مجلة زهرة البارون العدد 178

Page 1

‫‪178‬‬

‫‪178‬‬

‫أسبوعية‬ ‫رئيس التحرير البارون األخير محمود صالح الدين‬

‫إصدارات مؤسسة البارون للنشر االلكتروني‬

‫‪1‬‬


178

2


‫‪178‬‬

‫المحتويات‬ ‫مقال افتتاحي ‪5..................................................................‬‬

‫قراءات‬ ‫بدايات الحركة التشكيلية في العراق ‪ /‬موفق الطائي ‪7.......................‬‬ ‫حكاية هذا األسبوع ‪ /‬أبو عثمان السراج ‪10..................................‬‬ ‫االستجواب السقراطي ‪ /‬امل محمد ياسر ‪12..................................‬‬ ‫نصف امرأة وجواد ‪ /‬د‪ .‬أحالم غانم ‪16.......................................‬‬ ‫مذكرات محكوم عليه باالعدام ‪ /‬حمزة شباب ‪22.............................‬‬

‫الغتيال مطلوب الوناس ‪ /‬ليليا عثمان الطيب ‪25............................‬‬

‫أدب ساخر‬ ‫طنش تعش تنتعش ‪ /‬د‪ .‬احمد جارهللا ياسين ‪28..............................‬‬ ‫كر وش وعروش ‪ /‬د‪ .‬حسام الطحان ‪29......................................‬‬

‫شعر‬ ‫ومضة في رمس ‪ /‬إسماعيل خوشناو ‪30.....................................‬‬ ‫الحماقة االنبل ‪ /‬نرجس عمران ‪31............................................‬‬

‫‪3‬‬


‫‪178‬‬ ‫حب الوطن ‪ /‬د‪ .‬صالح العطوان الحيالي ‪32..................................‬‬

‫حين نغيب فينا ‪ /‬د‪ .‬نادية نواصر ‪33..........................................‬‬ ‫كورونا ‪ /‬رزاق مسلم الدجيلي ‪34.............................................‬‬ ‫مصر يا وطني ‪ /‬محمد عناني ‪36..............................................‬‬

‫عالم المرأة‬ ‫كلمات راقت لي ‪ /‬زهرة محمد ‪37.............................................‬‬

‫حوار‬ ‫د‪ .‬سليمان جادو شعيب ‪ /‬صورية حمدوش ‪40...............................‬‬

‫أقالم شابة‬ ‫جوامد ومتغيرات ‪ /‬محمد صديق الحكمى ‪46.................................‬‬

‫مسك الختام‬ ‫عالم صارم عار عالم الغفلة ‪ /‬د‪ .‬المفرجي الحسيني ‪48.....................‬‬

‫‪4‬‬


‫‪178‬‬

‫مقال افتتاحي‬ ‫بقلم البارون األخير ‪ /‬محمود صالح الدين‬ ‫في البداية يجب االتفاق على ان‬ ‫االعالم العربي بشكل عام ال يخرج‬ ‫من هذه المصطلحات التهريج‬ ‫والتطبيل وقد ظهرت في السنوات‬ ‫األخيرة ظواهر إعالمية شاذه بين‬ ‫مطبل ومهرج وهناك أسماء كثيرة في‬ ‫هذا المجال فمنهم من يقف لجوار‬ ‫السلطة ليكون أداة تدافع عنها ويجد لها‬ ‫المبررات لما تفعل من كوارث وتكون‬ ‫في النتائج قتل وتهجير وسفك دماء‬ ‫وهؤالء هم الذين باالصل اليملكون‬ ‫سوى موهبة االنتهازية وهم نوعية من‬ ‫البشر يمكن إعادة شكله كما يراد منه‬ ‫واكثر هؤالء هم الذين يعملون في‬ ‫المؤسسات الحكومية وهم ابواق لمن‬ ‫يتولى القيادة بغض النظر عن ما تقدمه‬ ‫تلك القيادات من إنجازات وهناك منهم‬ ‫من يقود حمالت اعالم وهمية لتلميع‬ ‫بعض الشخصيات ألغراض وظيفية‬ ‫للحفاظ على المنصب وهوالء يحبهم‬ ‫السادة المسؤليين فقط النهم الوحيدين‬ ‫الذين يعترفون باإلنجازات الوهمية‬

‫‪5‬‬


‫‪178‬‬ ‫التهريج الى حد كثير وقد ابتعدت عن‬ ‫البرامج التوعوية التوضيحية ومن ال‬ ‫يعلم ان من اهم اسباب الحروب في‬ ‫العالم كان السبب الرئيسي هو االعالم‬ ‫وهو من اسقط الدول واشعل الحروب‬ ‫واثار القضايا الطائفية والقومية‬ ‫والترويج لها بالشكل القبيح وهذه‬ ‫وغيرها الكثير من الصور المأساوية‬ ‫التي رسمها االعالم ورجاله ومنها‬ ‫البشر‬ ‫معاناة‬ ‫في‬ ‫المتاجرة‬ ‫واالستعراض الخيري وقضية الرياء‬ ‫في عمل الخير امام الكاميرة ‪ ،‬وكل ما‬ ‫يجري في ساحة االعالم هو بسبب‬ ‫االنتهازية وشخوصها التي سيطرة‬ ‫على القنوات اإلعالمية مما جعلها‬ ‫بضاعة تباع وتشترى وتنفذ اجندة‬ ‫لقوى سياسية تريد اشعال الحروب‬ ‫والفتن من اجل مصالحها االقتصادية‬ ‫وقد كان االعالم أداة لهذا وعليه ضاع‬ ‫العالم بين طبال ومهرج امتهنوا‬ ‫االعالم واذا ما استمر الحال على ما‬ ‫هو عليه فسوف تستمر الفوضى في‬ ‫هذا العالم ويجب على األقالم الرصينة‬ ‫إعادة األمور الى نصابها الحقيقي‬ ‫ولهذا كتبت ‪..‬‬

‫لهم وهم ذاتهم من يتحمل أسباب‬ ‫انهيارات والكوارث في المجتمع‬ ‫ويذكرني هذا بمقولة كنا نسمعها ونحن‬ ‫صغار وكانت تردد بكثرة مفادها (ان‬ ‫العصفور الذي يقف على سطح‬ ‫االذاعة وتلفزيون فاسد) ولهذه المقولة‬ ‫مدلول بما معناه ان قضية الفاسد في‬ ‫االعالم قديمة ومن هنا نفهم عملية‬ ‫تحريف في االعالم وقد تحدثنا عن‬ ‫وهم المطبلون اما عن التهريج فهم من‬ ‫اخذ صفة المهرج في انتقاد الطرف‬ ‫االخر ومن هؤالء من يكون مأجور‬ ‫وهم ينكرون هذا ولكن تفضحهم‬ ‫ايدولوجية التقديم والمواد التي يتم‬ ‫تداولها في تلك البرامج والغريب‬ ‫والذي يثير الغضب ان في االعالم‬ ‫العربي ليس هناك ابتكار انما تسعون‬ ‫بالمئة مستنسخه او هجينة والنسخ‬ ‫وتلك البرامج العربية تكون هزيله‬ ‫لدرجة كبيرة فاالعالم ال يجيد حتى فن‬ ‫التقليد والمهرجون في االعالم يأخذ‬ ‫من السخرية على الطرف االخر مادة‬ ‫اعالمية وكان لسان الحال يقول (رزق‬ ‫الهبل على المجامنين) وبصراحة‬ ‫مطلقة اكثر تلك البرامج اخذت شكل‬

‫‪6‬‬


‫‪178‬‬

‫قراءات‬

‫منذ فجر التأريخ تأكد دور الفنان‬ ‫واضحا في صنع الحضارة اإلنسانية‬ ‫‪ ..‬وفي تأشير الحاالت والقيم المتقدمة‬ ‫في حياة اإلنسان ‪،‬لذا اليمكننا أن‬ ‫ننظرالى الفنون نظرة معولة عن‬ ‫حركة الزمن والتأريخ ‪،‬كل حركات‬ ‫التطور الحضاري المرافقة لحياة‬ ‫الشعوب ‪ ،‬بل نتعامل معها على‬ ‫اعتبارها حلقة متطورة في الجهد‬ ‫اإلنساني الخالق وشكال من إشكال‬ ‫التغير اإلنساني المرتبط بشكل‬ ‫صميمي في مسيرة اإلنسان وأفعاله‬ ‫المبدعة‪،‬لذا نجد نتاجات وإبداعات‬ ‫الفنانين تحتضن بمفرداتها ذلك الهم‬ ‫والوجع اإلنساني‪،‬ونجده مترجما عبر‬ ‫طرق الفن المتنوعة ‪ ..‬من هنا يتجلى‬ ‫دور الفنان كصوت عال وضوء‬ ‫ساطع يسلط أضوائه على األحداث‬

‫موفق الطائي‬ ‫‪7‬‬


‫‪178‬‬ ‫تتعامل مع (الطبيعة) ‪،‬كان الفنان‬ ‫التشكيلي مندهشا ومنفعال بمفرداتها‬ ‫وتكويناتها الخالبة( كاألشجار والجبال‬ ‫واألنهار والزوارق ‪ )...‬ومن رواد‬ ‫تلك الفترة (عبدا لقادر لرسام‪،‬ومحمد‬ ‫صالح‪،‬وعاصم حافظ) ‪ .‬بذل جيل‬ ‫الرواد جهدا استثنائيا في البحث‬ ‫والتقصي عن الجوانب العلمية والفنية‬ ‫التي تطور قدراتهم بسبب عدم وجود‬ ‫مؤسسات أكاديمية فنية توفر لهم ذلك‬ ‫‪،‬لذا اعتبر الرعيل األول المؤسس‬ ‫الحقيقي لحركة الفنون التشكيلي في‬ ‫العراق ‪.‬افتقرت فترة بدايات القرن‬ ‫العشرين الى التواصل الفني بين‬ ‫الفنانين العراقيين وحركة الفن في‬ ‫الغرب‪ ،‬بسبب ضعف اإلمكانيات ‪،‬مما‬ ‫دفعهم الى السعي الذاتي ‪،‬من خالل‬ ‫السفر والكتب والمجالت الفنية التي‬ ‫يحصلون عليها ‪،‬التي تضم لوحات‬ ‫الفنانين العالميين ‪،‬مضاف إليها‬ ‫خبراتهم الذاتية واشتغالهم الدؤوب كل‬ ‫ضمن خصوصيته الفنية ‪..‬‬

‫والتحوالت الكبيرة ‪،‬وقد يلجأ الفنان في‬ ‫بعض األحيان إلى استخدام وأغطية‬ ‫وأساليب فنية يخفي تحتها مواقفه‬ ‫واتجاهاته (الفلسفية والفكرية)وذلك‬ ‫لجملة اعتبارات قاهرة‪ ،‬قد تكون‬ ‫(سياسية واجتماعية) ‪ ،‬كما كان الحال‬ ‫مع الفنان التشكيلي العراقي في فترات‬ ‫ماضية ‪.‬‬ ‫البداية األولى ‪:‬‬ ‫إن لفن الرسم العراقي الحديث ‪،‬ضمن‬ ‫الفنون األخرى‪،‬كمظهر من مظاهر‬ ‫الثقافة السائدة‪،‬تاريخا طويال يرجع‬ ‫بجذوره إلى األصول الحضارية‬ ‫والمحيط االجتماعي ‪،‬كما ينتمي كذلك‬ ‫إلى تفاعل كل المؤثرات األجنبية‬ ‫والمحلية في كيانه ‪،‬بل ويتحدد‬ ‫كمدرسة في الفن العربي عن سواه‬ ‫عبر التأريخ (‪ )1‬وكان جل اهتمامات‬ ‫الفنان التشكيلي العراقي في البدايات‬ ‫األولى لنشوء هذا الفن ‪،‬محصورة في‬ ‫داخل إطار التجريب والبحث في‬ ‫ضروب الفن واالنتهال والتأثر‬ ‫بالمدارس الفنية األوربية ‪،‬مما اكسب‬ ‫تجارب الرواد في فترة الحرب‬ ‫العالمية األولى أهمية تاريخيه لكونها‬ ‫عبرت عن نموذج حي لفن الرسم‬ ‫‪،‬الخارج من رحم مخاضات الظروف‬ ‫(االجتماعية والسياسية) الصعبة التي‬ ‫كانت تحول بين الفنان والحرية ‪،‬حرية‬ ‫التعبير‪،‬مما جعل اغلب معالجاته الفنية‬

‫في مطلع اربعنيات القرن الماضي قدم‬ ‫إلى العراق مجموعة من الفنانين‬ ‫البولونيين حيث نقلوا خبراتهم‬ ‫وتجاربهم للفنانين العراقيين ‪،‬والتي‬ ‫يمكن اعتبارها إضافة نوعية‬ ‫مهمة‪،‬وتأتي الحرب العالمية الثانية‬ ‫لتشكل دفعة قوية في مسار حركة الفن‬ ‫التشكيلي العراقي ‪،‬لكونها فتحت أفاق‬

