العدد ()٢
إصدارشهري يصدر عن إبريل ٢٠١٥م
14,121 الف
األيام المتبقية لنفاذ النفط في العالم المصدر worldometers
4
السلطنة نجحت في التنمية بفضل رؤية صاحب الجاللة
15
استراتيجيات السلطنة في مكافحة األمراض غير المعدية
18
تجارب خليجية في التنوع االقتصادي
إنطالقة
2
أمسح وشاهد المتعددة ،في في إطار توظيف الوسائط ّ
الورقية ،للمزيد من الصحافة ّ
التفاعل مع
،للمرة يدشن "رواق " خدمة جديدة ّ القراء، ّ ّ األولى في السلطنة، ،مستفيدين
من
التطور التكنولوجي،وجعله في خدمة القاريء ّ
،فلمشاهدة مقاطع الفيديو الموجودة
قم بالمسح الضوئي (للباركود) الخاص بـ"رواق" ْ بكل مقطع فيديو ،وبإمكان مستخدمي أجهزة ّ
اللوحية التي الهواتف المحمولة ،والحواسيب ّ تعمل بنظام االندرويد تحميل برنامج (َQR
، )Code Readerمن متجر ( ،)Play Storeكما
اللوحية يمكن لمستخدمي الهواتف ،واألجهزة ّ التي تعمل بنظام ( )iOSتحميله من موقع (.)iTunes
الرئيس التنفيذي د .إبراهيم بن أحمد الكندي مديرة مركز الدراسات والبحوث اإلشراف التحريري مرفت بنت عبد العزيز العريمية المراجعة التحريرية عبد الرزاق الربيعي ناصر أبو عون التنسيق الفني والمتابعة زبيدة بنت علي البلوشية اإلخراج والتنفيذ طاهر الحراصي محمد بن راشد العيسائي التصوير حمد الرئيسي
العدد 3
كرا�سات ا�سرتاتيجية
اإ�سدارات مركز الدرا�سات والبحوث
مع رواق
مرفت بنت عبد العزيز العرميية مديرة مركز الدراسات والبحوث
مقرتح خطة وطنية لتمكني املوارد الب�سرية يف �سلطنة ُعمان د .اإبراهيم بن اأحمد الكندي
بحوث خلدمة املجتمع ودعم �سانع القرار
اإ�سدارات مركز الدرا�سات والبحوث
يستهدف مرشوع كراسات اسرتاتيجية الذي يرشف عىل إصداره مركز الدراسات والبحوث مبؤسسة عامن للصحافة والنرش واإلعالن فتح نوافذ جديدة للباحثني العامنيني والعرب للمشاركة بدراساتهم وبحوثهم الجادة وذلك ضمن رؤية اسرتاتيجية تتناول التحديات التي تواجه املجتمع العُامين بوجه خاص والخليجي والعريب بوجه عام رشيطة أن تقدم هذه الدراسات حلوال ومعالجات واقعية عىل األصعدة كافة اقتصاديا وبيئيا وصناعيا واألنشطة اإلنسانية عامة بغية خدمة واضع السياسات وصانع القرار لتكون له مرشدا ومعينا يف مواجهة التحديات وخدمة املجتمع.
كرا�ســــات ا�سرتاتيجية
الترجمة أحالم بنت صالح الشعيلية
إصدار متخصص يصدر عن مركز الدراسات والبحوث ويوزع مع جريدة عمان
جميع اآلراء الواردة في اإلصدار تعبر عن آراء كاتبيها فقط وال تعبر عن رأي المؤسسة. يرحب رواق بجميع المشاركات والمساهمات واإلبتكارات العلمية والبحثية التي تقدم حلوال قابلة للتطبيق ،ونرجو تواصلكم عبر:
هاتف/ 24649145 :فاكس24649143 : ايميلrawaq.r.s.c@gmail.com :
ُط ِبع بمطابع مؤسسة ُعمان للصحافة والنشر واإلعالن
خــاص:
تقدم خدمات كبرى لألدب العربي كراسي السلطان قابوس ّ
ا�ست�ضاف مركز الدرا�سات ،والبحوث بم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة ،والن�شر ،والإعالن في "رواق الفكر" د�.سوزان بينكني �ستيتكيفيت�ش� ،أ�ستاذة كر�سي ال�سلطان قابو�س للدرا�سات العربية والإ�سالمية ،في جامعة جورج تاون بوا�شنطن ،التي زارت ال�سلطنة �ضمن فعاليات م�ؤتمر (المناهج النقدية الحديثة. الن�ص ال�شعري :قراءات تطبيقية) الذي ّ نظمته جامعة ال�سلطان قابو�س باال�شتراك مع النادي الثقافي ،والجمعية العمانية للكتاب والأدباء. وتم ّثلت الإ�ست�ضافة في جل�سة نقا�شيّة افتتحتها بالحديث عن دور كرا�سي ال�سلطان قابو�س في عمليّة التوا�صل الثقافي،وخدمة اللغة العربيّة ،و�آدابها ، في الأماكن المتواجدة فيها بالجامعات العالميّة ،ور�أت �أ ّن هذه الكرا�سي تقدّم خدمات كبرى للأدب العربي ،وقد تلمّ�ست هذا من خالل اقبال الدار�سين عليها من مختلف دول العالم ،وتط ّرقت في حديثها �إلى العديد من ق�ضايا ال�شعر العربي القديم ٬ واال�ست�شراق ،ودور الم�ست�شرقين في خدمة الأدب العربي ،وتحدّثت عن النظريات والمناهج النقدية ،وتداخل الفنون ،وجهودها في �إثبات مكانة ال�شعر العربي القديم بين الأ�شعار العالمية الكبرى ،م�ؤ ّكدة على دعوتها �إلى �إعادة تقييم الق�صيدة العربية القديمة بطريقة مقنعة لكل من القارئ العربي والغربي ،وما طرحته في م�ؤلفاتها من �إن "وعي �أبي تمّام ...هو الذي م ّكنه من الإحاطة بعنا�صر ِ�شعريّة و�أفكار جديدة ،فاتت الن ّقاد العرب في رواق الفكر
3
،والإعالميّة لمي�س الكعبي و�آخرون �آراء ناق�شتها الدكتورة (�سوزان بينكني �ستيتكيفيت�ش) في كتبها «ال�شعر ِّ التي �أهمها ِّ ّا�سي»، وال�شعريّة في الع�صر العب ّ وهو �أطروحة الدكتوراه للباحثة ،التي نالت درجتها من ق�سم لغات ال�شرق الأدنى وح�ضارته في جامعة �شيكاغو( ،مار�س ،)1981 ،ب�إ�شراف بيير كاكيا (جامعة كولومبيا).
ال�سكوني الع�صور الو�سطى ،مثل الآمدي ،بمفهومهم ّ والمحدود عن ِّ العربي ...وهذا ،بالتالي، ال�شعر ّ إ�سالمي العربي -ال �سَ مَح ب�إعادة ا�ستيعاب التقليد ّ ّ �شرقي قديم ،بحيث يمكن للمفهوم في تقليد ّ ُ العبا�سي عن الخالفة والأمّة ،على �سبيل المثال، ّ ّ ِّ عريّ من المنظور ال�ش على الأقل� ،أن يتجاوز القيا�س على ال�شيخ والقبيلة في الجاهليّة �إلى القيا�س على مبادئ ال َملَ ِكيّة الكهنوتيّة في بالد ما بين النهرين ولم�شاهدة تفا�صيل الحوار ،حول �أهمية كرا�سي جاللة القديمة ".و�شملت النقا�شات التي �شارك فيها ال�سلطان ،يمكنكم ذلك من خالل م�سح الباركود �أعاله. ال�شاعر �شوقي عبدالأمير والدكتور �صالح الفهدي
يستقبل طلبة قسم اإلعالم بكلية العلوم التطبيقية بنزوى
خــاص:
في زيارة لطالبات ق�سم الإعالم بكليّة العلوم التطبيقيّة بنزوى ،لم�ؤ�س�سة عمان ل�صحافة والن�شر واالعالن ،قدم مركز الدرا�سات والبحوث ،محا�ضرة بـ"رواق الفكر" حول �أهميّة و�سائل الإعالم في الحفاظ على الهويّة الوطنيّة ،وقدم المحا�ضرة الباحثان نا�صر �أبو عون ،وعبد الر ّزاق الربيعي ،وبح�ضور عدد من موظفي الم�ؤ�س�سة. تم التطرق في المحا�ضرة �إلى �أه ّم الإ�شكاليات التي تعاني منها ال�صحافة العربية ب�شكل عام ،والمحلية ب�شكل خا�ص، في المرحلة الراهنة ،في ظل انت�شار و�سائل التوا�صل الإجتماعي ،وظهور ما ي�سمى بـ"المواطن ال�صحفي" وهو ما جعل ال�صحافة الخبريّة تتراجع ل�صالح �صحافة الر�أي التي ترتكز على فنون التحليل ،واال�ستطالع ،والتحقيق، والمقال والتقرير ،وتحليل ما وراء الخبر ،و�صحافة والن�ص الفائق ،مناق�شين �ضرورة و�ضع مواثيق الفيديو ّ �شرف �إعالميّة ،تحكم عملية نقل المعلومات ،والتحرير
أخبار
د .سوزان
ال�صحفي بالإ�ضافة �إلى تطوير وتحديث قوانين الن�شر والمطبوعات. و�أكد الباحثان على �ضرورة مالم�سة ال�صحافة المحليّة لق�ضايا الواقع العماني ،وتناوال دور ال�صحافة المحليّة في نقل التراث ،والتم�سك بالعادات والتقاليد ،وو�ضع حلول لم�شكالت المجتمع من خالل طرح العديد من
التجارب الإعالميّة والتحديات التي تواجهها ،ث ّم ُف ِتح باب النقا�ش الذي �أثرى المحا�ضرة بالعديد من المالحظات، والت�سا�ؤالت والمداخالت التي قدمتها طالبات الكلية التقنية بنزوى. في ختام الزيارة قامت الطالبات بجولة تعريفية بالدوائر والأق�سام ،و التعرف على �آلية �سير العمل في الم�ؤ�س�سة .
أخبار
السفير البريطاني في "رواق الفكر": خــاص:
4
السلطنة نجحت في التنمية بفضل رؤية صاحب الجاللة
�أ�شاد �سعادة جوناثان ويلك�س �سفير المملكة المتحدة في ال�سلطنة بدبلوما�سية ال�سلطنة التي تقرب الم�سافات بين الدول و�أكد �إنه يحب ال�سلطنة كغيره من ال�سائحين البريطانيين ،وال بد �أن نبني على هذه العالقات الحميمة ج�سورا للترابط. جاء ذلك في لقاء �إعالمي بـ "رواق الفكر " بم�ؤ�س�سة عمان لل�صحافة ،والن�شر ،والإعالن ،تحت رعاية �صاحب ال�سمو ال�سيد محمد بن �سالم �آل �سعيد رئي�س دائرة المرا�سم بوزارة الخارجية ،تناول العالقات العمانية البريطانية، و�أداره الإعالمي مو�سى الفرعي رئي�س تحرير"�أثير" االلكترونيّة التي ّنظمت اللقاء ،و�أ�شاد �سعادته بتقدم ال�سلطنة بف�ضل ر�ؤية �صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س بن �سعيد المعظم – حفظه اهلل ورعاه -ونجاحها في التنمية ،وقال �أن بريطانيا �شريكة لعمان في كافة المجاالت بما فيها المجال االقت�صادي مبديا الرغبة في م�ساعدة ال�سلطنة للعب دور كدولة رائدة للتعاون واال�ستثمارات ،وم�ساعدة ال�سلطنة في المرحلة المقبلة لبناء الم�ؤ�س�سات والعالقات ال�شخ�صية مع الجيل الجديد ،وفتح مجاالت �أرحب للتعليم والزيارات والتعلم بالإنترنت �إ�ضافة �إلى تدري�س اللغة الإنجليزية ،حاثا ال�سلطنة على المبادرة في ا�ستقطاب الأجانب وجذبهم لتعلم اللغة العربية والدين الإ�سالمي في ظل التوتر ال�سائد الذي ت�شهده مناطق كانت تعتبر مركزا لتعليم اللغة العربية للغرب .وقال "�إ ّن لمن دواعي �سروري �أن �أكون معكم اليوم لالحتفال بمنا�سبة عودة ح�ضرة �صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س �إلى ال�سلطنة والحديث معكم عن العالقات العمانية البريطانية المتميزة" م�ضيفا " لقد احتفلت ال�سفارة البريطانية بم�سقط بعودة ح�ضرة �صاحب الجاللة ال�سلطان قابو�س �إلى ال�سلطنة حيث عبّر �أع�ضاء ال�سفارة عن فرحتهم بالعودة
تواصل
الميمونة لجاللة ال�سلطان ،كما �أر�سل �صاحب ال�سمو الملكي الأمير ت�شارلز �أمير ويلز ودولة ديفيد كاميرون رئي�س وزارة المملكة المتحدة برقيتي تهنئة �إلى جاللته �أعربا فيها عن �أزكى تهانيهما و�أ�صدق تمنياتهما لجاللته بموفور ال�صحة والعافية والعمر المديد ولل�سلطنة وال�شعب العماني ك ّل التقدم والرفعة والرخاء في ظ ّل قيادة جاللته الحكيمة"
10,000
أالف عماني يزورون بريطانيا كل عام
م�شيرا ب�أن ع�شرة �آالف عماني يزورن بريطانيا كل �سنة، و�أكثر من 99بالمائة يدخلونها من غير ت�أ�شيرات ،ونفى وجود �صمت دولي �إزاء الأزمات بالمنطقة مو�ضحا وجود
@SRCOman
تحرك دبلوما�سي ،و�أنه �شخ�صيا عمل مع زمالء من دول عربية و�أجنبية مختلفة ،و�أنه خالل تلك الأزمات تم �إ�صدار �إعالنات �أ�سبوعية عن كل �أزمات المنطقة ،كما نوه �أن بريطانيا تعاني من �أزمات كثيرة �أهمها الأزمة االقت�صادية وكنا نخ�شى من م�شاكل �أمنية في البالد، ولكن تجنبناها� ،إال �أن �سيا�سة التق�شف �أدت �إلى توترات داخلية ،عالوة على الأزمة مع رو�سيا التي تهدد �أوروبا كلها ،وعلى كل الدول التركيز بال�ش�ؤون المجاورة �أوال ثم التوجه �إلى �ش�ؤون الدول الأخرى. ثم ناق�ش الموقف البريطاني في التعامل مع الأزمات في المنطقة ،بدءا باليمن وحاجتها �إلى حل �سيا�سي وكيفية �إنقاذ اقت�صادها ،مبينا �أن بريطانيا لم تتدخل ع�سكريا ولكنها تدعم دول الخليج ،وتحترم دبلوما�سية ال�سلطنة التي تقرب الم�سافات بين الدول ،ولكن من الأهمية البقاء على ارتباط ،وقوة العالقة الخليجية لإعادة اليمن �إلى طاولة المفاو�ضات ،م�شددا على �ضرورة احترام �شرعية الرئي�س كجزء من الحل ال�سيا�سي.
SRC Oman
ما هي فر�ص توظيف مواقع التوا�صل الإجتماعي في التعليم الإلكتروني ؟
SRC Oman @SRCOman
مقال
زبيدة البلوشية
5
Zeezo.omn@gmail.com
لقد كثر ا�ستخدام مفهوم التنمية الم�ستدامة في الوقت الحا�ضر� ،إذ يعتبر �إحدى الو�سائل المهمة لالرتقاء بالمجتمعات الب�شرية وتطورها ،وذلك من خالل �إحداث تغيرات جذرية ،ونقلة نوعية في حياة الإن�سان ،و�إيجاد كافة العوامل ،والأدوات التي تهدف �إلى تطوير ،وتح�سين ظروف معي�شته ،ليعي�ش حياة مرفهة م�ستقرة ،ولكن عندما توفر التنمية متطلبات الحا�ضر، وت�شكل م�ساراً محفوفا بالمخاطر على الم�ستقبل! ..هنا يجب الت�صدي ،والعمل على اال�ستفادة من �إيجابيات التنمية ،والتهي�ؤ المبكر لدرء �سلبياتها. فالتنمية الم�ستدامة هي تلك التنمية التي تلبي حاجات الحا�ضر ،دون الإخالل باالتزان الطبيعي للبيئة ،مع �ضمان ح ّق الأجيال القادمة في التمتع بحقها من الموارد البيئة الطبيعية النظيفة والالزمة ال�ستمرار النمو، ولكن ما يحدث في وقتنا الحالي هو العك�س تماما ،فلم تعد التنمية م�ستدامة ،بل �أ�صبحت من �أكثر الو�سائل التي �ساهمت ب�شكل كبير في ا�ستنفاذ ،وا�ستنزاف موارد البيئة الطبيعية ،و�إيقاع ال�ضرر بها ،و�إحداث التلوث� ،إذ ارتبط نمط الحياة اال�ستهالكي المنبثق عن التنمية، ب�أزمات بيئية خطيرة مثل فقدان التنوع البيئي ،وتقل�ص الم�ساحات الخ�ضراء بعد �أن ح ّلت مح ّلها المباني، والم�شاريع ،والم�صانع ،التي �أ�سهمت في �إحداث تلوث كبير في مخزون المياه ال�سطحية والجوفية ،وتلوث الهواء ،وارتفاع درجة حرارة الأر�ض ،وا�ستنفاذ الموارد غير المتجددة. فاالهتمام البالغ بالتنمية ،والتطور ،والتكنولوجيا، والعولمة ،جعلت من البيئة ال�ضحية� ،إذ تم ا�ستنزاف مواردها ب�شكل ع�شوائي متخبط ،وغير عقالني ،دون التوفيق بين التنمية االقت�صادية ،والمحافظة على البيئة ،ودون االكتراث �إذا كانت هذه الموارد متجددة �أم ال؟ ،ف�أ�صبحت التنمية تنمية اقت�صادية ،ولي�ست تنمية بيئية ،وهذا ال�سيناريو له عواقب وخيمة على البيئة، و�صحة االن�سان ،و�سي�ؤثر في النهاية ب�شكل �سلبي على االقت�صاد ،وهذا ما يحدث الآن في معظم دول العالم، وخ�صو�صا ال�صناعية منها ،حيث تتكبد خ�سائراً فادحة، واموا ًال طائلة لحل هذه الم�شاكل. و�سلطنة عمان كغيرها من الدول التي ت�سعى �إلى �أن تعجِّ ل بنه�ضتها الحديثة ،م�ستفيدة من تجارب الدول المتقدمة �صناعيا ،وا�ضعة ن�صب عينيها الم�شاكل التي تمر بها هذه الدول ،باعتبارها �ضريبة التطور االقت�صادي وال�صناعي ،والممار�سات الب�شرية الخاطئة، لذا ت�ضافرت جهود الحكومة بف�ضل الر�ؤية ال�سديدة لجاللته المفدى ،وتوجيهاته ال�سامية ،فتم و�ضع
تنمية بيئية ..إقتصادية
ال�سيناريوهات الم�ستقبلية ،والخطط الالزمة لمعالجة ق�ضايا البيئة المتوقعة قبل حدوثها ب�شكل مثمر وبناء، وتم بذلك �إن�شاء وزارة البيئة لتكون �أول وزارة على م�ستوى الدول العربية في مجال البيئة� ،إيمانا ب�أهمية حماية البيئة العمانية ،و�صون ومواردها الطبيعة تحقيقا لمبد�أ اال�ستدامة. كما �إن جائزة ال�سلطان قابو�س لحماية البيئة ،جاءت في وقت ا�شتدت فيه الحاجة �إلى �صوت الحكمة ،والعقل من �صاحب الجاللة -حفظه اهلل -في التعامل مع معطيات البيئة ،ومواردها التي اختل توازنها الطبيعي ب�شكل يهدد بحدوث كارثة عالمية ،وقد لقيت الجائزة ترحيباً وا�سعاً على الم�ستويين الإقليمي والدولي ،وفي مقدمة المرحبين بها منظمة اليون�سكو التي رعتها منذ ميالدها ،وتوافقت �أهدافها مع غاية الجائزة كحافز ي�شجع الإ�سهامات البارزة ،والجهود المخل�صة للأفراد، والجماعات ،والهيئات ،والمنظمات المعنية ب�ش�ؤون البيئة وق�ضاياها ،وجاءت الجائزة اي�ضا بمثابة دعوة ،وحافزاً لكل الجهود والطاقات العمانية المخل�صة لبذل المزيد من العمل الجاد ،والعطاء المخل�ص للحفاظ على ما حققته م�سيرة العمل البيئي في ال�سلطنة من نجاح.
