إصدار "رواق" العدد الأول

Page 1

‫العدد (‪)١‬‬

‫إصدارشهري يصدر عن‬ ‫مارس ‪٢٠١٥‬م‬

‫‪633‬‬

‫دار نشر في معرض مسقط الدولي‬ ‫للكتاب لعام ‪٢٠١٥‬م‬

‫‪6‬‬

‫تطبيق نظام الحكومة اإللكترونية‬ ‫مهم في توفير المال‬

‫‪10‬‬

‫رسالة السالم في فكر السيد‬ ‫سعيد بن سلطان البوسعيدي‬

‫‪12‬‬

‫مهرجان حصاد اللبان‬


‫إنطالقة‬

‫‪2‬‬

‫ألول مرة ‪..‬‬ ‫المتعددة ‪،‬في‬ ‫في إطار توظيف الوسائط‬ ‫ّ‬ ‫الورقية ‪ ،‬للمزيد من التفاعل مع‬ ‫الصحافة‬ ‫ّ‬ ‫‪،‬للمرة‬ ‫جديدة‬ ‫خدمة‬ ‫"‬ ‫"رواق‬ ‫ن‬ ‫يدش‬ ‫ّ‬ ‫القراء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األولى في السلطنة‪، ،‬مستفيدين من‬ ‫التطور التكنولوجي‪،‬وجعله في خدمة القاريء‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬فلمشاهدة مقاطع الفيديو الموجودة‬ ‫قم بالمسح الضوئي (للباركود) الخاص‬ ‫بـ"رواق" ْ‬ ‫بكل مقطع فيديو‪ ،‬وبإمكان مستخدمي أجهزة‬ ‫ّ‬ ‫اللوحية التي‬ ‫‪،‬والحواسيب‬ ‫المحمولة‬ ‫الهواتف‬ ‫ّ‬ ‫تعمل بنظام االندرويد تحميل برنامج (َ‪QR‬‬ ‫‪ ، )Code Reader‬من متجر (‪ ،)Play Store‬كما‬ ‫اللوحية‬ ‫يمكن لمستخدمي الهواتف‪ ،‬واألجهزة‬ ‫ّ‬ ‫التي تعمل بنظام (‪ )iOS‬تحميله من موقع‬ ‫(‪.)iTunes‬‬ ‫ويحتوي اإلصدار على ثالثة مقاطع للفيديو‪،‬‬ ‫األول بعنوان "مواهب عمانية " والموجود‬ ‫بالصفحة (‪ )٨‬والمقطع الثاني بعنوان "مهرجان‬ ‫حصاد اللبان" بالصفحة (‪ ،)١٢‬أما المقطع األخير‬ ‫فيحمل عنوان "اليوم الدولي للسعادة "وهو‬ ‫موجود بالصفحة (‪.)١٤‬‬

‫الرئيس التنفيذي‬ ‫د‪ .‬إبراهيم بن أحمد الكندي‬ ‫مديرة مركز الدراسات والبحوث‬ ‫اإلشراف التحريري‬ ‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬ ‫المراجعة التحريرية‬ ‫عبد الرزاق الربيعي‬ ‫ناصر أبو عون‬ ‫التنسيق الفني والمتابعة‬ ‫زبيدة بنت علي البلوشية‬ ‫اإلخراج والتنفيذ‬ ‫طاهر الحراصي‬ ‫محمد بن راشد العيسائي‬ ‫التصوير‬ ‫حمد الرئيسي‬ ‫الترجمة‬ ‫أحالم الشعيلية‬ ‫إصدار متخصص يصدر مع جريدة عمان عن مركز الدراسات والبحوث‬ ‫جميع اآلراء الواردة في اإلصدار تعبر عن آراء كاتبيها فقط وال تعبر عن رأي المؤسسة‪.‬‬ ‫يرحب رواق بجميع المشاركات والمساهمات واإلبتكارات العلمية والبحثية التي‬ ‫تقدم حلوال قابلة للتطبيق‪ ،‬ونرجو تواصلكم عبر‪:‬‬

‫مع رواق‬

‫هاتف‪/ 24649145 :‬فاكس‪24649143 :‬‬ ‫ايميل‪rawaq.r.s.c@gmail.com :‬‬

‫ُط ِبع بمطابع مؤسسة ُعمان للصحافة والنشر واإلعالن‬


‫يرفد معرض مسقط الدولي للكتاب بمجموعة إصدارات حديثة‬

‫أخبار‬

‫مركز الدراسات والبحوث‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫�شارك مركز الدرا�سات والبحوث‪ ،‬بم�ؤ�س�سة عمان‬ ‫لل�صحافة والن�شر والإعالن‪ ،‬في معر�ض م�سقط الدولي‬ ‫للكتاب ‪2015‬م‪ ،‬بمجموعة من العناوين الجديدة في �ش ّتى‬ ‫المعارف‪ ،‬ومن هذه الإ�صدارات كتاب "ق�ضايا عمانيّة‬ ‫معا�صرة" تحرير‪ :‬نا�صر �أبو عون‪ ،‬وعبدالرزاق الربيعي‪،‬‬ ‫وعماد ح�سين باقر‪ ،‬وي�ض ّم �أوراقا ومناق�شات جرت‬ ‫على طاولة مركز الدرا�سات والبحوث‪ ،‬وفي التعريف‬ ‫بالكتاب يقول �سعادة د‪� .‬إبراهيم بن �أحمد الكندي‪،‬‬ ‫الرئي�س التنفيذي لم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر‬ ‫والإعالن " على مدار عام كامل �سعى مركز الدرا�سات‬ ‫والبحوث �إلى �سبر �أغوار الكثير من الق�ضايا على طاولة‬ ‫الع�صف الذهني بم�شاركة �أ�صحاب الفكر‪ ،‬والر�أي‪ ،‬وثلة‬ ‫من المتخ�ص�صين‪ ،‬والأكاديميين العمانيين‪ ،‬والعرب"‬ ‫وا�ضاف �سعادة الدكتور الكندي " من خالل مائدة‬ ‫النقا�ش خرجت جميع الق�ضايا بتو�صيات وحلول‬ ‫ومقترحات واقعية ن�ضعها هنا �أمام �صانع القرار لتكون‬ ‫بمثابة خارطة طريق وطاقة نور وخطوة على طريق‬ ‫التحديث والتطوير الذي ي�أمله الجميع"‬

‫وكتاب "الجامع للألعاب ال�شعبية العمانيّة" للم�ؤلف‬ ‫�سعود بن �سليمان بن نا�صر الحب�سي ‪،‬وت�ضمن عددا من‬ ‫الألعاب ال�شعبية ال�شائعة في ال�سلطنة ‪،‬يقول الم�ؤلف"‬ ‫�إن الألعاب ال�شعبية جزء مهم من التراث العماني غير‬ ‫المادي ‪،‬ومن الواجب تدوينها وت�سجيلها حفاظا عليها‬ ‫من الإندثار "‬ ‫وفي مق ّدمة الكتاب ي�شير المكرّم محمد الم�سروري "‬ ‫لقد ت�شرّفت باالطالع ومراجعة هذا الكتاب الذي ا�شتمل‬ ‫على العديد من الألعاب ال�شعبية التي تمار�س في العديد‬ ‫من الواليات العمانية ح�ضرها وباديتها وما برحت ‪،‬لقد‬ ‫�صبّ جهده ‪،‬ووقته بغية حفظها بما هي عليه كيف كانت‬ ‫‪،‬وكيف �أ�ضحت دافعه الغيرة على تراث الوطن ‪،‬والحفاظ‬ ‫على مكوّناته"‬

‫الوظيف ّي"ت�أليف ‪:‬مجموعة من الباحثين ‪،‬وت�ضمّن‬ ‫�أوراق وبحوث الم�ؤتمر المنعقد في الفترة من ‪– 19‬‬ ‫‪ 25‬مايو ‪2013‬الذي �أقامه مركز الدرا�سات والبحوث‬ ‫بم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن ‪،‬ليكون‬ ‫مرجعا للدار�سين والمتدرّبين في مجال الموارد‬ ‫الب�شريّة ‪،‬ويق ّدم خال�صة للك�شف عن ال�سلوكيات‬ ‫الأخالقية والال�أخالقية داخل الم�ؤ�س�سات‪ ،‬مع تحديد‬ ‫وتو�صيف �أخالقيات العمل‪ ،‬وو�ضع تو�صيات عملية‬ ‫وقابلة للتطبيق ‪.‬‬

‫وكتاب " دور الحكومة الإلكترونيّة في الح ّد من جرائم‬ ‫الإعتداء على المال العام "ت�أليف ‪ :‬حميد بن نا�صر‬ ‫بن حميد الحجري ‪ ،‬يت�ألف الكتاب من �أربعة ف�صول‬ ‫ا�ستند خاللها الباحث على درا�سة ميدانية قام بها على‬ ‫موظفي القطاع العام في ال�سلطنة ‪ ،‬وتعود �أهميّتها �إلى‬ ‫وكان المركز قد ن�شر عددا من العناوين ‪ ،‬من بينها قلة الدرا�سات في هذا المو�ضوع نظراً لحداثت ِه‪ ،‬كما‬ ‫" الثقافة العمانية ‪..‬تج�سيد لحوار الح�ضارات" �أنها تعتبر �أول درا�سة على ال�صعيد المحلي ‪ ،‬وحداثة‬ ‫ا�ستخدام الحكومة الإلكترونية في �أغلب دول العالم‪،‬‬ ‫تما�شياً مع توجهات الحكومة العمانية نحو مواكبة‬ ‫ع�صر التحديث با�ستخدام التقنيات الحديثة‪.‬‬ ‫وكتاب" م�ضيق هرمز‪ ..‬بوّابة النفط العالميّة‪ :‬لماذا‬ ‫م�ضيق هرمز" للدكتور علي بن عمر العبّدي الروّا�س‪،‬‬ ‫وكتاب "ج�سـ ــر بيـن حـ�ضارتـين " و�ض ّم البحوث التي‬ ‫تح ّدث به عن الأه ّميّة اال�ستراتيجية لم�ضيق هرمز‬ ‫في المعرض العشرين للكتاب �شاركت في ندوة "العالقات العمانيّة العراقيّة – ر�ؤى‬ ‫وكذلك االقت�صادية‪ ،‬والنفطيّة للدول الم�ص ّدرة‬ ‫معا�صرة" التي �أقامها مركز الدرا�سات والبحوث في ‪25‬‬ ‫�أو الم�ستهلكة للنفط ‪ ،‬ويرى الم�ؤلف" �إن الأزمات‬ ‫– ‪ 26‬دي�سمبر ‪2013‬م ‪،‬وتح ّدث الباحثون عن العالقات‬ ‫والحروب التي �شهدتها منطقة الخليج العربي خالل‬ ‫التاريخية التي تربط �سلطنة عمان بالعراق منذ �أقدم‬ ‫العقود الما�ضية ‪،‬دفعت للبحث عن حلول للإ�ستعا�ضة‬ ‫جزئيا عن الم�ضيق باال�ستعانة بخطوط �أنابيب للنفط ت�أليف‪:‬مجموعة من الباحثين ‪ ،‬يتناول وقائع الأيام الع�صور ‪� ،‬إلى جانب العالقات الثقافيّة ‪،‬والتجاريّة ‪،‬‬ ‫‪،‬لكن �أثرها بقي محدودا وغير فاعل نظرا لأهمية الثقافية للجمعية العمانية للكتاب‪ ،‬والأدباء التي �أقامتها والإقت�صاديّة ‪.‬‬ ‫م�ضيق هرمز ‪،‬وبقي الم�ضيق مو�ضوعا ا�ستراتيجيا في تون�س ( ‪ 28 - 25‬يونيو ‪ 2012‬م) ‪ ،‬وهذه الأيام جمعت‬ ‫تنوّعا ابداعيا جمع ال�شعر‪ ،‬والق�صة‪ ،‬والبحوث‪ ،‬وفن‬ ‫للدول الكبرى "‬ ‫ال�سينما‪ ،‬واحتفت بالفكر العماني القديم ‪ ،‬عبر فعاليّات‬ ‫وكتاب" ال�سبلة مفهومها و�أعمالها و�أنواعها –�سبلة ج�سّ دت الحياة العمانية بمختلف �أطيافها‪ ،‬ومنجزاتها‬ ‫ال�سحمة بوالية الحمراء �أنموذجا " �إعداد مح�سن بن في �شتى الميادين‪ ،‬ومحا�ضرات عك�ست الواقع الثقافي‬ ‫زهران بن محمد العبري‪ ،‬ويعر�ض معلومات مدعومة العماني بجميع تجلياته الأدبية ‪ ،‬والفكرية ‪.‬‬ ‫بال�صورالملوّنة عن ال�سبلة‪ ،‬و�سبلة ال�سحمة التي تع ّد‬ ‫ال�سبلة الرئي�سة في الحمراء كنموذج لباقي ال�سبل في ومن الكتب المتخ�ص�صة في مجال تنمية الموارد‬ ‫عمان‪ ،‬ودورها في توثيق العالقات بين �أفراد المجتمع الب�شرية ت�ض ّم مجموعة كتب المركز كتاب "�إدارة التغيير‬ ‫وا�ستراتيجيّات المحيط الأزرق ‪،‬ت�أليف ‪:‬مجموعة‬ ‫العماني ‪.‬‬ ‫من الباحثين ‪،‬وي�ض ّم بحوث م�ؤتمر "تخطيط النمو‬ ‫ويتناول كتاب " �أيّوب بن ملنج البلو�شي‪..‬رائد النحت اال�ستراتيجى‪ ،‬و�إدارة التغيير ب�سلطنة عمان" الذي‬ ‫العماني" تجربة نحتيّة عمانيّة رائدة ‪ ،‬وي�ضم عدة �أقيم في ‪� 15‬أكتوبر ‪ 2012‬والتطبيقات فى التخطيط‬ ‫ف�صول ق ّدمت �سيرة وم�سيرة ملنج الفنية مدعومة اال�ستراتيجى ‪،‬و�آلية ابتكار الطلب على المنتجات من‬ ‫بال�صور الملوّنة‪ ،‬جرى من خاللها فتح �صفحة في خالل المتابعة المتزامنة للقيمة العالية‪ ،‬والتكلفة‬ ‫تاريخ فن النحت الحديث في ال�سلطنة من خالل قراءة المنخف�ضة وتركز هذه اال�ستراتيجية على دخول‬ ‫منحوتات ت�ؤ�سّ �س البناء الأول للنحت العماني‪ ،‬وبه المناف�سة من خالل �صناعة �أ�سواق جديدة ال يكون فيها‬ ‫�شهادات‪ ،‬ونموذج من المقابالت ال�صحفية التي �أجريت مجال للمواجهة مع الخ�صم‪.‬‬ ‫معه �إلى جانب بانوراما للوحاته الفنية‪ ،‬ومنحوتاته‪،‬‬ ‫والفعاليات‪ ،‬والمعار�ض الفنية التي �أقامها‪ ،‬و�شارك بها ‪ .‬وكتاب "�أخالقيّات العمل المهني والإرتقاء‬

‫‪10‬كتب جديدة‬

‫‪3‬‬


‫أخبار‬ ‫خــاص‪:‬‬

‫‪4‬‬

‫ً‬ ‫ضيفا على مؤسسة ُعمان‬ ‫يحل‬ ‫البرنامج العالمي للمعلومات واالتصاالت ّ‬

‫و ّقعت م�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر‬ ‫والإعالن ‪،‬م� ّؤخرا ‪ ،‬مذكرة تفاهم مع البرنامج‬ ‫العالمي للمعلومات واالت�صاالت "‪ "ITTP‬التابع‬ ‫للمعهد الكوري العالي للعلوم والتقنية "‪"KAIST‬‬ ‫الذي يعنى بالتعاون الفني في مجال تنمية‬ ‫الموارد الب�شرية وتبادل الخبرات في مجال تقنية‬ ‫المعلومات‪ ،‬وي�أتي الهدف من توقيع المذكرة ‪،‬‬ ‫و�ضع �إطار عام للتعاون اال�ستراتيجي الم�شترك بين‬ ‫الطرفين لتقديم الدعم الفني والتعاون في مجاالت‬ ‫الخبرة ‪.‬‬ ‫وقام بتوقيع المذكرة ك ّل من �سعادة الدكتور �إبراهيم‬ ‫بن �أحمد الكندي الرئي�س التنفيذي للم�ؤ�س�سة‪،‬‬ ‫والبرف�سور رو جاي جونغ مدير معهد (‪ITTP-‬‬ ‫‪ )KAIST‬بدايجون بجمهورية كوريا ‪ ،‬في قاعة رواق‬ ‫الفكر بمبنى الم�ؤ�س�سة‪،‬خالل زيارة قام بها وفد من‬ ‫المعهد لل�سلطنة‪ ،‬وت�شمل مذكرة التفاهم العديد من‬ ‫حلقات العمل المكثفة‪ ،‬وزيارات ميدانية للعديد من‬ ‫الم�ؤ�س�سات في جمهورية كوريا‪.‬‬ ‫و�شملت المذ ّكرة مجاالت التعاون بين الطرفين‬ ‫وتبادل الخبرات‪ ،‬والمعلومات المتعلقة بقطاع تقنية‬ ‫المعلومات‪ ،‬والحكومة الإلكترونية‪ ،‬وت�صميم النظم‪،‬‬ ‫وتطوير مهارات‪ ،‬و�أداء الموظفين العاملين في‬ ‫قطاع تقنية المعلومات‪ ،‬والحكومة الإلكترونية‪.‬‬ ‫وتعقيباً على هذه المنا�سبة ذكر �سعادة الدكتور‬ ‫�إبراهيم بن �أحمد الكندي الرئي�س التنفيذي‬ ‫لم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر والإعالن �إ ّنه في‬ ‫المرحلة الأولى من ت�أ�سي�س العالقة بين م�ؤ�س�سة‬ ‫عمان لل�صحافة‪ ،‬والن�شر‪ ،‬والإعالن‪ ،‬ومعهد‬ ‫"‪."ITTP-KAIST‬‬

‫تواصل‬

‫جانب �أخر قام الوفد الكوري ال�ضيف بزيارة‬ ‫من ٍ‬ ‫لهيئة تقنية المعلومات حيث التقى الوفد بعدد‬ ‫من الم�س�ؤولين بالهيئة‪ ،‬واطلع الوفد على التجربة‬ ‫العمانية في مجال الحكومة الإلكترونية والمراحل‬

‫‪@SRCOman‬‬

‫التي مر بها الم�شروع‪ ،‬كما تم بحث �سبل التعاون في‬ ‫مجال تقنية المعلومات‪ .‬وقد �أبدى الوفد ال�ضيف‬ ‫�سعادته بما �شاهده من تقدم وتطور في قطاع تقنية‬ ‫المعلومات والمجاالت الأخرى بال�سلطنة‪.‬‬

‫‪SRC Oman‬‬

‫ما هي اقتراحاتكم العداد موارد ب�شرية عمانية لديها القدرة على‬ ‫المناف�سة في ال�سوق العالمي؟‏‬

‫‪SRC Oman‬‬ ‫‪@SRCOman‬‬


‫مقال‬

‫ناصر أبو عون‬

‫‪Nasser_oon@yahoo.com‬‬

‫عبد الله الخليلي في ميزان النقد واإلبداع‬

‫أر�ض ح�صبا�ؤها الخيال‪ ،‬و�سما�ؤها‬ ‫ال�شعر جدو ٌل ين�ساب في � ٍ‬ ‫المعنى‪ ،‬و�شجرها ال�شعور‪ ،‬وثمارها ال ِف ْكر‪ ،‬وحُ ورها ال�صو ُر‬ ‫ِّ‬ ‫المتولدة من رحم الفكرة‪ .‬هذا ما � ُ‬ ‫آمنت به منذ‬ ‫ال�شعرية‬ ‫�إطاللتي الأولى على عوالم ال�شعر في �صباي و�ش َبب ُْت عن الطوق‬ ‫ومازال ال�شعر يحا�صرني وقواعده تروادني‪ ،‬وحكمته ت�ساورني‬ ‫بين ع�شية و�ضحاها‪ ،‬ومو�سيقاه ت�أ�سرني‪ ،‬و�صورته تغازلني‪،‬‬ ‫ومعناه ي�أخذني بعيدا �إلى بهو المفكرين والمناطقة‪ ،‬ولفظه‬ ‫يجادلني ويلب�سني حُ ّلة مطرز ًة من الإبداع‪.‬‬

‫وفي مرا�سالته ال�شعرية خير مثال على ما ق ّدمنا فقد كان يتخذ‬ ‫من ال�شعر و�سيلة لمرا�سلة العلماء وال�شعراء‪ ،‬وقد را�سل عد ًدا‬ ‫من الأعالم العرب كـعز الدين التنوخي‪ ،‬وله ديوان "بين الفقه‬ ‫والأدب" يحوي ق�صائد فيها �أ�سئلة و�أجوبة بين ال�شاعر وغيره‪،‬‬ ‫ومن ق�صائده (�س�ؤال لل�شيخ حمد ال�سليمي) الذي بادره بالجواب‬ ‫بق�صيدة تجاري �س�ؤاله‪ ،‬وق�صيدة (هبة العليم) التي قرّ�ض فيها‬ ‫كتبًا �أربعة ل�شيخه خلفان بن جميل ال�سيابي وهي (�سلك الدر‪،‬‬ ‫وف�صول الأ�صول‪ ،‬وبهجة المجال�س)‪.‬‬

‫هذا عن ال�شعر �أما عن �أمير البيان ال�شاعر عبد اهلل الخليلي‬ ‫ُ‬ ‫وطالعت �شيئا من �سيرته من مجال�سة العديد‬ ‫فقد قر� ُأت �شعره‬ ‫من �شعراء و�أدباء عمان وخا�ص ًة الذين �آمنوا بالما�ضي التليد‪،‬‬ ‫وتح�صنوا بتراثنا العتيد‪ ،‬و�أبقوا على �شعرة معاوية‪ ،‬وحفظوا‬ ‫ال�صلة بينهم‪ ،‬وبين �أجدادنا العظام‪ ،‬ومنهم ثلة يزنون الكالم‬ ‫بموازين الذهب والأحجار الكريمة‪ ،‬ويرون في التوا�صل مع‬ ‫تاريخنا العربي القديم �صلة رحم‪ ،‬و�أ�صالة فطرية‪ ،‬وات�صاال‬ ‫مر�ض ع�ضال �ضرب جذور ثقافتنا �ص ّدرته‬ ‫بالإبداع‪ ،‬ونجوا من ٍ‬ ‫�إلينا (النخبة النكبة) ممن تم�سحوا بالتجديد وا ّدعوا الحداثة‪،‬‬ ‫وروجوا لنظرية (قتل الأب)‪.‬‬

