محلق رواق ـ العدد الصفري

Page 1

‫العدد (‪)0‬‬

‫ملحق شهري يصدر عن‬ ‫فبراير ‪٢٠١٥‬م‬

‫‪1.5‬‬

‫مليون وافد يعملون في‬ ‫السلطنة حتى مايو ‪2014‬م‬

‫المصدر المركز الوطني لإلحصاء والمعلومات‬

‫‪6‬‬

‫أعمال فنّ ّية تحلِّ ق في فضاءات‬ ‫الدهشة‬

‫‪12‬‬

‫اتجاهات التوظيف العالمية‬ ‫والتوقعات االجتماعية ‪2015‬‬

‫‪20‬‬

‫توجهات االقتصاد الوطني‬ ‫لتنويع مصادر الدخل‬


‫إنطالقة‬

‫‪2‬‬

‫كرا�ســــات‬ ‫ا�سرتاتيجية‬

‫د‪ .‬إبراهيم بن أحمد الكندي‬

‫وبوابة‬ ‫مفتتحا جديدا لإلبداع‪،‬‬ ‫من هنا نبدأ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للمعرفة‪ ،‬نشق جدوال لإلبداع نأمل أن يتدفق‬ ‫مساحة ال بأس بها من‬ ‫بالتنوير ليغذي‬ ‫ً‬ ‫المشهد الثقافي الباحث عن كل ما هو مغاير‪،‬‬ ‫ومختلف‪ ،‬ومتباين في نمطه ووظيفته وفكرته‬ ‫من فنون االبتكار على الساحة اإلبداعية‪..‬‬ ‫هنا نتيح في (رواق – المكان والمطبوعة)‬ ‫مساحة قابلة لالتساع دائما‬ ‫على السواء‬ ‫ً‬ ‫للمواطنين‪ ،‬والزائرين‪ ،‬وضيوف السلطنة لكي‬ ‫يمارس المبدعون‪ ،‬والمفكرون (صهيل أفكارهم)‪،‬‬ ‫و(تغريد عقولهم)‪ ،‬حيث تتالقى األفكار والرؤى‪،‬‬ ‫في حوار ثقافي وعلمي جاد منتج للنظريات‪،‬‬ ‫وقابل للتطبيق‪ ،‬وباحث عن حلول واقعية لقضايا‬ ‫وإشكاليات المشهد العربي والعماني المعاش‪،‬‬ ‫تغرد خارج‬ ‫ونرحب بكل فكرة جديدة ْ‬ ‫وإن كانت ّ‬ ‫السياق المعتاد لتثري التجربة اإلنسانية وتضيف‬ ‫بصمة جديدة على خارطة اإلبداع‪.‬‬ ‫م ًعا ننطلق لنحقق ما كان ممتنعا يوماً‪ ،‬ونحلم‬ ‫باإلنجاز‪ ،‬ونتشارك في صنع ُمناخ صحي يفتح‬ ‫أبوابه للجميع‪ ،‬وبدون استثناء غايتنا االرتقاء‬ ‫بالوطن‪ ،‬وأدواتنا (الفكر واإلبداع)‪ ،‬وروحنا‬ ‫(االنفتاح الثقافي) حيث تجتمع جداول الفكر‬ ‫لتصب في بحيرة االبتكار فنأخذ منها ما يقفز‬ ‫بنا خطوات واسعة إلى األمام‪ ،‬ونحو المستقبل‬ ‫دون الركون إلى التحديات التي تعتري اإلبداع‬ ‫الالمحدود والفكر الطامح‪ ،‬والرؤية المستقبلية‪..‬‬ ‫من هذا (الرواق) ستكون انطالقتنا نحو فصل‬ ‫جديد في عالقة المؤسسات بالمجتمع ورابطة‬ ‫جديدة تدعم أواصر الفكر حالمين بوالدة عقل‬ ‫إبداعي يفكر خارج السياقات المعتادة ويسبح‬ ‫في نهر من األفكار تؤسس لألجيال القادمة رؤية‬ ‫جديدة‪ ،‬وعالم ال يعرف المستحيل‪.‬‬

‫اإ�سدارات مركز الدرا�سات والبحوث‬

‫رواق‪ ..‬ينتظر تفاعلكم‬

‫العدد ‪1‬‬

‫القطاع اخلا�ص ودوره يف التنمية‬ ‫التـحـديـات والنـتـائـج واملعاجلـات‬ ‫نا�صـر �أبو عــون‬ ‫بحوث خلدمة املجتمع ودعم �سانع القرار‬

‫مع ملحق رواق كتيب استراتيجي‬ ‫الرئيس التنفيذي‬ ‫د‪ .‬إبراهيم بن أحمد الكندي‬ ‫مديرة مركز الدراسات والبحوث‬ ‫اإلشراف التحريري‬ ‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬ ‫المراجعة التحريرية‬ ‫عبد الرزاق الربيعي‬ ‫ناصر أبو عون‬ ‫التنسيق الفني والمتابعة‬ ‫زبيدة بنت علي البلوشية‬ ‫اإلخراج والتنفيذ‬ ‫طاهر الحراصي‬ ‫محمد بن راشد العيسائي‬ ‫التصوير‬ ‫حمد الرئيسي‬ ‫الترجمة‬ ‫أحالم الشعيلية‬ ‫إصدار متخصص يصدر مع جريدة عمان عن مركز الدراسات والبحوث‬ ‫جميع اآلراء الواردة في اإلصدار تعبر عن آراء كاتبيها فقط وال تعبر عن رأي المؤسسة‪.‬‬

‫يرحب رواق بجميع المشاركات والمساهمات واإلبتكارات العلمية والبحثية التي‬ ‫تقدم حلوال قابلة للتطبيق‪ ،‬ونرجو تواصلكم عبر‪:‬‬

‫هاتف‪/ 24649145 :‬فاكس‪24649143 :‬‬ ‫ايميل‪rawaq.r.s.c@gmail.com :‬‬

‫ُط ِبع بمطابع مؤسسة ُعمان للصحافة والنشر واإلعالن‬


‫أخبار‬

‫مركز الدراسات والبحوث‬

‫إصداراتنا الجديدة‬

‫ي�شارك مركز الدرا�سات والبحوث بم�ؤ�س�سة عمان‬ ‫لل�صحافة ‪،‬والن�شر‪ ،‬والإعالن في معر�ض م�سقط الدولي‬ ‫للكتاب بمجموعة من الإ�صدارات في �ش ّتى المعارف‪،‬‬ ‫ومن هذه الإ�صدارات كتاب "الموارد الب�شريّة والت�أ�سي�س‬ ‫للم�ستقبل" الذي �ض ّم حزمة من الدرا�سات‪ ،‬والبحوث‬ ‫الإدارية التي قدمها ثلة من علماء الإدارة حول العالم‪،‬‬ ‫والذين يتميزون ب�سيرة علمية زخمة ‪ ،‬وتجربة تدريبية‬ ‫عالمية ذات �أبعاد متعددة‪ ،‬ويدور محورها الرئي�س حول‬ ‫مفهوم التمكين"‪ ،"Empowerment‬وهو مفهوم‬ ‫بد�أ طرحه منذ فترة‪� ،‬إذ بد�أ ينت�شر لتعزيز جهود الجودة‬ ‫ال�شاملة في الم�ؤ�س�سات‪ .‬وكتاب" المجال�س العامّة‬ ‫ودورها في تعزيز القيم " لل�شيخ المكرّم محمد بن‬ ‫حمد بن علي الم�سروري ‪ ،‬والكتاب تطواف في ال�سبلة‬ ‫العمانية‪ ،‬والمجال�س العامة في ما�ضيها‪ ،‬وحا�ضرها ‪،‬‬ ‫وجاء ب�ستة مباحث تناولت مكانة ال�سبلة العمانية �أو‬ ‫المجال�س العامة‪ ،‬و�أدوارها ال�سيا�سية واالجتماعية‪،‬‬ ‫واالقت�صادية‪ ،‬والتربوية والثقافية مع تقديم نماذج من‬ ‫عمارة ال�سبلة‪� ،‬أو المجال�س العامة ‪.‬‬ ‫"أخالقيات العمل‬ ‫كتاب‬ ‫ّ‬ ‫الوظيفي‬ ‫المهني واالرتقاء‬ ‫ّ‬ ‫"تأليف ‪:‬مجموعة من الباحثين‬ ‫‪،‬وتضمن أوراق وبحوث‬ ‫ّ‬ ‫المؤتمر المنعقد في الفترة‬ ‫من ‪ 25 – 19‬مايو ‪2013‬‬

‫وكتاب" م�ضيق هرمز ‪..‬بوّابة النفط العالميّة "‬ ‫للدكتور علي بن عمر العبادي الروّا�س ‪،‬يتح ّدث حول‬ ‫م�ضيق هرمز الذي يحظى بمكانة مهمّة وحيويّة في‬ ‫المنظومة االقت�صادية ‪،‬والتجاريّة على الم�ستوى الدولي‬ ‫‪ ،‬لكونه بوابة عبور تربط الغرب بال�شرق ‪،‬و�صمّام الأمان‬ ‫للإمدادات النفطيّة التي ت�ص ّدرها دول الخليج العربي‬ ‫�إلى �شتى نواحي العالم‪ .‬ويتناول كتاب " �أيّوب بن ملنج‬ ‫البلو�شي‪ .‬رائد النحت العماني" تجربة نحتيّة عمانيّة‬ ‫رائدة هي تجربة النحّ ات �أيوب ملنج الذي ت�أ ّلق ا�سمه‬ ‫داخل‪ ،‬وخارج ال�سلطنة من خالل المعار�ض التي �شارك‬ ‫فيها ‪.‬‬ ‫وت�شارك ‪،‬كذلك ‪ ،‬الكتب التي �أ�صدرها المركز في العام‬ ‫الما�ضي ‪ ،‬نظرا لزيادة الطلب عليها ‪،‬ومن هذه الكتب "‬ ‫الثقافة العمانية ‪..‬تج�سيد لحوار الح�ضارات" ت�أليف‪:‬‬ ‫مجموعة من الباحثين ‪ ،‬يتناول وقائع الأيام الثقافية‬ ‫للجمعية العمانية للكتاب‪ ،‬والأدباء التي �أقامتها في‬

‫تون�س ( ‪ 28 - 25‬يونيو ‪ 2012‬م) ‪ ،‬وهذه الأيام جمعت‬ ‫تنوّعا ابداعيا جمع ال�شعر‪ ،‬والق�صة‪ ،‬والبحوث‪ ،‬وفن‬ ‫ال�سينما‪ ،‬واحتفت بالفكر العماني القديم ‪ ،‬عبر فعاليّات‬ ‫ج�سّ دت الحياة العمانية بمختلف �أطيافها‪ ،‬ومنجزاتها‬ ‫في �شتى الميادين‪ ،‬ومحا�ضرات عك�ست الواقع الثقافي‬ ‫العماني بجميع تجلياته الأدبية ‪ ،‬والفكرية ‪ .‬ومن‬ ‫الكتب المتخ�ص�صة في مجال تنمية الموارد الب�شرية‬ ‫ت�ض ّم مجموعة كتب المركز كتاب "�إدارة التغيير‬ ‫وا�ستراتيجيّات المحيط الأزرق‪ ،‬ت�أليف ‪:‬مجموعة‬ ‫من الباحثين ‪،‬وي�ض ّم بحوث م�ؤتمر "تخطيط النمو‬ ‫اال�ستراتيجي‪ ،‬و�إدارة التغيير ب�سلطنة عمان" الذي‬ ‫�أقيم في ‪� 15‬أكتوبر ‪ 2012‬والتطبيقات في التخطيط‬ ‫اال�ستراتيجي ‪،‬و�آلية ابتكار الطلب على المنتجات من‬ ‫خالل المتابعة المتزامنة للقيمة العالية ‪،‬والتكلفة‬ ‫المنخف�ضة وتركز هذه اال�ستراتيجية على دخول‬ ‫المناف�سة من خالل �صناعة �أ�سواق جديدة ال يكون فيها‬ ‫مجال للمواجهة مع الخ�صم‪.‬‬ ‫وكتاب "�أخالقيّات العمل المهني واالرتقاء الوظيف ّي‬ ‫“ت�أليف ‪:‬مجموعة من الباحثين ‪،‬وت�ضمّن �أوراق‬ ‫وبحوث الم�ؤتمر المنعقد في الفترة من ‪ 25 – 19‬مايو‬ ‫‪2013‬الذي �أقامه مركز الدرا�سات والبحوث بم�ؤ�س�سة‬ ‫عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن ‪،‬ليكون مرجعا‬ ‫للدار�سين والمتدرّبين في مجال الموارد الب�شريّة‬ ‫‪،‬ويق ّدم خال�صة للك�شف عن ال�سلوكيات الأخالقية‬ ‫والال�أخالقية داخل الم�ؤ�س�سات‪ ،‬مع تحديد وتو�صيف‬ ‫�أخالقيات العمل‪ ،‬وو�ضع تو�صيات عملية وقابلة للتطبيق‬ ‫‪ .‬وكتاب " دور الحكومة الإلكترونيّة في الح ّد من جرائم‬ ‫الإعتداء على المال العام "ت�أليف ‪ :‬حميد بن نا�صر‬ ‫بن حميد الحجري ‪ ،‬يت�ألف الكتاب من �أربعة ف�صول‬ ‫ا�ستند خاللها الباحث على درا�سة ميدانية قام بها على‬ ‫موظفي القطاع العام في ال�سلطنة ‪ ،‬وتعود �أهميّتها �إلى‬ ‫قلة الدرا�سات في هذا المو�ضوع نظراً لحداثت ِه‪ ،‬كما‬ ‫�أنها تعتبر �أول درا�سة على ال�صعيد المحلي ‪ ،‬وحداثة‬ ‫ا�ستخدام الحكومة الإلكترونية في �أغلب دول العالم‪،‬‬ ‫تما�شياً مع توجهات الحكومة العمانية نحو مواكبة ع�صر‬ ‫التحديث با�ستخدام التقنيات الحديثة‪ .‬وكتاب "ج�سـ ــر‬ ‫بيـن حـ�ضارتـين " و�ض ّم البحوث التي �شاركت في ندوة‬ ‫"العالقات العمانيّة العراقيّة – ر�ؤى معا�صرة" التي‬ ‫�أقامها مركز الدرا�سات والبحوث في ‪ 26 – 25‬دي�سمبر‬ ‫‪2013‬م ‪،‬وتح ّدث الباحثون عن العالقات التاريخية التي‬ ‫تربط �سلطنة عمان بالعراق منذ �أقدم الع�صور ‪� ،‬إلى‬ ‫جانب العالقات الثقافيّة ‪،‬والتجاريّة ‪ ،‬واالقت�صادية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫مركز الدراسات‬ ‫والبحوث‬ ‫يشارك بمعرض‬ ‫مسقط الدولي‬ ‫للكتاب ‪2015‬‬


‫أخبار‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫‪4‬‬

‫أعمال فنّ ية تحلِّ ق في فضاءات الدهشة‬

‫معرض "بيت فن صحار" في "رواق الفكر"‬

‫مع تع ّدد االتجاهات‪ ،‬وتنوّع الأ�ساليب في التجارب‬ ‫الت�شكيليّة الحديثة لم يعد من الممكن ح�صر هذه‬ ‫التجارب في قالب محدد‪� ،‬أو �إطار �ضيّق‪ ،‬مراعاة الختالف‬ ‫الأذواق‪ ،‬وبذلك ي�ستطيع الفنان �إي�صال ر�سالته الجماليّة‬ ‫�إلى الجمهور‪ ،‬و�إن اختلفت م�ستوياته‪ ،‬من هنا ف�إ ّن ال�سمة‬ ‫الأبرز لمعر�ض م�ؤ�س�سة "بيت فن �صحار" الذي �أقامته‬ ‫بالتعاون مع مركز الدرا�سات والبحوث التابع لم�ؤ�س�سة‬ ‫عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن في "رواق الفكر" ‪ ،‬هي‬ ‫التنوّع الذي يعك�س ثراء التجربة الت�شكيليّة العمانيّة‪،‬‬ ‫ولم يقت�صر هذا على الأ�شكال‪ ،‬والأ�ساليب بل تجاوز هذا‬ ‫�إلى الخامات الم�ستخدمة‪ ،‬كما ر�أينا في عملي الفنان‬ ‫علي الجهوري الذي قام ب�إعادة تدوير الحديد‪ ،‬وهو من‬ ‫الأ�ساليب الحديثة التي �أبتكرت لمعالجة الأزمة البيئية‬ ‫التي ت�ض ّر �صحّ ة الإن�سان ‪ ،‬وته ّدد الحياة‪ ،‬ووجد الف ّنانون‬ ‫الح ّل في �إعادة ا�ستخدامه في �أعمال ت�شكيليّة ‪ ،‬تعك�س‬ ‫ر�ؤى جديدة ‪ ،‬والجهوري من ه�ؤالء الفنانين الذي �أ�سبغوا‬ ‫على مادّة الحديد من �أرواحهم ‪ ،‬و�أحالمهم ‪ ،‬بخا�صة في‬ ‫عمله "مملكة النحل"‪ ،‬جاعال من المادة و�سيلة للتعبير‬ ‫عن عواطفه‪ ،‬و�أحا�سي�سه الجيا�شة‪ ،‬والأمر ينطبق على‬ ‫�أعمال الفنان علي الجابري الذي �شارك بثالث منحوتات‬ ‫رخاميّة م�ستوحاة من الطبيعة‪ ،‬ف�أ�ضفى لم�سة رومان�سيّة‬ ‫للمادة ال�صلدة ‪ ،‬ليجمع بين المنظور الواقعي والح�س‬ ‫الرومان�سي ‪ ،‬م�ستم ّد�أ ت�صوّراته ‪،‬ور�ؤاه‪ ،‬من البيئة التي‬ ‫�ش ّكلت بثرائها م�صدرا خ�صبا لأعمال الفنان داود ال�شبلي‪،‬‬ ‫فغلب عليها الطبع الواقعي‪ ،‬الملت�صق بتفا�صيل الحياة‪،‬‬ ‫ونب�ضها‪ ،‬م�صوّرا العادات‪ ،‬والتقاليد‪ ،‬ولم يتو ّقف عند‬ ‫ذلك‪ ،‬بل تع ّدى به �إلى فن ت�صوير مظاهر الحياة العامة‪،‬‬ ‫ومناطحة الثيران‪ ،‬وهي لعبة محلية �شهيرة في ال�سلطنة‬ ‫‪ ،‬ثم انتقل �إلى ت�صوير المباني القديمة‪ ،‬فنجح الف ّنان‬ ‫في نقل �أحا�سي�سه‪ ،‬وم�شاعره �إلى المتلقي عبر خطوط‪،‬‬ ‫و�ألوان‪ ،‬وتكوينات ب�صريّة‪� ،‬أمّا الف ّنان �أحمد ال�شبيبي‬ ‫الذي �شارك بثالثة �أعمال خزفيّة‪ ،‬من الفن الذي يعود‬ ‫�إلى �أقدم الع�صور‪ ،‬وهو من الفنون الإ�سالميّة المعروفة‪،‬‬ ‫جاعال من الطين المزجّ ج المفخور‪ ،‬والم�صبوب‬ ‫ب�أ�شكال مختلفة و�سيلة تعبير‪ ،‬ي�شرح من خاللها نظرته‬ ‫لتفا�صيل ت ّت�صل بحياتنا اليوميّة‪.‬‬ ‫ومن الواقعيّة‪ ،‬والرومان�سيّة‪ ،‬نقلتنا �أعمال م�ؤ�س�سة "بيت‬ ‫فن �صحار" الم�شاركة في المعر�ض �إلى الفن الحديث‬ ‫الذي احت ّل حيّزا من المعر�ض عبر �أعمال الت�شكيليتين‬ ‫"�سماح النعمانيّة"‪ ،‬و"ليلى المعمريّة" التي جنحت‬ ‫للتجريد ‪ ،‬م�ؤ ّكدة م�سايرة الفنان العماني لم�سيرة الفن‬ ‫الت�شكيلي في العالمي ‪،‬وانفتاحه على ك ّل ماهو جديد ‪،‬‬ ‫�إذ جاءت اللوحات لتعبر عن طق�س نف�سي‪ ،‬ور�ؤى فكرية‬ ‫متباينة فيما يعرف بالفن التعبيري الحر الذي يعتمد‬ ‫في �إي�صال الفكرة والحالة النف�سية على براعة الفن في‬

‫�صورة ار�شيفية حلفل افتتاح رواق الفكر‬

‫ا�ستخدام الألوان و�ضربات الفر�شاة على �سطح اللوحة‬ ‫لينتقل بالم�شاهد من الحالة الخارجية الحائرة �إلى‬ ‫عالم البواطن ال�سريّة‪ ،‬وي�شتغل على فل�سفة الت�أويل في‬ ‫مقابل المبا�شرة ‪،‬والو�ضوح التي تعد حالة تقليدية بحتة‬ ‫يجب �أن يعبّر عنها الفنان الت�شكيلي وال يتوقف عندها‪.‬‬

‫من الفعاليات ت�ستقطب العديد من الم�شاركين من‬ ‫التنويعات الت�شكيلية‪ ،‬والمدار�س الفنية وعبر معار�ض‬ ‫جماعية وفردية م�صحوبة بالمو�سيقى والطاوالت‬ ‫البحثية والعرو�ض الم�سرحية واالحتفال بالعديد من‬ ‫المنا�سبات الوطنية والدولية ‪.‬‬

‫لقد م ّثل معر�ض م�ؤ�س�سة "بيت فن �صحار" الذي �أقيم‬ ‫�ضمن فعاليات افتتاح "رواق الفكر" �إطاللة جميلة على‬ ‫تجارب �شابّة ‪ ،‬لمجموعة من الف ّنانين العمانيين الذين‬ ‫جمعهم حب ّ الفن من مناطق مختلفة ‪ ،‬تحت �سقف بيت‬ ‫ت�شكيلي �سبق له �أن �أقام ع ّدة معار�ض في �سفينة �شباب‬ ‫عمان والمركز الثقافي الفرن�سي ب�صحار‪ ،‬ومهرجان‬ ‫�صحار ال�سياحي ‪ ،‬وانتقاال من هذه الحالة �سوف يعمل‬ ‫"رواق الفكر" على تقديم معار�ض فنية وعرو�ض �أخرى‬ ‫على ر�أ�س �أجندته للعام الجديد لتقديم لوحة متنا�سقة‬

‫وهنا ن�ؤ ّكد على �ضرورة دعم المجتمع لهذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫التي ت�سعى للإرتقاء به من خالل ما تق ّدمه من‬ ‫�أعمال ف ّنيّة تنطلق من ق�ضاياه ‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وموروثاته‬ ‫الثقافيّة التي ت�ستلهم منها مو�ضوعاتها‪ ،‬وت�ضفي عليها‬ ‫من �إبداعاتها ‪ ،‬فالأخذ ب�أيدي �أ�صحاب هذه التجارب‬ ‫م�س�ؤوليّة ي�شترك بها الجميع ‪ ،‬م�ؤ�س�سات ‪،‬و�أفرادا ‪،‬‬ ‫لكي توا�صل م�شاريعها الف ّنيّة وتظ ّل تح ّلق في ف�ضاءات‬ ‫الده�شة‪..‬‬


‫مقال‬

‫خطوة إلى االبتكار‬

‫بقلم‪ :‬زبيـدة البـلوشي‬

‫‪Zubaida.albuloshi@omandaily.om‬‬

‫�إن التقدم الح�ضاري الذي نلم�سه في مختلف‬ ‫جوانب حياتنا يعود �إلى تفكير‪ ،‬و�إبداع‪ ،‬وابتكار �أجيال‬ ‫متعاقبة من الجن�س الب�شري‪ ،‬ومما ال�شك فيه �أن‬ ‫لالبتكار دورا حا�سما في النهو�ض بعملية البناء‪،‬‬ ‫والتطوير‪ ،‬والتنمية في كل المجاالت‪ ،‬وهذا ما �أكد‬ ‫عليه ك ّل من جيلفورد وتوران�س في درا�ستهما ‪� " :‬إنه‬ ‫ال يوجد �شيء يمكن �أن ي�سهم في رفع م�ستوى رفاهية‬ ‫‪،‬وتطور الإن�سانية‪ ،‬وتقدمها‪� ،‬أكثر من رفع م�ستوى الأداء‬ ‫الإبداعي واالبتكار لدى الأمم وال�شعوب"‪.‬‬ ‫‪� ‬إال �أن واقع الحال ي�شير �إلى تدنٍ وا�ضح في ثقافة‬ ‫االبتكار في ال�سلطنة ‪،‬ح�سب ما جاء في م�ؤ�شر التقرير‬ ‫التناف�سية العالمية ‪2014‬م ‪ ،‬وكذلك في تقرير المنظمة‬ ‫العالمية للحقوق الفكرية لعام ‪2013‬م‪� ،‬إذ احتلت‬ ‫ال�سلطنة المركز (‪ )80‬من �أ�صل (‪ )142‬دولة‪ ،‬وهذا‬ ‫يو�ضح �أن هنالك تحد حقيقي في عدم االهتمام بهذا‬ ‫الجانب‪ ،‬وتغييب دوره المهم كونه ي�سهم في تحديد‬ ‫م�سار ا�ستراتيجي يح ّفز النمو االقت�صادي‪ ،‬ويع ّزز‬ ‫القدرات التناف�سية لل�سلطنة ‪ ،‬كما يع ّزز تنمية م�ستدامة‬ ‫تتميز بالجودة والكفاءة ت�سهم في نمو �سوق العمل‪.‬‬ ‫�إن غياب ثقافة االبتكار عند البع�ض تع ّد م�شكلة‬ ‫حقيقة ‪ ،‬يجب درا�ستها ‪،‬ومعالجتها‪ ،‬وتحديد التحديات‬ ‫التي تواجهها‪ ،‬فهي �أحد �أهم الأهداف التي ت�سعى‬ ‫المجتمعات الإن�سانية �إلى تحقيقها ‪ ،‬ينبغي تعزيزها‬ ‫�إنطالقا من ‪ ‬مرحلة الطفولة ‪ ،‬باعتبارها من �أهم‬