2007م عمان تحصد جائزة السالم البيئية
ونتيجة هذا االهتمام البيئي ،ح�صلت ال�سلطنة على �شهادة عالمية ،حيث �صنفها برنامج االمم المتحدة للبيئة من بين �أكثر ع�شر دول على م�ستوى العالم اهتماما بالبيئة، وبذلك �شهد العالم ب�أ�سره لمواقف ال�سلطنة الم�شهودة في خدمة ق�ضايا البيئة والتنمية ،وهذا ما تعتبره ال�سلطنة م�ؤ�شرا �إيجابيا على �سالمة النهج الذي تنتهجه في مجال حماية و�صون البيئة ،والذي يرتكز ب�شكل �أ�سا�سي على مبد�أ تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية ال�شاملة ،و�صون الموارد الطبيعية ،لكونها ركناً �أ�سا�سياً من �أركان التنمية ،وباعتبارها ملكاً لكل الأجيال. كما كانت ال�سلطنة من �أوائل الدول العربية التي �صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ،وهي الدولة الوحيدة في منطقة الخليج المن�ضمة �إلى اتفاقية
ماربول ،وت�سعى من خالل ع�ضويتها بالمنظمة االقليمية لحماية البيئة البحرية ،وغيرها من االتفاقيات البحرية الدولية ،واالقليمية الى تطبيق اجراءات وقائية واحترازية لتجنب تدهور البيئة البحرية ،وتح�سين الم�ستوى المعي�شي ل�سكان المناطق ال�ساحلية ،وبخا�صة �أن البيئة البحرية الخليجية تمثل �أهمية ا�ستراتيجية كونها من �أكثر طرق التجارة العالمية وبخا�صة تجارة النفط ازدحاما ،وتعر�ضا للكثير من حوادث التلوث ف�ضال عن الثروات ال�سمكية التي ت�ضمها والتي تمثل م�صدر ك�سب لقطاع عري�ض من �سكان ال�شريط ال�ساحلي الذين يمتهنون مهنة �صيد الأ�سماك. وت�ضافرت جهود ال�سلطنة عاما بعد عام في المحافظة على البيئة كونها �شريكا �أ�سا�سيا في عملية التنمية، �إذ �أعلنت 2001م عاما للبيئة ،وتثمينا لهذه الجهود، والمواقف الم�شهودة في خدمة ق�ضايا ال�سالم والبيئة والتنمية تم منحها جائزة ال�سالم البيئية لعام 2007م، من مركز التعاون الأوربي العربي ،كما اتخذت ال�سلطنة خطوات هامة باتجاه خ�صخ�صة قطاع �إدارة النفايات، والتي تعتبر من الم�شاكل البيئية التي تعاني منها بع�ض الدول ،ف�سعت الحكومة جاهدة نحو تطبيق �أف�ضل التكنولوجيات المتاحة لمعالجة وتدوير النفايات، لتح�سين ورفع م�ستوى الخدمات الحالية ،ف�أن�شـ�أت في بع�ض الواليات مرافق مالئمة لإدارة النفايات� ،إذ يتم فح�ص النفايات قبل طمرها ،وف�صل المواد مثل نفايات البناء ،والهدم ،والنفايات الخ�ضراء ،والإطارات الم�ستعملة التي يمكن تقطيعها و�إدخالها في مرافق المعالجة بدال من التخل�ص منها في المرادم الهند�سية ،والتي تم ان�ش�أها حديثا لطمر النفايات المتبقية بعد عملية الف�صل ،وبلغ عدد مواقع الطمر الحديثة والم�سجلة في �سلطنة عمان حوالي 348مطمر. كما �إن ال�سلطنة هي الدولة العربية الوحيدة من بين 13دولة على م�ستوى العالم ا�ستطاعت تحقيق ما ي�شبه المعجزة االقت�صادية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن ،ح�سب ما �أوردته اللجنة المعنية بالنمو، والتنمية ،وهي هيئة م�ستقلة تتلقى الم�ساندة والدعم من قبل ا�ستراليا ،وال�سويد ،وهولندا ،والمملكة المتحدة، وم�ؤ�س�سة ويليام ،تقريرها النهائي بعنوان "تقرير عن النمو� :إ�ستراتيجيات النمو المطرد والتنمية التي ال ت�ستثني �أحداً" لعام 2008م .وبذلك ت�ؤكد ال�سلطنة �أن التنمية يجب �أن ال تكون عامال �سلبيا ي�ؤدي الى االخالل بالتوازن البيئي ،بل انهما عامالن مكمالن لبع�ضهما البع�ض من �أجل ازدهار المجتمع وتطوره.
حوار
الشاعر البريطاني عدنان الصائغ
التكنولوجيا مجرد وسيط وجوهر اإلبداع ينطلق من عالم الروح والوجدان
حاوره ناصر أبو عون
6
عدنان الصائغ شاعر بريطاني من أصل عراقي ..رمز لإلبداع المنبثق من رحم
المعاناة ..شتلة ورد تشق رمل الصحارى الزجاجي وتتبرعم على أسياخ الحديد تقاوم
شح الماء في عروقها ..قصيدته تؤرخ الوطن مكتوبا قسوة الطبيعة وترش العطر رغم ِّ على أكف األطفال و مذبوحا على أبواب العتبات المقدسة بسيوف كائنات غريبة وغرائبية وتميمةً معلّ قةً على صدور الصبايا ومصلوبا على جسور الرافدين ..عدنان الصائغ
ال يعيش الشعر كحالة إبداعية؛ بل يعيشه الشعر إنسانً ا يترجل في طرقات المنافي باحثا أسرةٍ ورقيةٍ يرتمي في أحضانها ..الصائغ يعيش للقصيدة والقصيدة تعيش غربته عن َّ
ساق واحدة في بالد الضباب يحاصره الغياب قسرا ولكنه يأبى واغترابه الذي يسير على ٍ
ضيفا ..عدنان الصائغ يعيش الحياة وفق نمط بساطة ً حل الشعر إال أن يكون حاضرا أينما ّ
قصيدته وعاشق للتجريب في دروب الحداثة دون أن يخلع عن جسده عباءة التراث يحاول إداما تتغذى من صفائها ،وعاشق للمعنى إطعام القصيدة من قلبه ويقدم لها روحه ً يفتل منه حباال وجدائل وأسالكا ال مرئية تربطه بتراب العراق فعندما يشدو في لندن قبرات البصرة ويعزف الكروان إنشودة األمل على تغرد عصافير الكوفة ،وتشقشق َّ
ضفاف الفرات ..التقيناه في مسقط وفي زيارته السريعة لمركز الدراسات والبحوث
برفقة زوجته ودار بيننا هذا الحوار.
كيف ترى تأثير تكنولوجيا االتصال على اإلبداع وبخاصةٍ ديوان العرب وفن العربية األول المتمثل في الشعر؟ هل أثرت في بنيته الشكلية واإليقاعية أم إن تكنولوجيا االتصال مجرد وسيلة قامت بعملية بإدخال تقنيات جديدة في النشر وسارعت من عملية تداول النصوص اإلبداعية مما أصبح يهدد عرش صناعة
المضيئة) هل تكتنفك رغبة في تغيير بنية القصيدة العربية؟ إم إنها محاولة وإصرار على إضافة خطوط إبداعية على جسد القصيدة أو بتعبير مناف الموسوي في كتابه [غواية التجريب ( دراسة في التجريب الشعري عند جيل السبعينيات في العراق] رغبة حقيقية لتفكيك الجماليات السائدة في النصوص وإعادة
التكنولوجيا في النهاية مجرد و�سيط .ولكن جوهر الإبداع ينطلق من عالم الروح والوجدان.. وال�شعر خلطة �سحرية عجيبة يمكن �أن ت�ستفيد من التكنولوجيا �إلى �أق�صى مدى وقد يت�أثر ال�شكل ال�شعري وتتعدد �صوره لكن الم�ضمون في النهاية يبقى مقدودًا من روح ال�شاعر وفكره الخالق ُ ت�ساءلت في �شهادة لي الذي ال يتوقف ..و�سابقا بمنا�سبة االحتفال باليوم العالمي لل�شعر!! (�أيهما �أكثر قرباً من وظيفة الفن والأدب من كل ما مر بك وما لم يمر؟ ..و�أيهما �أكثر تو�صيفاً وتحديداً لمهمة الفنان والأديب في هذا الع�صر الملتهب، وفي كل ع�صوره ال�سابقة .تلك المهمة التي هي باخت�صار ـ كل هذا الح�شد من الوظائف والتو�صيفات وغيرهما الكثير ،الكثير .فالفن يجمع في داخله كل الأ�ضداد والوظائف وحركات الأكوان والتاريخ والمعارف وال�سير والثورات والجمال والإبهار والحق واالن�سانية والتمرد والهدم والبناء والحلم والهذيان والخ… مما يجعل كل نقا�ش حول تو�صيفه ووظيفته �صحيحاً من جهة ،لكنه من جهة �أخرى �ضرباً من ال�سف�سطة التي ال تنتهي ما دام الفن م�ستمراً ومتغيراً ومتجدداً با�ستمرار حركة الحياة وتجددها وتناق�ضاتها وزحامها.
ُ كتبت في �شهادتي �إنني ل�ست �ضد التجريب �أبداً ،بل العك�س تماماً ،فهو خي ٌر من الثبات والتكل�س �ألف مرة، لكن تحول الن�ص �إلى مجرد لعبة م�سلية بالكلمات المتقاطعة يفرغ ُه من حياته ودوره وجمالياته. غير �أن ال�س�ؤال الأزلي يبقى حاداً وملحاحاً :ما هو البديل ،و�سط هذه الفو�ضى ال�شعرية التي تع ّج بها مكتباتنا و�صحفنا ومهرجاناتنا كل يوم؟ و�أين هو ال�شعر الحقيقي؟ تحت هذا الركام الكونكريتي من الق�صائد ،الذي �أخذ يغطي على كل �شيء ب�أطنان من الكالم الفارغ دون �أن نتلم�س منه �شيئاً� .أين روح ال�شعر الخالقة؟ تلك التي �أ�ضاءت العالم لع�صور طويلة منذ هوميرو�س المغني الأعمى الذي كان يرى �أن (ال�شعر �إعادة ل�صياغة العالم) ،وحتى ع�صرنا هذا� ،إذ ب�إمكاننا الآن �أن نقر�أ الأدب لنل َّم بما جرى من �أحداث على �سطح كوكبنا الورقي منذ بدء الب�شرية واترك االنعكا�س والواقع والوقائع حتى يومنا هذاِ . وتلم�س بروحك التي هي من �شغل الم�ؤرخ ،لكن تعال ْ وعينيك رع�شات روح الب�شرية واختالجات نب�ضها ال�ضاج بالحياة ،والموت ،وال�صراخ ،والحب والأمل، والرماد ،فيما نقر�أُ من ن�صو�ص خالدة ،لم تفرط بجمالياتها وحداثتها على مر الع�صور ،بل هي �أكثر حداث ًة ـ رغم تقادم القرون ـ من بع�ض ن�صو�صنا المعا�صرة.
النشر الورقي؟
كثير من النقاد يشيدون بقدرتك الفذة على خوض غمار التجريب في البنية الشعرية واستخدام تقنية (التناص) ،واإلبداع في فن (المطوالت الشعرية) وقصيدة (الفالشات
تشكيلها على وفق نظرة جمالية مخلفة؟
الكثير من الدراسات النقدية تنطلق في دراستها للشعر العربي من تصورات نظرية قبلية وتتصل بمقاييس خارج نصية وتحاول
تقييم اإلبداع الشعري من خاللها ..هل تعتقد بأن النقد والنقاد يظلمون الشعر وقاسطون
بحق الشاعر؟
�إنني �آمل �أن يلتفت النقاد -وهم يطبقون نظرياتهم النقدية التراثية على ن�صو�صنا � -إلى درا�سة الظرفين :الزماني والمكاني ،اال�ستثنائيين اللذين ع�شناهما ،و�أن يتناولوا ق�صائدنا ال�ساخنة ،المرة، بو�سائل ومناهج �ساخنة �أي�ضاً ،ولي�ست معدة �سلفاً، فلي�س من المعقول تطبيق منهج ما على (�أن�شودة مطر) ال�سياب �أو (كوليرا) نازك المالئكة ثم قيام الناقد با�ستخدام المنهج ذاته والأدوات ذاتها على (عواءات) ن�صيف النا�صري �أو �أر�ض با�سم المرعبي الم ّرة� ،أو هذيانات عدنان ال�صائغ� ،أو حداد عبد الرزاق الربيعي على ما تبقى� ،أو مزامير دنيا ميخائيل في الغياب� ،أو ارتكابات محمد مظلوم في مرايا ال�شبهات ...لقد خلقت الحرب العالمية الأولى �أعظم حركات التغيير ،واالنقالب ال�شعري في العالم بوالدة المدر�سة الدادائية ومن ثم ال�سريالية ،وبالتالي خلقت �أو �أحدثت انعطافة كبيرة في الحركة النقدية ،وقلبتها ر�أ�ساً على عقب .في الوقت الذي ما زال فيه بع�ض نقادنا يح�صون عدد الخروجات العرو�ضية في الق�صيدة �أو يحملون م�ساطرهم النقدية في وجوهنا ..بل �أن بع�ضهم كان يت�شمم رائحة التراث بين �سطورنا وثيابنا ،ف�إن لم يجدها اتهمنا بالتطرف والحداثة ون�سف التراث.
الفن يجمع في داخله كل األضداد والوظائف
خــاص:
البيوت الذكية صديقة للبيئة
7
خير من التجريب ٌ الثبات والتكلس
ماذا عن العالقة بين المثقف والسلطة ..وهي قضية قديمة ِق َدم اإلنسانية والفكر اليوناني أول من قارب هذه اإلشكالية وأفالطون وأرسطو خصصا حيزا مهما ضمن كتاباتهم لتناول قضية السلطة السياسية في عالقتها بالمجتمع المدينة الدولة Policeأو في عالقتها بالمفكرين (الفالسفة) والدور الذي يجب أن يلعبوه ..كيف كانت تجربتك مع هذا النمط الالإنساني؟
لقد كانت فكرة اال�ستعانة بفن الخطاب الم�ستتر ُ ووجدت فيها �إغرا ًء في و�سيلة ناجحة في البداية.. ً المغامرة والتحدي والإبداع معا ..خا�صة و�أن مق�ص الرقيب الحديدي لم يكمن يترك لنا �أقل ف�سحة لنطل بر�ؤو�سنا ال�ضاجة خارج ما هو م�سموح به.. كانت الكتابة فيه تحتاج �إلى مهارة وبراعة كبيرتين.. وكان الأ�سلوب الت�أويلي الذي تعتمده ،مجترحاً من طبيعة الواقع والفن� ،شك ًال وم�ضموناً ،ي�أخذ من اللغة بهاءها الآ�سر و�سطوعها ،ومن ا�شكاليات الواقع حذره و�شكله و�شكه وتمويهاته( ،كما تكون الحياة كذلك يكون المبنى – كوليردج) ووجدته �أكثر ا�ستيعاباً لقلقي وع�صري ،ووجدتني �أكثر قدرة على تطويعه لتحميله ما �أريد ..هذا التمويه الفني لج�أ �إليه بع�ض �شعراء الداخل ،كان عام ًال مهماً لتجاوز الخطوط الحمراء الكثيرة والواقع البولي�سي الذي كان يخيم على كل �شيء في الوطن ،لي�س في مجال ال�شعر فح�سب بل في مختلف الفنون والآداب و�ش�ؤون الحياة الأخرى ،فكنا نجد فيه متنف�ساً تعبيرياً وفنياً وحياتياً ..لكنه من جانب �آخر ،جر علينا ما جر من و�شايات المخبرين والأدباء الفا�شلين -في الداخل (كنا نعرف الرقيب ونتحايل عليه ،ولكن الجديدفي الكتابة اليوم �أننا لم نعد نعرف من يراقب من، وما هي المقايي�س الجديدة في الكتابة وفقا لتعبير �أحالم م�ستغانمي و -في المنفى � -أخذ منه بع�ض المزايدين ،على عذاباتنا� ،سطحه الظاهر ون�سوا �أعماقه التي تمور بالغ�ضب والوجع واالحتجاج.. (�أتركونا �أحراراً عندما يتعلق الأمر بالكتابة - مي�شيل فوكو) ..وبين �أُولئك وه�ؤالء( ،رقباء الداخل) و(تجار الخارج) ،كنا ع�صيين عليهم ،خارجين على تف�سيراتهم وتق�سيماتهم الأدبية وااليديولوجية، م�ستوحدين في الق�صيدة ،ملت�صقين بوجع النا�س وهموم الوطن..
مبادرة
إسهامات في حماية البيئة
نموذج للبيت الذكي صديق البيئة -الكلية التقنية العليا ( مسقط )
�إن ّالبيوت الذكية ال�صديقة للبيئة ..هي يتم االعتماد في هذه البيوت على الطاقة ثمرة جديدة من ثِمار التقدم العلمي ،البديلة مثل الطاقة ال�شم�سية ،وطاقة ال يدخل في بنائها �أي طاقة �صناعية ت�سخين الأر�ض من �أجل اال�ستفادة منها. على االطالق ،بل تعتمد على الطاقة فالبيوت ال�صديقة للبيئة ب�شكل عام ال ُمتجددة فقط ،حيث �أنها من الممكن تراعي النواحي البيئية ،و تدعمها عن �أن توفر ما ن�سبته %30من الطاقة ،و%35 طريق ا�ستخدامها للم�صادر الطبيعية من انبعاث الكربون ،و %50من ن�سبة المتجددة مثل :ال�شم�س ،و الرياح ،و ا�ستهالك المياه ،وبالوقت ذاته تقلل من يراعى في ت�صميمها الحجم ،فتكون تلوث البيئة. �أ�صغر ن�سبيا من البيوت العادية ،و لكنها ومن �ضمن التطبيقات المحلية ،تتميز بكفاءة عالية من حيث توظيف ولت�شجيع ال�شباب على االبتكار ،اتجاهات الموقع مع الم�ساحات الداخلية والم�ساهمة في حماية البيئة ،قام مجل�س للمبني ،كما �إنها تتبنى ا�ستراتيجيات البحث العلمي بعمل م�سابقة عمان تقنيه عالية الجودة لتخفي�ض درجات لت�صميم البيوت ال�صديقة للبيئة ،التي الحرارة ،و تعزيز التهوية الطبيعية، تهدف �إلى ت�شكيل فرق من م�ؤ�س�سات الى جانب خلق م�سطحات خ�ضراء حول التعليم العالي بال�سلطنة لت�صميم ،المنزل التي ت�ساهم في تقليل درجه و�إن�شاء بيوت �صديقه للبيئة بمفهوم الحرارة ،و تلطيف الجو ،وامت�صا�ص التلوث ،و تكون لها االثر االيجابي على توفير الطاقة في ا�ستخدامها. �صحة من ي�سكنها لتوفر الهواء النقي ،و الجدير بالذكر �أن البيوت ال�صديقة تقويه التوا�صل االجتماعي بين �أفرادها للبيئة ،تقوم على مجموعة مواد �صديقة ال�ستغاللهم في م�شاركه جميع م�ساحات للبيئة ،ويتم فيها ا�ستخدام �أجهزة تر�شيد المنزل. ا�ستهالك المياه ،بالإ�ضافة �إلى الأجهزة التي تعمل على تكرار المياه من �أجل وللتعرف �أكثر حول �آلية عمل البيوت الذكية ا�ستخدامها في مجاالت �أخرى ،وي�ستخدم ال�صديقة للبيئة ،يمكنكم متابعة الفيلم الق�صير في هذه الأبنية المواد المحلية في البناء من خالل م�سح الباركود �أعاله . لتقليل ن�سبة االنبعاث الكربوني ،وكذلك
مقال
8
تهى العبرية
omandaily11@hotmail.com
همسة امرأة قر�أت منذ فترة خبراً عن افتتاح الم�ؤتمر العالمي الثالث لإدارة مخاطر الكوارث في �سينداي باليابان ،وذلك لزيادة الوعي لدى الن�ساء ،والتركيز على الجوانب االيجابية لديها في التخطيط و�صنع القرار ،وكذلك عن م�ؤتمر المر�أة في بكين الذي كان الهدف منه التركيز على م�ساواة المر�أة بالرجل والق�ضاء على جميع �أ�شكال التمييز بينهما في كل �شيء.وال يختلف اثنان على النجاحات التي حققتها المر�أة ،وا�ستطاعت من خاللها �أن تثبت تفوقها العلمي والوظيفي في كثير من المجاالت �إلى جانب واجبها الفطري الأ�سري رغم التحديات والعقبات التي حاولت �أن تقف في وجهها لل�صد من ارتقائها .فالمر�أة هي التي ت�ضع الجزء االكبر من اللبنات الأ�سا�سية في المجتمع لكونها المربية الأولى للأجيال ،فالمجتمع ال ينه�ض على رِجل واحدة .والمر�أة كيان لطيف ورقيق بفطرته ولكنه �أكثر تحم ً ال و�صبراً بغريزته ومبدع و�أكثر عطا ًء ب�أفكاره ،فهي المالذ �إن ا�شتدت الهموم ،والم�أوى �إن تكاثرت الخطوب، وهي ن�صف المجتمع و�صانعة الن�صف الآخر وهو الرجل. وقد قال �شك�سبير ":المر�أة كوكب ي�ستنير به الرجل ،ومن غيرها يبيت الرجل في الظالم". وتخت�ص المر�أة ببع�ض ال�صفات التي تك ّملها مع �صفات الرجل ،فمث ً ال المر�أة تمتلك العاطفة الحتواء �أبنائها واحت�ضانهم والرجل �أقوى بدنياً يتولى ال�صعاب في الأمور التي ت�صعب على المر�أة ،وهكذا ٌ كل يكمل الآخر. فالمر�أة بفطرتها تعتني بالأطفال و�أمور البيت المختلفة ومتابعة �ش�ؤونه ،ت�ستطيع �أن توازن وتعمل �أكثر من عمل في �آن واحد ،بدون كلل �أو ملل ،فهي قادرة على الموازنة وحتى و�إن كانت امر�أة عاملة ،فهي التي تغر�س القيم والأخالق في نفو�س �أبنائها وتن�شي منهم رجا ًال يافعين ، وبناتاً مدبرات ،فترى البنت مالزمة لأمها ت�ساعدها في تدبير �ش�ؤون البيت وتنقل لها خبرتها وتغر�سها داخلها لتتعلم معنى الم�س�ؤولية والأعمال المناطة �إليها منذ �صغرها ،وكذلك فكرة التجمعات الن�سوية التي بالكاد اختفت في وقتنا الحالي ،وهو تج ّمع الن�ساء في وقت معين لتبادل الحديث والمعلومات ،فهذا يك�سب الجيل فر�صة نقل الخبرات من الأمهات للأجيال .
