مجلة زهرة البارون العدد 170

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪1‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫الموصل‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع السياسي‬ ‫واالنحياز لهذا الطرف او ذاك من‬ ‫أطراف العملية السياسية في العراق‬ ‫والعالم واآلراء الواردة في بعض‬ ‫المقاالت المنشورة في المجلة من‬ ‫قبل بعض الكتاب تمثل رأيهم‬ ‫الشخصي وال تعبر عن توجه ادارة‬ ‫المجلة القائمة على استقاللية الفكر‬ ‫واحترام حرية التعبير وترفض رفضا‬ ‫قاطعا استخدام صفحاتها للترويج‬ ‫لزيد او عمرو او تسقيط فالن او‬ ‫عالن من الشخوص والتيارات‬ ‫والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫‪2‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5...........................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫كمال بن يونس ‪ /‬د‪ .‬إبراهيم العالف ‪7..................................‬‬ ‫هذيان الحطب ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪11.......................................‬‬

‫ما تجمعه المحبة ال تفرقه السياسة ‪ /‬عبد القادر بن محمد ‪16........‬‬ ‫بالقلم العريض ‪ /‬حسين عجيل الساعدي ‪18............................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فلسفة ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪21......................................‬‬

‫الصدمة ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪22..........................................‬‬

‫شعر‬ ‫رحاب عزلة ‪ /‬نرجس عمران ‪23.......................................‬‬ ‫في أحضان بائسة ‪ /‬علي مباركي ‪24...................................‬‬

‫مجللة بولهي ‪ /‬نادية نواصر ‪25........................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫اريد أن انام ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪27....................................‬‬

‫إنسانية العصر ‪ /‬طالل الموقدي ‪29.....................................‬‬

‫نصوص نثرية‬ ‫صدى الروح ‪ /‬سامية البحري ‪30.......................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪33.......................................‬‬

‫ملف العدد‬ ‫نرجس عمران ‪36........................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫هل نشهد برلمانا رقابيا فاعال ‪ /‬قاسم الغراوي ‪40.....................‬‬

‫‪4‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫مقال افتتاحي‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫وما اكثرها تلك التجمعات التي ال تمت بصلة لالسم الذي تحمله فمنذ سنوات أيام‬ ‫التهجير كنت اسكن بغداد وكان هناك وقت فراغ كبير أحببت ان استغله في‬ ‫االكتشافات والمعرفة فبدأت بالتصفح على صفحات الفيسبوك فوجدت احد‬ ‫التجمعات كان وقتها اكبر تجمع للحزب الشيوعي العراقي ووقتها ال اخفي على‬ ‫احد أحببت ان اخذ فكرة عن ما يدور في تلك التجمعات من طرح أفكار ومواضيع‬ ‫ولكن كانت الصدمة في ما رأيت من منشورات ليس لها عالقة بشكل نهائي بالحزب‬ ‫الشيوعي انما كانت منشورات تهدف الى ترويج أفكار طائفية لطرف معين واليوم‬ ‫وعلى محض الصدفة وجدت كروب اخر يخص طبقة المعلمين والمعلمات‬ ‫بالموصل وهذا كان سبب كتابتي للمقال فدخلت ذلك التجمع وتصفحت المحتوى‬ ‫بشكل مطول لم أرى أي منشور يرمز لهذه الطبقة التي من المفروض ان تحمل‬ ‫ميزات تتضمن واجهة ثقافية وتوعوية وهذا ما لم اجده في جوانب ذلك التجمع‬ ‫والكثير من التجمعات من يحمل تلك الميزات التي ليس لها عالقة باألسماء لتلك‬ ‫التجمعات واالغرب من كل ما ذكرت ان هناك تجمعات تفعل ميزت الموافقة على‬ ‫المنشورات والسؤال هنا يكمن في ألية انضمام الى تلك التجمعات اذا كنت ال تثق‬ ‫بشخص معين لم قبلت طلب االنضمام لذلك الشخص وهناك اشخاص تؤمن بمسالة‬

‫‪5‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫العدد في هذه القضية وتهتم بالكمية ال النوعية وهذا الخطأ بذاته فمن يرد ان يكون‬ ‫رأس الهرم في قضية معينة يجب ان يملك المقومات لهذا فالقيادة لمجموعة معينة‬ ‫يجب ان تكون تلك القيادة على دراية بما تريد وتهدف اليه اما تجميع االعداد من‬ ‫اجل الشهرة امر اخر وما اريد ان ارمي اليه ان المسؤولية هي فكر وأهداف يجب‬ ‫رسم مالمحها بشكل واضح ومن اهم قضايا الفكر اقتناء شخصيات تحمل‬ ‫االيدولوجية ذاتها والعمل على إرساء تلك األفكار من خالل تلك الشخصيات ليس‬ ‫بقصد االستغالل معاذ هللا ولكن الي فكر يجب ان يكون له أعمدة يستند اليها واالمر‬ ‫الن يكون للوقت القريب وهذا ما يجهله الكثير من الطبقة المثقفة اليوم فترى احدهم‬ ‫كتب سطران لم يقرأها احد يذهب ليطبع كتاب فقط ليكمل شروط االنضمام التحاد‬ ‫االدباء وما أقوله في كل مرة قبل ان تشرع في طباعة كتاب يدخل على رفوف‬ ‫المكتبة اصنع لك اسم تبحث عنه الناس في المكتبات وهذه هي النظرية األمثل في‬ ‫طريق الثقافة فالكثير من االدباء والشعراء اليوم من الحاصلين على شهادات‬ ‫وجوائز ال يعرفهم احد في الشارع العام وهم كل يوم يصرخون انهم على رأس‬ ‫هرم الثقافة والغريب ان هؤالء كل اهتمامهم ينحصر في جني الجوائز والبهرجة‬ ‫اإلعالمية دون االهتمام بعينة ما يكتبون فهاذا حال الطبقة الثقافية فما حال العوام‬ ‫على مواقع ال تواصل االجتماعي من كثرت التفهات والترهات والعجيب ان تلك‬ ‫التفاهات اليوم تحصد اهتمام كبير من شرائح المجتمع في تلك التجمعات وهذا‬ ‫يتحمل من مدعي النخب الثقافية في قطع الوصال مع الذوق العام من خالل بعض‬ ‫الشخوص التي تطلق على نفسها أسماء ليس لها عالقة بها ومن هنا نفهم طبيعة‬ ‫تلك التجمعات التي تسيء لألسماء التي تحمل بين جوانبها الرقي والثقافة ويجب‬ ‫معرفة الثقافة بشكلها الصحيح قبل التحدث بها فالشهادات ال تصنع المثقف ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫قراءات‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪7‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫وأنا اكتب عن المدرسة الكمالية ‪ ،‬في جامع شيخ الشط في محلة الميدان في الجانب‬ ‫االيمن من مدينة الموصل القديمة ‪ ،‬قلت ان من أبرز عمدائها واساتذتها هو الشيخ‬ ‫كمال الدين بن يونس بن منعة العقيلي ‪.‬‬ ‫ومن المؤكد ان هذا الفيلسوف ‪ ،‬واستاذ الرياضيات والفلك والكيمياء معروف في‬ ‫العالم االسالمي ‪ ،‬وشهرته تجاوزت مدينة الموصل ‪ ،‬وانه كان يجيب على اسئلة‬ ‫في الرياضيات والفلسفة تأتيه من اجزاء مختلفة من العالم االسالمي‪.‬‬ ‫وسيرته كانت في متناول المؤرخين ‪ ،‬ومنها انه كمال الدين أبو عمران موسي بن‬ ‫يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي من مواليد الموصل (‪ 1156‬هجرية ‪-‬‬ ‫‪ 1242‬ميالدية ) ‪.‬هذا فضال عن تضلعه في جوانب مهمة من العلوم الفقهية‬ ‫والشرعية ‪.‬‬ ‫درس في الجامعة النظامية في بغداد على يد عدد من علماء عصره منهم السلماني‬ ‫والقزويني والشيرازي‪ .‬وكان على درجة عالية من الذكاء والتميز وخاصة في‬ ‫الرياضيات والفلك علم الفلك ‪.‬‬ ‫عاد الى الموصل ‪ ،‬وأسس المدرسة الكمالية ‪ ،‬وقد عرف بالتميز العلمي ‪،‬‬ ‫وبالتواضع وكان حريصا على الوصول من خالل بحوثه الى الحقيقة العلمية حتى‬ ‫انه كان يرد على ما كان يأتيه من مسائل الحساب ‪ ،‬والجبر ‪ ،‬والمساحة ‪ ،‬والفلك‬ ‫من جميع أقطار الدنيا ‪.‬‬ ‫وله مؤلفات عديدة منها كتابه ( كتاب في االصول ) ‪ ،‬و(كتاب عيون‬ ‫المنطق) ‪ ،‬و(كتاب لغز في الحكمة ) ‪ ،‬و(كتاب مفردات ألفاظ القانون ) ‪ ،‬و(كتاب‬ ‫األسرار السلطانية) ‪ .‬وله أيضا ( شرح كتاب التنبيه في الفقه ) ‪ ،‬و(رسالة في‬ ‫المخروطات) ‪.‬‬ ‫كتب عنه كثيرون من القدامى والمحدثين وقد كنت أعرف ان الصديق الدكتور‬ ‫عادل البكري الطبيب ‪ ،‬والباحث ‪ ،‬والشاعر‪ ،‬والفيلسوف رحمة هللا عليه ‪ ،‬كان‬ ‫معجبا به ‪ ..‬ومرة قرأت له مقالة في جريدة (فتى العراق ) الموصلية العدد الصادر‬ ‫في ‪ 23‬شباط ‪ ، 2008‬وبعنوان (الفلسفة في الموصل وأصحابها ) ‪.‬‬ ‫ومما قاله ان الفالسفة البد وان يكونوا متضلعين في الرياضيات كما يقول‬ ‫ارسطو في كتابه (ما بعد الطبيعة ) ‪ .‬لذلك كان كمال الدين بن يونس بن منعة‬