‫في فبراير‬

‫المراحل الخ�صبة التي ن�ستطيع من خاللها �أن نكت�شف ليخبره ماذا يتعلم؟ ومتى يتعلم؟‬ ‫ونميز المبتكر‪ ،‬فالطفل في المرحلة الأولى من عمره‬ ‫لذلك نحن بحاجة ما�سة �إلى برامج تعزيز‪،‬‬ ‫يبد�أ بتمييز الأ�شياء‪ ،‬وينجذب للحركات ‪،‬ويقوم بتقليد‬ ‫وتدريب المعلمين‪ ،‬والم�شرفين القائمين على البرامج‬ ‫الكبار ‪ ، ‬ويت�أثر بالأمور الخارجية‪ ،‬فيبد�أ لديه حب‬ ‫التربوية‪ ،‬وبحاجة ما�سة �إلى مناهج تعليمية ت�شجع‬ ‫االكت�شاف بالظهور ‪ ،‬واالطالع‪ ،‬والتركيز‪ ،‬وال�س�ؤال‪،‬‬ ‫التفكير‪ ،‬والإبداع‪ ،‬واالبتكار يعتمد عليها �أبنا�ؤنا ‪ ،‬وتغيير‬ ‫والتجربة ‪ ،‬جميعها م�ؤ�شرات ت�ساعد في اكت�شاف‪ ،‬وتمييز‬ ‫الأ�سلوب التلقيني الذي يعتمد على ح�شو المعلومة �إلى‬ ‫المبدع‪ ،‬وهنا ي�أتي دور الأ�سرة في توفير البيئة المالئمة‬ ‫تعليم �إبداعي‪ ،‬وفرد الم�ساحة الكافية للطفل في التفكير‪،‬‬ ‫للإبداع ‪،‬واالبتكار‪ ،‬من حوار واحترام و�إثارة عقلية‪،‬‬ ‫واالكت�شاف وحل الم�شاكل بطريقة �إبداعية مبتكرة ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والمجلت‪،‬‬ ‫وتوفير الأدوات المتمثلة في الألوان‪ ،‬والكتب‪،‬‬ ‫و�إعطائه الفر�صة في التعبير عن ر�أيه‪ ،‬فهو مجبر ‪،‬في‬ ‫وق�ص�ص الأطفال‪ ،‬والو�سائل الإلكترونية من الأقرا�ص‬ ‫الغالب‪ ،‬على �أن ي�أخذ ما في كتابه المدر�سي فقط ‪ ،‬لذا‬ ‫المدمجة ‪ ،‬وبع�ض الأدوات‪ ،‬والألعاب لممار�سة بع�ض‬ ‫علينا ت�شجيع ثقافة النقا�ش‪ ،‬و �إبداء الر�أي �أثناء الح�ص�ص‬ ‫المهارات الحركية‪ ،‬حتى يمكن ا�ستغالل هذه القدرات‬ ‫المدر�سية‪ ،‬و�إعادة ‪ ‬النظر في المناهج التعليمية‪،‬وال�سعي‬ ‫العقلية ‪،‬والمواهب الكامنة منذ وقت مبكر من عمر‬ ‫وراء مناهج تق ّد�س العقل‪ ،‬وتقدمه على النقل الحرفي‪� ،‬إذ‬ ‫الطفل ‪،‬حيث �أن الإبداع �إذا لم ي�شجع في مرحلة الطفولة‬ ‫�أن تعليم الطفل في المراحل الأولى من عمره على حب‬ ‫المبكرة ف�إن ت�شجيعه بعد ذلك يكون �ضعيف الجدوى‬ ‫االطالع ‪ ،‬واالكت�شاف‪ ،‬والنقا�ش يو ّلد لديه حب التجربة‪،‬‬ ‫‪،‬فينبغي ا�ستغالل الجيل الجديد بطريقة جيدة لن�ضمن‬ ‫واالبتكار‪ ،‬ويحوّله من طفل خامل �إلى مبتكر‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫بذلك الحا�ضر‪ ،‬والم�ستقبل‪ ،‬فغياب ثقافة االبتكار من‬ ‫قدرته في ا�ستنتاج الأفكار‪ ،‬ودرا�ستها‪ ،‬ونقدها‪ ،‬والبناء‬ ‫�أهم م�شاكل التعليم التي يجب الوقوف �أمامها برويّة ‪،‬‬ ‫عليها وتطويرها‪ ،‬فرعاية الجانب الإبداعي للأطفال‬ ‫فنحن نعاني من بع�ض الأ�ساليب التقليدية في التعليم‬ ‫مهم جدا من خالل توفير بيئات تعليمية محفزة‬ ‫‪،‬ورف�ض التجديد‪ ،‬و�أ�سلوب التلقين الذي ينتهجه بع�ض‬ ‫لالبتكار‪ ،‬واحت�ضان المبادرات االبتكارية للطالب‪ ،‬وذلك‬ ‫التربويين في التعامل مع الطفل في مرحلته التعليمية‬ ‫لأ ّن اكت�ساب المعرفة العلمية ‪،‬وحدها‪ ،‬دون اكت�ساب‬ ‫الأولى‪ ،‬فين�ش�أ جيل محدود التفكير‪ ،‬غير معترف بقدراته‬ ‫المهارة في التفكير الإبداعي يعد �أمراً ناق�صاً‪ ،‬فالمعرفة‬ ‫الذاتية‪ ،‬تنق�صه الثقة في حب االطالع‪ ،‬والتفكير‪،‬‬ ‫ال تغني عن التفكير‪ ،‬وال يمكن اال�ستفادة منها دون تفكير‬ ‫وبالتالي االبتكار‪ ،‬فين�ش�أ الطفل منذ بدايته على الخمول‬ ‫�إبداعي يدعمها‪.‬‬ ‫والك�سل‪ ،‬وينتهج م�سار ترديد المعلومة ينتظر المعلم‬

‫أيام عالمية وعربية‬

‫ • اليوم العالمي للسرطان‬ ‫ •اليوم العالمي للعدالة‬ ‫االجتماعية‬ ‫ • اليوم العماني للصناعة ‪.‬‬ ‫ • اليوم العالمي للُّ غة األم‪.‬‬ ‫ •اليوم الخليجي للتعاون‬ ‫البلدي ‪.‬‬ ‫ • يوم المعلم العربي‪.‬‬

‫أول قاطرة بخارية‬

‫في هذا ال�شهر تحركت �أول قاطرة بخارية في‬ ‫العالم فقد نجح المهند�س الميكانيكي الويلزي‬ ‫ريت�شارد تريفيثيك في ت�سيير قاطرة بخارية‬ ‫على ق�ضبان حديدية تج ّر خم�س عربات‬ ‫تحمل كل منها نحو ع�شرة �أطنان من الفحم‪،‬‬ ‫انطلقت ب�سرعة �ستة كيلومترات في ال�ساعة‬ ‫لم�سافة خم�سة ع�شر كيلومترا‪.‬‬

‫مهد هذا االنجاز العلمي الطريق �أمام تطور‬ ‫و�سائل النقل ويعد ت�شغيل القاطرة البخارية‬ ‫من الم�شروعات ال�صناعية المهمة في‬ ‫بدايات القرن التا�سع ع�شر في الوقت التي‬ ‫كانت ال�صناعة تعتمد على الفحم الحجري‬ ‫كم�صدر رئي�سي للطاقة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫حوار‬

‫البروفسور ديفيد كولينجز‪:‬‬

‫تحديد القيم العليا للمؤسسات قبل البدء في وضع الخطة االستراتيجية‬

‫حاوره‪ :‬ناصر أبو عون‬ ‫عماد حسيـن‬

‫‪6‬‬

‫البروفسور ديفيد كولينجز بجامعة دوبلند‬

‫األيرلندية لإلدارة والعلوم التجارية وتتركز‬ ‫اهتماماته البحثية واالستشارية على‬

‫إدارة الشركات متعددة الجنسيات والعابرة‬ ‫للقارات وهو اختصاصي في استراتيجيات‬ ‫إدارة المواهب حيث شارك بورقة بحثية‬ ‫في (مؤتمر الموارد البشرية والتأسيس‬

‫للمستقبل) وأدار حلقة تناول خاللها‬ ‫التعريف بكيفية تطوير المواهب‪ ،‬ونظرة‬

‫الشركات إلى المواهب وكيفية تطوير‬ ‫سياستها في االستفادة من الموارد‬

‫البشرية المتاحة وأشار إلى ضرورة اتباع‬ ‫آلية التدوير الوظيفي في المؤسسات‬ ‫لالستفادة من إمكانات موظفيها‪ ..‬ودار‬

‫الحوار‪..‬‬

‫ما الفرق بين الشرق والغرب في االستفادة من‬ ‫القوى البشرية؟‬

‫هذا �س�ؤال جيد‪ ،‬لي�س ال�شرق والغرب مجرّد ا�سم يوحي‬ ‫�إلى مكان �أو زمان ‪ ،‬فلي�س مهما �أن ت�شرق ال�شم�س في‬ ‫مكان وتغرب في مكان �آخر‪ ،‬ولكن المهم هو اختالف‬ ‫المتناق�ضين وتكاملهما رغم االختالف‪ .‬فال�شرق والغرب‬ ‫يعني وجود الآخر في حياتنا بكل تناق�ضاته في كل مكان‪.‬‬ ‫فنوعنا االجتماعي يقابله نوع �آخر وديننا يقابله ٌ‬ ‫دين �آخر‬ ‫بل �أديا ٌن �أخرى وفكرنا يقابله فكر �آخر‪ ،‬وهذا الآخر قد‬ ‫يختلف �أو يتفق عنا ومعنا‪ ،‬لكن الحوار هو ما يحل هذا‬ ‫االختالف ال ال�صراع‪.‬‬ ‫قد انتقلت �سيا�سات �إدارة الموارد الب�شرية وممار�ساتها‬ ‫على النحو الذي ن�ش�أت به في الغرب الذي عمل على‬ ‫تكييفها وتطبيقها وت�صديرها �إلى بالد �أخرى ‪ ،‬وحيث‬ ‫�أن هذه البالد تختلف في قيمها الثقافية من الطبيعي‬ ‫�أن ت�ؤثر هذه القيم الثقافية على قبولها وتكييفها بما‬ ‫يتنا�سب والظروف المحلية ونوع ممار�سات �إدارة الموارد‬ ‫الب�شرية التي تنتجها المن�ش�آت في تلك البلدان‪ .‬ومعلوم‬ ‫�أن �إدارة الموارد الب�شرية ربما كانت �أكثر قبوال لفئة معينة‬ ‫من النا�س في بع�ض البلدان ‪ ،‬ومن ثم يتحقق نظام لإدارة‬ ‫الموارد فعال متى ما كان هناك توافق بين �سيا�سات �إدارة‬ ‫الموارد الب�شرية والقيم الثقافية ال�سائدة في البلدان‬ ‫التي انتقلت �إليها هذه ال�سيا�سات‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر �أن �إدارة الموارد الب�شرية ازدهرت خالل‬ ‫العقدين الأخيرين من القرن الما�ضي نتيجة للتغير‬ ‫والتحوالت الكبرى التي حدثت في العالم والتي دعت‬ ‫علماء �إدارة الأفراد والعالقات ال�صناعية للبحث عن �إدارة‬ ‫جديدة لمواكبة هذه التغيرات ‪ ،‬فكانت الأبحاث التي‬ ‫قادتها جامعتي هارفارد ومت�شجان الأمريكيين و�أعتقد‬ ‫في ال�شرق تتوافر الموارد الطبيعية ب�شكل �أكبر ومتعدد‬

‫مما ي�ساهم في �إنتاج الثروات ب�شكل مت�سارع‪ ،‬وفي الغرب‬ ‫تنوّع في �إنتاج الثروة وبطرق مختلفة ولكن �أهم مورد‬ ‫هو الكوادر الب�شرية‪ ،‬حيث التركيز على المورد الب�شري‬ ‫في �إنتاج قيمة م�ضافة �إال �أن هناك ت�شابهات عديدة بين‬ ‫الم�ؤ�س�سات بمختلف دول العالم فيما يتعلق بالتحديات‬ ‫المتعلقة ب�إدارة الموارد الب�شرية وتحفيزها‪ .‬وفرق �آخر‬ ‫�أجده جوهريا يتع ّلق بالثقافة فهناك في الغرب اهتمام‬ ‫�أكبر و�أقوى بالزبائن وب�أخالقيات العمل المهني‪.‬‬ ‫مسألة انتقال العمالة بين دول العالم‪ ،‬أصبحت‬

‫فتعتبر دائرة الموارد البشرية‬ ‫هي المسؤولة عن خبرة‬ ‫الموظف خالل الدورة العملية‬ ‫بأكملها‬

‫تثير العديد من التساؤالت‪ :‬هل هناك ثمة‬ ‫إن القضية تتعلّ ق‬ ‫رؤية تمييزية وراء القضية أم ّ‬ ‫بالتداعيات االقتصادية والتأثيرات السلبية‬ ‫لوجودها الكثيف للعمالة الوافدة وأصبح‬ ‫يشكل هواجس أمنية واجتماعية؟‬

‫الهجرة م�صطلح ي�شير �إلى انتقال النا�س �أفرادا �أو‬ ‫جماعات من موطنهم الأ�صلي �إلى مكان �آخر‪ ،‬واال�ستقرار‬ ‫فيه ب�شكل دائم �أو م�ؤقت بحثا عن م�ستوى �أف�ضل للعي�ش‬ ‫وال�سكن والأمن‪ .‬وتتركز الم�شكلة الرئي�سية في نظريات‬ ‫عوامل الجذب والطرد حول ثالث محاور‪� :‬أو ًال‪� ،‬إنها‬ ‫تركز على ما هو ظاهر (مثل‪� ،‬سعي الأ�شخا�ص من‬ ‫البلدان الفقيرة �إلى الذهاب �إلى البلدان الغنية)‪.‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬هذه النظريات غير قادرة على تف�سير �سبب ظهور‬ ‫تدفقات من المهاجرين (�إذا كانت عوامل الطرد والجذب‬ ‫هي كل ما في المو�ضوع‪ ،‬فهذا يعني �أن الأ�شخا�ص من‬ ‫البلدان الأكثر فقرًا �سي�سافرون �إلى البلدان الأكثر غنى‪،‬‬ ‫في حين �أنه في الواقع هذه التدفقات لي�ست موجودة‬ ‫تقريبًا)‪ .‬ثال ًثا‪� ،‬إن هذه النظريات غير قادرة على تف�سير‬ ‫�سبب ا�ستقرار الأنماط الظاهرة للهجرة (مثل‪ ،‬متى‬ ‫�أ�صبح هناك تدفق هجرة من الدولة �س �إلى الدولة �ص‪،‬‬ ‫ف�سيظل هذا الو�ضع قائمًا لمدة طويلة ن�سبيًا حتى �إذا‬ ‫انتهت الظروف الأولية التي �أف�ضت �إلى عوامل الطرد‬ ‫والجذب‪ ،‬كما حدث في الق�ضية الألمانية و�أعتقد يوجد‬ ‫نوعان من الكوادر الب�شرية المتنقلة فالنوع الأول وهم‬ ‫من �أ�صحاب المهارات العالية ومعظم �أفراد المجتمع‬ ‫المحلي وجماعاته تحترم هذه الفئة‪ ،‬وي�سعون �إلى‬ ‫ا�ستقطابهم في الأ�سوق المحلية‪� ،‬إال �أ ّنه هناك في بع�ض‬ ‫االحيان ت�صرفات تت�سم بالعن�صرية تجاه العمالة الوافدة‬ ‫في جميع بلدان العالم وخا�ص ًة تجاه �أ�صحاب المهارات‬ ‫الب�سيطة والذين يناف�سون العمالة المحلية‪.‬‬ ‫بصفتك الخبير الثاني حول العالم في مجال‬ ‫إعداد الموارد البشرية وتنمية المواهب‬ ‫الوظيفية فهل هناك خطة استراتيجية نموذجية‬ ‫مثلى لبناء موارد بشرية على المستوى‬ ‫المؤسسي؟‬

‫عملياً‪ ،‬فتعتبر الموارد الب�شرية هي الم�س�ؤولة عن‬ ‫خبرة الموظف خالل دورة حياة التوظيف ب�أكملها �أنه‬ ‫عامل الجذب الأ�سا�سي ال�ستقطاب الموظف المنا�سب‬ ‫من خالل �أ�صحاب العالمات التجارية و من ثم يجب‬ ‫اختيار الموظف المنا�سب من خالل عمليات التعيين‬ ‫ثم يعمل ق�سم الموارد الب�شرية بعد ذلك على تعيينهم و‬ ‫الإ�شراف على تدريبهم و تطويرهم خالل مدة خدمتهم‬ ‫مع المنظمة يقوم موظفو الموارد الب�شرية وتقييم‬ ‫مواهب الموظفين من خالل اختبارات الأداء ‪ ،‬ومن ثم‬


‫حوار‬

‫يتم مكاف�أتهم تبعاً لذلك‪ .‬و طبقاً لهذه الأخيرة ‪ ،‬ف�إن‬ ‫" الموارد الب�شرية في بع�ض الأحيان هي التي تدير‬ ‫الرواتب و فوائد الموظفين ‪ ،‬و على الرغم من �أن‬ ‫الأن�شطة و الكثير الكثير يتم تمويله بم�صادر خارجية ‪.‬‬ ‫لكن الموارد الب�شرية تلعب دورا ا�ستراتيجيا �أكبر‪.‬‬ ‫وبالن�سبة لي �أعتقد �أنه من ال�ضروري تحديد القيم العليا‬ ‫لكل م�ؤ�س�سة قبل البدء في و�ضع الخطة اال�ستراتيجية‬ ‫ويقع العبء الأكبر على موظفي الم�ؤ�س�سة في تحديد‬ ‫قائمة (القيم العليا) والتمييز بين الأدوار العظيمة‬ ‫والأدوار الب�سيطة �أو التقليدية‪ .‬ومن المهم الت�أكد من �أن‬ ‫(نظام �إدارة الموارد الب�شرية) يكافئ الموظفين وي�ضع‬ ‫معايير الكفاءة ك�شرط �أ�سا�سي حيث ت�شير الدرا�سات‬ ‫الحديثة �إلى �أن االهتمام الفائق بالموارد الب�شرية يعود‬ ‫بقيمة م�ضافة على �أداء الم�ؤ�س�سة وزيادة الإنتاجية‬ ‫وارتفاع معدالت الجودة‪.‬‬ ‫�إ ّن التفكير في كيفية التوظيف الأمثل للموارد الب�شرية‬ ‫والموارد الأخرى والمعاملة العادلة للجميع وبطريقة‬ ‫�أخالقية والتوظيف والبحث عن قيمة م�ضافة ب�شكل‬ ‫�أو�سع ولي�س فقط الرغبة في زيادة قيمة عائدات‬ ‫الم�ساهمين وحملة الأ�سهم بما ي�ضمن اال�ستدامة‬ ‫وتوليد الثروة للمجتمع‪ .‬من �أهم عوامل بناء خطة‬ ‫ا�ستراتيجية ناجحة‪ .‬و�أعتقد �إ ّن الفهم الكافي لهذه‬ ‫الحيثيات والتطبيقات ال�صحيحة في �إدارة الموارد‬ ‫الب�شرية ودعم الموظفين وتحفيزهم وزيادة رغبتهم في‬ ‫تقدم م�ؤ�س�ستهم �سي�ؤتي ثمارا نا�ضجة ويزيد من معدالت‬ ‫الربحية ويحقق ا�ستدامة وتنمية متوا�صلة �إال �أن هذه‬ ‫اال�ستدامة �أوال و�أخير مرتبطة بنظرة الم�ؤ�س�سة �إلى‬ ‫الم�ستقبل والر�ؤية الم�ستقبلية لمخزون المهارات التي‬ ‫تحتاج �إليها على المدى البعيد‪.‬‬ ‫بصفتك مدرب عالمي أيهما تفضل‪ ،‬نظام‬ ‫التدريب التقليدي والذي يتكأ على استراتيجية‬ ‫المحاضرة‪ ،‬أم نظام (المدرب المقيم) ضمن‬ ‫مبادرة التدريب على رأس العمل الذي يهتم‬

‫فقد تعلمت كثيرا من الم�شاركين في حلقات التدريب‬ ‫ومن خالل الثقافة المحلية‪� .‬إال �أ ّن الرغبة في �إحداث‬ ‫تغييرات كبرى عبر عملية �أطول في بنية الموارد‬ ‫الب�شرية فيمكن �إحداث ذلك بال�شراكة مع اال�ست�شاري �أو‬ ‫الأكاديمي وغيرهم من الأ�شخا�ص الذين يديرون عملية‬ ‫�إحداث التطوير و�إدارة التغير بالم�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫المؤسسات في الشرق‬ ‫األوسط تحتاج إلى توجيه‬ ‫عناية أكبر بالمراجعين‬ ‫وأخالقيات العمل المهني‬

‫هل تعتقد أن عدم تطوير منظومة العمل داخل‬ ‫مؤسسات األعمال بدول الشرق األوسط راجع‬ ‫إلى سيادة الرؤى البيروقراطية والتعقيدات‬ ‫المكتبية وتجاهل األفكار الديمقراطية‬ ‫والتقدمية في اإلدارة؟‬

‫البيروقراطية في �إطارها النظري تعتبر من كال�سيكيات‬ ‫الإدارة التي َّنظر لها (فيبر) وحدد مالمحها حيث كان‬ ‫ينظر �إليها على �أنها مجموعة من الأ�س�س التي تنقل‬ ‫�سيا�سات الم�ؤ�س�سات �إلى ميدان التنفيذ‪ ،‬وبالتالي تتح ّقق‬ ‫الأهداف من هذه ال�سيا�سات وت�أخذ مفاعيلها على‬ ‫الأر�ض‪.‬‬

‫إشراك الموظفين في إتخاذ‬ ‫القرار يعد ضرورة‬

‫بالتطبيق ونقل الخبرة مباشرةً ؟‬

‫�إن التدريب على ر�أ�س العمل (التدريب العملي) هو‬ ‫المعنى الحقيقي للتدريب وهو ما يميز التدريب عن‬ ‫التعليم وغيره وقد كان مهمة التدريب على ر�أ�س العمل‬ ‫موكلة للم�شرف لكنها نقلت تدريجيًا من الم�شرف‬ ‫للمدرب‪ .‬والعالقة بين التدريب على ر�أ�س العمل‬ ‫والتدريب خارج مقر العمل له ثالث حاالت هي‪( :‬حالة‬ ‫الت�سل�سل تدريب نظري ثم عملي ‪ -‬حالة التزامن بين‬ ‫العملي والنظري‪ - .‬حالة االكتفاء بالتدريب العملي)‪.‬‬ ‫و�أعتقد �أن النموذجي الأف�ضل هو الذي يجمع بين‬ ‫النظامين اللذين �أ�شرت �إليهما في �س�ؤالك‪ ،‬و�أعتقد‬ ‫�أي�ضا �أن حلقة عمل لمدة يومين مثال هي مثالية لجلب‬ ‫�أ�شخا�ص و�إعطائهم �أفكارا جديدة وفهم مدى �إمكانية‬ ‫تطبيق هذه الأفكار والتعريف بها‪ ،‬وبالن�سبة لي �شخ�صيا‬