‫‪8‬‬


‫‪178‬‬ ‫العربي وفي العراق خاصة ظهرت‬ ‫هناك مفاهيم وقيما جديدة جاءت نتيجة‬ ‫طبيعة لذاك المد الثوري ‪،‬حيث جعل‬ ‫نتاجات الفنانين تمتزج بالكثير من‬ ‫مفرداتها ورموزها النضالية ‪،‬وكانت‬ ‫جهودهم منصبة حول المفاهيم القومية‬ ‫التحررية واستلهام الموروث الشعبي‬ ‫والتراث\ العرابي ‪..‬وجاءت تجارب‬ ‫وجهود الفنانين(جواد سليم ‪،‬وفائق‬ ‫الشيخلي‪،‬وجميل‬ ‫حسن‪،‬وإسماعيل‬ ‫حمودي) واضحة في هذا المسار الفني‬ ‫الجديد الذي دخل الحركة الفنية في‬ ‫العراق‪ ..‬واعتبر النقاد هذه المرحلة‬ ‫مهمة في تأريخ (الفن التشكيلي‬ ‫العراقي) ألنها جاءت تحمل في طياتها‬ ‫بذور االبتكار والتجديد والبحث عن‬ ‫الهوية الخاصة المستندة على أرضية‬ ‫تاريخية وطنية وقومية‪ ..‬مع تبلور تلك‬ ‫المفاهيم ‪،‬بدأت جهود الفنانين تتجه‬ ‫نحو االهتمام بالشكل داخل اللوحة‬ ‫الفنية فقد شهدت مطلع ستينيات القرن‬ ‫الماضي جماعات فنية كثيرة اهتمت‬ ‫بهذا الجانب نذكر منها(جماعة‬ ‫االنطباعيين) ‪،‬وجماعة(المجددين)‬ ‫عام ‪ 1965‬وجماعة(‪ 14‬تموز)‬ ‫و(حواء وادم) الى جماعة (المدرسة‬ ‫العراقية) وجماعة البصرة‪،‬و(جماعة‬ ‫نينوى) ‪ ..‬هذه الجماعات شكلت‬ ‫بمجموعها ملمح الحركة التشكيلية‬ ‫العراقية‬

‫واسعة أمام الفنانين العراقيين األمر‬ ‫الذي خلق لديهم رؤى جديدة تتالئم‬ ‫ومتطلبات المرحلة واحتياجات‬ ‫(اإلنسان العربي بعامة والعراقي‬ ‫بخاصة) وجعلهم يندفعون إلى مرحلة‬ ‫االكتشاف والبحث عن ملمح خاصة‬ ‫تعبر عن هواجسهم العربية متخذين‬ ‫من التراث العربي أرضية ألنطألقتهم‬ ‫الفنية ولكن تلك الجهود اتسمت‬ ‫والبحث‬ ‫الفردية‬ ‫بالحركة‬ ‫الذاتي‪،‬وكانت بعض األعمال الفنية‬ ‫تعبر عن الموقف االجتماعي ولم تبتعد‬ ‫عن المساهمة األساسية في الكفاح‬ ‫السياسي ضد التخلف ‪,‬وكانت هناك‬ ‫عالقات واضحة بين ما يطرحه الفنان‬ ‫وبين الظروف المحيطة وخاصة‬ ‫مايشير إلى النزاعات المتقدمة وقضايا‬ ‫في رفض االغتراب عن المشاكل‬ ‫المجتمع أو عند وقوع أحداث قومية‬ ‫ووطنية ‪..‬بما فيها االنتفاضات الشعبية‬ ‫وتبلور الشعور القومي بعد‬ ‫تهديد(الصهيونية العالمية) بأدعاءتها‬ ‫القائمة على العنصرية في ارض‬ ‫فلسطين العربية قبل حرب عام‬ ‫‪1948‬م وقد تمثلت هذه المرحلة‬ ‫بأعمال الفنانين (أكرم شكري وعطا‬ ‫صبري وحافظ الدروبي ‪.‬مع بدايات‬ ‫ستينيات القرن الماضي ونتيجة للمد‬ ‫القومي التحرري الذي رافق نضال‬ ‫اإلنسان العربي في عموم الوطن‬

‫‪9‬‬


178

10


‫‪178‬‬ ‫ب دِينِ ِه فَإِن َكانَ دِينُهُ‬ ‫َّ‬ ‫س ِ‬ ‫الر ُج ُل َعلَى َح َ‬ ‫صلبًا اشتَ َّد َب َال ُؤهُ َو ِإن َكانَ فِي دِينِ ِه ِرقَّة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ب دِينِ ِه فَ َما يَب َر ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ي َعلَى َح َ‬ ‫ابت ُ ِل َ‬ ‫ال َب َال ُء ِبال َعب ِد َحتَّى َيت ُر َكهُ َيم ِشي َعلَى‬ ‫َطيئَةٌ (رواه‬ ‫ض َما َعلَي ِه خ ِ‬ ‫األَر ِ‬ ‫الترمذي)‬

‫قد يكون االبتالء من هللا قاسيا شديد‬ ‫الوطأة على النفس البشرية لكن من‬ ‫المؤكد ان االبتالء الرباني هو امتحان‬ ‫الهي لعباده من المؤمنين الموحدين‬ ‫ليختبر ايمانهم ويعلم صبرهم‬ ‫وليجزيهم جزاء ما يصبرون ‪.‬قال‬ ‫تعالى‬ ‫ش ۡیء ِمنَ ٱ ۡلخ َۡو ِ ۡ‬ ‫(ولَن َۡبلُ َونَّ ُكم بِ َ‬ ‫َ‬ ‫ف َوٱل ُجوعِ‬ ‫ِمنَ ٱ ۡألَمۡ َو ⁠ ِل َوٱ ۡألَنفُ ِس‬ ‫َون َۡقص‬ ‫صـ ِب ِرينَ )[البقرة ‪:‬‬ ‫َوٱلثَّ َم َر ⁠ ِ‬ ‫ت َو َب ِش ِر ٱل َّ‬ ‫‪]155‬‬

‫وماكان االبتالء يوما ليسبب الخجل او‬ ‫العيب فيمن يبتلى بمرض او فاقة او‬ ‫موت او خسارة بل يحتسب له االجر‬ ‫والبواب اذا ما صبر واحتسب هلل‬ ‫وسلم االمر للواحد القهار وهو الشافي‬ ‫المعافي ‪..‬وطبعا كل ذلك يكون بعد‬ ‫االخذ باالسباب والمسببات واستشارة‬ ‫اهل الطب والتقيد بالدواء حسب‬ ‫ارشادات الطبيب المعالج معاالخذ‬ ‫بالسبل الكفيلة بالوقاية لتجنب االصابة‬ ‫والمرض ال سمح هللا‪...‬وقد ذكرت هذه‬ ‫المقدمة في حديثي لحكاية هذا االسبوع‬ ‫تمهيدا الروي لكم حكاية سمعتها‬ ‫ورايتها بام عيني وتعايشت مع‬ ‫احداثها‪..‬‬

‫فهي اذن البشرى برضوان من هللا‬ ‫وبجنات النعيم المقيم ‪...‬‬ ‫وكان صحابة رسول هللا صلى عليه‬ ‫وسلم اشد ال نلس ابتالءا بعد االنبياء‬ ‫وكان احدهم ان لم يصبه ابتالء لمدة‬ ‫شهر فيبدأ يشكك في ايمانه وعقيدته‬ ‫ويرى او يظن ان هناك نقص في‬ ‫ايمانه باهلل او وجود وهن بعالقته مع‬ ‫هللا سبحانه وتعالى ‪..‬‬ ‫وقد تتفاوت منزلة االبتالء وشدته وفق‬ ‫درجة ومنزلة ايمان العبد المؤمن‬ ‫المبتلى‪....‬‬

‫وتتلخص حكاية هذا االسبوع ان‬ ‫صديقا عزيزا عندي وهو من خيرة‬ ‫اصحالي مكانة ومنزلة وتواصال لكنه‬ ‫فجاة انقطع عن االتصال معي فترة‬ ‫اسبوع او اكثر بعدما كنت متعودا على‬ ‫التواصل اليومي معه اما عن طريق‬ ‫الزيارات المتبادلة بيني وبينه او عن‬ ‫طريق التواصل عبر الموبايل والذي‬ ‫كان يتم بمعدل يومي وبدون انقطاع ‪،‬‬

‫وأشد الناس ابتالء هم االنبياء ثم‬ ‫االمثل فاألمثل؟؟؟!!!!‬ ‫سع ٍد َعن أَ ِبي ِه قَا َل‪:‬‬ ‫َعن ُمص َع ِ‬ ‫ب ب ِن َ‬ ‫ش ُّد بَ َال ًء‬ ‫اس أَ َ‬ ‫سو َل َّ‬ ‫(قُلتُ يَا َر ُ‬ ‫ي النَّ ِ‬ ‫َّللاِ أَ ُّ‬ ‫قَا َل األَن ِب َيا ُء ث ُ َّم األَمثَ ُل فَاألَمثَ ُل فَيُبتَلَى‬

‫‪11‬‬


‫‪178‬‬ ‫يستحي من خبر االصابة وال يريد وال‬ ‫يرضى ان يعلم احدما باصابته من‬ ‫جميع االهل واالقرباء واالصدقاء‬

‫واذا فشل التواصل بيننا بالموبايل‬ ‫المر ما فنلجأ الى االنترنيت للتواصل‬ ‫عن طريق الواتساب او الماسنجرز‬ ‫وكان هذا حالنا يوميا‪.‬‬

‫فسألته مستغربا ولماذا يخاف او‬ ‫بخشى او اليرضى ان يعرف احد‬ ‫باصابته !! وماهو السبب في ذلك ؟‬ ‫فقال لي ال اعلم السبب واكنه طلب ان‬ ‫اليعلم باصابته احد ويعتبر االصابة‬ ‫عيب قد تؤثر على سمعته وشخصيته‬ ‫ومنزلته في المجتمع وبين اهله‬ ‫واصدقاءه !!‬

‫ولما انقطع التواصل فيما بيننا‬ ‫وتوقفت الزيارات والموبايالت‬ ‫واالنترنيت ولسبب ال اعلمه فقد انشغل‬ ‫فكري عند صديقي وصاحبي وحاولت‬ ‫االتصال به عن طريق الموبايل‬ ‫ويظهر ان هاتفه يبدو مغلق طوال‬ ‫ااوفت وال يمكنني االتصال به‬ ‫وحاولت عن طريق الواتساب او‬ ‫الماسنجرز فرأيت انه مغلق ايضا‬ ‫فازدادت مخاوفي على صديقي‬ ‫وروادني القلق والوسواس تجاهه‬ ‫وصرت اقلب اخماس باسداس كما‬ ‫يقال ‪ ،‬فقمت باالتصال مع ابن عم‬ ‫صديقي وصهره والذي كان هو ايضا‬ ‫صديق لي ‪ ،‬فاتصلت بابن عم صديقي‬ ‫وسألته عن اخبار صديقنا فتعلثم في‬ ‫االجابة فالححت عليه السؤال وقلت له‬ ‫يا اخي طمني وقل لي ماذا جرى‬ ‫لصديقنا فالن ولقد انشغل بالي عليه‬ ‫اكثر فاجابني مترددا وقال وهللا ابن‬ ‫عمي وصهري وصديقك طلب مني ان‬ ‫الاخبر اي احد عماجرى له ‪ ،‬فقلت‬ ‫وماذا جرى له خير ان شاءهللا فقال انه‬ ‫يشك ان مصاب بالكورونا وقد قطع‬ ‫االتصاالت مع جميع االهل واالقرباء‬ ‫والمعارف واالصدقاء النه بصراحة‬

‫فقلت يا اخي االصابة بهذا الوباء هي‬ ‫اوال واخرا ابتالء من هللا عزوجل وقد‬ ‫يكون في هذا االبتالء خير عميم للعبد‬ ‫المبتلى ونحن نجهله وال يعلمه اال هللا‬ ‫فقد يكفر هذا االبتالء من سيئات ذلك‬ ‫العبد المحتسب فنحن معرضون ان‬ ‫نقترف السيئات الننا بشر غير‬ ‫معصومين فقد نخطىء او نزل ولكن‬ ‫هللا هو ارحم الراحمين فينزل‬ ‫االبتالءات والمحن تكفيرا لتلك‬ ‫السيئات واطفاءا لها وبالتالي هي‬ ‫زيادة في اجور وحسنات العباد الذبن‬ ‫يصبرون ويحتسبون هلل في ابتالءاتهم‬ ‫‪ ..‬فلماذا الخجل من االصابة‬ ‫بالفابروس وهو قدر مكتوب ومقدر‬ ‫قد يصيب هذا‬ ‫من هللا عزوجل‬ ‫الفايروس اي شخص مهما كانت‬ ‫منزلتها ومقامه ووظيفته اوغناه او‬ ‫فقره فهذا االبتالء ال يفرق بين غني‬

‫‪12‬‬


‫‪178‬‬ ‫بين الناس ‪ ،‬وقد الحظت تفشي هذه‬ ‫الظاهرة لدى البعض من المصابين‬ ‫واالدهى من ذلك واالمر منه ان بكون‬ ‫الشخص عارفا باصابته وبحمله‬ ‫للفايروس لكنه يخفي االصابة مخافة‬ ‫العيب والخجل من الناس ثم يتفاعل‬ ‫مع الناس ويزور ويزار و يؤدي‬ ‫واجبات االفراح واالتراح وكأن شيئا‬ ‫لم يكن ‪...‬‬

‫لغناه والبين فقير لفقره او بين عزيز‬ ‫من القوم لمعزته وال بين ذليل لمذلته‬ ‫بينهم ‪...‬فالكل معرضون لالصابة‬ ‫السمح هللا واالمر متروك بيد هللا‬ ‫وعلى هللا فليتوكل المتوكلون ‪..‬وقلت‬ ‫البن عم صديقي وصهره ال بأس ان‬ ‫يحتاط صديقنا بعد شعوره باالصابة‬ ‫وان يعزل نفسه في البيت ويمنع‬ ‫التقارب او االختالط معه‪...‬وبعد اخذ‬ ‫الدواء الشافي والمعافي واستشارة‬ ‫الطبيب والخضوع لعالجه ‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يعد صحيح وال غبار عليه لكن ان‬ ‫يستحي من معرفة الناس باصابته‬ ‫ويعتبرها عيب كبير في شخصيته‬ ‫ووصمة عار في حياته فكل ذلك‬ ‫يعتبر ضعف في الشخصية ان لم نقل‬ ‫في االيمان الحقيقي لذلك االنسان‬ ‫المصاب‪..‬وكما قلنا سابقا ان من‬ ‫الممدوح والمطلوب والصحيح ان‬ ‫يعزل االنسان نفسه اذا شعر باالصابة‬ ‫مع االخذ بارشادات الطبيب وااللتزام‬ ‫بالعالج تحت اشراف الطبيب المعالج‬ ‫لكن ذلك ال يعني ابدا الشعور بالخجل‬ ‫او االحساس بالعيب من تلك االصابة‬ ‫وكأن االصابة هي عار كبير يلحق‬ ‫بالمصاب وسمعته ومنزلته ومقامه‬

