Diwar-21

Page 1

Ez kurdistanî me

Pakrewanê strana kurdî me!

2020 ‫حزيران‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫مجلة ديوار‬


‫ُ‬ ‫اغتيال الموسيقى الكردية في تركيا‬ ‫ساروخان السينو‬

‫يف التســعينيات مت رضب رجــل ُكــردي ســبعيين يف مدينــة‬ ‫الكرديــة التابعــة للجــزء ُ‬ ‫الدرابســية ُ‬ ‫الكردســتاين امللحــق‬ ‫بســوراي الحديثــة‪ ،‬والســبب ببســاطة اللبــس ُ‬ ‫الكــردي‪،‬‬ ‫ألن ذلــك يعتــر خطــر عــى املجمتــع ويثــر شــغف الجماهــر‬ ‫وبذلــك يضــع الحكــم يف ســوراي يف أزمــة‪ ،‬هــذا يف أروقــة‬ ‫النظــام! الوضــع يف تركيــا ال تختلــف عــن جارهتــا ســوراي‪،‬‬ ‫لكــن هنــاك‪ ،‬أي يف تركيــا‪ ،‬تجــاوز األمــر مــن الــرب إىل‬ ‫الطعــن ابلســكاكني ومث القتــل‪ ،‬الجوهــر نفســه‪ ،‬العناويــن‬ ‫واألمكنــة تختلــف‪ ،‬لكــن املســألة واملمضــون واحــد‪،‬‬ ‫الضحيــة ُكــردي‪ ،‬مالــك اللبــس ُيــرب ُ‬ ‫ويعتقــل‪ ،‬وصاحــب‬ ‫املوســيىق ُيقتــل يف دولــة الســكاكني‪ُ ،‬هنــاك‪ ،‬حيــث لغــة‬ ‫الســكاكني حــارضة حــى يف جلســات الربملــان‪.‬‬ ‫الدولــة الغارقــة يف العنرصيــة‪ ،‬ال فــرق وال ألــوان‬ ‫للعنرصيــة‪ ،‬مثلمــا قامــت مجموعــة البيــض مــن الرشطة‬ ‫يف الــوالايت املتحــدة األمريكيــة بقتــل أفريقــي مــن‬ ‫الجنســية األمريكيــة بــدم ابرد يف وســط الهنــار بســبب‬ ‫برشتــه الســوداء‪ ،‬ففــي تركيــا ُيقتــل ُ‬ ‫الكــردي ألنــه مســع‬ ‫املوســيىق ابللغــة األم‪ ،‬املوســيىق الــي تغلــب ُ‬ ‫الكــردي‬ ‫حــى لــو كان تحــت حكــم الســكني والكلبجــة واملشــانق‪.‬‬ ‫أيخــذ معــاه موســيقاه وعلبــة التبــغ يف صباحاتــه الغــر‬ ‫املعروفــة إىل أيــن ممكــن ان يقــي يومــه‪ ،‬وأحيـ ً‬ ‫ـاان ينهتي‬ ‫بــه املطــاف يف غياهــب الســجون أو قتلــه بهتــم ابطلــة‪،‬‬ ‫حــى القــدر يقــف ضــده أمــام حقوقــه املرشوعــة!؟‬

‫املتفشــية يف تركيــا منــذ وبعــد الخالفــة العمثانيــة‪ .‬مل‬ ‫تتغــر الرؤيــة واملمارســة‪ ،‬بــل العكــس‪ ،‬زادت مــن حدهتــا‪،‬‬ ‫إغــاق املــدارس الــي ُتــدرس ُ‬ ‫الكرديــة وإزالــة الالفتــات‬ ‫ذات طابــع ُكــردي‪ ،‬وتفقــر املنطقــة حيـ ُ‬ ‫ـث الوجــود ُ‬ ‫الكــردي‬ ‫وتغيــر دميغرافيهتــا وترتيكهــا‪ ،‬كمــا الحــال اآلن‪ ،‬تقــوم‬ ‫بحملهتــا يف عفريــن ُ‬ ‫الكرديــة ‪ُ /‬كردســتان ســوراي‪.‬‬ ‫ان مقتــل هشيــد املوســيىق ُ‬ ‫الكرديــة يف ‪ 1‬حزيــران ‪2020‬‬ ‫ً‬ ‫عامــا» مــن أبنــاء مدينــة آغــري‬ ‫«ابريــش تشــاكان ‪20 -‬‬ ‫ُ‬ ‫متطرفــن أتــراك مــن منظمــة «الــذائب‬ ‫الكرديــة‪ ،‬عــى يــد‬ ‫ّ‬ ‫الرماديــة» والــي مــن شــعاراهتا وتطبيقهــا عــى أرض‬ ‫الواقــع‪ ،‬التفــوق العــريق لألتــراك‪ ،‬واملعروفــة مبعــاداة‬ ‫القوميــات األخــرى ُ‬ ‫كالكــرد واألرمــن واليواننيــن وغريهــم‪،‬‬ ‫التابعــة لحــزب الحركــة القوميــة‪ ،‬مــن المييــي املتطـ ّـرف‪،‬‬ ‫حليفــة رأس النظــام الــريك‪ ،‬وذلــك يف حديقــة ابلقــرب‬ ‫ً‬ ‫طعنــا ابلســكاكني حــى‬ ‫مــن مزنلــه يف العامصــة أنقــرة‬ ‫املــوت‪ ،‬بدوافــع عنرصيــة بحتــة‪ ،‬وابريــش يعــي ابللغــة‬ ‫ُ‬ ‫حيــث ال ســام لدهيــم‪ ،‬يضــاف إىل‬ ‫الرتكيــة «الســام»‪،‬‬ ‫سلســلة الجــرامئ الــي ترتكهبــا الدولــة الرتكيــة بحــق‬ ‫أبنــاء الشــعب ُ‬ ‫الكــردي‪ ،‬وإىل قامئــة جرامئهــا ككل‪ ،‬املتفوقــة‬ ‫ابلجــرامئ واألغتيــاالت ودعــم املتطرفــن ضــد أبناء الشــعب‬ ‫ُ‬ ‫الكــردي ومطالــي الحقــوق املرشوعــة‪.‬‬

‫ان املمارســات الــي تقــوم هبــا تركيــا ضــد الشــعب ُ‬ ‫الكــردي‬ ‫ّ‬ ‫مســتبد وســلب‬ ‫وقوميــات وأداين أخــرى لدهيــا بشــكل‬ ‫الحقــوق واألضطهــاد هــو مــرض قــدمي مــن األمــراض‬ ‫مجلة ديوار‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫لنجعل‬ ‫من ‪ 1‬حزيران‬ ‫يوم املوسيىق ُ‬ ‫الكردية‬ ‫ً‬ ‫عنواان للسالم‬ ‫وليكن‬ ‫يف وجه الحكومات‬ ‫الدكتاتورية‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫نحــن إلــى أيــن ‪!,,,‬؟‬ ‫ال ميكنن��ا جت��اوز اخلط��ر املاث��ل‪،‬‬ ‫ودرء م��ا ق��د حتمل��ه االي��ام املقبل��ه اذا‬ ‫ا�س��تمر خط ��أ التقدي��ر والتجاه��ل‪.‬‬ ‫احلقيق��ة ان ال�ش��عب الك��وردي مقي��د‬ ‫بال�سال�س��ل وانه��ا مقبل��ة عل��ى �أ�س��و�أ‬ ‫املراح��ل وحمك��وم عليه��ا بالتجزئ��ة‬ ‫والت ��آكل طامل��ا بق��ي ه��ذه االح��زاب‬ ‫ُ‬ ‫الكردي��ة الذي��ن حطم��وا الرق��م‬ ‫القيا�س��ي يف التخ��اذل وقدم��وا فرو���ض‬ ‫الطاع��ة والتن��ازل ع��ن مق��درات ال�ش��عب‬ ‫بالكام��ل ملَ��ن غ��زا بجي�ش��ه الغ��ادر يف‬ ‫عفري��ن و�س��رى كاني��ه وك��رى �س��بي‬ ‫وفر���ض هيمنت��ه ب�ش��تى الو�س��ائل‪،‬‬ ‫و�ش��دد قب�ضت��ه عل��ى اخل��ارج والداخ��ل‬ ‫و�سط �صمت احزابنا املتهالك واختفاء‬ ‫�أ�ص��وات قادتن��ا الفطاح��ل الذي��ن‬ ‫�صدعون��ا يف املحاف��ل الدولي��ة باحلدي��ث‬ ‫ع��ن البط��والت واملَراج��ل و�صدمون��ا‬ ‫بت��وايل الهزائ��م وامله��ازل وتربي��ر م��ا‬ ‫ال يقبل��ه العاق��ل لي�س��تمر خل��ط االوراق‬ ‫ومتجي��د مواقفه��م يف امل ��آدب واحلف�لات‬ ‫ويتوق��ف ط� ُ‬ ‫�رق �أب��واب التف��ا�ؤل باع��ادة‬ ‫بناء �صرح الأوائل خ�صو�صا وان اكرث‬ ‫الدالئ��ل ت�ش�ير اىل �أن قادتن��ا الأفا�ض��ل‬ ‫غ�ير معني�ين بالدم��ار احلا�ص��ل يف مناطقنا‬ ‫والبحج��م اخل��راب الهائ��ل بع��د ق�ص��ف‬ ‫الطائ��رات والراجم��ات املُ��دن بالقناب��ل‬ ‫وتدم�ير الأحي��اء ال�س��كنيه واملن��ازل‬ ‫ف��وق ر�ؤو���س االطف��ال والعج��ز ناهي��ك‬ ‫ع��ن التهدي��د املتوا�ص��ل ال��ذي يطلق��ه‬ ‫الع��دو الط��وراين والفار�س��ي والعرب��ي‬ ‫ال�ش��وفيني واملعار�ض��ة الداع�ش��ية‬ ‫باللج��وء اىل �ش��تى الو�س��ائل الوح�ش��يه‬ ‫ب�إنهائن��ا وازالتن��ا م��ن الوج��ود و�س��عيه‬ ‫لتحقي��ق الإب��اده اجلماعي��ة لل�ش��عب‬ ‫ُ‬ ‫الك��ردي دون النظ��ر اىل القوان�ين‬ ‫والقي��ود ويف ظ��ل تقاع���س املنظوم��ة‬ ‫الدولي��ة‬ ‫لق��د متك��ن الع��دو م��ن الدخ��ول واحت�لال‬ ‫الأر���ض بالعر���ض والط��ول‪ ،‬ع�بر �أب��واب‬ ‫مجلة ديوار‬

‫الرتحي��ب والقب��ول الت��ي عجل بفتحها‬ ‫الذي��ول وايت��ام االنظم��ه الدكتاتوري��ه‬ ‫وال�ضح��ك عل��ى العق��ول ودب ال�ش��عب‬ ‫يف ح��رب غ�ير متكافئ��ه وتهج�ير �ش��عب‬ ‫ب�أكمل��ه حت��ت ذرائ��ع وهمي��ة و�ش��عارات‬ ‫براقة وتوا�صل الرتاجع غري املعقول‬ ‫نح��و غياه��ب امل�ص�ير املجه��ول �أم��ام‬ ‫براب��رة الع�ص��ر وم�صا�ص��ي الدم��اء‬ ‫واملغ��ول‪.‬‬ ‫فم��ا ه��و م�صرين��ا‪ ،‬اذا كان قادتن��ا‬ ‫غ�ير مهيئ��ون وع��ن م�أ�س��اة �ش��عبهم ال‬ ‫يتورع��ون ومب�ص�ير الن�س��اء واالطف��ال‬ ‫ال يعبه��ون وعل��ى �ش��عبهم يتكاب��رون‬ ‫ويجح��دون وبامللي��ارات ي�س��رقون‬ ‫وينهب��ون ويدفع��ون ولني��ل ر�ض��ا‬ ‫اتباعه��م يت�س��ابقون وم��ن اج��ل‬ ‫م�صاحله��م ينحن��ون ول��كل الت�س��هيالت‬ ‫لتجوي��ع �ش��عبهم يقدم��ون‪.‬‬ ‫وب�س��بب قي��ادات الرتاج��ع والإنهي��ار‪،‬‬ ‫الذي��ن انحرف��وا ع��ن امل�س��ار‪ ،‬و�س��لكوا‬ ‫طري��ق اخل��زي والع��ار‪ ،‬بتربيره��م‬ ‫احت�لال املناط��ق للرباب��ره‪ ،‬وحتالفه��م‬ ‫م��ع عم�لاء لقت��ل ال�ش��عب الربي��ئ‬ ‫وع��ن او�ض��اع املخيم��ات والالجئ�ين‬ ‫ال يئبه��ون وت�ش��ريد مئ��ات االالف يف‬ ‫ب��راري الك��ون جائع��ون و�صامت��ون‪ ،‬اىل‬ ‫مت��ى وانت��م يف خالفاتك��م جاح��دون‪.‬‬ ‫ويف اخلت��ام‪ :‬ن��داء ل��كل مثق��ف وادي��ب‬ ‫و�ش��اعر ومنا�ض��ل م��ن ال�ش��عب ُ‬ ‫الك��ردي‬ ‫املخل���ص وال�صام��د‪ ،‬اعلم��وا ان عدون��ا‬ ‫واح��د‪ .‬ال��ذي اعل��ن احل��رب ع��ل �ش��عبنا‬ ‫وه��ذه لي���س حرب��ه االول واالخ�ير‪،‬‬ ‫الت�صدق��وه عندم��ا يق��ول ان��ه يح��ارب‬ ‫االره��اب‪ ،‬النه��م ه��م م��ن دعم��و االره��اب‬ ‫وفتح��و مطاراته��م ل��كل ارهاب��ي الع��امل‬ ‫وقتل��و وفج��رو و�س��جنو وهج��رو‬ ‫وزرع��و االلغ��ام‪ .‬ودب��و االر���ض ف�س��ادا‬ ‫مبوازان��ات دولي��ه وحت��ت انظ��ار كل‬ ‫ال��دول املتخاذل��ة‬ ‫العدد الواحد والعشرون‬

‫ل��ذا عل��ى ابن��اء ال�ش��عب ُ‬ ‫الك��ردي ب��كل‬ ‫اطيافه��م واحزابه��م وتنوعاته��م‪.‬‬ ‫ان يتح��دوا ي��دا واح��ده �ض��د اي �أذ‬ ‫�أذي��ه حزبي��ه واال�س��تفراد بال�س��لطه‬ ‫والهيمن��ه الت��ي اليقبله��ا اح��دا منك��م‬ ‫وال ت��رى اال نف�س��ها وع��ل انه��ا تزع��م‬ ‫ان ال�ش��عب اختاره��ا لتحك��م م�ص�ير‬ ‫ال�ش��عب‪.‬‬ ‫الوط��ن للجمي��ع وم��ن ح��ق اجلمي��ع‬ ‫الدف��اع عنه��ا‪ ،‬اىل جمي��ع ال�ش��رفاء م��ن‬ ‫ابن��اء ه��ذا ال�ش��عب الك��وردي اجمع��وا‬ ‫كلمتك��م م��ن اج��ل توحي��د ال�ص��ف‬ ‫الك��وردي يف ه��ذه املرحل��ة امل�صريي��ة‬

‫محمــد عبدالكريــم‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫�ارزة عل��ى �س��احتِنا ُ‬ ‫�رة ب� ً‬ ‫احلزبي� ُ�ة ظاه� ً‬ ‫�بر ظاه� ُ‬ ‫ِ‬ ‫ال�س��ور َّي ِة ‪،‬‬ ‫�قاقات‬ ‫�رة االن�ش�‬ ‫َّ‬ ‫تُعت ُ‬ ‫الكردِ َّي� ِ�ة ُّ‬ ‫حتَّ ��ى �أ�صبح� ْ�ت ظاه� ً‬ ‫�رة رئي�س� َّ�ي ًة كم��ا �ش��اهدناها �س��ابق ًا ‪ ،‬و يف الآون��ة الأخ�يرةِ ‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ظاهرة‬ ‫االنشقاقات‬ ‫َّ ُ ُ ِ َّ‬ ‫ردي ِة‬ ‫الحزبية الك ِ‬

‫�رج ال َف� ُ‬ ‫ت�س� ُ‬ ‫�بر حت� َ�ت‬ ‫�اءلت يف نف�س��ي ‪ :‬مل��اذا عندم��ا يخ� ُ‬ ‫�بر روي��د ًا روي� ً�دا ‪ ،‬يك ُ‬ ‫�رخ م��ن البي�ض� ِ�ة يك ُ‬ ‫�ترك َّ‬ ‫�ال بع���ض احلزب ِّي�ين �إذا �أ�صب� َ�ح ق��ادر ًا عل��ى امل�ش��ي ‪ ،‬ف�إ َّن� ُ�ه ي ُ‬ ‫�اح �أ ِّم��ه ‪ ،‬كم��ا ه� َ�و ح� ُ‬ ‫كل‬ ‫جن� ِ‬ ‫�ش��ي ٍء و يحتم��ي حت� َ�ت جن��اح الآخ� ِ�ر ‪ ،‬و كم��ا ِقي� َ�ل ‪َ � :‬‬ ‫أكل م��ن خ�يرهِ و عب� َ�د لغ�يرهِ ‪ .‬نالح� ُ�ظ‬ ‫ُّ‬ ‫م�ستمر َ‬ ‫أحزاب جديدةٍ �أو‬ ‫ون �إىل �‬ ‫ون من �أحزابهم ‪ ،‬و‬ ‫بع�ض الأ�شخا�ص‬ ‫ب�شكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ين�ضم َ‬ ‫ين�شق َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫�باب َ‬ ‫قدميةٍ ‪ ،‬و ال �ش� َّ�ك �أ َّننا الحظنا َ‬ ‫خروج فردٍ �أو جمموعةٍ‬ ‫�اهد‬ ‫بع�ض الأ�س� ِ‬ ‫َ‬ ‫لذلك ‪ ،‬فمث ًال ن�ش� ُ‬ ‫�زب �آخ��ر‪ ،‬و يف ح��ال تق��دمي � ّأي‬ ‫�أو ف�صي� ٍ�ل م��ن احل��زب لي� ِّؤ�س�� َ�س حزب� ًا جدي��د ًا �أو ين�ض��مَّ �إىل ح� ٍ‬ ‫�زب �آخ��ر ‪ ،‬هن��ا نق� ُ‬ ‫�ش� ٍ‬ ‫�ول ‪� :‬إ َّن� ُ�ه‬ ‫�خ�ص �أو ع�ض��و منت�س� ٍ�ب ا�س��تقالت َُه م��ن حزب��ه‪ ،‬و ين�ض��مُّ �إىل ح� ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب�ص��ددِ االن�ش� ِ‬ ‫�زب �آخ��ر ‪ ،‬فه� َ�و ال‬ ‫�قاق ‪َّ � ،‬أم��ا يف ح��ال تق��دمي ا�س�‬ ‫�ام �إىل � ّأي ح� ٍ‬ ‫�تقالته ب��دون االن�ضم� ِ‬ ‫�ي ‪ ،‬لع��دم توفيق� ِ�ه ب�ينَ العم��ل‬ ‫�زال لعمل� ِ�ه ال�سيا�س� ِّ‬ ‫�ي �أو احلزب� ّ‬ ‫يعت ُ‬ ‫�بر ان�ش��قاق ًا بق��در م��ا ه� َ�و اعت� ٌ‬ ‫�ي ‪.‬‬ ‫�ي و العم� ِ�ل احلزب� ِّ‬ ‫الأ�سا�س� ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ال�سيا�سي هُ ما ‪:‬‬ ‫احلزبي و‬ ‫االنق�سام‬ ‫حالتان لالن�شقاق �أو‬ ‫هناك‬ ‫الحظنا � َّأن‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫إسماعيل ِمقداد‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف�صائل و �أجنحةٍ‬ ‫نتيجة االختالف يف الأفكار‬ ‫�ام احلزب �إىل‬ ‫�ام‬ ‫️▪ االنق�س� ُ‬ ‫احلزبي ‪ :‬نرى انق�س� َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫للتوج ِ‬ ‫احلزب ‪.‬‬ ‫داخل‬ ‫هات املوجودة‬ ‫تفهم بع�ضهم البع�ض ‪ ،‬بالن�سبة‬ ‫ِ‬ ‫عدم ُّ‬ ‫‪،‬و ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫االنتخابي بنيَ الناخبني و الأحزاب‬ ‫التوتر على امل�ستوى‬ ‫نالحظ‬ ‫ال�سيا�سي ‪:‬‬ ‫االنق�سام‬ ‫️▪‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫�ركات �سيا�س� َّ�يةٍ و‬ ‫�زاب و ح�‬ ‫�ور �أح� ٍ‬ ‫ال�سيا�س� َّ�ي ِة ‪ ،‬و يرت َّت� ُ�ب عل��ى ه��ذا النم� ِ�ط م��ن االنق�س��ام ظه� ُ‬ ‫اجتماعيةٍ ‪.‬‬ ‫ون‬ ‫و للأ�س� ِ�ف ال�ش��ديد ‪ ،‬ف�إ َّنن��ا ن�س�‬ ‫�مون �أو ين�ش� ُّ�ق َ‬ ‫�تغرب م��ن غالبي��ة الأ�ش��خا�ص الذي� َ�ن ينق�س� َ‬ ‫ُ‬ ‫�زاب جدي��دةٍ بدع��م م��ن جه��ة �أو �س��لطةٍ‬ ‫م��ن �أحزابه��م كي� َ�ف �أ َّنه��م ي�س�‬ ‫�رعون �إىل ت�أ�سي�� ِ�س �أح� ٍ‬ ‫َ‬ ‫�دف الك�س� ِ�ب امل��ا ّ‬ ‫�ام �أو �إ�ضع� ِ‬ ‫به� ِ‬ ‫�زاب �أخ��رى �أو ُماربته��ا ‪ ،‬و للأ�س� ِ�ف‪ ،‬ف�إ َّنن��ا‬ ‫�اف �أح� ٍ‬ ‫يل �أو االنتق� ِ‬ ‫�زب ُين��ادي بوح��دةِ ال�ص� ِّ�ف ‪ ،‬و ن��رى قطيع� ًا كام� ً‬ ‫ن��رى � َ‬ ‫لا م��ن‬ ‫أول بن��دٍ م��ن بن��ود د�س��تور � ّأي ح� ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫حزبه و‬ ‫ان�شق عن‬ ‫يعلمون ب�أ َّن ُه‬ ‫وراء رئي�س‬ ‫ِ‬ ‫احلزب �أو امل�س� ِ‬ ‫ؤول ‪ ،‬و اجلميعُ‬ ‫َ‬ ‫الأع�ضاءِ يق ُف َ‬ ‫ون َ‬ ‫� َّأ�س�� َ�س حزب� ًا جدي��د ًا ‪.‬‬ ‫�اءل ‪� :‬إذا كن� َ�ت تري� ُ�د وح� َ‬ ‫�أت�س� ُ‬ ‫�دة ال�ص� ِّ�ف ‪ ،‬فلم��اذا ترك� َ�ت حزب� َ�ك ال��ذي ك َ‬ ‫�برت و ترعرع� َ�ت في��ه‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫التحكم بها عن ُبعدٍ �أو‬ ‫أنف�سنا ‪ :‬هل �أحزا ُبنا‬ ‫جمر ُد رميونت كونرتول يتمُّ‬ ‫؟ و ن�س� ُأل � َ‬ ‫احلالية َّ‬ ‫ؤول ه� َ�و احلف� ُ‬ ‫النقال� ِ�ة ‪ ،‬و ه� ُ‬ ‫مث� َ�ل الهوات��ف َّ‬ ‫�ضح��ى‬ ‫�دف امل�س�� ِ‬ ‫�ي و املن�ص� ِ�ب و � ْإن ّ‬ ‫�اظ عل��ى الكر�س� ّ‬ ‫ب �� ّأي �ش��ي ٍء ‪ ،‬و ال يف�س� ُ�ح املج� َ‬ ‫�ال لغ�يره م��ن الفئ��ة ال�ش��ا َّب ِة‪ ،‬و الأ�ش��خا�ص ذي الكف��اءةِ ‪ ،‬ف�أي� َ�ن‬ ‫�ال ‪ ،‬و َّ‬ ‫رج��ال �أح��زاب َ‬ ‫�ون امل� َ‬ ‫ذل النف��وذ‬ ‫ذاك الزم��ن ال��ذي كا َن��ت له��م هيب� ٌ�ة ‪ ،‬و الذي� َ�ن ال يعرف� َ‬ ‫و النفو���س ‪ ،‬و الذي� َ�ن كا َن��ت تها ُبه��م ال� ُ‬ ‫�دي جمي��ع �أف��رع‬ ‫�دول ؟ مل��اذا رج��ال �أحزبن��ا ا�صبح��وا �أي� َ‬ ‫�ارعون عل��ى خل��ق الفتن� ِ�ة ‪ ،‬و اته��ام الفق��راءِ وامل�س��اكني باخليان� ِ�ة م��ن خ�لال‬ ‫الدول� ِ�ة ؟ و يت�س�‬ ‫َ‬ ‫�إدراج �أ�س��مائهم يف الأف��رع الأمني� ِ�ة للدول��ة ‪ ،‬كم��ا نالح��ظ يف الوق��ت الراه��ن ‪.‬‬ ‫�اوزات بح� ّ�ق �إخوتك��م ُ‬ ‫ِ‬ ‫الك��ردِ‬ ‫كف��ى ي��ا �أحزبن��ا و قادتن��ا ‪� ،‬أمل ت�ش��بعوا م��ن ه��ذهِ الأخط��اءِ و التج�‬ ‫و �أبنائكم ِجلدتِكم ؟‬ ‫متى ت�صحو �ضمائركم ؟‬

