مجلة زهرة البارون العدد 169

Page 1

‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫الموصل‬ ‫تنويه‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬إبراهيم العالف‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬

‫د‪ .‬سناء الطائي‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬ ‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬ ‫نرجس عمران ‪ /‬سوريا‬

‫للنشر االلكتروني‬

‫‪2‬‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة‬ ‫فكريا وسياسيا تنأى بنفسها عن‬ ‫الدخول في معترك الصراع‬ ‫السياسي واالنحياز لهذا الطرف او‬ ‫ذاك من أطراف العملية السياسية‬ ‫في العراق والعالم واآلراء الواردة‬ ‫في بعض المقاالت المنشورة في‬ ‫المجلة من قبل بعض الكتاب تمثل‬ ‫رأيهم الشخصي وال تعبر عن توجه‬ ‫ادارة المجلة القائمة على استقاللية‬ ‫الفكر واحترام حرية التعبير‬ ‫وترفض رفضا قاطعا استخدام‬ ‫صفحاتها للترويج لزيد او عمرو او‬ ‫تسقيط فالن او عالن من الشخوص‬ ‫والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5............................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫أمير الخط العربي ‪ /‬إبراهيم العالف ‪7...................................‬‬ ‫من أجل العراق أوال ‪ /‬حسين الساعدي ‪10..............................‬‬

‫رحلتي األولى ‪ /‬مجدي مرعي ‪13........................................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫فكرة الزواج ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪16...............................‬‬ ‫نظرية النعال ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪17.....................................‬‬

‫شعر‬ ‫لوحات يوسف ‪ /‬خالد المشهداني ‪18....................................‬‬ ‫وخز الحروف ‪ /‬رمزي الناصر ‪19.......................................‬‬ ‫كفنوك بالرزايا ‪ /‬صورية حمدوش ‪20..................................‬‬

‫آهاتنا الحالمة ‪ /‬رزاق مسلم الدجيلي ‪21................................‬‬ ‫‪3‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫نصوص نثرية‬ ‫رسالة الى االنسان ‪ /‬سامية البحري ‪22................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪24.......................................‬‬

‫حوار‬ ‫االديبة نوال سلماني ‪ /‬صورية حمدوش ‪27............................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫سجن ‪ /‬زبيدة الدبوني ‪34................................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫كن عراقيآ او ال تكون ‪ /‬قاسم الغراوي ‪35..............................‬‬

‫‪4‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫مقال افتتاحي‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫في البداية يجب معرفة القاعدة التي تقول ان االيمان مصطلح ليس حصريا ً بقضية‬ ‫االيمان باهلل عز وجل ولكنه أوسع من هذا بكثير والعالم اليوم ال يؤمن بما يردد‬ ‫وإذا أردنا ان نعمل استعراض صغير لتلك القضايا على سبيل المثال فالعالم كله‬ ‫يردد انه يريد السالم وال سالم على وجه األرض ولو كنت على خطأ فمن يحارب‬ ‫ومن يقتل واخرون يتحدثون عن الحرية فلماذا تلك المنظمات التي تدافع عن‬ ‫الحريات ومن يتحدث بسم هللا لو سالته من يكون هللا اليملك الجواب وهذه حقيقة‬ ‫ال تقبل الجدال ومن يتحدثون عن الديمقراطية هم اكثر البشر ال يعترفون بحقوق‬ ‫االخرين ولألسف هذه من المسالمات ومن ترهم اليوم ينضون تحت مسميات‬ ‫األحزاب على اختالفها هم عبارة عن انتهازيون اليؤمنون بقضايا األحزاب وألي‬ ‫سبب تم تشكيل هذا الحزب وذاك ولم يقف االمر عند القضايا العامة ولكن تسلل‬ ‫الى حياتنا اليومية امراض عصرية ساهمت في الفشل الذي نرى نتائجه في يومنا‬ ‫هذا ومن تلك االمراض النفاق الذي تم تجميله بمصطلح مجاملة والغيرة والحسد‬