‫ومن �أهم �سلبيات البيروقراطية التقيد ال�صارم باللوائح‬ ‫و القوانين و طغيان الجمود على مفا�صل العمل ‪،‬‬ ‫وتحول الموظفين �إلى �أ�شباه �آالت تفتقد للمرونة و‬ ‫الديناميكية و يعوزهم اجتراح الحلول ال�سريعة ‪ ،‬كما‬ ‫قد تحول البيروقراطية بين �أ�صحاب الأفكار الخ ّالقة‬ ‫وبين مقدرتهم على تطوير العمل �ضمن الم�ؤ�س�سة‬ ‫التي يعملون فيها ‪ ،‬كما تنمّي الروح االتكالية وال�سلبية‬ ‫و قد ت�ؤدي مع مرور الزمن �إلى هدر الكثير من الوقت‬ ‫و الوقوع في فخ البطالة المقنعة ‪� .‬إال �أ ّنه في بع�ض‬ ‫الثقافات يتم �إ�شراك الموظفين في اتخاذ القرارات على‬ ‫نحو من ن�شاهد في الدول اال�سكندنافية فمن ال�شائع‬ ‫جدا �إ�شراك الموظفين في �صنع القرار‪ ،‬وبناء ال�شركة‪،‬‬

‫وتطوير وتحديث الأنظمة وجميع العمليات التي من‬ ‫�ش�أنها �أن تعزز من مكانة ال�شركة في ال�سوق المحلي‬ ‫والدولي وبالت�أكيد فالأمر مختلف في كثير من الدول‬ ‫الأخرى كدول ال�شرق الأو�سط مثال‪ ،‬وت�شير درا�ساتنا‬ ‫�إلى �أن �أكثر الطرق الفعالة لجذب الأفراد وا�ستقطاب‬ ‫القوى الب�شرية الماهرة والمدربة والح�صول على‬ ‫الحد الأق�صى من جهودهم هو �إ�شراكهم في �صنع‬ ‫القرار و�إ�شعارهم ب�أنهم هم �أ�صحاب الإرادة و�إدارة‬ ‫التغيير و�أ�صحاب القرار ‪ ،‬وهذا الأمر �أ�صبح �أ�سا�سيا في‬ ‫م�ؤ�س�سات و�شركات بع�ض الدول‪.‬‬ ‫أيهما تفضل في بناء الهياكل التنظيمية‬ ‫للمؤسسات؛ بنية الهيكل التنظيمي الرأسي‬ ‫أم الهيكل األفقي؟ وهل توجد هياكل تجمع‬ ‫بين النظامين؟‬

‫ي�شير م�صطلح البناء التنظيمي �إلى ترتيب مراكز معينة‬ ‫في الم�ؤ�س�سة‪ ،‬وتوزع ال�صالحيات و الم�س�ؤوليات ‪ .‬ويعني‬ ‫هذا التعريف‪� ،‬أن الم�ؤ�س�سة تتكون من �أفراد ي�شغلون‬ ‫مراكز معينة‪ ،‬و كل مركز ترتبط به �سلطات وم�س�ؤوليات‬ ‫معينة‪ .‬ويتحدد البناء التنظيمي للم�ؤ�س�سة بالعالقات‬ ‫المتبادلة بين الم�س�ؤوليات المرتبطة بالمراكز‬ ‫المختلفة‪ .‬وي�ؤدي تعاظم الحاجة في الم�ؤ�س�سات‬ ‫المختلفة �إلى ظهور تنوع في تنظيمات الم�ؤ�س�سة و ال‬ ‫يوجد نمط واحد من الت�صاميم �أو الأبنية التنظيمية‬ ‫مالئمة لجميع الم�ؤ�س�سات والتنظيمات تختلف عن‬ ‫بع�ضها بع�ض على �أ�سا�س طبيعة المهمة الم�سندة �إليها‬ ‫وت�صمم التنظيمات الم�ؤ�س�سات كي تالئم المهمة‬ ‫و�صالحة ومالئمة للم�ؤثرات الخارجية المحيطة‬ ‫بالعملية‪ .‬وي�شمل توزيع الأفراد على درا�سة الوظائف‬ ‫وتحليلها وكذلك بناء �أدوار الأفراد وتنظيمهم و الغر�ض‬ ‫من ذلك �إبراز �أهمية العامل الإن�ساني و الت�أكيد عليه‬ ‫عند ت�صميم �آليات العمل و�أنظمته للم�ؤ�س�سات بهدف‬ ‫الو�صول �إلى �أف�ضل ان�سجام �أو المواءمة بين الفرد و‬ ‫�آليات العمل لبلوغ �أف�ضل النتائج الممكنة للم�ؤ�س�سة ‪.‬‬ ‫النقطة التي �أود تو�ضيحها �أنه في الما�ضي كان لدى‬ ‫دول كثيرة م�ؤ�س�سات تعج بفائ�ض من الموارد الب�شرية‬ ‫خا�صة في قيادات الإدارة الو�سطى وهذا مكلف ومبدد‬ ‫للموارد المالية فا�ضطرت الكثير من هذه الم�ؤ�س�سات‬ ‫�إلى تب�سيط هياكلها التنظيمية والتركيز الو�ضوح على‬ ‫بناء مهارات وكفاءات موظفيها‪ .‬وعلى �صعيد الوطن‬ ‫العربي فقد تعر�ض �إلى تغيرات جمة في تركيب القوى‬ ‫العاملة وعليه تواجه م�ؤ�س�سات الأعمال حاالت عدة من‬ ‫التنوع وزيادة معدل الدوران في القوة العاملة و�إلى‬ ‫نق�ص ملحوظ في الأيدي العاملة المهنية والمهارات‬ ‫المتخ�ص�صة‪ ،‬و�أ�شار في حديثه �إلى مقايي�س فعالية‬ ‫الموارد الب�شرية التي ت�شكل معدل دوران القوى العاملة‬ ‫والقناعات الوظيفية و�أداء الواجبات ب�صورة منتظمة‬ ‫مثل تح�سين الإنتاجية ونوعية المنتج ك�أهم الم�ؤ�شرات‬ ‫المتبعة‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫أخبار‬

‫أحدث االكتشافات واالختراعات‬

‫إعداد وترجمة‪ :‬أحالم الشعيلية‬

‫الم�صدر‪ :‬مركز الأخبار‪ ،‬جامعة كاليفورنيا‬

‫‪8‬‬

‫ثالثة كواكب تشبه األرض!‬ ‫اكت�شف التل�سكوب الف�ضائي كبلر التابع لوكالة الف�ضاء الأمريكية [نا�سا]‬

‫وجود نجم تدور حوله ثالثة كواكب �أكبر بقليل من حجم الأر�ض‪� ،‬إذ يدور‬ ‫الكوكب الأبعد في هذه المنظومة في منطقة "‪ " Goldilocks‬درجة‬ ‫حرارة �سطحها معتدلة حيث يبقى الماء على خا�صيته ال�سائلة في مناخ هذا‬ ‫الكوكب وربما ت�ساعد هذه الخا�صية على وجود �أ�سباب الحياة على �سطحه‪.‬‬ ‫والنجم [‪ ]EPIC 201367065‬وهو نجم �أحمر بارد يزن ن�صف حجم‬ ‫وكتلة �شم�سنا ويقع على بعد ‪� 150‬سنة �ضوئية‪ ،‬وي�صنف من �أعلى ‪ 10‬نجوم‬ ‫معروفة تدور حولها مجموعة من الكواكب ال�سيارة‪ .‬كما �أن هذا النجم‬ ‫ي�شع ب�شكل ي�سمح لعلماء الفلك بدرا�سة الغالف الجوي للكواكب التي‬ ‫تدور حوله وتحديد ما �إذا كانت طبيعتها قريبة من طبيعة الغالف الجوي‬

‫شاحنك في قدمك!‬

‫هل تخيلت يوماً �أن وقع خطواتك على الأر�ض �سيكون محط �أنظار العلماء‪،‬‬ ‫�أو �أنك �ست�ضطر في يوم من الأيام �إلى �أن تت�أكد من �إحكام ربط حذائك فقط‬ ‫حتى ت�ضمن �أن هاتفك المحمول ي�شحن ب�شكل جيد! هذا ما تو�صل �إليه‬ ‫باحثون �ألمانيون باختراعهم لحذاء ذكي ب�إمكانه �أن يحول الطاقة الناتجة‬ ‫عن الم�شي والرك�ض �إلى طاقة كهربائية يمكن اال�ستفادة منها في �شحن‬ ‫الأجهزة الكهربائية مثل الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة التي‬ ‫تحتاج �إلى �إعادة �شحن‪.‬‬ ‫وذكر كليف�س يلي ‪ -‬طالب الدكتوراه في معهد [‪Hahn-Schickard-‬‬ ‫‪ ]Gesellschaft‬في �ألمانيا‪ -‬في مجلة [‪ ]Live Science‬الإلكترونية‬

‫�أن فكرة الحذاء مبنية على مبد�أ توليد الطاقة الكهرومغناطي�سية‪� ،‬إذ يولد‬ ‫الجهاز طاقة مغناطي�سية تتحول بعدها �إلى طاقة كهربائية تعمل على �شحن‬ ‫بطاريات الأجهزة المختلفة ال �سلكياً‪ ،‬ويحتوي الحذاء الذكي على جز�أين‪:‬‬ ‫الأول يدعى "‪ "shock harvester‬ووظيفته توليد الطاقة عندما يالم�س‬ ‫كعب الحذاء �سطح الأر�ض‪ ،‬ويبلغ عر�ضه ‪ 40‬ملم وطوله ‪ 60‬ملم‪� ،‬أما الجهاز‬ ‫الثاني فيطلق عليه "‪ "swing harvester‬والذي يتولى المهمة الالحقة‬ ‫وهي توليد الطاقة �أثناء ال�سير والجري ويبلغ عر�ضه ‪ 41‬ملم وطوله ‪ 70‬ملم‪،‬‬ ‫ويحتوي كال الجهازين على لفائف من الأ�سالك ومجموعة من الأقطاب‬ ‫المغناطي�سية‪ ،‬فكلما تحرك ال�شخ�ص يتحرك القطب المغناطي�سي داخل‬ ‫الأ�سالك مولدا لمجال مغناطي�سي يقوم بدوره بتوليد طاقة كهربائية داخل‬ ‫الأ�سالك‪ .‬كما �أن هذا الجهاز مزود بميزة قيا�س �سرعة الم�شي وزاوية ال�سير‬ ‫والمجال المغناطي�سي‪ .‬ووفقاً ل�صحيفة ال�شرق الأو�سط‪ ،‬فقد قام العلماء‬ ‫ب�إجراء تجربة على �شخ�ص ينتعل الحذاء الذكي‪ ،‬و�أو�ضحوا �أن الحذاء قد و َّلد‬ ‫‪ 4.13‬ميلي وات من الطاقة ‪ ،‬وهم ي�سعون الآن لزيادة ن�سبة الطاقة المولدة‬ ‫حتى ي�صبح ب�إمكانها �شحن الأجهزة الكبيرة‪ .‬كما يمكن اال�ستفادة من الطاقة‬ ‫المولدة في �أغرا�ض �أخرى‪ ،‬فح�سبما ذكرت �صحيفة ال�شرق الأو�سط �أنه يمكن‬ ‫تطوير الجهاز م�ستقب ًال لي�ساعد كبار ال�سن في ربط �أحذيتهم ب�شكل تلقائي‬ ‫دون الحاجة �إلى �أن يقوموا بذلك يدوياً‪ .‬و�أ�صبح الآن ب�إمكانك الذهاب حيثما‬ ‫�شئت وممار�سة هواياتك المف�ضلة مثل ت�سلق الجبال والتخييم والرحالت‬ ‫دون القلق من �أن تفرغ بطاريات �أجهزتك المحمولة‪.‬‬

‫للأر�ض و�إمكانية العي�ش فيها‪ .‬ويقول �إيان كرو�سفيلد عالم الفلك في جامعة‬ ‫�أريزونا وهو ال�شخ�ص الذي �أجرى الدرا�سة "�إن طبقة رقيقة من النيتروجين‬ ‫والأك�سجين هي التي جعلت الحياه تزدهر على �سطح الأر�ض‪� ،‬إال �أن الطبيعة‬ ‫مليئة بالمفاج�آت فقد تم اكت�شاف العديد من الكواكب خارج نطاق المجموعة‬ ‫بغالف جوي �سميك غني‬ ‫ال�شم�سية عن طريق كبلر وهذه الكواكب مُحاطة ٍ‬ ‫بالهيدروجين الذي ربما يتعار�ض مع الحياة التي نعرفها نحن"‪.‬‬ ‫ويذكر �إيرك بيتيجورا طالب درا�سات عليا من جامعة كاليفورنيا وهو ال�شخ�ص‬ ‫الذي اكت�شف وجود الكواكب في ‪ 6‬يناير ‪� 2015‬أثناء قيامه بتحليل على الكمبيوتر‬ ‫لبيانات قدمتها وكالة نا�سا الف�ضائية لعلماء الفلك �أن حجم هذه الكواكب‬ ‫الثالثة يزيد بمعدل ‪ 1.5 ،1.7 ،2.1‬على التوالي عن حجم الأر�ض‪ ،‬والكوكب‬ ‫الأبعد والذي يزيد بمقدار ‪ 1.5‬عن قطر الأر�ض هو �أ�صغر تلك الكواكب‬ ‫ويدور في منطقة بعيدة عن النجم الذي ي�ست�ضيفه وي�ستقبل م�ستويات �ضوء‬ ‫من النجم قريبة �إلى حد ما من م�ستويات ال�ضوء التي ت�ستقبلها الأر�ض من‬ ‫ال�شم�س‪ .‬وتو�صل �إلى �أن الكواكب الثالثة ت�ستقبل معدل ‪ 1.4 ،3.2 ، 10.5‬من‬ ‫ال�ضوء عما ت�ستقبله الأر�ض‪ .‬و�أ�ضاف بيتيجورا �إلى �أن معظم الكواكب التي تم‬ ‫اكت�شافها �إلى الآن هي كواكب محروقة‪� ،‬إال �أن هذه المنظومة التي تم اكت�شافها‬ ‫م�ؤخراً هي �أقربُ نج ٍم فاتر تدور حوله كواكب �سيَّارة‪ ،‬و�أن هناك �إمكانية حقيقية‬ ‫جداً �أن طبيعة الكوكب الأبعد من هذه الكواكب �أن تكون �صخرية ومماثلة‬ ‫لكوكب الأر�ض‪ ،‬الأمر الذي يعني �أن هذا الكوكب من الممكن �أن يمتلك الحرارة‬ ‫المنا�سبة للحفاظ على الطبيعة ال�سائلة لمياه المحيطات"‪.‬‬ ‫و�أ�شار عالم الفلك �أندرو هوارد من جامعة هاواي وجود مثل هذه الكواكب‬ ‫خارج نطاق المجموعة ال�شم�سية قد تم اكت�شافه من قبل المئات هذه الأيام‪،‬‬ ‫و�أنه �أ�صبح من ال�شائع وجود كواكب في مجرة درب التبانة ت�شبه حجم الأر�ض‬ ‫ودرجة حرارتها وقد تم اكت�شاف كواكب في مثل حجم الأر�ض ولها طبيعة مواد‬ ‫الأر�ض من �صخور وحديد‪ ،‬غير �أن علماء الفلك ال زالوا يت�ساءلون ما �إذا كان �أياً‬ ‫من هذه العوالم الجديدة المكت�شفة ت�شبه الأر�ض‪ ،‬وقال ب�أن هذا اكت�شاف هذه‬ ‫المنظومة م�ؤخراً �سي�ساعدهم في الجواب على هذا ال�س�ؤال‪.‬‬


‫مقال‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمود علي الداود‬ ‫مشرف قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة بغداد‬

‫الخليج العربي منطقة للصراع ‪....‬أم جسر للتعاون ؟‬ ‫احتلت منطقة الخليج العربي مركزاً مرموقاً عبر مختلف مراحل‬ ‫التاريخ الدولي ومن المعروف ان هذه المنطقة جذبت اهتمام‬ ‫الم�ؤرخين والباحثين �أكثر من �أية منطقة مماثلة في العالم وذلك في‬ ‫�ضوء �أهميتها الإ�ستراتيجية كج�سر ربط بين ال�شرق والغرب وقامت‬ ‫على �شواطئه �أقدم الح�ضارات الإن�سانية و�أكثرها �أ�صالة ‪ .‬وعبر هذا‬ ‫الخليج كان للح�ضارة العراقية �صالت وثيقة مع مراكزه التجارية‬ ‫المختلفة وخ�صو�صاً مع اقليم عُمان والبحرين وقد �أظهرت التنقيبات‬ ‫االثارية التي جرت في المواقع التاريخية في عُمان والبحرين على‬ ‫وجود �صالت ح�ضارية قوية مع ح�ضارات وادي الرافدين المختلفة‬ ‫مثل �سومر و�أكد و�آ�شور وخ�صو�صاً تجارة النحا�س والل�ؤل�ؤ والبخور ‪.‬‬ ‫وفي الع�صور الإ�سالمية الأولى كان الخليج العربي �أحد �أهم المنافذ‬ ‫الرئي�سة للفتوحات الإ�سالمية في اتجاه بالد فار�س وبالد ال�سند وما‬ ‫وراء النهر ‪ .‬وفي الع�صر العبا�سي بالتحديد �أ�صبح الخليج العربي‬ ‫الج�سر الحيوي لبناء عالقات تجارية مع الهند وال�صين وجنوب‬ ‫�شرق �أ�سيا وقد اكت�شف المالحون والتجار العمانيون �سواحل المحيط‬ ‫الهندي و�شرق �أفريقيا قبل غيرهم واحتفظوا ولفترة طويلة بوكاالت‬ ‫تجارية في جنوب �شرق ال�صين وجزر الهند ال�شرقية و�ساحل المالبار‬ ‫في الهند‪ .‬باال�ضافة الى ان ه�ؤالء الرواد نجحوا في ت�أ�سي�س مراكز‬ ‫تجارية وح�ضارية على طول ال�ساحل ال�شرقي الفريقيا ابتداءاً من‬ ‫ال�صومال من ال�شمال حتى جنوب موزمبيق جنوبا وقد اكت�شفوا‬ ‫مجاهل و�سط افريقيا بما في ذلك منطقة البحيرات ومنابع نهر‬ ‫النيل بالإ�ضافة الى الجزر المتن�أثرة في المحيط الهندي بما في ذلك‬ ‫جزيرة مدغ�شقر‪ .‬وقد �ساهم التجار العمانيون م�ساهمة كبيرة في ن�شر‬ ‫اال�سالم في تلك الأ�صقاع الآ�سيوية والأفريقية بالإ�ضافة الى دورهم‬ ‫في نقل التجارة و ما حققوه من ريادة مهمة في العلوم البحرية وبناء‬ ‫ال�سفن ‪.‬وبالإ�ضافة الى اهميتها ال�ستراتيجية والتجارية فقد كانت‬ ‫منطقة الخليج العربي ولفترة لي�ست بالق�صيرة منطقة جذب للتجارة‬ ‫ال�صينية والهند بالإ�ضافة الى كونها ج�سراً حيوياً للت�أثيرات الح�ضارية‬ ‫الآ�سيوية ‪.‬‬ ‫‪ 5‬قرون من الصراعات والحروب ‪1507-2003‬‬

‫بعد فتح ال�سلطان العثماني محمد الفتاح الق�سطنطينية عام ‪1453‬‬ ‫بد�أ عهد جديد في ال�سيطرة البحرية العثمانية على البحر المتو�سط‬ ‫و�شهد هذا العهد ا�ضمحالل دور المدن االيطالية والتجارة الأوربية نحو‬ ‫ال�شرق فبادرت دول ايطاليا وا�سبانيا والبرتغال وهولندا بالتوجه نحو‬ ‫العالم الجديد ونجح فا�سكو ديكاما بالتوجه الى ال�شرق �سالكاً طريق‬ ‫جنوب �أفريقيا ثم �ساحل �أفريقيا ال�شرقي متجها الى عدن وح�ضرموت‬ ‫وو�صل م�سقط عام ‪ 1507‬م و�شكلت هذه الحملة بداية الع�صر اال�ستعماري‬

‫الذي �شهدته منطقة الخليج العربي من �صراعات م�سلحة بين �أجيال‬ ‫من اال�ستعمار البرتغالي والهولندي والفرن�سي والبريطاني بالإ�ضافة‬ ‫الى ال�صراعات العثمانية الفار�سية‪ .‬ورغم المقاومة العربية المحلية في‬ ‫فترات مختلفة اال ان اال�ستعمار بمختلف �أ�شكاله كان يمثل ثق ًال رهيباً‬ ‫على نفو�س منطقة الخليج والتي ظلت على مدى خم�سة قرون مجرد‬ ‫�ساحات قتال للهيمنة اال�ستعمارية على المنطقة التي كان ال�سيطرة‬ ‫عليها احد الأ�سباب المهمة الندالع للحربين العالمية االولى والثانية‬ ‫وبد�أ دخول النفوذ االمريكي الذي هو �آخر حلقات التدخل اال�ستعماري‪.‬‬ ‫ومن الم�ؤ�سف ان هذه ال�صراعات اال�ستعمارية الم�سلحة ا�سفرت في‬ ‫العقد الأخير من القرن التا�سع ع�شر وبداية القرن الع�شرين وما رافقها‬ ‫من حروب عربية دامية ومدمرة التزال �آثارها االقليمية والدولية‬ ‫والخليجية وا�ضحة للعيان خرج العرب منها جميعاً �ضعفاء ومنهكين‬ ‫ً‬ ‫وبدال من و�ضع ا�س�س جديدة ت�أخذ بنظر االعتبار التجارب المريرة‬ ‫فقد تغلبت ظاهرة الت�سلح ثم الت�سلح على الم�شهد الخليجي على ح�ساب‬ ‫التنمية والعالقات االقت�صادية واالجتماعية والم�ساهمة الم�شتركة الن‬ ‫يكون الخليج ج�سراً للتعاون والتوا�صل بين العرب وجيرانهم وبينهم‬ ‫وبين العالم ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جسرا للتعاون ؟‬ ‫متى يكون الخليج العربي‬

‫من الم�ؤكد ان الخليج العربي �سيكون ج�سراً للتعاون متى ما �شعرت‬ ‫الحكومات وال�شعوب الخليجية ان م�صلحتها الحقيقية تكمن في‬ ‫التعاون والتوا�صل بين اقطارها واذا ما ادركت اي�ضاً ان ال�سالم اليتحقق‬ ‫بمقدار الت�سلح الذي يملكه هذا القطر او ذلك وانما يتحقق ب�ضمان‬ ‫حقوق االن�سان وت�ضييق ال�شقة بين الحاكم والمحكوم باال�ضافة الى ان‬ ‫ال�سالم يتحقق بالتعاون الم�شترك لف�ض المنازعات ب�صورة �سلمية وفي‬ ‫اطار الحوار وميثاق الجامعة العربية وميثاق االمم المتحدة والقانون‬ ‫الدولي لتكون المنطقة قوية �أمام المناف�سات االجنبية التي ت�سعى‬ ‫دوماً للح�صول على مراكز نفوذ ‪.‬‬ ‫ان �شعوب منطقة الخليج العربي ت�ستحق ال�سالم �أكثر من غيرها وهي‬ ‫تتطلع ليكون الخليج ج�سراً للتعاون الم�شترك االقليمي والدولي‪.‬‬ ‫وهنا من ال�ضروري ان ن�ستفيد من الدبلوما�سية ال�شعبية التي‬ ‫بامكانها تر�صين التعاون االجتماعي والثقافي والم�ساهمة في رفد‬ ‫هذه الر�سالة االن�سانية بروابط الح�ضارة اال�سالمية التي طالما لعبت‬ ‫منطقة الخليج دوراً هاماً في ن�شرها حول العالم ‪ .‬ان �سلطنة عُمان‬ ‫بتجربتها الرائدة ت�ستطيع ان تقود هذه المبادرة ون�شر روح ال�سالم‬ ‫والمحبة في المنطقة والعالم ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫استطالع‬

‫‪10‬‬

‫ميدانية‬ ‫دراسة‬ ‫ّ‬

‫الشائعات في المجتمع العماني‬

‫الـرواس‬ ‫د‪ .‬أنـور‬ ‫ّ‬ ‫د‪ .‬عبد الوهاب جودة‬

‫وقال الدكتور �أنور الروّا�س "تع ّد هذه الدرا�سة‬ ‫الأولى من نوعها ‪،‬وتكت�سب �أهميّتها كونها ت�ستم ّد مادتها‬ ‫من المجتمع ‪ ،‬وتقوم على العمل الميداني في ر�صد‬ ‫ظاهرة �أ�صبحت ت�ش ّكل خطورة على جوانب متعددة في‬ ‫حياة المجتمع العماني"‬