‫‪8‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫( كبير فالسفة الموصل) من ابرز علماء الحساب والرياضيات الى جانب علمه‬ ‫بالفلسفة ‪.‬‬ ‫لذلك لم يكن ابن ابي اصيبعة مخطئا عندما قال عنه انه "عالمة زمانه ‪،‬‬ ‫وأوحد أوانه ‪ ،‬وقدوة العلماء ‪ ،‬وسيد الحكماء ‪.‬قد أتقن الحكمة ‪ ،‬وتميز في سائر‬ ‫العلوم " ‪.‬‬ ‫كان الشيخ كمال الدين بن يونس بن منعة ‪ ،‬فقيها في الكتب المقدسة التوراة‬ ‫واالنجيل والقرآن وكان من تالميذه مسلمون ومسيحيون ويهود يدرسهم كتبهم‬ ‫المقدسة ويشرحها لهم شرحا يعجز علمائهم عنه ‪.‬‬ ‫وممن درس على يديه سويروس يعقوب االول ‪ ،‬قرأ عليه الفلسفة والمنطق ايضا‬ ‫‪ ،‬ويعقوب البرطلي وهو ثيودور االنطاكي الذي قدم الموصل من انطاكية ليدرس‬ ‫الفلسفة عند كمال الدين بن يونس واصبح فيما بعد فيلسوف البالط للملك فردريك‬ ‫‪.‬كما درس عليه القاضي جالل الدين البغدادي ‪ ،‬وكان يقيم عنده في المدرسة ‪ ،‬كما‬ ‫درس عنده اثير الدين بن عمر االبهري العالم الفيلسوف صاحب المؤلفات الكثيرة‬ ‫‪ ،‬وكان يجلس امامه ويقول ‪ ":‬ما تركت بالدي وقصدت الموصل اال للدراسة على‬ ‫الشيخ كمال الدين " ‪.‬‬ ‫ودرس عليه نصير الدين الطوسي ‪ ،‬وعلم الدين قبصر المهندس الموسيقار المتوفى‬ ‫بدمشق سنة ‪ 1251‬ميالدية ‪.‬‬ ‫لم يكن الشيخ كمال الدين بن منعة العقيلي يدرس في المدرسة الكمالية فقط ‪ ،‬بل‬ ‫كان يحاضر في مدارس عدة منها المدرسة البدرية والمدرسة العالئية والمدرسة‬ ‫القاهرية ‪ .‬وعندما كان يحاضر يجتمع عليه العلماء ‪ ،‬ويطلبون منه حل ما اشكل‬ ‫عليهم من االسئلة ‪ ،‬وخاصة في الرياضيات ‪.‬‬ ‫ذكر صاحب كتاب (عيون االنباء ) انه ورد الى السلطان بدر الدين لؤلؤ صاحب‬ ‫الموصل رسول من امبراطور الفرنجة يحمل اسئلة في الفلسفة والرياضيات يلتمس‬ ‫من كمال الدين بن يونس بن منعة حلها وعندئذ طلب السلطان بدر الدين لؤلؤ من‬ ‫الشيخ كمال الدين ان يقابل رسول االمبراطور ؛ فاستقبله في مدرسة وحل له كل‬ ‫المسائل التي استعصت على علماء الفرنجة وكانت في الرياضيات ‪.‬‬ ‫ونجد في ما لدينا من المصادر المتوفرة ان كمال الدين كان يجيب على االسئلة‬ ‫التي ترد اليه من بغداد وبالد الشام وبالد الروم ‪ ،‬والى شيء من هذا القبيل اشارت‬

‫‪9‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫البروفيسورة االلمانية سيجفريد هونكه في كتابها (شمس العرب تسطع على‬ ‫الغرب)ان قيصر الروم ارسل الى الشام في زمن الملك االيوبي اسئلة مختلفة ‪،‬‬ ‫فأجاب ع لماء الشام على بعضها وعجزوا عن حل أسئلة في الرياضيات لذلك بعث‬ ‫الملك الكامل بقية االسئلة الى الموصل لعرضها على الشيخ كمال الدين بن منعة‬ ‫فاطلع عليها وكتب االجابة عنها وارسلها الى الملك الكامل ‪ .‬ومنها المسألة االتية‬ ‫التي ترون صورتها الى جانب هذه السطور ‪ :‬اذا اعطينا قوسا ‪ ،‬ووصلنا طرفي‬ ‫القوس بوتر ومددناه فالمطلوب رسم مربع على امتداد الوتر تكون مساحته مساوية‬ ‫للمساحة المحصورة بين القوس والوتر ‪.‬‬ ‫توفي الشيخ كمال الدين بن يونس بن منعة العقيلي في الموصل سنة ‪ 639‬هجرية‬ ‫ ‪ 1241‬ميالدية بعد أن ترك علما ينتفع به لهذا ظل ذكره قائما حتى يومنا هذا‬‫بالرغم من مرور (‪ )779‬سنة على وفاته ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫على سبيل البدء‬