‫و�إذا كان لكل �شاعر �سمة يتفرّد بها على �أقران ع�صره ف�إن ال�شاعر‬ ‫عبد الخليلي (‪ 1922‬ـ ‪ )2000‬الذي عا�ش حياة حافلة بال�شعر‬ ‫والأدب والفل�سفة والتتبع الثقافي فات�سعت مداركه ومواهبه‬ ‫وات�سعت دائرة �إبداعه‪ .‬له ال�سبق التاريخي في ريادة ال�شعر‬ ‫الم�سرحي في �سلطنة ُعمان‪ ،‬حيث قدم م�سرحية (جذيمة مثال على ذلك ال�شعر االنجليزي‪� ،‬إذ ال يزال القراء يقر�أون‬ ‫والملك) التي ا�ستقي �أحداثها من ع�صر ما قبل الإ�سالم م�ستغال �شك�سبير‪ ،‬ويب�سطون لغته لطالب المدار�س‪ ،‬كما يقر�أون فولتير‬ ‫�أي�ضا‪ ،‬ال يوجد ما يمنع من �أن نقر�أ نماذجنا ال�شعرية الكبيرة‪،‬‬ ‫معرفته بال�سرد الق�ص�صي‪.‬‬ ‫هذه رموز ح�ضارية‪ ،‬فقط �أن نعرف كيف نو�صل هذا العطاء‬ ‫وازدادت معرفتي �أكثر ت�أ�صال بال�شاعر عبد اهلل الخليلي بعد‬ ‫ون�ستفيد منه‪ ،‬وبالتالي ف�إن �شعر ال�شيخ عبداهلل يمكن �أن‬ ‫مطالعتي مخطوطة كتاب ت�ضم مختارات من �شعره جمعها‬ ‫ي�ستفاد منه في كل االتجاهات‪ ،‬وهو �أي�ضا ا�ستفاد من �أبي م�سلم‬ ‫ال�شاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي م�سبوق ًة بدرا�سة مطولة‬ ‫البهالني‪ ،‬وال�ستالي والنبهاني‪ ،‬هذه رموز �شعرية حا�ضرة في‬ ‫لل�شاعر �سعيد ال�صقالوي عن ال�شاعر ي�ستعر�ض فيها ال�صقالوي‬ ‫وجدان ال�شاعر الكبير بكل محبة‪.‬‬ ‫فنون المو�سيقى ال�شعرية وبع�ضا من الخطوط العري�ضة‬ ‫وي�أتي احتفاء م�ؤ�س�سة البابطين في دورتها عام ‪ 2015‬بال�شاعر‬ ‫لتجربة الخليلي ال�شعرية‪.‬‬ ‫عبد اهلل الخليلي لي�س �إال دعوة للباحثين العُمانيين والعرب‬ ‫وفي هذا الكتاب ين�ساب ال�شاعر العُماني (عبد اهلل الخليلي) بين‬ ‫والم�ست�شرقين المعنيين بالدرا�سات ال�شرقية في جانبها اللغوي‬ ‫�ضفتين من ل�ؤل�ؤ يُمناه ال�شاعر عبد الرزاق الربيعي الذي عكف‬ ‫والأدبي ل�سبر �أغوار ق�صائد الخليلي وتحقيق وتنقيح موروثه‬ ‫طبق من‬ ‫على قراءته وانتقاء مختارات من �شعره يقدمها على ٍ‬ ‫ال�شعري‪ ،‬ودعوة لإحياء تراثه ودرا�سة �إبداعه في المحافل‬ ‫َّ‬ ‫ف�ضة زا ًدا للقراء يقتاتون عليه في رحلتهم نحو الخال�ص عبر‬ ‫الثقافية ( ُعمانيا وعربيا)‪ ،‬وله الف�ضل وال�سبق �أي�ضا في �إحياء‬ ‫أر�ض ِبك ٍر بي�ضاء لم تدن�سها �ضغينة النثر‬ ‫�صحراء الحداث ِة �إلى � ِ‬ ‫�سنة (المجال�س الأدبية) بافتتاحه (مجل�س الخمي�س الأدبي)‬ ‫وال �شطط التفعيلة‪ ،‬ولم ّ‬ ‫يف�ض بكارتها غول الغمو�ض وال وح�شيّة‬ ‫في دارته بوالية �سمائل‪ ،‬وبعد �أن �سكن العا�صمة م�سقط وا�صل‬ ‫الت�أويل‪ .‬وفي ي�سراه ال�شاعر �سعيد ال�صقالوي الذي انكبّ على‬ ‫جل�ساته الأدبية الأ�سبوعية في �ضاحية القرم‪ ،‬وكان لل�شاعر الدور‬ ‫درا�سة (البناء المعماري) في �شعره‪ ،‬وهند�سَ فتنته َ‬ ‫ونحت‬ ‫ً الريادي في النهو�ض الثقافي بالحركة الثقافية وال�شعرية على‬ ‫�صورته في مخيل ِة الأجيال الجديدة ب�إزمي ِل العق ِل لتبقى ماثلة‬ ‫وجه الخ�صو�ص في �سلطنة ُعمان عمان حيث منح و�سام التكريم‬ ‫في ذاكر ِة ُعمان والعرب ال تنمحي‪ ،‬و�سكبَ من وعيه النقدي على‬ ‫من المجل�س الأعلي لدول الخليج العربي عام ‪ 1989‬وق َّلده‬ ‫�إبداع ِه �أ�شع ًة من �ضوء ثقافت ِه‪ ،‬و� َّأط َر �صور َته وزجّ جها من نو ِر‬ ‫ال�سلطان قابو�س المف ّدى‪ ،‬و�سام الإبداع �إ�ضافة الي �أثره البارز‬ ‫ب�صيرته ف�أ�ضحت �شم�سً ا ت�ضيء عتم َة العقول التي را َن على قلبها‬ ‫في الحياة ال�سيا�سية وانت�سابه لل�سلك الدبلوما�سي حتي �إحالته‬ ‫ما ك�سبته من خطايا الحداث ِة‪ ،‬وغواي ِة الال �شعر‪.‬‬ ‫للتقاعد‪.‬‬ ‫وفي �أحاديث ال�شاعر �سعيد ال�صقالوي معنا عن �إبداع عبد‬ ‫�أيُّها العُمانيون هذا �شاعركم عبد اهلل الخليلي يُط ُّل عليكم من‬ ‫اهلل الخليلي �أكد مرارا �أ َّن المكونات اللغوية واللغة ال�شعرية‬ ‫ق�صور الكلمات‪ُّ ،‬‬ ‫يق�ص عليكم �سيرته وينثر رياحين �صورته‪،‬‬ ‫في ق�صيدة عبد اهلل الخليلي‪ ،‬تجنح �إلى لغة الع�صر الأموي‬ ‫ويبعثر �أزهار محبته‪ ،‬جاء في موكبه محموال على (عر�ش‬ ‫والعبا�سي‪ ،‬حيث ت�أثر بكثير من �شعراء تلك الفترة‪ ،‬ولأن ال�شعر ال�شعر) تتقدمه المو�سيقى‪ّ ،‬‬ ‫وتزفه جوقة الإبداع‪ ،‬وبين يديه‬ ‫في هذه الفترة كان نموذجا في قوته ون�ضجه‪ ،‬حتى �أن ال�شاعرين‬ ‫تاريخ و�إبداع ينثرا ورد ق�صائده في مهرجان الكلمات‪ .‬فا�سمعوا‬ ‫محمود �سامي البارودي و�أحمد �شوقي �شربا من نف�س المنبع‬ ‫واتخذوه نبرا�سا وقدو ًة و َعلَمًا خ ّفاقا و ِع ْلمًا ال ين�ضب معينه وال‬ ‫ال�شعري‪ ،‬ويتميز ال�شاعر عبداهلل الخليلي بح�سن ال�سبك اللغوي‬ ‫ينكدر جريانه‪ ،‬وال تتوقف م�سيرته‪.‬‬ ‫للمفردات والتراكيب متما�سكة‪ ،‬لذلك فمعجمه اللغوي بياني‬ ‫�صرف‪.‬‬

‫ومن هذه الفرقة الناجية من �أدران الحداثة‪ ،‬ال�شاعر �سعيد‬ ‫ال�صقالوي الذي يت�شبث ب�شجرة الأ�صالة العربية وترتبط‬ ‫جذوره ال�شعرية ب�أ�صلها الثابت في التربة العربية وفرعها‬ ‫العُماني الذي يطاول عنان ال�سماء‪ .‬دون �أن يقطع ات�صاله المادي‬ ‫والروحي بالحداثة في معناها الحقيقي‪ ،‬ولم يرت ِم في مهاوي‬ ‫الردى‪� ،‬أو يقذف بفكره و�شعره ولغته في بحرها فلم تدن�سه‬ ‫�أدارنها‪ ،‬ولم يخرج منها خائفا يترقب كغيره من الما�ضين في‬ ‫جنونهم والمارقين في غيهم من الذين �أف�سدوا الحرف ودن�سوا‬ ‫ال�صحائف بزعم تفجير اللغة‪ ،‬وقطع �أوا�صر القربى مع الآباء‬ ‫والأجداد طلبا لر�ضا المتم�سحين في الحداثة وهم ال يعرفون‬ ‫عنها �شيئا ولم يخبروها ال واقعا وال �إبداعا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عرفت عبد اهلل الخليلي �شاعرا فطريا تم َّكنت منه �صنعة‬ ‫ال�شعر فخبرها‪ ،‬وراح يزن كلماته على منوالها‪ ،‬ويدبج �صورها‬ ‫على مقايي�سها‪ ،‬وي�صوغ حروفه على ميزانها‪ ،‬يداعب �أ�صدقاءه‬ ‫ً‬ ‫وعرو�ضا‪،‬‬ ‫�شعرا‪ ،‬ويمازح جل�ساءه رَجَ جَ زا‪ ،‬ويحاور رفقاءه قافي ًة‬ ‫وي�سام ُر �أبناءه ف ًنا ومو�سيقى‪ ،‬ويكتب ر�أيه و ِف ْق َهه ق�صائ َد تترى‬ ‫ت�ؤرخ ل�سلطن ِة ُعمان (تاريخا وفكرا)‪ ،‬وي�سجِّ ل �أفكاره على مثال‬ ‫القدماء‪ ،‬ويعار�ض ال�شعراء الع�صور الإ�سالمية وما قبلها‬ ‫ً‬ ‫حرفا وقافي ًة‪ ،‬وين�سج على عيون ال�شعر العربي مالحم تفتن‬ ‫القارئ وت�أخذه �إلى ع�صر ال�صنعة والزخرفة وال�صورة ال�شعرية‬ ‫الم�سبوكة على قوالب خا�صة‪ .‬وفي هذا الفن نجح الخليل في‬ ‫تخمي�س «بردة البو�صيري» بثالثة �أوجه‪ ،‬و�ضمَّها في ديوان‬ ‫متكامل �أ�سماه «المجتليات»‪ ،‬وهو عمل فريد في تخمي�سه لهذه‬ ‫الق�صيدة الطويلة‪ ،‬كما حاول تخمي�س «همزية البو�صيري»‬ ‫ولكنه لم ينجزها‪ ،‬ب�سبب م�صارعته للمر�ض‪.‬‬

‫وزاد ال�صقالوي في التو�ضيح �أكثر فقال‪ :‬الذي ا�ستطعت �أن‬ ‫�أ�ستخل�صه من ر�ؤية حول عبد اهلل الخليلي‪� ،‬أنه ظل �إلى �أخر‬ ‫يات حياته يجنح �إلى الفل�سفة الأخالقية‪ ،‬وجاءت �أحاديثه عن‬ ‫العروبة واال�سالم والمجتمع‪ ،‬وفق �سياق فل�سفي �أخالقي‪ ،‬وكان‬ ‫من البحث عن مجتمع محكوم بالأخالق‪ ،‬و�إن�سان �سوي محكوم‬ ‫بالقيم‪ ،‬وفي هذا االتجاه لن تجد في �شعره خروجا في اللفظ‪،‬‬ ‫وتجاوزا في الألفاظ الأخرى‪ ،‬و�إنما يحاول �أن ينتقيها بدقة‪،‬‬ ‫وهو حينما يتكلم عن المر�أة فهو يتكلم عن الجمال‪ ،‬مدفوعا‬ ‫ب�إيمانه بالفل�سفة الأخالقية‪� .‬أما �شعره في�صلح للقراءة في كل‬ ‫مكان وزمان‪ ،‬العيب لي�س في �شعره وال في �شعر ال�شعراء‪� ،‬إنما‬ ‫في الثقافة ال�سائدة‪ ،‬هي التي ينبغي �أن ترتقي وتتعامل مع اللغة‬ ‫وم�ضامينها‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫حوار‬

‫د‪ .‬جاي جونغ رو‬

‫تطبيق نظام الحكومة اإللكترونية مهم في توفير المال‬

‫حوار‪ :‬مريم خلفان المسلمية‬ ‫ترجمة‪ :‬أحالم الشعيلية‬

‫‪6‬‬

‫في عصرنا الحديث‪ ،‬ترتبط العلوم والتقانة ارتباطاً وثيقاً بالحداثة‬

‫فعالة تساعد على تسريع عجلة التنمية في المجتمع بكافة‬ ‫كونها أداة َ‬ ‫مستوياتها‪ .‬وقد ثبت هذا النهج عن طريق السعي الدؤوب للمعرفة‬ ‫واالبتكار في مجال العلوم والتقانة وبالتحديد بين االقتصادات الناجحة‪.‬‬ ‫كما يتجلى هذه االتجاه من خالل إيجاد نظام الحكومة اإللكترونية أو‬ ‫ما يسمى بالحكومة الرقمية والتي تعد متطلباً رئيساً لتكوين نموذج‬

‫متطور وسريع للتنمية والحداثة على كافة األصعدة االجتماعية‬

‫واالقتصادية والسياسية‪ .‬ويقوم مبدأ الحكومة اإللكترونية على تفعيل‬ ‫دور التقنيات لتسهيل عمليات الوظائف الحكومية‪ ،‬وتقديم المعلومات‬

‫الحكومية والخدمات للشعب‪ .‬وقد عزز نظام الحكومة اإللكترونية‬ ‫بشكل رئيس التشغيل اآللي للمكاتب من خالل االستفادة بشكل‬ ‫رئيس من شبكة اإلنترنت والتقنيات الالسلكية في الدول المتقدمة‬

‫وبعض الدول النامية‪ ،‬كما عززت أيضاً التواصالت الرقمية بين المواطن‬ ‫والحكومة (‪ ،)C2G‬وبين الحكومة والمؤسسات الحكومية األخرى‬ ‫(‪ )G2G‬وبين الحكومة والمواطنين (‪ ،)G2C‬وبين الحكومة والموظفين‬

‫(‪ )G2E‬وبين الحكومة والشركات (‪ .)G2B‬و جمهورية كوريا من بين‬ ‫الدول التي انتهجت هذا المسار وقامت بتحويل البالد بأسرها لتعمل‬ ‫على مبدأ تقنية المعلومات وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وغيرها‬ ‫من تقنيات االتصاالت الالسلكية التي تعمل على تطوير وتعزيز فاعلية‬

‫وكفاءة تقديم الخدمات في القطاع العام‪.‬‬

‫و�أ�شار د‪ .‬جاي جونغ رو‪ ،‬مدير برنامج تقنية‬ ‫المعلومات العالمي (‪ )ITTP‬في المعهد الكوري‬ ‫المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (‪� )KAIST‬أنه‬ ‫نظراً لأن كوريا هي واحدة من الدول الرائدة في‬ ‫�صناعة تقنية المعلومات‪ ،‬ف�إنها ت�سعى لأن تلعب‬ ‫دوراً �أكثر حيوية وفاعلية لتلبية متطلبات الع�صر‬ ‫وتقديم تقنيات متطورة وا�ستراتيجيات �أعمال �إلى‬ ‫قادة تقنية المعلومات حول العالم و�إلى الأجيال‬ ‫القادمة‪ .‬كما ت�سعى �إلى بناء �شبكة عالمية في‬ ‫تقنية المعلومات واالت�صاالت وتطوير التعاون‬ ‫بين الدول العالمية‪ ،‬وبالمثل �أ�صبحت �صناعة‬ ‫تقنية المعلومات ر�صيداً �أ�سا�سياً لزيادة وتعزيز‬ ‫القدرة التناف�سية للدول كما �أن تطوير الموارد‬ ‫الب�شرية تمثل �أهمية كبيرة بالن�سبة للدول‪.‬‬ ‫وقد التقى مندوب رواق الدكتور‪ :‬جاي جونغ رو‬ ‫مدير ق�سم �إدارة الأعمال في مختبر (‪)Auto-ID‬‬ ‫بجمهورية كوريا وع�ضو في لجنة تقييم تحديد‬ ‫الهوية بترددات الراديو في المعهد الكوري‬ ‫للعلوم والتقانة‪ ،‬و�أ�ستاذ العلوم الإدارية الم�شارك‬ ‫بالمعهد ومن اهتماماته التدري�سية والبحثية‬ ‫توفير �سل�سلة �إدارية‪ ،‬وتزويد تطبيق تحديد‬ ‫الهوية بترددات الراديو‪ ،‬و�شبكات اال�ست�شعار في‬ ‫كل مكان (‪ )USN‬و�شبكة اال�ست�شعار الكهربائية‬ ‫والتحكم في الطاقة وتطبيقات التكنولوجيا‬ ‫المتنقلة في البلدان النامية‪ .‬وقد �أ�سعدنا �أن‬ ‫نلتقيه في مقابلة ح�صرية لملحق رواق في‬ ‫زيارته الر�سمية لم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر‬ ‫والإعالن ومركز الدرا�سات والبحوث وتوجهنا له‬

‫ال�شديد �إزاء �أمنها عدم فتح �أو تعري�ض ق�ضاياها‬ ‫بالأ�سئلة ودار الحوار التالي‪:‬‬ ‫ما هي فاعلية وجدوى تفعيل نظام الحكومة الهامة المتعلقة بثقافتها �إلى �أي نظام �أجنبي‪،‬‬ ‫اإللكترونية في الدول النامية وأثرها على وفي المقابل ف�إنه يجب على الدولة �أن تنمي‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية؟‬ ‫وتطور من �أنظمتها الخا�صة و�أن يكون لديها‬ ‫فل�سفتها و�سيا�ستها الخا�صة‪ ،‬م�شيراً �إلى �أن‬ ‫على الم�ستوى االقت�صادي‪ ،‬ف�إن تطبيق نظام‬ ‫�سلطنة عمان واحدة من الدول ال�شهيرة التي‬ ‫الحكومة الإلكترونية مهم ب�شكل كبير في توفير‬ ‫تتمتع بنظام حكم نظيف بالمقارنة مع غيرها من‬ ‫المال من خالل نظام الم�شتريات �إذ يمكنك من‬ ‫البلدان"‪.‬‬ ‫ال�شراء من جميع �أنحاء العالم‪ .‬كما �أنها فعالة‬ ‫على قدم الم�ساواة في الخدمات االجتماعية‬ ‫مثل اعتماد نظام الكتروني متخ�ص�ص ‪ ،‬ونظام‬ ‫الهجرة الإلكتروني والنظام الإلكتروني للتعرف‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫على الهوية وغيرها‪ ،‬ولي�س هناك �أدنى �شك في‬ ‫تتمتع بنظام‬ ‫م�ساهمة الحكومة الإلكترونية في الجوانب‬ ‫حكم نظيف‬ ‫االقت�صادية والتعليمية‪ ،‬ويوُ�صى ب�شدة تبني‬ ‫�أنظمة تعليم �إلكترونية وبالتحديد بالن�سبة‬ ‫للأطفال الذين يقطنون في �أماكن بعيدة وفي‬ ‫من�أى عن الخدمات التعليمية‪ ،‬من �أجل �ضمان‬ ‫ح�صولهم على حقهم في التعليم‪" .‬و�أنا �أ�ضمن‬ ‫�أن التطبيق الفعال للحكومة الإلكترونية �سي�سهم ما هي أنشطة البحث الراهنة التي تشارك‬ ‫في تعزيز م�سيرة التنمية ب�شكل جلي وفي م�سيرة فيها (‪ )KAIST‬ومشاريع البحث المستقبلية‬ ‫التعليم والتعليم الإلكتروني وكل جوانب الحياة"‪ .‬في تقنية المعلومات والعلوم؟‬ ‫�إال �إنه وعلى ال�صعيد ال�سيا�سي والثقافي فينبغي‬ ‫لقد طلبت الحكومة الكورية من جامعة ‪KAIST‬‬ ‫التحرز و�أخذ الحيطة خ�صو�صاً حينما يتعلق‬ ‫للعمل ب�شكل خا�ص على ت�صميم برنامج خا�ص‬ ‫الأمر بالقلق �إزاء الحفاظ على ثقافة البالد‪،‬‬ ‫لأمن الإنترنت لغر�ض ال�سالمة وحماية‬ ‫فبالتالي بالنظر �إلى حقيقة �أن كل بلد له‬ ‫الدولة من الهجمات الإلكترونية‪ ،‬لذلك ف�إنه‬ ‫ثقافته الخا�صة التي يجب �أن تبقى على �سجيتها‬ ‫من المهم ب�شكل رئي�س االهتمام بق�ضية �أمن‬ ‫والحفاظ عليها وحمايتها من اال�ستغالل‪ ،‬ف�إنه‬ ‫تقنية المعلومات لحماية الدول من الهجمات‬ ‫من الم�ستح�سن وب�شدة للدول التي ت�شعر بالقلق‬


‫حوار‬

‫واالختراقات الإلكترونية‪ ،‬وحتى الآن ف�إن جميع‬ ‫الدول التي طبقت نظام الحكومة الإلكترونية‬ ‫م�شغولين بتنفيذ وتطبيق المفهوم بحد ذاته‬ ‫فقط وال يولون اهتماماً كبيراً لق�ضية �أمن‬ ‫االنترنت والق�ضايا الأ�سا�سية الأخرى‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك ف�إنه من المهم اال�ستعداد والتح�ضير‬ ‫لمواجهة مثل هذه الهجمات الإلكترونية وت�سرب‬ ‫المعلومات وبالتحديد بين الدول ذات الق�ضايا‬ ‫الأمنية الح�سا�سة‪.‬‬ ‫مع تزايد المخاوف والتهديدات من خطر‬ ‫الهجمات واالختراقات اإللكترونية والتي‬ ‫تهدد أمن المعلومات ‪ ،‬فهل هناك إمكانية‬ ‫إليجاد حلول مثالية وكاملة لصد جميع أشكال‬ ‫الهجمات اإللكترونية؟‬

‫من منظور فل�سفي ف�إنه لي�س من الممكن‬ ‫و�ضع حلول مثالية يمكنها �أن ت�صد جميع �أنواع‬ ‫الهجمات الإلكترونية خا�صة و�أن الهجمات‬ ‫الإلكترونية تتطور وتظهر ب�شكل �سريع‪ ،‬ودائماً‬ ‫ما تظهر الهجمات الجديدة قبل �إيجاد الحلول‬ ‫الدفاعية لها‪" ،‬غير �أننا بحاجة �إلى التح�ضير‬ ‫واال�ستعداد كما �أننا بحاجة �أي�ضاً لتجربة الف�شل‬ ‫حتى نتمكن من االنتقال �إلى الم�ستوى الأعلى‬ ‫من التقدم والتطور"‪.‬‬ ‫كيف تمكنت كوريا من أن تواجه بفاعلية‬ ‫المقاومة التي واجهتها ضد عملية التحول‬

‫الكوري يف�ضل العمليات ال�سريعة‪ ،‬والحكومة‬ ‫تتفهم احتياجاتهم‪ ،‬لذا ‪ ،‬ف�إنها قامت بتوفير‬ ‫بع�ض الأدوات والطرق التي ت�ضمن الو�سائل‬ ‫ال�سريعة والفعالة للتطبيق‪ ،‬وبمجرد �أن يتم‬ ‫تد�شين �أي نظام‪ ،‬تقوم الحكومة بدعم تطبيقه‬ ‫عن طريق توفير �أنظمة معلومات قيمة‪.‬‬ ‫ما الذي جعل كوريا تتصدر الريادة في عالم‬ ‫الحكومة اإللكترونية خالل السنوات األربع‬ ‫الماضية؟‬

‫كيف سهلت عملية نقل المعرفة من اعتماد‬ ‫وإيجاد تقنيات وممارسات جديدة في نظام‬

‫الحكومة اإللكترونية في كوريا؟‬

‫لقد �ساهمت خ�صائ�ص ال�شعب الكوري كثيراً تجاه‬ ‫�سد الفجوة الرقمية‪ ،‬كما �أن لديها ميل لتحفيز‬ ‫الحكومة لتحقيق التعادل‪ ،‬وتقليل الفجوات‬ ‫من �أجل تخفيف الفجوة الرقمية والتي هي‬ ‫‪ %100‬تعد جهود الحكومة وم�سئوليتها‪" .‬حتى‬ ‫في جوانب الحكومة الإلكترونية ‪ ،‬ف�إن ال�شعب‬

‫لتجربة الفشل‬ ‫حتى نتمكن من االنتقال‬ ‫إلى المستوى األعلى من‬

‫خالل ال�سنوات الأربع الما�ضية‪ ،‬ت�صدرت كوريا‬ ‫القيادة في الحكومة الإلكترونية نظراً للثقة‬ ‫التقدم والتطور‬ ‫الكبيرة التي �أولتها الحكومة للقطاع الخا�ص‬ ‫باعتباره العمود الفقري للتنمية االقت�صادية‪ ،‬كما‬ ‫�أن القطاع الخا�ص يبادر ويخترع م�شاريع مهمة‬ ‫تعزز من اقت�صاد الدولة وبدعم من الحكومة‪،‬‬ ‫فكال الطرفان يتعاونان ويكمالن بع�ضهم البع�ض‬ ‫خ�صو�صاُ و�أن القطاع الحكومي ال يتمكن من �أن واالت�صاالت والتي تعد القوة الدافعة للقرن‬ ‫ينفذ كل العمليات بمفرده دون دعم من القطاع الواحد والع�شرين‪ ،‬و�أي�ضاً من �أجل تعزيز الفر�صة‬ ‫الرقمية لجميع الدول من خالل تبادل المعرفة‬ ‫الخا�ص‪.‬‬ ‫بما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات واالت�صاالت‪.‬‬ ‫أمن المعلومات‬ ‫حماية وسالمة‬ ‫ألمن الدولة‬

‫إلى الحكومة اإللكترونية؟‬

‫في نظم المعلومات وخا�صة في القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫ظهرت مقاومة كبيرة �ضد عملية التحول‪ ،‬وذلك‬ ‫لأن المعلومات هي م�صدر قوة ال�شركات ويعود‬ ‫ذلك في الأ�سا�س �إلى الخوف من الخ�سارة �أو‬ ‫فقدان القيمة‪� ،‬أما الو�ضع فيختلف عنه في‬ ‫الوظيفة الحكومية �إذ �أن الموظف ي�ضمن‬ ‫من�صبه ووظيفته ولم يكن هناك �أي مقاومة من‬ ‫النا�س العاديين في القطاع الحكومي لأنهم لي�س‬ ‫لديهم ما يدعو للقلق ب�ش�أن م�ستقبلهم‪ ،‬ولكن‬ ‫وُجدت المقاومة بدرجة معينة على م�ستوى‬ ‫بع�ض الم�سئولين الحكوميين رفيعي الم�ستوى‬ ‫ممن هم في مواقع �صنع القرار فه�ؤالء يحتاجون‬ ‫�إلى التكيف بكل حذر مع هذا التغيير‪.‬‬

