العدد الثامن spreads

Page 1

‫العدد‬

‫التربية‪ ،‬التعليم‬

‫والشخصية‬

‫مجتمعنــا‬

‫ماذا نريد من مجتمعنا‬

‫لنتغير و نغير‬ ‫ما حولنا‬

‫برا النص‬

‫بيني وبينك قداحة‬ ‫تطفئ سيجارتك أشتعل أنا‬ ‫تنفث دخانك أشعر بالدفء‬ ‫تنفض رمادها أرتعش‬ ‫وأتساقط رعشات‬ ‫وقبالت‬

‫مذكرات خائف‬ ‫خــرج و لم يعد‬

‫رسوم مغادرة‬

‫مــن جديد العودة إلى زمن‬

‫ترشيح الزوجات‬

‫‪MARCH‬‬ ‫زول في الغربة‬ ‫مطارات الوداع‬


‫مجلة إشراق‬

‫مقاالت إشراق‬

‫تقرأون يف‬ ‫هذا العدد‬

‫التربية‪ ،‬التعليم والشخصية‬ ‫ماذا نريد من مجتمعنا‬ ‫لنتغير و نغير ما حولنا‬ ‫برا النص رسوم مغادره‬ ‫العوده الى زمن ترشيح الزوجات‬ ‫زول في الغربه_ مطارات الوداع‬

‫حكايات إشراق‬ ‫آخر القول‬

‫سعيد الشقي‬ ‫المحقق فريد‬ ‫الحلقه ‪3‬‬

‫تكنولوجيا إشراق‬ ‫مايكروسوفت تطرح‬ ‫ويندوز ‪ 10‬الصيف‬ ‫المقبــل في ‪ 190‬دولة‬ ‫إشراق ‪2‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫إشراق _ الرياضه‬

‫‪ROPERTO‬‬

‫‪CARLOS‬‬ ‫أبداعات ادبيه‬

‫مذكرات خائف‬ ‫خرج و لم يعد‬ ‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫إشراق العدد الثامن‬ ‫كلمة العدد‬

‫رئيس التحرير‬ ‫حممد فخرالدين‬

‫المــرأة إذا ذبــل عقلهــا ومــات ‪ ...‬ذبــل عقــل األمــة‬ ‫بكاملهــا وماتــت‪.‬‬ ‫ال أؤمــن بتخصيــص يــوم واحــد لتكريــم المــرأة بــل‬ ‫أؤمــن بــأن يصبــح الدهــر كلــه تكريمــا لهــا‬ ‫لكم مني كل الود واإلحترام‬ ‫نتمنى أن ينال هذا العدد إعجابكم‬ ‫و إلى لقاء يجمعنا في العدد القادم‬ ‫‪ 3‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫قبــل الضميــر‪.‬‬ ‫فــي المســيرة التعليميــة يتفــاوت األشــخاص فــي تحصيلهــم المدرســي ألســباب عديــدة منهــا اختــاف شــخصياتهم‪،‬‬ ‫فالدافــع الميــول اإلســتعداد و اإلنفتــاح والتوافــق إضافــة إلــى التخالــط مــن أهــم المتغيــرات فــي مرحلــة التلقــي‪.‬‬ ‫تعتمــد المرحلــة الدراســية اإلبتدائيــة بالــذات علــى اإلنفتــاح‪ ،‬الطفــل الشــغوف لإلكتشــاف وتطويــر الــذات يســتقبل‬ ‫المعلومــة بشــكل أفضــل بكثيــر مــن الطفــل القلــق الــذي يرفــض اآلخريــن وال يثــق بالطــرف اآلخــر‪ .‬الطفــل الــذي‬ ‫يســتطيع التمييــز بيــن الواجبــات واألهميــات ويمتلــك مهــارة التنظيــم يســتطيع التمرحــل بسالســة أكثــر مــن غيــره‪.‬‬ ‫تتابــع األمثلــة فــي هــذه النظريــة وتتفــاوت النســب المكونــة للشــخصية باختــاف المراحــل الدراســية‪ .‬لــذا مــن المهــم‬ ‫جــدًا توفيــر النســب بإتــزان فــي شــخصية الطفــل حتــى يتمكــن مــن تطويــر ذاتــه دون الحاجــة لتدخــات خارجيــة‪.‬‬ ‫ ‬

‫تربيــة الطفــل هــي أهــم مرحلــة تبنــى خاللهــا شــخصية الفــرد‪ ،‬يجــب علــى الوالديــن التعامــل مــع هــذه‬

‫المرحلــة بحــرص أكثــر‪ .‬لألســف الطفــل الســوداني يفتقــد للكثيــر مــن األساســيات لتكويــن شــخصيتة‪ ،‬يتأثــر الطفــل‬ ‫الســوداني بالمجتمــع بشــكل خاطــئ جــدًا‪ ،‬التخالــط ســاح ذو حديــن يتحكــم فيــه الوالــدان‪ ،‬الكبــت يــؤدي للقلــق‬ ‫وعــدم تقبــل اآلخريــن والتخالــط المفــرط سيتســبب في تكوين نســخة من الشــارع الســوداني‬ ‫المضطــرب‪ .‬المهمــة ليســت بالســهلة علــى الوالديــن ولكــن مــن المهــم أن يعــرف الجميــع‬ ‫أن كل فــرد فــي المجتمــع الســوداني يشــارك بشــكل أو بآخــر فــي تكويــن شــخصية‬ ‫األجيــال القادمــة‪ .‬إن كان هدفنــا جيــل ذو شــخصية قياديــة طموحــة قــادرة علــى‬ ‫إحــداث نقلــة نوعيــة لنفســها ومجتمعهــا يجــب علينــا جميعــً مراقبــة أفعالنــا‬ ‫وتصرفاتنــا أمــام األطفــال ‪.‬أقــل التصرفــات المتناهيــة الصغــر قــد تكــون‬ ‫المنعطــف الــذي يغيــر مســيرة هــذا الطفــل الــذي يراقبــك‪ .‬تصــرف‬ ‫مــن مــدرس لربمــا يتســبب فــي تشــويه شــخصية الطفــل‪ .‬ردة‬ ‫فعــل الوالــد ألمــر مــا أثنــاء قيادتــه للســيارة‪ ،‬نميمــة الوالــدة مــع‬ ‫جارتهــا عــن جارتهمــا الثالثــة‪ ،‬والكثيــر ممــا ال نلقــي لــه بــاالً‬ ‫قــد يكــون نقطــة التحــول‪ .‬القــراءة فــي كتــب تربيــة األبنــاء‬ ‫لربمــا يــراه الكثيــرون مــن األمــور الســخيفة فالطفــل يربيــة‬ ‫المجتمــع والشــارع كمــا يقــول الكثيــرون‪ ،‬ولكــن إذا أردت لطفلــك‬ ‫التميــز ال تبخــل عليــه بدقائــق فــي قــراءة بعــض الكتــب‬

‫إشراق ‪4‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫التربية‪ ،‬التعليم‬

‫والشخصية‬ ‫بقلم الكاتب‬

‫صالح عبدالوهاب‬ ‫فــي علــم النفس‪ ،‬تتكون شــخصية اإلنســان مــن‪ :‬الدوافع – العــادات – الميــول – العقل‬

‫ ‬

‫– العواطــف – اآلراء والعقائــد واألفــكار – اإلســتعدادات – القــدرات – المشــاعر واألحاســيس –‬ ‫الســمات‪.‬‬ ‫قســمت عناصــر الشــخصية إلــى‬ ‫فــي نظريــة أخــرى تتحــدث عــن علــم نفــس الشــخصية ِّ‬ ‫خمــس أقســام‪:‬‬ ‫• ‬

‫الضميــر‪ :‬ضبــط النفــس‪ ،‬األوامــر والتعليمــات‪ ،‬التعمــد والقصــد‪ ،‬الواجــب واألهميــات‪،‬‬

‫درجــة الحــذر والتنظيــم‬ ‫• ‬

‫اإلنفتاح‪ :‬الفضول‪ ،‬األكتشاف‪ ،‬اإلبداع والتطوير‬

‫• ‬

‫التوافق‪ :‬الثقة باآلخرين‪ ،‬المعاملة‬

‫• ‬

‫التخالط‪ :‬اإلندماج في المجتمع‪ ،‬اإليجابية والثقة بالنفس‬

‫• ‬

‫القلق‪ :‬السلبية‪ ،‬رفض اآلخرين‪ ،‬الكآبة‬

‫ ‬

‫كلتــا النظريتيــن تعتمــد علــى عوامــل جوهريــة‬

‫الزاهيــة فوقــة تــزداد نســبة اإلنفتــاح لديــه‪ .‬تحــد أو تزيــد‬

‫فــي تشــكيل الشــخصية للفــرد‪ .‬تختلــف الشــخصيات‬

‫التربيــة والتنشــئة مــن قبــل الوالديــن والمجتمــع مــن‬

‫بإختــاف نســب المكونــات المذكــورة أعــاه‪ ،‬تناســب‬

‫هــذه النســب بدرجــات متفاوتــة‪.‬‬

‫ـاء علــى تجــارب يمــر بهــا الفــرد‬ ‫مكونــات الشــخصية بنـ ً‬

‫ ‬

‫عندمــا يتكــون الضميــر لــدى الفــرد ويوجــه مــن‬

‫منــذ الــوالدة‪ .‬عندمــا يــرد الطفــل علــى والــده الــذي‬

‫قبــل الوالديــن بالواجبــات والممنوعــات ‪ ...‬يبــدأ الفــرد‬

‫يداعبــه للمــرة األولــى بإبتســامة تزيــد عنــده‬

‫فــي التحكــم بالنســب األخــرى مــن شــخصيتة‪ ،‬ليــس‬

‫نســبتا التخالــط والتوافــق وتقــل‬

‫مــن الســهل التعديــل فــي تلــك النســب بعــد مــرور‬

‫نســبة القلــق‪ ،‬وعندمــا يمــد الطفــل‬

‫هــذا الزمــن الطويــل ولكنــه ممكــن‪ .‬هنــا يكمــن الفــرق‬

‫يــده ليالمــس األلعــاب ذات األلوان‬

‫بيــن شــخصيات كان مــن الممكــن أن تكــون متطابقــة‬

‫‪ 5‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫بالفســاد األبيــض‪ ,‬فهنــاك مــن المعلميــن مــن ال يــؤدي واجبــه بأكمــل وجــه ‪,‬فتــراه يشــخصن المشــكله بينــه وبيــن‬ ‫الطالــب ويعيقــه أكاديميــً أو أيــدرس محاضرتــه بصــوره مملــه تقليديــه تجعــل مــن محصلــه العمليــة التعليميــة ال‬ ‫شــئ بــل أقــل ! فالطالــب قــد كــره المــادة وكل الطاقــم العامــل بتلــك المؤسســة التعليميــة ! وقــس علــى ذلــك‬ ‫المهنــدس والطبيــب والموظــف والمستشــار والوزيــر والغفيــر كلنــا نمــارس حالــه الــا إتقــان فكيــف نطلبهــا مــن‬ ‫غيرنــا !!؟‪...‬لقــد أعجبنــي جــدا مقطــع صوتــي لمواطنــه ألمانيــه حيــن تحدثــت بــكل ثقــه وتقــول «إننــا كشــعب ألمانــي‬ ‫لدينــا حــب الوطــن ولدينــا اإلتقــان «‪.‬جلســت أتامــل هــذه العبــاره فمــن أيــن لهــا الثقــه والجــزم بأنهــا فعـ ً‬ ‫ا ســمه تميــز‬ ‫المجتمــع األلمانــي _أعنــي االتقــان _هــذا الــكالم غريــب جــدًا عــن مــا نحــن عليــه _ فقــد تجــذرت هــذه القيــم قديمــا‬ ‫فــي العقــل الجمعــي األلمانــي وشــكلت منهــم عناصــر فعالــه جــدًا وكلنــا نــرى مــا هــو واقــع ألمانيــا مقابــل الواقــع‬ ‫الســوداني‬ ‫المجتمع السوداني ‪:‬‬ ‫بصــورة عامــة نحــن نتميــز بتنــوع نــادر جــدًا فقــل أن تجــد مثــل هــذه التعدديــات فــي الــدول األخــرى ‪ .‬فنحــن‬

‫ ‬

‫نملــك مســاحه شاســعه يوجــد فيهــا ‪ 56‬جماعــة عرقيــة رئيســية‪ ،‬تنقســم بدورهــا إلــى ‪ 597‬جماعــة فرعيــة ولدينــا‬ ‫إثنيــات وأديــان وألــوان متباينــه جــدًا ‪..‬وكل منطقــه لهــا طبيعتهــا المختلفــة تمامــً عــن بقيــه المناطــق وهــذا التنــوع‬ ‫يمكــن أن يكــون نعمــة كبيــرة أو نقمــه ‪.‬أمــا النقمــه فهــو يــؤدي ببســاطه إلــى العنصريــات والنعــرات اإلنفصاليــه‬ ‫والتقوقــع نحــو القبيلــه ومــا شــابه فطبيعــي أن مــن ال يجــد إنتمــاءه لوطنــه ســيجعل إنتمــاءه الــى قبيلتــه أو الــى‬ ‫أســرته أو إلــى نفســه هــو الخيــار المنطقــي والطبيعــي ‪.‬ولكــن بالمقابــل يمكــن أن يحــول إلــى نعمــه إذا أســتخدمت‬ ‫الدولــة إســتراتيجيه «صحــن الفــول» فنجلــب القمــح مــن واليــه الجزيــرة والفــول مــن الواليــة الشــماليه وزيــت السمســم‬ ‫مــن القضــارف والجبنــه مــن النيــل االبيــض والصحــن ذاتــه مــن معــادن دارفــور ‪,‬وهكــذا نعمــل علــى تشــابك المصالــح‬ ‫حتــى نحتــاج جميعنــا الــى بعضنــا وتقــوي بيننــا التجــارة البينيــة فــي خطــوة أوليــه لتطويرهــا لعالقــات أوســع فــي‬ ‫الوســط اإلقليمــي والدولــي فــا عالقــات ناجحــه دوليــً إال بعــد تأميــن الجبهــة الداخليــه تمامــً ‪.‬‬ ‫وختامــً فنحــن نعلــم تمامــً ســنه اهلل الكونيــة التــي ال نجــد لهــا تبديــا وال تحويــا حينمــا قــال عــز مــن قائــل‬

