مجلة زهرة البارون العدد 175

Page 1

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني ‪ /‬السنة الرابعة‬

‫‪1‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫البارون األخير‬ ‫محمود صالح الدين‬

‫سكرتير التحرير‬

‫للنشر االلكتروني‬ ‫الموصل‬

‫زهرة محمد‬ ‫الجزائر‬

‫الهيئة االستشارية للمجلة‬ ‫د‪ .‬احمد جارهللا‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫نرجس عمران‬

‫د‪ .‬عبد الستار البدراني‬

‫د‪ .‬فارس تركي‬

‫قاسم الغراوي‬

‫ماجد حامد الحسيني‬

‫شيماء الجاف‬

‫د‪ .‬وليد الزبيدي‬

‫الصحفيون العاملون‬ ‫احمد عيسى ‪ /‬مصر‬

‫مجلة زهرة البارون مجلة مستقلة فكريا‬ ‫وسياسيا تنأى بنفسها عن الدخول في‬ ‫معترك الصراع السياسي واالنحياز لهذا‬ ‫الطرف او ذاك من أطراف العملية‬ ‫السياسية في العراق والعالم واآلراء‬ ‫الواردة في بعض المقاالت المنشورة في‬ ‫المجلة من قبل بعض الكتاب تمثل رأيهم‬ ‫الشخصي وال تعبر عن توجه ادارة‬ ‫المجلة القائمة على استقاللية الفكر‬ ‫واحترام حرية التعبير وترفض رفضا‬ ‫قاطعا استخدام صفحاتها للترويج لزيد او‬ ‫عمرو او تسقيط فالن او عالن من‬ ‫الشخوص والتيارات والحكومات‬ ‫لذا اقتضى التنويه‬

‫أسامة البدري ‪ /‬العراق‬ ‫رسل الساعدي ‪ /‬العراق‬

‫‪2‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫مقال افتتاحي ‪5....................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫تجليات الثقافة االجتماعية ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪7.........................‬‬ ‫حكاية األسبوع ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪12........................................‬‬ ‫شعرية االسى ‪ /‬كمال عبد الرحمن ‪15...........................................‬‬ ‫فيسبوك في كل زواية حياتنا ‪ /‬عمر الصالح ‪19................................‬‬ ‫األرض والعروبة في شعر بدوي الجبل ‪ /‬حمزة شباب ‪23.....................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫التعليم عن بعد ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪27...........................................‬‬

‫شعر‬ ‫لمن التشكي ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪28.................................................‬‬ ‫الى األرض ‪ /‬محمد مجدوب ‪30..................................................‬‬ ‫تاج التيجان ‪ /‬نرجس عمران ‪32................................................‬‬ ‫ميالف تميد وحيدة ‪ /‬ميرا رجيمي ‪34...........................................‬‬ ‫ماذا أقول ‪ /‬صورية حمدوش ‪35................................................‬‬

‫‪3‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫وقدرة التكوين ‪ /‬حنين شوقي ‪36................................................‬‬

‫نصوص نثرية‬ ‫بوليفينية متعدة األصوات ‪ /‬فرقد السعد ‪37.....................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪38...............................................‬‬

‫حوار‬ ‫الشاعرة نجوي النوي ‪ /‬صورية حمدوش ‪41..................................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫كلمات ‪ /‬براء حسين طراد ‪45...................................................‬‬ ‫انت االروع ‪ /‬محمد صديق الحكمي ‪46.........................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫االمارات تختصر الطريق نحو إسرائيل ‪ /‬قاسم الغراوي ‪47...................‬‬

‫‪4‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫مقال افتتاحي‬

‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫الفلسطيني لهذا الحد وما ارتكبه‬ ‫الساسة العرب هو اقتصار القضية‬ ‫على االيطار العربي وعدم تعميمها‬ ‫على العالم اإلسالمية ونقل القضية الى‬ ‫الفضاء القومية والصراعات بينهم‬ ‫وهذا ما ساهم بشكل مباشر في انعاش‬ ‫الفكر الصهيوني والغريب ان من‬ ‫ساهم في وصولنا الى هذا اليوم فكانت‬ ‫اآلراء بين مؤيد ورافض وكل منهم‬ ‫ساهم في هذا وقد اليعجب البعض هذه‬ ‫الكلمات فمن رفض التطبيع هم من‬ ‫ساهم في عملية االستنزاف للشعب‬ ‫الفلسطيني ومن ضمنها العمليات‬ ‫االنتحارية وقضية االنتقام على هذا‬ ‫العمل من ضمنها هدم البيوت وابعاد‬

‫ما فعلته االمارات العربية اليوم ليس‬ ‫جريمة برأي وهذا ليس دفاع عن احد‬ ‫انما هي قضية اقفال الطرق امامنا‬ ‫والتطبيع قضية قديمة جديدة وقد يسال‬ ‫احدكم ما شأننا نحن بما حدث وسوف‬ ‫يحدث وهنا سوف تكون روايات عن‬ ‫السادات وكيف تخلى عنه العرب‬ ‫والمسلمون في المعركة وبعد انتهاء‬ ‫الحرب وكلمته المشهورة (سوف‬ ‫اذهب الى الشيطان للتفاوض) وقبل‬ ‫هذا كان طرح فكرة إقامة دولتين على‬ ‫لسان القائد الحبيب أبو ارقيبة عندها‬ ‫سخر منه القادة العرب والمسلمون‬ ‫ولو رضى الجميع بهذا االقتراح لم‬ ‫تشرد احد وما استنزف الشعب‬

‫‪5‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫أي لو نظرت للمشرق رأيت ان‬ ‫القومية كانت هي الصورة األبرز‬ ‫والسبب في هذا ان المحتل في المشرق‬ ‫يشاركنا الدين فكان من المفروض ان‬ ‫نبحث عن سبب او شماعه لتبويب‬ ‫احداث االستقالل اما عن الغرب‬ ‫العربي كان هناك االختالف بالدين‬ ‫ومن هذا كان مبدأ لكل فعل ردت فعل‬ ‫اخر فعند فشل القومية برز ما يسمى‬ ‫اإلسالم السياسي في المشرق العربي‬ ‫اما عن الغرب العرب فكان هناك‬ ‫حركات قومية ظهرت ضد الحركات‬ ‫اإلسالمية ومنها قضية االمازيغ في‬ ‫الجزائر وقد ينكر البعض هذا ولكنها‬ ‫الحقيقة وقضية الصحراء الغربية‬ ‫وغيرها الكثير في بلدان المغرب‬ ‫العربي وبعد ما ذكرت من صور‬ ‫الصراعات العربية واإلسالمية وأكثر‬ ‫تلك الصراعات هي عبثية ال اهداف‬ ‫عامة لها ولو زعم بعضهم بعض‬ ‫األهداف منها نصرة هللا ومنهم توحيد‬ ‫القومية في بلد واحد وكل هذه أكاذيب‬ ‫وقد تكون اضغاث أحالم وبعد كل تلك‬ ‫الصور فقد ساهم الجميع في قتل‬ ‫القضية الفلسطينية وفي نهاية ما بدأت‬ ‫أقول (رحم هللا القضية الفلسطينية)‬

‫االفراد وتشريد المئات منهم دون وجه‬ ‫حق سوى ان بعض الجهات الداعمة‬ ‫لتلك العمليات بثت فيهم روح الحماس‬ ‫للقيام بهذه االعمال دون النظر‬ ‫للعواقب ومن تلك الصور قادة‬ ‫اعتبرهم اغباء السياسة وهم يمتلكون‬ ‫صفة االزعر او الشقي أي الذي لديه‬ ‫في القوة حل لجميع المشكل وال‬ ‫استغرب في هذا فهم من تولى زمام‬ ‫السلطة في انقالب او تصفية رفاق‬ ‫االنقالب ولم نخرج في هذا بعد من‬ ‫احدث القرن الماضي وهؤالء هم من‬ ‫أسس قواعد يومنا هذا وما نرى من‬ ‫احداث فوضى والعالم العربي أجمع‬ ‫يعاني اليوم من تلك الممارسات الشاذة‬ ‫وكانت هناك نتيجة كارثية لكل تلك‬ ‫االحداث وهو ما يعرف اليوم‬ ‫(باإلسالم السياسي) وهو من اكبر‬ ‫المجرمين الذين خطط ونفذ عملية‬ ‫القتل ‪.‬‬ ‫وقد يسال احدكم ما عالقة القومية‬ ‫باإلسالم السياسي؟‬ ‫وسوف اجيب عن هذا ولو رجعت‬ ‫بالزمن الى الوراء حتى بدايات القرن‬ ‫الماضي ونظر للحركات المناهضة‬ ‫لالستعمار في تلك الحقبة لرأيت ان‬ ‫هناك اختالف في طابع تلك الحركات‬ ‫لكان هناك اختالف واضح في طبيعتها‬

‫‪6‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫قراءات‬

‫‪7‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫تعد الحكاية الشعبية جزءا مهما من التراث الشعبي في المجتمعات االنسانية وتروج‬ ‫الحكاية للثقافة الشعبية المهيمنة في كثير من مجاالت الحياة ‪ ,‬عبر بثها لعالمات‬ ‫تلك الثقافة في العناصر الفنية للحكاية ‪ ,‬السيما في التكوين النفسي واالجتماعي‬ ‫للشخصيات التي هي في المحصلة النهائية للحكاية مجرد نماذج (مؤدبنة) ‪ ,‬منسوخة‬ ‫من أفراد المجتمع الذي تنتمي إليه الحكاية ‪ .‬التي تمثل بدورها مظهرا من مظاهر‬ ‫الثقافة في المجتمعات كافة ‪ ,‬بغض النظر عن قدم تكوين هذه المجتمعات أو‬ ‫معاصرتها ‪ ,‬ومن هنا فإنها نص مكتنز بالدالالت اإليحائية ‪ ,‬المرسلة ألهداف ثقافية‬ ‫معينة‪ ,‬ومن دراستها يمنكن أن نفهم الذهنية المتحكمة بالمجتمع ‪.‬‬ ‫ومن تلك الدالالت ما تتجلى فيها بالتأويل المالمح الخاصة بثقافة مجتمع‬ ‫ما ‪ ,‬ونماذجه الشخصية التي تتبلور مظاهر الثقافة في سلوكها وطرائق تفكيرها‬ ‫وتفاصيل حياتها االجتماعية‬ ‫ومن ثم فإن الحكاية الشعبية وسيلة غير مباشرة للبث الثقافي ‪ ,‬باإلمكان توظيفها‬ ‫لصالح اتجاه معين سياسي أو اجتماعي أو ديني ‪ ,‬أو فئة ما متنفذة أو سلطوية أو‬ ‫طبقية ‪ ,‬وأحيانا يكون التوظيف من دون قصد وإنما هو حصيلة طبيعية للموروث‬ ‫الجمعي ألفراد المجتمع والمترسخ في جذور مصادر تكوينهم الثقافية‪ ,‬واالجتماعية‪,‬‬ ‫والتاريخية‪ ,‬والنفسية‪ ,‬والدينية‪.‬‬ ‫ولعل الحكاية الشعبية في الموصل نموذج متميز في االستجابة لمثل هذه‬ ‫الرؤية النقدية الثقافية‪ ,‬ومن ذلك حكاية (( حكاية المطلقات السبع )) التي وردت‬ ‫في كتاب (حكايات الموصل الشعبية ) ‪ :‬احمد الصوفي ‪ ,‬مطبعة الرابطة ‪ ,‬ط‪،1‬‬ ‫بغداد ‪ ,‬د‪-‬ت‪.‬‬ ‫تروي حكاية سبعة نساء طلقن من أزواجهن نتيجة أخطاء ساذجة كانت بديال عن‬ ‫أفعال انتظر منهن أزواجهن أن يقمن بها ‪,‬أو تبرعن هن للقيام بها رغبة بالحصول‬ ‫على رضاهم البعيد المنال إن لم يكن مستحيال ‪ ,‬لكن لسبب أو آلخر لم يستطعن‬ ‫تحقيق ذلك ‪ ,‬فوظفن بعفوية ما لديهن من حيلة إليجاد أفعال أخرى تنوب عن األمر‬ ‫المطلوب ‪ ,‬وسرعان ما انكشفت حيلهن ‪ ,‬وكان الجزاء السريع لهن هو الطالق ‪.‬‬ ‫حكاية (المطلقات السبع) تروج – وفقا للثقافة الشعبية ‪ -‬مواصفات الزوجة المثالية‬ ‫‪,‬المستكينة ‪ ,‬المطيعة لزوجها طاعة مطلقة‪ ,‬مغلقة ‪ ,‬المجال فيها أبدا لفتح أية نافذة‬ ‫للنقاش أو الحوار مع الزوج بشأن أي أمر من أوامره لها أو طلباته الصغيرة أو‬ ‫الكبيرة‪ ,‬و من المفروض أن ال تخطيء الزوجة في أي من تصرفاتها تجاه الزوج‬