‫قام مركز الدار�سات والبحوث بم�ؤ�س�سة عمان‬ ‫لل�صحافة والن�شر والإعالن‪ ،‬بعمل ا�ستبيان قائم على‬ ‫وحول الفئة الم�ستهدفة في الدرا�سة‪ ،‬قال الروّا�س‬ ‫درا�سة ميدانيّة ‪ ،‬و�ضعها الدكتور �أنور بن محمد الروا�س " لقد ا�ستهدفت الدرا�سة كافة �أفراد المجتمع العماني‪،‬‬ ‫‪ ،‬والدكتور عبدالوهاب جودة الحاي�س‪ ،‬من كلية الآداب وبخا�صة ال�شباب ممن يتعاطون مع و�سائل التوا�صل‬ ‫والعلوم االجتماعية بجامعة ال�سلطان قابو�س‪ ،‬حول‬ ‫ظاهرة ال�شائعات في المجتمع العماني ‪ ،‬وتقوم الدرا�سة‬ ‫على ر�صد اتجاهات المجتمع العماني في تلقيه لما ين�شر‬ ‫في و�سائل التوا�صل االجتماعي ‪ ،‬وبقية قنوات االت�صال ‪،‬‬ ‫وكيفية تعاطيه مع ال�شائعات ومدى ا�ستخدامه لو�سائل‬ ‫الإعالم‪ ،‬ومواقع التوا�صل االجتماعي المتوفرة التي‬ ‫�صارت �ساحة خ�صبة لهذه الظاهرة ‪ ،‬وكيفية تفاعل‬ ‫المجتمع مع ال�شائعات ‪،‬ومدى ت�أثيراتها في الجوانب‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬واالقت�صادية ‪ ،‬والأمنية ‪ ،‬وذلك على �أكثر‬ ‫من محور ‪.‬‬

‫تواصل‬

‫‪@SRCOman‬‬

‫االجتماعي ‪،‬وطالب الجامعات ‪،‬والعاملين في الم�ؤ�س�سات‬ ‫الحكومية ‪ ،‬والقطاع الخا�ص ‪ ،‬نظرا لتف�شي ظاهرة‬ ‫ال�شائعات بين هذه الأو�ساط ‪ ،‬وبهذه المنا�سبة �أتمنى من‬ ‫الذين ي�صل �إليهم اال�ستبيان ّ‬ ‫توخي الد ّقة في الإجابة عن‬ ‫الأ�سئلة التي ترد به ‪ ،‬واختيار المنا�سب من الإجابات نظرا‬ ‫لأهميّة ذلك في �إعطاء فكرة دقيقة عن مو�ضوع الدرا�سة‬ ‫‪ ،‬فالمعلومات التي �ستظهر في اال�ستبيان مهمّة جدا في‬ ‫النتائج التي �ستظهر الحقا بعد تحليلها ‪،‬وو�ضعها تحت‬ ‫مجهر الفح�ص البحثي‬

‫‪SRC Oman‬‬ ‫‪SRC Oman‬‬ ‫‪@SRCOman‬‬

‫ما هي �أف�ضل الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الم�ؤ�س�سات‬ ‫الحكومية ؟‬


‫أخبار‬

‫د‪ .‬عزّ الدين مهيوبي‬

‫«رواق الفكر» دليل اهتمام بالجانب الثقافي‬

‫�أ�شاد معالي عز الدين مهيوبي رئي�س المجل�س الأعلى‬ ‫للغة العربية في الجزائر بـ»رواق الفكر» خالل زيارته‬ ‫لم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن‪ ،‬فـ»وجود‬ ‫هذا المرفق الثقافي دليل على �أن ال�سلطنة تولي‬ ‫الثقافة �إهتماما ‪،‬وتحت ّل مكانة كبيرة ‪،‬وهذا ما �أ ّكدنا‬ ‫عليه كثيراً ‪،‬في عملنا الثقافي‪ ،‬فالنهو�ض ب�أي مجتمع‬ ‫الب ّد �أن ي�سبقه نهو�ض ثقافي « كما قال م�ضيفا» من‬ ‫الرائع �أن تخ�صّ �ص م�ؤ�سّ �سة عريقة كم�ؤ�س�سة «عمان»‬ ‫لل�صحافة هذا الف�ضاء ‪ ،‬لتعزيز الجانب الثقافي وجعل‬ ‫الثقافة قيمة م�ضافة لحياة النا�س ‪،‬وهذا ما تفتقر �إليه‬ ‫الكثير من البلدان ‪ ،‬فمن ال�صعب للإن�سان �أن يح ّقق‬ ‫نه�ضة ما في جانب من جوانب الحياة دون الإهتمام‬ ‫بالجانب الثقافي «‬ ‫و�أ�شار معاليه «�سعدت بزيارتي �إلى ال�سلطنة ‪ ،‬وكانت‬ ‫فر�صة للإطالع على هذا البلد الذي لفتت نظري‬ ‫به الحياة الهادئة ‪ ،‬الج ّذابة ‪ ،‬وقد تم التباحث مع‬ ‫الم�س�ؤولين بوزارة التراث والثقافة حول العالقات‬ ‫الثقافية الثنائية بين البلدين باعتباري �سفير الثقافة‬ ‫الجزائرية في البلدان العربية ‪ ،‬وقد لفت نظري‬ ‫االهتمام بالتراث في ال�سلطنة ‪ ،‬فعلى التراث تت�أ�سّ �س‬ ‫الهويّة ‪ ،‬وبناء الإن�سان الأ�صيل «‬

‫اللغة اإلنجليزية في‬ ‫صراع مع اللغات‬

‫وكان «رواق الفكر»بمركز الدرا�سات والبحوث بم�ؤ�س�سة‬ ‫عمان لل�صحافة والن�شر الإعالن ‪ ،‬قد افتتح مو�سمه‬ ‫الثقافي بمحا�ضرة لمهيوبي حملت عنوان «‪ 2100‬عالم‬ ‫بال لغة « ح�ضرها �سعادة الدكتور �إبراهيم بن �أحمد‬ ‫الكندي الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة ‪ ،‬وال�سيد عبداهلل‬ ‫بن حمد البو�سعيدي ‪ ،‬ونخبة من المتابعين ‪ ،‬تح ّدث‬ ‫معاليه خاللها حول الأمن اللغوي‪ ،‬والحروب الثقافيّة‬ ‫في عالمنا المعا�صر ‪ ،‬وقال « هناك لغة تموت كل‬ ‫�أ�سبوعين‪ ،‬و�إ ّن الخبراء في اليون�سكو يعملون لحماية‬ ‫اللغات في العالم من االندثار ‪ ،‬وي�ساهم االنترنت ب�شكل‬ ‫فعال في تطوير اللغات ‪ ،‬والحفاظ عليها‪ ،‬وحمايتها ‪،‬‬ ‫ففي �إفريقيا الغربية الأفارقة الناطقون بالفرن�سية‬ ‫�صاروا ي�ستخدمون لغاتهم المحلية لأنهم يجدون فيها‬ ‫متعة للتعبير عن هويتهم ‪ ،‬وفي ال�شبكة المعلوماتية‬

‫اليوم �أكثر من ‪ 500‬لغة‪ .‬وميّز مهيوبي بين نوعين من‬ ‫الأمن‪ :‬المادي الذي تحر�ص خالله كل بلد على ت�أمين‬ ‫ال�صحة والماء ‪ ،‬و�أمن القيم والهوية ‪ ،‬وتحر�ض خالله‬ ‫الدول على ت�أمين لغاتها الوطنية بالقرار ال�سيا�سي ‪،‬‬ ‫والفعل الثقافي ‪ ،‬والأدب ‪ ،‬والدين ‪ ،‬والتربية والقوانين ‪،‬‬ ‫وقال �إن �أف�ضل و�سيلة لقتل لغة في بلد ما هي تعليم لغة‬ ‫�أخرى‪ ،‬ولذلك يطلق على اللغة الإنجليزية قاتلة اللغات‪،‬‬ ‫لأنها ابتلعت الكثير من اللغات الأخرى‪ .‬وا�ستبعد وجود‬ ‫هذا الخطر على لغة القر�آن الكريم م�ؤ ّكدا «�إ ّن اللغة‬ ‫العربية �ستكون بين ثالث لغات رئي�سة في العالم هي‬ ‫االنجليزية‪ ،‬و العربية‪ ،‬وال�صينية ‪ ،‬فاللغة االنجليزية‬ ‫المنت�شرة الأولى تكتب من الي�سار �إلى اليمين‪ ،‬واللغة‬ ‫العربية من اليمين �إلى الي�سار واللغة ال�صينية من‬ ‫الأعلى �إلى الأ�سفل‪ ،‬فال يوجد تقاطع بين هذه اللغات‬ ‫‪ ،‬وقال «�إن للعربيّة اختالفها عن االنجليزية‪ ،‬وعائالتها‬ ‫القريبة‪ ،‬وهي لغة لها معجمها ّ‬ ‫الثري‪ ،‬فعدد مفرداتها‬ ‫يبلغ ‪ ، 12305412‬بينما عدد مفردات الإنجليزية مليون‬ ‫مفردة ‪ ،‬والفرن�سيّة‪ 85‬الف مفردة !!‪ ..‬ولكن للأ�سف‬ ‫ف�إن درا�سة علمية �أثبتت �أن ما ي�ستخدم من معجم اللغة‬ ‫العربية ال يزيد عن ‪ %0.04‬فقط‪ .‬و�أ�شار» �ستدخل اللغة‬ ‫االنجليزية في �صراع مع اللغات التي من جن�سها مثل‬ ‫الفرن�سية والإيطالية والألمانية‪ ،‬وهو �صراع داخل‬ ‫العائلة الواحدة‪ ،‬و�ستفوز اللغة االنجليزية العتبارات‬ ‫كثيرة ربما �أهمها �أنها لغة مفتوحة تقبل الآخر ب�شكل‬ ‫كبير‪ ،‬لكن لي�ست لغة �شك�سبير بل لغة التقنية الحديثة‬ ‫‪،‬بينما �ستتقهقر اللغة الفرن�سية ‪ ،‬لأنها لغة مغلقة‪� .‬أما‬ ‫اللغة الثالثة وهي اللغة ال�صينية فالعتبارات كثيرة لي�س‬ ‫�آخرها ال�سكان واالنت�شار االقت�صادي لكن ال�صينيين وفق‬ ‫الباحث يطورون ل�سان لغتهم ب�شكل وا�ضح ويطورون‬ ‫لغتهم ب�شكل علمي حتى تلقى رواجا‪ .‬وتوقع الباحث �أن‬ ‫ي�صل عدد المتحدثين باللغة االنجليزية خالل ال�سنوات‬ ‫القادمة �إلى حوالي ‪ 500‬مليون ف�ضال عن الكم الهائل‬ ‫من الم�سلمين الذين يتعاملون بجزء من هذه اللغة‪.‬‬ ‫وقال « �إ ّن اللغة الفرن�سية تعاني كثيرا في الوقت الحالي‪،‬‬ ‫ولذلك ارتفعت الأ�صوات محتجة عندما تمّت الموافقة‬ ‫لإجراء البحوث العلمية في الجامعات الفرن�سية‬ ‫باللغة االنجليزية معتبرين القرار طعنا في ظهر اللغة‬ ‫الفرن�سية ‪،‬وخيانة لها «‪.‬‬ ‫وتطرّق �إلى ما يدور من �صراع بين رو�سيا‪ ،‬و�أوكرانيا‬ ‫فالعن�صر اللغوي يقف في الم�شهد موقفا حا�سما حيث‬ ‫�إن رو�سيا ترى �إ ّن حدودها ت�صل �إلى حيث ت�صل لغتها‪.‬‬ ‫وطالب مهيوبي مراكز البحث والإعالم في الدول‬ ‫العربية «بتطوير لغتهم ‪،‬لجعلها قادرة على التكيف مع‬ ‫واقع العولمة» ث ّم فتح باب النقا�ش �شهد اللقاء حوارا‬ ‫ثريا بين الباحث وبين الح�ضور �شارك فيه عدد من‬ ‫الأدباء من بينهم ال�شاعر �شوقي عبدالأمير‪ ،‬و د‪�.‬سعيدة‬ ‫بنت خاطر‪ ،‬و د‪.‬عائ�شة الدرمكيّة‪ ،‬وال�شاعر المهند�س‬ ‫�سعيد ال�صقالوي ‪ .‬وميهوبي �شاعر‪ ،‬وروائي‪ ،‬و�إعالمي‬

‫‪11‬‬

‫مهيوبي‬ ‫مراكز البحث واإلعالم‬ ‫العربية مدعوه إلى تطوير‬ ‫ّ‬ ‫لغتها البحثية‬

‫‪12305412‬‬ ‫عدد مفردات‬ ‫اللغة العربية‬

‫جزائري ‪ ،‬ال يتوقف ن�شاطه عند حدود �صناعة الفعل‬ ‫الثقافي والم�ساهمة فيه بفاعلية‪ ،‬بل يمتد �إلى �أبعد من‬ ‫ذلك �إلى الن�شاط ال�سيا�سي والمهني ‪� ،‬إذ عمل بال�صحافة‬ ‫منذ عام ‪،1986‬وال�صحافة الريا�ضية ب�شكل خا�ص‪ ،‬وله‬ ‫ثالثة كتب في الإعالم الريا�ضي‪ ،‬تبو�أ مواقع �إعالمية‬ ‫عديدة �أبرزها وزير الأت�صال كما �شغل من�صب مدير عام‬ ‫الإذاعة الوطنية ليدخل بعدها الطاقم الحكومي �سنة‬ ‫‪ 2008‬ككاتب دولة لالت�صال‪ ،‬ليتم تعيي ُنه بعدها مديرا‬ ‫عاما للمكتبة الوطنية‪ ،‬و�إدارة البرامج المتخ�ص�صة في‬ ‫التلفزيون الجزائري‪.‬‬


‫تقارير‬

‫اتجاهات التوظيف العالمية والتوقعات االجتماعية ‪2015‬‬

‫ترجمه وأعده للنشر ‪:‬‬ ‫مريم المسلمية ‪ -‬أحالم الشعيلية‬

‫‪12‬‬

‫بعد ست سنوات من اندالع األزمة‬ ‫المالية واالقتصادية‪ ،‬دخل االقتصاد‬ ‫العالمي مرحلة من النمو االقتصادي‬ ‫الفاتر‪ ،‬فوصل إلى مستويات أقل بكثير‬ ‫من توجهات ما قبل األزمة كما أصبح‬ ‫بطيئاً جداً في معدالت االنتاج وسد‬ ‫فجوات التوظيف التي تكونت جراء هذه‬ ‫األزمة‪ .‬ويتجلى هذا التباطؤ بشدة في‬ ‫النشاط االقتصادي في وسط وجنوب‬ ‫شرق أوروبا ورابطة الدول المستقلة‬ ‫وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا والمحيط‬ ‫الهادئ وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر‬ ‫الكاريبي وشمال أفريقيا‪ .‬وقد تسارع‬ ‫معدل النمو االقتصادي إلى حد ما في‬ ‫بعض االقتصادات المتقدمة وجنوب آسيا‬ ‫والشرق األوسط وأفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫الكبرى ‪ -‬ولكن ليس بما يكفي لتعويض‬ ‫تباطؤ النشاط في مناطق أخرى‪.‬‬

‫وقد زادت هذه االتجاهات نقاط‬ ‫عقدت مهمة‬ ‫الضعف القائمة‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫إعادة مستوى (البطالة) والتوظيف‬ ‫الناقص إلى المستويات التي كانت‬ ‫عليها قبل األزمة في معظم الدول‪.‬‬ ‫ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي‬

‫فإن النمو االقتصادي العالمي سيزداد‬ ‫قليال خالل السنتين القادمتين ويرجع‬ ‫ً‬ ‫الفضل في ذلك جزيئاً إلى انخفاض سعر‬ ‫النفط وتحسن األوضاع المالية في بعض‬ ‫االقتصادات المتقدمة‪ .‬ولكن حتى لو‬ ‫تحققت هذه التوقعات فمن غير المرجح‬ ‫بناء على السياسات الحالية أنه سيتم سد‬ ‫ً‬ ‫فجوات التوظيف والفجوات االجتماعية‬ ‫بشكل كبير‪ .‬وإلى اآلن فإن المرحلة‬ ‫الحالية من االنتعاش العالمي تعتمد على‬ ‫تسريع النمو االقتصادي في عدد قليل‬ ‫من االقتصادات المتقدمة وجنوب آسيا‬ ‫وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ .‬إال أنه‬ ‫يبقى هشاً بسبب استمرار نقص الطلب‬ ‫الكلي وكذلك نقاط الضعف الهيكلية‬ ‫المتعلقة بالمخاطر الجيوسياسية‪ ،‬عدم‬ ‫االستقرار في ضبط األسواق المالية‬ ‫واستمرار الركود في منطقة اليورو‬ ‫وازدياد عدم المساواة وتباطؤ نمو القوة‬ ‫العاملة‪.‬‬ ‫ويحتوي تقرير اتجاهات التوظيف العالمية‬ ‫والتوقعات االجتماعية ‪ 2015‬والذي‬ ‫ُسمي سابقاً اتجاهات التوظيف العالمية‬ ‫على توقعات للمستويات العالمية للبحث‬ ‫عن عمل ويشرح العوامل الكامنة وراء هذا‬ ‫التوجه بما فيها استمرارية عدم المساواة‬

‫وانخفاض أسهم األجور‪ .‬كما يركز على‬ ‫العوامل المحفزة في الطبقة المتوسطة‬ ‫النامية في العالم النامي باإلضافة إلى‬ ‫خطر االضطرابات االجتماعية وخاصة في‬ ‫المناطق التي تزداد فيها نسبة البحث عن‬ ‫عمل‪ .‬ويتناول التقرير العوامل الهيكلية‬ ‫التي تشكل عالم العمل فيما في ذلك‬ ‫شيخوخة السكان والتحوالت في المهارات‬ ‫التي يسعى لها أرباب العمل‪.‬‬ ‫وبشكل عام يشير التقرير الذي صدر‬ ‫مؤخراً عن منظمة العمل الدولية (‪)ILO‬‬ ‫في ‪20‬يناير ‪ 2015‬إلى أن االقتصاد‬ ‫العالمي يدخل فترة مضطربة جديدة‬ ‫‪ ،‬وسوف تستمر نسبة البطالة في‬ ‫االرتفاع وسيزيد معدل عدم المساواة وال‬ ‫يزال االستثمار ضعيفاً وغير واضح فقد‬ ‫تم خسارة حوالي ‪ 61‬مليون وظيفة منذ‬

‫بدء األزمة االقتصادية في ‪.2008‬‬ ‫كما يشير التقرير إلى أنه على الرغم‬ ‫من توافر المزيد من فرص العمل في‬ ‫االقتصادات المتقدمة‪ ،‬إال أن وضع‬ ‫التوظيف يمر بحالة من التدهور في‬ ‫الدول الناشئة والنامية‪ .‬ومن المتوقع‬ ‫في غضون السنوات الخمس المقبلة أن‬ ‫أكثر من ‪ 212‬مليون شخص سيصبحون‬ ‫باحثين عن عمل في جميع أنحاء العالم (أي‬ ‫بمعدل ‪ 11‬مليون شخص باحث عن عمل‬ ‫مما هو عليه اليوم) األمر الذي يساهم‬ ‫في ارتفاع االضطراب االجتماعي‪ ،‬كما‬ ‫أن عدم المساواة في الدخل آخذة‬ ‫في االتساع‪ ،‬لذك فإن أغنى ‪ 10%‬من‬ ‫السكان يحصلون على ‪ -40% 30%‬من‬ ‫الدخل االجمالي المتوفر‪ ،‬في حين يحصل‬ ‫أفقر ‪ 10%‬منهم على ‪ 7% - 2%‬فقط‬


‫تقارير‬

‫من الدخل االجمالي‪ .‬وتشير النتائج إلى ‪280‬مليون فر�صة عمل �إ�ضافية بحلول عام ‪ 2019‬من �أجل‬ ‫أن الوظائف الصغيرة التي يؤديها العمال �إغالق فجوة التوظيف العالمية الناجمة عن الأزمة‪.‬وال‬ ‫المؤهلون نسبياً فإنها تصبح آلية ورقمية‪ ،‬يزال �أكثر المت�ضررين من البحث عن عمل هم ال�شباب‪،‬‬ ‫وتجبر هؤالء العمال على المنافسة على وخا�صة ال�شابات‪ .‬فقد بلغ عدد الباحثين عن عمل في‬ ‫الوظائف التي تتطلب مهارات أقل‪.‬‬ ‫�صفوف ال�شباب (‪ 24- 15‬عاماً) في ‪ 2014‬قرابة ‪ 74‬مليون‬ ‫إال أن هناك طرقاً أقل لتغيير هذه �شاب و�شابة‪ .‬ومعد الت البحث عن عمل لدى ال�شباب‬ ‫الصورة المضطربة من خالل منح �أعلى عملياً بثالث مرات منها في �صفوف نظرائهم‬ ‫(الحوافز التفضيلية) وجدولة (تكاليف البالغين‪ .‬وهي مرتفعة في جميع المناطق على الرغم‬ ‫األجور‪ ،‬ودرجات الرواتب) وبطريقة أسرع من تح�سن التح�صيل العلمي‪ ،‬ما ي�ؤجج عدم الر�ضا‬ ‫وخفض معدالت القلق لشأن تسريح لدى المجتمع‪ .‬تح�سن التوظيف في بع�ض االقت�صادات‬ ‫العمالة األمر الذي يؤدي إلى زيادة المتقدمة‪ ،‬ولكنه يبقى متع�سراً في معظم �أرجاء �أوروبا‬ ‫االستثمار والطلب على فرص عمل ثمة تقلبات في المناطق على �صعيد توقعات التوظيف‪.‬‬ ‫جديدة‪ .‬وسوف تؤدي إصالحات سوق ففر�ص العمل �آخذة باالنتعا�ش في االقت�صادات‪ ،‬و�إن‬ ‫العمل على تشجيع الشركات واألعمال كان هناك فروق كبيرة بين البلدان المتقدمة �إجماال‬ ‫التجارية وزيادة انتاجيتها وتحفيزها لزيادة ‪ .‬وينخف�ض معدل البطالة‪ ،‬لي�صل �أحيانا �إلى معدالته‬ ‫معدالت االستثمار في المستقبل‪ .‬قبل الأزمة‪ ،‬في كل من اليابان والواليات المتحدة‬ ‫كما أن توفير الحماية للعاملين (التأمين وبع�ض البلدان الأوروبية‪ .‬وهو يتراجع ببطء في جنوب‬ ‫الصحي واالجتماعي) و(تدريبهم) و(تطوير‬ ‫�أوروبا ولكن من م�ستويات مرتفعة للغاية‪ ....‬ويتدهور‬ ‫مهاراتهم) سيكون لها انعكاسات إيجابية‬ ‫ودور فاعل في إحداث تغيير في سوق في االقت�صادات النا�شئة والنامية على النقي�ض من‬ ‫العمل خاصة أولئك المنخرطين في ذلك‪ ،‬وبعد تح�سن الأداء لفترة معينة مقارنة بالمتو�سط‬ ‫أعمالهم ويعانون من الفقر‪ .‬فإذا ما تم العالمي‪� ،‬أخذ الو�ضع بالتدهور في عدد من المناطق‬ ‫أخذ هذه المعايير والواجبات بعين االعتبار واالقت�صادات النامية وذات الدخل المتو�سط ك�أمريكا‬ ‫فإن توقعات التوظيف العالمية يمكن أن الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬وال�صين‪ ،‬ورو�سيا‪ ،‬وعدد من‬ ‫البلدان العربية‪ .‬ولم يتح�سن و�ضع فر�ص العمل كثيرا‬ ‫تتحسن بشكل كبير كما يشير التقرير‪.‬‬ ‫في �إفريقيا جنوب ال�صحراء على الرغم من التح�سن‬ ‫االضطراب في أفق فرص العمل‬ ‫الأخير في النمو االقت�صادي‪ .‬ومن المتوقع �أن تبقى‬ ‫معدالت البطالة المقنعة والتوظيف في االقت�صاد غير‬ ‫ال يزال االقت�صاد العالمي ينمو بمعدالت �أدنى بكثير‬ ‫المنظم مرتفعة ب�شدة في معظم هذه البلدان على مدى‬ ‫منها قبل بداية الأزمة العالمية في ‪ ، 2008‬وهو غير قادر‬ ‫ال�سنوات الخم�س المقبلة‪.‬‬ ‫على�إغالق فجوات فر�ص العمل والفجوات االجتماعية‬ ‫الكبيرة التي ظهرت‪ .‬ويبدو �أن التحدي المتمثل في‬ ‫خف�ض معدالت البحث عن عمل �إلى م�ستوياتها قبل‬ ‫الأزمة قد �أ�صبح الآن مهمة ع�سيرة �أكثر من �أي وقت‬ ‫م�ضى مع وجود مخاطر مجتمعية واقت�صادية كبيرة‬ ‫مرتبطة بهذا الو�ضع‪.‬‬ ‫فجوة التوظيف العالمية الناجمة عن الأزمة م�ستمرة‬ ‫باالت�ساع يخل�ص هذا التقرير �إلى �أن �أو�ضاع التوظيف‬ ‫العالمية �ستتدهور على مدى ال�سنوات الخم�س المقبلة‪.‬‬ ‫ففيما تجاوز عدد الباحثين عن عمل في العالم ‪201‬‬ ‫مليون �شخ�ص في ‪� ، 2014‬أي بزيادة قدرها ‪ 31‬مليون‬ ‫عما كان عليه قبل بداية الأزمة العالمية‪ ،‬من المتوقع‬ ‫�أن يرتفع هذا العدد بمقدار ثالثة ماليين �شخ�ص في‬ ‫‪ 2015‬ثم بمقدار ‪ 8‬ماليين في غ�ضون ال�سنوات الأربع‬ ‫التالية‪.‬‬ ‫وتبلغ فجوة التوظيف العالمية‪ ،‬والتي تقي�س عدد‬ ‫الوظائف المفقودة منذ بداية الأزمة‪ 61 ،‬مليون حاليا‪.‬‬ ‫و�إذا ت�ضمنت الح�سابات عدد الداخلين الجدد في �سوق‬ ‫العمل خالل ال�سنوات الخم�س المقبلة‪ ،‬فينبغي خلق‬