‫‪5‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫الذي تم تجميله بمصطلح النقد وسوء االخالق التي تم تجميله بمصطلح العصرنة‬ ‫وهذا ما نلمسه كل يوم من خالل مواقع التواصل االجتماعي ولكل ما ذكرت هو‬ ‫يصب في عنوان المقال وهو االيمان والنجاح فكل ما نرى اليوم هو نتيجة حتمية‬ ‫لعدم االيمان بما نردد ولو كان هناك صدق بما يردون لكان عالمنا اليوم هو أشبه‬ ‫بالجنة على سطح األرض فنحن نعاني اليوم من االزدواجية وهذا يشمل كل من‬ ‫على سطح األرض بال استثناء وهناك من ينضوي تحت تلك المسميات تحت جناح‬ ‫ال خوف من االخرين وال حرج في هذا فالشجاعة ليست سمة يمتلكها الجميع اما‬ ‫عن الحلول لتلك المصطلحات التي تتفشى كالوباء في عالمنا اليوم هي حلول‬ ‫بعيدة األمد وليس هناك حلول فورية من خالل نشر وعي ثقافي من نوع خاص‬ ‫وال يكون ممارسة الوعي لكبار السن ولكن لألجيال القادمة الن هناك ما يمنع‬ ‫تنفيذ المشروع التوعوي من جهات كثيرة منها دينية وسياسية واجتماعية‬ ‫ومؤسساتية وهناك فرض قيود بشكل صريح ألي نوع من التغير في ما يؤمن به‬ ‫العالم فهناك من يرفض حتى فكرة التلميح لتغير ما يؤمن به العالم بشكل جماعي‬ ‫بعيد عن تنوع األديان وإذ اردنا التغير يجب ان يكون التغير فردي في البداية‬ ‫واالبتعاد عن التعميم في طرح فكرة اإلصالح الجماعي الن المجتمع بما هو عليه‬ ‫اليوم يرفض أي فكرة تلوح بتغير الحال فالحل يكمن البدا بالذات وعطاء صورة‬ ‫مغايرة ألنسان على وجه األرض وانا اؤمن انك ستواجه عواصف نقدية الذعه‬ ‫لتغير م ا انت مقبل عليه ولكن اذا امتلكت االيمان سوف يكون طريق النجاح‬ ‫مستقيم امامك ومن هنا تكون الدعوة لأليمان بما تردد وتفعل ومن اهم شروط‬ ‫النجاح ان تعرف ماذا تريد وأكاد ان اجزم ان العالم بأسره ال يعرف ماذا يريد‬ ‫ولهذا السبب ترى صور الدمار والحروب والجوع والفقر كلها نتيجة التخبط وعدم‬ ‫االيمان بما يفعلون وسوف يفعلون واذا ما بقى العالم بهذه المعطيات فسوف‬ ‫تستمر االنهيارات عندها سوف تكون هناك صورة مأساوية لنهاية هذا العالم وفي‬ ‫نهاية ما بدأت سوف أقول (الن تكون هناك نهضة اذ ما بقية العالم بال ايمان) ‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫‪7‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫هذه مقالة كتبتها منذ اكثر من عشر سنوات ونشرتها في جريدة (فتى العراق )‬ ‫الموصلية واعدت نشرها في مدونتي ‪:‬مدونة الدكتور ابراهيم العالف يوم االربعاء‬ ‫االول من ايلول سنة ‪ 2010‬واطلع عليها االخ االستاذ يوسف ذنون وفرح بها وكان‬ ‫قد اهداني بعضا من آخر اصداراته كما سترون واليوم وقد توفي يوم الجمعة الثالث‬ ‫من تموز ‪ 2020‬وودت ان اعيد نشر هذا المقال في مجلتنا االلكترونية الثقافية‬ ‫الفنية ( زهرة البارون ) ‪...‬كتبت في مقالتي تلك اقول ‪ :‬لست من الذين يذهبون إلى‬ ‫أن الرواد والعلماء والمبدعين يذكرون بعد رحيلهم ‪،‬وإنما مع الذين يكرمون هؤالء‬ ‫في حياتهم‪.‬‬ ‫وكثيرا ما اشدد على ذلك وأقول ألصحابي إن مما يؤسف له أن الناس – وخاصة‬ ‫في بلدي العراق – تعرض عن النوابغ حال كونهم معاصرين لهم ومساكين لهم‬ ‫فإذا ماتوا تعرف حينئذ أقدارهم وتطلب آثارهم ‪.‬المبدع عندما يرى الناس في حياته‬ ‫وهي تذكره وتشيد بإنجا زاته ‪ ،‬يزداد رغبة في تقديم الجديد والمفيد ‪،‬ويشعر بان‬ ‫ثمة من يتابعه ويريد منه أن يقدم شيئا ‪.‬‬ ‫وحسنا فعل األستاذ فوزي سالم عفيفي عندما اصدر كتابه الرائع عن "أمير الخط‬ ‫العربي يوسف ذنون " في حلة قشيبة وإخراج جميل ‪.‬فعن الدار العربية للموسوعات‬ ‫صدر الكتاب وطبع‪ .‬فالكتاب –بحق –اليؤرخ لحياة األستاذ يوسف ذنون بقدر ما‬ ‫يؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل تطور حركة الخط العربي في العراق بصورة‬ ‫خاصة وفي البالد العربية واإلسالمية بصورة عامة ‪.‬‬ ‫يوسف ذنون من مواليد الموصل سنة ‪..1931‬مرب ‪ ،‬وخطاط ‪،‬وباحث‪ ،‬وكاتب‬ ‫اليشق له غبار‪ ..‬ساح وجال في م عظم الدول العربية وهو أالن في قطر ينجز‬ ‫مشاريع مهمة على صعيد إصدار طبعات أنيقة للقران الكريم‪ ،‬وكتاباته عل جدران‬ ‫مساجد العراق والوطن العربي أكثر من أن تحصى‪،‬وكلما دخلنا مسجدا أو جامعا‬ ‫طالعتنا في أواخر الخطوط تواقيعه "يوسف " برقة وجمال ‪.‬‬ ‫في الكتاب‪ ،‬ترجمة للفنان المبدع يوسف ذنون بقلمه ‪..‬انه يوسف ذنون عبد هللا‬ ‫ألنعيمي ‪..‬درس في الموصل وعمل معلما ومسؤوال عن الخط العربي في مركز‬ ‫النشاط المدرسي هناك‪.‬‬ ‫وعندما أحال نفسه على التقاعد في األول من تشرين الثاني – نوفمبر سنة ‪1981‬‬ ‫كان مشرفا تربويا اختصاصيا في شؤون الخط والتربية الفنية ‪ ،‬وبعد تقاعده تفرغ‬ ‫للخط واشتغل خبيرا للمخطوطات في العراق ‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫تتلمذ على يد الخطاط التركي الكبير حامد اآلمدي ونال اإلجازة منه وارتبط بعالقات‬ ‫طيبة مع خطاطين كبار منهم هاشم البغدادي ومحمد إبراهيم االسكندراني ومحمد‬ ‫حسني المصري‪ ،‬ومحمد بدوي الدبراني الدمشقي ‪،‬ونجم الدين اوقياي التركي وأبو‬ ‫بكر الساسي الليبي واحمد ضياء الدين المدني السعودي وعبد الحميد اسكندر‬ ‫الجزائري وغيرهم ‪.‬‬ ‫له خبرة جمة في اآلثار اإلسالمية والعمائر الدينية ويرجع إليه طلبة الدراسات العليا‬ ‫لالستشارة واالستفادة ‪.‬كما انه عالم في تحديد اتجاه القبلة ‪،‬وقد حاضر في جامعة‬ ‫الموصل وفي أقسام اآلثار واللغة العربية ‪.‬وله دراسات في المخطوطات ونشر‬ ‫دراسات وبحوث في التراث الموصلي والعربي واإلسالمي والعالمي‪ ،‬وشارك في‬ ‫تأسيس جمعيات للتراث العربي والخط العربي وترأس بعضها وخاصة في‬ ‫الموصل ‪.‬وقد أقام معرض كثيرة للخط في داخل العراق وخارجه ‪.‬‬ ‫كما أقام دورات تدريبية للطلبة في الخط على مدى ‪ 40‬عاما ‪.‬قد نال العيد من‬ ‫التقديرات والجوائز التكريمية ‪.‬‬ ‫له من األبناء والبنات ‪ 14‬كلهم ناجحون في حياتهم ومنهم من هو أستاذ في كلية‬ ‫الهندسة وهو الدكتور عمار ومنهم من هو ضابط في القوات المسلحة أو موظف‬ ‫في الحكومة ‪.‬ومن كتبه ‪" :‬دروس في التربية الفنية " و "مبادئ الزخرفة العربية‬ ‫" و "قواعد خط الرقعة " و " أصول تدريس الخط العربي والكتابة االعتيادية " ‪.‬‬ ‫وليوسف ذنون لوحات خطية جميلة التعد والتحصى‪ ،‬وكثير منها تزين أركانا‬ ‫جميلة في منزل أو قاعة عامة أو جامع أو كنيسة ‪.‬‬ ‫وديدنه الرئيس ‪ " :‬ان ينتشر الخط ويعرض ال أن يحبس ويمنع الناس منه " وفلسفته‬ ‫هي قول اإلمام علي عليه السالم ‪" :‬الخط الجميل يزيد الحق وضوحا " ‪ .‬كما انه‬ ‫يذهب إلى " ان الجملة المكتوبة هي التي تملي اختيار الخط المناسب " ‪.‬‬ ‫أليس من حقنا أن نسميه أمير الخط العربي ؟!‬ ‫رحم هللا اخي وصديقي االستاذ يوسف ذنون وجزاه خيرا على ماقدم ‪ .‬فما قدم‬ ‫ماكث في االرض نافع لإلنسان ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫‪10‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫الى من ينفخ في بوق الفتنة الطائفية‪.‬‬ ‫النزعة الدينية أعمق نزعة عند اإلنسان‪ ،‬بل فطرته األولى التي أنفطر عليها‪ .‬والذي‬ ‫يريد أن يضع لهذه الفطرة تاريخا ً معينا ً في مسيرة اإلنسان واهم‪ ،‬ألن الدين ال‬ ‫يرتبط بمرحلة ظهور تاريخية معينة‪.‬‬ ‫على مر تاريخ البشرية أرتبط اإلنسان باإلله‪ ،‬ومهما كان هذا األرتباط بسيطا ُ أخذ‬ ‫تصوراً ذاتيا ً أدى في نهاية األمر الى تنوع صورة الخالق‪ ،‬وهذا التصور نتج عنه‬ ‫التمذهب‪ ،‬وهذا التنوع في التمذهب يخضع الى أختالف في األجتهادات الفكرية‬ ‫وااليدلوجية‪ ،‬وهذه األختالفات كانت نتاجا ُ لثقافة معينة تبناها التنوع الطائفي للناس‪.‬‬ ‫إذاً التمذهب هو نتاج ثقافي شئنا أم أبينا وهو جزء من الدين‪ .‬ولكن خطورة األمر‬ ‫أن يكون النتاج الثقافي هذا‪ ،‬نتاج مذهبي‪ ،‬فيصبح المذهب هو الدين‪ ،‬بل الدين كله‪.‬‬ ‫فاذا أردنا أن نتمذهب في الدين‪ ،‬ينبغي أن ال نتدين في المذهب‪ .‬أن المذهب هو‬ ‫وسيلة تصل بنا الى الدين واألرتباط باهلل تعالى‪ ،‬فهو نتاج عقلي تشكل في مرحلة‬ ‫من مراحل تطور الوعي اإلنساني‪.‬‬ ‫أن المذهب يتمتع بديناميكية وقدرة على جذب األتباع له‪ ،‬خاصةً إذا كان يتمتع‬ ‫بأفكار عقلية واقعية‪ ،‬واألكثر من ذلك أن هذه األفكار تكون دائما تداعب مشاعر‬ ‫وعواطف المتلقي ‪ ،‬أضافة الى مايحيط بهذا المتلقي من أوضاع أجتماعية وفكرية‬ ‫وأقتصادية وغيرها‪ ،‬فتكون في هذه الحالة أدوات تولد عند اإلنسان حالة من‬ ‫األطمئنان الى هذا المذهب أو ذاك‪.‬‬ ‫أن المذهب شكل ركنا ً أساسيا ً في الوضع الديني واإلجتماعي للفرد‪ ،‬فنالحظ هناك‬ ‫تفاعل بين الجانبين‪ .‬ولكن الخطورة التي يشكلها التمذهب تكمن في النسيج‬ ‫األجتماعي للمجتمع‪ ،‬وهو أن األساس في التكوين الفكري لهذا المذهب أو ذلك‪،‬‬ ‫مرتبط بالتاريخ وحوادثه‪ ،‬والتقوقع حول هذه األحداث التاريخية واألختالف في‬ ‫الرؤية لهذه األحداث‪ ،‬وهذا األختالف يؤدي الى نشوء تباين حاد في التفسيرات‬ ‫والتأويالت لهذه الحوادث التأريخية فتنعكس تلقائيا ُ على واقع التمذهب‪،‬‬ ‫فيكون المذهب جزء من التاريخ‪ ،‬وليس التاريخ جزء من المذهب‪.‬‬ ‫أن واقعنا الراهن يشير وبكل وضوح الى التمسك بعصبية التأويالت التاريخية‬ ‫للحوادث المرتبطة أرتباطا ً وثيقا ً بتاريخ الدين األسالمي ويدعو هذا التباين أصحاب‬ ‫كل مذهب أن يتشبث بكل قوة بمذهبه‪ ،‬بدالً أن يكون المذهب نتاجا ً ثقافيا ً يتفاعل‬