‫‪8‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫لحظة تنفيذ تلك األوامر أو الطلبات اإلجبارية أو الطوعية‪ ,‬حتى إن كان الخطأ‬ ‫مدفوعا بحسن نية ومن أجل إرضاء الزوج الذي تثقف له الحكاية بوصفه شخصية‬ ‫تجاوزت بسلطتها حدها البشري ودخلت في منطقة التقديس إن لم تكن تجاوزتها‬ ‫أصال حين تخلت حتى عن صفة الغفران للمرأة إذا ما ارتكبت خطأ ما من دون‬ ‫قصد ‪ ,‬ربما يكون خطأ فكاهيا كما في حكاية المطلقات السبع‪ ,‬و تعترف الحكاية‬ ‫ببراءة دوافعه التي تتماشى والطبيعة العاطفية للمرأة التي تسلب في كثير من‬ ‫األحيان الجانب المنطقي العقالني من أفعالها ‪ ,‬فتأتي تلك األفعال ساذجة غريبة ‪,‬‬ ‫ولم ينفع سالح الحيلة النسوية في نجاح تلك األفعال ألنه وظف على نحو سيء‪,‬‬ ‫مثلما حصل مع المطلقات السبع اللواتي ارتكبن أفعاال بتلك المواصفات السابقة من‬ ‫أجل إرضاء أزواجهن وتنفيذ أوامرهم أيا كانت‪ ,‬و كأن الزوجة تتحول في ظل ذلك‬ ‫االسترضاء غير المجدي إلى خادم مطيع‪ ,‬وعلى استعداد للخدمة طوال اليوم‪,‬‬ ‫وحديث إحدى المطلقات ينم عن ذلك ‪:‬‬ ‫(وركي ما تخافين أن يفوت الوقت عليكي وتتأخرين في العودة إلى بيتك فيقوم‬ ‫عليكي زوجك قومة وأي قومة ألنك لم تحضري له الفطور ؟ أو بلكي يقوم من‬ ‫نومو ويحتاج شي وأنت ماهنوك ؟ ) ‪.‬‬ ‫في أول حكاية ثمة امرأة طلقها زوجها ألنها جعلت من ذيل زبونه حطبا لغلي ماء‬ ‫الوضوء‪ ,‬بعد أن نفد الحطب ‪ .‬والحكاية تكشف عن الثقافة الدينية الشكلية للزوج ‪,‬‬ ‫فعلى الرغم من وصفه في الحكاية بالصائم المصلي في عالقته بالخالق ‪,‬إال أن هذا‬ ‫الوصف لم يتجاوز الجانب الشكلي في شخصيته التي كان بإمكانها أن تثبت تدينها‬ ‫في جوانب أخرى بينها وبين المخلوقات وفي مقدمتهم الزوجة كأن تغفر في األقل‬ ‫لتلك الزوجة المطيعة خطأها غير المقصود رحمة بها وبمسيرتها الوفية الطويلة‬ ‫من الطاعة العمياء له كما جاء على لسانها ‪:‬‬ ‫( وهللا ظلمني زوجي ‪....‬كنت أيام الشتاء أقوم من منامي قبل الفجر ‪,‬فاحمي له‬ ‫الماي ‪ ,‬حتى يتوضأ‪ ,‬هكذا كنت أدهلل وأفديه) ‪.‬‬ ‫الزوج لم يتذكر بان أبغض الحالل عند هللا الطالق ‪,‬لكن الحكاية ال تريد الترويج‬ ‫لثقافة دينية متسامحة وعميقة ‪ ,‬فالرجال هنا بمعنى من المعاني هم يمثلون جانب‬ ‫السلطة الحاكمة في هذا الفضاء المصغر‪/‬البيت ‪ ,‬ومن ثم فهم معادل رمزي للسلطة‬ ‫الحاكمة للفضاء األكبر‪ /‬البلد‪,‬التي ليس من مصلحتها إرشاد المحكومين إلى تلك‬ ‫الدرجة من الثقافة الدينية واإلنسانية المتسامحة والمرنة ‪ ,‬ألن ذلك من وجهة نظرها‬

‫‪9‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫يفتح الباب لمناقشة قراراتها ومطالبتها بعالقة أعمق من التفاهم والحوار بين الحاكم‬ ‫والمحكوم ‪ ,‬وربما محاسبتها والتمرد عليها ‪,‬فالنقاش يبذر للتمرد إن تحول إلى‬ ‫رفض حر لرأي اآلخر المستبد غير المقنع بوجهة نظره ‪.‬والحكاية من مثل هذا‬ ‫النوع تصور رمزيا ماسيؤول إليه المصير الجماعي للناس ( المحكومين )‪ ,‬إن‬ ‫أخطأوا مع الحاكم‪ .‬وهي وإن كانت حكاية شعبية إال أنها تمثل رؤية جماعية لطبيعة‬ ‫العالقة بين الزوج ‪ /‬الحاكم والزوجة ‪ /‬المحكوم ‪ /‬الشعب ‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذا التصور فان حكاية األزواج مع مطلقاتهم السبع تكتنز تثقيفا سياسيا‬ ‫مضمرا في باطن أحداثها الشعبية االجتماعية‪ ,‬فان المحكوم (الزوجة) المجال‬ ‫مفتوح أمامه للنقاش أو الحوار مع الزوج ( الحاكم )‪ ،‬ومن األفضل تعليق تنفيذ‬ ‫الجوانب الدينية المعنوية البسيطة التي من حقها الحصول عليها ‪,‬كي تستمر بطاعته‬ ‫رهبة منه وتحت سطوة تلك الهالة التقديسية التي يروج لها من حوله شكليا ‪.‬‬ ‫والموقف السابق يتخذه الزوج أيضا في حكاية المطلقة الخامسة التي فرشت بعفوية‬ ‫أرض البيت بالصابون احتفاال بعودته من الحج‪ ,‬ورغبة منها في إضفاء سمة جمالية‬ ‫على ارض البيت كي ال تبدو قديمة أمام الزائرين وتجلب االنتقاد من قبلهم لزوجها‬ ‫غير أن األمطار أفسدت األمر وتسببت في إذابة الصابون وتزحلق الزوج الذي‬ ‫انكسر ضلعه ‪.‬‬ ‫وتكاد حكاية المطلقة السابعة تكون تكرارا للمواقف السابقة نفسها مع المطلقتين‬ ‫األولى ‪,‬والخامسة فالزوجة حرصا منها على المعالجة السريعة (لزبونه) الممزق‬ ‫ترقعه بقطعة من (كرشي مال غنم ) التي تجذب إليه في طريق العودة من الجامع‬ ‫كلبا يلهث بين رجليه وراء القطعة ‪,‬وحين ينكشف األمر تنال الزوجة السب والشتم‬ ‫والطالق ‪..‬من دون النظر بعين الغفران والتفهم إلى الموضوع ‪.‬‬ ‫وتتكرر الصورة نفسها في حكاية المطلقة الثانية التي جعلت من ( طرف الكبش )‬ ‫الذي جلبه الزوج للطعام حشوة لينة لوسادته كي ينعم بنوم مريح ‪,.‬وهي بهذا الفعل‬ ‫تؤثث لسرير الجنس بعتبة ( الوسادة المريحة ) الممهدة لما هو أجمل‪,‬والتي ستحسن‬ ‫حضورها وصورتها أمامه ‪:‬‬ ‫(فذهب إلى السوق واشترى طرف كبش عظيم ‪ ,‬وعندما أمسكتها بيدي غشعتوها‬ ‫لينة ولطيفة مثل ريش النعام ‪ ,‬فقلت ‪ ,‬اعمل منها دهن ‪ .‬ومنها اجعله وسادة لزوجي‬ ‫حتى أحسن في عينه ‪ ,‬إذ صارله أيام وهو الينام نوما مريحا الن مخدته صلبة ‪,‬‬ ‫فحشوت المخدة بها وخيطتها ‪ ,‬ونام عليها نوما مريحا ) ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫فضال عن تحسين صورتها أصال بمقترحها له بشراء الطرف ألنه اقل ثمنا من‬ ‫دهن السمن ‪,‬وهو مقترح يبرز الثقافة االقتصادية للمرأة الموصلية المدبرة‪ ,‬لكن‬ ‫تلك األفعال كلها بنواياها الحسنة وبغض النظر عن أشكال تنفيذها السيما الساذج‬ ‫منها (حشو الوسادة بالطرف وما نتج عن ذلك من ديدان ) ‪,‬لم تجعلها تنل – في‬ ‫األقل ‪ -‬عفو زوجها حين اكتشف الخطأ الذي ارتكبته ‪ ,‬فكان الطالق جزاءها ‪.‬‬ ‫وهكذا فإن األمر لم يختلف أبدا مع المطلقات األخريات ‪ ,‬فثمة خطأ نسوي ساذج‬ ‫يقع من دون قصد تجاه الزوج ‪ ,‬وثمة جزاء واحد هو الطالق ‪ ,‬إن الصور المختلفة‬ ‫لسذاجة المرأة التي تقدمها مثل هذه الحكايات ‪ ,‬تتكرر بالفكرة نفسها كي تترسخ‬ ‫نزعتها االنتقادية الالذعة ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫استيقضت صباحا على صوت جرس‬ ‫الباب وهو يقرع بشكل متواصل‬ ‫فاسرعت لفتح الباب حتى بدون ان اغسل‬ ‫يداي ووجهي او ان اتمكن من ارتداء‬ ‫الكمامة وذهبت مسرعا الرى ماذا هناك‬ ‫وما الذي جرى من امر هام دفعت بقارع‬ ‫جرس الباب للقدوم صباحا وقرع جرس‬ ‫الباب بهذه الصيغة المستعجلة ‪ ،‬وصارت‬ ‫المسافة بين سرير منامي وبين باب الدار‬ ‫‪12‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫ورغم انها التتجاوز بضعة امتار قليلة اال انها بدت لي في حينها وكأنها الف الف‬ ‫متر فلما وصلت الباب مع تاكيدي لطارق الباب انني قادم لفتحه اال انه استمر‬ ‫بقرع الجرس دون توقف ‪ ،‬وما ان فتحت الباب واذا بي أتعرض لهجوم ايادي‬ ‫قوية اخذت بي وجذبتني في عناق قوي اليها مع سيل شديد من القبل حتى قبل ان‬ ‫اعرف او اتأكد من شخصية الطارق والذي أستمر يعانقني بشدة ويقبلني من‬ ‫خداي وهو يقول لي"" الحمد هلل على سالمتك اخوي مابيك اال العافية ‪ ...‬سمعت‬ ‫انك عزلت نفسك وتخاف من االصابة بكورونا‪ ...‬يمعود ماكو كورونا خليها‬ ‫على هللا ايما كورونا وايما فيروس كلها بيد هللا ""‪..‬كل تلك الحكاية ولم ازل انا‬ ‫تحت قبضة عناق شديد معه وال يرضى ان يدعني رغم محاوالتي للخالص من‬ ‫ذلك العناق ومن ذلك السيل من القبل المتواصل على خداي ‪ ،‬وتكرار الجمل‬ ‫""الحمدهلل على سالمتك يمعود قول ياهلل ما كو كورونا كلها كذب هذه مؤامرة‬ ‫اسرائيلية عملتها علينا"" فقلت له دعني يا اخي وتفضل بالدخول لنجلس ثم نتحدث‬ ‫فقال لي باعتذار اقرب الى الشجار ""ال وهللا تعذرني متواعد مع صديقي وقلت‬ ‫اسلم عليك قبل ما اغوح‪ ....‬تعغف عيب متواعد مع صديقي والزم اغوح""‬ ‫‪...‬وتركني وذهب ‪...‬قبل ان اشرح له انني من المحتمل ان اكون مصاب او حامل‬ ‫للفيروس وقد اتسبب باصابته السمح هللا اواصابة عائلته او صديقه الذي كان قد‬ ‫تواعد معه على اللقاء ‪ ،‬او ان يكون هو مصاب او حامل للفيروس وقد يتسبب‬ ‫باصابتي واصابة عائلتي ‪ ...‬انتهى هذا المشهد التمثيلي والبد انكم تستغربون من‬ ‫تصرف هذا الزائر ‪ ...‬وانا اقدر له حسن سؤاله واطمئنانه ‪..‬ولكن ليست بثقافة ""‬ ‫يمعود قول يا هللا ماكو شي"" فهناك مئات المصابين الذين تم التاكد من اصابتهم‬ ‫وهناك االالف ممن لم يتم الكشف عن اصابتهم رغم انهم من المحتمل ان يكونوا‬ ‫مصابين او حاملين لالصابة وهم ال يعلمون ‪ ...‬هذه الثقافة المجتمعية البد من‬ ‫اقتالعها من مشاهدنا اليومية‪ ...‬وأن النظرية التي تقول ماكو شي هذه مجرد مؤامرة‬ ‫فنقول نعم هي مؤامرة عالمية وليست اسرائيلية فحسب والمراد منها خطير جدا‬ ‫واليكفي هذا المقال لذكر دوافعه ‪ ،‬لكن االصابات موجودة وفي تزايد وهي ترى‬ ‫راي العين كحقيقة واقعة والبد ان نتعامل معها بجدية بعيدا عن السفسطة الفارغة‬ ‫وبعيدا عن الجدل البيزنطي رجاءا ‪ ....‬نعم التوكل على هللا هو فرع كبير من‬ ‫فروع االيمان باهلل وال يمكن التخلي عنه ومن اليعتقد بصيغة التوكل على هللا فليعلم‬ ‫ان ذلك يعد نقصا في درجة ايمانه باهلل وبان هللا سبحانه وتعالى هو الشافي وهو‬ ‫المعافي وبيده الخير وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬وكل ذلك ال يمنع المؤمن الصادق‬ ‫في ايمانه من االخذ باالسباب والمسببات التي قدرها هللا لعباده وان هللا سبحانه هو‬

