SME Arabia October 2015

Page 1

‫استثمر أموالك بشكل أفضل مع‬ ‫حساب تحت الطلب أو الوديعة‬ ‫الثابتة من بنك أبوظبي الوطني‬ ‫‪www.nbad.com‬‬

‫اتّخذ القرار ال�سائب يف اأعمالك‪ ،‬وا�ستفد من معدالت فائدة تناف�سية بعملة الدوالر‬ ‫مع ح�ساب حتت الطلب والوديعة الثابتة من بنك اأبوظبي الوطني‪.‬‬ ‫• ي�سري العر�ض على ح�ساب حتت الطلب والوديعة الثابتة بعملة الدولر الأمريكي‬ ‫• يجب اأن يتوفر ‪ 3000‬دولر اأمريكي يف ح�ساب حتت الطلب للح�سول على الفائدة‬ ‫• يجب اأن يتوفر ‪ 13,700‬دولر اأمريكي يف ح�ساب الوديعة الثابتة للح�سول على الفائدة‬ ‫• �سهولة الت�سرف بالنقد عرب الإنرتنت اأو قنوات الفروع امل�سرفية‬

‫اخلدمات امل�سرفية التجارية العاملية‬ ‫تف�سل باإر�سال “‪ ”BA‬عرب ‪ SMS‬اإىل ‪ ،2050‬اأو ات�سل على ‪� 800 2211‬أو‬ ‫لتقدمي طلب‪ّ ،‬‬ ‫ار�سل بريد اإلكرتوين اإىل ‪CommBankingSales@nbad.com‬‬ ‫تخ�سع املعاملة ملوافقة البنك‪ .‬تُط ّبق ال�سروط والأحكام‪.‬‬


‫‪ 20‬سنة من التم ّيز‬

‫ص‪.‬ب‪ 13700 .‬دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫هاتف‪ 0097144409100 :‬فاكس‪0097144472409 :‬‬ ‫بريد إلكتروني‪info@cpimediagroup.com :‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫يف املدن الكربى لتشمل جميع املحافظات‪.‬‬ ‫ويكشف النمو الرسيع يف تكنولوجيا املعلومات‬ ‫التغي التقني وتنامي‬ ‫واالتصال‪ ،‬وتسارع وترية ّ‬ ‫االندماج االقتصادي يف كل أنحاء العامل‪ ،‬عن حاجة‬ ‫البلدان العربية إىل الرتكيز عىل الكفاءة‪ ،‬واالستثامر‬ ‫يف اكتساب املعرفة التقنية والتكنولوجية وأساليب‬ ‫اإلدارة الحديثة‪ .‬وتثبت التجارب الناجحة عرب‬ ‫العامل أن املزايا التنافسية ال تقوم عىل وفرة املوارد‬ ‫الطبيعية أو اليد العاملة ذات التكلفة املتدنية‪،‬‬ ‫مبقدار ما تتحقّق عرب االبتكار واملعرفة واإلدارة‬ ‫الجيدة‪.‬‬ ‫ومث ّة عوامل تؤكّد الحاجة املاسة اليوم إىل جيل‬ ‫جديد من السياسات الصناعية‪ ،‬خصوصاً بعد فشل‬ ‫إصالحات السوق التي نفّذتها الدول العربية يف‬ ‫تحقيق أي تح ّول ملموس يف بنياتها االقتصادية‪،‬‬ ‫أو الرفع من إنتاجيتها يف شكل يؤ ّهلها ملجابهة‬ ‫وتبي بوضوح أنه ال ميكن التعويل‬ ‫املنافسة الدولية‪ّ .‬‬ ‫عىل االستثامر األجنبي لتحقيق اإلقالع الصناعي‬ ‫نظرا ً إىل تقلّبه الشديد وتركيزه عىل الفرص‬ ‫االستثامرية ذات الربحية العالية والرسيعة وبأقل‬ ‫األخطار‪.‬‬ ‫تقدم الصناعة يف الدول العربية‪ :‬العقبات‬ ‫لعل أهم املشاكل والعقبات التي تحد من‬ ‫تقدم الصناعة يف الدول العربية‪ ،‬قدم التقنيات‬ ‫املستخدمة وخصوصاً عملية تحديث املكون‬ ‫التكنولوجي للصناعة وغياب اسرتاتيجية تنظيمية‬ ‫موحدة تجمع الخطوات والقرارات املتخذة‬ ‫لتنمية الصناعة‪ ،‬ناهيك عن ضعف التمويل‬ ‫الالزم للمشاريع الصناعية‪ ،‬خصوصاً املشاريع‬ ‫الصغرية واملتوسطة التي غالباً ما تكون امل ّورد‬ ‫الرئييس للرشكات الكربى‪ ،‬وبالتايل ارتفاع التكاليف‬ ‫اإلنتاجية وندرة الكفاءات اإلدارية لقيادة املشاريع‬ ‫الصناعية‪ ،‬فضالً عن معوقات أخرى تتصل بغياب‬ ‫مراكز الخدمات الصناعية التي تقدم االستشارات‬ ‫االقتصادية والفنية واملالية‪ ،‬وتوسع رقعة انتشار‬ ‫املنافسة غري املرشوعة من جانب مؤسسات صناعية‬ ‫غري مرخص لها‪ .‬هذا فضالً عن نقص التمويل‪،‬‬ ‫املوارد البرشية املحرتفة‪ ،‬ضعف املردود‪ ،‬تشابه‬ ‫الصناعات يف األقطار العربية‪ ،‬‏االحتكارات األجنبية‬ ‫عىل الصناعات األساسية‪ ،‬قدم املصانع‪ ،‬ضعف‬ ‫الصيانة‪ ،‬نقص قطع الغيار‪ ،‬نقص اإلطارات املؤهلة‪،‬‬ ‫‏انخفاض األجور والرعاية الصحية الصحيحة للعامل‬ ‫‏الصناعيني‪.‬‬ ‫الفرص والحلول‪:‬‬ ‫من الرضوري أن يرتكز االهتامم بالصناعة إىل‬

‫‪62‬‬

‫لعل أهم المشاكل‬ ‫والعقبات التي تحد من‬ ‫تقدم الصناعة في الدول‬ ‫العربية‪ ،‬قدم التقنيات‬ ‫المستخدمة وخصوصًا‬ ‫عملية تحديث المكون‬ ‫التكنولوجي للصناعة‬ ‫معطيات واقعية تؤدي إىل تحقيق النتائج املرجوة‬ ‫وإقامة الصناعات ذات الجدوى االقتصادية‪ .‬فال‬ ‫فائدة من صناعات قد ال تكون ذات جدوى أو‬ ‫ال متكن من تحقيق إيرادات سيادية أو تعمل‬ ‫وفق معايري اقتصادية أساسية منها توظيف‬ ‫املوارد والقدرات الوطنية البرشية واملادية‪ ،‬وتعزز‬ ‫إمكانيات االستفادة من قدرات القطاعني العام‬ ‫والخاص‪ .‬وال بد لعملية التصنيع من أن تؤدي‬ ‫إىل عمليات تكامل بني القطاعات األساسية يف أي‬ ‫من البلدان العربية مبا يؤدي إىل كفاءة توظيف‬ ‫األموال وتعزيز إمكانيات خلق فرص التوظيف يف‬ ‫القطاعات االقتصادية املختلفة‪.‬‬ ‫وتحتاج بلدان املنطقة إىل تقويم دقيق للسياسة‬ ‫الصناعية التي نفّذتها خالل العقود املاضية‬ ‫التقليدية لتقويم األخطاء املكلفة التي ارت ُ ِكبَت‬ ‫يف املايض‪ ،‬واالعرتاف بأن التحديات االقتصادية‬ ‫واالجتامعية التي تواجهها اليوم تفرض مراجعة‬ ‫هذه السياسة بإعطاء األولوية للفاعلية االقتصادية‪،‬‬ ‫والقدرة التنافسية يف تخصيص الحوافز املالية‬ ‫والرضيبية وغريها‪.‬‬ ‫ويقتيض تحقيق هذا التح ّول إصالح حوكمة‬ ‫املؤسسات املسؤولة عن تنفيذ السياسة الصناعية‪،‬‬ ‫وإخضاعها لضوابط الشفافية واملساءلة‪ ،‬وتوفري‬ ‫مساحة أكرب ملمثيل مختلف فئات املنشآت يف‬ ‫صياغة السياسات‪ .‬وال شك يف أن تغيري آليات‬ ‫الحوكمة ميكن أن يساعد يف تصميم السياسات‬ ‫الصناعية وتنفيذها بفاعلية‪ ،‬يك يتمكّن القطاع‬ ‫الصناعي من االضطالع بدور ريادي يف تطوير‬ ‫االقتصادات العربية‪ ،‬وتأمني الوظائف الجيدة‪،‬‬ ‫وتحسني مستويات دخل األرس‪.‬‬ ‫وال ميكن تطوير قطاع الصناعة اال من خالل إعادة‬ ‫النظر يف أولوية الفروع الصناعية وتعديلها وفقاً‬

‫ملقتضيات التحديث التكنولوجي ومواصلة العمل‬ ‫عىل تحديث هيكلة القطاع الصناعي وتطوير‬ ‫املراكز اإلنتاجية‪ ،‬كام ال بد من معالجة أسعار‬ ‫الطاقة لتكون تشجيعية للمؤسسات الصناعية‬ ‫وتقديم إعفاءات تصديرية من رضيبة الدخل‪،‬‬ ‫ناهيك عن رضورة ترشيد الكوادر عرب تقديم الدعم‬ ‫الفني والعلمي واإلرساع يف اتخاذ قرارات تهدف اىل‬ ‫تحسني االستخدام االقتصادي للمواد األولية املتاحة‬ ‫محلياً‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬ال بد من االشارة إىل رضورة‬ ‫العمل عىل إقامة املعارض العربية التي تهدف‬ ‫اىل الرتويج للصناعات التحويلية وإنشاء شبكة‬ ‫عربية لتبادل املعلومات الصناعية وتطويرها يف‬ ‫ضوء املتغريات الدولية‪ ،‬مع العمل عىل تشجيع‬ ‫الحاضنات الصناعية بالتعاون بني القطاع الخاص‬ ‫واملنظامت الدولية‪ .‬يضاف اىل ذلك تطبيق رسم‬ ‫نوعي للصناعات املهددة باالندثار‪ ،‬ما يحد من‬ ‫رضر البضائع املستوردة‪ ،‬وتشجيع قدرات اإلبداع يف‬ ‫الصناعات القامئة ووضع آلية تضمن حقوق املصانع‬ ‫والصناعيني‪ ،‬وكذلك إعطاء قروض ميرسة لتحقيق‬ ‫التطور اإلنتاجي للمشاريع الصناعية‪.‬‬ ‫من هنا ال بد من التشديد عىل رضورة دخول‬ ‫الدولة يف مشاريع صناعية مشرتكة مع عدد من‬ ‫املؤسسات العاملية مبا يساهم يف نجاح الصناعات‬ ‫املحلية وتطوير الترشيعات القامئة وإقامة مناطق‬ ‫صناعية لجذب االستثامرات للقطاع الصناعي‬ ‫ملا يحققه ذلك من دور إيجايب يف تحسني كفاءة‬ ‫استخدام املوارد‪.‬‬ ‫ويتوجب العمل عىل اعتامد مرشوع دمج الصناعات‬ ‫الصغرية واملتوسطة بإدارة حديثة وتشجيعها عىل‬ ‫التكامل يف ما بينها ضمن حلقات إنتاجية متكاملة‬ ‫وتسهيل إجراءات الرخص الصناعية إلنشاء مصانع‬ ‫عىل املستوى املطلوب‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015/‬‬ ‫القطاع_الصناعي_في_العالم_العربي_الفرص_في_‬ ‫مواجهة_التحديات‪/‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫تنوع تجارب السياسة‬ ‫يبرز ّ‬ ‫الصناعية في البلدان‬ ‫المختلفة أن نتائجها‬ ‫تعتمد أساسًا على‬ ‫البيئة المؤسسية التي‬ ‫تحدد‬ ‫تحتضنها‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫المقاربة المعتمدة‬ ‫لصياغتها وتنفيذها‬ ‫وتقويمها‬

‫العديد من هذه الصناعات عىل مواجهة املنافسة‬ ‫مع املنتجات األجنبية التي تتمتع بتكاليف‬ ‫اقتصادية منافسة ويف الوقت ذاته جودة عالية‬ ‫تصعب مضاهاتها‪.‬‬ ‫وبدأت يف املايض صناعات مهمة معتمدة عىل‬ ‫املواد الخام املتوافرة يف عدد من البلدان العربية‬ ‫مع توافر األيدي العاملة غري املكلفة‪ .‬ومن تلك‬ ‫الصناعات املالمئة كانت صناعة النسيج يف مرص‬ ‫وسورية حيث نجح كال البلدين يف تكريس‬ ‫موقعهام يف قطاع تصدير أفضل أنواع القطن‬ ‫والنسيج إىل البلدان املستهلكة‪ .‬كذلك كان هناك‬ ‫تصنيع الحمضيات وغريها من مواد غذائية‪ .‬يضاف‬ ‫إىل ذلك أن تكرير النفط كان أساسياً يف البلدان‬ ‫النفطية حيث تتوافر املواد الخام وميكن التحكم‬ ‫بالتكاليف مبا ميكن من تصدير املكررات واملشتقات‬ ‫بأسعار تنافسية‪ .‬ويؤدي ربط الصناعة بعالقات مع‬ ‫مصادر املواد الخام إىل خلق أعامل اقتصادية أكرث‬ ‫نجاعة وقدرة عىل تحقيق النجاح‪.‬‬ ‫وعىل مدى السنوات‪ ،‬استنفدت الصناعات موازنات‬ ‫حكومية وغري حكومية يف أكرث من بلد عريب‪،‬‬ ‫ناهيك عن الدعم والحامية التي ميكن أن ترتجم إىل‬ ‫تكاليف اقتصادية مهمة‪ .‬ولذلك مل تتمكن صناعات‬ ‫يف مرص والجزائر والعراق وسورية من تحقيق‬ ‫إيرادات سيادية تحسن أوضاع موازين املدفوعات‪.‬‬ ‫وأقيمت صناعات مكلفة مثل صناعات السيارات‬ ‫التي مل تؤد إىل االستغناء عن استرياد السيارات‪.‬‬ ‫ويربز تن ّو ع تجارب السياسة الصناعية يف البلدان‬ ‫املختلفة أن نتائجها تعتمد أساساً عىل البيئة‬ ‫املؤسسية التي تحتضنها‪ ،‬والتي تح ّدد املقاربة‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫املعتمدة لصياغتها وتنفيذها وتقوميها‪ .‬وتح ّدد‬ ‫العالقة بني املصالح السياسية واالقتصادية يف‬ ‫غالبية األحيان طبيعة السياسات الصناعية املُتَّبَعة‪،‬‬ ‫ومجموعات املصالح املؤ ّهلة لالستفادة منها‪.‬‬ ‫ويختلف أداء الدول العربية اختالفاً حا ّدا ً مع أداء‬ ‫اقتصادات األسواق الناشئة األخرى‪ ،‬التي شهدت‬ ‫خالل العقدين املاضيني منوا ً رسيعاً لالستثامر‬ ‫الخاص‪ ،‬واإلنتاج الصناعي‪ ،‬وتن ّو ع الصادرات‬ ‫املص ّنعة ذات املحتوى التكنولوجي الكثيف‪.‬‬ ‫ويكشف تح ّدي التوظيف الذي تواجهه الدول‬ ‫العربية يف ظل التح ّول الدميوغرايف الذي تشهده‪،‬‬ ‫عن نقاط الضعف التي تعرتي النموذج االقتصادي‬ ‫القائم عىل نسيج اقتصادي غري متن ّو ع يرتكّز أساساً‬ ‫يف استخراج وتصدير املواد األولية‪ ،‬والنشاطات‬ ‫الزراعية التقليدية‪ ،‬وبعض الصناعات ذات القيمة‬ ‫املضافة املحدودة والتي تعتمد يف الدرجة األوىل‬ ‫عىل اليد العاملة غري املؤ ّهلة‪.‬‬ ‫إن النسبة الغالبة للصناعات العربية هي الصناعات‬ ‫االستهالكية ويعود ذلك اىل سهولة الحصول عىل‬ ‫املواد الخام التي تدخل يف انتاجها ووفرة املعدات‬ ‫واملهارات الفنية واالدارية الالزمة الدامتها‪ ،‬اضافة‬ ‫اىل وجود السوق املحلية الستهالكها وعدم توفر‬ ‫راس املال القامة الصناعات الثقيلة يف بعض االقطار‬ ‫العربية وخاصة غري النفطية منها‪.‬‬ ‫هذا وتعترب املؤسسات الصناعية يف العامل العريب‬ ‫صغرية مقارنة بغريها يف الدول النامية‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫انخفاض االنتاجية الصناعية وعدم اعتامدها عىل‬ ‫التقنية الحديثة يف املجال الصناعي وارتفاع تكاليف‬ ‫الوحدة املنتجة‪ ،‬هذا بالطبع يجعلها غري قادرة عىل‬ ‫منافسة الصناعة االجنبية‪.‬‬ ‫وتعتمد أكرث الصناعات العربية عىل املنتجات‬ ‫الزراعية والحيوانية‪ ،‬ما عدا عدد صغري منها‬ ‫يعتمد عىل الخامات املعدنية‪ ،‬يستثنى من ذلك‬ ‫الصناعات البرتوكيمياوية وصناعة الحديد والصلب‪.‬‬ ‫ويختلف معدل سري التنمية الصناعية من قطر إىل‬ ‫آخر‪ ،‬ويرجع سبب ذلك إىل حرمان بعض االقطار‬ ‫من املقومات الرضورية للتصنيع ووفرتها بنسب‬ ‫مختلفة ‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬هناك بوادر لنهضة صناعية يف بعض‬ ‫اقطار الوطن العريب كجمهورية مرص العربية‬ ‫والعراق وسورية ولبنان‪ ،‬واخريا ً يف السعودية‬ ‫والكويت وقطر ودولة االمارات العربية املتحدة ‪.‬‬ ‫ويرتكز القسم االكرب من الصناعات العربية يف املدن‬ ‫الكربى أو بالقرب منها حتى ولو مل تتوفر يف هذه‬ ‫املدن الخامات الرضورية لهذه الصناعات‪ ،‬وقد‬ ‫أخذت بعض الدول العربية‪ ،‬ويف مقدمتها العراق‪،‬‬ ‫تغيري صورة التوزيع القديم لصناعاتها التي تتمركز‬ ‫‪61‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

www.smeadvisorarabia.com

60


‫دراسات وأبحاث‬

59

www.smeadvisorarabia.com


‫دراسات وأبحاث‬

‫تتنوع الصناعة وتختلف بني الدول العربية فهنالك‬ ‫املعادن‪ ،‬اللحوم والبيض‪ ،‬املواد الغذائية‪ ،‬مواد‬ ‫البناء‪ ،‬البرتوكيامويات‪ ،‬النسيج‪ ،‬منتجات كهربائية‬ ‫وإلكرتونية أخرى‪ .‬فالدول العربية غنية باملوارد‬ ‫حيث هنالك كميات هائلة من النفط والغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬إذ تعترب السعودية أكرب منتج نفطي‬ ‫يف العامل‪ ،‬وهنالك دول عربية نفطية أخرى منها‬ ‫العراق‪ ،‬الكويت‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫ليبيا ومرص‪.‬‬ ‫بدأت الصناعة العربية ىف مستهل القرن التاسع‬ ‫عرش عىل درجة كبرية من التأخر‪ ،‬فقد اقترصت‬ ‫عىل تزويد السكان بالرضوريات األولية من الغذاء‬ ‫والكساء واألدوات املنزلية‪ ،‬ومل تكن هناك صناعات‬ ‫تحويلية تتطلب استخدام عدد أو آالت معقدة‬ ‫الصنع‪ ،‬أو قوى محركة‪ ،‬سوى القوة العضلية‬ ‫واملوايش‪ ،‬وظل هذا الحال حتى ظهر “محمد عيل”‬ ‫يف مرص‪ ،‬وبدأ تنشيط‬ ‫الصناعة لغرض حريب‪ ،‬إذ أدخل بعض املصانع‬ ‫الحديثة اىل مرص النتاج ما يحتاجة الجيش‬ ‫املرصي من مالبس ومعدات لتسليحة‪ ،‬غري إن تلك‬ ‫الصناعات ما لبثت أن زالت بزوال نفوذ محمد عيل‬ ‫بفعل القوى األجنبية خاصة إنجلرتا وفرنسا ىف ذلك‬ ‫الوقت ‪.‬‬ ‫وأتاحت ظروف التدهور الكبري للصناعة ىف مرص‬ ‫والوطن العريب فرصة كاملة للبضائع األجنبية ألن‬

‫‪58‬‬

‫تجد سوقاً عربية متسعة حسبام رسمت القوى‬ ‫األجنبية‪ ،‬وروج االستعامر انذاك لفكرة أن الوطن‬ ‫العرىب ال تتوفر فيه مقومات الصناعة‪.‬‬ ‫وتعترب ‪ 1930‬الذى تخلصت فيها مرص وسوريا‬ ‫ولبنان من النظام الجمرىك السابق‪ ،‬سنة مشهودة‬ ‫بالنسبة للصناعة ىف هذه األقطار‪ ،‬وقد ساعد عىل‬ ‫هذا النمو ظهور الوعي السيايس والتفكري القومى‬ ‫ىف البالد العربية‪ ،‬فبدأ النشطاء العرب بالتلويح بأن‬ ‫تخلف العرب سياسياً يرجع إىل تخلفهم الصناعي‪،‬‬ ‫وأن الدول الصناعية املستعمرة مرصة عىل إبقاء‬ ‫العرب زراعيني‪ .‬ومع اندالع الحرب العاملية الثانية‪،‬‬ ‫وانعدام املنافسة األجنبية إىل حد ما‪ ،‬اتسع‬ ‫املجال أمام الصناعات العربية مرة أخرى‪ ،‬فأخذت‬ ‫بالتطور‪ ،‬وكان هذا التطور ظاهرا ً ىف مرص بصورة‬ ‫أكرب من بقية الدول العربية األخرى ‪ ،‬فأخذت‬ ‫الصناعة تتطور بنسب متفاوتة بني أقطار الوطن‬ ‫العريب‪.‬‬ ‫واقع الصناعة يف القرن الحادي والعرشين‪:‬‬ ‫يوظف القطاع الصناعي ما يقارب ‪ 20‬مليون‬ ‫عامل‪ ،‬أي ما ميثل ‪ 17‬يف املئة فقط من إجاميل‬ ‫اليد العاملة يف العامل العريب‪ ،‬ولهذا ال تعترب الدول‬ ‫العربية صناعية ىف املرتبة األوىل‪ ،‬ولكن بدأت تظهر‬ ‫ىف بعضها نظم الصناعة الحديثة‪ .‬هذا ويسهم‬ ‫الدخل الصناعي يف عدد كبري من الدول العربية‬ ‫بنسب عالية ىف إجامىل الناتج املحيل‪.‬‬

‫املساهمة يف الدخل القومي*‬ ‫السعودية (‪)55.4%‬‬ ‫قطر (‪)54%‬‬ ‫الجزائر (‪)49%‬‬ ‫اليمن (‪)46.6%‬‬ ‫الكويت (‪)46%‬‬ ‫ليبيا (‪)43.1%‬‬ ‫اإلمارات (‪33.8%‬‬ ‫البحرين (‪)33.4%‬‬ ‫املغرب (‪)32%‬‬ ‫ويغلب عىل هذه الدول جميعها فيام عدا املغرب‬ ‫االعتامد عىل تكرير البرتول وتصدير مشتقاته‬ ‫والتوسع ىف صناعته واالستثامر فيه‪ ،‬إىل جانب‬ ‫صناعة الغاز الطبيعى واستثامره أيضاً‪ .‬إال أن‬ ‫مساهمة هذا القطاع الصناعي ىف احتواء العاملة‬ ‫تعد قليلة جدا ً‪.‬‬ ‫هذا يدل عىل أن فلسفة التصنيع يف العامل العريب‬ ‫ركزت عىل أهمية الصناعات الثقيلة مثل الحديد‬ ‫والصلب واأللومنيوم ثم كانت هناك الصناعات‬ ‫البرتوكياموية‪ .‬لكن العديد من الصناعات الثقيلة‬ ‫املقامة استهلكت الطاقة والجهود من دون أن‬ ‫تكون ذات أهمية اقتصادية‪ ،‬وثبت عدم قدرة‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫يوظف ‪ 20‬مليون عامل عربي فقط‬

‫القطاع الصناعي في العالم العربي‪:‬‬ ‫الفرص في مواجهة التحديات‬ ‫تعاين مختلف البلدان العربية من عدم االهتامم بتطوير الصناعات من أجل االنتقال باقتصادات هذه الدول من االستهالك‬ ‫إىل التصنيع‪ .‬واستُ ِ‬ ‫خدمت قضية الصناعة كمحور أسايس يف التغيريات السياسية واالجتامعية‪ ،‬مع الرتكيز عىل تكريس إهامل‬ ‫العناية بالتنمية الصناعية الكفيلة بتحقيق االكتفاء الذايت لهذه البلدان وتحريرها من التبعية لالقتصادات املنتجة‪.‬‬ ‫وكانت االقتصادات العربية يف مطلع خمسينات القرن املايض تعتمد عىل اإلنتاج الزراعي وتصدير املواد األولية ومتكنت‬ ‫وصدر العراق التمور والحبوب ومتكن السودان من تنمية‬ ‫بلدان من االستفادة من صادرات القطن مثل مرص وسورية‪ّ ،‬‬ ‫املوايش‪ .‬وبدأ عدد من البلدان العربية مثل العراق والسعودية والكويت واالمارات بتصدير النفط الخام إىل العامل بعد‬ ‫توافقها عىل عمليات اإلنتاج مع رشكات نفطية أمريكية وبريطانية وفرنسية‪.‬‬ ‫ومع ذلك حظيت السياسة الصناعية باهتامم كبري يف الخطاب االقتصادي للبلدان العربية منذ ستينات القرن املايض‪ ،‬إال أن‬ ‫التنمية الصناعية الحقيقية احتلّت أحياناً كثرية مكانة ثانوية يف مقابل الحفاظ عىل استمرار التوازنات السياسية القامئة‪،‬‬ ‫عن طريق منح االمتيازات وتوزيع الريع من دون مراعاة الفاعلية االقتصادية‪ .‬ومن خالل التجارب التي عرفتها الجزائر‬ ‫ومرص واملغرب‪ ،‬تتّضح حاالت أ ّدت فيها السياسة الصناعية املش ّوهة إىل سوء توزيع العامل ورأس املال ما بني النشاطات‬ ‫الصناعية‪ ،‬وبدل من تحسني إنتاجية عوامل اإلنتاج عىل املدى الطويل‪ ،‬أ ّدت إىل زيادة النزعة الريعية‪ ،‬وأسفرت عن‬ ‫تكاليف ضخمة للموازنات الحكومية يف شكل قروض متعثّ ة‪ ،‬وإفالس مصارف حكومية ومشاريع صناعية‪.‬‬ ‫لكن كيف بدأت قصة التصنيع يف العامل العريب وهل متكن أصحاب القرار السيايس من اختيار الصناعات التحويلية املالمئة‬ ‫القتصادات تلك البلدان؟‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫‪57‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

www.smeadvisorarabia.com

56


‫رواد األعمال‬

‫الوقفة الريادية‪:‬‬ ‫وسائل النجاح القانونية والبشرية والتقنية والتنفيذية‬ ‫جاسم البستكي‬

‫رائد أعمال من دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫من جديد وعودة كام وعدنا يف الوقفة الريادية‬ ‫السابقة من حرف الدال‪ ،‬وهو دراسة الجدوى‪ ،‬وكام‬ ‫ذكرنا فأن الدراسة اكتملت ومتت املوافقة عىل التاء‬ ‫وهي التمويل‪ .‬يف هذه الوقفة سوف نتحدث عن‬ ‫حرف الواو‪ ،‬وهي الوسائل‪ .‬حرف الواو هو الحرف‬ ‫السادس يف معادلة جرعة دواء والتي كام ذكرنا‬ ‫سابقا وللتوضيح للقراء الجدد غري املتابعني للنرشات‬ ‫السابقة يف وقفة ريادة حيث أنني أتطرق هنا من‬ ‫خالل كتابايت الشهرية‪ ،‬يف هذه املجلة املتخصصة‬ ‫باملؤسسات الصغرية واملتوسطة ةريادة األعامل‪،‬‬ ‫وتحت عنوان وقفة ريادية ملعادلة ميدانية من وحي‬ ‫الواقع والخربة املرتاكمة يف عامل االعامل واالموال‬ ‫ونقل املعرفة للمبتدئني من رواد االعامل من أين‬ ‫وكيف يبدأون‪ ،‬وما هي صفات رائد االعامل؟‬ ‫ذكرت بأن معادلة جرعة دواء هي معادلة من ‪8‬‬ ‫احرف‪ ،‬الحرف االول وهو الجيم‪ ،‬وهي الجرأة‪،‬‬ ‫والحرف الثاين الراء‪ ،‬وهي الرغبة‪ ،‬الحرف الثالث‬ ‫العني‪ ،‬وهي العزمية‪ ،‬الحرف الرابع التاء‪ ،‬وهي‬ ‫التمويل ‪ ,‬والحرف الخامس الدال‪ ،‬وهي دراسة‬ ‫الجدوى‪ ،‬الحرف السادس اليوم هو الواو‪ ،‬وهي‬ ‫الوسائل والتي بها تكتمل الجزء االكرب من دورة‬ ‫ومعادلة “جرعة دواء “‪ ،‬بل هي نقطة البدء ونهاية‬ ‫االنطالق للمرشوع املزعم اقامته من قبل اي رائد‬ ‫عمل ‪.‬‬ ‫فال بد من وسائل وأدوات تنفيذية وتقنية وبرشية‬ ‫وقانونية لالنطالق بأي مرشوع‪ ،‬لذا عليك ان تختار‬ ‫الوسائل املناسبة والصحيحة بعناية ودراسة فائقة‬ ‫ليك يكون النحاج رفيقك ‪.‬‬ ‫من الوسائل املهمة‪ ،‬الوسائل القانونية وهي الشكل‬ ‫القانوين للمرشوع‪ :‬هل املرشوع مؤسسة فردية‬ ‫أم ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬أم رشكة تضامنية أو‬ ‫غريها من االشكال القانونية للرخص التجارية‪.‬؟‬ ‫ومن الوسائل القانونية رسم ووضع نضام قانوين‬ ‫للمرشوع كالعالقة التي تربط بني صاحب‬ ‫العمل واملوظفني والعمالء‪ ،‬وصياغة عقود‬ ‫البيع والرشاء وغريها من املسائل التجارية‬ ‫املرتبطة بنشاط املرشوع‪ .‬البد من أن‬ ‫يكون للمرشوع مستشار قانوين للمرجعية‬ ‫القانونية بنضام العمل الجزيئ بشكل مستمر‬ ‫ومن الوسائل أيضا الوسائل الفنية‪ ،‬ومنها اختيار‬ ‫موقع العمل واالدوات التشغيلية واألجهزة الفنية‪،‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫فال بد من اختيارهم بعناية واالهتامم والتأكد من‬ ‫جودة تلك األجهزة وفعاليتها‪ ،‬وباألخص يف املشاريع‬ ‫االنتاجية‪ .‬أ ّما بخصوص اختيار موقع املرشوع‪ ،‬فال‬ ‫بد أن يكون عنوان سهل الوصول وتتوفر فيها عنارص‬ ‫استقبال العمالء من مواقف السيارات‪ ،‬وباألخص‬ ‫املشاريع ذو طابع خدمة العمالء‪ ،‬وتوفري خدمات‬ ‫وبيع املنتجات‪ ،‬سواء املطاعم‪ ،‬املقاهي أو محالت‬ ‫التجزئة وغريها ‪.‬‬ ‫وهنالك وسائل برشية للمرشوع وهو الكارد البرشي‬ ‫من موظفني وأطقم العمل والتشغيل للمرشوع‪،‬‬ ‫فبهم ومنهم وعليهم يكون نجاح املرشوع‪ .‬لذلك ال‬ ‫بد من اختيار ذوي الكفاءة والخربة للعمل معك‪،‬‬ ‫وال تبخس وتبحث عن موظفني قلييل الخربة بحجة‬ ‫التوفري يف الرواتب‪ ،‬وأيضا ال ترسف وترصف رواتب‬ ‫باهظة‪ ،‬مام سوف يحمل مصاريف تشغيلية كبرية‬ ‫عىل املرشوع‪ ،‬فالبد من املنطقية واعطاء كل ذي حق‬