‫ ‬

‫‪»:‬ان اهلل ال يغيــر اهلل مــا بقــوم حتــى يغيــرو مــا بأنفســهم « ‪,‬ومــن الجلــي جــدًا أن مــا بأنفســنا فيــه مــن المشــاكل مــا‬ ‫اهلل بــه عليــم وال أتغاضــى عــن مجهــودات الشــباب التطوعيــة العظيمــة جــدًا التــي تخلــق حالــة الحــراك المجتمعــي‬ ‫التــي تســبق مرحلــة تنســيق الجهــود التــي نحتســب فــي آخرهــا تكام ـ ً‬ ‫ا يــؤدي إلــى نهضــة محتملــة بــل ومؤكــدة‬ ‫فــإن الســائر البــد أن يصــل ‪ .‬فأشــكر جهــود المبــادرات الخيريــة التطوعيــة المتعــددة التــي تكشــفت خــال الســنوات‬ ‫القليلــة الماضيــة ومــا يصاحبــه مــن إنفتــاح لوعــي الشــاب الســوداني بــدوره تجــاه أفــراد مجتمعــه و أهلــه و إخوانــه‬ ‫المقربيــن (فهــذه واحــده مــن محاســن ســوء األوضــاع )‪.‬والشــكر لمبــادرة إثــراء المباركــه لمــا تحملــه مــن ثقافــة شــكر‬ ‫لهــؤالء الشــباب الســودانيين العظمــاء ‪,‬وبــورك فــي الشــباب الطامحيــن‬

‫إشراق ‪6‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫مجتمعنا‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عبــداهلل أحمد عبداهلل‬ ‫تناولنــا فــي العــدد الســابق _عزيــزي القــارئ _مقدمــة عامــة قبــل الدخــول فــي‬ ‫ ‬ ‫تفاصيــل الوضــع اإلجتماعــي فــي الســودان ‪,‬وتجاذبنــا أطــراف الحديــث عــن نظريــات‬ ‫نشــوء المجتمعــات وذكرنــا أن الفــرد هــو قــوام المجتمــع وهــو اللبنــه األساســية‬ ‫التــي نســعى لتشــكيلها لننعــم بنســيج إجتماعــي مســتقر ومتماســك ولديــه مــن‬ ‫المؤهــات القيميــه مــا يجعلــه يدفــع بثقافتــه إلــى مســافه أبعــد مــن حــدوده‬ ‫الجغرافيــه المحــدوده ‪.‬‬ ‫ماذا نريد من مجتمعنا ؟‬ ‫ ‬

‫أترانــا نطلــب منــه أن يكــون مجتمعــا طوباويــً‬

‫مــن رهــاب األحــام (األحالموفوبيــا ) ! فغريــب جــدًا هــو‬

‫يملــك مــا يملــك مــن أرقــى القيــم وأنبــل الصفــات‬

‫مــن يطمــح أو يتحــدث بإيجابيــه عــن مســتقبل البــاد‬

‫!! هــل نتوقــع مــن مجتمعنــا الســوداني أن يكــون‬

‫حتــى تتتابــع عليــه وابــل مــن النعــوت مــن عيــار (يــا مــا‬

‫نموذجــا يحتــذى بــه فــي عوالــم الالعنصريــات والــا‬

‫ناقــش حاجــه او الــكالم مــا ســاهل )ونحوهــا ‪,‬فيخنــس‬

‫محســوبيات وننعــم بســيادة األخــاق ناهيــك عــن‬

‫ذلــك المســكين كمــا يخنــس الوســواس الخنــاس ‪.‬‬ ‫نعــم نحــن نريــد واقعــً إجتماعيــً وسياســيًا‬

‫ســيادة القانــون أم هــي محــض آمــال قــد تراكــم عليهــا‬

‫ ‬

‫الصــدى حتــى محيــت مــن ذاكــره العقــل الجمعــي‬

‫واقتصاديــً ممتــازًا ‪,‬نريــد تعليــم وصحــه ‪,‬نريــد إعالمــً‬

‫الســوداني ؟ وبالمقابــل هــل فقدنــا األمــل فــي وحدتنــا‬

‫يعبــر عنــا ‪,‬نريــد مكانــةً اجتماعيــة مرموقــة بيــن الــدول‬

‫أم إكتشــفنا أن تنوعنــا هــو مصــدر شــقائنا وتنمطنــا‬

‫وترابــط أســري‪ ,‬وحــب ال خــداع فيــه ‪..‬نريــد صديــق وفــي‬

‫علــى أن منتخبنــا الوطنــي هــو أســوء المنتخبــات ‪,‬‬

‫ال صديــق مصلحــه ‪,‬نريــد مؤسســات دولــه بــا وســاطه‬

‫ومنتجاتنــا هــي أردأ المنتجــات ‪,‬وموظفنــا ال يريــد أن‬

‫‪,‬وقضــاء المعامــات الحكوميــه بأســرع مــا يمكــن ‪..‬نعــم‬

‫يعمــل وأطعمتنــا مشــبوهه ومســتوى ثقتنــا بانفســنا‬

‫نحــن نريــد ونريــد ولكــن ال نــدري نحــن نريــد ذلــك مــن‬

‫يــكاد أن يناطــح الحضيــض !! الشــاهد أننــا بيــن آمالنــا‬

‫مــن!؟؟ أليــس منــي ومنــك ومنــا ؟واألدهــى واألمــر أن‬

‫وواقعنــا توجــد فجــوة عظيمــة البــراح ســببت لنــا نوعــً‬

‫تجــد ذات المواطــن (الــذي يريــد ) يمــارس مــا يســمى‬

‫‪ 7‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫بمختلــف األعمــار‬ ‫المصداقيــة كمثــال آخــر‪ ,‬فــي الــدول العربيــة إنتشــر الخــداع والكــذب علــى األصدقــاء والزمــاء‬ ‫واألهــل وحتــى علــى األطفــال والغــش هــو أســهل شــي وال نعطــي األطفــال أقــل إهتمــام أو‬ ‫إحتــرام لمشــاعرهم أمــا فــي الغــرب يكــون الرجــل أصــدق فــي حديثــه و فــي أفعالــه إذا قــام‬ ‫باعطــاء وعــد ألحــد أبنــاءه يقــوم بتنفيــذه مباشــرة تحــررا مــن ذلــك الوعــد الــذي قطعــه علــى‬ ‫نفســه ‪ .‬ومــن جانــب آخــر فقدنــا إحتــرام الوقــت والمواعيــد ‪.‬‬ ‫ ‬

‫أصبحنــا نتصــرف بــكل أنانيــة وال نراعــي لمشــاعر الغيــر فــي آداب الزيــارة كمثــال‬

‫نفــرض أنفســنا علــى زيــارة الغيــر بــا موعــد ســابق وال إســتئذان وترحيــب منهــم نســعى‬ ‫لتلبيــة رغباتنــا فقــط دون إحتــرام رائ الطــرف اآلخــر أو معرفــة أوضاعــه الخاصــة علمــا بــأن‬ ‫القــرآن الكريــم أوصــى بــآداب الزيــارة فــي قولــه تعالــى فــي ســورة النــور‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـل لَ ُكـ ُـم ْإرِجعُــوا فَ ْارِجعُــوا ُهـ َـو أَ ْزَكـ ٰـى لَ ُكـ ْـم َو َّ‬ ‫اللُ ِبَــا تـَْع َملُــو َن‬ ‫وهــا َحـ َّ ٰ‬ ‫َح ـ ًدا فَـ َـا تَ ْد ُخلُ َ‬ ‫(فَـِإن َّلْ َِت ـ ُدوا ف َيهــا أ َ‬ ‫ـى ي ـُ ْـؤ َذ َن لَ ُكـ ْـم َوإن قيـ َ‬ ‫َعلِيـ ٌـم (‪. 28‬‬

‫نحــن أحــق بالتحلــي بهــذه األخــاق المثلــى األولــى منــذ الجاهليــة وبامكاننــا جميعــا إســتعادة‬

‫مــكارم األخــاق ‪ ,‬التغيــر هــو مجــرد فكــرة مــن وضعهــا فــي قائمــة أفــكاره وأبــدى إهتمامــه بتلــك‬ ‫الفكــرة يتغيــر كل شــي بــه ويتغيــر كل ماحولــه بمجــرد المصداقيــة مــع الــذات والعزيمــة علــى‬ ‫التغيــر ‪ ..‬الكثيــر مــن األشــخاص عندمــا نناقــش فكــرة التغيــر يكــون مبدأهــم هــل تغيــري أنــا فقــط‬ ‫ســيغير العالــم !!!‬ ‫ ‬

‫لــكل شــخص كانــت هــذه إجابتــه نحــو التغيــر ‪ ,‬أرد عليــه قائلــة ‪:‬حبــات الرمــل هــي أول عامــل أســتخدم وعلــى‬

‫أساســه تــم بنــاء القصــور ‪ ,‬مــن أهــون شــي اســتخدم فــي بنــاء أعظــم شــي وهــذا هــو مبــدا التغيــر ‪ ,‬وبوســعنا أن‬ ‫نتغيــر ونعيــد القيــم واألخــاق ‪ ,‬أنــت غيــر نفســك أوال ثــم غيــر أصدقائــك وأهلــك ومــن حولــك وكمــا أضعنــا تلــك‬ ‫الصفــات يمكــن إســتعادتها بطــرق كثيــرة وجميلــة كمثــال أن نعلــم أطفالنــا الصــدق بالتعامــل الصــادق معهــم أو‬ ‫أن نغيــر جيرانــا بالتعامــل الشــهم والكريــم معهــم أو أن نكــون مصــدر خيــر لــكل مــن حولنــا لناثــر فــي شــخصهم‬ ‫ونحــرك مبــادئ التغيــر فيهــم ‪ ...‬لنبــدأ ولنحــاول ولنتغيــر ونغيــر ماحولنــا ‪ .‬حــاول أن يبــدأ التغيــر فــي شــخصك‬ ‫فــي أفــكارك فــي خططــك المســتقبلية كــن أنــت الشــخص الــذي يمــد يــد العــون للجميــع كــن أنــت ذلــك الشــخص‬ ‫المبتســم دائمــا تســر قلــوب كل مــن ينظــر إليــك التــدع للدنيــا فرصــة فــي أخــذ أجمــل مافيــك ‪ ,‬كــن مثــل التــاج غالــي‬ ‫القيمــة متواضــع الشــكل يتمنــى الجميــع وضعــك فــوق رؤوســهم تكبيــرا و إحترامــا لــك ‪ ..‬أبســط األمــور وأبســط‬ ‫األخــاق تســعد كل مــن حولــك وتســعدك فــي شــخصك وتحقــق التغيــر اإليجابــي المطلــوب‪ .‬إزرع فــي شــخصك‬ ‫أجمــل الصفــات تجنــي أروع ثمــار الحيــاة ‪ .‬ال تقــل مســتحيل فليــس هنــاك بمــا يســمى مســتحيل ( لــو تعلــق قلــب‬ ‫المــرء بالثريــا لنالهــا ) وأن أردت تغيــر الكــون بأكملــه لغيرتــه ‪ ,‬لنتغيــر ونغيــر ماحولــن‬

‫إشراق ‪8‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫لنتغير و نغير ما‬ ‫حولنا‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هالة حافظ‬

‫عندمــا بعــث الحبيــب المصطفــى صلــى اهلل عليــه وســلم كانــت مكــة ســكنا للعــرب‬ ‫ومــا عرفــت بــه العــرب منــذ الجاهليــة مــن مــكارم االخــاق والخصــال الجميلــة‬ ‫كالشــجاعة و الكــرم والشــهامة والمــروءة إال أنهــم لــم يكــن لهــم رادع دينــي أي‬ ‫الخــوف مــن إلــه فــي الجوانــب الســيئة كلعــب الميســر وشــرب الخمــر ونتــج هــذا مــن‬ ‫عبادتهــم لالصنــام ‪ .‬وقــال رســول اهلل بعثــت التمــم مــكارم األخــاق أي ينمــي ويحبــب‬ ‫فــي هــذه الصفــات الكريمــة التــي كانــت تتحلــى بهــا شــخصياتهم وينهــي عــن‬ ‫العــادات الذميمــة‬ ‫الديــن االســامي هــو ذلــك المصبــاح الميســر‬

‫وحدثــت تغيــرات إســامية شــهد لهــا العالــم و شــهد‬

‫العظيــم منيــر القلــوب ومنيــر األخــاق ودواء الــروح‬

‫لهــا التاريــخ اليــوم إســبانيا تعتبــر مــن أجمــل الــدول ‪,‬‬

‫أســتخدم أجمــل الطــرق فــي إزالــة العــادات الســيئة ‪,‬‬

‫لوحــة فــي الجمــال ولكــن نســينا أن أســبانيا كانــت‬

‫كمثــال الخمــر تــم تحريمــه علــى ثــاث مراحــل إلنه أشــتهر‬

‫(األندلــس) ومــن أمــاك المســلمين ‪ ,‬مــع مــرور تلــك‬

‫عنــد العــرب قديمــا وكانــو يتفاخــرون بشــرب الخمــر فــي‬

‫العصــور بــدأ العــرب يســوء حالهــم و رجوعــوا للــوراء‬

‫جلســاتهم الترفيهيــة لــم يقــم اإلســام بتحريمــه مــن‬

‫بعــد ذلــك التقــدم الملحــوظ وظهــر علــى العــرب‬

‫أول مرحلــة وإنمــا كانــت علــى مراحــل ميســرة ‪...‬‬

‫اإلنحطــاط الفكــري واألخالقــي إلــى أن أصبحنــا أســوء مــن‬

‫ ‬

‫ ‬

‫وبعــد إنتشــار اإلســام وإنتشــار التغيــر فــي‬

‫ذلــك المجتمــع ‪ ,‬جــاء عهــد الصحابــة والخلفــاء الراشــدين‬ ‫وغيرهــم بأخــاق حميــدة ال يتخللهــا أي نــوع مــن أنــواع‬

‫الغيــر مســلمين وأصبــح الغيــر مســلمون يمتلكــون‬ ‫األخــاق والصفــات الكريمــة‬ ‫ ‬