‫‪13‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫من خلق الداء وهو سبحانه من اوجد له الدواء ولحكمة نجهلها نحن بنو البشر‬ ‫ويعلمها هو سبحانه وتعالى واليمكن لعقولنا البسيطة ان تدرك او تعي سر هذه‬ ‫الحكمة االلهية وال يحق لنا ان نعترض عليها النه هو سبحانه وتعالى من قدرها‬ ‫فينا وقضى فيها والراد لحكمه وال لقضاءه ‪ ...‬لكن كل ذلك اليمنع العبد المؤمن‬ ‫الكيس ان يتفكر في ان يأخذ باالسباب والمسببات وان يحتاط الحتمال االصابة‬ ‫وان يأخذ باسباب الحيطة والحذر وان يخضع لما تمليه عليه ظروف الحالة وان‬ ‫يتعامل مع البالء والداء تعامل عقالني بعيد عن الحماقة والبالدة "اجلكم هللا"‬ ‫فالفيروس خطير واالصابات منتشرة والمدينة مصابة وواقعنا الصحي متعب‬ ‫ومرهق جدا وال طاقة للمدينة في مواجهة كوارث الداء ‪ ...‬فالبنية التحية الصحية‬ ‫لم تزل مدمرة واليوجد بصيص امل في مستقبل التصدي لهذا الداء بعدما تعرضت‬ ‫له المدينة من تدمير شامل للبنى التحتية الصحية وما تال ذلك من اهمال في اعادة‬ ‫اعمار تلك البنى التي طالها الخراب‪ ...‬ونحن ال ننكر وقفة الجنود البيض من‬ ‫االطباء والطبيبات والممرضين والممرضات ومن جميع العاملين في المستشفيات‬ ‫والتي تستقبل مئات االصابات يوميا ورغم عجز هذه المستشفيات لوجستيا عن‬ ‫اداء واجباتها المناطة بها بسبب االهمال الوظيفي والفساد المستشري في ادارة‬ ‫تلك المؤسسات ‪ ،‬لكن هؤالء الجنود البيض ابطال السواتر االمامية في خط الصد‬ ‫االول مازالوا متواصلين ولم يزالوا اشداء في مواجهة هذا الداء اللعين رغم‬ ‫احتماالت تعرضهم لالصابات اكثر من غيرهم وهي تضحية كبيرة تشرف تاريخهم‬ ‫وتبيض صفحات ارشيفهم الوظيفي واالنساني ‪ ،‬والذي البد من الوقوف امامهم‬ ‫واالنحناء لعطائهم اكراما لهم وتقديرا لجودهم وسخاءهم وتضحياتهم‪ ...‬بارك هللا‬ ‫فيهم واحاطهم برعايته وحفظه من كل داء وبالء وكل التحايا والتقدير لهم‬ ‫ولتضحياتهم ‪.‬‬ ‫وقد قيل ان‬ ‫"" الجود بالنفس هو اقصى غاية الجود ""‪...‬‬ ‫تلك وقائع يومية قد نلقاها ونصادفها يوميا ونراها في اي وقت وزمان وفي اي‬ ‫دارة ومكان ‪...‬‬ ‫عافانا هللا وعافاكم من كل شر وبالء ومن كل ضر وداء‪....‬‬

‫‪14‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫كمال عبد الرحمن‬ ‫ناقد من العراق‬ ‫يصبو الشاعر اسماعيل خوشناو في هذا النص إلى مماهاة عنقود من‬ ‫أفعال المضي‪ ،‬استلت من مسألة الوحشة أو فعل الحزن ‪،‬بتيسير من فراديس‬ ‫معطلة ‪ ،‬يصرخ من خاللها في رحاب الفضاءات المجروحة ‪ ،‬من أجل ان يكون‬ ‫هذا المفهوم االزلي للصراخ ‪ ،‬مجرد حاسة ملتهبة تنطوي عليها قيامة االسى ‪:‬‬ ‫( حزمت‪ ،‬عصى‪ ،‬نسج‪ ،‬أصاب ‪،‬طحنت) ‪ ،‬يستقصد الناص خوشناو من خالل‬ ‫كينونة االفعال ( المتراصة ‪ ،‬المتوثبة ) ‪ ،‬توكيد استعراض ( سيرة زمنية ) لفراديس‬ ‫يابسة ‪ ،‬يخرجها االسى ‪ ،‬الى معاجمه المشفرة بانماط وا ُ ُ‬ ‫طر داللية ‪ ،‬قادرة على‬ ‫إنتاج فضاءات تتسع على تقرير البوح بما هو مألوف أو غير مألوف ‪ ،‬وحين يتقعر‬ ‫االسى بدالالت الخراب في فراديس القحط ‪ ،‬فان السياق الشعري يخرج من جادته‬ ‫المعجمية المألوفة ليتجذر في مستوى جمالي ينبع من داخل الذات ‪ ،‬هاتكا أزمنة‬ ‫من جدلية ( التمني ‪ /‬الواقع ) في التجارب الشعورية ‪ ،‬وسابرا ابعاد هذا الخراب‬ ‫بترويضه لمفردة الزمن ‪ ،‬ومتأمال في انزياحاتها التي تكسر اعراف اللغة المشاكسة‬ ‫في خضم حركة تهتك حجب االمكنة المطوقة بالمألوف ‪ ،‬وتتجه صوب تأسيسات‬ ‫اولية لفراديس اخرى ال تتقن العطل ‪:‬‬ ‫لَعَ َّل َّ‬ ‫صا ِٔ​ِيدِي‬ ‫الز َم َن يَ ْك ِفل‬ ‫س ِل قَ َ‬ ‫ِم ْن نَ ْ‬ ‫ِرعَايَةَ ما سيَ ْبقَى‬

‫وأَحفَادِي‬

‫‪15‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫الى البَّوابَ ِة فَجْ را‬

‫قَلَ ٌم قَد َ‬ ‫غدَا‬

‫ويمنح التضاد بيئة هذا النص ‪ ،‬عنفوان احتدامه ‪ ،‬فيتجلى في مستويين ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬عبر عناقيد األسئلة التي تتشكل من خالل رؤى ملونة ‪ ،‬تدور في الزمن‬ ‫الجميل ‪ ،‬رؤى تحريضية فاعلة لها القدرة على وصف الماضي بآلة التمني التي‬ ‫القدرة لها سوى على التصور والتخيل السلبي والقدرة لها أيضا ً على صنع تكوينات‬ ‫الحاضروتشكيل ِه الواقع بفلسفاته وارهاصاته ومعاجمه التأويلية ‪.‬‬ ‫والثاني ‪ :‬فهو يشتغل على تفصيل الجدليات بين ( األنا ) و ( اآلخر ) في مسافة‬ ‫ال تبتعد كثيرا عن الحلم ‪ ،‬وال تقترب كثيرا من الواقع ‪:‬‬ ‫قَلَ ٌم قَد َ‬ ‫ستَار‬ ‫غدَا‬ ‫سي ْ‬ ‫سدَل ال ِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫الى ال َّبوا َب ِة فَجْ را‬

‫ع ْن أَعي ِنك ْم‬ ‫َ‬ ‫أِتَ َمنَّى‬

‫أَرجوك ْم اِعذِروني‬

‫اما إيقاعات االسى التي شاكسها الشاعر اسماعيل خوشناو في قصيدة ( ُه ُمو ٌم و‬ ‫آهات) ‪ ،‬فقد ارتكزت على تفاعالت وتضادات ( داخلية ‪ /‬خارجية ) ذات صدى‬ ‫قوي في تشكيل غالبية القصيدة ‪ ،‬ويتواشج طرفا هذه الثنائية المتضادة في نسج‬ ‫حركة متصارعة تبقى مهمشة خارج إطار الذات المغتبطة بحبر األذى ( األسى )‬ ‫واالحزان‪.‬‬ ‫وفوق هذا فالشاعر يتقمص شخوصه التي تنتشر داخل بقاع النص وعلى مدى‬ ‫األسى في مدائن قصيدته ‪ ،‬وذلك يبدو واضحا من القشرة المتطامنة على سطح‬ ‫النص ‪ ،‬وهو في األعماق يرسم سيرته اإل نسانية التي صاغها ببراعة عبر لحظة‬ ‫انزياح جهة تلك العوالم التي سكنتهُ فردّها الى فضاءات النص بأسلوبية تتشكل‬ ‫على هيئة أسئلة رائحة غادية بين أزل النص وأبده ‪:‬‬ ‫لَقَد َح َز ْمت‬