‫‪11‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫عندما تنفلت الورود من تراب الروح تحسب الشوك خفّا ً ‪،‬والحجارة مثل طين‬ ‫‪،‬يسابق عطرها سرعة اهتزاز الصوت ‪ ،‬ويمضي سريعاً‪ ..‬يراقص الجمر كرقص‬ ‫العذارى ‪..‬ويصنع النبيذ من خواتم الصبار ‪ ،‬فيرفع من هيكل األموات ساللما ً‬ ‫للهروب من الذات إلى الذات بلحظة تشبه الهذيان ‪.‬‬

‫لعبة العتبات النصيّة‬ ‫وعلى هذا األساس الشاعرة " ريم البياتي " تلعب لعبة العتبات النصيّة ومدلوالتها‪،‬‬ ‫ساحبة إيانا بخيط ومئبر من خالل " هذيان الحطب "إلى لفت انتباه القارئ إليها ‪،‬‬ ‫أو التأكيد على ان العنوان في شعرها يحظى بأهمية ال تقل عن المتن في الكثير‬ ‫من األحيان ‪ ،‬بل أنها تتجاوز المتن إلى الح ِّ​ّد الذي تبلغ فيه حالة الهذيان الشعري‬ ‫بلغة بسيطة شديدة االيحاء ‪ ,‬يسكنها الوجع الخاص والعام حتى أقاصي الروح‪.‬‬

‫النص صيرورة وتحول‬ ‫"والشعر هو حيث الكلمة تتجاوز نفسها مفلتة من حدود حروفها‪ ،‬وحيث الشيء‬ ‫يأخذ صورة جديدة ومعنى‪)2( ".‬‬ ‫وهذا وفق ما يخلق من عالقة بين المتن الشعري ونصه الموازي‬ ‫ليس مادة منتهية أو محدودة‪ ،‬والسكونية تجميد للنص وقتل له‪ ،‬وهذا يعني أنه ال‬ ‫يوجد « فاعل واحد للنص بل فاعلون كثيرون‪ ،‬فالنص صيرورة وتحول"‪)1(..‬‬ ‫النص أمام المتلقّي‪ ،‬القارئ و تشحنه‬ ‫والعتبات النصيّة عالمات دالليّة تشرع أبواب‬ ‫ّ‬ ‫النص‬ ‫بالدفعة الزاخرة بروح الولوج إلى أعماقه‪ ،‬فغياب هذه العتبات النصيَّة أو‬ ‫ّ‬ ‫الملحق – هل معناه أن القارئ سيكون عاجزا على اقتحام بنيته ؟‬ ‫تشكل العتبات النصيّة قنطرة أساسية للعبور إلى النص ‪ ،‬و النص بدون هذه‬ ‫العتبات أو المداخل (كلوحةالغالف والعنوان والعنوانات الفرعية والمقوالت‬ ‫التقديمية واإلهداء والهوامش‪..‬كلمات الغالف الخارجي ‪ )..‬سيكون عالما ً مغلقا ً‬ ‫يصعب اقتحامه‪.‬‬

‫مراودة العنوان‬ ‫ِّم َّم ال شك فيه ‪،‬إننا نعيش اليوم عالما ً من العالمات‪ ،‬واألجدر أن أستهل قراءتي‬ ‫للعتبة النصيَّة األولى و هي الجسر القائم بين الصمت والكالم‪ ..‬العنوان حسيب‬

‫‪12‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫"جيرار جنيت" يحدد هوية النص ويؤكد العالقات الوطيدة ما بينهما وبين النص‬ ‫‪،‬الذي تحملني خلجاته إلى "هذيان الحطب" أولى هذه العالمات بالمقاربة كونه‬ ‫منجما ً من األسئلة تفتح شهية القارئ وتستفزه حين يستعصي النص عن المراودة‬ ‫وسط هذه الحمم المندفعة من القلب‪.‬‬

‫قوة روحية وانسانية‬ ‫تنهض الحمولة السيميائية لعنوان المجموعة الشعرية" هذيان الحطب " على‬ ‫قوة روحية وانسانية ‪،‬و بنيتين متضادتين في الشكل و المعنى‪ ،‬و هذا يفتح العنوان‬ ‫على احداث ابداع في رؤى انسيابية المعنى والجمل مع شاعرة تهرب من شقوق‬ ‫الروح نحو البرزخ الموعود وتشعل الشموع على شبابيك الغياب ‪،‬فيشكل االسم‬ ‫ع َباب‬ ‫لشاعرة مغامرة تخترق بحر التفعيلة بال شراع ‪ ,‬وترسم وجها ً لمن شقوا ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫شمس و تركوا عناوين الدروب الموحشة على يديها ‪..‬‬

‫تقابل العتبات‬ ‫"هذيان الحطب" عتبة نصيّة تحمل في جوهرها دالالت مباشرة‪ ،‬أو غير مباشرة‬ ‫لها صالت و وثيقة بحمولة النص ‪ ،‬باإلضافة إلى دالالتها الرمزية و اإليحائية‬ ‫و التي تشكل عنصر إثارة تدفع القارئ إلى التعامل مع النص انطالقا من تمثله‬ ‫و تأويله لهذا المدخل ‪.‬‬ ‫إن هناك هيمنة ال واعية على الشاعرة تفرضها حالة الهذيان ‪،‬حيث تبرز تلك‬ ‫العالقات من خالل المقابلة بين لوحة الغالف وعنوان المجموعة وبقية العتبات‪.‬‬ ‫اذ يتحول الحطب الى ناقوس شعري يقارع في تخوم الصمت هذيان الوثاق‬ ‫على جناح ال موت ‪ ,‬تتكثف عن لغة مرآوية ملونة من لون الجداول وتحكي خلف‬ ‫ستائر النسيان حكاية الماء والنار والتراب‪ ,‬وتشحن المشهد الشعري بسيولتها‬ ‫وجريانها الدائم في المعنى قبل انسكاب الضوء‪.‬‬

‫الصورة البصرية‬ ‫وهكذا ‪،‬بدا العنوان تركيبا ً عاطفيا ً ألضداد تجمع بين أحالم الحفاة وبين الحسرة‬ ‫واألمل‪ ..‬فلم يقتصر في بنيته على الصورة اللغوية والبنية الحرفية التقريرية‬ ‫المباشرة‪ ،‬بل تجاوزها إلى الصورة البصرية على غرار العناوين السينمائية ذات‬ ‫الوظائف اإليحائية والسيميولوجية‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫النص الموازي‬ ‫اإلهداء عتبة من عتبات الولوج إلى النص‪ ،‬وهو يندرج ضمن النص الموازي‬ ‫المباشر‪ ،‬و ال يقل أهمية في داللته عن اسم المؤلف و العنوان‪ ،‬ألنه يشكل‬ ‫عنصرا مساعدا القتحام النص فهو "أحد المداخل األولية لكل قراءة ممكنة‬ ‫للنص‪"...‬‬

‫إغواء اإلهداء‬ ‫إن توصيف هذا الهذيان في العنوان له صلة بنائية وثيقة باإلهداء العام الذي عقب‬ ‫العنوان مباشرة إنها العتبة‪/‬القناع ‪/‬اإلغواء الذي تتخفى وراءه الذات الشاعرة الذي‬ ‫ق إلى لذةٍ تسكب في الجسد الظامئ خمر الخزامى‬ ‫يمتد عبر نهر ِّاللهف ِّة والشو ِّ‬ ‫ودمع العصافير‪ ..‬حيث تنمحي في هذا اإلغواء حدود األجناس األدبية كلها‪"..‬إن‬ ‫لعبة اإلغواء تضيف دائما ً قليالً من النكهة إلى الحياة" حسب راي ( باولو‬ ‫كويلهو)‪..‬واإلغواء في الشعر الوجداني يصب ُح أحد المعارف اإلنسانية‪ ،‬إذ تقول‪:‬‬ ‫" لكل ّ الذين يركضون ويحسبون الشوك ُخفّا ً والحجارة مثل طين " ص‪5-‬‬