‫مجلة ديوار‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫اللقاء األخري‬ ‫حيمنــا نتحــدث عــن اإلرتجاجــات‬ ‫والرتهــات وجميــع رزم الرســائل الــي‬ ‫مل تصــل لصاحهبــا‪ ،‬جعلتنــا نقــع يف‬ ‫وســط إنشــغالنا وجراحنــا املندملــة‬ ‫وجميــع األزمــات الــي دخلــت تحــت‬ ‫ممســى الحصــار اإلنســاين‪ ،‬كأن‬ ‫هــذا املصطلــح محكــم لكونــه لــه‬ ‫مــزة خاصــة أبن الحصــار هــو حــر‬ ‫اإلنســان مــن ســبل املعيشــة وتركــه‬ ‫ينغــاص مبــا كتبــه عــى جبينــه مــن‬ ‫ارهاصــات جمــة ومهلكــة وهنــا نقــف‬ ‫لربهـ ٍة ونغــوص يف ابكــورة مســتقبلنا‬ ‫و أحالمنــا وعمــق تغريــدات أفئدتنــا‪،‬‬ ‫ونعــود لســبل رمــي جوارحنــا عــى‬ ‫كل مــا منــر بــه يف حياتنــا كأنــه يكــون‬ ‫لحظــة فــراق أو رحيــل أو وفاة شــخص‬ ‫عزيــز أو القــدر‬ ‫يتحــم علينــا أن نجــزم األمــور عــى‬ ‫شــاكلته ونكــون بلحظــة الســكينة‬ ‫مهمــا بــدأت اعماقنــا ابألنــن‬ ‫والعويــل وتنهتــي أايمنــا بحــرة‬ ‫اإلنتظــار ونتلــوى آبالمنــا بــكل‬ ‫منعطفــات الزمــان ومل تــرأف فينــا‬ ‫عــن إنســان‪.‬‬ ‫يجــوس اللقــاء االخــر يف جميــع‬ ‫متاهاتنــا ومل نجــد الحــي الــذي‬ ‫يرمــم مقطوعــة أواتران ومازلنــا نخفــي‬ ‫أنفســنا بزقــاق نحــن ال ننمتــي إلهيــا ال‬ ‫أبرواحنــا وال أبنفاســنا وبقينا نردد ااين‬ ‫الفــرج وموعــد اللقــاء االزيل او ااين‬ ‫دائــرة االيضاحــات بــدل املختفيــات‬ ‫ليقــر عينــاان بتحقيــق مرامنــا ونــرك‬ ‫تلــك املحطــة الــي جعلتنــا نــرك‬ ‫روحنــا يف ارجاهئــا وكل ذلــك الننــا‬ ‫فقــط نلهــم لــرى احبابنــا ونســعد هبــم‬ ‫ً‬ ‫معــا عيشــة‬ ‫لطاملــا أردان أن نعيــش‬ ‫واحــدة ُ‬ ‫ونحــر بطمأنينــة أن ال نبــى‬ ‫هكــذا ونحــن مربكــن حيــال بــرق‬ ‫الوهــم الصــادر مــن ينبــوع الــوداع‬ ‫وبلغــة غــدارة ‪ ،‬مرواغــة ‪ ،‬مخادعــة ‪ ،‬و‬ ‫مــداورة اصبحنــا يف غــرة رصاعاتنــا‬ ‫مجلة ديوار‬

‫الــي أبــت وأبــت أن تدخــل بطريــق‬ ‫العــودة‪،‬‬ ‫نحــن مــن نلهــم العيــش ابلســام‬ ‫وبلقــاء ذوينــا دون ان يختــران‬ ‫الرحمــان مبكانهتــم ومهنــم نحــرم‪،‬‬ ‫إننــا مازلنــا ننتظــر ولــن تقشــط فينــا‬ ‫النســيان إلهيــم‪ ،‬بقينا نســر يف وادي‬ ‫ال بدايــة لــه وال هنايــة‪ ،‬علمنــا بتلــك‬ ‫املحطــة اململــؤة بقصــص النــاس‬ ‫املهمومــن العاجزيــن عــن ايصــال‬ ‫رســالهتم أبهنــم فنــوا أمــام محكمــة‬ ‫القــدر وضاعــت كل املنــااي يف بركــة‬ ‫الكــذب واإلرهــاق‪ ،‬وهكــذا قــد ابنــت‬ ‫جميــع الوجــوه وهنــا ســنذكر مخــائب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أرواحنــا‪،‬‬ ‫دفنــاه يف مســتودع‬ ‫مــا‬ ‫وبتنــا نكــم ونكــم وال نبــوح إال هبطــول‬ ‫الدمــوع ونحــايك كل مــا مــاكان‬ ‫مبحــوح الــذي ال يخــرج بهسولتــه‬ ‫وبقينــا عــى ســكة ذاك القطــار‬ ‫الــذي ال يجلعنــا نخــط خطــوة لألمــام‬ ‫ونرتحــل عــن كل املــآيس والخــذالن‬ ‫الــذي تعرضنــا لــه مــن تلــك املحطــة‬ ‫املمســات بـــ (اللقــاء االخــر)‬

‫ومتناصفــون عــى تقبــل مــا ذكــر‪،‬‬ ‫ومتســامحني عــى لعبــة القــدر‪.‬‬ ‫نحــن امــة نصــوم يف كل الفصــول‬ ‫وقلوبنــا كاألمــوات يف الصــدور‪ ،‬مل‬ ‫نــدرك أبننــا نتــأمل وندخــل كل يــوم‬ ‫بفاجعــة أكــر‪ ،‬نمصــت أحيـ ً‬ ‫ـاان عــن كل‬ ‫يشء هــو حــق ُمعــاد لنــا وســلبت منــا‬ ‫بجــر احاسيســنا ُ‬ ‫ومراداتنــا ماتــت‬ ‫فكــم مــرة نقــوم ابلنــذور وكــم مــرة‬ ‫مل نبــوح هبــا وابت بخانــة التغيــر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فس ِــلب ِمنــا كل يشءٍ‪ ...‬ومــن زقــاق‬ ‫اوردتنــا بتنــا نفــي انفســنا بهسولــة‪،‬‬ ‫الحيــاة اصبحــت عمتــة بــل عقبــة بــل‬ ‫حاجــز منيــع ال يهســل ويومــا بعــد يــوم‬ ‫تكــر العــرات ونبــى‪.‬‬

‫نــردد بــكل رصامــة مــا يف دواخلنــا‬ ‫مــن المصــت وتبــى علــة مــن العلــل‬ ‫الالمتناهيــة فــا شــفاءً مهنــا‪..‬‬ ‫وهكــذا كالعــادة نقــع عــى مــدارج‬ ‫ً‬ ‫اقوامــا صامئــن‬ ‫ونحــن اي ســادة‬ ‫(اللقــاء االخــر)‪.‬‬ ‫ولســنا صامتــن‪ ،‬صامئــون مبــا منــر‬ ‫فيــه مــن ِم َح ْ‬ ‫ــن ومواجــع‪ ،‬صامئــون‬ ‫مــن كل هــؤالء البــر الذيــن تركــوان‬ ‫مبنتصــف املطــاف ومبنتصــف همــة‬ ‫املواقــف‪ ،‬ادركنــا أن البــر بحســن‬ ‫مواقفهــم مــع مــن يعرفهــم ال بزيــف‬ ‫افعالهــم‪ ،‬هنــا تــدار الدنيــا بعيــون‬ ‫الصادقــن حيمنــا صدقــوا تــردد‬ ‫پرشنگ اسعد‬ ‫كالمهــم وعودهــم أبن اهـ ً‬ ‫الصالحي‬ ‫ـا لــكل مــا‬ ‫ذكــر فلهــذا نحــن صامئــون ودومــا‬ ‫نصــوم عــى مــا نكنــه يف خواطــران‬ ‫لكننــا ال نبــوح بــل نصــوم عــن املواجــع‬ ‫كركوك‬ ‫عــن النكــران عــن االكاذيــب‪ ،‬ونفطــر‬ ‫ابلســقم ونتغــذى عــى وجــل الصــر‪،‬‬ ‫فالصــر هــو مــا يجعلنــا نقــف بكامــل‬ ‫قــواان ونشــعر إننــا قــادرون عــى النحــر‬ ‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫كلستان پرور‬ ‫ّ‬ ‫الفنانات الك ّ‬ ‫رديات شم ٌ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫رت‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ســئلت‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ري‬ ‫ّ‬ ‫در‬ ‫الفنانــة كلســتان بــرور‬ ‫ً‬ ‫يومــا يف أحــد لقاءاهتــا ّ‬ ‫التلفزيونيــة‪:‬‬

‫لــو مل هتاجــري إىل خــارج الوطــن ولــو مل تكــوين‬ ‫تتصوريــن حياتــك؟‬ ‫سياســية ومطربــة كيــف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكيــف كنــت ستعيشــن؟ أجابــت بعــد أن‬ ‫أطلقــت زفــرات مجبولــة آبهــات وحــرات طويلــة‬ ‫ُ‬ ‫ســيدة بيــت‬ ‫املــدى‪:‬‬ ‫«أتوقــع ّأنــي لكنــت اآلن ّ‬ ‫وأم ًــا ألوالد وزوجــة مســؤولة عــن عائلــة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وربــا‬ ‫السياســة بشــكل أو آبخــر‪،‬‬ ‫كنــت أمــارس ّ‬ ‫ولكنــت أشــعر ابالســتقرار واألمــان»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مطلقــا ّأنــي‬ ‫«ولكنــي ال أتوقــع‬ ‫ّمث أضافــت‪:‬‬ ‫وفنانــة ّ‬ ‫لكنــت مطربــة ّ‬ ‫ألنــي مــن أرسة متديّ نــة‬ ‫ومحافظــة»‪ .‬نستشـ ّـف مــن خــال هــذه اإلجابــة‬ ‫عــى ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫السياســية هــي الــي صنعــت‬ ‫توجهاهتــا ّ‬ ‫مهنــا ّ‬ ‫فنانــة وامــرأة معروفــة لــدى شــعبنا عــى‬ ‫الرغــم مــن املعــاانة الــي كابدهتــا كلســتان‬ ‫ّ‬ ‫كامــرأة ّ‬ ‫الســنوات األوىل‬ ‫فنانــة وسياســية خــال ّ‬ ‫مــن عملهــا ومــا تكابــده غريهــا مــن ّ‬ ‫ســاء‬ ‫الن‬ ‫ِ‬ ‫الــايت عملــن ويعملــن يف املجــاالت املذكــورة‪.‬‬ ‫ولــدت كلســتان يف عــام ‪1962‬م يف مدينــة‬ ‫رهــا بمشــايل كوردســتان‪ ،‬وعاشــت فهيــا حــى‬ ‫السادســة مــن عرمهــا لهتاجــر أرسهتــا فميــا بعــد‬ ‫ّ‬ ‫إىل مدينــة ويــران هشــر وتعيــش فهيــا كلســتان‬ ‫السادســة عــرة مــن عرمهــا‪ ،‬ولتغــادر‬ ‫حــى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطــن كلــه وتتوجــه إىل داير الغربــة والبعــد‬ ‫والهجــران‪ ،‬وتبــدأ مرحلــة جديــدة حامســة مــن‬ ‫ّ‬ ‫والفــن‪.‬‬ ‫السياســة‬ ‫حياهتــا بدخولهــا عــامل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ابلفنــان الكــوردي شــفان‬ ‫اقرتنــت كلســتان‬ ‫ً‬ ‫السياســة‬ ‫كزوجــة وعمــا‬ ‫معــا يف مجــايل ّ‬ ‫ً‬ ‫والفـ ّ‬ ‫فنيـ ًـا ممتـ ّـز ًا‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ثنائي‬ ‫ـكال‬ ‫ـ‬ ‫وش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طويل‬ ‫ـن لفــرة‬ ‫ّ‬ ‫إبصدارهمــا لعـ ّـدة أرشطــة غنائيــة القــت صــدى‬ ‫لــدى جماهــران الكرديّ ــة‪ ،‬أنجبــا ابهنمــا الوحيــد‬ ‫رسخبــون الــذي يعيــش ربيــع عــره اليانــع اآلن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ظروفــا خارجــة عــن إرادهتمــا أو كانــت‬ ‫ولكــن‬ ‫فرقــت بيهنمــا كزوجــن وأغلــب‬ ‫مبحــض إرادهتمــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫الظــن ّ‬ ‫أن االختــاف الــذي حــدث يف فكرهمــا‬ ‫الســبب املبــارش النفصالهمــا مــا‬ ‫السـ‬ ‫ـيايس كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شـ ّـكل صدمــة كبــرة للجماهــر الكرديــة الــي‬ ‫تلقــت ّ‬ ‫النبــأ بحــزن وأمل عميقــن‪.‬‬

‫مجلة ديوار‬

‫كانــت‬ ‫الســويد‬ ‫تعيــش يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اســتقرت يف جنــويب‬ ‫ولكنــا ومنــذ ســنوات‬ ‫ّ‬ ‫كردســتان مــع ابهنــا رسخبــون وتعمــل يف‬ ‫ّ‬ ‫ومقدمــة برامــج‪.‬‬ ‫فضائيــة روداو كمعــدة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تؤكــد كلســتان يف أحــد حواراهتــا ّأنــا مل‬ ‫والطــرب ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفــن ّ‬ ‫كفنانــة ومطربــة ّإنــا‬ ‫تلــج عــامل‬ ‫السياسـ ّـية الــي‬ ‫ولجهتمــا مــن خــال توجهاهتــا ّ‬ ‫دفعهتــا لــرك أهلهــا وأحبهتــا ووطهنــا واختيــار‬ ‫بــاد الغربــة والبعــد كمــاذ آمــن ملمارســة‬ ‫ِ‬ ‫بحري ـ ٍة وأمــان‪ ،‬ويف ذلــك‬ ‫توجهاهتــا ّ‬ ‫السياسـ ّـية ّ‬ ‫تقــول‪:‬‬

‫ـن ّ‬ ‫«مل أطــأ أرض املوســيقا والفـ ّ‬ ‫كفنانــة ومطربــة‬ ‫ّ‬ ‫سياســية شــعبنا‬ ‫ألنــه كان يل توجهــات‬ ‫ّ‬ ‫ميــر بظــروف صعبــة للغايــة‪ّ ،‬‬ ‫وكنــا‬ ‫ّ‬ ‫الكــردي كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫نــود مــن خــال أغنياتنــا وموســيقاان أن نظهــر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـردي أنــم كــرد وعلهيــم أن يطالبــوا‬ ‫للشــعب الكـ ّ‬ ‫وابلنســبة يل كان ّ‬ ‫بحقوقهــم املرشوعــة‪ّ ،‬‬ ‫كل مــا‬ ‫ّ‬ ‫أقدمــه مبثابــة انتفاضــة أو ثــورة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومقدمــة للربامــج‬ ‫عملــت كلســتان كمذيعــة‬ ‫فضائيــة ‪Roj tv‬‬ ‫فضائيــة ‪ Medya tv‬ويف‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وشــاركت ومــا تــزال تشــارك يف العديــد مــن‬ ‫واملهرجــاانت الــي تقــام يف عمــوم‬ ‫الحفــات‬ ‫ِ‬ ‫أورواب ويف أمريــكا وغريهــا مــن البلــدان‪ّ .‬‬ ‫تفضــل‬ ‫الطبــل واملزمــار ّ‬ ‫كلســتان ّ‬ ‫والنــاي والعرابنــة يف‬ ‫ّ‬ ‫الرغــم أنــا‬ ‫موســيقاان عــى اآلالت الحديثــة عــى ّ‬ ‫ال متانــع إدخــال اآلالت الحديثــة إىل املوســيقا‬ ‫ـب أداء الغنــاء ّ‬ ‫ـعيب واملــوروث‬ ‫الكرديــة‪ ،‬وتحـ ّ‬ ‫الشـ ّ‬ ‫ً‬ ‫مــن الغنــاء أيضــا‪ ،‬ويف ذلــك تقــول‪:‬‬ ‫شــعيب‪ ،‬وعملــت موســيقا‬ ‫«أســاس غنــايئ‬ ‫ّ‬ ‫ثوريــة ولكــن مبوســيقا تراثيــة شــعبية‪ ،‬وأحــاول‬ ‫أن تكــون املوســيقا ّ‬ ‫الشــعبية الــي ّ‬ ‫أقدمهــا أكــر‬ ‫تطـ ّـو ًرا‪ ،‬وأمتـ ّـى أن يظـ ّـل الفـ ّ‬ ‫ـردي محافظـ ًـا‬ ‫ـن الكـ ّ‬ ‫عــى ّاللحــن كمــا هــو حــى وإن ّأداهــا ّ‬ ‫الفنــان‬ ‫آبالت موســيقية حديثــة‪.‬‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫‪1962‬‬