‫كثيــر مــن العــرب أصبحــوا ال يحترمون األشــخاص‬

‫العــادات الســيئة منــذ الجاهليــة وتغيــر حالهــم إلــى‬

‫‪ ,‬أصبحنــا ال نســتخدم أبســط الكلمــات المعبــرة والتــي‬

‫األفضــل وروي أن عمــر بــن الخطــاب رضــى اهلل عنــه بكــى‬

‫ترفــع مــن معنويــات األفــراد وتســاهم فــي رقــي وتطويــر‬

‫يومــا عندمــا تذكــر إبنتــه التــي اوئدهــا أيــام الجاهليــة‬

‫المجتمــع العربــي كاإلعتــذار ‪ ,‬الشــكر ‪ ,‬اإلســتئذان‬

‫ومــن ثــم ســاروا علــى النهــج اإلســامي الصحيــح‬

‫‪.‬أشــياء بســيطة وجميلــة لهــا تاثيــر جميــل وقــوي علــى‬

‫وإســتمرت العهــود اإلســامية لفتــرة طويلــة مــن الزمــن‬

‫النفــوس وهــي كلمــات ســاحرة علــى قلــوب البشــر‬

‫‪ 9‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫خدمته ﻣﻬﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺳﻨﻮﺍﺕ الخبرة وأن األمل ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ أن يصبح ﻧﺎئبا ألﺧﺼﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ أن ﻧﺎﺋﺐ ﺍألﺧﺼﺎﺋﻲ ﺭﺍتبــه ‪ 1200‬جنيــه ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﺼﺎﻥ تبعــا للخصومــات ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺫﻛﺮﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ إال إذا أصبــح أﺧﺼﺎئيــا‪ .‬هــل ﺗﻌﻠﻢ‬ ‫أن ﺭﺍﺗﺐ ﺍألﺧﺼﺎﺋﻲ األساســي ‪ 2000‬ﺟﻨﻴﻪ‪ .‬ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ أن كثيــرا مــن‬ ‫ﺍﻟﻤﺪراء الطبييــن يظلــون مرابطيــن بالمستشــفيات وﻋﻠﻰ رأســهم‬ ‫مســؤوليات وإحتياجــات المستشــفيات الناقصــة إذ لــم تكــن‬ ‫المعدومــة وربمــا يبلــغ بهــم األمــر حــد الصــرف مــن رواتبهــم‬ ‫ﻟﺴﺪﺍﺩ اإلحتياجــات الناقصــة حتــى يتمكنــوا مــن إنقــاذ حيــاة‬ ‫ﻣﺮﻳﺾ أو إثنيــن ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ نتيجــة لذلــك‪ .‬ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ أن‬ ‫«ﺳﻨﺪﻭﺗﺶ ﺍﻟﻔﻮﻝ ﻭﻗﺰﺍﺯﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ» لوجبــة واحــدة للطبيــب‬ ‫أثنــاء دوامــه كفيلــه بــأن تعجــز الميزانيــة عنــده‪ .‬ناهيــك عــن‬ ‫الجوانــب اإلنســانية التــي يتحملهــا الطبيــب والمضايقــات‬ ‫مــن المرافقيــن للمرضــى وذويهــم التــي ربمــا تصــل حــد‬ ‫اإلســاءة لهــذا الطبيــب دون مراعــاة لــه أو لواجبــه تجــاه عملــه‪.‬‬ ‫تواصــل حديثهــا فقتــول‪ :‬ﺍﻟﻄﺐ ﻣﻬﻨﺔ إﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻭ‬ ‫رغــم ذلــك يظــل الجانــب اإلنســاني لألطبــاء ممتــد بدافــع‬ ‫المســؤولية اإلجتماعيــة ولعــل القوافــل الصحيــة واأليــام العالجيــة المجانيــة المتواصلــة والمتمــددة علــى‬ ‫مــداد الســودان « ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻣﺎﺍﺍﺍﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺿﻲ ﺩﺓ « خيــر دليــل وشــاهد علــى دور األطبــاء‬ ‫فــي الســودان‪ .‬هــذا مــا أوردتــه الطبيبــة دون زيــادة أو نقصــان‪ .‬المقتــرح اآلن هــو فــرض ضريبــة ماليــة علــى‬ ‫األطبــاء تحديــدًا للراغبيــن فــي اإلغتــراب توضــع كأمنيــة لضمــان عودتهــم مجــددا للســودان وتــرد إليهــم‬ ‫عنــد العــودة النهائيــة‪ ،‬أي عــودة اإلســتقرار ‪ .‬فبــدالً مــن إصــاح وتوفيــق األوضــاع لألطبــاء وكل الموظفيــن‬ ‫والعامليــن بالســودان حتــى نضمــن إســتقرارهم و إســتقرار البلــد‪ ،‬نبحــث عــن العقوبــات لردعهــم‪ .‬وبــدال‬ ‫مــن البحــث فــي أســاس المشــكلة نخــوض فــي تجذيرهــا‪ .‬هــذا المقتــرح بــا شــك ينــم عــن ضيــق األفــق لــدى‬ ‫المســؤولين بالســودان إذ لــم يكــن فشــلهم‪ .‬أن كنــا نبتغــي وقــف شــريان الهجــرة علينــا أن نجتهــد فــي‬ ‫توفيــق األوضــاع االقتصاديــة وتحســين الحيــاة المعيشــية بالســودان ال أن ننتهــج خطــاب الترهيــب ولهجــة‬ ‫التســويف هــذه‪ .‬أن نرغــب مــن بالداخــل حتــى يغييــر مــن بالخــارج‪ .‬اليــوم األطبــاء وغــدًا باقــي المهــن ‪.‬‬ ‫* يظل الوعد دوما بأن ال بد يوم باكر يبقى خير‬

‫إشراق ‪10‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫برا النص‬

‫رسوم مغادرة‬

‫بقلم الكاتب‬

‫أحمــد المجتبى حاتم‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعتقد أن األطباء أوفر حظًا من عامة العطالة األكاديميين‪.‬‬ ‫لكونهــم محظوظــون فــي إيجــاد عمــل حتــى بمستشــفى الحــوادث فــي مناطــق‬ ‫الشــدة‪.‬‬ ‫حتــى قابلــت أحــد األطبــاء‪ ،‬وتبادلنــا الحديــث عــن وضــع األطبــاء وأخبرتــه بحجــم الحقد‬ ‫الطبقــي الدفيــن علــى األطبــاء عموما ‪.‬‬ ‫ألجد أن األطباء ليس سواء عاطلين بدرجة موظف‪.‬‬ ‫يقــول الطبيــب‪ :‬خمــس ســنوات وأنــا طبيب عمومي‬

‫إلــى جانــب إيفــاء االخريــن مــن أهلــه حقوقــه و برهــم‬

‫بمستشــفى جامعــي عريق جدًا‪.‬‬

‫فصمــت قليــا و أردف أليــس ذلــك مــن حقــي ؟! «‬

‫خمس ســنوات والحال كما الحال إذ لم يكن أســوء‪،‬‬

‫ظــل هــذا الطبيــب يسترســل فــي الحديــث واألماني‬

‫لــم أحضــر معــي يومــً أيــا مــن المــواد التموينيــة‬

‫ترتســم علــى شــفاه حتــى أشــفقت عليــه و كــدت‬

‫للبيــت‪ ،‬خمــس ســنوات أقــف بجــوار إخوتــي الصغــار‬

‫أعيــش الحلــم واقعــً معــه‪.‬‬

‫لكــي أتحصــل علــى مصروفــي اليومــي مثلهــم‬

‫لكــن المشــكلة فــي بلــد كالســودان ال يوجــد شــيئ‬

‫تمامــا ‪-‬وأنــا طبيــب ‪.!!-‬‬

‫يســمى حــق أو «مــن حقــك « أبســط الحقــوق يمكــن‬

‫هــذه الخمــس ســنوات هــي ســنوات الضيــاع علــى‬

‫أن تصــادر وتنتــزع‪ ،‬فحلــم اإلغتــراب والهجــرة يصــادر‬

‫حــد تعبيــره‪ ،‬وبقيــة األطبــاء أمــا أن تزيــد فترتهــم أو‬

‫اليــوم بمقتــرح « األمنيــة « ألي عاطــل او باحــث عــن‬

‫تنقــص‪.‬‬

‫عمــل‪ ،‬يحمــل شــهادات جامعيــة أو فــوق الجامعيــة‬

‫حتــى وصــل القــول بــه أنــه يــود اإلغتــراب واإللتحــاق‬

‫تــراوده فكــرة االغتــراب خــارج الســودان‪.‬‬

‫برفاقــه‪.‬‬

‫تقــول طبيبــة أخــرى‪ :‬ﻫﻞ تعلــم أن ﺮاﺗﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ‬

‫وأكمــل ‪ « :‬أنــه يرغــب فــي اإلغتــراب و الهجــرة كــى‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ دون ‪ 1000‬ﺟﻨﻴﻪ ناقصــا ﺍﻟﺪﻣﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﺘأﻣﻴﻨﺎﺕ‬

‫يستشــعر قيمتــه المعنويــة قبــل الماديــة و ليكمــل‬

‫باإلضافــة لخصومــات أخــرى‪.‬‬

‫إلتزاماتــه تجــاه شــريكة الحياة التي هــي في إنتظاره‬

‫ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ أنــه يتقاضــى هــذا ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻃﻮال ســنواته‬

‫‪ 11‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫بحجــة أنــه يريــد فتــاة لــم تتعــرف علــى شــخص غيــره !!‬ ‫الفتــاة أيضــا أصبحــت علــى درايــة تامــه بعــد خوضهــا عالقــات عاطفيــة عديــدة أن الكاســب الوحيــد فيهــا هــو‬ ‫إهــدار الوقــت و كســر الخاطــر و الخــذالن و التعلــق بالمجهــول و مــا الــى ذلــك ‪ ,,‬ممــا جعلهــا ال‬ ‫تريــد إعــادة الكــره مــرة أخــرى بعــد إنعــدام الثقــة وبهــذا أصبحــن يوافقــن علــى مــن يطــرق‬ ‫بــاب المنــزل فقــط ‪ .‬فهــي ال تريــد ضيــاع أكثــر ممــا تــم فقدانــه ســابقا ‪ ,‬فالحــب الحقيقــي‬ ‫يأتــي بعــد الــزواج ‪.‬‬ ‫ولذلك أصبح ( الترشيح ) هو السائد على كل عالقات الزواج حاليا ‪, .‬‬ ‫فالشــريك والشــريكة يتعارفــون فــي فتــرة قصيــرة وهــي فتــرة الخطوبــة و‬ ‫التــي التتجــاوز ال ( ‪ )6‬أشــهر كحــد أقصــى وبالتالــي حتــى بعــد الــزواج تــزال‬ ‫المعرفــة قائمــة بينهمــا ‪,‬‬ ‫وأخيــرا وليــس مؤخــرا علــم الجميــع أن الطريقــة التقليديــة فــي‬ ‫الــزواج هــي األفضــل واألنســب لــكال الزوجيــن ألســباب عديــدة وبــه‬ ‫تأســيس حيــاة هادئــة جميلــة مبنيــه علــى األحتــرام ‪..‬‬ ‫وكما يقال (( حب البحبك)) ‪,,,‬‬ ‫فهل أنت من أنصار الزواج التقليدي أم ضده ؟؟‬

‫إشراق ‪12‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫مــن جديد العودة إلى زمن‬ ‫بقلم الكاتب‬

‫ترشيح الزوجات‬

‫إسالم عمر أحمد‬ ‫بعــد أن ســادت ظاهــرة الــزواج بعــد قصــة حــب فــي عالــم القفــص الذهبــي وشــكلت‬ ‫النســبة األكبــر مقارنــة مــع الــزواج بالطريقــة التقليديــة المعروفــة ‪.‬‬ ‫فــكل مــن أراد الــزواج كان فــي مخيلتــه فتــاة أحالمــه التــي هــو علــى عالقــة بهــا ســلفا‬ ‫‪ ,,‬فالــزواج التقليــدي أصبــح شــبه منســي ‪ ,‬و البعــض يــرى أن الــزواج التقليــدي فــي حــد‬ ‫ذاتــه رجعيــة وعــدم رقــي وأن المجتمــع أصبــح مفتــوح والعالــم أصبــح قريــه صغيــره‬ ‫فالجامعــات وأماكــن العمــل والتكنولوجيــا ســهلت مــن إختيــار الشــريك لشــريكته‬ ‫أيضــا ممــا ســاعد علــى إنتشــار ظاهــرة الــزواج‬

‫الطرفيــن يظهــر محاســنه لجــذب اآلخــر ‪ ,‬فالحيــاة‬

‫بعــد قصــة حــب هــو عــرض المسلســات الدراميــة‬

‫الزوجيــة مختلفــة تمامــا عمــا قبلهــا ‪.‬‬

‫التــي شــغلت فكــر المجتمــع‬

‫ولهــذه األســباب عــادت مــن جديــد ظاهــره ( ترشــيح‬

‫وإســتهدفت جميــع فئاتــه ‪ ,‬فأصبــح حلــم كل شــاب‬

‫الزوجــة ) والــزواج التقليــدي ‪ ,‬فأصبــح محــور إختيــار‬

‫أو فتــاة الــزواج بشــخص أحبــه وعشــقه ‪ ,,‬فقــد‬

‫الزوجــة دورا هامــا تلعبــه األم واالخــت بترشــيح عــدة‬

‫ترفــض الفتــاة عــدة أشــخاص تقدمــو لخطبتهــا‬

‫فتيــات ألبنهــم وبالتالــي يختــار شــريكته مــن بينهم‬

‫لتمســكها بأخــر وأحيانــا قــد يكــون أفضــل حــاال مــن‬

‫‪,‬‬

‫رجــل احالمهــا ‪..‬‬

‫أمــا اآلن أغلــب القابليــن علــى الــزواج يميلــون‬

‫ومــع إزديــاد نســبة فشــل العالقــات الزوجيــة التــي‬

‫للطريقــه التقليديــه منعــا لإلختالفــات مســتقبليا‬

‫نشــأت عــن حــب فــي اآلونــة األخيــرة ‪ .‬فهــذا ان‬

‫وتفاديــا آلالم الحــب و الخــذالن ‪ ,,‬فــي زمــن أصبــح‬

‫دل فإنــه يــدل علــى أن الحــب وحــده ليــس كافيــا‬

‫اليوجــد للحــب مــكان بيننــا ‪ ,,‬فقــط الرابــح األكبــر‬

‫لتأســيس منــزل وحيــاة أســرية يســودها اإلحتــكاك‬

‫هــي المصلحــة الشــخصية وتبــادل المنافــع وكل‬

‫المفــرط ومــن ثــم المشــاحنات ممــا تــؤدي إلــى بدايــة‬

‫علــى حــدى مصلحتــه ‪ .‬فالشــاب يريــد العفيفــة‬

‫الخالفــات الزوجيــة ‪ ,‬فقــد إعتــادو علــى إحتــكاك‬

‫المهذبــة عكــس مــا كان يريــد اثنــاء عالقاتــه العابــرة‬

‫محــدود وطريقــة تعامــل مفبركــة فــكل مــن‬

‫‪ .‬فالبعــض قــد يتخلــى عــن محبوبتــه ألجــل أخــرى‬

‫الرومانســية‬

‫‪ 13‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫فقــد تذكــر مقولــة أحــد أصدقــاءه ناصحــً لــه بــأن ال‬