ولنعلم �أن المهارات التربوية التي تمتلكها المر�أة �أو ت�ستزيد بها �،ست�ؤهلها علمياً لتتفوق في الجانب الذي �أ�سلفنا فيه من تربية الأجيال وتن�شئتهم� ،سواء كانت المر�أة عاملة �أو ربة بيت ،وذلك لأه ّمية ما يربط الطفل ،من عالقة تي�سر عمل ّية التبليغ والتلقين بينها و خ�صو�صية ،ب�أمهّ ، بينه .فعمل ّية التعليم والترب ّية ت�شبه �إلى ح ّد بعيد عمل ّية طبيعي لها �إذا كانت الأ ّم واع ّية و هي توا�صل ّ ال ّر�ضاعة ،بل ّ متع ّلمة ويكون ذلك من خالل االطالع والمتابعة اليومية ،فال تعتمد الأم على المربيات في االعتناء بالأطفال ، �سابقاً كانوا من العائلة و ُك ّن ينقلن قيم المجتمع والأ�سرة �إلى الطفل ،على غرار وقتنا الحالي ،والذي دخلت فيه عامالت المنازل من جن�سيات مختلفة ،و�شيئاً ف�شيئاً ت�سللت ثقافات �أجنبية تحاول نقل هذه الثقافة لأجيالنا مما ي�ؤدي �إلى غياب المعلومة ال�صحيحة لنقل المعرفة للأجيال ،من جانب �آخر عليها متابعة الأبناء ،وو�ضع �آلية في كيفية ا�ستخدام �أجهزة التلفزيون ،وغيرها من الأدوات االلكترونية ،فكلما كانت �أكثر وعيا وتخطيطاً وتنظيما كلما نجحت في ال�سيطرة وم�سك زمام الأمور ،فالمر�أة �أثبتت على م ّر ال�سنوات تفوقها العلمي والوظيفي من خالل المنا�صب التي تب ّو�أتها والأبحاث التي قدمتها. �إذاً فالمر�أة هي المدر�سة والمربية الأولى ،من هنا ت�أتي �أهم ّية و �ضرورة العناية بها ،فالمر�أة على هذا الأ�سا�س، هي عماد المجتمع ،ف�إذا ما وقعت العناية بها بما يعطيها ّ قيمتها ،بالتالي �سي�ستقيم المجتمع كله و ي�صلح حاله . �أمّا من �أهملها وتجاهل وجودها كع�ضو فاعل في المجتمع، فقد �ساهم في اهمال جزء من المجتمع ،و �أ�ض ّر بالمجتمع �ضررا بليغا .ويمكن �أن ن�شبه المر�أة ب�شجرة الفاكهة التي نقوم باالعتناء بها ،فتكون مخ�ضرة ،وال ت�سودها الآفات ،وتعطي في النهاية ثماراً لذيذة ،كذلك المر�أة �إن ت ّم االعتناء بها في جميع مراحل حياتها ،ف�سوف تكون نا�ضجة فكرياً ،وتحمل في حياتها مفاهيم تربوية �سليمة ،وعق ً ال راجحاً تدرك به �أهمية التع ّلم ،وت�سعى �أن ينال �أبنا�ؤها �أعلى الدرجات و�أف�ضلها .وكما قال حافظ ابراهيم: األم مدرسة إذا اعددتها ّ ً شعبا طيب االعراق أعددت
مقال
ناصر أبو عون
9
Nasser_oon@yahoo.com
عبد الله الخليلي كالسيكية متجددة أر�ض ح�صبا�ؤها الخيال ،و�سما�ؤها ال�شعر جدو ٌل ين�ساب في � ٍ المعنى ،و�شجرها ال�شعور ،وثمارها ال ِف ْكر ،وحُ ورها ال�صو ُر ال�شعرية ِّ المتولدة من رحم الفكرة .هذا ما � ُ آمنت به منذ �إطاللتي الأولى على عوالم ال�شعر في �صباي و�ش َبب ُْت عن الطوق ومازال ال�شعر يحا�صرني وقواعده تروادني، وحكمته ت�ساورني بين ع�شية و�ضحاها ،ومو�سيقاه ت�أ�سرني، و�صورته تغازلني ،ومعناه ي�أخذني بعيدا �إلى بهو المفكرين والمناطقة ،ولفظه يجادلني ويلب�سني حُ ّلة مطرز ًة من الإبداع. هذا عن ال�شعر �أما عن �أمير البيان و�شيخ الق�صيدة ورائد الكال�سيكية الجديدة في �سلطنة ُعمان ال�شاعر عبد اهلل ُ وطالعت �شيئا من �سيرته من الخليلي فقد قر� ُأت �شعره مجال�سة العديد من �شعراء و�أدباء عمان وخا�ص ًة الذين �آمنوا بالما�ضي التليد ،وتح�صنوا بتراثنا العتيد ،و�أبقوا على �شعرة معاوية ،وحفظوا ال�صلة بينهم ،وبين �أجدادنا العظام ،ومنهم ثلة يزنون الكالم بموازين الذهب والأحجار الكريمة ،ويرون في التوا�صل مع تاريخنا العربي القديم �صلة رحم ،و�أ�صالة فطرية ،وات�صاال بالإبداع ،ونجوا من مر�ض ع�ضال �ضرب جذور ثقافتنا �ص ّدرته �إلينا (النخبة ٍ ّ النكبة) ممن تم�سحوا بالتجديد وادعوا الحداثة ،وروجوا لنظرية (قتل الأب) .ومن هذه الفرقة الناجية من �أدران الحداثة ،ال�شاعر �سعيد ال�صقالوي الذي يت�شبث ب�شجرة الأ�صالة العربية وترتبط جذوره ال�شعرية ب�أ�صلها الثابت في التربة العربية وفرعها العُماني الذي يطاول عنان ال�سماء .دون �أن يقطع ات�صاله المادي والروحي بالحداثة في معناها الحقيقي ،ولم يرت ِم في مهاوي الردى� ،أو يقذف بفكره و�شعره ولغته في بحرها فلم تدن�سه �أدارنها ،ولم يخرج منها خائفا يترقب كغيره من الما�ضين في جنونهم والمارقين في غيهم من الذين �أف�سدوا الحرف ودن�سوا ال�صحائف بزعم تفجير اللغة ،وقطع �أوا�صر القربى مع الآباء والأجداد طلبا لر�ضا المتم�سحين في الحداثة وهم ال يعرفون عنها �شيئا ولم يخبروها ال واقعا وال �إبداعا. ُ عرفت عبد اهلل الخليلي �شاعرا فطريا تم َّكنت منه �صنعة ال�شعر فخبرها ،وراح يزن كلماته على منوالها ،ويدبج �صورها على مقايي�سها ،وي�صوغ حروفه على ميزانها، يداعب �أ�صدقاءه �شعرا ،ويمازح جل�ساءه رَجَ جَ زا ،ويحاور ً وعرو�ضا ،وي�سام ُر �أبناءه ف ًنا ومو�سيقى، رفقاءه قافي ًة ويكتب ر�أيه و ِف ْق َهه ق�صائ َد تترى ت�ؤرخ ل�سلطن ِة ُعمان (تاريخا وفكرا) ،وي�سجِّ ل �أفكاره على مثال القدماء، ويعار�ض ال�شعراء الع�صور الإ�سالمية وما قبلها ً حرفا وقافي ًة ،وين�سج على عيون ال�شعر العربي مالحم تفتن القارئ وت�أخذه �إلى ع�صر ال�صنعة والزخرفة وال�صورة
ال�شعرية الم�سبوكة على قوالب خا�صة .وفي هذا الفن نجح الخليل في تخمي�س «بردة البو�صيري» بثالثة �أوجه، و�ضمَّها في ديوان متكامل �أ�سماه «المجتليات» ،وهو عمل فريد في تخمي�سه لهذه الق�صيدة الطويلة ،كما حاول تخمي�س «همزية البو�صيري» ولكنه لم ينجزها ،ب�سبب م�صارعته للمر�ض .وفي مرا�سالته ال�شعرية خير مثال على ما ق ّدمنا فقد كان يتخذ من ال�شعر و�سيلة لمرا�سلة العلماء وال�شعراء ،وقد را�سل عد ًدا من الأعالم العرب كـعز الدين التنوخي ،وله ديوان "بين الفقه والأدب" يحوي ق�صائد فيها �أ�سئلة و�أجوبة بين ال�شاعر وغيره ،ومن ق�صائده (�س�ؤال لل�شيخ حمد ال�سليمي) الذي بادره بالجواب بق�صيدة تجاري �س�ؤاله ،وق�صيدة (هبة العليم) التي قرّ�ض فيها كتبًا �أربعة ل�شيخه خلفان بن جميل ال�سيابي وهي (�سلك الدر، وف�صول الأ�صول ،وبهجة المجال�س). و�إذا كان لكل �شاعر �سمة يتفرّد بها على �أقران ع�صره ف�إن ال�شاعر عبد الخليلي ( 1922ـ )2000الذي عا�ش حياة حافلة بال�شعر والأدب والفل�سفة والتتبع الثقافي فات�سعت مداركه ومواهبه وات�سعت دائرة �إبداعه .له ال�سبق التاريخي في ريادة ال�شعر الم�سرحي في �سلطنة ُعمان ،حيث قدم م�سرحية (جذيمة والملك) التي ا�ستقي �أحداثها من ع�صر ما قبل الإ�سالم م�ستغال معرفته بال�سرد الق�ص�صي. وازدادت معرفتي �أكثر ت�أ�صال بال�شاعر عبد اهلل الخليلي بعد مطالعتي مخطوطة كتاب ت�ضم مختارات من �شعره جمعها ال�شاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي م�سبوق ًة بدرا�سة مطولة لل�شاعر �سعيد ال�صقالوي عن ال�شاعر ي�ستعر�ض فيها ال�صقالوي فنون المو�سيقى ال�شعرية وبع�ضا من الخطوط العري�ضة لتجربة الخليلي ال�شعرية. وفي هذا الكتاب ين�ساب ال�شاعر العُماني [عبد اهلل الخليلي] بين �ضفتين من ل�ؤل�ؤ يُمناه ال�شاعر عبد الرزاق الربيعي الذي عكف على قراءته وانتقاء مختارات من �شعره يقدمها طبق من َّ ف�ضة زا ًدا للقراء يقتاتون عليه في رحلتهم على ٍ أر�ض ِبك ٍر بي�ضاء نحو الخال�ص عبر �صحراء الحداث ِة �إلى � ِ لم تدن�سها �ضغينة النثر وال �شطط التفعيلة ،ولم يف�ضّ بكارتها غول الغمو�ض وال وح�شيّة الت�أويل .وفي ي�سراه ال�شاعر �سعيد ال�صقالوي الذي انكبّ على درا�سة (البناء المعماري) في �شعره ،وهند�سَ فتنته َ ونحت �صورته في مخيل ِة الأجيال الجديدة ب�إزمي ِل العق ِل لتبقى ماثل ًة في ذاكر ِة ُعمان والعرب ال تنمحي ،و�سكبَ من وعيه النقدي على �إبداع ِه �أ�شع ًة من �ضوء ثقافت ِه ،و� َّأط َر �صور َته وزجّ جها من نو ِر ب�صيرته ف�أ�ضحت �شم�سً ا ت�ضيء عتم َة العقول التي را َن على قلبها ما ك�سبته من خطايا الحداث ِة ،وغواي ِة الال �شعر.
وفي �أحاديث ال�شاعر �سعيد ال�صقالوي معنا عن �إبداع عبد اهلل الخليلي �أكد مرارا �أ َّن المكونات اللغوية واللغة ال�شعرية في ق�صيدة عبد اهلل الخليلي ،تجنح �إلى لغة الع�صر الأموي والعبا�سي ،حيث ت�أثر بكثير من �شعراء تلك الفترة ،ولأن ال�شعر في هذه الفترة كان نموذجا في قوته ون�ضجه ،حتى �أن ال�شاعرين محمود �سامي البارودي و�أحمد �شوقي �شربا من نف�س المنبع ال�شعري ،ويتميز ال�شاعر عبداهلل الخليلي بح�سن ال�سبك اللغوي للمفردات والتراكيب متما�سكة، لذلك فمعجمه اللغوي بياني �صرف. ومثال على ذلك ال�شعر االنجليزي� ،إذ ال يزال القراء يقر�أون �شك�سبير ،ويب�سطون لغته لطالب المدار�س ،كما يقر�أون فولتير �أي�ضا ،ال يوجد ما يمنع من �أن نقر�أ نماذجنا ال�شعرية الكبيرة ،هذه رموز ح�ضارية ،فقط �أن نعرف كيف نو�صل هذا العطاء ون�ستفيد منه ،وبالتالي ف�إن �شعر ال�شيخ عبداهلل يمكن �أن ي�ستفاد منه في كل االتجاهات ،وهو �أي�ضا ا�ستفاد من �أبي م�سلم البهالني ،وال�ستالي والنبهاني ،هذه رموز �شعرية حا�ضرة في وجدان ال�شاعر الكبير بكل محبة. وي�أتي احتفاء م�ؤ�س�سة البابطين في دورتها عام 2015 بال�شاعر عبد اهلل الخليلي لي�س �إال دعوة للباحثين العُمانيين والعرب والم�ست�شرقين المعنيين بالدرا�سات ال�شرقية في جانبها اللغوي والأدبي ل�سبر �أغوار ق�صائد الخليلي وتحقيق وتنقيح موروثه ال�شعري ،ودعوة لإحياء تراثه ودرا�سة �إبداعه في المحافل الثقافية ( ُعمانيا وعربيا) ،وله الف�ضل وال�سبق �أي�ضا في �إحياء �سنة (المجال�س الأدبية) بافتتاحه (مجل�س الخمي�س الأدبي) في دارته بوالية �سمائل ،وبعد �أن �سكن العا�صمة م�سقط وا�صل جل�ساته الأدبية الأ�سبوعية في �ضاحية القرم ،وكان لل�شاعر الدور الريادي في النهو�ض الثقافي بالحركة الثقافية وال�شعرية على وجه الخ�صو�ص في �سلطنة ُعمان عمان حيث منح و�سام التكريم من المجل�س الأعلي لدول الخليج العربي عام 1989وق َّلده ال�سلطان قابو�س المف ّدى، و�سام الإبداع �إ�ضافة الي �أثره البارز في الحياة ال�سيا�سية وانت�سابه لل�سلك الدبلوما�سي حتي �إحالته للتقاعد. ُّ �أيُّها العُمانيون هذا �شاعركم عبد اهلل الخليلي يُطل عليكم من ق�صور الكلماتُّ ، يق�ص عليكم �سيرته وينثر رياحين �صورته ،ويبعثر �أزهار محبته ،جاء في موكبه محموال على (عر�ش ال�شعر) تتقدمه المو�سيقىّ ، وتزفه جوقة الإبداع، وبين يديه تاريخ و�إبداع ينثرا ورد ق�صائده في مهرجان الكلمات .فا�سمعوا واتخذوه نبرا�سا وقدو ًة و َعلَمًا خ ّفاقا و ِع ْلمًا ال ين�ضب معينه وال ينكدر جريانه ،وال تتوقف م�سيرته.
تاريخ معاصر
دراسة تاريخية
كنوز التاريخ :قصص وأخبار جرت في عمان
تستعرضها :فاطمة البلوشية
يزخر التراث العماني بالعديد من العلماء ،والشعراء ،واألدباء ،والمؤرخين الذين خلفوا كتباً علمية،
10
وسطرت الحياة اإلنسانية التي عاشها ّ ودينية ،وأدبية ،وتاريخية عدة ،أثْ َرت الحضارة والتاريخ العماني،
اإلنسان العماني منذ قديم الزمان .والمصادر التاريخية العمانية ،كأحد سبل توثيق أخبار عمان عبر
العصور ،رغم قلتها ،تتميز بأهمية بالغة ،وتفتح اآلفاق لدراسة الحضارة العمانية بمختلف جوانبها السياسية واالقتصادية واالجتماعية من وجهة نظر محلِّ ية ،كما تمكننا من مقارنة ما ورد فيها من أحداث
مع مصادر التاريخ األخرى التي كتبت بأقالم خارجية ،ويعلل العالمة األديب والمؤرخ نور الدين السالمي ُش َّح المصادر التاريخية العمانية في كتابه تحفة األعيان بقوله" :مع قلة المادة في هذا الباب إذ لم يكن
التاريخ من شغل األصحاب ،بل كان اشتغالهم بإقامة العدل وتأثير العلوم الدينية ،وبيان ما البد من بيانه
للناس ،أخذاً باألهم فاألهم؛ فلذلك ال تجد لهم سيرة مجتمعة وال تاريخاً شامال" وفي هذا اإلطار ً سنتناول بالتحليل كتاب "قصص وأخبار جرت في عمان" والكنوز التاريخية التي يحتويها ،لمؤلفه ابن عريق المتوفى سنة 1190هـ1777/م.