‫لَ َوحات آهات‬

‫وم‬ ‫ِم ْن قَه ِْر ا ْلهم ِ‬

‫تَر ِوي‬

‫ا ِْٔمتِعَتي‬ ‫و ِع ْن َد ْاالَٔثَ ِر‬

‫ص معَاناتي‬ ‫ص َ‬ ‫قِ َ‬

‫‪16‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫سدى ‪ ،‬تلك‬ ‫ويرسم الشاعر صرخاته الصامتة بين مسارات الصدى وانكسارات ال ُ‬ ‫المسارات التي ال تتفق على جهة ما ‪ ،‬بل تبقى دائرة في غيابة الحزن التي تطارد‬ ‫الشاعر من أسى إلى أسى ‪:‬‬ ‫فَما عَا َد نَغَ ٌم‬ ‫أَحرفي‬ ‫ص‬ ‫ِل َر ْق ِ‬ ‫ا ْل َمشَا ِع ِر‬

‫و َ‬ ‫غاليا ِتي‬ ‫َجاروشَة ا ْليَا ِْٔس‬ ‫َط َحنَتْ ك َّل لَحن‬

‫ان من شأن قراءة متأنية لقصيدة ( ُه ُمو ٌم و آهات) للشاعر اسماعيل خوشناو أن‬ ‫تضع المتلقي في سلسلة من المشاهد السرمدية الغائمة باألسئلة ‪ ،‬تنبعث منها‬ ‫غيبوبات ملونة ‪ ،‬تشي بذلك االشتعال النفساني لدى الناص ‪ ،‬ذلك الذي ف ّجر ينابيع‬ ‫األسى ترجمات من لغة الجمر إلى واقع ضائع في غواشي( التبصر‪ /‬االنغالق)‬ ‫وحتى لو فرضنا جدالً أن ثمة تشابهات في موجات الصراخ التي يطلقها الشاعر‬ ‫بين دهاليز النص ـــ لكن لكل صرخة هوية ومذاق مختلف ‪:‬‬ ‫ستْ‬ ‫كلَّ َما َر َ‬

‫احلَها‬ ‫س َو ِ‬ ‫ولَ َط َختْ َ‬

‫ينين فَر َحةٌ‬ ‫على ال َع ِ‬

‫س ِد‬ ‫ِبا ْل َح َ‬

‫َ‬ ‫يهما‬ ‫ارتْ َ‬ ‫غ َ‬ ‫علَ ِ‬ ‫اصنَةٌ ِم َن ْاالَٔ َيادي‬ ‫قَ َر ِ‬

‫س َوا ِد‬ ‫وال َّ‬ ‫اء‬ ‫س ِ‬ ‫نَ َعتْ ِرثَا َء ا ْل َخ ْن َ‬

‫هكذا تتجسد هندسة األلم في سرابيل الكارثة الذاتية ‪ ،‬حيث يقف الشاعر في مهب‬ ‫النيران مقتحما سعيرها ‪ ،‬فاضحا ممالك الرماد التي تضيء خرافات من جمر‬ ‫روحها‪ ،‬واشتعاالت كابية تخبو هناك ‪ ،‬لتحيا هنا من جديد ‪.‬‬ ‫يعاني ال ّناص خوشناوعلى طول القصيدة من رهاب انسحاق الزمن الجميل‬ ‫وااللتجاء إلى الحزن كح ّل غير ودي لكن واقع ال محالة هذا الحزن الذي الينتهي‬ ‫اال ليبدأ من جديد ‪ ،‬وعلى الرغم من كل ذلك ‪ ،‬فهو يصرخ في فضاء الجمر آمال‬ ‫أو متخيال ان تصل اخر تموجات صوته إلى من لم يعد يهتم باألمر ولو كان‬ ‫صراخه نثار غبار من بكاء السنوات ‪:‬‬ ‫لَعَ َّل َّ‬ ‫ِرعَايَةَ ما سيَ ْبقَى‬ ‫الز َم َن يَ ْك ِفل‬

‫‪17‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫صا ِٔ​ِيدِي‬ ‫س ِل قَ َ‬ ‫ِم ْن نَ ْ‬

‫وأَحفَادِي‬

‫وتشتغل ايضا قصيدة الشاعر خوشناو هذه على بلورة الغائص من التأزم االنساني‬ ‫في فضاءات مغلقة تحت وابل القهر العظيم ‪ ،‬إلى اخرى مشرقة بإعادة التشكيل‬ ‫من أ ُ‬ ‫طر خربة إلى رؤى يمكن إحياؤها واخراجها من دياجير السياسات ( االنسانية‬ ‫‪ /‬الزمنية ) المقعرة إلى بشائر تتألأل في جبين االبيض من االيدلوجي االنساني ‪،‬‬ ‫هذا الذي خرج توا من محرقة االسى الى مشاريع الصفاء ‪ .‬لكن هذا الصفاء اليعلن‬ ‫على رؤوس االشهاد دائما ‪ ،‬بل يظل معلقا على باصرة االمل (البعيد ‪ /‬القريب )‬ ‫في استعراض ( امجاد الماضي ايام تألألت وكانت ‪: ) ...‬‬ ‫قَلَ ٌم قَد َ‬ ‫أَرجوك ْم اِعذِروني‬ ‫غدَا‬ ‫الى ال َّبوا َب ِة فَجْ را‬ ‫ويخلق التناظر الواضح بين الضمير ( الظاهر ـ البارز ) ـ انا ـ والضمير المستتر‬ ‫( انت ) صورة كنائية تشير الى االتساق بين ( أنا ) الشاعرة و ( أنا ) الرمز‬ ‫بوصفهما كيانين منفصلين في حين ان هذا التناظر يتالشى في خاتمة النص‬ ‫إذ ْيشتغل ذلك الرمز على تكرارية ( الظهور ) و ( االستتار ) على طول جسد‬ ‫القصيدة دون أن يجد له ملجأ ً في نهاية المطاف ‪:‬‬ ‫َقلَ ٌم َقد َ‬ ‫أَرجوك ْم‬ ‫غدَا‬ ‫الى البَّوابَ ِة فَجْ را‬

‫‪18‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪19‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫وفر موقع التواصل االجتماعي العالمي "فيسبوك" ميزة النشر ومشاركة‬ ‫المنشورات اضافةً الى امكانية البث المباشر مما جعله من أكثر المواقع االجتماعي‬ ‫تداوالً بين فئات المجتمع بغض النظر عن االعمار والثقافات واحتل مساحات‬ ‫واسعة من أوقات متابعيه على مستوى العالم‪ ،‬وساهم في تحقيق تغييرات وطفرات‬ ‫نوعية في المسائل والقضايا االجتماعية والسياسية واالقتصادية إال أن ما يعيب هذا‬ ‫"التواصل" انه اليتقيّد بقوانين وأسس معينة للنشر واستغل لتشويه الكثير من‬ ‫الحقائق التي انعكست سلبا ً على المجتمع وحياة الفرد فيه السيما العائلية‪.‬‬ ‫ويقول التدريسي بكلية العلوم السياسية في جامعة الموصل علي حسين ياسين‪ :‬انه‬ ‫برز في اآلونة االخيرة الدور المؤثر لوسائل التواصل االجتماعي الفيسبوك في‬ ‫الشأن العام اجتماعيا كان ام سياسيا اذ لوحظ عليها تدخلها بشكل مؤثر في الكثير‬ ‫من القضايا الحيوية في المجت مع مما انعكس بشكل سلبي في ازدياد الشرخ‬ ‫المجتمعي واحداث فجوة كبيرة بين تلك التكوينات المجتمعية"‪.‬‬ ‫وعزا ياسين ذلك بحديثه الى عدم وجود تشريعات قانونية تحد من االستخدام السيء‬ ‫لتلك الوسائل وان كانت فهي ضئيلة‪ .‬مؤكداً ضرورة الحث على تشريع قانون‬ ‫جرائم التواصل االجتماعي ووضع بنود صارمة للحد من االستخدام السلبي لوسائل‬ ‫التواصل االجتماعي بشكل سلبي فضال عن مفاتحة الجهات المختصة بأن يتم التبليغ‬ ‫عن الحسابات الوهمية لما تثيره من اضطراب الوضع الحالي‪.‬‬ ‫من جانبه يرى أستاذ كلية اآلداب بقسم اإلعالم في جامعة الموصل رعد الطائي‬ ‫الخو ض في الحديث عن الفيسبوك يجرنا للحديث عن شبكة االنترنيت بشكل عام‬ ‫الن الفيس جزء منه‪.‬‬ ‫لكن الفيسبوك له خصوصية خاصة واعتقد انه من اكثر التطبيقات شيوعا‬ ‫واستخداما ألسباب عدة منها سهولة العمل عليه وانه باعتقادي اقرب التطبيقات‬ ‫االلكترونية الى االعالم بشكل عام وااللكتروني على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫ومضى بالقول‪ :‬ان الفيسبوك هو المرآة العاكسة للشخصية المدونة في هذا العالم‬ ‫االفتراضي الواسع‪ .‬وبالتأكيد ان للفيسبوك سلبيات كبيرة ومؤثرة على الحياة‬ ‫االجتماعية افرادا ومجتمعات بشكل كبير‪ .‬وحقيقة ان الشخص حينما يؤسس له‬ ‫صفحة خاصة به ويب دأ بالنشر عليها وهو يعلم ان ليس هناك رقيب عليه او سلطة‬ ‫تحاسبه على ما يدون في صفحته الشخصية‪ .‬ومن هنا يبدأ هذا الشخص باالفصاح‬ ‫عن تفاصيل كثيرة ومزايا وسمات شخصيته الحقيقية عن قصد او غير قصد‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫وانتقد األستاذ الجامعي اختباء الكثير من الشخصيات الفيسبوكية وراء اسماء‬ ‫مستعارة وصور وهمية وتقوم بنشر مواضيع مختلفة هي باالساس تعبر بشكل‬ ‫مباشر عن شخصيته الحقيقية سوا ًء كانت منضبطة وملتزمة بحدود القانون واالداب‬ ‫والتربية ومراعاة مشاعر الناس واذواقهم‪ .‬او كان على عكس ذلك منفلتة وغير‬ ‫مراعية الي اعتبارات انسانية تخص المجتمع‪.‬‬ ‫ولقد وجد الكثيرون ممن يستهويهم العمل االعالمي الفرصة الكبيرة في صفحات‬ ‫التواصل االجتماعي والفيسبوك خاصة لينزل الى الميدان االعالمي بكل قوة سوا ًء‬ ‫كانت تلك القوة سلبية او ايجابية‪.‬‬ ‫وفتح هذا الميدان الباب على مصراعيه لتثبيت وجه من أوجه االعالم وهو (صحافة‬ ‫المواطن) و بذلك اصبح المواطن مهما كان موقعه في المجتمع او عمله اصبح‬ ‫صحفيا يستطيع نقل وتداول االخبار ومالحقة المعلومة اينما كانت ومنافسة غيره‬ ‫في التغطية الصحفية والسبق الصحفي‪.‬‬ ‫وتبقى مسألة تقييم عمل هذا الشخص متروك للمتابعين له ولقراء مواضيعه التي‬ ‫ينشرها على صفحته الشخصية‪ .‬ونستطيع من خالل متابعتنا للفيسبوك بشكل عام‬ ‫ان نميز بوضوح الكاتب الجيد واالعالمي الذي تمرس على صفحات التواصل‬ ‫االجتماعي واستطاع ان يستفاد من تجارب غيره وصقل موهبته ليصل الى مستوى‬ ‫جيد وكون له قراء ومتابعين خاصين بمواضيعه التي ينشرها‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت هناك م ن زاد الطين بلة وافصح عن شخصية مرتبكة ال تعي او‬ ‫تفهم شيئا ً عن االعالم واستمر بنشر المواضيع الركيكة التي تعبر عن شخصية‬ ‫مرتبكة‪ .‬وهناك النوع الثالث الذي يعتبر ناقل ومكرر لمواضيع ليس له فيها جهد‬ ‫او فكرة اورأي فنجده دائما مشغول بعملية القص واللصق وحذف االسم االصلي‬ ‫وانزال اسمه الصريح‪ .‬وهذا النوع من اشباه االعالميين ال يمكن ان يقدم فائدة‬ ‫لغيرة‪ .‬بل يسيء لالعالم‪ .‬وفي نفس الوقت ايضا يعبر عن شخصية مهزوزة متطفلة‬ ‫على الغير وال تستطيع ان تقدم شيئا للغير‪..‬‬ ‫بينما يرى الصحفي الموصلّي محسن الجبوري أن سلبيات وايجابيات "الفيسبوك"‬ ‫كثيرة‪ ،‬وجعل من العالم قرية صغيرة وان التواصل االجتماعي ارتقى كثيرا‬ ‫وتوالت العالقات بين الجماعات وازدادت معدالت التعارف إال أن سلبياته طغت‬ ‫على ايجابياته وساهم في بث اإلشاعات والرعب والخوف ونشر الرذيلة والكذب‬ ‫والعادات السيئة والتقاليد المنحرفة‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫وزاد قائالً‪ :‬ان الفيسبوك وسيلة خطرة خاصة عند الشباب الستخدامات غير‬ ‫المشروعة المشكلة التوجد ضوابط لالستخدام أي فرد يستخدم الفيسبوك وفق‬ ‫مزاجه وتوجهاته‪ ،‬مضيفا ً بمعنى آخر هناك فوضى باالستخدام فوضى عارمة لذلك‬ ‫يحتاج إلى قانون يلزم كل مستخدم وهذا مستحيل بسبب كثرة المشتركين‪.‬‬ ‫وأصبحت الفيسبوك قاعدة للجميع إذا تم استعمالها بشكل سليم وليس هناك قيود‬ ‫ألنها طيور في سماء الفضاء اإللكتروني دون وجود أي قيود تذكر ولهذا قد يساهم‬ ‫في والدة أفكار رائعة وملفتة‪ .‬حسب الفنان المسرحي الموصلي محمود صالح‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وأصبح "الفيسبوك" احد اهم المنصات اإللكترونية الذي يتيح للمستخدم النشر بكافة‬ ‫اوجه اإلتصاالت المسموعة والمرئية والمقروءة دون قيد او شرط‪ ،‬فضالً عن‬ ‫استخدامه في مجاالت أخرى منها استقاء األنباء والمعلومات التي تشبع حاجات‬ ‫الفرد االخبارية وغيرها‪ ،‬كما يرى ذلك اإلعالمي الموصلي عمر طالل‪.‬‬ ‫ويقول طالل ‪ :‬انه "في ظل التطور التكنلوجي المتسارع‪ ،‬ومع كل هذه المميزات‪،‬‬ ‫اليخلو التطبيق من بعض السلبيات التي تؤثر وبشكل كبير على المستخدمين‪ ،‬لعل‬ ‫من ابرز هذه السلبيات هي اإلشاعات وبث خطابات التفرقة والكراهية بين الناس‬ ‫باإلضافة الى اسخدامه كأداة لتضليل الناس من خالل بث معلومات مغلوطة من‬ ‫اجل التأثير في رواد هذه المنصة واليمكن السيطرة على السلبيات المذكورة أعاله‬ ‫اال من خالل بث الوعي في نفوس المتلقي‪ ،‬وارشاده الى اساسيات االعالم التي‬ ‫نستطيع من خالها تمييز المعلومات الدقيقة والحيادية‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬بالرغم من اإليجابيات التي تحسب لهذه المنصة من خالل سهولة اتقانه‬ ‫واستعماله وسرعة نشره لألخبار والمعلومات‪ ،‬إال أنه سلبياته ساهمت في تظليل‬ ‫الكثير من الحقائق عبر اإلشاعة وفوضى اإلستخدام من قبل مستخدميه واالعتداء‬ ‫على الخصوصية والعبث في األمور الشخصية‪ ،‬بالتالي فإن الفيسبوك بحاجة الى‬ ‫رقابة وقوانين صارمة في دخوله عبر الوثائق الرسمية التي يحملها في تسجيل‬ ‫حساباته الشخصية وإضافة إلى عملية الترشيد وتثقيف للمستخدم في االستخدام من‬ ‫خالل حلقات التواصل الفعالية من فئات المجتمع منهم اكثر ثقافة ووعي و مسؤولي‬