‫وب ال ّ‬ ‫فن الكر ّ‬ ‫دي‬

‫د خلــت‬ ‫الســيمنا‬ ‫كلســتان عــامل ّ‬ ‫ســيمنايئ لعبــت بطولتــه يف‬ ‫مــن خــال فيلــم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عــام ‪1985‬ولكــن وبحســب رأهيــا أن التجربــة‬ ‫ـمر ّ‬ ‫وأن مرشوعهــا وغريهــا مــن ّ‬ ‫الفنانــن‬ ‫مل تسـ ّ‬ ‫الســيمنا مل يكتــب لــه ّ‬ ‫النجــاح‬ ‫الكــرد يف عــامل ّ‬ ‫الرغــم مــن ّأنــم حاولــوا ّ‬ ‫التأســيس لعــامل‬ ‫عــى ّ‬ ‫ممتــز‪ .‬أكــدت كلســتان عــى‬ ‫كــردي‬ ‫ســيمنايئ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتثرهــا بكبــار ّ‬ ‫الفنــاانت الكــردايت أمثــال مــرمي‬ ‫خــان‪ ،‬عيششــان‪ ،‬نرسيــن شــروان‪ ،‬كلهبــار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغنــايئ‬ ‫موروهثــن‬ ‫وغريهــن‪ ،‬ودعــت إىل إعــادة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمساهئــن‬ ‫ولكــن رشط الحفــاظ عليــه وذكــر‬ ‫ّ‬ ‫إلهيــن‪ ،‬تطالــب األوســاط‬ ‫وتنســيب األغــاين‬ ‫ّ‬ ‫الفنيــة واملســؤولة الكرديّ ــة إىل احــرام الفنــان‬ ‫ّ‬ ‫ـرة الــي‬ ‫وتقديــره قبــل رحيلــه لــي يشــعر ابملـ ّ‬ ‫ستنســيه مــا عــاانه وآملــه إثــر ولوجــه عــامل الفـ ّ‬ ‫ـن‬ ‫واملوســيقا ّ‬ ‫الصعــب واملريــر‪ .‬تقــول عــن الهجــرة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫«إنــا أتخــذ منــا كل يشء وال متنحنــا شــيئا»‬ ‫أصــدرت كلســتان حــى اآلن أكــر مــن ســبعة‬ ‫غنائيــة ابإلضافــة إىل كاســيتني مــع‬ ‫كاســيتات‬ ‫ّ‬ ‫شــفان‪.‬‬ ‫املقربــون مهنــا يصفوهنــا ابالتــزان وخفــة ّ‬ ‫الظ ّــل‬ ‫ّ‬ ‫واملــرح إىل جانــب ّ‬ ‫ــخصية القويّ ــة واإلرادة‬ ‫الش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصلبــة‪ ،‬نمتـ ّـى لهــا العــر املديــد واملزيــد مــن‬ ‫العطــاء‪.‬‬

‫نارين عمر‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫ز ا و يــة ‪:‬‬ ‫أحمــر بالخــط الجــريء‬

‫و�أن��ت تق��ف �أم��ام قام��ات‬ ‫بحجمه��م تق��ول يف �س��رك‬ ‫قناديــل‬ ‫�أي ن��وع م��ن الت�أني��ب! ك��م‬ ‫ه��و مع��اق داخل��ي مع��اق! ك��م‬ ‫مــن قلــب‬ ‫ا�س��تحق العقوب��ة! وحماكم��ة‬ ‫ا لظــا م ‪.‬‬ ‫لل��ذات‪ ،‬مراجع��ة �ص�يرورة‬ ‫اللوح��ة �أمام��ي‪ .‬ماه��ذا ؟‬ ‫ي��اهلل ‪�...‬أيه��ا ال��رب ‪�...‬إن��ه‬ ‫الإعج��از !‪ .‬ق��د ت�ص��ل �إىل كل املراح��ل ولك��ن ان ت�أخ��ذك ل��ذة‬ ‫امل�ش��هد اىل ن�ش��وة الإنبه��ار‪ ،‬ن�ش��وة املعج��زة‪ .‬الاع��رف �أي‬ ‫الكلم��ات �أ�ص��ف و�أن�ثر �أم��ام عظمته��م ! حقيق��ة رمب��ا عج��زي‬ ‫ناب��ع م��ن الإعاق��ة الت��ي بداخلن��ا‪ ،‬بداخل��ي ان��ا ‪ ،‬و�أمامه��م كل‬ ‫االكتم��ال‪.‬‬ ‫م��ا �أجم��ل اللوح��ة املزرك�ش��ة ب�أل��وان الربي��ع!‪� ..‬أل��وان‬ ‫التح��دي‪� ،‬أل��وان اجلم��ال‪ ،‬ك��م ه��ي حمظوظ��ة ذات��ي �أم��ام ه��ذا‬ ‫احل��ظ الواف��ر‪ .‬ق��د تكت��ب ع��ن مب��دع يف حيات��ك وه��ذا ال تن�س��اه‬ ‫�أم��ا �أن تكت��ب ع��ن املب��دع اخل��ارق ال��ذي ال يتك��رر‪ ،‬ه��ذا جت��ده‬ ‫ق��د احت��ل متح��ف اجلم��ال يف ذات��ك و�ص��ور كل لوح��ات الرق��ي‬ ‫والإب��داع‪ .‬و�أ�ص��اب ب��داء الأناني��ة‪ ...‬كم��ا �أ�صب��ت االن‪ ..‬اري��د‬ ‫ان �أغل��ق كل الأب��واب‪ ،‬هاهن��ا يف قلب��ي‪ ..‬اىل عامله��م ‪ ..‬تعال��وا‬ ‫ن��زور كل الرتاتي��ل الإلهي��ة‪ ..‬يف حلظ��ة خ�ش��وع الزاه��د‪.‬‬ ‫وكي��ف تب��دع اخلليق��ة يف العط��اء فته��ب ت��ارة الإب��داع وت��ارة‬ ‫�أخ��رى م��ا اليتك��رر‪ .‬بح��ق ه��م ذل��ك ال�ش��يء الن��ادر م�صق��ول‬ ‫بظ��روف م�ش��يئة اخلال��ق‪� ،‬أو رمب��ا الق��درة الرباني��ة‪ .‬لت�ض��ع‬ ‫الإعاق��ة يف داخل��ي ه��ذه اللحظ��ة وته��ب للوح��ة االكتم��ال‪.‬‬ ‫�أحت��ار وم��ن حريت��ي �أكت��ب الأ�س��ماء عل��ى ورق��ة و�صاحبه��ا‬ ‫واح��دة تل��و الأخ��ر‪ ..‬البداي��ة م��ع �س��يبان ام م��ع عبدال�س�لام ‪.‬‬ ‫�أ�ش��به بالليل��ة الت��ي وهبن��ي فيه��ا ال��رب ابن��ي‪ .‬ق��د يك��ون ك��م‬ ‫امل�ش��اعر ل��دى البع���ض م��ن النا���س تف�س�ير عل��ى املبالغ��ة �أم��ا �أن��ا‬ ‫فف��ي حلظ��ة اجل��وى دون من��ازع‪.‬‬

‫م��ن‬ ‫عل��ي‬ ‫�س��يبان‬ ‫اجلمي��ل؟‬ ‫ه��ذا‬ ‫ه��و‬

‫م��ن‬ ‫كم��ان‪،‬‬ ‫«ع��ازف‬ ‫م�ؤ�س�س��ي فرق��ة زارا‬ ‫بان��د املو�س��يقية‪ .‬مذي��ع‬ ‫رادي��و‪ .‬ينح��در م��ن‬ ‫القام�ش��لي‪.‬‬ ‫مدين��ة‬ ‫ك��ردي الأ�ص��ل‪ ،‬م��ن موالي��د‬ ‫‪ ،١٩٩٠‬مقي��م يف �أملاني��ا من��ذ‬ ‫‪.٢ ٠ ١ ٤‬‬

‫عم��ل �س��ابق ًا كمذي��ع رادي��و لربنام��ج ح��واري فن��ي باللغ��ة‬ ‫الكردي��ة‪ ،‬و كمدر���س مو�س��يقى يف معه��د ميت��زو املو�س��يقى‬ ‫يف القام�ش��لي‪».‬‬ ‫ع��رف �س��يبان من��ذ الطفول��ة وعل��ى الرغ��م م��ن فق��ده حلا�س��ة‬ ‫الب�ص��ر بال��ذكاء وه��ذا جتل��ى وا�ضح��ا ونابع��ة م��ن �أهتم��ام‬ ‫االه��ل‪ ،‬وخا�ص��ة �أخت��ه خن��اف‪� ،‬س��يبان �أدرك متام��ا �أن‬ ‫امل�س��تحيل ه��ي جم��رد كلم��ة‪ ،‬لذل��ك اي اعت�ص��ام او م�ش��اركة‬ ‫لل�شباب الكوردي يف قام�شلو كان �سيبان عنوان ال�شباب الذي‬ ‫يتح��دى كل ال�صعوب��ات‪.‬‬ ‫والدة الإبداع وحبه للمو�سيقى؟‬ ‫مل يك��ن الأم��ر بال�س��هل �أب��د ًا‪ ،‬ب��ل كان بال��غ ال�صعوب��ة ال�س��يما‬ ‫واال�س��تحالة يف �إنتظ��اره كان��ت من��ذ الب��دء‪ ،‬فكي��ف ل�ش��اب يف ‪١٢‬‬ ‫م��ن عم��ره ي��وم توه��ج �ش��غفه وحب��ه للمو�س��يقى �أن يتعل��م‬ ‫الع��زف رغ��م فقدان��ه للب�ص��ر‪.‬‬ ‫كيف كانت البداية ؟‬ ‫اخت��ار �آل��ة الطمب��ور الت��ي تعل��م عزفه��ا ذاتي � ًا دون تلق��ي‬ ‫التعلي��م‪� ،‬س��بي ًال للو�ص��ول �إىل مع�ش��وقته (الكم��ان)‪ ،‬مب�س��اعدة‬ ‫املدر���س ريا���ض عثم��ان تعل��م الع��زف عل��ى الكم��ان‪ ،‬الت��ي‬ ‫يعتربه��ا حب � ًا متج��دد ًا كل ي��وم تزي��ده لوع� ً�ة‪.‬‬ ‫املجتمع كيف ينظر �إليه؟‬ ‫با�س��تثناء الذكري��ات اجلميل��ة م��ع الأه��ل والأ�صدق��اء‪ ،‬الذي��ن‬ ‫كان��وا حمف��ز ًا مهم � ًا ل��ه يف �إبداع��ه وا�س��تمراره‪ ،‬كان املجتم��ع‬ ‫يف غالب��ه �س��لبي ًا �أو رمب��ا مل يك��ن عل��ى ق��درٍ ٍ‬ ‫كاف م��ن الوع��ي يف‬ ‫التعام��ل م��ع ح��االت خا�ص��ة گ �س��يبان‪� .‬أدى ه��ذا الواق��ع �إىل‬

‫مجلة ديوار‬

‫خل��ق حت��دٍ لدي��ه لتغي�ير ال�ص��ورة النمطي��ة امل�أخ��وذة ع��ن �أي‬ ‫احتياجات خا�صة‪ .‬بل برهن للمجتمع من خالل‬ ‫ٍ‬ ‫�إن�س��ان ذو‬ ‫عزف��ه والكث�ير م��ن �أعمال��ه �أن��ه حت��دى املجتم��ع و�أثب��ت ثغ��رات‬ ‫الإعاق��ة في��ه‪ .‬م�س�يرته املليئ��ة تدع��و �أي �ش��خ�ص للفخ��ر مب��ا‬ ‫حقق��ه‪ ،‬مب��ا حت��داه وجت��اوزه‪ .‬ي��رى �س��يبان م��ن خ�لال الع��زف‪،‬‬ ‫�أنامل��ه الت��ي يتح�س���س به��ا �أوت��ار كمان��ه ه��ي عين��اه الت��ي‬ ‫يب�ص��ر بهم��ا‪ .‬مل يكتف��ي �س��يبان باملو�س��يقى امن��ا ق��رر تعل��م‬ ‫اللغ��ة �أي�ض��ا‪ ،‬اللغ��ة الأملاني��ة و�صعوب��ة تعلمه��ا �أ�صبح��ت ه��ي‬ ‫�أي�ض � ًا �إح��دى فرائ�س��ه الت��ي ا�صطاده��ا بعبقريت��ه‪ ،‬ولي���س‬ ‫�أخ�ير ًا فه��و يح�ض��ر الآن للح�ص��ول عل��ى �ش��هادة التدري���س‬ ‫املو�س��يقي يف �أملاني��ا‪.‬‬ ‫«ال �ش��يء يف��وق �إرادة الإن�س��ان ق� ً‬ ‫�وة»‪ ،‬لعل��ه م��ن �أه��م املب��ادئ‬ ‫الت��ي عل��ى الإن�س��ان التحل��ي به��ا‪� .‬س��يبان االن مت��زوج م��ن‬ ‫ام��ر�أة ه��ي الأخ��رى رائع��ة مثل��ه وت�س��تحق الو�س��ام‪ ،‬ولدي��ه‬ ‫اروع م�لاك وه��و ابن��ه �س��االر‪ ،‬والي��زال �س��يبان يطم��ح‬ ‫باملزي��د‪ ...‬وانت��م م��اذا فعلت��م بحوا�س��ك املتك�س��رة؟‬ ‫�ش��خ�صيتنا الثاني��ة متث��ل التح��دي يف ظ��ل الن��ار ال �أعل��م مل �أج��د‬ ‫�أي ت�شبيه اخر‪ ،‬تعالوا نتعرف على عبدال�سالم عثمان‪...‬‬

‫م��ن ه��و عبدال�س�لام عثم��ان؟‬

‫عب��د ال�س�لام عثم��ان �سيا�س��ي‬ ‫ونا�ش��ط ك��ردي م�ؤم��ن بقي��م‬ ‫والدميقراطي��ة‬ ‫احلري��ة‬ ‫وحق��وق‬ ‫وامل�س��اواة‬ ‫الإن�س��ان‪ ،‬م��ن موالي��د ع��ام‬ ‫‪ ،1977‬يف قري��ة قوتك��ي‬ ‫جن��وب غ��رب مدين��ة قام�ش��لو‪.‬‬ ‫�أح��د م�ؤ�س�س��ي وقياد ّي��ي تي��ار‬ ‫احلري��ة ُ‬ ‫الكرد�س��تاين‪ .‬م��ن م�ؤ�س�س��ي‬ ‫احتاد تن�سيقيات �شباب ُ‬ ‫الكرد يف �سوريا‪،‬‬ ‫وم��ن قبله��ا � ّأ�س���س املجل���س الع��ام للح��ركات ال�ش��بابية‪ ،‬وكذل��ك‬ ‫م��ن م�ؤ�س�س�ين تن�س��يقية ‪� ciwanê serhildanê‬ش��باب‬ ‫الأنتفا�ض��ة يف الث��ورة ال�س��ورية‪ .‬يف ‪� 12‬آذار‪� 2011 ،‬أعل��ن‬ ‫ع��ن الإ�ض��راب ع��ن الطع��ام ت�ضامن � ًا م��ع املعتقل�ين ال�سيا�س�ين‬ ‫املحتجزي��ن �س��جن ع��درا‪ ،‬وامت� ّ�د ا�ضراب��ه ع��ن الطع��ام‬ ‫�إىل م��ا بع��د عي��د ن��وروز وذل��ك يف م�س��اهمة للحف��اظ عل��ى‬ ‫�ش��علة الث��ورة ال�س��ورية‪�َ .‬ش��غل من�ص��ب ع�ض��و دائ��م يف‬ ‫مكت��ب العالق��ات العام��ة لتي��ار امل�س��تقبل ُ‬ ‫الك��ردي يف �س��وريا‬ ‫ع��ام ‪ 2007‬و�ش��ارك يف املظاه��رة الت��ي دع��ت �إليه��ا الأح��زاب‬ ‫ُ‬ ‫الكردي��ة ال�س��ورية لالحتج��اج عل��ى املر�س��وم ‪� ،49‬أم��ام‬ ‫تعر���ض‬ ‫الربمل��ان ال�س��وري (جمل���س ال�ش��عب) يف دم�ش��ق حي��ث ّ‬ ‫عل��ى �إثره��ا لل�ض��رب املُ�برح والوح�ش��ي م��ن قب��ل عنا�ص��ر‬ ‫النظ��ام ال�س��وري بتاري��خ ‪� .2.11.2008‬إث��ر م�ش��اركته‬ ‫بتاري��خ ‪ ،10.12.2006‬يف مظاه��رة يف مدين��ة قام�ش��لو‬ ‫تعر���ض جم��دد ًا‬ ‫مبنا�س��بة الي��وم العامل��ي حلق��وق الإن�س��ان ّ‬ ‫لل�ض��رب م��ن قب��ل عنا�ص��ر الأم��ن اجلنائ��ي للنظ��ام ال�س��وري‪.‬‬ ‫تعر���ض �إىل االعتق��ال بتاري��خ ‪ ،11.2.2006‬م��ن قب��ل‬ ‫كم��ا ّ‬ ‫الأم��ن الع�س��كري يف مدين��ة عام��ودا ب�س��بب توزيع��ه للتق��ومي‬ ‫ال�سنوي (الروزنامة) التي كانت ت�صدرحركة �شباب ُ‬ ‫الكرد‬ ‫والتي �شغل فيها من�صب الناطق الر�سمي بني عامي ‪2005‬‬ ‫و ‪.2006‬‬ ‫جدي��ر بالذك��ر � ّأن عب��د ال�س�لام عثم��ام م��ن ذوي الإحتياج��ات‬ ‫اخلا�ص��ة‪ ،‬فبع��د والدة طبيعي��ة وبلوغ��ه �س��ن الثالث��ة �أ�صي��ب‬ ‫مبر���ض التيفوئي��د وتعر���ض عل��ى �إث��ر ذل��ك �إىل �ش��لل بلغ��ت‬ ‫درجت��ه ‪ ٨٥‬يف املائ��ة‪.‬‬ ‫كيف و�صل عبد ال�سالم اىل هذه الدرجة من الإبداع؟‬ ‫ترج��م عب��د ال�س�لام عثم��ان جناح��ه يف التعام��ل م��ع حالت��ه‬ ‫اجل�س��دية والتغ ّل��ب عل��ى حمدودي��ة قدرت��ه اجل�س��دية يف‬ ‫حيات��ه اليومي��ة والعام��ة‪ .‬ف��د�أب عل��ى امل�س��اهمة واحل�ض��ور يف‬ ‫خمتل��ف الن�ش��اطات الإجتماعي��ة والثقافي��ة وال�سيا�س��ية‪،‬‬ ‫متي��زت بتنوعه��ا‪� .‬أ�ص� ّ�ر‬ ‫وجن��ح يف بن��اء �ش��بكة عالق��ات ّ‬ ‫�تمر عل��ى التم�س��ك بقيم��ه ومبادئ��ه و�إميان��ه باحلري��ة‬ ‫وا�س� ّ‬ ‫�تردد يف‬ ‫والدميقراطي��ة وامل�س��اواة وحق��وق الإن�س��ان ومل ي ّ‬ ‫�إع�لان موقف��ه م��ن النظ��ام ال�س��وري وممار�س��اته الوح�ش��ية‬ ‫ومتي��ز بجر�أت��ه يف �إلق��اء‬ ‫يف خمتل��ف املنا�س��بات واملحاف��ل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ا ُخلط��ب النار ّي��ة ب�ين اجلماه�ير‪ .‬ونتيج��ة لذل��ك وعوام��ل �أخ��رى‬ ‫كاملواق��ف ال�سيا�س��ية‪ ،‬مل�س��ت اجلماه�ير ُ‬ ‫الكردي��ة ال�ص��دق يف‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫خط��اب ال�سيا�س��ي والنا�ش��ط عبدال�س�لام عثم��ان‪ .‬فتبنّ ي��ه‬ ‫لأي موق��ف كان يتل��وه العم��ل وب��ذل اجله��د اجلهي��د لتحقي��ق‬ ‫اله��دف‪ ،‬و�س��اهم ذل��ك يف ملع��ان جنم��ه ب�ين �ش��عبه ُ‬ ‫الك��ردي‬ ‫خا�ص��ة و ال�س��وري عام��ة‪ ،‬ف ُع� ِ�رف كرج��ل ذو موق��ف وكلم��ة‪.‬‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن ال�ضغوط��ات الت��ي مور�س��ت علي��ه‪ ،‬مل ي ِل��ن ومل‬ ‫يتن��ازل ع��ن قيم��ه‪.‬‬ ‫عب��د ال�س�لام عثم��ان مل يتل� ّ�ق التعلي��م عل��ى املقاع��د املدر�س��ية‬ ‫ومل يح��ظ بفر�ص��ة التعلي��م اخلا���ص‪ ،‬لكنّ ��ه تغل��ب عل��ى امل�صاع��ب‬ ‫واملعوق��ات وهن��ا جم��دد ًا‪ ،‬جدي��ر بالذك��ر �أ ّن��ه اعتم��د عل��ى‬ ‫نف�س��ه يف تع ّل��م العربي��ة م��ن خ�لال م�ش��اهدة �أف�لام وم�سل�س�لات‬ ‫الر�س��وم املتحرك��ة‪ ،‬وم��ن ث��مّ تع ّل��م كتابته��ا وقراءته��ا م��ن‬ ‫م�صادر خمتلفة ومتنوعة‪ ،‬وا�ستمر عبد ال�سالم يف اال�ستثمار‬ ‫يف ق��راءة الكت��ب وامل�ص��ادر �إىل �أن و�ص��ل �إىل م��ا ه��و علي��ه‪ .‬ل��ه‬ ‫العدي��د م��ن املق��االت ال�سيا�س��ية‪ ،‬ويتق��ن لغت��ه الأم كم��ا اللغ��ة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وكت��ب جمموع��ة م��ن الأ�ش��عار باللغ��ة الأخ�يرة‪.‬‬ ‫كيف حتدى عبد ال�سالم واقع احلالة اخلا�صة التي مر بها؟‬ ‫متي��ز عبدال�س�لام بقدرت��ه عل��ى التحل��ي بال�ص�بر والتفائ��ل‬ ‫ّ‬ ‫و الإ�ص��رار للتغل��ب عل��ى حالت��ه اجل�س��دية‪ ،‬فمن��ذ طفولت��ه كانت‬ ‫م�ش��اركة باللع��ب تت��م ع�بر عيني��ه و�إح�سا�س��ه‪ ،‬ف�أثن��اء مراقبت��ه‬ ‫لأطف��ال اجل��وار و ه��م يلعب��ون الك��رة و يرك�ض��ون‪ ،‬كان يتمنّ ��ى‬ ‫�أن يك��ون �إىل جانبه��م لريك���ض معه��م وي�س��دد ُ‬ ‫الك��رات‬ ‫مثله��م وي�ص��ل �إىل امل��كان ال��ذي يري��د الو�ص��ول �إلي��ه‬ ‫ب�س��اقيه!؟‪ ،‬ولكن��ه بق��ي مقي��د حالت��ه ال�صحي��ة ‪ -‬ذاك‬ ‫املر���ض ال��ذي حرم��ه م��ن طفولت��ه واال�س��تمتاع به��ا‪-‬‬ ‫فا�س��تعان مبخيلت��ه م��ن �أج��ل تغي�ير املعاي�ير املحيط��ة‬ ‫ب��ه‪ ،‬وهك��ذا كان خيال��ه �س��بيله الوحي��د‪ ،‬فت��ارة يتخي��ل‬ ‫�أنه يلعب كرة القدم‪ ،‬وتارة �أخرى يرك�ض و يلهو ويلعب‬ ‫ك�أي طفل �س��ليم اجل�س��م‪ .‬ا�س��تطاع هذا االن�س��ان �أن يخفف من‬ ‫وق��ع حالت��ه الأليم��ة‪ ،‬ب��ل �أن يغ�ير واقع��ه‪ ،‬ب�إنت��اج �س��ينمائي‬ ‫�إبداع��ي يف خميلت��ه‪ .‬ا�س��تطاع م��ن خالله��ا �أن يح��ب احلي��اة‬ ‫وي�صب��ح رافع��ة ملعنويات��ه كم��ا معنوي��ات حميط��ه‪ .‬فالإن�س��ان‬ ‫ال��ذي ي�س��تطيع التغل��ب عل��ى ه��ذا الن��وع م��ن ال�صع��اب‪ ،‬و�أن‬ ‫يت�أقل��م نف�س��ي ًا وفكري � ًا م��ع ه��ذا الواق��ع‪ ،‬ميكن��ه �أي�ض � ًا التغل��ب‬ ‫عل��ى معظ��م م��ا ق��د يعي��ق م�س�يرته او هدف��ه املن�ش��ود‪.‬‬ ‫املجتمع وحتديات الواقع كيف قابلها عبد ال�سالم ؟‬ ‫يق��ول عبدال�س�لام ب�إن��ه كلم��ا كان يتعر���ض للنظ��رات املهين��ة‬ ‫وامل�س��يئة م��ن قب��ل اف��راد املجتم��ع كان ي�س��تطيع �آن يح��ول‬ ‫ه��ذه الإهان��ات �إىل م�ص��ادر ك�إله��ام وطاق��ة‪ ,‬تل��ك الت��ي يتعل��م‬ ‫امل��رء م��ن خالله��ا تطوي��ر ذات��ه والرق��ي به��ا ولطامل��ا كان‬ ‫ي�ست�ش��هد بكلم��ات امل�س��يح «طوب��ى لرحم��اء القل��ب» واج��ه‬ ‫تلك التحديات و نظرات البع�ض امل�سيئة �إليه ب�سالح الطيبة‬ ‫يرتدد عن التعبري عن ر�أيه مبا ال يجرح �أحد ًا‬ ‫واملنفعة‪ ،‬ومل‬ ‫ّ‬ ‫�أو ي�ؤذيه‪ .‬واىل �أفراد املجتمع و العوائل‪ ،‬حيث ا�ستطاع بناء‬ ‫عالق��ات اجتماعي��ة وا�س��عة م��ع الأطب��اء وال�صيادل��ة واملثقف�ين‬ ‫و ا�صح��اب �أ�صح��اب ر�ؤو���س الأم��وال و�س��خر تل��ك العالق��ات يف‬ ‫خدم��ة الفئ��ة الفق�يرة يف املجتم��ع اجل��زراوي‪ ،‬بذل��ك �أ�صب��ح‬ ‫حلق��ة و�ص��ل ب�ين تل��ك الطبق��ات املتفاوت��ة‬ ‫�إجنازات عبدال�سالم والتي تعني له الكثري؟‬ ‫كر�س��ي الإعاق��ة حت��ول �إىل راي��ة خفاق��ة بي�ض��اء تعل��ن ع��ن‬ ‫املظاه��رة قب��ل حدوثه��ا وتب�ش��ر بالع�صي��ان مث��ل القط��رات‬ ‫الأوىل للمط��ر‪.‬‬ ‫كلمة �أخرية؟‬ ‫ال ي�س��عني �أن اق��ول �إال ماقال��ه رج��ل ال�س�لام العظي��م نيل�س��ون‬ ‫مانديال لل�شعوب العربية عندما نه�ضت بربيعها‪« :‬ال جتعلوا‬ ‫االنتقام دافع ًا لكم‪».‬‬ ‫ا�ض��ع القل��م جانب��ا ال ينف��ع الب��د م��ن الكتاب��ة‪� ،‬أ�صب��ح القل��م يف حلظ��ة‬ ‫الكتاب��ة عنه��م خج�لا كي��ف يتح��دث ع��ن اجلمي��ع ب��ذات الق��در‪ ،‬مل يع��د‬ ‫للرغب��ة م��كان يف ا�س��تكمال �أي مو�ض��وع �آخ��ر م��ن بعده��م‪ ،‬ترغ��ب بق��وة‬ ‫يف زي��ارة م��كان مقد���س‪ ،‬م��كان ت�ش��عر في��ه بالل��ذة والق�ش��عريرة‪ .‬متام��ا‬ ‫كاحلب‪ ،‬بوجودكم اتذكر �شعر الت�صوف‪ ،‬حيث ي�شرب الزاهد اخلمرة‬ ‫الإلهي��ة‪ ،‬وه��و ن�ش��وان دون �أن ي�س��كر‪.‬‬