‫إلــي الــا شــئ الجميــل ‪..‬‬

‫تجلــس قــرب النافــذه فربمــا يمــر عليــك أحــد الباعــة‬ ‫داخــل مــدرج المطــار وتريــد شــراء بعــض المكســرات‬

‫تلــك هــي أحجيــة كل (نــورس) أفــرد جناحيــه للرحيل‬

‫فــا تســتطيع فتــح النافــذه ‪..‬‬

‫وإرتفــع بأرجلــه عــن أرض الوطن ‪..‬‬

‫وقبــل أن يطــوي بســمته بــدأ صــوت مايكرفــون‬

‫ومــا إن وصــل إلــي مقصــده حتــي بــدأ هاجــس‬

‫بالحديــث بصــوت هــادئ وجميــل كان كافيــً بــأن‬

‫الغربــة وبــدأت ذات الدمــوع بالنــزول إلــي داخــل‬

‫يحافــظ علــي اإلبتســامة وبــدأ باإلســتماع ‪ ..‬طلــب‬

‫صــدره ‪ ..‬تســتقي منهــا األضلــع ويرتــوي منهــا‬

‫المتحــدث ربــط األحزمــة وكأنهــم يقيــدوه حتــي‬

‫ـجر مــن‬ ‫إحســاس الرجــوع ‪..‬لتنبــت فــي كل يــوم شـ ٌ‬

‫ال يفكــر بالرجــوع ‪ ..‬تحركــت الطائــرة وهــي تهتــز‬

‫الحلــم الجميــل يســتظل فــي ظلــه وأوراقهــا تخبــره‬

‫جــراء مرورهــا علــي األســفلت وفجــأة أحــس بإرتفــاع‬

‫أن ال تبتئــس فالبئــر يــوم واحــد وغــدًا تأمــرك الريــاح‬

‫الطائــرة وعــم الهــدوء داخــل الطائــرة وبــدأ قلبــه‬

‫علــي القــرى‬

‫بالخفقــان حتــي هــذه اللحظــة ‪..‬‬ ‫وأتبعهــا إحســاس بــأن كل شــئ قــادم ســوف يتبــع‬

‫إشراق ‪14‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مقاالت إشراق‬

‫زول في الغربة‬ ‫مطارات الوداع‬

‫بقلم الكاتب‬

‫عمــار عبدالمنعم‬ ‫لــم يكــن وداعــه فــي المطــار كافيــً حتــي تبتــل شــفتاه ويحمــل فــي ذاتــه إبريــق يرويــه‬ ‫ســاعة شــوق ‪..‬‬ ‫ولــم يكــن يعلــم بــأن مطــارات الــوداع قــد أدمنــت دمــوع الراحليــن ‪ ..‬فلم يبخــل عليها‬ ‫بقــدر يســير ‪ ..‬وقــف علــي شــباك الحلــم وأمامــه بــدأ أحدهــم يقلــب أوراق رحيلــه وهــو‬ ‫أخــر مــن يســمح لــه بالرحيــل ‪ ..‬كان وجهــه قليــل البســمات تــري فــي عينيــه خرائــط‬ ‫الدنيــا وكأن كل مســافر يرســم عليهــا طريــق رحلتــه ‪ ..‬ويــده اليســرى التــي يمســك‬ ‫بختــم الخــروج عليهــا كأنهــا بوصلــة تتحــرك مــع مــرور كل أوراق مســافر عليهــا ‪ ..‬ويــده‬ ‫اليمنــي داخــل الوطــن ‪..‬‬ ‫ختــم الرحيــل علــي جــوازه وأطلــق إشــارة الــوداع‬

‫لحظــة الرحيــل ‪..‬‬

‫ونظــر لألمــام وأومــه بوجهــه للــذي بالخــف أن أقــدم‬

‫رفــع رأســه وتقــدم بخطــي ســريعه تدفــع بــه إلــي‬

‫وضــع فــي عينــاي واجهــت رحيلــك ‪..‬‬

‫األمــام وإحســاس الرجــوع يدفعــه للخلــف وقــد‬

‫حمــل حقيبتــة الصغيــرة وتوجــه للخــروج إلــي‬

‫علــم الحقــً بــأن هــذا اإلحســاس ســوف يالزمــه طيلــة‬

‫المــكان الــذي أشــير بالذهــاب إليــه ‪ ..‬وهنــاك جلــس‬

‫الســنين القادمــة ‪..‬‬

‫فــي مــكان إمتــأ بالنــاس ‪ٌ ..‬‬ ‫كل منشــغل بترتيــب‬

‫وصــل إلــي الطائــرة كان فــي مدخلهــا تقــف إمــرأة‬

‫حاجياتــه الصغيــرة ‪ ,‬والبعــض ينظــر بعينــاه إلــي‬

‫رســم علــي وجههــا إبتســامة توهــم بــأن القــادم‬ ‫ُ‬

‫الالشــئ ‪ ..‬تنفــس قليــ ً‬ ‫ا ثــم جلــس ‪ ,‬تفقــد أوراقــه‬

‫أجمــل ولكــن مــن يكتــرث األن فشــعور الرحيــل هــو‬

‫ورقــم مقعــده فــي الطائــرة ونظــر إلــي األمــام فــإذا‬

‫المســيطر ‪..‬‬

‫ببوابــة الرحيــل األخيــر قــد فتحــت وقــد فتــح أيضــً‬

‫توجــه إلــي مقعــده الــذي لــم يكــن بعيــدًا وضــع‬

‫فــي داخلــه شــئ لــم يشــعر بــه مــن قبــل ‪ ,‬وكأن‬

‫حاجياتــه مــن غيــر ترتيــب فــا شــئ فــي حياتــه فــي‬

‫الهــواء قــد قبــض مــن صــدره ‪ ..‬وفجــأة يصيــح‬

‫هــذه اللحظــات قــد بــات مرتــب ‪ ..‬نظــر مــن النافــذه‬

‫أحدهــم بصــوت عالــي فــي وجهــه ‪ :‬قــم فقــد حانــت‬

‫وإبتســم وكانــت أولــي إبتســاماته داخــل الطائــرة ‪..‬‬

‫‪ 15‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫فقــد أقيــم فــي أفخــم الصــاالت وأحيــاه كبــار الفنانيــن ‪ ..‬كان زواجــا أســطوريا ‪ ،،،‬أمــا أحــام فقــد كانــت البســمة‬ ‫ال تفــارق شــفتيها والغــرور يكســو مالمحهــا وفــي داخلهــا تقــول ‪ »:‬غايتــو الليلــه يــا نــاس فالنــه مووووتــو‬ ‫قايالتنــي هينــه وال لينــه أممممــك يــا خالــد عــاد الليلــه يــا شــماتي أرتاحــو عرســت لــي ولــدي عــرس خمــج «‪.‬‬ ‫فــض مولــد العــرس وســافر خالــد مــع اســراء لقضــاء شــهر العســل فــي إحــدى دول أوروبــا كمــا ارادت أحــام‬ ‫‪ ،،‬مــع العلــم بــأن خالــد لــم يشــارك بــأي مبلــغ إلقامــة زواجــة ‪،،‬‬ ‫و بعــد مــرور أســبوع ســألت أحــام نفســها «ســجمي الراجــل ده جــاب القــروش دي ميــن لي ده كلــو وااااارمادي‬ ‫كان عــرس فوقــي واحــدة مــن موظفــات البنــك المالنــات قروش البايــرات ديل «‬ ‫لــم تهــدأ حتــى عــاد ســعيد مــن عملــة والهمــوم تكســو مالمحــه «ياراجــل إنــت مالــك عامــل كــده» ســالته‬ ‫أحــام فأجابهــا ‪ »:‬بيتــي إتخــرب»‪،،،‬‬ ‫كيــف يعنــي ياراجــل فأجابهــا بانــه مطالــب بتســديد شــيكات وســندات قــد حررهــا علــى نفســه حتــي يغطي‬ ‫تكاليــف زواج إبنــه‪ ،،‬هنــا صاحــت بأعلــي صوتهــا» ســجمي ســجمي يايمــه انــا هســه اودي وشــي ويــن النــاس‬ ‫ويقولــو علــى شــنو ووووب عليــك يــا احــام واااافضيحتــي وشــماتة النــاس علــي»‬ ‫رد عليهــا ســعيد «هســه يــا وليــه هاميــك كالم النــاس وماهامــاك مصيبتــي دي‬ ‫«‪،،‬‬ ‫جاء الصباح و عندما كان ســعيد يتأهب للذهاب إلى عملة دق جرس‬ ‫البــاب و كانــت الشــرطة هــي الطــارق ‪ ،،‬تــم القبــض علــى ســعيد‬ ‫«الشــقي» وزج بــه فــي الســجن الــى حيــن ســداد الشــيكات ‪،،‬‬ ‫«غايتــو يــا ســهام نــاس أحــام ســووهو مشــاتر أجــي أجــي يســرقو‬ ‫حــق النــاس ويتبوبــرو فــي عــرس خالــد التقــول وارثيــن وهــم وقــت‬ ‫ماعندهــم قــروش فــي داعــي للبوبــار وفــك الــزرار غايتــو باااالغــو وشــذو «‪،،‬‬ ‫كان ذلك حديث نساء الحي عما حدث ‪..‬‬ ‫أمــا أحــام لــم تجــد مخــرج غيــر الدمــوع و»الثكلــى» و»العويــل» علــى رفيــق دربهــا الــذي‬ ‫ســاقته بــه بيديهــا إلــى التهلكــة‪،،،‬‬ ‫آخر القول‪..‬‬ ‫«العروس للعريس والجري للمتاعيس»‬

‫إشراق ‪16‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫حكايات إشراق‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هيفــاء عبدالقيوم األمين‬

‫آخر القول‬ ‫سعيد الشقي‬

‫اليــوم هــو الخميس ‪ ,‬وبعد اســبوع ســيقام زواج خالد و اســراء ‪ ,‬و تجــري التجهيزات‬ ‫علــى قدم وســاق ‪،،‬‬ ‫رتبــت جميــع مســتلزمات العــرس و تجمــع االهــل و نصبــت صيوانــات الفــرح فــي‬ ‫الشــوارع‬

‫جميــع الوجبــات تــوزع لمــن يمــر بقــرب الصيــوان‬

‫أســمعني هنــا يــا ســعيد أنــا ولــدي وحيييييــد‬

‫لســبع ايــام بلياليهــا و يفــرح الجميــع بالــزواج‬

‫ومشــيحيد عرســو ده دايــراه يكــون خمــج ‪ ،،‬لــو تبيــع‬

‫ا لميمــو ن‬

‫الــوراك والقدامــك ترفــع راس ولــدك وتســترني‬

‫خالــد هــو اإلبــن األوحــد لســعيد واحــام ‪ .‬أكمــل‬

‫قــدام النســابه ‪ ..‬فأجــاب ســعيد‪ »:‬إنتــي عارفــة الحــال‬

‫مراحلــة الدراســية بعــد جهــد جهيــد ألن النصيــب‬

‫انــا مهمــا كان عنــدي قــروش مــا بقــدر أعمــل كالمــك‬

‫األكبــر مــن الــدالل كان لــه‪.‬‬

‫ده يــا وليــه أجيــب مــن ويــن» فــردة أحالم‪»:‬تتصــرف يــا‬

‫ســعيد موظــف فــي أحــد بنــوك بالدنــا المرموقــة‬

‫ســعيد كان تســرق تجيــب القــروش»‪. .‬‬

‫إجتهــد لكــي يعيــش مســتور الحــال ‪ .‬أمــا احــام‬

‫أصبــح ســعيد يفكــر ويدبــر فــي مصاريــف زواج إبنــه‬

‫فقــد كانــت إســم علــى مســمى تعيــش علــى أرض‬

‫وفعــا قــد ســار كل شــئ كمــا خططــت لــه أحــام‬

‫األحــام التــي ال تمــس للواقــع بصلــة فقــد كانــت‬

‫فقد كان «ســد المال» حديث فتيات العائلة وجميع‬

‫كثيــرة «البهرجــة» و «البوبــار» تعتمــد علــى مركــز‬

‫الجيــران إذ قالــت إحداهــن ‪ »:‬غايتــو حــال البنــات‬

‫زوجهــا ومكانــة والدهــا الــذي أهدرتــه فــي زينتهــا‪.‬‬

‫وســعييييدة يــا اســراء النبــي القــروش دي جابوهــا‬

‫أمــا العــروس إســراء فكانــت مــن أســرة عريقــه‬

‫مــن ويــن المــال بالــدوالر والدهــب بالشــنط والعجــب‬

‫تعيــش فــي رغــد ونعيــم‪.‬‬

‫الريحــه أريتــو يــا يمــه حــال بنياتــي اجشششــش ‪»..‬‬

‫قبــل تحديــد الــزواج بشــهر قالــت أحــام لســعيد‪»:‬‬

‫مــر الشــهر وجــاء يــوم العــرس كان حــدث المدينــة‬

‫‪ 17‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫حول الصخور إلى ألماس‬

‫الرجــل العجــوز فــي الــدوران إلــى أن وصــل إلــى أن وقــف‬

‫والبوم غلبه النعاس‬

‫أســفل غصــن شــجرة كبيــرة واســتكمل قائــا‪:‬‬

‫ووردة الزنبق طافية على النهر‬

‫انحنى كأنما هي صالة الليل‬

‫شدت رحالها لوطن جديد‬

‫يروي عطشه ويجدد نشاطه ليوم الغد‬

‫واألشجار تكاثف التفافها‬

‫وهو يحدق في الغالم‬

‫مسورة النهر ومهتزة لتسقط الرعب‬

‫الذي مازال في حيرة ‪...‬‬

‫على من تطأ قدمه تلك الجنة‬

‫عندما إمتأل الدلو بالماء وأخرجه الغالم‬

‫ونسيم الليل يداعب خصالت الفتى‬

‫صرخ ‪ ..‬والسكون غطى المكان ‪...‬‬

‫ولكنه مازال في حيرة‬

‫كأنما اختلطت األلوان في لوحة الرسام ‪..‬‬

‫والفراشات تعلن أمسيتها الليلة‬

‫صرخ مجددا محملقا في إنعكاس القمر على الدلو ‪..‬‬

‫بأهازيج عزفت في كنف األماني‬

‫سقط القمر في الماء ‪..‬‬

‫مسرحية قيس وليلى‬

‫عندهــا ســقط القلــم مــن يــدي و إزدادت ضربــات قلبــي ‪،‬‬

‫من هو قيس ومن هي ليلى‬

‫صعقــت بمــا ســمعته ‪ ،‬أدركــت لحظتهــا أن هــذا الرجــل‬

‫والنقاش يزداد وتتطاير الفراشات‬

‫يعلــم مــا جــرى للســيدة تقــوى وســبب وفاتهــا ‪ ،‬إنــه‬

‫في جدال رنان ولكن الغالم في حيرة‬

‫ليــس ذلــك الرجــل الهــرم المجنــون كمــا ظــن الجميــع ‪،‬‬

‫قاطــع تلــك األمســية غــزال الليــل الهــارب ‪ ....‬إســتمر‬

‫بــل هــو أذكــى بكثيــر ممــا هــو باديــا عليــه ‪.‬‬

‫إشراق ‪18‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫حكايات إشراق‬

‫سقوط القمر‪3‬‬ ‫الحلقه الثالثه‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫هاجر عبداهلل‬ ‫مساعد‬ ‫أحضــر إلــي أحــد طاقمــي نتائــج تحليــل المــاء الــذي كان في الــكأس ‪ ،‬كانــت نتائج‬ ‫ ‬ ‫التحليــل تشــير إلــى أن المــاء بــه نســبة عاليــة جــدا فــوق المعتــادة مــن مــادة الكلــور‬ ‫‪ ،‬توجهــت بعدهــا إلــى الحديقــة الخلفيــة مــن خــال البــاب فــي الجانــب األيســر مــن‬ ‫المســرح ‪ ،‬مــا أجملهــا مــن حديقــة ‪،‬تبلــغ مســاحتها ‪ 4‬أمتــار مربــع ‪،‬نظمــت بطريقــة‬ ‫هندســية فنانــة ‪ ،‬زينتهــا شــتى أنــواع أشــجار الزينــة وأعشــاب شــديدة الخضــرة ‪،‬‬