‫‪11‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫تفاعالً إيجابيا ً في المنظومة اإلجتماعية والقيمية للمجتمع‪ ،‬ال تجره أوساط نخبوية‬ ‫دينية الى أن يثقف للمذهب بعصبية متطرفة مقيتة متأزمة ومتمسكة بمغالطات‬ ‫تاريخية أفرزتها الحوادث التاريخية والتي أنعكست سلبا ً على واقع المجتمع‬ ‫األسالمي‪ ،‬شكل فيه التاريخ حجر الزاوية للمذهب‪ ،‬فيخرج الدين عن روحه السمحة‬ ‫في فهم النص الديني‪ ،‬وسبب في هذا الخروج هو وجود المسحة السياسية التي‬ ‫أثرت بشكل سلبي على الجانب الروحي للمذهب‪.‬‬ ‫العراق ليس الب لد الوحيد في العالم الذي فيه تنوع ديني وأثني وقومي‪ ،‬بل هناك‬ ‫الكثير من المجتمعات اإلنسانية فيها الكثير من التنوع‪ ،‬هذه أوربا أمامنا شاخصة‬ ‫فيها الكثير من المذاهب الفكرية والفلسفية والدينية والسياسية ورغم ذلك تفاعلت‬ ‫أيجابيا ً مع هذا التنوع وأنتجت مجتمعات متطورة ومتقدمة في كافة الميادين‪ ،‬وكذلك‬ ‫الهند وامريكا وغيرها‪.‬‬ ‫أن المكونات العراقية أو التنوع العراقي‪ ،‬ليس نتاجا ً طارئاً‪ ،‬فهي مكونات أصيلة‬ ‫متجذرة في التاريخ العراقي الموغل في القدم‪ .‬فالمذهبية في العراق ليست وليدة‬ ‫الحاضر‪ ،‬بل هي موجودة منذ قرون مضت والطارئ الجديد في المجتمع العراقي‬ ‫هو األفكار الضالة التكفيرية المتطرفة التي ال تؤمن بتالقح األفكار والتعددية‬ ‫المذهبية‪.‬‬ ‫فنحن في العراق بأمس الحاجة الى التعايش السلمي والتفاعل المثمر والحوار البناء‬ ‫بعيداً عن التعصب األعمى الذي ال يجلب سوى الدمار والخراب‪ ،‬فينبغي مواجهة‬ ‫هذه األ فكار المنحرفة‪ ،‬من أجل أنقاذ مذاهب وأديان وقوميات العراق‪ ،‬وبناء مجتمع‬ ‫عراقي معافى من الصراعات الطائفية واالثنية‪.‬‬

‫‪12‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫رحلتي األولى في كتاب‬ ‫" دهاليز بال شموع "‬ ‫للكاتبة ‪ /‬خولة محمد فاضل‬ ‫مجدى مرعى‬ ‫مؤلف ومخرج مسرحي‬ ‫تعد قراءة األعمال اإلبداعية للكاتبة ‪ /‬خولة محمد فاضل رحالت غوص مثيرة‬ ‫في أعماق البحار الستجالب الدرر‪ ،‬والآل ِلئ ‪ ،‬والمرجان والمحار‪ ،‬واألصداف ‪،‬‬ ‫من نفيس المعاني‪ ،‬والصور‪ ،‬واألفكار‪ ،‬والسيما أيقونتها الرائعة " دهاليز بال‬ ‫شموع " والتي تستحق ‪ ،‬وبجدارة أن تكون نموذجا ً معماريا ً شيدته على أسس‬ ‫متينة من الرصانة ‪ ،‬وبلوغ الرساالت الموجهة ‪ ،‬لتتعمق في أعماق النفس البشرية‬ ‫‪ ،‬ولتضرب لنا أروع مثالً للقصة القصيرة ‪ ..‬كيف تكون ؟ وكيف تستحيل كل‬ ‫واحدة منها بحجم رواية‪.‬‬ ‫فما إن يشرع القارئ في قراءة الصفحة األولى من هذه األيقونة حتى يجد‬ ‫نفسه عند صفحتها األخيرة دون توقف وكأنه أمضى برهة خاطفة من الرؤى‪،‬‬ ‫واألحالم‪ ،‬وقراءة الواقع‪ ،‬فيعيد قراءتها مرات كثيرة وفى كل مرة يستكشف ما‬ ‫بها من بواطن األمور‪ ،‬ويظل القارئ هكذا في حالة نهم شديدة حتى يحفظ ‪ ،‬ويعي‬ ‫كل مفردات هذا السجل اإلبداعي الرائع ولنأخذ جميعا ً من " دهاليز بال شموع "‬ ‫كؤوس اإلبداع حتى نتجرع منها ‪ ،‬ونصبح ثملين ‪ ،‬و نتراقص على نغمات هذا‬ ‫العرس الدامي ‪ ،‬لنسلم إلى أحالم ‪ ،‬تزورنا بطيفها لتأخذنا مرة أخرى عوالم "‬ ‫دهاليز بال شموع "‪.‬‬ ‫ومع ترحالي عبر المحطات األولى لهذا الكتاب ‪ ،‬والذى تستوجب كل قصة فيه‬ ‫‪،‬التمهل ‪ ،‬والتأني ‪ ،‬والتوغل ‪ ،‬ثم استكمال ترحالي عبر محطات أخرى من تلك‬