‫إعداد وتقديم‪:‬‬ ‫نجاح هيفو‬ ‫حزيران ‪2020‬‬


‫ظهــرت العديــد‬ ‫ملحمــة‬ ‫مالحــم‬ ‫مــن‬ ‫د ر و يــش‬ ‫يف‬ ‫العشــق‬ ‫عفــد ي‬ ‫التاريــخ األديب‬ ‫ُ‬ ‫و عد و لــة‬ ‫الكــردي أكرثهــا‬ ‫ً‬ ‫مــم‬ ‫رواجــا‬ ‫وزيــن‪ ،‬ســيامند‬ ‫وخجــي وأيضــا‬ ‫هنــاك ملحمــة‬ ‫ال تقــل أهميــة عــن امللحمتــن الســابقتني أال وهــو‬ ‫ملحمــة درويــي عفــدي وعدولــة‪ .‬مل ّ‬ ‫تــدون هــذه‬ ‫امللحمــة حــى اآلن‪ ،‬ولكــن غناهــا معظــم مطــريب‬ ‫ُ‬ ‫الكــرد الشــعبيني»‪ »dengbêj‬حيــث اقتبــس مهنــا‬ ‫العديــد مــن الكتــاب والروائيــن وحولوهــا ملقــاالت‬ ‫أو قصــص قصــرة يف صفحــات عــدة مجــات‪،‬‬ ‫وبــدوري أان قمــت بكتابــة هــذه امللحمــة بعــد قرائــي‬ ‫لعــدة املقــاالت واســماعي لعــدد مــن أغــاين فنانينــا‬ ‫الشــعبني أبســلوب ســلس وبســيط يســتطيع أي‬ ‫قــارئ مبتــدئ فهمــا‪.‬‬ ‫البداية‪:‬‬ ‫تــدور أحــداث هــذه امللحمــة الشــعرية حــول شــاب‬ ‫إيزيــدي (درويــي عفــدي) أحــب فتــاة مــن عشــرة‬ ‫املـلـّــية ُ‬ ‫الكرديــة‪ ،‬ابنــة رئيــس العشــرة متــر ابشــا‬ ‫املـلـّــي (عــدويل)‪ .‬ظهــرت أحــداث هــذه امللحمــة يف‬ ‫منطقــة وإيــران هشــر «‪ُ »Wêranşeher‬‬ ‫الكرديــة‬ ‫التابعــة ُلرهــا يف أعقــاب ســنة‬ ‪‬‬‬176‪8‬م‪ ،‬حيــث كانــت‬ ‫تحكمهــا عشــرة املـلـّــية ُ‬ ‫الكرديــة بقيــادة زور متــر‬ ‫ابشــا املـلـّــي‪ ،‬وهــو اتحــادي عشــائري كبــر تــم‬ ‫حــوايل ‪36‬عشــرة و ‪ 32‬ألــف عائلــة‪ ،‬وبلغــت حــدود‬ ‫مناطقهــم يف هضبــة ويــران هشــر املمتــد مــن‬ ‫شــنكال حــى رسوج والرقــة مهنــا ابتجــاه الفــرات‬ ‫وجبــال كــوابين‪ ،‬كان يجاورهــم عشــائر الــرك‬ ‫(الرتكمــان) والعــرب (عشــرة الجيــس)‪ ،‬وكانــوا‬ ‫ـن لهــم عــداء شـ ً‬ ‫يكـ ُ‬ ‫ـديدا حيــث قطــع متــر ابشــا عهنــم‬ ‫الطعــام وعــن رعياهــم املــاء عــدة مــرات‪.‬‬ ‫درويــي عفــدي مــن عشــرة رشقيــان (‪)şerqiyan‬‬ ‫اإليزديــة‪ ،‬مــن قريــة اوغالجــق (‪ )Oxlacîq‬ابــن‬ ‫عفــدي ملحــم»‪ ،»Evdî Mihlim‬عفــدي ملحــم‬ ‫والــذي ابألصــل كــردي إيزيــدي‪ ،‬أىت مــع عشــرته‬ ‫رشقيــان مــن شــنكال إىل ويــران هشــر وعاشــوا مــع‬ ‫عشــرة املـلـّــية‪ ،‬كان قــد حــارب مــع عشــرته مــن‬ ‫أجــل ابشــا املـلـّــي عــدة مــرات‪ ،‬أحــب عفــدي ملحــم‬ ‫أخــت ابشــا امللــي رحمــي (‪ )Rehmê‬ولكهنــم مل‬ ‫علــم الباشــا قصــة حهبمــا‬ ‫يعطونــه إليــه‪ ،‬بعــد أن ِ‬ ‫فقتــل اختــه‪.‬‬

‫الفتيــات‪.‬‬ ‫عــدويل «‪ »Edûlê‬ابنــة الباشــا املـلـّــي زور اتمــر ابشــا‬ ‫«‪ »Zor Temir‬درويــش كان قــد مســع ابمس عدولــة‬ ‫وبجمالهــا الرائــع ورأهــا عــدة مــرات يف املراعــي‪،‬‬ ‫وابملثــل عدولــة كانــت قــد مسعــت ببطولــة درويــش‬ ‫وهشامتــه وكانــت تنتظــره حــى ميــر مــن الحــي‪ ،‬حــي‬ ‫تراهــا مــن البعيــد‪.‬‬ ‫اســمر درويــش وعدولــة هكــذا حــى التقيــا مــرة‬ ‫وأهداهــا عدولــة محرمهتــا الحريريــة حيــث ألتقــوا‬ ‫عــدة مــرات يف مــكان بجانــب البلــدة وأصبحــوا‬ ‫يــرددون إليــه ويتحدثــون مــع البعــض حيــث‬ ‫النظــرات والــكالم ال ينهتــي‪ ،‬ويف ســياق حديهثمــا‬ ‫مــرة ســألته عــدويل‪ :‬أخــاف أبن ال يزوجــي لــك أيب‬ ‫ألنــك إيزيــدي‪ ،‬وأنــت تعــرف قصــة أبــوك مــع عمــي‬ ‫ً‬ ‫يومــا مــن األايم‪ ،‬وقتلهتــا بعدمــا‬ ‫فرفضــه أيب أيضــا‬ ‫عــرف بعالقهتــم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دامئــا التقــرب مــن متــر ابشــا‬ ‫درويــش كان يحــاول‬ ‫املــي‪ ،‬حيــث وقــف معــه يف متــرده ضــد الدولــة‬ ‫العمثانيــة والعشــائر املجــاورة الذيــن كانــوا يف‬ ‫عــداء معهــم‪ ،‬واســتطاعوا اســرداد العديــد ممــا‬ ‫هنبــوه عشــائر العربيــة والرتكمانيــة املجــاورة لهــم‪،‬‬ ‫وبســبب مســاندة درويــش لـــ زور متــر ابشــا امللــي‬ ‫ضــد الدولــة العمثانيــة ُصــدر عليــه الحكــم مــن‬ ‫قبــل الدولــة العليــا ابلحبــس عــام‪ ،‬مل يكــن فقــط‪101‪‬‬ ‫غايــة التقــرب مــن متــر ابشــا يجعــل درويــش يقــف‬ ‫موقــف العــداء ضــد الدولــة العمثانيــة ولكــن أفعــال‬ ‫العمثانيــن وارتكاهبــم عــدة مجــازر ضــد العشــائر‬ ‫االيزيديــة والكرديــة املمتــردة علهيــا أيضــا زاد مــن‬ ‫‬‪.‬حــدة مقاومتــه ضده ـم‬‪ ،‬اســتطاع العمثانيــون مــرة‬ ‫اعتقــال درويــش مــع زور متــر ابشــا املـلـّــي‪ ،‬لكــن‬ ‫اخــو درويــش اســتطاع فــك قيودهــم وتحريرهــم يف‬ ‫عمليــة هجــوم نفــذه عــى الســجن الــذي كاان ميكثــا‬ ‫فيــه‪.‬‬ ‫بقــي قصــة حــب درويــش لعــدويل مســمرة إىل أن‬ ‫َعلــم زور متــر ابشــا املـلـّــي بحــب درويــش البنتــه‪ ،‬فقام‬ ‫يف فــور أمــره بنفــي عائلــة درويــش إىل شــنكال‪ ،‬وجــد‬ ‫عشــرة جيــس العربيــة وعشــائر الرتكمانيــة يف هــذا‬ ‫النفــي فرصــة يف مهاجمــة مناطــق العشــائر املـلـّــية‬ ‫ً‬ ‫نظــرا مبــا كان ميلكــه درويــش‬ ‫والســيطرة عليــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وملتــه مــن الشــجاعة والبســالة الكافيــة يف صــد‬ ‫أعــداء الباشــا املـلـّــي‪ ،‬فأرســلوا ل متــر ابشــا املـلـّــي‬ ‫رســالة يدعــون فيــه لخضوعــه لهــم‪ ،‬فيجمــع متــر‬ ‫ابشــا فـ ً‬ ‫ـورا كل عشــائر امللليــة تحــت خميــة املعروفــة‬ ‫ب ‪ 16‬العامــود ‪ stûnî 16‬وهــم‪:‬‬ ‫(‪Xidreka, Kûra, Çûva, Hacika, Sînika,‬‬ ‫‪Cimika, Çemika, Kumnexşa, Berguhana,‬‬ ‫‪Alîreşa, Cemaldîna, Seyîda, Şerkîya,‬‬ ‫‪)Keja, Menda, Nasira,û Dodika‬‬

‫وبحســب عــادات والتقاليــد ُ‬ ‫الكرديــة تزتيــن عدولــة‬ ‫وتضــع حالهــا وذههبــا فتظهــر كحوريــة مــن شــدة‬ ‫جمالهــا‪ ،‬فتدخــل إىل مضافــة والدهــا ويف يدهــا‬ ‫صينيــة علهيــا فناجــن فغفوريــة مــن القهــوة لتقــدمي‬ ‫«قهــوة الــرط»‪ ،‬فمــن أيخــذ قهــوة عدولــة ســيقود‬ ‫فرســان لصــد هجــوم عشــرة الجيــس وعشــائر‬ ‫الرتكمــان علهيــم‪ ،‬وبعدهــا يــزوج عدولــة ويحظــى‬ ‫بجمالهــا‪ .‬لكــن ال أحــد ميــد يــده ألخــذ القهــوة مــن‬ ‫عــى الصينيــة الــي بــن يدهيــا‪ ،‬حيــث ال ميلكــون‬ ‫اإلميــان الــكايف يدفعهــم يف أخــذ مثــل هــذا القــرار‬ ‫املصــري والصعــب‪ .‬فســكن الهــدوء املــكان دون أيــن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫شــبااب الذيــن‬ ‫أحــدا مــن الجمــع الــذي مض‬ ‫يتكلــم‬ ‫يفتخــرون بشــوراهبم وشــيوخ العشــائر بحــرف واحــد‪،‬‬ ‫وأوطــوا برؤوهســم نحــو األرض‪ ،‬إال أن صــوت أحــد‬ ‫ً‬ ‫قائــا‪« :‬إذا‬ ‫الشــيوخ يكــر هــذا المصــت ويقــرح‬ ‫أردمت األخــذ بنصحــي فانصــح ابلعفــو عــن درويــش‪،‬‬ ‫فــا أحــد غــره يســتطيع الوقــوف يف وجــه ‪ ١٧٠٠‬مــن‬ ‫فرســان الجيــس والرتكمــان‪ ،‬وهبــذا الشــكل نكــون‬ ‫قــد تخلصنــا مــن الجيــس والرتكمــان ومــن درويــي‬ ‫عفــدي أيضــا «‪.‬‬ ‫متــر ابشــا يعجبــه هــذه الفكــرة ويقبلــه عــى الفــور‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فارســا لريســله إىل شــنكال حــى‬ ‫وأيمــر ابســتدعاء‬ ‫يذهــب يف طلــب مســاعدة درويــش عفــدي‪ ،‬املكتــوب‬ ‫يصــل إىل درويــش والــذي بــدوره يطلــب األذن مــن‬ ‫أابه حــى يمســح لــه ابلذهــاب‪ .‬لكــن كــون عفــدي‬ ‫ملحــم كان يعلــم أبفعــال متــر ابشــا املاكــرة‪ ،‬ال يصــدق‬ ‫وال يريــد مــن درويــش الذهــاب‪ .‬حيــث يقــول لــه‪:‬‬ ‫«درويــش ايبــي زور متــر ابشــا خائــن‪ ،‬لقــد قدمــت‬ ‫لــه الكثــر مــن البطولــة والبســالة‪ ،‬لكــن عندمــا‬ ‫طلبــت يــد اختــه رفــض طلــي فهــو لــن يعطيــك‬ ‫عدولــة فالتذهــب ىف هــذ الطريــق طريــق ذهــاب‬ ‫بــا عــودة» ّرد درويــش‪« :‬اي أيب اتركــي ألذهــب‬ ‫وإن مل أعــد فهــذا رشف لنــا ولســبعة األجيــال مــن‬ ‫بعــدان»‪ ،‬بعدمــا رأى عفــدي أبن الــكالم ال فائــدة لــه‬ ‫بعــد اآلن يعطــي الــرد ابإليجــاب لدرويــش‪ ،‬درويــش‬ ‫يزيــن فرســه هــادابن»‪ ،»Hedban‬وميســك بســيفه‬ ‫ودرعــه ورمحــه وميتطــي فرســه مــع أخــاه ســعدون‬ ‫واثنــن مــن فرســان الرشقيــان ويشــقون طريقهــم‬ ‫نحــو وايــران هشــر‪ ..‬عندمــا يصــل درويــش إىل خميــة‬ ‫متــر ابشــا‪ ،‬يقــوم ابشــا ابســتقبال درويــش ومــن‬ ‫معــه بنفســه ويزيــده مــن القــدر‪ ،‬رأى درويــش هنــاك‬ ‫أصدقائــه الذيــن قضــوا معنــا أوقــاات سـ ً‬ ‫ـعيدا‪ ،‬مهنــم‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رشســا حيــث كان‬ ‫مقاتــا‬ ‫كان عيســو‪ ،‬الــذي كان‬ ‫ً‬ ‫رفيــق درب لدرويــش حاربــوا معــا يف عــدة معــارك‬ ‫لصــد الغــزاة‪ ،‬حيــث كان متــر ابشــا يريــد تزويجــه‬ ‫ابنتــه قبــل املصيبــة الــي حلــت هبــم‪.‬‬ ‫قال درويش لعيسو‪:‬‬ ‫«ماذا تقول اي أخي عيسو ؟»‬ ‫رد عيســو‪« :‬أعـ ُ‬ ‫ـرف اي أخــي أبنــك تحــب عدولــة وهــي‬ ‫أيضــا تحبــك وال مانــع لــدي ولســت ضــد هــذا األمــر‬ ‫أبـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬أمتــى لكمــا حيــاة ســعيدة وأطلــب مــن هللا أن‬ ‫يجعــل مــن مرادكمــا وأان معكــم بروحــي وبدمــي»‬