‫ســورت أحجــار ملونــة وضعــت بينهــا ورود جــوري‬

‫أرى أنــك تتابــع وتــدرس كل خطواتــي وتحركاتــي ‪ ،‬ثــم‬

‫حمــراء وبيضــاء بركــة صغيــرة ‪ ،‬مياههــا صافيــة‬

‫مــا الــذي ترمــي بــه مــن وراء كلماتــك الغريبــة كأنهــا‬

‫متأللئــة بضــوء القمــر ‪ ،‬تراقصــت فوقهــا فراشــات‬

‫ألغــاز تريــد بهــا إيضــاح شــيء معيــن‪ ،‬وقــد اخترتنــي أنــا‬

‫بيضــاء لتســحرني بهــذا المنظــر الخــاب عنــد‬

‫لحلهــا‪.‬‬

‫اقترابــي مــن البركــة شــممت رائحــة قويــة جــدا‪ ،‬لــم‬

‫إن كنــت تريــد معرفــة حلهــا ‪ ..‬فــدون هــذه الكلمــات‬

‫التــي لــم ينتهــي بناؤهــا‬

‫كمــا فعلــت مــع ســابقتها‪ ،‬بــدأ عندهــا بالــدوران حــول‬

‫ألحــظ وجــود العمــارة‬

‫بعــد بالقــرب مــن المســرح ‪ ،‬فالســكون عمــا المــكان‪.‬‬

‫البحيرة ويردد قائال‪:‬‬

‫يبدو أنك مازالت محتارا أيها المحقق ‪....‬‬

‫وقف الغالم أمام النهر في حيرة‬

‫أصابتنــي قشــعريرة عنــد ســماع ذلــك الصــوت وســط‬

‫يدلي بدلوه ولكنه في حيرة‬

‫الهــدوء الــذي إنســجمت فيــه ‪ ،‬ولكــن ســرعان مــا أدركــت‬

‫في ظلمة الليل المكحلة‬

‫أنــه هــو مــرة أخــرى ‪ ..‬أجــل كان ذلــك صــوت الرجــل‬

‫والنجوم تتراقص مغنية أغنية المساء‬

‫العجــوز‪ ..‬إلتفــت إليــه فــإذا بــه يرمقنــي بنفــس النظــرات‬

‫وخرير الماء أعذب من الحنين‬

‫متكئــا علــى عكازتــه ‪ ..‬عندهــا وجــدت أنهــا الفرصــة‬

‫والغالم في حيرة‬

‫المثلــى لمعرفــة قصــة هــذا الرجــل ومــا يريــده ‪..‬‬

‫ضياء القمر كعادته الليلية ‪..‬‬

‫‪ 19‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫حسنا أيها الفتى ‪ ،‬أخبرني هل كان أيمن من طلب منك إحضار الماء ؟‬ ‫أجــل يــا ســيدي‪ ،‬جــاء كل مــن الســيد أيمــن وعلــي إلــى هنــا ‪ ،‬وعندهــا طلــب منــي الســيد أيمــن أخــذ المــاء إلــى‬ ‫الســيدة تقــوى‪.‬‬ ‫ومن أين أحضرته ؟‬ ‫من هذا اإلناء الذي على الطاولة‪ ،‬كان ماءه نظيفا ال تفوح منه أي رائحة‪.‬‬ ‫وماذا كان يفعل السيد علي ؟‬ ‫جاء ألخذ مزيدا من الكعك ليشربه مع الشاي ‪.‬‬ ‫جبــت المطبــخ متفحصــا إيــاه جيــدا فوجــدت بــاب مخــزن المطبــخ الخلفــي يــؤدي إلــى ممــر الحديقــة الخلفيــة‪ ،‬لفتتنــي‬ ‫قطعــة قمــاش علــى حافــة ‪،‬مزعــت مــن قميــص أحدهــم عندمــا حــاول الدخــول أو الخــروج مــن هنــا ‪.‬‬ ‫أه إنها الرائحة مرة أخرى ‪ ،‬كانت تفوح بشدة من الركن األيمن للمخزن ‪.‬‬ ‫أخبرني أيها الشاب ‪ ،‬كم شخص قام باسخدام هذا الممر ؟‬ ‫ال أســتطيع أن أحصــي لــك عــدد الذيــن مــروا مــن هنــا ‪ ،‬فــأي شــخص يمكنــه إســتخدامه ‪ ...‬أه يــا ســيدي تذكــرت ‪،‬لــدي‬ ‫معلومــة بســيطة قــد تفيــد فــي التحقيــق‪.‬‬ ‫أجل بالتأكيد‪ ،‬أخبرني ما الذي تذكرته ؟‬ ‫عندمــا قدمــت كأس المــاء إلــى الســيدة تقــوى كانــت تتحــدث فــي الهاتــف مــع أحدهــم ويبــدو أنــه كان إتصــاال مهمــا‬ ‫حتــى أنســاها أن تشــكرني فليــس مــن عادتهــا تجاهــل العامليــن ‪.‬‬ ‫وما هذه الرائحة التي شممتها في المخزن ؟ تشبه رائحة الكلور‪.‬‬ ‫أجــل ‪ ،‬يبــدو أن الســيد أيمــن نســي الكلــور فــي المخــزن ‪ ،‬فهــو يقــوم باســتعماله للبركــة فــي الحديقــة الخلفيــة ثــم‬ ‫بوضعــه خــارج المخــزن فــي حافظــة كبيــرة بالقــرب مــن البــاب ‪.‬‬ ‫هــذا جيــد جــدا ‪ ،‬إنهــا معلومــة مهمــة جــدا ‪ ،‬شــكرا لــك يــا فتــى ‪ ،‬إبتســمت إبتســامة النصــر ‪ ،‬بعدهــا طلبــت مــن‬ ‫فوكــس إحضــار هاتفهــا الخلــوي للتأكــد مــن آخــر اتصــال لهــا ‪ ،‬كان وقــت االتصال يشــير إلى الســابعة وخمســة عشــر‪،‬‬ ‫طلبــت مــن فوكــس معرفــة هويــة صاحــب هــذا الرقــم وتســجيل صوتــي لتلــك المكالمــة ‪ ،‬كان رقــم عامــل آخــر مــن‬ ‫العامليــن فــي المطبــخ ‪ ،‬عندمــا أحضرنــاه لســؤاله ‪ ،‬كان فــي شــدة توتــره وإتضــح لنــا أنــه أبكــم ولحســن الحــظ كان‬ ‫يســتطيع الســمع‪ ،‬حاولــت طمأنتــه وســألته عــن ســبب اتصالــه بالســيدة تقــوى ‪،‬لكنــه بقــي ســاكنا يتصبــب عرقــا‪.‬‬ ‫حســنا يــا صديقــي سؤســهل عليــك األمــر‪( ،‬مخرجــا دفتــري مــن جيبــي ومقلبــا صفحاتــه) انظــر هــذه مجموعــة مــن‬ ‫األســماء ليــس عليــك ســوى أن تشــير إلــى إســم مــن هــذه األســماء ‪ ،‬فحدســي يقــول بــأن أحدهــم طلــب منــك اإلتصال‬ ‫و أخــذ هاتفــك عنــوة‪ ،‬وأنــا أعــدك لــن يصيبــك أي مكــروه وســأحرص تمــام الحــرص علــى حمايتــك وهــذا الشــرطي‬ ‫الــذي تــراه هنــاك أمامــك ســيقوم بمراقبتــك فمــا هــو ردك‪.‬‬ ‫تــردد قليــا ‪..‬ونظراتــه لــم تكــن مســتقرة بــل كان ينظــر إلــى الشــرطي حينــا وإلــي حينــا أخــرى ثــم هــدأ بعدهــا‬ ‫وســلم أمــره لواقعــه ‪ ،‬أشــار بإصبعــه إلــى الشــخص الــذي كنــت شــاكا بأنــه الفاعــل ‪ ،‬أجــل ثبــت األمــر اآلن ‪ ،‬شــكرا لــك‬ ‫يــا صديقــي ‪.‬‬ ‫تابعوا بقية األحداث في الحلقة القادمة ‪.‬‬

‫إشراق ‪20‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫أرجوك سيد عثمان ‪ ،‬إن كنت تعلم بما جرى أخبرني ‪.‬‬ ‫هــل قلــت لــك بلســاني أنــي أعلــم مــا جــرى ‪ ،‬بــل ســألتني عــن حــل لغــز كلماتــي ‪ ،‬ال تخلــط األمــور‬ ‫أيهــا الشــاب ‪.‬‬ ‫أدار لــي ظهــره ثــم عــاد أدراجــه إلــى المســرح مــن نفــس البــاب الــذي دخلــت منــه ‪ ،‬نظــرت إلــى آخــر‬ ‫كلمــات دونتهــا فــي دفتــري ( ســقط القمــر فــي المــاء ) دفعتنــي إلــى النظــر إلــى البحيــرة بتركيــز‬ ‫أكثــر ويــا للمفاجــأة رأيــت انعــكاس القمــر فعــا ‪ ،‬يــا تــرى مــا الــذي كان يقصــده بتلــك الكلمــات‬ ‫‪ ،‬لحظــة كان انعــكاس القمــر بالقــرب مــن إنعــكاس غصــن شــجرة كبيــرة ‪ ،‬التفــت ألرى ذلــك الغصــن ‪ ،‬كان عاليــا‬ ‫قليــا فــوق مســتوى رأســي‪،‬أضأت مصباحــي فوجــدت آثــار خيــوط عميقــة قــد شــدت بقــوة ‪ ،‬وجهــت مصباحــي يمينــا‬ ‫وشــماال علنــي أجــد شــيئا آخــر ‪ ،‬لمحــت شــيئا المعــا بالقــرب مــن ذلــك الغصــن فــإذا بــه خاتــم مــن ذهــب ‪ ،‬وضعتــه فــي‬ ‫كيــس مخصــص لألدلــة واتجهــت إلــى الداخــل ‪.‬‬ ‫جاء إلي فوكس حامال التقارير التي طلبتها منه ‪.‬‬ ‫أخبرني ماذا وجدت ؟‬ ‫أخرج فوكس ورقة من أحد الملفات التي بها التقارير‪..‬‬ ‫أنظــر يــا فريــد هــذه هــي جميــع الهواتــف الصــادرة والمســتلمة فــي يــوم اإلثنيــن‪ ،‬ال شــيء فيهــا يدعــو إلــى الريبــة ‪،‬‬ ‫تحرينــا مــن جميــع األرقــام وثبــت فعــا أن أحدهــا مــن معــارف الســيدة تقــوى إتصلــت لتعلمهــا بوفــاة صديقتهــا‪.‬‬ ‫ممممم ‪ ..‬وماذا عن المشفى ؟‬ ‫تعرضــت الســيدة تقــوى لضيــق تنفــس ونقلــت بعدهــا إلــى مستشــفى (الزيتونــة) ‪ ،‬قبــل أســبوع وذلــك بســبب‬ ‫الضغوطــات الزائــدة عليهــا كمــا بيــن الطبيــب ‪ ،‬وأوضــح أيمــن أن نقاشــا حــادا دار بينهــا وبيــن األنســة حســناء حــول‬ ‫الرواتــب التــي تعطــى إلــى الممثليــن حيــث طالبــت األنســة حســناء زيــادة األســعار الــذي يفــوق قــدرة كل مــن الضحيــة‬ ‫وأيمــن‪.‬‬ ‫هكذا إذا ‪ ،‬أنظر إلى هذا يا فوكس‬ ‫أخرجت الخاتم من الكيس ‪ ،‬دهش فوكس متناوال الكيس من يدي ثم نظر إلي بابتسامة ماكرة قائال‪:‬‬ ‫ال يخفى عليك شيء أيها الرجل‪ ،‬أين كان هذا الخاتم؟ ‪.‬‬ ‫في الحديقة الخلفية للمسرح ‪ ،‬وال أستبعد أن يكون هو الخاتم الذي أضاعته السيدة تقوى‪.‬‬ ‫أهــا صحيــح ‪ ،‬أفــاد الســيد نجيــب أن أحــد العامليــن فــي المطبــخ دخــل إلــى المســرح أثنــاء تواجــد الســيدة تقــوى‬ ‫هنــاك وهــو حامــل كأس المــاء الــذي وجــد مكســورا بقربهــا‪ ،‬قمــت باســتجوابه فقــال أن الســيد أيمــن طلــب منــه‬ ‫إحضــار المــاء إلــى زوجتــه‪ ،‬كان ذلــك فــي تمــام الســاعة الســابعة وعشــر دقائــق‪.‬‬ ‫ممم‪ ..‬يبدو أن األمور بدأت بالتعقيد ‪..‬‬ ‫فتحــت دفتــري وأعــدت النظــر فــي كل كلمــة قالهــا الرجــل العجــوز (الجمهــور يهتــف بحــرارة ‪ ،‬نظــرت بعينيــن دامعــة‬ ‫معتليــة ذلــك المســرح تبادلــه النظــرات ‪ ،‬مــد يــده وإنحنــى قائــا مابهــا عــروس بلــدي ‪ ،‬عاشــت رهينــة الحــزن ‪ ،‬تنظــر‬ ‫مــرارا وتكــرارا إلــى لوحــة بيضــاء ‪،‬وأطبــق الصمــت عليهــا‪)...‬‬ ‫لوحــة بيضــاء ‪ ،‬ممم‪....‬توجهــت إلــى اللوحــة البيضــاء التــي كانــت معلقــة فــي الجانــب األيســر مــن المســرح ‪ ،‬تمعنــت‬ ‫النظــر فيهــا ثــم تحسســتها ‪ ،‬وجــدت آثــار بــدرة بيضــاء علــى يــدي يبــدو أن هــذه اللوحــة صنعــت مــن مــادة مشــابهة‬ ‫لمــادة الطباشــير ‪ ،‬مممــم ‪ ..‬حســنا يمكــن القــول مــن هنــا تبــدأ الحكايــة ‪،‬لنتجــه إلــى التالي(وبالغنــاء تتواعــد‬ ‫األطيــاف) ‪ ،‬الغنــاء ‪ ..‬أه أجــل ‪ ،‬توجهــت إلــى المســجل الــذي كان فــي الصالــة ‪ ،‬إقتربــت منــه متفحصــا إيــاه‪ ،‬إنــه ألمــر‬ ‫عجيــب رؤيــة البــدرة البيضــاء ذاتهــا علــى أزرار المســجل العلويــة‪ ،‬ممممــم ‪ ،‬حســنا مــاذا بعــد ؟ علــي التوجــه إلــى‬ ‫المطبــخ للتحقيــق فــي أمــر كأس المــاء ‪ ،‬بحثــت عــن ذلــك العامــل ودلونــي عليــه ‪.‬‬