‫أننا بحاجة‬

‫ما هو الشي المميز حول برنامج ‪ITTP‬؟‬

‫بالن�سبة للكوريين ‪" ،‬يعود تاريخنا �إلى ‪5000‬‬ ‫�سنة وعدة قرون‪ ،‬وخالل هذه الفترة با�ستثناء‬ ‫الثالثين �سنة الما�ضية‪ ،‬كانت البالد تتلقى‬ ‫الم�ساعدة من العديد من البلدان من جميع‬ ‫�أنحاء العالم‪ ،‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬في عام ‪1950‬‬ ‫عندما ن�شبت الحرب‪� ،‬أر�سلت حوالي ‪ 16‬دولة‬ ‫قواتها للمنطقة‪ ،‬وقد توفي الكثير من ال�شباب‬ ‫الذين ان�ضموا �إلى الحرب"‪ .‬وفي هذا الإطار‪،‬‬ ‫وكنوع من تقدير الجهود ورد الجميل واالمتنان‬ ‫�إلى الدول التي قدمت الدعم لكوريا‪ ،‬تم �إن�شاء‬ ‫برنامج (‪ )ITTP‬بهدف تعليم خبراء تقنية‬ ‫المعلومات وبناء �شبكة عالمية لتكنولوجيا‬ ‫المعلومات واالت�صاالت وتطوير التعاون العالمي‬ ‫بين الدول‪ ،‬وي�أتي الهدف من البرنامج من �أجل‬ ‫تقديم تقنيات متقدمة وا�ستراتيجيات �أعمال‬ ‫لكوريا ولقادة تقنية المعلومات على م�ستوى‬ ‫العالم وللأجيال القادمة‪ .‬كما تم ت�صميم‬ ‫البرنامج من �أجل تح�سين الظروف المعي�شية‬ ‫لجميع الدول با�ستخدام تكنولوجيا المعلومات‬

‫"وهكذا ف�إن هذه هي المرة الأولى التي يمكن‬ ‫�أن نقدم يد العون للدول الأخرى تحقيقاً‬ ‫لمهمتنا‪ ،‬وبخالف ال�صناعات االخرى التي‬ ‫تتطلب الكثير من الجهد لت�صل �إلى النجاح‪،‬‬ ‫ففي مجتمع المعلومات‪ ،‬نكون بحاجة للجهد‬ ‫من �أجل التعاون والعمل ب�شكل جماعي مع‬ ‫الدول المتقدمة‪ ،‬وبالتالي ونظراً لحقيقة �أن‬ ‫كوريا هي الدولة الوحيدة التي كانت قد تلقت‬ ‫التبرعات النقدية من دول �أخرى من م�ساعدات‬ ‫التنمية الر�سمية (‪ ،)ODA‬فكوريا الآن تتبرع‬ ‫بدورها ببع�ض الأموال �إلى المنظمات الدولية‪،‬‬ ‫وبالإ�ضافة �إلى ذلك ف�إن لدينا خبرة ال تملكها‬ ‫بع�ض الدول المتقدمة على الرغم من هذه‬ ‫الدول لم تمر بحالة من الفقر مثل ما مرت بها‬ ‫كوريا‪ .‬لذا وفي هذا ال�صدد ف�إننا ن�شارك تجربتنا‬ ‫وق�ص�ص نجاحنا وف�شلنا �إلى الدول الأخرى عن‬ ‫طريق تقديم منح درا�سية ا�ستثنائية للم�س�ؤولين‬ ‫الحكوميين والعاملين في الم�ؤ�س�سات العامة‬ ‫�أو �أولئك الذين ي�سعون للح�صول على منا�صب‬ ‫رفيعة في مراكز البحوث الوطنية العاملة في‬ ‫مجال تقنية المعلومات والمجاالت ذات ال�صلة‪.‬‬ ‫" وهذا هو برنامج المنح الدرا�سية الوحيد الذي‬ ‫يدعو الم�سئولين الحكوميين من جميع �أنحاء‬ ‫العالم لالن�ضمام �إليه ودرا�سته �ضمن نف�س‬ ‫الإطار لال�ستفادة من التجربة الكورية‪ ،‬ويح�صل‬ ‫الم�شاركين في البرنامج على درجة الماج�ستير‬ ‫خالل �سنتين‪ ،‬وعلى درجة الدكتوراه خالل ثالث‬ ‫�سنوات "‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫مواهب عمانية‬

‫‪8‬‬

‫فاطمة السكيتية نموذج للتوظيف اإليجابي لتكنولوجيا التعليم‬ ‫فاطمة بنت عبداهلل ال�سكيتية من والية عبري‪ ،‬موهبة‬ ‫طموحة نجحت بت�شجيع الأ�سرة في �إنتاج لوحات جرافيكية غاية‬ ‫في البراعة واالحترافية‪ ،‬و�سابقة لعمرها الإبداعي واالبتكاري‪،‬‬ ‫حيث انها في المرحلة الدرا�سية المتو�سطة‪ ،‬ا�ستطاعت فاطمة‬ ‫ان تعلم نف�سها الر�سم دون الرجوع الى دورات تعليم الر�سم‪ ،‬او‬ ‫درو�س خ�صو�صية‪ ،‬وال معلمين‪ ،‬حيث كانت الو�سيلة الوحيدة في‬ ‫ذلك برامج التعليم والتدريب الذاتي عبر قنوات (اليوتيوب) وهي‬ ‫برامج في �أ�ساليبها التعليمية تتميز بثالث �سمات هي‪:‬‬ ‫ ‪Ó‬ال تحتاج �أن تدفع لها المال الكثير‪.‬‬ ‫ ‪Ó‬ال تحتاج لمر�شد �أو معلم‪.‬‬ ‫ ‪Ó‬ال تحتاج �أن تدر�سها في وقت معين من اليوم‪.‬‬ ‫ا�ستوحت فاطمة ال�سكيتية ر�سوماتها من البيئة العمانية‪ ،‬وتمتاز‬ ‫بان�سيابية الخطوط ومهارة في و�ضع الرتو�ش وكانت �أكثر نجاحا‬ ‫في ر�سم البورتريه‪ ،‬وهذا التوجه ي�ؤكد على �ضرورة ت�شجيع‬ ‫�أطفالنا على (التوظيف الإيجابي لتكنولوجيا التعليم واالت�صال‬ ‫كو�سيلة للتع ّلم)‪.‬‬ ‫وهذا ال يعني �أن يُترك المتعلمون والأطفال خا�ص ًة هائمين على‬ ‫وجوههم دون توجيه‪ ،‬بل يجب �إن يكون هناك دورًا ً‬ ‫فاعل للمعلم‬ ‫والوالدين والمحيطين بالأ�شخا�ص في توجيههم‪ ،‬واالهتمام بهم‬ ‫وتروي�ض مواهبهم ليزدادوا ثقة وخبرة و�ألق‪.‬‬


‫مقال‬

‫عماد بن حسين باقر‬

‫‪imadhussain09@hotmail.com‬‬

‫توظيف الوسائط المتعددة في البرامج التعليمية‬ ‫ذلك يحدث من خالل واجهة مخ�ص�صة تلعب دور الو�سيط بين‬ ‫المتعلم والبرنامج التعليمي‪ ،‬ويجب عند ت�صميم الواجهه مراعاة �أن‬ ‫تكون خالية من التعقيدات و�أن ت�ضمن و�صول المتعلم �إلى المعلومة‬ ‫ب�سهولة وي�سر‪.‬‬

‫ي�ساهم تنوع الطرق والو�سائل الم�ستخدمة في �إي�صال المعلومة‬ ‫في رفع م�ستوى الفهم والتح�صيل لدى المتعلم‪ ،‬ولذلك ف�إن المعلم‬ ‫الناجح يلج�أ با�ستمرار �إلى تنويع الطرق والأدوات التي ي�ستخدمها‬ ‫في �إي�صال المادة العلمية للمتعلم‪ ،‬ومن المفيد توظيف الو�سائط‬ ‫المتعددة لهذا الغر�ض لما تحويه من مزيج ي�شمل الن�صو�ص‬ ‫ومن المالحظ توظيف برامج الت�صميم للن�ص ب�شكل كبير فعلى‬ ‫المكتوبة والر�سومات والأ�صوات وال�صور الثابتة والمتحركة والألوان‬ ‫�سبيل المثال تعر�ض على الم�ستخدم بيانات مكتوبة �أثناء تفاعله‬ ‫ومقاطع الفيديو النتاج برامج تعليمية وتدريبية فعالة تقدم عن‬ ‫مع البرنامج لتعريفه بالأهداف وتقديم ال�شرح واالر�شاد والتوجيه‬ ‫طريق �أجهزة الحا�سوب ب�أنوعها المختلفة‪.‬‬ ‫وطرح الأ�سئلة عليه‪ ،‬وت�سمح برامج الت�صميم بادخال الر�سومات‬ ‫وقد �ساهم ظهور بع�ض برامج الحا�سوب ال�سهلة اال�ستخدام ن�سبيا البيانية والخرائط وال�صور الثابتة مبا�شرتا من الكاميرا الرقمية‬ ‫في تمكين المعلم من �إعداد برامج تعليمية توظف الو�سائط �أو جهاز الما�سحة ال�ضوئية �أو و�سائط التخزين المختلفة �أو �شبكة‬ ‫المتعددة (‪ ،)Multimedia‬نذكر منها على �سبيل المثال ولي�س المعلومات الدولية مع امكانية معالجتها‪ ،‬وجدير بالذكر ب�أن برنامج‬ ‫الح�صر برنامج مايكرو�سوفت بوربوينت وهو �أحد برامج حزمة الفوتو�شوب من �أدوبي (‪)Adobe Photoshop‬هو �أحد البرامج‬ ‫مايكرو�سوفت �أوف�س‪ ،‬حيث ي�ستطيع المعلم من خالله ت�صميم الم�شهورة بقدرتها على معالجة وانتاج ال�صور الثابتة والمتحركة‪.‬‬ ‫عرو�ض تقديمية تحتوي على �شرائح تحتوي على ن�صو�ص معززة‬ ‫وت�ستطيع برامج الت�صميم �أن تحول الموجات ال�صوتية التي يلتقطها‬ ‫بمقاطع لل�صوت والفيديو والر�سومات وال�صور وروابط ت�شعبية‬ ‫المكرفون �إلى رقمية ومن ثم تخزينها بجهاز الحا�سب‪ ،‬كما باالمكان‬ ‫(‪ )hyperlinks‬مربوطة ب�شبكة المعلومات الدولية (االنترنت)‪،‬‬ ‫ن�سخ اال�صوات من وحدات التخزين المختلفة �أو تنزيلها من مواقع‬ ‫وللتدرب على برنامج مايكرو�سوفت بوربوينت بالإمكان زيارة الموقع‬ ‫االنترنت وتخزينها بجهاز الحا�سوب‪ ،‬ومن ثم ا�ستخدام هذه اال�صوات‬ ‫الر�سمي لمايكرو�سوفت �أوفي�س (‪)support.office.com‬‬ ‫في البرامج التعليمية كما هي �أو معالجتها وا�ستخدامها كم�ؤثرات‬ ‫للو�صول �إلى مواد تدريبية خا�صة بهذا البرنامج‪ ،‬ولت�صميم الفيديو‬ ‫�صوتية‪ .‬وقد �ساهم ظهور برامج ت�صميم مثل برامج �أدوب بريمير‬ ‫ي�ستطيع المعلم ا�ستخدام عدة برامج منها البرنامج المجاني ويندوز‬ ‫وثري دي ماك�س في ت�سهيل وتطور عملية معالجة الفيديو با�ستخدام‬ ‫موفي مايكر حيث باالمكان تحميل هذا البرنامج من الموقع‬ ‫جهاز الحا�سوب وكذلك عمليات الت�صميم ثالثي االبعاد‪.‬‬ ‫(‪ )windows-movie-maker.org‬الذي يحتوي على درو�س‬ ‫ال�ستخدام البرنامج‪ ،‬كما ي�ستطيع المعلم اال�ستفادة من الخدمات وتعتبر تكنولوجيا الواقع االفترا�ضي (‪Virtual Reality‬‬ ‫المجانية التي يقدمها موقع يوتيوب وتحميل مقاطع الفيديو التي ‪ )Technology‬من �أهم ثمار التقدم التكنولوجي في ع�صرنا‬ ‫�صممها بالمجان‪ ،‬كما يوجد بموقع يوتيوب برنامج مجاني لمعالجة الحا�ضر ‪ ،‬حيث يخو�ض المتعلم من خاللها تجارب قريبة من الواقع‬ ‫ت�سمح له الإح�سا�س بالأ�شياء الثابتة والمتحركة وك�أنها في عالمها‬ ‫الفيديو‪.‬‬ ‫الحقيقي ‪ ،‬فعل �سيبل المثال في المجال التعليمي باالمكان القيام‬ ‫�أما برنامج الفال�ش من �أدوبي فله �إمكانيات �أكبر من برنامج موفي‬ ‫بزيارة افترا�ضية �إلى داخل ج�سم االن�سان للتعرف على طريقة عمل‬ ‫مايكر ومعالج الفيديو من يوتيوب‪ ،‬فباالمكان ا�ستخدام برنامج‬ ‫الجهاز اله�ضمي لالن�سان‪� ،‬أو القيام بزيارة افترا�ضية لكوكب الزهرة‬ ‫الفال�ش في ت�صميم العاب الفيديو وبرامج ومقاطع فيديو تفاعلية‬ ‫�أو داخل خلية للنحل‪ ،‬كما ي�ستطيع المتعلم �أن ينتقل �إلى الم�ستقبل‬ ‫وهذا البرنامج غير مجاني �إال �أنه باالمكان تحميل البرنامج‬ ‫ليطلع على معي�شة النا�س المتوقعة بعد مئة عام مثال‪� ،‬أو �أن ينتقل‬ ‫(ِ‪ )Adobe Flash Professional CC‬مجانا لمدة ‪ 30‬يوما‬ ‫�إلى الما�ضي ليعي�ش حياة النا�س في فترة زمنية قديمة ويتوا�صل‬ ‫من الموقع االلكتروني الر�سمي لأدوبي وتحديدا من الرابط‬ ‫مع �شخ�صيات تاريخية لعبت دورا م�ؤثرا �أو �أن يتعرف على حياة‬ ‫(‪creative.adobe.com/products/download/‬‬ ‫الدينا�صورات ويعي�ش معها وي�شاهد دورة حياتها ‪ ،‬ولتفادي خطورة‬ ‫‪ .)flash‬ومن �أهم قدرات برامح الو�سائط المتعددة هي الدمج‬ ‫حوادث الطيران باالمكان تدريب الطيارين عبر هذه التكنولوجيا‪.‬‬ ‫والمكاملة بين �أكثر من م�صدر �أو و�سيط للتعلم وتحقيق التفاعل‬ ‫بين المتعلم والبرنامج التعليمي ومخاطبة الحوا�س المختلفة وختاما ف�إن ا�ستخدام التقنيات في مجال التعليم يجب �أن يقدم قيمة‬ ‫للمتعلم مما يترتب عليه جعل العملية التعليمية �أكثر متعة و�إثارة‪ ،‬م�ضافة ولي�س من �أجل التباهي وا�ستنزاف الموارد المالية‪ ،‬ولت�صميم‬ ‫فالمتعلم هنا يبحر في المحتوى ويح�صل على الفر�صة ليعمل وفقا برامج تعليمية ناجحة ت�ستخدم التقنية من ال�ضروري اال�ستعانة‬ ‫ل�سرعته وامكانياته‪ ،‬ويتم تزويد المتعلم بالتغذية الراجعة ب�شكل بفرق تجمع بين الخبرات التربوية والتقنية‪.‬‬ ‫مبا�شر مع امكانية التقويم الذاتي عبر االختبارات االلكترونية وكل‬

‫‪9‬‬


‫تاريخ معاصر‬

‫دراسة تاريخية‬

‫السالم رؤية إستراتيجية في فكر السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي‬

‫إعداد ‪ :‬فاطمة البلوشية‬

‫يعد السالم ركيزة أساسية من ركائز التعايش التي يتمسك بها المجتمع العماني‪،‬‬

‫‪10‬‬

‫فهو دليل األمن واالستقرار والثبات‪ ،‬ونقيض النزاعات والحروب‪ ،‬ويرتبط مفهومه باألمن‬

‫واالستقرار واالزدهار‪ ،‬وكل ما يوجب الحياة وتطورها في مختلف الجوانب السياسية‬ ‫والثقافية واالجتماعية واالقتصادية والعسكرية واإلعالمية‪ ،‬ونظراً ألن وجود السالم‬

‫واالستقرار يتيح المجال لالزدهار االقتصادي‪ ،‬ولإلبداع الثقافي والفكري‪ ،‬ونبذ الخالفات‬ ‫العصبية والمذهبية؛ فقد سعت السلطنة حكومة وشعباً إلى نشر السالم خارج ربوع‬ ‫عمان بعد ترسيخه في ربوعها‪ ،‬وتدلنا على ذلك العديد من الفعاليات واألنشطة الثقافية‬

‫التي تقيمها السلطنة‪ ،‬من ذلك معرض "عمان رسالة سالم ورخاء" الذي أقيم في دولة‬ ‫البرازيل في شهر نوفمبر ‪2014‬م‪ ،‬وفريق "الخطة الوطنية لتحالف الحضارات (‪2015-‬‬ ‫‪2018‬م)" الذي يهدف إلى نشر المواءمة والتسامح والسالم دولياً ‪.‬‬

‫وجدير بالذكر �أن الحر�ص العماني على تر�سيخ مبد�أ‬ ‫ال�سالم ون�شر ر�سالته لم يكن وليد اليوم‪ ،‬بل ي�شهد‬ ‫التاريخ العماني بالعديد من الأحداث التاريخية‬ ‫التي ت�ؤكدها‪ ،‬ف�إ�سالم �أهل عمان كان برهاناً لل�سالم‪،‬‬ ‫والغزو البرتغالي رغم �ضراوته كان دلي ًال �آخر‬ ‫على �أن الحروب والنزاعات لم ت�صمد �أمام الوحدة‬ ‫العمانية التي تريد التعاي�ش واال�ستقرار‪ ،‬وقد �أثبت‬ ‫التاريخ العماني �أن اال�ستقرار لبنة �أ�سا�سية من‬ ‫لبنات ال�سالم ت�ؤدي �إلى االزدهار‪ ،‬وفي هذا ال�سياق‬ ‫نورد قراءة تاريخية في مرحلة هامة من مراحل‬ ‫التاريخ العماني‪ ،‬وهي مرحلة حكم ال�سيد �سعيد بن‬ ‫�سلطان وكيفية ن�شره ال�سالم داخل عمان وخارجها‪،‬‬ ‫وعنا�صر ال�سالم التي تحلى بها‪.‬‬ ‫يُعد ال�سيد �سعيد بن �سلطان البو�سعيدي الذي‬ ‫حكم عمان في الفترة (‪1219‬هـ‪1804-‬م‪1273/‬هـ‪-‬‬ ‫‪1856‬م ) �شخ�صية هامة وبارزة في التاريخ العماني‬ ‫الحديث‪ ،‬حيث بلغت عمان في عهده �أوج ازدهارها‬ ‫ح�ضارياً ‪ ،‬وامتدت جغرافياً لت�شمل عدة مناطق في‬ ‫عمان‪ ،‬كما بلغت �أق�صى ات�ساع لها في غرب المحيط‬ ‫الهندي‪ ،‬وعلى ال�ساحل البلو�ش�ستاني‪ ،‬وال�ساحل‬ ‫الفار�سي‪ ،‬و�ساحل �شرق �إفريقيا حتى البحيرات‬ ‫في و�سط القارة الإفريقية‪ ،‬و�شكلت عمان في‬ ‫عهده مركزاً ال�ستقطاب التجارة العالمية‪ ،‬ولعبت‬ ‫موانئها المهمة دور الو�سيط التجاري بين ال�شرق‬ ‫والغرب‪ .‬و ُتعد ر�سالة ال�سالم من �أهم عوامل‬ ‫االزدهار الح�ضاري التي �سعى ال�سيد �سعيد بن‬ ‫�سلطان حاكم الإمبراطورية العمانية �إلى تحقيقها‪،‬‬ ‫كما كان الأ�سطول العماني من �أهم المرتكزات‬ ‫التي �ساعدت على ن�شر الأمن وال�سالم في منطقة‬ ‫المحيط الهندي‪� ،‬إذ �ساهم الأ�سطول العماني في‬ ‫التقدم واالزدهار االقت�صادي الذي �شهدته عمان‬ ‫في الن�صف الأول من القرن التا�سع ع�شر الميالدي‪،‬‬ ‫حتى �صار �أقوى �أ�سطول محلي في منطقة المحيط‬ ‫الهندي قوة وعدداً‪.‬‬ ‫فقد �سعى ال�سيد �سعيد بن �سلطان منذ بدايات‬ ‫حكمه عام ‪1219‬هـ‪1804/‬م �إلى ن�شر ال�سالم في‬ ‫منطقة المحيط الهندي‪ ،‬ولم يكن ذلك ليت�سنى له‬

‫لوال قيامه بتوطيد الأمن في عمان‪ ،‬ومحاولة ن�شر ا�ستراتيجية منه في المرحلة الجديدة لتنفيذ‬ ‫ال�سالم الداخلي في ربوعها‪ ،‬بالرغم من حدوث الطموح العماني في �إن�شاء �إمبراطورية ممتدة‪،‬‬ ‫العديد من الفتن واال�ضطرابات خالل فترة حكمه‪ .‬وذات �سمعة اقت�صادية �إقليمية وعالمية‪.‬‬ ‫وتميز ال�سيد �سعيد بن �سلطان ب�صفات الحكمة‪،‬‬ ‫والحنكة ال�سيا�سية‪ ،‬التي جعلته يواجه �صعوبات‬ ‫تحقيق الوحدة الداخلية تارة بالدبلوما�سية‪ ،‬وتارة‬ ‫تدعيم النفوذ‬ ‫�أخرى بالقوة الع�سكرية‪ ،‬ويمكننا ت�سمية ال�سيا�سة‬ ‫العماني في‬ ‫التي انتهجها ال�سيد �سعيد بن �سلطان في الفترة‬ ‫شرق إفريقيا‬ ‫بين ‪1829-1806‬م بمرحلة بناء النفوذ الآ�سيوي‪،‬‬ ‫ووحدة العمل ال�سيا�سي‪ .‬وات�سمت هذه الفترة‬ ‫‪1856-1829‬‬ ‫بوجود مناف�سة قوية لال�ستقالل بالحكم بعد‬ ‫انتهاء حكم ال�سيد �سلطان بن �أحمد البو�سعيدي عام‬ ‫‪1804‬م‪ ،‬وتمثلت هذه المناف�سة في عدة �شخ�صيات‬ ‫عمانية ا�ستعان بع�ضها بقوى �إقليمية خارجية‪،‬‬ ‫الذين ا�ستغلوا �أو�ضاع عمان الداخلية‪ ،‬و�صغر �سن وعلى الرغم من ا�ستقرار ال�سيد �سعيد بن �سلطان‬ ‫ال�سيد �سعيد بن �سلطان‪ .‬وباكت�ساب ال�سيد �سعيد في عا�صمته زنجبار‪ ،‬ف�إنه كان على اطالع بمجريات‬ ‫بن �سلطان ت�أييد العديد من ال�شيوخ والقبائل الأحداث في ربوع ال�سلطنة العمانية؛ ولذلك �سعى‬ ‫العمانية الذين �شاركوا معه في هذه المواجهات‪ ،‬لتدعيم النفوذ العماني‪ ،‬و�إيجاد جو �آمن �سلمي‪ ،‬حيث‬ ‫�إلى جانب قواته الع�سكرية النظامية‪ ،‬وم�ساعدة �أ�صبح ي�سير الأمور الخا�صة بعمان من هناك‪ ،‬وكان‬ ‫الحلفاء البريطانيين تمكن من تحقيق الوحدة ال يتردد من مغادرة زنجبار �إلى م�سقط �إذا ظهرت‬ ‫العمانية الداخلية‪ ،‬وب�سط النفوذ على كافة الأرا�ضي م�شكالت ت�ستوجب منه الح�ضور �إلى م�سقط؛‬ ‫العمانية‪ ،‬كما ا�ستخدم القوة الحربية في كثير من لمواجهتها وحلها‪ ،‬وظلت زنجبار طيلة حكم ال�سيد‬ ‫الأحيان �ضد محاوالت القوى الإقليمية التدخل �سعيد بن �سلطان تابعة لم�سقط ر�سمياً‪ ،‬وقد �أكد‬ ‫في ال�ش�ؤون العمانية‪ ،‬وا�ستعان بحلفائه من الفر�س ال�سيد �سعيد بن �سلطان منذ البداية �أن التنمية‬ ‫ل�صد هذه التدخالت في عمان‪ ،‬و�أ�صبح ال�سيد �سعيد االقت�صادية تعنيه كثيراً‪ ،‬كما يعنيه ا�ستتباب الأمن‬ ‫بن �سلطان بعد انتهائه من �إخماد القالقل الداخلية‪ ،‬وال�سالم الداخلي واال�ستقرار؛ ولذلك كان �سريع‬ ‫ودخول منطقة ظفار في جنوب عمان تحت �سلطته التفاعل والتجاوب مع الأحداث المهمة في عمان‪،‬‬ ‫ويمثل ذلك حر�ص ال�سيد �سعيد بن �سلطان على‬ ‫عام ‪1829‬م الحاكم المطلق في عمان‪.‬‬ ‫ن�شر ال�سالم في �أنحاء دولته‪ .‬ومحاولة دبلوما�سية‬ ‫�إن المرحلة التالية المتمثلة في تطوير العالقات‬ ‫من ال�سيد �سعيد بن �سلطان لدرء �أي محاولة تدخل‬ ‫العمانية الخارجية بمنطقة المحيط الهندي ت�أتي‬ ‫خارجية في ال�ش�ؤون العمانية الداخلية‪� ،‬سعى لعقد‬ ‫في الفترة التاريخية ‪1856-1829‬م‪ ،‬تت�سم بتدعيم‬ ‫االتفاقيات الودية وال�سلمية العديدة التي عقدها‬ ‫النفوذ العماني في �شرق �إفريقيا‪ ،‬فبعد �أن تح�سنت‬ ‫بهدف �إيجاد جو �سلمي في منطقة غرب المحيط‬ ‫الأو�ضاع في عمان‪ ،‬ك ّثف ال�سيد �سعيد بن �سلطان‬ ‫الهندي‪ ،‬فعقد ال�سيد �سعيد بن �سلطان مجموعة‬ ‫حمالته على �شرق �إفريقيا‪ ،‬وتمكن من اال�ستيالء‬ ‫معاهدات مع الدول الأوروبية‪ ،‬ومنها معاهدة‬ ‫على المو‪ ،‬وبمبا‪ ،‬وممبا�سا‪ ،‬وقد رافق ذلك اتخاذ‬ ‫ال�صداقة والتجارة التي وقعت بين عمان والواليات‬ ‫ال�سيد �سعيد بن �سلطان زنجبار عا�صمة ثانية‬ ‫المتحدة عام ‪1833‬م‪ ،‬التي تق�ضي بحرية المالحة‬ ‫لممتلكاته الإفريقية عام ‪1832‬م‪ ،‬وتعد هذه خطوة‬ ‫والتجارة‪ ،‬كما كثرت التحالفات واالتفاقيات بين‬