‫وهذه الحالة اشد خطرا في انتشار‬ ‫الوباء وتوسع االصابة به وقد تطال‬ ‫االصابة اهل المصاب واوالده‬ ‫واقرباءه واصدقاءه المقربون حيث‬ ‫تنتقل االصابة اليهم والعدوى جراء‬ ‫اقترابهم منه النهم يظنون انه غير‬ ‫مصابالخفاءه االصابة و‪..‬‬ ‫وال حول وال قوة االباهلل العلي‬ ‫العظيم‪..‬‬ ‫اللهم شاف وعاف مرضانا والمصابين‬ ‫فينا وارفع اللهم هذا اىوباء واالبتالء‬ ‫عنا وعن اهلنا وعن اصحابنا وعن‬ ‫مدينتنا وعن بالدنا وبالد المسلمبن‬ ‫وغير المسلمين يارب العالمين ‪..‬‬

‫‪13‬‬


‫‪178‬‬

‫أمل محمد ياسر‬ ‫للطالب‪ ،‬وكأنها مفروضة عليه بشكل‬ ‫قصري‪ ،‬وبالتالي يجب على االنظمة‬ ‫التعليمية والتربوية بالخروج من بؤرة‬ ‫التقليد واظهار المتعة بإعطاء الدروس‬ ‫ووضع خطط بديلة إلنجذاب الطالب‬ ‫نحو التعلم‪.‬‬ ‫إن التدريس بالتلقين يجعل الطالب‬ ‫بؤرة للتجمد الفكري‪ ،‬ويجعله بحالة‬ ‫ملل ورضوخ أبله‪ ،‬ويبعده عن اإلبداع‬ ‫والخروج بأفكار مشرقة ونيرة‪،‬‬ ‫فالتلقين يعطى للطالب من غير ترك‬ ‫له الفرصة بالتعبير عن مكنونات‬ ‫أفكاره ومن غير أن تعطيه الفرصة‬ ‫للسؤال والحوار واالستجواب‪..‬‬

‫المدرسة هي إحدى المؤسسات األكثر‬ ‫أهمية‪ ،‬وهي محور يتحول الجاهل من‬ ‫خالله إلى متعلم‪ ،‬والمتعلم إلى عالم‪،‬‬ ‫ومع مرور الزمن وتطور التكنولوجيا‬ ‫وسبل الترفيه واللهو أمام الطالب بات‬ ‫موضوع التعليم غاية بالصعوبة مع‬ ‫هذا الكم الهائل من مغريات العصر‪،‬‬ ‫واصبح من الصعوبة انجذاب الطالب‬ ‫نحو الكتب والدراسة‪ ،‬واصبحت‬ ‫المدرسة شيء غاية بالملل بالنسبة‬

‫ولذلك يجب قدر اإلمكان من الكوادر‬ ‫التدريسية بأن يبتعدوا عن هذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬واتباع طرق تدريسية تنشط‬ ‫الطالب وتعطيه الحرية لإلبداع‬ ‫واخراج طاقاته وتصريفها بأفكار‬ ‫إبداعية يستفيد منها زويهم من الطالب‬ ‫ولذلك فبرأيي أن التعليم بالتلقين يُقيد‬

‫‪14‬‬


‫‪178‬‬ ‫وبذلك تتوسع أفاق تفكيره ويتمرس‬ ‫على خلق تساؤالت على الواقع مما‬ ‫يُخرج نخبة واعية عقالنية ‪ ،‬ال تفكر‬ ‫فقط بالمعقول‪ ،‬بل تفكر بالمعقول ‪،‬‬ ‫مما يخرجها من الظلمة التي تعيش‬ ‫فيها تحت خيمة الجهل والنزوح إلى‬ ‫التسلية وإغالق التفكير أو تركه‬ ‫مؤصالً بتفكير مدرس المادة فقط‪،‬‬ ‫وأيضا ً من فوائد التدريس السقراطي‬ ‫أنه يزيل الخجل والحبور العقلي‬ ‫والتوحد‪ ،‬وبالتالي ربما يصبح درس‬ ‫الفيزياء أو الكيمياء أو التاريخ أو أي‬ ‫درس أخر بمثابة جلسة نفسية تحفيزية‬ ‫عميقة‪ ،‬تزهر منها براعم أفكار‪ ،‬وهذه‬ ‫البراعم تصبح مستقبالً حدائق مليئة‬ ‫باألزاهير فيخرج منها نخبة من‬ ‫العلماء والعظماء‪...‬‬

‫المهارات ويدفنها‪ ،‬لذلك يجب اتباع‬ ‫طريقة االستجواب وبهذه الطريقة‪،‬‬ ‫يعطي االستاذ معلومة ويترك للطالب‬ ‫مسؤولية البحث الستكمال المعلومات‪،‬‬ ‫وهذه الطريقة تقوم على طرح التساؤل‬ ‫واإلجابة عنها بطريقة تحفيز التفكير‬ ‫النقدي‪ ،‬وتنسب هذه الطريقة إلى‬ ‫سقراط هذا الفيلسوف اليوناني في‬ ‫العصر الكالسيكي‪ ،‬فيقوم منهجهُ على‬ ‫توليد األفكار وتدريب األطفال على‬ ‫التفكير بشكل أكثر عمقاً‪ ،‬وهذا المنهج‬ ‫المتبع في مناقشة قواعد المنطق‬ ‫ومحض وجهات النظر المختلفة حول‬ ‫قضية معينة‪ ،‬وسوف يظهر تحسن في‬ ‫قدرات االستدالل والتعبير والوصول‬ ‫إلى االستنباط‪.‬‬ ‫واالستجواب السقراطي هذا المنهج‬ ‫المحكم والعميق يرتكز على النظريات‬ ‫والقضايا والمشاكل وإيجاد الحلول‬ ‫المناسبة لها‪.‬‬

‫طرق التدريس من أهم األمور التي‬ ‫يجب أن تعنى باألرشاد والتطبيق‬ ‫الصحيح للمفاهيم التعليمية ويجب‬ ‫وضع الخطط بشكل مستمر من أجل‬ ‫خلق جو تعليمي ضمن تضاريس‬ ‫ينجذب إليها الطالب ويستفيد منها‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬وتساهم بإنجذابه وليس‬ ‫بنفوره‪.‬‬

‫ويحتاج الطالب إلى الممارسة لتحسين‬ ‫مقدراتهم االستجوابية‪ ،‬والنبش تحت‬ ‫سطح أفكارهم واظهار مكنوناتها‬ ‫وفلذاتها‪ ،‬وهذه الطريقة كفيلة بأن‬ ‫تخرج المواهب المكبوتة واظهارها‬ ‫من خالل عملية التساؤل األسلوبية‪...‬‬ ‫وعندما يرى الطالب هذا التحدي بين‬ ‫االستاذ وافكاره ويخرج مكامن كبيرة‬ ‫من األفكار الفوالذية العالقة بداخله‬

‫‪15‬‬


‫‪178‬‬

‫قُدمت هذه اإلضاءة في حفل توقيع‬ ‫رواية ‪ " :‬نصف امرأة وجواد للكاتبة‬ ‫"رهف حسن شاش"‬ ‫قبل البدء أسمى أبجدية الشكر من‬ ‫األلف إلى الياء إلى سيدة اإلرادة القوية‬ ‫سيدة الياسمين السيدة أسماء األسد‬ ‫حرم السيد الرئيس د‪ .‬بشار االسد التي‬ ‫اكتشفت وشجعت هذه اللبوة السورية‬ ‫من ذوي االحتياجات القوية وأن تحجز‬ ‫لها مكانا ً في سماء اإلبداع‪ ..‬من خالل‬ ‫" نصف امرأة وجواد "‬ ‫والشكر إلى كل من شاركنا الحضور‬ ‫من قامات ثقافية وسياسية واجتماعية‬ ‫في هذه المدينة التاريخية العريقة التي‬ ‫اعتلى فرسانُها صهوةَ الخلود‪..‬‬

‫‪16‬‬


‫‪178‬‬

‫عالمات صحية‬

‫وعرف روالن بارت قد عرفه‬ ‫((عبارة عن أنظمة داللية سيميولوجية‬ ‫تحمل في طياتها قيما أخالقية‬ ‫واجتماعية وإيديولوجية))‪ .‬لذلك ‪ ،‬لن‬ ‫نسرق فروسية السرد عبر السؤال ‪،‬‬ ‫ولم نكشف أنوثة اللغة بالجواب ألن‬ ‫الكلمات حينما تستمد معناها من‬ ‫الكلمات األخرى‪ ،‬تنتج المعاني من‬ ‫خالل االختالف ال التشابه ‪.‬‬

‫ت الصحي ِة في‬ ‫هي عالمةٌ من العالما ِ‬ ‫المجتمع أن نجتم َع من أجل كتاب‬ ‫ص َّحةً أن نجتم َع‬ ‫‪..‬والمظهر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األكثر ِ‬ ‫ف امرأةٍ وجواد‪ ..‬وما‬ ‫من أجل نِص ِ‬ ‫دامت هذه الحا ُل قائمةً ‪،‬فال بد من أن‬ ‫يبقى في هذا المجتمع أم ٌل لألجيال‬ ‫الطالعة ‪..‬‬ ‫استهالل‬

‫هذا االختالف يسعى إلى تعرية واقع‬ ‫مجهول ‪،‬وإلى إيجاد هذا الواقع‬ ‫المجهول ‪.‬‬

‫للفن هدفين‪ :‬أولُهما‬ ‫يقو ُل ِ‬ ‫هيجل‪" :‬إن ِ‬ ‫كسر ِحدةِ الهمجي ِة‬ ‫ي‪ ،‬يَتمث ُل في‬ ‫ِ‬ ‫أساس ٌّ‬ ‫ً‬ ‫ب‬ ‫عام‪،‬‬ ‫بوج ٍه‬ ‫وصوال إلى تهذي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كشف‬ ‫ي‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬ ‫األخالق‪ ،‬والثاني نهائ ٌّ‬ ‫فس‬ ‫جيش في الن ِ‬ ‫الحقيق ِة‪ ،‬وتمثي ُل ما َي ُ‬ ‫البشرية‪.‬‬

‫ال شك واقع الروائي يختلف عن‬ ‫الواقع الذي يراه الناس ويدركونه‬ ‫بشك ٍل فوري ٍ و ُمبَا ِش ٍر لذلك دراسة‬ ‫العنوان هي في األساس دراسة لتطور‬ ‫الوعي بالفن الروائي ‪.‬‬

‫اإلبحار في عنوان الرواية‪:‬‬ ‫قب َل‬ ‫ِ‬ ‫ما الذي تحاول الكاتبة "رهف حسن‬ ‫شاش" قوله لنا من خالل روايتها التي‬ ‫ف امرأة و َج َواد"؟‬ ‫تحمل عنوان "نِص ُ‬

‫يشتغل العنوان على اإلنابة فهو ينوب‬ ‫عن الذات ‪/‬النص‪ /‬الحكاية‪ ،‬يصور‬ ‫ويعين ويشير إلى المحتوى العام‬ ‫للنص يقول ماال تقوله إنه مصادرة‬ ‫على المطلوب وهو "عنصر موجه‬ ‫للداللة وتتركز فيه‬ ‫معان متعددةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتنتهي إليه خالصةُ الفكرة الجوهرية‬ ‫‪.‬‬

‫ربما رأت ما رآه أندريه مارتنيه‪":‬أن‬ ‫العنوان يشكل ُمرتَ ِكزا دالليا ً يجب أن‬ ‫ينتبه عليه فعل التلقي ‪(( ,‬بوصفه‬ ‫المدخل أو العتبة التي يجري التفاوض‬ ‫عليها لكشف مخبوءات النص الذي‬ ‫يتقدمه ذلك العنوان)) ‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫‪178‬‬ ‫بكل الشغف والرغبة ومن خالل هذا‬ ‫العنوان تعمل الكاتبة المرهفة على‬ ‫تجاوز األشكال المستهلكة والعقيمة‬ ‫وعلى تجريب أدوات جديدة فجادت‬ ‫بخلق أشكال حية كإضافة كلمة َج َواد‬ ‫وهي اسم علم مذكر عربي ‪ ،‬وهي‬ ‫صفة مشبهة للرجل السخي‪ ،‬الكريم‬ ‫المعطاء‪ ،‬من الفعل جا َد وهم يقولون ‪:‬‬ ‫رجل جواد‪،‬وامرأة جواد‪.‬‬

‫من هنا كان البحث حول "نصف‬ ‫امرأة" التي شكلت نصف المجتمع و‬ ‫ساهمت بشكل أو بآخر في تنوع و‬ ‫تطور التيمات و المتون الحكائية‪ ،‬كما‬ ‫ساهمت في كشف الغطاء عن المناطق‬ ‫الخفية المعتمة‪ ،‬ونبشت في تلك‬ ‫األخاديد السرية للوقائع واألشياء‪ ،‬و‬ ‫أظهرت للواجهة تلك الدهاليز‬ ‫المسكوت عنها و الالمفكر فيها‪.‬‬