‫‪ 21‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫مــن قبــل الفئة الســلبية في المجتمــع و التي تنبأت‬

‫حصــول عطــل فــي الجهــاز الصوتــي ممــا جعلهــم‬

‫الفشــل و صعوبــة تنفيــذ الفكــرة و تطبيقهــا علــى‬

‫يجبــرون علــى إســتبداله بجهــاز آخــر ‪.‬‬

‫أرض الواقــع و لكــن لمــن يكــن ذلــك إال محفــز لهــن‬

‫ ‬

‫تــم إختيــار المشــروع ضمــن أفضــل ‪100‬‬

‫للعمــل بجهــد‪.‬‬

‫مشــروع فــي الســودان‪ .‬وأختيــر للمشــاركه فــي‬

‫كانــت مرحلــة التنفيــذ شــاقة بعــض الشــيئ فقــد‬

‫ملتقــى علمــي لطــاب الهندســه والحاســوب ‪.‬‬

‫واجهــوا بعــض المعضــات مــن‬

‫كمــا تــم عرضــة فــي «أســبوع المهنــدس» لجامعــة‬

‫ضمنهــا عــدم توفــر بعــض‬

‫الزعيــم األزهــري و تــم أختيــاره مــن أفضــل المشــاريع‬

‫المكونــات المســتخدمة‬

‫المشــاركة بعــد اإلنتهــاء نالــت هــذة المجمــوع‬

‫فــي المشــروع فــي‬ ‫الســودان‬ ‫أيضا‬

‫إشراق ‪22‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫و‬

‫اإلحتــرام و التقديــر‬ ‫و نأمــل مــن كل قلبنــا أن نــرى هــذا المشــروع علــى‬ ‫أرض الواقــع‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫‪#‬‬

‫مقاالت إشراق‬

‫يستاهل_‪like‬‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد فخرالدين‬ ‫إن العبــارات لتتزاحــم و إن بحــور البالغــة فــي لغــة الضــاد قــد ال تحمــل كلمــات‬ ‫ ‬ ‫تصــور المعانــي عندمــا يتعلــق األمــر بحــب الغيــر فتجعلنــا نذكرهــا ليــس تكريمــا‬ ‫لتواضــع تلــك األحــرف و إنمــا كإمتنــان لهــن‬ ‫إجتمــع عــدد مــن تالميــذ جامعــة الزعيــم األزهــري كليــة الهندســة قســم هندســة‬ ‫الحاســوب و هــم والء عــوض الكريــم علــي و رهــام عمــر الطيــب و زهــراء محمــد آدم و‬ ‫آيــات يوســف الريــح‬ ‫ ‬

‫‪ 3‬الى ‪ 30‬سم‬

‫فــأرادوا أن يختلفــوا عــن الغيــر و يجعلــوا‬ ‫مــن مشــروع تخرجهــم إبتــكارا قــد ينتفــع بــه ذوي‬

‫باإلضافه إلى متحكمة‬

‫اإلحتياجات الخاصة فقاموا بإختيار فئة المكفوفين‬

‫(‪)Microcontroller‬‬

‫لتشــكيلهم نســبة كبيــرة مــن المجتمــع تقــدر ب‬

‫ ‬

‫للتحكــم باألجهــزة وجهــاز صوتــي حيــث‬

‫‪ 39‬مليــون مكفــوف و‪ ,‬إبتكــروا حــذاء ليكــون بديــل‬

‫يعمــل الجهــاز علــى إستشــعار البيئــة المحيطــة‬

‫للعصــا البيضــاء قامــت تلــك المجموعــة بايجــاد‬

‫ويكشــف عــن وجــود عائــق علــى الطريــق علــى‬

‫بعــض الحلــول للعيــوب الموجــودة فــي تلــك العصــا‬

‫مســافة ‪120‬ســم أو أقــل وقــد تــم ضبــط هــذه‬

‫الــى أن إســتحدثوا نظامــا يقــوم بتنبيــه المكفــوف‬

‫المســافة بنــاء علــى الوقــت المناســب إلعطــاء‬

‫و إعطائــه إشــارات صوتيــة تســاعدة علــى التنقــل‬

‫ردة فعــل طبيعيــة ثــم يتــم إرســال اإلشــاره إلــى‬

‫بســهولة يعمــل الحــذاء علــى تنبيــه المســتخدم‬

‫المســتخدم علــى شــكل رســالة صوتيــه عــن طريــق‬

‫فــي حالــة وجــود عائــق أمامهــم و يتكــون الحــذاء‬

‫ســماعه تثبــت فــي األذن‬

‫مــن جهــاز إستشــعار بالموجــات فــوق الصوتيــة‬

‫ ‬

‫القــت الفكــرة إستحســانا كبيــرا مــن قبــل‬

‫‪Ultrasonic sensor‬‬

‫أســاتذة الجامعــة و أهالــي الطالبــات ممــا أعطاهــم‬

‫يثبت على الحذاء ويستشعر لمسافه ما بين‬

‫دفعــة معنويــة قويــة ‪ ،‬مــع وجــود بعــض التعليقــات‬

‫‪ 23‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫مونديــال امريــكا ‪ 94‬حينمــا احتضنتــه مقاعــد االحتيــاط‬

‫الوقــت نفســه ارغــب فــي اداء المهــام الدافاعيــه )‪ .‬وانــا‬

‫بســبب وجــود النجميــن برانكــو وليونــاردو فــي‬

‫مازلــت اتعلــم االســلوب الدفاعــي‪ .‬وربمــا كان مــرد نزعتــه‬

‫التشــكيله االساســيه ‪ ,‬علــى الرغــم مــن ذلــك اال انــه بعــد‬

‫هــذه الــى بدايتــه مــع نــادي اراراس الــذي لعب لــه مهاجما‬

‫ذلــك اســتطاع ان يقــدم هويتــه الخاصــه مــع المنتخــب ن‬

‫فتــره مــن الزمــن قبــل ان يعيــد اكتشــافه المــدرب خــواو‬

‫خــال بعــض المباريات التي كشــفت عــن موهبه جديده‬

‫كامبــوس والمعــروف بـــــ (( باشــيكو )) ويزرعــه فــي مركــز‬

‫قادمــه مــن بــاد الســامبا اســمها روبرتــو كارلــوس‪ .‬منــذ‬

‫الظهيــر االيســر الــذي ثبــت عليــه حتــى االن‪.‬‬

‫ذلــك الوقــت دشــن اهــم مرحلــه فــي حياتــه عندمــا‬ ‫شــغل مركــز الظهيــر االيســر الحــر واجــاد فيــه بشــكل‬

‫ ‬

‫كبيــر واكثــر ماســاعده علــى نجاحــه فــي هــذا المركــز‬

‫الهجوميــه راحــت االنديــه االوروبيــه‬

‫الحســاس الــذي يعتبــر احــد مفاتيــح اللعــب الحديــث‬

‫تتســابق علــى شــراء النجــم الصاعــد‬

‫هــو النزعــه الهجوميــه الكبيــره والواضحــه التــي تغلــب‬

‫فخصــص باريــس ســان جيرمــان الفرنســي‬

‫علــى اســلوب لعبــه‪ ,‬حتــى ان الجماهيــر اعتــادت علــى‬

‫‪ 3‬مالييــن دوالر لشــرائه‪ ,‬لكنــه فــي النهايــه‬

‫رؤيتــه فــي مواقــع الهجــوم الــى جانــب زمالئــه رونالــدو‬

‫ذهــب الــى انتــر ميــان االيطالــي الــذي عــرض‬

‫و روماريــو اكثــر مــن المناطــق الدفاعيــه ‪ ,‬وقــد عبــر هــو‬

‫فيــه ‪ 7‬مالييــن دوالر‪ .‬ولــم تكــن‬

‫نفســه عــن هــذه عندمــا قــال مــره ‪ ( :‬احــب ان اعبــر الــى‬

‫تجربــة روبرتــو كارلــوس مــع انتــر‬

‫العمــق الهجومــي عبــر خــط الجنــاح كثيــرا لكننــي فــي‬

‫ميــان ســعيده فقــد عبــر أكثــر مــن‬

‫إشراق ‪24‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫امــا هــذا االداء المتميــز ذي النزعــه‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫رياضه إشراق‬

‫‪ROPERTO‬‬

‫‪CARLOS 6‬‬

‫بقلم الكاتب‬

‫محمد فخرالدين‬ ‫ ‬

‫ذات يــوم وبعــد ان مضــى معظــم نهــاره فــي مصنــع القمــاش الــذي كان‬ ‫يعمــل فيــه وقــف روبرتــو الطفــل الــذي كان يبلــغ مــن العمــر ‪ 12‬ربيعــا فــي‬ ‫ذلــك الوقــت أمــام أبيــه وقــال إنــه يؤمــن بأنــه ســيكون العبــا عظيمــا‬ ‫فــي كــرة القــدم مســتقبال‪ ,‬فمــا كان ن ابيــه أوســكار المــزارع ورغــم‬ ‫محاذيــر الفقــر وأوجاعــه إال أن قــال لفتــاه ( اتــرك العمــل واذهــب‬ ‫الــى كــرة القــدم) ‪ ,‬وحينهــا فقــط أرخ روبرتــو أســعد يــوم فــي‬ ‫حياتــه والــذي منــه شــكل قاعــده انطــاق فــي رحلــة مــن نــوع‬ ‫جديــد غيــرت مجــرى مســتقبله‬ ‫فــي قريــه صغيــره تدعــى‬

‫معظــم الفقــراء حيــث جــرت بــه الريــاح االقــدار الــى‬

‫غارشــا تغــرق وســط مزارع‬

‫معمــل للقمــاش‪ ,‬وكان والــداه يالحظــان ويراقبــان عــن‬

‫مــن البــن وتتموضــع علــى‬

‫قــرب نمــو مواهــب ابنهــام حتــى جــاء اليــوم الــذي اطلــق‬

‫اطــراف مدينــة ســاو باولــو‬

‫فيــه والــده يديــه باتجــاه معشــوقته األولــى كــرة القــدم‪.‬‬

‫العريقــه رياضيــا ولــد روبرتــو‬

‫ ‬

‫وعلــى ايقــاع ســمعة والــده اوســكار العطــره في‬

‫كارلــوس ألب وأم مزارعيــن‬

‫مياديــن الرياضــه داخــل القريــه بــدا روبرتو حياتــه الكرويه‬

‫مقارعــة‬

‫مــع نــادي ( يونيــاو ســاو خــواو أر راراس) عــام ‪ 1988‬ليتدرج‬

‫شــظف العيــش حتــى‬

‫ضمــن صفوفــه حتــى وضــع قدميــه علــى ابــواب االحتــراف‬

‫غــروب شــمس كل‬

‫عــام ‪ 1992‬الــذي انتقــل فيــه الــى نــادي بالميــراس ومــن‬

‫يــوم‪ .‬ومــا كاد كارلــوس‬

‫هنــاك بــدأ الصعــود علــى ســلم الشــهره واالضــواء‪.‬‬

‫اعتــادا‬

‫علــى‬

‫يبلــغ الثانيــه عشــره مــن‬

‫دعــي روبرتــو كارلــوس عــام ‪ 92‬ألول مــره فــي حياتــه‬

‫عمــره حتــى انخــرط فــي‬

‫للمنتخــب البرازيلــي األول‪ .‬وعلــى الرغــم مــن خيبــة‬

‫صفــوف العمــل كشــان‬

‫االمــل التــي واجهتــه بعــد هــذه الدعــوه بعــام واحــد فــي‬

‫‪ 25‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫روبرتــو كارلــوس قطــاف زرعــه فــي مياديــن الكــره فنــال‬

‫ممتــع عائلــي وســط حشــد مــن معجبيــه فــي مســقط‬

‫جائــزه ثانــي افضــل العــب فــي العالــم موســم ‪98/97‬‬

‫رأســه‬

‫وكذلــك لقــب افضــل العــب امريكــي منــح له فــي ‪98/10/11‬‬ ‫وكان وقتهــا اول مدافــع يحصــد هــذا اللقــب‪ .‬وعلــى‬