‫تاريخ معاصر‬

‫عمان وبريطانيا‪ ،‬حيث مثلت بريطانيا الحليف‬ ‫الأول لعمان التي ر�أت في الوجود البريطاني في‬ ‫الهند الو�سيلة الأولى ل�ضمان ن�شر ال�سلم في‬ ‫منطقة المحيط الهندي‪ ،‬كما يمكن دعم ال�سالم‬ ‫وتوفير الأمن للأن�شطة المالحية واالقت�صادية‬ ‫المرتبطة بالطرفين‪ .‬ومن هذه االتفاقيات‪ ،‬اتفاقية‬ ‫التجارة والمالحة لعام ‪1839‬م‪ ،‬التي تعلقت معظم‬ ‫ن�صو�صها بتنظيم المالحة والتجارة بين البلدين‪.‬‬ ‫و�إلى جانب تحقيق الوحدة العمانية وتطوير‬ ‫العالقات الودية الخارجية‪ ،‬كان ال�سيد �سعيد بن‬ ‫�سلطان متحلياً بعنا�صر ال�سالم‪ :‬القوة‪ ،‬والم�س�ؤولية‪،‬‬ ‫والوحدة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والت�سامح‪ ،‬والحرية‪ ،‬والعدالة‪،‬‬ ‫وتبرز جلية من خالل تتبع الأحداث التاريخية �إبان‬ ‫حكم ال�سيد �سعيد بن �سلطان‪ ،‬وتحليل الدبلوما�سية‬ ‫التي انتهجها في التعامل مع الأحداث‪ .‬فالقوة‬ ‫تمثلت في الأ�سطول الحربي العماني القوي‪،‬‬ ‫والم�س�ؤولية تجلت في حر�ص ال�سيد �سعيد بن‬

‫مؤشر‬

‫�سلطان على وحدة �أطراف الإمبراطورية العمانية‪ ،‬لتقوية العالقات والمتاجرة وجلب الأ�سلحة‪.‬‬ ‫وبالرغم من كثرة الحروب والفتن التي ا�شتعلت‬ ‫وقد نتج عن ر�سالة ال�سالم التي نادى بها ال�سيد‬ ‫�ضده‪� ،‬أبعد كل المحاوالت التي حاولت �إعاقة‬ ‫�سعيد بن �سلطان تحقيق اال�ستقرار ال�سيا�سي‬ ‫ن�شر الر�سالة ال�سلمية في المنطقة‪ ،‬و�أك�سب‬ ‫في الإمبراطورية العمانية‪ ،‬وانت�شار الأمن في‬ ‫الإمبراطورية العمانية فر�ض احترام ال�شعوب‬ ‫منطقة غرب المحيط الهندي‪ ،‬وتطور العالقات‬ ‫لمنطقة النفوذ العماني‪ .‬ويعد الت�سامح المذهبي‬ ‫الودية العمانية الدولية‪ ،‬وانت�شار الثقافة العربية‬ ‫من �أهم ال�سمات المميزة ل�سيا�سة ال�سيد �سعيد بن‬ ‫والإ�سالم‪ ،‬و�أخيراً‪ ،‬يمكن القول �أن فل�سفة ال�سالم‬ ‫�سلطان‪ ،‬حيث يذكر المغيري �صاحب كتاب "جهينة التي تحققت في الحا�ضر العماني‪ُ ،‬تعد تطوراً‬ ‫الأخبار في تاريخ زنجبار" �أن ال�سيد �سعيد �أ�صدر‬ ‫لر�سالة ال�سالم التاريخية العمانية‪.‬‬ ‫�أوامره بعدم التعر�ض للمذاهب الدينية‪ ،‬وانعك�س‬ ‫المراجع‪:‬‬ ‫ذلك ب�صورة �إيجابية في ال�صالت الطيبة بين‬ ‫‪1.1‬ابن رزيق‪ ،‬حميد بن محمد ‪ .‬الفتح المبين في �سيرة‬ ‫�أتباع المذهب الإبا�ضي الر�سمي للدولة والمذاهب‬ ‫ال�سادة البو�سعيديين ‪ .‬ط‪ ،5‬وزارة التراث القومي‬ ‫الأخرى‪ ،‬وبرزت هذه الروح في �أوا�سط العلماء‬ ‫والثقافة‪ ،‬م�سقط‪2001 :‬م‪.‬‬ ‫والفقهاء والق�ضاة من الجانبين في ظهورهم على‬ ‫‪2.2‬المغيري‪ ،‬جمعة بن علي ‪ .‬جهينة الأخبار في تاريخ‬ ‫قدم الم�ساواة في مجال�س ال�سالطين‪ ،‬وفي تعيينهم‬ ‫زنجبار ‪ .‬ط‪ ،4‬وزارة التراث والثقافة‪ ،‬م�سقط‪:‬‬ ‫لمنا�صب الدولة‪ ،‬واتخاذهم م�ست�شارين لل�سيد‬ ‫‪2001‬م‪.‬‬ ‫�سعيد بن �سلطان‪ ،‬و�أبنائه من بعده‪.‬‬ ‫ولي�س غريب ذلك االحترام والإعجاب الذي �أبداه‬ ‫الأوروبيون الذين يتعاملون معه‪ ،‬فعلى الرغم من‬ ‫�أن ال�سيد �سعيد بن �سلطان كان م�سلماً محافظاً‪،‬‬ ‫ف�إنه مع ذلك لم يترك لوجهات نظره الدينية �أن‬ ‫تمنع ر�ؤية �صفات الآخرين الذين يعتنقون ديانات‬ ‫�أخرى‪ ،‬فكان تاجراً‪ ،‬ولكنه لم يكن �ضيق الأفق‪،‬‬ ‫بحيث كان يعلم �أن الحرية الدينية متالزمة مع‬ ‫ر�سالة ال�سالم التي كان ي�سعى لن�شرها وتحقيقها‬ ‫في ربوع الإمبراطورية العمانية‪ ،‬كما جعل الم�ساواة‬ ‫بين جميع النا�س بغ�ض النظر عن �أ�صولهم العرقية‬ ‫بمثابة مطلب �أ�سا�سي لر�سالة ال�سالم‪ .‬وقدّم‬ ‫الح�ضارة العمانية ال�سلمية في �سفن حربية �ضخمة‬ ‫تبرز الرقي والفخامة �آنذاك‪ ،‬فقام ب�إر�سال مبعوثين‬ ‫عدة للدول الأوروبية للتعريف بح�ضارة عمان‪،‬‬ ‫وقد �أر�سل عام ‪1840‬م ال�سفينة �سلطانة في رحلة‬ ‫�إلى ميناء نيويورك بالواليات المتحدة الأمريكية‬

‫‪3.3‬وزارة الإعالم ‪ .‬عمان في التاريخ ‪ .‬ط‪ ،3‬مطابع‬ ‫النه�ضة‪ .‬م�سقط‪2010 :‬م‪.‬‬ ‫‪4.4‬البلو�شي‪ ،‬فاطمة بنت �سالم ‪ .‬العالقات ال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية واالجتماعية بين عمان و�ساحل‬ ‫بلو�ش�ستان (‪1206‬هـ‪1792/‬م‪1332-‬هـ‪1913/‬م) ‪.‬‬ ‫ر�سالة ماج�ستير غير من�شورة‪ ،‬جامعة ال�سلطان‬ ‫قابو�س‪ ،‬م�سقط‪2012 :‬م‪.‬‬ ‫‪5.5‬الحجري‪ ،‬عامر بن محمد‪ .‬بدر التمام في �سيرة‬ ‫ال�سيد الهمام �سعيد بن �سلطان‪1856-1791 :‬م ‪.‬‬ ‫ر�سالة ماج�ستير غير من�شورة‪ ،‬جامعة ال�سلطان‬ ‫قابو�س‪ ،‬م�سقط‪2006 :‬م‪.‬‬ ‫‪6.6‬الغيالني‪ ،‬يو�سف ‪ .‬التاريخ ال�سيا�سي العام لفترة‬ ‫حكم ال�سيد �سعيد بن �سلطان (‪1856-1806‬م) ‪.‬‬ ‫مداوالت اللقاء العلمي ال�سنوي الثالث لجمعية‬ ‫التاريخ والآثار بدول مجل�س التعاون لدول الخليج‬ ‫العربية‪ ،‬جامعة ال�سلطان قابو�س‪ ،‬م�سقط‪2001 :‬م‪.‬‬

‫المصدر‬ ‫المركز الوطني‬ ‫لإلحصاء‬ ‫والمعلومات‬

‫‪11‬‬


‫تقارير‬

‫تحقيق مصور‬

‫مهرجان حصاد اللبان‬

‫إعداد ‪ :‬زبيدة البلوشية‬

‫‪12‬‬

‫انطلقت فعاليات اليوم المفتوح لمهرجان حصاد اللبان‬

‫حظيت شجرة اللبان‪ ،‬عبر مسيرتها‪ ،‬بحضور تاريخي هائل‬

‫أشجار اللبان بوادي دوكة‪ -‬وهي احد مواقع أرض اللبان‬

‫أكثر من ‪ 7‬آالف سنة‪ .‬وألجلها تحركت القوافل التجارية‪،‬‬

‫بمحافظة ظفار في فبراير ‪2015‬م‪ ،‬والذي أقيمت بمحمية‬ ‫المدرج في قائمة التراث العالمي‪ .‬وتم تسليط الضوء‬

‫على شجرة اللبان‪ ،‬والتي تعد كنز طبيعي‪ ،‬انعم الله به‬

‫على محافظة ظفار ‪ ،‬حتى باتت تعرف بارض اللبان‪.‬‬

‫جعل منها جسر ًا للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل‬

‫في مسارات شاقة من ظفار بجنوب عمان‪ ،‬إلى شواطئ‬

‫جنوب العراق‪ ،‬والى الشام ومصر القديمة‪ ،‬وحتى المدن‬

‫الفلسطينية الساحلية‪ ،‬التي حملت منها السفن ثمار‬

‫تعبر عن التوجه في المحافظة على‬ ‫جاءت الفعاليات ِّ‬ ‫اإلرث التقليدي‪ ،‬واشتمل المهرجان على عدة فعاليات‪،‬‬

‫القديمة‪.‬‬

‫إلنتاج محصول اللبان ليتعرف الزائر بصورة مباشرة على‬

‫تستخدم بشكل كبير منذ القدم في انتاج محصول اللبان‪،‬‬

‫نشأت بين شجرة اللبان واالنسان العماني عالقة مميزة‪،‬‬

‫وتقسيمه حسب اللون‪ ،‬والتكوين‪ ،‬وكيفية تجهيزه للتصدير‬

‫حيث تم تجهيز ‪ 12‬خيمة تقليدية تجسد البيئة القديمة‬

‫الممارسة التقليدية لعملية الحصاد‪.‬‬

‫فهي ليست مجرد شجرة‪ ،‬بل هي الرمز للحضارة منذ القدم‪.‬‬

‫الشجرة الظفارية إلى البلدان األوروبية‪ ،‬وخاصة روما‬

‫كما تضمن المهرجان عرضا للمنتجات السعفية التي‬ ‫باإلضافة إلى مشاركة عدة أسر في عملية تنقية اللبان‪،‬‬

‫عبر القوافل التجارية القديمة ‪.‬‬

‫تصوير ‪ :‬حمد الرئيسي‬

‫أنواع اللبان‬ ‫توجد أربع أنواع من اللبان تختلف في‬

‫الجودة حيث تتأثر هذه األشجار بالمناخ‪،‬‬ ‫فكلما كانت األشجار قريبة من مناطق‬ ‫هطول األمطار الموسمية فإنها تقل‬ ‫جودتها والعكس صحيح ‪ ،‬و توزع أشجار‬

‫اللبان حيث الجودة واللون واإلنتاج إلى‬ ‫أربعة أقسام‪.‬‬

‫النجدي ‪ :‬تتوزع أشجاره من شمال جبل‬ ‫سمحان شرقا وحتى جنوب منطقة‬ ‫هيرويت غربا وتتوزع أشجاره شمال‬ ‫الجبل األوسط وجبال القمر على‬

‫الشعاب واألودية الجافة خلف ظل‬

‫المطر الموسمي( الخريف)ويأتي بعد‬

‫الحوجري في اإلنتاج والرائحة‪.‬‬

‫الحوجري ( حبجر ) ‪ :‬وهو أجود أنواع اللبان‬

‫وتتوزع أشجاره على جبل سمحان وحوله ينتشر‬

‫أنواع الحاسكي في أودية صمحال – ريكوت –‬ ‫حضبرم – دحنون – صيناف ‪ ،‬كذلك إلى شمال‬ ‫الحوجري يوجد أودية نظور – حنون شمال‬

‫مدينة جبل سدح يتوزع ( الرزمي ) وهو أقل‬

‫جودة ألنه تسقط عليه األمطار الموسمية‪.‬‬


‫تقارير‬ ‫الشزري ‪ :‬وهي تسمية‬ ‫محلية‬

‫للمنطقة‬

‫الواقعة‬

‫إلى الشمال من جبال ظفار‬ ‫الوسطى وجبال القمر عند‬

‫نهاية تأثير األمطار الموسمية‬ ‫(‬

‫شمال‬

‫والية‬

‫رخيوت)‬

‫وأوديتها تتوزع من الغرب‬ ‫إلى الشرق وأهم األودية‬ ‫عفول‬

‫وضلومت‬

‫ونخليت‬

‫وجزليت ومودام ومناطق‬

‫حجر والفزايح وتتأثر هذه‬

‫األودية باألمطار الموسمية‪.‬‬

‫الشعبي أو السهلي ‪ :‬وهي المنطقة‬ ‫السهلية المنحدرة باتجاه الجنوب في‬ ‫منطقتي ريسوت والمغسيل ‪ ،‬أي إلى‬ ‫الشمال الغرب من مدينة صاللة ‪ .‬وتنتج‬

‫أشجار اللبان في هذه المنطقة ما يعرف‬ ‫محليا باللبان الشعبي أو الشعبي أو‬

‫السهلي ‪ ،‬وهو من أقل أنواع اللبان‬

‫الظفاري قيمة وجودة لتأثره القوي‬

‫باألمطار الموسمية ‪ ،‬وتتوزع هذه األودية‬ ‫في مدينة سدح إلى الشرق من صاللة ‪.‬‬

‫وكذلك أودية غورب ‪ ،‬وعدونب وأرصوق‬

‫إلى الشمال الغربي من صاللة‪.‬‬

‫‪13‬‬


‫ملف العدد‬

‫‪14‬‬

‫تقارير دولية‬

‫يوم السعادة الدولي ‪ ..‬مؤشرات وغايات‬

‫إعداد ‪ :‬أحالم الشعيلية‬

‫هل أنت سعيد؟ سؤال عند طرحه‬ ‫يصمت العقل لوهلة! تتقافزُ الكثير‬ ‫من اإلجابات وتتضارب العديد من‬ ‫األفكار لتكون لها األسبقية واألولوية‬ ‫في اإلجابة على هذا السؤال‪ .‬فهل‬ ‫ً‬ ‫حقا؟ وكيف نقيس مدى‬ ‫نحن سعداء‬ ‫سعادتنا؟ وما هي متطلباتنا كأفراد‬ ‫وجماعات لتحقيق هدف السعادة‬ ‫المنشود؟ فالسعادة مثل ما وصفها‬ ‫بان كي مون_ األمين العام لألمم‬ ‫ً‬ ‫ضربا من ضروب‬ ‫المتحدة بأنها "ليست‬ ‫مطمح متجذر‬ ‫اللهو وال هي ترف‪ ،‬إنها‬ ‫ٌ‬ ‫في نفوس بني البشر‪ ،‬يتشاطره أفراد‬ ‫البشرية جمعاء"‪ً ،‬‬ ‫إذا فهي حق لكل فرد‬ ‫يعيش على هذه البسيطة وهي غاية‬ ‫يسعى لها كل إنسان‪.‬‬

‫مفهوم السعادة‬

‫ُ‬ ‫تتباين الآرا ِء وتتعد ُد المفاهيم حينما نتحدث عن‬ ‫معنى ال�سعادة‪ ،‬فهي �أمر ن�سبي يراها ك ٌل من منظوره‬ ‫ال�شخ�صي‪ ،‬لذا ف�إنه بات من ال�صعب تحديد ماهية‬ ‫معينة لل�سعادة‪� ،‬أو تحديد تعريف ثابت ومحدد يمكن‬ ‫تطبيقه في كل زمان ومكان‪ ،‬غير �أنه ووفقاً لت�صريح‬ ‫بان كي مون في ر�سالة �ألقاها في اجتماع الجمعية‬ ‫العامة للأمم المتحدة في دورتها ‪ 67‬ف�إنه "ولئن كان‬ ‫لل�سعادة دالالت مختلفة باختالف النا�س‪ ،‬ف�إننا نتفق‬ ‫جميعا على �أنها تعني العمل في �سبيل �إنهاء ال�صراع‬ ‫والفقر وغيرهما من الظروف المزرية التي تكابدها‬ ‫�أعداد هائلة من بني الب�شر"‬

‫�إلى الدمار‪ ،‬فها نحن نرى انت�شار الفقر والجوع‬ ‫والأمرا�ض وانعدام الأمن والأمان لذا ف�إنه حان الوقت‬ ‫لتحمل الم�س�ؤولية وتكري�س الجهود لن�شر ال�سعادة‬ ‫فال �شيء �أثمن من رفاهية الفرد و�سعادته "‪ .‬كما �أ�شار‬ ‫ب�أننا ال يمكن �أن نتظاهر بال�سعادة �أو �أن نتوقع �أن ي�سود‬ ‫ال�سالم والأمان في العالم في حين يعاني جزء منه من‬ ‫الت�شرد والفقر‪ ،‬فالعالم ب�أ�سره يمثل وحدة متكاملة ال‬ ‫والجدير بالذكر �أن مفهوم ال�سعادة يختلف باختالف‬ ‫يمكن تجزئتها‪.‬‬ ‫الثقافات فمث ًال ال�سعادة لدى ال�شعوب الغربية ُتقا�س‬ ‫بالمعيار المادي والرفاهية‪ ،‬في حين �أنها تعني لدى ومن جهة �أخرى ف�إن ال�سعادة تعني لدى البع�ض‬ ‫ال�شعوب ال�شرقية ال�شعور بالراحة النابعة من الإيمان تحقيق الأحالم والطموحات �إذ يقول جان الروثرا‬ ‫والر�ضا والقناعة بقدر اهلل‪ ،‬لذا نجد م�صطفى لطفي "�إن �أكبر م�شاعر ال�سعادة هو �أن يحدد المرء لنف�سه‬ ‫المنفلوطي يعرف ال�سعادة بقوله " ح�سبك من ال�سعادة هدفاً ثم ي�سعى لتحقيقه بجد واجتهاد ثم يحققه‬ ‫�ضمير نقي ونف�س هادئة وقلب �شريف"‪ ،‬وكما ذكر فع ًال" ن�ست�شف من خالل هذه التعريفات �أن مفهوم‬ ‫�سعادة ال�سيد حمد البياتي ‪ -‬الممثل الدائم للعراق ال�سعادة قد يكون "ذاتياً" وهو الإح�سا�س النف�سي للفرد‬ ‫لدى منظمة الأمم المتحدة‪� -‬أن ال�سعادة تنبع من بال�سعادة �أو الحزن وفقاً للظروف اليومية‪� ،‬أو قد يكون‬ ‫داخلنا نحن فالر�سل والأنبياء مث ًال واجهوا �أ�شد �أنواع "تقيميياً" وهو ما يرتبط ب�أبعاد الحياة التي ت�ؤدي في‬ ‫اال�ضطهاد �إال �أنهم كانوا ي�شعرون بال�سعادة بداخلهم نهاية المطاف �إلى الر�ضا �أو عدم الر�ضا مثل الوظيفة‬ ‫والدخل وال�صحة والتعليم والثقة وحرية التعبيرعن‬ ‫لأنهم وهبوا �أنف�سهم و�أرواحهم في �سبيل اهلل‪.‬‬ ‫الر�أي والعي�ش بمن�أى عن المخاوف‪.‬‬ ‫وفي ورقة �ألقاها �سعادة ال�سيد ‪Lhatu Wangchuk‬‬ ‫ممثل دولة بوتان لدى الأمم المتحدة في اجتماع‬ ‫أثر السعادة‬ ‫الجمعية العامة في دورتها ‪ ،67‬ذكر �أن الأمم المتحدة‬ ‫لم تكن لتركز �سابقاً على "ال�سعادة" وكيفية تطبيقها لو �أمعنا النظر في �أهمية تحقيق ال�سعادة نجد �أن لها‬ ‫وال�سعي من �أجل ن�شرها بين بني الب�شر‪ ،‬وقال " لقد �أثراً عميقاً على م�ستوى الفرد والأ�سرة والمجتمع‪،‬‬ ‫�أ�ضعنا الكثير من الوقت في ال�سابق ولم نعي �أهمية فكلما زادت �سعادة الفرد زادت �أو ًال قوة جهازه المناعي‬ ‫تحقيق ال�سعادة ب�أبعادها المختلفة وهذا ما قاد حياتنا وطال عمره وبالتالي تزيد مقدرته على االنتاج‬

‫والعطاء وبذل المزيد لخدمة نف�سه والمجتمع‪ ،‬ويمتد‬ ‫هذا الأثر ليطال المجتمع‪ ،‬فنجد ان فاعلية الفرد‬ ‫وعطاءه تقوي من �أوا�صر المحبة واالن�سجام والت�آلف‬ ‫بينه وبين �أبناء المجتمع‪ ،‬في�صبح المجتمع فتياً قوياً‬ ‫قادراً على البذل ومواجهة ال�صعوبات وهذا بدوره‬ ‫ي�ؤثر على الدولة ب�شتى �أبعادها االجتماعية وال�سيا�سية‬ ‫واالقت�صادية‪� ،‬إذ �أنه كلما كان الفرد �سعيداً زاد ر�ضاه‬ ‫وزادت انتاجيته على كافة الأ�صعدة وبالتالي يزيد‬ ‫م�ستوى الناتج المحلي االجمالي للدولة‪.‬‬ ‫يوم السعادة الدولي‬