‫‪22‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪23‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫بدوي الجبل أحد أعالم الشعر العربي في القرن العشرين‪ ،‬امتثل للشعر الكالسيكي‬ ‫تصوف على طرق‬ ‫في الموازنة بين الخيال الشعري والفكر المجتمعي؛ حيث‬ ‫ّ‬ ‫األجداد‪ ،‬وعبّر بشعره عن فخامة ثائر ال َيعيبه ما يقول رغم خجله في نسب كلماته‬ ‫إليه بادئ األمر‪ ،‬إال أن اسمه المستعار أكسبه نضجا ً شعريا ً نافذاً‪ ،‬وبصيرة نقدية‬ ‫تجاه ما يقول‪.‬‬ ‫انغمس في حقول السياسة‪ ،‬وتنقل بعيداً عن وطنه العربي وفيه‪ ،‬مدح ثم هجا‪ ،‬أراد‬ ‫االنعتاق من المنظومة االستعمارية؛ فلم يكن معتدالً في حبه لألرض التي جعلته‬ ‫بدويا ً صلبا ً مقاوماً‪ ،‬أو جعلته شاعرا ً للعروبة‪.‬‬ ‫كثيرة هي العروبة في شعره‪ ،‬عصيّة على الطغاة ألفاظه‪ ،‬يحزن في سبيل القوة‪،‬‬ ‫يندم من أجل تجربة فاشلة في لم شتات أبناء جلدته تحت مظلة فيها هويته‪ ،‬فـ(مي)‬ ‫التي أرادها في وطنها قصة شعب عربي بأكمله‪ ،‬ينحني لها أرز لبنان حتى ولّى‬ ‫السالح مدبراً‪ ،‬وبردى الشام ال تنكر فضل شاعريتها‪ ،‬فاستقبلها الوحي في بعلبك‬ ‫وقد سما‪ ،‬ثم تنقلت بين أرض النيل والشام لتكسبه منهالً عذبا ً وأهالً كراماً‪ ،‬إال أن‬ ‫تراجيديته تجلّت في النهاية‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ما أحوج القبر إلى دمعة * * * من جفن مي ال جفون الغمام‬ ‫فابكي على القبر الذي ضيعت * * * أمجاده الفرقة واالنقسام‬ ‫واتلي على القوم أحاديثه * * * فإن فيها عبرة لألنام‬ ‫هكذا نجد لسطوة المكان قدسية أخرى‪ ،‬ليس ألنه عانق جسد مي‪ ،‬بل لعروبته التي‬ ‫تكدست في كبدها سموم االنقسام‪.‬‬ ‫وال شك أن الوقائع التي عايشها بدوي الجبل سبب في حضور شيطانه الشعري‪،‬‬ ‫محرضا ً في البداية ثم ال يلبث أن يحيّده إلى موضوع يحقق رؤيته ويس ّخر‬ ‫فنراه له‬ ‫ّ‬ ‫ليصوب تجاه تلك‬ ‫هواجسه‪ ،‬فنجد في غير موضع يشير إلى تتويج العراق بملكيته‬ ‫ّ‬ ‫األرض الثرية ومواردها الغنية لدرجة أن نحب تلك البالد ولو لم نك نراها بعد‪،‬‬ ‫فانتقل من تتويج الملكية إلى تتويج األرض الجميلة‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫أهوى العراق وإن تكن طاحن بسؤدده طوائح‬ ‫وأحب جنات العراق وطيبها غاد ورائح‬ ‫وعيون آرام الفرات على شواطئه سوراح‬

‫‪24‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫جرحت قلوب العاشقين كذاك تصطاد الجوارح‬ ‫ثم يتغنّى شاعرنا بعوامل الوحدة‪ ،‬ويدعو إلى وأد حدود الطائفية المقيتة؛ ألن اللسان‬ ‫جامع حسن البيان‪ ،‬ومنطق أفئدة الشعوب‪ ،‬وأسلوب تواصل العقول‪ ،‬فيقول في‬ ‫قصيدة له تجمع وحدة لبنان والغوطة الخضراء‪:‬‬ ‫لبنان والغوطة الخضراء ضمهما * * * ما شئت من أدب عال ومن نسب‬ ‫ما في اتحادهما تاهلل من عجب * * * هذا الفراق لعمري منتهى العجب‬ ‫وفي القصيدة ذاتها‪:‬‬ ‫كل الربوع ربوع العرب لي وطن * * * ما بين مبتعد منها ومقترب‬ ‫للضاد ترجع أنساب مفرقة * * * فالضاد بحلق غريب الدار مغتصب‬ ‫ويتساءل شاعرنا عن واقع أرض فلسطين العربية وقدسها‪ ،‬وما حل بمسجدها‬ ‫األقصى وكنيستها المهد‪ ،‬فيعرض قدسية المكان بدالئل دينية تارة‪ ،‬وعقلية تارة‬ ‫أخرى‪ ،‬فيخاطب (عدن) باعتبارها رمزاً للعروبة بطريقة المجاز البعضي إلرادة‬ ‫الكل‪ ،‬ليقول في قصيدته المشهورة " من وحي الهزيمة "‪:‬‬ ‫هل درت عدن أن مسجدها األقصى * * * مكان من أهله مهجور؟‬ ‫فلم يكتف الشاعر بتوبيخ العرب وجيوشهم فحسب‪ ،‬بل صور المكان خاويا ً حتى‬ ‫من محتليه مترفعا ً عن ذكرهم في شعره حتى ال يدنّس جزالة ألفاظه فيختل عمود‬ ‫شعره‪ ،‬وربما لم يذكرهم ترفّعا ً لرؤيته‪ ،‬وإهانة للطامعين باغتصاب عروس‬ ‫عروبته‪ ،‬ثم تأتي النتيجة بعد ذلك للتعبير عن فقدان وجدان العرب‪ ،‬فال يدعو‬ ‫شاعرنا إلى شق الجيوب فقط‪ ،‬بل يزيد‪:‬‬ ‫تشق الصدور!!‬ ‫شق الجيوب في محنة القدس * * * ولكنها‬ ‫ِّ‬ ‫ال ت ِّ‬ ‫وكأنها نياحة على فردوس مفقود ال يدرك مغزى تلك القدسية من أجاد فقه التطبيع‬ ‫مع عدو يسوق الطرف اآلخر من المعاهدة أمامه لنقل الماء ليس إال‪.‬‬ ‫هكذا نرى في بعض شذرات بدوي الجبل شاعراً محبا ً لعروبته‪ ،‬عاشقا ً لألرض‬ ‫ي على الطامعين‪ ،‬فلسنا من المصفقين لمعارضته‬ ‫التي ولدته‪ ،‬لسانه الضاد عص ّ‬ ‫اللوامين على مدحه لنظام دولة ما‪ ،‬يهمنا ما يقول‪ ،‬يُغرينا بهاء‬ ‫السياسية‪ ،‬وال من ّ‬ ‫ع ّد شاعر‬ ‫أسلوبه من الشعراء المكثرين‪ ،‬يشدنا خصال شعره من الكالسيكيين‪ ،‬حتى ُ‬

