افتتاحية العدد
منهج اإلعتدال الذي ننهجه يتزامــن صــدور هــذا العــدد مــن « الوســطية» مــع أحـ ٍ ـداث جســام ميــر بهــا العــامل ،وتبلــو مرارتهــا األمــة اإلســامية يف شــتى مواطنهــا .ويف الحــق أن هــذه األمــة مــا ت ـزال يف أزمــة هويــة وحضــور منــذ مــا يقــارب قرنــن مــن ـك تشــتد وتــزداد خطــوره مــع الزمــان ،وأن التحديــات التــي تواجههــا مــا تن َفـ ّ تتابــع الســنني ،األمــر الــذي يقتــي صحــوة عامــة شــاملة تســتغرق شــتى مياديــن العمــل الفكــري واإلجتامعــي والســيايس .وإن مــا نذرنــا أنفســنا لــه يف املنتــدى العاملــي للوســطية اإلســامية أن نكــون قــوة تنويــر وإصــاح يف ضــوء رؤيــة متوازنــة تتحقــق فيهــا معــاين األمــة الوســط التــي متلــك ان تكــون شــاهدة عــى األمــم ،وأن تكــون يف ذات نفســها مثـاً عــى الرحمــة والتعقــل واستشــعار املســؤولية العامليــة التــي خ ّولهــا اللــه لهــا. المهندس مروان الفاعوري األمين العام للمنتدى العالمي للوسطية
إنَّ مـ ّـا يفيــده أهــل الحكمــة املتن ـ ّورون مــن منهــج اإلعتــدال والوســطية أنهــم يف مأمــن مــن أن تجتــاح عقولهــم وأنفســهم غوائــل الغلــو و َبــدَ وات ـض كث ـراً مــن املجتمعــات اإلســامية .وهــم بهــذا الجهالــة التــي تــكاد تنقـ ُ ميثلــون صــام األمــان لأل ّمــة ،وميثلــون منــارات الهــدى فيهــا ،وير ّدونهــا إىل النهــج الســوي وإىل « حاكــم العقــل» الــذي ينجــو بهــا يف َغ َم ـرات اإلنفعــال الــذي ال ُم ْس ـكَ َة فيــه مــن عقــل وال مــن ضمــر. يقــوم املنتــدى مبســؤولية صياغــة مــروع فكــري لألمــة يحــدد األولويــات واملســارات اآلمنــة للخــروج مــن مســتنقع الـراع واالســتنزاف الــذي عملــت عليــه قــوى التطــرف يف الداخــل وقــوى الهيمنــة واإلســتبداد يف الخــارج. إن الوسطية اليوم هي طوق النجاة للمسلمني وللعامل عىل حدّ سواء. وهــي نهــج اخرتنــاه ،فيــا نعتقــد ،عــى بصــره ،وجعلنــاه أ ّول مــا نع ـ ّول عليــه فيــا نــأيت ونــدع مــن شــؤون عملنــا التنويــري الــذي متثــل هــذه املجلــة جانب ـاً مــن جوانبــه املتعــددة التــي ندعــو اللــه ســبحانه أن يوفقنــا فيهــا إىل ســواء الســبيل.