‫نظراً للأثر الكبير الذي تخلقه ال�سعادة في حياة‬ ‫الأفراد والمجتمعات‪ ،‬وترجمة لم�ساعي الأمم المتحدة‬ ‫لتحقيق ال�سعادة‪ ،‬فقد تقرر على هام�ش فعاليات‬ ‫الدورة ‪ 66‬الجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة‬ ‫في ‪ 2012‬تحديد يوم ‪ 20‬مار�س من كل عام يوماً‬ ‫لل�سعادة الدولي‪ ،‬وتم اختيار هذا اليوم بالتحديد لأنه‬ ‫اليوم الذي يت�ساوى فيه الليل مع النهار الأمر الذي‬ ‫يعك�س فكرة توازن الطبيعة و�أن كل �شيء في هذا الكون‬ ‫يجب �أن ي�أخذ حقه ب�إن�صاف‪ ،‬كما �أن هذا اليوم يعلن‬ ‫بداية ف�صل الربيع الذي تورق فيه الأ�شجار وتزهر فيه‬ ‫الب�ساتين وتن�شرح فيه النف�س وتبتهج القلوب‪.‬‬ ‫مؤشرات السعادة‬

‫في عالمنا اليوم نجد �أن ال�سعادة �أ�صبحت ترتبط‬


‫ملف العدد‬

‫ارتباطاً وثيقاً بالدخل المادي والرفاهية‪ ،‬فكلما‬ ‫توفرت فر�ص التعليم للفرد زادت فر�صته للح�صول‬ ‫على وظيفة ومن ثم ارتفاع م�ستوى المعي�شة‪ ،‬غير �أن‬ ‫هذا ال يعني بال�ضرورة �أن ال�سعادة تقت�صر فقط على‬ ‫من يملكون مالييناً من المال‪ ،‬فكما قال �سقراط " �سر‬ ‫ال�سعادة كما ترى ال يتم في ال�سعي �إلى المزيد ولكن‬ ‫بتنمية القدرة على التمتع بالقليل"‪.‬‬

‫تحليل ‪ Win Gallup‬ال�سنوي ف�إن ‪ %6‬فقط منهم‬ ‫ممن و�صفوا �أنف�سهم ب�أنهم ال ي�شعرون بال�سعادة‪ .‬ومن‬ ‫منظور عالمي ف�إن نتائج التحليل تو�ضح �أن ‪ %53‬من‬ ‫الأ�شخا�ص الذين جرت عليهم الدرا�سة توقعوا ب�أن عام‬ ‫‪� 2015‬سيكون �أف�ضل من العام ال�سابق بمعدل ‪ ،%5‬في‬ ‫حين انخف�ض عدد الأ�شخا�ص الذين توقعوا �أن عام‬ ‫‪� 2015‬سيكون �أ�سو�أ �إلى ‪.%15‬‬

‫�إذ �أن تحقيق االحتياجات الأ�سا�سية للفرد مثل‬ ‫الخدمات التعليمية وال�صحية هي من المتطلبات‬ ‫الرئي�سة والهامة ل�ضمان رفاهية الفرد و�سعادته‪.‬‬ ‫ويمكن تحقيق �سعادة المجتمع عن طريق مكافحة‬ ‫الفقر والجوع والعنف والحروب والف�ساد‪ ،‬ون�شر الأمن‬ ‫والأمان‪ ،‬وتوفير الوظائف بما يكفل تحقيق م�ستوى‬ ‫جيد من المعي�شة و�إعطاء الفرد حرية التعبير و�إبداء‬ ‫الر�أي والم�شاركة في اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫وعلى الم�ستوى العالمي فقد احتلت �سلطنة عمان‬ ‫المركز ‪ 23‬في م�ستوى ال�سعادة والم�ستوى الثاني‬ ‫عربياً‪ ،‬وال ريب في ذلك �إذ نجد �أن ال�سلطنة �شهدت‬ ‫تطوراً ملحوظاً على كافة الأ�صعدة ال�صحية‬ ‫واالجتماعية والبيئية واالقت�صادية‪ ،‬وطبقاً لتقرير‬ ‫النظرة الم�ستقبلية للنظام ال�صحي (ال�صحة ‪)2050‬‬ ‫ال�صادر عن وكالة التخطيط بوزارة ال�صحة في مايو‬ ‫‪ 2014‬ف�إنه ي�شير �إلى �أن مجمل الأفراد في ال�سلطنة‬ ‫را�ضون عن جودة الحياة و�أنهم ي�شعرون بال�سعادة‬ ‫والأمان و�أنهم في م�أمن من الجرائم والعنف‪،‬‬ ‫ويتمتعون بالحرية‪ .‬ومن �ضمن م�ؤ�شرات تطور‬ ‫ال�سلطنة في المجال ال�صحي هو ح�صولها على المركز‬ ‫الأول على م�ستوى العالم العربي في مجال الحفاظ‬ ‫على حياة الأطفال‪ ،‬وح�سبما �أ�شار معالي الدكتور‬ ‫�أحمد بن محمد بن عبيد ال�سعيدي وزير ال�صحة ف�إن‬ ‫الحكومة تتحمل ما يقارب من ‪ %81.1‬من مجموع‬ ‫النفقات ال�صحية لل�سكان‪ .‬كما �أنه ووفقاً لتقرير‬ ‫التناف�سية العالمية ال�صادر عن منظمة "منتدى‬ ‫االقت�صاد العالمي" فقد نالت ال�سلطنة على المرتبة‬ ‫الأولى في �أقل دول العالم ت�ضخماً‪ ،‬كما ح�صلت‬ ‫على المركز ال�سابع على م�ستوى العالم في "الأمن"‬ ‫والمركز الثالث في خلو ال�سلطنة من "الجريمة‬ ‫المنظمة"‪ ،‬واحتلت المركز ‪ 25‬في "جودة البنية‬ ‫التحتية ب�شكل عام"‪� .‬أما من ناحية الدخل المادي‬ ‫للفرد فقد ذكر تقرير النظرة الم�ستقبلية للنظام‬ ‫ال�صحي �أن ال�سلطنة �شهدت معدالت عالية ن�سبياً من‬ ‫النمو االقت�صادي خالل العقدين الما�ضيين‪ ،‬فقد‬ ‫�أظهرت النتائج �أن ح�صة الفرد من الناتج المحلي‬ ‫االجمالي ت�شهد زيادة �سنوية بمتو�سط ‪.%8.3‬‬

‫وقد حددت منظمة الأمم المتحدة عدة معايير‬ ‫وم�ؤ�شرات ت�ساعد على قيا�س م�ستوى �سعادة الفرد‬ ‫وال�شعوب‪ ،‬وي�ؤكد بان كي‪ -‬مون ب�أنه "قد �آن الأوان‬ ‫لترجمة الوعد �إلى عمل ملمو�س على ال�صعيدين‬ ‫الدولي والوطني بغية ا�ستئ�صال �ش�أفة الفقر‪ ،‬وت�شجيع‬ ‫الإدماج االجتماعي واالن�سجام بين الثقافات‪ ،‬وكفالة‬ ‫�أ�سباب العي�ش الكريم‪ ،‬وحماية البيئة‪ ،‬وبناء الم�ؤ�س�سات‬ ‫التي ترفد الحكم الر�شيد"‪ .‬وهناك �أربعة ركائز رئي�سة‬ ‫لتقييم ال�سعادة وفقاً لم�ؤ�شرات الأمم المتحدة وهي‪:‬‬ ‫ ‪Ó‬الحكم الر�شيد ‪Good governance‬‬

‫ ‪Ó‬التنمية االقت�صادية واالجتماعية الم�ستدامة‬ ‫‪Sustainable socioeconomic‬‬ ‫‪development‬‬

‫ ‪Ó‬الحفاظ على التراث الثقافي ‪Cultural‬‬ ‫‪preservation‬‬

‫ ‪Ó‬الحفاظ على البيئة وحمايتها‬

‫‪Environmental conservation‬‬

‫احتلت الم�ستوى التا�سع عالمياً فيما يتعلق بم�ؤ�شر‬ ‫جودة التعليم الأ�سا�سي‪ ،‬وهذا �أمر جيد فاالهتمام‬ ‫بجودة التعليم الأ�سا�سي يعني تن�شئة الطالب على‬ ‫قاعدة �صلبة متينة ت�ؤهلهم لمواجهة التحديات‬ ‫الم�ستقبلية‪ .‬وبالنظر �إلى جميع هذه الم�ؤ�شرات ف�إننا‬ ‫نجد �أن ال�سلطنة تكر�س �أق�صى جهدها لن�شر �أ�سباب‬ ‫ال�سعادة بين �أبناءها وتوفير �سبل العي�ش الكريم التي‬ ‫ت�ضمن �سعادة الفرد ورفاهيته و�أمنه وا�ستقالله‪ ،‬فلي�س‬ ‫هناك �أثمن من �سعادة النف�س الب�شرية‪.‬‬ ‫استطالعات حول مفهوم السعادة‬

‫وحول مفهوم ال�سعادة لدى الأ�شخا�ص‪ ،‬فمنا ب�إجراء‬ ‫ا�ستطالع لعدد من الأفراد لمعرفة �أراءهم حول معنى‬ ‫ال�سعادة وت�أثيرها في حياة الفرد والمجتمع‪ .‬فمن‬ ‫منظورعلم االجتماع ت�شير فاطمة بنت يو�سف البلو�شية‬ ‫ �أخ�صائية معلومات وحلول بجامعة ال�سلطان قابو�س‬‫ �إلى �أن ال�سعادة هي "اح�سا�س عاطفي ينتاب الوجدان‪،‬‬‫ن�سعى للو�صول �إليها بكافة الطرق‪ ،‬وعلى الرغم من‬ ‫�أنها تكمن داخل كل �إن�سان �إال �أننا ال ن�شعر بها �إال في‬ ‫حالة ال�ضمير اليقظ في معاملتنا اليومية والر�ضا‬ ‫عن النف�س وهذا ما �أكده علماء االجتماع‪ ،‬كما �أن هناك‬ ‫طرقاً للو�صول �إلى االح�سا�س بال�سعادة وذلك من‬ ‫خالل التغذية ال�سليمة و�ضبط ال�سلوك"‪.‬‬ ‫ومن جهة �أخرى تعرِّف د‪ .‬عائ�شة الدرمكي ‪ -‬مديرة‬ ‫النادي الثقافي ‪ -‬ال�سعادة ب�أنها "الر�ضا عن الذات‪،‬‬ ‫وهذا لن يتحقق �سوى بالحب للذات وللآخرين من‬ ‫حولنا‪ ،‬وهي الهدف الذي من �أجله ن�سعى جميعاً في‬ ‫�أعمالنا وعالقاتنا ولهذا فهي محور الحياة ب�صرف‬ ‫النظر عن مدى تحقيقها ومقيا�سه"‪� .‬أما �أ‪� .‬إياد‬ ‫ال�شماط‪ ،‬مدير عام �سي�سكو عمان واليمن و�أفغان�ستان‬ ‫فيعرف ال�سعادة ب�أنها " الر�ضا بما ق�سمه اهلل لنا‪ ،‬لأ ّنها‬ ‫�إرادة اهلل‪ ،‬والر�ضا هو �أحد عوامل ا�ستمرارية ال�سعادة‪.‬‬ ‫وال�سّ عادة ُتطمئن القلب و َت�شرح ال�صّ در وتريح البال‪،‬‬ ‫ولها �آثار عديدة لعل �أهمها �صحة في البدن وتحقيق‬ ‫النجاح في الحياة"‬

‫ويندرج تحت هذه الركائز الأربعة عدة عوامل مثل‬ ‫الناتج المحلي االجمالي للفرد والعمر ال�صحي‬ ‫�أما في المجال البيئي ف�إن ال�سلطنة تولي اهتماماً المصادر‪:‬‬ ‫المتوقع ووجود �شخ�ص ما لالعتماد عليه‪ ،‬والحرية‬ ‫جلياً لقطاع البيئة وتعمل على الحفاظ على مواردها ‪Ó‬م�ضمون اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة‪ ،‬الدورة ‪،67‬‬ ‫والقدرة على اتخاذ خيارات الحياة‪ ،‬والتحرر من‬ ‫‪ 20‬مار�س ‪2013‬‬ ‫الطبيعية وحمايتها من االنقرا�ض والدليل على ذلك‬ ‫الف�ساد‪ ،‬والكرم‪.‬‬ ‫انت�شار المحميات الطبيعية التي بلغ عددها ‪ 14‬محمية‪Ó ،‬مجلة الأ�سبوع العربي الإلكترونية‪ -‬الدول الأكثر �سعادة‬ ‫كما تم تخ�صي�ص ‪ 8‬من يناير من كل عام يوماً للبيئة‬ ‫تقرير ‪ win / Gallup‬العالمي ال�سنوي لل�سعادة ‪2014 -‬‬ ‫السلطنة الثانية عربي ًا في مؤشر السعادة‬ ‫العماني‪ ،‬وقد خ�ص�ص �أي�ضاً ح�ضرة �صاحب الجاللة‬ ‫ ‪Ó‬تقرير الأمم المتحدة لم�ؤ�شرات ال�سعاد لعام ‪2013‬‬ ‫وفقاً لنتائج تقرير الأمم المتحدة حول م�ؤ�شرات ال�سلطان قابو�س جائزة جائزة ال�سلطان قابو�س‬ ‫ ‪Ó‬تقرير‪ :‬عبدالرحيم فقيري م�ؤ�شر ال�سعادة‪ ..‬ما هي محدداته‬ ‫ال�سعادة لعام ‪� ،2014‬أظهرت النتائج �أن ‪ %70‬من لحماية البيئة ليتم منحها للمهتمين ب�ش�ؤون البيئة‬ ‫ومقوماته ومعاييره؟ ‪� -‬صحيفة �أخبار الخليج‬ ‫الأ�شخا�ص حول العالم ي�شعرون بال�سعادة وقد زادت على الم�ستوى العالمي‪ ،‬ولت�شجيع الأفراد والمنظمات‬ ‫ ‪Ó‬تقرير النظرة الم�ستقبلية للنظام ال�صحي (ال�صحة ‪�، )2050‬إدارة‬ ‫هذه الن�سبة بمعدل ‪ %10‬عما كانت عليه في ‪ ،2013‬وقد لحماية البيئة و�صون مواردها الطبيعية ومكاف�أتهم‬ ‫التخطيط ‪ ،‬وزارة ال�صحة ‪،‬مايو ‪ ،2014‬ط‪1‬‬ ‫توقع ‪ %42‬منهم �أن عام ‪� 2015‬سي�شهد ازدهاراً اقت�صادياً �أبرز اال�سهامات الفاعلة في هذا المجال‪ .‬ومن جهة‬ ‫ ‪Ó‬تقرير التناف�سية العالمية‪ ،‬منظمة منتدى االقت�صاد العالمي‬ ‫في دولهم‪ ،‬ومن بين ‪� 64.002‬شخ�صاً تم اختيارهم لأداء �أخرى �أفاد تقرير التناف�سية العالمية �أن ال�سلطنة‬

‫‪15‬‬


‫مقال‬ ‫د‪.‬محمد بن مبارك العريمي‬

‫‪16‬‬

‫كاتب وباحث‬ ‫في الشؤون السياسية‬

‫السياسة الخارجية العمانية‬ ‫بعد �سنوات قليلة من العام ‪ 1970‬عام النه�ضة العمانية‬ ‫المباركة التي قادها بكل اقتدار ح�ضرة �صاحب الجاللة‬ ‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم " حفظه اهلل ورعاه" ‪.‬‬ ‫وبعد �أن انهت ال�سلطنة البنية الأ�سا�سية في المجال ال�سيا�سي‬ ‫واالقت�صادي والأمني واالجتماعي‪ ،‬وبعد �أن ن�ضج �إدراك‬ ‫الدولة وا�ستقامت قدرتها على العمل في �شتى المجاالت‪،‬‬ ‫�أخذت ت�ضع �سيا�ستها الخارجية على قيا�سات الحياد الن�شط‬ ‫االيجابي وااللتزام ب�إقامة الم�صالحات وف�ض النزاعات‪،‬‬ ‫حيث بادرت �إلى التعامل مع الق�ضايا الإقليمية والعالمية‬ ‫بحيادية �إيجابية عالية الهمة‪ .‬دون الم�سا�س بالقواعد التي‬ ‫حددها ح�ضرة �صاحب الجاللة ال�سلطان المعظم ل�سيا�سة‬ ‫ال�سلطنة الخارجية بداية ت�سلمه لمقاليد الحكم في البالد‬ ‫والمتمثلة في االنفتاح على العالم دون التفريط في الإرث‬ ‫التاريخي لعمان وعدم التدخل في �ش�ؤون الغير وعد ال�سماح‬ ‫للغير في التدخل في ال�ش�ؤون العمانية واعتماد التخطيط‬ ‫العلمي في قراءة االو�ضاع االقليمية والدولية بالإ�ضافة الى‬ ‫الحياد االيجابي وااللتزام الديني والعروبي و�سيا�سة ح�سن‬ ‫الجوار مع الوقوف الى جانب الق�ضايا االقليمية والدولية‬ ‫العادلة وال�سعي الدائم لتحقيق الأمن الخليجي واالقليمي‬ ‫والدوليين مع احترام القوانين الدولية ‪.‬‬ ‫دون الم�سا�س �أي�ضاً بااللتزام القومي �أو الديني المفرو�ض‬ ‫عليها‪ ،‬لذلك ف�إن ال�سلطنة لم تجد نف�سها في يوم من الأيام‬ ‫في موقع المتناق�ض �أو المت�ضاد �أو المرتبك وال�شواهد‬ ‫كثيرة ال ي�سع المجال لذكرها في هذا المقام‪.‬‬ ‫�إن منهج الحوار في ال�سيا�سة الخارجية العمانية قد رف�ض‪،‬‬ ‫دائما‪� ،‬سيا�سة الأمر الواقع‪ ،‬بل على العك�س وفي الكثير من‬ ‫المواقف �إقليمياً ودولياً قد تبنا‪ ،‬وبكل اقتدار‪ ،‬الواقعية‬ ‫والو�سطية ال�سيا�سية دون االنحياز �إلى جانب هذا الطرف �أو‬ ‫ذاك وما ن�شهده هذه الأيام من اجتماعات ومباحثات حول‬ ‫الملف النووي الإيراني بم�سقط الخير لأ�سطع برهان على‬ ‫ما نقول‪.‬‬ ‫وحتى ندرك ذلك علمياً ف�إن التفاتة �إلى الأزمات التي مرت‬ ‫بها منطقة ال�شرق الأو�سط في المجموع ومنطقة الخليج‬ ‫تو�ص ُلنا �إلى واقع ال�سيا�سة الخارجية العمانية‬ ‫في المجزوء‪ِ ،‬‬ ‫والفكر النير لح�ضرة �صاحب الجاللة ال�سلطان المعظم‬ ‫"حفظه اهلل ورعاه" القائم على منهجية ال�سالم و�إلى العدل‬ ‫والو�سطية ولنا من االزمات التي مرت على دول المجل�س‬ ‫والعالقات مع ايران والعراق والم�شرق العربي ومغربه ودول‬ ‫�أوروبا وامريكا ودول �آ�سيا وافريقيا داللة وا�ضحة على النهج‬ ‫الحكيم في ال�سيا�سة الخارجية لعمان‪.‬‬

‫وت�أ�سي�ساً على ما ذكر ف�إن ال�سلطنة بقيادة ح�ضرة �صاحب‬ ‫الجاللة ال�سلطان المعظم قد قر�أت �سفر العالقات الدولية‬ ‫على �أو�ضح ما يكون‪ ،‬والتزمت بمبادئ العالقات الدولية‬ ‫على �أهد�أ ما يكون‪ ،‬و�آمنت بال�سالم كما �أنزل في كتب اهلل‬ ‫ال�سماوية خير �إيمان حيث قاد جاللة ال�سلطان المعظم‬ ‫ال�سيا�سة الخارجية العمانية على �أ�سا�س �أن التعاون مع دول‬ ‫العالم في ال�شرق والغرب وتبادل المنافع والم�صالح مع هذه‬ ‫الدول �أهمية ق�صوى على �أن يكون م�سعى يجب الو�صول �إليه‬ ‫دون كلل �أو ملل من �أجل رخاء الب�شرية و�أمنها ورقيها ‪ ،‬حيث‬ ‫ان�ضمت ال�سلطنة ومن هذا التوجيه ال�سامي لح�ضرة �صاحب‬ ‫الجاللة ال�سلطان المعظم " يحفظه اهلل ويرعاه " �إلى‬ ‫مختلف المنظمات والتجمعات الدولية م�ساهمة منها في كل‬ ‫ما يعود بالخير على الب�شرية‪.‬‬ ‫كما اكدت ال�سيا�سة الخارجية العمانية خالل العهد الزاهر‬ ‫ل�سيد عمان على �أن من المبادئ الرا�سخة لعمان التعاون‬ ‫مع �سائر الدول وال�شعوب على �أ�سا�س من االحترام المتبادل‬ ‫والم�صالح الم�شتركة وعدم التدخل في �ش�ؤون الغير‪ ،‬وكذلك‬ ‫عدم ال�سماح بتدخل الغير في ال�ش�أن العماني‪.‬‬ ‫لقد �أدركت ال�سلطنة �أن موقعها الجيوا�ستراتيجي قد‬ ‫حملها عبء العمل الجاد والمخل�ص في ذات الوقت في‬ ‫ال�سمة‬ ‫ظل الظروف الدولية الراهنة ‪ ،‬حيث �أدركت �أن ِّ‬ ‫الغالبة على التوجهات الدولية الآن هي �سمة بناء التكتالت‬ ‫االقت�صادية وال�سيا�سية والأمنية والع�سكرية وحتى الثقافية‬ ‫‪.‬وفي هذا الإطار فهمت �صيغة التعاون ‪،‬و�أمنت منذ البداية‬ ‫ب�أن وجود التعاون بين الدول ثم ا�ستمراره جاءا نتيجة �شعور‬ ‫الدول ب�أهميته حيث �أ�س�ست ال�سلطنة هذه ال�سيا�سة على‬ ‫تطويق الخالفات بين دول المنطقة ‪ ،‬وعدم زعزعة الأمن‬ ‫واال�ستقرار في المنطقة والعالم بالإ�ضافة �إلى دعم م�سيرة‬ ‫التقدم ل�شعوب المنطقة كافة وبناء القدرات الذاتية ‪ ،‬وتنفيذ‬ ‫الخطط الإنمائية واال�ستفادة من الم�شاركات الجماعية‬ ‫و الم�ساندة الكاملة للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة‬ ‫ق�صد التو�صل �إلى الت�سوية ال�سلمية للمنازعات بين الدول‪،‬‬ ‫وفتح الباب للمفاو�ضات المبا�شرة ‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق ذهبت ال�سلطنة �إلى �إقامة �سل�سلة من‬ ‫الحوارات الإن�سانية والح�ضارية مع معظم الدول في‬ ‫العالمين العربي والدولي على �أ�سا�س رف�ض كل �صور العنف‬ ‫والتع�صب‪ ،‬حيث �شكل الت�سامح �سمة رئي�سية في م�سيرة‬ ‫الدولة القائمة على مواكبة الع�صر المتجدد في �شتى‬ ‫المجاالت‪.‬‬