‫حقه وال تبخس الناس اشياءهم ‪.‬‬ ‫وهناك أيضا وسائل تسويقية للمرشوع‪ ،‬ومنها اختيار‬ ‫الشعار والهوية والتصاميم الفوتوغرافية وغريها‪،‬‬ ‫والخطط الرتويجية من خالل املشاركات يف املعارض‬ ‫والحمالت التسويقية الذكية واالعتيادية وغريها‪.‬‬ ‫فالبد من وضع ميزاينة وموازنة للتسويق‪ ،‬ويجدر‬ ‫بنا الذكر هنا‪ ،‬بإن جميع الرشكات العاملية الكربى‬ ‫التي وصلت أعامرها ‪ 50‬سنة الزالت تضع ‪ % 60‬اىل‬ ‫‪ % 70‬من ميزانية وموازنتها السنوية يف التسويق‬ ‫والرتويج‪ ،‬امياناً منها بأهمية التسويق‪ .‬لذا تذكر‬ ‫هنا‪ ،‬فبالتسويق الصحيح سوف تستطيع الرتويج‬ ‫والوصول لرشيحة كبرية من العمالء وتستطيع تحقق‬ ‫ايرادات مالية تحقق من خاللها النجاح والتوسع يف‬ ‫مرشوعك‪.‬‬ ‫وأيضا ال ننىس الوسائل االدارية واملالية للمرشوع‬ ‫ومنها‪ ،‬أسس االدارة والنضم االدراية والحوكمة‬ ‫االدارية واملالية وتعيني مدققني للقيام باملراجعة‬ ‫الدورية ملرشوعك ليك تتدارك وتتفادى االخطاء أول‬ ‫بأول ‪.‬‬ ‫لذا نقول أن حرف الواو حرف هام ومهم لبداية‬ ‫صحيحة ونهاية سعيدة يف عامل األعامل واألموال‬ ‫مبسط جدا ً‬ ‫حاولت ان ألخص الوسائل باسلوب ّ‬ ‫دون التطرق للتفاصيل الدقيقة‪ ،‬ألن املقال عبارة‬ ‫عن وقفه ريادية مبسطة وليست منصة للدراسات‬ ‫والبحوث االكادميية التي لها أهلها وأساتذتها‬ ‫املتخصصني‪ ،‬وأنا لست منهم بل أتعلم منهم ألكمل‬ ‫مشواري يف ريادة األعامل ‪.‬‬ ‫ولنا وفقة أخرى من الحرفني املتبقني وهام‬ ‫األلف والهمزة من معادلة جرعة دواء ‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015/‬‬ ‫جاسم_البستكي_وسائل_النجاح_القانونية_‬ ‫والبشرية_والتقنية_والتنفيذية‪/‬‬

‫‪55‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫تنويع قطاعات عمل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫لتشمل االعامل الزراعية والصناعية‪ ،‬التي من شأنها‬ ‫املساهمة يف الناتج املحيل وفتح اسواق جديدة‪.‬‬ ‫الثقة‬ ‫يحلو للبعض ال سيام يف املؤسسات الصناعية‪ ،‬أن‬ ‫يحدد املشكلة العامة بالثقة او مشكلة القناعة‪.‬‬ ‫وتتلخص هذه املشكلة بعدم ثقة املسؤولني يف‬ ‫االدارة العامة بجدوى هذه املؤسسات‪ .‬ويف مقابل‬ ‫“عدم القناعة” العامة يترصف أصحاب املؤسسات‬ ‫الفردية بقدر واسع من االرتجال‪ .‬فمؤسستهم غالباً‬ ‫ما تكون ردة فعل (من ترك وظيفته‪ ،‬أو تدين األجر‪،‬‬ ‫أو نجاح نسبي لقريب او صديق)‪.‬‬ ‫والواضح أن هذه النامذج من الترصفات الفردية‬ ‫وسواها تقف غالباً وراء نشأة املؤسسات الفردية‬ ‫وانهيارها يف آن واحد‪ .‬إن غالبية املؤسسات‬ ‫الفردية والصغرية أواملتوسطة نشأت بعد ازمة عمل‬ ‫(بطالة) او بعد حالة أمنية او سياسية او اقتصادية‬ ‫محددة (تهجري‪ ،‬هجرة‪ ،‬انتقال‪ ،‬عودة من سفر)‪.‬‬ ‫ولذا فإن شكل التأسيس هذا يحمل يف طياته غالباً‬ ‫بذور الفشل الحقاً‪ ،‬مام يفرس انهيار العديد من‬ ‫املؤسسات الصغرية بعد وقت قصريمن اطالقها‪.‬‬ ‫ومن االسباب االخرى ¬ورمبا الرئيسية¬ االرتفاع‬ ‫الكبري وغري املربر لعدد املؤسسات يف لبنان مقارنة‬ ‫بعدد السكان‪.‬‬ ‫ويف مقارنة بسيطة يتبني ان االرس اللبنانية‬ ‫مدعوة اىل التعامل مع (وخدمة) عدد متزايد من‬ ‫املؤسسات ومبعدل ‪ 4‬أرس للمؤسسة الواحدة وهو‬ ‫معدل قليل جدا ً وغري كاف لضامن استمرارية‬ ‫املؤسسات ومنوها‪.‬‬ ‫ويرتافق ذلك مع االرتجال وعدم األهلية والكفاءة‪،‬‬ ‫وهي ظاهرة تتعمق عندما يكون صاحب املؤسسة‬ ‫ومديرها مدعوا ً اىل القيام بكل االعامل بدءا ً‬ ‫بالنشاطات املبارشة اليدوية اىل تلك الفكرية‬ ‫واملالية والفنية مرورا ً بالتعامل مع االسواق‬ ‫واملوردين والزبائن‪.‬‬ ‫االنتاج‬ ‫تربز يف طليعة مشاكل االنتاج تلك املرتبطة باكالف‬ ‫عنارص االنتاج وال سيام منها كلفة الرأسامل‪ .‬وعىل‬ ‫رغم أن املوجودات الثابتة للمؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة تعتمد عىل االمكانات الفردية لصاحب‬ ‫املؤسسة‪ ،‬فإن هذه املؤسسات لجأت وبشكل متزايد‬ ‫مؤخرا ً إىل مصادر متويل خارجية‪ .‬وقد ادى ذلك‪،‬‬ ‫يف ظل ارتفاع كلفة املال‪ ،‬ويف ظل اشتداد الضغوط‬ ‫االقتصادية املختلفة‪ ،‬اىل ارتفاع حاد يف ديون‬

‫‪54‬‬

‫تشكل مسألة انحباس‬ ‫السيولة خطرًا كبيرًا‬ ‫على اقتصاد المؤسسات‬ ‫اللبنانية اليوم حيث‬ ‫السيولة‪ ،‬المحاصرة‬ ‫اساسًا من القطاع العام‪،‬‬ ‫والمضغوطة باستمرار‬

‫املؤسسات‪.‬‬ ‫وتشكل مسألة انحباس السيولة خطرا ً كبريا ً عىل‬ ‫اقتصاد املؤسسات اللبنانية اليوم حيث السيولة‪،‬‬ ‫املحارصة اساساً من القطاع العام‪ ،‬واملضغوطة‬ ‫باستمرار‪ ،‬ال تجد منفذا ً اىل آلية االنتاج يف‬ ‫املؤسسات‪ ،‬و يؤدي انحباس الدين يف مكان ما اىل‬ ‫عرقلة مضاعفة داخل املؤسسات‪ ،‬بحيث تتحول‬ ‫كل سيولة محبوسة إىل مبالغ كبرية فترتاكم مشكلة‬ ‫الديون‪.‬‬ ‫اما االمر الثاين فهو الرسعة القياسية يف منو الدين‪،‬‬ ‫ولعل خطورة الدين هي رسعة منوه وانعكاساته‪،‬‬ ‫وليس يف حجمه وطبيعته‪.‬‬ ‫اما االمر الثالث فهو معدالت الفوائد املدينة‬ ‫املفرطة يف االرتفاع‪ .‬ويقدر ان يكون متوسط‬ ‫الفائدة للمؤسسات عىل التسليفات بالدوالر قد بلغ‬ ‫‪ 13.7%‬اي ما يزيد نحو ‪ 60%‬عن املردود الوسطي‬ ‫لالستثامر يف قسم كبري من املشاريع الصغرية‪.‬‬ ‫ويزيد من هذه املستويات هوامش الربح والكلفة‬ ‫العالية عىل الفوائد يف املصارف‪.‬‬ ‫وال تقف مشاكل االنتاج عند قضية الفوائد‬ ‫والديون‪ ،‬بل يشمل ذلك االرض والتقنيات والطاقة‬ ‫واليد العاملة وسواها‪ .‬أ ّما الطاقة فتمثل حجر‬ ‫عرثة اضافية أمام املؤسسات ال سيام منها املفرطة‬ ‫يف استهالك الطاقة كبعض الصناعات واملؤسسات‬ ‫السياحية وسواها ‪ .‬ويف هذه الحال تصبح الطاقة‬ ‫مشكلة اوىل خصوصاً ان اسعارها يف لبنان مرتفعة‬ ‫باملقياس االقليمي والعاملي‪.‬‬ ‫اما اليد العاملة فمسألة معقدة‪ .‬فمن جهة تبقى‬ ‫االجور املدفوعة للعامل (ومداخيل اصحاب‬ ‫املؤسسات) محدودة جدا ً‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن‬

‫الكفاءات املتوافرة يف هذه املؤسسات متدنية‬ ‫واحياناً معدومة‪ ،‬والتدريب شبه رمزي‪ ،‬ومقترص‬ ‫عىل محاوالت محلية‪ .‬ويؤدي كل ذلك اىل تراجع‬ ‫حاد يف انتاجية العمل وهو تراجع يبلغ حدود‬ ‫“رضورة االقفال” لدى املؤسسات الفردية الصغرية‪.‬‬ ‫وتعكس هذه الحقيقة وقائع عدة الفتة اقلها‬ ‫االنخفاض الحاد يف انتاجية املؤسسات الصغرية‪،‬‬ ‫وبالتايل ارتفاع كلفة االنتاج والتهديد املضاعف‬ ‫الستمرار هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫التسويق‬ ‫رأت غالبية املؤسسات أن مشكلة أسواق الترصيف‬ ‫هي أوىل املشاكل التي تعرتض عملها وتطورها‬ ‫ومنوها‪ .‬وتتقدم هذه املشكلة عن سواها‪.‬‬ ‫إن قضية تسويق املنتجات اللبنانية مل تلق اهتامماً‬ ‫ملحوظاً حتى أن املنظامت الدولية واالدارات‬ ‫والهيئات التي عملت عىل توفري دعم مايل أو اداري‬ ‫مل تلتفت إىل موضوع التسويق‪ .‬كذلك فإن اصحاب‬ ‫املؤسسات أنفسهم مل يعتربوا أن مثة طرقاً علمية‬ ‫وتنظيمية وفنية للتصدي لهذه املشكلة‪.‬‬ ‫وتنبع هذه املشكلة من مجموعة عنارص ابرزها‬ ‫املستوى العايل نسبياً السعار املنتجات اللبنانية‬ ‫الناشئ عن كلفة انتاج مرتفعة وعن هامش ربح‬ ‫مبالغ به وعن غياب اي برامج دعم للتصدير او‬ ‫لالنتاج‪ .‬يضاف إىل ذلك عدم تطوير االتفاقات‬ ‫التجارية الخارجية بشكل عام وعدم توقيع اتفاقات‬ ‫جديدة‪ .‬وتتفاقم هذه املشكلة لدى التطبيق‬ ‫مبامرسات وعراقيل ادارية عديدة وصعوبات عىل‬ ‫ارض الواقع وعىل ابواب التصدير‪ ،‬مع غياب الربامج‬ ‫الرسمية يف هذا االتجاه ليس فقط عىل مستوى‬ ‫دعم االسعار‪ ،‬بل ايضاً يف مجال البحث عن اسواق‬ ‫جديدة مع غياب لثقافة التسويق‪ ،‬عموماً‪ ،‬وعدم‬ ‫التزام لقسم كبري من املنتجني اللبنانيني مبعايري‬ ‫الجودة العاملية‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015/‬‬ ‫المؤسسات_الصغيرة_والمتوسطة_في_لبنان_بين_‬ ‫عدم_االستقرار_السياسي_وهجرة_الشباب‪/‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

53

www.smeadvisorarabia.com


‫دراسات وأبحاث‬

‫بدورها إلقراض املؤسسات اإلنتاجية الصغرية‬ ‫واملتوسطة الحجم بفوائد مدعومة‪ .‬وعىل صعيد‬ ‫التمويل الصغري الحجم‪ ،‬يعمل يف لبنان حالياً عدد‬ ‫من املنظامت غري الحكومية ومراكز تنمية األعامل‬ ‫والحاضنات ملساعدة صغار املستثمرين عىل تحفيز‬ ‫روح املبادرة االقتصادية‪.‬‬ ‫يذهب البعض إىل رضورة إعادة الهيكلة الداخلية‬ ‫والخارجية إلعادة الجدولة والهيكلة‪ ،‬ملجاراة التغيري‬ ‫والتحوالت ألجل البقاء واالستمرار والنمو والتنمية‬ ‫والتنويع والتصدير‪ ،‬وبالتايل وضع اسرتاتيجيات‬ ‫وخطط‪ ،‬إضافة إىل ضامن وسائل متويل قوية‬ ‫ومستدامة للمؤسسات‪ ،‬التي بدونها من املستحيل‬ ‫االستمرار والعمل بطريقة فعالة وبناءة تهدف إىل‬ ‫استدامة الرشكات من حيث بيئة االعامل وتعزيز‬ ‫الرشكات املبدعة وتوفري التنافسية وتسهيل دور‬ ‫الرشكات الصغرية واملتوسطة ومتكن ربط الحكومة‬ ‫بالقطاع الخاص‪.‬‬ ‫العقبات‬ ‫التمويل‬ ‫يبقى الوصول إىل التمويل عقبة أمام عدد كبري‬ ‫من املؤسسات اللبنانية الصغرية واملتوسطة‬ ‫نتيجة لغياب األصول التي تقبلها البنوك‪ ،‬ونقص‬ ‫أنظمة املحاسبة املالمئة لإلدارة املالية‪ .‬كام تواجه‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة صعوبات يف الحصول‬ ‫عىل تراخيص العمل الرضورية‪ ،‬ويف جذب فرق‬ ‫اإلدارة عالية الجودة‪ ،‬ويف تنفيذ العقود‪.‬‬ ‫ومع أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف لبنان‬ ‫تحتل مكانة اقتصادية مهمة‪ ،‬إال أنها تعاين من‬ ‫مشكلة يف التمويل واإلقراض من مؤسسات‬ ‫التسليف‪ ،‬وذلك العتبارات عدة تتمحور حول‬ ‫املخاطر املرتفعة التي تحكم مصري هذه املؤسسات‪،‬‬ ‫إضافة إىل عدم كفاية اإلفصاح لديها ومحدودية‬ ‫املعلومات املالية التي ميكن أن تقدمها إىل مؤسسة‬ ‫التسليف‪.‬‬ ‫ورغم أن املؤسسات املتوسطة والصغرية الحجم‬ ‫تساهم يف املنافسة والتطور االقتصادي والعاملة‪،‬‬ ‫إال أن ذلك مل يلغ مشكلة أساسية تتعلق بصعوبة‬ ‫وصول هذه املؤسسات إىل التمويل‪ ،‬وذلك ألسباب‬ ‫عدة‪ ،‬أهمها طبيعة هذه املؤسسات العائلية‪،‬‬ ‫والخلط بني موجودات املؤسسة واملوجودات‬ ‫الشخصية لصاحب املرشوع‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫وتع ّد املعلومات الناقصة غري املتامثلة مشكلة عامة‬ ‫للتمويل عرب االستدانة (سندات)‪ ،‬أو عرب زيادة‬ ‫األموال الخاصة (األسهم)‪ ،‬خاصة أن املؤسسات‬ ‫الصغرية غالباً ما تكون غري مرسملة كفاية وال متلك‬ ‫الضامنات الكافية لتقدميها إىل مؤسسة التسليف‪.‬‬ ‫ويتفاقم النقص يف املعلومات‪ ،‬ألن املؤسسة الصغرية‬ ‫عائلية يف غالب األحيان‪ ،‬ما يجعل الحدود بني‬ ‫التسليف الشخيص واملهني غري واضحة‪ .‬فيصعب‬ ‫ٍ‬ ‫عندئذ تقييم قدرة املؤسسة املقرتضة‬ ‫عىل املرصيف‬ ‫عىل تسديد القرض‪ .‬وتعاين املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة الحجم من عدم كفاية اإلفصاح لديها‬ ‫ومحدودية نوعية املعلومات املالية التي ميكن أن‬ ‫تقدمها إىل مؤسسة التسليف‪ .‬كام تتجه مؤسسات‬ ‫التسليف إىل إدخال معدل مخاطر أكرب عىل‬ ‫الرشكات الجديدة والصغرية‪ ،‬بسبب رسعة تأثرها‬ ‫باألزمات وتقلبات األسواق‪ .‬إذا ً‪ ،‬لتأمني التمويل‬ ‫للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬يكمن الحل‬ ‫األنسب يف الحد من فجوة املعلومات وتقليص كلفة‬ ‫االقرتاض‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬فإن الحصول عىل التمويل صعب‬ ‫بالنسبة إىل املؤسسات الصغرية التي ال تتمتع‬ ‫بالضامنة الكافية‪ ،‬واملصداقية الدامئة للتقارير‬ ‫الصادرة عنها‪ .‬كام أن املؤسسات الصغرية ذات‬ ‫مشاريع االستثامر املجدية تتطلب اعرتافاً بالنوعية‬ ‫لتأمني الضامنة‪ .‬لذا يغدو من الرضوري إذا ً الحصول‬ ‫عىل ضامنة من فريق ثالث‪ .‬ويف هذا املجال‪ ،‬تلعب‬ ‫رشكة الكفاالت دورا ً رائدا ً يف تسهيل الوصول إىل‬ ‫التمويل‪ ،‬وخصوصاً آلجل طويل‪.‬‬ ‫وال يزال عدد مؤسسات التسليف محدودا ً‪ ،‬علامً‬ ‫بأنها انطلقت غالباً كمنظامت غري حكومية‪ ،‬ويرتبط‬ ‫تطوير مؤسسات التسليف الصغري الحجم جزئياً‬ ‫بوجود أنظمة شفافة ومستقرة تسمح باملنافسة بني‬ ‫مختلف املؤسسات العامة يف مناخ مالئم‪.‬‬ ‫أما أبرز التحديات التي يواجهها التسليف الصغري‬ ‫فيتمثل بسقف القرض الصغري الحجم‪ ،‬وصعوبة‬ ‫مواكبة مؤسسة التسليف الزدهار املؤسسة الصغرية‪،‬‬ ‫علامً بأن من مصلحة مؤسسة التسليف مواكبة‬ ‫نشاط زبائنها بنشاطات أخرى لتنويع مخاطر‬ ‫محفظتها‬ ‫وال تعاين املؤسسات الصغرية واملتسوطة من صعوبة‬ ‫التمويل فقط‪ ،‬بل يف امكانية البحث عن سبل‬ ‫بديلة للتمويل مغايرة للبنوك‪ ،‬وبالتايل امكانية‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫أصبح تقديم الدعم‬ ‫إلى الشركات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة في صميم‬ ‫اهتمام الحكومة التي‬ ‫تسعى إلى معالجة‬ ‫التحدي الكبير الذي يواجه‬ ‫االقتصاد اللبناني أال وهو‬ ‫خلق فرص أعمال عالية‬ ‫الجودة للشباب‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫يفوق رقم مبيعاتها ‪ 25‬مليار ل‪.‬ل‪ ،.‬وهي تشكل ما‬ ‫بني ‪ 4‬و‪ 6‬يف املئة من السوق اللبنانية‪.‬‬ ‫الدعم الرسمي وتفصيل الحلول‬ ‫لقد أصبح تقديم الدعم إىل الرشكات الصغرية‬ ‫واملتوسطة يف صميم اهتامم الحكومة التي تسعى‬ ‫إىل معالجة التحدي الكبري الذي يواجه االقتصاد‬ ‫اللبناين أال وهو خلق فرص أعامل عالية الجودة‬ ‫للشباب‪ .‬ولذلك‪ ،‬سهلت الحكومة إنشاء عدد من‬ ‫املؤسسات التي تقدم مساعدة مالية وحضانة ودعم‬ ‫فني وخدمات تدريب‪.‬‬ ‫أحد األمثلة “وحدة دعم املؤسسات الصغرية‬ ‫ومتوسطة الحجم” التي أطلقت عام ‪ 2004‬مبساعدة‬ ‫ومتويل من االتحاد األوريب‪ .‬يسعى هذا الربنامج‬

‫الذي تديره وزارة االقتصاد والتجارة باالشرتاك‬ ‫مع وزارة املالية إىل وضع سياسات تساعد عىل‬ ‫منو الرشكات الصغرية واملتوسطة وتعزز خدمات‬ ‫تطوير األعامل وتحسني متويل الرشكات الصغرية‬ ‫واملتوسطة‪ ،‬وتشجيع املشاريع الخالقة ذات‬ ‫إمكانات النمو الكبرية وضامن مامرسة طرق العمل‬ ‫الرائدة يف إقراض البنوك الحايل‪.‬‬ ‫ومن أبرز الخطوات املتخذة لدعم املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة يف لبنان إنشاء رشكة كفاالت‪،‬‬ ‫وهي رشكة مساهمة لبنانية مالية ذات منفعة عامة‬ ‫تعود ملكيتها إىل املؤسسة الوطنية لضامن الودائع‬ ‫بنسبة ‪ 75‬يف املئة‪ ،‬وإىل خمسني مرصفاً بنسبة ‪25‬‬ ‫يف املئة‪ .‬ومثة منظامت وهيئات دولية متنح خطوط‬ ‫ائتامن لعدد من املصارف اللبنانية التي تستخدمها‬

‫‪51‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫إن الرشكات الصغرية واملتوسطة رضورية جدا ً‬ ‫للقطاع الخاص‪ ،‬ألنها تستخدم مناذج أعامل‬ ‫مبدعة‪ ،‬وتلعب دورا ً فعاالً يف تطوير الصناعات‬ ‫التقليدية كالرعاية الصحية والتعليم‪ ،‬كام تقود‬ ‫النمو يف القطاعات املعرفية كتكنولوجيا املعلومات‬ ‫واالتصاالت واإلعالم‪.‬‬ ‫يف لبنان ال حدود ثابتة لتصنيف املؤسسات‪،‬‬ ‫ويف احصاءات غري رسمية‪ ،‬يزيد عدد املؤسسات‬ ‫املسجلة يف لبنان عن ‪ 200‬ألف مؤسسة‪86% ،‬‬ ‫منها مؤسسات فردية‪ ،‬أو شبه فردية (‪)6.67%‬‬ ‫أو مؤسسات التوصية البسيطة (‪ ،)1.38%‬وقلة‬ ‫من املؤسسات هي رشكات محدودة املسؤولية‬ ‫(‪ )4.09%‬أو مغفلة (‪.)0.66%‬‬ ‫‪ 95%‬يف املئة من هذه الرشكات توظف مئات‬

‫‪50‬‬

‫اآلالف وتوفر فرص عمل لعدد كبري من اللبنانيني‪،‬‬ ‫لكن لبنان يف حاجة إىل أكرث من ‪ 25‬ألف وظيفة‬ ‫لخريجي الجامعات‪ ،‬لكن تبلغ نسبة البطالة يف‬ ‫لبنان ‪ 9‬يف املئة منها ‪ 24‬يف املئة يف فئة الشباب مام‬ ‫يضطر الشباب إىل الهجرة‪.‬‬ ‫ويقدر عدد العاملني يف هذه املؤسسات مبن‬ ‫فيهم اصحاب العمل بنحو ‪ 650‬الف عام‪ ،‬اي ما‬ ‫ميثل نحو ‪ 60%‬من قوة العمل‪ ،‬لكن دور هذه‬ ‫املؤسسات يف الناتج القومي يبقى محدودا ً (نحو‬ ‫‪.)40%‬‬ ‫وينتمي القسم االكرب من املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة يف لبنان إىل القطاع التجاري (‪ )48%‬وال‬ ‫سيام تجارة التجزئة‪ 12.95% ،‬مؤسسات صناعية‬ ‫و‪ 7.58%‬مؤسسات زراعية‪ ،‬اضافة اىل ‪ 0.44%‬لصيد‬

‫السمك‪.‬‬ ‫وتنتمي املؤسسات االخرى إىل القطاعات الخدماتية‬ ‫واالدارية العامة املختلفة مبا فيها الفنادق واملطاعم‬ ‫(‪ )5.13%‬والتعليم (‪ )0.28%‬والنقل واالنشطة‬ ‫املساعدة (‪ )0.8%‬والصحة والعمل االجتامعي‬ ‫(‪ )4.21%‬وخدمات االفراد (‪ )3.72%‬واالنشطة‬ ‫الرتفيهية والثقافية والرياضية (‪.)1.07%‬‬ ‫ املؤسسة املكروية تضم اقل من ‪ 10‬اجراء‪ ،‬وال‬‫يفوق رقم مبيعاتها ‪ 500‬مليون لرية لبنانية؛ وهي‬ ‫تشكل ‪ 55‬يف املئة من السوق اللبنانية‪.‬‬ ‫ املؤسسة الصغرية تضم ‪ 10‬اىل ‪ 49‬اجريا‪ ،‬وال يفوق‬‫رقم مبيعاتها ‪ 5‬مليارات ل‪.‬ل‪.‬؛ وهي تشكل ‪ 34‬املئة‬ ‫من السوق اللبنانية‪،‬‬ ‫‪ -‬املؤسسة املتوسطة تضم من ‪ 50‬اىل ‪ 99‬اجريا‪ ،‬وال‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫تختلف التعريفات وتتناقض التفسريات حول ماهية “املؤسسات الصغرية واملتوسطة” يف لبنان وطبيعتها وتوزعها‪ ،‬لكن مثة شبه توافق‬ ‫عىل أهمية دور هذه املؤسسات ليس عىل املستوى االقتصادي فحسب‪ ،‬بل عىل املستويات السياسية واالجتامعية‪.‬‬ ‫ميثل القطاع الخاص يف لبنان أكرث من ‪ 90%‬من االقتصاد الوطني‪ .‬ووفقاً لوزارة االقتصاد والتجارة‪ ،‬التي تع ّرف الرشكات الصغرية واملتوسطة‬ ‫أنها الرشكات التي يعمل فيها أقل من ‪ 200‬شخص‪ ،‬فإن الرشكات الصغرية واملتوسطة تشغل نسبة كبرية تبلغ ‪ 82%‬من قوة العمل املحلية‪.‬‬ ‫وتصنف غالبية الرشكات يف لبنان يف فئة الرشكات “فائقة الصغر” نظرا ً لكونها تعتمد عىل التجزئة‪ ،‬وتركز بصورة أولية عىل تلبية‬ ‫احتياجات السوق املحلية‪.‬‬ ‫هذا وشهد االقتصاد اللبناين تراجعاً كبريا ً يف النمو يف مختلف القطاعات‪ ،‬وذلك بسبب املشكالت السياسية واالمنية التي حملت آثارا ً‬ ‫سلبية عىل معدالت النمو والديون‪ ،‬خصوصاً مع تصنيف لبنان يف آخر املراتب بني الدول يف ما خص األوضاع السياسية والشفافية واالمن‬ ‫واالستقرار‪.‬‬ ‫كيف هي صورة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف لبنان؟ ما هو تأثري عدم االستقرار السيايس عىل منو هذا القطاع املهم؟ ما هي الفرص‬ ‫املتاحة أمام املؤسسات الصغرية واملتوسطة اللبنانية للمنافسة مع مثيالتها االقليمية والدولية؟‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫‪49‬‬


‫دراسات وأبحاث‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في لبنان‬ ‫بين عدم االستقرار السياسي وهجرة الشباب‬

‫‪48‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬



‫كالم خبير‬

‫‪Bockerman, Petri; Ilmakunnas, Pekka (2012). “The Job Satisfaction-productivity Nexus: A Study Using‬‬ ‫‪MatchedSurvey and Register Data”. Industrial and Labor Relations Review 65 (2): 244–262‬‬

‫إن أفضل الشركات تقوم‬ ‫بتوظيف وتطوير األشخاص‬ ‫الذين يتمتعون بقدر كبير‬ ‫من الشغف حول ما يقومون‬ ‫به‪ ،‬ويقوم هؤالء الموظفون‬ ‫بجهد كبير الرضاء ومشاركة‬ ‫عمالئهم‬

‫لقياس درجة الشغف التي يتمتع بها هذا املوظف‪.‬‬ ‫هل يتمتع هذا املوظف بالشغف الالزم لتحقيق‬ ‫التفوق والتميز؟ هل يتمتع مبشاعر قوية تساعده‬ ‫عىل الصمود وعدم االستسالم؟ هل يحب التحدي؟‬ ‫هل يتمتع بالدافع الحقيقي؟‬ ‫باختصار‪ ،‬ما هي مواهبه‪ ،‬نقاط قوته ‪ ،‬شغفه‪،‬‬ ‫وكيف ميكن االستفادة من هذه العنارص؟‬ ‫إن أفضل الرشكات تقوم بتوظيف وتطوير األشخاص‬ ‫الذين يتمتعون بقدر كبري من الشغف حول ما‬ ‫يقومون به‪ ،‬ويقوم هؤالء املوظفون بجهد كبري‬ ‫الرضاء ومشاركة عمالئهم‪.‬‬ ‫هل ستصدق رأي شخص قام بدفع رشكة مل تتجاوز‬ ‫عائداتها ‪ 1.2‬مليون دوالر يف العام ‪ 2000‬لتتجاوز‬ ‫مليار دوالر يف العام ‪ 2009‬ليقوم بعدها ببيعها‬ ‫ألمازون مقابل ‪ 1.2‬مليار؟‬ ‫طوين شيه‪ ،‬الرئيس التنفيذي لرشكة زابوس يقول ‪:‬‬ ‫“إن الشعور املرافق للموظفني يوم العودة للعمل‬ ‫بعد العطلة االسبوعية هو الخوف‪ ،‬إذ يشعرون‬ ‫أنهم يتنازلون عن جزء منهم يف البيت‪ .‬لكن هل‬ ‫ميكنك أن تتخيل ما هي النتائج لو قمت بتحدي‬ ‫املوظفني لديك الستخدام كافة مواهبهم يف‬ ‫العمل؟”‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫إن الشغف وحده ليس كافياً‪ ،‬إذ من املالحظ أن‬ ‫الشغف يتزايد لدى األشخاص الذين يتمتعون‬ ‫بالقدرة عىل انجاز أعاملهم بتفوق ومتيز‪.‬كل‬ ‫األداء وظائفي املتفوق مردّه ألسباب رئيسية هي‪:‬‬ ‫الشغف‪ ،‬النظام والحركة‪ .‬لنتمتع بهذا الشغف‪،‬‬ ‫يجب علينا أن نحب عملنا وعمالءنا‪ .‬أما النظام‪،‬‬ ‫فهو يتمثل بقدرتنا عىل القيام بالعمل املنوط بنا‬ ‫حتى لو مل نرغب يف ذلك‪ .‬أما الحركة فهي تتمثل‬ ‫مبجموع العنارص التي تحدد األداء املتفوق الذي‬ ‫يرتك أثرا ً ايجابياً عىل أصحاب العمل‪ ،‬املوظفني‬ ‫والعمالء‪.‬‬ ‫إن الشغف ونظام العمل يحددان األداء املتفوق‪.‬‬ ‫فإن الشغف من دون نظام عمل هو كالبرتول من‬ ‫دون سيارة‪ ،‬فأنت متتلك البرتول لكنك غري قادر عىل‬ ‫استخدامه‪ ،‬لذا ميكننا القول أن الشغف هو العنرص‬ ‫املحدد لألداء املتميز عن األداء العادي لألفراد‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015/‬‬ ‫كيف_يمكن_للشغف_أن_يساهم_بزيادة_األداء‪/‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