‫‪25‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫العروبة أو متنبي القرن العشرين؛ ألنه يرى أن الشعر العربي "سلسلة متصلة‬ ‫تزهو بأسماء كبيرة تركت لنا اإلبداع الذي كان ثروة وتراثا ً ومحرضا ً على أن‬ ‫نرتفع لمستواه وأن نكمل رسالته اإلبداعية؛ فأدبنا العربي من أرقى وأعظم آداب‬ ‫العالم"‪.‬‬ ‫ختاماً‪ ،‬ذكرنا أن الشاعر يملك شيطان شعر خاص بالمناسبات‪ ،‬فال يبدأ قصيدة‬ ‫يروج لعروبته‪ ،‬ويبوح بحبه ألرض ال تتعدى إال أن تكون حرة‬ ‫بمناسبة ما حتى ّ‬ ‫في عصر جاهلي‪ ،‬أو معشوقة في غزل عذري أموي‪ ،‬أو حاكمة على عرش‬ ‫عباسي‪ ،‬أو زهراء في تصوف فاطمي‪ ،‬وهذا ما جعله يزيل لثام الحياء ع ّما يدور‬ ‫في خلجات قلبه؛ فاستحق لقب بدوي الجبل مصنَّفا ً في الطبقة األولى من شعراء‬ ‫سوريا والعربية‪ ،‬ففي مؤتمر للشباب أنشد قصيدته "تحية الشباب" التي تصلح ألن‬ ‫تكون دستوراً أصيالً في ثقافتنا العربية األصيلة‪.‬‬ ‫يقول بدوي الجبل‪:‬‬ ‫هيهات بعد اليوم يهدم مذهب * * * صرح العروبة والشباب بناته‬ ‫إني عبدت هللا ال نيرانه * * * سر التقى عندي وال جناته‬ ‫والعقل دل عليه ال قرآنه * * * في آية الكبرى وال توراته‬ ‫الدين دين الحب فهو عقيدتي * * * ولو أنه في الشرق قل دعاته‬ ‫واألفق أقرأه الكتاب منزال * * * نعم الكتاب نجوم آياته‬ ‫بيت العروبة حين أسجد قبلتي * * * ال طوره قصدي وال عرفاته‬ ‫من بعض أسماء العروبة أرزه * * * يوم الفخار نيله وفراته‬ ‫كالروض ملتف الخمائل ناضرا * * * ما ضره لو نوعت زهراته‬

‫‪26‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫كلنا نعرف ان التعليم عن بعد على مستوى العالم يعني ان تدرس عبر االنترنت‬ ‫في مكان بعيد عنك جغرافيا ‪ ،‬ويكون التواصل بين الطالب واالساتذة عبر شبكة‬ ‫االنترنت والدوائر التلفزيونية ‪....‬‬ ‫عندنا يختلف االمر بعض الشيء ‪...‬‬ ‫ويقصد به ان يتكيء االب في زاوية الغرفة ويراقب ابنه الذي يدرس في مدخل‬ ‫الغرفة ‪ ،‬واضعا قربه مجموعة من النعاالت وعصا طويلة يهش بها ابنه كلما شرد‬ ‫عن الدرس ‪ ،‬وان تمادى في شروده قذفه بنعال طائر عن بعد تعيده الى مسار‬ ‫الدراسة ‪..‬‬

‫‪27‬‬


‫شعــــــر‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫د‪ .‬أحالم غانم‬ ‫وأ َ‬ ‫ظ ُّل أ ْه ُج ُد يا ُز َح ْل‬

‫إنِّي‪ْ ..‬‬ ‫س َج َد ْ‬ ‫ت‬ ‫ت – ينابي ُع ابتهاال ِ‬ ‫وإن َ‬ ‫جمالك‪ -‬لل َمألْ‬ ‫األثير إلى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َوتَ َ‬ ‫طيَّ َب ْ‬ ‫ض َّو َع ْ‬ ‫ت جهةُ التّناهي‬ ‫َوتَ َ‬ ‫والتُّ ُخو ْم‪!..‬‬

‫بهزيع روحي‬ ‫ِ‬ ‫الفجر‬ ‫ين‬ ‫إ ْذ‬ ‫َ‬ ‫ار َ‬ ‫أراك على َم َ‬ ‫ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ب من لُ َج ِ‬ ‫تبت ِك ُر القَ َد ْر‬ ‫ص ْل‬ ‫َجم‬ ‫ّ‬ ‫وبغير ن ٍ‬ ‫للمجر ِة قد و َ‬ ‫ِ‬

‫ٌ‬ ‫ساكن‬ ‫س ْب َحانَ َم ْن ه َُو‬ ‫ُ‬

‫عرائس زهرتي‬ ‫وترى‬ ‫َ‬

‫ب ‪..‬‬ ‫القلم السَّجينَ ِمن القلو ِ‬ ‫َم ْن يُط ِل ُق َ‬ ‫إلى المعالي‬

‫ض‬ ‫س َك نحو إيقاعٍ َي ِق ُّ‬ ‫فتمي َل شم َ‬ ‫اجعي‬ ‫ض ِ‬ ‫َم َ‬ ‫ب ال َمثَ ْل‬ ‫ض ْر ُ‬ ‫ليحيلَها َ‬

‫حانَ بيت ُال ِ ّ‬ ‫عر يَ ْمتَا ُح الدلي َل من‬ ‫ش ِ‬ ‫المدى‬ ‫لي ُ‬ ‫ح‬ ‫وف‬ ‫ُ‬ ‫ط َ‬ ‫قوس هللاِ ُم ْبتَ ِهالً على قُزَ ِ‬ ‫البياض‬ ‫َّار‬ ‫ال َب ِريَّ ِة‬ ‫ْ‬ ‫خلف تَي ِ‬ ‫َ‬

‫اريح‬ ‫َو يرفُ ُل‬ ‫ُ‬ ‫البحر ال ُمزنَّ ُر في تَ َب ِ‬ ‫الوداع ِة‬ ‫َازلُهُ ال َب َد ْد؟!‬ ‫فإذا انجلى ال يُن ِ‬

‫ش‬ ‫ي ْرتَ ِع َ‬ ‫وت ُ َع ِ ّز ُز الغ ََّرا ُء معناها فَ َ‬ ‫الهوى‬

‫حائب يا َملَ ْك‬ ‫س‬ ‫وب تَسْبيني ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫سأ ُج ُ‬ ‫أطفو و ْ‬ ‫إن َر َدموا السبي َل إلى ِوصا ِل َك‬ ‫الو َج ْل‬ ‫َّ‬ ‫بالرما ِد و ِب َ‬

‫ض َحى‬ ‫الن ال ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫فيض يُسافِ ُر نحو ِغ ْز ِ‬ ‫ُ‬ ‫األذان إلى‬ ‫والصوتُ ِمئذنةً يُطيِ ُّرهُ‬ ‫معاليك التي‬ ‫َ‬

‫إ ِنّي‪ْ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫األفق‬ ‫وإن‪-‬فوقَ الوها ِد‪ -‬ترنَّ َح‬ ‫البعي ُد ِمن ال َم َد ْد‬

‫‪28‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫تالء‬ ‫اركُ الم ِ‬ ‫ق ْد ه ََّزها ِ‬ ‫الج ْذعُ ال ُم َب َ‬ ‫َّ‬ ‫ون‬ ‫الزيزَ فُ ِ‬ ‫أزهاره ثمراً ‪ ..‬صالةْ‬ ‫وقد َغ َدت‬ ‫ُ‬

‫س ْ‬ ‫ت شفتي ثُريَّا ٍ‬ ‫ت‬ ‫ص ْلتُ ت َح َّ‬ ‫س َ‬ ‫وإذا َو َ‬ ‫طوقها ارتعاشاتُ َّ‬ ‫الطلَ ْل‪:‬‬ ‫تُ ّ‬ ‫وأرى ‪..‬وال ُزلفَى أرى في ُز ْلفَى‬

‫قِ ّدِيسةٌ تلك المدينةُ أحْ تَوي فيها‬

‫ْراب ال َمآبْ !‬ ‫َّأال‬ ‫تتوب إليه أس ُ‬ ‫َ‬

‫سوف‬ ‫ُم َكابَدا ِ‬ ‫ت ال ُك ُ‬

‫***‬

‫وأحم ُل ال َّ‬ ‫مس ‪ ..‬الخيال‬ ‫ش َ‬

‫كم كنتُ أرجو ْ‬ ‫ْ‬ ‫أراك‬ ‫أن‬

‫ار‬ ‫س ْ‬ ‫إلى جداو ِل َك ال َم َ‬

‫ُ‬ ‫ق‬ ‫والموكب‬ ‫ُ‬ ‫المفتون يحملُنا على قَلَ ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫الز َو ْ‬ ‫ال؟‬ ‫ياح تُز ُّجنا ُح ُج ُ‬ ‫ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫وطن م َددْتُ له دما ً‬ ‫ٌ‬ ‫ما ه َّم ‪..‬لي‬

‫األنين‬ ‫المثقوب ِمن َوأَ ِد‬ ‫والكوكب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ِم ُّد ِمن شوقي يُ َك ِلّلُنا التَّ َو ُّه ُج ليلةً‬ ‫سب ِْع‬ ‫قمر‬ ‫ب ال َّ‬ ‫انتظار غَيا ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫تنأى على ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِثار !‬ ‫ق واال ْند ْ‬ ‫الطبا ِ‬

‫ت‬ ‫ت الخمائ ِل في أمسيا ِ‬ ‫ل َيرى ارتعاشا ِ‬ ‫ال ِو ْ‬ ‫صال !‬ ‫ل َم ِن التَّش ِ ّكي ‪..‬؟‬

‫تتزاح ُم الرؤيا على ُه ْدبي فلي‬

‫يا س ِّيدي‬

‫***‬

‫ض َم الور ُد ال َّ‬ ‫شذا‬ ‫لن يَ ْه ِ‬

‫يك تحت غ َ​َواي ِة الما ِء‬ ‫بالعوم في كفَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫الرأس ‪..‬‬ ‫ت‬ ‫ب ِمن مدارا ِ‬ ‫ال ُمخ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫في ما تبقَّى من سماءٍ ‪ ..‬ه ُّمها‬

‫َ‬ ‫ولذاك يهض ُمهُ الذي ما ِعن َدهُ‬ ‫ِعل ٌم ِبما في ِه منَ األورا ْد !‬

‫ف العَ َد ْم‬ ‫إ ْذ‬ ‫تكشف األضدا َد في َك ْه ِ‬ ‫ُ‬

‫‪29‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫محمد مجدوب ‪ /‬الجزائر‬

‫ِميلَةٌ واحده وال ميالتان‬

‫اك يَا أَ ْرض تَحْ تَ ال َج َزائِ ْر‬ ‫َما َد َه ِ‬ ‫هي ذي ميلة مراد األمان‬

‫ِّ‬ ‫مهتزة الجبال الدِّواني‬ ‫اليوم‬

‫نبأ قد أتى على عجل بيـ‬

‫ـن اللِّيالي يحكي عن ِّ‬ ‫الهزتان‬

‫هي أرض عزيزة البرهان‬

‫قشرة في مفاعل في الغليان‬

‫شدِّة قد تنفِّست تحتها في‬

‫خمسة كادت في سلِّم األوزان‬

‫مـر‬ ‫ريشتر في المقاس عال على ْ‬

‫ر ِّ‬ ‫الزمان ين ِّبئ باإلمعان‬

‫س ِّجل ِّ‬ ‫الهزة الخبير الذِّي ال‬

‫غيره يفهم خطوط البيان‬

‫ملهم في الحساب حاسوب ذو‬

‫‪30‬‬

‫بعنفوان‬ ‫الدِّرجات العلى‬ ‫ِّ‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫قلِّة يعرفون تفسير لغز‬