‫مقال‬

‫ناصر الراشدي‬

‫‪17‬‬

‫‪nasser22a@hotmail.com‬‬

‫"اإلتيكيت" فن وعلم نحتاج إلى فهمه وإتقانه !!‬ ‫يتعر�ض الإن�سان في حياته اليومية وتعامالته مع‬ ‫النا�س للكثير من المواقف المحرجة وال�صعبة‪ ،‬الأمر‬ ‫الذي يجعله يعاني من ال�ضيق والحزن نتيجة لتعامله‬ ‫الخاطئ مع تلك المواقف وبالتالي يكون عر�ض ًة للإ�صابة‬ ‫بالتوتر والقلق‪ ،‬وهنا يكون دور �آداب ال�سلوك "الإتيكيت"‬ ‫في التخفيف من حدة ت�أثير هذه المواقف الحرجة عليه‬ ‫فتقدم له �أف�ضل الطرق لمواجهتها‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي �أ�صبحت الدول المتقدمة والمجتمعات‬ ‫الراقية تهتم ب�آداب ال�سلوك وتطبيق �أ�س�سه ومبادئه في‬ ‫�شتى المجاالت رغب ًة منها باالرتقاء والو�صول �إلى �أعلى‬ ‫درجات التقدم الح�ضاري‪ ،‬مع اختالف في تطبيق هذه‬ ‫المبادئ نتيج ًة الختالف العادات والتقاليد‪ ،‬ولكن في‬ ‫نهاية المطاف يتفق الجميع ب�أن الهدف من التطبيق‬ ‫هو اكت�ساب تقدير النا�س واحترامهم ومحبتهم وزيادة‬ ‫فر�ص النجاح‪ ،‬على الرغم من �أن البع�ض يظن ب�أن تطبيق‬ ‫�آداب ال�سلوك من ال�شكليات التي ال لزوم لها وال تهم �إال‬ ‫الر�سميين �أو الدبلوما�سيين دون غيرهم‪� ،‬إال �أن هذا الظن‬ ‫خاطئ نظراً لأن التحلي بها يح�سن �أداء الفرد ويولد‬ ‫لديه �أ�س�س وقواعد �آداب الت�صرف في المواقف المختلفة‬ ‫وينعك�س �إيجاباً على نف�سيته في �شتى مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫والحقيقة ف�إ ّن لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي مار�سها‬ ‫ويمار�سها ب�شكل عفوي وبدون تكلف كما يقول (مو�سى‬ ‫�شربل) في كتابه �آداب ال�سلوك‪ ،‬وهي تختلف من بلد‬ ‫لآخر‪ ،‬حيث �أن المجتمعات الراقية ت�سودها �أنواع من‬ ‫فنون المعامالت التي تنظمها وتدل على رقيها في كافة‬ ‫المجاالت‪ ،‬وي�ستطيع الإن�سان �أن يكت�سبها بالتعلم‪ ،‬وي�صف‬ ‫الدكتور عبد الرحمن الحداد في كتابه �آداب ال�سلوك في‬ ‫المجتمعات الغربية ب�أن �إتيكيت الب�ساطة في التعامل‬ ‫بين النا�س ك�أ�سلوب هي �أ�سا�س نجاحهم ورقيهم‪ ،‬حيث‬ ‫�إنها ال�سلوك الذي يمنح القدرة على التعبير عن النف�س‬ ‫بالأ�سلوب الب�سيط الذي يمكن من خالله عر�ض الحقيقة‬ ‫ب�صورة �سارة‪ ,‬وي�ستطيع الإن�سان �أن يعطي انطباعا جميال‬ ‫ويوفر على نف�سه البحث عن و�سيلة معقدة يفر�ض فيها‬ ‫نف�سه �أو حاجته‪ ،‬وبالتالي ف�إن التحلي بها يعتبر �إتيكيت‬ ‫التعامل بين النا�س وهي من الأمور المحببة في كثير من‬ ‫المنا�سبات‪ .‬وهذا ال�سلوك (الإتيكيت) �أ�صبح فنا يدر�س في‬ ‫الم�ؤ�س�سات التعليمية ويعطى لكافة �شرائح المجتمع حتى‬ ‫كبار ال�شخ�صيات نظراً لمكوناته كفن للتعامل كـ (�سلوك‪،‬‬ ‫�أخالق‪ ،‬ذوق‪ ،‬ت�صرف‪ ،‬احترام الذات والآخرين‪ ،‬فن التعامل‬ ‫مع الآخرين‪ ،‬فن الخ�صال الحميدة‪ ،‬فن الت�صرف الراقي)‪.‬‬ ‫والمت�صفح لكتاب اهلل و�سنة ر�سوله‪ ،‬يجد �أن الم�سلمين‬ ‫�سبقوا العالم في هذا الفن ويجد �أي�ضا الأمر والدعوة‬ ‫بو�ضوح للتحلي بالذوق واللباقة و�آداب الدعاء و�آداب‬

‫اال�ستئذان و�آداب الطعام و�آداب دخول الخالء والحديث‬ ‫والبر بالوالدين وغيرها الكثير‪ ،‬حيث يقول اهلل تعالى في‬ ‫�سورة الحجرات‪�( :‬إن الذين ينادونك من وراء الحجرات‬ ‫�أكثرهم ال يعقلون ‪ ،‬ولو �أنهم �صبروا حتى تخرج �إليهم لكان‬ ‫خيراً لهم)‪ ،‬ونقر�أ �أي�ضا في �سورة المجادلة (ي�أيها الذين‬ ‫�آمنو �إذا قيل لكم تف�سحوا في المجال�س فاف�سحوا يف�سح‬ ‫اهلل لكم)‪ .‬كما ورد عن الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم في‬ ‫�أحاديث عديدة للحث على حُ �سن المعاملة ومنها قوله‪:‬‬ ‫(الم�سلم الحق هو من يعامل النا�س كما يحب �أن يعاملوه)‬ ‫و (�أح�سن �إلى النا�س ت�ستعبد قلوبهم) و (�أحب لأخيك‬ ‫كما تحب لنف�سك) و (ال تدخلون الجنة حتى ت�ؤمنوا‪،‬‬ ‫وال ت�ؤمنوا حتى تحابوا‪� ،‬أوال �أدلكم على �شيء �إذا فعلتموه‬ ‫تحاببتم؟ �أف�شوا ال�سالم بينكم)‪.‬‬ ‫وقد �أمر ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم بالتحلي ب�آداب‬ ‫ال�سلوك في كل جوانب حياتنا‪ ،‬ك�أن ندخل ونخرج من‬ ‫البيت بلطف وح�سن ت�صرف‪ ،‬فال ندفع بالباب دفعاً عنيفاً‬ ‫وال نتركه ينغلق ب�شدة‪ ،‬بل نغلقه بلطف‪ ،‬كما روت ال�سيدة‬ ‫عائ�شة ر�ضي اهلل عنها عنه �صلى اهلل عليه و�سلم (�إن الرفق‬ ‫ال يكون في �شيء �إال زانه‪ ،‬وال ينزع من �شيء �إلى �شانه)‪،‬‬ ‫كما ورد عنه في �صحيح البخاري نهيه عن الجلو�س في‬ ‫الطرقات فقال‪�( :‬إياكم والجلو�س على الطرقات‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫ما لنا بد‪� ،‬إنما هي مجال�سنا نتحدث فيها ‪ ،‬فقال‪� :‬إذا �أبيتم‬ ‫�إال المجال�س‪ ،‬ف�أعطوا الطريق حقها‪ ،‬فقالوا‪ :‬وما حق‬ ‫الطريق؟ قال‪ :‬غ�ض الب�صر‪ ،‬وكف الأذى‪ ،‬ورد ال�سالم‪ ،‬و�أمر‬ ‫بالمعروف‪ ،‬ونهي عن المنكر)‪.‬‬ ‫وقد َّ‬ ‫حث النبي الأكرم على اتباع �أ�ساليب "الإتيكيت" في‬ ‫العالقات الودية و�آداب �سلوك الزيارة بين الم�سلمين‪ ،‬حيث‬ ‫روى عنه �أبو هريرة قوله ‪( :‬من عاد مري�ضاً �أو زار �أخاً‬ ‫له في اهلل ناداه مناد ب�أن طبت وطاب مم�شاك وتبو�أت من‬ ‫الجنة منزال)‪ ،‬كذلك حث على الب�شا�شة في اللقاء بقوله‪:‬‬ ‫(�إن من المعروف �أن تلقى �أخاك بوجه طلق)‪ ،‬وحتى في‬ ‫تقديم الطيب والورود فقد قال‪ ( :‬من عر�ض عليه طيب‬ ‫فال يرده ف�إنه خفيف المحمل طيب الرائحة)‪ .‬وهذا �إن‬ ‫دل ف�إنما يدل على �أن الإتيكيت �أو �آداب ال�سلوك هو خلق‬ ‫�إ�سالمي ونبوي �أ�صيل قبل �أن تنادي به فرن�سا وغيرها ‪،‬‬ ‫فالم�سلم الحق هو من يتبع هدي النبي ويعامل النا�س كما‬ ‫يحب �أن يعاملوه‪.‬‬ ‫وفي �سيرة �صحابة ر�سول اهلل والتابعين – ر�ضوان اهلل‬ ‫عليهم – �أمثلة كثيرة تحث على التحلي بهذا الفن وخا�ص ًة‬ ‫�آداب الكالم وفنونه‪ ،‬حيث يروى �أن �أحداً ر�أى في منامه‬ ‫ب�أن �أ�سنانه ت�ساقطت فانزعج كثيراً وطلب من المف�سرين‬ ‫تف�سير تلك الر�ؤيا‪ ،‬فكان من �أحدهم �أن قال ب�أن جميع‬

‫�أقاربك يموتون قبلك فزاد ت�شا�ؤم الرجل وانزعاجه‪ ،‬وقال‬ ‫له مف�سر �آخر م�ؤكداً نف�س القول ولم يرى في التف�سيرين‬ ‫انفراجاً‪� ،‬إال �أن ابن �سيرين قال له ب�أنك �ستكون �أطول‬ ‫�أقربائك عمراً ب�إذن اهلل‪ ،‬ف�أكرمه بجائزة علماً ب�أن م�ضمون‬ ‫التفا�سير واحد غير �أن �أ�سلوب ابن �سيرين في الكالم‬ ‫اختلف عن �سابقيه‪ ،‬وهذا دليل على اللباقة في الكالم‪.‬‬ ‫وقد وجد علماء النف�س ب�أن �آداب ال�سلوك "الإتيكيت"‬ ‫مفتاحاً ل�شخ�صية الإن�سان‪ ،‬حيث �أن طريقة ال�شخ�ص‬ ‫في التعبير عن انفعاالته وتجاوبه وتفاعله مع الظروف‬ ‫المحيطة به تعك�س جوانب �شخ�صيته‪ ،‬فال�شخ�ص قوي‬ ‫الإرادة ي�صمد �أمام الأزمات بدون �أن يفقد اتزانه نظراً‬ ‫لثقته ب�أن المواقف ال�صعبة تزول بمجرد معرفة �إتيكيت‬ ‫و�أ�سلوب التعامل معها ك�ضبط النف�س وهدوء الأع�صاب‪،‬‬ ‫مما ينمي لدى الإن�سان القدرة على الإح�سا�س بالطرف‬ ‫الآخر وعلى تغيير الكثير من مظاهر ال�سلوك ال�سلبي‬ ‫التي تنعك�س على مختلف الت�صرفات والتعامالت الفطرية‬ ‫لديه‪.‬‬ ‫وكثيراً ما يتردد على �أل�سنة النا�س لفظة الإتيكيت �أو (�آداب‬ ‫ال�سلوك) هو �أحد الثقافات الواردة من الغرب‪ ،‬وذلك بحكم‬ ‫المعرفة ال�سطحية عن هذا الفن ومحدودية تطبيقه على‬ ‫بع�ض التعامالت بين االفراد‪ ،‬ولكن في الحقيقة �أنه قديم‬ ‫في ظهوره ون�ش�أته وله العديد من المجاالت‪.‬‬ ‫الإتيكيت هو فن الخ�صال الحميدة ‪ ،‬تتعلق قواعده‬ ‫ب�أدبيات ال�سلوك والأخالق وال�صفات الح�سنة التي تنظم‬ ‫التعامالت بين النا�س �سوا ًء كانت ر�سمية �أو غير ر�سمية‬ ‫وتنظم المجامالت والأ�سبقيات بينهم‪� ،‬إ�ضاف ًة �إلى مختلف‬ ‫المنا�سبات والحفالت والم�آدب الر�سمية واالجتماعية‪،‬‬ ‫وهذه القواعد بدورها تدل على الخلق القويم الذي يجمع‬ ‫بين الرقي‪ ،‬والب�ساطة‪ ،‬والجمال ‪ ،‬كما �أن تلك القواعد‬ ‫المكونة لفن الإتيكيت تتطلب من الفرد التحلي بالتهذيب‬ ‫واللباقة وتحمله على تح�سين عالقته بالآخرين‪.‬‬ ‫لفظة "�إتيكيت" – ‪ - Etiquette‬فرن�سية الم�صدر‬ ‫ا�ستعملت للداللة �إلى البطاقات التي كانت توزع �إلى‬ ‫المدعوين �إلى الق�صور الملكية الفرن�سية للتقيد‬ ‫بالتعليمات المدونة عليها في ح�ضرة الملك وكبار‬ ‫الحا�شية من �أمراء ووزراء بعدها تو�سع ا�ستخدامها لي�شمل‬ ‫الحفالت الر�سمية والآداب‪ ،‬وهذه اللفظة يقابلها في اللغة‬ ‫العربية "�آداب ال�سلوك"‪.‬‬ ‫وفي الختام نقول‪ :‬جميل �أن ي�أخذ الإن�سان عادات‬ ‫وثقافات جديدة‪ ،‬من خاللها ينظم �سلوكياته ويدير �ش�ؤون‬ ‫حياته ال�شخ�صية واالجتماعية والعملية ولكن الأجمل �أن‬ ‫نتحلى بتلك العادات كون ديننا الإ�سالمي هو مفتاحنا‬ ‫لأبوابها المغلقة والأ�سا�س للتحلي بالأخالق المهذبة‪.‬‬


‫تجربة‬

‫تجارب عالمية‬

‫تجارب األمم في محو األمية الحاسوبية‬

‫تجربة تعرضها‪ :‬زبيدة بنت علي البلوشية‬

‫‪18‬‬

‫شهد عام ‪ 2009‬إعالن الرئيس األميركي باراك أوباما‪ ،‬أن شهر‬ ‫أكتوبر ‪ 2009‬هو الشهر الوطني لمحو األمية المعلوماتية‪ .‬وذكر إعالن‬ ‫«بدال من مجرد امتالك البيانات‪ ،‬فإن علينا أيض ًا أن‬ ‫الرئيس أوباما أنه‬ ‫ً‬ ‫نتعلم المهارات الالزمة للحصول على المعلومات‪ ،‬ومقارنتها‪ ،‬وتقييمها‪.‬‬ ‫فعلى الرغم من أننا قد نعرف كيف نجد المعلومة التي نحتاجها‪ ،‬إال أننا‬ ‫يجب أن نعرف أيض ًا كيف نقيمها «‬ ‫فاألمية الحاسوبية مثل أمية القراءة والكتابة‪ ،‬فكلتاهما تبعث القلق‬ ‫والتوتر لدى الكثير من الدول المهتمة بالتطور والتقدم‪ ،‬لذلك تحتاج‬ ‫األمية الحاسوبية إلى استنهاض الهمم للقضاء عليها‪ ،‬وخاصة في‬ ‫ظل انتشار التكنولوجيا في كل مجاالت الحياة المجتمعية‪ ،‬واعتماد‬ ‫األعمال على الحاسوب‪ ،‬وتحول العديد من الخدمات التي تقدمها الدول‬ ‫إلى خدمات إلكترونية من خالل اإلنترنت‪ ،‬األمر الذي جعل محو األمية‬ ‫الحاسوبية ضرورة مهمة‪ ،‬وذلك ألهميتها في التواصل المجتمعي‪ ،‬وبناء‬ ‫مستقبل وظيفي أفضل‪.‬‬ ‫وهناك عدد من دول العالم المتطور‪ ،‬وبعض دول العالم النامي قامت‬ ‫بتجارب رائدة في مجال محو األمية الحاسوبية‪ ،‬وتطبيق أنظمة مختلفة‬ ‫للتعلم اإللكتروني‪ ،‬وفيما يلي سنعرض بعض هذه التجارب‪.‬‬

‫التجربة اليابانية‪:‬‬

‫التجربة األسترالية‪:‬‬

‫التجربة السويــــدية‪:‬‬

‫بد�أت تجربة اليابان في مجال التعليم الإلكتروني‬ ‫في عام ‪1994‬م‪ ،‬بم�شروع �شبكة تلفازيه تبث المواد‬ ‫الدرا�سية التعليمية بو�ساطة �أ�شرطة فيديو‬ ‫للمدار�س ح�سب الطلب من خالل "الكيبل" كخطوة‬ ‫�أولى للتعليم عن بعد‪ ،‬وفي عام ‪1995‬م‪ ،‬بد�أ م�شروع‬ ‫اليابان المعروف با�سم "م�شروع المائة مدر�سة"‬ ‫حيث تم تجهيز المدار�س بالإنترنت بغر�ض‬ ‫تجريب‪ ،‬وتطوير الأن�شطة الدرا�سية‪ ،‬والبرمجيات‬ ‫التعليمية من خالل تلك ال�شبكة‪ ،‬وفي عام ‪1995‬م‬ ‫�أعدت لجنة العمل الخا�ص بال�سيا�سة التربوية‬ ‫في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم‪ ،‬تقترح‬ ‫فيه �أن تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات �إقليمي‬ ‫لخدمة التعليم مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية‪،‬‬ ‫وكذلك توفير مركز للبرمجيات التعليمية‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إلى �إن�شاء مركز وطني للمعلومات‪ ،‬وو�ضعت اللجنة‬ ‫الخطط الخا�صة بتدريب المعلمين‪ ،‬و�أع�ضاء‬ ‫هيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫دعمته ميزانية الحكومة اليابانية لل�سنة المالية‬ ‫‪1997/1996‬م‪ ،‬حيث �أقر �إعداد مركز برمجيات‬ ‫لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة‪ ،‬ودعم البحث‬ ‫والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية‪ ،‬ودعم‬ ‫البحث العلمي الخا�ص بتقنيات التعليم الجديدة‪،‬‬ ‫وكذلك دعم جميع الأن�شطة المتعلقة بالتعليم عن‬ ‫بعد‪ ،‬وكذلك في دعم توظيف �شبكات الإنترنت في‬ ‫المعاهد والكليات التربوية‪ ،‬لتبد�أ بعد ذلك مرحلة‬ ‫جديدة من التعليم الحديث‪ ،‬وتعد اليابان الآن‬ ‫من الدول التي تطبق �أ�ساليب التعليم الإلكتروني‬ ‫الحديث ب�شكل ر�سمي في معظم المدار�س اليابانية‪.‬‬

‫يوجد في ا�ستراليا عدد من وزارات التربية والتعليم‪،‬‬ ‫ففي كل والية وزارة م�ستقلة‪ ،‬ولذا فاالنخراط في‬ ‫مجال التقنية متفاوت من والية لأخرى‪ ،‬والتجربة‬ ‫الفريدة في ا�ستراليا هي في والية فكتوريا‪ ،‬حيث‬ ‫و�ضعت وزارة التربية والتعليم الفكتورية خطة‬ ‫لتطوير التعليم‪ ،‬و�إدخال التقنية‪ ،‬بعد �أن يتم ربط‬ ‫جميع مدار�س الوالية ب�شبكة الإنترنت عن طريق‬ ‫الأقمار ال�صناعية‪ ،‬واتخذت والية فكتوريا �إجراء فريدا‬ ‫لم ي�سبقها �أحد فيه‪ ،‬حيث عمدت �إلى �إجبار المعلمين‪،‬‬ ‫الذين ال يرغبون في التعامل مع الحا�سب الآلي على‬ ‫التقاعد المبكر وترك العمل‪ .‬وبهذا تم فعلياً تقاعد‬ ‫‪ %24‬من تعداد المعلمين‪ ،‬وا�ستبدال �آخرين بهم‪،‬‬ ‫وتعد تجربة والية فكتوريا من التجارب المتميزة‬ ‫على الم�ستوي العالمي من حيث ال�سرعة وال�شمولية‪،‬‬ ‫حيث �أ�صبحت التقنية متوفرة في كل ف�صل درا�سي في‬ ‫الوالية‪ ،‬وهدفت وزارة التربية اال�سترالية �إلى تطبيق‬ ‫خطة تقنيات التعليم في جميع المدار�س‪.‬‬

‫تعتبر ال�سويد من �أكثر الدول تقدماً في مجال‬ ‫التعلم الإلكتروني‪ ،‬فهي تمتلك بنية تحتية قوية‬ ‫وت�ستخدم تقنيات عالية‪ ،‬وقد �سبقت كثي ًر من‬ ‫الدول في هذا المجال‪ ،‬لهذا تعتبر رائدة وقيادية‬ ‫في هذا الم�ضمار‪ ،‬وتعتبر ال�سويد تقريباً �أف�ضل‬ ‫دولة في مجال تقنيات االت�صاالت والمعلومات‪،‬‬ ‫وتجهيز البنية التحتية‪ ،‬وذلك لوجود كثير‬ ‫من ال�شركات المتميزة عالمياً‪ ،‬وللتدليل على‬ ‫ذلك ف�إن مدة انتظار تركيب خط هاتفي جديد‬ ‫هي �صفر‪ ،‬من جهة �أخرى وح�سب الإح�صاءات‬ ‫العالمية ي�ستخدم ن�صف ال�شعب ال�سويدي‬ ‫الإنترنت‪ ،‬و ‪ %62‬من الحا�سبات مربوطة بال�شبكة‬ ‫العالمية‪ ،‬وتهتم الحكومة اهتماماً كبيراً بالتعلم‬ ‫االلكتروني‪ ،‬وتطوير التعليم التقليدي‪ ،‬و�أوكلت‬ ‫المهمة للهيئة ال�سويدية للتعليم عن بعد التي‬ ‫�أن�شئت عام ‪1999‬م‪ ،‬هذه الهيئة تدعم التعلم‬

‫أكتوبر‬

‫ً‬ ‫شهرا للوعي المعلوماتي‬ ‫ومحو األمية الرقمية‬


‫مقال‬

‫مريم الزدجالية‬

‫‪19‬‬

‫مؤسساتنا في حاجة إلى "بيكس"‬ ‫في تجربة كغيرها من التجارب التي خ�ضتها في‬ ‫حياتي ول�شغفي الكبير بالتعرف �أكثر على تفا�صيل‬ ‫العمل في مجال التدريب خا�صة وفي تنمية المورد‬ ‫الب�شري عامة‪ ،‬حظيت بفر�صة الم�شاركة في تنظيم‬ ‫واحدة من �أنجح البرامج التي �أعدها مركز الدرا�سات‬ ‫والبحوث في م�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة والن�شر‬ ‫والإعالن وهو برنامج "القيادة بالأخالق لتطوير النمو‬ ‫المعرفي" والذي عُقد في ماليزيا في نوفمبر من عام‬ ‫‪2013‬م وعلى يد عدد كبير من الخبراء والأكاديميين‬ ‫من �سنغافورة وا�ستراليا وماليزيا وغيرها‪ .‬فبدءًا من‬ ‫�أول مراحل الإعداد للبرنامج و�إلى عدة �شهور من‬ ‫العمل المتوا�صل مع الفريق المتكامل والمتكاتف‬ ‫في المركز ف�إن كل يوم في تلك الفترة كانت بمثابة‬ ‫تح ٍد ي�ساهم في �صقل مهاراتي وتطوير لقدراتي في‬ ‫�شتى المجاالت منها‪ :‬الإدارة ‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والقيادة ‪،‬‬ ‫والإت�صال الفعال‪ ،‬والت�سويق‪ .‬فقد �صمم البرنامج لأن‬ ‫يكون متنوعًا ً‬ ‫و�شامل معظم الجوانب التي يحتاج �إليها‬ ‫القائد الناجح الذي ي�سعى �إلى تطوير ذاته والإرتقاء‬ ‫بعمله‪ .‬فهناك برنامج �أثار �شغفنا نحن كم�شاركين‪.‬‬ ‫فقاعة التدريب كانت كلها مفعمة بالفعالية والن�شاط‬ ‫منذ �أن تم ت�سليم كل متدرب على الكتيب الذي يحتوي‬ ‫في طياته على تقرير ثري ي�شرح الجوانب الدقيقة من‬ ‫�شخ�صية كل واحد منهم‪ .‬والهدف منه كان هو التعرف‬ ‫على المهارات القيادية ونقاط ال�ضعف التي يمتلكها‬ ‫كل متدرب لتت�سنى لهم الفر�صة في التعمق �أكثر في‬ ‫�أ�ساليب تطوير تلك المهارات وا�ستثمار نقاط ال�ضعف‬ ‫كو�سيلة للو�صول �إلى الأهداف والغايات‪.‬‬ ‫ففي عالمنا اليوم �أ�صبحت بيئة العمل التناف�سية‬ ‫بحاجة �أكبر للم�ؤهالت العلمية والمهارات المتعددة‬ ‫التي من �ش�أنها تحقيق التميز الملحوظ‪ .‬وباتت‬ ‫الم�ؤ�س�س�سات تبحث عن الكفاءات الب�شرية التي ت�سعى‬ ‫�إلى المحافظة على م�ستويات التقدم والتفوق في كل‬ ‫الأوقات‪ .‬فمن �أكبر التحديات التي يمكن �أن تواجه‬ ‫الم�ؤ�س�سات هي كيفية توجيه موظفيها حول التكيف‬ ‫مع التغيير والتحول الذي قد يحدث في داخل‬ ‫الم�ؤ�س�سة �أو من خارجها‪ .‬فالبقاء على نمط واح ٍد من‬ ‫العمل قد ي�ؤدي �إلى انخفا�ض في الإنتاجية ‪ ،‬وتراجع‬ ‫وا�ضح في الأداء‪ .‬ولموائمة التغيير والتحول �سوا ًء‬ ‫كان في منهجية العمل داخل الم�ؤ�س�سة �أو التقدم في‬ ‫الخارج كتطور التقنيات وغيرها ف�إن كل ذلك يتطلب‬ ‫�إلى الإ�ستثمار ال�صحيح في المورد الب�شري الذي‬ ‫تمتلكه �أية م�ؤ�س�سة وذلك للإ�ستفادة من ذلك التحول‬