‫“املتعة يف الوظيفة تؤدي للكامل يف العمل”‬ ‫ارستقراط‬ ‫تبي أن املؤسسات‬ ‫يف دراسة حول املناخ الوظيقي قامت بها مجموعة هاي ‪ّ Hay Group‬‬ ‫التي تعزز مشاركة املوظفني فيها تتمتع بانتاجية عالية تزيد بنسبة ‪ 43%‬عن غريها من‬ ‫تبي من خالل الدراسة أن الرىض الوظيفي مرتبط كليا ًباالنتاج واألداء‪.‬‬ ‫الرشكات‪ ،‬كام ّ‬ ‫يعترب الشغف أسايس يف نوعية حياة األفراد‪ ،‬ومن‬ ‫املحبذ أن يعيش االنسان بشغف واثارة‪ ،‬حتى يحني‬ ‫أجله‪ ،‬فريحل عن هذا الكون مرتاحاً بالنتائج التي‬ ‫حققها من خالل االستخدام األمثل للمواهب التي‬ ‫امتلكها‪.‬‬ ‫ويكيبيديا ترشح هذا املفهوم مبنتهى البساطة‪ :‬هو‬ ‫عملية ادارة الجهود التقديرية أو القدرية‪ .‬وعليه‬ ‫ميتلك املوظفون العديد من الخيارات‪ ،‬يقومون‬ ‫باختيار األنسب منها متاشياً مع اهتامماتهم‬ ‫التنظيمية‪.‬‬ ‫إن عملية مشاركة املوظف تساهم يف تعزيز مدى‬ ‫التزامه بالعمل وبالتايل شغفه‪ ،‬فهم غالباً يعملون‬ ‫بشغف ومرتبطون بشكل متني باملؤسسات التي‬ ‫يعملون بها‪.‬‬ ‫مسألة وجود الشغف أو عدمه ليس مسألة نفسية‬ ‫أو بسيكولوجية‪ ،‬بل هي معضلة تعرتض كافة‬ ‫املؤسسات والرشكات‪ ،‬لذلك نجد أن العديد من‬ ‫الرشكات واملؤسسات تعاين من عدم وجود املوظفني‬

‫الذين يتمتعون بهذا الكم من الشغف خالل‬ ‫قيامهم بواجباتهم الوظائفية‪.‬‬ ‫عندما يكتشف املوظفون العمل الذين يحبون‬ ‫مزاولته‪ ،‬فإن العمل يصبح أكرب من مجرد وظيفة‪،‬‬ ‫يصبح مهمة انسانية ملدى الحياة‪ .‬إن املوظفني‬ ‫الذين يتمتعون بقدر كبري من الشغف الوظائفي‬ ‫يقومون بارشاك من حولهم وبالتايل ارشاك عمالئهم‪.‬‬ ‫تكمن املشكلة يف انعدام مستوى الشغف يف‬ ‫املؤسسات‪ ،‬إذ يعاين معظم املؤسسات من عدم‬ ‫معرفة كيفية تنمية عنرص الشغف من الداخل لدى‬ ‫موظفيها‪.‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ :‬كيف ميكنك أن تتأكد من أن‬ ‫املوظف الجديد الذي قمت بتعيينه مؤخرا ً يتمتع‬ ‫بالشغف املطلوب للوظيفة؟ كيف ميكنك تقييم‬ ‫مستوى الشغف لدى املوظف الحايل حول الوظيفة‬ ‫التي يؤديها؟ كيف ميكنك مساعدة موظف مخرضم‬ ‫قىض أكرث من ‪ 40‬عام يف الرشكة عىل املحافظة عىل‬

‫الشغف الوظائفي؟‬ ‫هل ميكنك ضخ الشغف؟ تصنيعه أو استنساخه؟‬ ‫الجواب القاطع هو ‪ :‬كال‪.‬‬ ‫إن الشغف هو حاجة فطرية‪ ،‬متواجدة داخل‬ ‫كل شخص‪ ،‬ولكن يعجز الجميع عن استخدامها‬ ‫واستحضارها يف مكان العمل أو يف الوظيفة التي‬ ‫يشغلها ‪.‬‬ ‫يتمتع الجميع بالشغف‪ ،‬لكن قلة هم من يعملون‬ ‫يف مؤسسات تقوم باستحضار الشغف لديهم‪.‬‬ ‫كام يتمتع الجميع مبواهب عدة‪ ،‬لكن قلة منهم‬ ‫يشغلون وظائف تستخدم مواهبهم أحسن‬ ‫استخدام ويستعملون نقاط قوتهم بشكلها األمثل‬ ‫يف اطار العمل‪.‬‬ ‫يجب عىل املؤسسات أن تعتمد الشغف وعنارص‬ ‫االدراة القوية كعنارص رئيسية يف عملية االختيار‪،‬‬ ‫وهذا ما تقوم به مؤسسات عاملية كبرية‪ .‬فهذه‬ ‫املؤسسات تنظر إىل ما هو أبعد من السرية الذاتية‬ ‫وخربات العمل واملستوى التعليمي لدى املوظف‪.‬‬ ‫تستخدم هذه املؤسسات معايري ووسائل عدة‬

‫‪Discretionary effort‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫‪45‬‬


‫كالم خبير‬

‫كيف يمكن للشغف أن يساهم‬ ‫بزيادة األداء بنسبة ‪43%‬‬

‫مصطفى حموي‬

‫مدرب مختص لرواد االعمال ومتحدث الهامي دولي‬

‫‪44‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

‫والعمل املجتمعي وتسليط الضوء عىل أهمية‬ ‫التبادل وليس التربع لتنمية املجتمعات الريفية‬ ‫كنموذج أكرث استدامة‪ .‬تسعى املبادرة اىل‬ ‫مساعدة أهايل الريف عىل إدراك مواردهم أوال‬ ‫ومتكينهم‪ ،‬لعل الحلول لتحقيق أوضاع حياتية‬ ‫أفضل متوفرة أصالً من خالل كفاءاتهم املحلية‪.‬‬ ‫تعمل املبادرة عىل تغيري النمط الدارج لعالقة‬ ‫املانح باملنتفع والتحول اىل عالقة تبادل مبنية‬ ‫عىل مكنونات وموارد قد تغني من هم يف‬ ‫نظر البعض فقراء وت ُجلسهم يف مقعد املو ّرد‬ ‫أو مزود الخدمة‪ .‬فأبسط مثال عىل ذلك هو‬ ‫الرتويج لقرى ريفية يرتادها السياح يف رحلة‬ ‫لتعلم حرفة قدمية أو طريقة تحضري أكلة‬ ‫شعبية أو املساعدة يف حصاد الطامطم وغريها‬ ‫من املامرسات اليومية ألهل األرياف مقابل‬ ‫عائد يساعد يف استدامة هذه القرى وتنمية‬ ‫املجتمعات املهمشة وتضييق الفجوة اإلقتصادية‪.‬‬ ‫وقد نالت جهود “ذكرى” صدى واسعاً وإقبا الً‬ ‫عالياً ساعد عىل توسيع جهودها لتشمل عدة‬ ‫مناطق يف األردن وتنجح يف متكني العديد من‬ ‫الشبان والشابات عىل تحقيق الذات من خالل‬ ‫مشاريع فردية ِ‬ ‫مد رة لدخل جيد لهم ولعائالتهم‪.‬‬ ‫أما يف لبنان‪ ،‬فريادة مجتمعية تدمج الجامل‬ ‫بالرتاث والتالحم املجتمعي‪“ .‬سوق الطيب”‪،‬‬ ‫‪ ، www.soukeltayeb.com‬هي مؤسسة ريادة‬ ‫مجتمعية مبنية عىل مبدأ التجسري بني الناس‪.‬‬ ‫ولدت يف لبنان إبان الحرب اللبنانية كمحاولة‬ ‫إلعادة خلق التالحم والتكاتف املجتمعي من‬ ‫خالل عدة نشاطات تدور حول مفاهيم األرض‬ ‫والسكان والطعام والرتاث املحيل‪ .‬تتشابه يف‬ ‫بعض نشاطاتها مع مفهوم سوق املزارعني‬ ‫(‪ )Farmers Market‬ولكن عىل نطاق أوسع‬ ‫وأنظم يسعى اىل الرتويج للمزارعني ومنتجي‬ ‫األطعمة من خالل مشاريع محلية وعاملية‪ .‬كام‬ ‫وتقوم املؤسسة بعدة دراسات وأبحاث وحمالت‬ ‫توعوية حول تراث األطعمة اللبنانية والرتويج‬ ‫للمنتجات العضوية وأساليب األكل الصحي‪.‬‬ ‫وتشمل خدمات املؤسسة مشاريع لبيوت الزيارة‬ ‫خارج املدن يف أجمل املواقع الطبيعية من خالل‬ ‫إعادة ترميم عدد من البيوت القدمية وتأهيلها‬ ‫وفق أفضل املقاييس السياحية الستقبال الزوار‬ ‫مع الحفاظ عىل هويتها الرتاثية ومتكني السكان‬ ‫املحليني من رعايتها وتقديم الخدمات الالزمة‬ ‫كمصدر إضايف للدخل‪.‬‬ ‫قد يصعب عىل فرد أو مؤسسة مبفردها أن‬ ‫يعالجوا مشكلة متأصلة يف املجتمع‪ ،‬ولكن‬

‫‪WWW.SOUQALTAYEB.COM‬‬

‫‪ZIKRAINTIATIVE.ORG‬‬

‫‪ZIKRAINTIATIVE.ORG‬‬

‫قد يصعب على فرد أو‬ ‫مؤسسة بمفردها أن‬ ‫يعالجوا مشكلة متأصلة‬ ‫في المجتمع‪ ،‬ولكن‬ ‫اإلنجاز األمثل هو عند‬ ‫تحقيق الدمج والتفاعل‬ ‫مع كافة األطراف‬ ‫المعنية ذات التأثير على‬ ‫المنظومة المجتمعية‬

‫اإلنجاز األمثل هو عند تحقيق الدمج والتفاعل‬ ‫مع كافة األطراف املعنية ذات التأثري عىل‬ ‫املنظومة املجتمعية‪ .‬عنرص الشغف تجاه قضية‬ ‫مجتمعية معينة هو املحرك األقوى الستدامة‬ ‫مؤسسات الريادة املجتمعية‪ ،‬ومن هنا يتميز‬ ‫القامئون عىل هذه املؤسسات والعاملون فيها‬ ‫بإميانهم بالتأثري والتغيري املمكن إحداثه خطوة‬ ‫بخطوة‪ .‬ولكن ال يتوقف املوضوع عند اإلميان‬ ‫والشغف‪ ،‬بل تتالحم هذه العنارص مع خطط‬ ‫عمل ودراسات جدوى متينة شأنها شأن أي‬ ‫مرشوع تجاري يُراد له النمو واإلستمرار‪ .‬فمن‬ ‫دراسة السوق وتحليل املنافسة والتعريف‬ ‫باملنتج اىل تطوير األعامل والتوسع الجغرايف‬ ‫واإلدارة املالية نرى مشاريع الريادة املجتمعية‬ ‫يف أبهى حللها عندما تتحقق فيها رشوط النجاح‬ ‫اإلقتصادي والتأثري املجتمعي يف مسعى لتحقيق‬ ‫استدامة التغيري وانتشار املنفعة‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪/www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015‬‬ ‫رواد_التغيير‪/‬‬

‫‪EVANGLEINETRAVELS.WORDPRESS.COM‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫‪43‬‬


‫كالم خبير‬

‫‪WHITE HANDS CENTRE‬‬

‫ال تختلف مشاريع الريادة املجتمعية كثريا ً‬ ‫عن مشاريع ريادة األعامل من حيث كيفية‬ ‫انبثاق الفكرة‪ .‬فالبدايات يف أغلب األحيان‬ ‫تأيت من خربة رواد األعامل يف مجال معني‬ ‫واهتامماتهم وامكانياتهم يف قطاع ما‪ .‬قد تتشابه‬ ‫أحجار األساس يف غالبية املشاريع الريادية‪،‬‬ ‫ولكن ما مييز الريادة املجتمعية هو الشغف‬ ‫تجاه إحداث تغيري مجتمعي أو توفري حلول‬ ‫الحتياجات مجتمعية‪ .‬ومن هنا غدونا نشهد منذ‬ ‫مطلع هذه األلفية مؤسسات ومبادرات ريادة‬ ‫مجتمعية طالت يف تأثريها اإليجايب فئات ليست‬ ‫بقليلة من األفراد واملجتمعات عىل نطاق محيل‬ ‫و إقليمي‪.‬‬ ‫“مركز األيادي البيضاء للتقنيات املساعدة‬ ‫والتأهيل” هو أحد تلك املشاريع الريادية‬ ‫املجتمعية يف سلطنة عامن متخصص بالعالجات‬ ‫التكميلية لذوي اإلعاقة‪ .‬ابتدأ املرشوع وليد ا ً‬ ‫ملعاناة شخصية لصاحبته عائشة بنت علوي‬

‫‪42‬‬

‫باعبود‪ ،‬أم عمر‪ .‬فبعد سنوات ورحالت مرهقة‬ ‫اىل أوروبا لتحصيل العالج البنها الذي يعاين‬ ‫من متالزمة إيرلني (حساسية الضوء) والشلل‬ ‫الدماغي‪ ،‬كان التحدي يف بقاء عمر يف سلطنة‬ ‫عامن من دون التعليم املناسب ملحدودية‬ ‫املدارس املختصة مبثل هذه الحاالت والتي‬ ‫توفر التأهيل األكادميي والرعاية الالزمة يف‬ ‫ذات الوقت‪ .‬تصميم عائشة وقناعتها بوجوب‬ ‫إحداث تغيري يف الوضع الراهن وشغفها تجاه‬ ‫مساعدة ومتكني ذوي اإلعاقة لدمجهم يف‬ ‫املجتمع وإعطائهم فرصة لحياة أفضل دفعوها‬ ‫اىل تأسيس مركز األيادي البيضاء الذي يعد من‬ ‫أوائل مؤسسات الريادة املجتمعية يف السلطنة‪،‬‬ ‫والقائم عىل منوذج عمل لخلق عائد مايل و‬ ‫مجتمعي يف نفس الوقت من باب تحقيق‬ ‫اإلستدامة والتوسع‪ .‬ما مييز هذه التجربة أن‬ ‫عائشة سخرت الخربة التي اكتسبتها يف العرشة‬ ‫سنوات من البحث والرحالت العالجية يف وضع‬

‫أساسات مركزها بالرغم من أنها يف األصل‬ ‫أكادميية‪ ،‬كام وسخرت مهاراتها التدريبية يف‬ ‫نرش الوعي والتمكني حول كيفية التعامل مع‬ ‫ذوي اإلعاقة‪ .‬وقد قادها إرصارها عىل املثابرة‬ ‫يف أن تصبح أول عامنية متخصصة يف تدريب‬ ‫ذوي اإلعاقة عىل استخدام التقنيات الحديثة‬ ‫خصوصاً مرىض متالزمة إيرلني‪ .‬اليوم تعد تجربة‬ ‫“األيادي البيضاء” منوذجاً يحتذى به ومنارة أمل‬ ‫لكثريين أضناهم املسرياىل الخارج للعالج‪ .‬وقد‬ ‫حصلت املؤسسة عىل العديد من لفتات التقدير‬ ‫يف السلطنة‪ ،‬من ضمنها فوزها بربنامج الدعم‬ ‫املبارش من مركز الزبري للمؤسسات الصغرية‬ ‫والذي يكرس مقعد ا ً كل عام ملرشوع للريادة‬ ‫املجتمعية‪ ،‬باإلضافة اىل حصولها عىل جوائز‬ ‫أخرى عىل املستوى الوطني‪.‬‬ ‫من األردن قصة إلهام وعزمية وتكافل‪ .‬مبادرة‬ ‫“ذكرى”‪ ،www.zikrainitiative.org ،‬هي‬ ‫مؤسسة مجتمعية ت ُعنى بالسياحة التبادلية‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

41

www.smeadvisorarabia.com


‫كالم خبير‬

‫رواد التغيير‬ ‫ّ‬ ‫المثقلين برؤى‬ ‫عامًا بعد عام يرتفع صدى الريادة المجتمعية في العالم العربي من خالل باقة من الرواد‬ ‫لمجتمعات أكثر استقرارًا واستدامة‪ .‬فبالرغم من الخيرات والمزايا في مجتمعاتنا‪ ،‬ال زالت تبرز العديد من‬ ‫اإلحتياجات المجتمعية الملحة في غالبها والغريبة في مجملها عما يجب أن تكون عليه الحياة في‬ ‫القرن الواحد والعشرين‪ .‬وكما أن لكل زمن أبطال حكاياته‪ ،‬يبدو أن الرواد المجتمعيين أو من أسميهم هنا‬ ‫“رواد التغيير “ هم من أبطال هذا العصر‪ ،‬فرسهم هو شغفهم إلحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم‪،‬‬ ‫وسالحهم هو فكرهم ّ‬ ‫واطالعهم على ما كان وما يمكن أن يكون‪.‬‬

‫لينا الحصين‬

‫رئيسة قسم اإلتصال والتأثير المجتمعي‬ ‫مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة‬

‫‪40‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

‫املنتج الذي تم تسعريه للسوق بأقل من دوالر مبثابة‬ ‫حل للمسافرين عىل رحالت طائرة طويلة ورمبا‬ ‫تستفيد منه الفنادق‪ .‬لكن إن فكرنا يف العدد الهائل‬ ‫من املاليني الذين اليحصلون عىل مياه بطريقة منتظمة‬ ‫مام يتسبب يف بعض األمراض الفتاكة خاصة يف أماكن‬ ‫محددة بأفريقيا وآسيا‪ ،‬تصبح فكرة االستحامم الجاف‬ ‫التي ابتكرها ماريشني يف منزله الريفي الفقري‪ ،‬عندما‬ ‫قال له صديقه إن االستحامم عبء ثقيل‪ ،‬من أهم‬ ‫مناذج االبتكار يف الريادة االجتامعية التي سترتك أثرا ً‬ ‫عاملياً يف مجال الصحة وتوفرياملليارات من اللرتات من‬ ‫املياه‪.‬‬ ‫تشجيع الريادة االجتامعية يف العامل العريب‪ :‬مبادرات‬ ‫متكينية‪:‬‬ ‫تسري بعض الدول العربية عىل خطى ثابتة لخلق بيئة‬ ‫متكينية تساهم يف تطويرحس الريادة االجتامعية لدى‬ ‫الشباب‪ ،‬حيث أطلقت عدة منصات لدعم واحتضان‬ ‫خلقة‬ ‫الرواد االجتامعيني الطامحني لتقديم حلول ّ‬ ‫للمشاكل املجتمعية يف املنطقة‪ ،‬مثل مبادرة “أشوكا”‬ ‫‪“ ،Ashoka‬جائزة امللك عبد الله الثاين لإلنجاز واإلبداع‬ ‫الشبايب” ‪ KAAYIA‬و”بادر” ‪ ،Badir‬باململكة العربية‬ ‫السعودية و‪ GESR‬للحاضنات االجتامعية مبرص‪.‬‬ ‫ولعل جائزة اإلمارات لشباب الخليج العريب التي‬ ‫أطلقتها مؤسسة اإلمارات يف أبو ظبي السنة املاضية‬ ‫من أهم املبادرات التي وجبت اإلشادة بها يف هذا‬ ‫املقال‪ ،‬وهي مسابقة مفتوحة ملواطني الخليج‬ ‫العريب من الفئة العمرية ‪ 18‬إىل ‪ 35‬عاماً والذين يتم‬ ‫تشجيعهم عىل التقدم بأفكارهم ملشاريع الريادة‬ ‫املجتمعية املستدامة عرب طلب مسجل بالفيديو عىل‬ ‫املوقع اإللكرتوين للمؤسسة‪ .‬حيث يتم أختيار قامئة‬ ‫قصرية مؤلفة من أفضل ‪ 15‬متقدما للجائزة‪ ،‬يحصلون‬ ‫عىل برنامج إرشادي حول إقامة وتطوير مشاريع‬ ‫الريادة االجتامعية‪ ،‬ويتم اإلعالن عن أفضل ثالثة‬ ‫فائزين يف حفل لتوزيع الجوائز يف أبوظبي يف نوفمرب‬ ‫القادم‪ .‬وسوف يحصل الفائزون عىل منحة احتضان‬ ‫وبرنامج تدريبي وإرشادي من مؤسسة اإلمارات لدعم‬ ‫فكرة مرشوعهم املجتمعي‪.‬‬ ‫وقد حظيت بفرصة لتوجيه وتدريب بعض أعضاء‬ ‫الفرق املشاركة يف النسخة األوىل للمسابقة والتي‬ ‫ضمت ‪ 15‬فريقاً بأفكار مبتكرة من شابات وشباب‬ ‫خليجيني أبانوا عن حس ريادي عال وعن رغبة يف‬ ‫تطوير مرشوعات مبتكرة للحد من بعض املشاكل‬ ‫االجتامعية يف محيطهم بهدف نرشها عىل مستوى‬ ‫الخليج والعامل العريب‪ .‬شهدت املسابقة يف يومها األخري‬ ‫اإلعالن عن فوز مرشحني بالجائزة من اإلمارات العربية‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫ازدادت آمال‬ ‫الشباب في األخذ‬ ‫بزمام المبادرة‬ ‫وتسخير طاقاتهم‬ ‫إلحداث تغيير‬ ‫في مجتمعاتهم‬ ‫وأوطانهم عوض‬ ‫االتكال على‬ ‫الحكومات‬ ‫املتحدة واململكة العربية السعودية والبحرين‪ ،‬حيث‬ ‫تم تقديم منح لهم عىل أفكارهم املقرتحة ملشاريع‬ ‫الريادة املجتمعية‪ .‬وفاز باملركز األول بالجائزة املرشوع‬ ‫اإلمارايت “مصنع األحالم” الذي تقىل منحة مالية مببلغ‬ ‫‪ 100,000‬درهم إمارايت‪.‬‬ ‫فيام حصل مرشوع “جهاز سمعي مضاد للامء”‪ ،‬من‬ ‫اململكة العربية السعودية عىل املركز الثاين‪ ،‬وفاز مبنحة‬ ‫قدرها ‪ 70,000‬درهم إمارايت‪ .‬وجاء مرشوع “نظام‬ ‫برنامج األغذية الصحية لطالب املدارس” من مملكة‬ ‫البحرين يف املركز الثالث ليحصل عىل منحة تبلغ‬ ‫‪ 50,000‬درهم إمارايت‬ ‫التحديات يف املنطقة‪:‬‬ ‫املشاريع واإلنجازات التي استطاعت مشاريع الريادة‬ ‫االجتامعية تحقيقها كثرية جدا وال ميكن إحصائها‪،‬‬ ‫فمنها املعلن‪ ،‬لكن معظمها غري معلن عنه‪ ،‬و رغم‬ ‫كل هذا النجاح مازالت مثل هذه املشاريع تواجه‬ ‫العديد من الصعوبات والتحديات يف عاملنا العريب‪.‬‬ ‫إ ّن تدفق األموال املحلّية واألجنبية‪ ،‬من املنظامت غري‬ ‫الربحية أو الجمعيات الخريية‪ ،‬أدّى إىل تفاقم ثقافة‬ ‫االعتامد عىل الغري لدى الكثري من أفراد مجتمعاتنا‬ ‫الذين تعودوا عىل انتظار تلقّي املساعدة من اآلخرين‪.‬‬ ‫وبالتايل‪ ،‬يصبح العمل عىل زرع ثقافة االستقالل يف‬ ‫مثل هذه املجتمعات يتطلب الكثري من العمل الجا ّد‬ ‫واإلبداع واملثابرة‪ ،‬كام أن املستوى املنخفض من‬ ‫املعرفة باملصطلحات واملفاهيم املتعلقة مبجال الريادة‬

‫االجتامعية يكشف عن الحاجة لبذل املزيد من الجهد‬ ‫من أجل بناء الوعي وتغيري املواقف وأسلوب التفكري‬ ‫تجاه هذا النشاط الحديث العهد مبنطقتنا والذي‬ ‫يعرف إقباالً متزايدا ً‪ ،‬خاصة ضمن فئات الشباب العريب‪،‬‬ ‫حسب تقرير عام ‪ 2010‬الصادر عن معهد بروكينجز‪،‬‬ ‫“الريادة االجتامعية يف الرشق األوسط” حيث يشيد‬ ‫ببعض النامذج الناجحة التي تم تحقيقها يف عدد من‬ ‫البلدان العربية‪ ،‬مثل مرصواألردن واملغرب‪.‬‬ ‫يواجه لرواد االجتامعيون صعوبات يف تحديد الجانب‬ ‫التجاري واملربح للعائد للمرشوع بسبب تركيزهم‬ ‫وحامسهم املفرط تجاه مواجهة التحدي املجتمعي‪،‬‬ ‫مام يدعو إىل املزيد من مبادرات التدريب واإلرشاد‬ ‫والتوجيه والتعلم من تجارب عاملية أو إقليمية ناجحة‬ ‫تدمج بني النموذج املايل واالجتامعي بطريقة متكنهم‬ ‫من املحافظة عىل دميومة مشاريعهم واستقطاب‬ ‫مستثمرين ورؤوس أموال لتوسيع نطاق تأثريهم‬ ‫االجتامعي إىل أبعد حد‪.‬‬ ‫ومن املقرتحات التي خرج بها تقرير استطالع عرب‬ ‫اإلنرتنت قامت به رشكة “بيت” للتوظيف ومنظمة‬ ‫‪ yougov‬عن أهمية الريادة االجتامعية يف العامل‬ ‫العريب أن املجال الزال يعاين من بعض الغموض‬ ‫خاصة مبا يتعلق باإلطار القانوين والتنظيمي‪ .‬وأشار‬ ‫نفس التقرير ألهمية استخدام أدوات وسائل اإلعالم‬ ‫لتوعية املجتمعات العربية حول املوضوع‪ .‬كام اقرتحت‬ ‫الدراسة رضورة تقديم تعليم مادة ريادة األعامل يف‬ ‫املدارس والجامعات وتشجيع الرشاكة بني املجتمعات‬ ‫املحلية العامة والخاصة واملنظامت غري الحكومية يف‬ ‫البلدان العربية التي تحدد وتدعم وتقدر رواد األعامل‬ ‫يف جميع أنحاء املنطقة‪ ،‬وبالتايل توسيع نطاق املشاركة‬ ‫يف املبادرات التي يديرها مجتمع التنمية الدويل إلرشاك‬ ‫العديد من املهتمني واملستفيدين املحليني‪ ،‬والرتكيزعىل‬ ‫أهمية تعزيزحس املسؤولية االجتامعية الذي من شأنه‬ ‫أن يحفز الشباب عىل ابتكار حلول مجتمعية ترسع‬ ‫من مسرية التنمية التي تحتاجها بلداننا هذه الفرتة‬ ‫أكرث من غريها‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015/‬‬ ‫عندما_تتولى_ريادة_األعمال_صناعة_التغيير_في_‬ ‫المجتمع‪/‬‬

‫‪39‬‬


‫كالم خبير‬

‫يف كثري من البلدان باملنطقة‪ ،‬ازدادت آمال الشباب يف‬ ‫األخذ بزمام املبادرة وتسخري طاقاتهم إلحداث تغيري‬ ‫يف مجتمعاتهم وأوطانهم عوض االتكال عىل الحكومات‬ ‫إليجاد الحلول لكل قضايا املجتمع‪ ،‬خاصة تحت‬ ‫ضغوطات التدهور االقتصادي وندرة االستثامرات‬ ‫واملوارد املالية‪ .‬كام أن التطورالذي عرفته تقنيات‬ ‫املعلومات وشبكات التواصل االجتامعي خ ّول الشباب‬ ‫التعرف عىل كم هائل من املعلومات والتجارب العاملية‬ ‫التي ساهمت يف خلق وعي لديهم وإلهامهم عىل‬ ‫الرغبة يف املشاركة يف تنمية مجتامعتهم من أجل‬ ‫القضاء عىل بعض املشكالت التي تعوق مسرية‬ ‫بلدانهم نحو مستقبل أفضل‪.‬‬ ‫حسب ترصيح األستاذ احمد محمد‬ ‫لقامن‪ ،‬املدير العام ملنظمة العمل‬ ‫العريب ‪ ،‬تزايدت نسبة البطالة يف‬ ‫اآلونة األخرية بني صفوف الشباب‬ ‫حتى سن الثالثني لتصل إىل‬ ‫‪ 30‬يف املائة ولقد تزايد عدد‬ ‫العاطلني عن العمل بعد‬ ‫أن كان يف العام‬ ‫‪ 2011‬اثنني‬ ‫مليون عاطل‬ ‫إذ وصل العدد‬ ‫إىل عرشين‬ ‫مليون‪.‬‬ ‫ومع أن مشكلة‬ ‫بطالة الشباب‬ ‫تعتيل قامئة‬ ‫التحديات االجتامعية‬ ‫يف العامل العريب الذي تشكل فئة الشباب‬ ‫ثلثي تركيبته السكانية‪ ،‬تعرف مجتمعاتنا‬ ‫تحديات متعددة‪ ،‬بدأت بعض مشاريع‬ ‫الريادة االجتامعية تحدث تغيريا فيها‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫الحد من الفقر‪ ،‬الصحة‪ ،‬تطويرالتعليم‪ ،‬متكني‬ ‫النساء‪ ،‬إدماج ذوي االحتياجات الخاصة يف‬ ‫املجتمع واملواضيع البيئية‪.‬‬ ‫بعض مناذج مشاريع ريادة االعامل االجتامعية‬ ‫لعل أهم منوذج ملرشوع ريادة اجتامعية ناجح‬ ‫وملهم بالنسبة يل هو مرصف “جرامني” الذي أسسه‬ ‫الدكتور البنغالدييش محمد يونس‪ .‬وقد أُسس املرصف‬ ‫إلقراض الفقراء مبالغ متناهية الصغرمن أجل إنشاء‬ ‫مشاريع تجارية تنتشلهم من فقرهم‪ ،‬ومتابعتهم يف‬ ‫ذلك حتى تسديد كامل ديونهم للمرصف‪ .‬وخالل‬ ‫عرشين عاماً عمل محمد يونس عىل تطوير أعامل‬