‫حرفية المواجهة والمراوغة‬ ‫و ً لعل دال اإلهداء الخاص لديها يجمع بين أشواك اللحظة و وعتبات الخبز‬ ‫سا َءلة‪،‬‬ ‫المالح ‪ ،‬يجتمع فيها الشخصي بالطبيعي ويظهر قدرتها العالية على ال ُم َ‬ ‫واحتشاد كامل بكل حرفية المواجهة والمراوغة والتكثيف ‪ ,‬وبقدرة على صفح وجه‬ ‫التواريخ السقيمة عندما تضيع الفصول في رئة الغياب‪ ..‬إذ تقول‪:‬‬ ‫إلى روح أبي الذي أفتقده ‪ /‬ألمي التي مازالت توقظ الفجر ‪/‬لعائلتي‬ ‫الصغيرة‪..‬صومعتي‪/‬إلى الذين يحملون األرض على أكتافهم فال أقع ‪../..‬أخوتي ‪..‬‬ ‫أخواتي‪/‬لكل الذين أشعلوا شموعهم في عتمة الليل ‪..‬أصدقائي ‪.‬ص‪7-‬‬

‫على سبيل الختم‬ ‫ان الشاعرة ريم البياتي تحمل جنونها في"هذيان الحطب" وال تخفي مساره ‪،‬إنه‬ ‫كالموج ‪،‬كالطوفان كالريح الحرون و تنحو نحو استيطان النفس االنسانية بأحزانها‬ ‫وفشلها وقهرها وكأنها تسحب ظل الذات المخبوء بخنصر األحالم ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫"هذيان الحطب"‬ ‫من خالل ترتيب نسق العالقة في فضاء النص بين ( الهذيان والحطب ‪ /‬الورد‬ ‫والشوك‪ /‬الحجارة والطين‪ /‬النص واألب ‪/‬األم واألر ض) الذي ينتهي إلى لعبة‬ ‫تموجات الهذيان الشعري بين طواحين الغبار من جهة‬ ‫معنى تقترح إشكاليتها في ّ‬ ‫‪،‬وبين رسائل تسقط المطر ‪.‬‬ ‫لم تقع الشاعرة في بئر الخلط والتخليط الذي وقع فيه العديد من الشعراء بدعوى‬ ‫الحداثة ‪ ,‬أو استدعاء لغة اإلبهار بمغايرة المألوف ‪ ,‬فهي صاحبة تفعيلة فذة ‪ ,‬وبناء‬ ‫شعري محكم ال يسمح بإفراط أو استرسال أو فقدان للنبض والحيوية والتوتر وظهر‬ ‫ذلك من استقراء العتبات النصية‪.‬‬ ‫و بمحاولة لعبة االسترجاع الزمني‪ ،‬يرجع النص حسب "روالن بارث"إلى‬ ‫مجرد نشاط ‪ ،‬ويضع المؤلف فيه هو وضع احتكاك ‪،‬إذ ال يحيل على مبدأ بداية‬ ‫أو نهاية ‪،‬وإنما يحيل على غيبة األب(موت المؤلف)‪.‬‬ ‫فيبدو "هذيان الحطب" مفتوحا وليس مغلقا وال متمركزا ‪،‬إنه نهائي وال يجيب إال‬ ‫على حقيقة معينة هي العنقاء التي يلتهب رمادها لتولد من جديد هي انثى‬ ‫بروميثيوس ‪ ،‬سارق ا لنار الواهب اإلنسان سر اآللهة ‪ .‬ويتجلى ذلك في صفحة‬ ‫الغالف االخيرة التي تختم فيها هذيانها الشعري قائلة ‪ " :‬ال لن تُغَ ّل قصائدي ‪ /‬ال‬ ‫لن تموت‪ .‬ما دامت األكواخ تفترش المدى ‪ /،‬والكون من حولي صموت‪ .‬والنهر‬ ‫يحضن ما تبقى من ظال ٍل ‪ /،‬خلف أروقة السكوت ‪ ..‬والعاشقان صهي ُل حنجرتي‪،‬‬ ‫وأعتاب البيوت ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫ما تجمعه المحبة‬ ‫ال تفرقه السياسة‬ ‫عبد القادر بن محمد ‪ /‬الجزائر‬ ‫األخوة في مغزاها و مداركها ثالثة‬ ‫أصناف ‪ .‬إخوة ضيقة و إخوة متوسطة‬ ‫و إخوة واسعة في مداركها تلتقي فيها‬ ‫المحبة كأساس و تختلف فيها كقيمة‬ ‫ومقدار ‪..‬تتسع كلما تباعدت العالقة‬ ‫وخرجت عن دائرة التخصص‬ ‫‪.‬فاألخوة الضيقة هي إخوة النسب‬ ‫لألصول العرقية و القرود و الروافد‬ ‫األسرية و هي مكتسبة بفطرة أو تلقين‬ ‫وقد تغلب عليها الذاتية على‬ ‫الموضوعية بعد سيطرة العاطفة‬ ‫وأخوة متوسطة و هي ناتجة عن معتقد‬ ‫ممارس بفطرة اجتماعية و قد يغلب‬ ‫عليها التحييز بدافع التعصب الديني‬ ‫فيكون فيها التعاطف على أساس‬ ‫المنهج حيث يختلف في توزيع المحبة‬ ‫الملتحي و غيره فيعاتق بالتودد من‬ ‫يماثله في الشكل و التطبيع من يكون‬ ‫صورته في الملبس و ما بفرقه باللحية‬ ‫عن االمرد و إن كان معه في نفس‬

‫‪16‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫رؤية خالق الكون بعد رحيله من الدنيا‬ ‫الزائلة‪..‬‬

‫العقيدة فال تكون محبتها جامعة لبني‬ ‫البشر بل لطائفة دون أخرى إن لم تكن‬ ‫في غالب الحاالت بين أفراد الطائفة‬ ‫الواحدة بحكم اختالف الطوائف في‬ ‫المنهج و الطريقة المعبر بها عن‬ ‫مناسكهم المعتقدتية و تصنيفاتها‬ ‫الطائفية ‪.‬اما المحبة الواسعة فهي التي‬ ‫تجمع بين أبناء البشر دون التمييز في‬ ‫المكونات العرقية أو السوسيولوجية‬ ‫في فضاء انساني شاسع ال فرق فيه‬ ‫بين ابيض و اسود و ال تفاضل فيه إال‬ ‫بالتقوى‬

‫االخوة اإلنسانية التي ال‬ ‫تكون إال لواحد أحد هي التي تحقق‬ ‫التسامح و تقوي الروابط و تعزز‬ ‫االستقرار و التعايش السلمي بما تكفل‬ ‫به السنة اإللهية ‪.(.‬و جعلناكم شعوبا و‬ ‫قباىل لتعارفوا إن أكرمكم عند هللا‬ ‫اتقاكم ) ‪.‬‬ ‫والمحبة هي طهارة القلوب التي تؤدي‬ ‫الى استقامة الصلة مع هللا و ال تكون‬ ‫إال بها و ال يكون الجزاء يوم الحساب‬ ‫اال بها ‪ (..‬إال من أتى هللا بقلب سليم ‪).‬‬