‫ب�إيجابية �أكبر‪.‬‬ ‫ويعود االهتمام العالمي بتنمية العن�صر الب�شري‬ ‫�إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية حين اعتمدت‬ ‫الدول في نه�ضتها العلمية والعملية على ما لديها‬ ‫من ثروة ب�شرية وذلك من خالل تمكين المورد‬ ‫الب�شري واعتباره من �أهم عنا�صر التقدم والتنمية‬ ‫الإقت�صادية‪ .‬وتبد�أ الخطوات الأولى ال�صحيحة نحو‬ ‫اال�ستثمار الب�شري بالتركيز على جانب التدريب‪،‬‬ ‫ويو�ضع ال�شخ�ص ال�صحيح في المكان ال�صحيح‪ ،‬ومن‬ ‫هذا المنطلق جاءت الدرا�سات والأبحاث تحلل وتو�ضح‬ ‫ال�شخ�صيات وتغطي الجوانب النف�سية "ال�سيكولوجية"‬ ‫للأفراد‪.‬‬ ‫ومن �ضمن نتائج هذه الدرا�سات هو برنامج "بيك�س"‬ ‫أبحاث ا�ستمرت �أكثر من خم�سين عامًا‪،‬‬ ‫الذي نتج عن � ٍ‬ ‫فحيث يعتبر من �أكثر البرامج فعالية ودقة وم�صداقية‬ ‫لتقييم وتحليل �شخ�صيات الأفراد في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫وتم اختبار جدواه في الأو�ساط البحثية والأكاديمية‬ ‫على م�ستوى العالم ‪ ،‬ووجد �أنه يعتبر نموذجً ا متفوقاً‬ ‫على بقية الو�سائل الم�ستخدمة في تحليل وو�صف‬ ‫نمط ال�شخ�صية‪ .‬فالم�ؤ�س�سات التي ت�سعى نحو التجدد‬ ‫والتطوير بحاجة لمثل هذا البرنامج وذلك لفهم‬ ‫بعمق �أكثر‪ .‬وقبل الولوج‬ ‫قدرات ومهارات الموظفين ٍ‬ ‫�إلى �أهمية بيك�س وا�ستخداماته ن�سلط ال�ضوء على‬ ‫�أ�صل م�صطلح "بيك�س" فهو يعود �إلى "‪"PEAKS‬‬ ‫الذي ي�ستند على خم�سة عوامل ت�ستخدم لتحليل‬ ‫ال�شخ�صية وهي‪( :‬هدف "‪ - "Purpose‬طاقة‬ ‫"‪ - "Energy‬توكيد " ‪ - "Affirmation‬معرفة‬ ‫"‪ -"Knowledge‬اال�ستدامة "‪)"Sustainability‬‬ ‫وهذا البرنامج ي�ستند على �أ�س�س علمية وبحثية بحيث‬ ‫�أنه يعزز من مهارات الأفراد والمجموعات والم�ؤ�س�سات‪.‬‬ ‫وت�ستخدم ك�أداة لتحديد نمط ال�شخ�صية على مختلف‬ ‫الم�ستويات الفردية والجماعية والمجتمعية وتحديد‬ ‫الأدوار والم�س�ؤوليات التي تتنا�سب مع كل فئة‪.‬‬ ‫وبرنامج "بيك�س" له القدرة الفائقة في ت�صنيف‬ ‫الكفاءات بنا ًء على متطلبات الوظيفة فتكون كعامل‬ ‫ي�ساعد ادارات الموارد الب�شرية في عملية �إنتقاء‬ ‫وتوظيف الكوادر الجديدة وتدريب وتوجيه الموظفين‬ ‫على ر�أ�س العمل‪ .‬ونالحظ كثي ًرا �أن من �أهم �أ�سباب‬ ‫الإخفاقات االدارية هي اختيار الأ�شخا�ص الغير‬ ‫منا�سبين لتولي الوظائف والمنا�صب المختلفة‬ ‫‪ ،‬فت�أتي النتائج �سلبية على جودة العمل ومعدل‬ ‫الإنتاجية والعالقة بين الموظفين ب�شكل خا�ص‬ ‫وعلى مدى تحقيق �أهداف الخطط اال�ستراتيجية‬

‫ب�شكل عام‪ .‬فهناك الكثير من الوظائف التي تحتاج‬ ‫�إلى القوة الع�ضلية وفي المقابل �أي�ضا هناك وظائف‬ ‫بحاجة �إلى القوة الذهنية‪ .‬فعدم مالئمة مهارات‬ ‫الموظف مع مهام عمله هي م�س�ؤولية تتحملها �إدارات‬ ‫الموارد الب�شرية لأن ذلك ي�شكل هدرًا لطاقات وخبرات‬ ‫الآخرين‪ .‬وتظل الم�ؤ�س�سات تخ�سر الكثير من �أموالها‬ ‫والكفاءات الجيدة نتيجة ت�صدر قليلو المهارة والكفاءة‬ ‫على من هم الأجدر والأكف�أ لتولي تلك المنا�صب‪.‬‬ ‫جاء "بيك�س" ليختلف عن البرامج الأخرى بتعدد‬ ‫ا�ستخداماته فهو ال يقت�صر على فئة معينة‪ ،‬بل �أنه‬ ‫يوجه الأفراد للتعرف على م�سارهم المهني وتطوير‬ ‫عالقاتهم ال�شخ�صية‪ ،‬ولأولياء الأمور الذين يرغبون‬ ‫في تخطيط الم�سار العلمي لأبنائهم وتوجهاتهم في‬ ‫الم�ستقبل‪� .‬أما على ال�صعيد الم�ؤ�س�سي ف�إن البرنامج‬ ‫ي�ساعد الإدارات العليا في اكت�شاف المهارات القيادية‬ ‫وتعزيزها لدى الموظفين ليكونوا قادة قادرين على‬ ‫اتخاذ القرار‪ .‬و لقد ا�ستفادت الكثير من القطاعات‬ ‫كالبنوك‪ ،‬والمعاهد التدريبية ‪ ،‬والم�ؤ�س�سات الحكومية‬ ‫والخا�صة من تجربة "بيك�س" في تدريب الموظفين‬ ‫من حيث التعرف على نقاط القوة وال�ضعف لديهم‬ ‫وقد تم ت�صميم البرنامج �إلكترونيا ويمكن الولوج اليه‬ ‫عن طريق �شبكة االنترنت ‪ ،‬محتويًا على مجموعة من‬ ‫الأ�سئلة تتراروح نحو ‪�270‬س� ًؤال متنوعًا الذي تتطلب‬ ‫الإجابة عليها على �شفافية تامة ليكون التقرير الناتج‬ ‫من بعد تقييم هذه الإجابات كالمر�آة التي تعك�س‬ ‫الجوانب الإيجابية وال�سلبية بحد �سواء من �شخ�صية‬ ‫الفرد‪ .‬وتم �إعداد �أ�سئلة البرنامج من قبل باحثين‬ ‫و�أكاديميين من مختلف الجامعات على مر العقود‬ ‫الما�ضية‪ .‬وفي نهاية البرنامج يكون ال�شخ�ص المتدرب‬ ‫قد خ�ضع ل�شرح تف�صيلي من قبل مدربين متخ�ص�صين‬ ‫للتقرير الذي يك�شف عن جوانب �شخ�صيته والتعرف‬ ‫على طرق تطوير مهاراته المكمونة وعالج الجانب‬ ‫ال�سلبي منها‪ .‬ومن �أهم �شروط البرنامج �أن يتم‬ ‫الإجابة على جميع الأ�سئلة تباعاً في جل�سة واحدة من‬ ‫دون توقف‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر الأ�شخا�ص والم�ؤ�س�سات التي خ�ضعت‬ ‫لبرنامج "بيك�س" ف�أنهم يعتبروه من �أكثر البرامج‬ ‫فعالي َة لتحقيق التحول الملحوظ في الأداء والإنتاجية‬ ‫وتعدي العقبات‪ ،‬وال يخفى على الجميع �أن الكثير من‬ ‫ذوي المهارات قد تجمدت عقولهم لعدم اال�ستثمار‬ ‫المثالي لهم وهذا ما نراه ينعك�س في م�ستوى العمل‬ ‫في الم�ؤ�س�سات بقطاعيه العام والخا�ص‪.‬‬


‫تحليل‬

‫قراءة في إحصائيات حماية المستهلك ‪2014‬م‬ ‫‬ ‪‬1135‭‬ال ‬ى ‪‭‬االدعا ‬ء ‪‭‬العا ‬م ‪‭ ‬،‭‬وجار ‬ي ‪‭‬بح ‬ث ‪�‭ ‬2902‭‬شكو ‪‭‬ى‬ ‫‬وبالغ‬‪� ‭.‬أما‬‪‭‬على‬‪‭‬م�ستوى‬‪‭‬الق�ضايا‬‪‭‬والأوامر‬‪‭‬الجزائية‪‭‬‬ ‫‬والغراما ‬ت ‪‭‬المالي ‬ة ‪،‭‬فق ‬د ‪‭‬حك ‬م ‪‭‬الق�ضا ‬ء ‪‭‬ل�صالح‪‭‬‬ ‫‬الم�ستهلك‬ ‪‭‬في‬ ‪‭ ‬562‭‬حكمًا‪‭ ‬،‬كما‬ ‪‭‬بلغ‬ ‪�‭‬إجمالي‬ ‪‭‬االوامر‪‭‬‬ ‫‬الجزائية‬ ‪�‭ ‬1442‭‬أمر‬اً‪‭‬جزائياً‪ ،‬وبلغت‬ ‪‭‬قيمة‬ ‪‭‬الغراما ‪‭‬ت‬ ‫عماني‪ ،‬مقارنة بـ�أكثر‬ ‫‬المالية �أكثر من‬‪�‭‬337‭‬ألف ريال ّ‬ ‫من ‪� 450‬ألف ريال في عام ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.2013‬‬

‫‪20‬‬ ‫د‪ .‬محمد بن حمد العريمي‬ ‫‪Mh.oraimi@hotmail.com‬‬

‫�أو�ضحت الم� ّؤ�شرات االح�صائيّة ال�سنويّة الخا�صّ ة‬ ‫بالهيئة العامّة لحماية الم�ستهلك للعام ‪ 2014‬جملة‬ ‫من النتائج والإح�صائيات والم� ّؤ�شرات التي ينبغي‬ ‫الوقوف عندها بتمعّن ومحاولة ا�ستقراء النتائج‬ ‫المتع ّلقة بها‪ .‬فقد بلغ‬ ‪�‭‬إجمالي‬ ‪‭‬ال�شكاوى‬ ‪‭‬والبالغات‬‬ ‫‬الم�سجلة‬ ‪‭‬في‬ ‪‭‬كافة‬ ‪�‭‬إدارات‬ ‪‭‬الهيئة‬ ‪‭‬العامة‬ ‪‭‬لحماية‪‭‬‬ ‫‬الم�ستهلك‬ ‪‭‬بال�سلطنة‬ ‪‭‬حتى‬ ‪‭‬دي�سمبر‪‭ ‬2014‬م حوالي‬ ‫‬‪� 2‬ 2800‬شكوى وبالغ‪ ،‬مقارنة مع ‪� 37408‬شكوى وبالغ‬ ‫في عام ‪ ‬.2‬ 013‬و�أتت‬قطاعا ‬ت‪‭‬ال�سيارا ‬ت‪‭‬وخدماتها‬‪‭،‬ثم‪‭‬‬ ‫‬قطا ‬ع ‪‭‬الأجهز ‬ة ‪‭‬الكهربائي ‬ة ‪‭‬والإلكترونية‪ ‬،‬ث ‬م ‪‭‬قطاع‪‭‬‬ ‫‬الهواتف‬‪‭‬وخدماتها على ر�أ�س القطاعات الأكثر عدداً‬ ‫من حيث ّ‬ ‫ال�شكاوى المقدّمة‪ ،‬وهي نف�س القطاعات‬ ‫التي حازت على الن�سبة الأكبر في اح�صائيّات ‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.2013‬‬ ‫‬ كما‬ ‪‭‬بلغ‬ ‪�‭‬إجمالي‬ ‪‭‬ال�سلع‬ ‪‭‬الم�ضبوطة‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬م�ستو ‪‭‬ى‬ ‫‬ال�سلطن ‬ة‪‭‬حوالي مليون ون�صف �سلعة‪‬،‬جاء ‬ت‪‭‬ال�سجائر‪‭‬‬ ‫‬المخالفة‬ ‪‭‬للموا�صفات‬ ‪‭‬والمقايي�س‬ ‪‭‬على‬ ‪‭‬ر�أ�س‬ ‪‭‬قائمة‪‭‬‬ ‫‬هذه ال�سّ لع‬‪‭ ،‬يليه ‬ا ‪‭‬التب ‬غ ‪‭‬المم�ضو ‬غ ‪‭‬وغي ‬ر ‪‭‬المدخن‪‭‬‬ ‫‬ب�أنواعه‪‭‬،‬ثم‬‪‭‬المواد‬‪‭‬الغذائية‪ ،‬مقارنة بمليونين و‪690‬‬ ‫�ألفا و‪� 387‬سلعة عام ‪‬ .2013‬و�أ�شار‬ ‪‭‬ال ّتقرير ‬�إلى‬ ‪�‭‬أن‪‭‬‬ ‫‬الهيئ ‬ة ‪‭‬ا�ستطاع ‬ت ‪‭‬حل‪� ‭ ‬18764‬شكوى ‬وبالغ‪ ،‬و�أحالت‪‭‬‬

‫من خالل االح�صائيّات والم� ّؤ�شرات ال�سّ ابقة يمكن �أن‬ ‫ن�ستقرئ عدداً من ال ّنتائج والدّالالت لع ّل من بينها‪:‬‬ ‫انخفا�ض عدد ّ‬ ‫ال�شكاوى والبالغات المقدّمة للهيئة‬ ‫عن الأعوام ال�سّ ابقة‪ ،‬ولع ّل ذلك يعود �إلى عاملين‬ ‫مهمّين‪ ،‬الأوّل يتع ّلق بازدياد وعي الم�ستهلك وثقافته‬ ‫اال�ستهالكيّة االيجابيّة نتيجة حمالت التوعية‬ ‫والتثقيف الم�ستم ّرة التي تقوم بها الهيئة‪ّ ،‬‬ ‫والطالعه‬ ‫اليومي على �أخبار ال�ضبطيّات التي تن ّفذها الهيئة‬ ‫ّ‬ ‫والتي تحوي جوانب مفزعة من التجاوزات التي ت�ض ّر‬ ‫ب�صحّ ة و�سالمة الم�ستهلك‪ .‬وقد يعود ال�سّ بب الآخر‬ ‫�إلى حذر (بع�ض) المزوّدين ومقدّمي الخدمات من‬ ‫القيام بعمليّات التالعب ّ‬ ‫والغ�ش والتدلي�س والتقليد‬ ‫والتزوير نتيجة ازدياد وعي الم�ستهلكين‪ ،‬وخوفاً من‬ ‫العقوبات التي يتعر�ضون لها ج ّراء ال ّرقابة والمتابعة‬ ‫ال�شديدة لكوادر الهيئة لهذه الحاالت‪ ،‬و�أخذ العبرة‬ ‫والعظة من ق�ضايا �سابقة م�شابهة تم �ضبطها‬ ‫وت�سليط ّ‬ ‫ال�ضوء عليها في الفترة ال�سّ ابقة‪.‬‬ ‫كما نالحظ كذلك �أ ّن‬قطاعات‬‪‭‬ال�سيارات‬‪‭‬وخدماتها‪‭ ،‬و‬ ‫‬قطا ‬ع ‪‭‬الأجهز ‬ة ‪‭‬الكهربائي ‬ة ‪‭‬والإلكترونية‪ ‬،‬و‬قطاع‪‭‬‬ ‫‬الهواتف هي �أكثر القطاعات التي ت ّم تقديم ّ‬ ‫ال�شكوى‬ ‫تجاهها‪ ،‬ولع ّل ذلك يعود �إلى عدّة �أ�سباب لع ّل من‬ ‫بينها‪ :‬الممار�سات االحتكارية التي تعمد بع�ض‬

‫الم�ؤ�سّ �سات ّ‬ ‫وال�شركات �إلى تنفيذها ج ّراء �سيطرتها‬ ‫على قطاع بعينه‪ ،‬وهو الأمر الذي يحاربه قانون "‬ ‫حماية المناف�سة ومنع االحتكار" الذي �صدر في‬ ‫نوفمبر ‪ ،2014‬وكذلك �ضعف ال ّثقافة اال�ستهالكيّة‬ ‫لدى بع�ض الم�ستهلكين من حيث عدم اهتمامهم‬ ‫ب�أخذ الفواتير وال�ضمانات المتع ّلقة بال�سّ لع‬ ‫والخدمات التي ح�صلوا عليها‪� ،‬إ�ضافة �إلى �أ ّنها‬ ‫تك�شف عن جانب (بذخي) وا�ضح لدى �شريحة من‬ ‫الم�ستهلكين نتيجة اهتمامهم بامتالك الكماليّات‬ ‫وتغييرها من فترة لأخرى كالهواتف ال ّذكيّة وغير‬ ‫ها‪‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬‬ ‫نالحظ كذلك قيام الهيئة بح ّل حوالي ‪ %82‬من‬ ‫ال�شكاوى والبالغات المقدّمة لها خالل عام‪ ،‬وهي‬ ‫ن�سبة مرتفعة ج ّداً في ظ ّل ق ّلة عدد الكوادر الوظيفيّة‬ ‫بالهيئة مقارنة بحجم العمل الموكل �إليها‪ ،‬كما �أ ّنها‬ ‫تد ّل على ا�ستيعاب هذه الكوادر للر�سالة ال�سامية‬

‫‪%82‬‬ ‫شكاوي وبالغات‬

‫المستهلكين حلت خالل عام‬

‫رسم بياني يوضح أنواع السلع المظبوطة في كافة إدارات الهيئة خالل العام ‪2014‬م‬

‫واحد‬


‫تحليل‬

‫‪21‬‬

‫التي من �أجلها �أن�شئت الهيئة‪ ،‬بدليل موا�صلتهم الوقت والجهد للطرفين‪ ،‬والح ّد من اكتظاظ قاعات‬ ‫للعمل في �ساعات مت� ّأخرة من �أجل انجاز كل ما ال�شكاوى بالمراجعين‪.‬‬ ‫يتع ّلق بهذا الك ّم الهائل من ال�شكاوى والبالغات‪.‬‬ ‫كما يد ّل وجود ‪ 262‬حالة �شكوى وبالغ لي�ست من‬ ‫وقد يد ّل �ضعف تفاعل الم�ستهلكين مع و�سائل اخت�صا�صات الهيئة‪ ،‬على �أ ّن هناك جه ًال لدى �شريحة‬ ‫ال ّتوا�صل الحديثة كتطبيق الم�ستهلك االلكتروني‪ ،‬من الم�ستهلكين باخت�صا�صات الهيئة الفعليّة‪،‬‬ ‫والبوّابة االلكترونيّة عند قيامهم بتقديم ال�شكاوى وخلطهم بين �أدوار الهيئة و�أدوار بع�ض الم�ؤ�سّ �سات‬ ‫والبالغات‪ ،‬وحر�صهم على الو�سائل التقليديّة الأخرى‪ ،‬الأمر الذي يعني تكثيف التوعية في هذا‬ ‫كاال ّت�صال بمركز اال ّت�صاالت ال ّتابع للهيئة‪� ،‬أو المجال‪ ،‬كي ي�ستطيع الم�ستهلك �أن يتع ّرف على‬ ‫ال�شخ�صي لقاعات تقديم ّ‬ ‫الح�ضور ّ‬ ‫ال�شكاوى بالهيئة االخت�صا�صات الفعليّة للهيئة‪ ،‬ويميّز بينها وبين‬ ‫واداراتها المختلفة‪ ،‬على عدم ثقة �شريحة من اخت�صا�صات الجهات الأخرى‪ ،‬كي يتم ّكن م�ستقب ًال‬ ‫الم�ستهلكين بهذه الو�سائل الحديثة في تقديم من تقديم �شكواه �إلى الجهة الفعليّة المخت�صّ ة‬ ‫ّ‬ ‫بال�شكوى‪.‬‬ ‫ال�شكوى وو�صولها للمخت�صّ ين‪� ،‬أو ّقلة معرفتهم بها‬ ‫على ال ّرغم من ح�صول هذه التطبيقات على جوائز‬ ‫على ال ّرغم من كا ّفة الجهود التي تبذله الهيئة �إال‬ ‫عالميّة رفيعة‪ ،‬وهي م�شكلة مجتمعيّة عامّة قد ال‬ ‫�أ ّنها تحتاج في المرحلة القادمة �إلى �أ�شياء يمكن �أن‬ ‫تقت�صر على جهة دون الأخرى‪ ،‬وهذا يعني �أ ّن على‬ ‫تع ّزز وتدعم الدّور الكبير الذي تقوم به حال ّياً‪ ،‬وهي‬ ‫الهيئة تكثيف جهود ال ّتوعية ب�أهميّة هذه التطبيقات‬ ‫مطالبات قدّمها الم�ستهلكين �أنف�سهم من خالل‬ ‫وو�سائل ال ّتوا�صل في تقريب الم�سافة‪ ،‬وتوفير‬

‫ا�ستطالعات ر�أي �أجريت بهذا الخ�صو�ص‪ ،‬ولعل من‬ ‫بين هذه المطالبات‪ :‬اعطاء �صالحيات �أو�سع للهيئة‬ ‫من الناحية الهيكلية‪ ،‬وتو�سيع قاعدتها الوظيفية‪،‬‬ ‫بحيث تتبعها مراكز �أو قطاعات متخ�ص�صة في‬ ‫مجال مراقبة الغذاء والدواء والخدمات والت�أمين‬ ‫واالت�صاالت وبور�صة الأ�سعار‪ ،‬وكل ما من �ش�أنه‬ ‫�سالمة الم�ستهلك في �صحته وغذائه وفكره كذلك‪،‬‬ ‫وتوفير الموارد المالية المنا�سبة كي تتمكن الهيئة‬ ‫من ممار�سة �أدوراً �أكبر في مجال الرقابة والتوعية‪،‬‬ ‫وان�شاء المختبرات والمعامل المنا�سبة للقيام‬ ‫بعمليات الفح�ص والتحليل وهو �أمر تفتقده الهيئة‬ ‫في الوقت ال ّراهن‪ ،‬وتعزيز قدراتها الب�شريّة من‬ ‫خالل زيادة عدد المف ّت�شين و�أخ�صائيو �ضبط جودة‬ ‫ال�سّ لع والخدمات‪ ،‬والقانونيّين‪ ،‬والباحثين‪ ،‬وكذلك‬ ‫نقل بع�ض ال�صالحيات الخا�صة ببع�ض الجهات �إلى‬ ‫الهيئة كت�صاريح العرو�ض الترويجية‪ ،‬والتخفي�ضات‬ ‫المو�سمية وغيرها‪.‬‬


‫ذاكرة الزمن‬

‫‪22‬‬

‫في مارس‬

‫أحداث وأيام‬

‫ •‪/ 3‬مارس‪ :‬اليوم العالمي لألحياء البرية‬ ‫ •‪/ 8‬مارس‪ :‬اليوم الدولي للمرأة‬ ‫ •‪/ 20‬مارس‪ :‬اليوم الدولي للسعادة‬ ‫ •‪/ 21‬مارس‪ :‬اليوم الدولي للقضاء على‬ ‫التمييز العنصري‬ ‫ •‪/ 21‬مارس‪ :‬اليوم العالمي للشعر‬ ‫ •‪/ 21‬مارس‪ :‬اليوم الدولي للغابات‬ ‫واألشجار‬ ‫ •‪ 21‬مارس‪ :‬اليوم العالمي لمتالزمة‬ ‫داون‬ ‫ •‪/ 22‬مارس‪ :‬اليوم العالمي للمياه‬ ‫ •‪/ 23‬مارس‪ :‬اليوم العالمي لألرصاد‬ ‫الجوية‬

‫‪1977‬‬

‫تم الحصول على النسخة األصلية‬

‫لرسالة نبينا الكريم محمد صلى الله‬

‫عليه و سلم لملكي عمان جيفر و عبد‬ ‫ابني الجلندى‪.‬‬

‫أحداث تاريخية‬

‫ذاكرة‬

‫‪1945‬عقد أول مؤتمر لالتحاد النسائي الديمقراطي‬

‫‪1973‬إنشاء الجمعية العمانية لهواة الراديو و جاللته رئيسا لها‪.‬‬

‫أثره تم تخصيص اليوم العالمي للمرأة بتاريخ ‪8‬‬

‫‪1974‬االنتهاء من حفر خمسة آبار بواسطة ثاقب ماسي للبحث عن النحاس في وادي السيل شمال عمان ‪.‬‬