‫النجــاح مســيرة رافقــت روبرتــو فــي مختلــف نواحــي‬

‫الرغــم مــن هــذه االلقــاب التــي بــدا يجنيهــا فــي عهــد‬

‫حياتــه ففــي مدرســة كورونيــل خوســيه ليفــي التــي‬

‫ريــال مدريــد ومــن تعلــق الجماهيــر االســبانيه فيــه اال ان‬

‫حصــل فيهــا علــى شــهادته الدراســيه كان تلميــذا‬

‫روبيرتــو كارلــوس يفضــل العــوده الــى البرازيــل‪ ,‬فكثيــرا‬

‫مجــدا ومتفوقــا حيــث تصفــه معلمتــه مارتــا بيرتانهــا‬

‫مــا صــرح بانــه حالمــا تلــوح فرصــه فــي االفــق فلــن يتــردد‬

‫(( كان متفوقــا ويحصــل علــى درجــات عاليــه فــي مــواده‬

‫فــي حــزم حقائبــه وحــط الرحــال فــي بــاده‪ ,‬وربمــا ينتظــر‬

‫الدراســيه)) وتضيــف مارتــا التــي تقاعــدت عنالتدريــس‬

‫لتحقيــق هــذه الخطــوه اي مبــرر مثــل فســاد عالقتــه‬

‫(( أنــا فخــوره جــدا بــأن تلميــذي اصبــح العبــا عالميــا‪ ..‬ان‬

‫بالجمهــور االســباني حيــث يقــول‪ (( :‬فــي اليــوم الــذي‬

‫قلبــي يخفــق بقــوه فــي كل مــره تقــع فيهــا عينــاي عليــه‬

‫ينقلــب فيــه علــي مشــجعو الريــال ســأغادر‪ ,‬انــا عتمــد‬

‫))‪ .‬ولــم يكــن روبرتــو مجــرد تلميــذ مجتهــد فقــط بــل‬

‫علــى دعــم الجمهــور‪ ,‬وليــس علــى المــال او اي شــيء‬

‫كان فتــى محبوبــا مــن الجميــع ويتمتــع بصفــات جيــده‬

‫آخر))‪.‬وربمــا كانــت رغبتــه فــي البقــاء الــى جانــب امــه‬

‫حيــث تقــول عنــه معلمتــه االخــرى فيرونيــكا ماســكارين‬

‫وابيــه برفقــة زوجتــه وولديــه هــي التــي تقــف خلــف نيتــه‬

‫(( كان صديقــا للجميــع وفــوق هــذا كان دائمــا هــو الــذي‬

‫فــي شــد الرحــال الــى موطنــه حيــث اعتــاد مــع نهايــة كل‬

‫يقــود رفاقــه‬

‫موســم اخــذ اســرته الــى منزلــه فــي راراس لقضــاء وقــت‬

‫إشراق ‪26‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫مــره عــن امتعاضــه مــن مــدرب الفريــق االنجليــزي روي‬

‫فــي مرمــى فرنســا ضمــن مباريــات الــدوره الدوليــه‬

‫هدســون الــذي غيــر مركــزه ووضعــه فــي خــط الوســط‬

‫التــي نظمتهــا االخيــره علــى ارضهــا عــام ‪97‬هدفــا ن‬

‫وهــو المركــز الــذي لــم يــروق لــه‬

‫تســديدة قويــه منمســافة تزيــد علــى ‪ 25‬يــارده التفــت‬

‫ ‬

‫بعــد موســم جــاف مــع االنتــر انتقــل روبرتــو‬

‫بشــكل لولبــي مــن خلــف الحائــط البشــري واســتقرت‬

‫كارلــوس الــى نــادي القــرن فــي اروربــا ريــال مدريــد حيــث‬

‫فــي مرمــى الحــارس العمــاق فابيــان بارتيــز الــذي لــم‬

‫وقــع عقــدا معــه ينتهــي عــام ‪ ,2006‬ومــن أســبانيا هبــت‬

‫يــدر ان الكــره اســتقرت فــي مرمــاه اال بعــد ان راى فرحــة‬

‫نســائم عليلــه علــى رحلتــه‬

‫العبــي البرازيــل بالهــدف‪ ,‬وأحــرز مــع متخــب البرازيــل‬

‫الكرويــه فأحــرز مــع الفريــق‬

‫عــدة انجــازات والقــاب وابرزهــا فضيــة دورة االلعــاب‬

‫الليغــا موســمي ‪96‬و‪97‬‬

‫االولمبيــه فــي اتالنتــا ‪ 96‬وبطولــة كاس امريــكا لألمــم‬

‫وكأس االنديــه االوروبيــه‬

‫‪ 97‬وبطولــة القــارات فــي الســعوديه فــي نفــس العــام‪,‬‬

‫ألبطــال عــام ‪ 98‬وكذلــك‬

‫ودائمــا ماكانــت قدمــه اليســرى اشــبه بمنصــة اطــاق‬

‫تألــق مــع منتخــب بــاده‬

‫الصواريــخ ســفيره لنجاحاتــه وعندمــا ســئل مــره عــن‬

‫وقــدم عروضــا اســتثنائيه‪ .‬لعــل‬

‫الســر فــي قــوة قدمــه اليســرى وتســديداته الصاروخيــه‬

‫أبرعهــا واجملهــا كان هدفــه‬

‫أجــاب ( أنــا اعمــل علــى قدمــي يوميــا حيــث اجهــد فــي‬

‫التاريخــي الــذي اليقبــل التكــرار فــي‬

‫التدريــب ‪ ,‬لكــن الســر االساســي وراء ذلــك هــو التركيــز)‪.‬‬

‫مالعــب الكــره وذلــك عندمــا أحــرز‬

‫فــي ربــوع مدريــد ومــع فريقهــا الريــال جنــى‬

‫ ‬

‫‪ 27‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إشراق ‪28‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫تكنولوجيا إشراق‬

‫مايكروسوفت تطرح ويندوز ‪10‬‬ ‫الصيف المقبل في ‪ 190‬دولة‬ ‫كشــف أحــد مســؤولي مايكروســوفت عن الفتــرة الزمنيــة التي ســتقوم خاللها‬ ‫ ‬ ‫شــركته باإلطــاق الرســمي لإلصــدار الجديــد مــن نظــام تشــغيل وينــدوز‪ ،‬والمزمــع‬ ‫تســميته وينــدوز ‪ ،10‬وهــو االســم الــذي ســيكون خاصــا بالنظــام علــى كافــة األجهــزة‪.‬‬ ‫وقــال تيــري مايرســون‪ ،‬نائــب رئيــس مايكروســوفت لشــؤون أنظمــة التشــغيل‪،‬‬ ‫ ‬ ‫أن وينــدوز ‪ 10‬ســيتم طرحــه رســميا للمســتخدمين فــي ‪ 190‬دولــة حــول العالــم خــال‬ ‫الصيــف المقبــل‪ ،‬وبدعــم لنحــو ‪ 111‬لغــة عالميــة‪.‬‬ ‫وتابــع مايرســون‪ ،‬خــال مشــاركته فــي قمــة‬

‫وكان مايرســون قــد أكــد فــي ينايــر الماضــي أن‬

‫‪ WinHEC‬التقنيــة المقامــة حاليــا فــي الصيــن‪ ،‬أن‬

‫طيلــة العــام األول مــن طــرح نظــام ويندوز ‪ 10‬رســميا‪،‬‬

‫شــركته الزالــت تعمــل علــى تطويــر اإلصــدار الجديــد‬

‫ســيكون متاحــا لمســتخدمي األجهــزة العاملــة‬

‫مــن وينــدوز‪ ،‬وســتطلق خــال الفتــرة القليلــة‬

‫بنظــام وينــدوز ‪ 8.1‬أو وينــدوز ‪ 8‬أو وينــدوز ‪ 7‬أو‬

‫المقبلــة مزيــدا مــن النســخ التجريبــة لــه‪.‬‬

‫وينــدوز فــون ‪ 8.1‬الترقيــة مجانــً إلــى النظــام األحــدث‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫وشــدد نائــب رئيــس مايكروســوفت علــى‬

‫ ‬

‫يذكــر أن تصريحــات مايرســون خــال القمــة‬

‫مــا ســبق وأعلنــه فــي مؤتمــر للشــركة بشــهر ينايــر‬

‫التقنيــة المنعقــدة فــي الصيــن تأتــي بالتزامــن عــن‬

‫الماضــي حــول توافــر اإلصــدار وينــدوز ‪ 10‬للتحديــث‬

‫كشــف مايكروســوفت لمزايــا جديــدة فــي نظــام‬

‫المجانــي حيــن إطالقــه لمئــات المالييــن مــن‬

‫وينــدوز ‪ ،10‬منهــا ميــزة‪ ،‬وينــدوز هلــو‪ ،‬للمصادقــة‬

‫مســتخدمي عــدد مــن اإلصــدارات الحديثــة لنظــام‬

‫باســتخدام الوســائل الحيويــة لتأميــن تســجيل‬

‫وينــدوز ســواء علــى الحواســب أو الهواتــف الذكيــة‪.‬‬

‫الدخــول عبــر طــرق مثــل الوجــه أو بصمــة العيــن أو‬ ‫بصمــة االصبــع‪.‬‬

‫‪ 29‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫ثــم تصــرخ بصــوت عــال‪...‬الال أفضــل المــوت مــن أن‬

‫أعــز رفاقــه قتله‪...‬عندمــا كانــا يتمازحــان صــار صديقــه‬

‫أصبــح مشــوها‪...‬تخيل أنــه كلمــا نظــرت إلــى أمــك‬

‫يمازحــه بالســاح‪...‬وبالخطأ خرجــت منــه رصاصــة و‬

‫تقــول فــي دواخلــك ربمــا هــذه آخــر مــرة أرى فيهــا‬

‫أخترقــت صــدر أخــي وخرجــت منــه وأخــذت معهــا‬

‫وجهها‪...‬وعنــد كل صــاة وبعــد كل دعــاء تتخيــل‬

‫أشــاء قلبه‪...‬وروحــه أيضا‪...‬توفــي فــي ذات اللحظــة‬

‫أنهــا ربمــا آخــر صــاة لك‪...‬تخيــل أن تتحســر علــى‬

‫التــى الزالــت إبتســامته لصديقــه تعتلــي وجهــه‬

‫نفســك بنفسك‪...‬وتســتبق موتك‪...‬األعمــار بيــد‬

‫إلــى أن ذابــت بســمته منــه بقطــرات دمــه الدافئــة‪...‬‬

‫اهلل أعلــم ذلــك ‪...‬ولكنــك تصــل الــى أعلــى درجــات‬

‫متاكــدة أن جملــة (خــرج ولــم يعــد) ســمعتها‬

‫اليأس‪...‬أحالمــك التــي الحــدود لهــا إســتمرت فــي‬

‫كثيرا‪...‬كلنــا نعرفهــا ونســمعها ربمــا كل يــوم‪...‬‬

‫التقلــص إلــى أن أصبــح حلمــا واحدا‪...‬هــو أن تعيــش‬

‫ولكنــك لــن تعــرف مــدى قســاوتها إال عندمــا يكــون‬

‫فــي ســام فــوق أرض متماســكة أطرافهــا ‪...‬أرض‬

‫ذلــك الــذي خــرج قــد خــرج مــن عتبــة منزلك‪...‬وأنــه‬

‫ســقي زرعهــا بالمــاء ليــس بالدم‪...‬وفــي أشــد حــاالت‬

‫يكــون أبــاك!!!‪..‬‬

‫بؤســك هــذه تتذكــر همومــك الســابقة‪...‬ربما أردت‬

‫ورغــم كل مايحــدث معــك أنــت تــازم مكانك وترضخ‬

‫ســيارة أحــدث ‪...‬أو تشــاجرت مــع أحــد و لــم تســتطع‬

‫للواقــع ألنــه ليــس لديــك وطــن يأويك‪...‬وطــن لــم‬

‫النــوم طــوال الليل‪...‬وتضحــك علــى نفســك ‪,‬‬

‫يمنحــك حتــى حــق أن تدفــن فــوق ترابــه!! ‪...‬واآلن‬

‫يــا لســخافتها‪...‬أن تفقــد أخــاك فــي لمــح البصــر‬

‫دورك فــي الحديث‪...‬لمــاذا أصبحــت تكــره حياتــك؟؟‬

‫‪...‬ستســألني كيف؟ومــن قتله؟‪...‬ســأقول لــك أن‬

‫إشراق ‪30‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫إبداعات أدبيه‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫أمال مختار وداعه‬

‫خرج و لم يعد‬

‫أريــدك أن تخبرنــي ياصديقــي لمــاذا أصبحــت تكــره حياتــك هكذا؟ماهــي أكبــر‬ ‫ ‬ ‫همومك؟ولكــن قبــل أن تخبرنــي أريــدك ان تســتمع إلــى قصتــي وكيــف أعيــش الــى‬ ‫اآلن‪....‬‬ ‫تخيــل معــي أن تعيــش غريبــا فــي بــاد أصبحــت تــكاد أن تصبــح غريبــة فــي عيون‬ ‫ ‬ ‫أبنائهــا مــن شــدة الدمــار الــذي ذاقته‪...‬تخيــل أن تمشــي بخطــا مكســورة فــوق أرض‬ ‫تمزقــت فوقهــا آالف األرواح‪...‬وأن يســألك ابنائهــا لمــاذا الزلــت تعيــش معنــا إذهــب إلــى‬ ‫وطنك‪...‬عــد إليه‪...‬ولكنهــم اليعلمــون أن وطنــي مكســور ايضــا وأن قلبــي تمــزق مــع‬ ‫أول روح ســفكت دمائهــا فــوق ترابــه هدرا‪...‬هــم اليعلمــون كيــف يكــون اإلحســاس‬ ‫بــأن تعيــش غريبــا فــي بلــد بعــد أن كــدت تحــس أنــك وجــدت فيهــا موطنــا آخــر لــك‬