من هو "ابن عريق" ؟
وُلد العالمة �أبو �سليمان محمد بن عامر بن را�شد المعولي الأفوي ،المعروف بابن عريق ،في قرية "�أفي" �إحدى قرى والية وادي المعاول ،في القرن الثاني ع�شر الهجري /الثامن ع�شر الميالدي في عهد الإمام �سيف بن �سلطان بن �سيف اليعربي المعروف بـ"قيد الأر�ض" ،وكان والده والياً على بركاء في عهد الإمامين �سيف بن �سلطان والإمام �سلطان بن �سيف بن �سلطان اليعربي (-1711 1719م) .وتلقى ابن عريق العلوم على يد والده وعلى يد بع�ض علماء عمان ،وتوفي رحمه اهلل عام 1190هـ1777 /م .ترك العالمة محمد بن عامر المعولي العديد من الم�ؤلفات ،منها كتاب "المهذب وعين الأدب" ،وكتاب "التهذيب" ،ومخطوطة "ن�سب ع�شيرة المعاول" ،وله م�سائل فقهية عدة، كما كتب ق�صائد �شِ عرية متفرقة ،منها ق�صيدته في مدح الإمام �أحمد بن �سعيد البو�سعيدي عندما تفوق على الفر�س في لنجة على ال�ساحل الفار�سي عام 1773م ،ويقول في مطلعها: ع َِجب ُْت ل َِ�شا ٍة َق ْد َتـ َم ّنـ ـ َ ْت َغـ ـ َب ــا َو ًة ِل َتنـ ْ َط َح ِذئـْب ـًا �سـَيـِّداً مـِنـَّا َع ْملَ�سَ ا تجَ َ�ش َم �أَمراً �سـ َ َّو َلـ ْـت نـ َـ ْفــ�سُ ــه َلـ ـ ُه َف�أَ�صـْبـ َ َح َذا لـُ�ؤْ ٍم َتعي ًـ�س ــا ُم َن َك ً�سا َل َقـ ْد � ْأطمـعـَت ُه َن ْف�سُ ُه في عـ ُ َمــا ِن ـن ـَـا َتلَ ْق ْت ُه �آ�سَ ــا ُد الـ َو َغى حِ ي َنمَا رَ�سى ولدى ابن عريق كتاب "ق�ص�ص و�أخبار جرت في عمان" الذي نحن ب�صدد الحديث عنه في هذا المقام. كتاب "قصص وأخبار جرت في عمان"
بمقدمة للمحقق ،الذي يعطي نبذة عن حياة الم�ؤلف ومنهجه ،ويق�سم محتويات الكتاب على �أ�سا�س الموا�ضيع ،و�أخيراً يعطي ملخ�صاً لمنهج التحقيق الذي اعتمده في ن�سخة المخطوطة. يتحدث ابن عريق في بداية كتابه عن عمان في الع�صر الجاهلي ،فيورد �أخباراً لمالك بن فهم والمعارك العمانية مع الفر�س ،ثم ينتقل للحديث عن عمان في �صدر الإ�سالم ،ويتناول كيفية �إ�سالم �أهل عمان ،وعمان في ع�صر بني �أمية وعمان في ع�صر بني العبا�س ،كما ي�سوق بعد ذلك حديثاً عن عمان في فترة الإمامة العمانية الأولى عام (-132 134هـ) ،ووالة بني الجلندى على عمان ،والإمامة العمانية الثانية (177هـ280-هـ) التي ابتد�أت بتولية الإمام محمد بن عبداهلل بن �أبي عفان �إماماً على عمان عام 177هـ ،ثم يتحدث عن الإمامة العمانية الثالثة (342-282هـ) ،والقرامطة في عمان 293هـ905/م ،حتى ي�صل �إلى �أو�ضاع عمان في فترة الإمامة العمانية الخام�سة (579-407هـ).
ويتحدث ابن عريق عن �أخبار عمان في ع�صر النباهنة ،فالدولة النبهانية الأولى امتدت بين عامي (906-579هـ)� ،أما الدولة النبهانية الثانية فقد امتدت بين عامي (1034-964هـ) ،ثم ينتقل �إلى �أحداث دولة اليعاربة (1034هـ1162-هـ-1624/ 1744م) ،ويتحدث فيها ب�إ�سهاب عن �أئمة اليعاربة ابتداء بالإمام نا�صر بن مر�شد اليعربي و� ً صوال �إلى اختالف اليعاربة بعد الإمام �سلطان بن �سيف الثاني ،وال�صراع بين الإمامين بلعرب بن �سلطان و�سيف بن �سلطان الثاني ،وينتهي الحال بالغزو الفار�سي ،وتمكن والي �صحار �أحمد بن �سعيد المراجع: البو�سعيدي من توحيد الجهود العمانية ،وطرد 1 .1ابن عريق ،محمد بن عامر المعولي .ق�ص�ص و�أخبار جرت الفر�س من �صحار عام 1744م.
الكتاب يت�ألف من ( )324ورقة ،وهو في الأ�صل ثروة الكتاب العلمية
عبارة عن مخطوطة قام د� .سعيد بن محمد الها�شمي بدرا�ستها وتحقيقها ،وقد طبعت وزارة التراث والثقافة الكتاب عام 2007م ،والكتاب يبتدئ
الغمة الجامع لأخبار الأئمة" للأزكوي الذي ينتهي ت�أريخه للأحداث عند عام 1728م ،ف�إن قيمة الكتاب الذي بين �أيدينا تكمن في ت�أريخه للأحداث في الفترة بين عام 1728م وحتى قيام دولة �آل بو�سعيد عام 1744م ،كما يعد محتواه مكم ًال لم�صدر عماني �آخر �أرّخ لعهد الإمام نا�صر بن مر�شد اليعربي، وهو كتاب "�سيرة الإمام نا�صر بن مر�شد" البن قي�صر ال�صحاري .وترجع �أهمية كتاب الق�ص�ص والأخبار �إلى معالجته الفترة الع�صيبة واالختالف في دولة اليعاربة ،وهي �أخبار لم ترد في غيره من م�صادر التاريخ العماني ،فابن عريق عا�صر �أحداث عمان بعد وفاة الإمام �سلطان بن �سيف الثاني وقيام دولة �آل بو�سعيد عام 1744م ،و�شارك في الحياة الثقافية وال�سيا�سية في عمان ،كما كان �أحد العلماء البارزين في تن�صيب الإمام �أحمد بن �سعيد �إماماً على عمان في عام 1162هـ1749/م؛ ولذلك ي�ؤرخ للأحداث حتى مجيئ الإمام �أحمد بن �سعيد البو�سعيدي م�ؤ�س�س الأ�سرة البو�سعيدية، كما �أن الكتاب ي�ؤرخ لبع�ض حروب نادر �شاه ملك الفر�س مع عُمان .وجدير بالذكر �أن هذه الروايات التاريخية الواردة في "الق�ص�ص والأخبار" خ�صو�صاً الواقعة في الخم�سة ع�شرة �سنة الأخيرة اعتمد عليها ج ّل الم�ؤرخين الذين �أتو فيما بعد، كابن رزيق وال�سالمي وال�سيابي ،وبذلك �أ�صبحت لدى كتاب "ق�ص�ص و�أخبار جرت في عمان" مكانة مميزة في التاريخ العماني ،وكنز من كنوز التراث العماني.
�إن كتاب "ق�ص�ص و�أخبار جرت في عمان" م�صدر من م�صادر التاريخ العماني ،وعلى الرغم من تطابق جزء من مادة هذا الكتاب مع كتاب "ك�شف
.2
في عمان .تحقيق �سعيد بن محمد الها�شمي ،ط ،1وزارة التراث والثقافة ،م�سقط2007 :م. 2قراءات في فكر ابن عريق .ح�صاد الندوة التي �أقامها المنتدى الأدبي 2001م ،ط ،1وزارة التراث والثقافة، م�سقط2001 :م.
مقال
ناصر الراشدي
11
nasser22a@hotmail.com
من أنت ؟! في �إحدى محا�ضراتي بالجامعة في مجال التخطيط والتطوير الوظيفي ،وجهت لطالبي �س� ً ؤاال عادياً بهدف معرفة الإمكانات ال�شخ�صية لأحد الطلبة �أثناء النقا�ش قائ ًال له :قل لي من �أنت؟ فذكر لي ا�سمه ،وعائلته وبلده ،وميالده ،وحالته االجتماعية ،الأمر الذي �أثار لدي الف�ضول لأكرر نف�س ال�س�ؤال على غالبية الطالب، ولكن كانت المفاج�أة ب�أن جميع الإجابات تمحورت حول التعريف بالبطاقة ال�شخ�صية لكل منهم ولم تخرج حتى �إلى م�ستوى ذكر م�ؤهل �أو ميزة �شخ�صية� ،أو هواية �،أو مهارة � ،أو خبرة � ،أو طموح� ،أو هدف ،الأمر الذي قادني �إلى �س�ؤال �آخر وهو :ماذا تريد �أن تكون؟ لأجد نف�سي �أ�ستمع �إلى �إجابات وليدة اللحظة ،ولي�س لها �أي �أ�سا�س �أو مخطط �سابق في حياتهم ،علماً ب�أن معظم الطالب ممن تتجاوز �أعمارهم (� )25سنة ويعملون بوظائف مختلفة، تخ�ص حينها �أدركت �أن هناك م�شكلة ،لي�ست فردية �أو ّ مجموعة بعينها ،و�إنما م�شكلة ثقافة عملية مجتمعية، م�شكلة تكمن في فهم الذات ال�شخ�صية ودرا�ستها من حيث الإمكانات كالقدرات ،والمهارات ،والميول المهنية، ومعرفة المميزات ال�شخ�صية ،ونقاط القوة وال�ضعف لدى ال�شخ�ص نف�سه ،والإلمام بالم�ؤهالت التربوية، والخبرات العلمية ،والعملية ،والتي �إذا ما توفرت لدى �أي �إن�سان �سيكون قادراً على الإجابة على �س�ؤال (من �أنت؟) كما �سيتمكن من و�ضع هدف ا�ستراتجي وم�ستقبلي ي�سعى �إلى تحقيقه طبقاً لما يملكه منها ،وكذلك طموحات كبرى ،وبال حدود الأمر الذي �سيكون عنده الإن�سان قادراً على الإجابة على ال�س�ؤال (ماذا �أُريد �أن �أكون؟) ،وتلك م�شكلة تكمن في ثقافة التخطيط للم�ستقبل. لقد اعتاد الإن�سان على حب معرفة كل �شيء يدور حوله في الحياة ،في�س�أل عن كل �شاردة وواردة ،ويالحظ حياة الآخرين ،ويراقبها ،ويق�ضي �أوقات في ذلك لمعرفة كل �شيء عنها ،ولكنه لم ينتبه �أن ي�س�أل نف�سه �س� ً ؤاال واحداً هو "من �أنا؟" ،نعم ،فهل �س�ألت نف�سك يوماً عن نف�سك: من �أنت؟ فهو لم ي�ستثمر من وقته ن�صف �ساعة ليعرف من هو ،وهذا غالباً ما يكون �سببه توهم ال�شخ�ص وظنه ب�أنه يعرف نف�سه جيداً ،فال حاجة لل�س�ؤال ،تغرينا �إجابات االنتماء �إلى الأن�ساب والألقاب ،وال نملك حقيقة معرفة: م َْن نحن بما نملك من قدرات ،ومهارات ،وفكر ،ومعارف، وهمم ،فنبقى �أجهل الخلق ب�أنف�سنا!!
�أو �أن نتحدث عن �أهدافنا وطموحاتنا الم�ستقبلية ،و�أن نر�سم لأنف�سنا م�ساراً نم�شي عليه ،ونحدد ما يميزنا عن غيرنا كنتيجة درا�ستنا لأنف�سنا ،ولقد لخ�ص �أبو الطيب المتنبي معرفته بنف�سه قائ ًال: الخيل والليل والبيداء تعرفني وال�سيف والرمح والقرطا�س والقلم فذكر ما يميزه وتفاخر بنف�سه ،وقدراته و�إمكاناته ،و�إن لم يكن له دراية بنف�سه ،فلم ي�ستطع و�صف ما يجيد عمله� ،إال �أنه ت�صور ما يمكنه �أن يفعله و�سخر عقله وفكره لإدارته لي�صبح ما يريد ،وبالتالي فقد حدد هدفه ور�سم م�ساره. وقديماً ،كان �أجدادنا َي ْدرُ�سُ و َن �أبناءهم بما يملكون من خبرات وثقافة الحياة ،وبالتالي يخططون م�ستقبلهم، في وقت لم تكن فيه جامعات �أو تكنولوجيا �أو و�سائل ات�صال حديثة لنقل وتبادل المعلومات بكل �سهولة وي�سر ،فقد كانوا ي�شركون �أبناءهم مع التجار ليعي�شوا معهم حياة التجارة ،فيتعلموا منهم فنونها ،وي�صبحوا تجاراً ،وي�شركونهم مع البحَّ ارة لي�صبحوا مثلهم، ومع المزارعين لتع ِّلم مهاراتهم ،وال�صانعين ل�صقل مهاراتهم ،وقدراتهم ،ويتخرجوا من مدر�ستهم ،فكانت النتيجة المهارة ،والتخ�ص�ص ،والإتقان ،والطموح ،وحب العمل في كافة مجاالت حياتهم ،فلم َ ير�ض الأجداد � َّإال بالأف�ضل للأبناء. �إن لكل �إن�سان �شخ�صيته التي يتميز بها عن غيره ،وهذه ال�شخ�صية ي�صفها كلوكهون في كتابه "الإن�سان في المر�آة" ب�أنها مزيج من �أهداف هذا الإن�سان وت�صرفاته ،و�آرائه ،وعاداته ومدى فهمه لنف�سه ومقدار تقييمه لها ،ومعرفته بما لديه من عنا�صر قوة وعنا�صر �ضعف، ويمكن للإن�سان �أن ي�صقل �شخ�صيته بالعلم ،والتدريب، والتجريب ،والممار�سة ،وال�سعي لتحقيق النجاح، وبالتالي يكون له �أفكاره ،وطموحه ،وميوله ،واهتمامه الخا�ص ور�سم �أهدافه ،كما �أن هذه ال�شخ�صية ال بد �أن تتميز بالثقة بالنف�س التي ال تكون فعال ًة �إال �إذا اعتقد �صاحبها ،و�آمن بقدراته ،حيث �أن اعتقاد الفرد بقابليته، وقدرته على الو�صول �إلى ما يريد ،يحقق �أكبر خطوة نحو الهدف.
والب ّد للفرد �أن يكون له �أهدافه ،وطموحاته ،و�أن يكون ويعتقد البع�ض �أن حديث الإن�سان عن نف�سه �أو ماذا يريد قادراً على ر�سم تلك الأهداف ،حيث �إن قدرته على ر�سم �أن يكون هو نوع من التباهي ومدح الذات ،وهذا جزء مما �أهدافه ت�أتي من مدى معرفته المعرفة الكاملة بذاته، لم�سته من �أولئك الطالب� ،إال �أنه لي�س عيباً �أن نتحدث ومدى قدرته على الأداء الفعال للعمل �أو المهمة ،الأمر عن رغباتنا ،وما نتميز به من �إمكانات ،وقدرات ومواهب،
الذي ي�ؤدي �إلى زيادة احترام الذات ،ور�سم الأهداف، والعمل على تحقيقها ،فلو ح ّدد هدفاً لنف�سه ،وخطط لتحقيق ذلك الهدف ،ف�إنه �سوف ي�شعر بنجاح نف�سي كبير عند بلوغه لهدفه ،وي�ؤدي هذا ال�شعور بالنجاح �إلى زيادة احترام الذات ،واكت�ساب قوة دفع هائلة ت�ؤدي بدورها �إلى زيادة انهماكه في المهمة ،ومن ثم قيامه بو�ضع �أهداف �إ�ضافية في نف�س المهمة ،وتحديد م�ستويات �أعلى من الطموح ،لي�ستطيع �أن يحقق ما يريد �أن يكون� ،أما �إذا بقي بدون �أهداف ف�سيعي�ش حياة ع�شوائية دون تحقيق �إنجازات ،وكما يقول توما�س كارليل »�إن�سان بال هدف ك�سفينة بدون دفة ،كالهما �سوف ينتهي به الأمر �إلى ال�صخور» ،فال بد للإن�سان �أن يتعلم كيف ي�صيغ �أهدافه، و�أحالمه ،ورغباته ،كيف ي�صنع في ذهنه ماذا يريد وكيف يح�صل عليه. كما �أن لتحقيق الأهداف البد من تخطيط ،الذي بدوره يمثل خارطة للم�سار ال�صحيح ،فكم من �أهداف تال�شت وكم من فر�ص �ضاعت من بين �أيدينا وذهبت �أدراج الرياح، ال لأننا ال نرغب بها ،بل لأننا لم نخطط لتحقيقها. فالتخطيط هو الخارطة التي ت�ساعدنا للو�صول �إلى �أهدافنا ،والتي من خاللها نم�ضي قدماً في تحقيق الأهداف والنجاحات ،فكما يرى توفيق الحكيم �أن الإن�سان عندما ي�ضع لحياته خطة ،ف�إن القدر �أحياناً ي�أخذ وينفذ ،وبالتخطيط يحدد الإن�سان الطريقة والنتائج التي ينبغي الو�صول �إليها ،ف�إذا حددها وقام بتنمية �إح�سا�سه بما يتحقق ،ثم زاد من مرونته في تغيير �سلوكياته و�أ�ساليبه حتى يجد الأف�ضل منها ،ف�إنه �سيتو�صل �إلى النتائج التي يريد بكل اقتدار و�سي�شعر بالنجاح ولذته. عزيزي القارئ ،لكي تعرف من �أنت ،وماذا تريد �أن تكون ،فعليك �أن تحلم ،ولكن من ال�ضروري جدا �أن تحلم بطريقة مركزة لتدر�س نف�سك وت�ضع لك �أهدافا محددة ،ولفعل ذلك فعليك �أن تجل�س في مكان ت�شعر فيه بالراحة ،و�أن تخطط لق�ضاء �ساعة �أو �أكثر للتعرف على نف�سك وما تتوقعه لها ،ماذا تتوقع �أن تكون وماذا �ستفعل، وفيما �ست�ساهم وماذا �ستبدع؟ قد تكون هذه ال�ساعة �أف�ضل �ساعة في حياتك كلها� ،سوف تتعلم فيها و�ضع الأهداف وتحديد النتائج ،و�سوف ت�ضع خريطة للطرق التي تريد �أن ت�سير عليها في رحلة حياتك ،و�سوف تت�صور الطريق الذي تريد الذهاب �إليه وكيف ت�ستطيع الو�صول �إليه؟ ومتى؟ فهل �أنت م�ستعد لتعرف من �أنت؟ وماذا تريد �أن تكون؟
تقارير
تقرير مصور
بانوراما فيلمية لإلحتفاالت الجماهيرية للعودة الميمونة كبقية المساءات ،كانت ذلك المساء الجميل ،لم يكن ّ
األنظار شاخصة في السماء ،وكعادتها ،تلهج بالدعاء للباري أن يعيد جاللة السلطان قابوس بن سعيد
12
المعظم -حفظه الله ورعاه – إلى أرض السلطنة ،تلك ّ حط ّ العودة التي تشبه عودة الروح للجسد ،وفجأة
الطائر الميمون على أرض مطار مسقط حامال البشرى المتلهفة التي غلبها الشوق ،فأشرقت شمس للقلوب ّ
األبوة ،والمحبة على أرض عمان ،وتألألت مصابيح ّ الوفاء ،وفاضت أنوار الجمال ،لتغمر البالد بطوفان
كأي فرح ،إنّ ه يشبه فرح األرض المجدبة بعد فرح ،ليس ّ
تمر ّإل دقائق قليلة من نزول زخّ ات مطر المحبة ،ولم ّ ّ مبشرا إذاعة البيان الصادر عن ديوان البالط السلطانيّ ،
،ورددت بالعودة ،حتى ازدانت الشوارع بالمحتفلين ّ تصوير :حمد الرئيسي
الحناجر:
"أبشري قابوس جاء
فلتبـــاركه السمـــاء"
وبشكل عفوي ،صدحت حناجر المغنّ ين ،وسالت كلمات
الرسامين في الشعراء على الورق ،وامتزجت الوان ّ كرنفال بهيج ،وارتفعت األعالم ،وانطلقت مسيرات الوالء والعرفان ،ابتهاجا بالعودة الميمونة ،والحدث
كل عماني ،وعربي، السعيد ،والمناسبة الغالية على ّ ومقيم لترسم على شغاف القلوب التي سكنها الحب ،ومترجمة معبرة عن هذا ملحمة حب ،و وفاء. ّ ّ
هذه العواطف بـــ :
" أبشري قابوس جاء
فلتبـــاركه السمـــاء"
ويمكنكم مشاهدة بعض من مقاطع االحتفاالت الوطنية ،من خالل مسح الباركود أعاله.