‫يبدو جليا ً لنا في رواية "نصف امرأة‬ ‫وجواد" أن العنوان يحمل شحنة‬ ‫استعارية ومجازية ‪،‬ويعبر بالوقت‬ ‫نفسه عن حاج ٍة شعورية ٍونفسية‬ ‫للتطهر والعلو‪ ،‬وهو تعبير ذهني‬ ‫ت ال تري ُد أن تَسقُ َ‬ ‫للخالص لذا ٍ‬ ‫ط على‬ ‫أرض الواقعِ لتعل َو وتسق َ‬ ‫ط في أتون‬ ‫ِ‬ ‫الحقيقة ‪،‬وهو يشي بنزعة الوجود‬ ‫المستقلة من منظور فلسفي ميتافيزيقي‬ ‫‪.‬‬

‫وبمساعدة خيالها الفياض حاولت أن‬ ‫تحول كل العالم الحقيقي المحيط بها‪،‬‬ ‫بما يتناسب مع عصر الفرسان‪ ،‬فيما‬ ‫ش َّك َل األشخاص واألماكن المعروفة‬ ‫َ‬ ‫ميدانًا خياليًا للقيام بواجبها اإلنساني‪.‬‬ ‫في ضوء ذلك ال غرو أن نج َد هذا‬ ‫انعكاسا ً لهذا الصوت المقاوم الذي‬ ‫ت والخنوعِ و اندم َج‬ ‫كسر زمنَ الصم ِ‬ ‫سرد مفجرا تلك الينابيع‬ ‫في عالم ال َّ‬ ‫األنثوية المطمورة في الذاكرة لما‬ ‫يحمله من رؤي ٍة خاص ٍة جعل إبداعها‬ ‫متميزا محتضنا الستعماال ٍ‬ ‫ت فنية‬ ‫جديدة‪..‬‬

‫إذا اعتمدنا قول دريدا‪" :‬الحقيقة تفكك‬ ‫نفسها"‪ ،‬نجد‪:‬‬ ‫عتبة العنوان " نصف امرأة وجواد "‬ ‫تعرضت الختزال لغوي وتكثيف‬ ‫تصويري هائل في نقطة مركزة من‬ ‫المكان السردي إلى خلق حالة من‬ ‫التوتر ‪،‬يدفع القراءة مباشرة إلى‬ ‫االندفاع نحو عتبة أخرى في المتن‬ ‫َّ‬ ‫تفك شفرة هذا‬ ‫النصي يمكن أن‬ ‫التلخيص العالي في عتبة العنوان ‪.‬‬

‫ربما هذا ما دفع دريدا إلى تسمية‬ ‫العنوان ب (الثريا) التي تضيء‬ ‫الطريق الذي ستسلكه القراءة وإزاحة‬ ‫الغموض وإظهار النص‪ /‬الفارس‬ ‫جواد إلى النور‪.‬‬ ‫و من ثم فإن العنوان ذو موقع نصي‬ ‫استراتيجي يشتغل بوصفه دليالً و قد‬

‫‪18‬‬


‫‪178‬‬ ‫االجتماعية التي تنبني وفق محورين‬ ‫اثنين أيضا‪ ،‬هما الذات (المرأة)‬ ‫واآلخر (الرجل)‪ ،‬ويكون الصراع‬ ‫بينهما صراعا وجوديا مرده إلى‬ ‫شروط الواقع الذكوري المفروض‬ ‫ثقافيا‪.‬‬

‫يكون كافيا بمفرده ان يعكس لنا هذه‬ ‫العالقة وإيصال رسالة الراوية‪ ،‬فضال‬ ‫عن الوظائف االخرى التي حققها‬ ‫العنوان بمفهوم جيرار جينيت وتتمثل‬ ‫في "اإلغراء‪ ،‬وااليحاء ‪،‬والوصف ‪،‬‬ ‫والتعيين‪.‬‬ ‫و من يحسن اإلصغاء لنصف المرأة‬ ‫سراديب النص األنثوي‬ ‫العلوي يلمس‬ ‫َ‬ ‫ووع َيها الخاص في مواجهة اآلخَر‬ ‫سفلي انطالقا من عالمها الحميمي‬ ‫ال ُّ‬ ‫القريب منها وتظهر العالقة التفاعلية‬ ‫والجدلية بينهما‪.‬‬ ‫هذا إذا حاولنا البحث عن داللَتَي‬ ‫قراءة َ‬ ‫نجد‬ ‫الجنس والوصف‬ ‫ت عنه في العنوان ال ُمعلَن ‪،‬‬ ‫المسكو ِ‬ ‫أو تأويله ضرورة نفسية ‪،‬وليس أدل‬ ‫عنوان‬ ‫على المسكوت عنه سوى‬ ‫ِ‬ ‫الرواي ِة ذاتها ‪ ..‬هو صورة ٌ موازية ٌ‬ ‫الحتجاج صام ٍ‬ ‫ت من قبل الساردة‬ ‫ٍ‬ ‫على ُمع َ‬ ‫ظ ِم األوضاع االجتماعية‬ ‫والسياسية واالقتصادية المتردية ومع‬ ‫كون االحتجاج صامتا ً إال أن داللتَه‬ ‫واضحة ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العنوان بسقوط أمور كثيرة‬ ‫إذ يوحي‬ ‫وتَبد ُِّل النفوس وتغير ِالنظرة وبروز‬ ‫مظاهر جديدة ويالحظ كيف تسعى‬ ‫الذات إلى استعادة التوازن وصوال إلى‬ ‫الالتوازن الذي تؤول إليه نصياً‪.‬‬ ‫وتستمد محاور الصراع نصيا‬ ‫وجودها من تماثلها مع البنية‬

‫‪19‬‬


‫‪178‬‬ ‫ستائر‬ ‫حاولنا أن نقرأ َ المخبو َء خلف‬ ‫ِ‬ ‫الروح‪-‬‬ ‫اللغ ِة‪ -‬التي كسرت زجا َج‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫البحث‬ ‫ب‪ -‬أصبح‬ ‫فانبعثت زكياتُ القلو ِ‬ ‫طرف المجر ِة ‪-‬حجةً للني ِل من هذا‬ ‫عن‬ ‫ِ‬ ‫الشموخ األنثوي –‬ ‫ِ‬ ‫عتبة المتعة ‪/‬مساءلة اإلغراء‪:‬‬

‫كثيرا عندما أقول‪ :‬إن قراءة َ‬ ‫وال أبت ِع ُد‬ ‫ً‬ ‫ت التي ال تفصح على‬ ‫هذه الدالال ِ‬ ‫ٍمباشر عن معنى ثابت لكن‪..‬‬ ‫نحو‬ ‫ٍ‬ ‫تفتح االفق نحو مزي ٍد من التأويل‬ ‫أزهار من‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬فتتقاطر شهدًا من رحي ِ‬ ‫لم يخلفوا للوطن وعداً ‪ ،‬لَ‬ ‫فرض من‬ ‫ٌ‬ ‫إظهارها إلى‬ ‫فروض الجمال‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الضوء لَبِدايةُ استحقاقا ٍ‬ ‫لمفاهيم هذا‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫العابر للقارات ِب ُه ِويَّ ٍة إنساني ٍة‬ ‫ال َجواد‬ ‫ِ‬ ‫تتوارى أما َمها ال ُحدود‪ ،‬فتُلَم ِل ُم‬ ‫َ‬ ‫ال ُجغرافيا خرائ َ‬ ‫طها‪ ،‬وترح ُل في سالم‬ ‫بحثا ً عن نصفها اآلخر‪.‬‬

‫من محصول الذي سبق؛ أنه الذي‬ ‫تأسست عليه رواية ""نصف امرأة‬ ‫وجواد" للروائية ‪/‬رهف حسن‬ ‫شاش‪ ،/‬حيث أننا نلمح فيها إغراءا فنيا‬ ‫أسس لنفسه بنية جمالية متميزة على‬ ‫المستوى األسلوبي بشكل خاص‬ ‫والفني بشكل عام‪ .‬شكل عنوان‬ ‫الرواية " نصف امرأة وجواد " نصا‬ ‫منفتحا معنى ومبنى‪ ،‬وهي عبارة‬ ‫تحمل في طياتها مضمون القول‬ ‫وتضعه موضع اليقين بمعنى أنها‬ ‫ستقول مقوال‪ :‬أن الفروسية من أعمال‬ ‫المرأة إذ كان حبها هو ( المكافأة)‬ ‫الكبرى التي ينالها الفارس أو يحلم‬ ‫بنيلها عندما يوفق في المعارك‬ ‫والميادين التي يخوضها ‪.‬‬ ‫" لذلك فالعنوان ش َّك َل رسالةً‪،‬و تمتد‬ ‫هذه الرسالة في لحظة ظهور "نصف‬ ‫امرأة وجواد" حكاية وجودية ناتجة‬ ‫عن ظاهرة وجودية‪.‬‬

‫تحارب في‬ ‫هو في األفق البعي ِد وهي‬ ‫ُ‬ ‫ب وصهوةَ‬ ‫ِ‬ ‫الهواء وتمتطي خي َل الغيا ِ‬ ‫المفاج ِئ كما أراها‬ ‫ب الكوني‬ ‫الخرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫(دون كيشوتا) في هواها معلقةً في‬ ‫ت‬ ‫ال ُحلم رم ًحا طامحا ً متجاهلةً صيحا ِ‬ ‫االبتر‪..‬‬ ‫الزمن‬ ‫هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تجوز المدى وتحاول عبور الحدو ِد‬ ‫المستحيل ِة ‪..‬تعتمد على قلق مثلث‬ ‫يشكل الدافع األساس في فروسية‬ ‫العنوان وهو؛ قلق األفكار‪ ،‬قلق‬ ‫السؤال‪ ،‬قلق األشياء وفي هذه الرواية‬ ‫بالذات نجد الروائية قد أحالتنا على‬ ‫هذه الفوبيا االجتماعية من العتبة‬ ‫النصية األولى لتحفل بهذه المساحة‬ ‫التأويلية المتروكة للقارئ في تفسير‬ ‫العنوان وذلك ما عبر عنه أمبرتو إيكو‬ ‫في قوله ‪":‬إن شأن العنوان أن يبلبل‬ ‫األفكار ال أن يرتبها"‪.‬‬

‫العنوان فيه عدول عن نسق الداللة فهو‬ ‫قلب الملفوظ حيث أن‬ ‫ي َ‬ ‫انزيا ٌح لغو ٌّ‬ ‫س َم صورة ًغير‬ ‫العنوانَ أراد أن يَر ُ‬

‫‪20‬‬


‫‪178‬‬ ‫غاي ٍة غيرها ‪ ،‬وهي الممتلئةُ شغفا ً‬ ‫يوم‬ ‫وحبا ً ‪ ،‬هي "رهف "تشبه‬ ‫َ‬ ‫الشمس َ‬ ‫الظالم كأنَّها منارةٌ‪،‬‬ ‫طلو ِعها ‪،‬تضيء‬ ‫َ‬ ‫أو د َُّرة ٌ يتيمةٌ من لؤل ٍؤ ‪ ،‬نِصفُها امرأة ٌ‬ ‫ونِصفُها َجوا ٌد ليست هي تستجدي‬ ‫إنسانيةٌ ‪ ،‬لبوة ٌ‬ ‫أحداً‪،‬ولكنها مرآة ٌ‬ ‫سوريةٌ‪ ،‬يبدو فيها مناط اإلرادة القوية‬ ‫والروح العظيمة ‪،‬فلعل لنا في هذه‬ ‫الرواية ِع َ‬ ‫ظةً ‪،‬ولعل لنا في حوادثها‬ ‫ِعبرة ‪.‬‬

‫التي نقلها المعنى الحافي للداللة‬ ‫‪،‬ونكشف هذه المراوغة من خالل‬ ‫خاصيتين‪ ":‬التضمين‪-‬االستبدال وفي‬ ‫ظاهرتي‬ ‫تجاوز العنوان‬ ‫هذا‬ ‫الوضوح والمباشرة ‪،‬وأضحى عتبة‬ ‫للمراوغة والعصيان تهتز عليها أقدام‬ ‫القارئ غير الحاذق‪.‬‬ ‫على سبيل الختم ‪ :‬تلكم نظرة موجزة‬ ‫عن استراتيجية العنوان وعالقته‬ ‫بالعمل اإلبداعي وسماته البنيوية‬ ‫والداللية والوظيفية آفاق الرواية‬ ‫كآفاق اإلنسانية واسعةٌ‬ ‫‪،‬وأغوارها‬ ‫ُ‬ ‫عميقةٌ ومداها من و إلى الزمن البعيد‬ ‫ٌّ‬ ‫يجوب هذه‬ ‫إنسان أن‬ ‫‪..‬وحق على ُك ِل‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫اآلفاق ‪،‬وأن يَسبُر َهذه األغوار ‪،‬وأن‬ ‫س َ‬ ‫ط ال ُحبَّ والسالم على هذا المدى‬ ‫َيب ُ‬ ‫األزرق ‪..‬‬

‫بك ومبارك للرواية‬ ‫ألف مبارك لنا ِ‬ ‫العربية هذه الفارسة التي اقتحمت‬ ‫ميدان الرواية في زمن الكورونا‬ ‫متوجة بالعلم العربي السوري إلى ذرا‬ ‫المجد حيث الوطن والشرف‬ ‫واإلخالص‪ ..‬الشكر األكبر لسيدة‬ ‫الياسمين السيدة أسماء األسد التي‬ ‫علمتنا كيف نروي ياسمين سورية من‬ ‫ماء الروح النقية بإرادة صلبة ال تلين‪.‬‬

‫صفوة القول ‪:‬هذه رواية تَنزَ عُ إلى‬ ‫هذه الغاية اإلنسانية ‪ ،‬وال تَنزَ ع ُإلى‬