‫ ‬

‫و تــكاد تشــعرباألمان فيــه تــراه ينهــار أمامــك‬

‫وتدمــي قدميــك مــن الذهــاب كل يــوم إلــى تعزيــة‬

‫وتشــاهد هذا البلد يحتضر‪...‬تخيل أن تجد نفســك‬

‫أهــل شــهيد أو قتيــل و أن تتعــب مــن مواســاة‬

‫فجــاة تعيــش فــي حــرب لــم تعلــم كيــف بــدأت‬

‫أم إبنهــا مفقــود ‪...‬كلمــا رن جــرس الهاتــف كنــت‬

‫ومتــى ســتنتهي‪...‬أن تبكــي حرقــة عليهــا وتبكــي‬

‫تخــاف أن تســمع أن أحــد أعزائــك قــد توفي‪...‬تخيــل‬

‫حرقــة علــى نفســك‪...‬تخيل أن تكــون حبيســا‬

‫أن تنتظــر موتــك بالثوانــي‪...‬وأن تجــول بفكــرك إلــى‬

‫لجــدران منزلــك تنــام وتســتيقظ علــى أصــوات‬

‫أن تتخيــل كيــف ســتموت‪...‬هل برصاصــة طائشــة؟‬

‫الرصــاص والقنابــل ‪...‬و أصــوات إرتطــام الجثــث علــى‬

‫فالقتــل والمشــاجرات‬

‫أصبحــا فــي كل زاويــة‬

‫األرض‪...‬تخيــل أن تعيــش بــا كهربــاء بــا بتــرول بــا‬

‫وشــارع‪...‬أم ربمــا ســينهدم ســقف منزلــك و أنــت‬

‫خبــز ‪...‬أن تطبــخ طعامــك علــى الحطــب!!!‪....‬ال مــاء‬

‫نائــم بصــاروخ قــراد‪...‬أو ربمــا تقتحــم منزلــك عصابــة‬

‫ال هــواء ال أمــان فقــد إختنــاق وذعــر و ألــم التعلــم‬

‫مــا وترميــك قتيــا‪...‬أو ربمــا تصيبــك شــظية تختــرق‬

‫أيــن مكانــه فقــط يحتويــك كلك‪...‬تخيــل أن تتعــب‬

‫قلبــك أو قــد تتــأذى أحــد أطرافــك وتفقدهــا‪...‬‬

‫‪ 31‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬ ‫يهــب كل علمــاء النفــس و خبــراء التنميــة البشــرية و كل ذي قمــة و قيمــة فــي‬ ‫كثيــرة ًيســببه ‪ ،‬يجــب أن ً‬ ‫بحــق فيهــا ‪.‬‬ ‫العالــم لمحاربــة هــذا الوبــاء ‪ ،‬الــذي يعيــق األجيــال أن تًعمــر األرض و تكــون خليفــة‬ ‫ٍ‬ ‫مــرض تتنــوع أعراضــه و أســبابه ‪ ،‬إال أن تبعاتــه واحــدة ‪ ،‬و نهايتــه معروفــة ‪ ،‬و بالنســبة لعالجــه فإنــه قــد‬ ‫يختلــف ‪ ،‬و يمكننــي أن أعبــر عنــه فــي جملــة قصيــرة ‪ ،‬و هــي أن ذات القلــب الــذي أرتعــد و أرتجــف يمكنــه أن‬ ‫يثبــت و يهــدأ ‪ ،‬و ذات األقــدام التــي ركضــت بعيــدا ‪ ،‬يمكنهــا أن تعــدو لألمــام ‪ ،‬هــذه هــي الحيــاة ‪ ،‬ميــدان‬ ‫لمواجهــة الخــوف ‪ ،‬جــرب أن تخــوض أولــى المعــارك ‪ ،‬لتجــد أن عــدوك قــد إستســلم و خضــع لســلطانك ‪.‬‬ ‫ ‬

‫حصنوا قلوبهم منه منذ البداية ‪.‬‬ ‫ليس الجميع ٌمجبر على مواجهته ‪ ،‬فاألذكياء منّا قد ّ‬

‫ ‬

‫أخبــروا القادميــن و المقبليــن علــى الحيــاة و الراغبيــن بفرصــة أخــرى ‪ ،‬أنــه و كمــا أن لــكل مــرض‬ ‫لــذا ‪ِ ،‬‬ ‫مقدمــات لحلولــه ‪ ،‬فالخــوف ال يختلــف عــن ذلــك ‪ ،‬فإننــا عندمــا ننــام دون غطــاء يدفئنــا ‪ ،‬نصــاب باإلنفلونــزا و‬ ‫مــا يشــابهها ‪ ،‬و الــوزن الزائــد يســبب أمراضــا قلبيــة ‪ ،‬و التعــرض لألدخنــة ُيفســد الرئــة ‪ ،‬و المشــروبات الغازيــة‬ ‫تلــوث الكلــى و الكبــد ‪ ،‬عندمــا نعيــش فــي فوضــى فــي أي ركــن مــن أركان الحيــاة فإننــا نتعــب فيــه ‪ ،‬حتــى‬ ‫الفواكــه عندمــا نقطعهــا و نتركهــا أو نزيــل قشــرتها عنهــا ‪ ،‬تتعفــن ‪.‬‬ ‫و العقــل ‪ ،‬ســ ّيد الطبيعــة ‪ ،‬عندمــا ًيتــرك دون توجــه و دون قيــم و مبــادئ تدفعــه لإلســتمرار ‪ ،‬فــإن ذلــك‬

‫ـدات و إســتراتيجيات‬ ‫يعطلــه ‪ ،‬ألنــه يجهــل الســبب الــذي يجعلــه يبــدأ ‪ ،‬و يجهــل الخطــوات ‪ ،‬و ال يملــك معـ ّ‬ ‫ـدب فيــه فــا يملــك إال أن يســتأصل أحالمــه لكــي‬ ‫تحميــه و ِّ‬ ‫تؤمنــه ‪ ،‬فيتوقــف ‪ ،‬حتــى يســتحوذ عليــه الخــوف و يـ ُّ‬ ‫ينجــو منــه ‪.‬‬ ‫ـدات هجومكــم و خطــط‬ ‫وفــروا ألنفســكم مــا يحميكــم مــن الخــوف ‪ ،‬وأنشــئوا مياديــن حياتكــم و معـ ّ‬

‫ ‬

‫ـب فيحتلــه هــو ومــن معــه مــن ا ٍألســباب ‪ .‬يجــب أن‬ ‫دفاعكــم ‪ ،‬فالخــوف مثــل أي شــعور ‪ ،‬يجــد فراغــا فــي القلـ ِ‬ ‫يجــد المضــاد منهــا لكــي ُيــردع و يطــرد ‪ ،‬و حينهــا فقــط ‪ ،‬يصبــح الخــوف مصــدر قــوة ‪.‬‬ ‫و أخيــرا ‪ ،‬أكثــر مــا يدفــع الخائفيــن المذبذبيــن ألن ًيشــفوا ‪ ،‬هــو عندمــا يــرون العمــر الــذي يســرقه هــذا‬

‫ ‬

‫ـن يمــوت ‪ ،‬كأنــه لــم يولــد ‪ ،‬لمجــرد أنــه خــاف ‪ ،‬أن يتقــدم خطــوة إلــى األمــام ‪.‬‬ ‫المــرض مــن اإلنســان ‪ ،‬فتجــده حيـ َ‬

‫إشراق ‪32‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫إبداعات أدبيه‬

‫مذكرات خائف‬

‫بقلم الكاتبة‬

‫لينا السماني‬

‫عندمــا إعتليــت مناصــب األحــام ‪ ،‬هددنــي محاميهــا الخــاص ‪ ،‬المدعــو بالحماس‬ ‫ ‬ ‫‪ ،‬بأننــي إن تراجعــت ‪ ،‬ســأزج فــي الســجن ‪ ،‬بتهمــة وعــود بــا رصيــد ‪ ،‬و خيانــة أمانــة ‪ ،‬و‬ ‫إســتخدام غيــر شــرعي لقدراتــي ‪ ،‬لذلــك قــررت أننــي عندمــا أنــوي البــدء فإنني سأســتمر‬ ‫‪ ،‬و لــن أنســحب ‪ ،‬بحكــم أن مــا أهــرب منــه و مــا أهــرب إليــه هــو شــئ واحــد ‪ ،‬الســجن ‪.‬‬

‫ ‬

‫‪ ,‬أنــا مجــرد بقــاء يشــبه أي بقــاء فــي الكــون إال البقــاء‬

‫مــا الفــرق بيــن ســجن الخــوف ‪ ،‬و ســجن الـــ‬

‫البشــري ‪ ،‬الــذي ينتــج و يصنــع ‪.‬‬

‫(ال معنــى) للحيــاة الــذي تهددنــا بــه أحالمنــا إن‬ ‫ـجان ‪ ,‬خوفــي‬ ‫تركناهــا ‪ ،‬كالهمــا واحــد باختــاف السـ ّ‬

‫ ‬

‫مــن األول يدفعنــي للتراجــع و تــرك كل شــئ ‪ ،‬و‬

‫أدرك ‪ ،‬أنــه ســيأتي يــوم يبعدنــي عن‬

‫خوفــي مــن األخيــر يدفعنــي لمواجهــة الخــوف األول‬

‫كل مــا يريحنــي ‪ ،‬و ذلــك فــي أول‬ ‫جبــرت فيهــا علــى فــراق‬ ‫مــرة ُأ ِ‬

‫الــذي ســأختبئ فيــه ‪ .‬إن نويــت البقــاء دون حــراك‬

‫أمــي و بيتــي و ألعابــي مــن أجــل‬

‫بســبب فقدانــي للشــجاعة ‪ ،‬فإننــي ســأفقد معنــى‬

‫المدرســة ‪.‬هــل كان هــذا الوعــي‬

‫حياتــي ‪ ،‬و إن قــررت اإلنطــاق ‪ ،‬فإننــي ســأظل خائفــا‬

‫يتطلــب مجهــودا كبيــرا‬

‫‪ ،‬و لــن أشــعر بمتعــة الســير فــي طريــق الوصــول‬

‫منــي ! مالــذي دفعنــي‬

‫إلــى أهدافــي ‪.‬القضبــان موجــودة فــي كل زاويــة فــي‬

‫إلــى إنتظــار انتهــاء‬

‫حياتــي مــا دمت متمســكا بالخــوف ‪ .‬و منطقة األمان‬

‫اليــوم الدراســي بــكل‬

‫فــي عقلــي ‪ ،‬و التــي خلقــت لحمايتــي ‪ ،‬أصبحــت‬

‫قلــق و شــوق ‪ ،‬رغــم‬

‫تقيدنــي ‪ ،‬و تحظــر عنــي التجــول فــي عمــري ‪ ،‬و‬

‫علمــي أننــي ســأعود إليــه‬

‫ـت لكــي أخوضهــا ‪.‬‬ ‫تحرمنــي مــن عيــش تجــارب خلقـ ُ‬

‫مــن جديــد ‪.‬‬

‫‪ ،‬علــى أي حــال ‪ ،‬مــا ســأهرب منــه ســأجده فــي الجحــر‬

‫أنــا و ألننــي خائــف ‪ ،‬ال أنفــذ مهمتــي و ال أؤدي واجبــي‬

‫ ‬

‫منــذ طفولتــي ‪ ،‬كان علــي أن‬

‫ـان‬ ‫الخــوف الــذي يشــبه الفقــر ‪ ،‬و فــي أحيـ ِ‬

‫‪ 33‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫أشعار إشراق‬

‫بيني وبينك قداحة‬ ‫تطفئ سيجارتك أشتعل أنا‬ ‫تنفث دخانك أشعر بالدفء‬ ‫تنفض رمادها أرتعش‬ ‫وأتساقط رعشات‬ ‫وقبالت‬ ‫ونيكوتين‪..‬‬ ‫مكرهة‬ ‫أنسكب أمامك كوب حنين‬ ‫وأنشــطر نصفيــن كبيــت‬ ‫شــعر‬ ‫وكأنثي بين ذراعي رجل ‪..‬‬

‫بيني وبينك قداحة‬

‫نصوص شعرية‬ ‫مطيعــه محمد أحمد‬

‫دقات القلب ‪...‬‬ ‫بعد منتصف العمر ‪....‬‬ ‫مهترئة ‪....‬‬ ‫موجعة ‪..‬‬ ‫كشريان يهم بإستقبال جلطة دموية‬ ‫‪...‬بعيدة‬ ‫كطيف الحبيب ‪...‬‬ ‫قوية ‪..‬‬ ‫كشكة سكين في خاصرة الفجيعة ‪...‬‬ ‫تعبة‬ ‫كشجرة صبار عجوز أنا ‪...‬أمامك‬ ‫مرهقة‬ ‫كتبلدية منحوتة الجوف ‪..‬‬ ‫مصفرة االوراق ‪....‬‬ ‫أنا فقط أنثي ملت دور أن تكون االنثي‬

‫هــل يمكــن أن نتــرك كل‬ ‫هــذا الجنــون جانبــا" ونتحــدث‬ ‫كراشــدين‬

‫‪....‬؟‬

‫أعنــي أن أقفــز علــي صــدرك‬ ‫كفراشــة‬

‫وتتلقفنــي‬

‫يــداك‬

‫كصيــاد ماهــر ‪...‬‬ ‫ونقــع فــي الخطيئة معــا كفنجان‬ ‫قهوة وقطعة ســكر ‪‬‬.....‬‬ ‫ليمــأ الفــراغ الــذي فــي قلبــه ‪..‬‬ ‫قــرر حشــوه بعشــرات النســاء ‪..‬‬

‫بيين وبينك قداحة‬ ‫إشراق ‪34‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫بدأ بها ‪..‬‬ ‫إمتأل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫تصميم‬

‫عمــار عبد المنعم‬

‫إشراق الكوميديا‬

‫‪ 35‬إشراق‬


‫مجلة إشراق‬

‫إشراق المواهب هي مساحة لعرض مواهبكم و‬ ‫إبداعاتكم و مشاركتها مع القراء و تنمية تلك المواهب‬ ‫شعر أو تصميم أو تصوير أو أي شكل من أشكال الفن‬ ‫واإلبداع‪ ......‬للراغبين في المشاركه إرسال مشاركاتهم‬ ‫عبر البريد اآلتي‪-:‬‬

‫‪ishraag_malaysia@live.com‬‬ ‫‪ishraqmagazine@gmail.com‬‬ ‫أو إرسالها عبر صفحة الفيسبوك‬ ‫‪www.facebook.com/ishragmagazine‬‬

‫إشراق ‪36‬‬

‫إ شـــر ا ق جيـــل يضيـــئ ا لمســـتقبل‬

‫العدد الثامن | ‪15/3/2015‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫كل الشكر لكل من أهدونا من وقتهم الثمين‬ ‫إلنجاح هذا العمل الذي نطمح أن يكون رسوال منا‬ ‫يستبشر به سوداننا الحبيب بجيل يضيئ المستقبل‬

‫فريق العمل‬ ‫رئيس المجلة‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫رئيس التحرير‪:‬‬ ‫محمد فخرالدين محمد الطيب‬ ‫التصميم ‪:‬‬ ‫حسام عباس إبراهيم‬ ‫عمار عبدالمنعم‬ ‫المراجعة اللغوية و التدقيق اإلمالئي ‪:‬‬ ‫محمد فخرالدين محمد الطيب‬

‫‪Twitter: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪Instagram: @ishraq_magazine‬‬ ‫‪facebook.com/ishragmagazine‬‬ ‫‪ 37‬إشراق‬


‫التربية‪ ،‬التعليم‬

‫والشخصية‬

‫مجتمعنــا‬

‫ماذا نريد من مجتمعنا‬

‫لنتغير و نغير‬ ‫ما حولنا‬

‫برا النص‬

‫بيني وبينك قداحة‬ ‫تطفئ سيجارتك أشتعل أنا‬ ‫تنفث دخانك أشعر بالدفء‬ ‫تنفض رمادها أرتعش‬ ‫وأتساقط رعشات‬ ‫وقبالت‬

‫مذكرات خائف‬ ‫خــرج و لم يعد‬

‫رسوم مغادرة‬

‫مــن جديد العودة إلى زمن‬

‫ترشيح الزوجات‬

‫زول في الغربة‬ ‫مطارات الوداع‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.