‫كان عفــدي يف يــوم مــن األايم مــع صديقــه يف رحلــة‬ ‫الصيــد يف الغابــة‪ ،‬فهــج خزنيــرٌ بــري مــن جانبيــه‬ ‫اهنــال عليــه عفــدي بهسامــه حــى أصابــه وجرحــه‪،‬‬ ‫أصبــح الخزنيــر هيــرول ميينـ ًـا ويسـ ً‬ ‫ـارا حــى وجــد مهـ ً‬ ‫ـراب‬ ‫نحــو الهنــر الجــاري‪ ،‬هنــاك حيــث كانــت فتــاة تغســل‬ ‫صوفهــا‪ ،‬عندمــا وصلــه الخزنيــر كان قــد التقــط آخــر‬ ‫أنفاســه فوقــع أبرضــه ومــات بجانــب تلــك الفتــاة‪،‬‬ ‫وصــل عفــدي إىل الفتــاة وســألها إن كان قــد أصاهبــا‬ ‫مكــروه‪ ،‬وقــد كان رد الفتــاة ابلنفــي‪ ،‬أراد عفــدي‬ ‫معرفــة امس فتــاة لكهنــا مل تخــره‪ ،‬أصبــح تلــك الفتــاة‬ ‫محــط اإلعجــاب والفضــول لــدى عفــدي فســأل عهنــا‬ ‫مــن امللــة هنــاك وعـ ِـرف أبهنــا فتــاة إيزيديــة امسهــا‬ ‫عيــي ويل «‪ ،»Eyşê Welî‬أحهبــا عفــدي وتزوجهــا‬ ‫أنجبــت لــه درويــش وســعدون‪ ،‬درويــش كان‬ ‫فــى شــجاع ومعــروف بــن كل العشــائر بهشامتــه‬ ‫ورجولتــه‪ ،‬كان محــط إعجــاب الجميــع وخاصــة‬

‫وقــرأ علهيــم رســالة عشــائر الجيــس والرتكمــان‬ ‫وطلــب مهنــم إيجــاد حــل للخــروج مــن هــذا املــأزق‬ ‫الــذي حـ ّـل هبــم‪ .‬اســمر عشــائر جيــس والرتكمانيــة‬ ‫بجمــع فرســاهنم وإكمــال تحضرياهتــم للهجــوم حيــث‬ ‫تلقــوا الدعــم أيضــا مــن قبــل الدولــة العمثانيــة‬ ‫يف تلــك الوقــت كمــا يــروى‪ ،‬فــأراد متــر ابشــا امللــي‬ ‫ً‬ ‫قائــدا بشــكل عاجــل لقيــادة فرســانه لصــد‬ ‫إيجــاد‬ ‫الهجــوم إن حصــل علهيــم‪ ،‬فنــادى يف َ‬ ‫الجمــع‪« :‬مــن‬ ‫الــذي ســيقود الفرســان لصــد هجــوم العشــائر‬ ‫ويحمــل هــذا العــبء عــى كتفــه؟» هــذه الجملــة‬ ‫كانــت كافيــه يف إحــال الهــدوء تحــت الخميــة‪.‬‬

‫مــن جهــة أخــرى ظــل أصدقــاء درويــش وأخــاه يقنعون‬ ‫درويــش ابلعــودة عــن قــراره يف حــرب عشــائر العــرب‬ ‫والرتكمــان‪ ،‬مردديــن لــه‪« :‬ايدرويــش‪ ،‬هــذا الطريــق‬ ‫بــا عــودة هــذا هــو طريــق املــوت‪ ،».‬لكــن درويــش مل‬ ‫يكــن يلقــي لهــم ً‬ ‫آذاان صاغيــة ويــرد علهيــم‪« :‬اعــرف‪،‬‬ ‫إذا كنــم ال تريــدون إبمكانكــم العــودة لكــن أان‬ ‫ســأذهب ولــن أعــود حــى املــوت»‪ ،‬دخــل الجميــع‬ ‫الخميــة‪ ،‬وجلســوا‪ ..‬بعدهــا دخلــت عدولــة مزتينــة‬ ‫بحلهيــا وبيدهــا الصينيــة الذهبيــة‪ ،‬عندمــا وقــع نظــر‬

‫مجلة ديوار‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬

‫‪1‬‬


‫درويــش عــى عدولــة حيــث كان قــد مـ ّـر فــرة طويلــة‬ ‫ومل يراهــا تجمــد يف مكانــه ورسح هبــا وبقامهتــا‬ ‫وجمالهــا‪ ،‬ودارت بقهوهتــا عــى الجالســن لكــن ال‬ ‫أحــد ميــد يــده‪ ،‬إىل أن توقفــت عنــد درويــش قالــت لــه‬ ‫منخفــض‪« :‬ال أتخــذه»‪ .‬وقــف عفــدي وقفــة‬ ‫بصــوت‬ ‫ٍ‬ ‫الفرســان ورشب القهــوة رشبــة واحــدة وقبــل حلقــة‬ ‫عدولــة املرجانيــة وقــال ســأذهب ملنازلهتــم وانحــى‬ ‫رجالــه رؤهســم‪ ،‬فتبــن اهنــم فقــط رجــاال للــراء‬ ‫وليــس للغــراء‪ ،‬حيــث قــام متــر ابشــا وقبــل رأس‬ ‫درويــش وابركــه عــى حملتــه‪ ..‬عدولــة حاولــت كثـ ً‬ ‫ـرا‬ ‫إقنــاع درويــش برجــوع عــن قــراره لكهنــا مل تفلــح يف‬ ‫ً‬ ‫إرصارا فطيــف عدولــة ال يفــارق عينيــه‬ ‫ذلــك بــل زاده‬ ‫وال ســبيل يف إحظــاء هبــا ســوى قيــادة هــذه الحملــة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫اختــار درويــش إحــدى عــر مــن الفرســان مســلمون‬ ‫وإيزيديــون وقادهــم نحــو تلــة آدشــانة» ‪girê‬‬ ‫‪ »edşanê‬املطلــة عــى هضبــة ويــران هشــر عــى‬ ‫حــدود مــع عشــائر الجيــس والرتكمــان‪ ،‬ملحــه مــن‬ ‫صفــوف فرســان عشــرة جيــس عفــر الجيــي الــذي‬ ‫كان عــى صداقــة أخويــة مــع درويــش حيــث إن خيله‬ ‫هــاداابن كان هديــة عفــر لدرويــش‪( ،‬يف مــرة مــن‬ ‫املــرات كان درويــش يف الصيــد‪ ،‬رأى غزالــة واصاهبــا‬ ‫بهسمــه لكــن الغزالــة هتــرب ويلحــق بــه درويــش حــى‬ ‫تدخــل إىل حــدود عشــرة الغيــث‪ ،‬هنــاك يــراه عفــر‬ ‫ابــن رئيــس عشــرة الغيــث ويتعرفــون عــى البعــض‪،‬‬ ‫يحبــه غيــث ويريــده أن يصبــح لــه اخــا ابلــدم وهيديــه‬ ‫مهــرا فيمسيــه درويــش ابمس هــاداابن بعدهــا‬ ‫يصبــح هــاداابن فرســا رشســا يجــن يف الحــروب وال‬ ‫أحــد يســتطيع إيقافــه‪ ،‬كان يحبــه درويــش كثــرا‬ ‫ويطعمــه بنفســه ويقبلــه دامئــا) فنــادى عفــر عــى‬ ‫فرســانه‪« :‬هــؤال هــم فرســان عشــرة املـلـّــية والــذي‬ ‫يف مقدمهتــم اخــي ابلــدم دوَ رويــي عفــدي‪ ،‬مقاتــل‬ ‫قــوي وعزيزعــى قلــي لكــن اتمــر ابشــا يتآمــر عليــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لعــل اســتطيع إقناعــه ابلرتاجــع‬ ‫فألذهــب إليــه‬ ‫عــن قــراره يف قتالنــا»‪ ،‬حيــث يتقــدم بعــد ذلــك‬ ‫ً‬ ‫قائــا‪« :‬اي درويــش ايأخــي‪،‬‬ ‫نحــو درويــش ويخاطبــه‬ ‫ايفــدوى عيــي رجــاءً أســحب نفســك مــن الــراع‬ ‫الــذي هــو بيننــا وبــن زور متــر ابشــا‪ ،‬فنحــن أخــوة وال‬ ‫نريــد أن نحــارب بعضنــا البعــض‪ .‬متــر يضحــك عليــك‪،‬‬ ‫حــى إن انتــرت فلــن يزوجــك بعدولــة‪ ،‬فامســع‬ ‫كالم اخــوك وعــد اىل رشــدك‪ ،‬إن أصبــح ‪ 1700‬فــارس‬ ‫قطيعــا حــى ولــن تســتطيع قتلهــم كلهــم‪ »..‬لكــن‬ ‫درويــش يجيبــه‪« :‬هــل لديــك غــر مــا قلتــه كالم؟»‪،‬‬ ‫رد عفــر عليــه ‪»:‬ال»‬ ‫درويــش‪« :‬عفــر ايأخــي! ‪ ،‬كــن يل آذاان صاغيــة‪ .‬فــأان‬ ‫لســت صغـ ً‬ ‫ـرا فــأان حملــت هــذا الحمــل عــن القناعــة‬ ‫ملــي وهــذا األرض هــو‬ ‫وعلــم‪ ،‬وأنــت تعلــم أبنــي‬ ‫ّ‬ ‫أرض الكــرد املليــن وليــس أرض العــرب والرتكمــان‬ ‫ً‬ ‫يومــا‪ ،‬لقــد اســمعت لنصائحــك‬ ‫ولــن يصبــح لكــم‬ ‫تفضــل واذهــب إىل فرســانك فامليــدان ميــدان‬ ‫الحــرب‪ ،‬إمــا أن ينــران هللا أوينرصكــم‪ ،‬وســرى‬ ‫مــن هــو الخــروف ومــن هــو الكبــش! ‪kî berxe kî‬‬ ‫‪ ! berane‬حــى اليــوم كنــا أخــوة ولكــن بعــد اآلن‬ ‫فنحــن أعــداء‪ .‬فافعــل مــا يحلــو لــك وال تقــر»‬ ‫يــرد عليــه عفر‪»:‬ايدرويــش تعــال واســتغين عــن هــذا‬ ‫الحــرب‪ ،‬ســنأخذ عدولــة مــن الباشــا عنــوة وأنتيــه هبا‬ ‫لــك»‪ ،‬رد درويــش عليــه قائـ ً‬ ‫ـا‪« :‬اان درويــش عفــدي‪،‬‬ ‫ولــن اقبــل هبــذه اإلهانــة يل ولعدولــة»‪ ،‬بعــد أن قطــع‬ ‫عفــر أملــه عــاد إىل فرســانه واندى هبــم‪« :‬ايأصدقــاء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اندمــا وال يريــد الحــرب إبمكانــه الرجــوع‬ ‫مــن منكــم‬ ‫إىل مزنلــه‪ .‬ولــن أغضــب مــن أحــد ابلحــق‪ .‬ابلنســبة‬ ‫يل‪ ،‬فقــد وضعــت املــوت أمــام أعيــي فــإن قطعــوا‬

‫مجلة ديوار‬

‫رايس فلــن أعــود»‪ ،‬اســتاء منــه أصدقائــه وقالــوا‬ ‫‪« :‬مــا هــذا الــكالم ايعفــر‪ ،‬فهــل أرواحنــا أغــى مــن‬ ‫روحــك»‪.‬‬ ‫درويــش ورفاقــه جهــزوا ســيوفهم ورماحهــم وانقضــوا‬ ‫عــى صفــوف فرســان عشــرة الجيــس والرتكمــان‬ ‫كالصقــور‪ ،‬حيــث قامــوا بسلســة مــن الهجمــات‬ ‫البطوليــة بتكتيــكات حــرب األنصــار ضــذ جيــش‬ ‫األعــداء ملحقــن خســائر فادحــة واســتزناف هائــل‬ ‫يف صفوفــه‪ ،‬مــا أن هياجمــوا مــرة ليعــودوا إىل التلــة‬ ‫ويكــرورن املــرة الثانيــة بنفــس طبيعــة الهجــوم‪،‬‬ ‫يف اليــوم األول ُقتــل أثنــن مــن رفاقــه هــذا مــا أاثر‬ ‫غضــب وجنــون درويــش ليعــاود هجومــه يف اليــوم‬ ‫الثــاين ويفقــد أيضـ ًـا ثالثــة أخــرى مــن أصدقائــه بعــد‬ ‫مقتــل املئــات مــن فرســان الجيــس والرتكمــان‬ ‫وهكــذا إىل أن بقــي يف اليــوم الثالــث فقــط هــو‬ ‫وصديقــه عيســو‪ ،‬حيــث قتــل أخــاه ســعدون أيضــا‬ ‫فربــط بلحافــه حــول رأس خيلــه الــذي كان امســه‬ ‫‪ kumêyt‬ووجــه رأســه نحــو شــنكال نحــو بيــت‬ ‫والــده عفــدي ملحــم حــى أيتــون لنجدتــه لكــن‬ ‫خيــل ســعدون مل يــرد تــرك صاحبــه وكان دامئــا مــا‬ ‫يلــف حولــه وعندمــا احــس الخيــل أبن ســعدون‬ ‫ً‬ ‫رسيعــا نحــن مضــارب عشــرة‬ ‫لــن يعــد بــدأ ابلعــدو‬ ‫االيزيديــن‪.‬‬ ‫بعــد مقتــل ابــن عفــر‪ ،‬عــاود طلبــه لدرويــش مــن‬ ‫أجــل إهنــاء الحــرب‪ ،‬لكــن درويــش يرفــض أيضــا‪ ،‬مــا‬ ‫إن حــل املســاء يف اليــوم الثالــث مــن الحــرب خــف‬ ‫حــدة االشــتباكات وعــاد درويــش مــع عيســو مجـ ً‬ ‫ـددا‬ ‫إىل تلــة آدشــانة طلــب درويــش مــن عســيو الذهــاب‬ ‫إىل مضــارب عشــرة مــان ليطلــب النجــدة مهنــم‪،‬‬ ‫لكــن عيســو مل يــرد تــرك درويــش وحيـ ً‬ ‫ـدا هنــاك إىل‬ ‫أن اســتطاع درويــش إقناعــه ابلذهــاب‪.‬‬ ‫يف فجــر صبــاح اليــوم التــايل بــدأ درويــش ابلهجــوم‬ ‫عــى فرســان قبائــل جيــس والرتكمــان وحيـ ً‬ ‫ـدا‪ ،‬كان‬ ‫حـ ً‬ ‫ـراب ضــاراي وقتــل العديــد مهنــم‪ ،‬الرتكمــان والعــرب‬ ‫رأووا أبن ال حــل مــع درويــش إال مــن خــال خطــة‬ ‫ً‬ ‫معروفــا أبنــه فــارس عظــم‬ ‫محكمــة‪ ،‬درويــش كان‬ ‫ال يســتطيع أحــد عــى مجاهبتــه وهــو عــى هصــوة‬ ‫جــواده املمســى بـــ (هــدابن)‪ ،‬فقــد عجــز األعــداء مــن‬ ‫هزميــة درويــي عبــدي إال ابلحيلــة حيــث قامــوا‬ ‫ابلفــرار إىل بقعــة أرض مليئــة بحفــر الفــران وكان‬ ‫درويــش عــى هصــوة حصانــه يطاردهــم ويف هــذه‬ ‫األثنــاء يقــع مــن فــوق حصانــه (هــدابن) ويكــر‬ ‫ســاق الحصــان ويلتــف حولــه جنــود العــدو ويبــدؤون‬ ‫برشــقه بســيوفهم الغــدارة‪ ،‬ويصــاب درويــش‬ ‫بجــروح بليغــة بعــد أن كان يحــاول صــد الهجــوم‬ ‫ولكــن مل يســتطع‪ ،‬دافــع درويــش عــن نفســه وجــرح‬ ‫عــدد مهنــم لكنــه جــرح أيضــآ‪ .‬بعدهــا أتيت أخــت‬ ‫عفــر الجيــي صاحيـ ًـة يف فرســان عشــرهتا مقرتبــة‬ ‫مــن درويــش‪« :‬أال تخجلــون مــن أنفســكم ايقليــي‬ ‫الكرامــة والــرف‪ ،‬أهكــذا تكــون البطولــة! إذا كنــم‬ ‫رجــا ًال ً‬ ‫حقــا فلمــا مل تحاربــوه وهــو عــى ظهــر خيلــه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أهــذه رشط الرجولــة تحاربــون فارســا ابلحيلــة‬ ‫والخديعــة»‪ .‬بعــد كالم أخــت عفــر يصــل عفــر ويصيــح‬ ‫ـب عــى صديقــه درويــش‪« :‬ايقبيلــة‬ ‫عاليـ ًـا بحرقــة قلـ ٍ‬ ‫جيــس حــى اآلن كنــا نحــن والرتكمــان معــا لكــن‬ ‫بعــد اآلن نحــن أعــداء‪ ،‬فتنحــوا جانبــا»‪ ،‬أدرك عشــائر‬ ‫تركمــان بخطــورة الوضــع بعــد هــذا القــول ومل يكــن‬ ‫ً‬ ‫حــراب مــع عشــرة الجيــس‪ ..‬أمــد عفــر يــده‬ ‫يريــدوا‬ ‫ً‬ ‫تحــت رأس درويــش وبــدأ ببــكاءً شــديدا‪ ،‬قــال لــه‬ ‫درويــش ‪« :‬ال تبــي ايعفــر‪ ،‬لدينــا نحــن الكــرد قــو ًال‬ ‫ماثــورا يقــول‪xwdê berxê bêr ji bo kêrê‘ ،‬‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫‪ ’daye‬ولــدي طلــب وحيــد منــك أبن توصلــي إىل‬ ‫تــل ادشــاين»‪ ،‬اســند عفــر كتــف درويــش واصطحبــه‬ ‫إىل تلــة آدشــاين‪ ،‬حيــث اســند ظهــره عــى صخــرة‬ ‫كبــرة وارشبــه املــاء مــن رشبتــه‪ ،‬وطلــب منــه‬ ‫درويــش أبن يغســل وجهــه ويزيــن لــه شــاربه ألنــه‬ ‫كان يعــرف أبن عدولــة ســتأيت وال يريــد أن تراهــا‬ ‫بحالــة ميؤوســة ويف األخــر طلــب درويــش مــن عفــر‬ ‫املغــادرة ألن فرســان املـلـّــية ســيصلون قريبــا وإن‬ ‫رأوا عفــر ســيقتلوهنم وهــذا مل يــرده درويــش‪ .‬ودع‬ ‫عفــر بعدهــا صديقــه درويــش بدمــوع حارقــة وبفــراق‬ ‫حزيــن‪ ،‬حيــث انده درويــش مبتمسـ ًـا‪« :‬مل أكــن أعــرف‬ ‫ايصديقــي أبن رجــل مثلــك يبــي»‪ ،‬مل يســتطع عفــر‬ ‫الــرد‪ ،‬فاســمر درويــش بندائــه‪« :‬اذهــب ابلرسعــة‬ ‫ايصديقــي الحنــون ‪ ،‬فنحــن أخــوة يف اآلخــرة‪ ،‬فــأان‬ ‫هنــاك ابنتظــارك فــا تتأخــر هــا قابلــي ابلرسعــة»‬ ‫ولــوح لــه بصعوبــة حــى أن اختــى عــن بــره‪.‬‬ ‫بعدهــا بلحظــات تصــل قوافــل فرســان العشــرة‬ ‫املـلـّــية ويف مقدمهتــم عدولــة عــى خيلهــا‪ ،‬مابرحــوا‬ ‫أن وصلــوا إىل التلــة حــى إن نزلــت عدولــة مــن‬ ‫عــى حصاهنــا وانكبــت عــى درويــش احتضنــه بلهفــة‬ ‫وعيوهنــا مليئــة بدمــوع ووضعــت رأســه عــى ركبتهيــا‬ ‫وهــي هتدهــد‪« :‬اهنــض ايداليل‪ ,‬طــويل النحيــل‬ ‫والرفيــع هــذه مــن اجلــك يمتايــل‪ ،‬جهبــي مفتوحــة‬ ‫لــك‪ ،‬حاجــي الرفيــع ورمــويش الســوداء وعيــوين‬ ‫الســوداء كلهــم لــك‪ ...‬ال أحــد غــرك يســتحقين‪،‬‬ ‫فلســت للــرك وال للــروم‪ ،‬فــأان اســتحق ابــن عفــدي‬ ‫ملحــم درويــش‪ ..‬فلــن اســتطيع العيــش مــن بعــدك‬ ‫ايعــري‪ ..‬مــن بعــدك لــن احــر القهــوة واقدمهــا‬ ‫للرجــال العشــرة وســأحرم عــى نفــي الزتيــن‬ ‫والخــروج إىل املراعــي مــن بعــدك ال حــظ يل وال رغبة‪...‬‬ ‫ولــن انتظــر عريسـ ًـا وال مهـ ً‬ ‫ـرا غاليـ ًـا‪ »...‬حيــث احتضهنا‬ ‫درويــش وامســك بيدهــا وبقــي ينظــر إىل عينهيــا‬ ‫الســوداء والجميلتــن وطلــب مهنــا قائـ ً‬ ‫ـا‪« :‬ايعدولــة‬ ‫قومــي وقفــي أمامــي وضــع يــدك عــى خــرك‬ ‫النحيــف يك أملــح قامتــك يف لحظــايت االخــرة‪ ،‬ويك‬ ‫امــئ عيــي مــن روؤيتــك ورؤيــة قامتــك قبــل ان‬ ‫أفــارق الحيــاة هللا يتنقــم مــن ابشــا مــان مل أكــن‬ ‫أعــرف أبن هللا لــن يصلنــا لهشــور الصيــف»‪ ،‬وبعدهــا‬ ‫يفــارق درويــش الحيــاة وهكــذا تنهتــي قصــة درويــش‬ ‫وعدولــة مبأســاة وامل وتبــى ملحمــة ألميــة يف صفحــة‬ ‫اتريــخ الكــردي يحــى فهيــا االجيــال‪ ،‬أمــا عشــائر‬ ‫الرتكمــان وجيــس فتنكــر شــوكهتم يف املنطقــة‬ ‫بعــد أن يتلقــوا رضابت قامصــة مــن قبــل فرســان‬ ‫ّ‬ ‫املليــة بعــد كان قــد اهنكــوا مــن رضابت درويــش لهــم‪،‬‬ ‫ويبــى العشــرة ّ‬ ‫املليــة القويــة والوحيــدة يف تلــك‬ ‫املنطقــة وإىل يومنــا هــذا‪.‬‬ ‫درويــش حفــر صفحــة مرشفــة يف التاريــخ بقصتــه‬ ‫حبــه لعدولــة الــي أصبحــت رمـ ً‬ ‫ـزا للوطــن والكرامــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫والــي يجــب أن نفــدي مــن أجلهــا دمائنــا‪ ،‬بعيــدا عــن‬ ‫التوجــه الديــي مضــن القوميــة الواحــدة‪.‬‬