تقارير
13
مقال أحالم بنت صالح الشعيلية
14 يوم األرض لمسة وفاء ودعوة لألصدقاء الأر�ض ..الأم الكبرى التي تحت�ضن الحياة وتبعث الأمان واال�ستقرار لكل روح ُنفخت في هذا الوجود ،فلي�س من كوكب �آخر تهي�أت له �أ�سباب الحياة وتوافرت به العوامل التي تكفل بقاء االن�سان والحيوان والنبات �إال �أمنا الأر�ض! حقاً هي من �أجل النعم التي �أ�سبغها المولى لخلقه، وبها من الحكم الربانية ما يجعل العقل الب�شري يتيه عجباً من دقة َ الخلق وجمال ال�صُ نع وح�سن ن�سق َر ْتلٍ ال التدبير ،فكل �شيء فيها يجري وف َق ٍ يحي ُد عن م�سار الطبيعة المتزن .غير �أنه ومع تقدم الحياة �شيئاً ف�شيئا ،بد�أت ي ُد االن�سان تمت ُّد لتطال هذه الطبيعة �سعياً وراء التطور والتقدم فطنت �أنها في الحقيقة كانت ت�ؤذي هذه الأم! وما ِ ولم يكن ليعي العقل الب�شري في خ�ضم معمعات التمدن �أنه يُقدم على تدمير هذه الأر�ض. لذا وبعد �أن تغيرت المالمح التي وجدت عليها �أر�ضنا بد�أ االن�سان ي�ستوعب حجم الأثر الكبير الذي خل َّفه هذا التطور ،ففي عام 1970ا�ستوقف ال�سيناتو َر الأمريكي جايلورد نل�سون وم�ساعده دني�س هاي�س منظ ُر المحيط الهادي بالقرب من ال�سواحل الأمريكية وقد تلوث بكميات كبيرة من النفط مما �أثار لديه الذعر والقلق لما لهذا التلوث من الأخطار الجمة التي من الممكن �أن تهدد حياة االن�سان وت�ؤثر على البيئة بما فيها من حيوانات وطيور و�أ�سماك ،و�إذا ا�ستمر الحال على هذا النحو فقد ت�صبح الحياة م�ستحيلة على �سطح الأر�ض .حينها �أ�شار جايلورد نل�سون �إلى فكرة تخ�صي�ص يوم � 22إبريل يوماً لالحتفاء بالأر�ض، وقد �شارك في االحتفال الأول بيوم الأر�ض �أكثر من 20مليون �أمريكي ،ثم ا�ستع النطاق ليحتفل ماليين النا�س حول العالم بهذا اليوم. وي�أتي الهدف من االحتفاء بيوم الأر�ض هو لفت انتباه الر�أي العام لأهمية المحافظة على البيئة وتذكير الب�شرية بالهدية التي وهبها �إياهم المولى ع َّز وجل واحترام هذه الكرة الأر�ضية بحماية مواردها الطبيعية .كما �أن هذا اليوم يُبرز �أهم الم�شاكل المتفاقمة التي يعاني منها كوكبنا .وتتجلى هذه الم�شاكل في �إ�ساءة ا�ستغالل الموارد الطبيعية التي تجود بها الأر�ض وعدم االهتمام بالبيئة �أو المحافظة عليها ،فمن �أكبر الم�شاكل التي يواجهها العالم في الوقت الراهن
ارتفاع درجة الحرارة ب�سبب الغازات المنبعثة من الأن�شطة التي يمار�سها الإن�سان وغازات البيوت الزجاجية الحرارية التي تع ُّد خطراً ج�سيماً يهدد هذا الكوكب ،وقد �أك َّد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (� )IPCCأن درجة حرارة الأر�ض �آخذة في االزدياد ،فخالل القرن الع�شرين ازداد متو�سط حرارة الأر�ض بمعدل 1 درجة فهرنهايت ،وقد تبدو هذه الن�سبة �ضئيلة �إال �أنها في حقيقة الأمر ظاهرة غير اعتيادية في
1.245.713 هكتار
مساحة الغابات المفقودة في العالم لهذا العام
1.187.559 بليون لتر
استهالك الماء في العالم لهذا العام
تاريخ هذا الكوكب .فازدياد درجة الحرارة يعني خلق موجات حرارية تعمل على زيادة الجفاف في كثير من مناطق الأر�ض وذوبان الثلوج في القطبين ال�شمالي والجنوبي ،كما �أنها تزيد من قابلية حدوث الحرائق في الغابات وحدوث الفي�ضانات والأعا�صير اال�ستوائية التي قد تدمر الطبيعة وتزيد �أي�ضاً من م�ستوى ارتفاع مياه البحر وترفع من ن�سبة حمو�ضته ،مما يجعل العالم يعاني من �شح في المياه النقية وهو ما يح�صل الآن بالفعل ،ولكل هذه الظواهر ت�أثيرات �سلبية على الكائنات التي تقطن هذه البيئات
�سواء على الم�ستوى الب�شري او الحيواني �أو أمرا�ض عدة �سببها النباتي ،لذا نجد تف�شي � ٍ التلوث الناجم عن هذه الظواهر ،كما �أن هذه البيئات ت�صبح غير مالئمة للعي�ش مما ي�ؤدي �إلى انقرا�ض الحيوانات والنباتات التي تتواجد بها. ف�ض ًال عن ذلك ،ف�إن الأن�شطة الأخرى التي يقوم بها االن�سان تطم�س مالمح الطبيعة التي ُفطرت عليها الأر�ض ،ومثال ذلك �إزالة الغابات وقطع الأ�شجار التي خلفت �أ�ضراراً كبيرة على الأر�ض مثل ظهور م�شكلة الت�صحر وتلوث الهواء بالغازات ال�ضارة .وجميع هذه الآثار والظواهر الناجمة ت�ؤثر �سلباً على توازن النظام البيئي وت�سبب خل ًال ال يمكن تجاهله في النظام االقت�صادي للدول ،فح�سب ما �أفاد الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ �أن التكاليف ال�سنوية تزداد بزيادة درجات الحرارة نظراً للأ�ضرار التي تخلفها على البنية التحتية وال�صحة والزراعة وغيرها. لذا كان من الواجب المحتم علينا �أن نقف قلي ًال لندرك حجم الخطر الذي يداهم �أمنا الأر�ض ،و�أن نخطو خطواتنا الأولى �سعياً نحو الحفاظ عليها ،فهي م�س�ؤولية فردية قبل �أن تكون جماعية ،فعلى كل فرد �أن يراعي �أهمية الحفاظ على �صحة البيئة في كل خطوة يخطوها و�أن ي�ست�شعر ب�أن هذه الأر�ض هي �أمانة ي�شاركه فيها كثيرون �آخرون .كما نجد �أي�ضاً �أن الكثير من الدول بد�أت بالفعل تنتهج طرقاً �أكثر �سلمية و�صحية لإعادة الطبيعة �إلى ما كانت �أو �أقله تخفيف الكاهل الذي �أوهن هذه الأر�ض ،فنالحظ التوجه الكبير ال�ستغالل الطاقة ال�شم�سية كما نجد �أن العالم احتفل عام 2014بيوم الأر�ض تحت �شعار "المدن الخ�ضراء" والتي تعني اعادة زرع المناطق العمرانية. و�أخيرا علينا �أن ال نن�سى واجبنا نحو الأر�ض و�أن نحبها كما �أحبتنا فكما قال بان – كي مون في ر�سالته بمنا�سبة يوم الأر�ض "�أنا�شد جميع النا�س في كل مكان �أن يجهروا ب�أ�صواتهم .فلتعل �أ�صواتكم با�سم هذا الكوكب الذي ال بيت ي�ؤوينا غيره .و ْلنتدا َع �إلى العناية ب�أمنا الأر�ض حتى تظل هي ترعانا مثلما فعلت على الدوام منذ �آالف ال�سنين"
الحل االمثل للتقليل من إستهالك الملح والدهون والسكريات
إعداد :مريم بنت خلفان المسلمية ترجمة :أحالم بنت صالح الشعيلية
في تعاون ثالثي بين وزارة الصحة مع قسم الدعم الفني
15
بمنظمة الصحة العالمية ( ،)WHOوفريق العمل الوطني للقيام
بمهام متعددة لصياغة ،واعتماد االستراتيجيات العالمية لمنظمة
الصحة العالمية للوقاية ،والسيطرة على األمراض غير المعدية التي تشكل نسبة 75%من نسبة األمراض بالسلطنة .وتدعو
هذه االستراتيجيات إلى تعزيز المحافظة على الصحة العامة
للمواطنين ،ومنها( :النظام الغذائي والنشاط البدني ،والصحة). وتطبيق خطة العمل للعام 2013 2008-بشأن االستراتيجية
العالمية لمكافحة األمراض غير المعدية وتطبيق توصيات إلى إعالن روما عام 2014حول التغذية وتسليط الضوء عليها جميعا،
وتلك التي تؤكّ د الحاجة إلى اتخاذ إجراء عالمي للحد من جميع
أشكال سوء األغذية بما في ذلك السمنة ،واألمراض غير المعدية المتعلقة بالنظام الغذائي.
األمراض المعدية
%75 األمراض غير المعدية بالسلطنة.
وعلى ال�صعيد العالمي� ،أ�شار د� .أيوب الجوالدة الم�ست�شار الإقليمي للتغذية بق�سم حماية وتعزيز ال�صحة الغذائية ،بمكتب ال�شرق المتو�سط لمنظمة ال�صحة العالمية� ،إلى �أن معدل ال�سمنة بين الأطفال يتزايد ب�شكل يدعو للقلق ،وترتبط هذه الم�شكلة مبا�شرة بالأمرا�ض الغير معدية� ،إذ �أن �أكثر من %60 من الوفيات حول العالم تعُزى �إلى الأمرا�ض غير المعدية ،و�أن �أف�ضل منهج وقائي هو التدخل المبكر للحد من ال�سمنة منذ الطفولة. وت�شير بع�ض الدرا�سات ،والتي ا�ستندت على الأدلة �أنه "�إذا �أُ�صيب الطفل بال�سمنة في ال�سنوات الخم�س الأولى من عمره ،ف�إن احتمالية ا�صابته بال�سمنة في مرحلة البلوغ عالية جداً .وفي هذا الجانب و�ضعت منظمة ال�صحة العالمية �سيا�سات للحد من ال�سمنة ،وواحدة من هذه ال�سيا�سات التي �صدرت م�ؤخراً تت�ضمن المبد�أ التوجيهي الذي يهدف �إلى تقليل �إجمالي ن�سبة ا�ستهالك ال�سكر في الأطعمة، والم�شروبات ،والم�شروبات الغازية ،من � %10إلى
.%5وهذا الأمر يتطلب تظافر جهود الحكومات، وال�سلطات ال�صحية ،والم�ؤ�س�سات المعنيه ب�صناعة وتجارة المواد الغذائية ،وجميع الجهات المخت�صة، والتي ينبغي عليها مراجعة معايير ،وموا�صفات جميع الأطعمة والم�شروبات بما فيها الم�شروبات الغازية� ،إذ �أنها تحتوي على ما يقارب %15 - %10 من ال�سكريات الزائدة ،وذلك في بع�ض العالمات التجارية للمنتجات غير ال�صحية. و�أ�ضاف د� .أيوب �إلى �أنه اذا اتخذت الحكومات الإجراءات المنا�سبة بفر�ض معايير وموا�صفات في تجارة الم�أكوالت والمواد الغذائية غير ال�صحية، ف�إن جميع العمليات المتبعة في هذا المجال �سوف تخ�ضع لهذه الموا�صفات ،والمعايير ،و�ستعمل على تقليل كمية ال�سكر في الأطعمة ،والم�شروبات والم�شروبات الغازية ،ومثل هذا الإجراء الحكومي له نف�س القدر من الأهمية في تقليل ن�سبة الملح و�أنواع الدهون غير الم�شبعة والأحما�ض الدهنية الم�شبعة التي ت�سهم في الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب،
ملف العدد
اإلستراتيجيات الحكومية
وزيادة م�ستويات الكولي�سترول في الدم ،ومثل هذه المنتجات على �سبيل المثال ،تت�ضمن ا�ستخدام زيت النخيل الم�شبع بالدهون ،غير �أن الحكومات و�ضعت �ضوابط للمواد الم�ستوردة ،وذلك بحظر ا�ستخدام زيت النخيل خا�صة في المطاعم ،و�أن التحكم با�ستخدام مثل هذه الزيوت في الأطعمة الم�صنعة ي�ساعد ال�سكان ،وخ�صو�صاً الأطفال في حمايتهم من الأمرا�ض الخطيرة غير المعدية في الم�ستقبل. وبالمثل ،ف�إن االتجاه للحد من �إجمالي ا�ستهالك الملح �إلى غرام واحد لل�شخ�ص الواحد في اليوم ي�ؤدي �إلى الحد من الوفيات الناجمة عن �أمرا�ض القلب ،والأوعية الدموية وال�سكتات الدماغية ب�أكثر من %7في كل بلد. وفي هذا ال�ش�أن ،ولمعالجة م�شكلة �سوء العادات الغذائية بما في ذلك ال�سمنة ،والأمرا�ض غير المعدية المتعلقة بالنظام الغذائي في المنطقة، و�سلطنة عمان على وجه الخ�صو�ص ،ف�إن "مهمتنا هي ال�سعي للح�صول على نمط حياة �صحي ،وتزويد
ملف العدد
16
– 2020م ،لوقف ارتفاع ن�سبة ال�سكري ،وال�سمنة، وتقليل معدل الوفيات المبكرة ب�سبب الأمرا�ض غير المعدية بن�سبة %25بحلول عام ،2025ف�إنني �أفتر�ض �أن م�س�ألة الوقاية ،وال�سيطرة ال ترتبط بوزارة ال�صحة وحدها فقط ،و�إنما يت�شارك في هذه المهمة العديد من القطاعات الأخرى .و�أن واحدة من �أف�ضل الطرق للحد وال�سيطرة على الأمرا�ض غير المعدية ،وتحقيق التو�صيات المن�صو�ص عليها على الم�ستوى الوطني هو تقليل مقدار المكونات الثالثة (�أمالح ،وال�سكريات ،والدهون) ،وتعزيز د .فاتن بن عبدالعزيز د .أيوب الجوالدة الن�شاط البدني والعمل وفق �أنظمة �صحية من وزارة ال�صحة بالدعم الفني الالزم التخاذ خطوات خالل التدخل المبكر وتقليل الترويج للأطعمة ف�إن االقتراحات تحث الحكومة على تبني �سيا�سات لدعم النظم الغذائية ال�صحية في المدار�س عن ا�ستباقية ،وتطوير خطط العمل لديها لتنظيم والم�أكوالت غير ال�صحية" . طريق تقليل التعر�ض لقوة الت�سويق والطلب من عملية الت�سويق للمنتجات غير ال�صحية للأطفال، الترويج لألطعمة غير الصحية تحدٍ كبير المدار�س بعدم توفير الأطعمة غير ال�صحية في و�ست�سهم خطة العمل في الحد من محتويات المواد وي�ؤكد م�سئول منظمة ال�صحة العالمية �أنه من نطاق المدر�سة ومحيطها ،كما تحث البلديات المذكورة من مكونات �أطعمة الأطفال التي تتطلب المتعارف عليه على نطاق وا�سع �أن الترويج بعدم عر�ض �أية �إعالنات على اللوحات للوجبات التزاما �سيا�سيا ودعما قويا من الحكومة" بالإ�ضافة والت�سويق للأطعمة والم�شروبات غير ال�صحية الخفيفة التي ت�ستخدم حروف للأطفال و�صورهم �إلى ذلك ،ودعماً للدول الأع�ضاء لتحقيق الأهداف للأطفال ي�شكل تحدياً كبيراً على ال�صحة العامة في في الإعالن" بالإ�ضافة �إلى �أنها تحث الكيانات المن�شودة لالجراءات العالمية على الم�ستوى الريا�ضية التي تتعامل مع الأطفال بعدم التعامل مع الوطني ،فقد قامت منظمة ال�صحة العالمية بو�ضع ال�صناعات الغذائية لغر�ض الرعاية باعتباره ت�ضارباً نموذج لأنماط التغذية لي�ساعد الدول الأع�ضاء للم�صالح في ا�ستهداف الأطفال وخا�صة �أن مثل في المنطقة في عملية تحليل المكونات ال�صحية هذا الدعم ي�ؤثر على الأطفال ،واختيارهم للغذاء في الأطعمة .ووفقاً �إلى (عمان :الملف الإح�صائي لمنظمة ال�صحة العالمية) الذي تم تحديثه م�ؤخراً غير ال�صحي دون الغذاء ال�صحي .لذلك ولتحقيق السلطنة الثانية في هدف ال�سيا�سة ،والأهداف المحددة لتنظيم ت�سويق في يناير ،2015ف�إن االح�صائية ت�شير �إلى �أن حاالت الأغذية غير ال�صحية للأطفال ف�إن العديد من اال�صابة بالأمرا�ض غير المعدية مثل مر�ض السمنة على مستوى الدول الأع�ضاء بما فيها �سلطنة عمان في طريقها ال�سكري �آخذة في االزدياد .الم�صدر :الإح�صائيات إقليم شرق المتوسط لتبني منهج �شامل وو�ضع �ضوابط لت�سويق الأطعمة الدولية وتقديرات ال�صحة العالمية ل�شركاء منظمة للأطفال والتي تحتوي على محتويات عالية من ال�صحة العالمية والأمم المتحدةhttp://who.int/( . الدهون الم�شبعة والأحما�ض الدهنية غير الم�شبعة .)/mortality_burden_ disease/en ً وال�سكريات �أو الملح. وبالمثل ،ف�إذا �أمعنا النظر قليال في م�شكلة ال�سمنة في المنطقة ،نجد �أنها ت�شكل خطراً ج�سيماً� ،إذ القرن ،21و�أنها تمثل عامل خط ٍر ورئي�س لل�سمنة و�أ�ضافت " في هذا الجانب ،ف�إننا نعمل مع ال�سلطات تحتل ال�سلطنة المركز الثاني من بعد دولة االمارات والإ�صابة بالأمرا�ض غير المعدية المتعلقة بالنظام المعنية في محاولة لفر�ض الت�شريعات القائمة من العربية المتحدة في انت�شار حاالت ال�سمنة .وعلى الغذائي .وفي � 2010أقرت منظمة ال�صحة العالمية خالل قانون حماية الطفل في البالد ،والذي ين�ص الرغم من �أن ن�سبة انت�شار ال�سمنة بين طالب مجموعة من التو�صيات ب�ش�أن الت�سويق والترويج بو�ضوح على �أنُّ � :أي �إعالن ي�ستخدم للترويج لأي المدار�س معتدلة بالمقارنة مع الدول الأخرى� ،إال للأغذية والم�شروبات غير الكحولية للأطفال ،طعام ي�ؤثر على �صحة الأطفال فهو غير قانوني". �أن هذه الن�سبة �أخذت في االزدياد خالل العامين وم�ساعدة الدول الأع�ضاء على تنفيذ تلك التو�صيات وت�شير د .فاتن �إلى �أنه وفقاً لبع�ض الم�سئولين، الما�ضيين ،وذلك بب�ساطة ب�سبب التنوع الهائل من خالل تقديم التوجيه في جوانب تطوير ف�إن ال�سلطنة لديها لوائح و�أنظمة تنظم عملية ت�سويق الأطعمة غير ال�صحية للأطفال ،وتت�ضمن والجاذب في الأطعمة ،والم�أكوالت غير ال�صحية ال�سيا�سات والتنفيذ والر�صد والتقييم والبحث. في ال�سوق المحلي ،غير �أنه من الجيد �أن نعلم �أن وتفيد د .فاتن بن عبد العزيز الم�ست�شارة الإقليمية هذه اللوائح على �سبيل المثال :قانون حماية ا�ستراتيجية "ر�ؤية ال�صحة في عمان "2050تو�ضح للتعليم ال�صحي والترويج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الطفل ،و�أنظمة حماية الم�ستهلك و�سالمة الغذاء �أن الحكومة العمانية �أدركت حجم هذه الم�شكلة ال�صحة العالمية بالقاهرة ب�أنه "تركز التو�صيات التي تعالج ق�ضية ت�سويق الغذاء والم�شروبات غير و�أنها ت�ؤمن ب�أن التدخل المبكر هي الو�سيلة الأنجح التي تعتمد على الظروف الوطنية والموارد المتاحة الكحولية للأطفال والتي تهدف جميعها �إلى حماية لحلها ،وبالتالي ال ينبغي �أن ننتظر حتى تتفاقم على ق�ضايا متنوعة تتراوح بين الإعالن والتقنيات �صحة الطفل. المختلفة التي ت�ستخدمها ال�صناعة للت�أثير على ووفقاً لمنظمة ال�صحة العالمية ،ف�إن تعريف الم�شكلة �إلى �أعلى م�ستوياتها. ً وي�ضيف د� .أيوب م�ؤكداً " لذلك ف�إنه من �أجل تحقيق خيارات الطفل" .وت�ؤكد د .فاتن �أنه بالمثل وتما�شيا م�صطلح "ت�سويق" كما حددته التو�صيات ي�شير �أهداف منظمة ال�صحة العالمية التي و�ضعتها خطة مع التو�صية الواردة في اال�ستراتيجية العالمية �إلى �أي �شكل من �أ�شكال التوا�صل التجاري الذي تم العمل العالمية للأمرا�ض غير المعدية 2013ب�ش�أن النظام الغذائي والن�شاط البدني وال�صحة ،ت�صميمه للت�أثير وزيادة الوعي واالقبال وا�ستهالك
WHO
ملف العدد
أكثر ١٠أسباب للوفيات في السلطنة
د.سامية الغنامية
منتج �أو خدمة معينة .وت�شمل �أي �شيء يقوم بالإعالن والترويج لمنتج �أو خدمة ما. إستراتيجية وطنية إلعتماد توصيات المنظمة
تعمل وزارة ال�صحة بالتعاون مع ق�سم الدعم الفني بالمكتب الإقليمي لمنظمة ال�صحة العالمية بال�شرق المتو�سط على تنفيذ اال�ستراتيجيات الوطنية للتقليل من المكونات الثالثة �أثناء ت�صنيع الأطعمة بنا ًء على الو�ضع بال�سلطنة .وي�أتي الهدف من اعتماد تو�صيات ا�ستراتيجية منظمة ال�صحة العالمية للتقليل من معدالت الملح والدهون ال�ضارة وال�سكريات في الأغذية الم�صنعة على الم�ستوى الوطني من �أجل الحد من معدالت الوفاة الناجمة عن ارتفاع �ضغط الدم وال�سكتات الدماغية في دول المنطقة .كما تهدف اال�ستراتيجية �إلى الم�ساعدة على الحد من االنت�شار المتزايد لل�سكري وال�سمنة في المنطقة بالإ�ضافة �إلى تقليل محتوى الدهون الم�شبعة في المواد الغذائية �إلى �أكبر حد ممكن. وفي حوار �أجراه مركز الدرا�سات والبحوث مع د� .سامية الغنامية مديرة دائرة التغذية بوزارة ال�صحة ،ذكرت خالله ب�أنه �سيتم تنفيذ هذه اال�ستراتيجيات عن طريق تظافر الجهود مع فريق العمل الوطني الذي يتكون من �أ�صحاب الم�صلحة وال�شركاء الرئي�سيين بما فيها وزارة ال�صحة ووزارة التجارة وال�صناعة والبلديات االقليمية وهيئة حماية الم�ستهلك .كما ي�ضم الفريق �أي�ضاً م�ؤ�س�سات من القطاع الخا�ص مثل �شركة المطاحن العمانية وغيرها من ال�شركات التي تدخل �ضمن نطاق ت�صنيع الأطعمة بالإ�ضافة �إلى الم�ؤ�س�سات الأكاديمية مثل جامعة ال�سلطان قابو�س .و�أ�ضافت "نتيجة لذلك، وتنفيذاً لمبادرات ال�سلطنة والتزامها بمعالجة الأمرا�ض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي على نطاق �أو�سع في ال�سلطنة ،ف�إنه �سيتم التقليل التدريجي واال�ستهالك الم�ستدام للملح على الم�ستوى الوطني بمعدل � %10سنوياً ،ولمعالجة
المصدر :اإلحصائيات الدولية وتقديرات الصحة العالمية لشركاء منظمة الصحة العالمية واألمم المتحدة.)/http://who.int/mortality_burden_ disease/en( .