‫‪21‬‬


‫‪178‬‬

‫حمزة شباب‬

‫الموت و األدب شريكان ال ينفصالن‪ ،‬يقدمه األديب كوجبة‬ ‫دسمة يطرح فيه عصارة فكره ونتاجه األدبي لمرحلة تأمل‬ ‫قوية لطالما حدثته روحه بالبحث عنها‪ ،‬ويخوض في تفسير‬ ‫جدلية الوجود والموت بناء على نظرته لألعمال التي قدمها‬ ‫لتلقى مصيرها المجهول بعد أن يجف الذهن وتنضب منابع‬ ‫اإلبداع‪ ،‬ويضع نفسه نصب فنائه ليجعل أعماله المتمركزة‬ ‫حول ذاته وسيلة يدافع فيها عن البقاء حتى وإن وافاه غده‬ ‫المنتظر بانقطاع الحياة المادية في مقابل الحياة الروحية‬ ‫التي قد يلقاها عند محبيه؛ ألن اإلنسان ال يموت ما حيي‬ ‫ذكره كما قال الشاعر‪ ،‬ثم إن األدباء كانوا وال زالوا يبحثون‬ ‫عن تفسير لهذه النهاية الحتمية كغيرهم من علماء‬ ‫اإلنثروبولوجيا وما يرافق ذلك من مشاعر القلق والحرمان‬ ‫على آثارهم التي سيتركونها بعد حين‪ ،‬إال أنهم قد برعوا‬ ‫في تصويره والسخرية منه‪ ،‬بل وجعله طريقا ً الكتشاف‬ ‫الذات‪ ،‬فالموت فكرة تختمر في عقلية المبدع ولها‬ ‫إرهاصات داخلية تمنعه من بوحها في بداية مشواره نحو‬ ‫اإلبداع؛‬

‫‪22‬‬


‫‪178‬‬ ‫وألغى الحكم الصادر ليعتذر الدين‬ ‫لإلبداع في نهاية المطاف‪.‬‬

‫ألن الحديث عنه في تلك الفترة يعتبر‬ ‫عائقا ً في سبيل تحقيق المجد والتغني‬ ‫باالنتصارات‪ ،‬وبما أن الموت‬ ‫موضوع واضح المعالم ومشترك‬ ‫الخصائص في هذا العالم فمن الطبيعي‬ ‫أن يكون مائدة المبدع التي يتحدث عن‬ ‫عالمه كيف يشاء‪ ،‬ومن الطبيعي أيضا ً‬ ‫أن يكون فكرا ً مبنيا ً على جدار من‬ ‫العالمية دون أن يحتوي على‬ ‫أيديولوجيات أو نظريات مرتبطة‬ ‫بجوانب سياسية أو اجتماعية أو‬ ‫تاريخية‪.‬‬

‫وفي يناير من عام ‪ 2015‬اعتقل‬ ‫موظفو الهيئة في السعودية الشاعر‬ ‫الفلسطيني أشرف فياض‪ ،‬وحكمت‬ ‫على مجموعته الشعرية الصادرة في‬ ‫بيروت عن دار الفارابي عام ‪2008‬‬ ‫"التعليمات بالداخل" بالسجن ألربع‬ ‫سنوات و ‪ 800‬جلدة‪ ،‬ثم استؤنفت‬ ‫القضية بعد عشرة أشهر لتحول الحكم‬ ‫إلى اإلعدام وقد جاء بصيغة مفعمة‬ ‫بالشوارد اللغوية والسقطات اإلمالئية‪،‬‬ ‫وحرك ذلك المنظمات الحقوقية للتنديد‬ ‫بالحكم ومحاولة إسقاطه‪ ،‬ثم انقلب حد‬ ‫الردة من جديد إلى التعزير بعد أيام‬ ‫من صمت القضاء حيال الدعوات‬ ‫الحقوقية‪ ،‬وإن قراءة دقيقة في هذا‬ ‫المشهد تأخذنا للتساؤل أوالً حيال المدة‬ ‫الزمنية التي انقضت قبل أن يعلن عن‬ ‫إلحاد التعليمات بالداخل‪ ،‬فلماذا دشنت‬ ‫الدعوى بعد سبع سنوات من إصدار‬ ‫الديوان‪ ،‬ثم لماذا يتم العدول عن‬ ‫العقوبة المقدرة (شرعاً) بالتخفيف‪،‬‬ ‫أليس ذلك العقل المناط بالتكليف بقادر‬ ‫على التمييز بين الحق و الباطل‪ ،‬أم‬ ‫هو اعتذار الدين لإلبداع؟‬

‫لكن‪ ،‬في هذه الفترة الزمنية‪ ،‬قد ألفنا‬ ‫عبارة "من الحب ما قتل"‪ ،‬وهو مشهد‬ ‫المبدع يقتل بسبب كلمة في حشو‬ ‫فمحبوبته التي أسمنها‬ ‫قصيدة‪،‬‬ ‫باستعاراته األدبية االرتجالية وحفَّها‬ ‫بضوابط الصنعة وظرافة االبتكار‬ ‫تقوده إلى واوية ال َجمل (حبل المشنقة)‬ ‫الذي تَعقل السفينة بمرفئها األخير‪،‬‬ ‫ليتحلق حول رقبته بذريعة اإللحاد‪.‬‬ ‫أذكر أن صديقا ً لي قد تعرض للتجربة‬ ‫ذاتها‪ ،‬حيث الحق حكم اإلعدام نفسه‬ ‫وروحه وفكره لديوان شعر تمت‬ ‫مداولته بين يدي القراء منذ سنين‪ ،‬ثم‬ ‫عرض ديوانه على ناقد من رابطة‬ ‫كتاب الذي نفى جنوحه صوب‬ ‫اإللحاد‪ ،‬وعلم القضاة دروسا ً في‬ ‫البالغة العربية بتوريتها وكنائيتها‪،‬‬

‫كان فياض فعالً شعريا ً مجرداً من‬ ‫الزيادة‪ ،‬التحق بركب اإلبداع الشبابي‬ ‫من زاوية الشعر الحداثي والفنون‬ ‫التشكيلية‪ ،‬فغدا عنوان المنظمات‬

‫‪23‬‬


‫‪178‬‬ ‫تكمن حقيقة اإلبداع في البعد عن حرم‬ ‫األيديولوجيات الفكرية‪ ،‬فهذا العالم‬ ‫الذي عانى من حبل الدماء وهو يُجر‬ ‫من عاصمة ألخرى بات في حضارته‬ ‫يتجاوز قضية موت اإلنسان‪ ،‬لتقوم‬ ‫عند‬ ‫المؤلف‬ ‫موت‬ ‫فكرة‬ ‫الفرنسي"روالن بارث" معبرة عن‬ ‫منظور جديد من البنيوية القائمة على‬ ‫عزل النص عن ظروف إنتاجه‪،‬‬ ‫وينظر إلى األدب بوصفه كيانا ً لغويا ً‬ ‫ومنظومة تركيبية وفق معايير محددة‪،‬‬ ‫عند‬ ‫الجمال‬ ‫وصل‬ ‫ثم‬ ‫األلماني"فريدريش نيتشه" إلى موت‬ ‫اآللهة في إشارة إلى تحرر األدب من‬ ‫أية قيمة يحتويها الكالم وأال ينظر فيه‬ ‫إلى معايير خلقية أو دينية أو قيم نفعية؛‬ ‫ألن مهمة األدب هو نحت الجمال‬ ‫ورسم الصور واألخيلة الباهرة بعثا ً‬ ‫للمتعة و البهجة في النفوس‪ ،‬وليس‬ ‫خدمة لألخالق أو الدين أو مجتمع ما‪،‬‬ ‫بل هدف مقصود بحد ذاته‪ ،‬بينما نحن‬ ‫في العالم العربي ال زلنا نقاوم األفكار‪،‬‬ ‫والنتيجة أن نحتفي بحدود موت‬ ‫اإلنسان فقط‪.‬‬

‫الحقوقية ورمز قضية الكتاب‬ ‫والمثقفين الذين تبنوها باعتبارها‬ ‫قضية تحرر فكري بامتياز‪ ،‬ساخطين‬ ‫على النظرة الضاللية لإلبداع من عين‬ ‫ضيقة تعزز الظالمية الفكرية‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬ناهض الكاتب الفرنسي‬ ‫فيكتور هوغو أحكام اإلعدام في‬ ‫روايته "مذكرات محكوم عليه‬ ‫باإلعدام"‪ ،‬فقد شرع بكتابتها في اليوم‬ ‫التالي إلعدام الفيلسوف دولباخ‪ ،‬ورأى‬ ‫أن الشعب الذي يتخلص من العبودية‬ ‫بثورة‪ ،‬فعليه أن يتخلص من أثر‬ ‫المقصلة كآخر المعاقل الدموية‪،‬‬ ‫ويتحدث عن واحدة من واجبات‬ ‫المجتمع وهي أال يعاقب لينتقم‪ ،‬بل أن‬ ‫يصلح ليصل إلى ما هو أحسن؛ ألنه‬ ‫كما يقول في الرواية‪" :‬إننا سنصب‬ ‫البلسم والزيت حيث كان يطبق الحديد‬ ‫والنار‪ ،‬وسوف نعالج هذا المرض‬ ‫بالرحمة واإلحسان بعد أن كان يعالج‬ ‫بالغضب واالنتقام"‪ ،‬ويشير الكاتب في‬ ‫روايته إلى حقيقة النقص في الرواية‪،‬‬ ‫حيث إن البطل (الراوي) الذي يكتب‬ ‫مذكراته بعد تبليغه حكم اإلعدام لن‬ ‫يستطيع إكمال مشوار الرواية بعد‬ ‫تنفيذ الحكم‪.‬‬

‫‪24‬‬


178

25


‫‪178‬‬ ‫قال هللا سبحانه وتعالى في كتابه‬ ‫العزيز " أَو يُزَ ِو ُج ُهم ذُك َرانًا َو ِإنَاثًا‬ ‫َويَجعَ ُل َمن يَشَا ُء َع ِقي ًما" (سورة‬ ‫الشورى‪-‬األية ‪ ،) 50‬إن العقم هو‬ ‫ابتالء من هللا سبحانه وتعالى لعباده‬ ‫الذكور منهم واإلناث فقد يولد االنسان‬ ‫عقيما أو يكون سببه مرض أو حادث‪،‬‬ ‫وهو من األالم القاسية التي يمر به أي‬ ‫شخص جسديا ونفسيا‪ ،‬ألنه يعني‬ ‫الحرمان من اإلنجاب مما قد يؤدي إلى‬ ‫تعاسة الزوجين فمنهم من يختار‬ ‫الرضا بقضاء هللا ويواصالن العشرة‬ ‫الطيبة معا‪ ،‬ومنهم من يختار الطالق‬ ‫ويعطي الفرصة للشريك لبناء حياة‬ ‫جديدة مع شخص آخر‪.‬‬

‫‪ 1989‬بعد طالقه من زوجته الحبيبة‬ ‫األولى (جميلة مولة)سنة ‪،1988‬‬ ‫ويحكي في هذه األغنية عن قصة‬ ‫عقمه وحبه الشديد لزوجته ويدعوها‬ ‫إلى الزواج برجل آخر لتحقيق حلم‬ ‫إنجابها لألطفال‪ ،‬وفعال فقد تزوجت‬ ‫جميلة وأنجبت ثالثة أبناء وتوفيت سنة‬ ‫‪ 2015‬بعد معاناتها مع مرض‬ ‫السرطان‪ ،‬وحتى بعض الطالق‬ ‫وزواجه مرتين ظلت جميلة حاضرة‬ ‫في أغانيه وقلبه حتى وفاته في ‪25‬‬ ‫حزيران(جوان)‪ ،1998‬حيث مرت‬ ‫منذ أيام الذكرى ‪ 22‬لوفاة هذا المطرب‬ ‫صاحب الحس المرهف‪ ،‬يستهل‬ ‫معطوب أغنيته بتشجيع نفسه المعذبة‬ ‫على طلب الطالق من زوجته مرغما‪،‬‬ ‫وأن مابينهما قد إنتهى لكن يبدو أن‬ ‫لسانه يعجز عن نطقها حيث يغني‬ ‫قائال" كن شجاعا يالساني‪..‬وقل لها‬ ‫مابيني وبينك قد إنتهى" باللهجة‬ ‫األمازيغية القبائلية ‪Sea Ikurag ay‬‬ ‫‪iles-iw..in-as nekk yid-em‬‬ ‫‪ ،berka‬وتظهر الشخصية تعاني‬ ‫لدرجة رفضها حتى النطق فالحب‬ ‫وصل حتى الشغف والهيام والعشرة‬ ‫الطويلة تأبى أن يكون الطلب سهال‪،‬‬ ‫ويواصل معطوب متوجعا يحكي عن‬ ‫ألم العقم وكيف سينتهي به المطاف‬ ‫حسبه وحيدا ألنه اليستطيع أن يكون‬ ‫أبا حيث يقول "ومن قربة العقم‬

‫من النادر جدا أن نجد في الفن العالمي‬ ‫والعربي تحديدا من رثى نفسه عن‬ ‫وجع العقم خاصة العقم عند‬ ‫الشرقية‬ ‫الرجال‪،‬فالمجتمعات‬ ‫المحافظة أغلبها ترفض الحديث عنه‬ ‫عند الذكور ألن الجهر به حسبهم‬ ‫إنتقاص من رجولتهم وأحيانا‬ ‫اليعتبرون الرجل العقيم رجال‪ ،‬لكن‬ ‫هناك مطرب جزائري راحل تناول‬ ‫هذا الموضوع بكل جرأة وتسامح مع‬ ‫النفس ورضا بقضاء هللا أال هو‬ ‫المطرب الجزائري المبدع الراحل‬ ‫الوناس معطوب(‪ )1998-1956‬في‬ ‫أغنيته تاروال ‪ Tarewla‬أو الهروب‬ ‫باللغة العربية غناها معطوب سنة‬