‫‪29.8%‬‬

‫نسبة البطالة من فئة الشباب عام ‪2015‬م‬

‫ويح�سِّ ن االنخفا�ض الحاد في �أ�سعار النفط والم�ستمر‬ ‫في مطلع عام ‪� ، 2015‬إذا ما ا�ستمر �أبعد من ذلك‪ ،‬توقعات‬ ‫التوظيف �إلى حد ما في الدول الم�ستوردة‪ .‬ولكن من‬ ‫الم�ستبعد �أن يمحو ذلك �آثار االنتعا�ش الذي ال يزال‬ ‫ه�شا وغير متكافئ و�سيزداد �سوءا بالن�سبة للبلدان‬ ‫الم�صدرة للنفط‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تعثرت التح�سينات‬ ‫في فر�ص العمل اله�شة في البلدان النا�شئة والنامية‪.‬‬ ‫ومن المتوقع �أن تبقى ن�سبة فر�ص العمل اله�شة ثابتة‬ ‫على نطاق وا�سع لتبلغ نحو ‪ 45‬في المائة من �إجمالي‬ ‫فر�ص العمل على مدى العامين المقبلين في تناق�ض‬

‫�صارخ مع االنخفا�ضات الملحوظة قبل الأزمة‪ .‬وقد ازداد‬ ‫عدد العاملين في وظائف ه�شة بمقدار ‪ 27‬مليون منذ‬ ‫عام ‪ 2012‬ليبلغ حاليا ‪ 1.44‬مليار عالميا‪ .‬ويعمل �أكثر‬ ‫من ن�صف ه�ؤالء في منطقتي �إفريقيا جنوب ال�صحراء‬ ‫وجنوب �آ�سيا‪ ،‬حيث �أن وظائف ثالثة �أرباع العاملين‬ ‫فيهما ه�شة‪ .‬وبالمثل تباط�أ التقدم في الحد من عدد‬ ‫العمال الفقراء‪ .‬ومن المتوقع مع نهاية هذا العقد �أن‬ ‫يعي�ش عامل من كل عامال ‪ 14‬في فقر مدقع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مؤخرا بذلك‬ ‫اتسع التفاوت في الدخل‬

‫ً‬ ‫عالميا‬ ‫انتعاش االقتصاد وفرص العمل‬

‫وفقاً للبلدان التي تتوافر حولها بيانات‪ ،‬يك�سب �أغنى ‪10‬‬ ‫في المائة في المتو�سط ‪ 40-30‬في المائة من �إجمالي‬ ‫الدخل‪ - ،‬في حين يتقا�ضى �أفقر ع�شرة في المائة قرابة‬ ‫‪ 2‬في المائة منه‪ .‬وفي كثير من االقت�صادات المتقدمة‬ ‫حيث عدم الم�ساواة �أدنى منه بكثير في البلدان النامية‬ ‫على الدوام‪ ،‬ات�سع التفاوت في الدخل ب�سرعة في �أعقاب‬ ‫الأزمة‪ ،‬وهو يقترب في بع�ض البلدان من الم�ستويات‬ ‫المرئية في بع�ض االقت�صادات النا�شئة‪ .‬وال يزال �إجمالي‬ ‫التفاوت مرتفعا في االقت�صادات النا�شئة والنامية على‬ ‫الرغم من تراجعه‪ ،‬كما تباط�أت وتيرة التح�سن �إلى‬ ‫حد بعيد‪ .‬ومما عزز بع�ضا من هذه التطورات تراجع‬ ‫الوظائف الروتينية متو�سطة المهارات في ال�سنوات‬ ‫الأخيرة بالتوازي مع ازدياد الطلب على الوظائف ذات‬ ‫المهارات المتدنية والمرتفعة‪ .‬ونتيجة لذلك‪� ،‬أ�صبح‬ ‫العمال المتعلمين ن�سبيا والذين كانوا ي�ؤدون تلك‬ ‫الوظائف ذات المهارات المتو�سطة م�ضطرين وب�شكل‬ ‫متزايد للتناف�س على وظائف �أقل مهارة‪ .‬وقد �شكلت هذه‬ ‫التغييرات المهنية �أنماط التوظيف و�أ�سهمت في ات�ساع‬ ‫التفاوت في الدخل على مدى العقدين الما�ضيين‪.‬‬ ‫كما قو�ض ازدياد التفاوت الثقة في الحكومة مع وجود‬ ‫ا�ستثناءات قليلة‪ .‬فالثقة في الحكومة �آخذة بالتراجع‬ ‫ب�سرعة‪ ،‬ال�سيما في ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا‪،‬‬ ‫و�أي�ضاً في البلدان المتقدمة و�شرق �آ�سيا و�أمريكا‬ ‫الالتينية‪ .‬و�إذا ترافق تراجع الثقة بهذا الحجم الهائل‬ ‫مع ركود الدخل �أو انخفا�ضه ف�سي�سفر عن حدوث‬ ‫ا�ضطرابات اجتماعية‪ .‬وي�شير هذا التقرير �إلى �أن‬ ‫هذه اال�ضطرابات ازدادت تدريجيا منذ بداية الأزمة‬ ‫العالمية مع ا�ستمرار البطالة على الرغم من تراجعها‬ ‫قبل الأزمة‪ .‬والبلدان التي ت�شهد معدالت مرتفعة من‬ ‫البطالة �أو ترتفع ب�سرعة في �صفوف ال�شباب هي الأكثر‬ ‫عر�ضة لحدوث ا�ضطرابات اجتماعية‪.‬‬ ‫يمكن تعزيز التوظيف والتوقعات‬ ‫االجتماعية‬

‫يمكن تغيير هذه ال�صورة الم�ضطربة �شريطة معالجة‬ ‫نقاط ال�ضعف الرئي�سية الكامنة‪ .‬وكما �أ�شارت درا�سة‬

‫‪13‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪14‬‬

‫�سابقة �أجرتها منظمة العمل الدولية‪ ،‬ينبغي تعزيز‬ ‫الطلب الكلي وا�ستثمار ال�شركات‪ ،‬بما في ذلك عبر‬ ‫خلق فر�ص عمل الئقة‪ ،‬وت�أمين دخل كاف ‪ ،‬وت�أ�سي�س‬ ‫�شركات جيدة الت�صميم‪ ،‬و�إعداد �سيا�سات اجتماعية‬ ‫مالئمة‪ .‬ويجب �إعادة توجيه �أنظمة االئتمان بحيث‬ ‫تدعم االقت�صاد الحقيقي‪ ،‬ال�سيما الم�شاريع ال�صغيرة‪.‬‬ ‫كما ينبغي معالجة ال�ضعف في منطقة اليورو ب�صورة‬ ‫�أكيدة ‪ ،‬ف�ضال عن معالجة عدم الم�ساواة المتزايد من‬ ‫خالل �إيجاد �أ�سواق عمل و�سيا�سات �ضريبية م�صممة‬ ‫بعناية‪.‬وثمة مجال �أي�ضا لمعالجة نقاط ال�ضعف‬ ‫االجتماعية المتوا�صلة والمرتبطة باالنتعا�ش اله�ش‬ ‫في فر�ص العمل‪ ،‬وخا�صة ارتفاع معدل البحث عن عمل‬ ‫بين ال�شباب‪ ،‬والبطالة طويلة الأمد‪ ،‬والخروج من �سوق‬ ‫العمل ال�سيما بين الن�ساء‪ .‬وهذا يعني �إجراء �إ�صالحات‬ ‫�شاملة في �سوق العمل بهدف دعم الم�شاركة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫نوعية فر�ص العمل‪ ،‬وتطوير المهارات‪.‬‬ ‫البطالة ‪ :‬قضية عالمية‬

‫عمل في معظم الدول‪.‬‬ ‫وقد ا�ستمرت هذه التوجهات على الرغم من التح�سينات‬ ‫الكبيرة في متو�سط التح�صيل العلمي لأفواج ال�شباب‪،‬‬ ‫وزادت ح�صة ال�شباب في قوة العمل مع التعليم العالي‬ ‫في ‪ 2007‬في ‪ 26‬من �أ�صل ‪ 30‬دولة تتوفر عنها البيانات‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد ارتفعت معدالت البطالة بين العمال‬ ‫ال�شباب ممن لديهم م�ؤهالت علمية منذ بداية الأزمة‬ ‫في ‪ 16‬من �أ�صل ‪ 18‬دولة (‪.)2013e,ILO‬‬ ‫ومن المتوقع �أن ت�شهد العديد من الدول زيادة كبيرة‬ ‫في معدالت البطالة بين ال�شباب‪ ،‬ال�سيما في الدول‬ ‫التي ت�صل معدالت البطالة فيها �إلى �أقل من الم�ستوى‬ ‫المتو�سط العالمي‪ .‬كما �أنه من المتوقع �أن تزيد الن�سبة‬ ‫العالمية لدى ال�شباب الباحثين عن عمل �إلى ‪ %13.1‬في‬ ‫‪ 2015‬ومن ثم تبقى دون تغيير �إلى عام ‪ ،2018‬و�سوف‬ ‫يَ�شهد �أكبر زيادة في البطالة في عام ‪ 2015‬في �شرق �آ�سيا‬ ‫وال�شرق الأو�سط ‪ ،‬مع زيادة متوقعة في ال�سنوات القادمة‬ ‫(انظر ال�شكل ‪.)1.6‬‬

‫ال زال ال�شباب الذين تتراوح �أعمارهم بين (‪ )24 - 15‬في المقابل‪ ،‬كان �أداء كبار ال�سن جيد ن�سبياً خالل الأزمة‬ ‫يت�أثرون بالأزمة االقت�صادية‪� ،‬إذ و�صلت ن�سبة ال�شباب وظلت معدالت عملهم م�ستقرة حتى في تلك البلدان‬ ‫غير العاملين �إلى ‪ %13‬في عام ‪ ،2014‬وهي �أعلى بثالث التي ت�ضررت ب�شدة‪ ،‬على عك�س فترة الركود ال�سابقة التي‬ ‫مرات عن ن�سبة البطالة من البالغين‪ .‬وعلى الرغم من غالباً ما دفعت العمال من كبار ال�سن �إلى التقاعد المبكر‬ ‫�أن الدفعات الجديدة من ال�شباب الذين انخرطوا في ‪ ،‬في حين قررت ال�شركات في ذلك الوقت باالحتفاظ‬ ‫�سوق العمل هم �أ�صغر من نظرائهم ال�سابقين تحديداً بعمالها الأكثر خبرة‪ .‬كما �أن هناك �أدلة ت�شير �إلى �أن‬ ‫في بع�ض المناطق مثل �شرق �آ�سيا و�أمريكا الالتينية‪� ،‬إال العمال من كبار ال�سن ممن فقدوا وظائفهم ف�إنه من‬ ‫�أنه ال زال من ال�صعب لل�شباب ال�صغار �أن يجدوا فر�ص ال�صعب �أن يح�صلوا على وظائف �أخرى مجدداً ‪.‬‬

‫�شكل ‪ 1.6‬التغير في معدالت البطالة من ال�شباب لعام ‪ 2019‬مقارنة بعام ‪( 2014‬بالن�سب المئوية )‬

‫تحوالت في الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا‬

‫اال�ضطرابات الجيو�سيا�سية ت�ؤثر على النمو االقت�صادي‬ ‫ت�ستمر التحوالت االجتماعية وال�سيا�سية في �إلقاء ثقلها‬ ‫على �آفاق التوظيف في المنطقة‪ .‬وت�شير التقديرات �إلى‬ ‫�أن نمو الناتج المحلي الإجمالي فيها قد بقي �ضعيفاً‬ ‫في ‪� ،2014‬إذ بلغ نحو ‪ 2.6‬في المائة‪� ،‬أي �أعلى قلي ًال مما‬ ‫�سُ جل في ‪ 2013‬وهو ‪ 2.3‬في المائة‪ .‬ومن المتوقع �أن‬ ‫ي�صل نمو الناتج المحلي الإجمالي في ‪� 2015‬إلى ‪ 3.8‬في‬ ‫المائة‪ .‬ولكن النمو االقت�صادي المتوقع لن يكون كافياً‬ ‫لخف�ض المعدالت المرتفعة من البطالة‪ .‬و�سي�ستمر‬ ‫اال�ستهالك المحلي في دفع عجلة النمو في االقت�صادات‬ ‫الم�ستوردة للنفط‪ ،‬حيث من المتوقع �أن ينمو و�سطياً‬ ‫بنحو ‪ 3‬في المائة في ‪ 2014‬و‪ 4‬في المائة في ‪ .2015‬ومن‬

‫‪1/3‬‬

‫من الوظائف المستقبلية في‬ ‫قطاع الخدمات الخاصة‬


‫ملف العدد‬

‫‪15‬‬

‫م�ستويات البطالة �إلى ارتفاع جدول ‪ 2.10‬النمو االقت�صادي واالجتماعي في ال�شرق الأو�سط و�شمال �أفريقيا (بالن�سبة المئوية‪)2019 - 2009 ،‬‬ ‫المتوقع �أي�ضاً �أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫في م�صر ولبنان �أدنى من المتو�سط في ‪� ،2014‬أما في‬ ‫المغرب وتون�س فيجب �أن يكون قد و�صل �إلى ‪ 3.5‬و‪2.8‬‬ ‫في المائة على التوالي‪ .‬وال يزال انخفا�ض �أ�سعار النفط‬ ‫ووجود ال�صراعات والأو�ضاع الأمنية غير الم�ستقرة‬ ‫تلقي بثقلها على التوقعات االقت�صادية للعديد من‬ ‫البلدان في المنطقة‪ .‬بينما ا�ستمر نمو الناتج المحلي‬ ‫الإجمالي في دول مجل�س التعاون في عام ‪28 2014‬‬ ‫وو�صل �إلى ‪ %4.6‬في المملكة العربية ال�سعودية و‪ 6.5‬في‬ ‫قطر ولم تت�أثر باالنخفا�ض الكبير في �أ�سعار النفط‬ ‫الذي حدث في الن�صف الثاني من عام ‪ ،29 2014‬وحتى‬ ‫قبل انخفا�ض �أ�سعار النفط ف�إن دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي كانت تمتلك �أكبر تدفقات ر�أ�س المال فيما‬ ‫عدا البحرين و�سلطنة عمان‪ 30 .‬وبالتالي ف�إن انخفا�ض‬ ‫�أ�سعار النفط يمكن �أن ي�ؤدي �إلى تدهور في الأو�ضاع‬ ‫المالية ‪ ،‬وفي الواقع ف�إن ح�صة الإيرادات غير النفطية‬ ‫في �إجمالي الإيرادات العامة ال تزال محدودة‪ ،‬تتراوح‬ ‫بين ‪ % 10‬و ‪ % 20‬في خم�سة من �أ�صل �ستة دول مجل�س‬ ‫التعاون الخليجي في عام ‪ 2013‬با�ستثناء قطر حيث‬ ‫بلغت نحو ‪ ، %40‬عالوة على ذلك ف�إن انخفا�ض الأ�سعار‬ ‫�إلى توتر الأو�ضاع المالية لعدد من الدول مثل الجزائر‬ ‫والبحرين والعراق و�إيران وليبيا والمملكة العربية‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬الأمر الذي قد يكون له �آثار �سلبية على‬ ‫االنفاق االجتماعي (�صندوق النقد الدولي‪، )2014d ،‬‬ ‫وعلى هذا النحو ف�إن عملية التنويع في القطاعات غير‬ ‫النفطية تحتاج �إلى ت�سريع‪ ،‬ففي عام ‪ 2014‬كان النمو‬ ‫االقت�صادي المطرد في دول مجل�س التعاون الخليجي‬ ‫انعكا�ساً للتنويع االقت�صادي مدعوماً بكميات كبيرة من‬ ‫االئتمانات الخا�صة‪.‬‬ ‫تحتاج �أ�سواق العمل في منطقة ال�شرق الأو�سط �إلى‬ ‫التعافي �إثر حالة عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي التي ظهرت‬ ‫عام ‪( 2011‬انظر جدول ‪ ،)2.10‬وفي الواقع فقد ارتفع‬ ‫البطالة عن عمل عام ‪� 2011‬إلى ‪ %11.6‬بعد �أن كان‬ ‫‪ %10.8‬في العام الذي ي�سبقه‪ ،‬ومن المتوقع �أن يبقى‬

‫‪ %11.7‬خالل عام ‪ 2015‬مع ن�سبة بطالة �أعلى عند‬ ‫ال�شباب بمعدل ‪ 3.7‬عن ن�سبة البطالة للبالغين‪ .‬وعلى‬ ‫هذا النحو‪ ،‬فال تزال معدالت البطالة في المنطقة هي‬ ‫�أعلى المعدالت في العالم كله‪� ،‬إذ بلغ معدل االبطالة‬ ‫لدى ال�شباب ‪ %29.5‬في عام ‪ 2014‬ومن المتوقع �أن‬ ‫يرتفع �إلى ‪ %29.8‬في عام ‪ .2015‬وتعيق عملية �صنع‬ ‫خطوات للحد من البطالة خ�صو�صاً بين فئة ال�شباب‬ ‫عدة عوامل وهي حجم النمو مقارنة بحجم فئة ال�شباب‬ ‫من ال�سكان ‪ ،‬وفي ‪ 2014‬كانت ن�سبة ‪ %26.2‬من الفئة‬ ‫العاملة من ال�سكان هم بين ‪� 24 – 15‬سنة بالمقارنة مع‬ ‫‪ %22.4‬على م�ستوى العالم‪.‬‬ ‫وال تزال م�شاركة الإناث في القوى العاملة متدنية‬ ‫جداً‪� ،‬إذ بلغ معدل م�شاركتها في القوى العاملة في‬ ‫المنطقة ‪ %21.7‬في عام ‪ ،2014‬وهو �أقل بن�سبة ‪%53.5‬‬ ‫عن معدل م�شاركة الرجال والتي بلغت ‪ ،%75.2‬وقد‬ ‫امتدت الفجوة بين الجن�سين في القوى العاملة �إلى ما‬ ‫بعد الم�شاركة فعلى �سبيل المثال بلغت ن�سبة البطالة‬ ‫بين الإناث ‪ %21.3‬عام ‪� ،2014‬أي ‪ 2.3‬مرة ما يعادل‬ ‫الن�سبة لدى الذكور ‪ ،‬وبالمقارنة مع الن�سبة العالمية‬ ‫للبطالة لدى الإناث والتي بلغت ‪� ، 6.35‬إ�ضافة �إلى �أن‬ ‫‪ %27.3‬من الن�ساء العامالت في منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫ي�صنفن من �ضمن "عاملو الأ�سرة غير مدفوعي الأجر"‬ ‫بالمقارنة مع ن�سبة ‪ %18.2‬عالمياً‪.‬‬ ‫وقد �أدى نق�ص فر�ص العمل �إلى زيادة االقت�صاد‬ ‫غير المنظم‪ :‬ت�شر التقديرات الآن �إلى �أن االقت�صاد‬ ‫غير المنظم ي�شغل ثلثي القوى العاملة وتنتج ثلث‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي في غير دول مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪ . 31‬وت�شير نتائج الم�سح الذي قامت به‬ ‫منظمة العمل الدولية �إلى �أن ظاهرة العمل غير‬ ‫المنظم بين ال�شباب و�صلت �إلى �أكثر من ‪ %50‬في الأردن‬ ‫وتون�س‪ ،‬في حين �أنها تتعدى ‪ %90‬في م�صر والأرا�ضي‬ ‫الفل�سطينية المحتلة‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أن االقت�صاد غير‬ ‫المنظم ينمو نتيجة لتدهور الو�ضع الجيو�سيا�سي في‬

‫المنطقة‪ ،‬وت�شير تقديرات منظمة العمل الدولية �إلى‬ ‫ت�أثير الالجئين ال�سوريين على �أ�سواق العمل المحلية‬ ‫في لبنان والأردن‪ ،‬ويظهر تزايد الأعمال غير المنظمة‬ ‫جنباً �إلى جنب مع تدهور م�ستويات الأجور وظروف‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫ويعد عدم توافق المهارات تحدياً �آخر رئي�ساً في‬ ‫المنطقة‪ ،‬ففي الوقت الحا�ضر ي�ستقطب القطاع العام‬ ‫ال�شريحة الأكبر من العاملين مع م�ستوى تح�صيلي‬ ‫�أعلى من المتو�سط (البنك الدولي‪ )2013 ،‬ومع ذلك‬ ‫وجدت منظمة العمل الدولية �أن نمط التوظيف ال�سائد‬ ‫في عد ٍد من الدول هو �أقل من الم�ستوى التح�صيلي‬ ‫للعمال‪ ،32‬وبالتالي ف�إن هناك حاجة �إلى تطوير التعليم‬ ‫لدى ال�شباب �إلى جانب تح�سين ال�صالت بين الحكومة‬ ‫والمعاهد التعليمية و�سوق العمل من �أجل حل م�شكلة‬ ‫عدم توافق المهارات وت�سهيل االنتقال من المدر�سة �إلى‬ ‫بيئة العمل‪.‬‬ ‫الفجوات بين الجنسين في سوق‬ ‫العمل‬

‫�شهدت بداية الأزمة �سداً معتد ًال لفجوة البطالة‬ ‫للجن�سين ويعود ال�سبب في ذلك �أ�سا�ساً �إلى �أن خ�سارة‬ ‫العمل تركزت على ال�صناعات التي يهيمن عليها الذكور‪،‬‬ ‫�إال �أن االنتعا�ش الالحق في العمل ان�صب �أي�ضاً على‬ ‫الأعمال في القطاعات التي يعمل بها الذكور (مثل‬ ‫البناء) مما �أعاد الفجوة في العمل بين الجن�سين‪،‬‬ ‫وب�شكل عام ال تزال المر�أة تعاني من ارتفاع معدالت‬ ‫البحث عن عمل وانخفا�ض معدالت التوظيف‪ ،‬لذا‬ ‫فالإناث تمتلك فر�صاً �أقل للم�شاركة في القوى العاملة‬ ‫ومواجهة مخاطر �أعلى من العمالة اله�شة �أي كونها‬ ‫تعمل في الأعمال الحرة �أو ت�ساهم في دخل الأ�سرة‪.‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى التفرقة التي تعاني منها الإناث ف�إن‬ ‫هذه الفجوات بين الجن�سين ت�ؤدي �إلى خ�سارة كبيرة‬ ‫في الدخل والتنمية االقت�صادية‪ .‬فبالن�سبة �إلى الدول‬


‫ملف العدد‬

‫‪16‬‬

‫�شكل ‪ 1.8‬معدالت نمو التوظيف في القطاعات المختلفة (بالن�سبة المئوية)‬ ‫والمناطق التي لديها فجوات كبيرة فقد تتكبد خ�سائر‬ ‫في دخلها ت�صل �إلى ‪ %30‬من الناتج المحلي الإجمالي‬ ‫للفرد الواحد بالمقارنة مع ما �إذا ما تم تقليل الفجوة‬ ‫بين الجن�سين والم�شاركة في القوة العاملة لت�صل �إلى‬ ‫م�ستوى المتو�سط العالمي (‪.)2014b ,ILO‬‬ ‫فرص عمل في قطاع الخدمات‬