‫‪13‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫القصص ‪ ،‬ليعقب ها ترحالي األخير الذى يصل بنا إلى المرفأ وإلى الشاطئ‪ ،‬لنأخذ‬ ‫من تجوالنا هذا ما يجعلنا نستقرئ حاضرنا بوعى وتفهم تام ‪ ،‬ولنأخذ من ماضينا‬ ‫دروسا ًوعبرا نستضيء بها في ظلمات الدروب المقبلة حتى نجتازها ‪،‬وهذا‬ ‫يقيني أن كابتنا قصدت ذلك‪.‬‬ ‫ففي محطات تجوالنا األولى نجد أن الكاتبة يسيطر عليها حس وطني محمالً‬ ‫بهموم الوطن‪ ،‬ترجمته في إهدائها الشعرى الذى يستدل منه على شعورها بالغربة‬ ‫‪ ،‬بأنها تحيا داخل الوطن وخارجه مطرودة من زمنها ‪ ،‬وتقيم في زمن آخر ال‬ ‫يستهويها ويمنحها هويتها المفترضة‪..‬‬ ‫ففي قصتها األولى" المارد األسود "وضعت مبررات قوية لبطلة قصتها " أمل‬ ‫" لعدم إحساسها باألمان لتواجدها في زمن اغتصاب الحرائر‪ ،‬وتكميم األفواه ‪،‬‬ ‫وزمن اإلرهاب بوجوهه القبيحة‪ ،‬وقلوبه المتحجرة كأنه قادم من زمن الجاهلية‬ ‫األولى وكانت المفردات مناسبة تماما ً لهذا الزمن " السبيةــ يباركنا الرب ــ‬ ‫غنيمة مباركة " وكم أنهم يستحلون الحرام ويجعلونه حالالً وكم كانت الكاتبة‬ ‫بارعة حينما صورت مقاومة "أمل" بمقاومة واستبسال "اللبؤة الجريحة " وفي‬ ‫ذلك داللة على قوة المقاومة وشراستها‪ ...‬وكانت صائبة حينما ذكرت أن هذه‬ ‫األطياف اإلرهابية ‪،‬توارت في الغابة عندما سمعت قدوم قوات اإلنقاذ ‪..‬ألن ما‬ ‫تفعله هو بالفعل منطق الغابة‪..‬‬ ‫وتنتقل الكاتبة لقصة أخرى " غدر الزمان " وما يعانيه بطل القصة من‬ ‫إحساسه بتحسره على ضياع شبابه ‪ ،‬ومن فقره المدقع ‪،‬وتمنيه الخالص وكيف أنه‬ ‫يهرم و يبدو بلحية كثة غبشة بها شعيرات بيضا ء ‪ ،‬فلم يعد تفلح الشهادات‬ ‫المتعددة في تغيير الواقع‪ ،‬وهى بذلك ترسم الشخصية بكل أبعادها النفسية‬ ‫واالجتماعية والمادية‪ ..‬وكم أبدعت الكاتبة في جمال الصورة " كطفل صغير‬ ‫يجمع عتمة الظالم وضوء الشمس في كفه ويعجنهما معا ً "وفساد الحياة‬ ‫المدنية‪ ..‬وما استتبع ذلك من فساد كل أوجه الحياة‪ ..‬وبالرغم من استعراضها لكل‬ ‫صور الفساد ‪ ،‬لم تصل إلى الحدث بل تذخره حتى ينفذ كل ما لديها من صور‬ ‫سقيمة عن الحياة وسلبياتها ‪ ،‬وجاءت به بالحدث األخير وهو اغتيال المعلم ابن‬ ‫الشيخ علي إمام المسجد وابن عمه الضيف أمام أعين البراءة والقتل هنا للمعلم‬ ‫ابن الشيخ وما يحمل ذلك من دالالت عميقة وثرية ومفتوحة على شتى القراءات‬ ‫والتأويالت الرمزية‪..‬‬

‫‪14‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫وانتقاال الى قصة أخرى "آخر الليل " راحت الكاتبة تستعرض أحوال الوطن‬ ‫·‬ ‫مرة أخرى وما آل إليه من فساد ‪،‬وكم أبدعت الكاتبة حينما صورت القابض على‬ ‫الوطن كأنه أخطبوط كلما قطعوا له إصبعا ظهرت له أخرى ‪ ،‬وراحت تطبق هذا‬ ‫التصوير بمنظور من الواقع حين سردت على لسان " هدى " بطلة قصتها ما‬ ‫قاله لها حبيبها " عمر " الذى مات غدراً عن قصة السجين الذى استولى على‬ ‫أمواله لص مقنع مسلح ومعه زبانيته‪ ،‬وأرغموه على التوقيع على عقود بيع ‪ ،‬وراح‬ ‫يبلغ األمن الذين تصوروه مجرد مخبول غير عاقل ‪،‬واكتشف أن المسؤول المشكو‬ ‫إليه هو نفسه اللص ــ تأكيداً على أن األخطبوط له ألف وجه‪..‬‬ ‫وانتقاالً لقصة " وهاد الليل "ومريم التي تسأل عن أبيها الذى لم تره إال في بعض‬ ‫الصور الباهتة ‪ ،‬وتعود الكاتبة لتؤكد مرة أخرى ‪،‬ومن وجهة نظر مريم أن‬ ‫الوطن استباحته العصابات وحولته الى وكر للدعارة السياسية والتهميش والكاتبة‬ ‫تقر من وجهة نظر " مريم " بوضع اجتماعي بالغ األهمية ‪ ،‬وهو أن مجتمعها‬ ‫مجتمع ذكوري ‪ ،‬يخضع ألعراف ومواريث اجتماعية مفسرة ذلك بعدم تقدم أحد‬ ‫لخطبة إحدى أخواتها ألنهن في بيت بال رجل‪ ..‬كانت كل هذه األمور تفترش‬ ‫الطرق للوصول للحدث ‪ ،‬وهو سفرها بحثا ً عن أبيها ‪ ،‬وبغتة وجدت كهالً قادها‬ ‫إلى قرية واصطحبها إلى طريق جبلي غير معبد ‪ ،‬وراحت ترسم في مخيلتها‬ ‫حرارة لقائها مع أبيها ‪ ،‬ولم تكن تعلم مصيرها حيث هجم هذا الرجل واغتصبها‬ ‫ومارس شذوذه عليها وولى هاربا ً وأفاقت على صوت رجال مسلحين يطلقون‬ ‫اللحى في زي أفغاني فأغمضت عينيها من هول الصدمة ومرارة الفاجعة التي‬ ‫ألمت بها مستسلمة لمصيرها‪ ..‬ونالحظ هنا تكرار صور الفساد وتعدد مصادر‬ ‫االرهاب‪..‬‬ ‫وانتقاالً لقصة " إعصار الشمس " راحت الكاتبة تصف حال البؤس لقرية‬ ‫·‬ ‫وأتت بمفردات تناسب هذه الحالة ـــ أكواخ القصدير البائسة ‪،‬أطفال عراة المياه‬ ‫الكدرة ‪،‬أوراق صفراء يابسة‪ ،‬تدب عليها الجرذان والضفادع ‪ ،‬ويعتلى أفقها‬ ‫البعوض والذباب ‪ ،‬وما أصاب سكانها من فاقة‪ ،‬ويأس ‪، ،‬و جهل ‪ ،‬وممارسة‬ ‫السحر‪ ،‬التهاب األلسنة بالقيل والقال ‪ ..‬ــ فكان بعد هذا الوصف ظهور شخصية‬ ‫"العرافة " أمر طبيعي ‪ ،‬وفى وسط هذا العالم الموجع تعيش " فاطمة " التي تنتظر‬ ‫" ابن الشم‬