‫‪26‬‬


‫‪178‬‬ ‫وتلبي طلبه بالفراق " ال تريدين تركي‬ ‫‪..‬ألني مقعد ال أتحرك" ‪Ghadegh-‬‬ ‫‪kem Adi-Tegged ..Tezrid Ur‬‬ ‫ويمدح‬ ‫‪،Tt-naqalegh Ara‬‬ ‫معطوب زوجته الحبيبة جميلة‬ ‫لصبرها معه وتحملها أقاويل اآلخرين‬ ‫من أجله ألنها زوجة صالحة ومخلصة‬ ‫وأصيلة‪ ،‬ورغم كل التعب والصبر‬ ‫يؤكد لها معطوب بأنها ستظل دائما‬ ‫جميلة ومتألقة " إحذري أن تقولي‬ ‫جمالك إنتهى" ‪Hader Ad As-‬‬ ‫‪ ،tinnid Tekfid‬ويختم أغنيته‬ ‫بوعدها لها أنها حتى لو تزوجت فلن‬ ‫ينساها أبدا وأنه حين يرى أوالدها في‬ ‫الشارع سيضمهم إلى حضنه‪ ،‬وهكذا‬ ‫تتجلى لدينا صورة التعبير عن معاناة‬ ‫العقم في األغنية مرفوقة بالحب وتمني‬ ‫الخير والسعادة للشريك اآلخر في‬ ‫صدق قل أن نراه في األغاني العربية‬ ‫أو حتى الغربية لتبقى أغاني الوناس‬ ‫معطوب يتغنى بها الشباب إلى يومنا‬ ‫هذا خاصة األغاني العاطفية‬ ‫واالجتماعية ‪.‬‬

‫شربنا" ‪Seg Uyedid N Nnger‬‬ ‫‪ " ، Neswa‬سأموت وحيدا وعقيما‬ ‫غدا" ‪Di Nnger Ara Mmtegh‬‬ ‫‪ ، Azekka‬وبعدسرده في بداية‬ ‫األغنية قصة فراقه عن زوجته‬ ‫وأمنتيه في إنجاب األوالد منها‪ ،‬يتابع‬ ‫معطوب الغناء حول محاوالته هو‬ ‫وزوجته البحث عن العالج فلم يتركوا‬ ‫مكانا لم يذهبوا إليه لكنه يقر في النهاية‬ ‫بأن هللا هو الرزاق ‪ ،‬ولم يكتب له أن‬ ‫يرزق باألوالد وهذا رضا من‬ ‫المطرب بقضاء هللا وقدره‪ ،‬هذا الرضا‬ ‫هو الذي جعله يطلب من زوجته أن‬ ‫تمنح فرصة لنفسها للزواج من رجل‬ ‫آخر لتحقق حلمها في اإلنجاب‪،‬‬ ‫ويصف معطوب عجزه عن اإلنجاب‬ ‫بعروق الشجرة التي نخرها السوس‬ ‫بعد فقدان األمل فغنى قائال " اهربي‬ ‫مادمتي شابة فتية‪..‬عروق شجرتي‬ ‫نخرها السوس" ‪Rwel Skud‬‬ ‫‪Teggugeged..Urruz‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪ ، Igedra-w Yerka‬لكن زوجته‬ ‫الحبيبة ترفض تركه وحيدا رغم‬ ‫إلحاحات الفنان وفي النهاية ترضخ‬

‫‪27‬‬


‫‪178‬‬

‫يبدو ان العراقيين يقاومون كورونا‬ ‫بالتجاهل والنسيان ‪ ..‬ولم يبق احد‬ ‫يتذكر الفايروس سوى قائمة وزارة‬ ‫الصحة ‪..‬وحتى هذا التذكير لم يعد‬ ‫مجديا امام التجاهل والنسيان اذا‬ ‫اضيف اليهما الجهل ايضا ‪...‬مع‬ ‫التخلف ‪..‬‬ ‫كورونا مثل الحروب التي مرت على‬ ‫البالد ‪..‬تبدا بضحية واحدة نبكي عليها‬ ‫جميعا ثم اثنتين يبكي عليهما بعضنا‬ ‫فعشرين ضحية ‪..‬يبكي عليهم اهلهم‬ ‫فقط ‪..‬وعندما يصل عدد الضحايا الى‬ ‫‪ 5000‬االف ستجد االغلبية تضحك‬ ‫‪..‬وتضحك ‪..‬حتى تموت من شدة‬ ‫الضحك على نفسها…‬

‫‪28‬‬


‫‪178‬‬

‫د‪ .‬حسام الطحان‬

‫من الصعب على المواطن العراقي ان‬ ‫يحافظ على وزنه من دون زيادة أو‬ ‫نقصان ‪ ،‬وربما يعود السبب في ذلك‬ ‫إلى العملية السياسية في العراق ‪....‬‬ ‫ففي فترة االنتخابات تكثر الوالئم ذات‬ ‫المضمون الثريدي ‪ ،‬وفي هذه الفترة‬ ‫يجد المواطن ضالته ‪ ،‬وينغمس في‬ ‫الملذات والمناسف فيغوص في منسف‬ ‫ويخرج من منسف آخر ‪...‬‬ ‫وفي هذه األيام المحدودة جدا تظهر‬ ‫بوادر نمو الكرش وزيادة الوزن‬ ‫والتخمة وصعوبة الحركة وضيق‬ ‫التنفس وانتشار اعواد تنظيف االسنان‬ ‫‪....‬‬ ‫وبعد انتهاء االنتخابات وذهاب‬ ‫المرشحين إلى البرلمان ‪ ،‬تبدأ المرحلة‬ ‫المظلمة من حياة المواطن ‪ ،‬فتختفي‬ ‫المناسف ويختفي معها الكرش الذي‬ ‫بذل صاحبه جهدا كبيرا لتنميته‬ ‫وتوسيع حدوده ‪ ،‬فتراه يتضاءل يوما‬ ‫بعد يوم حتى يغدو مثل دويلة صغيرة‬ ‫بعد أن كان أشبه بقارة كبيرة ‪....‬‬

‫‪29‬‬


‫شعر‬

‫‪178‬‬

‫اك يا َربِي‬ ‫ُرح َم َ‬ ‫ي َمن ِزلَتِي‬ ‫َقد َق َ‬ ‫ست َع َل َّ‬ ‫َه ِل ال َموتُ أَه َملَنِي‬ ‫وابتَ َع َد َع ِن الغَزَ ِل‬ ‫وت َ​َر َك على الذَّا ِك َرةِ‬ ‫يان‬ ‫أَب َجديةَ النِس ِ‬ ‫َقد كانت ِلي َم َعه ُ‬ ‫ساتٌ على َ‬ ‫طا ِولَ ٍة‬ ‫َجلَ َ‬ ‫فَأَص َبحتُ أَهواهُ‬ ‫َويَهوانِي‬ ‫ت ال َمنيَّةُ‬ ‫قَد خَانَ ِ‬ ‫لُبَّ َعه ٍد‬ ‫فَقَد أَ َخذَت قَب ِلي‬ ‫اربي و أَع َيا ِني‬ ‫أَقَ ِ‬ ‫ال َجا ِم ُع‬ ‫تَر َعى أَذَانَهُ‬ ‫ِمئذَنَةٌ‬ ‫َصي ُح‬ ‫سةُ ت ِ‬ ‫وال َكني َ‬

‫‪30‬‬

‫ت‬ ‫شفَت بِ َدقَّا ِ‬ ‫قَد َ‬ ‫وس‬ ‫النَّاقُ ِ‬ ‫أَش َجانِي‬ ‫ضعتُ َبينَ ُ‬ ‫ار‬ ‫أَ َ‬ ‫غ َب ِ‬ ‫النَّمائِ ِم‬ ‫قَافِلَتِي‬ ‫ظلَّت ت ُ َبعثِ ُر ُخ ُ‬ ‫و َ‬ ‫طواتي‬ ‫ومي و أَحزَ انِي‬ ‫ُه ُم ِ‬ ‫س‬ ‫َرم ٌ‬ ‫فَتَ َح َدفَّتَي لَو َحتِ ِه‬ ‫األ َ َم ُل في َ‬ ‫ط َرفٍ‬ ‫ص ُد‬ ‫س َير ُ‬ ‫وال َيأ ُ‬ ‫ب الثَّانِي‬ ‫في ال َجانِ ِ‬ ‫أَ َيا لَيلَى‬ ‫س ُّرنا ال َخبَ ُر‬ ‫سيَ ُ‬ ‫هل َ‬ ‫فَيَتَبَ َّر ُج ال ِلقَا ُء‬ ‫ف ال َّ‬ ‫شو ُق‬ ‫و يَ ُك ُّ‬ ‫يان‬ ‫َع ِن الغَلَ ِ‬


‫‪178‬‬

‫نرجس عمران‬ ‫هذا ما جناه علي‬ ‫الوفاء‬

‫إلى عالم نبض‬

‫بسياط المالئكة‬

‫يثمر تفاح خدين‬

‫قطعة شوق ممزقة‬

‫وقصائد عينين‪..‬‬

‫بسياط ماض وحاضر‬ ‫وغد‬

‫علقني على حبال‬ ‫الشرود‬

‫وشقاوة في الحياء‬

‫نفحة برائحة الحنين‬ ‫تمقتها أنفاس العاشفين‬ ‫كلمة جريحة الدالالت‬ ‫وفيرة الكدر‬ ‫تلتمس رأفة سطر‬ ‫وقافية قصيدة‬ ‫وأي بيداء تركني‬ ‫بيداء من سيل وجع‬ ‫يسري ‪ ...‬يجرف‬ ‫يفيض بكل ما يجمع‬ ‫وأبدا ما من واحة لقاء‬ ‫تشبع ‪..‬‬ ‫آه من مبسمك ‪..‬‬ ‫أخذني حتى اكتمالي‬ ‫‪ ...‬فخذلني‬

‫وآه مني ‪ ...‬أدمنته‬ ‫حتى ملتني األماني‬ ‫وما مللت منها ‪..‬وال‬ ‫عدلت عنها ‪.‬‬ ‫والتركت شفاه الروح‬ ‫احتساؤها‬ ‫وكيف أترك ماملكت‬ ‫يميني ؟!‬ ‫لذلك وعلى جناح‬ ‫الضرورة‬ ‫أعلن لقاء في القلب‬ ‫قابال للتجديد والتمديد‬ ‫بطريق حب وهيام‬ ‫صدر وأبرم وهما‬ ‫فاألموات يأتون حين‬ ‫ال يأتون‬ ‫األموات جالدون‬

‫‪31‬‬

‫بسياط رسالة وصورة‬ ‫وذكرى‬ ‫بسياط الوفاء ‪..‬‬ ‫تلك الحماقة األنبل‬ ‫نرتكبها بتهمة الصدق‬ ‫ذلك العذر األشرف‬ ‫فأي جناة على أروحانا‬ ‫بتنا‬ ‫ونحن نرتاد عالما‬ ‫لطالما لمنا‬ ‫كعالم فيه ألمنا المنشود‬ ‫فإلى موعد خال منه‬ ‫الزمن‬ ‫في مقهى خارج‬ ‫المكان‬ ‫على شرف الوفاء‬ ‫نتمنى لألوقات سعادة‬ ‫بنا‬


‫‪178‬‬ ‫حبك للوطن‬

‫حبك علمني‬

‫مثل حبك لدينك‬

‫الخلق األصيل‬

‫مثل حبك لعرضك‬

‫الوفاء الجميل‬

‫مثل حبك الوالدك‬

‫اإلخالص‬

‫مثل حبك لبيتك‬

‫الدقة في العمل‬

‫الوطن بيت‬ ‫حافظ عليه مثل ما‬

‫اقسمت ال افرط‬ ‫بالجميل‬

‫تحافظ على مالك‬

‫انا ثورة‬

‫وعرضك‬

‫في وجه كل‬

‫حبك ياوطني‬

‫حاقد وعميل‬

‫في قلبي بال بديل‬

‫انا لهيب يشتعل‬

‫اتريد من كالمي دليل‬

‫لكل ساقط ودخيل‬

‫لم ولن احيد‬

‫سأكون كما انا‬

‫عن حبك وال اميل‬

‫سيفا قاطعا بتارا‬

‫وصيتي لكل جيل‬

‫انا الشجاع‬

‫حب الوطن عمل ثقيل‬

‫تشهد لي ميادين وطني‬

‫يكون شاهدا عليه‬ ‫الزمن الطويل‬

‫ولم أكن يوما ذليل‬ ‫عهدا مني ياوطن‬

‫الحقق الهدف النبيل‬

‫سأكون‬

‫أعطي ولن أكون بخيل‬

‫ناصح امين‬

‫‪32‬‬


‫‪178‬‬

‫د‪ .‬نادية نواصر‬ ‫يا شاعري‬

‫والزوال بابديته‬

‫ليلك شاسع مجنون‬

‫يا شاعري‬

‫حارق شوقها كلغط‬ ‫الصيف‬

‫وليلي مكتظ بحنيني‬ ‫اليك‬

‫ال احتمال الرتباك‬ ‫معناي‬

‫ومحكوم قلبي باغالل‬ ‫عشقك‬

‫غارق في مواويل‬ ‫الخفق الحبلى بعينيك‬

‫حين تقتحمني عيناك‬

‫يا شاعري‬

‫وتالمس كفك ابراج‬ ‫الروح‬

‫عند صهيل رغائبنا‬ ‫رتبنا المواثيق‬

‫وتهاوى القلب في‬ ‫شباكك‬

‫ونغيب فينا في ليل بال‬ ‫سواحل‬

‫وغزلنا العهود‬

‫ما عاد العقل يقول‬ ‫حكمته‬

‫وكواكب ضيعت ما‬ ‫هيتها‬

‫وعند مدار الروح‬ ‫التقينا‬

‫ياشاعري‬

‫منذ بايعت حبك‬

‫الرياح التي حطت بي‬ ‫عند غيمتك‬

‫لقاء التاريخ‬ ‫باالسطورة‬

‫ال شكل لها وال لون‬

‫ولقاء اليقين بحقيقته‬

‫غجرية مجهولة القرار‬

‫‪33‬‬

‫وسمينا القصائد‬ ‫باسمائها‬ ‫واسرجنا حصان الليل‬ ‫كي نمضي الينا‬ ‫ونقيم فينا مجللين‬ ‫بجنون الخفق‬