‫لهنك إبراهيم‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫ُ‬ ‫رحيقا لنحلة الزمن‬ ‫أمنيايت ابتت‬ ‫ترشفها من أزاهري العرم‬ ‫حلم أبكم ‪..‬حلمي‬ ‫ً‬ ‫صخبا‬ ‫يرعد‬ ‫عىل حني غرة‬ ‫ً‬ ‫ضجيجا‬ ‫تثري السؤاالت‬ ‫وحدة مفجعة يف الزحام‬ ‫زفرات ثكىل‬ ‫قهرها الوقت‬ ‫دمعة متحجرة‬ ‫أتىب الخضوع‬ ‫وتمترد‬ ‫وعينان ترتقبان الوميض‬ ‫مستعصية قصيديت‬ ‫تغرب عهنا اإللهام‬ ‫َ‬ ‫التنجب إال األوهام‬ ‫تتلون ابلوجع‬ ‫أمنيات وحلم أبكم‬ ‫تستكني يف الجنان‬ ‫ال تطل عىل انفذيت‬ ‫فدوى حسن‬ ‫أرتل مفرداهتا‬

‫أنقهشا عىل الجدران‬ ‫تورق يف دفء‬ ‫ومتتد لشغايف‬ ‫أيخذين السكوت إىل املايض‬ ‫ضفاف بنفسجية‬ ‫ازرار زهر ‪..‬وريحان‬ ‫مشس حانية‬ ‫حمامات سالم ترفرف يف مسايئ‬ ‫تخصب صحراء إلهامي‬ ‫زكية رائحة املايض‬ ‫معبقة بشذا اليامسني‬ ‫تصدح مبقامات الفرح‬ ‫ملونة كالفراشات‬ ‫ابلحبور ترسبلين‬

‫الســاســة‬

‫املتسلقني ‪ ،‬املنافقني‬ ‫ودم ‪ ،‬و دين‬ ‫تجار‬ ‫ٍ‬ ‫حروب ‪ٍ ،‬‬ ‫للوطن ابئعني‬ ‫حسب مصالحهم فاعلني‬ ‫متحدثني ومتفلسفني‬ ‫ابلحريـة متشدقني‬ ‫الكثري من التصاريح‬ ‫الفارغة املمضون مرثثرين‬ ‫عن األمئة املنافقني ليسوا‬ ‫مختلفني ‪..‬‬ ‫كما فتاوهيم املخزية‬ ‫علينا كل يوم مرشعني‬ ‫أما بــ الوطن ‪..‬‬ ‫املوت يحصد األرواح‬ ‫نسوة وشيوخ وأطفال ال استثناء‬ ‫الفتية والفتيات دماؤهم‬ ‫ً‬ ‫هدرا يريقون‬ ‫للمقاصل يرسلون‬ ‫القذرون اإلرهابيون‬ ‫دماء شعيب‬ ‫بدون ذنب يستبيحون‬ ‫لألرزاق انهبون سارقون‬ ‫ألشجار وطين قاطعني‬ ‫حارقون‬ ‫ً‬ ‫غدا إن سألهم هللا أبي حق ‪..‬‬ ‫كل هذه الجرامئ هبا أنمت‬ ‫ملوثون‬ ‫مباذا سيجيبون‬ ‫قتل ‪ ،‬اعتقال ‪ ،‬ترشيد ‪،‬‬ ‫هنب ‪ ،‬سيب ‪،‬‬ ‫هل كل هذا ‪..‬‬ ‫مرشع لهم من ‪..‬‬ ‫حق ّ‬ ‫رب المسوات وبه يعملون‬ ‫ّ‬ ‫أين أنمت من اإلنسانية ً‬ ‫إذا ‪..‬؟؟‬ ‫وعن ضواري الغاب ‪،..‬‬ ‫مباذا تختلفون ‪..‬؟؟؟؟‬

‫د ّيا شيرو‬

‫مجلة ديوار‬

‫وغصة األخوة املريرة‬ ‫آه ‪ ..‬؟؟!!‬ ‫اي اتريخ سومر وميتان ومداين‬ ‫اي نحت الحجر‬ ‫واي أسطورة الطوفان‬ ‫اي عذاابت ( النريوز ) وشعلة الحرية‬ ‫اي سفاح الدم الطري ؟؟‬ ‫واي أعوان السجان‬ ‫اي جرحي املسافر يف متاهة روحي‬ ‫اي أضحية وقرابني املعابد املقدسة‬ ‫سيوفنا مسلولة ‪..‬‬ ‫من ينبوع اللش العظمي‬ ‫دماؤان مروية‬ ‫بدجلة والفرات‬ ‫والخابور يرسي يف العروق‬ ‫نحن ( مزيوبواتنيا ) ولحن زرايب الخلود‬ ‫نحن عربة ( الكويت ) ‪..‬‬ ‫من الجودي اىل فينيق‬ ‫نحن رسائل الحريق‬ ‫من مهاابد اىل كركوك‬ ‫نحن لغة الطري وخامت سلميان‬ ‫تعاميل األبجدية‬ ‫وأوىل القراءات‬ ‫ألواح الهداية‬ ‫وآخر الكتابة‬

‫أرواحنا اتهت‬ ‫من ضجيج املوت‬ ‫زاوية العدم وطقوس الالهناية‬ ‫رصخة األحزان‬ ‫أهيا املحتل الغاصب‬ ‫اي طغاة النفاق‬ ‫أهيا املتآمرن عىل نعيش‬ ‫أهيا المصت امللوث ابلخيانة‬ ‫اي عربة سومر‬ ‫اي متاهة الوجود الخادعة‬ ‫ترضعي اي ذات أنوار ( أفيستا )‬ ‫واي ( آهورا ماذدا ) أستفق أهيا الثور املجنح‬ ‫أنه السواد‬ ‫الجبل أسود‬ ‫المساوات سود‬ ‫والليل ينوح يف غابة األحزان‬ ‫العواصف والضباب‬ ‫الينابيع جفت‬ ‫والمشس آفلة مبرقد النار املقدسة‬ ‫يتجرع ( كاوا ) املوت تحت زالل سيوف الطغاة‬ ‫قطعان املاموث تعبث مبملكة الجبال‬ ‫ورسائل جلجامس تعانق النسيان‬ ‫سقط القناع عن القناع‬ ‫مل يبق غري اليد الطاهرة‬ ‫اي آلهة املذبح املقدس‬ ‫أهيا األمل‬ ‫دمي‬ ‫من‬ ‫يرشب‬ ‫الذي‬ ‫محنة الجبل‬ ‫أرقــد بســام يف عــامل‬ ‫ا أل مــو ا ت‬ ‫أكرم محمد‬ ‫سكينة روحك‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫الفقيه‬

‫زهير بوعزاوي ‪ -‬أجلموس ‪ /‬المغرب‬

‫يف طريقــي صــوب فقيــه الباديــة مشــيت أحمــل‬ ‫القليــل مــن الطعــام وخــز الشــعري املحــر جــوف‬ ‫فــرن طبيعــي النــار املشــتعلة مــن أجــود أعــواد شــجر‬ ‫البلــوط‪ ،‬رغــم أنــي ال أســتلطف الفقهــاء مل أســتطع‬ ‫ً‬ ‫إميــاان مهنــا بفكــرة‬ ‫رد طلــب جــديت وإلحاحهــا عــي‬ ‫األجــر املحتســب لــك عنــد هللا‪ ،‬إذا أحســنت للفقيــه‬ ‫ً‬ ‫حمــارا‬ ‫الذئــب‪ -‬كمــا أحــب تمسيتــه‪ ،‬إمتطيــت‬‫ميــزج اللــون األحــر والداكــن عــى شــعره الــكايس‬ ‫لـــجلده الصلــب‪ ،‬متوجهـ ًـا إىل املســجد حــى بلغــت‬ ‫املقصــد‪.‬‬ ‫ألقيــت تحيــة الســام مبـ ً‬ ‫ـادرا‪ ،‬ورد عليــه هــو اآلخــر‬ ‫ً‬ ‫مجيبــا أبخهتــا‪ ،‬ترجلــت مــن عــى ظهــر الدابــة‬ ‫أحدثــه‪:‬‬ ‫تفضــل هاتــه الربكــة مــن الطعــام قــد بعهثــا لــك‬ ‫أهــل الــدار‪.‬‬ ‫بصــوت أخــن آكل عليــه دهــر‬ ‫قــال هــو اآلخــر‬ ‫ٍ‬ ‫الشــيخوخة ورشب العجــز‪ ،‬رغــم أن مالمحــه تنــذر‬ ‫بصغــر ســنه بــن الثالثــن و األربعــن‪ ،‬لكــن نغمــة‬ ‫أحبالــه الصوتيــة تكــر عــره وقبــل أن أيخذهــا‪،‬‬ ‫ابدر ميطــرين بوابــل مــن األســئلة يحــاول ســقي‬ ‫ظمــأ فضولــه‪ ،‬رغــم ذلــك امتنعــت عــن الــرد وزادت‬ ‫وقاحتــه صاعــن بــدل الصــاع األول حــى رشع يفــي‬ ‫مبــا ال علــم لــه دون مقدمــات‪:‬‬ ‫ملاذا اي ولدي قصة شعرك والترسيحة غريبتان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أيضــا غريبــة‬ ‫أ تعلــم أن القــزع حــرام؟ مالبســك‬ ‫عليــك بلبــاس الجلبــاب‪ ،‬وشــاربك املطــوي يخالــف‬ ‫رشعنــا و يجعــل منــك شـ ً‬ ‫ـبهيا للهيــود والنصــارى‪ ،‬ملــا‬ ‫تعفــو عنــه وتقــص لحيتــك‪ ،‬لقــد إبتعــدمت اي شــبابنا‬ ‫عــن ديننــا الحنيــف‪ ،‬أطلــب مــن هللا أن هيديكــم إىل‬ ‫رصاطــه املســتقمي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حانقا‪:‬‬ ‫زعقت يف وجهه‬ ‫اي فقيــه‪ ،‬إن هللا علــم مبــا يف الصــدور‪ ،‬يــوم البعــث‬ ‫نحاســب عــى أفعالنــا ال عــى مظهــران‪ ،‬ولكــن أتــدري‬ ‫أن مــن يحــر أنفــه جــوف أمــور ال تعنيــه مــاذا‬ ‫يحــدث لــه؟‬ ‫ً‬ ‫مطأطئا رأسه ال‪..‬ال‪..‬ال أعرف!‬ ‫تمسر مكانه وتلعمث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ومهتكما عليه‪:‬‬ ‫مسهتزائ به‬ ‫نطقت‬ ‫ً‬ ‫جائعا اي فقيه‪.‬‬ ‫يبىق‬ ‫قفــزت فــوق الحمــار وأعــدت املؤونــة إىل الكيــس و‬ ‫ً‬ ‫قليــا ورشع الفقيــه‬ ‫لكــزت بطنــه بقدمــي‪ ،‬وتحــرك‬ ‫يناديــي‪:‬‬ ‫اِ نتظر‪..‬اِ نتظــر ايبــي! إنــي أنصحــك فقــط ال آتخــذين‬

‫مجلة ديوار‬

‫عــى مــا قلتــه‪ ،‬انولــي الطعــام وهللا مل أتــذوق الخــز‬ ‫منــذ البارحــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واضعــا الكيــس فــوق صخــرة‬ ‫توقفــت مــكاين‬ ‫صغــرة‪،‬و بنــرة حــادة صدحــت عاليـ ًـا موجهــا خطــاابً‬ ‫ً‬ ‫جميعــا‪:‬‬ ‫شــديد اللهجــة يصلــح للبــر‬ ‫تعــال خــذه! لكــن تذكــر جيـ ً‬ ‫ـدا قبــل أن تدافــع عــن‬ ‫قضيــة مــا‪ ،‬معتقــد‪ ،‬فكــرة‪ ،‬رأي‪ ،‬ديــن‪ ،‬أو ميــول‪...‬‬ ‫تعلــم تحقيــق اإلكتفــاء الــذايت لنفســك أوال‪ ،‬وســد‬ ‫رمــق جوعــك وفــض عــراك أمعائــك الفارغــة حيهنــا‬ ‫تفــوه مبــا شــئت مــن حماقــات وهرطقــات‪.‬‬ ‫ضغطــت عــى اللجــام بقــوة وأدرت رأس الحمــار‬ ‫مرمــى الــدار‪ ،‬بــدل «الــرا الزيــد» وهــي أمــر لــه‬ ‫أن ميــي قلــت «خــي» الــي يســتعملها الفرســان‬ ‫إشــارة للحصــان ابلتحــرك يف بــادان‪ ،‬كلمــة واحــدة‬ ‫كانــت كفيلــة أن يســابق الحمــار الــرايح معتقـ ً‬ ‫ـدا أنــه‬ ‫فــرس جامــح عــريب األصــل‪ ،‬كذلــك الفقيــه بفتــوى‬ ‫انقصــة خيــل لــه أنــه مــاك نقــي ويحاســب النــاس‬ ‫وهــو مل يصلــح نفســه‪ ،‬إذا ال فــرق بــن الحمــار‬ ‫والفقيــه إال بطــول األذنــن‪.‬‬ ‫وملــا عــدت مــن عنــد الفقيــه ذاك اليــوم الــذي كلفــت‬ ‫بــه أبخــذ املؤونــة لــه‪ ،‬فــوق حمــاري الفــرس‪ ،‬أبلغــه‬ ‫أحدهــم أنــي كتبــت مــا حــدث ورويــت الواقعــة كمــا‬ ‫ً‬ ‫جــوااب معــه فحــواه هتديــد أرعــد‬ ‫وقعــت‪ ،‬وأرســل‬ ‫وأزبــد‪ ،‬توعــد وأقــم فيــه‪ ،‬وقــد جــاء عــى لســان‬ ‫املبعــوث هكــذا دون نقصــان أو زايدة‪:‬‬ ‫أبلــغ الفــى الغريــب املمتــرد الــذي لطــخ العــادات‬ ‫والتقاليــد‪ ،‬املتشــبه ابلغــرب البليــد‪ ،‬الــذي ال يتقــن‬ ‫ً‬ ‫شــيئا ســوى التقليــد‪ ،‬أن ديننــا الحنيــف بــريء‬ ‫منــه بــراءة الذئــب مــن دم يوســف‪ ،‬كمــا أنــه قــد كفر‬ ‫مبــا نــزل بعــد أن أطــال الشــوارب وقــص اللحيــة‪،‬‬ ‫ورمس عــى رأســه القــزع‪ ،‬وأســدل الــروال بــدل‬ ‫انر الســعري‬ ‫التقصــر‪ ،‬مآلــه جهــم يصــى فهيــا َ‬ ‫وبئــس املصــر‪ ،‬وإن مل يتــب فدعــايئ عليــه ابلســوء‬ ‫صبــاح مســاء‪ ،‬ليــل هنــار‪ ،‬كل دقيقــة واثنيــة وســاعة‬ ‫ـبوعا وهشـ ً‬ ‫وســاعتني‪ ،‬يومـ ًـا وأسـ ً‬ ‫ـرا‪ ،‬وطيلــة الســنني‬ ‫والقــرون‪ ،‬وليعلــم أن هللا مل يــرد دعــوايت يومــا إال‬ ‫وهــي مقبولــة‪ ،‬إذا عــاد مــرة أخــرى إيل ســألقنه يف‬ ‫ً‬ ‫درســا‪.‬‬ ‫اإلســام‬ ‫تلقيــت الرســالة ومل أكــرث مبــا قالــه الســفيه‪ ،‬فخــر‬ ‫اإلجابــة كانــت الســكوت وفعـ ً‬ ‫ـا كذلــك فعلــت‪ ،‬كلمــا‬ ‫انولتــي جــديت الوجبــة املخصصــة لــه عــى أســاس‬ ‫أن أذهــب هبــا إليــه‪ ،‬أتظاهــر بذلــك ويف منتصــف‬ ‫الطريــق املؤديــة إىل بيتــه أكل نصفهــا وأرمــي‬ ‫إنتقامــا ً‬ ‫ً‬ ‫وردا عــى مــا قالــه‬ ‫النصــف األخــر للــكالب‪،‬‬ ‫يف ظهــري وبقيــت عــى هــذا املنــوال ملــدة يومــن‬ ‫ً‬ ‫طبعــا مل ميــر مــرور الكــرام‬ ‫ابلمتــام والكمــال‪ ،‬وهــذا‬ ‫عــي‪ ،‬ذات جلســة عائليــة ينبعــث مهنــا الــدفء‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫والحــب‪ ،‬وتزيــد حكايــة الجــدة إاثرة الشــوق وحــب‬ ‫المســر بــدل النــوم الــذي يغــازل جفوننــا حــن طغــت‬ ‫الحــرارة املنبعثــة مــن الفــرن‪ ،‬عــى إثرهــا ارتخــت‬ ‫األجســاد وتدلــت الرقــاب وبحثــت الــرؤوس عــن‬ ‫الوســائد‪ ،‬وتتثاءبــت األفــواه داللــة عــى العيــاء؛‬ ‫فجــأة‪ ،‬رن هاتــف خــايل‪ُ ،‬صوبــت كل املقــل نحــوه‬ ‫جاحظــة البؤبــؤ‪ ،‬ترتقــب يف مصــت مطبــق معرفــة‬ ‫ماهيــة اإلتصــال‪ ،‬ضغــط خــايل عــى زر الــرد األخــر‪،‬‬ ‫وأان أســرق المســع اســتطعت التعــرف عــى الصــوت‬ ‫العائــد للفقيــه‪ ،‬ترافقــه حرشجــة طفيفــة وهــو يحــاور‬ ‫ً‬ ‫ســائال‪:‬‬ ‫الخــال أبدب‬ ‫مل تصلــي تلــك املؤونــة منــذ يومــن‪ ،‬إن مــذاق‬ ‫الخــز قــد نــى لســاين نمستــه‪ ،‬واشــتاق أنفــي‬ ‫لعطــر رائحتــه‪ ،‬كلمــا زار طيفــه مخيلــي ســال لعــايب‪،‬‬ ‫أبــروين مبــا وقــع لعلــه خــر وســأصرب عــى البــاء؟‬ ‫ً‬ ‫مصدوما مبا نطق ‪-‬الفقيه‪:-‬‬ ‫أجابه خايل‬ ‫نرســل لــك مــع ابننــا مــا أعــددانه مــن طعــام‪ ،‬تقـ ً‬ ‫ـراب‬ ‫ـدا يومــاً‬ ‫للــه وأجــران عنــده محتســب‪ ،‬ومل نخلــف موعـ ً‬ ‫ً‬ ‫غــدا ســأحرضه لــك‬ ‫وال مــن شــمنا كان؛ ال تقلــق‪،‬‬ ‫بنفــي‪ ،‬واغفــر لنــا زلــة الشــقي حــد الســاعة ال نعــرف‬ ‫ملــا ملثــل هــذا الفعــل قــد فعــل!‬ ‫أغلــق الهاتــف‪ ،‬وقفــزت جــديت مــن مكاهنــا وتحدثــت‬ ‫مــلء لســاهنا حــى ظهــرت لثهتــا الفارغــة إال مــن انهبــا‬ ‫األيــر‪ ،‬يشــبه الــزاند وقــد أزالــت فعلــي مصــام‬ ‫األمــان وطفقــت العجــوز تســتفرس عــن الســبب‪:‬‬ ‫ويحــك اي بــي! مــا عهــدت عنــك أن تســبب للنــاس‬ ‫األذى‪ ،‬والفقيــه خليفــة الخالــق يف األرض‪ ،‬وبركتــه‬ ‫ً‬ ‫ـدرارا يســقينا والهبميــة معـ ًـا‪ .‬ملــا مل‬ ‫ســتزنل غيثـ ًـا مـ‬ ‫تعطــه اي ولــدي املؤونــة الــي تقيــه مــن الجــوع يف‬ ‫هــذه الليــايل البــاردة؟‬ ‫قلــت لهــا وأان أمتــدد يف مضجعــي ملالقــاة النــوم‬ ‫الــذي اســتدرجين إليــه‪ ،‬ومل أســتطع مقاومــة لذتــه‬ ‫ألكمــل الهســر‪:‬‬ ‫اي جــديت الجميلــة‪ ،‬قــد أخــرين الفقيــه أن هللا مل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫منكــرا‪ ،‬إذا دعــاه اســتجاب‬ ‫خائبــا وال‬ ‫يومــا‬ ‫يــرده‬ ‫لــه يف الحــن كمــا هــو قــال‪ ،‬والخــز والطعــام قــد‬ ‫رميهتمــا للــكالب‪ ،‬وإذا كان دعــاؤه مقبــو ًال كمــا‬ ‫ً‬ ‫خــزا أم أنــه عليــه‬ ‫ادعــى ملــا ال يطلــب مــن هللا‬ ‫ابلباطــل قــد افــرى؟‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫المواطــن الســوري واللــرة‪ ،‬وصــراع البقــاء‬ ‫يعيــش املواطنــون الســوريون يف الداخــل‬ ‫الســوري أســوأ أايمهــم االقتصاديــة‪،‬‬ ‫بســبب غــاء األســعار بشــكل جنــوين‪،‬‬ ‫نتيجــة هبــوط ســعر رصف اللــرة الســورية‬ ‫أمــام الــدوالر إىل مســتوايت قياســية‪،‬‬ ‫وهــو الهبــوط األكــر يف اتريخهــا‪ .‬وسـ َّ‬ ‫ـجلت‬ ‫اللــرة‪ ،‬يف ســوق ســواء ‪ .1500‬إىل ‪1600‬لــرة‬ ‫للــراء و ‪1650‬اىل ‪ 1700‬لــرة للمبيــع مقابــل‬ ‫دوالر أمريــي واحــد‪ ،‬وتــراوح هــذه األســعار‬ ‫مــن منطقــة إىل آخــرى ‪.‬‬ ‫ومنــذ نحــو عامــن تعيــش العائــات‬ ‫الســورية عىل أمــل زايدة مرتباهتــا الهشرية‪،‬‬ ‫حيــث أصــدر الرئيــس بشــار األســد‪ ،‬يــوم ‪21‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ترشيعيــا يقــي‬ ‫مرســوما‬ ‫نوفمــر ‪،2019‬‬ ‫بــزايدة ‪ 20‬ألــف لــرة ســورية (نحــو ‪20‬‬ ‫ً‬ ‫دوالرا) عــى الرواتــب واألجــور الهشريــة‬ ‫للعســكريني واملدنيــن‪.‬‬ ‫إال أن الــزايدة مــع ارتفــاع الــدوالر خفضــت‬ ‫راتــب املوظــف الهشــري نحــو‪ 15‬اىل‪ 20‬دوالر‪،‬‬ ‫ً‬ ‫خصوصــا يف‬ ‫أي إن الراتــب تراجــع ومل يــزد‪،‬‬ ‫ظــل ارتفــاع أســعار الســلع كافــة‬ ‫يف حــن يســجل املــرف املركــزي الســوري‪،‬‬ ‫وفــق موقعــه الرمســي‪ ،‬ســعر رصف اللــرة‬ ‫مقابــل الــدوالر عنــد‪ 600‬للــراء و‪606‬‬ ‫ُ‬ ‫تجاهــل كامــل ملــا يجــري يف‬ ‫للمبيــع‪ ،‬يف‬ ‫ســوق العملــة‬ ‫لكــن ســؤال يطــرح نفســه ‪.‬هــل يســمر‬ ‫الــدوالر ابلصعــود واللــرة الســورية‬ ‫ابالنخفــاض؟ وإىل أي مبلــغ يصــل؟ خاصــة‬ ‫أن غالبيــة الشــعب يعمتــدون عــى رواتــب‬ ‫يقبضوهنــا ابللــرة الســورية؛ فــإذا كان‬