‫‪38‬‬

‫مرشوع اناروز ‪:‬‬ ‫يف عام ‪ 2011‬قامت السيدة منال االتري بإطالق مبادرة‬ ‫ملساعدة النساء من الفئة املحرومة يف قرى املغرب و‬ ‫حملت املبادرة اسم “أناروز”‪ .‬من خالل هذا املرشوع‬ ‫استطاع العديد من النساء الفقريات يف الريف املغريب‬ ‫إيجاد فرصة عمل من خالل تعلم عمل مشغوالت‬ ‫يدوية مثل الحقائب‪ ،‬املجوهرات والوسائد املطرزة ‪.‬‬ ‫لقد شاركت السيدة منال االتري يف الدفاع عن حقوق‬ ‫املرأة‪ ،‬وكانت ترى دوماً أنه من الجيد تثقيف النساء‬ ‫وتوعيتهن ومتكينهن عرب توفري فرص عمل من اجل رفع‬ ‫مستوى املعيشة وتوفري حياة كرمية لهن‪.‬‬ ‫يعمل حاليا لدى “اناروز” حوايل ‪100‬‬ ‫سيدة ويف نفس الوقت تعمل الرشكة‬ ‫عىل تطوير مهارتهم القياديه‬ ‫من خالل مجموعة من الربامج‬ ‫التدريبية املجانية ‪.‬‬ ‫مرشوع اختنا الشمس ‪:‬‬ ‫بدأ عمل هذا املرشوع منذ‬ ‫عام ‪2009‬‬ ‫و قد تم‬ ‫تأسيسه بفضل‬ ‫مجموعة‬ ‫من السيدات‬ ‫املبدعات حيث‬ ‫وجدن أن العديد‬ ‫من الدول يف‬ ‫افريقيا مثل نيجرييا‬ ‫و رواندا و تنزانيا‬ ‫يعتمد عىل مصابيح الكريوسني من اجل‬ ‫اإلضاءة‪ ،‬وبالطبع مثل هذا النوع من املصابيح‬ ‫يعرض مستخدميه ايل مخاطر كثرية‪ ،‬لذلك‬ ‫قررن إنشاء مرشوع إلنتاج الطاقة الشمسية‬ ‫كبديل الستخدام الكريوسينو يف نفس الوقت‬ ‫يعمل يف هذا املرشوع العديد من النساء و‬ ‫بذلك يحافظ هذا املرشوع عىل حامية البيئة‬ ‫ويساهم يف إدماج سيدات يف سوق العمل‪.‬‬

‫املرصف ونرشه يف بلده وحول العامل‪.‬‬ ‫واخرتت مناذج مختلفة ملشاريع اجتامعية تم إطالقها‬ ‫بنجاح من طرف رائدات ورواد اجتامعيني كان دافعهم‬ ‫األول املشاركة يف خلق تغيري يف حياة أفراد من‬ ‫محيطهم االجتامعي وترك أثرإيجايب‪.‬‬

‫مرشوع “الحامم الجاف”‪:‬أواالستحامم بدون مياه‬ ‫اخرتع شاب من جنوب أفريقيا يدعى لودويك‬ ‫ماريشاين ويبلغ من العمر ‪ 22‬عاما‪ ،‬منتجاً مبتكرا ً مبثابة‬ ‫مادة هالمية أو جل معقّم يقوم مقام املاء والصابون‬ ‫أثناء االستحامم‪ ،‬وميكن استعامل االخرتاع الجديد الذي‬ ‫أطلق عليه اسم االستحامم الجاف بدهنه املرهم عىل‬ ‫الجسد ليقتل الجراثيم ويضفي رائحة زكية‪ ،‬ويعترب‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

‫ورغم أن الريادة االجتامعية تتمحور حول قضايا‬ ‫املجتمع‪ ،‬إال أنها ليست نشاطاً اجتامعياً أوعمالً تطوعياً‬ ‫بحتاً‪ ،‬فاألخري رمبا يقترص عىل خلق حامس أو نرش‬ ‫التوعية حول قضية اجتامعية أو تحدي من تحديات‬ ‫املجتمع‪ ،‬أوالقيام بنشاط قصري األمد‪ .‬كام أن األعامل‬ ‫الخريية والتطوعية تعتمد باألساس عىل التربعات واملنح‬ ‫لتمويل أنشطتها ومشاريعها‪ ،‬مام‪ v‬قد يحدث تقطعاً يف‬ ‫مسار إنشاء املشاريع واستمرارها‪.‬‬ ‫ميكننا تعريف الريادة االجتامعية عىل أنها منهج‬ ‫لحل املشاكل التي تواجه املجتمع بأفكار جديدة‬ ‫ومبدعة أو تطوير فكرة موجودة مسبقا بهدف حل‬ ‫مشاكل مجتمع ما بطريقة مستدامة وريادية‪ .‬الريادة‬ ‫االجتامعية تهدف إىل تطوير املؤسسات وإقامة‬ ‫مرشوعات اقتصادية تنموية متكاملة ومستقلة مالياً‬ ‫لضامن االستمرارية واالستدامة‪ ،‬وتحتاج إىل أن تدر‬ ‫دخالً وتستلزم منوذج عائد مايل حتى وإن كان الهدف‬ ‫منها غري ربحي‪ .‬هذه ريادة عامة‪ ،‬وتختلف عن الرياد‬ ‫التجارية التي تركز جهودها يف تطوير منتجات‬ ‫أوخدمات لتوسيع األرباح واألسواق‪ ،‬بينام يظل الهدف‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫الرئييس من الريادة االجتامعية سد احتياجات املجتمع ملواجهة مقاومة‪ .‬فإذا كان رائد األعامل يحتاج اىل‬ ‫مبنتجات أوخدمات تخلق تأثريا ً مجتمعياً واسع النطاق‪ ،‬شغف لتحقيق فكرته‪ ،‬فإن الرائد اإلجتامعي يحتاج إىل‬ ‫“هوس” ودافعية وضعف درجات املثابرة وتجلد فائق‬ ‫األوىل لديها التزام رئييس تجاه املستثمرين والثانية‬ ‫ليدرك أن التنمية‬ ‫لديها التزام تجاه أفراد املجتمع‪.‬‬ ‫االجتامعية عملية معقدة ال تسري يف خط مستقيم وأن‬ ‫ميكننا القول إذن أن الريادة االجتامعية هي همزة‬ ‫املعوقات والعقبات من التجربة االنسانية‪.‬‬ ‫الوصل بني منوذجي العمل الربحي والعمل الخريي‪،‬‬ ‫يس ّخرالرائد االجتامعي كل ما هو رضوري لتحقيق‬ ‫فهي تنشئ مرشوعات هدفها إصالح املجتمع‪ ،‬ويف‬ ‫أهدافه‪ ،‬من إقناع وإلهام وجذب وتنوير ومالمسة‬ ‫نفس الوقت تحقيق أرباح إلعادة استثامرها من أجل‬ ‫العواطف بآلية منظمة ذات غايات ومقاصد‪ ،‬وال يركّز‬ ‫االستدامة‪.‬‬ ‫عىل الحصول عىل النتائج الرسيعة‪ ،‬ألن التغيريات‬ ‫العميقة رمبا تحتاج ألجيال‪ .‬بل يستمتع مبسريته‬ ‫رائد األعامل االجتامعي‪ :‬إبداع وحس املسؤولية‬ ‫التنفذ الدراسات حول رائد األعامل ومميزاته والرشوط ويحتفل بأي نتائج ولوجزئية تقربه من الهدف‬ ‫املنشود‪ .‬يلخص بيل درايتون مؤسس منظمة أشوكا‬ ‫الالزمة لتحقيق النجاح يف مجال ريادة األعامل‪ .‬فامذا‬ ‫عن رائد األعامل االجتامعي الذي يستلزم كل متطلبات الرائد االجتامعي عىل أنه “شخص اليعطي سمكة ملن‬ ‫يحتاجها واليكتفي بتعليمهم الصيد بل يعمل نحو‬ ‫النجاح التي يحتاجها رائد األعامل إلطالق مرشوع أو‬ ‫منتج مبتكر ومربح‪ ،‬باإلضافة إىل التزامه بإيجاد حلول نهضة وتجديد يف “مجال الصيد” بأكمله”‪.‬‬ ‫اجتامعية إلحداث تغيريات ملموسة‪.‬‬ ‫أهمية الريادة االجتامعية يف العامل العريب اليوم ؟‬ ‫الرائد االجتامعي صاحب مرشوع يستهدف جذور‬ ‫مع األحداث الجارية يف العامل العرىب وتفاقم األزمات‬ ‫املشكالت‪ ،‬فهو إذا صانع تغيري‪ ،‬وكل تغيري آيل‬

‫‪37‬‬


‫كالم خبير‬

‫الريادة االجتماعية‪:‬‬

‫عندما تتولى ريادة األعمال‬ ‫صناعة التغيير في المجتمع‬ ‫مصطلح الريادة االجتامعية‪ ،‬أو الريادة املجتمعية كام يطلق عليه بعض األحيان‪ ،‬مصطلح حديث‬ ‫التداول‪ ،‬أصبح يرتدد عىل أسامعنا يف العقد األخري يف العامل العرىب‪ ،‬لكن مفهومه الزال غري واضح و‬ ‫يوجد خلط كبري يف أذهان الكثري بني هذا املصطلح وغريه من املصطلحات مثل العمل الخريي والعمل‬ ‫التطوعى والنشاط االجتامعي‪.‬‬

‫حنان بن خلوق‬

‫شريك مؤسس ومدير”الريادة المستدامة”‪،‬‬ ‫متخصصة في تطوير المهارات القيادية النسائية‬

‫‪36‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫التوجهات الحديثة‬ ‫‪89%‬‬

‫‪81%‬‬

‫‪61.8%‬‬

‫من المؤسسات تؤمن بأن‬ ‫االبتكار يساعد على النمو‬

‫استعملوا وسائل ابتكارية‬ ‫لتنشيط آداء األعمال‬

‫أشاروا إلى أن االبتكار يعزز‬ ‫اآلداء المالي‬

‫التوقعات المستقبلية‬ ‫‪57%‬‬ ‫يتوقعون تغييرات جذرية تتضمن ابتكارات‬ ‫تقنية ونظم عمل جديدة‬

‫المؤثرات األساسية في نمو األعمال خالل‬ ‫السنوات القليلة القادمة‬

‫‪42%‬‬

‫ابتكارات العلوم‬

‫‪26%‬‬

‫ابتكارات المواهب‬

‫‪25%‬‬

‫ابتكارات السياسات الداخلية للمؤسسات‬


‫التحديات التي تواجه األعمال‬ ‫كيف ستؤثر أسعار النفط المنخفضة على أعمالي؟‬ ‫ما هي األسواق الرئيسية التي ينبغي التوسع فيها؟‬ ‫كيف يمكنني توسيع أعمالي وتخفيض النفقات؟‬ ‫كيف يمكنني ركوب موجة التكنولوجيا والبقاء على‬ ‫تواصل مع التقنيات الحديثة؟‬


‫كالم خبير‬

‫أكرث مبادرة واكرث ابداعية يف طريقة تفكريها‬ ‫لتضمن استمرارها ونجاحها‪ ،‬وهذا قابل للتحقيق‬ ‫من خالل اكتشاف قدراتها االبداعية بعيد ا ً عن‬ ‫ادخال تحسينات بسيطة أو خدمات بسيطة‬ ‫مطورة للسلع املتوفرة‪ .‬يجب عىل املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة أن تنتبه وتتفهم حقيقة‬ ‫مشاعر العمالء وتعلقهم ببعض السلع التي‬ ‫يشرتونها‪ ،‬وبالتايل فإن الخيارين املذكوران آنفاً ال‬ ‫ميدون املبتكرين باملعرفة االساسية حول ظروف‬ ‫تعلق العمالء ببعض السلع‪ ،‬يأيت الدور التصميم‬ ‫املدفوع باالبتكار ليقرب العمالء من املبتكرين‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪ ،‬فتصبح عملية تطوير املنتج‬ ‫أو السلعة عملية مشرتكة بني املبتكر‬ ‫واملستخدم الذي يبحث اليوم عن‬ ‫كل ما هو جديد ومطور وحسن‬ ‫ويضيف تجربة شخصية مثالية‪.‬‬ ‫يف عملية التفكري بالتصميم‬ ‫وتقنيات التصميم‪،‬‬ ‫يجب‬ ‫تشجيع‬ ‫املؤسسات‬ ‫الصغرية‬ ‫واملتوسطة عىل‬ ‫اتباع هذه التقنيات خالل‬ ‫كافة مراحل االنتاج وصوالً‬ ‫لالخذ بعني االعتبار‬ ‫مفاهيم العمالء‬ ‫واملستخدمني حول‬ ‫مراحل تصاميم‬ ‫هندسة وتصنيع وظائف املعدات املصنعة‪ ،‬مام‬ ‫يتيح ايجاد اطار حديث لتقديم منتجات مبتكرة‬ ‫قد ال يكون العميل قد أبدى رغبة فيها‪ ،‬قبل‬ ‫اخرتاعها‪ ،‬ولكن قد يلحظ حاجته لها بعد تقدميها‬ ‫له‪ ،‬فيقوم باستخدامها بشكل فوري ويدخل بعد ا ً‬ ‫جديد ا ً عىل تجربته يف استخدام املنتج خصوصاً‬ ‫إذا ساهم هذا املنتج بتسهيل عملية االستخدام‬ ‫وتطوير التجربة‪.‬‬ ‫خالصة القول‪ ،‬إن االبتكار هو الذي يحدد مستوى‬ ‫التنفاسية ألي رشكة‪ ،‬وال يختلف األمر يف حالة‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة الصناعية‪ .‬يجب‬ ‫عىل رواد األعامل تطوير اهتامماتهم يف تحديد‬ ‫وسائل جديدة وأساليب للنمو أو أحداث تغيري‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫كيل يعتمد عىل الجهود االبتكارية لرؤية الصورة‬ ‫الكاملة واملنتظمة عوضاً عن النظر إىل األمور‬ ‫بأجزائها البسيطة أو تلك املقترصة عىل أقسام‬ ‫األبحاث والتطوير والتصميم‪.‬‬ ‫يضاف إىل ذلك رضورة تنمية طريقة التفكري‬ ‫وامكانية تحويل املعرفة واألفكار لوسائل‬ ‫تصنيعية‪ ،‬خدمات‪ ،‬أنظمة ومنتجات‪ .‬هذه كلها‬ ‫عنارص تحدد نجاح املصانع واألعامل التجارية‪.‬‬ ‫الخرب السار مفاده أن االبتكارات الناجحة ال تنبع‬ ‫من الصدف وليست عرضية‪ ،‬فرواد األعامل الذين‬ ‫يبحثون بشغف عن الفرص املميزة غري املستغلة‬ ‫سيكونون القادة يف عملية تطوير متطلبات‬ ‫األسواق الجديدة ليس فقط يف بلدانهم ولكن عىل‬ ‫أيضاً عىل الصعيد العاملي‪.‬‬

‫في عالم اليوم‬ ‫الديناميكي‬ ‫والتنافسي‪ ،‬على‬ ‫المؤسسات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة أن تكون‬ ‫أكثر مبادرة واكثر‬ ‫ابداعية في طريقة‬ ‫تفكيرها لتضمن‬ ‫استمرارها ونجاحها‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/ Issue08/2015‬‬ ‫التصميم_المدفوع_باالبتكار_في_المؤسسات_‬ ‫الصغيرة_والمتوسطة_الصناعية‪/‬‬

‫‪33‬‬


‫كالم خبير‬

‫قامت هيئة االنتاج يف االقتصاد املبتكر التابعة‬ ‫لـ ‪ MIT‬ببحث أظهرت نتائجه أن املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة الصناعية املتقدمة تلعب‬ ‫دورا ً رئيسياُ يف تحديد قدرة االقتصاد عىل التنوع‬ ‫واالبداع والنمو‪ ،‬إذ أن الصناعيني يلعبون أدوارا ً‬ ‫رئيسية يف عملية انتاج سلع جديدة وتقديم‬ ‫وسائل وخدمات مبتكرة ملختلف القطاعات‬ ‫الصناعية املتعددة‪ .‬هذا وركزت الدراسة عىل‬ ‫رضورة أن يقوم الجميع مببادرات منظمة ومخطط‬ ‫لها بهدف تطوير قدرات املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة الصناعية‪.‬‬ ‫إن تردد رواد األعامل يف الدخول يف القطاع‬ ‫الصناعي سببه ليس الصعوبات التي قد تعرتض‬ ‫عملية التأسيس‪ ،‬وال االستثامرات الكبرية التي‬ ‫يفرضها هذا القطاع لرشاء املعدات واآلالت‬ ‫املتطورة‪ ،‬إذ أن أنظمة دعم املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة يف دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫ركزت اهتاممها عىل هذا القطاع نظرا ً ألهميته‬ ‫الكربى وبادرت إىل تقديم الدعم الالزم خصوصاً‬ ‫من ناحية التمويالت للمشاريع الصناعية املبتكرة‬ ‫واملبدعة‪.‬‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬ويف سلطنة ُعامن‪ ،‬قام عبد الله‬ ‫البادي‪ ،‬وهو مخرتع ُعامين‪ ،‬بتطوير ساعة قياس‬ ‫رقمية تقوم بحامية الشبكات الكهربائية‪ .‬تال ذلك‬ ‫اطالقه لرشكة أنوار املجد التي تقدم منتجات‬ ‫حديثة وعرصية يف قطاع الصناعات الكهربائية‬ ‫ومنها تصنيع محطات توليد كهرباء ثناوية‪ ،‬متديد‬ ‫الشبكات الكهربائية وتركيب عدادات القياس‬ ‫الرقمية وااللكرتونية‪.‬‬ ‫هذا مثال واحد‪ ،‬إذ استطاع البادي من توقيع‬ ‫اتفاق دعم لوجستي وتقني واداري مع “صموخ‬ ‫لالستثامر والخدمات”‪ ،‬اململوكة جزئياً للمؤسسة‬ ‫العامة للمناطق الصناعية وصندوق التقاعد‬ ‫ال ُعامين‪ .‬هذا وقام مركز األعامل الوطني‪ ،‬التابع‬ ‫للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية‪ ،‬باحتضان‬ ‫الرشكة ملساعدتها عىل االنطالق بنجاح وتأسيس‬ ‫املصنع يف منطقة متخصصة بالشبكات الكهربائية‪.‬‬ ‫األمثلة يف املنطقة عديدة‪ ،‬هذا يعني أن رعاية‬ ‫وتسويق األفكار الصناعية املبتكرة ليست‬ ‫باملشكلة األساسية عىل االطالق‪ ،‬خصوصاً مع‬ ‫وجود املؤسسات املعنية الداعمة واملستثمرين‬ ‫الجديني الذين يقدمون الدعم الالزم واالرشاد‬ ‫‪32‬‬

‫والتدريب لرواد األعامل‬ ‫باالضافة ملنافذ الدخول‬ ‫لألسواق الجديدة وتوفري‬ ‫مكاتب مجهزة قابلة لالستخدام‬ ‫الفوري‪.‬‬ ‫إن ندرة املؤسسات الصناعية املبتكرة‬ ‫ليست باألمر الجديد عىل االطالق‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس بسبب ندرة االبتكار واألفكار الفريدة‬ ‫من نوعها‪ ،‬وال انعدام االبداع لدى رواد‬ ‫األعامل‪ ،‬فقد ثبت أن رواد األعامل ميتلكون‬ ‫كام هائالً من األفكار الجيدة والفريدة من‬ ‫نوعها‪ ،‬واليقومون بالتقاط األفكار املوجودة‬ ‫أساساً‪ .‬إن غياب االبتكار يف القطاع الصناعي‬ ‫مرده إىل عدم الوعي لدى معظم املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة لرضورة اعتامد نظام ابتكاري‬ ‫يحدد توجه الرشكة‪ ،‬وهذا النظام متعارف‬ ‫عليه يف املؤسسات الكبرية‪ .‬إن الفشل يف‬ ‫هذه املرحلة سببه عدم االستثامر يف نظام‬ ‫التخطيط كعنرص أسايس يف عملية االبتكار‪.‬‬ ‫التصميم هو غالباً نظام صياغة سلعة ما تتمتع‬ ‫بنوعية معينة‪ ،‬لكن ذلك تحول إىل عملية‬ ‫اسرتاتيجية متعددة التخصصات هي يف األصل‬ ‫ابتكارية‪ .‬لذلك ميكننا القول أن التصميم أوالفكر‬ ‫التصميمي أصبح اآلن تقنية ال تستخدم يف مرحلة‬ ‫التصميم فقط‪ ،‬بل تشمل حالياً مختلف مراحل‬ ‫االنتاج‪ ،‬مام يؤدي إىل عملية تحسني النتائج‪،‬‬ ‫زيادة نسبة األرباح وبالتايل إغناء عملية تجربة‬ ‫العمالء‪ ،‬وهذه العملية كانت تقترص فيام مىض‬ ‫عىل مهمة تصميم املنتج‪.‬‬ ‫إن قوة مصطلح قوة التصميم املدفوع باالبتكار‬ ‫أطلقه روبرتو فريجانتي‪ ،‬بروفسور الريادة‬ ‫واالبتكار‪ ،‬وهذا املصطلح تم التوصل اليه من‬ ‫خالل التجارب العديدة يف عملية االنتاج‪ ،‬إذ أن‬ ‫عملية التصميم املدفوع باالبتكار ال تولد من‬ ‫احتياجات السوق املتوفرة‪ ،‬بل يتم تحديد وايجاد‬ ‫أسواق جديدة‪ ،‬ال تنتج بالرضورة تقنيات جديدة‪،‬‬ ‫بل تقدم معان وتجارب جديدة‪ ،‬والدليل عىل ذلك‬ ‫جهاز اآليبود من آبل الذي غري املفهوم السائد‬ ‫لسامع املوسيقى واالستعامع بها‪.‬‬ ‫ومع أن األسواق مل تظهر فعلياً الحاجة لهذا‬ ‫الجهاز قبل اخرتاعه أو مل تطلبه‪ ،‬شهدت هذه‬

‫األسواق‬ ‫أقباالً كبريا ً‬ ‫وتقبل غري مسبوق‬ ‫لهذا الجهاز فور طرحه‪.‬‬ ‫يجب عىل رواد األعامل أن‬ ‫يعلموا أن باستطاعتهم دخول القطاع الصناعي‬ ‫دون حاجتهم ملرافق صناعية معقدة ومتطورة‪.‬‬ ‫عىل العكس من ذلك‪ ،‬ميكنهم اختيار العمل‬ ‫حول مشاعر العمالء وتفضيالتهم لسلع معينة‪،‬‬ ‫ويقومون بتطويرها باالعتامد عىل التصميم‬ ‫املدفوع باالبتكار وبالتايل توفري منتجات مطورة‬ ‫تقدم تجربة فريدة‪ .‬والدليل عىل ذلك عصا الصور‬ ‫الشخصية ( ‪ )Selfie Stick‬التي غزت العامل أو‬ ‫سامعات الهاتف الجوال الالسلكية‪.‬‬ ‫عندما نفكر باالبتكار الصناعي‪ ،‬يجب علينا االخذ‬ ‫بعني االعتبار خيارين‪ .‬األول يتعلق باخرتاع جديد‬ ‫كلياً‪ ،‬أو تغيري شامل للوضع املتعارف عليه حيث‬ ‫تحل سلعة جديدة مكان سلعة قدمية واملثال عىل‬ ‫ذلك شاشات ‪ .LCD‬الخيار الثاين يتعلق بتطوير‬ ‫منتج معني أو ادخال تعديالت عدة عىل املنتج‬ ‫بناء عىل رغبة العمالء واحتياجاتهم‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬ففي عامل اليوم الدينامييك والتنافيس‪،‬‬ ‫عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن تكون‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

31

www.smeadvisorarabia.com


‫كالم خبير‬

‫التصميم المدفوع باالبتكار‬ ‫في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصناعية‬ ‫بذلت دول مجلس التعاون الخليجي خالل السنوات القليلة املاضية جهود ا ً كبرية لتشجيع‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة عىل التوجه لالبتكار يف القطاع الصناعي‪ .‬كام شهدنا‬ ‫تزايد ا ً يف الدعم الرسمي عىل مختلف الصعد للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وتشجيع‬ ‫رواد األعامل من خالل تبني أفكارهم وتنمية حسهم االبتكاري يف املجال الصناعي‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬نرى أن معظم املؤسسات الصغرية واملتوسطة التي تحاول االستمرار يف‬ ‫املنطقة تركز أعاملها عىل قطاعي الخدمات والتجارة‪ ،‬يف حني نرى ندرة يف األفكار‬ ‫االبتكارية التي تتمحور حول القطاع الصناعي‪ .‬لذا نقول أن الفرصة سانحة للمؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة للعمل مع مؤسسات القطاع الصناعي من خالل تقديم منتجات‬ ‫مبدعة وابتكارية تكون أرخص‪ ،‬آمنة‪ ،‬صديقة للبيئة وقابلة للتطوير‪.‬‬

‫ضحى عوايص‬

‫مشرفة استشارات األعمال‪ -‬بروتيفيتي العالمية ‪ -‬سلطنة ُعمان‬

‫‪30‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫بيانات املؤسسات يكون الوصول إليها سهالً فور تقدم غري النفطية يف املنطقة‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬وبالنظر إىل خصوصية الدول غري املنتجة‬ ‫هذه املؤسسات بطلبات قروض لدى البنوك املحلية‪.‬‬ ‫هذه البيانات قد توفر معلومات حول االيرادات وأرباح للنفط يف ظل االضطرابات السياسية يف الدول التي‬ ‫تعتمد كلياً عىل االسترياد والخدمات يف اقتصادها‪،‬‬ ‫وديون هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫تبي الصعوبات‬ ‫ومع عدم توفر هذه العنارص‪ ،‬يصبح اقراض املؤسسات كلبنان واألردن وتونس‪ ،‬ميكننا ّ‬ ‫والتحديات التي تواجه املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫الصغرية واملتوسطة صعباً‪ ،‬خاصة أن جمع البيانات‬ ‫يف هذه الدول‪ .‬ولهذا نالحظ أن هذه الدول تعيش‬ ‫عملية مكلفة‪ ،‬مام يجعلها غري مناسبة للمؤسسات‬ ‫حالة من الضياع مع مراقبة تأثريات رياح التغيري‬ ‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬التي غالباً ما تبحث عن قروض‬ ‫االقليمية‪ ،‬فهي مل تخطط لهذه التغيريات املفاجئة‪ ،‬أو‬ ‫متويلية بسيطة‪ ،‬خاصة أن أصولها الثابتة تكاد تكون‬ ‫أنها خططت لكنها مل تبادر إىل تطبيق الخطط بالرسعة‬ ‫معدومة‪ .‬يضاف إىل كل ذلك‪ ،‬اعتقاد البنوك أن‬ ‫املطلوبة ملجاراة التغيريات املتسارعة عىل الساحة‬ ‫انخفاض أسعار النفط قد يحرم املؤسسات الصغرية‬ ‫االقليمية‪ ،‬خاصة تلك الخطط املتعلقة بدعم وتطوير‬ ‫واملتوسطة من الوصول للفرص الجديدة‪.‬‬ ‫ونتيجة لعدم توفر التمويل املرصيف الالزم للمؤسسات املؤسسات الصغرية واملتوسطة التي متثل النبض‬ ‫االقتصادي لهذه الدول‪.‬‬ ‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬يضطر رواد األعامل إىل االعتامد‬ ‫لذا‪ ،‬نلفت إىل رضورة أن تقوم الحكومات العربية‬ ‫عىل مصادرهم التمويلية الخاصة أو املؤسسات‬ ‫باملبادرة‪ ،‬وبأرسع وقت‪ ،‬إىل دعم املؤسسات الصغرية‬ ‫الرسمية والخاصة التي تعنى باملؤسسات الصغرية‬ ‫التي تشكل أكرث من ‪ 90%‬من املؤسسات املسجلة يف‬ ‫واملتوسطة‪ ،‬خاصة أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫العامل العريب وتوفّر فرص وظائفية ألكرث من ‪ 60%‬من‬ ‫متثل أكرث من ‪ 90%‬من حجم املؤسسات يف العامل‬ ‫القوى العاملة يف العامل العريب‪ .‬وكخطوة أساسية يف‬ ‫العريب‪.‬‬ ‫االقتصادات العربية خصوصاً غري النفطية منها‪ ،‬يجب‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬تشارك املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة يف ‪ 99%‬من حجم األعامل يف دولة االمارات أن تبادر الدول العربية إىل اطالق سياسيات جدية‬ ‫وحديثة لدعم قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫العربية املتحدة‪ ،‬وتوفر فرص عمل ألكرث من ‪85%‬‬ ‫وانشاء صناديق ومؤسسات الدعم كتلك التي قامت‬ ‫من القوى العاملة‪ .‬هذا وتستفيد املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة يف دولة االمارات من العديد من املبادرات أبو ظبي وديب بانشائها‪.‬‬ ‫الرسمية‪ ،‬ومنها صندوق خليفة يف أبو ظبي‪ ،‬الذي‬ ‫قدّم ‪ 904‬ماليني درهم امارايت لـ ‪ 608‬مؤسسة صغرية‬ ‫ومتوسطة يف العام ‪ ،2013‬باالضافة ملؤسسة محمد‬ ‫بن راشد لتنمية املشاريع الصغرية واملتوسطة يف ديب‬ ‫التي تقوم بدعم ‪ 13000‬من رواد األعامل الشباب‪ ،‬كام‬ ‫ينضوي تحت رايتها ‪ 3000‬مؤسسة صغرية ومتوسطة‬ ‫استفادت من قروض ميرسة تجاوزت قيمتها ‪215‬‬ ‫مليون درهم‪.‬‬ ‫الصعوبات يف الدول غري النفطية‬ ‫ال ميكننا استثناء أية دولة من التأثريات الدولية‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن تأثر الدول مع جريانها‪ ،‬خصوصاً تلك الدول التي‬ ‫تربطها عالقات تجارية واقتصادية‪ .‬ومن املعروف أن‬ ‫دول العامل العريب مرتابطة اقتصادياً‪ ،‬أكان ذلك من‬ ‫خالل استرياد البرتول واملشتقات النفطية أو تصدير‬ ‫املواد الغذائية خصوصاً الخرضوات التي ال تنتجها دول‬ ‫الخليج بالكيامت املطلوبة‪.‬‬ ‫يضاف إىل ذلك‪ ،‬واقع أن الدول النفطية كاململكة‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬االمارات ‪ ،‬قطر‪ ،‬الكويت والبحرين‬ ‫تقوم بتوظيف ماليني العرب من جنسيات أخرى‬ ‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫العالقات‬ ‫يف قطاعات مختلفة‪ ،‬وهذا كفيل بتوطيد‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫ونتيجة‬ ‫النفطية‪،‬‬ ‫االقتصادية بني الدول النفطية وغري‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015‬‬ ‫المؤسسات_الصغيرة_والمتوسطة_في_العالم_‬ ‫لذلك فأن تأثري انخفاض أسعار النفط قد يشمل الدول‬ ‫العربي_في_مهب_تقلبات_أسعار_النفط‪/‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫‪29‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫فإن قدرتها عىل دعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫ستتقلص بدورها‪ ،‬إذ أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫تعتمد‪ ،‬خصوصاً يف السنوات األوىل الطالقها‪ ،‬عىل دعم‬ ‫الحكومات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مل تقم دول الخليج العريب بأي‬ ‫مبادرات احرتازية ملواجهة تقلص اإليرادات النفطية‪،‬‬ ‫بإستثناء دولة االمارات العربية املتحدة التي قامت‬ ‫بتخفيض ميزانيتها العامة بنسة ‪ 4.2%‬كام رفعت‬ ‫الدعم عن املشتقات النفطية‪ .‬لذا يجب عىل الدول‬ ‫الخليجية التحرك بأرسع وقت لتتفادى تأثريات‬ ‫انخفاض األسعار‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬قال عبد الباسط الجناحي‪ ،‬املدير‬ ‫التنفيذي ملؤسسة محمد بن راشد لتنمية املشاريع‬ ‫الصغرية واملتوسطة أن أسعار النفط حالياً تشكل حالة‬ ‫صحية لالقتصاد الوطني خصوصاً من ناحية اعادة‬ ‫تطوير السياسات والتوقعات عىل املستوى االقتصادي‬ ‫الكبري‪.‬‬ ‫وأشار إىل عدم تأثري انخفاض أسعار النفط عىل‬ ‫األعامل يف املنظور القريب‪ ،‬ولكن قد ينقلب ذلك إىل‬ ‫تأثريات أساسية يف حال استمرار هذا االنخفاض ألكرث‬ ‫من سنتني‪ .‬ال بل أعرب عن تفائله مبا يتعلق بوضع‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة خالل هذه األزمة نظرا ً‬ ‫املتغيات‪ ،‬خصوصاً مع الدعم‬ ‫ملرونتها يف التعاطي مع ّ‬ ‫الذي توفره الحكومة لهذه املؤسسات ورواد األعامل‪.‬‬ ‫هذا األمر تم التأكيد عليه من خالل تقرير لرويرتز‬ ‫حول مديونية دول الرشق األوسط‪ ،‬الصادر يف ‪ 28‬أبريل‬ ‫املايض‪ ،‬والذي أشار إىل أن دول الخليج العريب الست‬ ‫استطاعت التأقلم مع انخفاض أسعار النفط بسهولة‪،‬‬ ‫حيث ساهمت املدفوعات مقابل املشاريع الكربى عىل‬ ‫تعزيز وضع االقتصاد‪.‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬قامت اململكة العربية السعودية‪ ،‬يف‬ ‫خطوة لتفادي تأثريات انخفاض أسعار النفط‪ ،‬بإعادة‬ ‫تحويل جزء من أصولها يف الخارج لداخل اململكة‪،‬‬ ‫عوضاً عن االقرتاض الداخيل أو استخدام اصولها املالية‬ ‫يف البنوك املحلية‪ ،‬مع املحافظة عىل وفرة يف السيولة‬ ‫يف النظام املرصيف يف دولة مجلس التعاون‪ ،‬حيث تشهد‬ ‫املصارف استمرار تدفق ودائع العمالء رغم انخفاض‬ ‫نسب الفوائد‪.‬‬ ‫وسائل متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫تواجه املؤسسات الصغرية واملتوسطة تحديات عدة‬ ‫لدى محاولتها االقرتاض‪ ،‬وبعد ضامن املوافقة عىل‬ ‫القرض‪ ،‬تقابلها البنوك بتعقيدات عدة من ناحية‬ ‫املستندات املطلوبة والرشوط األخرى‪ ،‬إضافة لجداول‬ ‫سداد قصرية األمد‪.‬‬ ‫وتعليقاً عىل األمر‪ ،‬يقول فيكرام فينكاتارامان‪ ،‬املدير‬ ‫التنفيذي يف رشكة فيينتا لالستشارات‪ ،‬املتخصصة يف‬ ‫العمل مع املؤسسات الصغرية االقليمية‪”:‬تقوم املصارف‬