‫‪15‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫فكرة الزواج‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا ياسين‬ ‫فكرة الزواج اعرض عنها كثير من جيل شباب التسعينيات بسبب الحصار‬ ‫االقتصادي ‪ ..‬الذي لم يكن الفرد قادرا فيه على التكفل بحياته وحده ومتطلباتها‪..‬‬ ‫فكيف الحال اذا تزوج وصار مسؤوال عن المرأة وربما بعد مدة عن اسرة ‪..‬‬ ‫والحصار قاس ‪..‬لم تكن الحياة حينها مناسبة لتلك الفكرة الهندية ‪..‬‬ ‫اليوم في ظرف كورونا العصيب‬ ‫هناك من اختار الزواج‬ ‫وهو حر في ذلك ‪..‬‬ ‫وال تعليق لدينا على قراره اال ‪:‬‬ ‫كللللللللللييييششششش‬

‫‪16‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫نظرية النعال‬ ‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫كنا جالسين عند احد االصدقاء ذات يوم ‪ ،‬وكنا مجموعة كبيرة تتجاوز التسعة‬ ‫اشخاص ‪ ،‬دخل علينا ابنه محضرا الشاي ‪ ،‬ولم يكن يعرف عددنا في غرفة‬ ‫الضيوف ‪ ،‬لكن الشاي كان على العدد فاستغربنا كيف علم بعددنا دون ان يدخل‬ ‫الى الغرفة ‪ ،‬وأثارنا الفضول فسألناه ‪ :‬كيف عرفت عددنا ؟ فقال ‪ :‬كانت نعاالتكم‬ ‫قدام باب الخطار فجيتو عديتوها وعرفت عددكم ‪.‬‬ ‫شكرا البن صديقي العزيز الكتشافه هذه النظرية الجديدة في علم الرياضيات ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫شعر‬

‫لوحات يوسف‬ ‫في رثاء الخطاط يوسف ذنون ومؤرخا سنة وفاته‬

‫خالد المشهداني‬ ‫يا اختنا مابال دمعك يقطر‬

‫حبا فروضك كل يوم يز ِهر‬

‫ام ان يوسف غائب ال يحضر‬

‫كم من ظالم دامس داهمته‬

‫اه عليك وفي فؤادي غصة‬

‫فغدا صباحا في ضياء يبهر‬

‫كيف الفؤاد على فراق يصبر‬

‫ياخادم الحدباء دون مقابل‬

‫يا يوسف الذنون كيف تركتنا‬

‫سطر‬ ‫ما ضاع صنعك فالمالك ي ِ‬

‫ام انه هذا الفراق مقدر‬

‫من يعمل المعروف يحصد اجره‬

‫علمتنا أن نلتقي بمحبة‬

‫وهللا يجزى المحسنين ويشكر‬

‫ويقول ك ٌّل رأيه ويعبر‬

‫هجر العزيز ديارنا تاريخه‬

‫فجمعتنا في روضة ووهبتنا‬

‫لوحات يوسف في البيان تنور‬

‫‪18‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫وخز الحروف‬ ‫رمزي الناصر‬ ‫جرح بمفترق الطريق أضاعه‬ ‫وحنين هذا العمر شد متاعه‬ ‫وأسى تبسم في رحاب وصاله‬

‫كتب المالمة عازما إرجاعه‬ ‫ومضى كأن غيابه مترنح‬ ‫للوهلة األولى أزاح قناعه‬ ‫قلب يصور وصفه في حرقة‬ ‫عبثا وكم يعلو يريد شراعه‬ ‫متحير في كل بعد صرخة‬ ‫تدمى فتدفن للثرى أوجاعه‬ ‫وخز الحروف فعاد لبس ردائها‬

‫وجعا إذا وجع يزف صراعه‬ ‫حب ينوح وآخر برجائه‬ ‫وبحبه الغافي أتم وداعه‬

‫‪19‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫كفنوك بالرزايا‬ ‫صورية حمدوش‬ ‫أال أيها القلب صبرا‬

‫رباه الح ْزن ْإر ٌ‬ ‫ث‬

‫لقد كفنوك بالرزايا‬

‫صتَنِي ب ِه بِد ْنيَايَا‬ ‫ص ْ‬ ‫َخ َ‬

‫وتناءى عن قلبك‬

‫أ ْم َ‬ ‫ع ْفتَه ِلقَ ْل ِبي‬ ‫ضا َ‬

‫نجمه بحضن سوايا‬

‫ب بَقَايَا‬ ‫ومازا َل بالجرا ِ‬

‫وهل للحياة طعم‬

‫ستَ ِقيم ِظله‬ ‫فَ َمتَى َي ْ‬

‫والحبيب فارق هوايا‬

‫األعوج ويرحم نجوايا‬

‫يأتيك كلما ضاق‬

‫فقد طالت حباله‬

‫صدره والفرح هدايا‬

‫واألمل قمر بسمايا‬

‫يحمله لمحرابها‬

‫متى تبزغ شمسه‬

‫ويرميني بسهام البغايا‬

‫واالنين يهجر فؤادي‬

‫الدهر دوما يومان‬

‫عرفتْ سوادَه عينايَا‬

‫‪20‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫آهاتنا الحالمة‬ ‫رزاق مسلم الدجيلي‬ ‫آها تنا الحالمة‬ ‫تفتش عن وطن‪....‬‬ ‫عن ذاكرة‪...‬‬

‫قتلتها أصابع الحقد السوداء‬ ‫أحالمنا الهائمة‪..‬‬ ‫تفتش عن سوسنة‪..‬‬ ‫اطل عليها بعد طول عناء‬ ‫اي شيء ياخذني إليك‪،‬‬ ‫ياوطن الكبرياء‬ ‫تحدثني عنك مواويل الحزن‪..‬‬ ‫والزمن الدامي في الطرقات‪،‬‬

‫وبقايا االصدقاء‬ ‫آه عليك أيها المقتول بال ذنب‬ ‫بال جريرة ‪،‬‬

‫بال خطيئة‪،‬‬ ‫ياوطن الشهداء‬

‫‪21‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫نصوص نثرية‬

‫رسالة إلى اإلنسان‬ ‫فقط اإلنسان‬ ‫سامية البحري‬ ‫"وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم"‬ ‫ال تخجل من خطاياك‬ ‫وال تبح بها ألحد‪. .‬‬ ‫فكل المخلوقات تصبح مالئكة عندما تقف على خطايا غيرها‬ ‫وأكبر فاسق يصبح إماما نقيا طاهرا عندما يقبض على ضحية ضاقت بها الحياة‪..‬‬ ‫تلك الخطايا بوابتك إلى مدن الفردوس‬ ‫عندما تشعر بأنك تستحم في مستنقع الخطيئة ‪..‬تنشف بنور يسكن في داخلك‬ ‫‪..‬فتش عنه ثمة ثقب واحد يؤدي إليه‬ ‫ذاك الثقب يسكن في األذينة اليسرى للقلب‬ ‫هناك ستجد هللا ينتظرك‬ ‫أخبره عن كل خطاياك ‪..‬في صالة حارة ‪..‬شديدة‪ ..‬معطرة بالدمع الخالص‪..‬‬ ‫أخبره بكل تفاصيلك‪..‬‬ ‫ال تخش أبداا‬