‫فوق أرض تشكوا مزيد االمتحان‬

‫ِّ‬ ‫بأي اللِّغات‬ ‫هزك مبهم ِّ‬

‫ِّ‬ ‫الزلزال العميق في الترجمان‬

‫أرض ذات الوجهان ال تهدئ فيـ‬

‫سلطان‬ ‫علو حرارة ال ِّ‬ ‫ها ِّ‬

‫صعداء النِّاس صرعى فيروسك المستهان‬ ‫في قرار تنفِّسي ال ِّ‬ ‫ال تض ِّمي مصيبتان الجمع‬

‫الخاطئ ينهي في حياة ِّ‬ ‫الزمان‬

‫‪31‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫نرجس عمران ‪ /‬سورية‬ ‫دخلك يا‬

‫تاج التيجان‬

‫ياحسكة دخلك التبكي‬ ‫وحياتك أنا ريقي نشفان‬ ‫من لما المي‬

‫حرموكي‬

‫من لما بعطشك صابوكي‬ ‫وخلوكي مبلية و سموكي‬ ‫بلد المليون ‪......‬عطشان‬ ‫وعاصحرا تراباتك تتكي‬ ‫عم حس بحلقي يبسان‬ ‫وروحي عطشا عم تشكي‬ ‫وحياة الخالق أنا تعبان‬ ‫واجعني وجعك ياحسكة‬ ‫مليون وأكتر من إنسان‬

‫‪32‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫باسمن عمالي‬

‫احكي‬

‫باسمن شربنا الحرمان‬ ‫وهالمرة مرة كل تكة‬ ‫بتعزي‬

‫هللا يا‪ ....‬بلدان‬

‫الحسكة عطشاعم تحكي‬ ‫هالوغد اإلسمو أرد ‪..‬غان‬

‫ايد بايد بدمعة بضحكة‬

‫ما خال من المي ‪...‬تنكة‬

‫تنخلي هالعالم ندمان‬

‫يل متلو أبدا مو حرزان‬

‫ومحبتنا نلبس شبكة‬

‫بلكي‬

‫تشبكنا أهل و خالن‬

‫جربانة روحو‬

‫ارحمها بلطفك يا رحمن‬

‫وبغيرة قلوبن مشتركة‬

‫وبحلمك عدي هالوعكة‬

‫يلال اتحدو يا عربان‬

‫هالظلم ما الو ميزان‬

‫بتم العالم صرنا علكة‬

‫عالقادر أبدا مو لبكة‬

‫هالمجد مصفى ضيعان‬

‫يلال ياعربان بهالزمان‬

‫وقصصناهي هي مشربكة‬ ‫تنصب من الغضب طوفان‬ ‫ونحبك ها لقصة حبكة‬ ‫ترى بكرى مو سهلة كمان‬ ‫عاوالدك تمرق هالدعكة‬

‫‪33‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫وحيدة ميرا رجيمي‪ /‬الجزائر‬ ‫استفاق الوطن ‪..‬‬ ‫زمن الكوفيد‪..‬‬ ‫على خبر جديد‪..‬‬ ‫ميلة اهتزت‪..‬‬ ‫تتأرجح و تميد‪..‬‬ ‫مسهد الجفن‪ ..‬أفقنا‪..‬‬ ‫مآقينا تنوح بال كلل‪..‬‬ ‫ضاع الوتد ‪..‬‬ ‫زاد التنهيد‬ ‫كيف لي رتق جرح المسافات‪..‬‬ ‫أللحق بالبعيد‪..‬‬ ‫ميالف ‪..‬‬ ‫قدرنا يمتحن صبرنا ‪..‬‬ ‫إيماننا واحتسابنا ‪..‬‬ ‫كل يوم بجرح جديد ‪..‬‬ ‫فمرحبا بقضاء القدير‬ ‫هو من يبدي ويعيد‪..‬‬

‫‪34‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫صورية حمدوش ‪ /‬الجزائر‬ ‫ماذا أقول يافلسطين ياأبية ؟‬ ‫دخلوك عمال نظافة ياسخية‬ ‫وصاروا أسياد األرض والقرار‬

‫وإن طال األمد ألما‬

‫وأصحاب الدار وفرضوا جزية‬

‫ستغسل من كل قدم همجية‬

‫واإلخوان يتسابقون في ذل‬

‫ال تصدق اليهود وأذنابهم‬

‫من منهم يمسح لكم األحدية‬

‫فهم افرنجة وماذا عن العربية‬

‫ويبوس االقدام ويتمسح‬

‫أم أنهم اعراب اصولهم‬

‫في أثركم لم تبقى لهم هيبة‬

‫مشكوك بنسبها للعربية‬

‫مسحوا بكراماتنا األرض‬

‫يالى الذل والعار‬

‫وغرزوا بقلوبنا بندقية‬

‫الذي توج جبين السجية‬

‫مكتومة الصوت رصاصاتها‬

‫فصرنا نجتره كاألنعام‬

‫تسقطنا كالذباب خيبة‬

‫ُح ِملَ ْ‬ ‫ت عليها أوزار البلية‬

‫في أمل رضعناه من أمهاتنا‬

‫النملك سوى كلمات‬

‫القدس عربية عربية‬

‫نصوغها بئس لزمن المذهبية‬ ‫صرنا شعتا غبرا‬ ‫نقتفي أثار الحق كسبية‬

‫‪35‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫حنين شوقي‬ ‫َّ‬ ‫آب صلصاال‬ ‫تخطفني ُ‬

‫ف اشتهائي‬ ‫ِ‬ ‫ض ْع َ‬

‫من قبل تكويني‬ ‫و خ َّ‬ ‫َط على حاشية بر ِديَّته‬

‫َو َ‬ ‫التدوين‬ ‫ت في‬ ‫طفَّ ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫نحيب غب ٍْن‬ ‫ض َّج في الوادي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و قال اإلخوة ُ حنقا‪:‬‬

‫طين‬ ‫بماءٍ و‬ ‫ِ‬ ‫خطب من أعلى ُ‬ ‫وره‪،‬‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ط ِ‬

‫ضهُ فينا إلى األبد‬ ‫سنقت ُل نب َ‬

‫و األشقاء في ذهول‪:‬‬

‫للمفتون‬ ‫و ال عزا َء‬ ‫ِ‬ ‫ال ْ‬ ‫لن أل ِقّنَهم طقوس الدفن‬

‫نزا من طيف احتجابه أَ ٌخ‪،‬‬

‫سأق ِس ُم الميال َد ع ْدال‬

‫ت ُّم ُ‬ ‫وز صاح مغضبا‪:‬‬ ‫بحق السماء! أَ‬ ‫نسيت َّ‬ ‫حق البكورة؟‬ ‫َ‬

‫سأز ُن بالقسطاس طينِي‬ ‫و ِ‬ ‫سأ ُ ُ‬ ‫علن انبثاقي‬

‫ب فينا‬ ‫ل ْم ت َْر َ‬ ‫ع وصيةَ األ ِ‬

‫شهر َه َّل هاللُه ُ‬ ‫في كل ٍ‬

‫تشرين‬ ‫و ال نُص َح‬ ‫ِ‬ ‫ناك ُكالَّ‬ ‫أقطعت أَ َ‬ ‫َ‬

‫الجبين‬ ‫بدرا على‬ ‫ِ‬ ‫و أَبُ ُّ‬ ‫رح ِم األيام من شوقي‬ ‫ث في ِ‬

‫ت األبواب‬ ‫و‬ ‫كدت لي حين تفرق ِ‬ ‫َ‬

‫َع َّل ال َّ‬ ‫شوقَ في َم َداهُ يشفى‬ ‫التكوين‬ ‫ِمن َو ْق َدة‬ ‫ِ‬

‫هذا الميالد يكفيني‬

‫و ْ‬ ‫باليمين‬ ‫يت‬ ‫أز َر َ‬ ‫ِ‬ ‫أَ َريْتني في الوسم القديم‬

‫‪36‬‬


‫نصوص نثرية‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫فراقد السعد‬ ‫صعةٌ‬ ‫شراشف ُممزقةٌ‬ ‫وشراشف ُم َر ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الشراشف الممزقة‪،‬‬ ‫األرض‪ ،‬يهط ُل اللَّي ُل ثقيالً على‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تتوج ُع السما ُء من صخ ِ‬ ‫ُ‬ ‫يالمس الشفاهَ المتكسرةَ من جوفٍ خَوى ّإال ِمن‬ ‫األصابع المترب ِة‪،‬‬ ‫ينزلق الثل ُج على‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫دعاءٍ ‪ّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫مسامع أ ُ ٍم واجفةٍ‪ ،‬المجهو ُل يصف ُع‬ ‫تقافزت إلى‬ ‫سنَّيْن‬ ‫األيام بال ُخ ِ‬ ‫أزاتُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫تحت شراشفٍ التحتم ُل‬ ‫عيون تذب ُل‬ ‫األنفاس‪،‬‬ ‫والضمير يوئ ُد‬ ‫والحبر‬ ‫الخبز‬ ‫نفا ُد‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫األنين‬ ‫أسفار‬ ‫الصديد‪،‬‬ ‫ت منَ‬ ‫ب‪ ،‬تسمعهُ السما ُء كصيح ِة المو ِ‬ ‫ّ‬ ‫ب منَ الثقو ِ‬ ‫ُ‬ ‫تسر َ‬ ‫ِ‬ ‫الكؤوس المتضاربةَ‬ ‫األجداف ُّ‬ ‫صعةَ‪..‬أس َمنها الريا ُء وال ِكبَ ُر‬ ‫تهز‬ ‫ِ‬ ‫والشراشف المر َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫بأحجارها ال ُمستباح ِة ‪ ،‬إذا ما الحياء ش َّد الرحا ِل‪،‬‬ ‫وعرقَ جبين ِه من وج ِه ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّللا المرئ ّ‬ ‫شهبا ً‬ ‫تعر ْ‬ ‫ع‪ ،‬يتقافزون ُ‬ ‫كيوم البعثِ‪ ،‬تهرعُ النجو ُم‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫تستر الجيا َ‬ ‫السقوف ال ُمنفلت ِة‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫السماء‪ ،‬اليفلتونَ شراشفهم البالية‪ ..‬شاهدةً‬ ‫طائر‬ ‫الغرابين‪،‬يوم يأتي ك ّل‬ ‫لنهش‬ ‫إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من عنق ِه‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫عالم المرأة‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫زهرة محمد‬ ‫ع َظمة عقلك تخلق لك الحساد‬ ‫وع َظمة قلبك تخلق لك‬ ‫األصدقاء‬