الم�شكلة من جذورها ،ف�إن وزارة ال�صحة تخطط لتقليل كمية الملح من �أ�صناف متنوعة من الخبز في �أ�سواق ال�سلطنة وخف�ضها عن الكميات الحالية من بين � %1.5 - %0.5إلى �أقل من %0.5من �أجل الو�صول �إلى الن�سبة المن�شودة وهي %30بحلول عام ."2017 واعتماد هذه اال�ستراتيجية جاء بناء على نتائج الم�سح الأول الذي قامت به وزارة ال�صحة لتحليل محتويات الملح في �أنواع مختلفة من الخبز الم�صنع محلياً .و�أ�شارت النتائج �إلى وجود ن�سب عالية من الملح �أجبرت الوزارة التباع تو�صيات منظمة ال�صحة العالمية للحد تدريجياً من محتويات الملح ،وخا�صة الخبز ،وغيرها من الأطعمة الم�صنعة بطريقة تدريجية تجعل النا�س ال ي�شعرون بالفرق في تغير طعم الخبز .ويجري العمل حالياً لمعالجة م�س�ألة كمية الملح في الخبز، و�أي�ضاً معالجة م�س�ألة كمية الدهون الم�شبعة والأحما�ض الدهنية المهدرجة في الأطعمة التي ت�شكل خطراً على ال�صحة .وت�شمل هذه الأطعمة على �سبيل المثال الوجبات ال�سريعة ،ورقائق البطاط�س، والب�سكويت ،والحبوب ،و�صل�صة الطماطم ،وجميع �أنواع الأطعمة الم�صنعة الموجهة للأطفال التي تحتوي في الغالب على ن�سبة عالية من الدهون من زيوت النخيل بن�سبة �أعلى من .%50 كما تخطط الوزارة �أي�ضاً �إلى التقليل من ن�سبة الملح في الأنواع الأخرى من منتجات الأطعمة
الم�صنعة مثل الجبن ،والمخلالت ،وحبوب الإفطار الم�صنعة خ�صي�صاً للأطفال التي ثبت �أن جميعها تحتوي على ن�سب عالية من ال�سكر ،والملح ،وتخطط الوزارة �أي�ضاً �إلى تنفيذ حمالت توعوية لتعريف المجتمع ب�أهمية االلتزام بتناول الكميات المنا�سبة من الملح في الأطعمة الم�صنعة محلياً. وعلى نحو مماثل تعمل الوزارة �أي�ضاً مع وزارة التجارة وال�صناعة لو�ضع معايير ،و�أنظمة لتقنين كميات الملح في الخبز ،والجبن ،والأطعمة الأخرى الم�صنعة .لذلك ،ومن �أجل �إنجاز هذه المهمة فقد اعتمدت وزارة ال�صحة نظام المراقبة لدى منظمة ال�صحة العالمية "برنامج تنميط التغذية" بالنظر �إلى الظروف الوطنية والموارد المتاحة. وي�ساعد هذا البرنامج �إلى حد كبير على توجيه القطاعات التي تقوم بعملية المراقبة مثل هيئة حماية الم�ستهلك ،ووزارة التجارة ،وال�صناعة، والبلديات ،والم�ؤ�س�سات الأخرى ذات ال�صلة من �أجل تحديد الأطعمة غير ال�صحية التي ت�ستهدف الأطفال ،وت�سويق هذه المنتجات في ال�سوق .كما �أن هذا البرنامج ي�ساعد المفت�شين على التعرف على كميات الملح ،وال�سكر ،والدهون في الأطعمة وتحديد ما �إذا الطعام �صحياً �أم ال ،كما �إنه ي�سهم في الك�شف عن الممار�سات غير الالئقة التي ت�ؤثر على ال�صحة العامة ،واالجراءات الواجب اتخاذها في حالة مخالفة المعايير والأنظمة المتعلقة بالأطعمة الم�صنعة.
17
تجربة
تجارب عالمية
تجارب خليجية في التنوع االقتصادي
تجربة تعرضها :زبيدة بنت علي البلوشية
18
من أجل نمو اقتصادي أكبر ،والخروج من تداعيات اآلثار السلبية النخفاض أسعار العالمية ،وتراجع إيرادات بعض المواد األولية :كالنفط ،والغاز ،وتأثيرها على ميزانية الدول النفطية ،وتأثر مشاريع التنمية سلبيا باألزمة عمدت العديد من البلدان العربية إلى تغيير استراتيجيتها االقتصادية، وذلك بإقرار سياسة تنويع مصادر الدخل الوطني ،وتنمية القطاعات الخدمية مثل: القطاع المالي ،والسياحي وغيرها ...وفي هذه الزاوية نستعرض بعض تجارب الدول الخليجية ،التي نجحت في تحقيق بعض هذا التنوع ،واستطاعت تحقيق إنجاز تحوالت اقتصادية مهمة.
التجربة اإلماراتية
التجربة السعودية
حر�صت االمارات العربية المتحدة ،على التطوير الم�ستمر القت�صادها ،باعتمادها على �إعطاء الأولوية للتعليم ،وبناء بنية تحتية متطورة لدعم البيئة االقت�صادية ،واال�ستثمارية ،مع �سيا�سات مبنية على االنفتاح على العالم ،وعلى التنوع االقت�صادي ،وقد �ساهم ذلك في التحول من دولة يعتمد اقت�صادها على النفط بن�سبة %90في الناتج المحلي عام � ، 1970إلى %30عام .2012بالإ�ضافة �إلى اال�ستقرار ،وبف�ضل �سيا�سة تجارية مفتوحة، و�سعر �صرف مربوط بالدوالر.
ر ّكزت خطط التنمية المتعاقبة� ،إ�ضافة �إلى تمكنت قطر في ثالثين عاما ،من �أن ت�صبح �إحدى ال�سيا�سات االقت�صادية للمملكة العربية ال�سعودية ،الدول التي توا�صل تحقيق نمو اقت�صادي قوي، على تنويع االقت�صاد ،وتقليل االعتماد على النفط فهي تتميز با�ستثماراتها في العديد من القطاعات كم�صدر دخل للحكومة ،وموجه لالقت�صاد المحلي ،االقت�صادية� ،إ�ضافة الى �إمتالكها ثروة كبيرة من ورغم المحاوالت للتقليل من اعتماد االقت�صاد على الغاز على م�ستوى العالم ،دفع دولة قطر �إلى النفط ،وزيادة م�ساهمة القطاعات الأخرى ،اليزال و�ضع ا�ستراتيجية قوية من خالل التركيز على هذا القطاع وم�شتقاته ،وال�صناعات البتروكيماوية ،الغاز الطبيعي ال�سائل من �أجل ت�صديره ،والعوائد تهيمن على االقت�صاد الكلي ،والح�سابات المالية ،الناتجة عن هذا القطاع يتم ا�ستغاللها ،و�إعادة وال يزال المحرك الرئي�سي لالقت�صاد ال�سعودي �ضخها في قطاعات �أخرى ،بهدف تنويع االقت�صاد (حوالي %95من ال�صادرات الإجمالية ،و %91من في مجاالت مختلفة :كال�صناعة ،والعقارات، والنقل ،واالت�صاالت ،والتجارة ،والخدمات �إيرادات الميزانية). الحكومية ،والتعليم ،والريا�ضة .ودولة قطر تعتمد وقد فر�ضت �أ�سعار النفط المرتفعة ،والفوائ�ض ً على هذا التنويع باال�ستثمار في ر�أ�س المال الب�شري المالية الكبيرة ،خالل ال�سنوات الأخيرة ،قيودا �أي�ضا من خالل اقت�صاد قائم على المعرفة. على مدى تنويع االقت�صاد ،وتنوع الإيرادات غير النفطية .فال يوجد عبء �ضريبي في االقت�صاد ال�سعودي .من جهة �أخرى ،قد ي�ؤدي رفع �إيرادات ال�ضرائب غير النفطية على الت�أثير ال�سلبي ،ولو جزئياً ،على الأهداف الأخرى لل�سيا�سات ،و�أبرزها تنويع االقت�صاد .وتجدر الإ�شارة �إلى �أنه بالرغم من هيمنة القطاع النفطي ،ي�سجل القطاع غير النفطي ،نمواً خالل ال�سنين الأخيرة ،ويعتبر القطاع الخا�ص المحرك الرئي�سي لهذا النمو مقارنة مع القطاع العام.
وتتميز الإمارات بتكاليف منخف�ضة بالن�سبة لل�شركات (عبء �ضريبي منخف�ض جداً) ،كما �أنها ا�ستثمرت في �إطار تنويع االقت�صاد المحلي ،في �إن�شاء �أ�صول جديدة ،و بنية تحتية ،وخدمات ذات جودة عالية ،بهدف التوفير على قطب الخدمات اللوج�ستية ،والخدمات المالية ،والنقل ،والطاقة المتجددة ،وال�سياحة الثقافية .كما عملت على �إن�شاء منطقة تجارة حرة لتطوير القدرات الت�صديرية (دبي) .وال�ستكمال نف�س النهج ،قامت الإمارات ب�إدراج عدة ا�ستراتيجيات ،وهي ر�ؤية الإمارات 2021م ،ور�ؤية �أبوظبي 2030م ،وخطة دبي 2015م. وتهدف الإمارات لكي ت�صبح مركزاً لتجارة التجزئة والجملة ،و�أحد �أهم مقا�صد اال�ستثمار ال�سياحي، والعقاري في المنطقة ،وذلك من خالل توفير �إدارة فعالة ،ودعم حكومي للم�شاريع الكبرى، واقت�صاد ال�سوق مي�سر لحركة الأموال والمعامالت، وترخي�ص للأجانب بامتالك العقارات.
التجربة القطرية
29 ً مليارا
قيمة االستثمارات االجنبية في دبي 2014م.
مقال
د .محمد رياض حمزة
تطور سوق العمل بالتوازي مع تطور األنشطة االقتصادية ّ يتطور �سوق العمل في ال�سلطنة في �ضوء تطور �أن�شطة االقت�صاد الوطني ،ففي الوقت الذي يتوا�صل نمو االقت�صاد العُماني بن�سبة �سنوية ال تقل عن %4ف�إن ذلك ي�ؤ�شر على تو�سع �سوق العمل .فح�سب �إح�صاءات وزارة القوى العاملة ،ف�إن عدد القوى العاملة الوطنية العاملة ب�أجر في القطاع الخا�ص بلغ � 210آالف ،و 485مواطن ومواطنة حتى نهاية فبراير .2015ويتوقع �أن يت�صاعد عدد القوى العاملة الوطنية في القطاع الخا�ص بين بدء تنفيذ خطة التنمية الخم�سية التا�سعة ابتداء من العام ، 2105وحتى نهاية العام ،2020و وعلى افترا�ض �أن توا�صل تنفيذ خطط التعمين بن�سبة � %15سنويا ،ف�إن عدد القوى العاملة الوطنية في القطاع الخا�ص �سيرتفع �إلى � 360ألفا. وبالمقابل فقد �سجّ ل عدد القوى العاملة الوافدة زيادة بلغت 8225 عامال وافدا بين �شهري يناير وفبراير 2015م .وارتفع �إجمالي عددها �إلى مليون و� 657ألفا ،و 4عمال .تلك الزيادة ت�ؤ�شر على تنامي �أن�شطة االقت�صاد الوطني� ،إذ �أن التراخي�ص التي تمنحها وزارة القوى العاملة لإ�ستقدام القوى العاملة من الخارج تمنح فقط للحاجة الفعلية المثبتة للمن�ش�آت ،والمقاوالت التي تنفيذ �أعمال الهند�سة المدنية لم�شاريع البنية الأ�سا�سية لل�سلطنة. وعند متابعة تطور �أعداد القوى العاملة الوافدة ف�إن �إح�صائيات الوزارة ت�شير �إلى تناق�ص ت�صاريح اال�ستقدام من �شهر لآخر .بما ي�ؤكد �أن الوزارة من جانبها ملتزمة بتنفيذ التوجهات الحكومية .وفي �إطار الوظائف القيادية ف�إن هناك � 41ألفا ،و 951من القوى العاملة الوافدة التي تحمل بطاقات عمل �سارية المفعول في من�ش�آت القطاع الخا�ص بوظائف "المديرين والإدارة العامة والأعمال الم�ستثمرين" من الذكور والإناث. كما يوجد في تلك الوظائف القيادية من القوى العاملة الوطنية 9 �آالف ،و 43مواطنا ،وذلك حتى نهاية .2014 وخالل الربع الأول من 2015م ،تطورت �أعداد هذه الوظائف ل�صالح القوى العاملة الوطنية �إلى � 9آالف 674موظفا ،وتناق�ص عدد الوافدين لي�صبح � 41ألفا ،و 190موظفا لترتفع الن�سبة �إلى � .%24أي �أن ن�سبة القوى العاملة الوافدة �إلى الوطنية في الوظائف القيادية في من�ش�آت، و�شركات ،وم�صالح القطاع الخا�ص كانت .%22نهاية ،2014وكانت هذه الن�سبة %17في نهاية عام 2009م .بمعنى �أن التطور لم يكن بم�ستوى الطموح .ففي قطاع العمل كان البد من �شمول كافة محافظات ال�سلطنة بدوائر عمل ملبية لتحقيق الأهداف المتمثلة بت�شغيل الباحثين عن عمل في القطاع الخا�ص ،وتعزيز خطط التعمين ،والإحالل ،وتنظيم، وموازنة �سوق العمل .فقد تم �إن�شاء دائرة عمل ال�سيب بم�ساحة 1276 متر مربع ،وبتكلفة � 499ألف 654ريال .كما �إن تنفيذ عدد من الم�شاريع الأخرى يتوا�صل عدد من المحافظات كم�شروع �إن�شاء دائرة العمل في البريمي بم�ساحة 1931متر مربع وبتكلفة � 906آالف و 275ريال. وم�شروع �إن�شاء دائرة العمل في محافظة م�سندم بم�ساحة 2256متر مربع وبتكلفة مليون و � 207آالف و 388ريال .والأعمال الخا�صة بتو�سعة
مبنى المديرية العامة بمحافظة ظفار بم�ساحة 1930متر مربع وبتكلفة � 578ألفا و 65ريال .والأعمال الخا�صة بتو�سعة مبنى المديرية العامة بمحافظة ال�شرقية ـ �إبراء في مرحلة الإ�سناد و بتكلفة � 806آالف و127 ريال. وفي قطاع التعليم التقني عملت الوزارة على �إ�ضافة مرافق جديدة في الكليات التقنية من �ش�أنها تعزيز التوجه للتو�سع في الطاقة اال�ستيعابة للكليات ،وتوفير بيئة درا�سية مجهزة ب�أحدث و�سائل التعليم التطبيقي، ف�إن العمل جا ٍر في م�شروع �إن�شاء عدد من الف�صول الدرا�سية بالكلية التقنية في عبري بم�ساحة � 10آالف و 92متر مربع و بتكلفة 2مليون و� 885ألفا و 236ريال ،كما �إن العمل جا ٍر في م�شروع �إن�شاء عدد من الف�صول درا�سية ،والمختبرات بالكلية التقنية في �شنا�ص بم�ساحة 10 �آالف و 92متر مربع وبتكلفة 2مليون و� 617ألفا و 150رياال .وكذلك ف�إن العمل جا ٍر في م�شروع �إن�شاء عدد من الف�صول الدرا�سية بالكلية التقنية في الم�صنعة بم�ساحة � 4آالف و 184متر مربع ،وبتكلفة مليون � 105آالف ريال .كما �إن هناك م�شروعين في مرحلة الإ�سناد �أحدهما م�شروع �إن�شاء عدد من الف�صول الدرا�سية ،ومكاتب بالكلية التقنية في �صاللة بم�ساحة � 3آالف و 964متر مربع ،وتكلفة مليون و� 113ألف ريال .وم�شروع �إن�شاء عدد من الف�صول الدرا�سية بالكلية التقنية في نزوى بم�ساحة � 7آالف و 780متر مربع وبتكلفة 2مليون و� 505أالف ريال. وتميز قطاع البنوك بن�سبة تزيد عن %95حاليا .كما تميز كل من قطاع الإنتاج متحلية المياه بن�سبة حالية ت�صل �إلى ، %78والمتوقع �أن تت�صاعد هذه الن�سبة لت�صل �إلى %95عام .2020كما تميز قطاع الكهرباء بن�سبة حالية ت�صل �إلى ،%80والمتوقع ت�صاعد هذه الن�سبة لت�صل �إلى %95عام .2020وكان �أكثر القطاعات �ضعفا في ن�سب التعمين هو قطاع الإن�شاءات. وفي مجال ت�شغيل المر�أة العمانية بلغ �إجمالي عدد العامالت ب�أجر من القوى العاملة الوطنية في من�ش�آت القطاع الخا�ص بال�سلطنة ()47594 عاملة حتى نهاية عام 2013م بن�سبة ( )%21.2من �إجمالي القوى العاملة الوطنية .وبلغ عدد المعيّنات من بداية الخطة الخم�سية الثامنة وحتى نهاية 2013م ( )37587عاملة بمختلف القطاعات االقت�صادية المزاولة بمن�ش�آت القطاع الخا�ص� ،إذ �شكلن ما ن�سبته ( )%79من �إجمالي عدد الملتحقات بالعمل في القطاع الخا�ص حتى نهاية عام 2013م .وبلغت ن�سبة المعينات بمن�ش�آت القطاع الخا�ص خالل الأعوام ،2012 ،2011 2013م ( )%22( ،)%21.3(، )%20.4على التوالي من �إجمالي المعيّنين خالل تلك الأعوام .وبلغ عدد الم�ستقيالت من �أعمالهن في من�ش�آت القطاع الخا�ص من بداية 2013م حتى نهاية العام �إلى ( )6865مواطنة مما يف�سر انخفا�ضه عن عام 2012م ( - )9031و2011م ( ، )6932وذلك لأ�سباب تح�سين �أو�ضاعهن االجتماعية� ،أو المادية باالنتقال �إلى جهات عمل �أخرى �أو ترك العمل لأ�سباب �أ�سرية.