‫يجري حالياً �إن�شاء الجزء الأكبر من الوظائف الجديدة‬ ‫في خدمات القطاع الخا�ص‪ ،‬والتي �سوف توظف �أكثر من‬ ‫ثلث القوة العاملة العالمية على مدى ال�سنوات الخم�س‬ ‫المقبلة (انظر ال�شكل ‪ ،)1.8‬و�ست�شهد الخدمات العامة‬ ‫في مجال الرعاية ال�صحية والتعليم والإدارة زيادات‬ ‫�أقل ال تتعدى �أكثر من ‪ %12‬من ن�سبة التوظيف‪ ،‬وفي‬ ‫المقابل فمن المتوقع �أن ي�ستقر التوظيف في القطاع‬ ‫ال�صناعي على م�ستوى العالم على ن�سبة �أقل بقليل‬ ‫من ‪ %22‬من �إجمالي العمالة‪ ،‬ويعود ال�سبب �إلى ارتفاع‬ ‫التوظيف في قطاع البناء بينما ي�ستمر قطاع ال�صناعات‬ ‫التحويلية بفقدانه للوظائف‪ .‬وال زالت ال�صناعات‬

‫المتقدمة ت�شكل �أكبر ح�صة من وظائف الت�صنيع في‬ ‫جميع �أنحاء العالم‪ ،‬غير �أن االتجاهات الحالية تجلب‬ ‫ن�سبة توظيفهم �إلى �أقل من ‪ %12‬بحلول نهاية ‪.2019‬‬ ‫وقد �شهدت بع�ض البلدان النا�شئة �أي�ضاً انخفا�ضاً في‬ ‫ح�صتها من العمالة ال�صناعية على الرغم من حقيقة �أن‬ ‫�صناعاتها التحويلية لم ت�صل بعد �إلى م�ستويات مماثلة‬ ‫لتلك الموجودة في االقت�صادات المتقدمة‪ .‬وب�شكل عام‬ ‫ف�إن العمالة ال�صناعية لي�س من المحتمل �أن ت�ساهم‬ ‫بقوة في انتعا�ش التوظيف على الرغم من دورها في‬ ‫التحول الهيكلي وبالتحديد في االقت�صادات النا�شئة‪،‬‬ ‫�إال �أن التوظيف في قطاع الخدمات ال تزال المنطقة‬ ‫الأكثر ديناميكية لخلق فر�ص عمل جديدة على مدى‬ ‫ال�سنوات الخمي�س المقبلة‪.‬‬

‫‪212‬‬

‫مليون شخص يصبحون‬ ‫باحثين عن عمل في‬

‫غضون خمس سنوات‬

‫الم�صدر‪ :‬منظمة العمل الدولية‪Trends econometric ،‬‬ ‫‪� ،models‬أكتوبر ‪( 2014‬تقرير اتجاهات التوظيف التوقعات االجتماعية )‬

‫التعريفات‬

‫‪ )28‬دول مجل�س التعاون الخليجي هي البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية ال�سعودية والإمارات العربية المتحدة‬ ‫‪ )29‬وفقا ل�صندوق النقد الدولي (‪ ،)2014d‬ف�إن �سعر النفط في الم�ستقبل قد يكون غير م�ؤكد‪ ،‬كما �أن هناك احتمال بن�سبة �أكثر من ‪٪30‬‬ ‫�أن �أ�سعار النفط �ست�صل �إلى �أعلى من ‪� 112‬أو �أقل من ‪ 87‬دوالر �أمريكي للبرميل الواحد في منت�صف عام ‪ .2015‬وبالفعل‪ ،‬ففي الفترة ما بين‬ ‫يونيو ودي�سمبر عام ‪ ،2014‬انخف�ض م�ؤ�شر �أ�سعار البترول في �صندوق النقد الدولي قد بما يقارب من ‪ . ٪90‬وحتى ‪ 31‬دي�سمبر عام ‪ ،2014‬بلغ‬ ‫�سعر برنت الخام من النفط للبرميل الواحد ‪ 55‬دوالرا �أمريكيا‪.‬‬ ‫‪� )30‬شهدت اقت�صادات دول مجل�س التعاون الخليجي في الآونة الأخيرة تدفقات عالية في �صافي ر�أ�س المال الخا�ص‪� ،‬إال �أنها �أقل نوعا ما في‬ ‫غيرها من االقت�صادات النا�شئة (�صندوق النقد الدولي‪)2014d ،‬‬ ‫‪ )31‬يت�سند هذا الرقم على تعريف االقت�صاد غير المنظم " الح�صول على ح�صة العمل ب�أكمله مع عدم الح�صول على ال�ضمان االجتماعي"‬ ‫(‪)2012 ,Angel-Urdinola and Tanabe‬‬ ‫‪� )32‬أظهرت نتائج اال�ستطالعات التي �أجرتها منظمة العمل الدولية على ق�ضية االنتقال من المدر�سة �إلى العمل �أن ن�سب العمال غير‬ ‫المتعلمين في الأرا�ضي الفل�سطينية المحتلة وتون�س وم�صر والأردن هي ‪ %43.0 ،38.9 ،%31.8 ،%47.1‬على التوالي‪ ،‬في حين كانت ن�سب‬ ‫العمال الذين يملكون م�ؤهالت تعليم عالي ‪ %9.4 ،%8.8 ،%6.4 ،%13.2‬على التوالي‪.‬‬

‫‪30%‬‬ ‫من خسائر الناتج المحلي‬ ‫للفرد الواحد نتيجة‬

‫الفجوات بين الجنسين‬


‫مقال‬

‫عبدالرزاق الربيعي‬

‫‪17‬‬

‫‪razaq2005@hotmail.com‬‬

‫دور الصالونات الثقافية‪ ،‬والمنتديات في تنوير المجتمع‬ ‫من البديهيّات‪ ،‬التي يدركها ك ّل من ا�شتغل بالجانب‬ ‫الثقافي‪� ،‬أ ّن العمل الثقافي لي�س حالة فرديّة‪ ،‬بل جماعيّة‪،‬‬ ‫والنتاج الإبداعي‪ ،‬في مرحلة ت�ش ّكله‪ ،‬وتبلوره‪ ،‬ينطلق من‬ ‫الفرد ‪،‬ث ّم ي ّتجه �إلى الجماعة‪ ،‬ومن تفاعل الفرد مع‬ ‫الجماعة‪ ،‬وين�ضج على �ضوء �سراج ذلك النتاج‪ ،‬من خالل‬ ‫الحوار‪ ،‬وال�س�ؤال الجاد‪ ،‬والبحث‪ ،‬تت�ش ّكل حالة ثقافيّة‪.‬‬ ‫هذه البذرة الب ّد لها من ظروف منا�سبة‪ ،‬ت�ساعد على‬ ‫�إنباتها‪ ،‬لتنمو‪ ،‬وتزدهر‪ ،‬وتم ّد فروعها‪ ،‬و�أغ�صانها‪،‬‬ ‫وبالتالي الب ّد من مظ ّلة‪ ،‬ف�إذا لم يجد البع�ض هذه المظ ّلة‬ ‫في م�ؤ�س�سة حكوميّة‪� ،‬أو خا�صّ ة‪� ،‬سيبحث عنها خارجها‪،‬‬ ‫وقد يجدها في مقهى‪� ،‬أو ر�صيف على قارعة الطريق‪.‬‬ ‫ونظرا للحاجة الما�سّ ة الجتماع الأفراد‪ ،‬للتحاور‪ ،‬وم ّد‬ ‫ج�سور التوا�صل الإن�ساني‪ ،‬والثقافي‪ ،‬برزت الحاجة �إلى‬ ‫الأروقة ال�صالونات‪ ،‬ومفردها �صالون ‪ ،‬ومن المرجّ ح �أ ّنها‬ ‫تعود �إلى كلمة "‪ "salone‬الإيطالية التي ا�ستخدمت‬ ‫الحقاً في لغات �أخرى‪ ،‬وتعني "غرفة اال�ستقبال"‪ ،‬وفيها‬ ‫يجتمع عدد من المثقفين‪ ،‬والأُدباء‪ ،‬ب�شكل �أ�سبوعي‪،‬‬ ‫�أو �شهري‪ ،‬في منزل �أديب ليعر�ض كل منهم ما لديه‬ ‫من جديد‪ ،‬وتت ّم مناق�شة العديد من الأمور الم�شتركة‪،‬‬ ‫ك�صالون "مي زيادة" و "طه ح�سين‪ ،‬و�أحمد �شوقي‪،‬‬ ‫وعبا�س محمود الع ّقاد‪.‬‬ ‫وال�صالون‪ ،‬كما جاء في المو�سوعة الحرّة‪" ،‬هو مكان‬ ‫ي�ست�ضيف فيه �شخ�ص بارز �أو مهتم مجموعة من النا�س �إما‬ ‫للمتعة �أو ل�صقل الذوق العام وتبادل المعارف وال�سجاالت‬ ‫والمماحكات والحوارات‪ ،‬وغالباً ما ترتبط ال�صالونات‬ ‫بالحركات الأدبية والفل�سفية والفكرية الفرن�سية في‬ ‫القرنين ال�سابع ع�شر والثامن ع�شر على الرغم من �أ ّن‬ ‫من�ش�أها الأ�صلي يعود لوالدة حركة النه�ضة في �إيطاليا‬ ‫في القرن ال�ساد�س ع�شر‪ ،‬ويرى بع�ض الباحثين �أن �أولى‬ ‫هذه الأروقة الثقافية بد�أت في الأندل�س"‬ ‫في �إ�شارة �إلى �صالون ال�شاعرة "والدة بنت المُ�س َتكفي"‬ ‫التي ُت ُو ِفيَّت عام ‪ 1078‬م‪ ،‬وقد اتخذت ال�صالونات ع ّدة �أ�شكال‬ ‫بما ينا�سب والبيئة التي تتواجد فيها‪ ،‬ففي اليمن‪ ،‬تحوّلت‬ ‫مجال�س تناول "القات" �إلى �صالونات �أدبيّة‪ ،‬تحمل ا�سم‬ ‫"المقيل"‪ ،‬ومن �أبرزها "مجل�س ال�شاعر‪ ،‬والأكاديمي د‪.‬‬ ‫عبد العزيز المقالح " الذي يجتمع ي�ؤم منتداه عدد كبير‬ ‫من الأدباء والأكاديميين العرب‪ ،‬وهو لقاء �أ�سبوعي يقيمه‬ ‫في مركز الدرا�سات اليمنية‪ ،‬وقد �ش ِه ُ‬ ‫دت به – �شخ�صيا ‪-‬‬ ‫�صوالت وجوالت ثقافيّة وفكريّة‪ ،‬عديدة خالل �إقامتي في‬ ‫�صنعاء في ت�سعينيّات القرن الما�ضي‪.‬‬

‫والحقيقة �أ ّن المجتمع العماني غير معزول عن محيطه‬ ‫الإقليمي والدولي ومتفاعل معهما‪ ،‬لذا من الطبيعي �أن‬ ‫تن�ش�أ مثل هذه الأروقة وال�صالونات حتى تكون مزارات‬ ‫لل�سائحين والمبدعين الوافدين والك ّتاب العالميين‪،‬‬ ‫حيث �إنها �إحدى م�ؤ�شرات النه�ضة الثقافية‪ ،‬وهي‬ ‫بو�ضعها الحالي �أ�شبه ما تكون بـ"�سبلة عمانية" تجتمع‬ ‫فيها فئات المثقفين والمتعلمين لتبادل الأفكار والآراء‬ ‫ومدار�سة ال�ش�أن الثقافي‪ ،‬ولع ّل "�صالون الفراهيدي"‬ ‫لل�سيد عبد اهلل بن حمد البو�سعيدي من �أبرز ال�صالونات‬ ‫الثقافيّة العمانيّة‪ ،‬ورغم �إ ّنه انطلق في القاهرة �إال �إ ّنه‬ ‫ناق�ش الكثير من الق�ضايا المتع ّلقة بالثقافة العمانيّة‪،‬‬ ‫كما فعل "مجل�س العوتبي" الذي �أن�ش�أه �سعادة ال�شيخ‬ ‫حمد بن هالل المعمري خالل اعتماده �سفيرا لل�سلطنة‬ ‫في الأردن ‪.‬‬ ‫واليوم عندما نلقي نظرة فاح�صة حول ال�صالونات‬ ‫الثقافيّة نرى لهذه ال�صالونات �أهميتها‪ ،‬ودورها في بناء‬ ‫المجتمع‪ ،‬فهي ت�سهم في اكت�شاف المواهب والمبدعين‬ ‫الجدد بالمجتمع‪ ،‬وتفتح نافذة للتوا�صل‪ ،‬وتهتم بت�سليط‬ ‫ال�ضوء على جديد الآداب والفنون في المجتمع‪ ،‬وتكون‬ ‫المجتمع العماني غير‬ ‫معزول عن محيطه‬

‫اإلقليمي والدولي‬ ‫ومتفاعل معهما‬

‫بمثابة ميدان للتناف�س في مجال الإبداع والفنون والآداب‬ ‫بين جميع الأجيال في المجتمع‪ ،‬وتطلع ال�شباب على‬ ‫خبرات الكبار‪ ،‬وخا�صة في الفنون والآداب من خالل‬ ‫االت�صال المبا�شر وجها لوجه‪ ،‬وهنا �أدين بالف�ضل ل�صالون‬ ‫ثقافي كان يقام في الكاظميّة ببغداد في ت�سعينيات القرن‬ ‫الما�ضي لقائي بعالم االجتماع العراقي الدكتور علي‬ ‫الوردي الذي كان مواظبا على ح�ضور جل�سات ذلك‬ ‫المجل�س الذي ال يح�ضرني ا�سمه الآن‪� ،‬إلى جانب العديد‬ ‫من ال�شخ�صيّات الثقافيّة التي كانت ترتاد ذلك المجل�س‪،‬‬ ‫وكما �إن لهذه ال�صالونات دورا في حماية المجتمع حيث‬ ‫تك�شف �أوال ب�أول عن الأفكار التي تعتمل في نفو�س‬ ‫المبدعين وتك�شف عن �آرائهم و�أفكارهم‪ ،‬وتعمل كمتنف�س‬

‫للمبدعين وخا�ص ًة ال�شباب حيث ي�س�ألون ويتحاورون‬ ‫ويتناق�شون‪ ،‬وتقوم بدور تفاعلي في المجتمع الثقافي‬ ‫وتزيد من م�ساحة الحوار والجدل المفيد وخا�ص ًة في‬ ‫الأن�شطة التي تثري حركة الثقافة‪ ،‬وتعمل ك�ضمانة‬ ‫وقائية وم�ؤ�شر على �صحة الأفكار المثارة بين الأجيال‬ ‫وتفتح م�ساحة للعقل والر�أي والنقا�ش المثري للحركة‬ ‫الإبداعية‪ ،‬وت�سعى �إلى اكت�شاف �أجيال جديدة ت�ستلم راية‬ ‫التنوير‪ ،‬والتثقيف من جيل كبار الأدباء والمثقفين‪،‬‬ ‫وت�ساهم في نقل التراث الح�ضاري بين الأجيال‪.‬‬ ‫وقد �شهدت العقود الأخيرة تراجع في حركة وتد�شين‬ ‫ال�صالونات الثقافيّة بفعل انت�شار و�سائل الإعالم الحديثة‬ ‫من �صحف‪ّ ،‬‬ ‫ومجلت‪ ،‬وقنوات ف�ضائيّة‪ ،‬قرّبت الم�سافات‪،‬‬ ‫ف�صار ب�إمكان قناة ف�ضائيّة �أن تجعل من �شا�شة �صغيرة‬ ‫�صالونا يجتمع به ع ّدة �أ�شخا�ص‪ ،‬و�صار بالإمكان �أن تقيم‬ ‫ف�ضائيّة حوارا بين �أفراد يقيمون في �أماكن متباعدة‬ ‫عن الربط التلفزيوني بين ع ّدة ا�ستوديوهات‪ّ ،‬‬ ‫تبث‬ ‫عوا�صم مختلفة‪ ،‬وزاد ظهور و�سائل التوا�صل االجتماعي‬ ‫"الفي�سبوك‪ -‬التويتر‪ -‬االن�ستجرام" من ذلك‪ ،‬فك ّل فرد‬ ‫�صار ب�إمكانه التوا�صل مع الآخرين وهو جال�س �أمام ال�شا�شة‬ ‫الزرقاء‪� ،‬أو يمرّر �أ�صابعه على �شا�شة هاتفه الذكي !!‬ ‫لكن هذا التراجع لم يُختم بال�شمع الأحمر على‬ ‫"ال�صالونات"‪ ،‬مثلما لم يحول �سماع المعزوفات‬ ‫المو�سيقيّة عبر �آالت الت�سجيل‪ ،‬والفيديوهات‪،‬‬ ‫والتلفزيونات‪ ،‬والإذاعات‪ ،‬بين الجمهور‪ ،‬وح�ضور‬ ‫الحفالت المو�سيقيّة‪ ،‬والغنائية‪ ،‬فقد ظ ّلت الحاجة‬ ‫للأروقة وال�صالونات الثقافيّة قائمة‪ ،‬وما زالت موجودة‬ ‫ت�ؤتي �أكلها في دول �أوروبا و�أمريكا‪ ،‬وت�ؤدي دورها‬ ‫التنويري في تن�شيط ما ي�سمى بالتقارب الثقافي بين‬ ‫ال�شعوب في الأفكار والح�ضارات‪ ،‬وبين وقت‪ ،‬و�آخر‪ ،‬تقوم‬ ‫بع�ض الم�ؤ�س�سات‪ ،‬ب�إحيائها‪ ،‬لإثراء الحياة الثقافيّة‪،‬‬ ‫وتن�شيطها‪ ،‬ويمكن تفعيل دورها‪ ،‬ودعمها‪ ،‬وتحويل دورها‬ ‫من مجرد لقاءات �إلى مراكز علمية تدعم الإبداع في‬ ‫الفنون‪ ،‬والآداب كما ي�سعى مركز الدرا�سات والبحوث‬ ‫بم�ؤ�س�سة عُمان لل�صحافة والن�شر والإعالن من خالل‬ ‫تد�شين (رواق الفكر) الذي ننتظر منه �س ّد بع�ض الثغرات‬ ‫في الم�شهد الثقافي والإبداعي على �صعيد الحياة‬ ‫الفكرية في �سلطنة عُمان‪.‬‬


‫تجربة‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫مستقبل إعادة تدوير النفايات‬

‫لطالما تشدنا سيارات نقل‬ ‫القمامة في الساعات األولى‬ ‫من الصباح‪ ،‬وهي تجوب‬ ‫الشوارع لتجميع النفايات‪ ،‬ثم‬ ‫تتوجه نحو مقصدها األخير‬ ‫لتفريغ حمولتها في مكب‬ ‫النفايات‪ .‬ولكن السؤال هنا‪...‬‬ ‫كيف تتم االستفادة من هذه‬ ‫النفايات؟‬ ‫لنعرض تجربة بعض من الدول في االستفادة من النفايات ‪:‬‬

‫سويسرا‬

‫ألمانيا‬

‫الواليات المتحدة‬

‫وتعتبر �سوي�سرا من الدول المتقدمة جدا في مجال‬ ‫ا�سترداد النفايات‪ ،‬وكثيرا ما يُ�ضرب بها المثل في مجال‬ ‫معالجة المخلفات‪ ،‬وتعد من بين �أكثر البلدان الأوروبية‬ ‫احتراما للبيئة ب�سبب �إعادة ا�ستغالل وتدوير ‪ %50‬من‬ ‫النفايات الح�ضرية‪ ،‬وقد ت�صل هذه الن�سبة في بع�ض‬ ‫الأحيان �إلى ‪ %95‬بح�سب المواد‪ ،‬كالزجاج مثال‪.‬‬

‫في �ألمانيا ف�إن ا�ستغالل القمامة والنفايات ب�أ�شكالها‬ ‫و�أنواعها المختلفة يعد علماً قائماً بذاته‪ ،‬تقوم عليه‬ ‫م�ؤ�س�سات متخ�ص�صة‪ ،‬حيث نجحت في تحويل القمامة‬ ‫من م�صدر للتلوث البيئي‪ ،‬وب�ؤرة من ب�ؤر الأمرا�ض‬ ‫والأوبئة المختلفة �إلى �صناعة متقدمة ومزدهرة‬ ‫تزداد نجاحاً يوماً بعد يوم‪ ،‬فالفرد “الألماني” ينتج في‬ ‫المتو�سط ‪ 10‬كيلوجرامات من الف�ضالت يومياً تتنوع‬ ‫ما بين مواد بال�ستيكية وكرتونية وورقية و�إلكترونية‪،‬‬ ‫وكل جرام من هذه الجرامات يتم ا�ستغالله اال�ستغالل‬ ‫الأمثل وت�صنيفه ح�سب نوعه‪ ،‬ومما �ساعد على ذلك‬ ‫م�شاركة الفرد الألماني نف�سه لحكومته في م�س�ألة �إعادة‬ ‫تدوير القمامة‪ ،‬فتجد في كل بيت �أربع �صناديق مختلفة‬ ‫للقمامة‪ ،‬الأولى خا�صة بالمخلفات الورقية والكرتونية‪،‬‬ ‫والثانية خا�صة بالمخلفات البال�ستيكية‪ ،‬والثالثة خا�صة‬ ‫بالمخلفات المعدنية‪� ،‬أما الرابعة فهي خا�صة بالمخلفات‬ ‫الع�ضوية (كبقايا الفواكه والخ�ضر والأطعمة الغذائية‬ ‫غير المطبوخة(‪.‬‬

‫الواليات المتحدة تقوم حاليا ب�إعادة تدوير حوالى ‪% 30‬‬ ‫من نفاياتها ال�صلبة‪ ،‬وت�شجع الوكالة الأميركية لحماية‬ ‫البيئة وتروّج لعمليات �إعادة التدوير وتخمير النفايات‪،‬‬ ‫وال يفر�ض �أي قانون فدرالي او �ضرائب على المجتمعات‬ ‫المحلية‪� ،‬أو المقاطعات‪� ،‬أو المدن والبلدات‪ ،‬التي تقوم‬ ‫ب�إعادة التدوير‪ .‬وتتبنى الحكومات المحلية وحكومات‬ ‫الواليات دعم مواطنيها وتقديم برامج خا�صة بذلك‪.‬‬

‫يوجد في �سوي�سرا ‪ 29‬م�صنعا لحرق النفايات‪ ،‬ا�ستقبلت‬ ‫�سنة ‪ 2006‬قرابة ‪ 3.65‬مليون طن من القمامة‪ ،‬منها‬ ‫‪ 417.000‬طن من الدول المجاورة‪.‬‬ ‫�أنتجت الم�صانع المولدة للطاقة الكهربائية من النفايات‬ ‫في �سوي�سرا ‪1823‬ميجاوات في ال�ساعة �سنة ‪ .2006‬وهو‬ ‫ما يمثل ‪ % 3.1‬من الإنتاج الإجمالي للطاقة في البالد‪،‬‬ ‫وبذلك تم تجاوز �سقف ‪ %3‬لأول مرة‪ ،‬وت�ساوي هذه الن�سبة‬ ‫تقريبا ثلثي الطاقة الكهربائية التي تنتجها المن�ش�آت‬ ‫النووية بموهلبارغ‪ .‬ولما كانت ن�سبة الكتلة الإحيائية‬ ‫في النفايات تفوق ن�سبة ‪ ،%50‬تعد الطاقة الكهربائية‬ ‫المنتجة في هذه الم�صانع بمثابة الطاقة المجددة‪.‬‬ ‫وتعتبر م�صانع �إنتاج الطاقة عن طريق حرق النفايات‬ ‫الح�ضرية التي تزود البالد ب‪ %3.1‬من �إجمالي �إنتاج‬ ‫الطاقة �أف�ضل مولد للطاقة انطالقا من م�صادر‬ ‫متجددة‪ .‬وتغطي هذه الطاقة الكهربائية والحرارية‬ ‫التي تنتجها م�صانع النفايات ن�سبة ‪ %2‬من �إجمالي‬ ‫اال�ستهالك النهائي من الطاقة في �سوي�سرا‪.‬‬ ‫كما اعتبروا ال�سوي�سريون المخلفات بمثابة الكنوز‬ ‫المخفية‪ ،‬وكل عام منذ ‪2005‬م يقوموا بتنظيم حمالت‬ ‫كبيرة ي�شارك فيها ع�شرات الآالف من النا�س تحت �شعار‪:‬‬ ‫"�أبحث عن الكنز" في جو ممتع وم�سل ومفيد لكافة‬ ‫الم�شاركين‪ ،‬ودعا من�ضمون عملية "البحث عن الكنز"‬ ‫المواطنين �إلى اكت�شاف الكنوز المُخب�أة في ماليين‬ ‫�أطنان النفايات التي يعتبرها المنظمون "موارد محلية‬ ‫يمكن �أن ُت�ستخرج منها منتجات ذات جودة"‪ ،‬مثل‪ :‬المواد‬ ‫الم�ستعملة‪ ،‬و�سماد المزرعة‪ ،‬والإ�سمنت المعاد ا�ستعماله‪،‬‬ ‫والبطاريات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وتعامل الأخيرة معاملة خا�صة حيث تبطن ب�أكيا�س‬ ‫ورقية خا�صة من الورق المعاد ت�صنيعه والذي يذوب‬ ‫بعد عدة �أيام حتى ال ت�ؤثر على ال�سماد الطبيعي الذي‬ ‫ينتج من القمامة الع�ضوية‪ ،‬لي�س هذا فح�سب بل �إنك‬ ‫عندما ت�سير في ال�شوارع ذاتها تجد هذه الت�صنيفات‬ ‫قائمة مع ورقة من التعليمات على كل �صندوق وغالباً ما‬ ‫ي�ضاف �صندوق خا�ص بالنفايات الإلكترونية (مثل �أجهزة‬ ‫التلفزيون والحا�سوب وال�سيديهات وغيرها) في مناطق‬ ‫المحال التجارية وال�صناعية‪ ،‬حيث تدخل هذه المخلفات‬ ‫في �صناعات �إلكترونية �أخرى جديدة لال�ستفادة منها‬ ‫بد ًال من التخل�ص منها بال طائل‪.‬‬ ‫وتحقق �ألمانيا من ال�صناعات الخا�صة ب�إعادة تدوير‬ ‫القمامة ما يفوق ‪ 50‬مليون يورو �سنوياً‪ ,‬كما تقوم‬ ‫بت�صدير ما تنتجه من مخلفات القمامة �إلى الدول‬ ‫الأخرى‪.‬‬