‫فاإلنسان خلق على فطرة المحبة‬ ‫إلدراك المحبة العظمى التي تتجلى في‬

‫‪17‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪18‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫الر ِحيم‬ ‫الرح َمن َّ‬ ‫بِسم هللا َّ‬ ‫سئ ُولُ َ‬ ‫ون}‬ ‫{وقِفُو ُه ْم ِإنَّ ُه ْم َم ْ‬ ‫َ‬ ‫ي العَظيم‬ ‫صد َ‬ ‫َ‬ ‫َق هللاُ العَ ِل ُّ‬ ‫بعد سقوط النظام السياسي الصدامي الدكتاتوري في العراق عام ‪ ،2003‬بفعل‬ ‫تحالف دولي قادته الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬واحداث تغييرات في موازين القوى‬ ‫السياسية وفق عملية سياسية بائسة فيها الكثير من االسقاطات السياسية‪ ،‬مبرقعة‬ ‫بمفاهيم واليات اللعبة الديمقراطية‪ ،‬وشعارات التداول السلمي للسلطة‪ ،‬ورفع راية‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬وغيرها من الفوضى السياسية‪ ،‬كل هذا حدث بعد ‪.2003‬‬ ‫الجانب االخر من هذه المتغيرات السياسية هو ظهور الكثير من القنوات الفضائية‬ ‫ذات التوجهات الحزبية والطائفية والقومية المدعومة بالمال والنفوذ السياسي‬ ‫لالحزاب‪ ،‬وهناك منها من يحظى بدعم خارجي من أطراف دولية نافذة في الشأن‬ ‫العراقي‪ ،‬هذه القنوات الفضائية ليس من السهل إنشائها وتمويلها‪ ،‬النها تحتاج الى‬ ‫اموال طائلة من اجل استمرارها فالمحطة الفضائية الواحدة‪ ،‬تتطلب الكثير من‬ ‫الجهود الهندسية والتقنيات العلمية وحجز األقمار الصناعية لكل واحدة منها‪ ،‬والذي‬ ‫(يكلف الحجز لقناة فضائية واحدة ما يقارب ‪ 40.000‬دوالر شهرياً‪ ،‬أي أكثر من‬ ‫‪ 480.000‬دوالر سنوياً‪ ،‬كما أن سيارات البث الفضائي يصل سعر الواحدة منها‬ ‫إلى ‪ 750.000‬دوالر!)‪.‬‬ ‫بعد هذه المقدمة البسيطة‪ ،‬نأتي الى (القنوات الشيعية) التي تمثل المكون االكبر‬ ‫سكانيا في العراق‪ ،‬مما أدى ذلك أن يكون لالحزاب الحظ االوفر في عدد المقاعد‬ ‫البرلمانية وفي ضوء ذلك يتم تشكيل الحكومة ورئاسة الكابينة الوزارية‪ .‬أن االغلب‬ ‫االعم من القنوات الفضائية الشيعية هي قنوات حزبية أو مدعومة من مؤسسات‬ ‫دينية‪ ،‬ومادتها االعالمية االطالع على الواقع السياسي واالجتماعي واالقتصادي‬ ‫والخدمي والصحي للمحافظات الوسطى والجنوبية واظهار مظلوميتها من سوء‬ ‫هذا الواقع‪ .‬المالحظ على برامج هذه القنوات الحزبية وهي تعرض هذا الواقع‬ ‫المآساوي‪ ،‬وكأن القائمين على إدارة هذه المحافظات ليس من أبناء جلدتهم بل هم‬ ‫أعداء لهم ال يريدون الخير لها‪.‬‬ ‫هذه القنوات الفضائية الحزبية كفيلة بان تكون اداة أدانة وشاهد اثبات على فساد‬ ‫أصحابها وتعرية الطبقة السياسية الشيعية الرافعة لشعار مظلومية الشيعة كـ(قميص‬

‫‪19‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫عثمان )‪ ،‬وهي تبث الواقع المزري لهذا المكون‪ ،‬فنراها تسلط الضوء على سوء‬ ‫الواقع الخدمي واالجتماعي المتدني‪ ،‬والصحي واالمراض التي تفتك بأبناء هذه‬ ‫المحافظات‪ ،‬وتتفاخر بانها هذه المحافظات (دون حد الفقر)‪ ،‬والتي تعد السلة‬ ‫الغذائية للعرا ق من شماله الى جنوبه ‪ .‬وتنأي بنفسها ان تكون هذه االحزاب سبب‬ ‫في هذ الواقع‪.‬‬ ‫السؤال الذي يثار دائما من مسؤول عن هذا الواقع وما آلت اليه االوضاع الخدمية‬ ‫والصحية واالقتصادية لهذه المحافظات؟‪ ،‬أليس هم السياسيين اصحاب هذه‬ ‫الفضائيات؟!!‪ ،‬الذين ينشرون غسيلهم القذر امام انظار ومسامع االخرين‪ ،‬هل يمكن‬ ‫ان تكون هناك قباحة اقبح من ذلك؟‪ ،‬أليس لهذه المحافظات ميزانيات ضخمة تقدر‬ ‫بمليارات الدوالرات يمكن ان تجعل منها ارقى مدن العالم قاطبة؟!! ألم تشكل‬ ‫التقارير االخبارية عن سوء الخدمات والواقع المزري كمادة اخبارية لهذه القنوات‬ ‫أدا ة ادانة لكل االحزاب والتيارات الشيعية الحاكمة في هذه المحافظات؟!! اين تذهب‬ ‫مليارات الدوالرات؟!! ان مجالس المحافظات التابعة الى احزاب بعينها هي التي‬ ‫تتحمل المسؤولية كاملة امام هللا والشعب وهم يرون بأم اعينهم حال محافظاتهم‬ ‫والبؤس الذي يجتاحها وتراهم يتباكون على هذا الحال واالسباب الكارثية التي حلت‬ ‫بها ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫فلسفة‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫عندما تحاول اقناع حصان ما بانه ليس حصانا وانما هو في االصل انسان لكن‬ ‫الظروف الثقيلة التي تحملها على ظهره طوال سنوات جعلته يتقمص دور الحصان‬ ‫وعقليته وطريقة تفكيره بالحياة‬ ‫ عندما تحاول ذلك ‪ -‬تذكر انك ربما تطلب المستحيل وان االخ الحصان نفسه قد‬‫يؤكد لك ذلك برفسة قوية ‪..‬‬ ‫تجعلك تعيد النظر في مسألة جواز اكل التبن من عدمه ‪ ..‬اختيارا وليس اضطرارا‬ ‫‪..‬اذا انقطعت بك السبل الى تناول الباميا والرز مثال ‪..‬‬

‫‪21‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫الصدمة‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬ ‫قبل يومين تواصلت مع صديقي الصيني شي شونك شو عبر الماسنجر ‪ ،‬وبعد‬ ‫التحية والسالم علمت انه كان مصابا بكورونا ‪ ،‬علما ان شونك يسكن في مقاطعة‬ ‫شنك هاي البعيدة عن مدينة ووهان ‪ ،‬ولكن يبدو أن شخصا قادما من ووهان قد‬ ‫دخل إلى المقاطعة على غفلة من حكومتها المحلية ‪ ،‬ألن التعليمات الحكومية تحث‬ ‫على منع التنقل بين المدن ‪..‬‬ ‫المهم اني سألت شي شونك عن طبيعة حياتهم أيام الحجر المنزلي ‪ ،‬فأجاب انه لم‬ ‫يغادر بيته لمدة ‪ ٥٣‬يوما بشكل متواصل ‪ ،‬فاستغربت وسألته وكيف كنتم تحصلون‬ ‫على ال طعام ‪ ،‬فقال ان الحكومة شكلت فرقا ولجانا لتوزيع المواد الغذائية على‬ ‫المواطنين في بيوتهم ‪ ،‬حتى انهم احضروا لنا كبة صينية بالخفاش في أحد أيام‬ ‫ال ُجمع المباركة ‪...‬‬ ‫بعد كم األسئلة الكثيرة التي طرحتها على صديقي شي شونك سألني ‪ :‬وكيف‬ ‫تتصرفون أنتم مع الوباء فقلت له ‪ :‬نحن البيكيسي الما يسكت ‪ ،‬ثم انقطع االتصال‬ ‫بسبب عملية الصدمة ‪..‬‬