‫‪178‬‬

‫رزاق مسلم الدجيلي‬ ‫وحش كاسر‬

‫ينذر بالشؤم‬ ‫سرق فرحتنا‬ ‫استفز احالمنا‬ ‫اخذ منا أغلى األحبة‪..‬‬ ‫كورونا‪،‬‬ ‫متهم انت بالقتل‬ ‫وباختطاف االحبة‬ ‫وسرقة االبتسامة فوق الشفاه‬

‫متهم بكل شيء‬ ‫سرقة‪،‬‬ ‫افراحنا‪،‬‬

‫سعادتنا‪،‬‬ ‫ابتسامتنا‪،‬‬ ‫ضحكتنا‪،‬‬ ‫أيامنا‪،‬‬

‫‪34‬‬


‫‪178‬‬ ‫آه ايها الثقيل المتسلط‬

‫لم يبقى عندناشيء لتاخذه‪،‬‬ ‫نعم اخذت بما فيه الكفاية‪،‬‬ ‫اعتقد انك ال تشبع‬ ‫رغم انك متخم‬ ‫شوارعنا اصابها التوجس‬ ‫بيوتنا دخلها الرعب‬ ‫حدائقنا اتلفها اليباس‬ ‫ماعادت الفراشات‬

‫تعشق الزهور‬ ‫ماعادت ضحكات آخر الليل‬ ‫ولقاءات األحبة‪،،‬‬

‫كما كانت‬ ‫كورونا‪،‬‬ ‫اما شبعت من أجسادنا‪ ،‬وارواحنا‪ ،‬بحق السماء‪،‬‬ ‫اما تسمع ابتهاالتنا وخشوعنا والدعاء‬ ‫اذهب دون رجعة‪ ،‬ألنك زائر ثقيل‬

‫غير مرغوب فيه‬ ‫ولست من األصدقاء‬

‫‪35‬‬


‫‪178‬‬

‫محمـد عنانى‬ ‫ى األَو َ‬ ‫صر َيا َ َو َ‬ ‫طاَن‬ ‫َم ُ‬ ‫ط ِ‬ ‫نى وأَغلَ َ‬ ‫ساَن‬ ‫اإلن َ‬ ‫س ٍ‬ ‫يَا َ أَ َو َل َ‬ ‫خ ِ‬ ‫طر فِى تَا َ ِريِ ِ‬ ‫ص َواَن‬ ‫بحروفٍ نُ ِقشَت فى حجر َ‬ ‫ِى العُ َنواَن‬ ‫َو َح َ‬ ‫خه َ‬ ‫ضاَرت ُ ِك ِللتَا َ ِر ِ‬ ‫ِى أَو ُل تَأريخ ِلألَز َماَن‬ ‫َو بِ َحق ه َ‬ ‫يراَن‬ ‫ف ال َعاَلَ ُم ِبذِهو ٍل َح َ‬ ‫َم َع َها َ َوقَ َ‬

‫مس تَهز ال ِوج َداَن‬ ‫حروفٍ َكاَل َه ِ‬ ‫ِب ُ‬ ‫ف أو تَسمع َها َ األَذَاَن‬ ‫ِحين تُعزَ ُ‬

‫يُ َحا َ ِول فَك َ‬ ‫طالَ ِس َم هذَاَ البُن َياَن‬

‫ب َو ِف ِى الوج َداَن‬ ‫َوتَس ُك ُن ِف ِى القَل ِ‬

‫خ َو َحت َ​َى اآلَن‬ ‫ُمنذُ فَ َ‬ ‫جر التَا َ ِريِ ِ‬ ‫ى أَ‬ ‫رضك ِمن ُ‬ ‫طغيَاَن‬ ‫ِ‬ ‫َكم بِي َد َعلَ َ‬

‫ِى َحقَا ً قِيثَاَرة ُ ُكل األل َحاَن‬ ‫بَل ه َ‬ ‫ى األَو َ‬ ‫طاَن‬ ‫ِم ُ‬ ‫صر يَا َ أ ُ ِ‬ ‫مى يَا َ أغلَ َ‬ ‫فى َرس َم ِك أَع َ‬ ‫ظم فَنَاَن‬ ‫قَد أَب َدع ِ‬

‫عض ِل َح ِد ال َهزَ يَاَن‬ ‫ص َل البَ ُ‬ ‫بَل َو َ‬

‫دواَن‬ ‫َو ِل َمن َجا َ َر َع ِ‬ ‫ليك َو َب َدأ العُ َ‬ ‫صر يَا َ أ ُ ِم ِى يَا َ أ ُ َم األَو َ‬ ‫طاَن‬ ‫يَا َ ِم ُ‬

‫لك َجوهرة فِى أروعِ بُستَاَن‬ ‫َجعَ ِ‬

‫ساَن‬ ‫إسم ِإن َي ِ‬ ‫َيا َ أَج َم َل ٍ‬ ‫نطقُهُ ِل َ‬

‫وبالري َحاَن‬ ‫َو ِس َيا ُج ِك ِب ِزهُورالفُل‬ ‫ِ‬ ‫أعواَن الشَي َ‬ ‫طاَن‬ ‫َمه َما َ َحاَو َل دوما َ‬ ‫أَن َيزرعوا ِف ِي ِك بذورال ِفتنَةَ أَ َلواَن‬ ‫سراَن‬ ‫فَنِ َهايَت ُهم َحت َما ً هِى ُكل ال ُخ َ‬ ‫الر ِس ِل َو َمهدا لألَديَاَن‬ ‫رض ُ‬ ‫يَا َ أَ َ‬ ‫ظل ِين َو َدو َما ً َيحفَ ُ‬ ‫ستَ َ‬ ‫الرحمن‬ ‫َ‬ ‫ظ ِك َ‬

‫‪36‬‬


‫‪178‬‬

‫من السهل أن ترى الناس على‬ ‫حقيقتهم‪ ،‬ومن الصعب أن ترى نفسك‬ ‫على حقيقتها‪.‬‬

‫‪37‬‬


‫أزياء‬

‫‪178‬‬

‫‪38‬‬


178

39


‫حوار‬

‫‪178‬‬

‫‪40‬‬


‫‪178‬‬ ‫في إطار الحلم الجميل الذي أسعى إلى تحقيقه أنا األديبة والصحفية صورية‬ ‫حمدوش مد جسور التواصل بين المبدعين العرب ضيفنا اليوم من بالد النيل ليروي‬ ‫عطش كل محبيه انه الدكتور سليمان جادو شعيب وبالضبط من صعيد مصر من‬ ‫محافظة قنا ‪.‬‬ ‫بطاقة مقتضبة من سيرته الذاتية‬ ‫ وكيل إدارة الشباب بقوص سابقا ً ‪.‬‬‫ حاصل على ليسانس اآلداب شعبة اللغة العربية جـامعة أسيـوط ‪1982‬م‬‫ حاصل على أربع دبلومات دراسات عليا في علوم اللغة العربية وآدابها وفي‬‫الدراسات اإلسالمية ‪.‬‬ ‫ تمهيدي ماجستير شعبة اللغـة العربية بمعهد الدراسات اإلسالمية بالقاهرة‬‫ نال الشهادة الوظيفية لتدريس اللغة العربية لألجانب لغير الناطقين بها من الجامعة‬‫األمريكية بالقاهرة لعام ‪2016‬‬ ‫ حاصل على الدكتوراه المهنية في مجال إعـالم الطفل العربي بامتياز مع مرتبة‬‫الشرف األولى لعام ‪ 2019‬م ‪.‬‬ ‫ محاضــر مركــزي معتمـد بالهيئة العامة لقصور الثقافــــة المصــرية ‪.‬‬‫ حائز على وسام ولقـب ( أديــب النيـل والفــرات لعام ‪ 2019‬م ) من مؤسسة‬‫النيل والفرات بالقاهـرة ‪.‬‬ ‫ تم نشر و إدراج اسمه وسيرته الذاتية ‪ ،‬ونموذج من إنتاجه األدبي في أكثر من‬‫معجم وموسوعة ‪ ،‬فمثالً في " معجم المبدعين العرب " ‪ ،‬الجزء األول لعام ‪2019‬‬ ‫م ‪ ،‬إصدار مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع بالقاهرة ‪ ..‬وفي الكتاب‬ ‫التذكاري للمهرجان الدولي الثالث لإلبداع والفنون الذي أقيم بالقاهرة (ط ‪)2020‬‬ ‫‪ ،‬و أيضا ً في الموسـوعة الحديثة للشعـراء واألدباء العرب ( الجزء الثالث)‬ ‫لمؤسسها ورئيـس تحريرها الشاعر الكبير د ‪ .‬محمد ضباشة ‪.‬‬ ‫ عمـل رئيسا ً لتحرير مجلتي " صوت اآلداب "‪ ،‬و" القلـم " بكلية اآلداب أثناء‬‫دراسته الجامعيــة ‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫‪178‬‬ ‫ حاصل على عدة دورات تدريبية في فن العالقات العامة والموارد والتنمية‬‫البشرية وإعداد القادة وفـن الكتابة الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم ‪ ،‬ومؤسسة دار‬ ‫التحرير(الجمهورية ) للطبع والنشر بالقاهرة ‪.‬‬ ‫ عمــل في مجــاالت التدريـس والصحــافة وقطــــاع الشباب ‪.‬‬‫ حاز على العديد من شهادات التقدير والمسابقات و الجـوائز العلمية التشجيعية‬‫والتقديرية من جـامعة القاهرة ‪ ،‬و لجنة اإلعجاز العلمي للقرآن والسنة بمجمـع‬ ‫البحوث اإلسالمية ‪ ،‬ووزارتي الثقافة والشباب ‪ ،‬والهيئة العامة لقصور الثقافة ‪،‬‬ ‫و الجمعيات األدبية ‪ ،‬والمنتدى الثقافي لألصالة والمعاصرة بالقاهرة ‪.‬‬ ‫العربي‬ ‫األدب‬ ‫جماعة‬ ‫عضــو‬ ‫‬‫‪ -‬عضو المنظمة العالمية لخريجي األزهــر بالقاهــــرة ‪.‬‬

‫باإلسكندرية‬

‫‪.‬‬

‫ عضـو اتحاد المثقفين العــرب‪.‬‬‫ عضـو اتـحـــاد األدباء الدولي‬‫ فرع جمهورية مصر العربيــة ‪.‬‬‫ عضو مجلس االعتماد الدولي للدراسات واألبحاث االقتصادية والسياسية‬‫واالستراتيجية باإلسكندرية‪.‬‬ ‫ شــارك بأوراق بحثيــة في عدة مؤتمــرات ومهرجانات أدبيــة وثقافيــة أُقيمت‬‫بالقاهـــرة ‪.‬‬ ‫ نُ ِشـرت له عدة بحــوث ومقاالت متنوعة ‪ ،‬وقصص قصــيرة ‪ ،‬ودراسات‬‫متنوعة أدبية ونقدية وقضايا دينية واجتماعية ‪ ،‬في معظم الصحـف والمجـالت‬ ‫المصرية والعربية ‪ ،‬كما أُذيِعت له عدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية ‪ ،‬وله تحت الطبع‬ ‫عدة أبحاث وكتب منها ‪ :‬الدكتور عبد العزيز القوصي مسيرة عطاء‬ ‫– دراسات نقدية في القصة القصيرة والرواية – الرافعي أمير البيان ‪.‬‬

‫‪42‬‬


‫‪178‬‬ ‫ نبدأ رحلتنا ونتعرف أكثر على ضيفنا مالذي جعلك تجمع بين البحث العلمي‬‫وخبايا القرآن والتاريخ والمسار األدبي؟ وكيف وفقت بين ذلك؟‬ ‫ د‪ .‬سليمان جادو أخذت أنهل من كل العلوم العربية بشتى أنواعها فأحسست كل‬‫األجناس األدبية لها تميز وتفرد عن األخرى وأحمد هللا الذي شرفني أن أكون من‬ ‫الذين ينضوون تحت لواء القرآن ولغتنا العربية الخالدة ‪ ،‬وقد سلكت هذا المسلك‬ ‫لشغفي الشديد بالعلم والبحث عامة في كافة نواحي المعارف االنسانية‪ ،‬وألني‬ ‫أعتز بثراتنا العربي المجيد الذي يشرف الجميع على إمتداد تاريخه الطويل‬ ‫والعصور المختلفة‪.‬‬ ‫ المشروعات الصغيرة وآلية التنفيد عنوان جدير باالهتمام هل هذا يعني لو‬‫أردت االستثمار كتابك سيكون دليلي للنجاح دون العودة لك؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو هذا البحث ثمرة جهد كبير حاولت أن أجمع فيها كل التحارب‬‫الناجحة خاصة لشبابنا العربي وفي مختلف البلدان العربية النامية بسبب دورها‬ ‫المحوري في اإلنتاج والتشغيل واذرار الدخل واالبتكار والتقدم التكنولوجي‪ ،‬عالوة‬ ‫على دورها في تحقيق األهداف االقتصادية واإلجتماعية لجميع الدول‪.‬‬ ‫ أيضا كتابك تنمية سيناء يبدو ثروة الستغالل ثروات سيناء وجعلها جنة األرض‬‫التي شرفها هللا بكتابه فماهي التي أثمرت بسيناء؟ أم بقي قيد الورق ولم تبذر‬ ‫بدوره بعد ؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو بالفعل كتاب "تنمية سيناء المشكالت والحلول " هو بمثابة العالج‬‫الناجح للتنمية في سيناء وهذا الجزء الغالي من أرض الوطني الغالي ‪ ،‬والذي‬ ‫لسنوات طويلة في تهميش وتجهيل واغفال لتنمية واستغالل هذا البحث الضخم‬ ‫الذي يتراوح بين المائتين صفحة ‪،‬المشكالت والعقبات التي تقف حجر عثرة في‬ ‫البناء والتنمية‪ ،‬إتفاقية السالم( كامب ديفيد ) ‪ ،‬اإلرهاب وحدائق الشيطان‪ ،‬هاجس‬ ‫تمليك األراضي‪ ،‬غياب الجانب االقتصادي في خطط الدولة المصرية ‪ ،‬موقفها‬ ‫المربك وعدم اإلستقرار ‪ ،‬سرقة الوادي المقدس ‪ ،‬تهريب الوقود ‪ ،‬سقوط البدو من‬ ‫ذاك رة الدولة ثم وضحت التصورات و الحلول للتنمية‪ ،‬ومنها بإيجاز‪ ،‬مراجعة‬ ‫األحكام الغيابية الكاملة بداية الحلول‪ ،‬التنمية البشرية أساس األمن في سيناء ‪،‬‬ ‫مطالبات أدباء سيناء ‪ ،‬سيناء الجديدة " نظرة مستقبلية " تنمية سيناء المشروع‬ ‫القومي لمصر ‪،‬بنوك معلومات لتحديث اإلمكانات والموارد الحقيقية ‪ ،‬دمج‬