‫‪22‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫هللا يحب الخطائين المدركين المعترفين‬ ‫هللا يفرح بهم كما تفرح العصافير بالعودة إلى أوكارها سالمة بعد مطاردة من‬ ‫صياد لعين‬ ‫هللا ال يحب أوالئك الذين يدعون ربهم وفي قلوبهم غلة وحقد وحسد‬ ‫هللا ال يدخل أوالئك األوغاد إلى رحمته ألنه يعلم ما يبطنون‬ ‫يعلم أنهم ينافقون هللا ‪ ..‬وكل من حولهم‪ .. .‬الخطيئة وجدت لقياس درجة اإلنسانية‬ ‫عندك إذا وقعت فأعلنت التوبة فأنت إنسان وإذا وقعت فأعلنت الغرق فأنت‬ ‫شيطان وإذا لم تقع أبدا ‪..‬فلست مالكا ‪..‬ولن تكون اله ‪...‬وما كنت اله ‪..‬فقط انت‬ ‫كاذب ‪..‬كاذب على نفسك وواهم ال يوجد من ال يخطئ وجل من ال يخطئ‬ ‫‪..‬سبحانه وتعالى وحده هللا يمتلك صفة الكمال فهل تتدعيها انت أيها الناقص‬ ‫إدراكا ومعرفة وإنسانية وأخالقا‪ ..‬وحسا وإيمانا‪.. .‬ناقص حد البتر ‪ ......‬ناقص‬ ‫أنت ‪ ..‬أيها‪....‬أيها الموبوء ‪!!......‬‬ ‫إن أعظم الناس خطايا يوم لقاء ربك‪ ،‬أكثرهم خوضا في الباطل ‪..‬‬ ‫وكم خضت في األباطيل واألراجيف حتى شربت فثملت‪.‬‬ ‫ولو رأيتني بعدد حبات الرمل خطايا‪،‬سيلقاني ربي بعددها مغفرة ‪...‬‬ ‫فخذ صكوك غفرانك‪ ،‬ودعني أكون إنسانا ‪..‬‬ ‫دعني أغرق في خطايا الحرف ‪..‬فتلك تهمتي‪..‬وخطيئتي‬ ‫عشق الحرف المقدس‪ ،‬المتمرد والحكمة‪ ...‬الفلسفة التي تشعل العقل نورا ‪...‬‬ ‫ومراودة األطفال في الساحات والشوارع وتحت الشمس والمطر‪.....‬وبين‬ ‫القراطيس وتحت لواء القلم ‪..‬‬ ‫والركض معهم ألعلمهم حب الحكمة وممارسة الجنون ‪!!........‬‬

‫‪23‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫عالم المرأة‬

‫كلمات راقت لي‬ ‫زهرة محمد‬ ‫ال شيء يدعو لألَسف ال شيء يدعو‬ ‫للبكاء‪ ،‬إنطلق‪ ،‬تكلم‪ ،‬ال تخف ما دمت‬ ‫تحلم بالبقاء‪ ،‬غير حياتك واعترف أن‬ ‫اإلرادة كبرياء‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫أزياء‬

‫‪25‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬ ‫‪26‬‬


‫حوار‬

‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫‪27‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫ال يوجد صراع بين األجيال ناضلوا من أجل أحالمكم‬ ‫في إطار الحلم الجميل الذي أسعى إلى تحقيقه أنا األديبة والصحافية صورية‬ ‫حمدوش من خالل تأسيسي للمنبر االلكتروني الثريا صرح ثقافي وأدبي خاصة‬ ‫مد جسور التواصل بين المبدعين العرب‬ ‫ضيفتنا اليوم األديبة الجزائرية نوال سلماني من مدينة المدية من الوسط الجزائري‬ ‫امرأة فوالذية تمردت على واقعها المحافظ بالقلم فكسرت حواجز الصمت‬ ‫والتهميش بقلمها الماسي الذي تمده بحبر من خلجات روحها الشفيفة والطموحة إلى‬ ‫أبعد الحدود ‪.‬‬ ‫ورقة مقتضبة من سيرتها الذاتية ‪:‬‬ ‫االسم الكامل ‪ :‬نوال سلماني‬‫البلد‪ :‬الجزائر‪.‬‬‫كاتبة وشاعرة جزائرية‬‫هي من مواليد‪1989/01/13:‬‬ ‫أنهت دراستها ‪،‬و عملت كمشرفة تربوية في الثانوية ‪.‬‬ ‫ درست "كتابة السيناريو" فرع الصحافة وتحصلت على دبلوم فيه ‪.‬‬‫ درست اإلعالم اآللي فرع تقني سامي‪.‬‬‫ولها إلى جانب الكاتبة في الرواية والشعر اهتمامات تربوية بعالم الكتابة للطفل‬ ‫‪ ،‬تتفرغ حاليا للكتابة إلى جانب عملها ‪.‬‬ ‫نتاجها األدبي ‪:‬‬ ‫ "أحببت ملكا " صادرة عن دار "ببلومانيا" للنشر والتوزيع_مصر‪2018‬‬‫كتاب رسالة إلى فلذات أكبادنا ‪ ،‬صدرت عن دار السكرية _مصر ‪2019‬‬ ‫ رواية الوداع األخير صدرت عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع _مصر ‪2019‬‬‫مخطوطات بانتظار الطبع ‪:‬‬‫‪ -‬رواية صعيدي من نوع خاص‬