‫وقدرت الدرا�سة حجم النفايات البال�ستيكية غير القابلة‬ ‫للتدوير في الواليات المتحدة‪ ،‬التي تم دفنها في عام‬ ‫‪ 2008‬بنحو ‪ 28.8‬مليون طن تعادل طاقة حرق ‪ 138‬مليون‬ ‫برميل مكافئ من البترول لتوليد ‪ 2.500‬ميجاوات من‬ ‫الكهرباء تكفي ل�سد احتياجات نحو ‪ 16.2‬مليون وحدة‬ ‫�سكنية من الكهرباء‪ ،‬وتقل�ص ا�ستهالك الفحم بن�سبة ‪10‬‬ ‫في المائة‪ .‬الجدير بالذكر �أن �إجمالي الكهرباء‪ ،‬التي يتم‬ ‫توليدها حاليا من النفايات البلدية ال�صلبة في الواليات‬ ‫المتحدة متوا�ضع ن�سبيا وي�شكل ما ن�سبته ‪ 0.3‬في المائة‬ ‫من �إجمالي طاقة التوليد الكهربائية الأمريكية‬

‫‪3‬‬

‫مليار يورو‬ ‫القيمة المالية لمجموع‬

‫المخلفات التي تم إعادة‬ ‫تدويرها في اسبانيا ‪2013‬م‬


‫ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ‪2015‬‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ‪ ،‬ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ‬

‫ﺍﻟﻬﺪﻑ ‪ :‬ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻹﻇﻬﺎﺭ ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ ﻭﺻﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻲ ﺑﻬﺪﻑ‬ ‫ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ‪) :‬ﻋﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ‪ :‬ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻦ )‪ ١٠ - ٥‬ﺳﻨﺔ( ‪ ١٨ - ١٢)،‬ﺳﻨﺔ(‪.‬‬

‫ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ – ﺍﻟﺸﻌﺮ – ﻗﺼﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ‪ ٣٠‬ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﻬﻀﺔ ﻋﻤﺎﻥ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪ :‬ﺍﻟﺮﺳﻢ – ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ – ﺍﻟﻨﺤﺖ – ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ‪.‬‬

‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ‬

‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ‪ 30 :‬ﻣﺎﺭﺱ ‪. 2015‬‬

‫ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪ :‬ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ‪ 30‬ﺇﺑﺮﻳﻞ ‪.2015‬‬

‫ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ*‬

‫ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻭﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﺮﺟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ‪:‬‬ ‫‪٢٤٦٤٩١٦٧ – ٢٤٦٤٩١٤٦ – ٢٤٦٤٩١٩٤‬‬ ‫‪٩٩٨٣٥٥٤٣ - ٩٧٢٢٦٤١٧‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ‪src.youngsterscontest@gmail.com :‬‬ ‫*‬

‫ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻻﺣﻜﺎﻡ‬


‫تحليل‬

‫توجهات االقتصاد الوطني لتنويع مصادر الدخل القومي‬

‫د‪ .‬محمد رياض حمزة‬

‫‪20‬‬

‫لم يكن انهيار �أ�سعار النفط الحدث الأول من نوعه‪ ،‬فقد‬ ‫�سبق �أ ْن حدثت تراجعات حادة خالل ال�سنوات الع�شر‬ ‫الما�ضية ففي عام ‪ 2004‬ترجع �إلى ما دون ‪ 50‬دوالرا‬ ‫للبرميل ثم عاد لالرتفاع التدريجي‪ ،‬وعاد ليهبط �إلى‬ ‫‪ 32‬دوالرا للبرميل عام ‪ .. 2009‬فهبوط �أ�سعار النفط‬ ‫تتحكم به عوامل كثيرة منها قوانين ال�سوق (العر�ض‬ ‫والطلب)‪ ،‬و�أخرى قد تكون �سيا�سية ـ ـ اقت�صادية مفتعلة‬ ‫‪� .‬إال �أن هناك حقيقة البد �أن نقولها و�إن كانت مرة‪،‬‬ ‫هي �أن االقت�صاد العُماني بقي يتدبر حلوال م�ؤقتة كلما‬ ‫تراجعت �أ�سعار النفط دون �أن يتطور نحو بدائل تبعده عن‬ ‫ال�ضوائق المالية التي ي�سببها انهيار �أ�سعار النفط‪.‬‬

‫المالية من �صادرات النفط والغاز‪ ،‬ولم يتحقق بعد الهدف طرح ال�س�ؤال التالي‪ :‬ما هي ن�سبة �إ�سهام من�ش�آت و�شركات‬ ‫الذي تبنته خطط التنمية الخم�سية ‪[:‬تنويع م�صادر القطاع الخا�ص في الإيرادات العامة لل�سلطنة؟‬ ‫الدخل] ب�إ�سهام القطاع الخا�ص‪ ،‬و�إن المتحقق من نمو‬ ‫ف�إن كانت الإيرادات غير النفطية تقدر بـ ‪ %16‬من‬ ‫الناتج المحلي الإجمالي بفعل الم�شاريع اال�ستراتيجية‬ ‫�إجمالي �إيرادات ال�سنة المالية ‪ ،2013‬ف�إن م�صادرها‬ ‫الكبيرة التي تنفذها الحكومة‪ ،‬مثل الم�شاريع ال�صناعية‬ ‫ر�سوم وجبايات يفر�ضها القانون على مختلف الخدمات‬ ‫في �صحار‪ ،‬وم�شاريع الدقم‪ ..‬وغيرها‪.‬‬ ‫التي تقدمها الم�ؤ�س�سات الحكومية للمن�ش�آت ولل�شركات‬ ‫ويمكن اعتبار م�ساهمة القطاع الخا�ص في ال�سلطنة في وللأفراد‪ ،‬ف�إن ن�سبة ال�ضرائب غير الر�سوم ال بد �أن تمثل‬ ‫تكوين الناتج المحلي الإجمالي ال يختلف عما هو عليه ن�سبة �ضئيلة جدا من جملة الإيرادات العامة‪ .‬لذا ف�إن‬ ‫في دول الخليج الأخرى و�إنه �ضعيف بالمقايي�س كافة‪� ،‬إذ الهدف الذي تكرر ت�أكيده في الخطط الخم�سية ال�سابقة‬ ‫�إن �أن�شطة القطاع الخا�ص في االقت�صاد الوطني لل�سلطنة هو تنويع م�صادر الدخل ال يزال يتطور ب�أقل مما يجب‬ ‫تعتمد هي الأخرى على العوائد المالية والتي م�صدرها �أن يكون عليه‪ .‬وجاء في �إعالن الموازنة‪« :‬وفيما يتعلق‬ ‫النفط‪ ،‬وهي المحرك الأ�سا�س لتلك الأن�شطة‪ .‬من خالل بالتنمية لل�سنة الحالية ‪2014‬م فمن المتوقع �أن يوا�صل‬ ‫قراءة الفقرة الخا�صة بالإيرادات المالية المقدرة لل�سنة االقت�صاد الوطني وبف�ضل ارتفاع ح�صيلة ال�صادرات‬ ‫المالية ‪ 2013‬ف�إن �إيرادات النفط قدرت بنحو ‪ 8‬مليارات النفطية وغير النفطية تحقيق نمو �إيجابي في حدود‬ ‫(‪ )%5‬و�أن يتم تحقيق فوائ�ض في الموازين الخارجية‬ ‫من عوائد النفط والغاز‪ .‬ومع ذلك ف�إن م�صادر تمويل‬ ‫موازنات ال�سلطنة لل�سنوات المقبلة �سترتفع بالتوازي مع‬ ‫ارتفاع عائدات الم�صدر من النفط والغاز‪ ،‬و�إن تراجعت‬ ‫�أ�سعار النفط في الأ�سواق العالمية فالمتوقع �أن ت�سجل‬ ‫الموازنات عجزا بالقدر المالي الذي �ستفقده العوائد‪،‬‬ ‫وال يزال تنويع م�صادر الدخل طموحا غير متحقق‪.‬‬

‫وت�سعى حكومة ال�سلطنة منذ �سنوات �إلى �إيجاد حلول‬ ‫لتدعيم المالية العامة عبر تنويع م�صادر الدخل‬ ‫وا�ستغالل العائدات النفطية في دعم القطاعات الواعدة‬ ‫كقطاع ال�سياحة والزراعة والثروة ال�سمكية وال�صناعات‬ ‫التحويلية في ظل اعتمادها على قطاع واحد والمتمثل‬ ‫في النفط الأمر الذي قد يعر�ض الموازنة العامة‬ ‫لمخاطر هبوط الأ�سعار‪ .‬فالإيرادات الحكومية غير‬ ‫النفطية ال تزال محدودة وكانت ن�سبتها �إلى الإيرادات‬ ‫العامة تمثل ‪ %16.8‬في موازنة ‪ 2013‬م‪ ،‬وارتفعت بن�سبة‬ ‫‪ %0.3‬لتكون ‪ %17.1‬في موازنة ‪2014‬م‪ .‬ويتوقع �أن تكون‬ ‫العائدات النفطية �أقل بكثير مما قدرته الموازنة العامة نسبة اإليرادات الغير النفطية لعام ‪٢٠١٣‬‬ ‫ويبدو �أن من غير الي�سير تطوير نظم �ضريبية تعزز‬ ‫لل�سنة المالية ‪. 2015‬‬ ‫ح�صة الإيرادات العامة من الدخل القومي لل�سلطنة‪،‬‬ ‫فالقطاع الخا�ص الذي اعتاد على دفع �ضرائب محدودة‬ ‫كما �إن الن�سب ال�ضريبية المفرو�ضة على �أرباح من�ش�آت‬ ‫إيرادات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إجمالي‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫بالمائة‬ ‫‪72‬‬ ‫ن�سبة‬ ‫وتمثل‬ ‫عماني‬ ‫ريال‬ ‫من �أرباحه �سوف يقاوم التنازل عن جزء ي�سير �آخر من‬ ‫و�شركات القطاع الخا�ص ال تزال محدودة جدا‪ ،‬ويقال‬ ‫عماني‬ ‫ريال‬ ‫مليار‬ ‫ـ‪1.3‬‬ ‫ب‬ ‫المقدرة‬ ‫الغاز‬ ‫إيرادات‬ ‫�‬ ‫تمثل‬ ‫كما‬ ‫�أرباحه للمالية العامة من خالل نظام �ضريبي بديل‬ ‫«�إن القطاع الخا�ص ي�ساهم ب�أكثر من ‪ %50‬في الناتج‬ ‫تقدير‬ ‫تم‬ ‫كما‬ ‫إيرادات‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إجمالي‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫‪%12‬‬ ‫ن�سبته‬ ‫ما‬ ‫للنظام الحالي غير �أن الحل الأهم لل�سيطرة على‬ ‫المحلي الإجمالي لل�سلطنة»‪ ،‬لذا ف�إن توقع نمو الأن�شطة‬ ‫عماني‬ ‫ريال‬ ‫مليار‬ ‫‪1.8‬‬ ‫بنحو‬ ‫النفطية‬ ‫غير‬ ‫إيرادات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫تقلبات الموارد المالية للدخل القومي هو عدم االعتماد‬ ‫غير النفطية بن�سبة ‪ %7.3‬يمثل ت�صاعد �أن�شطة ال�شركات‬ ‫وهي‬ ‫‪2012‬‬ ‫عام‬ ‫موازنة‬ ‫عن‬ ‫بالمائة‬ ‫‪13‬‬ ‫ن�سبتها‬ ‫تبلغ‬ ‫وبزيادة‬ ‫على م�صدر واحد والعمل الجاد الحقيقي على تنويع‬ ‫الحكومية في تنفيذ م�شاريع البنية الأ�سا�سية‪ .‬ما تقدم‬ ‫يمكن‬ ‫وهنا‬ ‫إيرادات‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إجمالي‬ ‫�‬ ‫من‬ ‫بالمائة‬ ‫‪16‬‬ ‫ن�سبة‬ ‫تمثل‬ ‫م�صادر الدخل وب�شراكة حقيقية بين القطاعين العام‬ ‫ي�ؤكد بقاء الم�صدر الأكبر لتمويل الدخل هو العوائد‬

‫‪%16‬‬


‫تحليل‬

‫والخا�ص واعتبار ال�ضائقة المالية التي تتكرر كلما‬ ‫تراجعت �أ�سعار النفط حافزا للتخطيط الواقعي والجاد‬ ‫لتنويع م�صادر الدخل وا�ستغالل المتوفر من الموارد‬ ‫الب�شرية والطبيعية غير النفطية‪ .‬لذلك كان التوجه‬ ‫نحو تنويع م�صادر الدخل من بين �أهداف خطط التنمية‬ ‫الخم�سية في ال�سلطنة‪ ،‬فمن خطة خم�سية لأخرى ومن‬ ‫موازنة �سنوية لأخرى يتكرر ت�ضمينهما هدف «تنويع‬ ‫م�صادر الدخل»‪ ،‬حتى غدا هذا المحور الأهم للمنتديات‬ ‫وللم�ؤتمرات وللندوات االقت�صادية‪ ،‬كما ي�ؤكد الم�س�ؤولون‬ ‫في كل منا�سبة �أو حديث على �ضرورة توجيه االقت�صاد‬ ‫الوطني نحو تنويع م�صادر الدخل‪.‬‬ ‫ولتبين الواقع االقت�صادي لل�سلطنة وبقاء النمو معتمدا‬ ‫على التدفقات المالية التي م�صدرها النفط نعيد قراءة‬ ‫موازنة ال�سنة المالية ‪2014‬م التي �أعلنت في الأول من‬ ‫يناير ‪2014‬م ‪ ،‬وبلغ �إجمالي الإيرادات العامة فيها ‪11.7‬‬ ‫مليار ريال عماني؛ بن�سبة نمو تبلغ ‪ 4.5‬بالمائة‪ ،‬مقارنة‬ ‫بالإيرادات المعتمدة لل�سنة الما�ضية‪ ،‬وق َّدر العجز في‬ ‫موازنة ‪ 2014‬بنحو ‪ 1.8‬مليار ريال عماني؛ وبن�سبة‬ ‫‪ 15‬بالمائة من الإيرادات‪ ،‬وبن�سبة ‪ 6‬بالمائة من الناتج‬ ‫المحلي‪ ،‬وذلك على �أ�سا�س �سعر ‪ 85‬دوالرا للنفط‪ .‬ومن‬ ‫المتوقع �أن يوا�صل االقت�صاد الوطني نموه بمعدالت‬ ‫مرتفعة مدفوعاً بعدة عوامل من �أهمها‪ :‬الزيادة في �إنتاج‬ ‫النفط وا�ستقرار �أ�سعاره‪ ،‬واال�ستمرار في انتهاج الحكومة‬ ‫لل�سيا�سة المالية التحفيزية‪ ،‬وال�سيا�سة النقدية الداعمة‬ ‫لهذا التوجه‪� ،‬إ�ضافة �إلى قوة وتنامي الطلب المحلي؛‬ ‫حيث �إن التقديرات ت�شير �إلى ارتفاع معدل النمو‬ ‫الحقيقي لالقت�صاد الوطني من ‪ %3.1‬عام ‪2011‬م‪� ،‬إلى‬ ‫‪ %4.8‬عام ‪2012‬م‪ ،‬ثم �إلى ‪ %5‬في ‪2013‬م‪ ،‬ومن الم�ؤمل‬ ‫تحقيق نف�س هذا المعدل من النمو في العام ‪2014‬م نحو‬ ‫‪ ..%5‬و �إن التقديرات ت�شير �إلى �أن الأن�شطة غير النفطية‬ ‫�سوف تنمو بمعدل ‪ %7.3‬في ‪2014‬م‪ ،‬مقارنة بن�سبة‬ ‫(‪)1‬ت�أجيل تنفيذ الم�شاريع التي تتطلب �إنفاقا‬ ‫عاليا ولي�س لإنجازها مردود مبا�شر على‬ ‫الأن�شطة االقت�صادية ‪ ،‬ولي�س لها ت�أثير على‬ ‫ال�سيا�سات االجتماعية‪.‬‬ ‫(‪)2‬اللجوء �إلى القرو�ض الداخلية لتمويل‬ ‫الم�شاريع ذات البعد اال�ستثماري والعائد بما‬ ‫يجعل الإيفاء بها مع فوائدها من ذات الم�شاريع‬ ‫في زمن ا�ستحقاقها المح�سوب بدقة‪.‬‬ ‫(‪)3‬القرو�ض الخارجية‪ ،‬وبالرغم من �أن ال�سلطنة‬ ‫تعتبر من بين �أكثر دول العالم ثقة في �سداد‬ ‫قرو�ضها الخارجية‪� ،‬إ ّال �أن القرو�ض الخارجية‬ ‫عالية الفائدة‪ ،‬وال تنمح �إال ب�شروط قد تنطوي‬ ‫على �إمالءات على ال�سيا�سات االقت�صادية وغير‬ ‫االقت�صادية للبلدان المقتر�ضة‪.‬‬

‫‪ %5.6‬عام ‪2013‬م‪ ،‬و‪ %5.4‬عام ‪2012‬م‪ .‬وكان ذلك النمو الموازنة �إلى �أن الإيرادات النفطية ت�صل �إلى ‪ % 83‬لتبلغ‬ ‫المتوا�صل بف�ضل ارتفاع �أ�سعار النفط خالل ال�سنوات ‪ 8.15‬مليارات ريال بينما ت�صل ن�سبة الإيرادات غير‬ ‫النفطية �إلى ‪� % 17‬أي ‪ 3.5‬مليارات ريال و�أن ‪ % 50‬من‬ ‫الخم�س الما�ضية ‪.‬‬ ‫ن�سبة الإيرادات غير النفطية هي الح�صيلة المقدرة من‬ ‫وفي عام ‪� 2011‬أطلقت الخطة الخم�سية الثامنة ب�إنفاق‬ ‫ال�ضرائب‪.‬‬ ‫�إجمالي ي�صل �إلى ‪ 43‬مليار ريال ب�سبب التوجه نحو‬ ‫تعزيز ال�سيا�سات االجتماعية التي اتخذتها الحكومة مما تقدم يمكن القول �أن االقت�صاد الوطني في نموه �أو‬ ‫‪ .‬كما �أن م�صروفات دعم الأ�سعار تبلغ نحو ‪ 1.4‬مليار ركوده مرتبط بعوائد النفط وبتقلباتها‪ ،‬و�إ َّن م�صدرا �أو‬ ‫م�صادر بديلة للموارد المالية من �صادرات النفط والغاز‬ ‫غير موجودة‪ .‬لذا ف�إن تنويع م�صادر الدخل المن�شود‬ ‫يحتاج �إلى �شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخا�ص‪.‬‬ ‫و�إن لل�سلطنة �أفق رحبة لتنويع م�صادر الدخل القومي‪.‬‬ ‫م�صادرها ال�صناعات ال�سمكية وتجارتها التي ال تن�ضب‪،‬‬ ‫ذلك �إذا ما عرفنا �أن وزارة الزراعة والثروة ال�سمكية تقدر‬ ‫ن�سبة ا�ستغالل ما لل�سلطنة من الثروة ال�سمكية ال يتعدى‬ ‫‪ .%10‬ثم �إن هناك ال�سياحة التي ال تزال محدودة العوائد‬ ‫نسبة اإليرادات النفطية لعام ‪ ٢٠١٣‬والبد �أن يكون لل�سلطنة منتجات �سياحية تناف�سية تتفرد‬ ‫بها‪ .‬ثم �أن ال�صناعات التحويلية وتنميتها يمكن �أن تدر‬ ‫عوائد مالية كبيرة‪ .‬علما ب�أن ال�صناعات التحويلية في‬ ‫ريال بن�سبة ‪ % 10‬من �إجمالي الإنفاق العام مقارنة مع دول الخليج العربي ال تزال محدودة ومن يبادر لإقامتها‬ ‫ن�سبة ‪ % 9.26‬من �إجمالي الإنفاق العام المقدر لعام �سي�ضمن �أ�سواقا دائمة لمنتجاتها‪ .‬كما �أن التوجه العام‬ ‫‪ .2013‬و�شهد عام ‪ 2014‬تنفيذ العديد من الم�شروعات المعلن لل�سلطنة �سائر نحو المزيد من التخ�صي�ص‬ ‫في ال�سلطنة بقيمة �إجمالية تبلغ ‪ 3‬مليارات ريال ي�أتي وتمكين القطاع الخا�ص من التو�سع والنمو‪ ،‬ف�إن بقيت‬ ‫في مقدمتها م�شروعات لل�سكك الحديدية (قطارات �أن�شطة القطاع الخا�ص كما هي عليه الآن معتمدة على‬ ‫عمان) بتكلفة مليار ريال وم�شروعات للطرق والمطارات نوم الطلب المحلي على ال�سلع والخدمات ف�إن تنويع‬ ‫والموانئ بتكلفة ‪ 807‬ماليين ريال‪ .‬كما �شهد العام م�صادر الدخل الحكومي �ستبقى معتمدة وبن�سبة �أكبر‬ ‫تنفيذ م�شروعات كهرباء بتكلفة ‪ 450‬مليون ريال وفى على عوائد �صادرات النفط والغاز‪� .‬أو �أن تتو�سع الحكومة‬ ‫قطاع ال�صحة والتعليم بتكلفة ‪ 384‬مليون ريال‪ .‬وتبلغ في تنفيذ الم�شاريع اال�ستراتيجية الإنتاجية والخدمية‬ ‫تكلفة م�شروعات البنية التحتية في القطاعات ال�صناعية غير النفطية ليتحقق تنوع م�صادر الدخل المن�شود‪ .‬فما‬ ‫نحو ‪ 190‬مليون ريال‪ .‬ويعد التحدي الأكبر الذي يواجه هي البدائل الممكنة ل�سد العجز المتوقع في موازنة‬ ‫موازنات ال�سلطنة هو تقليل ن�سبة الإيرادات النفطية ال�سلطنة لل�سنة المالية ‪2015‬م‪.‬‬ ‫ل�صالح الإيرادات غير النفطية حيث �أ�شارت �أرقام‬

‫‪21‬‬

‫‪%72‬‬

‫(‪)8‬بيع �أ�صول اال�ستثمارات الداخلية والخارجية‬ ‫وتوفير مبالغها ل�سد العجز‪ .‬وكثيرا ما تلج�أ‬ ‫الحكومات �إلى تنفيذ عدد مما تقدم من البدائل‬ ‫لتوفير المبالغ التي ت�سد عجز الموازنة دون �أن‬ ‫تترتب عليها تبعات ت�ضر بالأن�شطة االقت�صادية �أو‬ ‫الأمن االجتماعي للدولة‪.‬‬ ‫هنا عدد من الخيارات‬ ‫ل�سد العجز المتوقع‪:‬‬

‫(‪)4‬رفع الدعم الحكومي لأ�سعار بع�ض ال�سلع‬ ‫والخدمات جزئيا �أو كليا بالقدر الذي يوفر‬ ‫ال�سيولة لمتطلبات الإنفاق العام‪.‬‬

‫(‪)7‬تغطية العجز من ال�سحب من االحتياطي‬ ‫النقدي للدولة‪.‬‬

‫(‪)6‬زيادة ال�ضرائب على �أن�شطة ال�شركات‬ ‫و�أرباحها وزيادة الر�سوم على المعامالت‬ ‫الجارية والخدمات الحكومية ومختلف‬ ‫الأن�شطة الجديدة‪.‬‬ ‫(‪)5‬تجميد الترقيات المالية والعالوات والمنح‬ ‫والحد من التعيينات بما يوفر مبلغها للموازنة‪.‬‬