‫‪43‬‬


‫‪178‬‬ ‫المجتمعات البدوية الخطوة الصحيحة للتنمية ‪ ،‬االهتمام بالتنمية الزراعية في شمال‬ ‫سيناء ‪ ،‬وأتمنى من اصحاب القرار أن يؤخد هذا البحث بعين االعتبار‪.‬‬ ‫ الخطاب الديني وصناعة المعرفة بالمجتمع عنوان حساس جدا هل استطعت أن‬‫تحتوي أطياف الفكر والتوفيق بين هذه الرؤى؟ ومامدى تأثيرك على المجتمع ؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو الخطاب الديني وصناعة المعرفة بالمجتمع من القضايا المعاصرة‬‫والتي أصبحت تشغل بال كل مسلم مثقف واع بطبيعة هذا العصر ‪ ،‬وبما تعانيه‬ ‫أمتنا اإلسالمية العربية من أزمات ذلك ألن الخطاب هو األذاة للتبليغ والتواصل‬ ‫والحوار مابين أبناء األمة نفسها وبينها وبين األمم األخرى ‪ ،‬وهذه األداة هي مقياس‬ ‫نضج األمة ومعيار مقدرتها على ممارسة ذلك التبليغ والتواصل والحوار ‪.‬‬ ‫ هل الخطاب الديني من وجهة نظرك له عالقة بالقراءات الجديدة للقرآن ‪ ،‬من‬‫طرف القرآنين كما يطلق عليهم هذا اإلسم؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو ال ليس له أي عالقة بالقراءات الجديدة للقرآن‪ ،‬وانما الخطاب‬‫الديني المقصد به هو أن يساير الخطاب روح العصر ويواكب العصر الحديث‬ ‫الذي يعج بالقضايا والمشكالت المعاصرة في محيطنا العربي االسالمي ‪ ،‬ولكن‬ ‫مع الحفاظ على التراث الديني ‪،‬وعدم اإلخالل بالقيم والمبادىء والتراث اإلسالمي‬ ‫الخالد الذي خلفه الرعيل األول من األئمة والعلماء الثقات‪.‬‬ ‫ هل عندك مخطوطات ماتزال قيد إستكمالها في مجال النقد ألن نتاجك التوجد به‬‫هذه البصمة خاصة واننا بحاجة لنقاد إلحتواء موجة الكتب الجددووضعهم‬ ‫علىالمسار الصحيح ؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو نعم لدي الكثير من الرؤى والكتابات النقدية التي أكتبها وتناولها‬‫بالدراسة المعمقة والمستفيضة لبعض األدباء والكتاب الجادين والذين تجود‬ ‫قرالحهم بإبداعات رائعة أثرت هذا المجال الذي يفتقر للكتابات النقدية الرصينة‬ ‫والذي بالفعل تحتا جه المكتبة العربية ‪ ،‬ويثري أفئدة األدباء والنقاد لالطالع على‬ ‫مثل هذه الكتابات القيمة ‪.‬‬

‫‪44‬‬


‫‪178‬‬ ‫ مارأيك في مبادرات النقد بالمجموعات اإللكترونية هل تستوفي حق الحرف أم‬‫أنها تعد إجمالي مشجعة لالقالم الجديدة ؟‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو أرى أن النقد بهذه المجموعات مازال فجا لم يستحق تلك المنظومة‬‫ولم يعالج الكتابات التي تطرح بصدق وأمانة وموضوعية ‪ ،‬إنما مزال يشوبه الكثير‬ ‫من المدح واألطباء وهو سبب الضعف والخواء الذي نمربه ‪.‬‬ ‫ نلتقي على المحبة دوما ونبسط لكم شراين القلب جسورا تكسر الحدود الوهمية‬‫التي كبلنا بها االستعمار ولك حرية الكلمة باالخير ‪.‬‬ ‫ د‪.‬سليمان جادو اثيل الشكر واالمتنان على هذه الفسحة التي سمحت لنا اماطة‬‫الستائر على بعض مايختلج بالروح والعقل ‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫‪178‬‬

‫محمد صديق الحمكي‬ ‫الحياة ليست ثابتة‪ ،‬إنما هي متغيرة‪ ،‬فالظروف تتغير بين الحين واآلخر ألسباب‬ ‫عديدة‪ .‬ومن يريدون النجاح؛ عليهم أن يتأقلموا مع الظروف ليستمروا بالعطاء‬ ‫وينجحوا فيما يفعلوه‪...‬‬ ‫سأختص بذكر مسألة التعليم ألنه اختصاصي‪ .‬بسبب ما يمر به العالم وبالدنا من‬ ‫ظرف طاريء‪ ،‬ال بد للتعليم أن يستمر أو أن نجمد عقولنا ونحجرها ونعرقل‬ ‫استمرار التعليم‪ ،‬وبهذا يكون المتضرر األساسي هو الطالب والتالميذ‪.‬‬

‫‪46‬‬


‫‪178‬‬ ‫قامت وزارة التربية بصورة عامة بمحاولة للتأقلم مع الوضع ودفع عجلة التعليم‬ ‫لألمام‪ ،‬من خالل خلق منصة الكترونية منظمة بطريقة بسيطة وجميلة (فقد اطلعت‬ ‫عليها) يتم من خاللها التواصل بين الطالب والكادر التعليمي لالستمرار والتقدم‪...‬‬ ‫ولكن مع كل األسف‪ ،‬ان من قام بايجاد هذه الفكرة قد تناسى العنصر األساسي في‬ ‫هذه العملية برمتها‪ ،‬وهي "المتعلمين"! كان من األجدر أن يوجدوا طريقة إليصال‬ ‫اإلنترنت للمتعلمين بصورة مجانية وتوفير أجهزة يستخدمها المتعلمين وتكون‬ ‫بأسعار إذا لم نقل مجانية فتكون مدعومة على أقل تقدير‪.‬‬ ‫هذا من جهة‪ ،‬أما من جهة أخرى‪ ،‬فيتوجب على كل صاحب عقل متحجر أن يدهن‬ ‫عقله ببعض الزيت (ويفضل أن يكون زيت زيتون أصلي) ليلين ويتطور ويتقبل‬ ‫فكرة التواصل عبر اإلنترنت‪ ،‬ألن هذه الطريقة يتم استخدامها منذ سنين وقد أثبتت‬ ‫فاعليتها‪ ،‬ولكن كما نعلم بأن بلدنا العظيم ذو التاريخ المجيد يمتلئ بالمفكرين‬ ‫والفالسفة! الذين يجدون أن هذه الفكرة غير مجدية‪ ،‬وكان ليكون من المجدي أن‬ ‫كانت الوزارة استبدلت هذه العقول بجوامد ذوات عقول الكترونية‪ ،‬وكان ليكون‬ ‫التعليم قد سلك دربا أسهل لالرتقاء‪...‬‬ ‫اخيرا وليس آخرا‪ ،‬ادعو من هللا القوي الكبير القادر على التغيير أن يهدي أصحاب‬ ‫العقول المتحجرة‪ ،‬أو أن يستبدل هذا الجيل باكمله ليحل محله قوم اخرين قد يكونوا‬ ‫نافعين ال ضارين‪.‬‬

‫‪47‬‬


‫‪178‬‬

‫عــامل صــارم عـــارٍ‬ ‫عـــامل الغـــفلة‬ ‫د‪ .‬المفرجي الحسيني‬ ‫ألعالم صارم وناقص‪ ،‬يتجه إلى ما‬ ‫ال ندري‪ ،‬حيث الوجوه تسري إلى فضوة‬ ‫الروح‪ ،‬إلى زحمة المساحات ‪،‬ربيع‬ ‫أخضر‪ ،‬الغسق بالوان مختلفة‪ ،‬وجوه‬ ‫تهوى‪ ،‬شيوخ مفككة في فسحة ألزمن‪،‬‬ ‫ألالجدوى كرعشة في دخان ألنارجيالت‪،‬‬ ‫الكالم تراب يهبط في فضائه‪ ،‬في عتمة تغير على شمسها‪،‬‬ ‫تسبق الظالم‪ ،‬جميل هذا الكون في ليل حدائق النجوم‪ ،‬أياد تشربها الحزن‪،‬‬ ‫الليل بما يحمل من مطر‪ ،‬سيعيد ما كان عليه في الجسد ألواهن ألحزين‪،‬‬ ‫تطمأن حتى استوى وراء االديم ‪،‬حلم حميم حقيقة ‪ ،‬كان الردى يلتقي المساء‪،‬‬ ‫الشمس نهاية االفق ‪،‬تُهيأ مخدعها‪ ،‬يرسمه الليل‪ ،‬غربه متشحة بقميص منشى‬ ‫بالمساء ‪،‬المصابيح زرقاء تعلن ‪ ،‬تلف المساء لرحلة عمر حائله في االعماق‬

‫‪48‬‬


‫‪178‬‬ ‫السحيقة لوجود ادنى عندما يتفتح الليل العيون زاخرة في الزمان‪ ،‬نتخذ المساء‬ ‫انطواء في االفنية حيث تقام االيام أو في ما تبقى حيث يتجسد بشكل في غفلة ‪ ،‬ال‬ ‫تعود معنى ما أن تدرك ‪..‬كما األمر دوما‪ ،‬عراة مع األبد‪ ،‬نشبه آدم ‪،‬الفجر على‬ ‫الزقاق النائمة‪ ،‬ألريح عاصف‪ ،‬ندخل العالم ونخرج كما كنا عندما يتوقف كل شيء‪،‬‬ ‫تبدأ حركتنا‪ ،‬من ذاكرة الليل ومن ذاكرة الضوء سنحدق في وجه الموت‪ ،‬كجميع‬ ‫االشياء ‪،‬يلتحم الموتى مع بعضهم‪ ،‬حيث الموت يملي مفاتنه في زاوية العتمة‪،‬‬ ‫نبحث في عجل‪ ،‬عن شيء نكسره‪ ،‬ننتظر صباحا آخر‪ ،‬ما زال الليل غريبا‪ ،‬يمنح‬ ‫كل االشياء نعومتها‪ ،‬ـ سوى النوم ـ حركة يكتسبها الجسد‪ ،‬إنه الصباح ‪،‬مراكب‬ ‫الليل تطفو على بعد من النافذة‪ ،‬مثل شراع أخضر على دكة الوقت ‪،‬ثقوب الهواء‬ ‫ستكون حتما كل هذه النوافذ‪ ،‬في األزقة الضيقة تدل على فسحة محدودة تتقاطع‬ ‫النهاريات على وطأة الجسد‪ ،‬في غمرة الزمن الوضيئة‪ ،‬بعضنا ما زال حيا في‬ ‫ركام الكلمات‪ ،‬آخرون مروا من رصيف الدقائق‪ ،‬إلى دوحة العتم‪ ..‬مرت أعوام‪،‬‬ ‫منها عام الغفلة‪ ،‬أشياء يملى بها صندوق لفراغات األشياء خاطئون‪ ،‬ارتكبت‬ ‫االشياء‪ ،‬قبلها كنا على الموج نمشي‪ ،‬في أزقة قديمة‪ ،‬بين طيات السنين‪ ،‬مخفية‬ ‫والحزن أيضا‪ ،‬مصفوفة في الضوء‪ ،‬والضوء غريب‪ ،‬كثيرا ما نتذكر الغياب‬ ‫والغيبة‪ ،‬نجامل‪ ،‬نسأل‪ :‬كيف الطواف في سنين الغفلة؟ نسأل انفسنا‪ :‬كم أضعنا من‬ ‫العمر‪ ،‬في تقلبات أنواء السماء‪ ،‬نتخثر في كثرة الزمان‪ ،‬الزمان تكثر فيه المنازل‪،‬‬ ‫عندما كانت شبابيكها مشرعة دوما‪ ،‬بدون ستائر على حدائق عامرة‪ ،‬صرنا شيوخا‪،‬‬ ‫هرمنا اياما سودا‪ ،‬نفكر كم كان الوقت جميال‪ ،‬قبل سنوات الغفلة‪...‬‬

‫‪49‬‬


‫‪178‬‬

‫مجلة زهرة البارون العدد ‪178‬‬

‫‪50‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.