‫مجلة ديوار‬

‫سيبان محمد‬ ‫باقي داود‬

‫متوســط راتــب املوظــف قبــل عــام ‪ 2011‬نحــو‬ ‫‪ 25‬ألــف لــرة ســورية مــا يعــادل ‪ 500‬دوالر‬ ‫أمريــي‪ ،‬فاليــوم يــراوح متوســط الراتــب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫دوالرا «‪.‬‬ ‫دوالرا و‪65‬‬ ‫بــن ‪50‬‬ ‫ً‬ ‫اتريخيــا‬ ‫ســعر رصف اللــرة أمــام الــدوالر‬ ‫وحــى اآلن؛ «عــام ‪ 3.65- 1970‬لــرات‪،‬‬ ‫عــام ‪ 3.90- 1976‬لــرات‪ ،‬عــام ‪5.56- 1981‬‬ ‫لــرات‪ ،‬عــام ‪ 11.25- 1986‬لــرة‪ ،‬عــام ‪1990‬‬ ‫‪ 42.5‬لــرة‪ ،‬عــام ‪ 46.5- 2000‬لــرة‪-2005 .‬‬‫‪65‬لــرة‪46-2010 .‬لرية‪300-2013.‬لــرة‪.‬‬ ‫‪513-2017‬لرية‪1000-2019.‬لــرة‪.‬‬

‫* ولكن ما هو أسباب وراء هذا‬ ‫االرتفاع‬

‫زايدة الطلــب عليــه مــن قبــل حكومــة‬ ‫الســورية وســحبه مــن األســواق مــن قبــل‬ ‫بعــض األشــخاص الذيــن يعملــون لصالــح‬ ‫الحكومــة يف مناطــق خــارج عــن ســيطرهتا‪،‬‬ ‫بســبب املبالــغ الــي رصفهــا عــى عمليتــه‬ ‫العســكرية األخــرة يف محافظــة إدلــب‪،‬‬ ‫فميــا ال ميكنــه الحصــول عــى هــذه األمــوال‬ ‫مــن الخــارج بســبب العقــوابت االقتصاديــة‪.‬‬ ‫وهــذا ينعكــس ســلبآ عــى ارتفــاع للعملــة‬ ‫األجنــي وانخفــاض للــرة الســورية‬

‫تحويــل مغرتبــن أموالهــم إىل مناطــق‬ ‫أبعتقــادي تخــوف أصحــاب الــروة مــن خــارج عــن ســيطرة نظــام هــذا ممــا أدى إىل‬ ‫الــراع الدائــر بــن األســد‪ ،‬وآل مخلــوف تشــكيل ســوق ســوداء يف أغلــب مناطــق‬ ‫مبــا أن ثــروة رامــي مخلــوف ابــن خــال وخاصتــآ يف منطقــة القامشــي‬ ‫رئيــس ‪ ،‬تعــادل ‪ ٪60‬مــن الناتــج القومــي‬ ‫وقــف الدعــم اإليــراين للحكومــة الســورية‬ ‫اإلجمــايل الســوري‪.‬‬ ‫بشــكل شــبه كامــل بســبب العقــوابت‬ ‫عجــز املــزان التجــاري وانخفــاض الصادرات االقتصاديــة علهيــا‬ ‫ً‬ ‫جــدا نتيجــة حــرب أكــر مــن‬ ‫لحــد كبــر‬ ‫ً‬ ‫هشــراي‬ ‫تســع ســنوات وأرضار الــي الحقــت بقاطــع حيــث أن إيــران كانــت تدعــم‬ ‫الصناعــة ‹ الصناعــة الســورية مدمــرة أو الحكومــة الســورية بـــ ‪ /200/‬مليــون دوالر‪،‬‬ ‫شــبه مدمــرة ابلكامــل‪ ،‬ســواء يف عامصــة مــا عــدا مســاعدهتا عســكراي ويف مجــال‬ ‫الصناعــة الســورية حلــب‪ ،‬أو يف مركــز إمــدادات النفــط‪ ،‬فقــد كانــت الحكومــة‬ ‫الســورية مطمئنــة كل االطمئنــان للدعــم‬ ‫الصناعــات الغذائيــة يف دمشــق‪،‬‬ ‫اإليــراين ومعمتــدة علهيــا لتخفيــف مصاعهبــا‬ ‫اقــراب بــدء تنفيــذ قانــون حمايــة املدنيــن االقتصاديــة‪ ،‬لكــن يف العامــن األخرييــن‬ ‫املمســى (قيرص‪/‬ســزر) وهــذا أبعتقــادي تحــت وطــأة حصــار اقتصــادي دويل كبــر‪،‬‬ ‫ســوف يقفــز حاجــز ‪ 2000‬لــرة للــدوالر الواحــد مل تعــد تســتطيع تحمــل تكاليــف هــذا‬ ‫الدعــم»‪.‬‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬


‫ُ‬ ‫صناعــة الســمن الكــردي‬

‫اشــهر الكــورد عــى امتــداد جغرافيــة كوردســتان‪ ،‬بصناعــة األلبــان والمســن‬ ‫البلــدي واألجبــان‪ ,‬والــي تعتــر مــن الصناعــات الرتاثيــة االكوردســتانية‪ ,‬خاصــة‬ ‫رحــل الكــورد (الكــوݮر)‪ ,‬اصحــاب القطعــان الكبــرة مــن األغنــام واملاعــز‪ ,‬وكذلــك‬ ‫القرويــن الكــورد الذيــن ميتهننــون تربيــة األغنــام واملاعزواألبقــار‪.‬‬ ‫وفميــا يــي خطــوات تحضــر المســن الكــوردي بــدأ مــن الحليــب لــدى رحــل (مض‬ ‫الــراء) الكــورد ‪:‬‬ ‫حلــب األغنــام وتجميــع الحليــب يف قــدور كبــرة بعــد تصفيتــه مــن‬ ‫‪ -1‬‬ ‫خــال قمــاش تصفيــة اومصفــاة مناســبة لفصــل الشــوائب منــه‪ ,‬ومــن مث‬ ‫يســخن عــى انر هادئــة حــى درجــة الفــوران (والــي تعــادل حــوايل ‪ 85-80‬م)‬ ‫يــرك الحليــب املغــي ليــرد قليــا اي يصبــح دافئــا (والــي تعــادل‬ ‫‪ -2‬‬ ‫درجــة الحــرارة ‪ 43-39‬م تقريبــا)‪.‬‬ ‫تحويل الحليب الداىفء اىل اللنب ‪:‬‬ ‫‪ -3‬‬ ‫بعــد ذلــك يــم اضافــة كميــة مناســبة مــن الخمــرة اىل الحليــب الــداىفء ( وهــي‬ ‫عبــارة عــن لــن منتــج ســابقا ويفضــل ان يكــون مرتفــع الحموضــة)‪ ,‬ومــن مث‬ ‫يغطــى قــدر التلبــن للمحافظــة عــى الحليــب دافئــا وان يــم التلبــن ‪.‬‬ ‫فرز الزبدة عن اللنب‪:‬‬ ‫‪ -4‬‬ ‫يــم اضافــة املــاء اىل اللــن الناتــج بكميــة مناســبة تســاعد عــى الخــض الجيــد‪,‬‬ ‫يف خضاضــة مصنوعــة مــن جلــد املاعــز تمســى ابلقربــة (مشــك)‪,‬واليت تعلــق عــى‬ ‫ثالثــة أعمــدة بشــكل مثلــث‪ ,‬ولهــا قبضتــان لتقبــض علهيــا هبمــا املــرأة أثنــاء‬ ‫الخــض‪ ،‬ويســمر الخــض حــى تطفــو الزبــدة إىل األعــى‪ ,‬عندهــا تفصــل الزبــدة‬ ‫عــن الشــنينة (الــدو) والخاليــة مــن الــدمس ‪(,‬مؤخــرا بــدأ اســتعمال فــرازات‬ ‫لفــرز الزبــدة عــن اللــن او الحليــب‪ ,‬وفــق مبــدأ القــوة الطــاردة املركزيــة املتولــدة‬ ‫بفعــل دوران حــوض الفــرازة ابليــد او مبحــرك كهــرابيئ)‪.‬‬

‫تحويل الزبدة اىل مسن‬ ‫‪ -5‬‬ ‫تنقــل الزيــدة املنفصلــة عــن اللــن يف الخضاضــة اىل قــدر آخــر‪ ,‬حيــث تســخن‬ ‫مــع اضافــة قليــل مــن امللــح‪ ,‬عنــد تحــول الزبــدة اىل الحالــة الســائلة‪ ,‬يضــاف‬ ‫الهيــا قليــل مــن الربغــل او الطحــن‪ ,‬هبــدف امتصــاص املــاء و آاثر اللــن املتبقــي‬ ‫مــع الزبــدة ‪ ,‬مــع التحريــك املســمر‪ ,‬وفصــل الرغــوة املتشــكلة ابســمرار حــى‬ ‫انتشــار رائحــة المســن وصفــاء املزيــج ‪ ,‬وظهــور اللــون األصفــر‪ ,‬عندهــا يوقــف‬ ‫التســخني ويــرك ليــرد قليــا ‪ ,‬لتصفيتــه مــن الربغــل او الطحــن‪.‬‬

‫يعبــأ المســن املصفــي يف حقــة (مض الحــاء) مصنوعــة مــن الجلــد‬ ‫‪ -6‬‬ ‫وتمســى ابلكورديــة (هــز) الــذي يغســل ويغطــى مــن الداخــل بقليــل مــن دبــر‬ ‫العنــب ملنــع تــرب المســن ‪ ,‬او جــرة مــن الفخــار‬ ‫وجديــر ابلذكــر ان لــون الزبــدة والمســن املنتــج مــن لــن او حليــب‬ ‫األبقاروالجواميــس‪ ,‬أشــد صفــارا مــن لــون املنتــج مــن لــن او حليــب الغــم‬ ‫واملاعــز‪ ,‬لكــون حبيبــات الدهــون الدقيقــة الــي توجــد يف حليــب األبقارتغلفهــا‬ ‫صناعــة الزبــدة تتحررحبيبــات‬ ‫طبقــة تعــزل اللــون األصفــر‪ ،‬وعنــد‬ ‫اللــون يف الزبــدة‪ ,‬هــذا مــا‬ ‫الدهــون مــن الغــاف لينتــر‬ ‫مفتوحــة تنتــج حليبــا زبدتــه‬ ‫يجعــل األبقــار الــي ترعــى يف حقــول‬ ‫املاعزلوهنــا أبيــض‪ ،‬و لعــدم‬ ‫أكــر اصفــرارا‪,‬وأن زبــدة حليــب الغــم‬ ‫النبــااتت األصفــر يف جمسهــا‪.‬‬ ‫قــدرة تلــك املــوايش عــى تخزيــن لــون‬

‫إعــداد وتقديــم‪:‬‬ ‫محمــد جلينــي‬

‫‪Pêşesaziya Rûnê Kurmancî‬‬ ‫‪an mast, di bin bandora hêzavêja navendî, di verêjkerek‬‬ ‫‪bi destan an bi motorê Kareva tê gerandin, (bi Ȋnglîzî:‬‬ ‫‪ ).‬القــوة الطــاردة املركزيــة ‪central centerfuge force, û bi Erebî‬‬ ‫ ‪-5‬‬ ‫‪Veguhertina Nivîşk bo Rûnê Kurmancî:‬‬ ‫‪Nivîşkê hevgirtî yê hatiye veqetandî ji mast di mêşkê‬‬ ‫‪de, di distek din de tevlî piçek xwê,tê germ kirin heya‬‬ ‫‪ruhin dibe, paş re tê kelandin û tevdan kirin bi hinek‬‬ ‫‪Savar an Arvan re, ji bo rewatî (ava mayî) û bermayê‬‬ ‫‪mast yê mayî di Nivîşk de, bi savar an arvan bê‬‬ ‫‪vexwarin an mêtin, germkirin û kelandin bi dawî dibe,‬‬ ‫‪dema bihna Rûn belav dibe û hem jî zelal dibe, wê demê‬‬ ‫‪hinekî tê sarkirin û paş sarkirinê ve, tê parzûnkirin ji be‬‬ ‫‪veqetandina savarê an aravan.‬‬ ‫ ‪-6‬‬ ‫‪Rûnê parzûnkiriî tê dagirtin di Hîzên çêkirî ji‬‬ ‫‪çerm, hundirê hîz têwerdan bi dimsê re, ji bo Rûn ji Hîz‬‬ ‫‪derneyê, an di denên qafikî de.‬‬ ‫‪Hêjaye gotinê ku rengê Nivîşk û Rûnê wergirtî ji şîr an‬‬ ‫‪mastê dewaran (çelekan) zertire ji rêngê yê wergirtî ji‬‬ ‫‪şîr an mastê mîh û bizinana, ji ber dewar dema buharî‬‬ ‫‪diçêrin li çêreyên vekirî de, rengê zer‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪ê‬‬ ‫‪kulîlkan,vedişêrin û diparêzin di‬‬ ‫‪bin qaşilê gilokên qatix de, dema‬‬ ‫‪ev gilok azad dibin , ew gilokên‬‬ ‫‪rengê zer jî azad dibin, lê mîh û‬‬ ‫‪bizin rengê zer na parêzin di bin‬‬ ‫‪qaşilê gilokên qtixê şîrê xwe de.‬‬

‫مجلة ديوار‬

‫‪Kurd li seranserê erdnîgariya Kurdistanê navdar in, bi‬‬ ‫‪pîşesaziya Mast, Nivîşk, Rûn û Penîr, weke pêşesaziyeke‬‬ ‫‪kelepûrî, nemaze ji aliyê Koçerên xweda keriyên mezin‬‬ ‫‪ji pez û Bizinan, hem jî gudiyên Kurd ê Pez û Dewaran‬‬ ‫‪xwedî dikin.‬‬ ‫‪Va ye pêngavên amedekirina Rûnê Kurmancî, li cem‬‬ ‫‪Koçerên Kurd:‬‬ ‫ ‪-1‬‬ ‫‪Dotina Şîrê mîhan û Bizinan, komkirin û‬‬ ‫‪rawestana Şîr mawey demekê, di distên mezin de,paş‬‬ ‫‪parzinandinê bi cawê parzûnê an bi parzûneke taybet,‬‬ ‫‪Şîrê rawestayî û parzûnkirî tê kelandin bi nermayî‬‬ ‫‪heya bi fûre hem jî tê tevdan ji bo neyê şewtandin û‬‬ ‫‪binê distê negire (pila germahiyê li derdora 85-80an).‬‬ ‫ ‪-2‬‬ ‫‪Sarkiran Şîrê kelandî bo asta ku Şîr germ bimîne‬‬ ‫‪(li der dora pila 43-39an).‬‬ ‫ ‪-3‬‬ ‫‪Amadekurina Mast‬‬ ‫‪Heyvankirina Şîrê germ bi heyvanê ji mastê berê ên‬‬ ‫‪hinekî tirşe, paş tevdan Heyvan û Şîrê germ, ew dist‬‬ ‫‪bête nixumandin, ji bo parstina germahiyê û Şîrê germ‬‬ ‫‪bibe mast di bin bandora Heyvan de.‬‬ ‫ ‪-4‬‬ ‫‪Wergirtina Nivîşk ji Mast:‬‬ ‫‪Tevlîkirina mast bi hinek av re, ji bo bi hêsanî Nivşk bête‬‬ ‫‪vebrajitin ji mast di dema killandinê de, û bi serkeve di‬‬ ‫‪meşkê de, meşk kuneke ji çermê Bizina çê dibe, bi darên‬‬ ‫‪sêpiyê ve tê daleqandin di riya werîsekî, du destikên‬‬ ‫‪dar yên meşkê hene, ji bo jina killevan pê bigre û meşkê‬‬ ‫‪bikillîne,di van demên paşîn de, Nivşk tê vebrajtin ji şîr‬‬

‫العدد الواحد والعشرون‬

‫حزيران ‪2020‬‬


Muzîka folklorîk a kurdî

M

îrasa muzîka kurdî li rojavayê Asyayê pir kevnare ye, û bi dîroka kurdan bixwe li vê deverê ve girêdayî ye. Ji bo vê yekê delîl heye ku du peşengehên herî girîng ên muzîka orjînal kurdî ne. Yekem (Meqamê Kurd), ya duyem (Maqam Nahawand), Nehawand bajarekî kevnare yê Kurd e li başûrê Kurdistanê, û di dîroka Rojavayê Asyayê de çend muzîkjenên sereke yên Kurd Hene di nav wan de mînak: Ibrahîm al-Mawsali, kurê wî Ishaq Al-Mawsali, û Zerîab (Ali bin Nafi).

dikare muzîka kurdî ji muzîka Farisî, Ermenî, Tirkî û Erebî cuda bike Lê belê,. Li deverên ku Kurd bi cîranên xwe re cîran e, em hevokek di navbera muzîka van û van de dibînin, û melodiyên kurdî hene ku ketine muzîka gelên cîranên Kurdan, di destê kompromentên Kurd ên ku di nav wan gelan de dijiyan. Bi taybetî li Tirkiye û Levant; - mînak - muzîkjen Bakri Al-Kurdi li bajarê Helebê, li bakurê Sûriyê.

Muzîka kurdî ya folklorîk xwedan taybetmendiya xwe ye, mîna muzîka gelên din e, û her kesê ku bi muzîka gelên Asya Rojavayî re tecrûbir e,

Amûrên muzîka kurdî: Dahol, Defik, Tenbûr, kemançe, Sentûr, Zorne. Pîk, Blûr. Dûzele.

Kovara Dîwar

Hejmara -21ê

Gelê Kurd bedewiya muzîka xwe di himbêza xwezayê de hîs d i ke . Ger hûn bibînin ku Kurdek li ser kevirek, li nêzî çemek, an di bin darekê de rûniştiye û bi Amûr a xwe a muzîkê ve xwe mijûl dike….. wê hingê bizanin ku ew bi dilovaniya Xwedê û bedewiya xwezayê re têkiliyek evînek rastîn jiyan dike.

Alan osê osê

Pûşber 2020


Hîztirîn kes: Tê gotin ku sê kes li hev civiyan, her yek ji yê din «hîztir»

bû...