‫‪28‬‬

‫تواجه المؤسسات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬ ‫تحديات عدة لدى‬ ‫محاولتها االقتراض‪،‬‬ ‫وبعد ضمان الموافقة‬ ‫على القرض‪ ،‬تقابلها‬ ‫البنوك بتعقيدات‬ ‫عدة من ناحية‬ ‫المستندات المطلوبة‬ ‫والشروط األخرى‪،‬‬ ‫إضافة لجداول سداد‬ ‫قصيرة األمد‬

‫بتشديد رشوط االقراض نتيجة النخفاض أسعار النفط‪،‬‬ ‫وبالتايل تجميد متويل املشاريع الكربى يف القطاع‬ ‫النفطي”‪.‬‬ ‫إن حجم القروض املالية املقدمة من البنوك يف منطقة‬ ‫الخليج العريب للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يبقى‬ ‫يف حدوده املنخفضة‪ ،‬إذ ال تتعدى نسبة اقراض البنوك‬ ‫لهذه املؤسسات ‪ ،2%‬مام يدفع هذه املؤسسات اىل‬ ‫االعتامد عىل وسائل متويل أخرى كمؤسسات التمويل‬ ‫غري البنكية‪.‬‬ ‫وتتعدد األسباب وراء احجام املصارف لتقديم الدعم‬ ‫للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬منها عدم تتطور‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف عملية بناء بنية‬ ‫تحتية مالية صلبة‪ ،‬وقلة عدد املؤسسات املتخصصة‬ ‫باملعلومات االئتامنية القادرة عىل توفري املعلومات‬ ‫الدقيقة حول املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وهذا‬ ‫بحد ذاته يشكل عائقاً بوجة املقرضني‪.‬‬ ‫يضاف إىل ذلك عدم وجود هيئة لتسجيل بيانات‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬التي يشري إليها روبرت‬ ‫روشا‪ ،‬وهو مستشار رئييس يف البنك الدويل‪ ،‬إذ شدد‬ ‫عىل أهمية وجود هيئة مركزية تعنى بحفظ كافة‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫شهد سعر برميل النفط منذ يونيو ‪ 2014‬تراجعاً كبريا ً‪ ،‬ووصل إىل أدىن سعر له منذ األزمة االقتصادية العاملية يف العام‬ ‫‪ .2009‬ويسجل سعر برميل النفط الخام حالياً سعرا ً ال يتجاوز ‪ 49‬دوالرا ً امريكياً‪ ،‬بعدما حقق أعىل أسعاره خالل العقود‬ ‫القليلة املاضية إذ تجاوز سعر الربميل الخام ‪ 105‬دوالرات‪.‬‬ ‫هذا ويتمتع قطاع صناعة النفط بديناميكية عالية‪ ،‬لكنه عرضة للكثري من التحديات التي تعرتض عملية توسعته وتواجه‬ ‫حركة وفعالية عملية االنتاج‪ ،‬بالتايل تؤثر عىل األسعار العاملية للربميل الخام‪.‬‬ ‫ولكن ما هي العنارص التي تلعب دورا ً يف اضطراب صناعة النفط وتؤدي إىل التالعب املستمر يف أسعار برميل النفط عاملياً؟‬ ‫يخضع الرتاجع األخري يف أسعار النفط الخام لعوامل‬ ‫عدة تحدد ارتفاع أو تراجع أسعار النفط الخام‪ ،‬لكن‬ ‫يبقى أهم هذه العوامل عملية العرض والطلب‪.‬‬ ‫وشهدت عملية العرض زيادة كبرية خصوصاً أن‬ ‫االنتاج يف الواليات املتحدة األمريكية قد تضاعف خالل‬ ‫السنوات الست املاضية‪ ،‬مام أدى إىل اكتفاء ذايت‬ ‫أمريكياً‪ ،‬ما دفع موردي النفط السابقني إىل البحث عن‬ ‫أسواق جديدة‪ .‬هذا وعمدت دول عدة ككندا والعراق‬ ‫وروسيا إىل زيادة انتاجها من النفط الخام‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫أن العرض أصبح كبريا ً‪ .‬ومع هذا نرى انحسارا ً كبريا ً‬ ‫يف الطلب‪ ،‬إذ تعاين دول عدة‪ ،‬و خصوصاً األوروبية‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫منها‪ ،‬من أزمات اقتصادية‪ ،‬وبالتايل انتقال الجمهور إىل‬ ‫السيارات التي تعمل بالطاقات البديلة األكرث توفريا ً‪.‬‬ ‫ومع تراجع القيمة للعملة الصينية‪ ،‬شهدت الصني‬ ‫تراجعاً يف الطلب عىل البرتول‪ ،‬وكان لذلك األثر الكبري‬ ‫عىل أسعار النفط‪ ،‬نظرا ً ملكانة الصني كأكرب مستورد‬ ‫للبرتول عاملياً‪ .‬لذا نحن نواجه تزايدا ً يف عملية االنتاج‪،‬‬ ‫تراجعاً يف عملية الطلب وتدنياً يف األسعار‪.‬‬ ‫ما هي تأثريات أسعار البرتول املنخفضة؟‬ ‫قد يتأثر املستهلك العادي ايجاباً من انخفاض أسعار‬ ‫النفط‪ ،‬وينسحب ذلك عىل مدفوعاته الشهرية‪ ،‬ولكن‬ ‫مام ال شك فيه أن الحكومات والرشكات النفطية‬

‫وتلك املستفيدة من األسعار النفطية العالية ستواجه‬ ‫تحديات عدة مع تراجع أسعار النفط‪ .‬فقد لوحظ‬ ‫أن عددأ من املؤسسات النفطية قلصت من توزيع‬ ‫نسب األرباح‪ ،‬باعت بعض من أصولها وراجعت سلسة‬ ‫الرواتب والعالوات التي تقدمها ملوظفيها‪.‬‬ ‫وعىل ذلك‪ ،‬ويف ظل رفض تدخل منظمة األوبك للحد‬ ‫من تدهور أسعار النفط عاملياً‪ ،‬قد ترتاجع اإليرادات‬ ‫النفطية للمملكة العربية السعودية ودول منطقة‬ ‫الخليج العريب عام يفوق ‪ 300‬مليار دوالر‪ ،‬بحسب‬ ‫توقعات منظمة النقد الدويل‪.‬‬ ‫ومع تقلص اإليرادات النفطية لدول الخليج العريب‪،‬‬

‫‪27‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي‪:‬‬

‫في مهب تقلبات أسعار النفط‬ ‫عماش‬ ‫نور ّ‬ ‫متخصصة في االقتصاد والسياسات العامة‬

‫‪26‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬



‫كالم خبير‬

‫لتداخل العائلة مع الرشكة هو السبيل الوحيد‬ ‫النقاذ الرشكة‪ ،‬بل واألرسة‪ ،‬من املشاكل يف هذه‬ ‫املرحلة‪.‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪ ،‬اتساع امللكية‪ .‬يف هذه املرحة‬ ‫يختفي معظم أفراد الجيل الثاين وتتسع قاعدة‬ ‫امللكية بالرشكة لتشمل الزوجات وأبناء العمومة‬ ‫واألحفاد وغريهم‪ .‬هذه املرحلة متثل االختبار‬ ‫الحقيقي للرشكة والفرصة األخرية لخلق كيان‬ ‫اقتصادي قوي‪ ،‬أو تحول الرشكة إيل مرياث يتم‬ ‫اقتسامه من خالل القضايا وساحات املحاكم‪.‬‬ ‫يظهر يف هذه املرحلة بعض أفراد العائلة غري‬ ‫املهتمني بالرشكة مطلقاً وال يرغبون يف العمل بها‪.‬‬ ‫بل يظهر من يريد الحصول عىل أمواله لعمل‬ ‫رشكة خاصة به‪ .‬كام تظهر الخالفات فيام يتعلق‬ ‫بتوزيعات األرباح واملناصب القيادية والقرارات‬ ‫االسرتاتيجية بالرشكة‪.‬‬ ‫لعله يظهر للقارئ اآلن سبب انهيار أو اختفاء‬ ‫الرشكات العائلية بعد الجيل الثالث! فعدم فصل‬

‫‪24‬‬

‫إن كنت تخاف على‬ ‫األسرة من التفكك‬ ‫وعلى الشركة من‬ ‫الضياع‪ ،‬قم بتبني‬ ‫نظام مناسب‬ ‫للحوكمة‬

‫الرشكة عن العائلة ووضع نظام قوي ومحكم‬ ‫ومناسب للحوكمة بها‪ ،‬مصحوباً بتشتت امللكية‬ ‫واختالف اهتاممات الجيل الثالث عن اهتاممات‬ ‫وتوجهات املؤسسني‪ ،‬باإلضافة إىل الخالفات‬ ‫الطبيعية التي تنشأ بكل أرسة وتنعكس يف هذه‬ ‫الحالة عىل الرشكة‪ ،‬كل ذلك يتكون نتيجته ام بيع‬ ‫الرشكة كلي ًة ‪ ،‬أو تقسيم الرشكة طواعية بني فروع‬ ‫األرسة‪ ،‬أو اللجوء ايل ساحات املحاكم‪.‬‬ ‫النصيحة الصادقة التي نقدمها يف حوكمة ملؤسيس‬ ‫الرشكات العائلية وأفراد الجيل األول‪“ :‬إن كنت‬ ‫تخاف عىل األرسة من التفكك وعىل الرشكة من‬ ‫الضياع‪ ،‬قم بتبني نظام مناسب للحوكمة‪ ،‬فهذا‬ ‫أفضل للجميع”‪.‬‬ ‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/ Issue08/2015‬‬ ‫تحديات_الحوكمة_في_الشركات_العائلية‪/‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫كالم خبير‬

‫قد يكون من املناسب أوالً أن نوضح املقصود‬ ‫بالرشكات العائلية‪ .‬الرشكة العائلية هي الرشكة‬ ‫التي تسيطر فيها عائلة عىل امللكية أو االدارة أو‬ ‫كالهام‪ ،‬ولهذا الرشكات أهمية يف االقتصاد بشكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫فهذا النوع من الرشكات ميثل عصب االقتصاد‬ ‫يف الكثري من دول العامل املتقدمة والنامية عىل‬ ‫حد سواء‪ .‬ففي الرشق األوسط تشكل الرشكات‬ ‫العائلية ‪ 90%‬من عدد الرشكات‪ ،‬بينام تصل هذه‬ ‫النسبة إىل ‪ 80%‬يف الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫و‪ 70%‬يف أوروبا‪ .‬بل أن نسبة كبرية من كربيات‬ ‫الرشكات املقيدة يف البورصات العاملية هي رشكات‬ ‫عائلية حيث تقدر بنسبة ‪ 35%‬من رشكات‬ ‫فورتشن ‪ 500‬وستاندرد آند بورز ‪.500‬‬ ‫وتتخطى أهمية الرشكات العائلية كونها مجرد‬ ‫“عدد أو نسبة” كبرية من الرشكات‪ .‬بل تلعب‬ ‫دورا ً محورياً يف االنتاج وخلق فرص العمل‪ .‬ففي‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية تنتج الرشكات العائلية‬ ‫‪ 50%‬من الناتج القومي االجاميل وبها ‪70%‬‬ ‫من اجاميل القوى العاملة‪ ،‬بينام تسهم الرشكات‬ ‫العائلية يف أملانيا بـ ‪ 66%‬من الناتج القومي‬ ‫االجاميل وتوفر ‪ 75%‬من فرص العمل‪ .‬ويف الصني‬ ‫تنتج الرشكات العائلية ‪ 70%‬من الناتج القومي‬ ‫االجاميل وتضم ‪ 75%‬من العاملة‪.‬‬ ‫ومن الالفت للنظر أن الرشكات العائلية غالباً ما‬ ‫تتفوق عىل الرشكات األخرى يف مبيعاتها وأرباحها‪،‬‬ ‫ولعل ذلك بسبب الدعم القوي غري املرشوط‬ ‫الذي تقدمه العائلة للرشكة‪ ،‬خاص ًة أن الكثري من‬ ‫العائالت تعترب الرشكات اململوكة لها جزء من‬ ‫األرسة‪.‬‬ ‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬ويف دراسة قامت بها ‪،FBN‬‬ ‫تبي أن معظم الرشكات العائلية (‪ )95%‬تختفي‬ ‫ّ‬ ‫بعد الجيل الثالث‪ ،‬وبالطبع الكثري منها يسقط‬ ‫قبل ذلك‪ .‬بل أننا رأينا رشكات عائلية يف املنطقة‬ ‫العربية تنهار خالل الجيل الثاين‪ .‬ولعل السبب‬ ‫الرئييس يف انخفاض قدرة تلك الرشكات عىل‬ ‫الصمود واالستمرار هو ضعف نظم الحوكمة بها‪.‬‬ ‫ففي املرحلة األوىل لتكوين الرشكة‪ ،‬يكون مؤسس‬ ‫الرشكة هو األب الروحي لها ومصدر الرؤية‬ ‫والتمويل وكذلك العالقات االسرتاتيجية للرشكة‪.‬‬ ‫بعد وفاة أو تقاعد املؤسس يأيت الجيل الثاين‬ ‫والذي‪ ،‬يف غياب نظام مناسب للحوكمة‪ ،‬يبدأ‬ ‫يعاين من الكثري من املشاكل‪.‬‬ ‫لكن السؤال هو‪ :‬ملاذا تختلف تحديات الحوكمة‬ ‫يف الرشكات العائلية عن باقي أنواع املؤسسات؟‬ ‫لرشح طبيعة التحديات‪ ،‬البد أن نبدأ من الفكرة‬ ‫الجوهرية يف أي نظام حوكمة‪ .‬الفكرة األساسية‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫يف الحوكمة هو وضع نظام لتوجيه الرشكة‬ ‫والرقابة عليها‪ .‬ويقوم ذلك من خالل بناء نظام‬ ‫للتوجيه وآخر مستقل للرقابة باإلضافة إىل الجهاز‬ ‫التنفيذي بالرشكة‪ .‬وهناك رضورة للفصل بني هذه‬ ‫األدوار بالتايل من يقوم بالتوجيه العام يختلف‬ ‫عمن يقوم بالتنفيذ ويختلف عمن يقوم بالرقابة‪.‬‬ ‫يف الواقع العميل‪ ،‬فإن هذا الفصل يصعب تحقيقه‬ ‫يف الرشكات العائلية ألن كل من يقوم بتلك‬ ‫األدوار هم أفراد األرسة‪ ،‬األمر الذي يشكل تحدياً‬ ‫كبريا ً يف تحقيق أحد مبادئ الحوكمة الرئيسية‬ ‫وهي “االستقاللية”‪ .‬كام يجب أال ننىس أن نظام‬ ‫الحوكمة قائم عىل فكرة فصل امللكية عن االدارة‪.‬‬ ‫هناك من ميلك رأس املال والذي يقوم بتعيني‬ ‫مجلس ادارة أو ادارة تنفيذية تتوىل ادارة الرشكة‬ ‫واالرشاف عليها وتخضع للمسائلة من صاحب رأس‬ ‫املال‪ .‬بينام الوضع الشائع يف الرشكات العائلية‪،‬‬ ‫خاص ًة خالل الجيل األول والثاين‪ ،‬أن تكون العائلة‬ ‫هي املالك واملدير يف نفس الوقت‪.‬‬ ‫من خالل تعامالتنا مع الرشكات العائلية باملنطقة‪،‬‬ ‫من الواضح أن معظم مشاكل الرشكات العائلية‬ ‫مصدرها العائلة وليس الرشكة‪ .‬وهو األمر الذي‬ ‫يشكل تحدياً كبريا ً‪ ،‬حيث تختلف كل عائلة عن‬ ‫األخرى من حيث عاداتها وثقافتها ونظرتها للرشكة‬ ‫والقيم األرسية وغري ذلك من األمور‪ .‬ويف دراسة‬ ‫قامت بها مؤسسة التمويل الدولية‪ ،‬وجدت أن‬ ‫بعض أهم مظاهر الضعف يف هذه الرشكات‬ ‫مصدره التعقيد يف هياكل الحوكمة الالزمة لها‪،‬‬ ‫حيث البد من اضافة األرسة لنموذج الحوكمة‬ ‫مبا فيها املشاعر واملشاكل العائلية‪ .‬كام وجدت‬ ‫أن الكثري من أعامل االدارة واتخاذ القرار بتلك‬ ‫الرشكات تتسم بصفة “غري الرسمية”‪ ،‬أي ليس‬ ‫هناك آليات موضوعة بدقة للتقييم واتخاذ القرار‪،‬‬ ‫امنا يعتمد األمر عىل توجهات مؤسس الرشكة أو‬ ‫املؤثرين من أفراد العائلة‪ .‬وأخريا ً ترى الدراسة أن‬ ‫قلة االنضباط االداري واالسرتاتيجي هو مصدر آخر‬ ‫للضعف خاص ًة فيام يتعلق بتخطيط تتابع السلطة‬ ‫للمناصب القيادية بالرشكة‪.‬‬ ‫لعل من أبرز التحديات التي تواجه تلك الرشكات‬ ‫هو اقامة عالقة صحية بني األرسة والرشكة‪ .‬أحياناً‬ ‫تعترب األرسة أن الرشكة هي مكان لتوظيف أفراد‬ ‫األرسة‪ .‬يف هذه الحالة فقد يكون هناك مخاطرة‬ ‫يف وضع أشخاص غري مناسبني يف مناصب قيادية‬ ‫بالرشكة‪ .‬كام عاد ًة ما يؤدي ذلك لضعف قدرة‬ ‫الرشكة عىل توظيف أفضل الكفاءات من السوق‬ ‫نظرا ً ألن تلك الكفاءات لن تستطيع الوصول‬ ‫للمناصب العليا‪ ،‬كام أنها قد ال تستطيع العمل‬ ‫بشكل مستقل دون تدخل من أفراد األرسة‪.‬‬

‫في الشرق األوسط‬ ‫تشكل الشركات‬ ‫العائلية ‪ 90%‬من‬ ‫عدد الشركات‪،‬‬ ‫بينما تصل هذه‬ ‫النسبة إلى ‪ 80%‬في‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية و‪ 70%‬في‬ ‫أوروبا‬ ‫وبالرغم من أن أحد مصادر قوة الرشكات العائلية‬ ‫هو دعم األرسة وشعورها بأن الرشكة هي جزء‬ ‫من العائلة‪ ،‬إال ان لذلك أيضاً تأثري سلبي عىل‬ ‫الرشكة يف بعض األحيان‪ .‬فأحياناً ال يتم الفصل‬ ‫املايل بني الرشكة والعائلة‪ ،‬بالتايل يتم التعامل مع‬ ‫أموال الرشكة عىل أنها أموال العائلة‪ .‬كام قد تؤثر‬ ‫الخالفات العائلية واملشاكل األرسية عىل بعض‬ ‫القرارات االسرتاتيجية بالرشكة‪ .‬وبالطبع تظهر‬ ‫هذه املشكلة بشكل أكرب بعد الجيل األول‪.‬‬ ‫وتجدر االشارة إىل أن الرشكات العائلية متر بثالثة‬ ‫مراحل أساسية من حيث األرسة وهيكل امللكية‪.‬‬ ‫املرحلة األوىل يكون خاللها املؤسس‪ ،‬سواء فرد‬ ‫أو رشكاء‪ ،‬هم املسيطرون متاما عىل الرشكة‪ .‬يف‬ ‫هذه املرحلة تلعب األرسة دورا ً محدود ا ً‪ ،‬ويكون‬ ‫املؤسس هو صاحب الرؤية ومتخذ القرار األوحد‬ ‫بالرشكة‪ .‬يعتمد املؤسس عىل عالقاته وموارده‬ ‫ورؤيته يف توجيه الرشكة وانجاحها‪ .‬وبالرغم من‬ ‫التحديات التي تواجهها الرشكة يف بداية نشاطها‪،‬‬ ‫اال انها تتسم بالتحرك الرسيع وبداءة نظام‬ ‫الحوكمة بها‪.‬‬ ‫املرحلة الثانية هي مرحلة ما بعد املؤسس‪ ،‬تتسع‬ ‫دائرة امللكية لتشمل األخوة واألم‪ .‬يف هذه املرحلة‬ ‫تغيب رؤية املؤسس وتوحد القيادة وتختلف رؤى‬ ‫األخوة وتبدأ املشاكل‪ .‬يف واقع األمر‪ ،‬املؤسس‬ ‫يلعب دورا ً كبريا ً يف زرع بذور املشاكل بسياساته‬ ‫يف املرحلة األوىل‪ .‬وضع نظام جيد للحوكمة وتتابع‬ ‫السلطة يف املرحلة األوىل ووضع قواعد عادلة‬

‫‪23‬‬


‫كالم خبير‬

‫تحديات الحوكمة‬ ‫في الشركات العائلية‬ ‫منذ تأسيس معهد حوكمة يف ‪ ،2006‬أخذ عىل عاتقه مهمة املساهمة يف تطوير وتحسني مامرسات الحوكمة باملنطقة‬ ‫العربية بشكل عام ويف دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص‪.‬‬ ‫وخالل السنوات املاضية‪ ،‬قدم معهد حوكمة خدماته للعديد من الحكومات واملئات من الرشكات والبنوك واملؤسسات‬ ‫الحكومية‪ .‬ولعل البعض قد يتعجب من حقيقة ملسناها يف حوكمة مرارا ً وتكرارا ً أال وهي أن أكرث املهام التي تواجهنا‬ ‫كخرباء يف الحوكمة هي الوصول ملامرسات حوكمة جيدة يف الرشكات العائلية‪.‬‬ ‫الدكتور أشرف جمال الدين‬ ‫الرئيس التنفيذي لحوكمة‬

‫‪22‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫بتشييد بنية تحتية سلسة ‪ ،‬قادرة عىل مواكبة‬ ‫التغيريات األساسية ‪ ،‬ويجب عليها أن تعرف أن جذب‬ ‫العمالء الجدد هو عملية متجددة يومياً حتى يف‬ ‫األسواق املزدحمة‪ .‬لذا يجب أن تتنبه هذه املؤسسات‬ ‫إىل حقيقة أن جذب العمالء ال يستمر بتقديم املنتج‬ ‫عينه لفرتة طويلة ‪ ،‬أو حتى تقدميه بشكل أرخص‬ ‫وأرسع‪ ،‬بل يتحتم عليها تطوير هذا املنتج بشكل‬ ‫دائم وتقديم منتجات جديدة أكرث مالمئة ألذواق‬ ‫املتغية عىل الدوام‪.‬‬ ‫العمالء‬ ‫ّ‬ ‫عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة االبتعاد عن‬ ‫التفكري التقليدي وكيفية تسويق خدماتها أو‬ ‫منتجاتها‪ .‬قد يلعب السعر دورا ً رئيساً‪ ،‬كذلك‬ ‫النوعية‪ ،‬ولكن يجب أن ال نغفل عن طريقة العرض‬ ‫والتقديم‪ .‬من املؤكد أن العمالء يقدرون طريقة‬ ‫العرض والتقديم التي غالباً ما تلعب دورا ً يف تغيري‬ ‫سلوك العمالء وبالتايل تحديد مستوى رضاهم‪.‬‬ ‫وقد بينت الدراسات أن طريقة العرض والتقديم‬ ‫تحدد بشكل رئييس قيمة املنتج لدى العمالء‪ ،‬وعليه‬ ‫ذهب أحد عاملقة صناعة االعالنات إىل القول‪ ”:‬قدم‬ ‫لزوجتك مجموعة من أحجار املاس مغلفة بصفحة‬ ‫من الجريدة‪ ،‬فلن تصدق أن األحجار ماسية‪ ،‬لكن‬ ‫قدم لها حجرا ً واحدا ً مغلف بطريقة مالمئة مع باقة‬ ‫زهور صغرية‪ ،‬فسوف ترى أن ردة الفعل ستكون غري‬ ‫متوقعة”‪.‬‬ ‫لذا ميكننا القول أن طريقة العرض والتقديم يجب‬ ‫أن تلعب دورا ً أساسياً يف عملية رىض العمالء ‪ ،‬حتى‬ ‫ال يقرر العمالء تجربة منتج آخر منافس قد يقدّم‬ ‫درجة أعىل من الراحة‪.‬‬

‫على المؤسسات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة أن‬ ‫تضع بالحسبان مواردها‬ ‫المحدودة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫منافستها لألسواق‬ ‫الكبرى التي تسيطر على‬ ‫األسواق والتي تتمتع‬ ‫بتاريخ طويل وعالقات‬ ‫مميزة‬

‫عملها يعني أن تبقى املؤسسات الصغرية متأخرة‬ ‫عن الرشكات الكربى وتابعة لها بطريقة غري مبارشة‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬ميكننا القول ‪ ،‬لو قامت املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة مبراقبة كيفية قيام الرشكات الكربى‬ ‫بأعاملها‪ ،‬األهداف‪ ،‬الوسائل والسبل‪ ،‬فهذا يعني أن‬ ‫احتامالت الفشل قد تكون بعيدة جدا ً‪ ،‬لكن يجب‬ ‫عىل هذه املؤسسات أن تضيف إىل هذه التجربة‬ ‫االبتكار والبداع‪.‬‬ ‫مع تطور وسائل التواصل االجتامعي واإلعالم‬ ‫الحديث‪ ،‬بات من السهولة االطالع عىل طريقة عمل‬ ‫الرشكات الكربى والتعلم من أساليبها إذ تضج املواقع‬ ‫االلكرتونية باألبحاث والدراسات واألمثلة عن أفضل‬ ‫ضع الناجحني دوماً تحت أمام املنظار‬ ‫السبل ملامرسة األعامل وقصص النجاح‪.‬‬ ‫عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن تضع بالحسبان وأثبت العديد من الدراسات أن أكرث من نصف‬ ‫مواردها املحدودة‪ ،‬وبالتايل منافستها لألسواق الكربى العمالء يقومون بأبحاثهم عىل االنرتنت حول‬ ‫التي تسيطر عىل األسواق والتي تتمتع بتاريخ طويل املنتجات الجديدة قبل القيام بعملية الرشاء‪ .‬لذلك‬ ‫وعالقات مميزة‪ .‬أن دل ذلك عىل يشء‪ ،‬فهو يدل‬ ‫يتحتم عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن يكون‬ ‫للقيام‬ ‫عىل أن تلك الرشكات تتبع منهجية صحيحة‬ ‫لديها اسرتاتيجية لنشاطها االلكرتوين‪ ،‬وبطبيعة الحال‬ ‫باألعامل‪ .‬من الطبيعي أن تقوم هذه الرشكات الكبرية أن تتمتع مبوقع الكرتوين سهل الوصول اليه والبحث‬ ‫بتطوير منتجاتها وخدماتها لهدف جذب عمالء‬ ‫فيه‪ .‬كام يجب أن تقوم هذه املؤسسات بنرش‬ ‫جدد وتحسني خدمة العمالء لديها‪ .‬هذا كفيل أن‬ ‫املعلومات املفيدة واملخترصة يف آن واحد‪ ،‬وأن يتم‬ ‫هذه‬ ‫يتيح للمؤسسات الصغرية واملتوسطة مراقبة‬ ‫تصميم املوقع الذي يتيح للزوار تصفحه بسهولة‬ ‫الرشكات والتعلم منها من دون اتباع الطرق نفسها‬ ‫وسالسة‪.‬‬ ‫التنبه‬ ‫التي تتبعها هذه الرشكات‪ .‬هذه نقطة يجب‬ ‫وقد أظهرت الدراسات أن اإلعالم االجتامعي يلعب‬ ‫لها‪ ،‬إذ أن تقليد منتجات الرشكات الكربى وطريقة‬ ‫دورا ً هاماً يف عملية اختيار املتسوقني للسلع‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫واملنتجات‪ ،‬كام يلعب دورا ً يف عملية تغيري املفاهيم‬ ‫االستهالكية وترسيخ بعضها‪ ،‬وعىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫قامت احدى مجموعات الفنادق الشهرية يف الواليات‬ ‫املتحدة االمريكية بالطلب من عمالئها ابداء آرائهم‬ ‫حول الفنادق عىل موقع متخصص بهذه الخدمات‬ ‫نظرا ً للمصداقية التي يتمتع بها هذا املوقع‪ .‬كانت‬ ‫النتيجة الرائعة وأتاحت األجوبة الفرصة أمام سلسلة‬ ‫الفنادق بتحسني مستوى خدمات العمالء لديها‬ ‫ومعرفة أماكن الخلل وتصويبها‪ ،‬إضافة إىل ذلك‬ ‫قامت املجموعة مبشاركة اآلراء االيجابية مع العمالء‬ ‫املحتملني‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬ميكننا القول أن املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة قادرة عىل احتالل موقع جيد لها‪ ،‬حتى‬ ‫يف األسواق املزدحمة‪ ،‬إذا اعتمدت عىل االبتكار‪،‬‬ ‫االبداع‪ ،‬االستامع للعمالء والترصف بحرية ورسعة‬ ‫مع متغيريات السوق‪ .‬وعىل مقولة جورج آليوت‬ ‫‪“ :‬النجاح سالمل ال تستطيع أن ترتقيها و يدك يف‬ ‫جيبك”‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/ Issue08/2015‬‬ ‫البقاء_لالبداع_واالبتكار_المنافسة_في_األسواق_‬ ‫المزدحمة‪/‬‬