‫‪38‬‬


‫أزياء‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪39‬‬


‫كاريكاتير عراقية‬

‫ناصر إبراهيم‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪40‬‬


‫حوار‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪41‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫في إطار الحلم الجميل الذي أسعى إلى تحقيقه أنا األديبة والصحفية صورية‬ ‫حمدوش مد جسور التواصل بين المبدعين العرب ضيفتنا لهذا العدد تطل علينا من‬ ‫من تونس الخضراء ‪ ،‬اسم على مسمى شراين قلبها كأغصان شجرة وارفة الضالل‬ ‫تحتضن محبيها ونبسط لهم قلبها سجادا لراحتهم انها أصيلة الجنوب التونسي ‪،‬‬ ‫تكتب باللهجة العامية والفصحى ‪ ،‬صدر لها ديوان العشق األخير ‪ ، 2019‬لها‬ ‫مخطوطات بانتظار الطباعة‬ ‫ حمى األرض‬‫ كلمات تائهة‬‫ ألجل عينيك‬‫ همس القوافي‬‫ عضو بالعديد من المجموعات والمجالت االلكترونية ‪.‬‬‫ مديرة بوكالة صرخة وطن الدولية‬‫ رئيسة جمعية ثقافية بتونس‬‫رئيسة المجلة اإللكترونية همس العاشقين‬‫ لها العديد من المشاركات بالملتقيات الوطنية والعربية لالبداع والشعر بالفصحى‬‫والعامية ‪.‬‬ ‫ نظمت أول مهرجان عربي بمدينة صفاقس شارك فيه ‪ 9‬دول عربية لتكون لها‬‫السبق في مد جسور التواصل بين المبدعين العرب في بداية يوليو ‪. 2019‬‬ ‫ أهال وسهال بك شاعرتنا ‪ ،‬نبدأ رحلتنا على بركة هللا بين الفصحى والعامية‬‫أين تحلق بعفوية أكثر شاعرتنا نجوى النوي ؟‬ ‫ نجوى النوي بداياتي كانت بالفصحى والعامية انسياق إلى موروث كبير تربيت‬‫على متابعته حتى الشغف وانطلقت بالكتابة حسب كل قصيدة تولد بكيفيتها وصيفتها‬ ‫وتبقى الفصحى القضاء الشاسع الذي يكتبني قبل كتابته‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫ للشعراء والكتاب طقوس فهل شاعرتنا لها محراب مقدس للكتابة أم أنها تتبع‬‫الوحي أينما نزل ؟‬ ‫ ككل الكتاب نجوى النوي طقوس ال نعترف بالتوقيت وال المكان فأينما حضر‬‫الوحي والبوح تجدني أخرى تلبسني أفكاري وتسيطر حتى خروجها إلى النور ‪.‬‬ ‫ دواوينك الجاهزة كمخطوطات شاعرتنا هل كلها فصحى أم مزيج أم كيف ؟‬‫ أكثرها فصحى ‪ ،‬حتى األرض‪ ،‬كلمات تائهة ‪ ،‬ألجل عينيك ‪ ،‬واحد وليس‬‫وحيد عامية ‪ ،‬همس القوافي‪.‬‬ ‫ المهرجان العربي األول الذي أقمته بصفاقس وكنت ضيفتكم كيف خالجتك‬‫الفكرة بجمع للوطن العربي؟‬ ‫ نجوى النوي فكرة جمع المبدعين من األقطار العربية كانت مجازفة كبيرة وكان‬‫رهان شخصي حيث كانت الدورة األولى للملتقى العربي لإلبداع بصفاقس على‬ ‫نفقتي الخاصة حيث لم يساعدني أحد ال وزارة الثقافة وال غيرها فقط بعض‬ ‫األصدقاء آمنوا بالفكرة والحمد هلل حققنا نجاحا ‪.‬‬ ‫ بارك هللا فيك ليس مجازفة بل مشروع لحمة عربية ناجحة بكل المقايس وأنا التي‬‫حضرت مهرجانات عربية كل التحايا شاعرتنا ومزيد من النجاحات ‪.‬‬ ‫ بعد نجاح الطبعة األولى هل هناك اعتراف من طرف الهيئات الرسمية وبالتالي‬‫التكفل بالدعم المادي والمعنوي لطبعة ثانية تلوح باألفق ؟‬ ‫ نجوى النوي هناك وعود وان شاء هللا تنتهي أزمة كورونا وننظر بالموضوع ‪.‬‬‫ هل كتاباتك هل بعض سيرتك الذاتية؟‬‫ نجوى النوي كثيرها وجلها عني بل مشاعر وأحاسيس ومواقف معيشية‪.‬‬‫ يقال يولد الحرف من الوجع أكثر منه من الفرح فأينما يكتب شاعرتنا نجو‬‫نجوى النوي؟‬ ‫‪ -‬الوجع يكتبني أكثر من الفرح وأعبر وأنا حزينة أكثر من أني سعيدة ‪.‬‬

‫‪43‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫ شاعرتنا نجوى النوي زوجك أيضا شاعر على حد علمي هل هناك مشروع‬‫مشترك كثنائيات غزلية مثال تجمعكما قريبا ؟‬ ‫ نجوى النوي لنا محاورات وردود بالقصائد من قبل الزواج كثيرا مجتمعتنا هذه‬‫الثنائيات ‪.‬‬ ‫ شاعرتنا يبدو أنك من عائلة فنية ألختك أيضا تبدع بالمسرح فهل هناك عمل‬‫مشترك كتابة ملحمة شعرية الجسد على خشبة المسرح مثال ‪ ،‬وهل والديك‬ ‫الكريمين يغزالن خيوط الحرف وبالتالي الشعر وراثة عائلية؟‬ ‫ نجوى النوي نعم حصل وإن كتبت نصا مسرحيا ونقد على أرض الواقع أيضا‬‫‪ ،‬ملحمة شعرية ‪.‬‬ ‫ إلى مدى ساهمت حياتك الزوجية من شاعر في إبداعك وإشعاعك وطنيا‬‫وعربيا ؟‬ ‫ نجوى النوي ساهمت حياتي الزوجية في مواصلة مشواري األدبي وكانت حافزا‬‫كبيرا ومهما لالنتشا ر حيث بتشجيع من زوجي العزيز وحثه للبروز كنت أحقق‬ ‫النجاح والتوفيق فال أطلب من هللا إال أن يدوم هذه النعمة والعشرة واالتفاق بيننا‬ ‫فهو شاعر ويفهم معنى المكابدة ألجل الوصول إلى النجاح والتفوق‪.‬‬ ‫ هللا يديم حبل الود بينكما ويحفظكما بالفعل أنتما مفخرة للشعراء والساحة األدبية‪.‬‬‫ كلمة أخيرة لمنبرنا والتجربة التي أسستها لخلق جسور تواصل افتراضية‪.‬‬‫ نجوى النوي فضاء ثقافي يساهم بالمشهد الثقافي العربي ومنبر يالقينا لنرتقي ‪،‬‬‫محبتي لك وأمنياتي لك بالمزيد من النجاح ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫أقالم شابة‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫براء حسين طراد ‪ /‬العراق‬ ‫ِبـ ُحزني قَبل فرحي‪،‬‬ ‫ِبجنوني‪ ،‬قَبل تعقلي‪،‬‬ ‫بِيأسي‪ ،‬قَبل أملي‪،‬‬ ‫ِبنقصي‪ ،‬قَبل اكتمالي‪،‬‬ ‫بِمزاجيتي‪ ،‬قَبل رواقي‪،‬‬ ‫ضعفي قَبل ثباتي‪،‬‬ ‫ِب ُ‬ ‫ُخذني ِبقلب َ​َّك دائ ًما َعلَ ٰى َمح َّمل اِالحتواء‬ ‫َعلَ ٰى َمح َّمل ال ُحبَّ‬ ‫المأوى والمستقر َوالسن ِد َوالوكيل‬ ‫َع َل ٰى َمح َّمل‬ ‫ٰ‬ ‫ي ابٌّ ثاني‪ُ ،‬خذني إليك دائ ًما َوال تهشمني بالبُعد‬ ‫ِم ْن بَعد أبي َ‬ ‫انت ل ّ‬ ‫فأنا ضعيفةٌ‬ ‫َّ‬ ‫إلى االبد ‪....‬‬ ‫دونك َوقوية َ‬ ‫بك ٰ‬

‫‪45‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫محمد صديق الحمكي‬ ‫انت االروع‬ ‫انت االبرع‬ ‫روحك طير‬ ‫جسدك شجرة‪.‬‬

‫مدي يديك‬

‫لست بعيد‬

‫وامسكي نجمة‬

‫لست بعيدة‬

‫مدي بصرك‬

‫وان كنت وحيد‬

‫وكوني أسمى‬

‫وان كنت وحيدة‬

‫ارفعي راسك‬

‫في السماء تجتمع‬

‫وكوني رقيقة‬

‫النظرات الشريدة‪.‬‬

‫كوني عنيدة‬

‫انظري لألعلى‬

‫كوني رشيدة‬

‫تمني االبعد‬

‫فروحك طير‬ ‫وجسدك شجرة‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫مسك الختام‬

‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫قاسم الغراوي‬ ‫التطبيع بين االمارات واسرائيل ليس غريبا‬ ‫ويمتد الى فترة طويلة سبقتها عالقات‬ ‫رياضية ومنتديات ولقاءات وفي الواقع هو‬ ‫خطوة متقدمة التفاقيات ستراتيجية ‪ ،‬الن‬ ‫مراحل الخوف والتردد والتطبيع انتهت مع‬ ‫اتفاقية كامب ديفيد وما تالها من اتفاقية‬ ‫أوسلو‬

‫فمصر‬

‫واألردن‬

‫والسعودية‬

‫واإلمارات وعمان والبحرين والمغرب‬ ‫والسودان الكل سائر بهذا االتجاه وال‬ ‫اعرف ماهي فائدة مؤتمرات القمم التي يعقدها العرب او المؤتمرات اإلسالمية او‬ ‫الخاصة بالقضية الفلسطينية سوى لقلقة لسان تعبر عن االستنكار والرفض‬ ‫واالدارنة وأعتقد سيأتي اليوم الذي تدين فيه هذه الدول المقاومة عموما وفلسطين‬ ‫خصوصا بأنها تهدد االستقرار!!!‬

‫‪47‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬ ‫ومحمد بن زايد يعتقد قدم تضحية للقضية الفلسطينية حينما طلب من الكيان‬ ‫الصهيوني عدم ضم أراضي الفلسطينية الى الكيان الغاصب في الوقت الذي يصرح‬ ‫فيه السفير األمريكي لدى إسرائيل بأن هذا االمر لن يكون طويال‪.‬‬ ‫االتفاق سيساعد على بناء قواعد عسكرية السرائيل ومثابات امنية في االمارات‪،‬‬ ‫بعد ان اقنعت اسرائيل الحكام فيها بانها ستتمكن من حمايتهم من خطر وهمي اسمه‬ ‫ايران كما اقنعت من قبله‬ ‫وترامب يلعب على وتر حساس في منطقة ملتهبة لن تهدأ على مر العقود ووجود‬ ‫القواعد إلسرائيل ومنحها مواقعآ استراتيجية في الخليج يجعل المنطقة باهتزازات‬ ‫أمنية إقليمية دائمة واستنفار دائم والتاهب للمواجهات بين الد خصمين إيران‬ ‫اإلسالمية والكيان الغاصب‪.‬‬ ‫ونعتقد سيكون هناك تعاونآ تجاريآ وتوقيع اتفاقات اقتصادية مشتركة وتبادل ثقافي‬ ‫وسياحي‬ ‫وبهذا فان امريكا قد غيرت قواعد اللعبة واوكلت دورا مهما لالمارات لغرض‬ ‫ابتزازها واتخاذها موقعا مهمآ للكيان الصهيوني وتعد هذه الخطوة أيضا ردآ على‬ ‫تواجد القطعات التركية في عمان القريبة من اإلمارات التي تشهد توترا مع تركيا‪.‬‬ ‫وكذلك فإن مشروع توقيع االتفاقيات بين االمارات واسرائيل يرتبط بالتحدي الكبير‬ ‫العظم دولة اقتصادية في العالم وهي الصين التي مدت اذرعها نحو الخليج ومنطقة‬ ‫الشرق األوسط متحدية امريكا ونشاطها وتواجدها العسكري وبالتالي فإسرائيل‬ ‫عين اخرى المريكا تتابع نشاطات إيران في الخليج وتعاونها مع الصين‪.‬‬ ‫وهذا االتفاق متمم باتجاه تحقيق خطوات نحو صفقة القرن التي تصادر حقوق‬ ‫الشعب الفلسطيني برعاية وخيانة عربية‪.‬‬

‫‪48‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪49‬‬


‫مجلة حدودها العالم أجمع مجلة زهرة البارون العدد ‪175‬‬

‫‪50‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.