19
رؤية
توعية وتثقيف
حماية المستهلك ..مسؤولية مجتمعية
20
المفضل ،ما كان منه إال أن أخرج هاتفه ّ عندما لم يرتح أحمد لمستوى الخدمة الذي اعتاد عليه في مقهاه عبر فيها عن استياءه من مستوى الخدمة التي كي ،ومن خالل صفحته على (التويتر) أطلق تغريدة ّ الذّ ّ
بريطانية عجوز إلى محل البقالة الكائن في قريتها الصغيرة وتفاجأت بارتفاع سيدة ّ وجدها .وعندما دخلت ّ نص ّية قصيرة إلى كافة معارفها وصديقاتها قائلة لهم " دعوكم من سعر الطماطم ،قامت بإرسال رسالة ّ
االيجابية ألفراد المجتمع تتبدى فيها المشاركة شراء ّ ّ الطماطم اليوم"! هذين نموذجين من قصص ومواقف ّ د.محمد بن حمد العريمي ّ Mh.oraimi@hotmail.com
تضر بالفرد والمجتمع االجتماعية لهؤالء في المسئولية من واقع التصدي لبعض الممارسات التي يمكن أن ّ ّ ّ ّ اقتصادياً .، صح ّياً أو ّ ّ
�أمّا ال ّدافع ل�سردها فهو �أ ّنني كثيراً ما �أ�ستمع �أو �أقر�أ �أو �ألتقي بعدد من الم�ستهلكين الذين يبدون وجهات نظر مختلفة حول الأدوار المنوطة بهيئة حماية الم�ستهلك في ال�سّ لطنة ،يغلب على بع�ضها عدم الفهم الكافي لأدوار الهيئة و�صالحيّاتها الممنوحة لها ،بحيث يعتقدوا خاطئين �أ ّن � ّأي ممار�سة اقت�صاديّة �سلبيّة يكون الت�ص ّدي لها من اخت�صا�ص الهيئة فقط ،ح ّتى لو لم يكن من �صالحيّات الهيئة الت�ص ّدي لهذه الممار�سة �أو تلك! الأمر الذي يجعلني �أطرح الت�سا�ؤالت الآتية :ترى هل حماية الم�ستهلك هي م�سئوليّة جهة واحدة فقط� ،أم ا ّنها م�سئوليّة مجتمعيّة قائمة! وكيف ن�صل �إلى حماية م�ستهلك مثاليّة ين�شدها المجتمع وتح ّقق له �أهدافه وتط ّلعاته في هذا المجال!! بر�أيي �أ ّن حماية الم�ستهلك هي م�سئوليّة مجتمعيّة متكاملة ،ومن الخط�أ �أن نح�صر مهمّتها في م�ؤ�سّ �سة واحدة ،فحماية الم�ستهلك لي�س لعبة ريا�ضيّة يمكن �أن ي�شرف عليها ا ّتحاداً معيّناً وفق روزنامة �أن�شطة معلومة ومح ّددة �سلفاً ،ولي�س ن�شاطاً ثقافيّاً تن ّفذه جهة ما وفق فترات زمنيّة مح ّددة ،وال � ّأي ن�شاط اجتماعي �أو اقت�صادي �أو فكري �آخر مح�صور بفئات بعينها ،بل هي مجموعة من العمليّات والممار�سات المتداخلة التي تالم�س حياة ّ كافة �أفراد المجتمع ،والتي ال يقت�صر القيام بها على مكان �أو زمان مح ّدد ،فك ّل ثانية يمكن �أن ت�شهد �سلوكاً �سلبيّاً يم�سّ حياة الم�ستهلك و�صحّ ته و�سالمته ،وال يمكن لجهة ما مهما كانت امكاناتها �أن تل ّم ّ بكافة الممار�سات االقت�صاديّة واالجتماعيّة والفكريّة ال�سلبيّة التي تالم�س حياة الم�ستهلك وتت�ص ّدى لها ،وال يمكن لها كذلك �أن ت�ضع مف ّت�شاً لك ّل مح ّل ،ورقيباً على ك ّل �إعالن ّ تجاري م�ض ّلل، ومث ّقفاً لكل م�ستهلك ،ذلك �أ ّنها عمليّة بالغة ال�صعوبة، بل تكاد �أن تكون م�ستحيلة ،فما بالكم ونحن نتح ّدث عن تح ّديات مختلفة قد تواجه دور هذه الم�ؤ�سّ �سة ابتداء بال�صالحيّات ،وانتهاء بالميزانيّة ،مروراً بالمختبرات والقانونيّين والباحثين!! ّ ّ �إذاً ال حل حقيقي بتفعيل هذا الدور �سوى بال�شراكة المجتمعيّة ،بمعنى �أن يعي كل طرف في المجتمع دوره في هذا الجانب ،و�أق�صد بهذه الأطراف :الحكومة، والمزوّدين ،وم�ؤ�سّ �سات المجتمع المدني ،والم�ستهلك ذاته الذي يمكن �أن نع ّده ّ خط ال ّدفاع الأوّل �إن �ص ّح التعبير ،مع
ال ّت�أكيد على عدم قدرة �أي طرف على اال�شتغال منفرداً عن الآخرين ،كي ن�صل يوماً ما �إلى �أن يكون الم�ستهلك �أقوى من المنتج الذي يق ّدم الخدمة �أو �أن ي�صبح نداً له من خالل منظومة ثالثيّة تتم ّثل في ت�شريعات �صارمة �ضامنة لحقوقه ،وثقافة ا�ستهالكية عالية ،و�إعالم تقليدي وبديل يمكن �أن يحدث الفرق في التوعية والتثقيف. ويمكن �أن تقوم الحكومات بدورها في هذا المجال من خالل �إن�شاء الم�ؤ�سّ �سات المعنيّة بحماية الم�ستهلك وتوفير ال�صّ الحيّات الكاملة لها للقيام بدورها ،ومنع االزدواجيّة الحا�صلة في �أدوار بع�ض الم�ؤ�سّ �سات بحيث يمكن دمجها جميعاً في كيان � ّ إداري �شامل ،مع و�ضع وتعديل وتحديث ال ّت�شريعات المتع ّلقة بحماية الم�ستهلك ومحاربة االحتكار بحيث تكون مواكبة لل ّتح ّديات الهائلة التي تطر�أ ك ّل يوم في هذا المجال� ،إ�ضافة �إلى الت�شريعات التي ت�س ّهل قيام المجتمع المدني بدوره في مجال التوعية والرّقابة من خالل تكوين الجمعيّات والجماعات التطوّعيّة بمختلف فئاتها. �أمّا المزوّد �أو المنتج فعليه كذلك دور مجتمع ّي ال يقلّ �أه ّميّة من حيث كونه طرفاً في العمليّة من خالل قيامه ب�إنتاج �أو توزيع �أو بيع ال�سلعة ،وتقديم الخدمات المختلفة، لذا فعلى المزوّد �أن يعي �أ ّنه في الأ�سا�س م�ستهلك قبل �أن يكون منتجاً لل�سّ لعة �أو مق ّدماً للخدمة ،و�أ ّن �أفراد �أ�سرته ومن حوله هم م�ستهلكون كذلك ،وقد يت�ضرّرون من ممار�سة �سلبيّة قد يرتكبها هو �أو غيره من المزوّدين ،لذا ف�إ ّن عليهم ا�ستح�ضار الوازع ال ّدين ّيّ ، وال�ضمير الوطني تجاه الوطن الذي �أعطاهم ك ّل �شيء ،وتغيير النظرة الذهنيّة ال�سّ ائدة لدى بع�ضهم من �أ ّن الم�ستهلك بالن�سبة لهم هو مجرّد م�صدر لجني الأموال فقط ،بحيث يتوجّ ه تفكير ه�ؤالء �إلى ال�سّ عي لك�سب ر�ضاه ووالئه ،والحر�ص على تقديم منتجات وخدمات منا�سبة و�آمنة ،وتب�صير الم�ستهلك ب�أيّة �أ�ضرار �أو مخاطر يمكن �أن تتر ّتب على ا�ستخدامه لل�سلعة �أو الخدمة ،مع �أه ّميّة وجود ميثاق �شرف �إعالمي في كل ما يتع ّلق بالترويج الإعالني لل�سّ لع والخدمات بحيث ال تت�ضمّن معلومات كاذبة �أو م�ض ّللة ت�ض ّر ب�صحّ ة و�سالمة الم�ستهلك� ،أو ت�ؤ ّثر على و�ضعه المالي� ،إ�ضافة �إلى دعم ّ كافة المبادرات والم�شروعات الهادفة التي ت�صبّ في �صالح الم�ستهلك والمجتمع بيئيّاً و�صحّ يّاً واجتماعيّاً واقت�صاديّاً وفكريّاً.
وتلعب م�ؤ�سّ �سات المجتمع المدني دوراً كبيراً في حماية الم�ستهلك� ،إذ �أ ّنها الأقرب �إلى نب�ض المجتمع وق�ضاياه واحتياجاته اال�ستهالكيّة ،ولي�س غريباً �أن ن�شهد قيام الع�شرات من جمعيّات وجماعات حماية الم�ستهلك في العديد من ال ّدول المتق ّدمة تعمل جنباً �إلى جنب مع الم�ؤ�سّ �سات الر�سميّة ،وت�سهم بدور كبير في عمليّات التوعية والتثقيف ،بل والرّقابة ،والم�شاركة في و�ضع الت�شريعات �أحياناً. ويمكن لهذه الم�ؤ�سّ �سات �أن تقوم بدور مهم �إذا ما �أتيح لها المناخ المنا�سب لذلك ،وذلك من خالل تنظيم الفعاليّات الفكريّة التي تهدف �إلى تب�صير الم�ستهلك بحقوقه وواجباته ،والم�شاركة في عمليّات التفتي�ش والمراقبة، ور�صد المالحظات والممار�سات اال�ستهالكيّة ال�سلبيّة لدى الم�ستهلكين والمزوّدين ،وتكوين مجموعات �إلكترونيّة عبر مواقع الإعالم البديل المختلفة هدفها تقديم التوعية ،واقتراح البدائل ،والتعريف بالأن�شطة والأ�ساليب الذي يمكن للم�ستهلك �أن ي ّتبعها في �سبيل الح�صول على غذاء �صحّ ي و�آمن ،وتنظيم عمليات المقاطعة االقت�صاديّة �إذا ما ا�ستلزم الأمر ذلك ،وغيرها من الأن�شطة العديدة التي يمكن �أن تقوم بها هذه الم�ؤ�سّ �سات. ّ ن�أتي �أخيراً �إلى دور الم�ستهلك ،والذي يمكن �أن نعده �أه ّم الأدوار ،خا�صّ ة و�أ ّنه حجر الزاوية والركيزة الأ�سا�سية في المجتمع االقت�صادي ،حيث �أ ّن المجتمعات المتقدمة عموماً لم تعد تنظر �إليه باعتباره عن�صراً هام�شيّاً في المعادلة االقت�صادية بل �أ�صبح هو العن�صر الأ�سا�سي الذي تدور باقي العنا�صر حوله ،لذا ف�إن الم�ستهلك مطالب ب�أن يكون على قدر منا�سب من الوعي والثقافة خا�صة في الجانب اال�ستهالكي ،و�أن يعي حقوقه وواجباته التي �أتت بها الت�شريعات المتع ّلقة بحماية الم�ستهلك ،و�أن يكون ر�شيداً في ا�ستهالكه ،لديه القدرة على الموازنة بين البدائل المتوفرة ،داعماً للتاجر الملتزم ،و�أن ي�أخذ بم�أخذ الجد ك ّل التعليمات والتحذيرات والن�شرات التوعوية والإر�شادية ،كما �أ ّن عليه �أن ي�ساهم وي�شارك في الحفاظ على �سالمة وخلو المجتمع من � ّأي ممار�سات اقت�صاديّة �سلبيّة من خالل التوا�صل مبا�شرة مع المعنيين ب�أمر المراقبة والتفتي�ش ،عبر القنوات التي ت ّم ت�سخيرها لذلك، و�أن ي�سهم م�ساهمة مبا�شرة في ت�شجيع � ّأي عمل مجتمعي من �ش�أنه الت�ص ّدي للممار�سات التي ت�ض ّر ب�صحّ ته و�سالمته.
مقال
عماد بن حسين باقر
imadhussain09@hotmail.com
اإلتصال فن ال يختلف اثنان على �أهمية امتالك المهارات الالزمة لالت�صال مع الآخرين بفعالية لما لذلك من ت�أثير �إيجابي على عملية تبادل الأفكار ،والمعلومات وفهم الآخر وطريقة تفكيره ونظرته للأمور ومعرفة �آراء وتفهم م�شاعر الآخرين وتعزيز الثقة المتبادلة والح�صول على اال�ستجابة المطلوبة من الطرف الآخر. وبال �شك ف�إن براعة االن�سان في عملية االت�صال تلعب دورا هاما في نجاحه وقدرته على تحقيق �أهدافه ،فاالن�سان الناجح هو من يدعم خبراته المهنية وم�ؤهالته العلمية بمهارات االت�صال الالزمة لما لها من فوائد ت�ساهم في رفع القدرة على التوجيه والت�أثير على الر�ؤ�ساء والمر�ؤ�سين والزمالء في العمل و�أفراد الأ�سرة والمجتمع عبر القيام بحوارات بنائه ت�ساهم في تقبل النا�س للحقائق والتراجع عن الخط�أ وتعزيز التقدير المتبادل بين النا�س ،فطريقة �شرح الفكرة ال تقل �أهمية عن الفكرة ذاتها. وال بد من الأخذ بالعوامل والأ�سباب الم�ساهمة في نجاح عملية االت�صال ،فعلى �سبيل المثال يتعين تقبل الآخرين كما هم، واحترام قيمهم ومعتقداتهم و�أفكارهم واالبتعاد عن النظرة الدونية للآخر وغر�س ثقافة المحبة والآحترام المتبادل بين طرفي عملية االت�صال ونق�صد هنا المر�سِ ل للر�سالة وم�ستق ِبلها، فالمر�سِ ل هو من يحمل الفكرة ويرغب في �إي�صالها� ،أما المتلقي للر�سالة �أو م�ستق ِبلها فيعتمد على واحدة �أو �أكثر من حوا�سه التي منحه اهلل -عز وجل -له ال�ستقبال هذه الفكرة �أو الر�سالة. فالإن�سان يمتلك حوا�س ال�سمع والب�صر ،وال�شم ،والتذوق، واللم�س التي ي�ستطيع توظيف واحدة منها �أو �أكثر ال�ستقبال ر�سائل تحمل الأفكار والآراء ،والرغبات التي يرغب المر�سِ ل للر�سالة في �إي�صالها للم�ستق ِبل باالعتماد على التوا�صل اللفظي �أو الغير لفظي �أو كالهما. ويتم نقل الر�سالة من مر�سِ لها �إلى م�ستق ِبلها عن طريق و�سيلة يتم اختيارها وفقا لمحتويات وطبيعة الر�سالة والظروف المحيطة بطرفي الر�سالة ،حيث ت�أخذ و�سائل االت�صال �أ�شكاال متعددة منها مقابلة المر�سِ ل للم�ستق ِبل وجها لوجه� ،أو االت�صال الهاتفي� ،أو من خالل االجتماعات �أو عن طريق ا�ستخدام الو�سائل المكتوبة� ،أو �أن يتبادل المر�سِ ل والم�ستق ِبل ر�سائل �شفهية عبر و�سيط �أو �أكثر وي�شترط هنا �أمانة الو�سيط ودقته في نقل المعلومة لنجاح عملية االت�صال.
بم�صير الر�سالة المر�سلة ،فقد ت�صل �إلى المتلقي كاملة و�صحيحة لتحقق الهدف المرجو منها� ،أو �أن ت�صل ب�شكل غير مفهوم للمتلقي وقد ال ت�صل على االطالق ويعود ذلك لعدة �أ�سباب منها عدم انتباه م�ستق ِبل الر�سالة �إلى جوانب من محتوياتها او �أن تت�ضمن الر�سالة على كلمات لها �أكثر من داللة �أو معنى �أو �ضيق الوقت لدى المر�سِ ل �أو الم�ستق ِبل للر�سالة �أو كالهما ،كما �أن الحكم ال�شخ�صي الم�سبق لم�ستق ِبل الر�سالة قد ي�ؤثر �سلبا على نجاح عملية االت�صال . وبامكان المر�سِ ل للر�سالة الت�أكد من و�صول ر�سالته �إلى الم�ستق ِبل عبر التغذية الراجعة ،حيث يقوم الم�ستق ِبل في بداية الأمر بتف�سيرها وتحليلها ومن ثم يقوم ب�إعادة �إر�سالها وتقديم التغذية الراجعة التي ت�سمح للمر�سِ ل معرفة هل تم ا�ستقبال ر�سالته وفهمها؟ �أو �أن ذلك لم يتحقق ،وقد تترك الر�سالة �آثرا على المتلقي �أو الم�ستق ِبل للر�سالة كالفرح �أو الغ�ضب �أو الحيرة. وتوجد طريقتان للح�صول على التغذية الراجعة ،فالأولى تكون مبا�شرة ومن �أمثلتها �أن يلم�س المدير عدم الر�ضا العام عن م�ضمون ر�سالته �أو �أن يكت�شف وجود �سوء فهم في تف�سير ر�سالته ،والطريقة الثانية هي الح�صول على التغذية الراجعة ب�شكل غير مبا�شر ومن �أمثلة ذلك �أن يالحظ المدير تراجع في �أداء الموظفين �أو ارتفاع في معدالت غيابهم �أو �ضعف التن�سيق بين الموظفين العاملين تحت �إدارته. وعند المقارنة بين و�سائل االت�صال ال�شفهية والكتابية ،نجد �أن االت�صال ال�شفهي يخت�صر الم�سافة عند تبادل المعلومات والأفكار والآراء و�أكثر �سهولة وي�سر و�صراحة� ،إال �أنه يعاب على هذا النوع من االت�صال �أنه معر�ض للتحريف و�سوء الفهم� ،أما و�سائل االت�صال الكتابي فتتميز ب�إمكانية تخزينها وا�سترجاعها عند الحاجة ومن ال�صعب تحريفها �إال �أنه من �أهم عيوبها بطء و�صول وتدفق المعلومة.
وختاما تحتاج الموارد الب�شرية العاملة بمختلف القطاعات والوظائف و�شرائح المجتمع �إلى امتالك مهارات االت�صال فهي على �سبيل المثال ولي�س الح�صر مفيدة في �إدارة االجتماعات والندوات والتعليم والتدريب ومقابالت التوظيف ،ولتحقق عملية االت�صال الأهداف المرجوة منها فمن ال�ضروري اختيار المكان والتوقيت والو�سيلة المنا�سبة وترك �إ�صدار االحكام الم�سبقة على الآخرين ،وال بد من تعلم وتنمية مهارة الإن�صات وتجنب مقاطعة الآخرين ومراعاة اختالف الثقافات بين ومن ال�ضروري التنبه �إلى �أن هناك ثالثة احتماالت تتعلق الأفراد.
21
ذاكرة
22
في إبريل
أحداث وأيام
• 5أبريل :يوم المالريا العالمي
1974
تصدير الشحنة األولى من
• 7أبريل :يوم الصحة العالمي
النفط العماني لليابان.
• 12أبريل :اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء • 22أبريل :اليوم الدولي ألمنا األرض • 23أبريل :اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف • 26أبريل :اليوم العالمي للملكية الفكرية • 28أبريل :اليوم العالمي للصحة والسالمة في مكان العمل • 29أبريل :يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية • 30أبريل :اليوم الدولي لموسيقى الجاز
أحداث تاريخية إبريل :1973 -وفاة الرسام اإلسباني بابلو بيكاسو. إبريل :1931وفاة جبران خليل جبران ،أحد شعراء المهجر. إبريل :1912غرق سفينة Titanic ابريل :1793ثار بركان أونزن باليابان ليخلف أكثر من 35
ألف قتيل.
ابريل :1951إسرائيل” تعلن عن تأسيس جهاز االستخبارات
الخارجية “موساد”
ابريل :1979إعالن قيام الجمهورية اإلسالمية في إيران
بزعامة اإلمام الخميني.
ابريل : 1981بدأت إذاعة القاهرة الكبرى إرسالها. ابريل : 1989تنصيب ياسر عرفات رئيس ًا لدولة فلسطين.
في شهر إبريل
ذاكرة
1976هبوط أول طائرة قبرصية في مطار السيب الدولي.