‫‪21‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫هذا األمر رضوري جدا ً للمؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة التي تطمح الحتالل موقع مميز لها‬ ‫يف األسواق املحلية وبالتايل التفوق عىل املنافسة‬ ‫املحلية واألجنبية‪ .‬والمتام هذا األمر‪ ،‬عىل املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة استخدام التكنولوجيا بهدف جمع‬ ‫واستخدام قواعد البيانات املفصلة حول العمالء‪.‬‬ ‫يجب عىل عملية توفري خدمات جديدة أن تراعي‬ ‫العادات والتقاليد يف كل بلد‪ .‬يف بعض األسواق‪ ،‬قد‬ ‫يشعر العميل بالفخر اذا متت مناداته باسمه‪ ،‬ما يدل‬ ‫عىل أن الرشكة تعتربه من العمالء املميزين‪ ،‬أو حتى‬ ‫اقرتاح تعديالت معينة عىل منتج محدد‪ ،‬فإن العمالء‬ ‫قد يقدرون مبادرة بعض الرشكات يف اقرتاح تعديالت‬ ‫معينة عىل منتج ما لتناسب اذواقهم‪.‬‬ ‫هذا قد يعطي املؤسسات الصغرية واملتوسطة القدرة‬ ‫عىل التفوق عىل الرشكات الكربى نظرا ً المكانية اتخاذ‬ ‫يتعي عىل املؤسسات‬ ‫القرارات برسعة‪ ،‬ومع ذلك‪ّ ،‬‬ ‫الصغرية واملتوسطة أن تكون أكرث ابداعية ومرونة‬ ‫يف األسواق املحلية‪ ،‬إذ أن الرشكات الكربى تراقب‬ ‫األسواق وستتخذ آجالً القرارات املناسبة لتلبية‬ ‫متطلبات العمالء التي توفرها املؤسسات الصغرية‪.‬‬ ‫يجب عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن تكون‬ ‫قادرة عىل استخدام املعطيات التي لديها لتتوقع‬ ‫املتطلبات املستقبلية لعمالئها‪ .‬يف معظم األحيان‪ ،‬ال‬ ‫يعرف العمالء كيف ستتغري أذواقهم وتفضيالتهم‪ ،‬إال‬ ‫أن عملية مراقبة السلوك االستهاليك قد تكون قادرة‬ ‫عىل تحديد أمناط معينة‪ .‬لذا يتوجب عىل املؤسسات‬ ‫الصغرية واملتوسطة أن تقوم مبراقبة التغيريات‬ ‫والتوجهات االقتصادية‪ ،‬التبدالت الدميوغرافية‪،‬‬ ‫األمناط السلوكية وتأثريات التكنولوجيا ووسائل‬ ‫اإلعالم الحديث‪ .‬لذا‪ ،‬يجب عىل املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة أن تقوم بحهد كبري للمحافظة عىل رىض‬ ‫العمالء‪ ،‬وهذا ال ينحرص باطالق تطبيق جديد عىل‬ ‫الهاتف الجوال‪.‬‬ ‫إن عملية ارضاء العمالء تتطلب الكثري من الجهد‬ ‫واالبتكار واالبداع‪ ،‬وقد يكون التطبيق عىل الهاتف‬ ‫الجوال جزء من هذه العملية‪.‬‬ ‫يجب عىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن تفهم‬ ‫املتغيريات املؤثرة يف حياة عمالئها وكيفية تعاطي‬ ‫العمالء مع هذه املتغيريات‪ ،‬وعىل هذا األساس‬ ‫التفكري بالحلول األفضل بناء عىل نتائج هذه‬ ‫املغيريات وتفاعل املجتمع معها‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬يجب أن تقوم املؤسسات الصغرية واملتسوطة‬

‫‪20‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫هذا االتجاه نتج عنه منافسة قوية بني الرشكات‬ ‫الجديدة‪ ،‬املحلية منها واألجنبية‪ ،‬وهذا األمر مل‬ ‫يقترص عىل القطاعات التي كانت تحظى بالدعم‬ ‫الحكومي‪ ،‬فتحرير االقتصاد كان له آثاره عىل مختلف‬ ‫القطاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫ومن املتوقع استمرار هذا التوجه لفرتة من الزمن مع‬ ‫قيام الدول بتوقيع اتفاقيات تجارة حرة فيام بينها‪،‬‬ ‫توفّر للرشكات منفذا ً ملامرسة أنشطتها يف األسواق‬ ‫الجديدة‪ ،‬كام يتيج األمر لهذه الرشكات تأسيس‬ ‫فروع لها يف األسواق الجديدة من دون عائق يذكر‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي أن يشمل هذا األمر الرشكات التابعة‬ ‫للدول املوقّعة عىل االتفاقيات وال يقترص عىل رشكات‬ ‫دول مع ّينة‪ .‬وهذا يعني أن الرشكة الوطنية يف دولة‬ ‫محددة ستكون قادرة عىل املنافسة ليس فقط مع‬ ‫الرشكات يف القطر نفسه‪ ،‬بل ستشمل املنافسة مع‬ ‫الرشكات يف الدول األخرى التي شملتها االتفاقيات‬ ‫املوقعة‪.‬‬ ‫إن عملية فتح أسواق جديدة ليس بالعملية السيئة‬ ‫عىل االطالق‪ ،‬لكنها قد تؤدي إىل دخول رشكات كربى‬ ‫أجنبية تتنافس مع الرشكات الكربى الوطنية‪ ،‬وعملية‬ ‫االزدحام قد تؤدي إىل احجام الرشكات املتوسطة‬ ‫عن املشاركة يف عدد من املناقصات نظرا ً لعدم‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫قدرتها عىل منافسة الرشكات الكبرية التي تتمتع‬ ‫بقدرات مالية عالية وتتفوق بأنظمة متطورة لتقليل‬ ‫التكاليف‪.‬‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه يف هذه الحالة‪ :‬كيف‬ ‫ميكن للمؤسسات الصغرية واملتوسطة املنافسة يف‬ ‫األسواق املزدحمة؟‬ ‫يف خطوة أوىل‪ ،‬يتوجب عىل املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة أن تختار األرضية الصلبة لها‪ ،‬أو السوق‬ ‫املناسب‪ .‬فمن الطبيعي أن تلجأ املؤسسات الصغرية‬ ‫أو املتوسطة إىل القطاعات التي ال تجذب الرشكات‬ ‫الكربى أو تلك التي تلبي احتياجات هذه الرشكات‪.‬‬ ‫ومع ذلك يجب أن تتمتع هذه القطاعات بقدرة عىل‬ ‫النمو والتطور‪.‬‬ ‫ييل ذلك أهمية البحث واالضطالع‪ .‬يجب عىل‬ ‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة أن تعرف نقاط ضعف‬ ‫الرشكات الكربى‪ ،‬وهذا قد يساعدها عىل الرتكيز عىل‬ ‫هذه النقاط وتغطية الفراغ‪.‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪ ،‬مطاعم الربجر املحلية التي‬ ‫تتنافس مع الرشكات العاملية الكربى‪ .‬يبحث مرتادو‬ ‫هذه املطاعم عن النوعية األفضل وبالتايل عن‬ ‫املطاعم التي قد تلبي أذواقهم حيث باستطاعتهم‬

‫اختيار املكونات الطازجة ملا يريدون تناوله‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫استطاعت هذه املطاعم من احتالل موقع مميز لها‬ ‫يف االسواق املحلية نظرا ً لقدرتها عىل تطوير خدماتها‬ ‫ومنتجاتها مبا يتناسب مع أذواق العمالء‪ .‬هذه‬ ‫العملية قد تحتاج لقرارات مجلس االدارة يف الرشكات‬ ‫العاملية‪ ،‬والتي غالباً ما تحتاج إىل فهم الذوق املحيل‬ ‫وكيفية التعاطي معه‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فإن الفرصة أمام املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫تقوم عىل أساس معرفة نقاط ضعف الرشكات‬ ‫الكربى‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬تطوير منتجاتها وخدماتها لتناسب‬ ‫الذوق املحيل‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فعىل املؤسسات الصغرية واملتوسطة التي‬ ‫حققت نجاحاً يف خط معني أن تتأكد أن الرشكات‬ ‫الكربى قد ال تتأخر يف منافستها مجددا ً يف هذا‬ ‫االطار‪ ،‬لذا يتوجب عىل هذه املؤسسات أن تبقى عىل‬ ‫تواصل مع قاعدة العمالء‪ ،‬الخاصة بها ومبنافسيها‪،‬‬ ‫بهدف تطوير هذه املنتجات والخدمات لتلبية‬ ‫الطلبات املتغرية ألذواق العمالء أو نتيجة لتوجهات‬ ‫اجتامعية جديدة ‪.‬‬ ‫ليس هنالك أفضل من عملية تفصيل خدمة العمالء‬ ‫بحسب تفضيالت العمالء‪ .‬إن يف ذلك تجربة مميزة‪،‬‬ ‫قادرة عىل ترك انطباعات غري قابلة للنسيان‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫دراسات وتقارير‬

‫البقاء لالبداع واالبتكار‪:‬‬

‫المنافسة في األسواق المزدحمة‬ ‫خالل العقود القليلة املاضية‪ ،‬ذهب بعض الدول إىل خصخصة املؤسسات الحكومية الخدماتية يف محاولة لتسويق املنافسة والكفاءة‪.‬‬ ‫عملية الخصخصة‪ ،‬ساهمت يف زيادة الحس التنافيس يف عدد كبري من الدول‪ .‬وباتت عبارة الخصخصة تستحوذ عىل اهتامم معظم‬ ‫دول العامل‪ ،‬لكن يتفاوت مفهوم هذه الكلمة من مكان إىل آخر ومن دولة إىل أخرى‪ .‬ومن املتعارف عليه اآلن‪ ،‬فإن الخصخصة هي‬ ‫فلسفة اقتصادية حديثة ذات اسرتاتيجية‪ ،‬لتحويل عدد كبري من القطاعات االقتصادية والخدمات االجتامعية التي ال ترتبط بالسياسة‬ ‫العليا للدولة‪ ،‬من القطاع العام إىل القطاع الخاص‪.‬‬ ‫والخصخصة عادة ما تكون وسيلة أو أداة لتفعيل برنامج إصالح اقتصادي شامل ذي محاور متعددة يهدف إىل إصالح األوضاع‬ ‫االقتصادية يف دولة ما‪ .‬وهذه العملية عادة ما تتزامن مع تنفيذ برامج أخرى موازية ومتناسقة تعمل كل منها يف االتجاه العام نفسه‬ ‫الداعي إىل تحرير كافة االنشطة االقتصادية يف القطاع العام تجاه القطاع الخاص‪ ،‬اي أن الخصخصة يجب أن تواكبها تغيريات جذرية‬ ‫ملفهوم أو فلسفة مسؤولية الدولة من إدارة االقتصاد ودورها السيايس واالقتصادي واالجتامعي تجاه املزيد من املشاركة للقطاع‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫يف ظل هذا االتجاه‪ ،‬ما هو الدور الذي تلعبه املؤسسات الكبرية يف االستحواذ عىل مناقصات عدد كبري من املؤسسات الحكومية وما‬ ‫هو دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف هذه العملية؟‬

‫‪18‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫من الواقع‬

‫للفكرة منذ اللحظة األوىل وهكذا بدأنا‪ .‬أما الدعم‬ ‫االداري‪ ،‬فقد اعتمدنا عىل رشكة متخصصة يف كافة‬ ‫األمور االدارية والقانونية‪ ،‬يضاف إىل كل ذلك الدعم‬ ‫املعنوي الرئييس من أخي وبعض األصدقاء الذين‬ ‫تشجعوا للفكرة‪.‬‬ ‫كم فرع لديكم اآلن‪ ،‬أين؟‬ ‫لدينا ‪ 9‬فروع يف دولة االمارات العربية املتحدة‬ ‫منترشة يف كافة املدن الرئيسية‪ 8 ،‬منها هي مطاعم‬ ‫الوجبات الرسيعة‪ ،‬ومطعم واحد يف الجمريا يف ديب‬ ‫يتخذ شكل مطعم قائم بحد ذاته خارج املراكز‬ ‫التجارية‪ ،‬وخصصنا جزء منه ليكون مقهى عريب يقدم‬ ‫الحلويات والقهوة العربية‪ ،‬إضافة لذلك‪ ،‬نحن بصدد‬ ‫افتتاح مطعم مامثل يف مدينة أبوظبي وعدد من‬ ‫مطاعم الوجبات الرسيعة ومطعم طلبات السيارة يف‬ ‫احدى محطات البرتول وشاحنة متنقلة هي األوىل‬ ‫من نوعها يف عامل املندي‪ ،‬ومطعم متكامل جديد يف‬ ‫أحد مراكز التسوق‪ ،‬كام وقعنا اتفاقية الفتتاح ‪40‬‬ ‫محل يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬تم افتتاح املحلني‬ ‫األولني يف مدينة جدة‪ ،‬وسنفتتح أول محل يف مسقط‬ ‫وأول محل لنا يف الكويت‪ ،‬كام وقعنا اتفاقية الفتتاح‬ ‫‪ 8‬محالت يف مدينة أونتاريو يف كندا عىل أن يتم‬ ‫افتتاح أول فرع يف يوليو ‪ ،2016‬كام وقعنا اتفاقية‬ ‫الفتتاح أفرع يف سنغافورة‬ ‫ما هي أبرز العوائق التي وقفت يف وجه تأسيس‬ ‫هذه الفكرة؟‬ ‫ال يخلو األمر من عوائق‪ ،‬لكن اصعبها كان عدم تقبل‬ ‫مراكز التسوق للفكرة يف بداياتها‪ ،‬وهذه بالنسبة لنا‬ ‫مسألة جوهرية‪ .‬فكرة املندي يف املول كانت صعبة‬ ‫يف البدايات ‪ ،‬ولكن نحن معتمدون لدى عدد كبري‬ ‫من املؤسسات الحكومية والرشكات الكربى‪ ،‬كام لدينا‬ ‫العديد من الشهادات الصحية وشهادات النوعية‪ ،‬كام‬ ‫نقوم بامداد عدد كبري من الفنادق املصنفة خمس‬ ‫نجوم بوجبات املندي‪.‬‬ ‫العائق الثاين كان تقبل الناس لفكرة املندي‪ ،‬خصوصاً‬ ‫يف ردهات الطعام يف مراكز التسوق‪ .‬األكل باليد يف‬ ‫مركز التسوق ليس مستحباً نظرا ً لعدم وجود املغاسل‬ ‫القريبة‪.‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫فعملية التطوير كانت رئيسية من اجل ايجاد مطبخ‬ ‫أما من ناحية العمليات والطاقم‪ ،‬فلم نواجه أية‬ ‫عوائق عىل االطالق‪ ،‬ومن الناحية القانونية‪ ،‬فشهدنا حديث‪ .‬مع عملية التطوير هذه‪ ،‬بات من السهل‬ ‫عىل أي كان العمل يف املطبخ الحديث بعد ادخال‬ ‫تدقيقاً مشددا ً من الجهات املعنية نظرا ً لفرادة‬ ‫األساسيات‪.‬‬ ‫الفكرة‪ .‬كانت االسئلة تتمحور حول طريقة تحضري‬ ‫األكل‪ ،‬حفظه ونقله وضامن النوعية‪ ،‬حتى من ناحية ساعدتنا رشكت فرانكورب ملنح االمتيازات التجارية‬ ‫عىل وضع االسس الرئيسية‪ ،‬لنبدأ من بعدها بعملية‬ ‫استخدام املعدات‪ .‬ولكن مع تقديم الرشوحات‬ ‫تدريب طويلة‪ .‬بعض املطاعم يقدم تدريب مهني‬ ‫املفصلة بات األمر أكرث سهولة‪.‬‬ ‫يستمر ملدة أسابيع‪ .‬أما نحن‪ ،‬فنقوم بالتدريب‬ ‫املكثف الذي يستمر أكرث من ‪ 3‬اشهر‪ .‬ندرب كافة‬ ‫هل صناعة املأكوالت متوراثة عائلياً؟‬ ‫الطباخني هنا يف املطبخ الرئييس قبل نقلهم إىل‬ ‫املطابخ يف الدول األخرى‪ .‬نحن ندرب الطهاة عندنا‬ ‫أبدا ً‪ ،‬مع أن أمي طباخة ممتازة جدا ً وانا أخذت‬ ‫بعض األرسار منها‪ .‬لقد اعتمدنا بعض وصفات الوالدة ليس فقط عىل الطبخ‪ ،‬بل عىل كيفية رشاء املواد‬ ‫األولية وكيفية التعامل معها واملحافظة عليها ‪ .‬الطاه‬ ‫يف مطبخنا‪ .‬والدي يف السلك الدبلومايس‪ ،‬وأخواين‬ ‫هو املسؤول األول عن رشاء اللحم والدجاج واألرز‪.‬‬ ‫يف قطاعي املصارف والتسويق‪ .‬ليس لدينا تاريخ يف‬ ‫صناعة األكل‪ ،‬ولكن لدينا شغف عائيل لألكل والطعام‬ ‫ما هي النصيحة التي توجهها للشباب والشابات‬ ‫‪ ،‬تعودنا عىل املذاقات املختلفة‪.‬‬ ‫العرب؟ ماذا يجب عليهم عمله للنجاح يف‬ ‫مؤسساتهم الصغرية واملتوسطة واإلنطالق نحو‬ ‫اين تتوقع أن تكون بعد عرش سنوات من اطالق‬ ‫العاملية؟‬ ‫‪ Mandilicious‬؟‬ ‫عىل صعيد العالمة املسجلة‪ ،‬أتوقع أن نكون قادرين‬ ‫عىل افتتاح ‪ 150‬فرع عاملياً ونتمكن من التواجد يف‬ ‫الدول التي تهمنا‪ ،‬واألهم من ذلك املحافظة عىل‬ ‫هويتنا مهام كربنا وتطورت أعاملنا‪ .‬يجب املحافظة‬ ‫عىل الفكرة واالنجاز من دون تحويل املفهوم‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد الشخيص‪ ،‬فأنا أمثل ‪Mandilicious‬‬ ‫بالكامل‪ ،‬ولكن ‪ Mandilicious‬الميثلني بالكامل‪.‬‬ ‫الفكرة فكريت‪ ،‬لكن النتيجة جاءت عىل خلفية ظروف‬ ‫عدة ومشاركة أشخاص كرث وضعوا الكثري من أنفسهم‬ ‫يف هذا املرشوع‬ ‫هل جميع العاملني لديك من اليمن؟ كيف يتم‬ ‫تدريب العامل عىل تحضري هذه املأكوالت الرتاثية؟‬ ‫كال‪ ،‬الطاقم الرئييس ميني‪ ،‬وانا اخرتتهم بعناية من‬ ‫مختلف املناطق اليمنية ملقاربة األطباق األساسية‪.‬‬ ‫كانت مهمة تحويل هؤالء من عملية أعداد املندي‬ ‫باالساليب التقليدية القدمية إىل األساليب الحديية‬ ‫لتتناسب مع اذواق العمالء معقدة وطويلة‪.‬‬ ‫الطباخون مارسوا عملية طبخ املندي بالوسائل‬ ‫التقليدية يف قراهم‪ ،‬وهم تعودوا هذه االساليب‪،‬‬

‫هناك توجه للشباب الستقدام عالمات تجارية عاملية‬ ‫ناجحة ويتم تطبيقها هنا‪ ،‬وهذا ليس باملفهوم‬ ‫الغلط‪ ،‬ولكن لو أردت تطوير املرشوع ومنح حقوق‬ ‫االمتياز بعد فرتة‪ ،‬فمن الرضوري مبكان أن تجد‬ ‫الفكرة التي متيزك عن اآلخرين‪ .‬أدرس الفكرة وحاول‬ ‫أن تفهم متطلبات عميلك وزبونك‪ .‬يذهب الجميع‬ ‫إىل الرتكيز عىل املوقع‪ ،‬صح‪ ،‬املوقع مهم جدا ً‪ ،‬ولكن‬ ‫يجب أن يرتبط بالعمالء‪ ،‬فاملحيط مهم جدا ً‪ ،‬والفكرة‬ ‫مهمة جدا ً‪ ،‬يجب أن تكون قادرا ً عىل توقع املشاكل‬ ‫قبل التعرض لها ‪ .‬التخطيط أسايس‪ ،‬وهو قد يجنبك‬ ‫العديد من املشاكل لو قمت بدراسة املوضوع بشكل‬ ‫صح‪ .‬أحد أكرث األخطاء شيوعاً هو قيام رواد األعامل‬ ‫بأطالق مشاريع بناء عىل أفكار يحبونها شخصياً وال‬ ‫يعريون انتباهاً لتفضيالت العمالء‪ .‬يجب أن يكون ما‬ ‫تقدمه يتناسب مع محيطك‪.‬‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015‬‬ ‫مؤسس_‪_MANDILICIOUS‬فايز_سالم_النصاري‪/‬‬

‫‪17‬‬


‫من الواقع‬

‫من هم زبائن ‪Mandilicious‬؟ عرب‪ ،‬اجانب‪،‬‬ ‫سواح؟‬ ‫الجميع‪ .‬هذا ليس األكل اليمني األصيل‪ ،‬هذا األكل‬ ‫تم تطويره وتحديثه ليتناسب مع كافة األذواق من‬ ‫عرب وأجانب‪ .‬كل مطبخ يشتهر ببهارات ونكهات‬ ‫مميزة‪ ،‬ونحن بهاراتنا ليس حارة أوحادة‪ ،‬بل تضيف‬ ‫نكهة مميزة عىل األرز واللحم‪ .‬اكرث من ‪ 70%‬من‬ ‫سكان العامل يأكلون األرز‪ ،‬واذا استثنينا النباتيني‪ ،‬فإن‬ ‫الجميع يتناولون اللحم والدجاج يف طعامهم‪.‬‬ ‫كيف يتم تحضري املأكوالت يومياً؟ هل يتم تحضريها‬ ‫يف معمل أو يف كل فرع عىل انفراد؟‬ ‫الفكرة األساسية كانت تقتيض عىل انشاء مطبخ‬ ‫مركزي حيث يتم تحضري كل يشء وتتم عملية‬ ‫التوزيع عىل مختلف الفروع يف االمارات‪ .‬املطبخ‬ ‫املركزي يساعد عىل توحيد النوعية والطعم‪ ،‬يضاف‬ ‫إىل ذلك املساهمة يف عملية تقليل النفقات من‬ ‫خالل تحضري املندي يف مكان واحد نظرا ً لطول فرتة‬ ‫التحضري‪ .‬يتم تحضري الطعام يف املطبخ املركزي ولكن‬ ‫ليس بشكل كيل‪ .‬عملية التحضري يف املطبخ تخترص‬ ‫تفاصيل عدة‪ ،‬ولكن يجب أن تشمل العملية جزء‬ ‫من التحضري يف الفروع ذاته للمحافظة عىل الطعام‬ ‫طازجاً‪ .‬هذا األمر يعتمد عىل نوعية األكلة‪ ،‬ولكن‬ ‫يف كل مطبخ‪ ،‬عملية التحضري تنقسم إىل ‪ 3‬مراحل‪:‬‬ ‫مرحلة تحضري املواد األولية‪ ،‬خصوصاً تنظيف اللحم‬ ‫والدجاج‪ ،‬تليها مرحلة التحضري الثانية والتي تتعلق‬ ‫بادخال النكهات والتحضري األويل لعملية الطبخ‪.‬‬ ‫يشكل هذا ‪ % 70‬من عملية الطبخ‪ ،‬إذ يتطلب هذا‬ ‫األمر الكثري من اليد العاملة والوقت‪ ،‬أما الباقي فيتم‬ ‫تحضريه يف الفروع‪ ،‬وهو املرحلة الثالثة التي غالباً ما‬ ‫تتعلق بالطبخ اآلين‪.‬‬ ‫من دعمك يف اطالق املرشوع؟ بنوك‪ ،‬مؤسسات‬ ‫حكومية‪ ،‬مؤسسات استثامرية؟‬ ‫الدعم املادي جاء من مستثمر رئييس‪ ،‬وهو رشييك يف‬ ‫املرشوع‪ ،‬الشيخ أحمد بن فريد العولقي من سلطنة‬ ‫ُعامن‪ .‬ليس له أي تجربة يف عامل املطاعم‪ ،‬لكنه‬ ‫ميلك مجموعة من الفنادق يف ُعامن وأوروبا‪ .‬تشجع‬

‫‪16‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫من الواقع‬

‫يرتبط املندي‪ ،‬وهو طبق تقليدي اشتهر به اهل اليمن وأهل جنوب غرب السعودية قبل أن ينترش يف أنحاء الجزيرة العربية‬ ‫وأقطار عربية مختلفة‪ ،‬بذاكرة أهل الخليج وعاداتهم وتقاليدهم‪ .‬فقلة هي املناسبات السعيدة أو الحزينة يف منطقة الخليج‬ ‫العريب التي ال يتصدر األرز واللحم فيها طاوالت الضيوف‪ ،‬خصوصاً األطباق القادمة من اليمن‪ ،‬ومنها املندي‪.‬‬ ‫تجهيز املندي ليس بالعملية السهلة عىل االطالق‪ ،‬فهو يتطلب الكثري من الوقت‪ ،‬الصرب والفن‪ ،‬إذ يتم اشعال حطب داخل‬ ‫برميل وعند تحوله إىل جمر يوضع اللحم داخل الربميل فوق الجمر مع وجود سلة معدنية‪ ،‬من ثم يتم اغالق الربميل بغطاء‬ ‫وبعدها وضع الرمل أو الرتاب فوق الغطاء مبا يتوازى مع سطح األرض‪ .‬االغالق املحكم للربميل مينع دخول الهواء مام‬ ‫يتسبب يف انطفاء النار وبقاء الحرارة الشديده فينضج الطعام عن طريق الحرارة العالية‪ .‬ويجب التاكد من عدم وجود اي‬ ‫منفس لدخول الهواء حتى ال يساعد عىل اشتعال النار واحرتاق الطعام‪.‬‬ ‫قد ينظر البعض لهذه الطريقة يف تحضري الطعام عىل أنها عملية معقّدة‪ ،‬إىل أن ذلك مل مينع فايز سالّم النصاري من اطالق‬ ‫سلسلة ملطاعم املندي يف العامل العريب‪ ،‬يطمح من خاللها إىل تقديم هذا الطعام الرتايث اليمني للكنديني والسنغافوريني‬ ‫والصينيني‪ ،‬ليس يف العامل العريب‪ ،‬ال بل يف بلدانهم‪.‬‬ ‫عن بدايات ‪ Mandilicious‬يف دولة االمارات وصوالً النتشارها يف العامل العريب والتحضري الفتتاح فروع أخرى حول العامل‪،‬‬ ‫حدثنا املؤسس واملدير التنفيذي لـ ‪Mandilicious‬‬ ‫أخربنا عن ‪ Mandilicious‬؟ متى تأسست وكيف‬ ‫نبعت الفكرة؟‬ ‫الفكرة نبعت من النقص يف هذه املأكوالت يف العامل‬ ‫العريب وسائر دول العامل‪ .‬يف زيارة رسيعة ملراكز‬ ‫التسوق وتحديدا ً ردهات الطعام‪ ،‬نجد عددا ً كبريا ً من‬ ‫املطاعم املتنوعة‪ ،‬لكن ال يوجد أي مطعم متخصص‬ ‫يف أطباق الجزيرة العربية‪ ،‬وعدد املطاعم التي‬ ‫تخصصت يف مأكوالت الجزيرة العربية قليل جدا ً‪،‬‬ ‫وقليل منها قدم هذه املأكوالت بطريقة صحيحة‪ ،‬أما‬ ‫التي قامت بتقدميها بطريقة صحيحة‪ ،‬فقدمتها يف‬ ‫اطارها التقليدي‪.‬‬ ‫من هنا نبعت فكرة ‪ Mandilicious‬التي تم اطالقها‬ ‫يف العام ‪ 2012‬لنخرج مأكوالت الجزيرة العربية من‬ ‫االطار التقليدي‪ ،‬خصوصاً من ناحية الجلوس عىل‬ ‫األرض واألكل باليد‪ .‬لذا نجد أن املطاعم الشبيهة‬ ‫غالباً ما تفتح أبوابها يف املناطق الشعبية أو تلك التي‬ ‫يغلب عليها طابع أبناء البلد‪.‬‬ ‫تعترب املراكز التجارية يف املنطقة‪ ،‬وخاصة يف دولة‬ ‫االمارات العربية املتحدة‪ ،‬من اكرث األماكن زحمة‬ ‫واستقطاباً للناس‪ .‬خالل عميل املايض‪ ،‬كان مكتبي يف‬ ‫أحد مراكز التسوق‪ ،‬كنا مضطرين لألكل بشكل يومي‬ ‫يف املركز التجاري‪ ،‬وكل يش كان متوفرا ً إال املندي‪.‬‬ ‫فلو أردنا تناول املندي‪ ،‬كنا نضطر إىل الذهاب إىل‬ ‫مطعم خارج املركز‪ ،‬وكنا نقصد أماكن بعيدة عن‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫مركز العمل لنحصل عىل وجبة جيدة‪ ،‬ومع ذلك كنا‬ ‫نواجه صعوبة يف الجلوس لتناول الطعام‪ .‬أنا أنحدر‬ ‫من عائلة تحب األكل‪ ،‬أقوم بتجربة كل يشء‪ ،‬أزور‬ ‫أي مطعم جديد‪ .‬لو عاد يب الزمان للاميض‪ ،‬لوجدتني‬ ‫أدرس اختصاصاً متعلقاً باألكل‪.‬‬ ‫ملا بدأت التفكري باملرشوع اعرتضتني مشكلة رئيسية‪:‬‬ ‫املندي يطبخ عىل نار خفيفة لفرتة طويلة جدا ً‪ ،‬وهذا‬ ‫يتعارض مع أوقات دوام املراكز التجارية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يحتاج ملساحة كبرية‪ .‬تفرغت لدراسة املوضوع ألكرث‬ ‫من ‪ 8‬أشهر‪ ،‬واستفدت من خربيت يف الفنادق والجيش‬ ‫ملعرفة كيفية طبخ كميات كبرية وطريقة حفظها ليتم‬ ‫توزيعها عىل مناطق مختلفة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬وجدت طاه‬ ‫ميني جيد‪ ،‬ألن املرشوع يقيض بتقديم األكل اليمني‬ ‫الشعبي ولكن بطريقة متقدمة وحديثة‪.‬‬ ‫هذه املأكوالت تراثية واالتجاه السائد اآلن هو‬ ‫االبتعاد عن املأكوالت الشعبية‪ .‬ألي مدى تعتقد أن‬ ‫الذوق املحيل متمسك بهذه املأكوالت خاصة جيل‬ ‫الشباب؟‬ ‫جدا ً‪ .‬يف االمارات‪ ،‬لدينا كل النكهات العاملية‪ ،‬أي‬ ‫يشء ممكن أن تفكر به‪ .‬لذا‪ ،‬ميكننا القول أن أي‬ ‫شخص لديه خيارات متعددة‪ ،‬لكن املواطن الخليجي‬ ‫أو العريب يحبذ تناول املأكوالت التي اعتاد عليها‬