‫مقال‬ ‫عماد بن حسين باقر‬

‫‪22‬‬

‫‪imadhussain09@hotmail.com‬‬

‫التوظيف األمثل لمواقع التواصل االجتماعي‪ ..‬كيف؟‬ ‫تلعب عنا�صر البيئة المختلفة والمحيطة بالإن�سان‬ ‫كالمدر�سة‪ ،‬والم�سجد‪ ،‬و�أ�صدقاء الحي دورا هاما في‬ ‫ت�شكيل ثقافة الإن�سان وتر�سيخ القيم التي ي�ؤمن بها‬ ‫لفترة طويلة من الزمن‪� ،‬إال �أن هذا الدور ق َّل ت�أثيرة‬ ‫مع التطور التقني الذي طر�أ على �أجهزة االت�صال‬ ‫االلكترونية كالهواتف الذكية والحوا�سيب اللوحية‬ ‫والمحمولة الذي واكبه تطور �آخر في خدمة �شبكة‬ ‫المعلومات الدولية (االنترنت) حيث زادت �سرعتها‬ ‫وانخف�ضت كلفة �إ�ستخدامها و�صارت الخدمة متوفرة‬ ‫بمختلف الأماكن‪ ،‬ف�إزداد ت�أثر الإن�سان واعتماده على‬ ‫الخدمات التي تقدمها �شبكة المعلومات الدولية‬ ‫(االنترنت) وفي مختلف مراحله العمرية‪.‬‬ ‫وتعود بداية التطورات التقنية المرتبطة باالنترنت‬ ‫�إلى �أوا�سط الت�سعينيات‪ ،‬حيث ا�ستحوذت المجتمعات‬ ‫االفترا�ضية تدريجيا على اهتمام النا�س و�أوقاتهم‪،‬‬ ‫ويمثل التوا�صل االجتماعي عبر �شبكات االنترنت‬ ‫�أبرز تلك االهتمامات‪ ،‬و�صار الإن�سان يهتم بواقعة‬ ‫االفترا�ضي كاهتمامه بواقعه الحقيقي �إن لم يكن‬ ‫�أكثر‪ .‬ومن �أهم ميزات �شبكات التوا�صل االجتماعي‬ ‫التي تدين للإنترنت في وجودها وانت�شارها ب�أنها‬ ‫ت�سمح للأع�ضاء ب�إعطاء فكرة �أو نبذة عن حياتهم‬ ‫الخا�صة والمهنية‪ ،‬واالت�صال بين الأع�ضاء والتعبير‬ ‫عن وجهات النظر‪ ،‬وت�أخذ طريقة التعبير هذه �أ�شكال‬ ‫مختلفة بح�سب الأدوات والميزات التي يقدمها موقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪ .‬وفي �أحيان كثيرة ي�شترك‬ ‫�أع�ضاء هذه المواقع في االهتمامات �أو الهوايات‬ ‫�أو تكون لهم انتماءات م�شتركة مثل الجامعة �أو‬ ‫المدر�سة التي در�سوا بها �أو الم�ؤ�س�سة التي يعملون �أو‬ ‫عملوا بها‪ .‬ومن الوارد �أن يكون الأ�صدقاء في العالم‬ ‫االفترا�ضي على معرفة ببع�ضهم في الواقع �أو �أن‬ ‫المعرفة بينهم مح�صورة في العالم االفترا�ضي‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال �أ�صبحنا جميعا �أع�ضاء بمجتمعات‬ ‫افترا�ضية (‪ )Virtual Community‬وهي‬ ‫عبارة عن تجمعات مكونة من �أع�ضاء منت�شرين‬ ‫بمختلف بقاع الأر�ض‪ ،‬يتوا�صلون فيما بينهم عبر‬ ‫�أجهزة الحا�سوب والحوا�سيب المحمولة واللوحية‬ ‫والهواتف الذكية‪ ،‬وتجمعهم اهتمامات م�شتركة‬ ‫ويتفاعلون مع بع�ضهم عن بعد بوا�سطة �شبكة‬ ‫المعلومات الدولية (الإنترنت) ب�شكل م�شابة لما‬ ‫يحدث في الواقع‪ ،‬وظهرت مفاهيم جديدة حلت‬

‫الم�صدر ‪ :‬التقرير ال�سنوي ‪ ٢٠١٣‬لهيئة تقنية المعلومات‬ ‫محل �أو تكاملت مع نظيراتها في الواقع منها‬ ‫التعليم الإلكتروني (‪ )E-Learning‬والتدريب‬ ‫االلكتروني (‪ )E-Training‬والت�سويق االلكتروني‬ ‫(‪ )E-Marketing‬ومواقع التوا�صل االجتماعي التي‬ ‫يعود تاريخها �إلى العام ‪ 1995‬حين �صمم راندي‬ ‫كونرادز موقع (‪ )Classmates.com‬لجمع‬ ‫زمالء الدرا�سة وال يزال هذا الموقع قائما حتى الآن‪،‬‬ ‫وبعد ذلك تتابع ت�أ�سي�س مواقع التوا�صل االجتماعي‬ ‫التي �أ�صبحت بمرور الوقت ت�ستقطب القطاع الأكبر‬ ‫من م�ستخدمي الإنترنت‪ .‬وت�أتي مواقع التوا�صل‬ ‫االجتماعي في مقدمة الأنماط المختلفة للتوا�صل‬ ‫االفترا�ضي التي فر�ضها التطور التقني‪ ،‬وقد‬ ‫�أثرت هذه المواقع ب�شكل كبير على الهوية والقيم‬

‫والن�سيج االجتماعي لال�سرة‪ ،‬ويعزز من قوة ت�أثير‬ ‫مواقع التوا�صل االجتماعي وجود قطاع عري�ض من‬ ‫ال�شباب ي�ستخدم هذه المواقع يوميا وامتداد �شعبيتها‬ ‫لت�شمل الأطفال والمراهقين ووجود �أعداد ال ي�ستهان‬ ‫بها من الكبار‪ .‬ومن المالحظ �أن �إدمان ا�ستخدام‬ ‫مواقع التوا�صل االجتماعي �ساهم ب�شكل كبير في‬ ‫انخفا�ض الحوارات والمحادثات بين �أفراد الأ�سرة‬ ‫الواحدة‪ ،‬كما �إنه من الممكن اكت�ساب م�ستخدمي‬ ‫هذه المواقع بع�ض ال�سلوكيات ال�سيئة عند تعاملهم‬ ‫مع �شخ�صيات غير �سوية‪ ،‬وتتوفر �إمكانية تعر�ضهم‬ ‫للجرائم الإلكترونية واالبتزاز‪ ،‬وهم �أي�ضا معر�ضون‬ ‫لبع�ض المتاعب ال�صحية لجلو�سهم لفترات طويلة‬ ‫�أمام �شا�شة الحا�سوب وقلة النوم‪ ،‬وكذلك ان�شغالهم‬


‫مقال‬

‫‪23‬‬

‫الم�صدر ‪:‬نتائج م�سح النفاذ و�إ�ستخدام تقنية المعلومات والإت�صاالت في قطاع الأ�سرة والأفراد لعام ‪٢٠١٤‬م لهيئة تقنية المعلومات‬ ‫عن �أداء �أمور �أ�سا�سية في الحياة‪ .‬و�أمر هام يجب‬ ‫التنبه �إلية هو �أن البيانات ال�شخ�صية لم�ستخدمي‬ ‫هذه المواقع معر�ضة في بع�ض الأحيان للبيع �أو‬ ‫ت�سليمها لطرف ثالث دون علم الم�ستخدم ولذلك من‬ ‫ال�ضروروي القراءة بعناية ل�شروط الت�سجيل و�سيا�سة‬ ‫ا�ستخدام البيانات‪ ،‬وعلى الم�ستوى الم�ؤ�س�سي ف�إن‬ ‫دخول الموظفين على �شبكات التوا�صل االجتماعي‬ ‫من �أماكن عملهم يت�سبب في ا�ستهالك موارد �شبكة‬ ‫الحا�سوب الداخلية مما يجعلها بطيئة والت�أثير على‬ ‫�أداء التطبيقات الأخرى الخا�صة بعمل الم�ؤ�س�سة �أو‬ ‫ال�شركة‪ ،‬وقد �أ�صبحت مواقع التوا�صل االجتماعي‬ ‫بيئات مثالية لن�شر البرامج ال�ضارة لكثرة اعداد‬ ‫الم�ستخدمين وكثرة التطبيقات التي تعمل عليها‪،‬‬ ‫وهي اي�ضا �سبب في ا�ضعاف انتاجية الموظف لما‬ ‫تحويه من ميزات جذابة ومغريات مثل القدرة على‬ ‫ن�شر المواد التي قد تكون على هيئة ن�ص �أو �صورة‬ ‫�أو فيديو واالطالع على المواد التي ين�شرها الأفراد‬ ‫والم�ؤ�س�سات العاملة بمختلف المجاالت وتكوين‬ ‫�صداقات جديدة �أو البحث عن ا�صدقاء قدامى ولعب‬ ‫العاب الفيديو وغيرها‪.‬‬ ‫�إن ا�ستعرا�ضنا ل�سلبيات مواقع التوا�صل االجتماعي‬ ‫ال يعني �أبدا �إغفال الفوائد التي يجنيها الأفراد‬ ‫والم�ؤ�س�سات من المزايا التي تقدمها هذه المواقع‪.‬‬ ‫ولذلك يتعين على الأفراد والم�ؤ�س�سات التعامل معها‬ ‫بذكاء وتوظيفها وا�ستغاللها اال�ستغالل الأمثل‪،‬‬

‫ولتحقيق ذلك تقع م�س�ؤولية م�شتركة على مختلف‬ ‫الأطراف‪ ،‬فالأ�سرة معنية بمتابعة الأبناء و�ضبط‬ ‫فترات جلو�سهم على الإنترنت و�سيكون من المفيد‬ ‫خلق �صداقات معهم على تلك المواقع‪ ،‬وبالن�سبة‬ ‫لالطفال ال�صغار فعلى االباء الحذر من م�ساعدتهم‬ ‫في �إن�شاء ح�سابات على مواقع التوا�صل االجتماعي‬ ‫لأن ذلك �سيعر�ضهم للمخاطر في وقت مبكر‪ ،‬ويتعين‬ ‫علينا �ضبط فترات جلو�سنا وا�ستخدامنا ل�شبكات‬ ‫التوا�صل االجتماعي‪.‬‬ ‫وعلى ال�صعيد الم�ؤ�س�سي من ال�صعب حجب مواقع‬ ‫التوا�صل االجتماعي بالرغم من ت�أثيراتها على �شبكة‬ ‫الحا�سوب الداخلية للم�ؤ�س�سة �أو ال�شركة وانتاجية‬ ‫الموظفين‪ ،‬لأن الكثير من �أعمال ال�شركة �أو الم�ؤ�س�سة‬ ‫�أ�صبحت مرتطبة بها‪ ،‬ويكمن الحل لهذا الأمر‬ ‫في عمل �سيا�سات منا�سبة لإدارة ال�شبكة الداخلية‬ ‫وتحديد الأن�شطة الم�سموح بها والغير الم�سموح بها‬ ‫و�أوقات ال�سماح بذلك‪ ،‬فعلى �سبيل المثال باالمكان‬ ‫ال�سماح بالدخول على مواقع التوا�صل االجتماعي‬ ‫في �أوقات معينة �أو ال�سماح بالدخول على الموقع‬ ‫االجتماعي مع منع العاب الفيديو التي يقدمها هذا‬ ‫الموقع وغير ذلك من ال�سيا�سات المنظمة‪.‬‬ ‫ومن المالحظ �أن الكثير من الم�ؤ�س�سات نجحت‬ ‫في ت�سويق خدماتها ومنتجاتها عبر و�سائل التوا�صل‬ ‫االجتماعي وكذلك االفراد نجحوا في ت�سويق وطرح‬ ‫افكارهم‪ ،‬ومن الملفت للنظر نجاح الكثير من ال�شباب‬

‫لإلعالن في رواق‬ ‫‪٢٤٦٤٩٤١٤‬‬ ‫‪٢٤٦٤٩٤٤٠‬‬

‫العماني م�ؤخرا في طرح منتجاتهم و�أعمالهم وبيعها‬ ‫على موقع االن�ستجرام (‪)instagram.com‬‬ ‫متخطين بذلك م�صاريف ا�ستئجار محالت لبيع تلك‬ ‫المنتجات وكذلك ت�سويقها‪ ،‬كما ا�ستفاد ال�شباب من‬ ‫فر�ص البحث عن وظائف والتطوير الوظيفي التي‬ ‫تقدمها �شبكات التوا�صل االجتماعي‪.‬‬

‫‪58%‬‬

‫من الذكور‬

‫‪70%‬‬

‫من االناث‬ ‫يعتبرون انه من األمان تبادل‬ ‫وجهات النظر الشخصية عبر‬

‫شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫الم�صدر ا�ستطالع ر�أي قيم ال�شباب ‪2014‬‬


‫مقال‬ ‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬

‫‪24‬‬

‫‪mirfat.alarimi@oeppa.om‬‬

‫�أ�شارت �إح�صائيات الهيئة العامة ل�سجل القوى العاملة‬ ‫الوطنية لعام ‪� - ٢٠١٢‬آخر بيان �إح�صائي متوفر بين‬ ‫�أيدينا‪� -‬أ ّن ن�سبة ‪� %85‬إلى ‪ %90‬من جملة الذين �سجلوا‬ ‫كباحثين عن عمل هم من حملة �شهادة دبلوم التعليم العام‬ ‫فما دون‪ ،‬ووفقا لتقرير التناف�سية العالمية ال�صادر عن‬ ‫منتدى االقت�صادي العالمي لعام ‪ ٢٠١٤‬في م�ؤ�شر التعليم‬ ‫ف�إن هناك تراجعاً في م�ستوى التعليم والتدريب بال�سلطنة‬ ‫خ�صو�صا في م�ستوى الكليات الإدارية وفي تدري�س مادة‬ ‫الريا�ضيات والعلوم‪ ،‬ون�ضيف �إلى الم�ؤ�شرين ال�سابقين �أن‬ ‫التركيز في النظام التعليمي على التعليم العام ي�ؤكد على‬ ‫�أن الطالب يكمل ‪ ١٢‬عاما حتى يتمكن من التخ�ص�ص في‬ ‫المجاالت الفنية والمهنية وفقا للفر�ص المتاحة من قبل‬ ‫م�ؤ�س�سات التعليم العالي‪.‬‬ ‫والم�ؤ�شر الأول ي�ؤ ّكد �أن الكثير ممن ينتظمون في �سوق‬ ‫العمل لديهم مهارات مهنية محدودة نظرا لأن النظام‬ ‫التعليمي يركز منذ �سنوات على التعليم العام وذلك‬ ‫�ضمن المناهج الدرا�سية ولي�س كم�سارات تعليمية يتخذها‬ ‫الطالب وفقا لميوله وقدراته‪.‬‬ ‫مع اهتمام ب�سيط بالتعليم المهني والفني �إذ يبلغ اجمالي‬ ‫عدد المراكز المعنية بالتعليم المهني �ستة مراكز‬ ‫بال�سلطنة مع وجود عدد محدود من المعاهد الخا�صة في‬ ‫حين ت�ؤكد الدرا�سات �أن التنمية االقت�صادية الم�ستدامة‬ ‫مرتبطة ب�شكل كبير بتنويع التعليم‪ ،‬وتوفر كوادر‬ ‫متخ�ص�صة في مجاالت متنوعة وبالتالي ف�إن فل�سفة‬ ‫التعليم ذات الم�سارات المحدودة لن توفر قوى عاملة‬ ‫وطنية ل�سوق العمل لأعوام قادمة ل�سببين؛ الأول‪� :‬أن‬ ‫مخرجات التعليم العام �ستحتاج �إلى ت�أهيل وتدريب قد‬ ‫ي�ستمر ل�سنوات حتى تتمكن الم�ؤ�س�سات التخ�ص�صية من‬ ‫ا�ستيعابهم في �سوق العمل والمناف�سة مع القوى العاملة‬ ‫الوافدة‪ .‬وال�سبب الآخر ‪� :‬أن هناك فروقات فردية وميوال‬ ‫مختلفة لكل فرد وبالتالي ف�إن عدم توفر الخيارات قد‬ ‫يكون �أحد �أ�سباب ت�سرب الطالب من التعليم العام قبل‬ ‫�أن يح�صلوا على ال�شهادة العامة‪ .‬ولكال ال�سببين �أي�ضا‬ ‫ف�إن انخراط تلك الفئة في �سوق العمل ال يحقق للتنمية‬ ‫�أهدافها المر�سومة‪.‬‬ ‫وعندما يتم التخطيط لفل�سفة التعليم على �أن تكون‬ ‫غاية للتعلم واكت�ساب المعرفة ف�إن هذا ي�ساهم في تنويع‬ ‫مهارات الكوادر الوطنية ‪ ،‬فالمجتمع يحتاج �إلى الأعمال‪،‬‬ ‫والوظائف كافة‪ ،‬ولكل مهنة مهارات تعلم بو�سائل و�أدوات‬ ‫مختلفة‪ .‬فالوظائف الحرفية تحتاج �إلى مهارات �أكثر من‬ ‫ال�شهادة ‪.‬‬

‫باحث عن معرفة‬

‫ولأن التعليم غاية ‪،‬ولي�س و�سيلة لوظيفة ‪ ،‬وهي الفكرة‬ ‫التي اتك�أت عليها فل�سفة التعليم في فنلندا – على �سبيل‬ ‫المثال ‪ -‬ونقطة البداية في م�سار التطوير االقت�صادي‬ ‫لها‪ ،‬وهي الدولة التي تمتلك �أحد �أف�ضل الأنظمة‬ ‫التعليمية في العالم وفق درا�سة �أجراها البرنامج الدولي‬ ‫لتقييم نظم التعليم في الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫فمنذ قرابة ثالثة عقود من الزمان بد�أت م�سيرة‬ ‫تطوير النظام التعليمي هناك ‪ ،‬وقطفت باكورة نتائجها‬ ‫في الثمانينات من القرن الما�ضي‪ ،‬ف�أ�صبحت دولة تعتمد‬ ‫على اقت�صاد معرفي و �صناعي تقني بعد �أن كانت ذات‬ ‫اقت�صاد زراعي‪ .‬واعتمدت فنلندا في فل�سفتها التعليمية‬ ‫على مبدئين �أ�سا�سيين هما �أن التعليم للجميع‪ ،‬والتعليم‬ ‫بال نهاية‪،‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬ف�إن اال�ستثمار التجاري‬ ‫في التعليم لم يكن محبذا ‪،‬وحتى المدار�س الخا�صة‬ ‫المتوفرة قامت الدولة بدعمها مقابل �أن ال تقوم بت�سلم‬ ‫ر�سوم من الدار�سين حتى ال يكون هناك تباين بين‬ ‫م�ستوى الدار�سين نتيجة الختالف م�ستويات المدار�س‬ ‫والأنظمة التعليمية‪ ،‬ف�أ�صبح لجميع �أبناء المجتمع‬ ‫فر�صة الح�صول على تعليم جيد في مدار�س تت�شابه‬ ‫موا�صفاتها‪ ،‬وذلك بهدف توحيد جودة التعليم لتو�سيع‬ ‫�شريحة المتفوقين والبارعين من �أبناء الوطن‪ ،‬وهناك‬ ‫مقياس نجاح الفلسفة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كميا‬ ‫مقياسا‬ ‫التعليمية‬

‫يقيس العدد‪ ،‬وليس الكيف‬

‫خيط رفيع يف�صل بين مفهوم التعليم كغاية ومفهومه‬ ‫كو�سيلة‪ ،‬ففي الأولى ين�صب اهتمام المعنيين بتخطيط‬ ‫التعليم على و�ضع �آليات وخطط تجعل من العملية‬ ‫التعليمية �شيقة وممتعة تتنا�سب مع كافة �شرائح‬ ‫المجتمع ومتوفرة في كل مكان وزمان ولكافة الأعمار‬ ‫وبالتالي ف�إن البعد الزمني والمكاني والعمري قد‬ ‫تال�شى‪ .‬وتعتمد هذه الفل�سفة على �أن [تعلم كل �شيء‬ ‫مفيد غاية] ي�سعى �إليها الفرد بكل �شغف في�صبح باحثا‬ ‫عن المعرفة في مجتمع معرفي يدعم العلم والتعلم‬ ‫ويمتلك من المقومات التي تنمي اقت�صادياته وتنوع من‬ ‫م�صادر الدخل لديه‪.‬‬

‫التعليم والتعلم بتطبيق خطة وطنية �إعالمية وتوعوية‬ ‫ت�شارك في تنفيذها كافة م�ؤ�س�سات المجتمع �إلى جانب‬ ‫الم�ساجد والمجال�س وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني ومن‬ ‫ثم تطوير البنية المعرفية والمعلوماتية في المجتمع‬ ‫المحيط بتفعيل جملة من ال�سيا�سات التي تحبب من‬ ‫عملية التعلم‪ .‬كما �إن االهتمام بالم�شروعات الثقافية‬ ‫كالمكتبات العامة‪ ،‬والم�ؤ�س�سات التعليمية الذكية‪،‬‬ ‫والمتاحف‪ ،‬ودور الن�شر‪ ،‬وغيرها وزيادة رقعة انت�شارها‬ ‫يع ّزز من نقل المعرفة‪ .‬وحتى الم�ؤ�س�سات ذات الطابع العام‬ ‫والتجاري يتم �إ�شراكها في تحقيق هذه الغاية بجملة من‬ ‫الأنظمة وال�سيا�سات التي تجعل منها م�ؤ�س�سات داعمة‬ ‫للمعرفة من خالل التركيز على �إن�شاء المراكز البحثية‬ ‫التي تقوم بتطوير الخدمات‪ ،‬ودعم االبتكارات الإدارية‪،‬‬ ‫والعلمية ‪،‬وتحويل �أبحاثها �إلى واقع ملمو�س يعزز العملية‬ ‫التنموية‪ ،‬وت�شجيعها نحو �إن�شاء مراكز تدريبية تقدم‬ ‫برامج تدريبية مجانية م�ستمرة للعاملين وللراغبين من‬ ‫�أبناء المجتمع وفق ر�ؤية ت�ضعها الدولة ‪.‬‬ ‫�أما مفهوم التعليم كو�سيلة للح�صول على وظيفة ‪ ،‬ف�إن‬ ‫الهدف ي�صبح تخريج �أكبر ن�سبة من حاملي الم�ؤهالت‬ ‫العلمية ‪،‬وي�صبح مقيا�س نجاح الفل�سفة التعليمية‬ ‫مقيا�ساً كمياً يقي�س العدد‪ ،‬ولي�س الكيف من المخرجات‪،‬‬ ‫والم�ؤ�س�سات التعليمية ‪،‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬ف�إن �سيا�سات‬ ‫العمل‪ ،‬والتوظيف‪ ،‬والترقية تقوم على الم�ؤهل التعليمي‪،‬‬ ‫ولي�س على م�ؤ�شرات الكفاءة و الأداء‪.‬‬ ‫وفي مجال التعليم ف�إن نجاح � ّأي ا�ستراتيجية تعليمية‬ ‫يعتمد على امتالك الطالب لمهارات حياتية‪ ،‬ومهنية‪،‬‬ ‫وفنية ي�ساعده على البقاء‪ ،‬والتفاعل مع المجتمع‬ ‫المحيط بطريقة �إيجابية ‪،‬وي�صبح عن�صرا فاعال فيها‪،‬‬ ‫ومن �أبرز الم�ؤ�شرات التي تعتمدها الدول المتقدمة‬ ‫تعليميا في قيا�س المهارات التي اكت�سبها الطالب في‬ ‫الواقع الحياتي والمجتمعي عبر االختبارات العملية‬ ‫والنظرية‪ ،‬والتي عادة ما تكون في �شكل �أن�شطة ‪،‬والعاب‪،‬‬ ‫�أو رحالت علمية ‪ ،‬وو�ضع الطالب في مواقف تك�شف مدى‬ ‫اكت�سابه المهارات المعرفية ‪.‬‬

‫ولتطوير المنظومة التعليمية عادة ما تقوم الدول‬ ‫با�ستطالع �آراء قطاعات المجتمع كافة من باحثين‪،‬‬ ‫ورجال �أعمال‪ ،‬و�صناع القرار‪ ،‬وكذلك الم�ؤ�س�سات‬ ‫التعليمية بهدف و�ضع ا�ستراتيجية طويلة المدى �إلى‬ ‫جانب ا�ستطالع انطباعات الم�ؤ�س�سات المختلفة بين‬ ‫الحين والآخر للمخرجات التي التحقت ب�سوق العمل‪،‬‬ ‫ولعل �أهم عن�صر في عملية التحول هي النجاح في �إعادة وو�ضع حلول للتحديات التي تواجه الخرّيجين بتطوير‬ ‫هند�سة ثقافة المجتمع وتغيير مفاهيمها حول الغاية من الم�سار التعليمي بما يحقق الغاية من التعلم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.