‫‪22‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫شعر‬

‫رحاب عزلة‬ ‫نرجس عمران‬ ‫سورية‬ ‫وكلما ‪ ...‬في رحاب عزلة‬

‫حتى يباغت يومي‬

‫استضافتني القصيدة‬

‫ضيف من صباح ثقيل ‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫أجدني أرزح تحت وطأة قوافيك‬

‫أستقبله‬

‫أي مترف بالهجر‬

‫على شرف مرارة من بُن‬

‫اي مغتر بالشوق‬

‫من أنت يا عالقا‬

‫أي مكتمل في حلمي‬

‫في ثنايا الوتين ؟‬

‫ح ّد النقصان في يومي‬

‫كالمارق بين النبض‬

‫جلعتني أمتطي جيد السهاد‬

‫نبضةً من موت تمقتني ‪...‬‬

‫كاليلة من ليالي‬

‫فكم معها اصطحبتني‬

‫أرق وجنوح وجنون ‪...‬‬

‫ولم أصطحبها قط‬

‫يقتات روح االنتظار‬

‫يوما معي ‪..‬‬

‫‪23‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫في أحضان بائسة‬ ‫علي مباركي‬ ‫افاءت عليا بحضن بئيس‬

‫فرتق الحصون يبوء بطل‬

‫الشعور ولم ترتوي من العتاب‬

‫كئبب الخسوف نظير الكذاب‬

‫تغالي بمهر فضيع الرزايا‬

‫فتحنو على من يكن في عداد‬

‫وحملي الثقيل بصدر العذاب‬

‫الشقاق الغويط عليال مصاب‬

‫تشاغب ظهر الليالي وفجر‬

‫رحيق الحياة رباط باله‬

‫النهار تنوء وراء السحاب‬

‫الخضوع لمن ال يصون الكتاب‬

‫تماطل عند الوجوم وتصحو‬

‫ويصبو لمن في األيادي بدون‬

‫عند ظهور خيوط الضباب‬

‫عناء رسوم لدفع الحساب‬

‫تضارب قوال بفعل ووعد‬

‫رميت فوادي بحضن غفى عن‬

‫العناز جراح بقلب السراب‬

‫دروب الحنان أضاع الجواب‬

‫ندوب تطال ضمير الوجود‬

‫بعيدا بيومي غريب الغداة‬

‫وعتق الفضال يكون خراب‬

‫غميم الشروق بعمق التراب‬

‫‪24‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫مجللة بولهي‬ ‫نادية نواصر ‪ /‬الجزائر‬ ‫من رسائل ما بعد الساعة الصفر‬ ‫ياليل‬ ‫انت يا سيد العارفين‬ ‫بالراسخين في مقام المحبة‬ ‫من كابدوا حرائق النبض‬ ‫من رافقوا ارقهم‬ ‫حتى تبين الخيط االبيض من االسود‬ ‫انت ايها الصامت الصاخب‬ ‫قل له ‪ :‬عند الساعة الصفر‬ ‫حين يوصد الكون نوافذه وابوابه‬ ‫وحين تستلقي الكواكب والمجرات‬ ‫على بساط الريح‬ ‫تستيقظ مطارات قلبي السرية‬ ‫وتركض احصنة الحنين في براري‬ ‫روحي‬ ‫وتدوس بحوافرها قلبي‬ ‫حتى تنطق الروح باسمك‬ ‫فينهض وجعي من سريره‬ ‫يسند ظهره الى العتمة‬

‫‪25‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫ويرتشف معي شاي االرق‬

‫والحكمة والعشق عدوان‬

‫يا ليل‬

‫وانا من ذلك الجنون انحدرت‬

‫انت يا رسول العشاق والمتعبين‬

‫ومن ذلك النقيض ولدت‬

‫الذي ارقهم التاريخ بركام اسئلته‬

‫وانني اجمع احطابي‬

‫وضيعتهم االسطورة على حافة القمر‬

‫وا شعل نيراني في سهوب اللحظة‬

‫قل له ‪ :‬انني دخلت مدائنك النارية‬

‫ومن ذلك النقيض اشعلني فيك‬

‫مجللة بولهي‬

‫ومن رمادنا يطلع شجر العشق‬

‫عارية من كل بوح‬

‫يا ليل‬

‫اال من لهفتي على جناتك وانهارك‬

‫قل له ‪ :‬احببتك قبل ان يتقاتل هابيل‬ ‫وقابيل‬

‫قل له ‪ :‬ان الصبر والشوق نقيضان‬

‫باسم الحب الجل امراة‬

‫والنوم والحنين عدوان‬

‫وانني فيك اعيد ترتيب المعاني‬

‫يا ليل‬

‫وارتب تاريخ العشق‬

‫‪26‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫أري ُد ْ‬ ‫أن أنام‬ ‫اسماعيل خوشناو‬ ‫وسن‬ ‫أخذتُ جرعةَ ا ْل ِ‬ ‫سيري و أَغيب‬ ‫لعلَّني ابدأ َ‬

‫ص َحبُني‬ ‫النَّو ُم يَ ْ‬ ‫ق ك َّل أمالي ا ْلحبيب‬ ‫ويسو ُ‬ ‫ال تلُوموني‬ ‫واجْ علُوا ا ْلعُ ْذ َر دِرعا ً‬ ‫ب كي ال تُصيب‬ ‫ِل‬ ‫سهام ا ْل ِعتا ِ‬ ‫ِ‬ ‫سخافةُ‬ ‫تقترف ُك َّل ذَ ْنب‬ ‫ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫فأصبحتْ مقاماتُ حياتي‬ ‫هاب‬ ‫ِم ْن َم ْك ِر نِفاقِها تَ ُ‬

‫وف رقيب‬ ‫وعلى َم ْ‬ ‫سرحِ ا ْل َخ ِ‬

‫ُك ُّل نُور على أَ ْر ِضي‬

‫بعض داستْ ُك َّل لَ ْون‬ ‫قباحةُ ا ْل ِ‬

‫فَ َّر و َ‬ ‫غاب‬

‫أيا ِلساني و نُطقي‬

‫بع َد إذنكم سأنام‬

‫آن ْاأل ُ‬ ‫أما َ‬ ‫تثور و تُجيب‬ ‫وان لكي‬ ‫َ‬

‫هور ا ْل ِوئام‬ ‫ِألُغاز َل ُز َ‬ ‫قمر‬ ‫لُ ْط َ‬ ‫ف ا ْل ِ‬

‫لبعض ْاألنام‬ ‫ومددتُ بنظري‬ ‫ِ‬

‫والنُّجو ُم تستقبلني ِباحْ ِتساب‬

‫طاب ِل َج ْفني ْاإلستواء‬ ‫ُكلَّما‬ ‫َ‬

‫على َم ْق ُربة ِم َن ا ْلغفو ِة‬

‫صار ا ْنسياب ؛ أتى ال َّظالم‬

‫‪27‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫غريب الدَّار‬ ‫ع َْن ا ْلهَجْ ِو بأنَّني‬ ‫ُ‬