X w e s t i n bizanibin kî ji wan bihtir hîz e ? Da bibe serdarê wan... Hîn ew di gengeşê û gotûbêjê de bûn... pîrejinek hate cem wan û Alîkariya wan xwest da barê Ava wê jêre bighînin malê? L i h e v meyzandin û jixwer gotin ev derfeta meye ku yek ji me bibe serdar li ser serê me? *Yê yekem ber

Kovara Dîwar

bi pîrê ve çû, dilê wê «pîrê» geşbû û girnijî û ji xwe re got: va ferehî hat û yezdan bi gaziyê min ve hat û ev camêr ji min re şiyand? Ew kes kete ser kelaxê wê pîrejinê de û cûrek ji cûrên lêdanê nema bi kar nanî, sêvên ne dirê de jî ki pîrê kirin?! bankir: ji min pîstir nînin û jê berneda ta ew dirêjkirî li wan devera hişte vêvirî... Li hevalê xwe vegera û got: kesek nikare weke min kirî bike tucaran?! *yê duyem lê zîvirî û got: qey tu dibêjî te tiştek kiriye? Ji min fêrbe ku hîzîtî çawe ye?! bilez çû û bi pihîna kete ser kelaxê «pîrejinê» de, ew bi xwe ber bi tinebûnê ve diçe, gih dikşîne û gih «avê» lêdike ew Ava ya bizorê peyda kirî da bibe ji bo

Hejmara -21ê

hinek pêdviyên malê û kesên lê dijîn!! ji dev neberda ta dilê wê bûrî û ji hiş ket!! li hevalên xwe vegera û girnijîneke fereh ser ruyê wî xwyaye weke kesekî ji cengekê serkeftî derketî û ji weye ku kesek nikare weke ku wî kirî bike? *Yê siyem bû tiqtiqa wî bi dengekî bilind û xwehr dibe ji kenê xurt û bê romet û wate dibakî: «ez bi ser ketim ez ji we hîztirim»?! «ez bi ser ketim ez ji we pîstirim»?! gotnê: çawa û hîn te tiştek nekirye?! Çawa tu herî pîsî?!! ew ji kena nikare bi xwe, got: ew pîrejin dayîka min e û av ji bavê minê nexweş û birayên minên bicûk re ye!!! - We dît ez ye herî hîz im?!! Hesen Xalid Pûşber 2020


H

isên xortekî zane ye ,esmer û çavreş e ,bejindirêj û noqzirav e , dizanîngehê de çalekvan e, di nav xwendekaran de partîzan e,li gundewarê Şamê neştecî ye ,şevekê ji remezanê li mala bavê Aras ji bo civîna partî mêhvan e , lê mixabin gelek ji koma wî ne amade ne , jiloma civîn hat paşxistin, bavê Aras jê xwast li ber mal bimîn e û ew bi hevjîna xwe re çû serdana hevkarê xwe bevê Nîdal û dereng vegeran , Hisên piştî nîvê şevê gihişt mal , şev sayiye ,dem bûhar e ,li ber roniya heyvê gulên di hewşa wî de diçirisênin ,linav geyayê hewşê de raket , dixewna xwe de dît ew dinav goleka avê de ye nikare derkeve û bang dike lê kes pêve nayê , ji nişkê ve qîzek mina periyekê yan nîgarekê ji yên bihuştê ye. ne kin e, nedirêj e , neqelew e , nezirav e ,porzer û xelek e ,çavşin e ,gewir û bedew e , kenzek î sor û çepûnek î reş lê ne ji wêve hat û raşte destê wî ji nav çirava golê derxist , wî spasiya wê kir û bi navê Meysa ew bi nav kir lê wê bê denk , bidest silav kir û bidûr ket . Hisên heyirî û matmayê ma dema şiyar bû û ji xwe pirs kir ma ew kî bû ? ji serma xewa xwe li hindir di nav pirs û sawîran de berdewam kir . Piştî cejnê bi cend rojan bû dema civînê , bavê Nîdal wek mêhvan amadeye , ji nûv re Hisên naskir , bişev dîse Hisên dixewna xwe de dît dapîra wî ya ew dih salin ku mirîye û heman qîz pê re ye di nav bexçekî daran de û gelek şîret li wî dikirin û digot hey jê hebe û diçû ,lê Hisên tênedigihişt bê mebesta wê çiye , hey ji xwendina xwe hebe ,yan hey ji partiya xwe hebe, yan hey ji Meysa hebe ji bo li ser hersê tiştan ji wî re daxivî, ew û Meysa dinav bexçe de di ber çem re dimeşîn ,ji nişkêve şemitî û ti nema bikevê çêm de lê Meysa bi destê wî girt û ew ragirt û herduyan lev nerîn û kenîn û ji xew şiyar bû , heyrandina wî pêhtir bû nexasim xewnên wî dûbare di bûn ta nêzîkî du salan , pileya wî di partî de bilind bû û bavê Nîdal bû berpirsê wî . Wek ez zanim tu wêjeya ingilîzî dixwêne jiloma dixwazim tu çend waneyên ingilîzî ji keça min re ya sala dawî ji xwendia amadayî dixwêne bêje , wise bavê Nîdal gote Hisên piştî ji civînê derketin . Hisên sozdayê de ku rojekê pêre herê piştî karê li ber destê xwe bibe serî . Wê şevê dîsa Meysa hat xewna wî li ber çemê gundê wî li herîma Qamilo ,ew li ser kevir rûniştî bû ,wê ji piştve destê xwe didanî ser milên wî û şîret lê dikirin û digot ez tim bi te re me, piştgirtiya te me, lê ez ne ya te me , bi gotina Meysa

Kovara Dîwar

EW BI XWE YE

şiyar bû , bihtir matmayî û heyirî ma .

Bavê Nîdal ji avahiya ku tê de kar dike derket , Hisên li benda xwe dît li gor soza wan ,çûna mala bavê Nîdal , dem roj berava ye piştî firavînê , dengê dayika Nîdal hat : Zeko ma tu ta nihe li kû bûyî ? Ez li mala xalo Semîr bûm , ev deng ket guhê Hisên de ji patika serê ta binê lingê wî hêriz girtin û şilbûn ji xwêhdanê û ji xwe re got : bi xwedê ev dengê Meyso ye , jinişkê ve nîgarek ji yên bihuştê. ne kin, nedirêj , neqelew , nezirav ,porzer û xelek ,çavşin ,gewir û bedew, kenzek sor û çepûnek reş lê ne da devê derî û bifedîbûn got : win bixêr hatin , hêriz û xuhdana Hisên pirtir bûn û devê wî ma jeve û got : tu sax be , û didilê xwe de got bi Xwedê ew bi xwe ye lê çima navê wê ne Meysa ye? û bêhtir matmayî ma. Ev Zekiya , kevoka min ya dawîye , qîza min ev mamosta Hisên e ,sala siyem wêjeye ingilîzî dixwêne , ewê te fêrî ingilîzî bike , wise bavê Nîdal got û bê deng Zekiya ji ber derî vegeriye . Hisên bû mamosta yê wê û li gor hemî tişt jê re got lê wê ew nepejirand wek yar û hevjînê pêşerojê . Tu hevalê min ê partî ye û pêşeroja te xweş xuyaye û gelek tişt bizor û kotekî çê dibin lê zewac bizor û kotekî çê nabe , wise bavê Nîdal got dema Hisên gazin û gilyê xwe li cem kirin . Zekiya bi pileyeka bilind xwendina amadayî bi dawî kir lê ji bo ew ji kurdên bê nasname bû nikarî bû xwendina zanko bike û bû yek ji endamên partiya bavê xwe û Hisên bû berpirsê koma wê . Hemdiya jinebîyeke ji gundê Hisên e ew bû pazdeh sal ku hevxaka(cîrana) bavê Nîdal e û ew zarokên wê di kargehên dora Şamê de dixebitin û zarokên wê xwendin nebirin serî ji bo bê nasname ne û Hisên serdana wê dikir berî bavê Nîdal nasbike . Newroz hat , li gundewarê Şamê li çolekê hin kurd kom bûn ji nav wan Hisên û koma partiya xwe , ji nişkêve zekiya raşt dest Hisên û got : ka em ji xwe re bimeşin . Mamosta tu mamostê min ê ez pê ser bilindim ,tu hevkarê min ê ez bi fikir û ramanên wî serbilindim , her tu ji minre dimênê roniya ez pê riya xwe dibînim , lê hevjînî şens û nesî be , berî du rojan Hemdiya ez ji layên xwe (Macid) re xwastim , ez dixwazin ku em gihan cem wê tu ji dilekî saf î xwestina me pîroz bika li wê .

Hejmara -21ê

Hisirên wî hatin xwar û bidilekî şewitî kenî û destê xwe di situyê wê re anî û aniya wê mackir û got : hezar carî ser xêrê be kêfxweşiya te ya min e , hêdî hêdî bi ser Hemdiya de çûn . Piştî loma û pîrozbahiyê Macid jî hat û bihevre xwarin , Zakiya û Macid bi dor ketin û Hisên vegera bal komê ji bo pirogramên xwe bi rêve bibe . Du mih derbas bûn û şahiya hevjîniye Zakiya çê bû û Hisên bi gustîlka zêr ew xelat kir . Hisên xwendina bi serkeftin bir serî û vegela gund li herîma kurdî û wek mamostayê Ingilîzî li dîbistana gund ma û bi qîza apê xwe re ya binavê Sêvê ew qîza esmer û bedew ,çavreş ,noqzirav û bejin dirêj ,dev biken û beşûşî , ya ji amojgehekê der çûye û wek mamosta bîrkarî li hema dîbistanê ye zewicî û evîna Zeko ma bîranîneke xweş . Piştî dihsalan du kurên Hisên çê bûn û du keç û kurekî zako jî çê bûn û pêwendiyên wan kêm bûn û her yek bi rewşa xwe mijûl bû nexasim piştî fitne û kirîza Sûrî gur bû , gelek ji kurdên derdora Şamê ji ber torolîstan bazdan û Hemdiya û malbata xwe ji wan kesan bûn û berê xwe wek hezaran ji kurdan dan başûrê kurdistanê . Rewşa herîma kurdî kambax bû ,xort neman , kurdan barkir ,erebên ji herîmên dî ketin dewsa wan de , şer û pevçûn û wêran pir bû , xwendin tevlûhev bû jiloma mamostên resen li mal man û Hisên û hevjîna xwe ji wan bûn ,jiloma tev tiştên xwe wek gelekan ji kurdan firoştin û di Istambolê ve derket û berê xwe da oripa di riya bazirganên mirovan re, dinîvê deriyaye îcê de qeyika wan noq bû û ew yek ji her bîst kesên ji dused kesên di qeyikê de yê ji mirinê rizgar bûn ,lê hev jîna wî û herdu kurên wî ji qurbaniyan bûn , piştî çend rojan li kampekê li Yonanê rastî Hemdiya û zeko hat û naskir ku ew jî rastî heman bobelatê bûne û Macid û zarokên xwe bûn qurban ,piştî sê mih û pîst rojan bihevre gihiştin Elmaniya , liwir Hemdiya ji Hisên û Zeko xwest ku bi hev re bizewicin û ew bimêna wek dayika wan , piştî dan û sitanê û lûblûba Hemdiya Hisên û Zekiya bûn hevjîn û kurekî wan çê bû navê wî kirin Macid lê çîrok bi dawî nabe ta kirîza Sûrî bi giştî û herîma kurdî bi teybetî çareser nebe .

Ferîd bavê Cûdî

Pûşber 2020


7

8

Hinera kûr li me hûnan Fêl bazin ew kevrê kûnan Îro sibe dem bihurîn Li me girtin kezî hûnan!

Şems û qemer tev hatin der Da›iş girtin li me çeper Welat birin wan bir yek ser Xelo kulo bûn penaber!

Eyşê gote:xelo çi bû? Bêtar ku hat bi ser me bû Rewşa xirab li me der bû Roj û şevê hev vehûnan!

Eyş û fatê çûn der bi der Barîn li wan ah û keser Rindê bang kir misto veger Warê me çû li me danger!

Xatê gazî kir li eyşê Got:rebenê xwarî hişê Berxwedanê da kemişê Welat avaye l›derûnan!

Bêçarê kurd koç beri

Xilxalên dest bûn giranî Kinc û cilan çûn tev xanî Şêran bazda keftar danî Kîna felek l›me bû du ser!

Siltanê deyşt berdane wê Gazî kirne sînê hewê Qiran bikev dinya ewê Qelen buha têt vexûnan!

Kon vegirtin wan li dûzê Av dane me lê ji kûzê Barê giran pişta xûzê Baskên ji kestî man bê per!

Galgal kete nava milet Kesek nema ji mal derket Agir bi çar alî diket Hirî kurîşk nêt vepûnan!

Hatin kenîn gotin:me biz Pê hesîn ku ewin ên diz Me got:tu?wî gote me siz? Lê rêk nema derkevin der!

Rewşa xirab awarte bû Kund li şûna baz badîşa bû Hewara me kes guh nebû Rûvî waqîn şêr di şûnan!

Mirna da›iş mêranî bû Xelo gotin ne wanî bû Gotna civat bask kanî bû Ji dev derket nema vedger!

Em belav bûn piring piring Li koç berî çûn bi ziving Kesî nekir banga piling Meydan gurr bû warê xwînyan!

Şemê bang kir eyşê xane Heyat jehre çi dermane Fatê pispisand berxwedane Kengê dara işk bibe terr!

Xewn

Bihara jiyê mi

Ji sîberek di xewê Mi dî pêjnek virde hat Rabûm ser xwe wek kewa Mi lez kir bi kêferat Ez û canê rûniştin Li bin darê bi tebat Mi go sipas xwedêyo Hêviya min bi cî dihat Yara m in pir giriya Dilê min ji kok hilat Mi go bêje çibû yar Gote miçiqî ferat Ez hêsira qut nakim Heta şîn bibe welat

Bi hêvya hizra mirî Bihara jiyê min Bi jivanê hatna te Buye kalekî por sipî Rehên dilê min Wekî şemalkekê Li ber henaseka Sar û vemrî Ji mijîlankên çavê xwe Çi werîsên hêvya Bo min nerêse Çunkî jiyan Xav û bê tame Ibrahim Ebozed

Elî kolo

Kovara Dîwar

Hejmara -21ê

Pûşber 2020


Mohamed Jumaa Milletê bêxwedî sed sal derbasbû zeman sed sal bê çarenûs bê ziman bêxwedî dijî ne wek çi insan bê maf bê welat bê jîn û jiyan liser hatin birîn biryar û ferman wek milletik wenda ne diyar û kesnizan lê jê neçû bawerî ne vîn ne inan bê omîd nebû ma liser piyan

Şama Mihemed Buhişta Rengîn Min dilopek ji deryaya wêjeya kurdî vexwar Ez pê mest bûm çûm buhişta çanda kevnar Kilamên giranbuha û helbest destan û roman Meynoş hezkerên kurdî ne û xwendekar Min vexwendin buhişta şirîn

Dildar Xemrevî Jibîr neke Te kefenê min bi destê xwe dirût Û te ez kirim belengaz û laş rût Hey zalimê dil kevirê te dil sût Û bi dengê bilind te xeber dan û got tût Xwezî carek ji dil re bi ba bûk Û ji strana min re bi ba percûk Lê ez çi bêjim neyarê te ez kirim biçûk Û li nav heval û hogiran ez kirim pepûk

Kovara Dîwar

bi şer û bergirî bi lebt û berxwedan bi tekoşîn bi tevger û serhilda bi raperîn dij dagirker rawestiyan li her çar perça xwe berpêş dan tim û tim li pirsa xwe bûn xudan liser xaka xwe bi serbilindî man li hember dijmin tu car netewiyan her dever li dijmin bubû bahoz û volkan li bakur bi kar û xebat ma şêx pîran li rojhilat mahabad bo kurd bû niştiman başûr biserxwe hat bi saya nemir Barzan tekoşerê rojava bûn bûn canfida bûn qurban jibîr nabin Nûriddîn zaza û sebrî osman vaye pirs biser dikeve li hemú cîhan ewê biserxwe bê bibe dewlet bê gûman

Peyalên cur bi cur Carinan kêfxweşî carinan êş û azar Li çiya û zozanan geriyam Li ber kenarên çeman rawestiyam Mem û Zîn li bexçe şad bûn Rondikên Xecê dihatin xwar Çûm qasekî Xanê Dimdim Bûm heyrana Ristemê Zal Zarokan Nûbara Biçûkan dixwendin Nar agir e herr germ e berd sar Qîrîna Edûlê ji dûrve dihat Min nema zanî ez vegerim yan buhişt rengîn bikim cih û war

Ez ê ji tere sûnd xum bi şahê qudretê Tê min û dil bibîne li qiyametê Tê bike qêrîn û nalîn ji kezebê Lê ez te bi xwe re nabim cinetê Jibîr neke ez bi tere mam heta serî Lê ez çibikim ku te soz çirand û kire lehî Mane te digot ez ê bibim perîyek buheştî Va diyar bû hikmê îlahî û tu bû qijnikek dojehî Hezar hemid û şukur ji Xwedê re Heqê min nehişt ji te û dinê re Û dilê min kire stêrek ji ezmên re Û canê te kire lîstikek ji şeytên re

Hejmara -21ê

Pûşber 2020


Sirûda ku, ji şûnwara MÎDÎ û WAŞOKANÎ Bi rokê re dikene Rûreşiya demê li ba dike. Keştiya me, bi henaseya keskesorê re Di deriya de, dìce û tê Dizîvire. Di bilindiya esîman de, stêrka digijgijîne, Li va xakê Landika dihejîne Di paça ewra re asoya dipê Dûriyê dişopîne tariya nav tîpên xwe, bi sema mûm û finda re Ronî dike Tevî şîrê, ji memikên berbangê Dilê DAYÎKÊN bi hesret aram dike Zarokên li ber dîwarên gunda, rê û şivîla dipên Di guhê wan de lêdide Dike kurtepist Govenda zarokitiayê digere

SIRÛDA MÎDÎ Nehrî Goranî

di peyala dil de sema Dike êşa bi jan Li ber dîwarê azarîyan Di hejînim dergûşa Derdan .........// Temen û penaberî Hûrdemên bedew Zîvar zîvar dikin Evîna min kirasê Biyanîyê Bi ser bejna xwe de Dakirîyeee ....// Hêdî hêdî ji ezmanê Eşqê bi ser bihna

Bêrîkirinê dilop dikim Li çola xewnerojan Kêlîyên dîdarîyê Bi ser hevdû de Tînimm..............// Girtîyekî dil jarim Li beyarên mehderan Porê nîgaşan şeh dikim Mîna şeveke gêj Li ber sîya hêvîyeke Derizî di himbêza Peyveke lerizî Hîna hîna ez li benda Elendê dimînin ...//

Nameyên bi tiliyên ELENDÊ nexişandine dipelînin xelat dibin Dêmê mendala bi newaya şivanê Li qeracê gunda, tevî şîlana digirinjîne Hemî pirsên li ser rû yê dilbera Bi eşq şirov dike Li siya dar û zinaran, bîranînan vedigerîne Gav bi hesret, berve çemê ELENDÊ diherkin Bi tîrêja re, li ser sewkiya ROJAVA ROJHILAT BAKUR BAŞÛR Xwe di ser hev re çekin Periyên beyaniyê, bi toza axa ZEYTÛNA berdêl nakin Xama nameya bi xunava sibehê avadikin Zimanê HECHECÛKAN, yên ji keskesorê Mêtine tevî wa sirûdê kenê heyvê bilind dike ayeta pêxembera zelaaaal dibin.

Di nava min de evînek bi rûxisera jiyanê ye Bi bayê êvara te Bi çêja hingivê..... Ji dilekî westiya yî diherike.... Mîna kizotan r a m û s a n e k qedexe Ez wê her roj û êvar ê dibijan im..... Ji wan lêvên dilkêş..... Yê şewat kirin..... Yê evîn germî.....

Hozanê Girkundê

Axîn Hesen

Bavê mino Ehmed Mustefa Bavê mino melorîne Wan rondika nebarîne Tu hêlîne û tu evîne Bo me derman û jîne Melhema kul û birîn e Belê bavo dil şewate Li mala te tim dewate

Kovara Dîwar

Bi agirê dilê min î cîngane yî.... Min pir mest dike.... Û pir..... Û pir... Û pir..... Ev xeyalên min in........

Bihna te gul û xelate Keda te li rojhilate Te da mi hêz û qewate Herdu çavan diramûsim bi bihna te ez serxoşim Belê bavo ez dilbirînim Dûrî te bê basik û hêzim Berî ev cana jî barke Nanê xwe li min helalke Feleka xayîn tim bi kîne Tu di warê dil can û xûn

Hejmara -21ê

Pûşber 2020


‫صفحاتنا عىل التواصل اإلجمتاعي‬

‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar_2018‬‬ ‫‪Diwar.2018‬‬ ‫‪Diwar Group‬‬

‫‪DîWAR‬‬ ‫مجلة "ديوار" ‪ :‬مجلة مستقلة ‪ -‬هشرية‬

‫سياسية ‪ -‬ثقافية ‪ -‬إجمتاعية ‪ -‬متنوعة‪ُ .‬تعىن ابلشأن ُ‬ ‫الكردي العام‬ ‫ان اآلراء املنشورة يف املجلة ال تعرب ابلرضورة عن رأهيا‬

‫مراسلة املجلة عىل العنوان التايل‬ ‫‪Sino.saroxan@hotmail.com‬‬ ‫‪+7-987-127-09-44‬‬

‫مدير املجلة‬ ‫ساروخان السينو‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.