‫‪28‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫ سيدة الظالم "بجزئين"‬‫ ساندي وقصر الذهب‬‫مجموعة قصصية لألطفال‬ ‫ كتاب االيمان باهلل‬‫ كتاب فن الكتابة واإلخراج‬‫ كتاب الحياة الزوجية‬‫ مجموعة الخواطر ‪ /‬حب وراء الحدود‬‫ عضوة االتحاد الدولي لألدباء والشعراء العرب _‪USA‬مصر‬‫شاركت في ثالث كتب مجمعة‬ ‫أقوال مأثورة لـ ‪1000‬أديب الجزء ‪ 2‬صدر عن دار ببلومانيا مصر‬ ‫وكتاب الجنائن المعلقة بمشاركة أكثر من ‪250‬أديب‪/‬ة ‪ ،‬وشاعر‪/‬ة عن دار أمارجي‬ ‫السومرية بالعراق ‪..‬تحت اشراف الدكتورة زينب السوداني ‪.‬‬ ‫ كتاب موسوعة األدباء العرب تحت اشراف الدكتور إيهاب البعبولي رئيس‬‫اإلتحاد الدولي لألدباء والشعراء العرب‬ ‫ كتاب ديوان العرب تشرف عليه الدكتورة شهالء الكاظمي في العراق‬‫ تكتب في جريدة الرأي المصرية الدولية‬‫جريدة العبور نيوز المصرية‬‫جريدة الدستور العراقية‬‫جريدة المنعطف المغربية‬‫ أهال وسهال بك أديبتنا نوال سلماني‬‫ لنبتدأ رحلتنا والغوص في شخصية أديبتنا نوال سلماني متى بدأت حكايتك مع‬‫الحرف وكيف تعاملت مع؟‬ ‫ نوال سلماني منذ أن كان عمري ‪13‬سنة وأنا مناضلة في سبيل إسعاد نفسي‬‫وتحقيق غايتي بال سند وال عون ‪ ،‬وبفضل هللا وصلت بعد مشوار طويل ‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫ أديبتنا نوال سلماني تغزلين حروفك بكل األلوان األدبية فأيها األقرب إلى قلبك‬‫ولماذا؟‬ ‫ نوال سلماني األقرب إلى قلبي هي الرواية بصفة عامة ثم أدب الطفل ‪ ،‬ثم‬‫المسرح والسيناريو ‪.‬‬ ‫ ما هي منطلقاتك الفكرية في رسم الشخصية القصصية عندك؟‬‫ نوال سلماني أحاول أن أخلق شخصية واقعية وليست نمط الشخصيات البسيطة‬‫ذات الوجه الواحد‬ ‫ألن الشخصية هي الوسيلة الوحيدة التي أوصل بيها رسائلي الي القارئ ولكن بشكل‬ ‫غير مباشر‬ ‫ هل الطابع الثقافي الذي تمتاز به والية المدية منذ عقود له أثر بكتاباتك ؟‬‫ نوال سلماني ال ابدا أنا ال أسير وراء سلك أحد ولم أقرأ ألحد من واليتي ممن‬‫سبقوني في األعمال ألنني لحد اآلن لم أتواصل معهم ولم ألتقيهم ‪ ،‬ولكن ان حدث‬ ‫ذلك ساقرأ لهم بكل سرور ‪ ،‬أما بخصوص الطابع الثقافي لقد أخذت معظمها من‬ ‫الطابع الغربي ألنني أحب األدب العالمي ‪.‬‬ ‫ تعشقين المسرح ولك سيناريوهات مكتوبة مالفرق بين الرواية والكتابة المسرحية‬‫ومن منبر الثريا لك أن تقدمي دعوة للمهتمين بالتواصل معك الخراجها للواقع ‪.‬‬ ‫ نوال سلماني تواصلت مع المخرج جعفر قاسم عبر الهاتف ‪ ،‬ولكن أود مستقبال‬‫انتاجها لوحدي من مالي الخاص ألن إنتاجها من طرف جهات أخرى سيشوه الفكرة‬ ‫والصورة المثلى لمخيلتي ‪ ،‬ال يوجد فرق بين الكتابة المسرحية والرواية كثيرا‬ ‫فكالهما يحتاج لخيال جامح ‪.‬‬ ‫ الحظت أن مع معظم نشاطك ومنشوراتك خارج الوطن‪ ،‬ما هي األسباب يا ترى‬‫‪ ،‬بصفتك كاتبة من جيل الشباب هل ترين أن هناك صراعا حقيقيا بين جيلكم و‬ ‫الرعيل األول من األدباء ‪ ،‬وفيما يتجلى هذا الصراع؟‬ ‫ نوال سلماني منذ زمن عرضت عملي على دارين نشر في الجزائر ورفضوا‬‫دعمي وتشجي عي لذلك توجهت للمشرق أي خارج الجزائر أين قوبلت كل أعمالي‬ ‫بالترحيب والثناء والدعم ‪ ،‬سأكون صادقة معك لو وجدت الدعم في بالدي لما‬ ‫كانت أولى إهتماماتي هي الخارج ‪ ،‬بالنسبة لي ال يوجد صراع بين جيلنا وجيل‬

‫‪30‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫األدباء الكبار ‪ ،‬عمالقة األدب بوركت خطواتهم وجهودهم ‪ ،‬ونحن نحاول الرتقاء‬ ‫سلم النجاح و احتالل الصدارة بفكرنا بالمنافسة الشريفة وليس الصراع ألننا نريد‬ ‫التميز فقط ‪.‬‬ ‫ أديبتنا أترين أن هناك فروق بين الرواية الجزائرية و نظيراتها في البالد‬‫العربية؟ أم هي امتداد للرواية العربية عموما؟‬ ‫ نوال سلماني ال أرى فيها فرق كالهما يحمل نفس األلم واألحداث والحرمان‬‫والظلم ‪ ،‬الكتاب في كل الوطن العربي يعكسون أوجاع مجتمعاتهم في العموم ‪- .‬‬ ‫أطلق عليك صديق "أنثى رحالة الحرف" جلت شمال السمراء ومنها شرق آسيا‬ ‫وهل سنرى حرفك في العجوز الغربية ؟‬ ‫نوال سلماني ان كنت تقصدين ترجمة أعمالي ونشرها في الغرب ان شاء هللا‬‫سيحدث بإذنه ‪,‬وان قصدت دخول أعمالي باللغة العربية نعم دخلت لعدة دول غربية‬ ‫ بين الرومانسية في أحببت ملكا و االرشاد والنصح في فلذات أكبادنا ومعالجتك‬‫لقضايا اجتماعية في الوداع األخير فأيهما كان األقرب إلى شخص األديبة وأي‬ ‫كتبك كان أقرب للقارئ؟‬ ‫ نوال سلماني الرواية األولى هي أقرب عمل لي ألنها تحمل مني الكثير ‪،‬‬‫طموحات كانت تراودني ‪.‬‬ ‫ هل سنرى سيرتك الذاتية كرواية قريبا أم أنك ال تحبين الخوض في حياتك‬‫الخاصة ؟‬ ‫ نوال سلماني بعد الخمسين ان شاء هللا حتى تكون ثرية أكثر ‪.‬‬‫ متى نرى رواياتك في الجزائر؟‬‫ نوال سلماني هي موجودة فقط بسبب كورونا لم أستلم نسخي ‪ ،‬موجودين حاليا‬‫بمكتبة في المدية‪.‬‬ ‫أديبتنا هل سنرى مستقبال احدى روايتك مجسدة كعمل درامي مثال ؟‬ ‫ نوال سلماني فيه مساعي لذلك دعواتكم بالتوفيق‬‫‪-‬هل ثمنت جهودك بدراسات نقدية وما هي العصارة ؟‬

‫‪31‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫ نوال سلماني حاليا النقاد يثنون على أسلوبي في الكتابة ويصفونه باألسلوب‬‫الحديث الذي كسر تابوهات النمط القديم وآمل أن اتمكن من خلق أسلوب حداثي‬ ‫يليق بهذا الجيل الذي سيترك بصمة في األدب مختلفة بإذن هللا ‪.‬‬ ‫ أديبتنا هل الرواية عندك لها رسم هيكلي مسبقا أم أنك تمسكين بالخيط األول‬‫وتتبعين احساسك إلى آخر شهقة الحرف؟‬ ‫نوال سلماني لها أوال تخطيط ‪ ،‬دراسة ‪ ،‬وبعدها تنفيذ ‪ ،‬وأهم شيء أتبعه هو تسلسل‬ ‫زمني لألحداث المتخيلة ‪ ،‬لكي ينجز العمل بدقة وحرفية‪.‬‬ ‫ أديبتنا الحظت ولوجك أيضا أدب الطفل هل أنت من تصممين مشاهد وصور‬‫رواياتك وهل ترينه أصعب كتابة كما يقول الجميع؟‬ ‫ فعال هي أصعب بالنسبة لتجربتي مع الرواية ‪ ،‬ألنها موجهة لعقول صغيرة‬‫تحفظ كل ما يقرأ وتقلده ‪ ،‬فلذلك وجب علينا نقل رسائل تربوية إيجابية لهم‪.‬‬ ‫ هل رسالة إلى فلذات أكبادنا هي من أوحت لك بالكتابة للطفل أم العكس أم‬‫كتابتك للطفل ارتقت بك إلى النصح واإلرشاد؟‬ ‫ نوال سلماني هي نصائح موجهة ‪ ،‬لآلباء واألمهات أوال ‪ ،‬ثم لألبناء ‪ ،‬وهي‬‫بدأت بخاطرة نثرية أتوجه فيها إلبني وابنتي مستقبال بعدد من النصائح ثم توسعت‬ ‫الفكرة لتصبح في كتاب بفضل هللا‪.‬‬ ‫ أديبتنا هل الدراسات النقدية لألعمال األدبية تساعد على االنتشار وتزيد من‬‫الثقة أم أن واثق الخطى اليهمه ان لم تعنى أعماله بقراءة نقدية ونحن نعيش‬ ‫انفصال أو تباعد بين الكاتب والناقد إال من رحم ربي ؟‬ ‫ نوال سلماني النقد يفيد جدا عمل الكاتب ‪ ،‬فهو يمحصه من كل جوانبه ‪ ،‬ويخرج‬‫منه الجيد والرديء ‪ ،‬فالبد من دراسات نقدية تزيد من ثقة الكاتب بعمله ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يجعله يخرج العمل القادم بصورة أفضل من االولى ‪ ،‬ويتفادى نقاط الضعف التي‬ ‫تبرزها له الدراسة النقدية ‪.‬‬ ‫أديبتنا كيف حالك مع الحجر الصحي ‪ ،‬هل أثر عليك سلبا او إيجابا؟‬ ‫ نوال سلماني الحجر الصحي ال يؤثر على قلمي الذي هو رفيقي المخلص وهو‬‫زادي في الشدائد‪.‬‬