‫أغال ٌل َحدَّتْ ِم ْن مسيرتي‬

‫صار في ا ْلمنام‬ ‫فوطني‬ ‫َ‬

‫َمسحْ تُها وبدأت ْ‬ ‫باإلنقالب‬ ‫صهْوةَ ا ْل ُح ْلم‬ ‫سأَمتطي َ‬

‫لحقيق النِّقاب‬ ‫وأَزا َح ع َِن ا‬ ‫ِ‬

‫س ِطي ِم َن ا ْل َمرام‬ ‫وأصي ُد ِق ْ‬

‫مقام ْاألخيار‬ ‫ولوال َمح َّبتي ِل ِ‬

‫فارس ْ‬ ‫س َم بع َد ْاآلن‬ ‫لن يَر ُ‬ ‫ٌ‬

‫لَقررت ا ْلبقا َء في ُح ْ‬ ‫ض ِن أ ُ ْمنيَتي‬

‫سراب‬ ‫على‬ ‫أوتار ِه ال َّ‬ ‫ِ‬

‫و ألَسْدلتُ ا ْلبقا َء في َم أنا ْاآلن‬

‫سالم‬ ‫هار تُعَ ِ ّط ُر ال َّ‬ ‫ْأز ٌ‬

‫واالستيقا ُ‬ ‫ظ ي ِف ُّر ِب َوصيَّتي‬

‫تعزف ْاأللحان‬ ‫وأشجار‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬

‫س َّطرتَ على ُم َخ ِيّلَتِكَ‬ ‫أَ َ‬

‫الحوار‬ ‫مر ُر ُمتعةَ ِ‬ ‫وأنهار ت ُ ِ ّ‬ ‫ٌ‬

‫وال َّظ ُن أوه َمكَ‬

‫فسما ُء ُح ْلمي‬

‫خبر‬ ‫بأنَّهُ سيأتيكَ ا ْل ُ‬

‫قَ ْد َوفَّتْ بِعَهدِها‬

‫ِم ْن وحي ِكتاب‬

‫ي التُّراب‬ ‫وصانتْ ِل َو َطنِ َ‬

‫أصاب َّ‬ ‫الزمان‬ ‫ا ْلبَ َك ُم‬ ‫َ‬

‫‪28‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫انسانية العصر‬ ‫طالل ال َم ْوقِدي‬ ‫هذا العالم ‪..‬‬

‫افالم العُ ْهر الممزوجة باالوهام‬

‫مفهو ٌم غابت فيه االنسانية‬

‫ماذا؟ ماذا؟ إنسانية‬

‫هذا العالم ‪..‬‬

‫من يفهم هذا المنوال؟‬

‫نه ٌج سادت فيه الماسونية‬

‫من يدرك سعر المثقال؟‬

‫اليوم وميزان االقوال‬

‫مثقال اليوم كنوز ‪...‬‬

‫اليوم وتاهت كل اآلمال‬

‫ال ‪ ..‬ال تعرف ّإال في الميزان‬

‫اليوم وكذبت كل االقالم‬

‫مثقال اليوم بال اوزان‬

‫اليوم وهيمن كل االنذال‬

‫اوزان اليوم بال اركان‬

‫ماذا؟ ماذا؟ إنسانية‬

‫ماذا؟ ماذا؟ إنسانية‬

‫بؤس مقتٌ‬ ‫كفر جوعٌ موتٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫هذا العالم ‪ ..‬مفهوم غابت فيه‬ ‫االنسانية‬

‫باسم االنسانية ‪ ..‬مات الضَّمان‬

‫إال ربي وحبيب الرب‬

‫أين ‪ ..‬أين االنسانية؟‬

‫إال ارضي ورفاق الدرب‬

‫االنسانية في عصر االقزام!‬

‫نحن المرضى من جوف الجب‬

‫االنسانية في ُحض ِّْن األزالم!‬

‫نرنو ‪ ..‬نرنو االنسانية‬

‫قلب يُدفَن في االحزان‬ ‫ٌ‬

‫أين ‪ ..‬أين االنساني‬

‫االنسانية ‪ ..‬عرض االفالم!‬

‫‪29‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫نصوص نثرية‬

‫صدى الروح‬ ‫أنا حر ‪..‬يا زوربا‬ ‫سامية البحري ‪ /‬تونس‬ ‫تدفعني للحياة ‪..‬وترسم دربي نحو‬ ‫حلم جميل يسكنني‬

‫مضيت والليل البهيم ‪..‬زادي‬ ‫قرطاسي وآهاااااات تشق صدري ‪...‬‬

‫أسعى إليه‪. .‬ويسعى إلي ‪..‬والمسافات‬ ‫تتمطط كأنها أفعى تبتلع الخطى‬ ‫‪..‬وال تشبع ‪...‬‬

‫كنت أمضي‪..‬وضجيج داخلي يأكلني‬ ‫تلك الرعشة الخفية في القلب تسمعني‬ ‫‪..‬تفهمني‪. .‬‬

‫بحثت عن صوتي ‪..‬قلت أترنم‪..‬أبعث‬ ‫األنس في نفسي ‪..‬‬

‫تلك الرعشة الخفية كنسيم عليل ‪..‬منذ‬ ‫أصابت الفؤاد‬

‫وكنت أتقن الغناء ‪..‬ولي صوت‬ ‫جهوري‪. .‬‬

‫استقرت في تجاويفه‪...‬‬

‫بحثت عنه ‪..‬لم يسعفني‪..‬‬

‫وحدها تلك الرعشة تتقن التوغل في‬ ‫روحي‬

‫ترى هل توارى صوتي داخلي خوفا‬ ‫‪..‬؟‬

‫تسمع ابتساماتي وآهاتي ‪..‬وتشد على‬ ‫قلمي ‪..‬‬

‫وفي تحد كبير تمكنت من القبض‬ ‫عليه ‪..‬‬ ‫صحت بملء الحرف والصوت‬

‫‪30‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫_نعم ‪..‬أنا أطير ‪..‬أحلق ‪..‬انظر‬ ‫سأغمض عيني وأحلق بعيدا ‪..‬‬

‫_أنا حر ‪..‬حر‪..‬حر‪..‬يا زوربا ‪....‬‬ ‫فجاءني الصدى مدويا شديدا متحديا‬

‫ها أنا أبتعد عنك ‪..‬وأحلق بعيدا‬

‫ال ‪..‬لست حرا _أيها المعلم فقط‬ ‫الحبل الذي حول عنقك أطول قليال‬ ‫من حبال اآلخرين‬

‫ويمسك بي ‪..‬يقبض على جسدي‬

‫_ودون أن أدري ‪..‬في حركة عفوية‬

‫ويقول‬

‫قبضت على عنقي‪..‬‬

‫_ها أنا أمسك بك ‪..‬أنت لم تحلق‬

‫ورحت أنادي‬

‫أنت سجين هذا الجذع ‪....‬‬

‫_بل حر‪..‬حر‪..‬يا زوربا ‪!!...‬‬

‫ال يمكن أن تكون عصفورا ‪..‬‬

‫انظر إلى عنقي ‪..‬انظر إلى يدي‬

‫_ليس بالضرورة أن أكون عصفورا‬

‫انظر إلى رجلي‪..‬انظر إلى رأسي‪.. .‬‬

‫ها أنا أحلق عبر الروح ‪..‬ال يمكن أن‬ ‫أصف ما أشعر به ‪!!..‬‬

‫يضحك بمرارة ‪..‬يضحك‬

‫أنا أمشي‪..‬أركض ‪..‬أقفز‪. .‬‬ ‫أضحك‪...‬أضحك ‪..‬أضحك ‪..‬‬

‫_ألم أقل لك ؟؟‬

‫أبكي ‪..‬أصيح ‪..‬أصيح‪....‬‬

‫حريتك تنتهي عندما ينتهي طول‬ ‫الحبل الذي حول عنقك‬

‫رغم العتمة ‪..‬كسرت حاجز الخوف‬

‫وإذا زدت على الحد ‪..‬تقطع‬ ‫‪..‬وسقطت ‪..‬فيكون ‪!!..‬‬

‫كسرت حاجز الخوف‪. .‬‬ ‫أنا حر‪...‬حر‪..‬تأمل جيدا ‪..‬‬ ‫يضحك ضحكا مجنونا ‪..‬حتى يسقط‬ ‫أرضا‪. .‬‬