‫العالمي والذي عقد في باريس عام و الذي على‬ ‫مارس‪.‬‬

‫‪1950‬تعيين أول امرأة في البحرية األمريكية‬

‫كمسؤولة عن األطباء‪.‬‬

‫في شهر مارس‬

‫‪1975‬اكتشاف ثالثة أبار جديدة للنفط في فهود‪.‬‬ ‫‪1975‬البدء بإنشاء ثالثة معاهد لتدريب المعلمين ‪.‬‬

‫‪1954‬انتاج أول تلفزيون ملون في نيويورك‪.‬‬

‫‪1976‬تخريج أول ثالثة طالب عمانيين من مركز تدريب الطيران بإسكتلندا‪.‬‬

‫‪1958‬اكتمال عبور القارة القطبية الجنوبية في ‪99‬‬

‫‪1977‬تم الحصول على النسخة األصلية لرسالة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لملكي عمان جيفر‬

‫‪1963‬فرنسا تنفذ تجرية نووية في الجزائر‪.‬‬

‫‪1979‬افتتاح أول معرض للتراث العماني و الذي احتوى على نماذج من التراث العماني التي توضح مراحل‬

‫يوماً ‪.‬‬

‫‪1969‬أول رحلة تجريبية لطائرة كونكورد األسرع من‬

‫الصوت‪.‬‬

‫‪1979‬اكتشاف أول بركان خارج األرض و تحديداً في‬

‫كوكب المشتري بواسطة القمر الصناعي(‪.) IO‬‬

‫‪1982‬مركبة الفضاء الروسية فينيرا ‪ 14‬تهبط على‬

‫كوكب الزهرة و ترسل البيانات إلى األرض‪.‬‬

‫‪1998‬اول لعبة هوكي الجليد لإلناث في تاريخ‬

‫األلعاب االولمبية و كانت بين فنلندا و السويد‪.‬‬

‫و عبد ابني الجلندى‪.‬‬

‫التطور الحضاري في عمان‪.‬‬

‫‪1979‬أول سباق للسيارات في سلطنة عمان‪ ,‬و الذي تم بمشاركة ‪ 21‬مشاركا‪ ,‬و كانت مسافة السباق ‪140‬‬

‫كيلو متر منطلقا من نادي الدولفين ببوشر الى بدبد‪.‬‬

‫‪1979‬افتتاح أول معرض ثقافي عماني في سنغافورة‪.‬‬

‫فعاليات الشهر‬

‫تنظم الجمعية العمانية لتقنيات التعليم‪ ،‬المؤتمر الدولي الثالث للجمعية العمانية لتقنيات‬ ‫التعليم‪ ،‬حيث يناقش المحور الرئيسي للمؤتمر طموح التقنية و فهم المستحدثات‬ ‫التربوية‪ ،‬و سيعقد في الفترة الزمنية ‪ 26 - 25‬من مارس ‪ 2015‬م ‪.‬‬ ‫المؤتمر الدولي األول ألخالقيات البيولوجيا‪ ،‬والذي يعقد في الفترة الزمنية من ‪10 8-‬‬ ‫مارس‪2015‬م ‪ ،‬والقائمين على المؤتمر‪ :‬اللجنة الوطنية ألخالقيات البيولوجيا‪ ,‬جامعة‬ ‫السلطان قابوس‪ ,‬مجلس البحث العلمي‪ ,‬المنظمة العالمية للتربية و الثقافة و العلوم‬ ‫(اليونسكو)‬ ‫الدورة الرابعة لرياضة المرأة الخليجية ‪ ،‬والذي يعقد في الفترة الزمنية ‪ 8-18‬مارس‬ ‫‪2015‬م‪ ،‬والقائم على هذه الدورة "اللجنة التنظيمية لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول‬ ‫الخليج العربية"‪.‬‬


‫مقال‬

‫عبدالرزاق الربيعي‬ ‫‪razaq2005@hotmail.com‬‬

‫يجف‬ ‫نهر الشعر ال ّ‬ ‫لوعاد لوتريامون‪ ،‬ال�شاعر الفرن�سي المتوفى عام‪ 1870‬م �صاحب‬ ‫المقولة ال�شهيرة "ال�شعر يجب �أن يكتبه الجميع"‪ ،‬و�س�ألناه بعد �أن‬ ‫يرى الحال الذي و�صل �إليه ال�شعر اليوم‪ ،‬من �إنزواء‪ ،‬وتقهقر في‬ ‫مبيعات كتبه في معار�ض الكتب‪ ،‬هل �سيظ ّل م�ص ّرا على مقولته تلك؟‬ ‫�أم �إ ّنه �سيتراجع عنها؟‬ ‫ال �أظن‪ ،‬فلوتريامون الذي يعتبر �أول من كتب ق�صيدة النثر في‬ ‫كتابه (�أنا�شيد مالدورور)‪ ١٨٦٧‬كان يحلم بعالم �أف�ضل‪ ،‬وجعل الأمل‬ ‫عنواناً في حياته الق�صيرة التي لم تتجاوز الـ‪� 26‬سنة فقط‪� ،‬إذ ي�ؤ ّكد‬ ‫أغني اال للأمل"‪ ،‬وقد اعتبر ال�شاعر "هو‬ ‫في �إحدى ر�سائله‪« :‬لم اعد � ّ‬ ‫الذي يع ّزي الب�شرية! " لأ ّن ال�شعر لي�س الإع�صار ‪ ،‬وال الزوبعة؛ �إنه‬ ‫نهر عظيم وخ�صب"‬ ‫هذه المقوالت تعطينا جرعة تفا�ؤل بم�ستقبل ال�شعر بعد �أن �صار‬ ‫مهدّدا من قبل الفنون الجميلة الأخرى‪ ،‬كال�سينم‪ ،‬والمو�سيقى‪،‬‬ ‫والغناء التي �صارت ت�ستقطب اهتمام الجمهور الوا�سع‪ ،‬وتحظى‬ ‫بمتابعته‪� ،‬إلى جانب الفنون الأدبيّة الأخرى‪ ،‬كالرواية التي �صارت‬ ‫"ديوان العرب" بعد �أن كان ال�شعر ينال هذه المرتبة‪ ،‬و�أ�صبح زمننا‬ ‫هو "زمن الرواية" على ح ّد تعبير د‪.‬جابر ع�صفور‪ ،‬وقد انعك�س هذا‬ ‫الحال على ال�شعر الذي انزوى‪ ،‬وانح�سر جمهوره‪ ،‬وتراجعت مبيعات‬ ‫دواوين ال�شعر في معار�ض الكتب‪ ،‬و�صارت طباعة الف ن�سخة عبئا‬ ‫على النا�شرين‪ ،‬وال�شعراء‪ ،‬وقد تظ ّل �شهورا عديدة على رفوف‬ ‫المكتبات تنتظر يدا حانية تق ّلبها ‪،‬وذلك �أ�ضعف الإيمان!!‬ ‫وهذا لن يكون دون م�شاركة من الجميع‪ ،‬وعلى ر�أ�سهم منظمة اليون�سكو‬ ‫التي �أعلنت عام ‪ 1999‬تخ�صي�ص ‪( 21‬مار�س) من كل عام لالحتفال‬ ‫باليوم العالمي لل�شعر‪ ،‬ويت ّم خالل هذا اليوم �إقامة مهرجانات‪،‬‬ ‫وندوات ت�ؤكد دور ال�شعر في تغذية الروح والوجدان‪ ،‬والت�شجيع‬ ‫على كتابته‪ ،‬ون�شره‪ ،‬وتدري�سه في جميع �أنحاء العالم‪ ،‬وذلك تعزيزا‬ ‫لمكانة ال�شعر في حياتنا‪ ،‬كونه يرتقي بالح�س الإن�ساني‪� ،‬ش�أنه �ش�أن‬ ‫بقيّة الفنون الجميلة كالر�سم‪ ،‬والمو�سيقى‪ ،‬ويجد الباحثون في هذا‬ ‫اليوم منا�سبة لطرح ت�سا�ؤالت عديدة حول التحديات التي يواجهها‬ ‫ال�شعر في عالمنا المعا�صر‪ ،‬بعد تراجع مبيعات كتب ال�شعر‪� ،‬إذ يلقي‬ ‫الكثيرون الالئمة على ال�شعراء �أنف�سهم‪ ،‬كونهم ابتعدوا عن الق�ضايا‬ ‫التي ته ّم النا�س‪ ،‬وظ ّلت ن�صو�صهم تدور في فلك الوجدان‪ ،‬وطغى‬ ‫الغمو�ض على ن�صو�صهم‪ ،‬يقول بيلي كولنز" ال�شعر في حقيقته بيت‬ ‫الغمو�ض وغياب اليقين" والغمو�ض عن�صر جمالي �شرط اال يكون‬ ‫مفتعال‪ ،‬وهو ما ي�صفه �أدوني�س بـ"التغمي�ض" الذي ي�شبهه برجل‬ ‫يطفيء النور لي�سير في غرفة كما يفعل الأعمى!!‬

‫الن�شر عبرها متاحا للجميع‪ ،‬لملء الم�ساحات البي�ض‪ ،‬والفراغات‪،‬‬ ‫وكذلك هبوطهم بم�ستوى فن ال�شعر‪ ،‬وو�ضعه في خدمة الأجندات‬ ‫الأيديولوجيّة‪ ،‬والأغرا�ض ال�شخ�صيّة‪ ،‬والم�صالح الذاتيّة ال�ضيّقة‪،‬‬ ‫وكذلك عدم معرفة قيمة ما يكتبون‪ ،‬وبهذا ال�صدد ينوّه الكاتب ح�سن‬ ‫العلوي في كتابه "الجواهري ر�ؤية غير �سيا�سية" �إلى ق�صة الأمير‬ ‫�أحمد بن المعت�صم مع �شاعره الحي�ص بي�ص الذي جاءه يوما عار�ضا‬ ‫عليه بيتين من ال�شعر ب�ألف دينار حتى �إذا �أن�شده �إياهما �أوعز الأمير‬ ‫ب�ضرب ال�شاعر مائة جلدة‪ ،‬وكان مع كل جلدة ي�صرخ �إنه لم يفعل‬ ‫�سوءا‪ ،‬ولم يقل �سوءا‪ ،‬ف�إذا انتهى الجالد و�أح�ضر المجلود �إلى مجل�س‬ ‫الأمير و�س�أله عن �سبب جلده‪ ،‬قال الأمير �أحمد بن المعت�صم ‪" :‬هذا‬ ‫جزاء من ال يعرف قيمة �شعره "‬ ‫وهذا الحال لي�س بجديد‪ ،‬فلقد تحدّث الوهراني عن ك�ساد ال�شعر‪،‬‬ ‫�إذ اجتمع يوما ببع�ض المعارف ف�س�أله عن �أ�سعار الأ�شعار ‪،‬ف�أخبره‬ ‫عنها بالك�ساد والف�ساد وقال "كل كالم م�سجوع ال ي�سمن وال يغني‬ ‫من جوع و�صاحب الق�صيد كالبا�سط ذراعيه بالو�صيد (ي�شير �إلى‬ ‫كلب �أهل الكهف) وماعند الأمراء �أخ�س من ذقون ال�شعراء " رغم‬ ‫ك ّل ذلك‪ ،‬فال�شعر باقٍ ما بقي الإن�سان على وجه الأر�ض‪ ،‬وقد م ّر‬ ‫بحاالت من النكو�ص‪ ،‬والتراجع‪ ،‬لك ّنه �سرعان ما تجاوزها‪ ،‬ومنها ما‬ ‫يمر به اليوم من تراجع ب�سبب الظروف التي يم ّر بها عالمنا العربي‬ ‫المعا�صر‪ ،‬وهو الأمر الذي جعل الدكتور محمّد �صابر عبيد ي�صدر‬ ‫بيانا ن�شره م� ّؤخرا على �صفحات جريدة "النهار" يدعو من خالله‬ ‫ال�شعراءالعراقيّين �إلى ال�صمت ال�شعري فهو بنظره "�أبلغ ق�صيدة‬ ‫يمكن �أن يكتبها �أ�شعركم‪ .‬فطالما �أ ّن الحري َة �صامتة �صمت الموتى‪،‬‬ ‫فعلى ال�شعر �أن ي�صمت �أي�ضاً‪ ،‬من حيث �أ ّن "ما يُك َتب الآن لي�س �سوى‬ ‫ر�سائل رجل ميّت يبعث ب�سيرته من قبر مهجور لي�س له عنوان"‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬مع تجاوز تلك الظروف تظ ّل كلمات ال�شعراء تفتح الطريق‬ ‫لر�ؤية عالم �أجمل‪ ،‬و�أبهى‪ ،‬فال يموت ال�شعر‪ ،‬لك ّنهقد يتو ّزع على‬ ‫بقيّة الفنون الجميلة‪ ،‬كما ح�صل مع الفل�سفة التي تج ّز�أت‪ّ ،‬‬ ‫وت�شظت‪،‬‬ ‫وتو ّزعت بين العلوم الو�ضعيّة الأخرى‪ ،‬فال�شعر ال يقت�صر على القول‬ ‫ال�شعري‪ ،‬فقد تجري �صورة �شعرية في �سياق جملة تقال في الكالم‬ ‫اليومي‪ ،‬وهذه لي�ست جديدة‪ ،‬فمما يروى �أن ال�شاعر �أبو العميثل‬ ‫دخل على طاهر بن الح�سين مادحا‪ ،‬فقبّل يده‪ ،‬فقال له طاهر‪ :‬ما‬ ‫�أخ�شن �شاربك!‪ ،‬فقال‪�:‬أيها الأمير �إن �شوك القنفذ ال ي�ضر ببرثن‬ ‫الأ�سد‪ ،‬ف�ضحك‪ ،‬وقال‪ :‬هذه الكلمة �أعجب �إلي من كل �شعر‪ ،‬و�أعطاه‬ ‫لق�صيدته �ألف درهم‪ ،‬ولكلمته هذه ثالثة �آالف درهم‪ ،‬فالحياة التي‬ ‫هي الم�صدر الأوّل لل�شعر‪ ،‬يقول هنري ميللر ‪" :‬لي�س �شرطا توفر‬ ‫الورق والحبر لكتابة ال�شعر‪� ،‬أو بذره‪ ،‬فال�شعوب البدائية ب�أ�سرها‬ ‫وال نرفع الم�س�ؤوليّة عن عاتق ال�شعراء‪ ،‬فقد �ساهم البع�ض منهم �شعراء فعل‪� ،‬شعراء حياة" لذا فنهر ال�شعر �سيظ ّل متد ّفقا‪ ،‬وحيّا ما‬ ‫في ذلك‪ ،‬ال�ست�سهال الكتابة‪ ،‬عدم الت�أ ّني في طباعة �شعرهم‪� ،‬أو دفع بقي الإن�سان على وجه الأر�ض �إلى �أن يرثها اهلل‪ ،‬ومن عليها‪.‬‬ ‫ن�صو�صهم للن�شر في ال�صحف‪ ،‬والمواقع الألكترونيّة التي �صار‬

‫‪23‬‬


‫مقال‬ ‫مرفت بنت عبد العزيز العريمية‬

‫‪24‬‬

‫‪mirfat.alarimi@oeppa.om‬‬

‫غايتنا‪ :‬سعادة مستدامة‬ ‫“�إنها المعنى والغر�ض من الحياة والهدف‬ ‫الكامل ونهاية الوجود الإن�ساني” مفهوم ال�سعادة‬ ‫عند �أر�سطو ‪� ،‬أما �أرن�ست همنجواي فيرى �أن ال�سعادة‬ ‫تكمن في” ذاكرة �ضعيفة و�صحة جيدة” والذاكرة‬ ‫ال�ضعيفة هنا ن�سيان ما ال يفيد تذكره‪ .‬والبحث عن‬ ‫ال�سعادة الأبدية في الحقيقة غريزة �إن�سانية ظهرت‬ ‫منذ الأزل فرحلة البحث مازالت م�ستمرة بين‬ ‫العلماء والباحثين الذين يرون �أنه ال يمكن الف�صل‬ ‫بين ال�سعادة وتنمية المجتمعات وتطورها‪ ،‬على‬ ‫الرغم من �أن طموحات الأفراد وثقافتهم تدفعهم‬ ‫نحو اتجاهات مختلفة للبحث عنها ‪.‬‬ ‫�إن االهتمام المتزايد با�ستراتيجيات ال�سعادة في‬ ‫الدول المتقدمة جاءت بهدف �سعي الدول �إلى رفع‬ ‫م�ستوى م�شاركة الفرد بالمجتمع لتحقيق النمو‬ ‫االقت�صادي المرجو‪ ،‬وتنمية م�ستدامة فالدرا�سات‬ ‫الحديثة �أثبتت �أن انخفا�ض م�ستوى ال�سعادة لدى‬ ‫الفرد ي�ؤثر على �إنتاجيته وجودة �أدائه وي�ساهم في‬ ‫رفع ن�سبة احتمالية الإ�صابة بالأمرا�ض النف�سية‬ ‫والعقلية والج�سدية‪ ،‬وهذا ما �أحدث تغيرا في‬ ‫مفاهيم النجاح فانتقلت تلك المجتمعات من مفهوم‬ ‫التفوق �سر ال�سعادة �إلى مفهوم ال�سعادة �سر الإبداع‬ ‫وبالتالي تحقيق التفوق والتميز فهناك ارتباط‬ ‫وثيق بين ال�شعور بال�سعادة والراحة النف�سية وبين‬ ‫الإبداع والعمل بحب‪ .‬وعند مقارنة نتائج الدرا�سات‬ ‫المختلفة والتي �أجريت في مختلف دول العالم وفي‬ ‫فترات زمنية متباعدة نجد ت�شابه كبير في النتائج‪،‬‬ ‫فقد وجد العلماء �أن �سعادة الإن�سان تتحقق بتمتعه‬ ‫ب�صحة جيدة وتعليم كاف وعمل يكفي حاجته وبيئة‬ ‫�آمنة وا�ستقرار نف�سي و�أ�سري واجتماعي‪� ،‬إ�ضافة �إلى‬ ‫تمتع الإن�سان بتفكير �إيجابي ونظرة متفائلة للحياة‪.‬‬

‫فقد قالت م�ؤ�س�سة غلوبال هابين�س ال�سويدية �إن مجابه المحن والتحديات ب�شكل �أف�ضل من خالل‬ ‫من �أ�سباب ارتفاع م�ستوى ال�سعادة في ال�سويد يعود الأن�شطة التفاعلية والبدنية وتعليمهم طرائق‬ ‫�إلى ارتفاع م�ستوى الثقة لدى المواطن ال�سويدي التفكير الإيجابي‪.‬‬ ‫للحكومة ومعدل منخف�ض من الف�ساد ووجود‬ ‫م�ؤ�س�سات مجتمعية وتطوعية تعمل ب�شكل جيد وقد �أكدت درا�سة لجامعة ما�سوت�ش�س �أن المتفائلين‬ ‫وانت�شار قيم الت�سامح ن�سبيا بالمجتمع �إ�ضافة �إلى هم الأطول عمرا والأكثر �صحة ذهنياً وبدنياً‬ ‫انخفا�ض معدل البطالة ومعدالت النمو االقت�صادي حيث تنخف�ض لديهم معدالت الإ�صابة بالإكتئاب‬ ‫الجيد للبالد‪ ،‬وقد �سعت ال�سويد �إلى ت�شجيع والأمرا�ض القلبية كما اثبتت �أن هناك الكثير‬ ‫المواطنين على اال�ستغالل الأمثل للوقت من خالل من المفاهيم الرا�سخة في الأذهان والتي ال تعد‬ ‫ممار�سة الأن�شطة الترفيهية الفاعلة كالأن�شطة �صحيحة مثل �أن الت�شا�ؤم ا�ستعداد فطري يولد مع‬ ‫البدنية والأعمال الخيرية والتوا�صل االجتماعي الفرد فين�شئ الفرد �إن�سانا قلقا مت�شائما و�سلبيا‬ ‫مع الأرحام واال�صدقاء وتجنب الأن�شطة ال�سلبية وبالتالي يبرر �أ�صحاب هذه الفئة ت�شا�ؤمهم بان هذه‬ ‫طبيعتهم وال يمكن تغيريها علما بان التفا�ؤل �صفة‬ ‫التي من �ش�أنها تخفي�ض ن�سبة ال�سعادة ‪.‬‬ ‫مكت�سبة من اال�سرة والمدر�سة واال�صدقاء ف�إن ‪١٠‬‬ ‫في المئة من �سعادة الإن�سان تتوقف على الظروف‬ ‫الخارجة والمحيطة به �أمَّا ‪ ٩٠‬في المئة من �سعادته‬ ‫تتوقف على الفرد نف�سه وطريقة تفكيره ونمط‬ ‫المتفائلين‬ ‫حياته وعوامل �صحية �أخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عمرا‬ ‫أطول‬ ‫وأكثر صحة‬

‫وقامت بع�ض الدول المتقدمة ب�إدخال مواد درا�سية‬ ‫تعلم الأطفال في ال�سنوات الدرا�سية الأولى التفا�ؤل‬ ‫والتفكير الإيجابي كجزء من ا�ستراتيجية ال�سعادة‬ ‫لتعزيز �أداء المواطنين ورفع كفاءتهم وم�ساهماتهم‬ ‫في المجتمع‪ .‬ولعل تفوق دول اال�سكندنافية في‬ ‫م�ؤ�شرات ال�سعادة لأعوام خير دليل على �أهمية‬ ‫ومع نمو ال�سكان وتو�سع المجتمعات في م�ساحات تعزيز قيم ال�سعادة لتطوير المجتمعات ورقيها‪.‬‬ ‫جغرافية كبيرة كان البد من و�ضع ا�ستراتيجيات‬ ‫ت�ساعد الحكومات على النمو االقت�صادي لتحقيق وقد �أ�شارت �أبحاث غلوبال هابين�س �إلى �أن ت�شجيع‬ ‫الرخاء ل�شعوبها وتحقيق الأمن واال�ستقرار فهناك الأطفال وال�شباب على التعليم واال�ستمرار في‬ ‫عالقة مطردة بين الأمن االقت�صادي واال�ستقرار المدر�سة ي�ساعد في بناء مجتمع �سعيد ‪ .‬ولعل‬ ‫الأمني للمجتمعات فو�ضعت خطط ا�ستراتيجية برنامج بن ريزلين�سي وفريند�س الذين تم‬ ‫ت�ؤمِّن ل�شعوبها ال�سعادة الم�ستدامة من خالل برامج ت�صميمها من قبل باحثين امريكيين لتعليم‬ ‫الأطفال التفا�ؤل والقناعة والر�ضا والقدرة على‬ ‫متنوعة �أذكر بع�ضا منها في ال�سطور التالية‪:‬‬

‫وتتناف�س الم�ؤ�س�سات �أي�ضا في العالم المتقدم على‬ ‫خلق بيئات �سعيدة تجذب الفرد فبعد ان كانت‬ ‫المتاجر التجارية تقوم بتوظيف الدرا�سات النف�سية‬ ‫في فهم ميول الأفراد والعوامل التي ت�ساعد على‬ ‫جذب االنتباه من �أجل زيادة مبيعاتها انتهجت‬ ‫الم�ؤ�س�سات المنهج نف�سه في خلق بيئة عمل �سعيدة‬ ‫ت�شجع الموظف على الإنتاج واال�ستمرار في العمل‬ ‫ل�ساعات طوال من خالل ديكورات مريحة وراقية‬ ‫وبيئات عمل �صحية وخدمات متنوعة للموظفين‬ ‫والزوار �إلى جانب �إن�شاء �أق�سام لرعاية الموظفين‬ ‫هذا في �إطار ا�ستراتيجيات ال�سعادة التي تطبقها‬ ‫الدول والم�ؤ�س�سات‪ .‬و�أ�شارت االبحاث �إلى �أن‬ ‫التجديد في نمط الحياة لأفراد �سواء في �إطار‬ ‫اال�سرة من خالل الرحالت وال�سفر او من خالل‬ ‫�إنجاز العمل ب�أ�ساليب مختلفة يرفع من م�ستوى‬ ‫ال�شعور بال�سعادة‪ .‬وفي درا�سة ميدانية لهايت‬ ‫و�سيلفرز �أكدت �إن هرمون الحب (االوك�سيتو�سين)‬ ‫الم�س�ؤول عن ال�شعور بال�سعادة يزداد غزارة مع قيام‬ ‫االن�سان بالتوا�صل مع الآخرين ب�إخال�ص وحب‬ ‫والتفاعل مع الكون بالتفكر و التعلم �أو بالتعاطف‬ ‫مع الغير وم�ساعدتهم‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.