‫‪32‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫ أديبتنا كلمة لقرائك وهل لنا السبق منك بأخبار جديدك القادم؟‬‫ نوال سلماني اعتز بوجودهم بقربي لوالهم ولوال تشجيعهم لما وصلت لهذه‬‫النقطة ‪ ،‬لذلك أعدهم بالجديد والتنويع في كل أعمالي ‪.‬‬ ‫ أديبتنا هكذا اللحظات الجميلة تسارعنا وتسبقنا لخط الوصول وتتجاوزه قبلنا‬‫لتصبح ذكرى أديبتنا لك حرية الكلمة في ختم الحوار نصيحة للكتاب أو رؤية‬ ‫لواقعنا أو نظرة مستقبلية بعين أديبة؟‬ ‫ نوال سلماني في ختام هذا الحوار العطر أتوجه بالشكر للرائعة صديقتي الوفية‬‫والحبيبة صورية حمدوش التي أسعدتني بهذه اإلطاللة البهية ‪ ،‬والتي جمعتني بكم‬ ‫في هذه السهرة الجميلة ‪ ،‬اتمنى أني أنرت الثريا بحضوري وكنت خفيفة الضل‬ ‫عليكم ‪،‬‬ ‫نصيحة أوجهها لكل الطموحين ‪ ،‬ناضلوا من أجل أحالمكم واجتهدوا إلسعاد أنفسكم‬ ‫‪ ،‬وعلى هللا التوفيق‬

‫‪33‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫أقالم شابة‬

‫سجن‬ ‫زبيدة الدبوني‬ ‫العراق ‪ /‬الموصل‬ ‫فَ ِكر ألف مرة‬

‫فَ ِكر ‪..‬‬

‫قبل أن تخطو نحو الجحيم‬

‫قبل أن تخذلك أنت‬

‫فكر قبل أن تبتلع طعمك‬

‫فكر ‪ ..‬ألف عام‬

‫وتتجرع سمك الالذع‬

‫وأقطع ألف ميل ‪..‬‬

‫وتسجن في أشد السجون‬ ‫تعذيبا ً‬

‫قبل أن تقع في فخك‬ ‫فأنت لست هنا ‪..‬‬

‫وأكثرها قسوة‪..‬‬

‫وال حتى هناك‪ ..‬في الوراء‬

‫سجن التستطيع الهروب‬ ‫منه‪..‬‬

‫ألنك مسجون في أعتم‬ ‫السجون‬

‫وال حتى العودة حيث بدأت‪..‬‬

‫هو "سجن قرارك"‬

‫‪34‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫مسك الختام‬ ‫كن عراقيآ‬ ‫او ال تكون‬ ‫قاسم الغراوي‬ ‫اتظل عالقات ابناء البلد الواحد مرهونة باالحداث والتواريخ وقد مر عليها اكثر‬ ‫من‪ 1400‬عام ؟‬ ‫اتبقى عقدة تغيراتنا تجاه االحداث مرتبطة بالسلطة المشؤومة والتي اسيء‬ ‫استخدامها منذ اكثر من‪100‬عام ؟‬ ‫ايظل التوتر والكراهية والحقد واالنتقام مرتبط الجل الطائفة على الحق والباطل؟‬ ‫ايبقى منظر الحرائق والموت بكل الوسائل عنوانا لعراقنا ونحن نتفرج الحيلة لنا‬ ‫ونستسلم القدار يصنعها لنا القتلة واالرهابيون؟‬ ‫هل يفتخر البعض بعقيدته وافكاره وثقافته دون احترام االخر ولماذا تغيرت مواقفنا‬ ‫وافكارنا بزاوية حادة وامسينا نفتي بما تمليه علينا رغباتنا وشهواتنا ال بمايؤمرنا‬ ‫به الدين من التسامح والمحبه والتعاون على البر والتقوى؟‬

‫‪35‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬ ‫هذا اسالمي وهذا علماني وهذا قومي وهذا وطني وهذا مستقل وهذا شيوعي وهذا‬ ‫وهذا لماذا نؤمن بهذه التسميات وندافع عن هذه االفكار وننسى عنوانا بارزا‬ ‫يجمعنا( انا عراقي وافتخر) والترضى باي افكار تدمر اوتستبيح اوتقسم او تفسد‬ ‫في ارض العراق‪.‬‬ ‫فمن هو العراقي؟‬ ‫العراقي هو من يتغنى ويضحي ويحب ويؤمن بالعراق ويموت الجل العراق ويحب‬ ‫ابناء جلدته في هذا الوطن ‪ ،‬فالوطن يتسع للجميع وقدرنا ان نحيا جنبا الى جنب‬ ‫في هذا البلد‪.‬‬ ‫نريد بلدأ آمنا وشعبآ مسالما مع نفسه ‪ ،‬لننسى ونبحث عن مفاهيم اخرى ترسم لنا‬ ‫السالم والمودة والوئام ونتجاوز اسوار الخوف والتوجس خيفة من الطرف االخر‬ ‫ولنحمل معنا قيم الدين واالنسانية التي تدعوا الى ذلك‪.‬‬ ‫لنحيا بسالم ولنعمر الوطن بوئام ‪ ،‬واما القتله والمجرمين ومن افسدوا وسرقوا‬ ‫ودمروا البد ان ينالوا جزائهم العادل ايآ كان ومن اية ملة كان‪.‬‬ ‫نريد وطنآ مستقال يحكمه الشرفاء‪ ،‬وطنآ حرا ال تابعا وال محتآل‪ ،‬نريد عراقآ ناهضآ‬ ‫قويآ يحافظ على أمنه واستقراره بابناءه‪.‬‬ ‫اخاطب من يحمل عنوانا (انا عراقي) ويتجرد عن كل شيء اال دينه ووطنه‪.‬‬ ‫احبوا بعضكم تعمر اوطانكم ‪ ،‬ايها العراقيون كونوا او التكونوا ‪.‬‬

‫‪36‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫‪37‬‬


‫رحمه هللا الخطاط يوسف ذنون مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫مجلة زهرة البارون عدد ‪169‬‬

‫‪38‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.