1977فوز عمان بالمركز األول في المعرض الزراعي الثامن لدول الخليج.
1977ألول مرة في عمان و دول الخليج إجراء عملية جراحية لرئة طفل عمره 47يوماً . 1979أول معرض زراعي في السلطنة في نزوى.
1982إصدار أول معجم عربي سواحيلي في العالم أعده خبير عماني (علي بن محمد بن سعيد الكندي). 1982افتتاح أول مصنع لتعبئة و انضاج الموز في صاللة.
1985افتتاح أول سد في سلطنة عمان و هو سد وادي الخوض.
1987افتتاح المقر الرئيسي لبنك االسكان العماني الذي ساهم في دعم الحركة العمرانية في كل أنحال
السلطنة.
فعاليات الشهر تنظم اللجنة التنفيذية لالحتفاء "بنزوى" عاصمة الثقافة اإلسالمية ،ندوة بعنوان "
عمان في الوثائق والتاريخ البرتغالي" ،والتي ستعقد في مبنى النادي الثقافي . ،في 14ابريل 2015م.
المعرض العالمي للتعليم العالي ،والذي سيقام بمركز عمان الدولي للمعارض ،في 22 – 20أبريل 2015م ،إذ يقدم المعرض للطالب فرصة االطالع على خيارات التعليم،
و الدراسة ،واالطالع على أفضل المعاهد ،والبرامج ،ومناهج التعليم العالي في الداخل والخارج .
معرض كومكس ،سيعقد بمركز عمان الدولي للمعارض ،في 27ابريل1 -مايو 2015م،
حيث سيجمع بين الشركات ،والجهات الحكومية ،والمنظمات غير الحكومية ،واألكاديميين من عمان وخارجها تحت سقف واحد ،ويوفر المعرض منصة لعرض آخر االبتكارات في مجال
تقنية المعلومات واالتصاالت ،ومساحة لتطوير التعاون والشراكة بين الحكومة وقطاع األعمال ،وخبراء الصناعة ،والباحثين ،ورجال األعمال ،والمستثمرين.
مقال
عبدالرزاق الربيعي razaq2005@hotmail.com
متى تعود الهيبة للقراءة؟ دخلت �أحد النوادي ال�صّ حّ يّة ر� ُ حين ُ أيت عند جهاز الجري، رجال �أجنبيّا يمار�س الريا�ضة دون �أن ي�سند يديه على الجهاز، محافظاً على توازنه ،ب�صعوبة ،ف�شدّني منظره ،وقادني الف�ضول ُ اقتربت وجدت بين يديه كتابا، لمعرفة� :أين ي�ضع يديه ،وحين ّ ّ ّ وهو م�شهد بهرني ،وكان ي�ستحق مني �أن �أوثقه ب�صورة ،لكنني ُ خ�شيت الإعتداء على خ�صو�صيّته ،في مكان لي�س عامّا ،كان الرجل م�ستغرقا بالقراءة ،قدماه تجريان ،وج�سده يجري ،بينما عيناه تقعان على الكتاب ،ويظهر في غاية المتعة. قد يبدو هذا الم�شهد م�ألوفاً في �أوروبا ،فالكتاب مالزم للأوروبيّين، في القطارات ،والطائرات ،وحافالت النقل العام ،والمقاهي، وال�شواطيء ،ورغم �أ ّن الهواتف الذكيّة بد�أت ت�صاحبهم ،في رحلة القراءة ،بتلك الأماكن � ّإل �أ ّن الكتاب ما زال "خير جلي�س" لهم، و�أف�ضل �أني�س ،بينما نم�ضي معظم �أوقاتنا عندما نح ّل بالأماكن نف�سها ،بالكالم� ،أو البحث عن �أيّ �شيء ي�شغلنا!!. قبل �سنوات قليلة قر� ُأت خب ًرا عن �إعالن ن�شرته مكتبة بلندن حد ْ ّدت به موعد �صدور ترجمة �إنجليزيّة لرواية يابانية عنوانها " ،"1984للكاتب الياباني هاروكي موراكامي ،و ليلة �صدورها وقف الق ّراء طوابير بانتظار �أن ي�ضمن ك ّل واحد منهم الح�صول على ن�سخة من الرواية التي تت�أ ّلف من �1600صفحة ،وتتحدث عن الحب والوحدة ،والعوالم ال�سريالية ،وال�شخ�صيات الغام�ضة ،كما يقول الخبر ،م�ؤ ّكدا" حين �صدرت طبعتها اليابانية في الواليات المتحدة الأمريكية بيعت جميع الن�سخ خالل يوم واحد ،وبيعت مليون ن�سخة منها خالل �شهر ،وفي فرن�سا طبعت � 70ألف ن�سخة في �شهر واحد!!" ُ ت�ساءلت :لو ترجمت تلك الرواية للغة العربية ،فكم �شخ�صا �آنذاك �سيذهب لمحالت بيع الكتب ليقتنيها؟ بالت�أكيد �سيكون الجواب �صادما ،ومحبطا ،فالم�س�ألة مختلفة ،لأنّ ظروف التن�شئة مختلفة ،فالأوربيّون يع ّلمون الأطفال بالمدار�س الذهاب �إلى المكتبات العامّة منذ ال�صف الأوّل االبتدائي ،كما ح�صل مع ابنتي"دجلة" ،بل هناك دول تع ّلمهم قبل ذلك ،فحين زارتني عائلة �صديقي ال�شاعرعدنان ال�صائغ ،بم�سقط ،قبل �شهور قليلة، هم�س حفيده "�آدم" الذي لم يبلغ الخام�سة من العمر بعد ،ب�أذن والده :بابا ،متى نذهب للمكتبة؟ لأ ّنه يعرف �إ ّن زيارة المكتبة واجب اعتاد عليه ،في لندن حيث تقيم الأ�سرة ،مدرج من �ضمن برامجه �إن تكن اليوميّة ،فالأ�سبوعيّة ،وهو بهذا العمر المب ّكر! ّ المتح�ضر �أ ّن ال�سبيل الوحيد للتقدّم ي�أتي عن لقد �أدرك العالم طريق القراءة ،فمن الكتاب ت�ش ّع الأنوار ،لتفتح نوافذ الم�ستقبل، فالقراءة تنمّي القدرات التخييليّة للإن�سان ،وتعمّق الوعي ،وتثري الأفكار ،وتقوّي الم�شاعر ،وتجعلنا نفهم �أنف�سنا ،والآخر ب�شكل �أف�ضل ،وتجعل الذهن يتف ّتح ،وفوق ك ّل هذا ،فهي متعة ،فحين
�سئل �أحد الحكماء لماذا اعتزلت الإختالط بالنا�س ،وان�صرفت �إلى الكتب� ،أجاب "�صحبت النا�س ،فم ّلوني ،ومللتهم ،و�صحبت الكتاب فما مللته ،وال م ّلني" ،وت�ضفي القراءة على النف�س ال�سرور والبهجة ،وتجعل الإن�سان يح ّلق في ف�ضاءات ،مفتوحة بال حدود ُ الملوك و�أبنا ُء � ،أكثر رحابة ،وجماال ،يقول حكيم �آخر" :لو َع ِلم الملوك ما نحن فيه � -أي من ال�سعادة وال�سرور – لقاتلونا عليه بال�سيوف" ،و�إذا كان ميالن كونديرا يرى �أ ّن الإن�سان حين يدرك �أ ّنه ال يملك �إال حياة واحدة ،يجد نف�سه حائرا ،ال يعرف ماذا عليه �أن يفعل بهذه الحياة الواحدة؟ وهي حيرة يُ�شبّهها بـممثل يظهر على الخ�شبة ،دون �أيّ تمرين م�سبق ،فالعقاد يرى �أ ّن الح ّل الوحيد يكمن في القراءة ،فهي التي تعطيه �أكثر من حياة ،بل حيوات متعدّدة، لأ ّنها تختزل تجارب الأمم ال�سابقة ،وت�ضع �إ�شارات للم�ستقبل ليدخل �إليه من �أو�سع �أبوابه. ّ من هنا جاء اختيار اليون�سكو لـ� 23أبريل من كل عام ليكون اليوم العالمي للكتاب ،وحقوق الم�ؤلف في م�ؤتمر عقد في باري�س عام ،1995وجاء اختيار هذا اليوم ،دون �سواه لأ ّنه وافق والدة ،ووفاة عدد من الأدباء العالميين الكبار �أمثال :ميغيل دي �سرفانت�س ووليم �شك�سبير واالينكا غار�سيال�سو دي الفيجا ،و موري�س درويون، وهالدور ك .الك�سن�س ،وفالديمير نابوكوف ،وجوزيب بْال ،ومانويل ميخيا فاييخو ،وذلك بهدف "ت�شجيع القراءة بين الجميع وب�شكل خا�ص بين ال�شباب وت�شجيع ا�ستك�شاف المتعة من خالل القراءة، وتجديد االحترام للم�ساهمات التي ال يمكن �إلغا�ؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم االجتماعي والثقافي للإن�سانية جمعاء". واليوم ونحن نحتفل بهذا اليوم ،ونرى تراجع مبيعات الكتب في عالمنا العربي ،وهدر حقوق الم�ؤ ّلف� ،أجد بمرارة �إن حق الم�ؤلف يكمن في قراءة كتابه ،فقط ،ولي�س في �إعادة طباعته من دون �إذن منه ،كما هو حا�صل من فو�ضى في ن�شر الكتاب العربي ! لدرجة �أ ّن �أحد الأ�صدقاء فوجيء بكتاب له �أعيدت طباعته من �إحدى دور الن�شر العربيّة ،عندما كان يتجوّل في �أحد معار�ض الكتب، وعندما �س�أل النا�شر عن �سبب عدم �أخذ موافقته بالطباعة ،كما هو حا�صل مع دور الن�شر العالميّة� ،أجابه :لم نعرف عنوانك لأخذ موافقتك ،وهو عذر �أقبح من ذنب مع وجود و�سائل التوا�صل الحديثة،وانت�شارها ،و�سهولة العثور حتى على الطير �إن �أفرد جناحيه في ال�سماء ال�سابعة! وهنا الب ّد �أن ن�سعى لو�ضع حلول لتراجع مبيعاته ،وقبل ذلك ينبغي علينا �إعادة النظر بعالقتنا بالكتاب ،ون�ضع �أ�س�س عالقة بين الن�شء الجديد والكتاب تبد�أ من المدر�سة ،وال نغفل هنا دور الأ�سرة ،ومكتبة البيت التي فتحنا �أنظارنا عليها حين ن�ش�أنا ،فعندما نجعل العالقة مع الكتاب يوميّة ،وحاجة نف�سيّة ،نكون قد نجحنا بم�سعانا لإعادة الهيبة للقراءة ،وهو ما ت�صبو �إليه اليون�سكو في احتفالها بهذا اليوم .
23
مقال مرفت بنت عبد العزيز العريمية
24
mirfat.alaraimi@oeppa.om
قبل أن يرسمه لك اآلخرون �إ ّن الفل�سفة التي يعتمد عليها علم الدرا�سات الم�ستقبلية �أو علم(تقدير ،وتو ّقع المخاطر) ،وو�ضع ال�سيناريوهات المحتملة ،والممكنة ،والمف�ضلة لمواجهة �إ�شكاليات الم�ستقبل في تنمية المجتمع وتطويرها، والإجابة على الت�سا�ؤالت ب�ش�أنه في �إطار �صيغة اال�ستفهام: [ماذا لو …؟] من خالل ح�سابات ريا�ضية ،و�إح�صائية، وتحليالت اجتماعية ،وتاريخية،وهذا العلم عبارة عن تزاوج ،وتكامل بين عدة علوم كاالقت�صاد ،واالجتماع، والتاريخ ،والريا�ضيات� ..إلخ. من �أبرز الدرا�سات الم�ستقبلية عن المنطقة العربية تلك التي تنب�أ فيها العالم المغربي المهدي المنجرة بالحرب الح�ضارية الأولى وهي حرب الخليج و الربيع العربي و عالقتها بالك�ساد االقت�صادي الذي تعاني منه الدول الغربية وانخفا�ض �أ�سعار النفط ؛ فعلماء الم�ستقبل �إن جاز ت�سميتهم بهذا اال�سم عند درا�سة �أي �إ�شكالية يقومون ب�إجراء �سل�سلة من الدرا�سات ،واالقتراب من المتغيرات التي تبد�أ با�ستخال�ص العبرة من الما�ضي على الم�ستويات المحلية ،والإقليمية ،والدولية ،والبحث عن الفر�ص المتاحة ،والتحديات المفرو�ضة ،وح�ساب النفقات ،وتعيين القدرات الالزمة للإنجاز .كل ذلك بهدف و�ضع ت�صوّر م�ستقبلي وع ّدة �سيناريوهات �سابقة التجهيز ،ومقررة �سلفا لجميع الحاالت المتو ّقعة لعقود من الزمان ال تقل عن عقدين . فعلماء الم�ستقبليات يدركون ب�أن للأمم والح�ضارات دورة حياة من ثالث مراحل؛ تبد�أ بمرحلة النمو ،و الن�ضج ،وتنتهي بمرحلة ال�شيخوخة ،ون�شوء ح�ضارة �أخرى بمعطيات جديدة تمر من خاللها المجتمعات بجملة من النجاحات ،والتحديات تتحكم بها عوامل داخلية ،و�أخرى خارجية انطالقا من هذا المفهوم. وتعتمد الدول المتقدمة على الدرا�سات الم�ستقبلية لتقليل ن�سب المفاج�آت غير المتوقعة وغير ال�سعيدة تفاديا للم�شكالت ،والتحديات التي يمكن �أن تنعك�س على مجتمعاتها المحلية ،والتحكم بم�سار عمليات التنمية االقت�صادية التي هي ع�صب الحياة بالمجتمع ،وذلك للحفاظ على مكانتها ،وقوتها في المجتمع الدولي كخيار �أف�ضل ،وبديل لمفهوم معالجة النتائج التي تنتج عن عدم وجود ر�ؤى م�ستقبلية و�سيناريوهات محتملة وتوقعات للقادم ،والقدرة على مواجهة التحديات التي ت�ؤخر من عمليات التطور ،والنمو . وت�أتي �أهمية االلتفات لهذا العلم الآن �أكثر من �أي وقت م�ضى نظرا لما ت�شهده دول العالم النفطية ،وعلى وجه الخ�صو�ص �سلطنة عُمان من ت�أثيرات انخفا�ض �أ�سعار
النفط ،واالعتماد عليه كم�صدر رئي�س في الدخل الوطني ،وتمويل م�شروعات التنمية والبنية التحتية في الوقت الذي تتناف�س الدول الم�ستوردة للنفط فيما بينها على �إيجاد الطاقات البديلة م�ستندة �إلى توفر البنية المعرفية ،والعلمية المتطورة ،والمت�سارعة في �آن واحد.
%81 ضحايا الحوادث المرورية من الفئة العمرية ()15-50
فهناك الكثير من التحديات التي ت�شهدها ال�سلطنة التي تحتاج �إلى و�ضع �سيناريوهات م�ستقبلية لت�أ�سي�س ر�ؤى وخطط ا�ستراتيجية ،وتخطيطية مع تحديد الإمكانات الب�شرية ،والمادية الالزمة لتنفيذها في �إطار زمني محدد ،ومن �أهمها :محدودية التنوّع في م�صادر الدخل ،والنمو الديمغرافي المت�سارع مع ات�ساع قاعدة ال�شباب ،فقد بلغ ن�سبة وزيادة مخرجات التعليم ،وزيادة االعتماد على العمالة الوافدة في القطاعات االقت�صادية �،إذ تمثل العمالة الوافدة %82من �إجمالي العاملين بال�سلطنة وفقا للإح�صائيات المركز الوطني للإح�صاء والمعلومات في عام ، 2013ونموهم ّ المطرد ،والتبعات الثقافية الناتجة عنها ناهيك عن االرتفاع المطرد، والكبير في ن�سبة الم�صابين بالأمرا�ض الناتجة عن الرفاه ،ونمط الحياة غير ال�صحية ،فعلى �سبيل المثال، فانه من المتوقع �أن تزداد ن�سبة اال�صابة بمر�ض ال�سكري في �سلطنة عمان بن�سبة %124بين عامين 2030 -2012 ،ووفقا لإح�صائيات االتحاد الدولي لمر�ض ال�سكري، وكما ت�شكل الحوادث المرورية هاج�سا كبيرا ،وخ�سارة في الر�أ�س المال الب�شري الوطني �إذ يبلغ %81من �ضحايا الحوادث المرورية من الفئة العمرية ( )50-15ويبلغ %78من �ضحايا الحوادث عمانيين وفقا للإح�صائيات المرورية ل�شرطة عمان ال�سلطانية عام 2011كما �إن الكثافة ال�سكانية في محافظة م�سقط في ازدياد نتيجة تمركز الخدمات الرئي�سة ،والم�ؤ�س�سات العامة ،والخا�صة الكبرى فيها مما نتج عنه ارتفاع ن�سبة ازدحام المرور ،و ارتفاع �أ�سعار الإيجارات والأرا�ضي ،والهجرة من الريف
�إلى المدن وما لها من تبعات اجتماعية على الأ�سر التي يهاجر �أبنا�ؤها ،فقد ا�ست�أثرت محافظة م�سقط بن�سبة %60 من العمانيين الذين غيّروا مقر اقاماتهم �إلى محافظات، ومناطق �أخرى ،وذلك وفقا لإح�صائيات المركز الوطني للإح�صاء ،والمعلومات عام .2003 ً انخفا�ضا في معايير الجودة وفي المقابل نواجه التعليمية قيا�سا بالمعايير العالمية ،والتنوع في مجاالت التعليم المهني ،وغيرها من التحديات التي تتطلب درا�ستها للوقوف على الأ�سباب �أوال ،وو�ضع حلول لتفادي تكرارها كل ما �أمكن . �إ ّن درا�سة الق�ضايا الآنفة الذكر جزء ال يتجز�أ من الإعداد لحقبة ما بعد النفط ،ف�أي تنمية تعتمد على بناء الإن�سان �صحيا ،وثقافيا ،وعلميا ،واجتماعيا وقبل كل �شيء ف�إ ّن عُمان �إذا �أرادت �أن ت�سلك طريق الدرا�سات الم�ستقبلية يجب �أن تحث ال�سير فيه ب�أدوات ،و قواعد عُمانية عربية فا�ستيراد المفاهيم في هذا العلم بالذات ي�أتي بنتائج مختلفة نظرا لكون هذا النوع من الدرا�سات يعتمد على البنية الثقافية ،واالجتماعية للمجتمع ،وعلى �أ�سا�سها تو�ضع الأهداف وتحدد �أدواتها ،ولعل الدول الغربية �أدركت ذلك في ثمانينيات القرن الما�ضي ،وتقريبا �أثناء الحرب الباردة ،فقامت بت�أ�سي�س مراكز للدرا�سات الم�ستقبلية في الم�ؤ�س�سات الع�سكرية ،وال�شركات متعددة الجن�سيات لأغرا�ض ا�ستراتيجية ،واقت�صادية ،لذلك نجد �إن �أكثر الدرا�سات الم�ستقبلية ،و�أغلب علمائها ين�شطون في مجال البحوث العلمية الع�سكرية ،و تطوير الأ�سلحة �أي الجانب غير الإيجابي من الح�ضارة. ومن هذا المنطلق ،يمكننا القول ب�أ ّن العالم العربي لي�س في �صالحه ت�أ�سي�س علم الدرا�سات الم�ستقبلية ب�أدوات، ومناهج ،وو�سائل غربية بحتة ،لأن المتطلبات تختلف، والأهداف متغيرة ،فنحن بحاجة �إلى درا�سات تعالج التنمية الم�ستدامة ،وق�ضاياها كم�ستقبل التوظيف في الثالثين عاما المقبلة ،و تنويع م�صادر الدخل غير النفطية ،واال�ستعداد لحقبة ما بعد النفط ،و�إعداد ت�صورات م�ستقبلية متنوعة. وحتى ن�صل �إلى هذا المبتغى ،فهناك �ضرورة ملحة وحيوية �أال وهي الت�أ�سي�س لمركز عُماني متخ�ص�ص في الدرا�سات الم�ستقبلية تابع للدولة يعنى بهذا ال�ش�أن يجمع بين �أروقته نخبة من الكفاءات العمانية الم�ؤهلة يتم انتقا�ؤهم من مختلف التخ�ص�صات العلمية كالريا�ضيات والإح�صاء وعلم االقت�صاد ،واالجتماع ،وغيرها من العلوم، وت�أهيلهم كعلماء وباحثين من خالل برنامج علمي متخ�ص�ص.