريحة الطين والمطر‬ ‫ونســيم بيلفــح روحــي مــار‬ ‫‪..‬‬ ‫لحظات صفاي‬ ‫شمس الغروب ساعة‬ ‫الح َمار‪...‬‬ ‫بيطليها َ‬ ‫موية النيل في الخريف‬ ‫إشراق‬

‫‪34‬‬

‫ساعته البيصفى‬ ‫بعد عكار ‪...‬‬ ‫************‬ ‫بتحسســك ‪ ..‬فــي الــروح‬ ‫يقيــن‬ ‫فــي لوحــي مكتــوب‬ ‫بحفظــك ‪. .‬‬ ‫ريدتك دواية‪...‬‬ ‫برصرصك كم توب فرح‬ ‫باكر يغتن وجعتي‬ ‫لو بي وراك انا زاد أسايا‪..‬‬ ‫وبحرسك‪...‬‬ ‫ساعة تغيب‬ ‫برجاك احبك من جديد‬ ‫المن تصل بتكون بداية‪...‬‬ ‫وبغرسك في قلبي‬

‫شتالت من أمل‬ ‫وفيني شايالك ليا غاية‪...‬‬ ‫بتونسك انا في كالمي‬ ‫ولحظة ادعي وارفع ايدي‬ ‫بتبقى قاعد نص دعايا ‪....‬‬ ‫ال اكمل عمري دونك‬ ‫ال افوتك غصب عني‬ ‫وال افارقك بي رضايا‪...‬‬ ‫وال تعيش ايام بالي‬ ‫وال تفرقنا الدورب‬ ‫‪..‬وال اكــون فــي الكــون‬ ‫برايــا‪...‬‬ ‫*******‬ ‫‪#‬نسيبة صالح الماحي‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫أشعار إشراق‬

‫إضرب بعصاك القلب‪...‬‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫مطيعــه محمد أحمد‬

‫إضرب بعصاك القـلب‪...‬‬

‫اثنا عشر ريبعاً واثنا عشر ربيعاً‪...‬‬

‫شقه نصفين‪...‬‬

‫وأربع سنوات أُخر قضيتُها في‬ ‫حضرتك‪...‬‬

‫وال تبحث عن ضفة أخرى وجودك في‬ ‫منتصفه يكفيني‪...‬‬ ‫حصرياً زهور الصبار زهرة الصبار روعة‬ ‫أزهار الصبار نبات الصبار‬ ‫العمر‪...‬‬ ‫إضرب بعصاك ُ‬ ‫تجدهُ تفتق ألجلك مرتين‪...‬‬

‫ُهناك عند ِسدرة الغياب قبل أن‬ ‫ألتقيك‪...‬‬ ‫وجدتُك تنتظرني إسراءً لِمعراج الرحيل‬ ‫‪ ...‬معاً‪ ،‬علها في هذا العام تُزهر‬ ‫مرتين‪ ،‬أزهار الصبار ألجلنا‪...‬‬ ‫علها تُزهر مرتين‪...‬‬ ‫إشراق‬

‫‪35‬‬


‫إشراق المواهب‬ ‫مشاركة‬

‫عبــد الرحمن عبد الوهاب‬ ‫ ‬

‫أجمــل رفيــق فــي الدنيــا التســبيح وأعظــم صديــق القــران الكريــم وأكبــر‬

‫قلــب‪ ،‬قلــب المؤمــن وأعظــم شــيء الخــوف مــن اهلل عــز وجــل وأصــدق حــب‪،‬‬ ‫حــب الخالــق وأجمــل فــرض الصــاة وأجمــل دمعــة مــن خشــية اهلل وأجمــل‬ ‫جملــة أشــهد أن ال إلــه إال اهلل وأن محمــد رســول اهلل‪.‬‬

‫المصور‬

‫حســام عباس ابراهيم‬

‫إشراق‬

‫‪36‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫الرسام‬

‫محمد اسماعيل‬

‫إشراق‬

‫‪37‬‬


‫إشراق المواهب هي مساحة لعرض مواهبكم و‬ ‫إبداعاتكم و مشاركتها مع القراء و تنمية تلك المواهب‬ ‫شعر أو تصميم أو تصوير أو أي شكل من أشكال الفن‬ ‫واإلبداع‪ ......‬للراغبين في المشاركة إرسال مشاركاتهم‬ ‫عبر البريد اآلتي‪-:‬‬

‫‪ishraq.magazine@gmail.com‬‬ ‫أو إرسالها عبر صفحة الفيسبوك‬ ‫‪facebook.com/ishraqmagazine‬‬

‫إشراق‬

‫‪38‬‬


‫مجلة إشراق‬

‫العدد الحادي عشر‬

‫‪2015/6/15‬‬

‫شكر و تقدير‬

‫ كل الشكر لكل من أهدونا من وقتهم‬ ‫الثمين إلنجاح هذا العمل الذي نطمح أن يكون‬ ‫رسوال منا يستبشر به سوداننا الحبيب بجيل‬ ‫يضيئ المستقبل‬

‫فريق العمل‬

‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫التصميم ‪:‬‬ ‫المراجعة اللغوية ‪:‬‬

‫محمد فخرالدين محمد‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫صالح عبدالوهاب صالح‬

‫‪Twitter: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪Instagram: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪facebook.com/ishraqmagazine‬‬ ‫إشراق‬

‫‪39‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.