‫مرة أو مرتني يف االسبوع الواحد‪ .‬أكلنا يعتمد عىل‬ ‫األرز‪ ،‬اللحم‪ ،‬الدجاج والسمك‪ .‬نحن متعودون عىل‬ ‫هذا الطعام‪ ،‬بغض النظر عن املأكوالت األخرى التي‬ ‫نتناولها‪ .‬يف جولة صغرية عىل مطاعم املنطقة‪ ،‬نجد‬ ‫انتشارا ً كبريا ً ملطاعم املندي خالل الفرتة األخرية‪،‬‬ ‫هذا وأصبح املندي اآلن منافساً للأمكوالت الشبيهة‬ ‫كالهندية وااليرانية‪ .‬مل يكن هذا الوضع منذ ‪10‬‬ ‫سنوات‪ ،‬ولكن اآلن أصبح املندي خيارا ً أساسياً يف‬ ‫تفضيالت األشخاص الذين يعتمدون عىل األرز يف‬ ‫مأكوالتهم‪.‬‬ ‫امل يكن يف األمر مغامرة ملنافسة مطاعم الوجبات‬ ‫الرسيعة العاملية؟‬ ‫كل عمل يواجه مخاطرة‪ ،‬هنالك بعض األعامل التي‬ ‫تتمتع بليونة أكرب‪ ،‬لكن بالنسبة لنا‪ ،‬كانت التحديات‬ ‫واملخاطر كثرية‪ ،‬حتى اختيار االسم كان مخاطرة‪ .‬أول‬ ‫ما بدأنا املرشوع‪ ،‬واجهتنا مشاكل يف اقناع معظم‬ ‫مراكز التسوق بقبول الفكرة‪ .‬تفاصيل العملية كانت‬ ‫مبثابة مجموعة تحديات للمراكز من ناحية التحضري‬ ‫والجلوس واألكل‪ .‬فكان الرفض قاطعاً‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫منذ سنتني ونصف‪ .‬تغري الوضع اآلن‪ ،‬وفجأة أصبحت‬ ‫مراكز التسوق مهتمة بـ ‪. Mandilicious‬‬

‫‪15‬‬


‫من الواقع‬

‫مؤسس ‪ MANDILICIOUS‬فايز سالم النصاري‪:‬‬

‫اخرجنا المندي من اطار‬ ‫المأكوالت التراثية إلى العالمية‬

‫‪14‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫ﻣﺎ ﻣﺪى ﺣﺠﻢ أﺻﻮل اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؟‬

‫‪0‬‬

‫‪500‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪) 2020‬اﳊﺠﻢ اﶈﺘﻤﻞ(‬

‫‪ 1,346‬ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر‬

‫‪ 2,610‬ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر‬

‫‪1,000‬‬

‫‪1,500‬‬

‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ‪2‬‬ ‫ﻗﻄﺮ ‪8‬‬ ‫ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ‬

‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪2,000‬‬

‫‪7‬‬

‫ا ﻣﺎرات‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة‬

‫إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ‬

‫‪2,500‬‬

‫ﻣﺆﺷﺮ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ‬

‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬

‫ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ‪6‬‬ ‫ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن‪5‬‬ ‫‪4 3‬‬

‫‪3,000‬‬

‫‪3,500‬‬

‫‪q‬‬

‫ﻣﺎ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﻓﻀﻞ‬ ‫ﺗﻄﻮرا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬ ‫ً‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ؟‬

‫اﻟﺴﻮدان‬

‫اﳌﻤﻠﻜﺔ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬

‫*اﳌﻌﺎﻳ )ﻣﻦ إﺟﻤﺎ‪ 73 Á‬دوﻟﺔ(‬ ‫‪ .1‬اﳌﻌﺎﻳ اﳌﺎﻟﻴﺔ )ﺣﺠﻢ أﺻﻮل اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ وﻋﺪد ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ(؛‬ ‫ً‬ ‫وﻓﻘﺎ ﳌﺆﺷﺮ ا ﻓﺼﺎح(؛‬ ‫‪ .2‬اﳊﻮﻛﻤﺔ )ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل‪ ،‬اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ واﻟﺪرﺟﺎت‬ ‫‪ .3‬اﻟﻮﻋﻲ )ﻋﺪد اﳌﻘﺎﻻت ا ﺧﺒﺎرﻳﺔ ذات اﻟﺼﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺑﺸﺄن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬وا وراق اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت(؛‬ ‫ً‬ ‫وﻓﻘﺎ ﳌﺆﺷﺮ ا ﻓﺼﺎح(‪.‬‬ ‫‪ .4‬اﳌﻌﺎﻳ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺰﻛﺎة وا ﻋﻤﺎل اﳋ ﻳﺔ واﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت واﻟﺪرﺟﺎت‬

‫اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ )‪(2014‬‬

‫اﻟﺼﻜﻮك )اﻟﺴﻨﺪات(‬

‫‪295‬‬

‫دوﻻر‬

‫ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﻜﻮك اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ‬ ‫)ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ(‬

‫اﻟﺒﻨﻮك ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪1,346‬‬

‫ﻣﺆﺳﺴﺎت‬ ‫ﻣﺎﻟﻴﺔ أﺧﺮى‬

‫دوﻻر‬

‫أﺻﻮل اﳋﺪﻣﺎت اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫)ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ(‬

‫اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ‪33‬‬ ‫)ﺗﺄﻣﲔ(‬

‫دوﻻر‬

‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ‪56‬‬ ‫ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫أﺻﻮل اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ‪ /‬إﻋﺎدة اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ‬ ‫)ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ(‬

‫دوﻻر‬

‫ﺻﺎ‪ Ç‬ﻗﻴﻤﺔ أﺻﻮل‬ ‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫)ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ(‬

‫اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﻤﺤﺪدة‬ ‫اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‬ ‫ﺑﻨﻚ اﻟﺮاﺟﺤﻲ‪ ،‬ﺑﻨﻚ ﻣﺴﻜﻦ‪ ،‬ﺑﻴﺖ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ‪ ،‬ﺑﻨﻚ ﻣﻴﻼت‪ ،‬ﻣﺎﻳﺒﺎﻧﻚ ﺑ ﻫﺎد‬ ‫ا ﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺑﻨﻚ ﻣﻠﻲ إﻳﺮان‪ ،‬اﻟﺒﻨﻚ ا ﻫﻠﻲ‬ ‫اﻟﺘﺠﺎري‪ ،‬ﺑﻨﻚ دﺑﻲ ا ﺳﻼﻣﻲ‬ ‫اﳌﻨﻈﻤﻮن ‪ /‬اﳉﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻫﻴﺌﺔ اﶈﺎﺳﺒﺔ واﳌﺮاﺟﻌﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‪،‬‬ ‫و ﻠﺲ اﳋﺪﻣﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‪،‬‬ ‫واﳌﺆﺳﺴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ دارة‬ ‫اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ‪ ،‬واﳉﻬﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫اﻟﺘﻜﺎﻓﻞ‬ ‫اﺗﻘﺎء ﺗﻜﺎﻓﻞ ﺑ ﻫﺎد‪ ،‬وﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﺄﻣﲔ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎو‪ ،¥‬وﺳﻴﺎرﻳﻜﺎت ﺗﻜﺎﻓﻞ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﺑ ﻫﺎد‪،‬‬ ‫وﺷﺮﻛﺔ اﳌﺘﻮﺳﻂ واﳋﻠﻴﺞ ﻟﻠﺘﺄﻣﲔ وإﻋﺎدة‬ ‫اﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺘﻌﺎو‪ ،¥‬واﻟﺸﺮﻛﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﲔ )ﺳﻼﻣﺔ(‪ ،‬وﺗﻜﺎﻓﻞ إﺧﻼص‬ ‫ﺳﻴﻨﺪﻳﺮﻳﺎن ﺑ ﻫﺎد‪ ،‬وﺑﻮﺑﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﲔ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎو‪¥‬‬ ‫اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺻﻐﺮ‪ /‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﳉﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ا ﻣﻞ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺻﻐﺮ‪ ،‬واﳊﻜﻮات‬ ‫)ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن(‪ ،‬وﺷﻴﻜﺮا‪ ،‬وﻛﻴﻔﺎ‪ ،‬وﺷﺮﻛﺔ ُﻳﻤﻜﻦ‬

‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﺳﺪﻛﻮ‪ ،‬وأراﺑﻴﺴﻚ‪ ،‬وﺻﻨﺪوق ا ﻫﻠﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﺘﺎﺟﺮة ﺑﺎﻟﺮﻳﺎل اﻟﺴﻌﻮدي‪ ،‬وﺻﻨﺪوق‬ ‫اﻟﺮاﺟﺤﻲ ﻟﻠﻤﻀﺎرﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎل‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدي‪ ،‬وﺻﻨﺪوق ﲤﻮﻳﻞ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻳﺎل اﻟﺴﻌﻮدي )ﺳﻨﺒﻠﺔ(‪ ،‬وﺻﻨﺪوق‬ ‫‪Amana Growth Fund‬‬

‫اﳉﻬﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺼﻜﻮك‬ ‫ﺑﻨﻚ ا ﻣﺎرات دﺑﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ‪ ،‬وﺑﻨﻚ ﺳﻴﻤﺐ‬ ‫ﺟﺮوب‪ ،‬وﺑﻨﻚ ﺳﺘﺎﻧﺪرد ﺗﺸﺎرﺗﺮد ﺑﻲ إل‬ ‫ﺳﻲ‪ ،‬وإﺗﺶ إس ﺑﻲ ﺳﻲ ﻫﻮﻟﺪﻳﻨﺠﺰ‬ ‫ﺑﻲ إل ﺳﻲ‪ ،‬واﻟﺒﻨﻚ ا ﻫﻠﻲ اﻟﺘﺠﺎري‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدي‪ ،‬وﺑﻨﻚ أﺑﻮﻇﺒﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ‪،‬‬ ‫وﻣﺎﻳﺒﺎﻧﻚ‬

‫اﻟﻮﻗﻒ‬ ‫أوﻗﺎف اﻟﺮاﺟﺤﻲ‬ ‫أوﻗﺎف اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪ ،‬وأوﻗﺎف‬ ‫ﺟﻨﻮب إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬وﻣﺆﺳﺴﺔ ا وﻗﺎف وﺷﺆون‬ ‫اﻟﻘﺼﺮ‬

‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺒﺤﺚ‬ ‫اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺪو‪ Á‬ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ‬ ‫)‪ ،(INCEIF‬واﳌﻌﻬﺪ ا ﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث‬ ‫واﻟﺘﺪرﻳﺐ )‪(IRTI‬‬


‫التمويل اإلسالمي‬ ‫ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻮق‬

‫‪1‬‬

‫@ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ ا ﺻﻮل ﻏ اﳌﻌﻠﻨﺔ ﳌﻌﻈﻢ ﻣﻘﺪﻣﻲ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ‬

‫ﻣﺎ ﻣﺪى ﺣﺠﻢ أﺻﻮل ﺳﻮق اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ*؟‬ ‫‪0‬‬

‫‪1,000‬‬

‫‪500‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪) 2020‬اﳊﺠﻢ اﶈﺘﻤﻞ(‬

‫‪ 1,814‬ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر‬

‫‪ 3,247‬ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر‬

‫‪1,500‬‬

‫‪2,500‬‬

‫‪2,000‬‬

‫ﺣﺠﻤﺎ‬ ‫أﻛ× ا ﺳﻮاق‬ ‫ً‬

‫ﺣﺠﻤﺎ —‬ ‫أﻛﺒﺮ أﺳﻮاق اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‬ ‫)اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺼﺎدرة ﺳﻨﺔ ‪ ،2014‬ﺑﺎﳌﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ(‬

‫إﻳﺮان‬

‫‪ 328.8‬دوﻻر‬ ‫‪ 300.3‬دوﻻر‬ ‫‪ 174.0‬دوﻻر‬ ‫‪ 127.3‬دوﻻر‬ ‫‪ 87.7‬دوﻻر‬ ‫‪ 70.3‬دوﻻر‬ ‫‪ 51.9‬دوﻻر‬ ‫‪ 44.6‬دوﻻر‬ ‫‪ 22.5‬دوﻻر‬ ‫‪ 21.7‬دوﻻر‬

‫اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬ ‫ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ‬ ‫ا ﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬ ‫ﻗﻄﺮ‬ ‫اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ‬ ‫ﺗﺮﻛﻴﺎ‬ ‫ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ‬ ‫إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ‬

‫ﺧﺎرﻃﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ وﻓﺮص‬ ‫اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫‪3,500‬‬

‫‪3,000‬‬

‫ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻤﺤﺪدة‬ ‫ﻋﺪد‬ ‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪2013‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪955‬‬

‫‪1113‬‬

‫ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪1006‬‬

‫‪1163‬‬

‫ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪214‬‬

‫أﺧﺒﺎر اﳌﺎﻟﻴﺔ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪19,209‬‬

‫اﻟﺼﻜﻮك اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ‬

‫‪1812‬‬

‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ ا ﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫‪645‬‬

‫‪243‬‬ ‫‪23,911‬‬ ‫‪2092‬‬ ‫‪934‬‬

‫ﺣﺠﻢ ﻛﻞ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ا ﺷﻜﺎل اﻟﺴﺪاﺳﻴﺔ ﳝﺜﻞ ﺗﺄﺛ )اﻟﺘﺄﺛ اﻻﻗﺘﺼﺎدي( ﻛﻞ ﻗﻀﻴﺔ‬

‫ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻛﺒ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳊﻘﻴﻘﻲ‬

‫اﺳﺘﻤﺮار ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻗﻄﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ‬

‫إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ :‬ﺻﻜﻮك ‪Ô‬ﺘﻤﻠﺔ‬ ‫ﺗﺼﺪر ول ﻣﺮة ﻣﻦ‬ ‫ﻧﻴﺠ ﻳﺎ وﺳﺎﺣﻞ اﻟﻌﺎج‬ ‫ا ﺻﻼﺣﺎت اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ‬ ‫‪ Ç‬اﻟﺸﺮق ا وﺳﻂ‬ ‫وﺷﻤﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫ﻳﻈﻞ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺼﻜﻮك ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺔ‬ ‫ا و‪ Ö‬ﻗﻮ ًﻳﺎ‬

‫اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ اﻟﺴﻴﺎدﻳﺔ‬ ‫ﳌﻨﻄﻘﺔ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ‬ ‫واﻟﺒﻨﻮك ا وروﺑﻴﺔ‬

‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬ ‫وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋﺪة‬

‫ﺻﻌﻮد‬ ‫أﺳﻮاق ﺟﺪﻳﺪة‬ ‫ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞا ﺳﻼﻣﻲ‬ ‫‪ Ç‬إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺷﺮق‬ ‫آﺳﻴﺎ‬ ‫اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﻌﺎﳌﻲ‬ ‫ ﺳﻮاق دول ﻣﻨﻈﻤﺔ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎون ا ﺳﻼﻣﻲ‬

‫ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت‬ ‫اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫‪ Ç‬ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق‬ ‫ا وﺳﻂ وﺷﻤﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫‪Ë‬ﺎﻃﺮ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ‬

‫اﻧﺨﻔﺎض‬ ‫أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ‬

‫ﺷﺮق آﺳﻴﺎ‪:‬‬ ‫اﻟﺼﲔ‪ ،‬ﻫﻮﻧﻎ ﻛﻮﻧﻎ‬

‫ﳕﻮ ﻣﺘﻮﺳﻂ‬

‫ﺗﺄﺛ ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أوﺳﻊ‬ ‫ً‬ ‫ﻧﻄﺎﻗﺎ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ‬ ‫ا ﺳﻼﻣﻲ‬ ‫إدارة اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ‬

‫‪ .1‬اﳌﺼﺪر‪ :‬ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ا ﺳﻼﻣﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪ 2014-2015‬اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﺗﻮﻣﺴﻮن روﻳ ز‬

‫تقرير واقع االقتصاد اإلسالمي العالمي  ‪2015‬‬

‫ﺻﻜﻮك ذات ﺗﺄﺛ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫اﻟﻮﻓﺮة اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ‬ ‫ﻟﺮأس اﳌﺎل‬


‫رواد األعمال‬

‫خلفية هذه التحسينات أكرث من مليون عملية تنزيل‬ ‫منذ إطالقه حتى اآلن‪ .‬وقد سجل التطبيق أكرث من‬ ‫‪ 50‬ألف محادثة مبارشة مع ممثيل خدمة العمالء‬ ‫عرب خدمة الدردشة‪ ،‬مام يعكس مستويات اإلقبال‬ ‫العالية من قبل العمالء الستخدام التطبيق للتواصل‬ ‫مع “اتصاالت”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كام أعلنا مؤخرا عن بدء تسيري متاجر متنقلة ذكية‬ ‫ضمن األماكن العامة الرئيسية لتقديم مستويات‬ ‫جديدة من خدمة العمالء تتيح الحصول عىل‬ ‫خدمات ومنتجات “اتصاالت” أثناء التنقل‪ .‬وقد قمنا‬ ‫بتزويدها بكافة املعدات والتجهيزات الالزمة إلنجاز‬ ‫معامالت اعمالء بسهولة وراحة‪ ،‬فضالً عن وجود‬ ‫موظفني مؤهلني لضامن تقديم خدمة نوعية تريض‬ ‫متطلبات العمالء‪.‬‬ ‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬اتخذنا جملة من اإلجراءات‬ ‫التحسينية التي ركزت عىل رفع كفاءة مركز اتصال‬ ‫“اتصاالت” للتعامل الفوري مع ‪ 75%‬من الشكاوى‬ ‫الفنية لخدمات الهاتف املتحرك خالل فرتة املكاملة‬ ‫الهاتفية‪ .‬ومع نهاية العام ‪ ،2015‬سيصبح املركز قادرا ً‬ ‫عىل تلبية أكرث من ‪ 80%‬من خدمات الدعم الفني‬ ‫والشكاوى للخدمات الثابتة بصورة فورية‪ .‬كام قمنا‬ ‫بتوسيع نطاق خدمات املركز إىل قنوات التواصل‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫االجتامعي للرد عىل االستفسارات والشكاوى التي‬ ‫يطرحها العمالء عرب صفحات املؤسسة عىل تويرت‬ ‫وفيسبوك‪ ،‬حيث يتم معالجة نحو ‪ 2000‬استفسار‬ ‫أو شكوى بصورة شهرية مع معالجة قرابة ‪ 66%‬من‬ ‫البالغات الخاصة بالفواتري والدعم الفني يف غضون‬ ‫‪ 24‬ساعة‪.‬‬ ‫مع بدء مشاركة الشبكات الثابتة يف الدولة بشكل‬ ‫فعيل‪ ،‬كيف تقيمون مستويات املنافسة حتى اآلن؟‬ ‫وكيف ترون العالقة التي تربط “اتصاالت” مع هيئة‬ ‫تنظيم االتصاالت؟‬

‫قائم عىل مبادئ تجارية عادلة ومتناغم مع أحدث‬ ‫املامرسات العاملية يف قطاع االتصاالت‪ .‬ونحن نتعاون‬ ‫مع الهيئة بشكل وثيق يف كافة القضايا التي تعني‬ ‫باإلطار التنظيمي عىل مستوى العمليات التشغيلية‬ ‫مع االلتزام التام بكافة القرارات الصادرة عنها‪ .‬وأود‬ ‫أعب عن تقدرينا للدور الهام الذي تقوم به الهيئة‬ ‫أن ّ‬ ‫يف سبيل تطوير بيئة تنافسية عالية املستوى أتاحت‬ ‫ملشغيل االتصاالت يف الدولة املساهمة يف تقدم قطاع‬ ‫االتصاالت املحيل واالرتقاء به إىل مكانة تنافسية‬ ‫رائدة عىل املستوى الدويل‪.‬‬

‫ر ّحبت “اتصاالت” بقرار مشاركة الشبكات الثابتة‬ ‫منذ اإلعالن عنه من قبل هيئة تنظيم االتصاالت يف‬ ‫الدولة‪ .‬واليوم‪ ،‬ومع بدء التطبيق الفعيل له‪ ،‬نرى‬ ‫أنه يقدم لنا فرصة لتحقيق املزيد من النمو وتوسيع‬ ‫قاعدة عمالئنا من خالل توفري خدمات وعروض أكرث‬ ‫تنوعاً وذكا ًء وقيمة للعمالء باالعتامد عىل واحدة‬ ‫من أكرث البنى التحتية الشبكية تطورا ً يف املنطقة إىل‬ ‫جانب مستويات الجودة العالية والتغطية الواسعة‬ ‫التي توفرها شبكاتنا‪.‬‬ ‫وقد كان لإلطار التنظيمي السليم الذي أنتجته هيئة‬ ‫تنظيم االتصاالت أبلغ االثر يف إرساء سوق تنافيس‬

‫للحصول على النسخة اإللكترونية ‪ ،‬يرجى زيارة‬ ‫الموقع التالي‪:‬‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com/Issue08/2015‬‬ ‫المهندس_صالح_العبدولي_الرئيس_التنفيذي_‬ ‫لمؤسسة_اإلمارات_لالتصاالت‪/‬‬

‫‪11‬‬


‫رواد األعمال‬

‫التطبيقات إىل املنصات السحابية‪ .‬وتعترب “اتصاالت”‬ ‫رشيكاً موثوقاً يف مجال الحلول الرقمية بفضل‬ ‫مراكز البيانات التي متتلكها يف الدولة والتي تريس‬ ‫معايري جديدة يف تصميم مراكز البيانات مبا يواكب‬ ‫التطورات التكنولوجية املستقبلية‪.‬‬ ‫وتشكل مراكز بياناتنا بيئة موثوقة لخدمات‬ ‫االستضافة اآلمنة وإتاحة الوصول اآلمن إىل املوارد‬ ‫واألنظمة التكنولوجية الهامة‪ ،‬وتلعب دورا ً رئيسياً‬ ‫يف ضامن استمرارية األعامل والحد بشكل كبري من‬ ‫االستثامرات املكررة ج ّراء تقادم األنظمة التكنولوجية‪.‬‬ ‫كام أنها تقدم خيارات ال تضاهى للربط الشبيك‬ ‫عىل نطاق دويل‪ ،‬إىل جانب توفري مجموعة شاملة‬ ‫ومتكاملة من خدمات تقنية املعلومات واالتصاالت‬ ‫والحلول الرقمية مبا يف ذلك املنصات السحابية‬ ‫الخاصة والعامة‪ ،‬والتخزين والنسخ االحتياطي‪،‬‬ ‫واستعادة البيانات‪ ،‬وحلول التنقل‪ ،‬والشبكات املدارة‪،‬‬ ‫وحلول األجهزة املتصلة ‪ M2M‬وإنرتنت األشياء ‪،IOT‬‬ ‫والحلول األمنية‪ ،‬والبيانات الكبرية (‪،)Big Data‬‬ ‫واملصحوبة جميعاً بحلول الدعم واإلدارة‪.‬‬ ‫ومع امتالكنا ألكرب محفظة من مراكز البيانات عىل‬ ‫مستوى املنطقة من خالل تسعة مراكز يف ثالث مدن‬ ‫بدولة اإلمارات‪ ،‬وضعنا خططاً لالستثامر يف الخدمات‬ ‫الرقمية تفوق قيمتها مليار درهم عىل مدار السنوات‬ ‫الثالث املقبلة‪.‬‬ ‫وعالوة عىل ذلك‪ ،‬أطلقنا مبادرة “املؤرش الرقمي”‬ ‫ملساعدة الرشكات الخاصة واملؤسسات الحكومية‬ ‫يف الدولة عىل تصنيف مستوى نضجها الرقمي‪.‬‬ ‫وتهدف املبادرة إىل تشجيع االبتكار الرقمي من‬ ‫خالل مساعدة الرشكات عىل تكوين فهم أفضل‬ ‫للعامل الرقمي‪ ،‬وإىل تعريفها باالحتياجات التي ينبغي‬ ‫تلبيتها إلمتام رحلة التحول الرقمي بنجاح‪ ،‬فضالً عن‬ ‫مساعدتها يف تحقيق منو يف اإليرادات‪.‬‬ ‫وسعياً منا لتعزيز الرحلة الرقمية لعمالء الخدمات‬ ‫املدارة‪ ،‬قمنا مؤخرا ً بتحسني بوابة خدماتنا املدارة من‬ ‫خالل إضافة عدد من امليزات الديناميكية الجديدة‬ ‫لنوفر لهم تجربة معززة تتيح الوصول الفوري‬ ‫والسلس إىل املعلومات املتعلقة بشبكاتهم والحصول‬ ‫عىل خدمات الدعم والصيانة‪.‬‬ ‫تشهد منطقة الرشق األوسط مستويات إقبال متزايدة‬ ‫من قبل الرشكات اإلقليمية والدولية الراغبة بتأسيس‬ ‫حضور لها يف هذه السوق‪ .‬كيف تسهم اتصاالت‬ ‫يف ربط أعامل تلك الرشكات عىل هذا النطاق‬ ‫الجغرايف الواسع وضامن مستويات موثوقة من األمن‬ ‫واالعتامدية يف نفس الوقت؟‬ ‫تحتاج الرشكات التي تسعى إىل الوصول إىل أسواق‬

‫‪10‬‬

‫أطلقنا مركز خدمة‬ ‫للشركات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة لإلجابة عن‬ ‫استفساراتها وتزويدها‬ ‫بخدمات تكنولوجيا‬ ‫المعلومات والدعم‬ ‫الفني‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫تخصيص موظفين‬ ‫مؤهلين بالخبرة والكفاءة‬ ‫العالية للوقوف على‬ ‫متطلبات واحتياجات تلك‬ ‫الشركات وضمان تلبيتها‬

‫جديدة والتوسع يف املنطقة إىل شبكة مستقرة‬ ‫تتمتع بحضور دويل واسع وقدرات اتصال قوية‬ ‫وسلسة‪ .‬وتقدم “اتصاالت” من خالل مركزها الذيك‬ ‫(‪ )Smarthub‬أكرب منصة للسعة واإلنرتنت والبيانات‬ ‫يف الرشق األوسط‪ .‬ويقوم مركزنا الذيك عىل بنية‬ ‫تحتية متينة من أنظمة الكابالت اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫مام يجعله مؤهالً باإلمكانات القوية لتوفري حلول‬ ‫الربط والسعة اإلقليمية العابرة للقارات‪ .‬ويعترب‬ ‫أكرب مركز إقليمي للمحتوى اإللكرتوين من خالل‬ ‫الرشاكات االسرتاتيجية التي عقدها لتقديم خدمات‬ ‫االستضافة والربط ألهم الجهات العاملية مثل ياهو‬ ‫ومايكروسوفت‪ .‬وقد عززنا املركز الذيك مبقسم إنرتنت‬ ‫لنقل وتبادل حركة البيانات واإلنرتنت إقليمياً‪ ،‬حيث‬ ‫يقوم بربط عدد من الشبكات اإلقليمية والدولية‬ ‫مع مقاسم اإلنرتنت األخرى حول العامل يف أمسرتدام‬ ‫وفرانكفورت ولندن وسنغافورة ونيويورك ولوس‬ ‫أنجلوس‪.‬‬ ‫ماذا قدمت تجربة املراكز الذكية لكم من حيث أداء‬ ‫املعامالت؟ وهل تعتزمون افتتاح مراكز مامثلة خالل‬

‫الفرتة القادة حتى نهاية العام الحايل؟‬ ‫افتتحنا حتى اآلن أكرث من ‪ 60‬مركزا ً ذكياً جديدا ً عرب‬ ‫مختلف أنحاء الدولة‪ .‬وقد شهدت مراكزنا الذكية‬ ‫إقباالً متزايدا ً من قبل العمالء بفضل سهولة ورسعة‬ ‫إجراء املعامالت‪ ،‬حيث ساهمت يف تقليل وقت‬ ‫االنتظار بشكل ملحوظ بنسبة وصلت إىل ‪.40%‬‬ ‫وقد أتاحت الشاشات الرقمية للعمالء التفاعل‬ ‫مع املنتجات بشكل أفضل‪ ،‬حيث أنها توفر جميع‬ ‫الخدمات التي تقدمها “اتصاالت” مع عرض كافة‬ ‫املعلومات املتعلقة بالخدمة املختارة والباقات‬ ‫واألسعار‪ .‬كام قمنا بتوزيع أجهزة لوحية عىل موظفي‬ ‫الخدمة يف املراكز األكرث ازدحاماً لترسيع االستجابة‬ ‫الستفسارات العمالء وتعزيز أداء املوظف من خالل‬ ‫إتاحة الوصول إىل املنتجات عرب اإلنرتنت والحصول‬ ‫عىل معلومات تعريفية دقيقة حولها‪ .‬وعالوة عىل‬ ‫ذلك‪ ،‬وبفضل التجربة السهلة واملرنة التي تقدمها‬ ‫مراكزنا الذكية‪ ،‬سجلنا تحول ‪ 98%‬من عمالئنا إىل‬ ‫منوذج العقود اإللكرتونية بدالً من العقود الورقية‪،‬‬ ‫األمر الذي يعزز يف نفس الوقت من جهودنا‬ ‫املتواصلة ملراعاة سالمة البيئة يف كافة عملياتنا‪.‬‬ ‫ونحن يف “اتصاالت” سوف نستمر يف إطالق مراكز‬ ‫جديدة يف مناطق مختلفة من الدولة للوصول برضا‬ ‫عمالئنا إىل مستويات قياسية وضامن تجربة مثالية‬ ‫لهم‪ ،‬حيث نسعى بنهاية عام ‪ 2016‬أن تكون جميع‬ ‫مراكز أعاملنا املنرشة يف إمارات الدولة مراكز ذكية‪.‬‬ ‫كيف تقيمون مستوى الخدمة التي تقدمونها‬ ‫لعمالئكم وما هي التحديات التي تواجهكم يف هذا‬ ‫الشأن وكيف تعملون عىل معالجتها؟‬ ‫تشكل خدمة العمالء معيارا ً رئيسياً لقياس مستويات‬ ‫رضا العمالء‪ ،‬ونحن يف “اتصاالت” نعتمد اسرتاتيجية‬ ‫تحسني متواصلة ال تقترص فقط عىل االرتقاء بخدمة‬ ‫العمالء وحسب‪ ،‬وإمنا بالتجربة الكلية املقدمة‬ ‫لهم‪ .‬وتشمل اسرتاتيجيتنا كافة قنوات االتصال‬ ‫اإللكرتونية والرقمية التي نوفرها للعمالء‪ ،‬فضالً عن‬ ‫مراكز أعاملنا الذكية املتواجدة عرب الدولة‪ .‬ويف إطار‬ ‫مبادرات التحسني املستمرة‪ ،‬قمنا بتعزيز تطبيقنا‬ ‫التفاعيل “‪ ”Etisalat UAE‬من خالل إضافة طيف‬ ‫من املميزات مثل التحويل الدويل للرصيد وإجراء‬ ‫عدة عمليات دفع عرب معاملة واحدة‪ ،‬فضالً عن‬ ‫مجموعة الخدمات الذكية الذي يضعها يف متناول يد‬ ‫العمالء مثل تسديد الفواتري‪ ،‬وإعادة تعبئة الرصيد‪،‬‬ ‫واالشرتاك الفوري بالباقات‪ ،‬ودفع رسوم مواقف‬ ‫السيارات‪ ،‬وخدمات أخرى‪ .‬وقد سجل التطبيق عىل‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫رواد األعمال‬

‫اىل أين وصلت “اتصاالت” يف تطوير بنيتها التحتية‬ ‫الشبكية؟ وما هي آخر مستجداتكم عىل صعيد شبكة‬ ‫الجيل الخامس؟ وكيف تصفون مساهمتكم يف مسرية‬ ‫التحول لألنظمة الذكية يف الدولة؟‬ ‫تسهم مشاريعنا التي منيض يف إنجازها حالياً يف‬ ‫تأمني بنية تحتية تتمتع مبستويات جاهزية مثالية‬ ‫لتلبية متطلبات البيانات واألنظمة الذكية الحالية‬ ‫واملستقبلية عىل حد سواء‪ ،‬إىل جانب تهيئتها‬ ‫الستقبال شبكة الجيل الخامس‪ .‬وأود أن أشري هنا‬ ‫إىل أن عمليات تطوير وتحديث الشبكات هي‬ ‫اسرتاتيجية مستمرة لدى “اتصاالت” وتهدف إىل‬ ‫ضامن مواكبة التطورات والتغيريات املستقبلية يف‬ ‫املشهد التكنولوجي العاملي واملساهمة يف ترسيخ‬ ‫املكانة املتقدمة التي تتفرد بها دولة اإلمارات‬ ‫عىل الخارطة العاملية لقطاع تكنولوجيا املعلومات‬ ‫واالتصاالت‪.‬‬ ‫وقد استثمرت “اتصاالت” خالل السنوات الخمس‬ ‫املاضية ما يقارب ‪ 25‬مليار درهم يف مشاريع تطوير‬ ‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬

‫وتحديث البنية التحتية‪ ،‬واعتمدت فيها أفضل‬ ‫تصاميم وتقنيات شبكات الهاتف املتحرك باإلضافة‬ ‫إىل مشاريع ربط جميع املحطات بشبكات األلياف‬ ‫الضوئية التي تغطي اليوم ما يقرب من ‪ 88%‬من‬ ‫مناطق الدولة كأعىل نسبة ربط للمنازل يف العامل‬ ‫لهذا العام‪ .‬وضمن خطة التحديث والتوسعة التي‬ ‫نعتمدها حالياً بقيمة ملياري درهم ونصف تقريباً‪،‬‬ ‫نعمل عىل زيادة عدد محطات تغطية اإلرسال إىل‬ ‫أكرث من ‪ 12‬ألف محطة والتي يتوقع أن تنتهي‬ ‫يف الربع الثاين من عام ‪ ،2016‬حيث سيفوق عدد‬ ‫محطات شبكة الجيل الرابع والجيل الرابع املتقدم‬ ‫‪ 6000‬محطة تغطي جميع املدن واملباين واملراكز‬ ‫التجارية‪ ،‬واملطارات والفنادق بكافة أرجاء الدولة‪.‬‬ ‫كام تتضمن خطة التحديث التوسع يف نرش شبكة‬ ‫الجيل الرابع والجيل الرابع املتقدم لرفع مستوى‬ ‫التغطية الحالية من ‪ 90%‬إىل نحو ‪ 95%‬من املناطق‬ ‫املأهولة بالسكان مع نهاية عام ‪.2015‬‬ ‫وبالنسبة إىل شبكة الجيل الخامس‪ ،‬نحن نعمل مع‬ ‫كربى الرشكات العاملية املنفذة للشبكات عرب رشاكات‬

‫وثيقة لبناء هذه الشبكة يف الدولة‪ ،‬حيث نسعى إىل‬ ‫أن تكون “اتصاالت” أول مشغل يف املنطقة يعكف‬ ‫عىل توفري تجربة تواصل عرب الهاتف املتحرك أكرث‬ ‫كفاءة وأماناً وتطورا ً عرب شبكة الجيل الخامس‪ .‬ونحن‬ ‫نتوقع طرح هذه الشبكة تجارياً يف عام ‪.2020‬‬ ‫ما هو دور “اتصاالت” يف متكني الرشكات من مواكبة‬ ‫متطلبات التحول الرقمي الذي يعترب أبرز اتجاهات‬ ‫قطاع االعامل يف املنطقة؟‬ ‫مع توجه قطاع األعامل العتامد التكنولوجيا الرقمية‪،‬‬ ‫تواجه الرشكات الخاصة واملؤسسات الحكومية‬ ‫ضغوطات لتكون يف مستويات الجاهزية املطلوبة‬ ‫لتقديم تقنية املعلومات عىل شكل خدمات‪ ،‬مام‬ ‫يستدعي الحاجة إىل تبني اسرتاتيجيات رقمية تقوم‬ ‫عىل نقل بنيتها التحتية الخاصة بتقنية املعلومات إىل‬ ‫مرافق مستقلة آمنة تدار من قبل رشكات متخصصة‬ ‫وتقدم خيارات فعالة يف دعم قدرات التوسع وتساعد‬ ‫عىل توفري التكاليف وزيادة الكفاءة من خالل نقل‬

‫‪9‬‬


‫رواد األعمال‬ ‫ماذا نتوقع أن نرى يف جناح “اتصاالت” خالل‬ ‫جيتكس ‪2015‬؟‬ ‫تتميز مشاركتنا يف نسخة جيتكس لهذا العام‬ ‫بطابع االبتكار عىل كافة املستويات‪ ،‬حيث تنعكس‬ ‫صورة املستقبل الذيك يف كل ركن من أركان جناح‬ ‫“اتصاالت” من خالل عروضنا التقدميية التي ستقوم‬ ‫بتجسيد واقع ملموس ملا سيكون عليه املستقبل‬ ‫للحارضين‪.‬‬ ‫ويف ضوء اإلمكانات الكبرية التي يستطيع مشغلو‬ ‫خدمات االتصاالت تقدميها لتشكيل منظومة ذكية‬ ‫ناجحة‪ ،‬نستعرض يف جناحنا أحدث الخدمات الرقمية‬ ‫والحلول الذكية والتقنيات املستقبلية التي تعكس‬ ‫دورنا الفاعل يف بناء املدن الذكية‪ ،‬وإمكاناتنا كرشيك‬ ‫موثوق لتقنية املعلومات واالتصاالت يف املنطقة‪.‬‬ ‫ويقدم جناح “اتصاالت” هذا العام تجربة تفاعلية‬ ‫استثنائية تتيح للزوار التعرف عىل حلولنا املستقبلية‬ ‫لفهم وتجربة املنظومة املتصلة التي ستكون متاحة‬ ‫للجميع يف املستقبل‪ .‬ونركز هذا العام عىل حلول‬ ‫االتصال بني األجهزة (‪ )M2M‬وتقنيات إنرتنت األشياء‬ ‫(‪ )IoT‬التي تعترب من املكونات الرئيسية التي تقوم‬ ‫عليها املشاريع املستقبلية الذكية‪ .‬وتغطي الحلول‬ ‫الذكية التي نعرضها عدة قطاعات رأسية مبا يف ذلك‬ ‫التجزئة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والنقل‪ ،‬واملنازل املؤمتتة‪ ،‬والرعاية‬ ‫الصحية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كام سيتضمن جناحنا هذا العام عروضا تقدميية‬ ‫تكشف النقاب عن جيل جديد من حلول املستقبل‬ ‫الذيك‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ،‬نستعرض يف جناح النقل‬ ‫الذيك سيارات كهربائية ذكية صديقة للبيئة تعكس‬ ‫مساهمة “اتصاالت” يف مستويات األمان التي توفرها‬ ‫املدن الذكية املستقبلية لإلنسان والبيئة عىل حد‬ ‫سواء من خالل اعتامد حلول الطاقة النظيفة‪ .‬ونقدم‬ ‫يف عرض آخر مثاالً عن اندماج العاملني االفرتايض‬ ‫واملادي من خالل عرض عربات صحراوية ذكية‬ ‫عالية التطور مرفقة بطائرات بدون طيار مبنية عىل‬ ‫منظومة افرتاضية متكاملة‪ .‬وأيضاً نعرض لقطاع‬ ‫األعامل منوذجاً عن املكتب الذيك واإلمكانات التي‬ ‫سيقدمها يف املستقبل مثل الوصول الفوري إىل منصة‬ ‫سحابية متصلة بالكامل ومعززة بحلول “اتصاالت”‪.‬‬ ‫ويف سياق مبادراتنا املستمرة لتطوير منظومة التعليم‬ ‫للمساهمة يف بناء اقتصاد رقمي قائم عىل املعرفة‪،‬‬ ‫يستعرض جناح “اتصاالت” هذا العام يف ركن التعليم‬ ‫الذيك شاشات ثالثية األبعاد كجزء من منظومة‬ ‫التعليم الرقمي والتي توفر لجيل املستقبل بيئة‬ ‫تعليم ثالثية األبعاد تعتمد أحدث التقنيات الرقمية‬ ‫وحلول الواقع االفرتايض‪ .‬وإىل ركن الرعاية الصحية‬

‫‪8‬‬

‫الذكية‪ ،‬نستعرض جهازا ً حركياً مؤمتتاً تم تصميمه‬ ‫باالعتامد عىل أنظمة الروبوت اآليل‪ ،‬وهو يعترب أحد‬ ‫أوائل االبتكارات التي تعنى بإعادة تأهيل أصحاب‬ ‫اإلعاقات الحركية يف العامل‪ .‬هذا باإلضافة إىل العديد‬ ‫من الحلول واالبتكارات يف كافة املجاالت املختلفة‪.‬‬

‫تتميز مشاركتنا في‬ ‫نسخة جيتكس لهذا‬ ‫العام بطابع االبتكار على‬ ‫كافة المستويات‪ ،‬حيث‬ ‫تنعكس صورة المستقبل‬ ‫الذكي في كل ركن من‬ ‫أركان جناح “اتصاالت” من‬ ‫خالل عروضنا التقديمية‬ ‫التي ستقوم بتجسيد‬ ‫واقع ملموس لما سيكون‬ ‫عليه المستقبل للحاضرين‬

‫كان هناك تغريات ملحوظة يف عروض “اتصاالت” يف‬ ‫عام ‪ 2015‬من حيث الزخم واألسعار‪ ،‬ما هو سبب‬ ‫التغي؟ وما هي الجوانب التي ركزتم عليها يف‬ ‫هذا ّ‬ ‫عروضكم الجديدة؟‬ ‫مع مشاريع التحديث الكبرية الذي أنجزناها يف بنيتنا‬ ‫التحتية والنمو الهائل لسوق الهواتف املتحركة‪،‬‬ ‫عمدنا يف عام ‪ 2015‬إىل تطوير تجربة مستخدم‬ ‫تواكب هذه التطورات وتحقق أكرب استفادة ممكنة‬ ‫منها‪ .‬ويف ضوء هذه االعتبارات‪ ،‬وإىل جانب دراسة‬ ‫االتجاهات السائدة عىل مستوى السوق وقاعدة‬ ‫العمالء‪ ،‬طرحنا هذا العام باقات وعروض مصممة‬ ‫بعناية لتقديم أعىل مستويات القيمة املضافة للعمالء‬ ‫ومنها تلك املوجهة للرشكات مبختلف أحجامها‪ ،‬وقد‬ ‫حرصنا من خالل هذه العروض عىل توفري رسعات‬ ‫اتصال عالية عرب شبكاتنا املتطورة للجيل الثالث‬ ‫والجيل الرابع واأللياف الضوئية‪.‬‬

‫كام اتسمت عروضنا هذا العام بالتنوع الكبري‬ ‫والقيمة املضافة واألسعار التنافسية‪ ،‬وشملت كافة‬ ‫رشائح العمالء لقطاعي األفراد واألعامل عىل حد‬ ‫سواء‪ .‬وينسجم ذلك بشكل مثايل مع األسس الثابتة‬ ‫التي تقوم عليها جميع اسرتاتيجيات التسويق يف‬ ‫“اتصاالت” والتي تراعي إثراء تجربة املستخدم‬ ‫وتقديم ما يلبي احتياجاته بأعىل مستويات الكفاءة‬ ‫والجودة والسعر املنافس‪.‬‬ ‫تعترب دولة اإلمارات مركزا ً عاملياً لألعامل‪ ،‬وتشهد‬ ‫مستويات إقبال كبرية من قبل الرشكات وخاصة‬ ‫الصغرية واملتوسطة لتأسيس أعامل لها يف الدولة‪.‬‬ ‫كيف ميكن لهذه الرشكات االستفادة من “اتصاالت”‬ ‫لتسهيل إطالق أعاملها؟‬ ‫تشكل البنية التحتية واحدة من أبرز املشكالت‬ ‫التي تواجه الرشكات الصغرية واملتوسطة يف مرحلة‬ ‫التجهيز لدخول السوق‪ .‬ولتجاوز هذه العقبة‪،‬‬ ‫قامت “اتصاالت” مؤخرا ً بإطالق خدمة “‪Business‬‬ ‫‪ ”Quick Start‬خصيصاً لتأمني املتطلبات التقنية‬ ‫واملكتبية األساسية للرشكات الصغرية واملتوسطة‬ ‫لتتمكن من البدء بأعاملها‪ .‬وتتيح هذه الخدمة‬ ‫لتلك الرشكات االستفادة من إنرتنت عايل الرسعة عرب‬ ‫شبكة النطاقالعريض الثابت‪ ،‬ومكاملات صوتية محلية‬ ‫ودولية مجانية‪ ،‬وأجهزة مجانية مثل أجهزة الكمبيوتر‬ ‫املحمول واألجهزة اللوحية والهواتف الذكية‪ ،‬وذلك‬ ‫ضمن فاتورة شاملة واحدة‪ .‬وبادرنا مؤخرا ً إىل تعزيز‬ ‫هذه الخدمة بإضافة مجموعة كاملة من أحدث‬ ‫األجهزة املجانية باإلضافة إىل معدات مكتبية متطورة‬ ‫ميسة دون دفعة مقدمة مثل الطابعات‪،‬‬ ‫بأقساط ّ‬ ‫وأجهزة العرض‪ ،‬وأجهزة التلفاز الذكية‪ ،‬وأجهزة‬ ‫التوجيه وغريها من املنتجات من أشهر العالمات‬ ‫التجارية حول العامل‪ .‬ومن شأن هذه اإلضافة أن تلبي‬ ‫احتياجات منوذج النفقات التشغيلية والتقليل من‬ ‫تكاليف النفقات الرأساملية‪ ،‬مام يعزز من قدرات‬ ‫هذه الخدمة يف مساعدة العمالء عىل إدارة تكاليف‬ ‫األعامل والتدفق النقدي وامليزانيات الشهرية‪،‬‬ ‫والتي تعترب عوامل حاسمة لنجاح الرشكات الصغرية‬ ‫واملتوسطة الناشئة والقامئة عىل حد سواء‪.‬‬ ‫ولتقديم الدعم الالزم الذي يستهدف منو هذا‬ ‫القطاع‪ ،‬أطلقنا مركز خدمة مخصصاً للرشكات‬ ‫الصغرية واملتوسطة لإلجابة عن استفساراتها‬ ‫وتزويدها بخدمات تكنولوجيا املعلومات والدعم‬ ‫الفني‪ .‬هذا باإلضافة إىل تخصيص موظفني مؤهلني‬ ‫بالخربة والكفاءة العالية وتكريسهم للوقوف عىل‬ ‫متطلبات واحتياجات تلك الرشكات وضامن تلبيتها‪.‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫رواد األعمال‬

7

www.smeadvisorarabia.com


‫رواد األعمال‬

‫صالح العبدولي ‪ -‬الرئيس التنفيذي لمؤسسة اإلمارات لالتصاالت‪:‬‬

‫نستعرض هذا العام في جيتكس‬ ‫أحدث الخدمات الرقمية والحلول الذكية والتقنيات المستقبلية‬ ‫يف حوار خاص مع مجلة ‪ ،SME Advisor Arabia‬أشار صالح العبدويل الرئيس التنفيذي ملؤسسة اإلمارات لالتصاالت “اتصاالت”‪،‬‬ ‫إىل التزام املؤسسة بتقديم الخدمات املبتكرة لعمالئها عىل كافة املستويات‪ ،‬حيث تنعكس صورة املستقبل الذيك من خالل العروض‬ ‫التقدميية التي تجسد واقع ملموس ملا سيكون عليه املستقبل‪ ،‬إذ سوف تستعرض “اتصاالت” يف جناحها يف معرض جيتكس ‪2015‬‬ ‫أحدث الخدمات الرقمية والحلول الذكية والتقنيات املستقبلية التي تعكس دورها الفاعل يف بناء املدن الذكية‪ ،‬وإمكانات املؤسسة‬ ‫كرشيك موثوق لتقنية املعلومات واالتصاالت يف املنطقة‪.‬‬ ‫هذا وأكد العبدويل عىل اهتامم “اتصاالت” بدعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف دولة االمارات العربية املتحدة‪ ،‬وهذا تم تتويجه‬ ‫مؤخرا ً من خالل خدمة تأمني املتطلبات التقنية واملكتبية األساسية للرشكات الصغرية واملتوسطة لتتمكن من البدء بأعاملها‪ ،‬وهذا يتيح‬ ‫لتلك الرشكات االستفادة من إنرتنت عايل الرسعة عرب شبكة النطاق العريض الثابت‪ ،‬مكاملات صوتية محلية ودولية مجانية‪ ،‬وأجهزة‬ ‫مجانية مثل أجهزة الكمبيوتر املحمول واألجهزة اللوحية والهواتف الذكية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪www.smeadvisorarabia.com‬‬


‫‪SME ADVISOR ARABIA ISSUE 07‬‬

‫‪22‬‬

‫‪14‬‬

‫تواجه المؤسسات‬ ‫الصغيرة والمتوسطة‬ ‫تحديات عدة لدى‬ ‫محاولتها االقتراض‪ ،‬وبعد‬ ‫ضمان الموافقة على‬ ‫القرض‪ ،‬تقابلها البنوك‬ ‫بتعقيدات عدة من ناحية‬ ‫المستندات المطلوبة‬ ‫والشروط األخرى‪ ،‬إضافة‬ ‫لجداول سداد قصيرة األمد‬

‫الصفحة ‪26‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪36‬‬

‫ازدادت آمال الشباب في‬ ‫األخذ بزمام المبادرة‬ ‫وتسخير طاقاتهم إلحداث‬ ‫تغيير في مجتمعاتهم‬ ‫وأوطانهم عوض االتكال‬ ‫على الحكومات‬

‫‪45‬‬

‫الصفحة ‪34‬‬

‫حسام قطيفان‬ ‫مدير عام االستثامرات‬ ‫ملرصف االمارات‬ ‫لالستثامر‪ -‬االمارات‬

‫غادة اليوسف‬ ‫مدير عام دائرة التواصل‬ ‫واالستدامة ملجموعة مناء‪-‬‬ ‫سلطنة ُعامن‬

‫داود ابراهيم‬ ‫استاذ محارض يف‬ ‫اإلعالم املؤسيس‬ ‫واالجتامعي‪ -‬لبنان‬

‫مرينا سليامن‬ ‫مدير تطوير األعامل‬ ‫والعالقات االسرتاتيجية يف‬ ‫طومسون رويرتز ‪ -‬االمارات‬


‫محتويات العدد‬

‫أطلقنا مركز خدمة‬ ‫للشركات الصغيرة‬ ‫والمتوسطة لإلجابة عن‬ ‫استفساراتها وتزويدها‬ ‫بخدمات تكنولوجيا‬ ‫المعلومات والدعم الفني‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى تخصيص‬ ‫موظفين مؤهلين بالخبرة‬ ‫والكفاءة العالية للوقوف‬ ‫على متطلبات واحتياجات‬ ‫تلك الشركات وضمان‬ ‫تلبيتها‬

‫الصفحة ‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫رواد األعمال‬ ‫‪ 6‬حوار صالح العبدويل الرئيس التنفيذي‪ -‬مؤسسة اإلمارات‬ ‫لالتصاالت “اتصاالت”‬ ‫‪ 14‬مؤسس ‪ MANDILICIOUS‬فايز سالم النصاري‬ ‫إنفوغرافيك‬ ‫‪ 12‬التمويل االسالمي‬ ‫‪ 42‬أسس منو األعامل‬ ‫دراسات وتقارير‬ ‫‪ 18‬املنافسة يف األسواق املزدحمة‬ ‫‪ 26‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف العامل العريب يف مهب‬ ‫تقلبات أسعار النفط‬ ‫‪ 48‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف لبنان‬ ‫‪ 56‬القطاع الصناعي يف العامل العريب‬

‫مجلس‬ ‫التحرير‬ ‫االستشاري‬

‫كالم خبير‬ ‫‪ 22‬تحديات الحوكمة يف الرشكات العائلية‬ ‫‪ 30‬التصميم املدفوع باالبتكار يف املؤسسات الصغرية‬ ‫واملتوسطة الصناعية‬ ‫‪ 36‬عندما تتوىل ريادة األعامل صناعة التغيري يف‬ ‫املجتمع‬ ‫‪ 40‬رواد التغيري‬ ‫‪ 45‬كيف ميكن للشغف أن يساهم بزيادة األداء بنسبة‬ ‫‪43%‬‬ ‫‪ 55‬وقفة ريادية‪ :‬جاسم البستيك‬

‫هاين الهاميل‬ ‫األمني العام ملجلس ديب‬ ‫االقتصادي ‪ -‬االمارات‬

‫الدكتور أرشف جامل الدين‬ ‫الرئيس التنفيذي لحوكمة‪-‬‬ ‫االمارات‬

‫في الشرق األوسط تشكل‬ ‫الشركات العائلية ‪ 90%‬من‬ ‫عدد الشركات‪ ،‬بينما تصل‬ ‫هذه النسبة إلى ‪ 80%‬في‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫و‪ 70%‬في أوروبا‬

‫الصفحة ‪22‬‬

‫سلطان برتجي‬ ‫الرئيس التنفيذي لرشكة‬ ‫انشاء املستشفيات‬ ‫املحدودة – السعودية‬



‫قروض بضمان العمليات التجارية‬ ‫المقدمة في منافذ البيع‪.‬‬ ‫تقدم لكم اخلدمات امل�ضرفية التجارية يف بنك اأبوظبي الوطني قرو�ض ب�ضمان العمليات التجارية‬ ‫املقدمة يف منافذ البيع‪ ،‬وبذلك ميكنك اإدارة اأعمالك بالكفاءة املطلوبة‪.‬‬

‫• قرو�ض ت�صل قيمتها �إىل ‪ 5‬مالين درهم اإماراتي‬ ‫• فرت�ت �صد�د مريحة ت�صل حتى ‪� 48‬صهر ً�‬ ‫• ن�صب فائدة تناف�صية‬ ‫• �لوثائق �ملطلوبة �صهلة وب�صيطة‬ ‫• �صرعة �إجناز �ملعاملة‬ ‫ملزيد من �ملعلومات‪� ،‬أر�صل كلمة “‪� ”POS loan‬إىل ‪� 2050‬أو �أر�صل على �لربيد �لإلكرتوين ‪� CommBankingSales@nbad.com‬أو‬ ‫�ت�صل على �لهاتف �ملجاين ‪800 2211‬‬ ‫‪www.nbad.com‬‬ ‫تخ�صع �ملعاملة ملو�فقة �لبنك‪ .‬تُط ّبق �ل�صروط و�لأحكام‪.‬‬


‫عيون املح ّرر‬ ‫اإلدارة‬ ‫دومينيك دي سوزا‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬ ‫نديم هود‬ ‫الرئيس التنفيذي للمجموعة‬ ‫جينا اوهارا‬ ‫املدير التنفيذي للمجموعة‬ ‫التحرير‬ ‫باسم الزين‬ ‫رئيس التحرير‬

‫‪bassem.zein@cpimediagroup.com‬‬ ‫‪+971 4 440 9153‬‬

‫مدير رعاية الفعاليات‬ ‫جيل فريكالوه‬

‫‪gill.fairclough@ cpimediagroup.com‬‬ ‫‪+971 4 440 9120‬‬

‫التصميم‬ ‫مدير قسم التصميم والجرافيكس‬ ‫غلني روكساس‬ ‫املصمم‬ ‫سولومون آرثر‬ ‫تصوير‬ ‫مكسيم بوريشكني‬ ‫مدير اإلنتاج‬ ‫جاميس تاريان‬ ‫طبعت يف‪:‬‬ ‫‪Print Well‬‬

‫املكتب الرئييس‬ ‫ص‪.‬ب‪ 13700 .‬ديب‬ ‫هاتف‪0097144409100 :‬‬ ‫فاكس‪0097144472409 :‬‬ ‫حقوق النرش‪ :‬جميع حقوق النرش محفوظة‪ .‬رغم أن النارش‬ ‫توخى الدقة وأقىس درجات اإللتزام باملعلومات‪ ،‬إال اننا غري‬ ‫مسؤولون عن اية أخطاء تتضمنها املجلة‪.‬‬ ‫التقارير واملقاالت التي يكتبها املساهمون يف املجلة تعرب‬ ‫عن ارائهم وال تتحمل ‪ SME Advisor Arabia‬املسؤولية‬ ‫عن مضمونها‬

‫”الفشل هو مجموعة التجارب التي تسبق النجاح”‬ ‫رابندراناث طاغور‪ ،‬شاعر وفيلسوف هندي‬ ‫لكل زمن مفرادته‪ .‬ففي حني طغت كلمة االخرتاع عىل حياة االنسان منذ بداياتها‪ ،‬نرى اليوم تحوالً أساسياً يف‬ ‫املفردات‪ ،‬حيث نشهد كرثة اعتامد كلمة ابتكار واستدامة يف مفرداتنا اليومية‪.‬‬ ‫فام هو الفرق بني االخرتاع واالبتكار؟‬ ‫االخرتاع هو كل فكرة جديدة ومفيدة قابلة للتطبيق‪ .‬أي يجب أن يكون هذا االخرتاع جديد ومن املمكن صنعه‬ ‫وتطبيقه عىل أرض الواقع بسهولة ويرس‪ .‬بعدها مينح املخرتع حقوق براءة اخرتاع‪.‬‬ ‫ظلت معظم االخرتاعات حتى القرن العرشين من إنتاج مخرتعني أفراد‪ ،‬كانوا يعملون كل عىل حدة‪ ،‬معتمدين بشكل‬ ‫واسع عىل معرفتهم ومهاراتهم الشخصية‪ .‬أ ّما اليوم‪ ،‬فحل محل املخرتع املنفرد مجموعات من العلامء الفنيني الذي‬ ‫يعملون معاً يف مختربات حكومية أو صناعية أو جامعية للبحوث العلمية‪ ،‬ويتمتعون مبيزانيات ضخمة ومتويالت‬ ‫حكومية وغري حكومية‪ .‬ومن خالل اإلسهام املشرتك بقدراتهم بدال من العمل عىل انفراد‪ ،‬فإن هؤالء املخرتعني‪ ،‬الذين‬ ‫يبدّلون وجه البرشية يوماً بعد يوم‪ ،‬يزيدون من فرص ابتكار اخرتاعات نافعة باتت تحتل الجزء الرئييس من حياة أي‬ ‫انسان‪. .‬‬ ‫ظهرت أوىل االخرتاعات منذ العرص الحجري القديم‪ ،‬والذي استمر إىل عام ‪ 8000‬قبل امليالد تقريبا‪ .‬فقد اخرتع اإلنسان‬ ‫يف ذلك العرص الفؤوس واملعدات األخرى التي استعملها يف حياته اليومية عن طريق تشذيب العظام والصخور وقرون‬ ‫اختعت األقواس والسهام والرِماح‪ ،‬وقد اكتشف اإلنسان أيضاً كيف يشعل النار بطرق بدائية‪،‬‬ ‫الحيوانات والعاج‪ .‬كام ُ‬ ‫لكن مام ال شك فيه أن هذه الطريقة البدائية بدّلت حياته إىل األبد‪.‬‬ ‫وتعلم اإلنسان سبل إنتاج املحاصيل الزراعية‪ ،‬ولذا اخرتع املناجل واملعاول واألدوات األخرى‪ .‬وحينام تعلم إنسان‬ ‫العرص الحجري صيد الحيوانات‪ ،‬استخدم فرائها وجلودها يف صنع املالبس‪ ،‬ولكن عدد الحيوانات مل يكن كافياً‪ ،‬مام‬ ‫دفع املزارعني إىل البحث عن مصادر أخرى ملالبسهم‪ .‬ودفعتهم الحاجة للمنسوجات إىل اخرتاع املغازل لغزل الخيوط‬ ‫واألنوال لنسج الخيوط يف االقمشة‪.‬‬ ‫وتعلم اإلنسان يف العرص الحجري الحديث ط ْرق املعادن مثل النحاس والذهب والفضة ليصنع منها أدوات الزينة‬ ‫واألسلحة واالدوات املختلفة‪.‬‬ ‫الخلق‪ .‬أي تطوير قيم جديدة‬ ‫أ ّما االبتكار‪ ،‬وهو ما يعرف بـاالنجليزية بـ ‪ ،Innovation‬فهو مصطلح يعني التطوير ّ‬ ‫للمستهلك من خالل حلول تتجاوب مع متطلبات جديدة له أو ملتطلبات قدمية للمستهلك أو السوق‪ ،‬إمنا بطرق‬ ‫جديدة‪ .‬ويتم إنجاز ذلك من خالل تفعيل منتجات مبتكرة عرب نوع متخصص من املشاريع‪ ،‬تدعى املشاريع االبتكارية‪،‬‬ ‫ويف أغلب األحيان يتم توظيف طرق أو منهجيات التطوير اإلبتكاري‪.‬‬ ‫يختلف االبتكار عن االخرتاع يف أن االبتكار يشري إىل استخدام فكرة أو أسلوب متداولني بطريقة أفضل مام هو معتاد‪،‬‬ ‫بينام االخرتاع يعني خلق فكرة أو أسلوب جديدين مل يكونا معروفني من قبل‪.‬‬ ‫وففي فرتة النهضة الصناعية والتقنية‪ ،‬اعترب االبتكار جزءا ً ال يتجزأ من عملية التطوير املستمر ومل تكن لها معامل‬ ‫واضحة‪ .‬مع انخفاض املردود االقتصادي والتأثري النوعي من مامرسة منهجيات التطوير املستمر‪ ،‬كالتصنيع الرشيق‪،‬‬ ‫بدأت تشق طريقها منهجيات وطرق التطوير االبتكاري‪.‬‬ ‫لكن مام ال شك فيه أن عجلة االبتكار أرسع بكثري من عجلة االخرتاع‪ ،‬ولذا ميكننا القول أن القرن الحادي والعرشين‬ ‫هو الخطوة األوىل يف مسرية التحول من االخرتاع إىل االبتكار‪ ،‬إذ قد تشهد البرشية كامً هائالً من التصاميم االبتكارية‪،‬‬ ‫الفكر االبتكاري والتنفيذ االبتكاري ‪ ،‬وكل ذلك سيؤثر يف حياة الناس بشكل يومي‪ .‬لكن‪ ،‬وللوهلة أوىل‪ ،‬يبدو أن تغيري‬ ‫وجه البرشية من خالل االخرتاع بات أكرث صعوبة مع حالة االكتفاء التي وصلت إليها‪.‬‬ ‫وعليه أعتقد أن ما ذكر آنفاً‪ ،‬يخالف إىل حد بعيد ما قاله دوستويفسيك‪:‬‬ ‫إن القيام بخطوة جديدة أو التلفظ بكلمة جديدة هو أكرث ما يخشاه الناس‬

‫باسم الزين‬ ‫رئيس التحرير‬

‫شريك المعرفة‬

‫الشريك المقدّم‬


‫‪STRATEGIC‬‬ ‫‪SME PARTNER‬‬

‫‪PRESENTING‬‬ ‫‪PARTNER‬‬

‫حوافز جديدة للفوز في العام ‪2015‬‬ ‫فرصة فريدة من نوعها للقاء الممولين الجديين‬

‫‪3,028‬‬

‫طلب ترشيح في ‪2014‬‬

‫‪1000‬‬ ‫مشارك‬

‫‪22‬‬

‫قطاع أعمال متنوع‬

‫‪11‬‬

‫‪ 11‬دولة من الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬

‫‪1‬‬

‫حدث واحد ال يمكن تناسيه‬

‫فرصة مميزة الحداث التغيير‬ ‫فهل انت جاهز لذلك؟‬

‫قم بالتسجيل اآلن‬




‫الشريك المقدّم‬

‫الـعـربيـة‬ ‫ّ‬ ‫العدد الثامن‬ ‫‪ 15‬أكتوبر – ‪ 15‬نوفمبر‬

‫صالح العبدولي ‪ -‬الرئيس التنفيذي لمؤسسة اإلمارات لالتصاالت‪:‬‬

‫نستعرض هذا العام في جيتكس‬ ‫أحدث الخدمات الرقمية والحلول الذكية والتقنيات المستقبلية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.