‫وأسمع صوت ارتطام حاد‬

‫ثم يصمت برهة ‪..‬‬ ‫ويكرر ‪..‬يكرر‪..‬يكرر‬

‫أنتبه ‪..‬أنظر حولي ‪..‬كان نيكوس‬ ‫كازنتراكيس ملقى على األرض ‪...‬‬

‫_ال ‪...‬لست حرا ‪...‬‬

‫وقد كتب بجانبه بالخط العريض‬

‫جرب أن تطير‪.. .‬أريد أن أراك‬ ‫تحلق‬

‫‪Zorba le grec‬‬ ‫وصفحة خط عليها‬

‫‪31‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫في هذا العالم ‪...‬‬

‫‪Si le coeur de l'homme ne‬‬ ‫‪déborde pas d'amour ou de‬‬ ‫‪colère, rien ne peut se faire‬‬ ‫" ‪en ce monde‬‬

‫نعم ‪..‬بالحب نفعل أشياء عظيمة‬ ‫‪..‬بالحب نصنع اإلنسان‬ ‫والجمال‪...‬بالحب نغني مع النوارس‬ ‫ونرى الفجر وهو يخرج من جوف‬ ‫الليل‪...‬في والدة مقدسة ال يدركها إال‬ ‫المالئكة‬

‫"إذا كان قلب اإلنسان ال يفيض‬ ‫بالحب أو الغضب فال يمكن فعل‬ ‫شيء في هذا العالم "‬

‫بالحب تولد كل األعمال العظيمة‬ ‫الخالدة ‪...‬‬

‫أخذت الكتاب وانطلقت نحو النافذة‬ ‫كانت الرياح هوجاء ‪..‬‬

‫و بالغضب؟ ؟؟‬

‫فتطايرت األوراق في كل ناحية‬

‫تولد أعظم الثورات ‪....‬تولد الحرية‬ ‫‪...‬نكسر كل األسوار‬

‫ووجدتني أصيح بكل صوتي‬ ‫وأنا ألقي برأسي من النافذة ‪..‬وأعانق‬ ‫قلبي في تجل رهيب‬

‫أنا حر‪...‬حر‪..‬حر‪..‬يا زوربا ‪!!......‬‬ ‫_أنا حر ‪..‬حر‪..‬حر‪..‬يا زوربا ‪!!.....‬‬

‫إذا كان قلب اإلنسان ال يفيض‬ ‫بالحب‪ ....‬فال يمكن فعل شيء‬

‫‪32‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫عالم المرأة‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬ ‫عندما يتحدث الناس عنك بسوء وأنت‬ ‫تعلم أنك لم تخطيء في حق أحد منهم‬ ‫تذكر أن تحمد هللا الذي أشغلهم بك و لم‬ ‫يُشغلك بهم‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫أزياء‬

‫‪34‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪35‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪36‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪37‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪38‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫‪39‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫مسك الختام‬ ‫هل نشهد‬ ‫برلمانا‬ ‫رقابيا فاعال ؟‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫يفتح البرلمان العراقي‪ ،‬ملف الطاقة الكهربائية في البالد‪ ،‬على وقع احتجاجات‬ ‫شعبية تندد بالقطع المستمر للتيار الكهربائي منذ‪ 2006‬لغاية اآلن بالرغم من رصد‬ ‫اموال هائلة بلغت ‪ 56‬مليار دوالر لكن دون جدوى ‪.‬‬ ‫شكلت اللجنة بضغط التظاهرات الشعبية الواسعة في محافظات الوسط والجنوب‬ ‫التي عانت انقطاعا مستمرا مع اشتداد الصيف ووصول درجات الحرارة الى نصف‬ ‫درجة الغليان‪.‬‬ ‫وأصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي ك ّل صيف في التعبير عن الغضب‬ ‫من سوء الخدمات‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫ان التلكوء الواضح في توفير الطاقة الكهربائية يخضع العتبارات كثيرة في وزارة‬ ‫الكهرباء التي تتنافس عليها االحزاب لنيلها والذين تعاقبوا على إدارة هذا الملف‪،‬‬ ‫هم من الكتل السياسية التي يمثلها البرلمان‪ ،‬وبالتالي من الصعوبة على القوى‬ ‫السياسية إدانة نفسها‪ ،‬وفتح ملفات وزرائها السابقين بالرغم من وجود هذه الملفات‬ ‫وطرحها في هيئة النزاهة‪.‬‬ ‫البرلمان عليه ان يؤدي عمله بالشكل المطلوب بعيدا عن التجاذبات السياسية كونه‬ ‫جهة رقابية وتشريعية ‪ ،‬خاصة في ملف مثل الطاقة‪ ،‬والمفروض ان اللجنة بعيدة‬ ‫عن المحسوبية وغيرها‪ ،‬وستفتح ملفات كبيرة‪ ،‬لمعرفة المقصرين‪ ،‬وليس‬ ‫بالضرورة أن يكونوا وزراء‪ ،‬فربما من المدراء العامين‪ ،‬أو مسؤولي التعاقدات‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫ال اعتقد أن اللجنة يُنتظر منها حل مشكلة الطاقة في العراق‪ ،‬لكن هدفها األساس‬ ‫هو تشخيص الخلل‪ ،‬وفتح العقود المالية التي ُوقعت على مدار السنوات الماضية‪،‬‬ ‫وكشف الوهمية منها‪ ،‬حيث أنفق العراق على هذا الملف نحو ‪ 65‬مليار دوالر دون‬ ‫تطور في منظومة الكهرباء‪ .‬هناك فساد تراكمي‪ ،‬ليس في وزارة الكهرباء فقط بل‬ ‫في المنظومة السياسية الحاكمة قبضتها على كافة الوزارات التي فشلت بدورها في‬ ‫تقديم الخدمات البناء الشعب العراقي‪.‬‬ ‫إذا لم يتم االستجابة للمطالبة بتحسين الكهرباء‪ ،‬سيتّسع مدى هذه التظاهرات لتشمل‬ ‫جميع األوضاع االجتماعية واالقتصادية واألمنية على وجه العموم‪ ،‬وصوال إلى‬ ‫رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية بر ّمتها وللنظام القائم كما شهدنا ذلك في‬ ‫تظاهرات أكتوبر الماضي‪.‬‬ ‫نتمنى (وما أكثر أمنياتنا) أن تنجح هذه اللجنة النها ستعيد النظرة اإليجابية للبرلمان‬ ‫كجهة رقابية فعالة‪ ،‬وسيشكل دعما للقضاء التخاذ اإلجراءات القانونية بحق من‬ ‫دمر العراقيين بالنار والقيظ‪ ،‬فهذه الجرائم توازي الجرائم اإلرهابية‪ ،‬وال تسقط‬ ‫بالتقادم‪ ،‬ويمكن استرجاع األ موال المهربة‪ ،‬وكذلك المطلوبين في الخارج لينالوا‬ ‫جزاءهم العادل‬

‫‪41‬‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪170‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪170‬‬

‫‪42‬‬